الجامع لمفردات الأدوية والأغذية  

لإبـن البيطـار

 

بسم اللّه الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله الذي خلق بلطيف حكمته بنية الإنسان، واختصه بما علمه من بديع البيان، وسخر له ما في الأرض من جماد ونبات وحيوان، وجعلها له أسباباً لحفظ الصحة وإماطة الداء، يستعملها بتصريفه في حالتي عافيته ومرضه بين الدواء والغذاء، نحمده حمد الشاكرين، ونصلي على أنبيائه أجمعين.

وبعد: فإنه لما رسم بالأوامر المطاعة العالية المولوية، السلطانية الأعظمية الملكية الصالحية النجمية، لا زالت نافذة في المغارب والمشارق، وأرزاقها شاملة لكافة الخلائق، وبواترها ماضية في قمم الأعداء والمفارق، بوضع كتاب في الأدوية المفردة تذكر فيه ماهياتها وقواها ومنافعها ومضارها وإصلاح ضررها، والمقدار المستعمل من جرمها أو عصارتها، أو طبيخها والبدل منها عند عدمها، قابل عبد عتباتها، وغذي نعمتها هذه الأوامر العالية بالامتثال، وسارع إلى الانتهاء إليها في الحال، ووضع هذا الكتاب مشتملاً على ما رسم به وعرف بسببه، وأودع فيه مع ذلك أغراضاً يتميز بها عما سواه، ويفضل على غيره بما اشتمل عليه وحواه.

الغرض الأول: بهذا الكتاب استيعاب القول في الأدوية المفرعة والأغذية المستعملة على الدوام والاستمرار عند الاحتياج إليها في ليل كان أو نهار، مضافاً إلى ذلك ذكر ما ينتفع به الناس من شعار ودثار، واستوعبت فيه جميع ما في الخمس مقالات من كتاب الأفضل ديسقوريدوس بنصه وكذا فعلت أيضاً بجميع ما أورده الفاضل جالينوس في الست مقالات من مفرداته بفصه ثم ألحقت بقولهما من أقوال المحدثين في الأدوية النباتية والمعدنية والحيوانية ما لم يذكراه، ووصفت فيها عن ثقات المحدثين، وعلماء النباتيين ما لم يصفاه، وأسندت في جميع ذلك الأقوال إلى قائلها، وعرفت طرق النقل فيها بذكر ناقلها، واختصصت بما تم لي به الاستبداد وصح لي القول فيه ووضح عندي عليه الاعتماد.

الغرض الثاني: صحة النقل فيما أذكره عن الأقدمين، وأحرره عن المتأخرين، فما صح عندي بالمشاهدة والنظر وثبت لدي بالخبر لا الخبر ادخرته كنزاً سرياً وعددت نفسي عن الاستعانة بغيري فيه سوى الله غنياً، وما كان مخالفاً في القوى والكيفية، والمشاهدة الحسية في المنفعة والماهية للصواب والتحقيق أو أن ناقله أو قائله عدلاً فيه عن سواء الطريق، نبذته ظهرياً وهجرته ملياً، وقلت لناقله أو قائله لقد جئت شيئاً فرياً، ولم أحاب في ذلك قديماً لسبقه، ولا محدثاً أعتمد غيري على صدقه.

الغرض الثالث: ترك التكرار حسب الإمكان، إلا فيما تمس الحاجة إليه لزيادة معنى وتبيان.

الغرض الرابع: تقريب مأخذه بحسب ترتيبه على حروف المعجم مقفى ليسهل على طالب ما طلب من غير مشقة ولا غناء ولا تعب.

الغرض الخامس: التنبيه على كل دواء وقع فيه وهم أو غلط المتقدم أو متأخر لاعتماد أكثرهم على الصحف والنقل، واعتمادي على التجربة والمشاهدة حسب ما ذكرت قبل.

الغرض السادس: في أسماء الأدوية بسائر اللغات المتباينة في السمات، مع أني لم أذكر فيه ترجمة دواء إلا وفيه منفعة مذكورة، أو تجربة مشهورة.

وذكرت كثيراً منها بما يعرف به في الأماكن التي تنبت فيها الأدوية المسطورة، كالألفاظ البربرية واللاطينية وهي أعجمية الأندلس إذ كانت مشهورة عندنا، وجارية في معظم كتبنا، وقيدت ما يجب تقييده منها بالضبط وبالشكل والنقط تقييداً يؤمن معه من التصحيف، ويسلم قارئه من التبديل والتحريف إذ كان أكثر الوهم والغلط الداخل على الناظرين في الصحف إنما هو من تصحيفهم لما يقرؤونه أو سهواً لورّاقين فيما يكتبونه.

وسميته: بالجامع لكونه جمع بين الدواء والغذاء، واحتوى على الغرض المقصود مع الإيجاز والاستقصاء، وهذا حين أبتدي، وبالله أستعين وأهتدي فأقول:

حرف الألف

آالسَن: اسم يوناني أوله ألفان، الأولى منهما مهموزة ممدودة، والثانية هوائية ولام مضمومة ثم سين مهملة مفتوحة بعدها نون، وبعضهم يكتبها بواو ساكنة بعد اللام، وبعضهم يحذفها وهو الدواء المعروف اليوم بالشام بحشيشة اللجاة وحشيشة السلحفاة أيضاً. ديسقوريدوس في الثالثة: هو دواء يستعمل في وقود النار وهو في المجس إلى الخشونة ما هو ذو ساق واحدة وله ورق مستدير وله في أصول الورق ثمر في شكل الترس ذو طبقتين فيه بذر صغير إلى العرض ما هو ذو ساق واحدة، وينبت في مواضع جبلية وأماكن وعرة، وإذا شرب طبيخه سكن البرد إذا كان بلا حمى، وإذا أمسك باليد أو نظر إليه فعل ذلك أيضاً، وإذا سحق وخلط بالعسل ولطخ على البثور اللبنية والكلف نقاه، وقد يظن به أنه إذا دق وصير في طعام وأكل منه المعضوض من كلب كلب أبرأه، وقد يقال أنه إذا علق في بيت حفظ صحة أناس كانوا فيه أو بهائم وإذا شدّ في خرقة حمراء وعلق على بعض المواشي سكن أوجاعها. جالينوس في السادسة: إنما سمي هذا الدواء بهذا الاسم أعني آالوس لأنه ينفع من نهشة الكلب الكلب نفعاً عجيباً وقد يسقى منه أيضاً مراراً كثيرة من قد تمكن منه الكلب واستحكم فيه إذا شربه وحده إلا أن فعله لما يفعله من هذا إنما هو بسبب خاصية جملة جوهره، وقد قلت قبل أن ما هذا سبيله من القوي إنما يدرك بالتجارب فقط من غير أن يكون في استدراكه شيء من الطرق الصناعية جارية على القياس، وأما معرفة قوة هذا الدواء الذي يمكننا استعماله في أشياء كثيرة فهي أن قوته تجفف باعتدال وتحلل، وتجلو أيضاً جلاءاً يسيراً ولذلك صار ينقي الكليتين ويذهب الكلف من الوجه، وقال في الأدوية المقابلة للإدواء عن ديمقراطيس: هذا النبت يشبه الفراسيون إلا أنه أخشن منه وأكثر شوكاً كما يدور ويخرج وردة يضرب لونها إلى الحمرة الكمدة وينبغي أن يلتقط هذا الدواء في وقت طلوع الشعرى العبور ويجفف ويدق وينخل ويخزن فإذا كان في وقت الحاجة إليه سقيت منه من عضة الكلب الكلب مقدار ملعقة بماء العسل أربع أواق ونصفاً. لي: زعم بعض الأندلسيين أن هذا الدواء وهو المسمى باليونانية آالوسن هو الدواء المعروف عندهم بالقارة بالقاف وذلك لمنفعته من عضة الكلب الكلب أيضاً وليس كما زعم بل هو الدواء الذي ذكرته وترجمت عنه فأعلمه والقارة هو الدواء المسمى باليونانية سطاخنوس وسيأتي ذكره في حرف السين. وذكر الغافقي: دواء آخر وسماه عشبة السباع وهو ينفع من عضة الكلب الكلب وقد ذكرته في حرف العين المهملة، وذكر أيضاً عشبة السباع هي الكراث بغير تشديد وليس هو المشدد الذي يؤكل ولا يشاكله وسنذكره في حرف الكاف. وذكر أيضاً دواء آخر قال: هو نبات يشبه الشبت شبهاً كثيراً في ساقه وورقه ورائحته ومنابته في أرض دقيقة رقيقة ذات حجارة، وله أصل طويل كالشلجم الطويل أو الجزر وطعمه حلو وفيه حرارة كثيرة، وإذا أخذ من لحاء أصله شيء ودق واستخرج ماؤه وسقي منه المعضوض من كلب كلب قدر درهمين في لبن حليب قيأه وينتفع به جداً. وزعم قوم أنه يسقي المعضوض الذي فزع من الماء وأشرف على الهلاك وينبغي أن يعصر الماء من ثلاثة أصول طرية، فإن لم تجد الأصل طرياً أخذ من أصله يابساً ويسحق ويسقى منه من زنة درهم إلى درهمين. بحسب القوة والعلة.

اآطريلال: اسم بربري وتأويله رجل الطائر أوله ألفان الأولى منهما مهموزة ممدودة وطاء مهملة مكسورة وراء مهملة مكسورة أيضاً ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة بعدها لام ألف ثم لام، وهذا النبت يعرف بالديار المصرية برجل الغراب، وبعضهم يعرفه بجزر الشيطان أيضاً، وهو نبات يشبه الشبت في ساقه وحمته وأصله، غير أن حمة الشبت زهرها أصفر، وهذا النبات زهره أبيض ويعقد حبَاً على هيئة ما صغر من حب المقدونس أو كبزر النبات الذي يعرف أيضاً بمصر بالخلة، غير أنه أطول منه بقليل وأصغر جرماً وفيه حرارة وحراقة ويسير مرارة وهو عند ذوقه يحذي اللسان. وهو حار يابس في آخر الثانية وبزره هو المستعمل منه خاصة في المداواة، ينفع من البهق والوضح نفعاً بيناً شرباً وأوّل ما ظهرت منفعة هذا الدواء واشتهرت بالمغرب الأوسط من قبيلة من البربر تعرف ببني أبي شعيب من بني وجهان، من أعمال بجاية وكان الناس يقصدونهم لمداواة هذا المرض، وكانوا يضنون بها ويخفونها عن الناس ولا يعلمون إلا خلفاً عن سلف إلى أن أظهر الله عليها بعض الناس فعرفها وعرفها لغيره فانتشر ذكرها، وعرف بين الناس عظم نفعها، ويستعمل على أنحاء شتى فمنهم من يسقى منه بمفرده، ومنهم من يخلط بوزن درهم منه وزن ربع درهم من العاقر قرحاً يسحق الجميع ويلعق بعسل النحل، ويقعد الشارب له في شمس حارة مكشوف المواضع البرصة للشمس ساعة أو ساعتين حتى يعرق، فإن الطبيعة تدفع الدواء بإذن خالقها جل وعز إلى سطح البدن من المواضع البرصه فينفطها ويقرحها ولا يصيب ذلك شيئاً من المواضع السليمة من البرص أصلاً، فإذا تفقأت تلك النفاطات وسال منها ماء أبيض إلى الصفرة قليلاً فلينزل سريعاً حينئذ إلى أن تندمل تلك القروح، ويبدو لك تغير لون الموضع الأبيض إلى لون الجلد الطبيعي وخاصة ما كان من هذا المرض في المواضع اللحمية فإنه أقرب إلى المداواة وأسهل انفعالاً مما يكون منه في مواضع عرية عن اللحم، وقد جربته غير مرة فصح فحمدت أثره وهو سر عجيب في هذا المرض، وقد رأيت تأثيره مختلفاً ففي بعض يسرع انفعاله فيه في أول دفعة من شربه أو دفعتين أيضاً، وفي بعض أكثر من ذلك ولا يزال يسقى العليل منه كما قد بينا آنفاً وتقعده في الشمس مرة وثانية وثالثة إلى أن ينفعل بدنه ويتبين لك صلاحه، وخير أوقات شربه بعدما يجب تقديمه من استفراغ الخلط الموجب لهذا المرض في أيام الصيف أو في وقت تكون الشمس فيه حارة. الشريف: بزر الحشيشة المسماة آاطريلال إذا أخذ منه جزء ونصف جزء ويؤخذ من سلخ الحمية وورق السذاب جزء وسحق الجميع ويسف خمسة أيام في كل يوم ثلاثة دراهم بشراب عنب شفاه من البرص مجرب، لا سيما إذا وقف شاربه في الشمس حتى يعرق، وإذا سحق بزر هذه الحشيشة ونخل وعجن بعسل منزوع الرغوة ويستعمل لعوقاً، وشرب منه كل يوم مثقالان بماء حار خمسة عشر يوماً متوالية أذهب البرص لا محالة، وإن سحق البزر ونفخ في الأنف أسقط الجنين. الزهراوي: بزر هذه الحشيشة ينفع المغص شرباً. لي: زعم الشريف أن هذا الدواء هو بزر أحد النبات المسمى باليونانية دوفس وليس هو كذلك فاعلمه. وقالت جماعة من أهل صناعتنا أيضاً أنه بزر النبات المسمى رعي الإبل وعندي فيه نظر لأن ديسقوريدوس يقول في رعي الإبل أن ساقه مزوّى بالحشيشة المسماة آاطريلال ساقها مدوّر لينظر ذلك.

آاكثار: 4 اسم بربري أيضاً الكاف فيه مضمومة بعدها ثاء منقوطة بثلاث نقط من فوقها  وهي مفتوحة ثم ألف وراء مهملة. أبو العباس النباتي: هذا الدواء معروف بشرق بلاد العدوة وهو المسمى بالبلغوطة عند عرب برقة وببلاد القيروان أيضاً معروف به عند الجميع يأكلون أصله بالبوادي مطبوخاً وهو نبات جزري الشكل في رقة وهو دقيق له ساق مستديرة معروفة طولها ذراع وأكثر وأقل في أعلاها إكليل مستدير يشبه إكليل الشبت إلا أن زهره أبيض يخلفه بزر دقيق يشبه الصغير من بزر النبات المعروف بالأندلس بالبستناج، وهي الخلة بالديار المصرية، وطعمه إلى الحرافة ما هو وله تحت الأرض أصل مستدير على قدر جوزة وأكبر قليلاً وأصغر لونه أبيض وهو مصمت إلا أنه هش إذا جف عليه قشر أسود وطعمه حلو فيه بعض مشابهة من طعم الشاهبلوط، فيه حرافة يسيرة وينبت كثيراً في المزارع وفي الجبال وقد يكون عندنا بالأندلس بجبال رندة وما والاها وبشعراء قرمونة من أعمال أشبيلية منه شيء يسير. لي: شاهدت نباته بأرض الشام بموضع يعرف بعلمين العلما بين نبات الذرة، ورأيته أيضاً بموضع آخر من أرض الشام يعرف بقصر عفراء بقرية بالقرب من نوى. للشريف الإدريسي: البربر يجمعونه في سني المجاعة ويعملون من أصوله رغفاً تؤكل حارة بالزبد مثل ما يؤكل في خبز النوع من اللوف المسمى بالبربرية آابري ونباته في الفحوص وأصله مجدر كثير الجدري، وهو حار يابس في الثانية إذا أدمن أكله أو شرب منه مثقالان على الريق بماء الحسك المطبوخ فتت الحصاة وأخرج الديدان من البطن، وإذا أكل خبزه نوّم نوماً معتدلاً، وإن أكل غضاً بغير حجاب دسم بثر اللسان وخشن الحلق وإذا ضمدت به الأورام البلغمية التي تكون في الساقين ليلة حلل ورمها ونفع منها نفعاً بليغاً.

آارغيس: بربري أيضاً الراء منه مهملة ساكنة بعدها غين معجمة مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة بعدها سين مهملة، وهو قشر أصل شجرة البرباريس وأهل مصر يسمونه عود ريح مغربي وهو حار في الأولى يابس في الثانية. كتاب التجربيين: إذا استخرجت عصارته بالطبخ نفعت مما ينفع منه الخولان الهندي وإذا طبخت وتمضمض بطبيخها نفعت من القلاع في كل سن وكل نوع منه منفعة بالغة، وإذا أنقع في ماء الورد وقطر في العين جفف رطوبتها ونفع من بقية الرمد المزمن، وإذا استعمل قبل الرمد حفظ العين وإذا احتقن بطبيخه نفع من قروح الأمعاء الوسخة. الغافقي: أصل شجرة البرباريس إذا طبخ بشراب أو خل وسقي نفع من أوجاع الكبد منفعة عظيمة ويلين ورمها. لي: أطباء مصر يستعملونه في مداواة أمراض العين بدلاً من الماميران الصيني والماميران الصيني أو المكي أيضاً بدلاً منه إذا عدم.

آامليلس: الميم واللامان منه مكسورة والسين مهملة. أبو العباس النباتي: اسم بربريِ لشجر معروف ببلاد المغرب الأقصى إلى أفريقية المستعمل منه لحاؤه للصغار في الوجه والاستسقاء، مجرب في ذلك معروف عندهم ثمره وهي عناقيد لونه أحمر ثم يسودّ على قدر المتوسط من ثمرة الكاكنج. الغافقي: هو شجر يعلو فوق القامة ويتدرج وله ورق نحو من ورق الآس الأخضر ناعم وله ثمر في قدر حب الضرو وإذا نضج اسودَّ لين الملمس وله خشب صلب داخله أصفر إلى البياض ملمع بحمرة يسيرة وأكثر ما يستعمل منه لحاء أصله إذا شرب نقيعه أسهل البطن وهو يقوي الكبد والطحال ويفتح سددهما ويذهب اليرقان إذا طبخ مع اللحم وشرب المرق له.

آافشوا: كتاب الرحلة اسم بربري معروف بالمغرب بملينة سبتة يستعملونه في النضج والتحليل مشروباً وضماداً، وهو المعروف عند بعض من مضى من الشجارين بالأندلس بالقنطوريون الأصفر وليس كذلك وليس هو من القنطوريون بشيء لا في الصفة ولا في القوّة وهو مما ينبت حوالي المياه وسروب العيون والجبال، وورقه على قدر ظفر الإبهام وأغصانه قائمة ولونه كلون الورق إلى البياض مجتمع النبات، زهره في أطراف القضبان أصفر مليح الصفرة منفرش الشكل.

ابهل: زعمت جماعة من الأطباء أنه العرعر وهو خطأ. إسحاق بن عمران: الأبهل هو صنف من العرعر كبير الحب وهو شجر كبير له ورق شبيهة بورق الطرفاء وثمرته حمراء دسمة تشبه النبق في قدرها ولونها وما داخله مصوّف له نوى ولونه أحمر إذا نضج كان حلواً في المذاق وفيه بعض طعم القطران ويجمع في وقت قطاف العنب. ديسقوريدوس في المقالة الأولى: براي وهو الأبهل وهو صنفان، وذلك أن منه ما ورقه شبيه بورق السرو وهو أكبر شوكاً من غيره من الأبهل وهو كريه الرائحة، وهذه الشجرة مستديرة شديدة الإستدارة وهي تذهب في العرض أكثر منها في الطول، ومن الناس من يستعمل ورقها بدلاً من البخور، ومنه ما ورقه شبيه بورق الطرفاء. جالينوس في المقالة السادسة: هذا نبات قوي التجفيف في كيفيته الموجودة في طعمه على مثال ما هي عليه في الشربين، إلا أنه أحد من الشربين وكأنه في المثل أطيب رائحة منه، وله أيضاً مرارة وقبض أقل مما في الشربين وهذا مما يدل على أنه أحدّ من الشربين، فهو لذلك يحلل أكثر منه ومن أجل ذلك صار لا يقدر أن يحمل الجراحات لشدة حرارته ويبوسته وذلك أن فيه من الحرارة واليبوسة جميعاً مقداراً ما يخرج به إلى أن يكون يهيج ويلهب، وأما القروح التي تحدث فيها العفونة فهو نافِع فيها كالشربين وخاصة العفونة الرديئة الخبيثة التي قد استحكمت وتمكنت منه زماناً طويلاً، فإن العفونة إذا كانت بمثل هذا الحال احتملت قوة هذا الدواء من غير أذى وهو أيضاً ينقي القروح المسوفة الوسخة إذا وضع عليها مع العسل، ويقلع الحمرة وبسبب لطافته، يدرّ الطمث أكثر من كل دواء يدره ويبوّل الدم ويفسد الأجنة الأحياء ويخرج الأجنة الموتى، وليوضع هذا الدواء من اليبوسة والحرارة في الدرجة الثالثة على أنه أيضاً من الأدوية التي هي لطيفة جداً ولذلك صار يخلط بالأدهان الطيبة وخاصة في أخلاط الدهن المسمى غلوفس أي دهن عقيد العنب. ويقع أيضاً في كثير من المعجونات وغيرها من الأدوية التي تشرب، ومن الناس قوم يلقون منه مكان الدارصيني ضعفي وزن الدارصيني لأنه إذا شرب كانت قوته تلطف وتحلل. ديسقوريدوس: ورق كلا الصنفين يمنع سعي القروح الخبيثة ويسكن الأورام الحارة وإذا تضمد به نقى سواد الجلد وأوساخه التي تعرض من فضول البدن إذا استعمل مع العسل ويقشر خشكريشة الجمرة، وإذا شرب أبال الدم وأسقط الجنين وإذا تدخن به أو احتمل فعل ذلك وقد يقع في أخلاط الأدهان المسخنة وخاصة في أخلاط ثمن عصير العنب. الرازي: إذا سحق الأبهل وخلط بعسل وطلي به على اللثة المتقرحة العفنة أبرأها ابن سينا: ثمرة الأبهل تشبه الزعرور إلا أنها أشد سواداً حادة الرائحة طيبتها إذا أغليت في دهن الجل في مغرفة حديد حتى يسود ويقطر في الأذن نفعت من الصمم جداً. إسحاق بن عمران: إذا أخذ من ثمرة الأبهل وزن عشرة دراهم فجعل في قدر وصب عليه ما يغمره من سمن البقر ووضع على النار حتى ينشف السمن ثم سحق وجعل معه عشرة دراهم من الفانيذ وشرب منه كل يوم وزن درهمين على الريق بماء فاتر فإنه نافع لوجع أسفل البطن العارض من البواسير. مسيح: يسهل البطن ويقتل الدود وحب القرع. التجربيين: الأبهل إذا درس مع التين اليابس وضمحت به الأطراف الجامدة نفعها نفعاً بيناً وشربته لإدرار الطمث بالتمادي عليه من درهمين إلى ثلاثة دراهم مسحوقاً معجوناً بالعسل، ولا يسقاه المحرورات من النساء ولا الضيقات الأسافل. الشريف: وإذا أخذ من ثمرة الأبهل أوقية فسحق وأضيف إليه نصف أوقية سمن ومثلها عسل ولعق نفع من الربو. مجهول: إذا سحق الأبهل بخل وطلي به على داء الثعلب أبرأه.

إبريسم: ابن سينا في الأدوية القلبية: هو من المفرحات القوية وأفضله الخام منه وقد يستعمل المطبوخ منه خصوصاً إذا لم يكن صبغ وهو حار يابس، في الأولى فيه تقطيع وتنشيف وفيه بريق وشفيف، وله خاصية في تفريح القلب وتقويته ويعين على ذلك تلطيفه فيبسط الروح ويشفه وينميه فينوره وليس يختص بروح دون روح في حالة دون حالة بل هو ملائم لجوهر الروح كله حتى أنه ينفع الروح الذي في الدماغ لما شهد به من تقوية البصر إذا اكتحل به، ومنفعته في الحفظ والروح الذي في الكبد أيضاً لما شهد به من تسمينه، ومعلوم أن تسمينه ليس من جهة اغتذاء البدن منه فبقي أن يكون لتقويته الروح الطبيعية على التصريف، وهو مما يستعمل بلا تعديل. وذكر في الثاني من القانون: زعموا أن يبسه يمنع تولد الدم. المنهاج: أجوده أنعمه وأنقاه واستعماله يكون محرقاً وصفة حرقه بأن يجعل في قدر جديد ويطبق رأسها بطبق مثقب ثم يجعل على النار ولو كان أمكن استعماله مقصصاً لكان أبقى لقوته وإذا غسل بعد حرقه نفع من قروح العين وملأ حفورها وجفف بغير لذع، ولباسه لا يسخن كالقطن بل هو معتدل. ابن سمحون: وأول من أشار باستعماله محرقاً في دواء المسك المسيح بن الحكم وتبعه على ذلك جماعة ممن أتى بعده ورأى فيه رأيه، فأما محمد بن زكريا الرازي فإنه لم يأمر بحرقه ولا في واحد من كتبه التي قد قرأناها له، وأمر في كتابه إلى من لم يحضره طبيب أن يستخرج قوة الكثير منه في الماء بالطبخ الرفيق ويصفى ذلك الماء ويسقى به الأدوية وهي مسحوقة في هاون أو صلاية في شمس حارة حتى تتشربه وتكتسب منه قوة ثم يجفف ويستعمل عند الحاجة، وقال: وأكثر الأطباء يقرضونه دقاقاً أدق ما يقدر عليه ويسحق مع اللؤلؤ والكهرباء والبسذ وهو إذا فعل به ذلك ينسحق إِلى الحد الذي يراد منه.

أبنوس: ديسقوريدوس في الأولى: أقوى ما يكون منه الحبشي وهو أسود وليس فيه طبقات يشبه في ملاسته قرناً محكوكاً وإذا كسر كسراً كان كثيفاً يلذع اللسان ويقبضه وإذا وضع على جمر بخر بخاراً طيب الرائحة، ولم يقتر فأما ما كان منه حديثاً فلما فيه من الدسم يلتهب إذا قرب منه النار وإذا حك على مسن صار لونه إلى لون الياقوت ما هو وقد يكون أيضاً منه ببلد الهند، صنف فيه عروق لونها أبيض وعروق لونها ياقوتي، وهو كثيف أيضاً إلا أن الجنس الأول أجود، ومن الناس من يأخذ أغصان خشب بعض أصناف الشوك أو الخشب الذي يقال له سيساما وهو الساسم فيبيعه بدل الأبنوس لأنه شبيه به، والسبيل إلى معرفته من أنه رخو متشظ وفي لون شظاياه شيء من لون الفرفير لا يلدع اللسان ألبتة وإذا وضع على النار لم يفح له رائحة طيبة. جالينوس في السادسة: هذه الخشبة من الأشياء التي إذا حكت بالماء انحلت كما ينحل بالحك بعض الحجارات وصار عصارة وقوّتها قوَة مسخنة لطيفة تجلو ولذلك قد اتفق الناس فيه أنه يجلو منه ما كان قدام الحدقة فيحجبها عن النظر ويخلط أيضاً مع أدوية أخر من الأدوية التي تنفع القروح العتيقة من قروح العين والمواد المتحلبة إذا عتقت والبثور التي تحدث في العين من جنس النفاخات. ديسقوريدوس: وقوته جالية لظلمة البصر جلاءً قوياً ويصلح لسيلان الرطوبات إلى العين سيلاناً مزمناً ولقرحة العين التي يقال لها قلوقطس وإن عمل منه مسن وحكت عليه الشيافات كان فعلها أقوى وأجود، وإذا أردنا أن نعالج به أخذنا برادته ونشارته إذا خرط بالنشر وأنقعناها في شراب من شراب البلد الذي يقال له حنوس يوماً وليلة، ثم سحقناها أولاً سحقاً ناعماً ثم عملنا منها شيافات، ومن الناس من يسحقها أولاً ثم ينخلها ثم يفعل فيها مثل ما وصفنا، ومن الناس من يستعمل الماء بدل الخمر، وقد يحرق في قدر من طين حتى يصير فحماً ثم يغسل كما يغسل الرصاص المحرق فيوافق الرمد اليابس وحكة العين. ابن ماسة: جيد للدمعة والتنفط حول الحمالق. مسيح: وقوته الحرارة في الدرجة الثالثة ينفع من البلة المتقادمة والنفخة العارضة في المعدة ونشارته تنبت شعر الأشفار. ابن سينا: زعم قوم أنه مع حرارته يطفىء حرارة الدم وقالت الحور أنه يفتت الحصاة في الكلي شرباً والمغسول من محرقه ينفع من جرب العين. المنهاج: ينفع حرق النار ذروراً. سفيان الأندلسي: فيه تقوية للعين والنظر ونشارته إذا سحقت ناعماً ونثرت على القروح الخبيثة جففتها وأدملتها.

أبو قابس: هو الغاسول الرومي شاهدت نباته ونبات الدواء الذي يذكر من بعده ببلاد أنطاليا ورأيت أهل تلك البلاد يغسلون بأصولهما الثياب كما يفعل أهل الشام بأصول العرطنينا. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه أبو قابوس وهو شيء يقصر به الثياب، وهو نبات ينبت في سواحل البحر ومواضع رملية وهو تمنس يستعمل في وقود النار وهو نبات مخصب وله ورق صغار شبيهة بورق الزيتون إلا أنها أدق من ورق الزيتون وألين وفيما بين الورق شوك يابس لونه إلى البياض مزوّى متفرق بعضه من بعض وزهره شبيه برؤوس النبات الذي يقال له قسوس كأنه عناقيد متراكم بعضه على بعض إلا أنه أصفر وفي لونه شيء من الحمرة مع البياض وأصل غليظ لين مملوء دمعه مر الطعم، وتستخرج دمعته مثل ما تستخرج دمعة ثافسيا وقد تخزن الدمعة وحدها وتخزن أيضاً مخلوطة بع دقيق الكرسنة وتجفف والدمعة وحدها إذا أخذ منها مقدار أوثولوس أسهلت البطن مراراً وبلغماً ورطوبة مائية، وأما المخلوطة بالكرسنة فإنه يؤخذ منها مقدار أربع أوثولوسات بالشراب المسمى ماء القراطن، وقد يؤخذ أيضاً هذا النبات كما هو بأصله فيجفف ويدق ويعطى منه مدقوقاً ناعماً مع نصف قوطولي من الشراب المسمى ماء القراطن، وقد يستخرج أيضاً عصارة من أصل هذا النبات مثل ما يستخرج من ثافسيا ويعطى منها للإسهال مقدار درهمين، وأما أنوفسطس وهو نبات ينبت في الأماكن التي ينبت فيها أبو قابس، وهو صنف أيضاً من الشوك الذي تقصر به الثياب وهو نبات لاطىء مع الأرض له رؤوس رخوة وورق صغار فقط وليس له زهر ولا ساق وله أصل غليظ لين، فخذ ورق هذا النبات وأصله ورؤوسه واستخرج عصارتها ثم جففها وأعط منها مقدار لمثة أوثولوسات مع الشراب المسمى ماء القراطن من أردت أن تسهله رطوبة مائية أو بلغمية والإسهال بها يوافق خاصة من كان به عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب والصرع وأوجاع الأعصاب.

ابن عرس: ديسقوريدوس في الثانية: هو بعض الحيوان إذا سلخ وأخرج بطنه وطرح فيه ملح وجفف في الظل وشرب منه مثقالان بشراب كان أقوى علاجاً يكون للهوام كلها وإذا استعمل كان بادزهراً للدواء القتال الذي يقال له طفسيقون وجوفه إذا حشي بكزبرة وجفف في ظل وشرب نفع من نهش الهوام والصرع، وإذا أحرق كما هو في قدر وخلط برماده خل ولطخ به نفع من النقرس ودمه إذا لطخ على الخنازير نفع منها وقد ينفع المصروعين جالينوس في العاشرة أنا لم أجربه قط وقد ذكر قوم من أصحاب الكتب أن رماده إذا عجن بخل وطلي به النقرس ووجع المفاصل نفع ونوم. من طريق: أنه يحلل تحليلًا شديداً وإن جفف عين ابن عرس وشرب نفع أصحاب الصرع بهذه القوة المحللة، وقوم آخرون يقولون فيه وخاصة في العضو الذي يقوم له مقام المعدة أنه دواء نافع ويقاوم وينفع ويدفع كل سم من الهوام أيها كان غيره ولحمه يستعمل ضماداً على أوجاع الظهر ومن الرياح الغليظة ولذلك زعموا أن كعبه إذا أخرج وهو حي وعلق على المرأة لم تحبل. الرازي في الحاوي: ابن عرس إذا رأى طعاماً مشموماً يقشعر ويقوم شعره.

أبار: هو الرصاص الأسود وزعم بعضهم أنه إذا أحرق سمي كذلك ومنه قيل أشياف الأبار لأنه يقع فيه الرصاص محرقاً وسأذكر الرصاص في حرف الراء إن شاء الله.

ابزاز القطة: هو حي العالم الصغير بمدينة تونس وما والاها من أعمال أفريقية وسنذكره في حرف الحاء إن شاء الله.

إبرة الراعي: الغافقي وإبرة الراهب أيضاً يسمى بهذا الاسم نبات يقال له الحجلق وهو نوع من التمك وأيضاً التمك والنبات المسمى باليونانية لوقانيوس وصنف من النبات المسمى باليونانية غارانيون وهو الصنف الثاني منه، وكل واحد من هذه يعقف بعد. نورها شبيه بالإبر ومن الناس من زعم أن إبرة الراهب هي الشكاعا، ولذلك غلط قوم فظنوا إن الشكاعا واحدة من هذه الحشائش المذكورة قبل وليس منها.

أترج أبو حنيفة: هو كثير بأرض العرب وهو مما يغرس غرساً ولا يكون برياً وأخبرني  بعض الأعراب بأن شجرته تبقى عشرين سنة تحمل وحملها مرة واحدة في السنة وورقها مثل ورق الجوز وهو طيب الرائحة وفقاحه شبيه بنور النرجس إلا أنه ألطف منه وهو ذكي ولشجره شوك حديد. ديسقوريدوس في الأولى: هو نبات تبقى ثمرته عليه جميع السنة، وهو معروف عند جميع الناس والثمر بنفسه طويل لونه شبيه بلون الذهب طيب الرائحة مع شيء من كراهة وله بزر شبيه ببزر الكمثري. جالينوس في السابعة: جوف الأترج هو الذي فيه البزر حامض الطعم وقوته قوة تجفف تجفيفاً كثيراً حتى كأنه في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد وتجفف. إسحاق بن سليمان: لب الأترج يكون على قسمين، لأن منه ما هو تفه مائل إلى العذوبة اليسيرة قليلاً، ومنه الحامض القطاع فما كان منه تفهاً كان بارداً رطباً في الدرجة الثانية إلا أن برودته أكثر من رطوبته وما كان منه حامضاً كان بارداً يابساً في الدرجة الثالثة وكانت له قوة تلطف وتقطع وتبرد وتطفىء حرارة الكبد وتقوي المعدة وتزيد في شهوة الطعام وتقمع حدة المرة الصفراء وتزيل الغم العارض منها وتسكن العطش وتقطع الإسهال والقيء المريين وتنفع من القوباء والكلف إذا طلي عليهما وإن كان بالنفع من القوباء أخص ويستدل على ذلك من فعله في الحبر إذا وقع على الثياب فإنه إذا طلي عليه قلعه وذهب به ابن سينا في الأدوية القلبية: حماض الأترج من المقويات للقلب الحار المزاج النافعة من الخفقان الحار وفيه ترياقية تنفع لذلك من لسعة الجرارة وقملة النشر والحية أيضاً وقال في الثاني من القانون هو نافع من اليرقان يكتحل به فيزيل يرقان العين وهو رديء للعصب والصدر، وإذا طبخ بالخل وسقي منه نصف سكرجة قتل العلق المبلوعة وأخرجها وعصارته تسكن غلمة النساء. ابن رضوان قال: وجدت في كتاب الأطعمة أن من خواص حماضه مقاومة لحرارة المعدة وما يتولد فيها من المرة. والأطبخة التي تتخذ منه تشهي الطعام وتنفع الخفقان الحار والخمار والإسهال العارض من قبل الكبد وفي المرة الصفراء وتحبس ما يتحلب من الكبد إلى المعدة والأمعاء. إسحاق بن عمران: طبيخه نافع من الحمى مطفىء لحرارة الكبد التجربتين: حماضه يشهي الطعام للمحرورين وينفع من الماليخوليا المتولدة من احتراق الصفراء. جالينوس: وشحم الأترج الذي بين قشره وحماضه يولد أخلاطاً غليظة باردة. ابن ماسوية: بارد رطب في الأولى وبرودته أكثر من رطوبته وهو عسر الإنهضام يطفىء حرارة المعدة. مسيح: نافع لأصحاب المرة الصفراء قامع للبخارات الحارة. إسحاق بن عمران: عسر الخروج رديء الغذاء ابن سينا لحمه رديء للمعدة منفخ بطيء الهضم يورث القولنج ويجب أن يؤكل مفرداً ولا يخلط بطعام قبله ولا بعده، والمربى منه بالعسل أسلم وأقبل للهضم وقد ينفع أكله من البواسير. جالينوس: وأما قشر الأترج فيجفف بما في قوته ومزاجه تجفيفاً معه من الحدة أمر ليس باليسير ولذلك صار يجفف في الدرجة الثانية وليس هو بارد لكنه إما معتدل، وإما دون الاعتدال بشيء يسير، وقال في كتاب الأغذية: قشر الأترج عسر الانهضام عطر الرائحة ينفع في الاستمراء ما تنفع أشياء أخر مما لها كيفية حارة حريفة، ولذلك صار اليسير منه يقوي المعدة وصار ماؤه يخلط مع ما يشرب من الأدوية المسهلة. إسحاق بن عمران: قشر الأترج مشه للأكل معطش. ابن سينا في الأدوية القلبية: قشره من المفرحات الترياقية التي حرارتها تعين خاصيتها وهو حار يابس في الثالثة ويقرب منه ورقه وفقاحه وهما ألطف منه، وقال في الثاني من القانون حراقة قشره طلاء جيد للبرص وقشره يطيب النكهة إمساكاً في الفم، وإذا جعل في الأطعمة مثل الأبازير أعان على الهضم ونفس قشرة لا ينهضم لصلابته وله قوة محللة وطبيخه يسكن القيء وعصارة قشره تنفع عن نهش الأفاعي وقشره ضماداً أيضاً ورائحة الأترج تصلح فساد الهواء والوباء. الإسرائيلي: ينفع من الأدوية المسمومة شرباً. سفيان الأندلسي: يقطع العطش البلغمي والشراب المتخذ منه يفعل ذلك إذا مزج بماء كثير. مجهول: إذا ألقي قشر الأترج في الخمير صار حامضاً سريعاً. جالينوس: وبزر الأترج مر الطعم وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه يحلل ويجفف في الدرجة الثانية. ديسقوريدوس: إذا شرب بشراب كانت له قوة يضاد بها الأدوية القتالة ويسهل البطن وقد يتمضمض بطبيخه وعصارته لتطييب النكهة وقد يشتهيه النساء الحوامل الشهوة الخارجة عن الطبيعة العارضة لهن في الحبل وقد قيل أنه إذا جعل مع الثياب حفظها من التآكل فيها.

الطبري: خاصة حب الأترج: النفع من لدغ العقارب إذا شرب منه وزن مثقالين مقشراً بماء فاتر وطلي به مطبوخاً وإن دق ووضع على موضع اللدغة كان نافعاً لها. إسحاق بن سليمان: بزر الأترج يحلل الأورام ويقوي اللثة بفضل مرارته. جالينوس: وورق هذه الشجرة قوته أيضاً مجففة محللة. إسحاق بن عمران: ورق الأترج هاضم للطعام مسخن للمعدة موسع للنفس إذا ضاق من البلغم لأن من شأنه فتح السدد البلغمية. ابن سينا: ورقه مسكن للنفخ مقو للمعدة والأحشاء وبعده فقاحه وهو ألطف منه. إسحاق بن شان: أما ورق الأترج ففيه عطرية وذكاء رائحة مع حرافة بينة ولذلك صار مقوياً مجففاً ملطفاً ينفع مما ينفع منه قشر الثمرة.

أثل: إسحاق بن عمران: هو شجر عظيم متدوح وله حب وقضبان خضر ملمع بحمرة وله ورق أخضر شبيه بورق الطرفاء في طعمه غضوضة وليس له زهر ويثمر على عقد على أغصانه حباً كالحمص أغبر إلى الصفرة وفي داخله حب صغير ملتصق بعضه إلى بعض ويسمى حب الأثل العذبة، ويجمع في حزيران. ديسقوريدوس في الأولى: اقاقليس وهو الأثل وهو ثمر شجرة تكون بمصرفيها مشابهة من ثمر الطرفاء ويستعمل ماء نقيعه في أخلاط أشيافات العين الموافقة لضعف البصر والمحدّة للبصر. مسيح: الأثل بارد في الدرجة الأولى وفيه قبوضة يسيرة. ابن الجزار: وإذا طبخت أصول هذه الشجرة بشراب أو بخل وسقي ماء طبيخه نفع من أوجاع الكبد منفعة عظيمة ويلين أورامها، وقد يفعل ذلك ماء طبيخ قلوب أطراف الشجرة نفسها ويبرىء أوجاع الأسنان وقوة رمادها قوة غسالة زائدة وقوة الورق قباضة يسيرة. غيره: وثمرة شجرة الأثل هو الكزمازك والجزمازق أيضاً والعذبة. بولس: وللعذبة قوة ومداقة قباضة تصلح لنفث الدم وللعلل السيالة إذا شربت، وإذا وضعت من خارج أيضاً. ماسرحويه: شبيه القوة بالعفص ولكن العفص أشد قبضاً منه وأبرد وقد ينقي بعض التنقية. مسيح: وقوة الكزمازك من البرودة في الدرجة الثانية وفي اليبوسة من الثالثة ويأكل اللحم الزائد وينفع من تأكل الإنسان ويرح البلة المتحلبة للأرحام. الرازي: يحبس البطن وسيلان الدم جيد لتحرك الأسنان. إسحاق بن سليمان: ومن منافع حب الأثل إذا طبخ أو نقع في الماء الحار من أول الليل إلى الصبح وشرب ماؤه نفع من الصفرة واليرقان ولسع الرتيلا، وإن سقي منه الصبيان قواهم وقيأهم ونقى معدهم من الرطوبات الغليظة المتعفنة وينفع من الجرب الرطب المتعفن ويحسن ألوانهم ويصير سبباً للزيادة في لحومهم، ورأيت كثيراً من المتطببين إذا أرادوا أن يزيدوا في لحوم الجواري القضاف النحيفات الأبدان يسقونهن بدبا نقيع حب الأثل ثلاثة أيام أو سبعة متوالية ثم يتبعون ذلك بالأقراص المبردة المرطبة المستعملة في زيادة لحوم المسلولين سبعة أيام ثم يلزمونهن بشرب مخيض البقر ويعطونهن إياه بالكثيراء المسحوق أياماً ثم بالكعك المعمول من دقيق السميد المحكم الصنعة فيزيد ذلك في لحومهن زيادة بينة صالحة وتحسن ألوانهن ويطويها ويفيدها نضارة ورونقاً ومن دليل منافعه أنه إذا شربه من كانت في معدته رطوبات فاسدة نقاها وقوى المعدة، وإذا شربه من كانت معدته نقية قواها ونفع من الإسهال المزمن العارض من الرطوبة وقطع الدم ودرور الطمث، وقد يتخذ منه شراب بالسكر الطبرزدي فيفعل في تحليل جساء الطحال وتسكين الأمعاء فعلاً بيناً. بعض أطباء المغرب: حب الأثل اليوم في زماننا هو تاكوت الدباغين لأنه يستعمل في دباغة الجلود وهو حب يشبه الحمص وبعضه أجل من الحمص ويجلب إلينا من جهتي سجلماسة ودرعة ويجمع على شجر يشبه الطرفاء يشد اللثة المسترخية سنوناً به، وإذا ضمدت به الأعضاء التي تنصب إليها المواد قواها ومنع الانصباب إليها والشربة منه مسحوقاً من ثلاثة دراهم إلى نحوها سفوفاً بالماء ولعقاً بشراب الورد حيث يراد الإمساك وهو في ذلك غاية. بنادوق: وبدل حب الأثل إذا عدم وزنه من العفص وإن شئت وزنه من شحم رمان. الشريف: دخان الأثل ينفع الجدري والموم ورماد خشبه يرد المقعدة البارزة إذا سحق وكبست به.

أثمد: أرسطوطاليس: هو حجر يخالطه الرصاص في جسمه ولذلك إن جعل مع الفضة عند السبك كسرها لما فيه منه وله معادن بأكناف المشرق. إسحاق بن عمران: هو حجر الكحل الأسود يؤتى به من أصفهان ومن جهة المغرب وهو حجر أسود صلب ملمع براق كحلي اللون. ديسقوريدوس في الخامسة: أجود ما يكون منه ما إذا فتت كان لفتاته بريق ولمع، وكان ذا صفائح وكان ما داخله أملس ولم يكن فيه شيء من الأوساخ وكان سريع التفتت، جالينوس في التاسعة: لهذا الدواء مع القوة العامية التي تجفف أنه يقبض ولذلك صار يخلط في "الشيافات وفي الأدوية الأخر اليابسة التي تنفع العين وهي البرودات. ديسقوريدوس: وقوة الأثمد مغرية قابضة مبردة وتذهب باللحم الزائد في القروح وتدملها وتنقي أوساخها وأوساخ القروح العارضة في العين وتقطع الرعاف العارض من الحجب التي فوق الدماغ وبالجملة فقوته شبيهة بقوة الرصاص المحرق إلا أن الأثمد خاصة إذا خلط ببعض الشحوم الطرية ولطخ على حرق النار لم تعرض فيه الخشكريشة، وإذا خلط بالموم وشيء يسير من الأسفيداج الرصاصي أدمل ما عرضت فيه خشكريشة من القروح العارضة من حرق النار. أرسطاطاليس: هو نافع للعيون ونافع في كثير من الإكحال ويقوي أعصاب العيون وينفعها ويدفع الآفات عن العيون والأوجاع منها وإذا لم تعتد العيون الاكتحال به ثم كحلت به رمدت وقذيت على المكان وينفع العجائز والمشايخ والذين ضعفت أبصارهم من الكبر إذا جعل فيه شيء من المسك. ماسرحويه: ينفع من الحرارة والرطوبة العارضة للعين كحلاً. الرازي: يقوي العين ويحفظ صحتها ويقطع سيلان دم الطمث إذا احتمل. محمد بن الحسن: هو بارد يابس في الدرجة الرابعة وإن استعمل من خارج قتل القمل. التجربتين: ينفع الدمعة كحلاً وإذا نثر مسحوقاً على الجراحات الطرية أَدملها إلا أنه يبقي فيها أثراً أسود، وكذلك يجفف القروح في مثل الذكر والأعضاء اليابسة المزاج فيها. ديسقوريدوس: وقد يشوى الأثمد بأن يعجن بشحم ويصير في جمر ويترك فيه إلى أن يلتهب ثم يؤخذ من الجمر ويطفأ بلبن امرأة ولدت ذكراً أو ببول الصبيان أو بخمر عتيق وقد يحرق الأثمد أيضاً على نحو آخر بأن يؤخذ ويوضع على الجمر وينفخ عليه حتى يلتهب ثم يؤخذ من على الجمر إلا أنه متى احترق أكثر من هذا القدر صار في حد الرصاص، وقد يغسل مثل ما يغسل القليميا أو مثل النحاس المحرق، ومن الناس من يغسله كما يغسل خبث الرصاص.

أثوا: ديسقوريدوس في الثانية: هو صنف من الطير إذا ملح كبده وجفف وشرب منه فلجيارين بالشراب المسمى أدرومالي أخرج المشيمة. ابن حلحل: هذا الطائر هو معروف عندنا بالأندلس بالبعير.

أثرار: هو الأمبرباريس عن أبي حنيفة وسنذكره فيما بعد.

إجاص: أهل الأندلس يسمون الإجاص عيون البقر. إسحاق بن سليمان: هو صنفان أسود وأبيض فالأسود هو إجاص على الحقيقة والأبيض هو المعروف بالشاهلوج. جالينوس في أغذيته: وأجود الإجاص الكبير الرخو القليل القبوضة، وأردؤه الصغير الصلب الشديد العفوصة. البصري: أجوده ما جلب من قومس. إسحاق بن سليمان: اختر منه ما كان لحمياً رقيق البشرة في طعمه مرارة مع يسير قبوضة وقوة الإجاص الأسود الكامل النضج الصادق الحلاوة البرودة في أول الدرجة الأولى والرطوبة في آخرها وقوة المزمنة البرودة في وسط الدرجة الثانية ومن الرطوبة في آخرها. ديسقوريدوس في الأولى: هي شجرة معروفة وثمرها يؤكل وهو رديء للمعدة ملين للبطن وأما ثمرة الإجاص الشامي وخاصة ما كان منه بدمشق فإنه إذا جف كان جيداً للمعدة ممسكاً للبطن. جالينوس في السابعة: ثمرة هذه الشجرة تطلق البطن وخاصة إذا كانت طرية فأما إذا يبست فإطلاقها للبطن أقل. وأما ديسقوريدوس فلا أدري من أين قال أن الأجاص الدمشقي إذا أكل حبس البطن إذ كنا قد نجده يطلق البطن إطلاقاً ظاهراً ولكنه أقل من الإجاص المجلوب من كسريا وهي أرمينية الداخلة وذلك أن الأجاص الذي يجلب منها أشد حلاوة والشجر في كل واحد من هذين البلدين على حسب الثمرة، فشجرة الإجاص التي تكون بأرمينية الداخلة أقل قبضاً والتي تكون بدمشق أكثر قبضاً، وبالجملة جميع الأشجار والأصول التي يوجد القبض في ورقها وقضبانها ظاهراً فهي إذا طبخت صارت نافعة لمن يتغرغر بها من ورم اللهاة والنغانغ. ديسقوريدوس: وورق الإجاص إذا طبخ بشراب ورد وتغرغر بطبيخه قطع سيلان المواد إلى اللهاة وعضلتي اللوزتين واللثة وثمرة الإجاص البري إذا نضج وجفف فعل مثل ذلك، وإذا طبخ بطلاء كان طعمه أطيب وكان إمساكه للبطن أشد. ابن ماسويه: الأجاص بارد رطب يغذو غذاء يسيراً ويرطب المعدة بلزوجته ويبردها ويلين البطن بما فيه من اللزوجة، ويسهل المره الصفراء وفعل الأسود منه فيما ذكرناه أكثر من فعل الآخر لشدة حموضته وما صفر منه أردأ وليس بمسهل إسهالاً كثيراً وينبغي لآكله أن يتقدم به الطعام لا سيما إن كان محروراً لأنه يطفىء الحرارة ويسهل المرة الصفراء وينبغي لأصحاب البلغم أن يشربوا بعد أكله ماء العسل ليجلو رطوبته المتولدة في المعدة منه، ومنه الأبيض المدعو بالشاهلوج وهو بطيء الهضم وليس بمسهل كغيره من الإجاص، ومن أجل ذلك كان أكله للشهوة لا للعلاج وخاصته ترطيب المعدة وتبريدها. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الأجاص يبرد ويطلق البطن ويسكن العطش وأقواه برداً وأقله إسهالاً أحمضه وأغلظه جرماً وأشده قبضاً وحموضة، وهو أردأ للمبرودين وليس يحتاج المحرورون إلى إصلاحه، اللهم إلا لضعف المعدة منهم جداً، فإن هؤلاء يحتاجون أن يأخذوا عليه جلنجبينا عتيقاً، وأما المبرودون وأصحاب المعد الضعيفة فليكثروا عليه الشراب المقوي وليأخذوا عليه الجوارشنات التي وصفنا. وقال في موضع آخر: والأجاص اليابس مذهب لشهوة الطعام يصلح للمحرورين دون المشايخ فإن أكلوا منه في حال فليأخذوا بعده شيئاً من المصطكا أو اللبان ليذهب عن المعدة لطخه. إسحاق بن عمران: الحامض منه بارد يابس ملائم لأصحاب الحرارة. ابن ماسويه: في إصلاح الأدوية المسهلة خاصته إسهال المرة الصفراء وكسر حدتها وقطع القيء وتسكينه وذهاب الحكة فإن أراد مريد أخذه فليختر منه ما كان صادق الحموضة ويجعل قدر الشربة منه بعد طبخه نصف رطل. إسحاق بن سليمان: الأبيض منه رديء قليل الإسهال لغلطه وقلة رطوبته وأجوده ما كان في غاية النضج وإذا طبخ الأجاص وصفي ماؤه وشرب بالسكر أو بالعسل كان أقوى لإسهال البطن ولا سيما إذا لبث الإنسان بعد شربه وقتاً طويلاً لم يتناول غذاء. التجربيين: ينفع نقيعه أنواع السعال حيث يضر الخل، وإذا شرب طبيخ مجففه مفرداً بيسير سكر نفع الصفراوية، الخورما: الإجاص يدر الطمث الفلاحة النبطية: الأجاص الجبلي شجيرة ورقها مدور أصغر من ورق الأجاص وثمرها كالأجاص حامضة صادقة الحموضة ولا تفلح في البساتين ألبتة. وقال جالينوس: ثمر الأجاص الصغار البري يقبض قبضاً بيناً ويحبس البطن إحداق المرضى هو البهار وبالسريانية عين أغلى وسيأتي ذكره في حرف الباء.

احريض: هو العصفر عن أبي حنيفة وسنذكره في حرف العين.

أخيون: هو رأس الأفعى وسمي بذلك لشبه ثمره برأس الأفعى. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات خشن ورقه مستطيل إلى الرقة ما هو شبيه بورق النبات الذي يقال له أنجشا إلا أنه أصغر منه وفيه رطوبة تدبق باليد وعلى الورق شوك صغار شبيه بالزغب وله قضبان صغيرة دقاق كثيرة، ومن كل جانبي واحد من القضبان تنبت أوراق صغار دقاق مستقيمة الأطراف إلا أن الورق النابت في أطراف القضبان هو أصغر بشيء يسير من سائر الورق وعند الورق زهر لونه لون الفرفيرية له ثمر شبيه في خلقته برأس الأفعى، وله أصل أدق من أصبع لونه أسود، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش ذوات السموم، وإذا تقدم في شربه نفع من ضرر نهشها وكذا أيضاً يفعل الورق والثمر، وإذا شرب الأصل بالشراب أو طرح في بعض الإحساء وتحسى سكن وجع الظهر وأدر اللبن.

أخينوس: ديسوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت بقرب الأنهار وبقاع الماء المجتمعة من العيون وله ورق شبيه بورق الباذروح إلا أنه أصغر منه، وأعلاه مشقق وله عيدان خمسة أو ستة طولها نحو من شبر، وزهر أبيض وثمر أسود صغير قابض وعيدان هذا النبات وورقه مملوءة رطوبة. جالينوس في السادسة: ثمر هذا النبات قابض فهو لذلك يمنع المواد المتحلبة ويجفف، والأطباء يستعملونه في مداواة العين والأذن إذا كانت تنصب إليهما مادة. ديسقوريدوس: وإذا أخذ من ثمر هذا النبات مقدار درهمين وخلط بمقدار أربع دراخميات من عسل واكتحل به قطع سيلان الرطوبات إلى العين، وعصارته إذا خلطت بالكبريت والنطرون وقطرت في الأذن سكن وجعها.

اخرساج: الفلاحة النبطية: هي شجيرة تنبت في البلدان الحارة والمواضع القشفة اليابسة وهي ترتفع كقامة الرجل الطويل وخشبها كخشب التين رخو أجوف وورقها كورق التين وأكبر بقليل، وله طعم عذب تفه أملس، وليس له نوى إلا شيء يمضغ إذا مضغ، وإذا أكلت جشت وطيبت فم المعدة، ويتولد عن أغصان هذه الشجرة وأصولها عناكب صغار قصار مغشاة بغشاء أبيض إذا أزيل عنها الغشاء دبت فتنفر لأجل هذه العناكب نفوس كثير من الناس عن أكل ثمرها وطبيخ الثمر والورق إذا صب على النقرس سكن الضربان ورمادها إذا بل بالخل وطلي على الجراحات والجرب والدماميل والبثور وكرر عليها أزالها.

أداد: إسم بربري للنبات المسمى بالعربية الاسخيص، وسيأتي ذكره فيما بعد والألف فيه أصلية في لسان البربر، والدالان مهملتان أيضاً.

ادرييس: هو اسم بربري أيضاً للنبات المسمى باليونانية ثافسيا، وسنذكره في حرف الثاء وعرب المغرب يقولون الدرياس.

اذخر: أبو حنيفة: له أصل مندفن وقضبان دقاق ذفر الريح وهو مثل الأسل أسل الكولان، إلا أنه أعرض منه وأصغر كعوباً، وله ثمرة كأنها مكاسح القصب إلا أنها أدق وأصغر تطحن فتدخل في الطيب، وقلما تنبت الأذخرة مفردة فإنك متى نظرت واحدة فحدقت رأِيت غيرها، وربما استحلست الأرض منه وهو ينبت في السهول والحزون، وإذا جف ابيضَّ. إسحاق بن عمران: ما ينبت منه بالحجاز وهو الحرمي وهو أعلاه بعد الانطالي، وما ينبت منه بقفصة وساحل أفريقية فهو أدناه. ديسقوريدوس في الأولى: منه ما يكون بالبلاد التي يقال لها لينوى، ويسمى باليونانية سحيبوميس وبالسريانية سحيلس، ومنه ما يكون في بلاد العرب، ومنه ما يكون في البلاد التي يقال لها انطاليا وهو أجودها وبعده ما يكون من بلاد الغرب، ويسميه بعض الناس البابلي وبعضهم يسميه طوسطس، وأما الذي يكون من لينوى فليس ينتفع به فاختر منه ما كان حديثاً فيه حمرة كثيرة الزهرة وإذا تشقق كان في لونه فرفيرية دقيقاً في طيب رائحته شيء شيبه برائحة الورد وإذا دلك بالأيدي يلذع الإنسان لسانه ويحذوه حذواً يسيراً، والمنفعة هي في الزهرة وقصب الأصول. جالينوس في الثامنة: زهرة هذا النبات تسخن إسخاناً يسيراً وتقبض قبضاً يسيراً أيسر منه وليست ببعيدة عن الجوهر اللطيف، ولذلك هو دواء يدر البول ويحدر الطمث إذا استعمل على جهة التكميد، وإذا شرب وإذا تمضمض به وهو نافع أيضاً للأورام الحادثة في الكبد والمعدة وفم المعدة، وأصل هذا النبات أشدّ قبضاً من زهرته وزهرته أكثر إسخاناً من أصله والقبض موجود في جميع أجزائه لمن ذاقه إلا أن ذلك في بعضها أكثر وفي بعضها أقل، وبسبب هذا القبض صار يخلط مع الأدوية التي تنفع من ينفث الدم. ديسقوريدوس: وقوته قابضة مسخنة إسخاناً يسيراً مفتتة للحصاة منضجة ملينة مفتحة لأفواه العروق مدرة للبول والطمث محللة للنفخ تورث الرأس ثقلاً يسيراً قابضة قبضاً يسيراً، وفقاحه نافع لمن ينفث الدم وأوجاع المعدة والرئة والكبد والكلى، وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة وأصله أشد قبضاً، ولذلك يسقى منه وزن مثقال مع مثله فلفلاً أياماً لمن كانت معدته متغثية ومن به حبن ومن به شدخ في عضلته، وطبيخه موافق للأورام الحارة الحادثة في الرحم إذا جلس النساء فيه. مسيح الدمشقي: الأذخر حار يابس في الثانية. الرازي: جيد للورم الصلب في الكبد والمعدة ضماداً. ابن سينا: يسكن الأوجاع الباطنة خصوصاً في الأرحام ويقوي العمور وينشف رطوبتها، وفقاحه ينقي الرأس. مجهول: إذا أدمن شربه ثقل الرأس وأنام.

التجربتين: الأذخر إذا طبخ بالخمر أدر البول مشروباً ويسخن المثانة الباردة تكميداً، ولذلك يدر الطمث تكميداً ويمسكه إذا أفرط مشروباً، ويسكن الأوجاع الحادثة عند إقبالها، ويحلل الرياح من جميع الجسم تكميداً وشرباً لا سيما رياح المعدة وفعله فيها مسحوقاً أقوى من فعله مشروباً، وطبيخ أصله بالتمادي عليه وعلى شربه ينفع من أوجاع المفاصل الباردة، وينفع من الحميات البلغمية في آخرها مع شراب السكنجيين ويمسك الطبيعة بقبضه وإدراره البول. لي: اعلم أن الرازي قال في الحاوي: إن من الأذخر نوع أجامي وعزاه إلى الفاضل جالينوس، وتقوّل عليه ما لم يقله قط جالينوس وتابعه في ذلك جماعة من الأطباء كالشيخ الرئيس وصاحب المنهاج وصاحب الإقناع وغيرهم من المصنفين، وغلطوا فيه بغلطة بينة، والسبب الموجب للوقوع في هذا الإشكال أن الفاضل جالينوس ذكر الأذخر في المقالة الثامنة وسماه باليونانية سحريس المري وأورد ما أوردته عنه نصاً وفصاً فيما تقدم، وعند انقضاء كلامه ذكر دواء آخر سماه سحونس الأجامي وهو ذو أنواع وليس هو بأذخر ولا من أنواعه أيضاً، وإنما هو النبات المعروف بالأسل بالعربية وهو السمار عند أهل مصر وعند عامة المغرب هو الديس وهو الذي تصنع منه الحصر منه الغليظ ومنه الدقيق ومنه ما يثمر ومنه ما لا يثمر وهو مشهور معروف، وسيأتي ذكره في هذا الحرف حيث ألف بعدها سين فتأمله هناك فتوهم من لم يمعن النظر والتوهم موضع الغلط ومحض الخطأ إن هذا القدر من الاشتراك في الإسمية يوجب الاتحاد في الماهية والقوة وليس الأمر كذلك، وقد تكلمت على هذا الموضع وأشباهه من الأغاليط في الأدوية المفردة في كتاب وضعته وسميته بالإبانة والأعلام بما في كتاب المنهاج من الخلل والأوهام.

آذريون: إسحاق بن عمران: هو صنف من الأقحوان منه ما نواره أصفر ومنه ما نواره أحمر. ابن جناح: نواره ذهبي في وسطه رأس صغير أسود. ابن حلحل: هو نبات يعلو ذراعاً وله ورق إلى الطول ما هو في قدر الأصبع إلى البياض عليه زغب، وله أفرع كثيرة وزهره كالبابونج. الغافقي: قال صاحب الفلاحة: ورده! أحمر لا رائحة له وإن سطعت منه رائحة كانت شبيهة بالمنتنة، وهو نبات يدور مع الشمس وينضمر ورده بالليل، وزعم قوم أن المرأة الحامل إذا أمسكته بيديها مطبقة واحدة على الأخرى نال الجنين ضرر عظيم شديد،. وإن أدامت إمساكه واشتمامه أسقطت، ويقال: إن دخانه يهرب منه الفار والوزغ، وهو نبات حارٌّ رديء الكيفية إذا شرب من مائه أربعة دراهم قيأ بقوةٍ وإن جعل زهره في موضع هرب منه الذباب، وإن دقّ وضمد به أسفل الظهر أنعظ إنعاظاً متوسطاً غيره إذا استعط بعصارة أصل الأذريون منع من وجع الأسنان بما يحلل من الدماغ من البلغم، ويقال: إن أصله إذا علق نفع من الخنازير، ويقال: إن المرأة العاقر إذا احتملته حبلت. ابن سينا في الأدوية القلبية: الآذريون حار في الثالثة يابس فيها وفيه ترياقية ويقوّي القلب إلا أنه يميل بمزاج الروح إلى جنبه الغضب دون الفرح.

آذان الفار البستاني: ديسقوريدوس في الرابعة: البسيني ومن الناس من سماه مروش أوطا ومعنى موش أوطا في اليونانية آذان الفار، وإنما سمي بهذا الاسم لأن ورق هذا النبات يشبه آذان الفار، ومعنى القسيني البستانية، وإنما سمي بهذا الاسم لأنه ينبت في المواضع الظليلة وفي البساتين، وهو نبات يشبه العسيني إلا أنه أقصر من العسيني وأصغر ورقاً وليس عليه زغب، وإذا دلك فاحت منه رائحة كرائحة القثاء. جالينوس في السادسة: قوتها شبيهة بقوة الحشيشة التي يجلى بها الزجاج لأنها تبرد وترطب، وذلك أن جوهرها جوهر مائي بارد ولذلك صار يبرد تبريداً لا قبض معه، وبهذا السبب هي نافعة من الأورام الحارة المعروفة بالحمرة إذا كانت يسيرة. ديسقوريدوس: وله قوة قابضة مبردة وإذا تضمد به مع السويق وافق الأورام الحارة العارضة للعين، وإذا قطرت عصارته في الآذان الآلمة وافقها أيضاً، وبالجملة فإن هذا النبات يفعل ما يفعل العسيني.

 آذان الفار البري: يعرف بإفريقية بعين الهدهد. ديسقوريدوس في آخر الثانية: له قضبان كثيرة من أصل واحد ولون ما يلي أسفلها إلى الحمرة وهي مجوفة وله ورق دقاق طوال صغار أوساط ظهورها ناتئة لونها إلى السواد وأطرافها حادة وهي أزواج أزواج بينها فرج، ويتشعب من الأغصان قضبان صغار عليها زهر صغار لازوردي مثل زهر أحد صنفي أناغالس، وله أصل غليظ مثل غلظ أصبع له شعب كثيرة، وبالجملة هذا النبات يشبه النبات الذي يقال له سقولوقندريون إلا أنه أقل خشونة منه وأصغر، وأصل هذا النبات إذا تضمد به نفع من نواصير العين. جالينوس في السابعة: هذا النبات يجفف في الدرجة الثانية وليس له حرارة بينة أصلاً.

آذان الفار آخر بري: الغافقي: حكى عن غيره أنه شجرة تنبت في الرمل مفترشة الأغصان على الأرض، لها ورق صغار شبيهة بآذان الفار البستاني لا يغادر منه شيئاً، وهذا النبات إذا دق بأسره واستخرجت عصارته ومرخ بها الذكر والمراق نفع من لا ينعظ ولا يجامع فأنغظه وزاد جماعه، وإذا أخذت هذه الشجرة يابسة وأنقعت في الماء وتعولج بعصارتها فعلت ذلك، وقد بلغ من قوة هذا النبات فيما قيل أنه يعالج به الخيل إذا امتنعت من النزو بأن يمرخ بعصارته من أعرافها إلى أعجازها وأن يأخذه الشيوخ والذين لا يقدرون على الجماع فيجامعون، وقد تنبت هذه الشجرة بمصر واسكندرية كثيراً وأكثر منبتها في الرمل أو في أرض فيها رمل.

آذان الفار آخر: الرازي: في كتابه إلى من لم يحضره طبيب آذان الفار أحد اليتوعات وهو نبات له ورق كآذان الفار عليه زغب أبيض وله شوك دقاق عليها أيضاً زغب أبيض اللون إذا قطف يسيل منه اللبن ويسهل بقوّة ويقيىء بقوة قيئاً كثيراً. حبيش: قوته أضعف من قوة الماهودانة وما ينبت منه في البرد وبعد عن الماء أحد وألطف من سائره، ولذلك صار يحمر الجلد الناعم إذا وضع عليه من ورقه فأما ما ينبت منه قرب الماء والمواضع الرطبة فليس يفعل ذلك. غيره: آذان الفار إذا سلق بماء وصفي ذلك الماء وخلط مع نعنع وشرب وأكل بعد ذلك سمك مالح فإن الدود الذي في البطن ينزل كله.

آذان الأرنب: الغافقي: وتسميه البربر آذان الشاة ويسمى أيضاً آذان الغزال ويسمى اللصيفي وهو نبات له ورق في صورة ورق لسان الحمل إلا أنه أدق وأخشن ولونه إلى السواد وعليها زئير كالغبار أبيض فيها أيضاً شبه من ورق لسان الثور، وله ساق في غلظ أصبع تعلو أكثر من ذراع وزهر أزرق فيه بياض مثل زهر الكتان مقمع يخلفه في أقماعه أربع حبات حرش تلتزق بالثياب وله أصل ذو شعب كالخزبق ظاهره أسود وداخله أبيض لزج إذا قلع وحك به الوجه طرياً حمَّره. وحسَّن لونه وطبيخه يشرب للسعال وخشونة الصدر، وورق هذا النبات إذا دق وتضمد به مع دهن الورد نفع من أورام المقعدة وسكن ضربانها وأوجاعها، ومنه صنف ثان أصغر من الأول وأصغر ورقاً وزهرته حمراء فرفيرية.

آذان الفيل: قيل: إنه القلقاس وقيل هو اللوف الكبير وهذا أصح، وسنذكر كل واحد- منهما.

آذان الجدي: هو لسان الحمل الكبير بدمشق وما والاها من أرض الشام وعامة الأندلس تسمي النوع الصغير منه آذان الشاة أيضاً، وسنذكر نوير لسان الحمل في حرف اللام.

آذان العنز: هو مزمار الراعي من مفردات الشريف، وسنذكره في حرف الميم.

آذان القيس: عامة الأندلس يسمون بهذا الاسم النبات المسمى باليونانية قوطريدون وسيأتي ذكره في حرف القاف.

آذان الدب: هو أحد أنواع النبات المسمى باليونانية قلومس وهو البوصيرا أيضاً، وسمي بهذا الاسم لأنه عريض الورق إلى التدوير ما هو أزغب وفيه متانة.

آذان الحيوانات: الرازي في الحاوي عن جالينوس في كتاب الكيموس: أن غضاريفها لا تغذو ولا تنهضم وما على غضاريفها من الجلد قليل الغذاء عسر الهضم لأنه رقيق يابس.

أرز: ديسقوريدوس في الثانية: هو صنف من الحبوب التي يعمل منها الخبز ينبت في آجام ومواضع رطبة وهو قليل الغذاء يعقل البطن. جالينوس في الثامنة: في الأرز شيء من القبض، فهو لذلك يحبس البطن حبساً معتدلاً. وقال في كتاب أغذيته: الأرز يستعمله جميع الناس في موضع الحاجة إلى حبس البطن بأن يطبخوه كما يطبخ الحندروس وهو أشد عسراً في الانهضام من الحندروس وأقل غذاء منه كما أنه في اللذاذة أيضاً دونه. ابن ماسويه: الأرز حار يابس في الدرجة الثانية في آخرها ومن أدلة حرارته عذوبة طعمه وأنه يغذو غذاء حسناً ويلهب المحرور إذا أكله، وهو أكثر غذاء من الجاورس والذرة والشعير وأقله إبطاء في المعدة فإن طبخ في اللبن الحليب ودهن اللوز الحلو والسكر قلّ عقله للطبيعة وغذى غذاء معتدلاً حسناً، وإذا أكل بالسكر كان انحداره عن المعدة سريعاً، فإن أراد مريد أن يقل يبسه أنقعه في ماء نخالة السميد ليلة أو ليلتين أو في اللبن الحليب ثم طبخه بالماء ودهن اللوز الحلو فإن كره اللبن صير مكانه لباب القرطم وماء النخالة نخالة السميذ، وخاصة ماء الأرز أعني طبيخه أن يدبغ المعدة ويعقل الطبيعة ويجلو جلاء حسناً. ماسرحويه من الحاوي: أن صواب الرأي فيه أن يجعل معتدلاً في الحر والبرد لكنه بالغ في اليبس وطبيخه يحبس البطن وهو جيد لقروح الأمعاء والمغص شرب أو احتقن به والأحمر أعقل للبطن لأنه أيبس. سندهشار من الحاوي: الأرز يزيد في المني ويقل على آكله البول والنجو والريح. ابن ماسه: زعمت الهند أنه أحد الأغذية وأنفعها إذا أخذ بلبن البقر الحليب، وزعموا أن من اقتصر على الاغتذاء به دون سائر الأغذية طال عمره ولم يشبه في بدنه تغير ولا صفره. مسيح: الأرز ليس خلطه بحسن، وإذا طبخ بلبن الماعز اعتدل وحسن غذاؤه، وإذا طبخ بحليب الضأن أو بحليب البقر غلظ وطال في المعدة بقاؤه. الرزاي في دفع مضار الأغذية: والأرز يسخن قليلاً ويجفف كثيراً وإن طبخ مع السماق عقل البطن ومع الراتَب يطفىء الحرارة ويسكن العطش، وذلك بعد جودة طبيخ الأرز نفسه، وإذا طبخ باللبن وأخذ مع السكر أخصب البدن وغذى غذاء كثيراً وزاد في المني ونضارة اللون.

حنين بن إسحاق: قال جالينوس: إن حبس الأرز للبطن ليس بشديد لأن ما فيه من القبض يسير، وإنما هو منه في قشره الأحمر وهو أقل غذاء من الحنطة ومتى طبخ حتى يتهرى أو صار مثل ماء الشعير وشرب كان جيد اللذع في البطن عن أخلاط مرارية. إسحاق بن سليمان: الأرز موافق للجراحات الرطبة وينقي الجلد من الأوساخ إِذا اغتسل به. التجربيين: إذا صنع من دقيقه حسو رقيق وبولغ في طبخه مع شحم كلى ماعز نفع جداً من إفراط الدواء المسهل ومن السحج العارض منه وهو من الأغذية المسمنة.

أرقوا: جالينوس: في أغذيته أنه بزر صغير صلب مدّور ينبت بين العدس. الفلاحة: وينبت بين الدحس حشيشة تشبهه وحملها في أوعية شبيهة بالغلف بزر أسود إذا جف مدوّر وبزرها إذا طحن وخلط بخل وماء ممزوجين وترك في الشمس ست ساعات ثم أعيد إلى يسير من ماء قراح وعجن جيداً وضممت به الأورام الحارة الصلبة الشديدة الصلابة لينها وأزال أوجاعها.

أرفطيون: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من سماه أرفطون هو نبات ورقه أيضاً شبيه بورق قلومس إلا أنه أكثر زغباً منه وأشد استدارة وله أصل حلو أبيض لين وساق رخوة طويلة وثمر شبيه بالكمون الصغير الحب. جالينوس في السادسة: قوة هذا النوع قوة لطيفة غاية اللطافة فهو لذلك يجفف أيضاً وفيه من الجلاء شيء يسير ومن أجل ذلك متى طبخ أصله وثمرته بالشراب سكن أوجاع الأسنان وأبرأ حرق النار والقروح التي تحدث في أصول الأظفار من اليدين والرجلين، والماء الذي يطبخ فيه هذان ينفع إذا صب على الموضع وكذا أغصان هذا النبات. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات وثمره إذا طبخا بالشراب وأمسك طبيخهما في الفم سكن وجع الأسنان، وإذا صب على حرق النار وعلى الشقاق العارض من البرد نفع منهما وقد يشرب مع الشراب لعسر البول وعرق النسا.

أرفطيون آخر: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه قروسونس ومنهم من يسميه قروسوقوسون، وهو نبات له ورق شبيه بورق القرع إلا أنه أكبر منه وأصلب وأقرب إلى السواد وعليه زغب وليس له ساق وله أصل كبير أبيض. جالينوس في السادسة: وهو مجفف محلل وفيه شيء من القبض وبهذا السبب صار ورقه يشفي القروح العتيقة. ديسقوريدوس: وإذا شرب من أصله درهمي مع حب الصنوبر نفع من القيح الكائن في الصدر، وإذا دق ناعماً وتضمد به سكن وجع المفاصل العارض من الحكة المقلقة، وقد يتضمد بورق هذا النبات للقروح المزمنة فينتفع به.

أرماك يوحنا بن ماسويه: هو دواء هندي يشبه قرفة القرنفل. البصري: خشب يشبه القرفة طيب الرائحة يجلب من اليمن. الطبري: هو نبات له عيدان شبيهة بعيدان الشبت. الرازي: سمعت أنه خشب خفيف سبج يتخذ منه الحقوق، وقال مرة أخرى: قد أجمع الأطباء في هذا الدواء على أنه جيد لأوجاع الفم. ابن سينا: هو حار في الثانية يابس في الأولى يطيب النكهة وينفع من البثور والأورام الحارة ضماداً ويمنع من انتشار القروح ويدملها يابسة لتجفيف فيه بلا لذع ويمنع من تعفن الأعضاء ويقوي الدماغ ويشد العمور ويوافق أمراض الفم، والأكل منها ينفع الرمد ويقوي القلب والأحشاء كلها ويعقل الطبيعة، وبالجملة يعين في أفعال القوى كلها.

ارتدبريد: الرازي: دواء فارسي يجلب من سجستان كثيراً وهو يشبه البصل المشقوق نافع من البواسير إذا طلي عليها. البالسي: وإن شرب شيء منه أحدر دم الطمث المحتبس إحداراً قوياً. الغافقي: غلب على ظني أنه الدليوث.

أرمنيس: ديسقوريدوس في الثالثة: هو من النبات المستأنف كونه في كل سنة، وورقه شبيه بورق النبات الذي يقال له برانثي وله ساق مربع طوله نحو من نصف ذراع وعليه غلف شبيهة بغلف اللوبياء مائلة إلى ناحية الأصل فيها برز فما كان منه غير بستاني فبزره مستدير ولونه أغبر وما كان منه بستانياً فبزره مستطيل ولونه أسود، وهو الذي يستعمل وقد يظن أنه إذا شرب بالشراب يحرك شهوة الجماع، وإذا خلط بالعسل أذهب القرحة التي تكون في العين التي يقال لها أرغامن والبياض العارض في العين، وإذا تضمد به بالماء غسل الأورام البلغمية وجذب من عمق البدن واللحم ما داخله من السلي، وإذا تضمد بالنبات نفسه فعل ذلك أيضاً وما كان منه غير بستاني فهو أقوى، ولذلك يخلط ببعض الأدهان وخاصة دهن عصيرة العنب. لي: زعم ابن جلجل أن هذا النبات هو القلق والقلقلان أيضاً وصفته أيضاً ليست صفة القلقلان الذي هو بالعراق مشهور في زماننا هذا فتأمله، وسيأتي ذكر القلقل في حرف القاف أيضاً.

أرجنقنة: أبو العباس النباتي: الأرجنقنة هو المعروف عند الصباغين بالأرجيقن يجب إليهم بالمغرب من أجواز بجاية وأطيبه عندهم ما كان من سطيف، وهو معروف بإفريقية أيضاً، وجرب منه النفع من الاستسقاء ويذهب اليرقان مطبوخاً بالزبيب ومعجوناً بالعسل، وهو دواء مألوف في طعمه يسير حرارة يشبه طعم أصل الحرشف بعض شبه، وكذا يشبه أيضاً بعض شبه النبات المعروف عند الشجارين بالأرز في هيئته وأصله وورقه وزهره وطعمه، إلا أن ورق الأرجيقن يميل إلى البياض وهو أزغب، ومنه ما هو صغير غير مقطع الورق ومنه ما هو مقطع الورق مثل الأرز إلا أنه أعرض منه بقليل، وأصله من نحو الشبر وأطول قليلاً ويخرج من بين تضاعيف ورقه ساق قصيرة في أعلاها رؤوس مستديرة عليها زهر أصفر فيشاكل في هيئتها وقدرها رؤوس العصفر البري والزهر ولها شوك قليل لين ما هو. الشريف: قيل هو بارد يابس إذا شرب من ماء طبيخه كانت له قوة تجلو وتنقي أوساخ البدن، فإن شرب منه ثلاثة أيام متوالية في كل يوم نصف رطل نفع من اليرقان مجرب، وإذا عجن بماء طبخه دقيق شعير وضمد به الأورام الحارة نفعها منفعة بليغة.

أراك: أبو حنيفة: هو أفضل ما استيك به بأصله وفروعه من الشجر وأطيب ما رعته الماشية رائحته لين وهو ذو فروع شائكة، وثمره في عناقيد منه البرير وهو أعظم حباً وأصغر عنقوداً وله عجمة صغيرة مدورة صلبة وهو أعني الثمر أكبر من الحمص بقليل وعنقوده يملأ الكف أكبره، والكباب فوق حب الكزبرة وليس له عجم وعنقوده يملأ الكفين وكلاهما يبدو أخضر ثم يحمر ويحلو وفيه حروقة ثم يسود فيزيد حلاوة وفيه بعض حراقة ويباع كما يباع العنب ونباته ببطون الأودية، وربما ينبت في الجبل وذلك قليل وشوكه قليل متفرق. ابن رضوان: حبه يقوي المعدة ويمسك الطبيعة. ابن جلجل: إذا شرب طبيخه أدر البول ونقى المثانة.

أرتكان: ويقال أرتكن واسمه باليونانية أجرا ابن الجزار: الأرتكن هو حجارة صغار صفر وخمة إذا أحرقت احمرت. ديسقوريدوس في الخامسة: ينبغي أن يختار منه أخفه وما كان لونه أصفر والصفرة شاملة لأجزائه كلها وكان مشبع اللون، ولم يكن فيه حجارة وكان هين التفتت وليكن من البلاد التي يقال لها اطنفى، وقد يحرق ويغسل كالقليميا وله قوة قابضة وقوة يعفن بها ويبدد الأورام الحارة والخراجات، ويقلع اللحم الزائد في القروح، وإذا خلط بقيروطي ملأها لحماً وقد يفتت الحجارة التي يقال لها بوزن.

أرغاموني: ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات شبيه في شكله بنبات الخشخاش البري، وله ورق وزهر مشرف شبيه بورق النعمان وهو أحمر ورؤوس شبيهة بالصنف من الخشخاش الذي يقال له رواس، إلا أنها أطول منها ومن النعمان وما علا منها عريض، وله أصل مستدير ودمغة لونها لون الزعفران حارة تنقي قروح العين التي يقال لها أرغامن والتي قال لها نافالما، وورقه إذا تضمد به سكن الأورام. جالينوس: هذه الحشيشة قوتها قوة تجلو وتحلل.

أرجوان: قال التيفاشي في كتابه المسمى فصل الخطاب: أرجوان معرب وأصله بالفارسية أرغوان وهو شجر ببلاد الفرس له زهر أحمر شديد الحمرة فسمت العرب باسمه كل لون يشبهه في الحمرة وشجره كثير بأصفهان ويورد ورداً شديد الحمرة القانية كما قلنا حسن المنظر لا رائحة له يؤكل زهره وفي طعمه حلاوة ويتنقل به على الشراب وخشبه رخو سخيف وتحرقه النساء فيكون رماداً أسود يتخذونه خطاطاً للحواجب يسوّدها ويحسن شعرها ولحاء أصله من أدوية القيء يطبخ ويشرب ماؤه ويتقيأ به مجرب في ذلك. وأخبرني من أثق به أن من هذا الشجر كثيراً بميافارقين أيضاً. وأخبرني أيضاً غيره: إن منها أيضاً كثيراً بكروم جبل قرطبة من بلاد الأندلس أعاده اللهّ إلى الإسلام ووصف لي من صفتها ما ذكرته في الأرجوان.

 أرنب بري: ديسقوريدوس في الثانية: لاعثروس عرساوس إذا شوي وأكل دماغه نفع من الارتعاش العارض من مرض، وإذا دلكت به لثة الأطفال نفع من الوجع العارض لهم من نبات الأسنان ولطعم الأطفال، وإذا أحرق رأسه وخلط بشحم دب أو خل أبرأ داء الثعلب، ويقال أنه إذا شربت أنفحته ثلاثة أيام بعد طهور المرأة منع الحبل، وإذا حملته المرأة العاقر بعد الطهر حبلت ويمسك سيلان الرطوبات من الرحم والبطن، وإذا شربت بخل نفعت من الصرع وكانت بادزهرا للهوام والأشياء القتالة وخاصة اللبن المتجبن ونهش الأفاعي، وإذا تلطخ بدمه وهو حار نقى الكلف والبهق والبثور اللبنية. الغافقي: وقال بعض الأطباء: الأرنب ينفع بجملته من الخدر إن شوي وأكل لحمه وإذا طحن أو غم في قدر نفع من قروح الأمعاء، وقد يحرق الأرنب كما هو صحيحاً ويستعمل للحصاة المتولدة في الكليتين وإذا أخذ بطن الأرنب كما هو بأحشائه وأحرق قلياً على مقلاة كان دواء منبتاً للشعر على الرأس إذا سحق بدهن ورد. غيره: ومرق الأرنب يقعد فيه صاحب النقرس وصاحب أوجاع المفاصل فيقارب فعله فعل مرقة الثعلب، ولحمه إذا أطعم لمن يبول في الفراش أذهب ذلك عنه وينبغي أن يدمن عليه. جالينوس في أغذيته: فأما لحوم الأرانب فالدم المتولد منها غليظ إلا أنه أجود من الدم المتولد من لحوم البقر والكباش والنعاج. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما لحوم الأرانب فمولدة للدم الأسود العكر الحار المنتن فتصلح إن اضطر إلى أكلها بأن تدسم بدسم كثير بالأدهان التي ذكرنا وتطبخ بالماء والزيت المغسول طبخاً طويلاً حتى تتهرى، وإن شويت فلتشو على بخار الماء ويتعاهد جميع من أدمن لحوم الصيد إخراج السوداء وترطيب بدنه إذا لم يكن مرطوباً وتبريده إِذا كان محروراً. غيره: وجلود الأرانب معتدلة الأسخان موافقة لأكثر المزاجات دون السمور وهو أقل حرارة من الثعالب وأقرب شبهاً بالسمور، والأفضل منها ما كان أسود وأبيض فإنه طيب الرائحة وهو من لباس الأكابر. الشريف الإدريسي: بعر الأرنب إذا شرب بشراب نفع من البول في الفراش.

أرنب بحري: ابن سينا: هو حيوان صغير بحري صدفي إلى الحمرة ما هو فيما بين أجزائه أشياء كأنها ورق الأشنان. غيره: هو حيوان بحري صغير في رأسه حجر. ديسقوريدوس في الثانية: لاعثروس بلاسنوس: هو حيوان بحري يسمى الأرنب وهو شبيه بالصغير من الحيوان الذي يقال له كوليس إذا تضمد به وحده أو مع قريص حلق الشعر. ابن سينا: رماد رأسه جيد لداء الثعلب وهو يجلو البصر وهذا الحيوان من السموم إذا شرب منه شيء قتل بتقريح الرئة. جالينوس في الحادية عشرة: الماء الذي يطبخ فيه يستعمل في حلق الشعر. ديسقوريدوس في مداواة أجناس السموم من سقي الأرنب البحري يجد في فمه طعماً سهكاً مثل ما يكون من طعم السمك، ثم يعتريه من بعد قليل وجع في البطن ويأخذه عسر البول، فإن بال بال بولاً شبيهاً بالأرجوان منتناً كنحوها يكون في أنواع السمك ويكره ريح عرق جسده ويقيىء المرة مراراً وفيها خلط وينبغي أن يسقى هؤلاء ألبان الأتن ويدمنوا شرب السلافة والماء الذي يطبخ فيه الخبازي بورقه، وأصل بخور مريم يدق ويشرب منه رطل وخريق أسود ولبن السقمونيا بماء العسل أو بالقطران وطلاء، وهؤلاء إذا صاروا إلى أن ينغضوا جميع أنواع السمك فإنهم يميلون إلى كل السرطانات النهرية فإنهم يستمرون ما يأكلون منها وينتفعون بها. ومن العلامات الجيدة لهم الدالة على سلامتهم من ضرر هذا السم ابتداء قبولهم على أكل السمك، وفي ابتداء هذا الوجع لا يؤمرون بأكل السمك.

أرجان: اسم بربري لشجر يكون بالمغرب الأقصى من أعمال مراكش له شوك حديد ويثمر ثمراً على هيئة ما صغر من اللوز، وتسميه العامة بالبربرية لوز البربر، وسنذكره في حرف اللام.

أرطاماسيا: هو البرنجاسف وسيأتي ذكره في حرف الباء.

أرسطولوخيا: هو الزراوند الطويل باليونانية واشتق له هذا الاسم من أرسطو وهو الفاضل ومن لوخيا وهو المرأة النفساء، فالمراد الفاضل بالمنفعة للنفساء، وسنذكر الزراوند الطويل في حرف الزاي.

أربيان: قال البكري: إن الأربيان هو من لغة أهل الشام ضرب من البابونج يؤكل نيئاً أو مطبوخاً ويسمى باليونانية فكتلمن وهو البهار، وسيأتي ذكر البهار في حرف الباء. وقال غيره: إن الأربيان هو الجراد البحري ويقال أيضاً روبيان، وسنذكره إن شاء الله في حرف الراء.

ازاذدرخت: معناه بالفارسية حر السحر. ابن سمحون: هو أحد السموم الوحية غير أنه قد يستعمل في علاج الطب ومداواة الأمراض كما يستعمل سائر السموم. أحمد بن أبي خالد: هو شجر عظيم الخشب كثير الفروع وثمره يشبه ثمر الزعرور في لونه وخلقته ويكون في عناقيد مخلخلة ونواه أيضاً يشبه نوى الزعرور في لونه وخلقته. ماسرحويه: أما حبه الذي يشبه النبق فإنه إذا أكل قتل. الرازي: ثمرته رديئة للمعدة مكربة وربما قتلت. أحمد بن أبي خالد: إذا أكل أحد من ثمرته عرض له غشي وقيء وصغر في النفس وغشاوة على البصر ودوار في الرأس، وعلاجه كعلاج من سقي الفربيون والبلاذر. ماسرحويه: أما ورقه فقد يستعمله النساء ليطول به شعورهن وأطراف أغصانه إذا عصرت رطبة وشرب ماؤها بالعسل وبالطلاء المطبوخ نفع من السم القاتل وعرق النسا واسترخاء الأنثيين ويدر البول والطمث ويحل الدم الجامد في المثانة. ابن ماسة: فقاحه حار في الثالثة يابس في الأولى صالح للمشايخ والمبرودين فتاح للسدد المتولدة في الدماغ شمساً، وقشره إذا طبخ مع الأهليلج الأسود والشاهترج نفع من الحمى البلغمية والمرة السوداوية ويؤخذ في أيام الخريف والربيع فقط. مجهول: ينقي الرطوبات التي في الرأس من القروح الرطبة المنفتحة وينبت فيها الشعر إذا استخرجت عصارة أطراف ورقه وثمره وسحق بها شيء من مرداسنج وصير معها شيء من دهن الورد حتى يصير له قوام، ويلطخ به الرأس أياماً يجدد في كل يوم ويترك بعضه على بعض ولا يقلع ويدخل بين كل ثلاثة أيام الحمام، فإذا خرج منه صير على الرأس الدواء أيضاً ودثره بشيء خفيف حتى يبرأ وهو من المقوية للشعر والمطول له والمانع له من الآفات غسلاً بماء أطرافه الغضة، وورقه يدق أيضاً وحده ويحشى به شعر الرأس وبدله إذا عم ورق الشهدانج.

??ازرود: هو اسم الحندقوقا عند البربر بإفريقية وسيأتي ذكره في حرف الحاء.

اسارون: ديسقوريدوس قال في الأولى: بعض الناس يسميه نازدينا بريا له ورق شبيه بورق قسوس غير أنه أصغر منه بكثير وأشد استدارة وله زهر فيما بين الورق عند أصوله، لونه فرفيري شبيه بزهر البنج فيها بزر كثير شبيه بالقرطم، وله أصول كثيرة دقاق ذوات عقد دقيقة معوجة مثل أصول الثيل غير أنه أدق منه بكثير طيبة الرائحة تسخن وتلذع اللسان جداً، وينبت في جبال كثيرة الشجر وهو كثير في البلاد التي يقال لها فروغيا وفروجيا وهي بلاد أفريقية والبلاد التي يقال لها الورثين والمدينة التي يقال لها أبوسطسا التي من أنطاليا. قال حنين: أنطاليا هي بلاد إفرنجية. جالينوس في السابعة: الذي ينفع من هذه الحشيشة إنما هو أصلها وقوة هذه الأصول شبيهة بقوة الوج إلا أنها أقوى منه. ديسقوريدوس: قوتها مدرة للبول مسخنة صالحة لمن به حبن ولمن به عرق النسا ويدر الطمث، وإذا شرب منه وزن سبعة مثاقيل بماء العسل أسهل مثل الخربق الأبيض وقد يقع في أخلاط الطيب. ابن سينا: يفتح ويسكن أوجاع الأعضاء الباطنة كلها ويلطف ويحلل ويسخن الأعضاء الباردة ويجلو، وإذا اكتحل به ينفع من غلظ القرنية وينفع من صلابة الطحال جداً ويقوي المثانة والكلية. الشريف: إذا شرب بالعسل زاد في المني وسخن الأعضاء الباردة. مجهول: إن بخر به بيت قتل العقارب الخضر التي تكون فيه، وإذا دق وعجن بلبن حليب وضمد به بين الوركين هيج الباه وأنعظ إنعاظاً شديداً. التجربيين: الأسارون يسخن المعدة والكبد ويخرج رطوبتهما الفضلية بإدرار البول وتليين الطبيعة وتفتيت حصا الكلية وينفع من أوجاعها وينقي مجاري البول من الأخلاط اللزجة المولدة للحصا فيها. ابن سمحون: منه مجلوب ومنه أندلسي وأجوده ما كان يؤتى به من الجزيرة الخضراء، وهو مقو للكبد والمعدة نافع من أوجاعها المتقادمة. الغافقي: الذي يستعمل بالأندلس ليس أسارونا بالحقيقة وإن كان يشبهه في منظره ويظن أن قوته كقوته وخاصة الجريري منه، والأسارون الصحيح منه يجلب إلينا من بلاد الروم، وأما هذا الجريري فهو نبات له سوق خوار مقدورة تعلو نحواً من ذراع متباعدة العقد، وورق كورق القنطوريون الصغير أخضر يضرب إلى السواد في أعلاه جملة من شعب بعضها فوق بعض في أطرافها رؤوس صغار في قدر حب الحنطة داخلها زغب أبيض، وله أصل أرق من الخنصر يتشعب منه شعب رقاق في طول أنملة طيبة الريح والطعم، فهذا هو الذي يجلب من الجزيرة الخضراء، وهو أشبه بالأسارون الصحيح من غيره من الأندلسي، فإن نباته غير شبيه بما وصف، وأما غيره من الأسارون الأندلسي فهو مر الطعم في رائحته كراهية وقوم يجعلونه في أصناف الزراوند الطويل وهو نبات له ورق أصغر من ورق قسوس وأصلب يضرب إلى السواد والغبرة، وله أغصان دقاق صلبة مزوّاة تتعلق بما قرب منها وتترقى في الشجر وله زهر فرفيري كثير مثل زهر الزراوند الطويل يخلف ثمراً مثل الكبر فيه بزر كبذر الخطمي وله أصول كثيرة معقدة تدب تحت الأرض في لونها غبرة وصفرة إلى السواد قوية الرائحة مرة الطعم تلذع اللسان قليلاً. وخاصة هذا النبات النفع من السموم ونهش جميع الحيات وورقه وبزره وأصوله. ونوع آخر له ورق دقيق أصغر من ورق الزراوندلينة وأغصان صغار تمتد على الأرض وزهره وثمره مثل الذي ذكرنا قبله إلا أنه أصغر وأصوله لينة غير معقدة لونها أصفر تخرج من أصل واحد مثل الخربق الأسود، مرة الطعم عطرة الرائحة مثل رائحة الأسارون، وأكثر نباته في التربة البيضاء من الجبال، وقد يظن أن قوته كقوة الأسارون ويستعمل بدل الأسارون، وقوم يظنون أنه نوع من الماميران. ديسقوريدوس في الخامسة: ويتخذ بالأسارون شراب على هذه الصفة فيؤخذ من الأسارون ثلاثة مثاقيل ويلقى في اثني عشر قوطولي من عصير ويروق بعد شهرين، وهذا الشراب يدر البول وينفع المستسقين. ابن سينا: ومن به يرقان ومن به علة في الكبد ولوجع الورك. الرازي في كتاب الأبدال: وبدل الأسارون إذا عدم وزنه قردماناً وثلث وزنه وج وثلث وزنه حماماً. غيره: وبدله وزنه وضعف وزنه وج. وقال بديقورس: بدله وزنه ونصف وزنه وج وسدس وزنه حماماً. ابن سينا: ينفع النوع اللحمي من الإستسقاء.

أسطوخوذوس: ابن الجزار: معناه موقف الأرواح. ديسقوريدوس في الثالثة: سنجادس ينبت في الجزائر التي ببلاد غلاطيا والبلاد التي يقال لها مصاليا، واسم تلك الجزائر سنجادس وسمي هذا العقار باسم الواحدة من هذه الجزائر وهو نبات دقيق الثمرة له حمة كحمة الصعتر إلا أن هذا أطول ورقاً من ورق الصعتر وهو حريف الطعم مع مرارة يسيرة وطبيخه صالح لأوجاع الصدر مثل الزوفا، وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة. جالينوس في الثامنة: طعم هذا النبات طعم مرو كله يقبض قليلاً ومزاجه مركب من جوهر أرضي بسببه يقبض، ومن جوهر أرضي آخر لطيف كثير المقدار بسببه صار مراً وبسبب تركيب هذين الجوهرين صار يمكن أن يفتح وينطف ويجلو ويقوي جميع الأعضاء الباطنة والبدن كله. ابن ماسويه: حار يابس في الدرجة الثانية. ابن الجزار: حرارته ويبسه في الدرجة الأولى. الرازي: يسهل السوداء والبلغم ويبرىء من الصرع والماليخوليا إذا أديم الإسهال به وقال في إصلاح الأدوية المسهلة: الشربة منه من درهمين إلى ثلاثة دراهم ولا يحتاج إلى إصلاح وإن شرب بالسكنجبين كان أصلح. وقال ابن ماسويه في الكامل: إن خاصته تنقية الدماغ والنفع من المرة السوداء ويصلح بالكثيرا. والشربة منه من خمسة دراهم وقد يسعط منه بوزن درهم معجوناً بالعسل فينقي الدماغ تنقية تامة. أرماسوس: إذا سقي منه بماء العسل نفع من تزعزع الدماغ من سقطة أو ضربة. ابن سينا في الأدوية القلبية: خاصته إسهال الخلط الأسود وخصوصاً من الرأس والقلب فهو يقرح ويقوي القلب بتصفية جوهر الروح في القلب والدماغ معاً عن السوداء، وفيه قبض يسير فهو لذلك يمتن جوهر الروح والقلب ويشبه أن يكون له خاصية خارجة عن هذا الوجه في تقوية القلب وتذكية الفكر. وقال في مفرداته أيضاً يمنع من العفونة ويقوي آلات البول ويشرب للإسهال مع شراب صاف أو في سكنجبين أو في شيء من ملح وهو يكرب أصحاب المرة الصفراء ويقيئهم ويعطشهم. غيره: أجوده ما كان أغبر اللون حديثاً وهو حار في الأولى يابس في الثانية ملطف مفتح فيه جلاء وإنضاج يقوي البدن والأحشاء ويمنع من العفونة ويبطىء بالشيب ومنفعته شديدة فيه تقوية القلب وتذكيته والنفع من السموم المشروبة ولدغ الهوام ويشرب للإسهال مع شراب صاف وسكنجبين وفي شيء من ملح وهو يكرب أصحاب المرة الصفراء ويقيئهم ويعطشهم. الشريف: وإذا سحق وسقي أياماً أبرأ ارتعاش الرأس وإذا تضمد بطبيخه سكن أوجاع المفصل وإذا اتخذ من زهره مربى بالعسل أو بسكر كما يصنع من الورد والبنفسج في زمان الربيع فرح النفس وأخرج خلطاً سوداوياً. غيره: شديد النفع من السموم المشروبة ولدغ الهوام شرباً. التجربيين الأسطوخودوس إذ أخذ منه جزءان ومن قشر أصل الكبر جزء وعجنا بالعسل نفعا من برد المعدة ومن كل خلط بارد يلذعها وإذا طبخ مع الصعتر وبزر الكرفس وشرب مع الدواء المسهل منع من إمغاصه لمن يصيبه ذلك. ديسقوريدس في الخامسة: وأما شراب الأسطوخودوس فصنعته مثل صنعة شراب الأفسنتين وشراب الزوفا، وينبغي أن يلقى على كل ستة حواريس من العصير من واحد من الأسطوخودوس، وهذا الشراب يحل الغلظ والنفخ وأوجاع الأضلاع وأوجاع العصب والبرودة المفرطة وقد يسقى منه المصروع مع عاقر قرحاً وسكبينج فينتفع به وقد يتخذ من الأسطوخودوس خل أيضاً لهذه العلل التي وصفنا وصنعته مثل صنعة الشراب الذي يتخذ له ولا فرق بينهما إلا في أن الحشيش ينقع في الخل.

 أسفاناج: الفلاحة: هي بقلة معروفة تعلو شبراً ولها ورق ذو شعب وليس لها أنفاخ كما لسائر البقول ولا تولد بلغماً وهي أقل البقول غائلة ومن الأسفاناخ بري وهو شبيه بالبستاني غير أنه ألطف منه وأدق وأكثر تشريفاً ودخولاً في ورقه وأقل ارتفاعاً من الأرض. الرازي: الأسفاناخ معتدل لين جيد للخشونة في الصدر ملين للبطن ملائم لاعتداله للمبرودين والمحرورين وليس له ما لأكثر البقول من الأنفاخ وكثرة البلغمية في الدم. ابن سينا: بارد رطب في آخر الأولى وغذاؤه أجود من غذاء الشرمق وفيه قوة جالية غسالة تقمع الصفراء، وربما نقرت المعدة عن مرقه فليروق مرقه وليؤكل فينفع من أوجاع الظهر الدموية. التجربتين: ينفع غذاء من جميع علل الصدر الحارة كالأورام والسعال والخشونة، ولا سيما إذا كان معه دسم وينفع بهذه الصفة من حرقة البول وهو غذاء جيد للمحمومين. الشريف: إذا تقدم بهذه البقلة من به احتراق في لهواته وحلقه سكنت ذلك عنه لأنها نافعة من أوجاع الحلق والنزلات الدائمة بها وإن طبخت مع الباقلا كانت أبلغ في ذلك وأهل نينوى من أرض بابل يزرعونها صيفاً وشتاء ويأكلونها لأنه كثيراً ما يعتريهم وجع الحلق وللصدر من النزلات الحادة، وهم يستنفون بها وهي عندهم أجل دواء في ذلك ونافعة من وجع الصدر والرئة العارضة من الدم والأوجاع العارضة من الصفراء والدم إذا اتخذ منه مزوّرة نفع من الحمى الحادة التي معها سعال لا سيما إذا طبخت بدهن لوز حلو.

اسطراطيقوس: زعم ابن واقد أنه القرصعنه وهو غلط. ديسقوريدس في الرابعة: ومن الناس من يسميه تونيون وهو نبات له ساق صلبة خشنة على طرفها زهر أصفر شبيه بزهر البابونج وبعضه ما يضرب لونه إلى الفرفيرية وله رؤوس مشققة وورق شبيه في شكله بالكواكب وأما الورق الذي على الساق فإنه إلى الطول ما هو عليه زغب. جالينوس في السادسة: وهذا النبات يسمى باليونانية يوسون وهو اسم مشتق من اسم الحالب لأنه دواء قد وثق الناس منه أنه يشفي الورم الحادث في الحالب إذا وضع عليه كالضماد، وإذا علق عليه تعليقاً وقوته قوة تحلل قليلاً لأن حرارته أيضاً يسيرة وتجفيفه ليس بالشديد ولا بالعنيف المهيج، ولا سيما إذا كان طرياً غضاً ليناً وفيه أيضاً قوّة مبردة دافعة فهو لذلك مركب من قوى مختلفة كمثل الورد إلا أنه ليس بقابض. ديسقوريدس: ورق هذا النبات ينفع من التهاب المعدة والأورام العارضة في العين وسائر الأورام الحارة ونتوء الحدقة، وزعم قوم أن زهره الذي يضرب لونه إلى الفرفيرية إذا شرب بالماء نفع من الخناق والصرع العارض للصبيان. وهو إذا تضمد به رطباً يوافق الأورام الحارة العارضة للأربية، وزعموا أن من عرض له في أربيته ورم إن تناول هذا الزهر وهو يابس بيده اليسرى ويشده على الورم سكن الضربان العارض فيه.

 أسل: أبو حنيفة: الأسل هو السمار الذي يتخذ منه الحصر وأخطأ من جعله من أنواع الأذخر كما قدمنا ذكره. أبو حنيفة: هو الكولان ويخرج قضباناً دقاقاً ليس لها ورق إلا أن أطرافها محددة وليس لها شعب ولا خشب ويتخذ منه الحصر ويدق بالمياجين فيتخذ منه حبال ويتخذ منه بالعراق غرابيل ولا يكاد ينبت إلا في موضع ماء أو قريب من ماء. ديسقويدوس في الرابعة: سجونس الأجامي هو نبات ذو صنفين منه صنف يقال له اكسجونس حاد الأطراف، وهذا الصنف ينقسم أيضاً إلى صنفين وذلك لأن منه صنفاً ليس له ثمر ومنه صنف له ثمر أسود مستدير وقصب هذا الصنف أغلظ وأكثر لحماً من قصب الصنف الآخر، ومنه صنف ثالث أغلظ وأكثر قضباناً وأكثر لحماً من الصنفين اللذين ذكرناهما، ويقال له أوكسجونوس، ولهذا النبات ثمر على أطرافه شبيه بثمر أحد الصنفين الأولين، وثمر هذا الصنف وثمر أحد الصنفين الأولين إذا شربا بشراب ممزوج عقلا البطن وقطعا نزف الدم من الرحم وأثرا البول وقد يعرض منهما الصداع وما يلي أصل هذا النبات من الورق الطري إذا تضمد به وافق نهش الهوام والرتيلا والصنف الثالث إذا شرب نوم شاربه، فينبغي أن يحترز فيه من الإكثار منه فإنه مسبت. جالينوس في السابعة: سجونس هذا النبات نوعان أحدهما يقال له باليونانية لوكسوس سجويوس والآخر يقال له أولوسجويوس والنوع الأول أرق وأصلب والثاني أغلظ وأشدّ رخاوة، وثمرة هذا النوع الثاني تجلب النوم، والنوع الأوّل هو أيضاً نوعان أحدهما لا يثمر ولا ينتفع به في الطب والآخر يثمر ثمرة هي أيضاً مما تجلب النوم إلا أنها أقل جلباً للنوم من ثمرة ذلك النوع الثاني، وهذا النوع يهيج الصداع والنوعان كلاهما إذا قليا بالنار وشربا بالشراب حبسا البطن وقطعا النزف الأحمر العارض للنساء، وهذه خصال كلها تدل على أن مزاج هذين النوعين مزاج مركب من جوهر أرضي بارد برداً يسيراً ومن جوهر مائي حار حرارة يسيرة وإنهما يقدران أن يجففا ما ينحدر من المواد إلى أسفل وأن يتصاعد منهما إلى الرأس بخارات رديئة يسيرة البرودة وهي التي تجلب النوم.

أسقليناس: سماه حنين في مفردات جالينوس القنابري وغلط في ذلك القول هو ومن قال بقوله أيضاً لأن القنابري أيضاً مشهور بالشام عند كافة الناس وليست ماهيته ماهية هذا ولا منفعته منفعته أيضاً، والقنابري لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس في بسائطهما فاعلم ذلك. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات له أغصان طوال وعلى الأغصان ورق مستدير شبيه في شكله بورق قسوس، وله عروق كثيرة دقاق طيبة الرائحة وزهر ثقيل الرائحة وبزر شبيه ببزر فالاقيس ويثبت في الجبال وعروقه إذا شربت بخمر نفعت من المغص ونهش الهوام وإذا تضمد بالورق وافق القروح الخبيثة العارضة في الثدي والرحم. جالينوس في السابعة: لم نجرب هذه الحشيشة ولم نختبرها بعد.

أسليخ: أبو حنيفة: هو عشب طوال القصب في لونه صفرة منابته الرمل وهو يشبه الجرجير. الغافقي: هو الليرون الذي يستعمله الصباغون وهو نبات معروف إذا طبخ ورقه في الرصف وضمد به قشر الأورام البلغمية بددها، وإذا طبخ في الماء ولت في دقيق شعير وضمد به نفع من الحمرة وهو محلل منضج ومنه بري ورقه أصغر من ورق الأوّل بكثير وساق ذات شعب كثيرة وتمتد على الأرض ولونها إلى الغبرة وفي أطراف الأغصان غلف كثيرة بعضها فوق بعض تشبه غلف البنج إلا أنها أقصر وألين، داخلها بزر دقيق جداً أسود وله عروق في غلظ أصبع، لونها بين الحمرة والصفرة حريف الطعم جداً وينبت في الأرض الرملة، وفي البياضات من الجبال ويسمى باللطينية الريبال إذا دق وشرب أبرأ من وجع الجوف ويفش الرياح وينفع من القولنج الريحي ومن لدغة العقرب والسموم القاتلة.

أسطراغالس: معناه الجريري باليونانية وهو النبات المعروف بمخلب العقرب الأبيض عند شجاري الأندلس. ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنس صغير على وجه الأرض وله ورق وأغصان تشبه ورق وأغصان الحمص وزهر صغار لونها فرفيري، وأصل مستدير صالح العظم شبيه في شكله بالفجلة الشامية يتشعب منه شعب سود صلبة شديدة الصلابة في صلابة القرون مشتبكة بعضها ببعض قابضة المذاق وينبت في أماكن ظليلة يسقط فيها الثلج، وهو كثير في المواضع التي يقال لها فاناؤس، وفي الأماكن التي يقال لها أرفادنا. جالينوس في السادسة: هذا ينبت فيما بين الشجر والحشيش صغير وله أصول قابضة فهو لذلك من الأدوية التي تجفف تجفيفاً ليس باليسير ولذلك يدمل القروح العتيقة ويحبس البطن المستطلق بسبب مواد تتحلب إليه متى طبخ الإنسان الأصول بشراب وشرب هذا الشرب. وهذا النبات كثير في موضع أرفارديا ويقال أرفارياوس. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات إذا شرب بشراب قطع إسهال البطن ويدر البول، وإذا جفف ودق وسحق وذر على القروح العتيقة كان صالحاً لها وقد يقطع نزف الدم وقد يعسر دقه لصلابته.

آس: أبو حنيفة: هو كثير بأرض العرب بالسهل والجبل وخضرته دائمة ويسمو حتى يكون شجراً عظيماً وله زهرة بيضاء طيبة الرائحة وثمرة سوداء إذا أينعت تحلو وفيها مع ذلك علقمة وتسمى القنطس. جالينوس في السابعة: هذا النبات أيضاً مركب من قوى متضادة والأكثر فيه الجوهر الأرضي البارد وفيه مع هذا شيء حار لطيف، فهو لذلك يجفف تجفيفاً قوياً وورقه وقضبانه وثمرته وعصارته ليس بينها في القبض كثير خلاف. ديسقوريدوس في الأولى: بامرسيس إيماروس وهو الآس البستاني الذي اشتدت خضرته حتى مال إلى السواد وهو أنفع في العلاج مما مال إلى البياض وخاصة ما كان منه جبلياً وثمر الأسود أضعف من ثمر الأبيض وقوته وقوة ثمرته قابضتان وقد يؤكل ثمره رطباً ويابساً لنفث الدم ولحرقة المثانة وعصارة الثمر وهو رطب تفعل فعل الثمرة وهي جيدة للمعدة مدرة للبول موافقة إذا خلطت بشراب لمن عضه الرتيلا ولمن لسعته العقرب، وطبيخ الثمر يصبغ الشعر، وإذا طبخ بشراب وتضمد به أبرأ القروح التي في الكفين والقدمين، وإذا تضمد به بالسويق سكن الأورام الحارة العارضة للعين وقد يتضمد به للغرب والأفشرج الذي يعمل من حب الآس بأن يعصر حب الآس ويطبخ عصيره طبخاً يسيراً فإن لم يفعل به ذلك حمض ومتى تقدم في شربه قبل شرب النبيذ منع الخمار، وهذا الأفشرج يصلح لكل ما يصلح له الثمر، وإذا صير في المياه التي يجلس فيها وافق خروج الرحم والمقعدة والنساء التي يسيلِ من أرحامهن الرطوبات المزمنة ويجلو نخالة الرأس وقروحه الرطبة وبثوره ويمسك الشعر المتساقط، وقد يقع في أخلاط المراهم اللينة مثل ما يقع في الدهن الذي يعمل من ورق الأس وطبيخ الورق يصلح ليجلس فيه ويوافق المفاصل المسترخية، وإذا صب على كسر العظام التي لم تلتحم بعد نفعها ويجلو البهق ويقطر في الأذن التي يسيل منها قيح ويسوّد الشعر وعصارة الورق أيضاً تفعل ذلك. جالينوس: والورق اليابس من ورق الآس هو أكثر تجفيفاً من ورق الآس الرطب لأن الرطب يخالطه شيء من الرطوبة، وأما رب الآس فليس يعصر من ورقه فقط لكن من حبه أيضاً وجميع هذه قوتها قوة حابسة مانعة إذا وضعت من خارج على البدن، وإذا وردته من داخل لأنه ليس يخالطها شيء من القوة المسهلة ولا من القوة الغسالة. ديسقوريدوس: والورق إذا دق وسحق وصب عليه ماء وخلط به شيء يسير من زيت أنفاق أو دهن ورد وخمر وتضمد به وافق القروح الرطبة والمواضع التي تسيل إليها الفضل والإسهال المزمن والنملة والحمرة والأورام الحارة العارضة للأنثيين والشري والبواسير، وإذا دق يابساً وفرَّ على الداحس نفع منه، وقد يجعل في الأباط والأربية المتغيرة الرائحة ويقطع عرق من كان به خفقان ويقويه إن أحرق أو لم يحرق واستعمل بدوم أو زيت عذب أبرأ حرق النار والداحس، وقد يخرج عصارة الورق بأن يدق ويصب عليه في الدق شراب عتيق أو ماء المطر ثم يعصر، وإنما تستعمل عصارته وهي حديثة لأنها إذا جفت تتكرج وتضعف قوّتها وأما الميطيذانون فإنه شيء ينبت في ساق شجر الآس مضرس كان فيه بنكا لونه شبيه بلون ساق الآس وفي شكله مشابهة بالكف وقبضه أشدّ من قبض الآس، وقد يحرق بعد أن يتقدم في دقه ويخلط به شراب عفص ويعمل منه أقراص ويجفف في الظل، وهذه الأقراص أقوى فعلاً من ورق الآس وثمره وإذا احتيج إلى أن يكون في القيروطي أو فيما يتحمل به من الفرزجات عند الحاجة إلى استعمال قبض خلط به شيء من هذه الأقراص، وكذا إذا احتيج إلى أن يكون فيما يستعمل فيه من المروخات والضمادات والمياه التي يجلس فيها خلط بها شيء من هذه الأقراص. جالينوس: خشب هذا أيبس جداً من ورق الآس وثمرته وعصارته كذا يقبض قبضاً ويجفف تجفيفاً أكثر منها جداً. ابن ماسه الآس بارد في الأولى يابس في الثانية. ابن ماسويه: نافع من الحرارة والرطوبة قاطع للإسهال المتولد من المرة الصفراء نافع للبخار الحار الرطب إذا شم وأكل حبه وحبه صالح للسعال بما فيه من الحلاوة الطبيعية واستطلاق البطن الحادث من المرة الصفراء وليس بضار للصدر ولا للرئة. إسحاق بن عمران: إذا سحق ورقه يابساً وذر على القروح ذوات الرطوبة والبل نفعها ونفع من انسلاخ الأعضاء، وكذا إذا ذر على القروح وهو غض، وإذا ضرب بالخل ووضع على الرأس قطع الرعاف وحبه قاطع للعطش ذاهب بالقيء. إسحاق بن سليمان: إذا تدخنت المرأة بدخان حب الآس كان  

                               

نافعاً من نزف الأرحام وكذا يفعل بخاره الحار إذا طبخ بالماء وإذا طبخ بماء السلق نقى الأبرية التي في الرأس، وإذا دق وعجن بماء الباقلا نقى الكلف من الوجه وحبه دابغ للثة والفم قليل الغذاء رديئة وهو مقو للمعدة والأمعاء والمثانة أكلاً. ابن سينا: في الأدوية القلبية: مزاجه كما يظهر غير مستحكم الامتزاج حتى يعود بطباعه إلى قوة واحدة وهي الغالبة بل يشبه أن يكون فيه جوهران أحدهما الغالب فيه الحر والآخر الغالب فيه البرد، ولم يشبه أن يكون فيه الحر لم يستحكم فيما بينهما الامتزاج والفعل والإنفعال حتى يستقر المزاج على الغالب منهما، وللآس في هذا الحكم نظائر كثيرة ويشبه أن يكون ما فيه من الجوهر اللطيف الذي الغالب فيه الحر أقل والكثيف الذي الغالب فيه البرد أكثر ولم يبلغ من تأكد امتزاجهما أن لا يفرق بينهما الحار الغريزي الذي في أبداننا بل يفرق بينهما فيبدأ أولاً الجوهر الحار الذي فيه فيسخن، ثم يأتي بعده البارد يقوي ويشد العضو ولهذا تعظم منفعته في إثبات الشعر فإن الجوهر الحار يجذب المادة ويوسع المسام أولاً، ثم الجوهر البارد منه يشد العضو ويقبض، وقد انجذبت إليه المادة التي يكون منها الشعر فينعقد شعر أو العطرية التي فيه مركبها الجوهر الحار فيه، والعفوصة مركبها الجوهر البارد فإذا اعتبر الآس بمزاجه الأغلب الأقوى كان بارداً في الأولى يابساً في الثانية وله مع ذلك تلطيف فهو بعطريته ملائم للروح وبما فيه من القبض مع التلطيف ممتن له في جوهر مباسط له ولاجتماع هذه المعاني هو من الأدوية النافعة من الخفقان وضعف القلب. وقال في الثاني من القانون وليس في الأشربة ما يعقل وينفع من أوجاع الرئة والسعال غير شرابه، وورقه يصلح لسحج الخف ذروراً وضماداً وورقه المطبوخ بالشراب إذا ضمد به سكن الصداع الشديد، وربما كان ربه يمنع سيلان الفضول إلى المعدة وينفع حرقة البول وهو جيد في منع ذرور الحيض وماء ورقه يعقل الطبيعة ويحبس الإسهال المراري طلاء، وإذا شرب ذلك مع دهن الخل عصر البلغم وأسهله وهو يسكن الجحوظ ورماده يدخل في أدوية الظفرة. الرازي في كتاب خواصه: إن اتخذ حلقة مثل الخاتم من قضيب الآس الطري وأدخل فيها خنصر الرجل الذي في أربيته ورم سكن الوجع. التجربتين: سائر أجزائه ينفع التضميد بها من الوثي الحديث ويمنع انصباب المواد والحب النضيج في الوثي أشد تسكيناً وأقوى ما فيه لإمساك الشعر المتساقط حبه الفج. ديسقوريدوس في الخامسة: صنعة شراب الآس يؤخذ أطراف الأس الأسود وورقه مع حبه فيدق منه عشرة أمناء ويلقى عليه ثلاثة قواديس من عصير العنب ويطبخ إلى أن يذهب الثلث ويبقى الثلثان ويرفع بعد التصفية وقد ينفع هذا الشراب من القروح الرطبة العارضة في الرأس والنخالة والبثور ومن استرخاء اللثة ومن ورم النغانغ، والآذان التي يخرج منها قيح ويقطع العرق، وأما شراب حب الآس فيعمل بأن يؤخذ من حب الآس ما كان أسود نضيجاً فيدق ويخرج عصارته يلولب وتؤخذ العصارة وتصير في إناء وترفع، ومن الناس من يأخذ العصارة فيطبخها حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث، ومن الناس من يأخذ حب الآس فيشمسه ويجففه ويدقه ويخلط بالكيل منه الذي يقال له سونفس ثلاث قوط، ونبات من شراب عتيق ثم يعصره ويأخذ عصارته فيرفعها، وشراب حب الآس شديد القبض جيد للمعدة يقطع سيلان الرطوبات المنصبة إلى المعدة والأمعاء وهو طلاء جيد للقروح العارضة في باطن البدن وسيلان الرطوبة من الرحم سيلاناً دائماً وقد يصبغ شعر الرأس.

آس بري: يعرف هذا النبات بدمشق وما والاها من أرض الشام نفف وانطسر، وأما عامة الأندلس فيعرفونه بالخيزران البلدي. ديسقوريدوس في الرابعة: مرسيناء أغرباء ومعناه الآس البري وهو نبات له ورق شبيه بورق الآس البستاني إلا أنه أعرض منه، وفي طرفه حدّ شبيه بطرف سنان الرمح وله ثمر مستدير فيما بين الورق وإذا أنضج كان ورقه أحمر وفي جوفه حب صلب، وله قضبان تشبه قضبان النبات. الذي يقال له لوقس كثيرة مخرجها من أصل واحد عسرة الرض طولها نحو من ذراعٍ مملوءة ورقاً وأصله شبيه بأصل النبات الذي يقال له اعرسطس إذا ذيق كان عفصاً مائلا إلى المرارة، وورق هذا النبات وثمره إذا شربا بالشراب أدرا البول وفتتا الحصاة وأدرا الطمث ونفعا من الحصى الذي في المثانة، وقد يبرىء اليرقان وتقطير البول والصداع وينبت في مواضع خشنة وأجراف قائمة، وإذا طبخ أصل هذا النبات وشرب طبيخه بالشراب فعل ما يفعله الورق والثمر، وقد تؤكل قضبان هذا النبات إذا كانت غضة وفي طعمها مرارة ويدر البول.

أسحقان: أبو حنيفة: هو نبات ممتد حبالاً على وجه الأرض له ورق كورق الحنظل إلا أنه أرق وله قرون أقصر من ورق اللوبيا فيها حب مدوّر أحمر يتداوى به من عرق النسا. أسيوس: وهو ثلج الصين عند القدماء من أطباء مصر ويعرفه عامة المغرب وأطباؤها بالبارود. ديسقوريدوس في الثانية هو بعض الحجارة، وينبغي أن يختار منه ما كان لونه شبيهاً بلون القيشور، وكان رخواً خفيفاً سريع التفتت وفيه عروق غائرة صفر، وأما زهر هذا الحجر فهو ملح يتكون عليه دقيق ومنه ما لونه أبيض ومنه ما لونه شبيه بلون القيشور مائل إلى الصفرة، وإذا قرب من اللسان لدغه لدغاً يسيراً. جالينوس في التاسعة: سمى هذا الحجر أسيوس وليس هو صلباً كالصخر لأنه شبيه في لونه وقوامه بالحجارة المتولدة في قدور الحمامات وهو رخو يتفتت بسهولة ويتكون عليه شيء شبيه بغبار الرحا الذي يرتفع ويلتصق بالحيطان إذا نخل الدقيق، وهذا الدواء يسمى زهر الحجر المجلوب من أسيوس، وهذه الصخرة التي منها تتولد هذه الزهرة شبيهة بقوة الزهرة إلا أن فعل الصخرة أقل من فعلِ الزهرة لأن فعل الزهرة يفوق فعل الصخرة لا في هذه الحالة فقط لأنها أكثر إذابة وتحليلاً وتجفيفاً منها، لكن في أنها تفعل هذه الأشياء أيضاً من غير لدغ شديد وفيها مع هذا شيء مالح الطعم أعني في الزهرة وفي ذلك ما يدل بالحدس على أن تولد هذه الزهرة إنما هو من الطل الذي يقع على تلك الصخرة من البحر ثم تجففه الشمس. ديسقوريدوس: وقوة هذا الحجر وزهرته معفنة تعفيناً يسيراً محلل للخراجات إذا خلط كل واحد منهما بصمغ البطم أو بالزفت، وينبغي أن يعلم أن الزهرة أقوى من الحجر وتفضل عليه بأن الزهر إذا كان يابساً أبرأ القروح العتيقة العسرة الإندمال وقلع اللحم الزائد في القروح الشبيهة في شكلها بالفطر والقروح الخبيثة، وقد يملأ القروح العتيقة العميقة لحماً وينقيها إذا خلط بالعسل وإذا خلط بالقيروطي منع القروح الخبيثة من الانتشار في البدن، وإذا خلط بدقيق الباقلا وضمد به النقرس نفع منه وقد ينفع من ورم الطحال إذا خلط بالكلس والخل، وإذا لعق بالعسل نفع من القرحة العارضة في الرئة، وقد يتخذ من هذا الحجر أجران فيضع فيه المنقرسون أرجلهم فينتفعون به وقد يتَخذ منه أيضاً أنثرة تأكل اللحم، وبذا ذر الزهر في الحمام على الأبدان الكثيرة اللحم السمينة مكان النطرون أضمرها، وإذا أراد أحد أن يغسل هذا الحجر وزهره فليغسلهما كما يغسل القليميا. لي: الزهرة تقطع الدم المنبعث من اللثة دائماً مجرّب. ابن رضوان: الزهرة تقوي البصر وتجلوه وتقلع البياض من العين قلعاً حسناً كحلاً به.

أسفيداج: ديسقوريدوس في الخامسة: يعمل على هذه الصفة يؤخذ خل ثقيف فيصب في إجانة واسعة الفم في إناء خزف ويوضع على فم الإناء قطعة من بارية وعليها لبنة من رصاص وتغطى اللبنة ويستوثق من تغطيتها لئلا يتنفس بخار الخل، فإذا ذابت اللبنة وتناثرت في الخل أخذ ما كان من الخل صافياً وعزل في ناحية وما كان ثخيناً صيَّر في إناء وجفف في الشمس ثم طحن ودققت أجزاؤه على جهة ثم نخل وأخذت النخالة ثانية ودقت أجزاؤها على جهة أخرى، ثم نخلت ثانية وفعل بها ذلك ثالثة ورابعة وأجوده ما نخل في أول وهلة وهو المستعمل في أدوية العين وبعدها ما نخل في الثانية والثالثة وهكذا الصفة في المقدم والثاني من الباقي. ومن الناس من يأخذ البارية فيصيرها في وسط الإناء ولا تكون مماسة للخل ويغطى فم الإناء بالرصاص ويغطى الرصاص بغطاء آخر ويطبق عليه ويدعه أياماً ثم يكشف الغطاء الأول وينظر إلى الرصاص فإذا رآه قد تحلل فعل مثل ما فعل فيما وصفنا آنفاً وإن أحب أحد أن يعمل منه أقراصاً فيعجنه بخل ويعمله أقراصاً ويجففه في الشمس، وليفعل هذه الأشياء وهو في الصيف فإن الأسفيداج حينئذ قوته وفعله فعل قوي وبياضه أحسن وقد يعمل أيضاً في الشتاء وهو أن تأخذ الأواني وتصبرها على سطح حمام أو سطح أتون فإن فعل حرارة الحمام فيها، والأتون شبيهة بفعل الشمس في الصيف وأجود ما يكون منه ما يعمل بالجزيرة التي يقال لها رودس وبعده في العمل ما يعمل بالبلاد التي يقال لها فورسوس والبلاد التي يقال لها أداس وبعده ما يعمل بالبلاد التي يقال لها دنقارحا، وقد يشوى الاسفيداج وهو على هذه الصفة يؤخذ خزف جديد وخاصة إن كان من البلاد التي يقال لها أطنقا فيصير على جمر ويذر عليه الأسفيداج وهو مسحوق ويحرك حركة دائمة، فإذا تلون بلون الرماد أخذ عن النار وبرد واستعمل، وقد يغسل أسفيداج الرصاص كما يغسل القليمياء وقوته مبردة مغرية مليئة تملأ القروح لحماً مطلقاً وتقلع اللحم الزائد في القروح قلعاً دقيقاً وتدملها إذا وقعت في القيروطي والمراهم التي يقال لها لسارا وفي بعض الأقراص وهو أيضاً من الأدوية القتالة. جالينوس في التاسعة. هذا أيضاً يشهد على قوة الأسرب إذا حل بخل ثقيف جداً ولكنه ليس بحاد ولا لذاع ولا هو أيضاً محلل بل هو مغر مبرد بخلاف قوة الزنجار على أن الزنجار إنما يكون إذا حل النحاس بالخل. مسيح: الأسفيداج بارد في الدرجة الثانية. رسطاطاليس: الأسفيداج يصلح لبياض عيون الحيوان الحادث عن الأوجاع وينفع القروح التي تكون فيها إذا خلط بنظيره من الأدوية وينفع الجراح إذا صنعت منه المراهم ويأكل اللحم المتغير وينبت اللحم الجيد وينفع من حرق النار إذا طلي ببعض الأدهان ولا يكاد موضع الحرق يستحيل إلى البياض. التجربتين: يفعل في قروح المعا وفي الجراحات ما يفعله الأسرنج وإذا حل بالخل وطليت به الجبهة نفع من الصدع إذا خلط بهما دهن ورد كان أنجع وينفع من رمد العين ضماداً من خارج أو مستعملاً مع سائر الأدوية المقطرة، وإذا غسل غسلا بليغاً بالماء العذب ثم سقي مراراً بماء الورد أياماً متوالية في شمس حارة نفع وحده من الرمد الحار إذا اكتحل به أو أنه حل في لبن أو في رقيق البيض وقطر في العين وإذا حل في ماء عنب الثعلب أو ما أشبهه نفع من الحمرة ومن حرق النار والماء ومن الأورام الحارة كلها. ديسقوريدوس: من شرب الأسفيداج يعرف من لونه لأنه يبيض الحنك واللسان واللثات ويعتري منه الفواق والسعال ويبس اللسان ويبرد الدماغ ويعرق ويسبت ويكسل ويرخي وينفع من شربه ماء العسل بالماء المطبوخ بالتين والخبازى ولبن حار أو سمسم مقشور مع طلاء أو رماد الكرم أو زهر الأقحوان أو زهر السوسن الذي يسمى إيرسا وينفعهم أيضاً شرب حب الخوخ بطبيخ دهن السوسن أو شرب الكندر أو شرب صمغ الإجاص أو الرطوبة التي تكون في شجرة النبق كل واحدة من هذه بماء فاتر ويتقيأ بعد شرب كل واحد مما ذكرنا أيها كان وينتفعون أيضاً بشرب عصارة القافسيا ولبن السقمونيا إذا شرب بماء العسل. أحمد بن أبي خالد: وبدل الأسفيداج إذا عدم خبث الرصاص.

أسرنج: هو السيلقون والزرقون أيضاً عند عامة الغرب ويسمى باليونانية سيدوفس. الرازي: هو أسرب يحرق وتسد عليه النار حتى يحمر ويجعل عليه شيء من الملح وقد يكون من الأسفيداج إذا أحرق. ديسقوريدوس في الخامسة: وقد يحرق الأسفيداج على هذه الصفة يؤخذ ويوضع في طنجير عميق وهو مسحوق ويوضع الطنجير على الجمر ويحرك بعود حتى يتلون بلون الزرنيخ الأحمر ثم يؤخذ عن النار ويستعمل وما عمل منه هكذا تسميه بعض الناس هندوهس. جالينوس في التاسعة: وإذا أحرق !لاسفيداج واستحال صار منه الأسرنج وهو دواء ألطف منه ولكنه ليس هو مما يسخن. ابن سمحون: قال ارسطاطاليس: هو نافع من الجراح إذا خلط بالمراهم وإذا غلي بالزيت أو ببعض الأدهان الطيبة ثم صير منه مرهم وهو مجفف لازوقي ينقي القروح ويذهب اللحم المتغير. التجربتين: إذا احتقن به مع شحم أو ماء لسان الحمل نفع من القروح في الأمعاء وإذا طبخ في الزيت حتى يصير مرهماً أنبت اللحم في الجراحات ونقاها من الوضر. غيره: قوة الأسرنج باردة يابسة في الثانية.

إسفنج البحر: أبو العباس النباتي: قد تحققنا فيه أنه ينبت على الحجارة بخلاف زعم من زعم أنه حيوان أو كالحيوان وفيه قوة حيوانية وليس من ذلك كله في شيء وإنما هو أصله شيء يشبه الليف الرقيق الذي يتكون على الحجارة أو كليف أكر البحر وقد ذكرنا أنها ينتأ عليها من جانبي كل شعرة جليدة صغيرة ثم يتصل بعضها ببعض شيئاً بعد شيء حتى يصير على الهيئة المعروفة فسبحان الخلاق العظيم وكذا أيضاً سائر أنواعها التي تنفسخ سريعاً ومن أنواعها نوع محجر إذا انتهى ويرمي به البحر صلباً كما يتكون المرجان ونحوه. ديسقوريدوس في الخامسة: منه ما يسميه اليونانيون الذكر وهو صنف دقيق الثقب كثيف أصل ما كان من هذا الصنف اللبس ومنه ما يسمونه الأنثى وهو صنف حاله على خلاف حال الذكر وقد يحرق الاسنفجة مثل ما يحرق القونبيون وهو زبد البحر. قال جالينوس في العاشرة: أما الإسفنج المحرق فقوته قوة حارة محللة وقد كان رجل من معلمينا استعمله في مداواة انفجار الدم العارض عند القطع والبط وكان يعده ليكون مهيأ له في وقت الحاجة وهو يابس لا نداوة فيه البتة ويغمسه أكثر ذلك في القفر فإن لم يتهيأ له القفر غمسه في الزفت الرطب وكان يضعه على الموضع الذي يسيل منه الدم والنار فيه مشتعلة ليقوم مقام الكي ويصير شبيهاً بالغطاء والسداد للجراح أعني جرم الإسفنجة الحديثة التي تحرق يجمع الأمرين جميعاً فأما الاسفنجة الحديثة إذا أخذت وحدها على الانفراد فليست هي بمنزلة الصوف أو الخرقه المنشفة تقوم مقام الآلة المقابلة للرطوبة التي يغمس فيها بل هي تجفف أيضاً تجفيفاً بيناً، وأنت تعرف ذلك بأن تستعملها وحدها في مداواة الجراحات بعد أن تبلها بالماء أو بالخل الممزوج أو بالشراب على حسب اختلاف الأبدان فإنك تدمل الجراحات بهذا ألاسنفج كما تدملها بالمراهم المعروفة بدمالة الجراحات الطرية بدمها فإن لم تكن الإسفنجة طرية لكن اسفنجة قد استعملت علمت علماً يقيناً كم نقصانها عن الاسفنجة الجديدة إذا وضعت على الجراحة كانت مبلولة إما بالشراب أو بالخل الممزوج وليس بعجب أن تكون الاسفنجة التي تكون فيها القوّة التي اكتسبتها من البحر قائمة محفوظة تجفف باعتدال وإنما يمكن فيها أن تفعل ما دامت برائحة ماء البحر ولو لم يكن يستعملها أحد وحينئذ ليس يمكن أن تجفف على ما كانت تفعل. ديسقوريدوس: وما كان من الاسفنج جديداً ليس بدسم فإنه يصلح للجراحات في أول ما تعرض إذا استعمل بالماء والخل وإنه يلحم القروح العتيقة إذا استعمل بعسل مطبوخ وقد يستعمل بالماء فقط وأما ما كان من الاسفنج خلقاً فإنه ليس ينتفع به وإذا استعمل الجديد غير مبلول إما مع كتان غير مبلول وإما وحده وشكل في شكل فتيلة فتح أفواه العروق المضمومة الأفواه والجاسية، وإذا وضع وهو جاف في القروح الرطبة التي لها غور في الأعضاء جففها ونفض الرطوبة منها وإذا استعمل بالخل قطع النزف، وأما الإسفنج المحرق فإنه ينفع للرمد اليابس وللجلاء والقبض وإذا غسل بعد إحراقه كان أصلح جداً للأدوية في العين وإذا أحرق مع الزفت قطع نزف الدم وقد يبيض منه ما كان ليناً جداً بأن يبل مع الوسى احتى ويوضع في الشمس في الصيف ويقلب الجانب العتيق منه إلى فوق والجانب الآخر إلى أسفل وإن كانت الليلة صاحية فإنه يبل الوسى احتى بماء البحرويوضع أيضاً في القمر فيشتد بياضه.

 إسرار: أبو العباس النباتي: الإسرار بكسر الهمزة والسين المهملة الساكنة وبعدها راء غير معجمة ثم ألف وراء أخرى مهملة وهو شجر ينبت في أقاصي البحر وفي السواحل من بحر الحجاز رأيته بمقربة من كفافة من طريق أيلة لمن يريد الخوزا وهو على قدر ما صغر من شجر الرند وورقه ورقه وزهره زهره ويثمر ثمراً على قدر البندق كأنه ما صغر من ثمر الخوخ أزغب إلى الطول ما هو فيه يسير بشاعة وثمره يؤكل فيورث شبيه سدر في الرأس سماه لي بعض أعراب الساحل بما سميته به واقتضت صفته صفة القرم الذي ذكره أبو حنيفة ولهذه الشجرة صمغة لدنة فيها بعض شبه بالكندر ويسمى عندهم بالشورة جرب منه النفع من وجع الأسنان وينبت هذا الشجر في الحمأة من السواحل بما ذكرت أوّل ما ينبت تحت الماء قضيباً واحداً على خلقة قضيب حي العالم الكبير من نحو الذراع وأكثر وأقل وأصله دقيق غائر في الحمأة ولا ورق له ولا زهر ولا ثمر حتى يرفع على وجه الماء وحينئذ يخرج الورق وتتشعب منه الأغصان ويزهر ويثمر وطعم هذا القضيب الموصوف في أول خروجه كما وصفنا الغوط اكدم حافيته صافية وقد يظن قوم ممن لا يتحقق ما وصفنا وتحققنا من صفته أن هذا القضيب شيء آخر غير الإسرار وليس كذلك وسنذكر الشورة في حرف الشين المعجمة.

أسرب: هو الرصاص الأسود وسيأتي ذكره في حرف الراء.

اسفت: هي الفصفصة والرطبة أيضاً وسنذكرها في حرف الفاء.

أسد: ثابت بن قرة: شحمه بليغ في تقوية الجماع بلوغاً عجيباً مروخاً به ومسوحاً للخواصر والقطن والحالبين والوركين، والأنثيين والقضيب والمعدة. الرازي في الحاوي: إذا ديف بدهن الأبخرة ومسح به الأحليل فإنه يقوي على الجماع جداً. غيره: يطلى به على الكلف فيذهبه ومرارته تحد البصر. خواص ابن زهر: الأسد لا يفترس الحائض ولو أضربه الجهد، وزعموا أن صوته يقتل التماسيح إذا سمعته وأنه هو إذا سمع صوت الديك الأبيض أخذته رعدة وفزع منه، ومن لطخ بشحمه جميع بدنه هربت منه جميع السباع ولم ينله مكروه وكذا إن طلي بمرارته لم يقربه سبع أيضاً ومن طلى وجهه بشحمه الذي يكون بين عينيه على الجلد كان مهاباً معظماً عند كل من يراه ويقضي سائر حوائجه إذا سأله، ومرارة الذكر منه تحل المعقود عن النساء إذا سقي منها في بيضة نميرشت في مستهل الشهر، وزعموا أن من علق عليه قطعة من جلده بشعرها في عنقه أبرأه من الصرع قبل بلوغ المصروع، وإن أصابه الصرع بعد البلوغ لم ينفعه. وزعموا أن من تبخر به أزال عنه حمى يوم والجلوس عليه يذهب بالبواسير مجرب والنقرس أيضاً، ومن حمل معه قطعة من جلد جبهتة كان محبوباً عند الناس مهاباً معظماً، وإذا بخر بجلده مكان لم يبق فيه شيء من السباع إلا ويهرب منه ولم يقم فيه، وإن جعلت منه قطعة في صندوق مع ثياب لم يصبها السوس ولا الأرضة أيضاً، وإن كان في الصندوق شيء من هذه هلك أيضاً جميعه مجرب، ومن سقي شيئاً من طرح الأسد بغض الشراب من ساعته ولا يعود يشربه أبداً.

أسد العدس: هو الجعفيل وباليونانية أوزونقجي، وسنذكره فيما بعد وسمي بذلك لأنه إذا ثبت بين العدس أهلكه كله.

أسد الأرض: زعم جماعة من التراجمة المفسرين أنه المازريون وغلطوا في ذلك، وإنما أسد الأرض، على الحقيقة هو الحربا ويسمى باليونانية خامالاون، واسم المازريون باليونانية خاماليون فدخل عليهم الغلط من هذا الاشتراك الواقع بينهما في صور حروف الأسماء، ولم يفرقوا من جهلهم بين خاماليون وبين خامالاون. وقال بعض المتأخرين أسد الأرض هو النبات المسمى باليونانية خامالاون مالس، ومعناه الأسود من أجل أنه إذا ثبت بأرض لم ينبت فيها معه غيره البتة وتسميه عامة المغرب الدار الوحيد وهو الأشخيص بالعربية، وسيأتي ذكره فيما بعد.

أشجاره: هو النبات المسمى باليونانية أووسيمون وترجمه حنين بالتودري، وسنذكره في حرف التاء. التميمي: وهذه البقلة ورقها يؤكل بالشأم مسلوقاً بزيت الإنفاق والملح كما تؤكل البقول البرية وحرافتها يسيرة ليست بشديدة وقد يتخذ الأداميون بالشام منه أخلاطاً باللبن الدوغ الحامض، وقد يؤكل بالزيت وخاصتها إسخان المعدة وطرد الرياح وتحليل البلغم الغليظ وإحدار الطمث وتفتيح السدد.

أشق: ويقال: أشج ووشق ولزاق الذهب وغلط من جعله صمغ الطرثوث. ديسقوريدوس في الثالثة: هذا الدواء أيضاً هو صمغ نبات يشبه القنافي شكله ينبت في البلاد التي يقال لها لينوى فيما يلي الموضع الذي يقال له دوري، ويقال شجرته إنما سوليس فاختر منه ما كان حسن اللون ليس فيه حجارة ولا خشب، وقطعه تشبه حصى الكندر نقياً متكاثفاً ليس فيه وسخ البتة ورائحته تشبه رائحة الجندبادستر، وطعمه مر ويقال لما كان منه على هذه الصفة بروسما، وأما ما كان منه فيه تراب أو حجارة فإنه يقال له قراما وقد يؤتى به مما يلي الموضع الذي يقال له أمانياقن وهو عصارة شجرة تشبه القنا أيضاً في شكلها تنبت هناك. جالينوس في السادسة: هذه صمغة من صموغ الشجر تخرج من عود يرتفع على استقامة وقوته هي ملينة جداً، ولذلك صارت تحلل الصلابات الثؤلولية الحادثة في المفاصل ويشفي الطحال الصلب ويحلل ويقشر الخنازير. ديسقوريدوس: وقوته ملينة جاذبة مسخنة محللة للجسا والخراجات، وإذا شرب أسهل البطن وقد يجذب الجنين، وإذا شرب منه مقدار درخمتين بخل حلل ورم الطحال وقد يبرىء من وجع المفاصل وعرق النساء إذا خلط بالعسل ولعق منه أو خلط بماء الشعير وتحسى نفع من الربو وعسر البول وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب والصرع والرطوبة التي في الصدر ويدر البول وينقي قروح العين التي تسمى لوقوما، ويلين خشونة الجفون، وإذا أذيب بالخل ورضع على الطحال والكبد لين خشونتهما وحلل جساهما، وإذا تضمد به مع العسل والزفت حلل الفضول المتحجرة في المفاصل، وإذا خلط بالخل والنطرون ودهن الحناء وتمسح به كان صالحاً للإعياء وعرق النسا. حبيش بن الحسن: الوشق صمغة حادة تأكل اللحم العفن وتنبت الطري، وإن ضمدت به الأورام الصلبة أنضجتها، وإن خلطت مع الأدوية المسهلة أصلحتها ومنع من أن تحمل على الطبيعة حملاً شديداً، وهو يسهل البلغم اللزج الغليظ وينفع من الماء الأصفر إذا شرب منه أو تضمد به، وإذا أصابه ماء خرج منه بياض ينحل كبياض اللبن وبذلك ينشف بلة العيون وينفع الجرب الذي يكون فيها. ماسرحويه: يقتل حب القرع في البطن وينزل الحيضة ويجذب البلة ويخرجها شرباً. ابن ماسويه: خاصته النفع من وجع الخاصرة والوركين المتولد من البلغم اللزج، والشربة منه ما بين نصف مثقال إلى مثقال بعد إنقاعه في المطبوخ ويشرب منه مفرداً أو مركباً. مسيح: الأشق هو ضار للمعدة فليقلل منه في الأدوية. ابن سينا: حار في آخر الثانية يابس في الأولى تحليله وتجفيفه قوي وليس تلذيعه بقوي، ويبلغ من تفتحه إلى أن يسيل الدم من أفواه العروق وفيه تليين وجذب وهو نافع للخراجات الرديئة ويجلو بياض العين وينقي قروح الحجاب وينفع من الخوانيق التي من البلغم والمرة السوداء ويخرج الجنين حياً كان أو ميتاً ويلطخ بالخل على صلابة الانثيير، فلينهما. التجربتين: إذا حل بالخل وطليت به الشعيرة نفعها وكذا إذا طلي بهذه الصفة على الأورام البلغمية الصلبة والجسا والسلع وما أشبهها أيها كانت حللها، وإذا حل بالماء وتغرغر به حلل بلغماً كثيراً من الحنك ونقى الدماغ وحلل ورم النغانغ، وشربه يطرد الرياح وينفع من وجع الظهر والمايدة، وينفع من الفالج ومن الخدر، وإذا حل في أحد المياه النافعة من الحسا العارض في الأسفل والشقاق نفع منها وبدله إذا عدم وسخ كواير النحل.

اشترغاز: تأويله بالفارسية شوك الجمال. ديسقوريدوس في الثالثة: وقد يكون أصل نبات بالبلاد التي يقال لها لينوى شبيه بأصل شجرة الأنجدان إلا أنه أدق منه وهو حريف رخو وليس له صمغ ويفعل ما يفعله سليقون وهو الأنجدان. ابن عبدون: هو أصل نبات ينبت بخراسان يطبخ مع اللحم بحسب التابل وقوته قوة الأنجدان. مسيح: وقوته الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة ومنافعه منافع الأنجدان. ابن ماسويه: الأشترغاز هو أحر وأيبس من الأنجدان وأبطأ في المعدة وأقل هضماً للطعام من أصل الأنجدان، وأصل الأنجدان أحدّ منه وخاصته أن يغثي ويقيء بتلذيعه المعدة إذا أكثر منه، وينبغي أن يستعمل منه خله ولا يتعرض لجسمه. البصري: خاصته النفع من حمى الربع الكائنة من عفونة البلغم والقول في قوته وفعله مثل القول في الأنجدان. الرازي: الاشترغاز المخلل لا يخلو من أسخان وإن عتق فيه وهو يجشي ويهيج شهوة الطعام ويفتق الشهوة. غيره: والكامخ المخلل المتخذ منه يهضم الطعام ويفتق الشهوة. وقال الرازي أيضاً في موضع آخر: والاشترغاز المخلل يسخن ويعين على الهضم. ابن رضوان في حانوت الطبيب: الأشترغاز هو يسخن المعدة ويجلو الرطوبات منها فيجود بذلك الاستمراء للأطعمة ويدفع مضار السموم وإذا جعل في الخل صيره قريباً من خل العنصل. ابن سينا: خل الاشترغاز جيد للمعدة ينقيها ويقويها.

أشنة: هو المعروف بشيبة العجوز. ديسقوريدوس في الأولى: الجيد منها ما كان على الشربين وكانت جبلة وبعدها ما يوجد على الجوز وأجود من هذه ما كانت أطيب رائحة وكانت بيضاء، وما كان منها لونه إلى السواد ما هو فإنه أردؤه. جالينوس في السابعة: قوته قوة قابضة باعتدال، ولذلك ليس هو ببارد برودة قوية بل هو قريب من الفتورة، وفيه مع هذا قوة محللة ملينة وخاصة فيما يوجد منها على شجر الصنوبر. ديسقوريدوس: وقوتها قابضة تصلح لأوجاع الرحم إذا طبخت وجلس في مائها وقد تقع في أخلاط سائر الأدهان من أجل القبض الذي فيها وهي نافعة إذا وقعت في أخلاط الدخن والأدهان التي تحلل الأعياء. ابن سمحون: الأشنة قويه تختلف بحسب قوة الشجر على تكون فيه ويتخلق منه. الدمشقي: إذا سحقت مع الماء ووضعت على المواضع الضعيفة مثل الأربيتين والحالبين ووجع الكتفين وأصول الأذنين ينفعهما. الرازي: تحبس القيء وتقوي المعدة. إسحاق بن عمران: تطيب المعدة وتجفف البلة وتنفع من حرارة العين وحمرتها وتطبخ بالماء ويشرب طبيخها فيشد القلب وتسحق بالماء وتوضع على المواضع الحارة فتبردها وتدخل في الغوالي واللخالخ وأدوية المسك والإكحال. عبد الله بن صالح: الأشنة في طبعها قبول الرائحة من كل ما جاورها، ولذلك تجعل جسد العذائر والذرائر إذا جعلت جسداً فيها لم تطبع في الثوب. أحمد بن إبراهيم: إذا انقعت في شراب قابض وشرب ذلك الشراب قوى المعدة وأذهب نفخ البطن وأنام الصبيان نوماً مستغرقاً. ابن سينا: هو لجوهر الروح ويقويه ويقبضه وينميه وللطافته تنفذ إليه وهو لهذا نافع من الخفقان ومقو للقلب ويفتح سدد الرحم ويطلي على الأورام الحارة فيسكنها ويحلل صلابة المفاصل وينفع من وجع الكبد الضعيف وإذا جلس في طبيخها أدر الطمث ونفع من أوجاع الرحم مجهول: تفتت الحصاة وإن سحقت بخل وكمد بها الطحال تنفعه وتنفع من الصنان. الشريف: تنبت اللحم المسترخي في الجراحات وإذا سحقت واكتحل بها أحدت البصر، وإذا طبخت في شراب وشرب طبيخها نفع من نهش الهوام والجلوس في طبيخها يذهب المرض الإعيائي. الرازي: وبدل الأشنة إذا عدم وزنه قردماناً.

اشخيص: هو شوكة العلك عند أهل الأندلس ويعرفونه بالبشكاني أيضاً وبالبربرية أداد. ديسقوريدوس في الثالثة: خامالاون لوقس وتفسير لوقس الأبيض، ومن الناس من يسميه أقسيا لأنه نبات يوجد عند أصله في بعض المواضع أفسوس وهو الدبق فاشتق له من أقسوس أقسيا ومعناه الدبقي وهو الدبق الذي يوجد عند أصول هذا النبات، وتستعمله النساء مكان المصطكي، وورق هذا النبات يشبه ورق الشوكة التي تسميها أهل الشام العكوب والصنف من الشوك الذي يقال له سقولومس، وورقه أخشن وأحد أطرافاً وأصلب ورقاً من ورق الخامالاون الأسود وليس له ساق، وينبت في وسطه شوك شبه بشوك القنفذ البحري أو بشوك النبات الذي يقال له القبار وله زهر لونه كلون الفرفير وهو مثل الشعر وثمره شبيه بالقرطم، وأصله في الأرض التربة الجيدة غليظ وفي الأرض الجبلية دقيق ولون داخله أبيض وفي رائحته شيء من طيب وكراهة وهو حلو، وإذا شرب أصله أخرج حب القرع ومقدار الشربة منه اكسويافن واحد بشراب قابض مع طبيخ الفودنج الجبلي وقد يسقى منه المجنونون مقداراً لقيء وهو وزن درخمي بشراب لأنه يضرهم كثرته ويشرب طبيخه لعسر البول، وإذا شرب نفع من نهش الهوام، وإذا خلط بسويق وعجن بالماء والزيت وشرب قتل الكلاب والخنازير والفار. جالينوس في الثامنة: أصولها يسقاها من به حمى ومن به حب القرع ومقدار الشربة منها كسويافن واحد، وإذا أخذ بشراب وسقي منها أصحاب الاستسقاء نفعهم، ومزاج هذه الأصول مثل مزاج النوع الآخر يعني الأسود إلا أنه أشد مرارة منها. ديسقوريدوس في الثالثة: وأما خامالاون ما ليس وتفسيره الأسود فهو نبات ورقه أيضاً شبيه بورق الشوك الذي يقال له سقومولومس إلا أنه أصغر منه وألحق وفيه حمرة تضرب إلى حمرة الدم وله ساق في غلظ أصبع طولها شبر لونها إلى الدم عليها إكليل وزهر مشوك دقاق، لونه شبيه بزِهر النبات الذي يقال له بسم بواقسوس وفيه نقط وأصله غليظ أسود كثيف، وربما كان متآكلاً لون جوفه إلى الحمرة ما هو إذا مضغ لذع اللسان وينبت في الصحارى الناتئة والتلال والسواحل. جالينوس في الثامنة: أصله فيه شيء قتال، ولذلك صار إنما يستعمل وينتفع به من خارج وهو يقلع الجرب والقوابي والبهق، وبالجملة يذهب جميع العلل التي تحتاج إلى شيء يجلو، وقد يخلط أيضاً مع الأدوية الملينة والأدوية القابضة والأدوية المحللة، لهذا اتخذ منه ضماد شفى القروح المتآكلة وذلك لأنه يجفف في الدرجة الثالثة ويسخن في الثانية عند منتهاها. ديسقوريدوس: إذا سحق الأصل وخلط بشيء عن القلقنت وصفو القطران وشحم عتيق قلع الجرب، وإذا خلط بكبريت وقفر وطبخ معها بخل ولطخت به القوابي قلعها، وإذا طبخ وتمضمض بطبيخه سكن أوجاع الأسنان وإذا خلط به من الفلفل جزء مساوٍ له ومن الموم مثله وألصق على الأسنان سكن وجعها وقد يطبخ بالخل ويضمد به الأسنان والمنخران، وإذا سحق وصير في طرف مسمار وصير على السن الآلمة فتتها، وإذا خلط بالكبريت نقى الكلف والبهق، وقد يقع في أخلاط المراهم التي تأكل ويضمد به القروح المتآكلة والقروح الخبيثة فينفعها ويبريها، وقد يسمى هذا النبات خامالاون لاختلاف لون الورق وأنها قد توجد خضراء جداً وإلى البياض ما هي وإلى لون السماء وإلى لون الدم على اختلاف الأماكن التي تنبت فيها.

اشنان: أبو حنيفة: هو أجناس كثيرة وكلها من الحمض، والأشنان هو الحرض وهو الذي يغسل به الثياب. وقال غيره: أسنان القصارين هو الغاسول الذي يغسل به الثياب ويحل به حتى تمكن به الكتابة. البكري: الأشنان هو نبات لا ورق له وله أغصان دقاق فيها شبيه بالعقد وهي رخصة كثيرة المياه ويعظم حتى يكون له خشب غليظ يستوقد به، وناره حاره جداً ورائحة دخانه كريهة وطعمه إلى الملوحة وهو من الحمض. ماسرحويه: هو حار في الدرجة الثالثة محرق. الرازي: حديد ينقي ويفتح السدد ويأكل اللحم الزائد. ابن سينا: هو أنواع وألطفها الأبيض ويسمى خرء العصافير وأجوده الأخضر وهو جلاء وزن نصف درهم منه يحل عسر البول ووزن خمسه دراهم تسقط الولد حياً كان أو ميتاً ونصف درهم من الأشنان الفارسي إلى درهم يدر الطمث، ووزن ثلاثة دراهم منه يسهل مائية الاستسقاء، وعشرة دراهم منه سم قاتل ودخان الأخضر منه ينفر الهوام.

اشنان داود: هو الزوفا اليابس وسيأتي ذكره في حرف الزاي.

اشراس: ليس هو من أصول الخنثى كما زعم جماعة من المفسرين، وإنما هو من نبات آخر غيره يشبهه بعض الشبه. أبو العباس النباتي: هو معروف في المشرق كله يحمل من نواحي حران إلى سائر البلدان ويجلب إليها من جوارها ويطحن بالطواحين ويؤتى به أصول كأصول الخنثى إلا أنها أطول لونها أصفر ومع الصفرة تميل إلى حمرة وفيها صلابة ترض وتطحن وهو عند السافكة وغيرهم ويدبق بها الكتب وغيرها وتحل وتصلب في الحين وما هو إلا أن يؤخذ منه اليسير فيوضع فيما يغمره من الماء ويضرب باليد أو بمسواط من خشب ويلصق به في الحين، وليس في جنس الأغرية النباتية أفضل منه، وقد يسمي بعض أهل الأندلس البرواق المشهور بها أشراساً وليس ذلك بشيء، ومنهم من ظن أن الأشراس أصل المغاث المعروف بالمشرق لما في ذلك أيضاً من قوة الإلصاق والضبط وليس كما ظنوا، والبرواق معروف بالمشرق وغيره بنوعيه، ومنه نوع ثالث يسمى بجهة البيت المقدس بالصوى وكأنه البرواق العربي إلا أنه أكثر منه وأمر وثمره أعظم وأصلب وزهره كذلك، وأصله خربقي الشكل أصفر، وأما الأشراس فأعظم من هذا ورقه على شكل ورق الروق المسمى بالخنثى إلا أنه أعرض وأقصر، وله ساق مثل ساقه إلا أنها في غلظ الأصبع الوسطى طولها ذراعان وأكثر مستديرة على أطرافها من نحو ثلث الساق، زهر أبيض ضخم يشبه زهر البرواق زهره أبيض ضخم فيه يسير حمرة إلا أنها مليحة المنظر وثمره مستدير، وأصله كأنه أصل العنصل كما وصفنا قبل. غيره: يستعمل في أضمدة الجبر والقيل والفتوق وهو غاية في ذلك جداً.

???أصفون: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه قاسيلون لأنه نبات يشبه القاسيلس، والقاسيلس فيما زعم قوم هو اللوبيا الأبيض، وإنما تشبه به بأنه يخرج منه عند موضع الورق شيء أبيض شبيه بالخيوط ملتف مثل ما يخرج لنبات اللوبيا الأبيض، وعلى طرف الساق رؤوس دقاق شبهه مملوءة من بزر طعمه كطعم الأنيسون سواء. جالينوس في السادسة: وهذا النبات له بزر فيه عفوصة يسيرة فلذلك يجلو ويقطع الأخلاط الغليظة مع أنه يشد الأعضاء ويلززها، وبهذا صار ينفع النفث من الصدر وينقي الكبد ولا يضر من به نفث الدم، بل قد وثق الناس منه بأنه نافع لمن به نفث الدم، وذلك أنه بسبب أن قوّته مركبة قد يظن الناس أنه موافق لعلل متضادة. ديسقوريدوس: وبزره نافع إذا شرب بالشراب المسمى ماء القراطن وافق أوجاع الصدور والسعال وأوجاع الكبد ونفث الصدر.

أصابع صفر: الغافقي: هو النبات الذي يعرفه السحارون بكف عائشة وبكف مريم أيضاً وورقه أيضاً نحو من ورق النبات الذي يقال له خصي الذئب، وله ساق مرتفع رقيق عليه زهر فرفيري من أسفله إلى أعلاه، وله أصل في قدر كف طفل رضيع وفي شكله ذو خمس أصابع مملوءة رطوبة ومنابته الرمل وقريب البحر. ابن رضوان: منه ما يشبه الكف فيه خمس أصابع أو ستة ومنه ما يشبه مخالب الأسد، ولونه أصفر وقوّته حارة لطيفة قوية التحليل. ابن سينا: شكله كالكف أبلق من صفرة وبياض صلب فيه قليل حلاوة، ومنه أصفر مع غيره بلا بياض، وهو حار يابس في الثانية محلل للفضول الغليظة جداً وينقي القروح والأعضاء العصبية من آفاتها وهو نافع من الجنون. المجوسي: ينفع من سموم الهوام وإسقاط الأجنة. بديقورس: وبدله وزنه مرة ونصف وزنه هرار حستان وثلث وزنه سعد.

أصابع فرعون: هي شبيه المراويد في طول أصبع السبابة حجرية تجلب من بحر الحجاز فيها رخاوة ما، وجرب منها إلحام الجراحات سريعاً إذا كانت بدمها إمراراً باليد وتسمى أميال الجراح أيضاً.

أصابع هرمس: هو فقاح السورنجان وهو الشنبلند، وسيأتي ذكره في حرف الشين المعجمة إن شاء اللّه.

أصابع العذارى: هو صنف من العنب الطوال كالبلوط ويسمى ببعض السواحل من بلاد الأندلس العنب البقري.

أصابع القينات: قال أبو حنيفة: هي الريحانة المسماة بالفارسية فرنجمشك وهو بأقاصي أرض العرب كثيراً لا يرعاه شيء، وسيأتي ذكر الفرنجمشك في حرف الفاء.

أصف: هو لغة في اللصف وهو الكبر، وسنذكره في حرف الكاف.

اصطفلين: هو الجزر بلغة أهل الشام، وسيأتي ذكره في حرف الجيم.

اصطرك: قيل إنها الميعة اليابسة وسنذكرها في الميم.

أضراس الكلب: قيل إنه البسفايج، وسنذكره في الباء.

اطرماله: الغافقي: هو نبات له ساق يعلو نحو ذراع ليس عليها شعب ولها ورق في أربعة صفوف متوازية، والورق يشبه ورق الشهدانج إلا أنه أصغر منه بكثير له سنبلة نحو شبر منظومة مرصفة بغلف ملتصقة بعضها فوق بعض مرتفعة، والغلف مدوّرة مفتوحة الأفواه في شكل غلف البندق التي يكون فيها البندق إلا أنها أصغر بكثير في داخلها ثمر كالبندق أيضاً في شكله وهو في قدر الحمص، وفي داخله بزر دقيق جداً أحمر إلى السواد، وعلى هذا النبات لزوجة تدبق باليد كالعسل وله زهر دقيق، وربما كان أصفر ونباته في الأرض الجيدة والقفر وبزر هذا النبات يكتحل به فينفع الجرب والسلاق ومن ابتداء الرمد البارد.

اطريه: ابن سينا: هي كالسيور تتخذ من الفطير وتطبخ في الماء بلحم وبغير لحم، وتسمى في بلاد نارشتة وهي حارة ورطوبتها مفرطة بطيئة الهضم مفرطة في البطء والثقل على المعدة لأنها فطير غير خمير، والمطبوخ منها بغير لحم أخف عند بعضهم فضلة ولعله ليس الأمر على ما يقولون، وإذا خلط معها فلفل ودهن اللوز الحلو صلح حالها قليلاً، وإذا انهضمت كثر غذاؤها جدًا وتنقي الرئة من السعال ونفث الدم خاصة إذا طبخت بالبقلة الحمقاء وهي ملينة للبطن.

أطباء الكلبة: هو السبستان، وسيأتي ذكره في حرف السين.

آط: هو شجر الغرب باليونانية، وسنذكرها في الغين المعجمة.

اطماط: وأطموط وأطيوط وهو البندق الهندي المعروف بالزنة، ومنهم من زعم أنه الفوفل وليس بصحيح وإنما هو جوز الزنة كما قلنا، وسيأتي ذكر البندق الهندي في حرف الباء.

أظفار الطيب: الخليل بن أحمد: هو شيء من الطيب أسود شبيه بالظفر يجعل في الدخن ولا يفرد منه الواحدة. ابن رضوان: وجدت في كتاب الطيب أن أنواع الأظفار كثيرة: منها ما يكون في بحر اليمن، ومنها ما يكون ببحر البصرة، ومنها ما يكون بالبحرين وهو أجودها وببحر القلزم يجلب من جدة. ديسقوريدوس في الثانية: هو غطاء صنف من ذوات الصدف، وهو شبيه بصدف الفرفير يوجد بالهند في البلاد القائمة المياه المنبتة للناردين، ورائحته عطرية لأن هذا الحيوان يرتعي الناردين ويجمع إذا جفت المياه في الصيف، وقد يؤتى بشيء منه يوجد على ساحل القلزم، ولونه إلى البياض ما هو دسم، وأما الذي يؤتى به مما يوجد على ناحية بابل فإن لونه أسود وهو أصغر منه وكلاهما طيب الرائحة إذا بخر بهما كان في رائحتهما شيء يسير من رائحة جندبادستر، وهذان أيضاً إذا بخر بهما النساء اللواتي عرضى لهن اختناق من وجع الأرحام نفعهن، وينفع الذين يصرعون، وإذا شربا لينا البطن، وهذا الحيوان إن أحرق كما هو فعل مثل ما يفعله قرقوراً والقروقس. مسيح: حارة يابسة في الثانية لكن يبوستها أكثر من حرارتها وفيها قبض يسير لطيفة ملطفة للمكيوسات الغليظة نافعة من الخفقان ووجع المعدة والكبد والأرحام. الرازي: يثقل الرأس ويصدع. إسحاق بن عمران: أجودها القرشية البحرية وهي حمراء مقعرة وبعدها الأطفار الفارسية وهي كبار إلى السواد وبعدها الأظفار الذكران وهي التي يقال لها الثعلبية والأظفار القرشية تدخل في الندود والأعواد والبرمكية والمثلثة والأظفار الفارسية والذكران تدخل في بخور القسط البحري ونحوه، وإذا شرب من الأظفار درهمان بالماء الحار أخرج الدم المتعقد في الكلي والمثانة، وإذا تدخنت المرأة بها أنزلت حيضها. التجربتين: تقطع الروائح الرديئة وتنفع النزلات متى تبخر بها، وإذا قرب دخانها من صاحب السكتة والغشي والصرع نبهتهم، وإذا تدخن بها الرحم أحسنت رائحته وجففته، وإذا تمودي بدخنها أثرت الطمث المحتبس من أخلاط لزجة في مجاريه.

أعين السراطين: هي السجنبويه وسيأتي ذكره في حرف السين.

أغراطين: ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنس يستعمل في وقود النار طوله نحو شبرين فمن ساذج أي لا أغصان له وهو قريب الشبه جدًا من النبات الذي يقال له أوريغانس وعليه إكليل من زهر شبيه بنفاخات الماء، لونه شبيه بلون الذهب وهو أصغر من رؤوس أماريطن، وإنما سمي أغراطين لبقاء زهره عليه زماناً طويلاً على حال واحدة لا يتشنج. جالينوس في السادسة: قوته تحلل وتمنع تكون الأورام. ديسقوريدوس: وهذا النبات إذا طبخ وتكمد به وتدخن بالنبات أدر البول ولين جساء الرحم.

أغيس: تأويله في اليونانية الظاهر وهو البنجينكشت، وسيأتي ذكره في حرف الباء.

أغيرس: هو الجوز الرومي باليونانية، وسيأتي ذكره في الحاء المهملة.

أغرسطس: هو باليونانية النجم بالعربية وهو أيضاً الثيل وسيأتي ذكره في الثاء.

أغالوجي: هو عود البخور وسنذكره في العين.

أغليقي: معناه الحلو باليونانية وهو الميبختج.

افتيمون: هذا الاسم اسم يوناني، وقيل سرياني، والأكثرون على أنه يوناني فاعرف ذلك. ديسقوريدوس في الرابعة: هو زهر الصنف من النبات الصلب الشبيه بالصّعتر وله رؤوس دقاق خفاف لها أذناب شبيهة بالشعر. جالينوس في السابعة: قوته شبيهة بقوة الحاشا إلا أنه أقوى منه في كل شيء وهو يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة. ديسقوريدوس: وإذا شرب منه مقدار أربع درخميات بعسل وملح ويسير خل أسهل بلغماً ومرة سوداء ووافق خاصة أصحاب المرة السوداء والنفح، وقد ينبت كثيراً بالبلاد التي يقال لها فسادومصا والتي تسمى لقدوقيا. أبو حديج الراهب: أجوده ما احمرٌ لونه واحتدت رائحته وجلب من أقريطش. حبيش بن الحسن: قوته شديدة في قلع المرة السوداء من البدن، وإذا سقي منه أصحاب المرة الصفراء أغلظ على طباعهم وأصابهم غثي من شربه وكرب، وربما قيأهم وهو صالح للمشايخ والمتكهلين وقد أبرأ خلقاً كثيرأً من الماليخوليا إذا خلط بالأفنسنتين أو شرب مفرداً. ابن الجزار: إن أخذ من حبه مسحوقاً منخولاً عشرة دراهم فصير في خرقه خفيفة وأنقع ليلة في مقدار ثلثي رطل من الشراب الحار وترك إلى الصباح منجماً تحت السماء ثم عصرت الصرة في الشراب ورمي منها وألقي في الشراب أوقية من شراب الجلاب والبنفسج وقطرات دهن لوز حلو وشرب مفتراً بالغداة نفع أصحاب الماليخوليا وأسهل المرة السوداء بكثرة من غير أن يضعفوا. ابن ماسويه: يورث غماً وعطشاً وجفافاً في الفم لشدة يبسه، فإن أراد مريداً أخذه فليصلحه قبل ذلك بدهن اللوز الحلو ولا يستقصى دقه ليخلص له لبابه، ثم يأخذه والشربة منه يابساً من درهم إلى درهمين ومن نقيعه ما بين درهمين إلى أربعة دراهم ولا يحتاج إلى إصلاح. الرازي: والشربة منه من أربعة دراهم إلى ستة دراهم ولا يحتاج إلى إصلاح. عوقس: الشربة التامّة عشرة دراهم مسحوقة مع ميبختج. بولس: هو من الأشياء المقوية المخرجة للمرّة السوداء ويعطى منه ستة دراهم مسحوقة مع تسع أواقي من لبن. الشريف: ينفع من التشنج والنفخ. مسيح: ينفع من التشنج الامتلائي وإذا شرب بماء الجبن كان أبلغ في إخراج الصرة السوداء وخاصة في أصحاب السرطان المتقرح. التجربتين: إذا شرب مطبوخاً كما يجب طبخه من غير أن تطول مدته على النار وقد طبخ مع الزبيب نفع من الماليخوليا، ولا سيما الحادثة عن إدمان الخمر، وكذا إذا شرب بماء الجبن فعل ذلك ونفع من الجرب المتقرح وخاصة إذا طبخ مع دهر البنفسج، ولا بدّ أن يخالطه ما فيه ترطيب ما كعود السوس وزهر البنفسج والزبيب الأشقر اللحم وما أشبهها. ابن سينا: ينفع من الصرع ويجب أن لا يستقصى طبخه. الغافقي: يخرج الدود الطوال وإذا ألقي في المطبوخ فليلق فيه حين يفتر ويمرس ويصفى فإنه إذا طبخ بطلت قوته وشربته في المطبوخ من خمسة دراهم إلى عشرة. بولس: وأما الأفتيمون فهو شيء يتكوّن على الصعتر ويسهل قريباً مما يسهل الأفتيمون إلا أنه أضعف منه. لي: هذا هو الأشموز المعروف في زماننا هذا وقبله أيضاً عند أئمة هذا الفن وهو المجلوب من أقريطس، ومن البيت المقلص أيضاً بلا شك ولا مرية فيه فليعلم ذلك لا يعرف سواه. الرازي: وبدله في إسهال المرّة السوداوية وزنه تربد وربعه حاشا وقال غيره بدله حاشا بوزنه ونصف وزنه.

افسنتين: الشريف: هو نبات مملس، ويلحق بالشجر الصغير في قدر نباته يقوم على ساق ويتفرع منه أغصان كثيرة وعلى الأغصان أوراق كثيرة متكاثفة بيض الألوان تشبه الأشنة في تخييطها، وله زهر أقحواني صغير أبيض في وسطه صفر تخطفه رؤوس صغار فيها بزر  دقيق في طعمه قبض ومرارة. أبو عبيد البكري: في ورق الأفسنتين هيئته أشهب يشبه في هيئته ورق الجزر، وهو لاحق بالأشجار التي لا تعتل وزهرته صفراء لماعة وهي المستعملة. لي: هذا النوع الذي ذكره البكري يعرف اليوم بمصر بالدمشيشة وهو كثير بها جداً وسمعت من أهل الصعيد أنه مجرب عندهم في لسعة العقرب شرباً. ديسقوريدس في الثالثة: هذا النبات معروف وقد يكون منه بالبلاد التي يقال لها قبادوقنا بالجبل الذي يقال له طورس. أبو جريج الراهب: أنواعه كثيرة يؤتى بها من بلد فارس ومن نحو المشرق ومن جبل اللكام وغيرها وأجوده الصوري والطرسوسي الذي إذا رأيته خلته زغباً، وفيه عقد كأنها بزر الصعتر الفارسي وما كان منه شديد المرارة فيطير منه عند السحق مثل ما يطير من الصعتر الفارسي وكانت صفرته كأنها زغب فراخ الحمام. جالينوس: هو في حلية البرود أنواع الأفسنتين كلها لا تخلو من كيفيتين قويتين إلا أن الأفسنتين المجلوب من نيطس الكيفية القابضة فيه أكثر، وأما سائر أنواع الأفسنتين فقوّة المرارة فيها قوي بكثير، وإذا أنت ذقت الواحد منها فأما أن تحس فيه بقبض ضعيف خفي جداً، وأما أن لا تحس بقبض أصلاً، ولهذا قد ينبغي أن يختار لأورام المعدة والكبد والأفسنتين المجلوب من نيطس يؤثر على غيره ومن علامات هذا الأفسنتين أن ورقه وزهرته أصغر من ورق سائر الأنواع من الأفسنتين وزهرتها بكثير جداً وأن رائحته مع أنه ليس فيها شيء يكره قد يوجد فيها شيء من العطرية ورائحة سائر الأنواع الباقية منتنة. وقال في السادسة من الأدوية: طعم الأفسنتين فيه قبض ومرارة معاً وحرافة وهو يسخن ويجلو ويقوي ويجفف، ولذلك صار يحدر الإسهال ويدر البول وينقي خاصة ما يجتمع في العروق من الخلط المراري ويخرجه من المعدة بالبول ومن أجل ذلك صار متى أخد لمن في معدته بلغم محتقن لم ينتفع به، وكذا أيضاً إن كان البلغم في الصدر أو في الرئة لأن ما فيه من القبض أقوى مما فيه من المرارة ومن قبل أن فيه حدة وحرافة أيضاً صار يسخن أكثر مما يبرد، وإن كان ينبغي لنا أن نقول بالجملة كيف الحال في مزاجه في القوى الأول، فإن كانت أجزاؤه متفاوتة جداً لا يشبه بعضها بعضاً قلنا إنه حار في الدرجة الأولى يابس في الثانية، وعصارته أشد حرارة بكثير من حشيشه. ديسقوريدوس: قوته قابضة مسخنة منقية للفضول المرية الحالة في المعدة والبطن، وإذا تقدم في شربه أدر البول ومنع الخمار، وإذا شرب مع ساسالاوس أو ناردين أقليطي وافق النفخ ووجع المعدة والبطن، إذا شرب من مائه أو من طبيخه عدة أيام في كل يوم مقدار ثلاث أقوانوسات شفى عدم شهوة الطعام واليرقان، وإذا عجن بماء العسل واحتمل أدر الطمث، وإذا شرب بالخل وافق الاختناق العارض من الفطر، وإذا شرب بالشراب وافق السم الذي يقال له أكسينا والسم الذي يقال له قونيون وهو الشوكران، ونهشة الحيوان الذي يقال له موغالي والتنين البحري، وإذا عجن بالعسل والنطرون وتحنك به نفع من سوتحى وإذا عجن بالماء نفع من الشرى، وإذا ديف بالعسل وافق الآثار البنفسجية التي تحدث تحت العين والغشاوة والآذان التي يسيل منها رطوبة وبخار، طبيخه يوافق وجع الأذان إذا بخرت به، وإذا طبخ بالميبختج فهي ضماد للعين التي يعرض لها ضربان فيسكن الضربان، وقد تضمد به الخاصرة والكبد والمعدة إذا كان بها أوجاع مزمنة بأن يسحق ويعجن بموم مذاب بدهن الحناء، وإذا ضمدت به الخاصرة وعجن بموم مذاب يدهن الورد المسحوق معه نفعها، وإذا عجن بالتين والنطرون ودقيق الشيلم وافق المطحولين ومن به حبن، وقد يعمل منه شراب يسمى الأفسنتين خاصة في البلاد التي يقال لها زيدقطس والبلاد التي يقال لها براقي، ويستعمله أهل هذه البلاد في الأمراض المذكورة إذا لم تكن حمى ويشربوه أيضاً على وجه آخر بأن يتقدموا في شربه في الصيف لأنهم يظنون أنه يورثهم صحة، وقد يظن أنه إذا نثر في الصناديق حفظ الثياب من السوس، وإذا ديف بزيت وتمسح به البدن منع البق أن يقربه، وإذا بل بمائه المداد منع الكتب التي تكتب به من أن يقرضها الفار، وقيل: عصارة الأفسنتين فيما يظهر كأنها فعلة إلا أنا لسنا نستعملها في الشراب لأنها رديئة للمعدة مصدعة، وقد تغش عصارة الأفسنتين بعكر الزيت بأن يخلط بها ويطبخ. روفس: يسخن ويفتح ويحلل ويجفف الرأس ويجلو البصر ويحسن اللون ويغزر  البول لكنه مر، فلذلك يكرهه كل ضعيف الرأي. أبو جريج الراهب: ينفع من تهيج الوجه وورم الأطراف وبدو فساد المزاج وداء الثعلب والحية والغافت في ذلك كله أقوى فعلاً وأصرع تأثيراً والشكاعي يقرب فعله من هذا. حبيش: نقيعه أو طبيخه يبرئ أصحاب المرة السوداء وخاصة مع الأفتيمون. الرازي: جيد جداً للذع العقارب عجيب في ذلك يقوي المعدة والكبد وينفع من الحميات الطويلة. وقال في الحاوي أيضاً: إن من أخذ حشيش الأفسنتين وسحقه وشده في خرقة كتان وغمسها في ماء حار يغلي وكمد به العين التي قد أصابتها طرفة وطالت مدتها فإن الدم يخرج ويصير في تلك الصرة حتى لو عصرت يخرج منها الدم. ابن ماسويه: الشربة منه من مثقال إلى درهمين ومنقوعاً ومطبوخاً من خمسة دراهم إلى سبعة دراهم، فإن أخذ مفرداً فمن مثقال إلى مثقال ونصف. مجهول: ينفع البواسير وشقاق المقعدة وينفع من غلظ الجفون والصلابات الباطنة ضماداً ومشروباً، وطبيخه يقتل البراغيث ودخانه يطرد الهوام. أحمد بن أبي خالد قال جالينوس في رسالته إلى اغلوقن: في الأفسنتين قوتان: إحداهما قابضة والأخرى مسهلة، ولذلك صار متى استعمل والمرض لم ينضج زاد المادة انقباضاً وعسر تحليله، وذلك أن القوة المسهلة التي فيه تحرك المادة وتزعجها للخروج بالإسهال والقوة القابضة تزيد المادة امتناعاً واستعصاء، فيحدث من ذلك بينهما شبيه بالقتال وفي ذلك على الطبيعة مؤنة وأذية بما ينالها من التعب منهما جميعاً، ومتى استعمل بعد نضج العلة وتلطيف المادة انقادت مسارعة إلى الانحلال وفعلت قوتا الأفسنتين كلتاهما بالإسهال فعلاً واحداً، وأما القوة المسهلة فبطبيعتها، وأما القوة القابضة فبجمعها للقوة الدافعة وتقويتها لها بما تشده من جوهر الأعضاء وفي ذلك عون للقوة المسهلة على فعلها. ابن سمحون: لم يقل جالينوس شيئاً مما حكاه أحمد بن أبي خالد في هذا الموضع عنه، ولا في رسالته إلى اغلوقن ولا شيئاً منه البتة، لكن هذا القول نفسه قد وقع في كتاب جوامع هذه الرسالة من قول من جمعها لا من جالينوس فاشتبه الأمر فيه عليه ولم يتنبه له. التجربتين: الأفسنتين يقوي المعدة الحارة وينقيها من الأخلاط الحادة، ويشهيها الطعام، وينفع منفعة بالغة من أوجاع المفاصل إذا كان من خلط حار، وإذا طبخ بالخل وضمد به نفع من وجع الطحال، وإذا طبخ بالزيت مع إكليل الملك نفع ضماده من ورم الكبد في آخره وينفع المفلوجين إذا انصب إلى معدتهم خلط مراري إما لإفراط في سقيهم الأدوية الحارة وإما لتسخين مفرط في الهواء، ويفعل ذلك لتسخينه الأعضاء الأصلية بالذات وتبريده أيضاً إياها بالعرض بإحداره للخلط المسخن. الشريف: إذا طبخ في دهن اللوز حتى تخرج فيه قوته ثم أضيف إليه قليل مرارة ماعز ثم قطر في الأذن ظل رياحها ونقى خراجها ونفع من الصمم وحبه وزهره إذا اتخذ منه دهن وتمسح به أذهب الإعياء وبدله في تقوية المعدة مثله أسارون مع مثل نصفه أهليلج أصفر. دسقوريدوس في الخامسة: وأما شراب الأفسنتين فإنه يتخذ على ضروب مختلفة وذلك أن من الناس من يلقى في ثمانية وأربعين قسطاً من العصير رطلاً من الأفسنتين ويطبخونه حتى يبقى منه الثلث، وقوم يلقون عليه من العصير سبعين قسطاً ومن الأفسنتين نصف رطل يخلطونه ثم ينقلونه إلى الأواني فإذا صفا روقوه ثم خزنوه ومن الناس من يلقى على ذلك المقدار من العصير مناً من الأفسنتين يدعه فيه ثلاثة أشهر، ومن الناس من يأخذ من الأفسنتين مناً فيدقه ويشده في خرقة سحيقة، ثم يلقيه في ذلك المقدار بعينه من العصير ويدعه شهرين. ومن الناس من يأخذ من الأفسنتين ثلاث أواقي أو أربعاً ومن السنبل والدارصينيِ والسليخة وقصب الفريرة وفقاح الأذخر والكفري وهو قشر الطلع من كل واحد أوقيتين فيدقون هذه كلها دقاً جريشاً ثم يلقونه في ماطريطس وهو اثنان وسبعون قسطاً، وهذا القسط هو قسط الشراب وهو عشرون أوقية من العصير، ويستوثقون من رأس الإناء ويدعونه شهرين ثم يروقونه ثم ينقلونه إلى الأواني ويخرجونه، ومن الناس من يأخذ من العصير ماطريطس ومن المنتجوشة وهو السنبل الرومي أربعة عشر مثقالاً ومن الأفسنتين أربعين مثقالاً فيشده ويلقيه في خرقة فيه ويروّقه بعد أربعين يوماً ويوعيه في الأواني. وقوم آخرون يأخذون من العصير عشرين قسطاً ويلقون عليه من الأفسنتين رطلاً ومن صمغ الصنوبر  اليابس أوقيتين ثم يروقونه بعد عشرة أيام ويخزنونه. وشراب الأفسنتين مقوٍ للمعدة مدرّ للبول ينفع من به علة في الكبد والطحال والكلى وأصحاب اليرقان أو من يبطىء في معدته انهضام الطعام ومن ضعفت شهوته ومن به وجع المعدة ومن به تمدد من تحت السراشيف والنفخ والحبات التي في البطن واحتباس الطمث وينفع من شرب السم الذي يقال له اكبسا ذا شرب منه مقداراً كثيراً لم يقتله أبداً.

افنيقطش: ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنس صغير وله ورق صغار ويشرب للأدوية القتالة ولوجع الكبد. الغافقي: قال قسط بن لوقا في إصلاحه: هو تمنس صغير له ورق صغار كورق السذاب فيه تشريف خفي وساق رقيقة عليها زغب أبيض مثل زغب الساق الكبير من الهندبا، طوله نحو من ثلاثة أصابع أو أربع، وقضبان دقاق ومبلغ طولها أصبح مفرعة من نحو نصف الساق إلى أعلاه وبزر كبرز السرمق، وربما كان أسود وقلما يوجد أبيض وهو في غلف في هيئة غلف بزر الفجل إلى الطول ما هو، وزهر هذا النبات يكون على لون ثمره أي الألوان كان، وقد يشرب هذا النبات بأسره مدقوقاً للأدوية القتالة وأوجاع الكبد والورم العارض له، وقد يفتح سدد الكبد والطحال جميعاً ولذهب بالأورام الحارة ويحللها ويذهب بالنفخ والرياح الغليظة من سائر الأعضاء، ويشرب بشراب بارد كما وصفنا مقدار نصف مثقال ثلاثة أيام متوالية. وهذا النبات ينبت في مواضع يصل إليها الماء وينحسر عنها وفي مواضع قريبة من البحر، وقد ينبت كثيراً أيضاً مع كثير من القطاني وفيما بينها وقريباً منها وبين الشعير والحنطة والأقراط معروف عند كثير من الناس يتعالجون به لما وصفنا، وقد يزعم قوم أنه ينبت في رمال وأرضين فيها حجارة ويوجد كثيراً بالسواحل وخاصة سواحل الشام والإسكندرية ومصر ونواحيها، ورائحة هذا النبات أقرب الأشياء من رائحة الأترج وله أصل عطر في شكل الكمأة أملس لا عروق فيه، وعصارة الأصل في النفع لما وصفنا أبلغ ولكنه ليس يكاد يوجد فيه رطوبة إلا في أيام الربيع.

افيقوون: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت بين زروع الحنطة وفي الأرضين المحروثة وله ورق شبيه بورق السذاب وأغصان صغار وقوّته شبيهة بقوّة الأفيون الذي هو صمغ الخشخاش. جالينوس في السابعة: قوّة هذا تبرد تبريداً شديداً كأنها في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد، وبعده عن الخشخاش بعد يسير. الشريف: هو دواء مخدر مسكن إذا دق ورقه ووضع ضماداً على الأصرام الحارة نفعها، وإذا وضع على موضع الوجع من البدن سكنه جداً.

أفيون: وهو لبن الخشخاش الأسود. التميمي: ليس يعرف على الحقيقة في بلدان المشرق ولا في بلدان المغرب أيضاً إلا بديار مصر وخاصة بالصعيد بموضع يعرف بأسيوط فإنه منها يستخرج ومنها يحمل إلى سائر البلدان. ديسقوريدوس في الرابعة: وصمغة الخشخاش الأسود وعصارته إذا استعملت تبرد أشد من تبريد البزر وتغلظ وتجفف، فإنه إذا أخذ منه شيء يسير بمقدار الكرسنة سكن الأوجاع وأرقد وأنضج وينفع من السعال المزمن، وإذا أخذ منه شيئاً كثيراً نام نوماً شديد الاستغراق جداً مثل ما يعرض للذين بهم المرض الذي يقال له ابن عش ثم يقتل، وإذا خلط بدهن الورد وتدهن به الرأس كان صالحاً للصداع، وإذا خلط بدهن اللوز والزعفران والمر وقطر في الأذن كان صالحاً لأوجاعها، وإذا خلط بصفرة بيض مشوي وزعفران كان صالحاً للجمرة والخراجات، وإذا خلط بلبن المرأة وزعفران كان صالحاً للنقرس، وإذا احتمل في المقعدة فتيلة أرقد، وأجود ما يكون من صمغته ما كان كثيفاً رزيناً وكانت رائحته تسبت وكان مر الطعم هين الذوب بالماء أملس أبيض ليس بخشن ولا محبب ولا يجمد إذا ديف بالماء مرة كما يجمد الموم، وإذا وضع في الشمس ذاب، وإذا قرب من السراج استوقد ولم يكن لهب النار فيه لهيباً مظلماً، وإذا أطوء كانت رائحته قوية وقد يغش بأن يخلط به أشياف ماميثا أو عصارة ورق الخس البري أو بصمغ، والذي يغش بأشّياف ماميثا إذا ديف بالماء كان في رائحته شيء شبيه برائحة الزعفران، والذي يغش بعصارة الخس البري إذا ديف كانت رائحته ضعيفة وكان خشناً في اللمس، والذي يغش بالصمغ ضعيف القوّة صافي اللون ومن الناس من يبلغ به الخبث إلى أن يغشه بالشحم، وقد يقلى على خرقة إلى أن يلين ويميل لونه إلى الحمرة الياقوتية ويستعمل في الإكحال. ودياغورس يحكي أن سطراطيس ما كان يستعمله في علاج الرمد ولا في علاج الآذان لأنه كان عنده يضعف البصر ويسبت، واندراوس زعم أنه لولا أن يغش لكان يعمي الذين يكتحلون به. ومنسديمس يزعم أنه ينتفع برائحته فقط لينوم، وأما سائر الأشياء فإنه ضار وقد لعمري غلطوا وخالفوا ما نعرفه بالتجارب الذي يدل على حقيقة ما أخبرنا عن فعله، والأفيون هكذا يستخرج ومن الناس من يأخذ رؤوس الخشخاش وورقه ويدقهما ويستخرج عصارتهما بلولب وخشبات ويصير العصارة في صلاية ويسحقها ثم يعمل منها أقراصاً ويسمى هذا الصنف من الأفيون منفونيون، وهذا أضعف قوة من الأفيون والأفيون الذي هو صمغة الخشخاش هكذا يستخرج إذا حضر الوقت الذي يجف فيه الندى الذي على النبات عن النهار، فينبغي أن يشق بسكين حول رأس الخشخاش المتشعب شقاً رقيقاً بقدر ما لا ينثقب ويشرط جوانب الخشخاشة شرطاً ابتداؤه من هذا الشق ماداً على استقامة ولا يعمق الشرط فينفذ وتؤخذ الصمغة بالأصبع وتجمع في صدفة، فإذا جمعت فينبغي أن تترك وقتاً لم يعاد إليها ويجمع ما ظهر أيضاً في ذلك اليوم، وقد يظهر أيضاً في اليوم الثاني، وينبغي أن تؤخذ هذه الصمغة وتسحق على صلاية ويعمل منها أقراص وتخزن. ابن سينا: الأفيون فيه تجفيف القروح وشربه يبطل الفهم والذهن، وإذا شرب وحده غير جندبادستر أبطل الهضم ونقصه جدًا. خواص مهراريس: الأفيون إذا حل بخل وطلي به أنف الحمار دمعت عيناه وأخذه النهيق. الرازي: يقتل منه وزن درهمين فصاعداً ومن سقيه عرض له الكزاز والسبات وربما عرضت له حكة شديدة في بدنه ويشم من نكهته رائحة الأفيون، وربما ضم ذلك من رائحة بدنه كله إذا حكه، وربما غارت عينه وانعقد لسانه وتكمدت أطرافه وأظفاره وينصب منه العرق البارد، ويتشنج بأخرة عند قرب الموت، وأخص العلامات به السبات واشتمام رائحة الأفيون من بدنه. ديسقوريدوس: وينفعهم بعد التقيىء شرب الدهن والحقن الحارة وشرب السكنجبين مع الملح وشرب العسل مع دهن الورد مغلى وطلاء صرفاً مع كثير من الأفسنتين والدارصيني مع خل مغلي وبورق مع ماء نوتنج مع رماد وبزر الفيجن البري وهو السذاب مع فلفل أو طلاء حناء وفلفل مع جندباستر وسكنجبين وصعتر وفوتنج مطبوخ مع طلاء، وينبغي أن يوقظه بأدوية يدنيها من منخريه ويحميه بماء سخن ويكمد به جسده لكثرة الحكة التي يجدها ومن بعد الاستحمام ينبغي أن يستعملوا الأمراق الدسمة بالشراب أو بالطلاء. غيره: وبدله ثلاثة أمثاله بزر بنج وضعفه من بزر اللقاح أو قشر عروقه أو عصارته.

أفتميديون: ديسقوريدوس في الرابعة: هذا النبات ليس بكبير الساق، وله ورق شبيهة بورق النبات الذي يقال له قسوس عدده نحو من عشرة أو أكثر قليلاً وليس له ثمر ولا زهر، وله عروق دقاق سود ثقيلة الرائحة لا طعم له بين وينبت في مواضع فيها ماء. جالينوس في السادسة: قوّة هذا النبات تبرّد تبريداً يسيراً مع رطوبة مائية فهو بهذا السبب مسخ الطعم ليس له مذاقة معلومة، ويمكن فيه إذا وضع على الثديين أن يحفظهما ناهدين، ويقال فيه أنه إذا شرب جعل الشارب له عقيماً جداً. ديسقوريدوس: وقد يهيأ من ورقه مدقوقاً مخلوطاً بالزيت ضماد للثدي لئلا يعظم، وإذا استعملت عروق هذا النبات قطعت الحبل، وورقه إذا دق دقاً ناعماً وشرب منه مقدار خمس درخميات بالشراب إن تطهرت المرأة وشربته قطع أيضاً الحبل.

افنوس: ديسقوريدوس في آخر الرابعة: ومن الناس من يسميه آسجاص، ومنهم من يسميه رايابس اغربا، ومعناه فجل بري وهو نبات يخرج من الأرض عودين أو ثلاثة شبيهة بعيدان الاذخر دقاقاً مرتفعة على الأرض ارتفاعاً يسيراً، وله ورق شبيه بورق السذاب أخضر وثمره صغير، وله أصل شبيه بأصل النبات المسمى خنثى إلا أنه أشد استدارة مائل إلى شكل الكمثري ملآن من دمعه، وله قشر أسود وداخله أبيض، وهذا النبات إذا أخذ منه الجزء الأعلى قيأ مرة وبلغماً، وإذا أخذ الجزء الأسفل منه أسهل البطن، وإذا أخذ كله قيأ وأسهل، وإذا أردت أن تستخرج دمعة الأصل فخذه ودقه وصيره في أجانة وصب عليه ماء وحركه فما طفا من الدمعة فاجمعه بريشة وجففه، وإذا أخذ من هذه الدمعة ثلاثة أوثولوسات أسهل وقيأ.

أفشرح: معناه بالفارسية رب حيثما وقع. والنيه أفشرح معناه رب السفرجل. ومورد أفشرح معناه رب الآس. وافاز أفشرح معناه رب الرمان، وعود أفشرح معناه رب الحصرم، وقد ذكرت الربوب مع الفواكه التي تستخرج منها.

أفعى: جالينوس: لحوم الأفاعي قد نجدها عياناً تسخن وتجفف البدن إذا هي طيبت كما يطيب لحم المارماهي بالزيت والملح والشبت والكراث والماء بمقدار قصد وأنت تقدر أن تعلم أنها تنقى وتحلل من جميع البدن شيئاً تخرجه من الجلد من أشياء جربتها أنا في وقت شبابي فيما حدث في بلادنا في أشياء وإنا نخبرك بها واحداً فواحداً أما ههنا عندنا فكان رجل مجذوم، فلم يزل إلى وقت ما يمضي تدبيره مع قوم كان قد ألفهم واعتاد معاشرتهم، فلما أعدت علته غيره ممن كان يعاشره وسمج منظره فعمل له كوخاً يستظل به بالقرب من القرية على تل ليس بالمرتفع عند عين من عيون الماء وأجلسوه فيه، وكانوا يأتونه من الطعام في كل يوم بمقدار ما يقوته، فلما كان وقت طلوع الشعرى العبور حمل إلى قوم من الحصادين الذين كانوا يحصدون بالقرب من ذلك المريض شراب في جرة طيب الرائحة جداً، فوضع الرجل الذي أتاهم بها تلك الجرة عندهم ومضى، فلما حضر الوقت الذي أرادوا أن يشربوا فيه ذلك الشراب وأرادوا أن يصبوه كما لم تزل عادتهم في أجانة كبيرة ليمزجوه ويشربوه، فلما ضرب شاب منهم يده إلى الجرة وجعل يصب الشراب منها في الأجانة فسقطت مع الشراب حية وهي أفعى ميتة ففزع الحصادون من ذلك وتخوفوا أن يعرض لهم من ذلك الشراب إن شربوه آفة فتركوه وشربوا بدله ماء ثم أنهم بالرأفة منهم على المجذوم والرحمة له كأنهم يرثون له مما هو فيه من عذاب المرض أرادوا أن يصطنعوا إليه معروفاً فدفعوا إليه ذلك الشراب كله لأنهم رأوا وحكموا بأن الموت خير له مما هو فيه، فلما شربه برىء بضرب عجيب من البرء وذلك بأن غلظ جسده كله وسقط كما يسقط عن دواب الجثث الخزفية من الحيوان جلودها فصار الذي بقي من لحمه تراه من اللين كمثل لحم الحلزون والأصداف والسرطان إذا سقطت جثتها الشبيهة بالأخزاف عنها.

وقد عرض مثل هذا العارض أيضاً في مرسيا الذي في آسيا وليست بكثيرة البعد عن مدينتنا، وذلك أن رجلاً كان به جذام وانطلق يستحم بماء الحمة وهو يرجو أن ينتفع بذلك، وكانت له جارية قد تخطاها وجعلها سريته وكانت صبية لها جمال وكان لها أصدقاء كثيرون، فوثق الرجل بها وهو لا يعلم ووكلها بأشياء كثيرة مما في منزله وخزانته أيضاً، فلما مضى وأخذ يستعمل الاستحمام في ذلك الماء والجارية معه نزلوا في منزل قريب من موضع يابس مملوء أفاعي فوقعت واحدة من تلك الأفاعي في جرة شراب كانت لهم موضوعة هناك لم يستوثق من رأسها وماتت فيها فظنت تلك الجارية أن هذا سبب جيد لما تريده من قتل مولاها وسقته منه فبرىء كما برىء صاحب الكوخ، فهذان أمران جريا على التجارب بالاتفاق.

وههنا أمر ثالث وقع بسببنا نحن وكان قصته على ما أحدثك كان رجل فيلسوف مقدماً على كثير من الفلاسفة قد أصابته هذه العلة، وكان ذلك يشق عليه ويصعب غاية الصعوبة ويرى أن الموت خير له من الحياة ولم يزل يتعذب وحاله هذه الحال حتى حدثته أنا بما كان من أمر ذينك الرجلين بالاتفاق، وكان رجلاً بصيراً بالتكهن نافذاً فيه نفاذاً كبيراً، وكان له مع هذا صديق ماهر في هذا العلم على أفضل ما يكون فاتفق هو وذلك الصديق على أن يتكهنا في هذا الأمر على طائر ذبحاه وعلما بذلك أنه أرشد إلى الصواب لشبهه لها بما قد ظهر بالعيان والتجارب فشوب شراباً مسموماً مثل الذي شربه ذانك الرجلان فأعقبه ذلك في بدنه العلة التي يتقشر معها الجلد، وداوينا نحن ذلك المرض بالأدوية التي جرت العادة باستعمالها.

وأما رجل آخر رابع كان قد اختار لنفسه صيد الأفاعي وجعله صناعته فوقع في ابتداء هذه العلة وكنا قد عزمنا نحن على أنا نداويه بالعجلة ففصدنا له عرقاً ونقصنا بدنه بدواء مسهل للخلط الأسود وأمرناه أن يستعمل في طعامه الأفاعي التي يصيدها بأن يطبخها ويطيبها كما يطيب الجري والمارماهي ففعل ذلك وبرىء من علته كما برىء ذانك الرجلان وتحلل ما كان به، وأما رجل آخر من الأغنياء لم يكن من أهل بلدنا لكن من براقي الوسطى أصابته هذه العلة فرأى في منامه أن الله أمره أن يصير إلى أبرعامس ويشرب من الدواء المتخذ من لحوم الأفاعي في كل يوم وهو الترياق الأكبر، وأن يمسح به من خارج جميع بدنه ففعل ذلك وتغيرت علته بعد أيام يسيرة إلى العلة التي يتقشره معها الجلد ثم برىء أيضاً من هذه العلة بالأدوية التي أرشده الله إليها في المنام حتى برىء، فلحوم الأفاعي لها من قوّة التجفيف ما يفعل هذا الذي وصفته لك، قال: وتتخذ منها أقراص تلقى منها في الترياق وتسحق وتنعم وتنخل ناعماً ثم تلقى في الملح الذي يتأدم به هؤلاء، ثم قال من بعد ذلك ولحوم الأفاعي تجفف وتحلل تجفيفاً وتحليلا قوياً مع أنه لا يسخن قليلاً ويشبه أن تكون قوة هذا اللحم قوّة تبادر إلى الصعود إلى الجلد فتنفض وتدفع منه جميع ما في البدن من الفضل، ولذلك صار يتولد منه في البدن قمل كثير متى كان الآكل إنساناً قد اجتمع في بدنه أخلاط رديئة، ويخرج أيضاً من الجلد ويسقط أيضاً شيئاً شبيهاً بالقشيرة التي في ظاهره وهي التي فيها خاصية تحبيس وتلحج من الأخلاط التي يصير إلى الجلد ما هو منها غليظ أرضى، ومنها ما يكوّن الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد والجذام، وقد يعمل ملح من لحوم الأفاعي يفعل فعل الأفاعي غير أنه أنقص فعلاً منه بأن تؤخذ أفعى حية وتصير في قدر جديدة ومعها من الملح والشبت والتين من كل واحد مدقوقاً مسحوقاً رطل ونصف مع تسع أواق عسلاً ويطبق فم القدر، وتشوى في أتون حتى يلتهب الملح ويصير كالجمر ومن بعد ذلك يسحق وينخل ويخزن، وربما خلط به سنبل الطيب وشيء يسير من ساذج بطيب طعمه. ديسقوريدوس في الثانية: ولحم الأفاعي إذا طبخ وأكل يحد البصر ويوافق أوجاع العصب ويمنع الخنازير في وقت زيادتها من الزيادة، وينبغي أن تسلخ وتقطع رؤوسها وأذنابها لأنهما خلوان من اللحم فأما ما يقال من أنه ينبغي أن تقطع رؤوسها وأطرافها على التقدير فباطل، وينبغي أن يؤخذ الباقي منه ويغسل ويطبخ بزيت وشراب وملح يسير وشبت، وقد يقال أن من أكل منه يقمل وذلك باطل، وقوم يقولون إن الذين يأكلون منه تطول أعمارهم. ابن سينا: يقوي القوة ويحفظ الحواس والشباب وإن دقت كما هي نيئة ووضعت على نهشها سكت الوجع وإن وضعت على داء الثعلب نفعت منه منفعة بليغة. الطبري: إذا حرقت حيات البيوت وسحق رمادها مع الزيت وطلي به على الخنازير حللها وأذهبها مجرب صحيح. مجهول: من أكثر من أكل لحوم الأفاعي قرح بدنه وفسد مزاجه.

أقحوان: هو عند العرب البابونج المعروف بمصر وهو الكركاش وهو أنواع فبعض شجاري الأندلس جعل الأقحوان نوعاً صغيراً من أنواع الكركاش، وزعم قوم أن المراد به ما تحت هذه الترجمة وليس الأمر كما زعم لأن الدواء المذكور تحت هذه الترجمة وهو المسمى باليونانية قربانيون ليس من أنواع الكركاش، وإنما هو على الحقيقة النبتة المعروفة بالأندلس اليوم وما قبله لشجرة مريم وتعرف بأفريقية وأعمالها بالكافورية. ومنها بمدينة الموصل شيء كثير مزعرع وتعرف بالموصل بشجر الكافور وهي نوعان جبلية تنبت في الجبال الباردة جداً ومزدرعة في البساتين وفي البيوت وفي المراكز فاعلمه. ديسقوريدوس في الثانية: قربانيون له ورقة شبيهة بورق الكزبرة وزهر أبيض والذي في أوسطه أصفر، وله رائحة فيها ثقل وفي طعمه مرارة. جالينوس في السادسة: إسخان هذا الدواء ليس باليسير إلا أنه ليس يجفف تجفيفاً شديداً، بل هو من الحرارة في الدرجة الثالثة ومن اليبوسة في الثانية. ديسقوريدوس: وإذا شرب يابساً بالسكنجبين أو الملح مثل ما يشرب الأفتيمون أسهل بلغماً ومرة سوداء، وينفع من كان به ربو وأصحاب المرة السوداء وإذا شرب هذا النبات بلا أن يشرب زهره معه نفع من الحصا والربو وطبيخه يجلس فيه النساء لصلابة الرحم والورم الحار العارض فيها، وقد يتضمد به مع زهره للحمرة والأورام الحارة. الرازي: يثقل الرأس وينبت سماً. البصري: إذا شرب أدر البول وإذا اتخذت منه فرزجة للنساء اللواتي أمسكن عن الطمث أطمثهن. مسيح الدمشقي: يلطف الغلظ ويفتح السدد ويطيب المعدة ويفتق شهوة الطعام. الشريف: وماؤه المعتصر منه إذا طلي به على الأعضاء المجاورة للأنثيين وعلى الوركين قوى على الجماع. ابن سينا: ينفع من التواء العصب إذا بل بطبيخه صوفة ووضع عليها وإذا شم رطبه نوم وهو يدر العرق.

أقسون: شوكة يعرف في بعض بوادينا بالأندلس برأس الشيخ وأصله فيه حرارة وقبض بخلاف أصول جميع الأشواك المأكولة. ديسقوريدوس في الثالثة: هو صنف من الشوك شبيه بورق الشوكة التي يقال لها باليونانية أقبالوي وهو الباذاورد، وله رؤوس مشوكة ويقال: إن زهر هذا النبات إذا جمع منه شيء يشبه ما نسج من القطن وأصله وورقه إذا شربا نفعا من الفالج الذي يعرض فيه مثل الرقبة إلى خلف. جالينوس في السادسة: أصل هذا النبات وورقه قوتهما حارة لطيفة حتى أنه ينفع من به تشنج.

أقسيا: تصحيحه من الأولى لسقوريدس. أفغيس: تأويله باليونانية الشوكة إلى الحادة وهو زعرور الأدوية ويعرف عند شجاري الأندلس بالحيربول وليس شجر البرباريس كما زعم ابن جلجل ولا هو الفيلزهرج كما زعم غيره فاعلمه. ديسقوريدوس في الأولى: هي شجرة شبيهة بشجرة الكمثري البري الذي يقال له، أجراس غير أنها أشد صفرة وهي كثيرة الشوك جداً ولها ثمر شبيه بحب الآس كبار حمر سهلة الانفراك في جوفها حب، ولها أصل أحمر كثير الشعب غائر في الأرض. جالينوس في الثامنة: قوة هذه الشجرة شبيهة بقوة شجرة الكمثري إلا أن شجرة الكمثري تقبض وثمرها إذا أكل وإذا شرب قبض قبضاً ملطفاً فأما ثمرة هذه ففيها مع قوة القبض شيء قطاع لطيف قليل وثمرها يمنع ويحبس جميع العلل السيالة وليس يفعل ذلك إذا أكل فقط، بل وإذا شرب أيضاً يفعله. ديسقوريدوس: وثمره إذا أكل وإذا شرب قطع الإسهال المزمن والرطوبات السائلة من الرحم سيلاناً مزمناً وأصلها إذا تضمد به وهو مسحوق جذب الأرجة الغائرة في اللحم والشظايا التي من الخشب والقصب وما أشبه ذلك، وقد يقال إن المرأة الحبلى إذا ضرب بطنها رفيقاً بأصل هذه الشجرة ثلاث مرات وإذا لطخ بها أسقطت الجنين.

 ?أقطي: هو الخمان، وسنذكره في حرف الخاء المعجمة وهو شجر معروف منه كثير يسمى بعجمية الأندلس برقه ومنه صغير ويسمى بعجمية الأندلس أيضاً بذقه وذاله معجمة ابن سمحون: قال الرازي في الكتاب الكافي: الحشيشة التي تسمى أقطي دواء هندي وهو نوعان: أحدهما يقال له شل، والآخر يقال له بل، ويقال: أن في قوتهما تحليلاً عجيباً ولست أعلم هذا الذي حكاه الرازي في هذا الكتاب خاصة إلا عنه ولا أعلمه أيضاً إلا في هذا الكتاب خاصة وقد قال في الكتاب الحاوي: إن الشل دواء هندي على خلقة الزنجبيل، وكذا هو عند سائر الأطباء. وقال جالينوس وديسقوريدوس: إن أحد نوعي الأقطي داخل في عداد الشجر والآخر داخل في عداد الحشيش، وقال: هو في الكتاب المنصوري وغيره من الأطباء إن قوة الشل حارة قوية الحرارة. وقال ديسقوريدوس: إن قوة النوع الصغير منها وهو حاما أقطي مبردة مسهلة، وما قاله الرازي في كتاب الحاوي في هذا الدواء مخالف لما قاله في الكتاب الكافي، ولما قال ديسقوريدوس وجالينوس في شكله وطبيعته.

اقتنااري ينقى: تأويله في اليونانية الشوكة الغريبة وهي الشكاعي ونذكرها في حرف الشين المعجمة إن شاء الله.

اقتالوقي: ومعناه باليونانية الشوكة البيضاء وهي الباذاورد، وسيأتي ذكره في الباء التي بواحدة من تحتها.

اقطن: بكسر الطاء هو الماش بلغة أهل اليمن، وسيأتي ذكره في حرف الميم.

إكليل الملك: إسحاق بن عمران: هي حشيشة ذات ورق مدرهم أخضر غض وأغصان دقاق جداً مخلخلة الورق ولها زهر أصفر صغير يخلفه مزاود دقاق جداً مدورة تشبه أسورة الصبيان الصغار فيها حب صغير مدور أصغر من حب الخردل والمستعمل منها تلك الأكاليل بما فيها. الغافقي: هذا النبات فيه اختلاف كثير حتى لم يثبت له حقيقة إلا أن هذا الصنف الذي ذكره إسحاق بن عمران هو عنده أفضل وأحسن من سائر الألوان المستعملة عندنا وهو نبات طعمه إلى المرارة وله رائحة فيها عطرية، وأكثر ما يستعمل عندنا نبات آخر يعرف بالقرنوليه وهو عريض الورق قريب من ورق لسان الحمل، وله أكاليل ملتوية منظومة ضخمة مجزعة ببياض وخضرة وفرفيرية وفيها بزر أصغر من الحلبة، وفي هذا النبات لزوجة وليس لها طعم ولا رائحة، ومن الناس من يستعمل نباتاً آخر له قضبان دقاق تمتد على الأرض عليها ورق كورق الحسك وثمرته قرون مدورة تكون كأنها أشبه شيء بقرون البقر تكون مجتمعة ستاً أو سبعاً في داخلها حب صغير يشبه الحلبة، وزعم قوم أن إكليل الملك المستعمل بالإسكندرية نبات طيب الرائحة جليل المقدار له ورق كورق القرظ رائحته مثل رائحة التين مع شيء من عطرية وله زهر أصفر يشبه الدود الأصفر الذي يكون تحت الأرض. لي: لا يعرف هذا النوع الذي ذكروه في عصرنا هذا بالإسكندرية البتة، وإنما المستعمل اليوم بالديار المصرية كافة وبالشام أيضاً مكان إكليل الملك هو النوع الذي ثمرته تشبه قرون البقر وهي المستعملة منه خاصة وما أحسن ما نعته ابن سينا في قوله هو تبني اللون هلالي الشكل فيه مع تخلخله صلابة. ديسقوريدوس في الثالثة: ماليلوطس: هو إكليل الملك وقد يكون منه بالبلاد التي يقال لها خلقندوس شيء جيد جداً، لونه إلى لون الزعفران طيب الرائحة، وهو قد ينبت أيضاً بالبلاد التي يقال لها قمقانيا عند بولس منه شبيهاً بالحلبة قليل طيب الرائحة. جالينوس في السابعة: قوّة هذا الدواء مركبة وذلك أن في شيئاً قابضاً وهو مع هذا يحلل وينضج، وذلك لأن الجوهر الحار فيه أكثر من البارد. ديسقوريدوس: هو قابض ملين للأورام الحارة العارضة للعين والرحم والمقعدة والأنثيين إذا طبخ بالميبختج وتضمد به، وربما خلط أيضاً معه صفرة البيض ودقيق الحلبة أو دقيق بزر الكتان أو غبار الرحى أو خشخاش أو سراس أو هندبا، وإذا استعمل باللماء وحده شفى لقروح الخبيثة التي يقال لها الشهدية، وإذا خلط به الطين الرومي الذي يؤتى به من الجزيرة التي يقال لها حيوس أو خلط به عفص وديف بالشراب ولطخ به القروح الرطبة التي في الرأس شفى منها، وإن استعمل مطبوخاً أو نيئاً بالشراب أو مع واحد مما ذكرنا سكن وجع المعدة، وإذا أخرجت عصارته نيئاً وخلطت بميبختج وقطرت في الآذان سكن وجعها، فإذا صب على الرأس مع الخل ودهن الورد سكن الصداع ووجع الأحشاء. الرازي: حار ملين لأورام البدن الصلبة في المفاصل والأحشاء، بديغورس: خاصته إذابة الفضول وبدله إذا عدم وزنه من البابونج. سفيان الأندلسي: ينفع لأورام الكبد والأحشاء والطحال ضماداً مع الأفسنتين.

إكليل الجبل: نبات مشهور ببلاد الأندلس يوقد عندنا بالأفران وأكثر نباته إنما يكون في الجبال والأرضين المجصصة والقليلة التراب وهو بالإسكندرية في غيطانهم كثير مزدرع ويعدونه فيِ جملة الرياحين وهو على صفة الذي عندنا بالأندلس سواء وباعة العطر بها وبمصر أيضاً يعرفون ورقها على أنها القردمانا وهذا خطأ كبير لأن القردمانا بزر وهذا ورق. وأما الشريف في مفرداته: فإنه لما ذكر هذا الدواء أضاف إليه منافع دواء آخر مذكور في الثالثة من ديسقوريدوس، وليس بإكليل الجبل بل هو شيء يعرف باليونانية شابوطس وهذا خطأ لأن ديسقوريدوس وجالينوس لم يذكرا إكليل الجبل البتة فاعلم ذلك. الغافقي: هو نبات معروف عند الناس وهو نبات الجبل يعلو أكثر من ذراع، ورقه طويل رقيق كالهدب متكاثف ولونه إلى السواد وعوده خشبي صلب، وله بين أضعاف الورق زهر دقيق لونه بين الزرقة والبياض وله ثمر صلب إذا جف تفتح وتناثر منه بزر دقيق أدق من الخردل أسود ورقه في طعمه حراقة ومرارة وقبض وهو طيب الرائحة حار يابس في الثالثة يدر البول والطمث ويحلل الرياح ويفتح سدد الكبد والطحال وينقي الرئة وينفع من الخفقان والربو والسعال والاستسقاء الزقي، والصيادون عندنا بالأندلس يجعلونه في جوف الصيد بعد إخراج ما في أحشائه فيمنعه من أن يسرع إليه النتن والدود.

اكتمكت: في كتاب المنهاج في هذا الدواء تخبيط فلا يعوّل على نقله في حقيقته البتة وهذا حجر يعرف بحجر الولادة ويسمى حجر العقال وحجر النسر. أرسطاطاليس: هذا حجر هندي إذا حركته سمعت بحجر آخر في جوفه يتحرك ويسمى باليونانية أناطيطس، وتفسيره حجر تسهيل الولادة وإنما وقفوا على هذه الخصوصية منه من قبل النسور وذلك أن الأنثى منها إذا أرادت أن تبيض واشتد ذلك عليها أتى الذكر بهذا الحجر وجعله تحتها فيسهل خروج البيض منها ويذهب الوجع عنها، وكذا يفعل بالنساء وبسائر إناث الحيوان إذا وضع تحتهن سهل الولادة عليهن. الرازي: في كتاب إبدال الأدوية: هو دواء هندي يشبه البندق إلا أن فيه تفرطحاً قليلاً إلى الغبرة ما هو وإذا حركته تحرك في وسطه لبه، وإذا كسرته انفلق عن لب شبيه بلب البندق إلا أنه يميل إلى البياض قليلاً ووجدت في بعض الكتب الهندية أنه إن جعل في صرة وشد وعلق على فخذ المرأة الحامل أسرعت الولادة، وقد جربته فوجدته صحيحاً، وقال في كتاب خواصه، اكتمكت هو شيء يشبه بيضة عصفورة ويشبه حجراً في جوفه يتحرك، وقد أجمع الناس على أنه نافع لعسر الولادة إذا علق على فخذ المرأة. قال: وأصبت في جامع ابن ماسويه أنه يصلح بدلاً من الفاوانيا إذا سحق بماء وطلي على الموضع الذي يرتفع منه بخار المرة السوداء. الغافقي: قال كسوفراطيس: إن الحجر المسمى أناطيطس أربعة أنواع: أحدها اليماني، والثاني القبرسي وهو الذكر منها، والثالث من لوينة، والرابع من أنطاكية، فأما اليماني فإنه شبيه في عظمه بالعفصة أسود خفيف يحمل في داخله حجراً حاسياً، والقبرسي شبيه باليماني إلا أنه أعرض وإلى الطول ما هو وربما وجد كهيئة البلوط وهو أيضاً يحمل حجراً في داخله وربما حمل رملاً أو حصاً وهو لين جداً ينفرك بالأصابع، وأما المجلوب من لوينة فإنه صغير لين لونه كلون الرمل يحمل في داخله حجراً أبيض لطيفاً يتفتت سريعاً، وأما الذي بأنطاكية الموجود عند الساحل فإنه يشبه الرمل وهو أبيض مدور والنسور تحمله إلى أوكارها توقية لفراخها، ولذلك سمي أناطيطس وتفسيره النسري، وخاصته أنه نافع لتسهيل الولادة يعلق في جلد أديم ويشد على الساق اليسرى ويسحق أيضاً ويطرح في لبن النساء وتغمس فيه صوفة وتحملها المرأة التي لا تحبل فتحبل بإذن الله تعالى، ويربط أيضاً بخيط أحمر ويعلق على الحوامل فينفعهن ويمنع مع ذلك الإسقاط وخروج الأجنة قبل كمالها، ويجعل في جلد خروف رائحته ذكية ويلزم العانة به والحقوين إلى وقت الولادة فإذا كان حين التمخض والطلق يحاد عن المرأة فإنه إن ترك بحاله انصدعت المرأة في الولادة وكذا يصلح لسائر الحيوان. الشريف: من خواص هذا الحجر أنه إذا أمسكه مخاصم في يمينه لم يغلبه خصم وإن علق في شجرة يسقط حملها لم يسقط.

أكر البحر: أبو العباس النباتي: إسم لليف البحر وهو نبات ينبت في قعر البحر المالح ورقه على شكل ورق البروق لطاف طوال يخرج من أصل يشبه أصل السعد الطويل النابت في المروج إلا أنه أغلظ ولونه ظاهراً وباطناً. وفي أسفله مما يلي الحجارة شعب دقاق ملتفة سود في موضع عند الأصل ليفة مستديرة كأنها جمعت من وبر الإبل إلا أن في شعرها خشونة تكون صغيرة ثم تكبر، فمنها ما يصير بقدر النارنج وأكبر وأصغر، ومنها المستدير، ومنها ما يميل إلى الطول وهي هشة يقذف بها البحر إذا هاج رأيتها كثيرة ببحر المهدية وما هناك والأصل فيها قابض جداً، وجرب من هذه الأكرجلاء الأسنان إذا أحرقت واستعملت وحدها أو مع أخلاط السنويات المخصوصة بالجلاء وشد اللثاث.

اكموبزان: هو رعي الحمام من كتاب ماسرحويه وسنذكره في الراء.

إكرار: أبو العباس النباتي: يقال بكسر الهمزة والكاف الساكنة والراء المفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم راء، هو اسم عند عرب نجد للنوع الكثير من الطرنشولي الذي لا يثمر والمثمر اللازوردي اللون وهو التُنَوِم عندهم. لي: هو النبات المعروف بصامريوما بالسريانية وسيأتي ذكره بنوعيه في حرف الصاد.

آكل نفسه: هو الفربيون، وسنذكره في الفاء إن شاء الله.

البنج: حنين: هو آلوج الصيني. ابن رضوان: هي عروق يؤتى بها من الهند ولونها أبيض، وفها نكت سود رأيته بالتجربة ينفع من الشري نفعاً بليغاً وذلك أنني كنت أسقي منه في أوّل يوم نصف درهم بشراب السكنجبين الساذج مقدار أوقيتين، وثاني يوم نصف مثقال، وثالث يوم درهماً واحداً فيذهب بالشري ويبطله بالواحدة من غير إسهال وترى منه فعلاً عجيباً بمنزلة السحر، وإذا سحق وخلط بدهن ورد ومرخ به ظاهر البدن أذهب الشري من أي خلط كان بخصوصية جوهره وطعمه مر وقوته حادة.

الليني: الألف واللام فيه أصليتان. قال الشريف: معنى هذا الاسم باليونانية الأهلي وهو عندي من أنواع الجزر البري بعينه ولا أعرف له إسماً يعرف به. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات له ورق شبيه بورق الجزر وزهر أبيض وساق غليظ طولها نحو من شبر وثمر شبيه بثمر السرمق وأصل عظيم له رؤوس كثيرة مستديرة وينبت بين الصخور، وقد يسقى ثمره وورقه وساقه بالشراب الذي يقال له أونومالي لإخراج المشيمة، وقد يسقى من أصله بالشراب لتقطير البول.

الومالي: ومعناه باليونانية الدهن العسلي ويقال له عسل داود. ديسقوريدوس في الأولى: هو دهن أثخن من العسل حلو يسيل من ساق شجرة تكون بتدمر إذا شرب منه ثلاث أواق بتسع أواق من ماء أسهل فضولاً غير منهضمة ومرة صفراء ويعرض لمن شربه كسل واسترخاء، ولا ينبغي أن يهو لك ذلك ولا يتركون أن يسبتوا وقد يهيأ دهن من أدسم أغصان هذه الشجرة وأجوده ما كان منه عتيقاً ثخيناً دسماً صافياً وهو مسخن، وإذا اكتحل به كان صالحاً لظلمة البصر، وإذا تمسح به نفع من الجرب المتقرح ومن أوجاع الأعصاب.

 الأطيني: هو اللباب. المجوسي: واللباب الأحرش أيضاً ويعرفه عامتنا بالأندلس بالشحيمة ويعرفونه أيضاً بسراويل الطلول. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق اللبلاب إلا أنه أصغر منه وأشد استدارة وعليه زغب وله قضبان طولها نحو من شبر خمسة أو ستة مخرجها من أصل واحد مملوءة من الورق عفص، وينبت بين زرع الحنطة ومواضع عامرة. جالينوس في السادسة: هذا الدواء يجلو جلاء معتدلاً ويقبض. ديسقوريدوس: وورق هذا النبات إذا تضمد به مع السويق ووضع على العين نفع من الورم الحار العارض لها ومنع عنها سيلان الرطوبات، وإذا طبخ وتجشى طبيخه قطع الإسهال العارض من قرحة الأمعاء. التجربتين: واللبلاب الأسود الورق والأحرش المتكرج عند عركه بالأصابع ويعرفه بعض المشائين بالشحيمة يدمل الجراحات الطرية ويحلل نفخ الجراحات وحده وبالشحم كفعل الفراسيون بها ويحلل الأورام الحارة والدماميل مطبوخاً بالماء مدروساً مضمداً وينفع من شقاق الشفة نيئاً كما هو، ومن جميع الإحتراقات المتقرحة ويدمل الخراجات العسرة الإندمال وتحقن به الذبيلات ويتمادى عليها فيبريها وينفع من النواصير التي يسيل منها قيح أبيض وإذا درس مع لسان الحمل وعصر ماؤهما وشرب وحده نيئاً أو مع المغرة المنحلة بالماء قطع الدم المنبعث من الجوف كيف كان، ومقدار المشروب منه ثلاث أواق من المغرة درهمان فإذا درس بالشحم وحمل على ختان الصبيان نفع منه وأسرع إندماله.

الوين: ديسقوريدوس في الرابعة: هي حشيشة تستعمل في وقود النار لونها إلى الحمرة دقيق العيدان دقيقة الورق لها زهر لين خفيف وأصل شبيه بأصل السلق ملآن من دمعة حريفة يشبه بزرها الأفتيمون، وينبت كثيراً في بعض السواحل وخاصة في أماكن نينوى، وينبت أيضاً في مواضع أخر، وبزره إذا أخذ منه مع الخل والملح المقدار المساوي لما يؤخذ من الأفتيمون أسهل كيموساً أسود وسحج الأمعاء سحجاً خفيفاً. الغافقي: قال البطريق في ترجمته لكتاب جالينوس: الونياس ينبت في الرمال والسواحل طبيعته حارة تسهل وتغسل الجوف، والمختار منه الذي إذا أقلعت أصوله قشرت ورمى قلوبها وأخذ القشر، والجيد منها الأنابيب المصمغ الأبيض الذي إذا كسرته تكسر ولا تأخذ ما يشبه الليف، وزعم أنه التربد وهذه الصفة توهم ذلك وهو خطأ، وقد ذكر هذا الدواء بولس ولم يذكر أصله، وإنما ذكر بزره كما ذكر ديسقوريدوس، وأما ابن واقد فظن أن هذا هو طريفيلون، وأضاف هذا القول إلى قول ديسقوريدوس في طرفيليون وقد يسمى أيضاً أرطريفيون هذا هو التربد.

الأسفافس: الألف واللام فيه أصلية تعد من نفس الكلمة وعماد حروفها ومعناه باليونانية لسان الإبل قاله نقولا الراهب، ولقد غلط من ظن أنه رعي الإبل وشجار ينا بالأندلس تسميه بالشالبية والناعمة أيضاً. ديسقوريدوس في الثالثة: هو تمنش طويل كثير الأغصان وله عصا ذات أربع زوايا لونها إلى البياض ما هي، وله ورق شبيه بورق السفرجل إلا أنه أطول وأقل عرضاً وهو خشن خشونة يسيرة مثل الثياب التي لم تفرك بعد الغسل وعليه زغب، ولونه إلى البياض ما هو طيب الرائحة وفيه ثقل وعلى أطراف أغصانه ثمر شبيه بثمر النبات الذي ليس ببستاني من النبات الذي يقال له أوميون، وينبت في مواضع خشنة. جالينوس في السادسة. مزاج هذا الدواء مزاج حار حرارة بينة قابض قليلاً. ديسقوريدوس: ولطبيخ الورق وطبيخ الأغصان إذا شربا قوّة تدر الطمث والبول ويخرج الجنين، وبنفع من لسعة طريقلون البحري وهو يسود الشعر، وينفع الخراجات ويقطع اللحم والدم وينقي القروح الخبيثة. وطبيخ الورق وطبيخ الأغصان إذا استنجى به سكن الحكة العارضة في الفروج من الذكران والإناث، ابن جلجل: ينفع من خدر اللسان وتوقف الكلام شرباً. ديسقوريدوس في الخامسة: وأما الشراب المتخد بالأسفافس، فهذه صفته يؤخذ من الأسفافس سبعون درخمياً وتلقى في جرة من عصير وهذا الشراب ينفع من وجع الكلي والمثانة والجنين ونفث الدم والسعال ووهن العضل ومن احتباس الطمث.

الية: ابن سينا: حارة رطبة أردأ من اللحم السمين رديئة الهضم والغذاء وهي أحر وأغلظ من الشحم وهي ضماد جيد للعصب الجاسي. ابن ماسويه: تفسد المعدة وتحلل الورم الصلب. المنهاج: ويصلحها الأبازير الحارة كالزنجبيل والفلفل والدارصيني والمري ويستعمل بعدها بعض الجوارشيات.

الاينون: من كتاب ديسقوريدوس وهو الراسن وسيأتي ذكره في حرف الراء المهملة. وقال الغافقي في رسالة الترياق المنسوبة إلى جالينوس: هو دواء يكون في بلاد أمه يدعى بها طرياً ويأخذه أهل تلك البلاد فيقلعونه وبطلونه على أزجة النشاب وإذا أصاب ذلك النشاب إنساناً وأدمي به مات من ساعته وإذا أكل نجى الإنسان عن الموت ولا يضر آكله شيء، وربما رموا الإبل بسهم من هذه السهام فيموت فإن أكل منه لم يخف عليه ضرر من ذلك، وهذه صفة البقلة المعروفة عندنا بالأندلس ببقلة الرماة وهي التي تستعملها أطباؤنا على أنه الكندس وليس بكندس في الحقيقة. قال المؤلف: وهذا الكلام بعينه يذكره الغافقي أيضاً في حرف الباء في رسم بقلة فتأمله هناك.

الأطي: شجر له صمغ مثل صمغ الصنوبر، وفي الفلاحة الرومية أنه جنس من الصنوبر وله ثمر كالجوز أو اللوز.

ألب: أبو حنيفة: هو شجرة شائكة كأنها شجرة الأترج له ثمر، ومنابتها ذرى الجبال وهي قليلة جدًّا لا يقوم مقامها شيء من الصجاج والصجاج كل شجرة تعشب بها السباع. ابن نسيم: وأحسبها الألب يدق أطرافها الرطبة ويعشب بها اللحم ويطرح للسباع فلا تلبث أن أكلته فإن شمته ولم تأكله عميت وصمت، وأخبث الألب ألب خفرضيض وهو جبل من الشراة في شق تهامة.

أملج: إسحاق بن عمران: هي ثمرة سوداء تشبه عيون البقر لها نوى مدور حاد الطرفين، وإذا نزعت عنه قشرته تشقق النوى على ثلاث قطع، والمستعمل منه ثمرته التي على نواه وطعمه مر عفص يؤتى به من الهند. حبيش بن الحسن: يقرب فعله من فعل الهليلج الكابلي، وقد ينقع في البلدة التي يجلب منها في اللبن الحليب فيسمى شيراملج، وإنما ينقع في اللبن فيخرج منه بعض قبضه. ابن ماسه: أجوده المعروف منه شيراملج. مسيح: بارد في الأولى يابس في الثانية. ماسرحويه: قابض يشد أصول الشعر ويقوي المعدة والمقعدة ويدبغها ويقبضها. شرك الهندي: هو سيد الأدوية. بديغورس: خاصته النفع من السوداء والمنع من الفساد. ابن ماسه: يقطع العطش ويزيد الفؤاد حدة وذكاء. اليهودي: يهيج الباه ويقطع البصاق والقيء. ابن ماسويه: يطفىء حرارة الدم ويعقل البطن ويسود الشعر والمربى منه يلين الطبع وينفع البواسير ويشهي الطعام. ابن سينا: هو أفضل من البليلج يمسك الشيب ويقطع النزف وشرابه ينفع البواسير المزمنة ويقوي الأعضاء الباطنة وخاصة المعدة والأمعاء وهو مقو للعين، وقال في الأدوية القلبية: وهو من الأدوية القباضة وله خاصة عجيبة في تقوية القلب وتشجيعه ويعينها بتقويته وقبضه ويعدل برده في الأمزجة الباردة بأدنى شيء فيكون دواء ممتناً للروح، ومنفعة الأملج في تقوية القلب أكثر من منفعته في التوحش إذا كان بسبب رقة الدم وقلته وسرعة تحليله، ولما كان من الأدوية النافعة للقلب بخاصيته وتنقيته مع ذلك فهو من الأدوية الشديدة المنفعة للذهن والحفظ، وبالجملة هو من الأدوية المقوية للأعضاء كلها وإصلاحه بالعسل. التجربتين: قد يقطع العطش إذا وضع القليل منه في الماء المشروب وتمود عليه ويجفف رطوبات المعدة وبلتها، وإذا كانت المعدة باردة خلط معه سنبل وينفع من زلق الأمعاء وبواسير الأسفل مشروباً بمنعه انصباب المواد إليها ويكسر الأبخرة الصاعدة إلى الدماغ وبذلك يحسن الذهن. الشريف: مقو للعصب والقلب جدًا، وقدر ما يؤخذ منه ثلاثة دراهم مفردة ويسوّد الشعر إذا اختضب بماء طبيخه مع الحناء ويقوي أصول الشعر، وإذا سحق وخلط بمثله سكراً ولت بقليل دهن لوز واستف على الريق منه خمسة دراهم بماء فاتر نفع من ضعف البصر وجلاه، ونفع من السحج في الأمعاء والبواسير، وإذا شرب منه وزن درهمين بثلاثة دراهم دقيق النبق وشرب بماء السفرجل نفع من الإسهال، وخاصيته أيضاً إسهال السوداء والبلغم، وإذا أخذ منه درهمان ورض وأنقع في ماء ساعتين ثم عصر وصفي ثلاث مرات وقطرت منه في العين نفع من بياضها مجرب.

أمير باريس: هو البرباريس والزرشك بالفارسية ومنه أندلسي ورومي وشامي يجلب من جبل بيروت وجبل بعلبك وهو أجود من الرومي عند باعة الغطر بمصر والشام. الفلاحة: هي شجرة خشنة النبات خضراء تضرب إلى السواد تحمل حباً صغاراً بنفسجياً. ابن ماسه: بارد يابس في الثانية يقوي الكبد والمعدة وفيه قوة قابضة مانعة. ماسرحويه: يمنع من الأورام الحارة إذا وضع عليها. الرازي: عاقل للبطن قاطع للعطش جيد للمعدة والكبد الملتهبتين ويقمع الصفراء جيداً. التجربتين: حبه يجفف قروح الأمعاء ويقطع نزف دم الأسفل إذا تمودي عليه ويقوي الكبد الحارة الرطبة إذا خلط بالأدوية الحارة كالسنبل وما يجري مجراه نفع من الاستطلاق الذي يكون عن برد الكبد والمعدة ينفعها إذا ضعفت عن الحمى البلغمية أيضاً.

أمروسيا: ديسقوريدوس في الثالثة: ومن الناس من سماه بطرس ومنهم من يسميه أرطاما وهو تمنش كثير الأغصان صغير طوله نحو من ثلاثة أشبار، وله ورق صغار مثل ورق السذاب منبتها من مخرج الساق ومن أصله وأغصانه مملوءة من بزر شبيه بالعناقيد قبل أن تزهر، ورائحته شبيهة برائحة السذاب، وله أصل دقيق طوله نحو من شبرين وأهل قيادوقيا يتخذون منه أكاليل، وله قوة قابضة وإذا تضمد به منع المواد أن تنصب إلى العضو. جالينوس في السادسة: إذا وضع من خارج كالضماد كانت قوته تقبض ويمنع المواد من التحلب.

أمذريان: ينبت كثيراً بظاهر البيت المقدس وفي بيت المقدس نفسه داخل الحرم، ورأيته أيضاً بالمقابر التي بباب شرقي بمدينة دمشق كثيراً وينبت منه شيء في ثغر الإسكندرية أيضاً. إذا نظر إليه الإنسان يتوهم أنه شجر الكبر لشبهه به حتى يمعن نظر فيه. حبيش بن الحسن: هي شجرة يشبه ورقها ورق الكبر حادة الرائحة ثقيلتها تنفع من أورام الجوف وتفتح السدد وتقوي الكبد المعتلة، وتنفع الأورام الظاهرة في البدن وهي أقوى في تحليل الأورام الظاهرة من عنب الثعلب والكاكنج، وله حب يخرج في غلف له مثل النبقة وهي تقرب من البرد واليبس إذا سقي عصيرها للورم الباطن مغلى بالنار، وإذا طلي على الورم الظاهر طلي به غير مغلي، وكذا يفعل بهذه الشجرة كعنب الثعلب والكاكنج والهنبا وغيرها، وإذا طلي بهذه الشجرة معصورة أو ضمد بها ينفع من لسع الزنابير وبرد الورم ويدفع السم، وقدر ما يسقى من مائها مغلى مصفى أوقيتان وهو عجيب للورم الحار. أبو العباس النباتي: ينفع من لدغ العقارب والحيات وهي خاصيته، ويسقى لعضة الكلب الكلب وينفع الجرب الخشن، وعصارته تنفع من بياض العين وورقه يابساً مسحوقاً يذرونه على الخراجات فيدملها.

أمسوج: ومعناه الأنابيب بالعربية ويسمى بعجمية الأندلس النبشالة. الغافقي: هو صنفان كبير وصغير والصغير له قضبان صلبة دقاق معقدة مثل ورق الزيتون متصلة إذا جذبت انفصلت من موضع العقد بعضها من بعض وهي كثيرة مجتمعة، وله ساق صغير خشبي في غلظ الخنصر وأوراق تعلو نحواً من شبر وليس له زهر وله ثمر أحمر قان، وفي مذاق هذا النبات قبض مع مرارة يسيرة، وله أصل خشبي صلب وينبت في مواضع صخرية هو مجتمع النبات، وإذا شرب هذا النبات بشراب قابض قطع الإسهال، وطبيخه يشرب للفتوق والقيل، وينفع من علل الكلى والمثانة ويقوي الأعضاء الباطنة، وينفع من شدخ العضل، وإذا شرب طبيخه مع التين نفع من السعال وعسر النفس، وإذا دق هذا النبات وذر على الجراحات ألحمها، وإذا ضمدت به القبلة أضمرها، والصنف الثاني وهو أغلظ ساقاً وأكبر أغصاناًً وأقصر وثمره أحمر، وإذا نضج اسودّ، ويستعمل فيما يستعمل فيه الأوّل وقد يعدهما قوم من أصناف ذنب الخيل. الشريف: إذا جفف هذا النبات وطبخ في ماء إلى أن ينقص منه النصف وصفي وشرب من ذِلك الماء المصفى من مقدار كأس إلى نحوه طراداً نفع من ضعف الأعضاء الباطنة ويقوي الكبد الضعيفة ونساء المغرب كثيراً ما يطبخونه وهو غض بعصير العنب ويصفونه ويشربن من ذلك الصفو مقدار كأس طراداً، وإذا أدمن على شربه أسهلهن قليلاً وسمن أبدانهن وحسن ألوانهن ونقى أرحامهن.

أمارطين: قد عده جماعة من التراجمة في أنواع الأقحوان، ومن أجل ذلك نجد في كثير من الكنانيس الموضوعة في هذا الفن منافع أماريطن هذا مذكورة مع الأقحوان وفي الحقيقة ليس هو من أنواعه، وعندي أنه من أنواع القيصوم أعرفه بعينه. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات يستعمل في الأكاليل التي توضع على رؤوس الأصنام قائم أبيض، وله ورق دقاق شبيهة بورق القيصوم متفرقة بعضها من بعض وجمة مستديرة وشيء من أطراف الجمة مستديرة، لونه شبيه بلون الذهب كأنه رؤوس الصعتر إذا يبست، وأصل دقيق وينبت في أماكن وعرة في حزون الأرض. جالينوس في السادسة: قوة هذه الحشيشة قوة تلطف وتقطع الأخلاط الغليظة، ولذلك صارت تدر الطمث إذا شربت أطرافها بشراب، وقد وثق الناس منها أيضاً أنها تحلل الدم الجامد وأنها ليست تفعل ذلك بما يجمد منه في المعدة فقط بل تفعله أيضاً بما يجمد منه في المثانة، وينبغي أن يشرب في هذا الموضع شراب العسل، ومن شأنها أيضاً أن تجفف ما يتحلل ويتحلب إلى المعدة جملة إذا شرب وهي رديئة لفم المعدة. ديسقوريدوس: إذا شربت جمة هذا النبات بالشراب نفعت من عسر البول ونهش الهوام وعرق النسا وشدخ أوساط العضل وتدر الطمث، وإذا شربت بالشراب الذي يقال له أولومالي أذابت الدم الجامد المنعقد في المثانة والبطن، وإذا سقي منه على الريق مقدار ثلاث أوتولوسات بشراب أبيض ممزوج من كانت به نزلة قلعها وقطعها وقد يصر هذا النبات مع الثياب فيمنعها من التآكل.

أمر وجع الكبد: أحمد بن داود: هي بقلة من دق البقل تحبها الضأن لها زهرة غبراء في برعمة مدورة ولها ورق صغير جداً أغبر وسميت بذلك لأنها تشفي من وجع الكبد والصفراء، وإذا غص بالسرسوف يسقى عصيرها.

أم غيلان: أبو العباس النباتي: إسم للسمر عند أهل الصحراء، وذكر أبو حنيفة أن العامة تسمي الطلح أم غيلان، وقلت: وإلى هذه الغاية أهل البلاد يسمون بالطلح ما عظم من شجر السمر وأكثر ما يعظم بأودية الحجاز. ابن سينا: أم غيلان هي شجرة من عضاه البادية معروفة باردة يابسة تمنع بقبضها سيلان الرطوبات جيدة لنفث الدم.

أم كلب: أبو العباس الحافظ: شجرة ربيعية من نحو الذراع تميل إِلى الصفرة ورقها نحو من ورق الحناء إلا أنها أعرض وأطرافها مستديرة، وفيها انكماش وخشونة يسيرة عليها زهر أصفر مثل زهر النبات النبوعي المعروف بالكموة رائحتها سهكة تنبت بالمزارع وتسمى بالنبوع وببادية الأعراب الآن المنتنة ولم ألقهم يسمونها بالإسم الأول، وقد ذكرها أبو حنيفة أيضاً. لي: وهي أيضاً من نبات الديار المصرية، وقد جلبت إلينا بالقاهرة ورأيتها على ما ذكر من ماهيتها في الصفة والرائحة وجلبت من موضع يعرف بمراكع موسى وهي مجربة عندهم لنهش الحيات ولسع العقارب شرباً لمائها إذا كانت طرية وورقها إذا كانت يابسة، والشربة من ورقها مجففاً وزن درهمين ومن عصارتها إذا كانت رطبة مثقالان بزيت فإنه مجرب يقي السم ويسكن الألم بإذن الله.

أمعاء: الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: فأما الأمعاء فلا تصلح لطبخ الأسفيذاجات بل للنقانق فإذا اتخذت نقانق فليكثر فيه من الأبازير والتوابل، ولا يدمن أكله ولا يتفرد به لأنه كثير الغذاء جداً عسر الهضم والخروج من البطن لحشوته باللحم الأحمر وينبغي أن يتجرع بعده ويأخذ بعد النوم عليه الكموني والفلافلي ونحوهما.

الجبار: الغافقي: هو نبات أكثر ما ينبت على شطوط الأنهار بين العليق وله ورق يشبه ورق الرطبة عليه زغب كالغبار، وله أغصان دقاق أغلظ من أغصان الرطبة مائلة في لونها إلى الحمرة حوارة تعلو قدر قامة أو أكثر وتتدوّح وتشتبك بالعليق وتنسج أغصانه عليه، وله زهر أحمر يخلفه بخراريب صغار فيها بزر، وله أصل خشبي غائر في الأرض لونه أحمر إلى السواد وجميع أجزاء هذه الشجرة تقبض قبضاً شديداً، ولها لزوجة وإذا قشرت أصولها ودق لحاؤها واعتصرت كانت عصارتها حمراء مثل ماء التوت، وأكثر ما يستعمل من هذا النبات هذه العصارة وتستعمل رطبة ويابسة وقد يستعمل لحاء الأصل مجففاً، والشربة من كل واحد منها قدر مثقال، وقد تطبخ العصارة مع السكر والميبختج ويعمل منها شراب ويكون ألطف لتناوله، وخاصة هذا الدواء النفع من نزف الدم من حيث كان في البدن أعني ما ينفث من قصبة الرئة وحجب الصدر وسحج الأمعاء والبواسير وانفتاح أفواه العروق، ويقطع الاختلاف المزمن ويقوي الأمعاء ويمسك البطن إمساكاً قوياً دون اعتقال يؤدي إلى أذى ويبرئ قروح الرئة ويقطع القيء وينفع من الوثي والرض وفسخ العضل والهتك ويجبر الكسر والقطع في اللحم ويلحم الجراحات، وقد حدث عنها من يوثق به أنها أبرأت رجلاً من قرحة الرئة بعد ثلاثة أعوام من العلة، وقد وقع في الذبول وقذف قطع دم مع صديد منتن كثير، وأبرأت آخر من بول الدم والمدة بعد عشرة أعوام.

أناغورس: هي الشجرة المعروفة بخروب الخنزير وثمرها يعرف بالديار المصرية عند عامتها بحب الكلي وهي مجلوبة إليهم من الشام ومن بلاد إيطاليا. ديسقوريدوس في الثالثة: هو تمنيش شبيه في ورقه وقضبانه بالنبات الذي يقال له أغبش وهو البنجنكشت قريب في عظمه من عظم الشجر ثقيل الرائحة وله زهر شبيه بزهر الكرنب وثمر في غلف مستطيله، وشكل الثمر شبيه بشكل الكلي وفي ثمره اختلاف في لونه وهو صلب وإنما يصلب عند نضج العنب. جالينوس في السادسة: هو نبات من جنس الشجر منتن الرائحة حادها قوته حارة محللة إلا أن ورقه ما دام طرياً فهو بسبب ما يخالطه من الرطوبة قليل الحدة ويضم الأورام الرخوة فإذا جف صارت قوته تقطع وتجفف تجفيفاً بليغاً، وهذه القوة بعينها موجودة في لحاء أصوله وأما بزره فهو ملطف ويصلح أيضاً للقيء. ديسقوريدوس: ورق هذا النبات إذا كان طرياً ودق وتضمد به حلل الأورام البلغمية وقد يسقى منه درخمي بالشراب الذي يقال له علومس للربو وإخراج المشيمة والجنين وإدرار الطمث ويسقى بالشراب للصداع، وقد يعلق على النساء اللواتي تعسر ولادتهن فإذا ولدن فينبغي أن يؤخذ منهن على المكان، وعصارة أصل هذا النبات تحلل وتنضج وإذا أكل ثمره قيأ قيئاً شديداً.

?انثليس: ديسقوريدوس في الثالثة: هذا النبات صنفان منه ما ورقه يشبه ورق العدس وله قضبان طولها نحو من شبر قائمة وورق لين وأصل دقيق صغير وينبت في أماكن سبخة شامسة وهو صالح العظم، ومنه صنف آخر له ورق وقضبان شبيهان بورق وقضبان النبات الذي يسمى كمافيطوس إلا أنها أكثر زغباً وأقصر زهراً، فرفيري اللون ثقيل الرائحة جداً، وأصل شبيه بأصل بقل دشتي إذا شرب منه مقدار أربع درخميات نفع من عسر البول ووجع الكلي. جالينوس في السادسة: كلاهما يجفف قليلاً حتى أنهما يدملان القروح وأما أحد النوعين وهو الشبيه بالكمافيطوس فهو ألطف من النوع الآخر حتى أنه ينفع أصحاب الصرع والنوع الآخر أكثر جلاء من هذا. ديسقوريدوس: والصنفان جميعاً إذا سحقا وخلطا بدهن الورد واللبن واحتملا ادرّا اللبن ولينا البطن والأورام الحارة العارضة في الرحم وقد يبرئان الجراحات، وأما النوع الذي يشبه كمافيطوس فكأنه مع سائر منافعه إذا شرب بالسكنجبين كان دواء للصرع.

انجدان: قال بعض الأطباء: هو ورق شجرة الحلتيت والحلتيت صمغة والمحروث أصله. إسحاق بن عمران: هو صنفان: أحدهما الأبيض الطيب المأكول الذي يسمى السرخسي وتسمى عروق أصله المحروث ويستعمل في الأغذية والأدوية، والآخر الأسود المنتن الذي خلط ببعض الأدوية وصمغ الأنجدان هو الحلتيت والطيب منه يكون من الأنجدان الطيب والمتتن من الأنجدان المنتن. أبو حنيفة: المحروث أصل الأنجدان ومنابته في الرمل التي بين بست وبلاد القيقان، والحلتيت صمغ يخرج في أصول ورقه وأهل تلك البلاد يطبخون بقلة الحلتيت ويأكلونها وليست مما تبقى في الشتاء. محمد بن عبدون: هو نبات كالكاشم ينبت ببابل يبيعه البقال مع التوابل. أبو عبيد البكري: الأنجدان الأسود المنتن الذي هو صمغه الحلتيت المنتن هو أصل غليظ يطلع ورقاً منبسطاً على الأرض جعداً كالكف في السعة متركب من ورق صغير كهدب الجزر. أشبه شيء بالصفائح المخرمة التي تكون تحت حلق الأبواب يطلع من بين ذلك الورق عسلوج في رأسه جمارة كمجمارة الشبت إلا أنها أعظم ثمراً يعقد حباً في غلف دقاق مفرطحة إلى الطول مما هي كريهة الريح. ديسقوريدوس في الثالثة: سليقون وهو شجرة الأنجدان ينبت في البلاد التي يقال لها بورقا وأرمينية وميدنا، وهي ماوه وله ساق يسمى يسقطس شبيه في شكله بالقنا وهو الكلخ، وورق شبيه بورق الكرفس، وبزر منبسط شبيه ببزر يسمى ماعنطارس وأصله منق نافع مجشىء مجفف عسر الإنهضام مضر بالمثانة، وإذا خلط بالقيروطي وتمرخ به أبرأ الخنازير والجراحات، وإذا تضمد به مع الزيت أبرأ كمنة الدم العارضة تحت العين وإذا خلط بقيروطي معمول بدهن الأرسا ودهن الحناء وتضمد به وافق عرق النسا، وإذا طبخ بخل في قشر رمان وتضمد به أذهب البواسير النابتة في المقعدة، وإذا شرب كان باد زهراً للأدوية القتالة وطعمه طيب إذا وقع في أخلاط الصباغات أو خلط بالملح. جالينوس في الثامنة: لين هذا النبات حار جداً وكذا ورقه وقضبانه وأصوله تسخن إسخاناً شديداً وجوهرها كلها جوهر نفاخ هوائي، ولذلك صارت كلها عسرة الإنهضام، وإذا وضعت على البدن من خارج كان أكثرها وأبلغها فعلاً نفس الصمغة. مسيح: وقوته حارة يابسة في الدرجة الثالثة ينفع من عسر البول وبرد المقعدة ويدر الطمث. ابن ماسويه: مجفف لرطوبة المعدة بطيء فيها يغير رائحة الثفل والبدن. محمد بن الحسن: يستخرج الأجنة ويسهل الطبيعة وينفع الأكلة إذا سحق وذر عليها. الرازي: المحروث مقو للكبد والمعدة معين على الهضم. وقال في دفع مضار الأغذية: هو حار غليظ الجرم مع حدة ولطافة وحرافة بها يلطف الأغذية الغليظة ويجشىء جشاء كثيراً ويدوم طعمه في الجشاء مدة طويلة فيتوهم من ليس له علم ولا تجربة أنه ليس معه معونة على هضم الطعام، وليس الأمر كذلك وذلك لمبالغته ومداخلته لجرم المعدة ولأن هذا المطعم منه في جرم له بعض الغلظ فيطول لذلك بقاؤه والأنجدان أيضاً شيء عجيب وهو أنه يحل نفخ الأغذية النافخة ويولد هو من دأبه نفخاً يسيراً، وفي الدارصيني أيضاً شيء عجيب من هذا الفعل، وكذا في الزنجبيل والاسترغاز، ومن أجل ذلك يغلظ فيها كثير من الأطباء فيظنون أنها لا تعين على حل النفخ وليس الأمر كذلك بل لها على حال النفخ المتولد من الأطعمة الغليظة معونة عظيمة ويتولد عنها نفسها ريح بخارية حارة لا تبلغ أن تقرقر وتؤذي بل تبلغ أن تنعظ وتسخن الأمعاء والكلي ونواحيها، وينفع الأنجدان أيضاً مع الخل الثقيف فيلطف الأغذية ويكسبها لذاذة وسرعة هضم ويكسر من حره في نفسه. وقال: وكامخ الأنجدان حار لطيف جداً ملهب يعطش أيضاً. وقال مرة أخرى: وكامخه شديد الحرارة مصدع جيد للمعدة الكثيرة الرطوبة ولمن في هضمه تخلف شديد.

أنيسون: ديسقوريدوس في الثالثة: أجود ما يكون منه ما كان حديثاً كبير الجثة لأنه يقشر قشراً شبيهاً بالنخالة قوي الرائحة، والذي بالجزيرة التي يقال لها قريطي وهو أجود وبعده المصري. جالينوس في السادسة: أنفع ما في هذا النبات بزره وهو بزر حريف مر حتى أنه في حرارته قريب من الأدوية المحرقة وهو من التجفيف في الدرجة الثالثة، وكذلك هو أيضاً في الإسخان فهو بهذا السبب مدر للبول محلل مذهب للنفخ الحادثة في البطن. ديسقوريدوس: وقوته بالجملة مسخنة ميبسة وهي تفش الرياح عن البدن وتسكن الوجع محللة مدرة للبول والعرق مذهبة للفضول تقطع العطش إذا شربت، وقد توافق ذوات السموم من الهوام والنفخ وتعقل البطن وتقطع سيلان الرطوبات التي لونها أبيض من الرحم، وتدر اللبن وتنهض شهوة الجماع، وإذا استنشق بخوره سكن الصداع البارد، وإذا سحق وخلط بدهن الورد وقطر في الآذان أبرأ ما يعرض في باطنها من الانصداع للسقطة والضربة. الرازي: في جامعه الكبير: أنه ينفع من الإستسقاء ويذهب بالقراقر والنفخ. حكيم بن حنين: إذا اكتحل به نفع من السيل المزمن في العين. ابن ماسويه: ينفع من السدد العارضة في الكبد والطحال المتولدة من الرطوبات، عاقل للبطن المنطلقة ولا سيما إذا قلي قليلاً. البصري: أنه يعدل مخرج النفس. ابن سينا: ينفع تهيج الوجه وورم الأطراف ويفتح سدد الكبد والمثانة والكلي والرحم وينفع من الحميات العتيقة. التجربتين: يقطع العطش البلغمي ولا سيما إذا عقد منه شراب بالسكر وينفع طبيخه من عود السوس للصدر وينفع البهر، وإذا استن به مسحوقاً وولي ذلك نفع من البخر الكائن عن عفونة اللثالت الباردة وأصول الأضراس، وإذا تبخر بدخانه نفع من النزلات الباردة ومن صداع الرأس البارد.

انجره: هو القريص والحريق أيضاً وهو معروف. سليمان بن حسان: له ورق خشن وزهر أصفر وشوك دقيق ينبو عنه البصر فإن ماسه عضو من البدن أحرقه وآلمه وحمره وهو  نوعان: كبير وصغير، والكبير كثير الورق أصفر اللون له بزر كالعمس وهو المستعمل في صناعة الطب. الغافقي: الأنجرة على الحقيقة ثلاثة أصناف: فمنها هذا المذكور قبل وأكبرها بزراً وهو بزر كالعدس في قدره وشكله أخضر اللون بزاق صب يكون في رؤوس مدورة خشنة لها معاليق رقاق طوال، والثاني هو الكبير من الصنفين اللذين ذكرهما ديسقوريدوس وساق أحمر إلى السواد ولون ورقه إلى السواد وورقه كورق السنستبر إلا أنه أكبر وأخشن وهو أكثر الثلاثة ورقاً وأشدها خشونة وبزره في قدر الخردل إلا أنه مفرطح أبيض وأرق، والنبات الثالث وهو الصغير هو أضعفها قوة وأدقها بزراً. ديسقوريدوس في الرابعة: هو صنفان أحدهما أخشن وأشد سواداً وأعرض ورقاً وله بزر شبيه ببزر الشاهدانج إلا أنه أصغر منه، والآخر دقيق البزر وورقه ليس بخشونة ورق الصنف الآخر. جالينوس في السادسة: وثمر هذا النبات وورقه وهما اللذان يستعملان فيما يحتاج إليه من المداواة قوتهما قوّة تحلل تحليلاً كثيراً حتى أنهما يذهبان الخراجات والأورام التي تحدث عند الأذنين، وفيهما مع هذا قوة نافخة بسببها صارا يهيجان شهوة الجماع وخاصة متى شرب بزر هذا النبات مع عقيد العنب، ومما يدل على أنه لا يسخن غاية الإسخان وأنه في غاية اللطف إصعاده ما يصعد من الأخلاط الغليظة اللزجة التي تخرج من الصدر والرئة إذا شرب وتلذيعه لما يلقاه من أعضاء البدن، فأما النفخة التي قلنا أنه يولدها فإنما تتولد منه عندما ينهضم في المعدة ولذلك ليس هو نافخاً بالفعل بل نافخ بالقوة وهو يطلق البطن إطلاقاً معتدلاً من طريق أنه يجلو ويحرك فقط لا من طريق أنه مسهل كسائر الأدوية المسهلة، والذي يفعله أيضاً من شفاء القروح المتآكلة في العلة المعروفة بالأكلة وفي السرطانات وفي جميع ما يحتاج إلى التجفيف جملة من غير تلذيغ ولا حدة ولا خليق به إذ كان في مزاجه لطيفاً يابساً ليس فيه من الحرارة ما يحدث اللذع. وقال في أعذيته: ورق الأنجرة رقيق لطيف الأجزاء وحقيق أن لا يستعمل في طريق الغذاء وإن استعمل في الطعام نفع من إطلاق البطن. ديسقوريدوس: ورق كلا الصنفين إذا تضمد به مع الملح أبرأ القروح العارضة من عض الكلاب والقروح الخبيثة والقروح السرطانية والقروح الوسخة والتواء العصب والخراجات والأورام المسماة بوحثلاء والدبيلات، وقد يعمل مع القيروطي ويضمد به الطحال الجاسي، وإذا دق الورق وصير في المنخرين قطع الرعاف، وإذا خلط مدقوقاً بالمر واحتمل أدر الطمث، وإذا أخذ الورق وهو طري ووضع على الرحم الناتئة ردها إلى داخل وبزر هذا النبات إذا شرب مع الطلاء حرك شهوة الجماع وفتح فم الرحم، وإذا دق وخلط بالعسل ولعق نفع من عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الإنتصاب ومن الشوصة ومن الورم العارض في الرئة، وقد يخرج الفضول التي في الصدر وقد يقع في أخلاط المراهم التي تأكل، وإذا طبخ الورق مع بعض ذوات الأصداف لين البطن وحلل النفخ وأثر البول، وإذا طبخ بالشعير أخرج ما في الصدر، وطبيخ الورق إذا شرب مع يسير من المر أدر الطمث وعصارته إذا تمضمض بها أضمرت ورم اللهاة. مجهول: إذا شرب من بزر الأنجرة درهمان مقشراً في شراب أسهل بلغماً باعتدال وينقي الصدر والرئة من الأخلاط الغليظة ويحتاج شاربه أن يشرب بعده شيئاً من دهن ورد لئلا يحرق حلقه وقد يتخذ منه شياف مع عسل، ويحتمل فيسهل وقد ينفع إذا شرب من البلغم اللزج في المعدة ويشرب بالكسنجبين للطحال ووجع الكليتين. الشريف: إذا دق بزر الأنجرة وخلط بعسل وطلي به الذكر زاد في غلظه زيادة كثيرة، وينفع من وجع الجنبين. التجربتين: بزر الأنجرة يفتت حصاة الكلية والمثانة ولا سيما الرخصة من حصا الكلية والمثانة اللطيفة فإنه ينقيها تنقية بالغة وينفع من علق الدم حيثما كان بتحليله إياها، وإذا طبخ مع عرق السوس نفع من وجع المثانة وحرقتها إذا كانت من أخلاط صديدية انصبت إليها، وورقها إذا طبخ ودرس وعرك بسمن أو ما هو في قوته وضمد به أورام خلف الأذنين أضمرها ونفع منها جدّا.

انفرا: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه أنوتيزا، ومن الناس من يسميه أتوزن هو تمنش شبيه بالشجر صالح في العظم، وله ورق شبيه بورق اللوز إلا أنه أعرض منه، وفيه أيضاً ورق شبيه بورق السوسن وزهر شبيه بالجلنار عظيم وأصله صغير أبيض إذا جفف فاحت منه رائحة شبيهة برائحة الشراب وينبت في مواضع جبلية. جالينوس في السابعة: أصل هذا النبات إذا جفف صارت له رائحة كرائحة الخمر وقوته أيضاً شبيهة بقوة الخمر. ديسقوريدوس: وطبيخ الأصل إذا شربه الحيوان الوحشي أنسه وإذا تضمد بهذا النبات سكن انبساط القروح الخبيثة في البدن. روفس في الثالثة في الماليخوليا هو النبات الذي يقال له إن الأرض أنبتته لديوسعس ليؤنس به السباع، وذلك أن فيه قوّة تطيب النفس إلا أنها باردة ضعيفة لأن الذي فيها مما يشبه الشراب يسيراً.

أنف العجل: ديسقوريدوس في الرابعة: أنطرس ومن الناس من يسميه أبارسن، ومنهم من يسميه لخنيس أعرنا، وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة ويشبه النبات الذي يقال له أناغالس في ورقه وقضبانه، وله زهر شبيه بالخيري إلا أنه أصغر منه ولونه فرفيري وله ثمر شبيه بمنخري عجل. جالينوس في السادسة: ثمر هذا النبات ليس ينفع في الطب، وأما الحشيشة نفسها فقوّتها قريبة من قوّة الحشيشة المسماة بونيون، ولكنها دونها كثيراً في القوة. ديسقوريدوس، وزعم بعض الناس أن هذا النبات إذا غلي نفع من شرب بعض السموم، وكان بادزهراً له وإذا صير في دهن السوسن ودهن به صير على وجه المدهنين به القبول.

اندروصارون: ديسقوريدوس: وهو الذي يسميه العطارون فالاهنش وهو تمنش له ورق صغار شبيهة بورق الحمص وغلف شبيهة بالخرنوب السامي فيها بزر أحمر، وفي شكله شبيه بالعدس الذي يقال له راسان مر الطعم جيد للمعدة إذا شرب. جالينوس في السادسة: كان فيه مع مرارته عفوصة فهو لذلك ينفع المعدة إذا شرب ويفتح سدد الأحشاء وكذا تفعل أطراف هذه الشجرة. ديسقوريدوس: وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة يظن به أنه إذا خلط بالعسل واحتملته المرأة قبل أن يدنو منها الرجل منع الحبل وينبت بين الحنطة والشعير.

انداهيمان: الرازي في الحاوي: هو دواء كرماني معروف. بديغورس: ينفع من استطلاق البطن بخاصية فيه وبدله وزنه طين أرمني ووزنه قشور رمان ونصف وزنه صندل أبيض سواء.

أندروطافس: نوع من الحمص يعرف عند بعض أهل المغرب بالملاح وبالكملج وبالكسما أيضاً. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات ينبت بالبلاد التي يقال لها سوريا في السواحل منها، وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة، أبيض اللون دقيق العيدان مر الطعم حريق لا ورق له وفي طرفه غلاف فيه البزر، وإذا شرب من هذا النبات مقدار درخمين بشراب بوّل بولاً كثيراً من به استسقاء، وطبيخ هذا النبات إذا شرب أو بزره يفعل ذَلك وقد يتضمد بالنبات للنقرس وينتفع به. جالينوس في السادسة: هذه حشيشة مرة المذاق حريفة وإذا هي جففت وشربت هذه الحشيشة نفسها أو ثمرتها كانت قوتها تدر البول إدراراً كثيراً والأمر فيها بين أنها مع هذا القدر تحلل وتجف.

انيطرون: جالينوس في السادسة: وقد يسمى أيضاً الشبيه بالكراث ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت في مواضع جبلية وفي صخور وفي سواحل البحر مالح الطعم وما كان منه أبعد من البحر وأوغل في البركان أشد مرارة، وإذا أعطي منه شيء في مرق أو في الشراب المسمى أدرومالي أسهل بلغماً ومرة ورطوبة مائية. جالينوس: هذا دواء إنما يصلح للإسهال به فقط ويخرج البلغم والمرار، وطعمه مالح ومن أجل ذلك قد يمكن الإنسان استعماله في أشياء أخر من الأشياء التي يحتاج فيها إلى القوة المحللة.

اناغالس: ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات ذو صنفين مختلفين في زهرهما الأول زهره لازوردي ويقال له الأنثى والآخر أحمر قان ويقال له الذكر وهما شجيرتان منبسطتان على الأرض ولهما ورق صغير إلى الاستدارة شبيه بورق النبات الذي يقال له الفسنتي على قضبان مربعة وثمر مستدير، وكلا الصنفين من هذا النبات يصلحان للخراجات ويمنعان منها الحمرة ويجذبان السلاء، وما أشبهه من باطن اللحم ويمسكان انتشار القروح الخبيثة في البدن وإذا دقا وأخرج ماؤهما وتغرغر به نقى الرأس من البلغم وقد يسعط به لذلك أيضاً ويسكن وجع الأسنان إذا استعط به في المنخر المخالف للسن الآلمة سكن ألمها، وإذا خلط بالعسل الذي من البلاد التي يقال لها طعاطري نفع من ضعف البصر وشفى القروح الوسخة والقروح في العين التي يقال لها أرغاما، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الأفاعي ووجع الكلي والكبد والحالبين وزعم قوم أن الصنف من أناغالس الذي لون زهره لون اللازورد إِذا ضممت به المقعدة الناتئة ردها، والصنف الذي لون زهره أحمر إذا ضممت به زادها نتوءاً. جالينوس في السادسة: نوعا هذا النبات كلاهما قوتهما تجلو وتسخن قليلاً وتجذب، ولذلك صار كل واحد منهما يخرج السلاء من البدن وعصارتهما تنقص ما بالدماغ وتخرجه إلى المنخرين بهذا السبب، وبالجملة فقوتهما قوة تجفف من غير أن تلذع، ولذلك صارا يدملان الجراحات وينفعان الأعضاء التي تتعفن. اريباسيس: إذا سقي من عصارته مع الحاشا المسحوق والخردل الحريف أخرج العلق المعلق بالحلق. وقال بعض علمائنا: إذا تغرغر بعصارة النوع الأنثى من هذا النبات قتل العلق. الزهراوي: إن طبخت هذه الحشيشة وهي يابسة وتغرغر بطبيخها قتلت العلق فإن هبط العلق إلى المعدة وشربت عصارتها قتلته. الشريف: إن النوع الأنثى من أناغالس إذا أحرقت في إناء محنتم أو مزحج الداخل وصيرت رماداً وخلط رمادها بخل ثقيف وقطر منه في الأنف أسقط العلق. التجربتين: إذا غمست العلقة وهي حية في عصارة هذا النبات حتى تنغمس فيها خنقتها وأفنت رطوبتها حتى تعود كالمحترقة تنكسر إذ أمست باليد، وإذا درست هذه الحشيشة مع أصل قثاء الحمار وضعت من خارج على الحلق المعلوق وتمادت على الموضع أسقطتها من الحلق.

أنس النفس: الشريف: هذا النبات ذكره ابن وحشية في كتابه وسماه إسكاطامن هو نبات ينبت في كل عام ورقه يشبه ورق نبات الجرجير يثبت في أماكن خصبة، وله زهر أصفر وهو حار يابس إذا رعته الغنم أدر لبنها وإذا شرب لبنها حليباً أو مطبوخاًً وجد شاربه من فرح النفس والطرب ما يجده شارب الخمر من الفرح وطرد الهم من غير أن يدركه خمار ولا سكر، وإذا دق الغض من هذا النبات وصنع من ماء طبيخه شراب كان مفرحاً للنفس نافعاً من الوسواس السوداوي.

أنقون: الرازي في الحاوي: وهو الورد المنتن وسيأتي ذكره في حرف الواو.

انقوانقون: ابن سينا: دواء فارسي يقال له المريحة والخرم. الرازي في الحاوي: دواء فارسي قالت الخوز كل من يستعمله يكون حسن الحفظ جيد العقل.

أنزروت: ديسقوريدوس في الثالثة: هو صمغ شجرة تنبت في بلاد الفرس شبيهة بالكندر صغيرة الحصا في طعمه مرارة لونه إلى الجرمة. ابن سينا: هو صمغ شجرة شائكة. جالينوس في الثامنة: قوته مركبة من قوتين: إحداهما مسدّدة لا حجة، والأخرى فيها بعض المرارة ولذلك صار يجفف تجفيفاً لا لذع معه، وبهذا السبب يقدر أن يلحم ويحمل الجراحة الحادثة عن الضربة. ديسقوريدوس: وله قوة ملزقة للجراحات تقطع الرطوبة السائلة إلى العين ويقع في أخلاط المراهم وقد يغش بصمغ يخلط به. الطبري: إنه يجبر الوثي ويلحم القروح وينقيها مع العسل، وإذا سحق ببياض البيض أو باللبن وجفف ثم سحق ذروراً نفع من الرمد. ابن ماسويه: خاصته إسهال البلغم اللزج والشربة منه إن خلط بغيره بعد إيقاعه بالمطبوخ ما بين نصف درهم إلى درهم وليس يشرب مفرداً لإتلافه وإضراره. حبيش بن الحسن: هو حديد جداً ثقاب يأكل اللحم الغث من الجراحات، وله في إبراء الرمد الذي يصيب العيون خاصية وقوته بليغة، ويخرج القذى من العيون ما لا يخرجه شيء من الأدوية، ولا سيما إذا خلط بالنشار والسكر الأبيض، فأما شربه ليسهل به الطبيعة فإن فيه خاصية نفع العيون وخاصيته في إسهال البلغم الغليظ اللزج الذي يجتمع في مفاصل البدن ومن الوركين والركبتين ويخرجه إخراجاً بقوة قوية مع شيء من المرة الصفراء، ويسهل الأدوية لإخراج الأدواء عن البدن، وربما ثقب العيون والأمعاء وجردها وسحجها بحدته فإنها صمغه لزاقة إذا سحقت وأصابها بلل بما أصابت من يد أو رجل أو آنية فبهاتين الخلتين اللتين فيها بحدتها وشدة إلزاقها بكل شيء تفعل ما وصفت في المعي، فإن سقيتها إنساناً مفردة أو مؤلفة مع الأدوية إن كان رجلاً أورثته صلعاً حتى يذهب شعره عن رأسه، وإن كان شاباً كان ذلك أبطأ وإن كان شيخاً كان ذلك إليه أسرع، وأحسن ما يصلح به أن يسحق من أبيضه ما كثر حبه مع دهن الجوز، فإنه يكسر بردها ويمنعها من أن تفعل شيئاً مما ذكرناه من ثقب الأمعاء وسحجها لأن الدهن يمنعه من أن يلزق، فإن أنت أصلحته بدهن اللوز فاحمل عليه وزنه ثلاث مرات أو مرتين إن كنت تريد أن تخلطه بشيء من الحبوب وإن سقيته مفرداً فاعمل عليه وزنه عشر مرات، وإن أصلحته بدهن الخروع فليكن ذلك للمشايخ والمتكهلين دون الشبان، فإن الشبان لا تحتمل حرارة طباعهم دهن الخروع، ويكون حملك عليه بمقدار ما يذيبه فقط، ثم يخلط بالأدوية ومقدار الشربة منه مفرداً بعد أن يصلح على النحو الذي وصفت لك من مثقال إلى درهمين وربع ويخلط به وزن نصف درهم إلى أربعة دوانيق وأصلح ما يخلط به الكنكنج والهليلج والتربد والصبر والأشق ومقل اليهود وبزر الكرفس البستاني وما أشبهه. غيره: ينضج الأورام ويحللها وإذا سحق مع شيء من نطرون بماء وطليت به الأورام الكائنة في القربة الشبيهة بالخنازير حللها وإن اتخذت فتيلة بعسل ولوثت في أنزروت مسحوق وأدخلت الأذن التي يخرج منها المدة والقيح أبرأها في أيام. لي: أكثر الأطباء قد حذر أن لا يستعمل من الأنزروت أكثر من هذا المقدار الذي ذكرناه قبل، ونرى النسوان بالديار المصرية يشربن في المرة الواحدة منه أكثر من هذا ولا يضر أحداً منهن، وذلك أن المرأة منهن تشرب منه أوقية وأوقيتين ويستعملنه في جوف البطيخ الأصفر المعروف عندهن بالعبدلاوي بعد خروجهن من الحمام ويذكرن أنهن يسمن به جداً.

أنفحة: جالينوس في العاشرة: الأنافح كلها حارة لطيفة محللة يابسة في قوّتها وهي لذلك نافعة من هذه الأشياء التي نذكرها اضطراراً فقد ذكر بعض الأطباء أنه إن سقي من أنفحة الأرنب مدافة بخل بعض من به صرع فينفعه، ويزعم أنه ينفع من نزف النساء ويحلل الدم واللبن إذا جمد في المعدة، وقد جربنا ذلك نحن فوجدناه نافعاً، وليس أنفحة الأرنب فقط ولكن أنافح سائر الحيوان غير أن أنفحة الأرنب أقوى في ذلك من غيرها وأفضل، وقد ذكر بعض الأطباء أن أنفحة الأرنب فقط تنفع من نفث الدم الكائن من الصدر، وأما أنا فلم أجربه ولا رأيت أحداً فعله ورأيت ترك العلاج به لذلك العارض أصوب إذ كان النافع له من الأدوية ما كان فيه قبض، وهذا دواء قوي الجذب والتحليل وذلك ضدّ ما يحتاج إليه لعلاج نفث الدم من الصدر. ديسقوريدوس في الثانية: ثطيالاثورعا أنفحة الأرنب إذا شرب منها مقدار ثلاث أيولوسات بشراب وافقت نهش الهوام والإسهال المزمن ووجع البطن وقرحة الأمعاء والنساء اللاتي تسيل من أرحامهن الرطوبات سيلاناً مزمناً ولجمود الدم في الأوصال ونفث الدم إذا كان في الصدر، وإذا احتملتها المرأة بالزبد بعد طهورها أعانت على الحبل وإذا شربت بعد الطهر منعت الحبل. قال حنين: ذكر الأرنب يقال أنه إذا شربت أنفحته ثلاثة أيام بعد طهر المرأة منعت الحبل ويمسك سيلان الرطوبات إلى الرحم ويعقل البطن، وإذا شربت بخل نفعت من الصرع وكانت بادذهرا للأشياء القتالة وخاصة اللبن المتجبن في المعدة ونهش الأفاعي. أظهورسيفس: أنفحة الأرنب إن طلي بها على السرطان رأيت العجب. الطبري: إن شربت المرأة من أنفحة الأرنب الذكر أو من خصيته مع الشراب الممزوج ولدت ذكراً إذا حبلت، وإن شربت من أنفحة أرنب أنثى ولدت أنثى، وإن شربت من أنفحتها قدر باقلاة مع شراب صلب نفعت من حمى الربع، وإن خلطت أنفحتها بالخطمي والزيت ووضعت على البدن أخرجت النصول والقصب والسلاء، وإن شرب الصبيان منها أمنوا من الصرع، والأنافح كلها ولا سيما أنفحة الأرنب إن علقت في أبهام المحموم أذهبت الحمى وإن عجنت بالماء ووضعت على المنخرين قطعت الرعاف. ماسرحوية: أنفحة الأرنب إذا شرب منها قيراط بالطلاء المطبوخ نفعت من لدغ الحيات والعقارب وسائر الهوام. التجربتين: ينفع من القيء المتولد عن تجبن اللبن في معد الصبيان. جالينوس: ذكر بعضهم أن أنفحة الفرس إذا شربت حبست للبطن ومنعت من اجتلاب الرطوبة والخراطة الودكية. ديسقوريدوس: وأنفحة الخيل توافق خاصة الإسهال المزمن وقرحة الأمعاء ووجع الأمعاء. الإسرائيلي: وأنفحة الحمر والظباء والجداء إذا شربت بالخل نفعت من الحبن. ديسقوريدوس: وأنفحة الجدي والخروف والخشف وهو ولد الأيل والحيوان الذي يقال له فلاطيقا والحيوان الذي يقال له عرفس، والعجل ولد الجاموس متشابهة في القوّة وتوافق إذا شربت بشراب للسم الذي يقال له أمونيطن، وإذا شربت بالخل وافقت جمود الدم في المعدة وأنفحة ولد الأيل خاصة إذا احتملتها امرأة ثلاثة أيام بعد الطهر منعت الحبل. جالينوس: ورأيتهم أيضاً يمدحون أنفحة الدابة البحرية التي تسمى باليونانية قوفي وقوَتها قوة الجندبادستر. ديسقوريدوس: وأنفحة الحيوان الذي يقال له قوفي قوتها شبيهة بقوة الجندبادستر وتوافق إذا شربت من به صرع وأوجاع النساء التي يعرض منها اختناق الرحم والمحنة التي تعلم بها إن كانت الأنفحة لهذا الحيوان صحيحة خالصة أم لا أن تأخذ أنفحة حيوان ما وخاصة أنفحة خروف وتصب على أنفحة قوفي فإنها إن كانت بالحقيقة أنفحة هذا الحيوان ذابت وصارت ماء سريعاً، وإن لم تكن بقيت كما هي وإنما تؤخذ أنفحة القوفي إذا كانت أجزاؤها لا تقوى على السباحة بعد، وبالجملة كل أنفحة فهي تجمد ما كان ذائباً وتذيب ما كان جامداً. ابن سينا: حارة في الثالثة يابسة وفيها ترياقية إلا أنها لا تدخل في التقريح لإفراط التسخين فيها.

انبج: الأنبجات هي المربيات، وفي كتاب العين الأنبج حمل شجرة بالهند تربب بالعسل من الأنبج وغيره. أبو حنيفة: الأنبج كثير بأرض العرب من نواحي عمان. وهو يغرس غرساً وهو لونان أحدهما ثمرة في هيئة اللوز لا يزال حلواً من أول نباته، والآخر في هيئة الإجاص يبدأ حامضاً ثم يحلو إذا أينع، ولهما جميعاً عجمة وريح طيبة وتكبس الحامض منهما في الحباب حتى يدرك فيكون كأنه الموز في رائحته وطعمه ويعظم شجره حتى يكون كشجر الجوز، وورقه نحو من ورق الجوز فإذا أدرك فالحلو منه أصفر والمر منه أحمر، وإذا كان غضاً طبخت به القدور.

انتلة سوداء: وهي الجدوار الأندلسي أول الإسم ألف مفتوحة بعدها نون ساكنة ثم تاء منقوطة باثنتين من فوقها مضمومة ثم لام مفتوحة ثم هاء، وهذا الإسم هو بعجمية الأندلس نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي تعرفه عامة المغرب خير من ألف دينار، وهو كزبرة الثعلب منابته في الجبال وله أصول كثيرة مخرجها من أصل واحد كالتي للخنثى إلا أنها أصغر بكثير على شكل أصول النبات الذي ينبت عند أصول السمار، وسماه إسحاق بن عمران بلوط الأرض لأنها أشبه بالبلوط سواءً إلا أنها صلبة ولونها إلى السواد ما هو يشبه عروق السنطافلن سواء، فإذا كسرت كان داخلها إلى الحمرة ما هو وطعمها يشبه طعم نوى الخوخ مرارة مع عفوصة يسيرة. ابن الكتاني: أخبرني من أثق به أن في ثغر سرقسطة حشيشتين يخيل لمن رآهما أن منبتهما من أصل واحد لشدة تقاربهما ولا تكاد أن تنبتان إلا من دوحة إحداهما تسمى الطواره وهي سم قاتل لا تلبث، والأخرى تسمى الأنتله وهي ترياق عجيب يقوم مقام الترياق الفاروق ولا سيما في أوجاع البطن وأوجاع الأرحام، وقد جربناها في ذلك. قال: وربما رعت بعض الأغنام الحشيشة السمية لأنها حلوة والأخرى مرة، فإذا أحست بسمها أسرعت إلى الحشيشة الثانية، وهي الأنتلة فرعت منها فتخلصت من ذلك السم.

انتلة بيضاء: هو نبات تسميه عامة الأندلس بالقيهق وهي تمنش ورقه شبيه بورق لسنا لونه إلى الصفرة ما هو، وفي رائحته حدة مع عطرية يسيرة والمستعمل منه ورقه خاصة وهو حار يابس يحلل النفخ ويطرد الرياح ويسكن أوجاع الجوف الباردة، وينفع من لسع الهوام.

أندراسيون: هو النبات الذي يسمى باللطينية وهي عجمية الأندلس بريطوره، وسيأتي ذكره في حرف الياء.

أنب: هو الباذنجان عن أبي حنيفة، وسنذكره في الباء.

انجرك: هو المرزنجوش في بعض الأقوال، وسنذكره في الميم.

انفرديا: بالرومية هو البلاذر بالهندية وسنذكره في الباء ومعناه بالرومية الشبيه بالقلب.

انجدان رومي: هو الساليوس فيما زعموا وسنذكره في السين.

انطونيا: قال ابن ماسة: هو الهندبا الشامي العريض الورق، وسنذكره في حرف الهاء.

أنبوب الراعي: قيل أنه عصى الراعي، وقيل مزمار الراعي، وقال مسيح هو صنف من حي العالم وهذا هو الأصح.

أناكبرا: هو أناغالس بالنبطية عن حنين، وقد تقدم ذكره.

انقاق: هو الزيت المعتصر من الزيتون الفج الذي لم يكمل نضجه وسيأتي ذكره في حرف الزاي.

انجشا: وهو الشنجار، وسنذكره في حرف الشين المعجمة.

انبالس: هو الكرم باليونانية.

انبالس أنوقورس: تأويله كرم الشراب باليونانية.

انبالوس اغريا: تأويله الكرم البري وسنذكره في الكاف.

انبالوس لوفي: تأويله الكرم الأبيض وهو الفاشرا وسيأتي ذكره في الفاء.

انبالس باليا: ومعناه الكرم الأسود، وسيأتي ذكره في الفاء وهو الفاشرشين.

اهلال قسطا: الغافقي هو صنف من الرياحين حاد الرائحة مسخن يزرع في المساكن لونه إلى الخضرة والبياض إذا استعمل فيما تستعمل فيه الباذرنجبويه كان أقوى نعلاً وأكثر منفعة بكثير.

اوافينوس: وتأويله الحدقي فيما زعم بعض التراجمة. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق البلبوس وساق طولها نحو من شبر ملساء أرق من الخنصر خضراء وخمة منحنية مملوءة زهراً ولونه فرفيري وأصله شبيه بأصل البلبوس. جالينوس في الثامنة: أصل هذا النبات هو الشبيه بالزير يجفف في الدرجة الأولى ويبرد في الدرجة الثانية عند تمامها وفي الثالثة عند مبدئها، ولذلك قد وثق الناس به أنه يحفظ الغلمان مدة طويلة لا يثبت لهم شعر العانة إذا وضع الضماد منه على موضع الشعر بشراب، وأما ثمرته فإنها تجلو جلاء يسيراً وتقبض ولذلك صارت تشفي اليرقان بشراب وهو مجفف في الثالثة، وأما في الحرارة والبرودة فمتوسط معتدل المزاج. ديسقوريدوس: وقد استفاض بين الناس أنه إذا ضمد بأصل هذا النبات مع خمر أبيض للصبيان أبطأ بهم عن الاحتلام، وإذا شرب الأصل عقل البطن وأدر البول ونفع من نهشة الرتيلا، وثمر هذا النبات أشد قبضاً من الأصل وإذا شرب بشراب قطع الإسهال المزمن ونفع اليرقان.

اونوبروخيش: ديسقوريدوس في آخر الثالثة: هو نبات له ورق شبيه بورق العدس الصغير إلا أنه أطول منه وله ساق طولها نحو شبر وزهر أحمر حمرة قانية وأصل صغير ينبت في أماكن رطبة متعطلة من العمارة. جالينوس في الثامنة: قوة هذا النبات توسع مسام البدن وتحلل ولذلك صار ورقه ما دام طرياً إذا وضع على البدن من خارج حلل الخراجات، وإذا جفف هذا الورق ثم سحق وشرب بالشراب شفي عسر البول، وإذا خلط بالزيت ودهن به البدن أدر العرق. ديسقوريدوس: وهذا النبات إذا دق وتضمد به حلل الخراجات وإذا شرب بالشراب أبرأ تقطير البول وإذا تمسح به أدر العرق.

أونوما: ومعناه المسقط للأجنة وهو من أنواع الشنجار. ديسقوريدوس في الثالثة: له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له أنجشا مستطيل لين طوله أربعة أصابع وعرضه نحو أصبع منفرش على وجه الأرض شبيه جداً بورق أنجشا وليس له ساق ولا ثمر ولا زهر وله أصل دقيق ضعيف طويل فيه حمرة يسيرة دموية، وينبت في أماكن خشنة. جالينوس في الثامنة: وهذا الدواء مركب من جوهر حاد حريف مر، ولذلك قد وثق الناس منه بأنه يقتل الأجنة ويخرجها من الأرحام إذا شرب ورقه بالشراب. ديسقوريدوس: وإذا شرب ورق هذا النبات بشراب أحدر الجنين في وقت الولادة، وزعم قوم أن المرأة الحامل إذا تخطت هذا النبات أسقطت.

أويغلصن: ابن جلجل: معناه لسان الفرس. ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنش صغير يشبه ورق الآس البري الدقيق وله جمة مشوّكة، وفي طرفه عند الورق شيء نابت شبيه بالألسن صغير. جالينوس في الثامنة: أصله وعصارته قوتهما من القوة الملينة. ديسقوريدوس: وقد يظن بجمة هذا النبات أنها إذا علقت على رأس من به صداع نفعت منه وقد نفع في أخلاط المراهم الملينة.

اوز: التميمي: فيه رطوبة فضلية كثيرة وحرارة قوية وهو بطيء الانهضام إلا أنه أيسر زهومة من لحم بط الماء وأصلح غذاء وغذاؤه متوسط بين المحمود والمذموم، وكذا كيموسه المتولد منه قال وأقول: إن غذاءه جيد وكيموسه أيضاً صالح ليس برديء.

أوبوطيلون: ابن سينا: نبات يشبه القرع، يقول الخوزانه معروف بهذا الإسم وأنه ينفع الخراجات الطرية ويضمها ويلحمها في الحال.

أولسطيون: هو الحبرة عند شجاري الأندلس وسمي باللطينية أو به باحه ومعناه جامع البضع فيما زعم ابن حسان. ديسقوريدوس في الرابعة: هو من النبات المستأنف كونه في كل سنة طوله مقدار ثلاث أصابع أو أربع وله قضبان شبيهة بورق وقضبان النبات الذي يقال له فورنوس والنبات الذي يقال له الثيل قابض وأصله دقيق جداً مثل الشعر أبيض، رائحته شبيهة برائحة الشراب طوله نحو من أربع أصابع، وينبت هذا النبات في التلال. جالينوس في السابعة: قوّة هذا النبات تجفف مع أنها تقبض ولذلك يسقى منها من أصابه تشنج في العضل. ديسقوريدوس: وإذا طبخ الأصل من هذا النبات مع اللحم ألزق بعضه ببعض، وقد يسقى بالشراب لشدخ أوساط العضل.

أوسبيد: الرازي: هو ضرب من اللينوفر الهندي حار يابس. البالسي: يحل الرياح الغليظة ويذهب الرطوبات والذي يؤخذ منه درهم.

أوقيموبداس: ومعناه الشبيه بالبافروج وهو النبات المعروف عند الشجارين بإفريقية وخاصة بمدينة تونس باللسعة كثيراً ما ينبت عندهم بجبل ماكوص، ومن هناك جمعته أيام كنت بها. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه أيضاً أخيون، وقد يسمونه أيضاً قيلا طاريون وهو نبات له ورق شبيه بورق الباذروج وأغصان طولها نحو شبر عليها زغب وغلف شبيهة بغلف البنج مملوءة بزراً أسود شبيهاً بالشونيز. جالينوس في آخر الثامنة: ما أصل هذا النبات فلا منفعة فيه، وأما بزره فقوته لطيفة مجففة لا لذع معه. ديسقوريدوس: وبزر هذا النبات إذا شرب بالشراب أبرأ نهشة الأفعى ونهشة سائر ذوات السموم وقد يسقى منه بالمر والفلفل لمن به عرق النسا وله أصل دقيق لا ينتفع به.

أوشيرس: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات يستعمل في وقود النار لونه إلى السواد وله قضبان دقاق عسرة الرض وورق شبيه بورق نبات الكتان لونه في ابتداء كونه إلى السواد، ثم من بعد يميل إلى الحمر. جالينوس في الثامنة: أوكسيرس طعم هذا مر وقوته فتاحة فهو لذلك ينفع جداً من السدد الحادثة في الكبد. ديسقوريدوس: وإذا طبخ هذا النبات وشرب من طبيخه نفع من اليرقان وقد يتخذ منه المكانس.

أورولقجي: ومعناه خانق الكرسنة وهو يشبه العدس أيضاً ويعرف بمصر بالهالوك من أجل أنه إذا نبت بأرض أهلك جميع ما يقاربه من الحبوب وهو نوع من الطراثيت. ديسقوريدوس في الثانية: ومن الناس من يسميه لاون وأهل قبرس يسمونه فرسيقي وهو قضيب صغير إلى الحمرة طوله نحو من شبرين، وربما كان أطول من هذا القدر له ورق فيه لزوجة وعليها زغب غض وزهر لونه إلى البياض ما هو وإلى الصفرة، وله أصل غليظ في غلظ أصبع يتثقب في أوان يبس الصيف، وإذا نبت بين بعض الحبوب أفسد ما قرب منه وفيه مما يلي أصله قريباً من الأرض زهر، وقد يسلق ويؤكل كالهليون ويؤكل أيضاً نيئاً وقد يظن أنه إذا ألقي مع الحبوب في الطبخ أسرع نضجها. جالينوس في الثامنة: أوزاحجي قوة هذا قوة تجفف وتبرد في الدرجة الثالثة. الشريف: إذا طبخ مع اللحم الذي لا ينضج أنضجه سريعاً وإدمان أكله يهزل الأبدان الضخمة من غير ضرر لاحق بآكله ويؤكل نيئاً ومطبوخاً.

أوقاديا: هو عصارة قثاء الحمار وسأذكرها مع قثاء الحمار في حرف القاف.

أوراسالينون: تأويله كرفس الجل لأن أورا باليونانية جبل وسالينون كرفس، وسنذكره في الكاف مع أنواعه إن شاء الله.

أوليدا: هو نوع من الحبوب المأكولة يعرف بالكبيب وهي لغة يمانية، وسيأتي ذكره في حرف الكاف.

اوقيمن: هو الباذروج باليونانية، وسيأتي ذكره في حرف الباء.

أوذر: هو الماء باليونانية، وسنذكره في الميم.

أونومالي: معناه شراب وعسل لأن أونو باليونانية شراب ومالي عسل. ديسقوريدوس في الخامسة: هو بعض الأشربة أجود ما يكون منه الذي يعمل من شراب عتيق قابض وعسل جيد، لأن الذي يعمل هكذا هو أقل نفخة ويدرك سريعاً والعتيق منه يغذو البدن وأما المتوسط بين العتيق والحديث فإنه بين البطن ويدر البول، وإذا شرب على الطعام كان ضاراً، وإذا شرب قطع شهوة الطعام في أول الأمر ثم إنه بعد يهيجها وأكثر ذلك ما يعمل على هذه الجهة يؤخذ من الشراب جرتين ويخلط بها جرة من العسل، ومن الناس من يطبخ العسل بالشراب ويوعيه ليدرك سريعاً، ومنهم من يريد منه تليين الطبيعة ويأخذ من عصيره فيغلي منه ستة أقساط ويخلط بها قسطاً من عسل، ثم يدعه حتى يبرد ثم يوعيه فيبقى حلواً.

اونيا: ديسقوريدوس في الثانية: من الناس من قال إنه عصارة الماميثا، ومنهم من قال إنه عصارة جاليدوس الأسود، ومنهم من قال إنه عصارة الخشخاش الذي يقال له فاراطيطس، ومنهم من قال إنه خلط من عصير الصنف من النبات الني يقال له إنقاعا الذي لون زهره لون اللازورد وعصير نبات البنج وعصير نبات الخشخاش، ومنهم من قال: إنه عصارة نبات يكون بالبلاد التي يقال لها طروعلود وطبقي يقال له أونيا، وقد يقال أنه يكون هذا النبات أيضاً ببلاد الغرب التي تلي مصر، وهذا النبات شبيه الورق بورق الجرجير وورقه كثير الثقب كان السوس أكلته قليل الماء هش وله زهر شبيه بلون الزعفران وأوراق الزهر كبار، ولذلك ظن قوم أنه صنف من أصناف شقائق النعمان وقد يكون منه عصارة لذاعة يقع في أخلاط أدوية العين، وفي الأدوية المنقية التي تصلح للعين وتجلو ظلمة البصر، ومن الناس من زعم أنه رطوبة تسقط من هذا النبات ويأخذها الناس فيغسلون منها ما يلتزق بها من التراب أو الحجارة ويجمعون هذه الرطوبة فيعملون منها أقراصاً نافعة مما تنفع منه العصارة، ومن الناس من زعم أنه حجر يكون بالصعيد لونه لون النحاس صغير يلذع اللسان ويحذوه ويقبضه.

ايمارواي قالس: هو سوسن أصفر أوقفني عليه شرف الدين ابن القاضي الفاضل، وذكر أنه جلبه من دمشق إلى القاهرة. ديسقوريدوس في الثالثة: ومن الناس من سماه إيماروقاطيقطس له ورق وساق شبيهتان بورق السوسن وساقه إلا أن ورقه أخضر وساقه في لون الكراث وله زهر ثلاث أو أربع، وحال زهره في تشقه كحال السوسن في أول انفتاحه ولونه أصفر شديد الصفرة وله أصل شبيه بالبصلة التي يقال لها بلبوس إلا أنه أعظم منها إذا شرب مسحوقاً أو احتمل بالعسل في صوفة أحمر من الرحم الرطوبة المائية والدم وإذا تضمد بورقه مسحوقاً سكن الأورام الحارة العارضة للثدي بعد الولادة وأورام العين الحارة وأصله وورقه يتضمد بهما لإحراق النار فينتفع بهما. جالينوس في السادسة: أصل هذا النبات شبيه بأصل السوسن في منظره وقوته وينفع مثل منفعة ذلك من حرق النار لأن فيه قوة تحلل قليلاً مع أن فيه شيئاً من القوة المانعة للتحلب.

ايمونيطس: ديسقوريدوس في الثالثة: ومن الناس من سماه أسقليتي له ورق شبيه بورق الصنف المسمى درافيطون من النبات الذي يقال له اللوف وهو في شكل الهلال وله عروق كثيرة دقاق وليس له ساق ولا ثمر ولا زهر، وينبت في مواضع صخرية، وفي مذاق هذا النبات قبض إذا شرب بالخل حلل ورم الطحال الجاسي.

ايارانوطاني: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من سماه بارسطاريون وهو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع أو أكثر يقابل مزواة وعليها ورق متفرق بعضه من بعض ويشبه ورق شجر البلوط إلا أنه أدق وأصغر وأطرافه مشرفة وطعمه إلى الحلاوة ما هو وله أصل إلى الطول ما هو دقيق وأصل هذا النبات إذا سقي بالشراب وعمل منهما ضماد كانا صالحين لضرر الهوام، وإذا شرب من الورق مقدار درخمي على الريق مع ثلاث أوثولوسات كندروقوطولي من شراب عتيق سخن وفعل ذلك أربعة أيام متوالية كان صالحاً لليرقان، وإذا تضمد بالورق سكن الأورام البلغمية المزمنة والأورام الحارة وينقي القروح الوسخة، وإذا طبخ هذا النبات بالشراب وتغرغر به قلع خبث القروح العتيقة التي تكون على جانبي أصل اللسان ومنع القروح الخبيثة من أن تنبسط في الفم، وزعم بعض الناس أن نقيع هذا النبات إذا رش في موضع فيه قوم مجتمعون على نبذ طيب عشرتهم وحسن أخلاقهم، وقد يسقى من كان به حمى غب العقدة الثالثة من قضبان هذا النبات من جهة الأرض مع ما حواليها من الورق، وقد يسقى من كان به حمى ربع العقدة الرابعة مع ما حواليها من الورق وسمي بهذا الاسم لأنه ينتفع به في التطهير إذا علق على البدن ومعنى اسمه العشبة المقدسة المكرمة.

ايثوليس: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق قلومس وعليه زغب كثير وهو متراصف حوالي الأصل وله ساق مربع خشن غليظ شبيه بساق النبات الذي يقال له ماليطانا أو ساق النبات الذي يقال له أرفطيون، وينبت معه شعب كثيرة وله ثمر في عرض الكرسنة في غلف في كل غلاف حبتان وعروق كثيرة مخرجها من أصل واحد طوال غلاظ، وإذا جفت اسودت وصارت في صلابة القرون، وقد تكون كثيرة بالبلاد التي يقال لها أملينسيا وبالجبل الذي يقال له أندي، وعروق هذا النبات إذا طبخت وشرب طبيخها نفع من عرق النسا والشوصة ونفث الدم من الصدر وخشونة الحلق وقد يهيأ منه أيضاً إذا خلط بالعسل لعوق لهذه الأوجاع.

ايداارندا: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق الآس البري وعند الورق شيء طويل نابت شبيه بخيوط الكرم التي تلتف على ما كان بالقرب منه، وفي هذه الخيوط زهر هذا النبات. جالينوس في السادسة: هذا النبات في طعمه قبض شديد جداً ومن جربه يتبين منه أيضاً أن قوّته مثل هذه القوة وذلك أنه يشفي انفجار الدم واستطلاق البطن وقروح الأمعاء والنزف العارض للنساء وغير ذلك من أمثال هذه الأشياء إذا شرب، وإذا وضع من خارج فعل مثل ذلك. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات قابض شديد القبض يصلح المواضع التي يحتاج إلى القبض فيها وقد يشرب لإسهال البطن ولسيلان الرطوبات المزمنة من الرحم، وقد يقطع نزف المم من أي عضو كان.

ايذيقون: وتأويله الهندي بلسان اليونانية هو الفرفير أيضاً فافهمه. ديسقوريدوس في الخامسة: منه ما يشابه القصب الهندي ومنه ما يستعمل في الصبغ وهو شيء يظهر على صدف الفرفير ويجمعه الصباغون ويجففونه، وأجوده ما كان كحلي اللون ينماع بالماء ليناً وهو من الأدوية التي تبرد تبريداً يسيراً ويحلل الأورام البلغمية والأورام الحارة وقد ينقي القروح ويقلعها.

ايزيغارن: ويعرفه شجارو الأندلس بالثريا. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ساق طولها نحو من ذراع ولونها يميل إلى الحمرة ميلاً قليلاً وورقه مشرف شبيه بورق الجرجير إلا أنه أصغر منه بكثير ورائحة زهره شبيه برائحة التفاح سريعة النفخ ويظهر في وسطه شيء قاتم شبيه في دقته بالشعر إذا كان زمن الربيع أبيض ومعنى اسمه الشيخ في الربيع وله أصل لا ينتفع به في الطب وينبت أكثر ذلك في السباخات وفي المدن. جالينوس في السادسة: قوة هذا النبات مركبة وزهره يبرد ويحلل يسيراً. ديسقوريدوس: لورق هذا النبات وزهره قوة تبرد ولذلك إذا تضمد بهما وحدهما أو بشيء يسير من ميبختج أبرأ الأورام العارضة في الخصي والمقعدة وإذا خلطا بدقيق الكندرأبرآ الجراحات العارضة في الأعصاب وغيرها من الأعضاء والشيء الذي في الزهر الشبيه بالشعر إذا تضمد به مع الخل فعل ذلك، وإذا شرب هذا الشيء الشبيه بالشعر وهو طري عرض منه اختناق.

 ايرسا: هو السوسن الأسمانجوني، ولم يذكره الفاضل جالينوس في بسائطه البتة. وافتتح به ديسقوريدوس في أول المقالة الأولى وقال: هو السوسن المعروف بالإيرسا وهو نوع من السوسن ورقه يشبه ورق كسيفين غير أنه أعظم منه وأعرض وألزج، وله ساق عليه زهر منحن فيه ألوان يوازي بعضها بعضاً وهي مختلفة فيها بياض وصفرة وفرفيرية ولون السماء، ومن أجل اختلاف الألوان فيه شبه بالإيرس وهو قوس قزح وله أصول صلبة ذات عقد طيبة الرائحة، وينبغي إذا قلعت أن تحفظ في ظل وتنظم في خيط كتان وتخزن، وأجود هذا النوع من السوسن ما كان من البلاد التي يقال لها اللوريفن والذي من البلاد التي يقال لها ماقدونيا، والجيد من هذا ما كان أصله كثيفاً فكان صغيراً عسر الرض ولونه مائل إلى الحمرة طيب الرائحة جداً تفيهاً لا تشوبه رائحة الندى ويحذو اللسان ويحرك العطاس إذا دق وأما ما كان من هذا النوع من نينوى فإنه أبيض وقوته دون قوة السوسن الذي ذكرنا، وإذا عتق السوسن المعروف بالإيرس تسوس وتثقب غير أنه يكون حينئذ أطيب رائحة منه قبل ذلك وقوته مسخنة ملطفة، ويصلح للسعال ويلطف ما عسر نفثه من الرطوبات التي في الصدر وإذا سقي منه وزن سبع درخميات بماء العسل أسهل كيموساً غليظاً بلغمياً ومرة صفراء ويجلب النوم ويجلب الدموع ويبرىء من المغص، وإذا شرب بالخل نفع من نهش الهوام والمطحولين والذين بهم تشنج في العصب، وينفع من البرد والنافض والذين يمذون بلا جماع وإذا شرب بالشراب أدر الطمث، وأما إذا سلق وتكمد به النساء كان نافعاً من أوجاع الرحم لتليينه الصلابة التي تكون فيه وفتحه فمه إذا انضم ويهيأ منه حقنة نافعة من عرق النسا ونتن اللحم في النواصير وفي القروح العميقة، وإذا هيىء منه ومن العسل فرزجات واحتمل جذب الجنين وأخرجه، وإذا سلق وضمدت به الخنازير والأورام الصلبة المزمنة لينها ويملأ القروح إذا سحق وذر عليها، وإذا خلط بالعسل وطلي عليها نقاها ويكسو العظام العارية لحماً وإذا ضمد به الرأس مع الخل ودهن الورد نفع من الصداع، وإذا خلط به خربق أبيض ضعفه ولطخ به الكلف والرطوبة اللبنية نقاها، وقد يقع في أدوية الفرزجات والمراهم وفي الأدهان التي تحلل الأعياء، وبالجملة فهو كثير المنافع. ابن سينا: حار يابس في آخر الثانية، وإذا شرب بشراب نفع من الهتك وفسخ العضل وسكن وجع الكبد والطحال الباردين والتمضمض بطبيخه يسكن وجع الأسنان ويضمر اللهاة ويجلس في طبيخه لصلابة الرحم وأوجاعه الباردة ودهنه يذهب الإعياء وإذا قطر مع الخل سكن دوي الآذان ومنع النزلات ودهن الإيرسا يفتح أفواه البواسير. الرازي: في إبدال الأدوية وبدل الإيرسا في إسهال الماء ثلث وزنه مازريون مع ثلاث أواقي لبن اللقاح.

ايهقان: قيل أنه الجرجير البري. أبو العباس النباتي: هو معروف عند العرب رأيته بوادي العروس يشبه السرمق وورقه فيما بين ورق السرمق وورق الكرنب المتوسط يخرج من بين تضاعيفها سوق طويلة نحو قعدة الإنسان وأكبر وأقل شكلها شكل ساق السرمق أيضاً ولونها يتشعب منه شعب كثيرة يكون في أطرافها زهر مثل زهر الكرنب وعلى شكله أنه أصغر منه، وله ثمر سرمقي الشكل إلا أنه أضخم منه وأعرض يخرج من أعلاه شفة حادة واحدة وفي طرف كل ثمرة في داخل الثمر بزر على قدر بزر الكرنب إلا أنه أصغر منه قليلاً، وطعم هذا النبات كله كطعم الجرجير والخردل الأبيض معاً ورائحته كذلك، وقد ذكر الأيهقان أبو حنيفة وغيره ولم يتمم حليته.

ايدع: هو عند الرواة دم الأخوين. قال أبو حنيفة الدينوري: أخبرني أعرابي أن الأيدع صمغ أحمر يؤتى به من سقطرى تداوى به الجراحات، وسأذكر دم الأخوين في حرف الدال.

أيل: جالينوس في أغذيته: لحوم الأيايل الدم المتولد عنها غليظ وهي عسرة الانهضام. ابن سينا: لحوم الأيايل مع غلظها سريعة الانحدار وهي مدرة للبن وهي مدرة للبول أيضاً. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما لحوم الأيايل فالأجود أن تجتنب وخاصة ما كان حديث عهد بالصيد وكان قد صيد في زمان حار ولم يأت عليه منذ صيده أيام كثيرة ولم يشرب ماء كثيراً فإن لحومها ربما قتلت في هذه الأحوال وهو لحم غليظ رديء الخلط، فينبغي أن يصلح بشدة التهري والتدسيم بالإدسام على ما ذكرنا وشرب الأدوية المطلقة للبطن عليه نحو شراب التين والفانيذ وماء العسل ويقرب من هذه اللحوم لحم الكباش الجبلية وينبغي أن يصلح بما يصلح به لحم الأيل فاعرفه. ديسقوريدوس في الثانية: قرن الأيل إذا أحرق وشرب منه وزن فلنجارين وهو مثقالان مع كثيرا وافق من به نفث الدم وقرحة الأمعاء والإسهال المزمن واليرقان ووجع المثانة ويوافق النساء اللواتي يسيل من أرحامهن رطوبات سيلاناً مزمناً إذا شرب مع بعض الرطوبات في الأدوية النافعة من هذا المرض، وقد يقطع ويصير في قدر من طين ويطين رأسها ويحرق في أتون حتى يبيض ويغسل كما يغسل الأقاقيا يوافق العين التي تسيل إليها الفضول والمواد وينقي القروح العارضة لها، وإذا استن به جلا وسخ الأسنان، وإذا بخر به وهو نيء طرد الهوام، وإذا طبخ نجسل وتمضمض به سكن وجع الأضراس. ابن زهر في خواصه: وإن سحق المحرق المبيض من قرنه بالخل وطلي به على البهق والبرص في الشمس أذهبه، وإن سقي منه من به طحال أبرأه سريعاً، وإذا عجن بسمن البقر وطلي به شقاق اليدين والرجلين أبرأه، وإن طلي به أفواه الصبيان الذين بهم القلاع نفعهم، وإن طلي به الثدي والعانة أدر الطمث، وقيل: إن علق قرنه على حبلى وضعت من غير وجع البتة. ديسقوريدوس: وأنفحة ولد الأيل إذا احتملت بها المرأة ثلاثة أيام بعد الطهر منعت الحبل. غيره: شحم الأيل ينفع من التشنج مسوحاً. ابن زهر: وإن علقت قطعة من جلده على إنسان لم يقربه شيء من الحيات ألبتة مجرب. ديسقوريدوس: ودمه إذا استعمل مقلواً نفع من قرحه الأمعاء وقطع الإسهال المزمن وإذا شرب كان صالحاً للسم الذي يقال له طقسيقون أي سم السهام الأرمنية وقضيب الأيل إذا جفف وسحق وشرب نفع من لسعة الأفعى. غيره: ودمه إذا شرب فتت الحصاة التي في المثانة فيما زعموا وإن جفف قضيبه ونحت وشرب بشراب هيج الباه وأنعظ وإن شد في عضد إنسان لم يخف سائر الحيات والأفاعي أيضاً لم تقربه. خواص ابن زهر: لا مرارة للأيل والأيل إذا ضرب بسهم ورعى المشكطرامشير خرج عنه ما رمي به، وإن أحرق ذنبه وسحق بخمر وطلي به الذكر والفحل من كل حيوان هيجه للجماع لوقته، ويقال: إن الباد زهر الحيواني حجر يوجد في قلبه وهو من أفضل الأدوية لسائر السموم، وقد ذكرته في حرف الباء مع الباد زهر، وزعموا أن ظلف الأيل إذا بخرت العلق بها تموت وحيا مجرب.

?حرف الباء

بابونج: ديسقوريدوس في الثالثة: هو ثلاثة أصناف والمرو بينها إنما هو في لون الزهر فقط وله أغصان طولها نحو من شبر شبيه بأغصان التمنش وفيها شعب وورق صغار دقاق ورؤوس مستديرة صغار في باطن بعضها زهر أبيض وفي بعضها زهر مثل لون الذهب وفي الذي ظهر من الزهر على الرؤوس يظهر باستدارة حولها ويكون لونه أبيض وأصفر وفرفيري وهو في قدر زهر السذاب وينبت في أماكن خشنة وبالقرب من الطرق ويقلع في الربيع. لي: هذا البابونج الذي ذكره ديسقوريدوس هنا أعني النوع الأبيض الزهر منه هو النبت المعروف اليوم بمصر بالكركاس، وأهل الأندلس يعرفونه بالمقارجة وهو اسم لطيني، وأهل أفريقية يسمونه أيضاً رجل الدجاجة وهو الأقحوان عند العرب، وليس يستعمل اليوم بين الأطباء وإنما يستعمل نوع آخر وهو الذي يعرف بإفريقية بالبابونق. أبو العباس النباتي: البابونق بالقاف إسم خاص للنوع العطر من البابونج الدقيق بتونس، وهو برقادة من أرض القيروان كثير بها مزدرع بالقمم وهو ينخلق بأرضها من غير أن يزرع الآن، وهو أيضاً بتوزر وهو يوجد في صحارى برقة وأرض مصر والمشرق، ومن هناك في القدم جلب إلى الأندلس وازدرع بوادي أتين وبشرق الأندلس كله وبطليطلة وتخلق بها وبقي على أصل منبته إلى الآن. جالينوس في المقالة الثالثة: من الأدوية المفردة البابونج قريب من الورد ولطافته، وأما في حرارته فقوته قوة الزيت لأن حرارته مشاكلة لحرارة الحيوان معتدلة، ولذلك صار البابونج ينفع من الأعياء أكثر من كل دواء ويسكن الوجع ويرخي الأعضاء المتمددة ويلين الأشياء الصلبة إذا لم تكن صلابتها كثيرة ويخلخل الأشياء الكثيفة ويذهب الحميات التي تكون من ورم الأحشاء وخاصة ما كان من هذه الحميات يحدث عن الأخلاط المرارية عن تكاثف الجلد، ومن أجل ذلك جعله حكماء أهل مصر واحداً من الأشياء التي يتقرب بتقديسها الشمس، ورأوا أنه دواء نافع من جميع الحميات إلا أنهم لم يصدقوا في هذا لأن البابونج إنما هو شفاء من هذه الحميات إذا استعمل وقد استحكم فيها النضج، ولكنه مع هذا ينفع من سائر تلك الحميات الأخر كلها منفعة صالحة أعني الحميات الحادثة عن عفونة المرة السوداء أو الحادثة عن عفونة البلغم والمتولدة عن الأورام الحادثة في الأحشاء، فإن البابونج في هذه الحميات أيضاً إذا استعمل بعد استحكام النضج نفع منفعة قوية جداً، ولذلك صار من أشد الأشياء تسكيناً وألينها في مداواة الأحشاء التي من وراء مراق البطن. وقال في المقالة السادسة أيضاً: البابونج يسخن في الدرجة الأولى وجوهره لطيف، وبهذه الأسباب صارت قوّته قوة تحلل وترخى وتوسع مسام البدن. ديسقوريدوس: وقوة هذا النبات وعروقه وزهره مسخنة ملطفة إذا شرب أو طبخت وجلست النساء في مائها أدرت الطمث وأحدرت الجنين عند الولادة وأدرت البول وأبادت الحصاة، وقد يسقى طبيخها أيضاً للنفخ والفولنج الذي يقال له إيلاوس، ويذهب باليرقان ويبرىء وجع الكبد، وقد يستعمل طبيخها أيضاً في تكميد المثانة والصنف الذي زهره فرفيري من البابونج أشد فعلاً في الحصاة من الصنفين الآخرين وهو أكبر منهما، ويسمى خاصة أوتيثمن، وأما الصنف الذي زهره أبيض والصنف الذي زهره أصفر فهما أشد إدراراً للبول وجميع هذه الأصناف إذا تضمد بها أبرأت الجرب المتقرح، وإذا مضغت أبرأت القلاع وقد تسحق بالدهن ويتمرخ بها للحميات الدائرة، وينبغي أن تخزن الورق والزهر بعد أن تدق كل واحد منهما على حدته وتعمل منه أقراصاً، وأما الأصل فينبغي أن يجفف ويخزن إلى وقت الحاجة وينبغي أن يشرب بالشراب الذي يقال له أونومالي. قال الشيخ الرئيس: البابونج مفتح ملطف ملين لليبس محلل في غير جدب، وهذه خاصته من بين سائر الأدوية ويقوي الأعضاء العصبية كلها وهو مقو للدماغ أيضاً نافع من الصداع البارد، ويستفرغ مواد الرأس ويبرئ الغرب المتفجر ضماداً ويسهل النفث ويشرب في الحميات العتيقة في آخرها. وقال في مقالته في الهندبا: فيه قوة رداعة وفيه قوة محللة، وإذا سقي في الحميات المادية الباردة فرقت الطبيعة بإذن خالقها عز وجل بين القوتين فاستعانت بالباردة على تطفئة الحرارة الغالبة على الأعضاء وبالحارة على تحليل المادة الغليظة إما في الحمى، وأما في الأورام فإنها توجه القوة الباردة إلى المسالك والمنافذ فتقبضها وتمنع المواد منها وإلى المادة  المتوجهة إلى العضو ولم يحصل فيه بعد فتخثرها وتجمدها وتمنع سيلان المواد عنها الذي كان فيها وإلى جوهر العضو فتلزز. وتقويه ولا ينفعل عن المادة الخبيثة، أما القوة الحارة فتوجهها إلى المادة المستقرة في العضو حتى تحلل تلك المادة وتفنيها كلها. الطبري: البابونج يقوي البدن تنقية جيدة شرباً. التجربتين: البابونج العطر منه الرقيق الزهرة الشبيه الرائحة برائحة التفاح إذا استعمل ضماداً في الأوجاع الحارة بدقيق الشعير ورب العنب، وفي الباردة بدقيق الترمس والزيت سكن جميع الأوجاع ما كانت في العضل أو في الأحشاء، وكذلك إذا حل اللاذن في دهنه العطر يقوي فعله في تسكين الأوجاع حيث كانت ويسكن النافض والتعرق بمائه حاراً، وينفع منه عند النضج ويحرك إذا احتيج إليه كما يفعل ذلك اللوز المر والعسل إذا تدلك بهما، وينفع بخاره من النزلات في أواخرها منفعة قوية، وإذا طبخ بخل وماء وأكب على بخاره في أواخر الرمد حلل بقاياه وسكن وجعه إن تمادى عليه وغسل العينين بماء البابونج وحده يسكن أوجاعها كل وقت ووضع الأذان على بخاره ينفع من ابتداء الطرش. وقال بعض علمائنا: وبدله في تقوية الدماغ والمنفعة من الصداع برنجاسف.

باذرنجبويه: هو اسم فارسي معناه الأترجي الرائحة ويسمى أيضاً البقلة الأترجية وهو الترجان عند عامة الناس. وجالينوس لم يذكر في بسائطه البتة وهو يفرح قلب المحزون. ديسقوريدوس في الثالثة: مالسونان ومن الناس من سماه ماليطانا وهو عشبة، وإنما سميت لهذين الإسمين لاستطابة النحل الحلول فيها وورقها وقضبانها يشبهان ورق البلوطي وقضبانه إلا أن ورقها أكبر من ذلك الورق وليس عليه زغب مثل ما عليه ورائحته مثل رائحة الأترج، وإذا شرب ورقها بالشراب أو تضمد به وافق لسعة العقرب ونهشة الرتيلا وعضة الكلب الكلب، وطبيخه إذا صب على هذه المواضع فعل ذلك، وإذا جلس فيه النساء كان صالحاً لإدرار الطمث، وإذا تمضمض به كان صالحاً للأسنان، وإذا شرب ورقه بالنظرون نفع من قرحة المعي والاختناق العارض من الفطر، وينفع من المغص ويهيأ منه لعوق لعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب، وإذا تضمد به مع الملح حلل الأورام والخنازير ونقى القروح  وإذا تضمد به أيضاً سكن وجع الأسنان والمفاصل. ابن سينا في الأدوية القلبية: الباذرنجبويه حار يابس في الثانية وله خاصة عجيبة في تفريح القلب وتقويته معاً وعطريته وتلطيفه وتفتيحه مع قبض فيه يعين خاصيته، وهو مع ذلك ينفع الأحشاء كلها وفيه طبيعة إسهالية خفية تقي عن الروح البخار السوداوي وعن الدم الذي في القلب ولا تقي مثله عن الأعضاء والبدن كله. وقال في الثاني من القانون: ينفع من جميع العلل البلغمية والسوداوية ويطيب النكهة ويذهب البخر، وينفع من الجرب السوداوي، وينفع من سدد الدماغ ويعين على الهضم، وينفع من الفواق والغشي. غيره: وقد يشرب من ماء ورقه عشرون درهماً لما ذكر وقد يؤكل نيئاً ومطبوخاً فيفعل ذلك، ومن خواصه الجليلة أنه إذا أخد شيء من أصله وورقه وبزره وجفف الجميع وصير في خرقة وشد بخيط أبريسم وجعل في الجيب فإنه يكون لا مقبولاً عند كل من يراه منجمعاً في حوائجه مسروراً نشيطاً ما دام عليه. ابن ماسة: خاصته النفع من وجع القلب وضعفه المانع لصاحبه من النوم، وإذا أكل على الريق نفع المعدة الباردة الرطبة وهضم الطعام الغليظ ويجشي جشاء طيباً. التجربتين: يطرد الرياح من المعدة والأمعاء وينفع من الوسواس السوداوي البارد السبب ويطيب رائحة العسل وطعمه إذا طبخ به. الإسرائيلي: نافع من الخفقان السوداوي والخفقان العارض من احتراق البلغم، ولذلك سماه الأوائل مفرح القلب. الرازي: نافع من الهم والوحشة. الغافقي: وإذا طلي بمائه النملة والنار والفارسي أزالهما وإن سف من بزره نصف مثقال أو طلي بماء ورقه في البيت الأوسط من الحمام أزال الاقشعرار الشديد والحمى النافض، وأكله يقوي الدماغ وفم المعدة والكبد وينفع من الكابوس. وقال الرازي: وبدله في التفريح وزنه أبريسم وثلثا وزنه قشور الأترج الأخضر.

باذاورد: ديسقوريدوس في الثالثة: ينبت في جبال أو غياض وله ورق شبيه بورق الخامالاون الأبيض، غير أنه أدق وأشدّ بياضاً وعليه شيء شبيه بالزغب وهو مشوك وله ساق طولها أكثر من ذراعين في غلظ أصبع الأبهام، وأكثر لونها إلى البياض ما هي جوفاء مربعة وعلى طرفها رأس مستدير مشوّك شبيه برأس القنفذ البحري، إلا أنه أصغر منه مستطيل له زهر لونه مثل لون الفرفيرية فيه بزر شبيه بحب القرطم إلا أنه أشد استدارة منه. جالينوس في السادسة يجفف ويقبض قبضاً معتدلاً ولذلك صار ينفع من استطلاق البطن ومن ضعف المعدة ويقطع نفث الدم، وإن وضع من خارج كالضماد أضمر الأورام الرخوة، وينفع أيضاً من وجع الأسنان متى تمضمض الإنسان بالماء الذي يطبخ فيه، وبزره أيضاً فيه قوة لطيفة حارة ومن أجل ذلك صار نافعاً لأصحاب التشنج إذا شربوه. ديسقوريدوس: أصله إذا شرب مطبوخاً كان صالحاً لنفث الدم ووجع المعدة والإسهال المزمن ويدر البول وتضمد به الأورام البلغمية، وإذا طبخ وتمضمض به كان صالحاً لوجع الأسنان، وإذا شرب بزره نفع الصبيان الذين يعرض لهم الكزاز والمنهوشين من الهوام، وقد يقال أنه إذا علق طرد الهوام من المواضع التي يعلق بها. المجوسي: أصله أقوى من ورقه وهو نافع من الحميات العتيقة، وإذا وضع ممضوغاً على نهش العقارب نفعه. مجهول: وإذا احتمل على داء الثعلب بأصله نفعه مجرب. ابن سينا: ينفع من الإسهال المزمن لا سيما المعدي خصوصاً أصله، وينفع من الحميات البلغمية الطويلة وما سببه ضعف المعدة وبدله في هذا النفع من الحميات العتيقة شاهترج.

باذروج: وهو الحوك وهو ريحان معروف. جالينوس في الثامنة: هذا حارّ في الدرجة الثانية وفيه رطوبة فضلية وليس هو بنافع إذا ورد البدن، وأما من خارج فهو ينفع إذا اتخذ منه ضماد للتحليل والإنضاج. ديسقوريدوس في الثانية: إذا أكثر من أكله أحدث في العينين ظلمة ولين البطن ويهيج الباه ويولد الرياح ويدر البول واللبن وهو عسر الانهضام، وإذا تضمد به مع السويق ودهن الورد والخل نفع من الأورام الحارة، وإذا تضمد به وحده نفع من لسعة العقرب والتنين البحري، وإذا تضمد به مع الشراب الذي من الحريرة التي يقال لها حنوس سكن ضربان العين وماؤه يجلو البصر ويجفف الرطوبات السائلة إلى العين، وبزره إذا شرب وافق من يتولد في بدنه المرة السوداء والصرع ومن به عسر البول والنفخ وإذا استنشق أحدث عطاساً كثيراً. والباذروج أيضاً يفعل ذلك وينبغي أن تغمض العين تغميضاً شديداً في الوقت الذي يعرض فيه العطاس، وقد يحذر قوم أكله لأنه إذا مضغ ووضع في الشمس تولد منه دود، وأهل البلاد التي يقال لها لينوى يزعمون إن أكله أحد ثم لسعته عقرب لم تؤلمه لسعتها. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الباذروج يولد الصفراء والاكثار منه يظلم البصر وخاصة إذا أكل مع الكوامخ المالحة ويصلحه الخل والخيار وهو جيد لفم المعدة والقلب والخفقان وهو نافع من الغشي. ابن سينا في كتابه في الأدوية القلبية: فيه عطرية مع قبض شديد وتسخين وفيه رطوبة فضلية ويفرح لخاصة تعينها العطريه التي يصحبها قبض مع تلطيف على نحو ما حمدناه إلا أن عاقبته أيضاً في التفريح غير محمودة، وذلك لأن الجوهر الغذائي الذي فيه مضاد للجوهر الدوائي الذي فيه لأن الجوهر الدوائي الذي فيه يفعل ما ذكرناه، والجوهر الغذائي الذي فيه يتولد منه دم عكر سوداوي والرطوبة الفضلية التي فيه تحدث مضرة النفخة في العروق وقد عرفت هذين المعنيين بالروح والفرح. وقال في مفردات القانون أيضاً: فيه قوى متضادة ويسرع إلى التعفن ويولد خلطاً رديئاً سوداوياً وعصارته قطوراً نافعة للرعاف ولا سيما بخل خمر وكافور فتيلة ويذهب بالضرس وهو مما يسكن العطاس في مزاج ويحركه في مزاج ويجفف الرئة والصدر، وأسكرجة من مائه تنفع من سوء النفس وماؤه جيد لنفث الدم ويضر بالمقعدة ويعقل البطن هنا، فإن صادف خلطاً مستعداً أسهل ويوضع على لسع الزنابير فينفعها. غيره: مولد للدود في الجوف رديء للمعي وهو مما ينقص الذهن أيضاً ويظلم البصر ظلمة يعسر زوالها. وقال ابن سينا: والعلة في ذلك تخليط رطوبته وتبخيرها وهو رديء للمعدة. الشريف: إذا مضغه الإنسان مضغاً متتابعاً في وقت نزول الشمس برج الحمل سلمت أسنانه ولم توجعه أبداً في تلك السنة البتة، وإن مضغ غصنه ودس في الآذن الوجعة سكن وجعها غيره: وبدله مثله سيسنبر.

 باقلا: جالينوس في السابعة: هو في كيفياته جميعاً قريب جداً من مزاج الوسط أعني في أنه يجفف وفي أنه يجلو وجرم الباقلا فيه من قوة الجلاء شيء، وأما قشره فقوته قوة تقبض لا قوة تجلو وبهذا السبب صار قوم من الأطباء يطبخون الباقلا ويطعمون من به قرحة في الأمعاء ومن به استطلاق البطن أو قيء، والباقلاء على سبيل الطعام أشد نفخة من كل طعام وأعسر انهضاماً إلا أنه يعين في نفث الرطوبة من الصدر والرئة، وأما إذا استعمل على سبيل الدواء فوضع من خارج فإنه يجفف تجفيفاً لا أذى معه وقد استعملته مراراً كثيرة في أصحاب النقرس بعد أن طبخته بالماء وخلطت معه شحم الخنزير واستعملته في مداواة الفسوخ والقروح الحادثة في العصب بعد أن طبخت دقيقه بالخل والعسل ووضعته عليها ووضعت أيضاً دقيقه على الأعصاب التي ورمت بسبب ضربة أصابتها مع دقيق الشعير، وهو ضماد نافع بليغ لمن به ورم حار في الأنثيين أوفي الثديين، وذلك أن هذه الأعضاء تستريح إلى الأشياء المبردة باعتدال إذا هي تورمت بسبب ضربة أصابتها مع دقيق الشعير، ولا سيما إن كان ورم الثديين حدث من قبل لبن تجبن فيه فإن هذا الضماد يقلع اللبن، وكذا أيضاً إذا ضمدت العانة من الصبيان بدقيق الباقلا أقاموا مدة طويلة لا ينبت لهم فيها شعر. وقال في أغذيته: الباقلا نافخ ولا تنفك عنه النفخة بالطبخ كما تنفك عن الشعير ويحدث في البدن تمدداً من ريح نافخة وجوهره سخيف وفيه بعض الجلاء وكذلك لا يبطىء في الانحدار والرطب منه مولد للفضول في الأعضاء كلها يسير الغذاء وكذا ما هذا سبيله من الثمار التي لم تنضج أبداً. ديسقوريدوس في الثانية: يولد الرياح والنفخ وهو عسر الانهضام وتعرض منه أحلام رديئة وهو صالح للسعال ويزيد في لحم البدن، وإذا طبخ بالخل والماء وأكل بقشره قطع الإسهال العارض من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن الذي ليس معه قروح والقيء، وإذا غلي أوّل غلية واهريق ذلك الماء عنه وصب عليه ماء آخر وطبخ كان أقل لنفخه، والباقلا الحديث أردأ للمعدة من العتيق وأكثر نفخاً ودقيق الباقلا إذا طبخ وتضمد به وحده أو مع السويق سكن الورم الحار العارض من ضربة، ونفع من أورام الثدي الذي ينعقد فيها اللبن وقطع إدرار البول، وإذا خلط بدقيق الحلبة وعسل حلل الدماميل والأورام العارضة في أصول الآذان وما يعرض تحت العين من كمودة لون الموضع ويسمى باليونانية أريوقيا، وإذا خلط بالورد والكندر وبياض البيض نفع من نتوء الحدقة خاصة ومن نتوء العين جملة، وإذا عجن بشراب وافق من اتساع ثقب الحدقة أعني الذي يقال له سيحس وأورام العين الحارة، وقد يقشر ويمضغ ويوضع على الجبين لقطع سيلان الفضول الحارة إلى العين وإذا طبخ بالشراب أبرأ من ورم الخصاء، وإذا ضمدت به عانات الصبيان أبطأ بهم  عن الاحتلام ويجلو من على الوجه البهق، وإذا ضمد بقشره المواضع التي ينتف منها الشعر كان الشعر النابت فيها دقيقاً ضعيفاً وإذا خلط بدقيق الباقلا السويق وشب يمان وزيت عتيق وتضمد به حلل الخنازير وماء طبيخ الباقلا يصبغ الصوف وإن كسر وشق بنصفين وتوضع أنصافه على المواضع التي ينتف منها الشعر والمواضع التي علق منها العلق قطع منها نزف الدم بعد العلق. الرازي: يسدر ويثقل الرأس ويولد تكسراً في البدن ويلين الحلق إذا شرب ماؤه وأكل بغير ملح، وإن كان مع الخل مكان الملح عقل البطن رديء لمن يتأذى بريح القولنج والفتق والرطب منه يولد أخلاطاً رديئة ويكثر البلغم في المعدة والأمعاء ويهيج فيها الرياح، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: الباقلا بالجملة تبرد البدن والرطب واليابس منه يخصب، وماء الباقلا ينقي الصدر ويلينه ويمنع تولد الحصا في الكلي والمثانة وجرم الباقلا يفتح السدد ويخرج الفضل من الصدر ويمنع النوازل الرقيقة التي تنزل من الرأس، فيكون عنها السعال المقلق بالليل من النزلات، وفي قشور الباقلا مرارة وقبض يثيران الفم ويخشنان الحلق، وربما هيجا الخوانيق وفي اللب منه ما دام رطباً شيء من ذلك وتدفع هذه المضرة منه بأن يغسل الآكل له فاه بماء حار ويتمضمض به ويتغرغر به مرات كثيرة حتى يفقد الخشونة المتولدة في فيه ولسانه، ثم يمسك في فيه شيئاً من دهن اللوز أو الزبد أو دهن الخل فإن ذلك يدفع هذه المضرة. ابن ماسويه: الكيموس المتولد منه محمود ليس يورث السدد وهو يجلو جلاء حسناً. ابن سينا: لحم الباقلا ينفع من النزلات التي تكون في الصدر والرئة. ابن سينا: أجوده السمين الأبيض الذي لم يتسوس وأردأه الطري وإصلاحه إطالة نقعه وإجادة طبخه وأكله بالفلفل والملح والحلتيت والصعتر ونحوه مع الإدهان وهو قريب من الاعتدال وميله إلى البرد واليبس أكثر وفيه رطوبة فضلية خصوصاً في الرطب، بل الرطب من حقه أن يقضي ببرده ورطوبته والقوم الذين يجعلون برد الباقلا في الدرجة الثالثة مفرطون، وإذا قشر وطبخ وطحن في القدر بلا تحريك قل نفخه والمقلو منه قليل النفخ لكنه أبطأ إنهضاماً، والمصري منه أقوى الجميع وفيه جلاء يتولد منه لحم رخو ويولد أخلاطاً غليظة، وقد قضى أبقراط بجودة غذائه وانحفاظ الصحة به والرطب منه يحدث الحكة والجرب وهو مصدع ضمار بجميع من يعتريه الصداع جيد للصدر ونفث الدم بولس: لحم الباقلا ينفع من البزاق الذي يكون من الصدر ومن الرئة. بيونيوس في الفلاحة الفارسية: الباقلا يوهن الفكر ويمنع من رؤية الأحلام الصادقة لأنه يولد رياحاً كثيرة فإن أطعم منه الدجاج قطع بينها فلم تبض. قسطس في الفلاحة: من أكله أصابته هموم وأحزان. غيره: وقد يصنع من دقيقه حساء بدهن اللوز نافع للسعال وذات الجنب. التجربتين: إذا سحق لبه سحقاً ناعماً بليغاً واكتحل به منع من انصباب المواد إلى العين، وإذا خلط به شيء من ردس البقر وهو الحجر الموجود في مرارة البقر نفع من جساء الأجفان وحمرتها جزء منه وربع جزء من الردس المذكور ينضج الأورام الحارة حيث كانت تضميداً به مع رب العنب، وإذا طبخ مع ورق النعنع حلل الورم المتولد في الثدي عن تجبن اللبن والأخضر منه إذا أكل بالزنجبيل قوي الإنعاظ، وورقه وقشره الأخضر ينفعان من حرق النار حين وقوعه.

باقلا قبطي: وأهل مصر تعرفه بالجامسة بالجيم والسين المهملة وغلط من قال هو الترمس. ديسقوريدوس في الثانية: فاشر القبطي هو ينبت كثيراً بمصر، وقد ينبت أيضاً بالبلاد التي يقال لها أثينا والبلاد التي يقال لها أقيلقيا ويوجد في المياه القائمة، وله ورق كبار مثل ورق قاطاقوس، ولها ساق طولها ذراع في غلظ أصبع، وله زهرة شبيهة بلون الورد الأحمر وهو في عظمه ضعف زهر الخشخاش، وإذا ورّد عقد شيئاً شبيهاً بالخراريب وفيه باقلا صغار ويعلو موضعه على الموضع الذي ليس فيه حب كأنه نقاخة الماء، ويقال له قينوريون وقينوليون وهو الموضوع في قدر الطين لأن الذين يريدون زراعته إنما يزرعونه بأن يصيرونه في كتل من طين ويلقوه في الماء، وله أصل أغلظ من أصل القصب يؤكل مطبوخاً ونيئاً وقد يؤكل هذا الباقلا طرياً وإذا جف اسود، وهذا أصغر من الباقلا المعروف وقوته قابضة جيدة للمعدة ودقيقه إذا شرب مع السويق وعمل منه حسو وافق من به إسهال مزمن وقرحة الأمعاء وقشره أقوى فعلاً إذا طبخ بالشراب المسمى أنومالي وسقي منه مقدار ثلاث قوانوسات والشيء الأخضر الذي في وسطه الذي طعمه مر إذا سحق وخلط بدهن ورد وقطر في الآذان كان صالحاً لوجعها.

بان: أبو حنيفة: هو شجر يسمو ويطول في استواء مثل نبات الأثل وورقه هدب كهدب الأثل وخشبه خوّار رخو خفيف وقضبانه سمجة خضر وهدبه ينبت في القصب وهو طويل أخضر شديد الخضرة وثمرته تشبه قرون اللوبيا إلا أن خضرتها شديدة وفيها حبه، وإذا انتهى انفتق وانتثر حبه أبيض أغبر مثل الفستق، ومنه يستخرج دهن البان ويقال لثمره الشوع وهو مربع ويكثر على الجدب، وإذا أرادوا طبخه رض على الصلاية وغربل حتى ينعزل قشره ثم يطحن ويعتصر وهو كثير الدهن جداً. ديسقوريدوس في الرابعة: حب البان وهو ثمر شجره شبيه بالطرفاء وهذه الثمرة تشبه البندق وقد يعتصر ما في داخلها مثل ما يعتصر اللوز فتخرج منه رطوبة تستعمل في الطيوب المرتفعة مكان الدهن، وقد تنبت هذه الشجرة ببلاد الحبش ومصر وبلاد المغرب، وبالموضع من فلسطين المسمى بطيرا، وأجود هذا الثمر ما كان حديثاً ممتلئاً أبيض سهل التقشير. جالينوس في السادسة: هذا دواء يجلب إلينا من بلاد الغرب والعطارون يستعملون عصارة لبنه وجوفه وجوهره جوهر حار فأمما سجيره الذي يبقى بعد استخراج العصارة منه وهو الصلب الأرضي، فالمرارة فيه أكثر ويخالط مرارته قبض أيضاً، ولذلك صار فعله فعلاً قطاعاً كاثراً، وبهذا السبب صار ينفع من الكلف والبرش والنمش الكائن في الوجه ومن الجرب والحكة والعلة التي يتقشر معها الجلد ويلطف صلابة الكبد والطحال وإن شرب إنسان من عصارته وزن مثقال بالعسل والماء وحده كان دواء يهيج القيء كثيراً ويسهل من أسفل أيضاً إسهالاً كثيراً ليس بدون، ومن أجل ذلك متى استعملناه ونحن نريد تنقية بعض الأحشاء وخاصة الكبد والطحال سقيناه مع خل وماء، وإذا استعملناه أيضاً في الأشياء التي يستعمل فيها من خارج خلطناه بخل، فإنه إذا صار مع الخل كان أكثر لجلائه حتى يجلو الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد ويجلو أيضاً أكثر من جلائه لهذا الكلف والبهق والسعفة والبرش والنمش والبثور المتقرحة وجميع الأدواء المتولدة عن الأخلاط الغليظة ويقلع آثار القروح، فأما القشر الخارج من حب البان فقبضه أكثر جداً، ولذلك قد يمكن الإنسان استعمال ذلك في المواضع التي يحتاج فيها إلى القبض الكثير. ديسقوريدوس: إذا شرب من ثمره مسحوقاً مقدار درخمي بخل ممزوج بالماء أذبل الطحال، وقد يضمد به الطحال أيضاً مع دقيق الشيلم والشراب المسمى ماء القراطن، وقد يضمد به النقرس، وإذا استعمل بخل أذهب الجرب المتقرح والذي ليس بمتقرح والبهق والآثار السود العارضة من اندمال القروح، وإذا استعمل بالبول قلع البثور اللبنية والثآليل التي يقال لها أنثبو والكلف والبثور العارضة في الوجه، وإذا شرب بالشراب الذي يقال له أدرومالي هيج القيء وأسهل البطن وهو رديء للمعدة جداً ودهنه إذا شرب أسهل البطن أيضاً وقشره أشد قبضاً، والسجير الذي يكون منها إذا اعتصر يقع في أخلاط الأدوية الموافقة للخشونة والحكة. غيره: حب البان يشد اللثة ويقطع الرعاف. الرازي في كتاب أبدال الأدوية: قال بديغورس: بدل حب البان إذا عدم وزنه مرة ونصف في قشور السليخه ومثل عشر وزنه من البسباسة. ابن سينا: بدله ووزنه قوّة ونصف وزنه قشور السليخه وعشر وزنه بسباسة.

 باذنجان: اسم فارسي معرب يسمى بالعربية الأنب والمغد والوغد. الرازي في دفع مضار الأغذية: الباذنجان جيد للمعدة التي تقيء الطعام رديء للرأس والعين يولد دماً أسود يسير المقدار حار، ويتولد عنه كثير القوابي والبواسير والرمد والأمراض السوداوية ويفتح سدد الكبد والطحال، وإذا سلق أيضاً ثم قلي بالدهن الخل واللوز ذهب عنه أكثر حدته وحرافته وإنما تبقى الحدة والحرافة في المشوي بلا دهن وفيما لم يسلق من البوراني إلا أنه في البوراني أقل وفي المشوي منه أصلح للمعدة التي تقيء الطعام والمطبوخ بالخل أوفق للمحرورين وأصحاب الأكباد الحارة والأطحلة الغليظة حتى أنه ينفعهم نفعاً مبيناً، والمسلوق المقلو بعد بالدهن العذب كدهن اللوز والخل أجودهما حتى يكون لا حرافة في دهنه، وأولى لأن لا يتولد منه الأمراض السوداوية التي ذكرناها. ابن ماسويه. والأحمد في اتخاذه أن يقشر ويشق ويحشى ملحاً ويترك وقتاً طويلاً في الماء البارد ثم يصب ذلك الماء عنه ثم يعاود ويجدد مراراً كذلك ثم يسلق ويطبخ مع لحم الحملان والجداء والدجاج، وإن أكله مقلواً بدهن لوز وشيرج وخل ومري وأكل لبه وما صغر من جرمه وكان حديثاً ويمتص بعد أكله ماء الرمان المز ويشرب من ماء الرمان. غيره: إذا أكل يعد إصلاحه ونقعه في الماء والملح حتى تذهب حرارته لم يتبين له ضرر البتة فإن أكل على هذه الصفة بالخل أطفأ الصفراء ونفع من الغثيان ولم يضر بالعين ولا بالرأس البتة. ابن سينا: العتيق منه رديء والحديث أسلم، وعند ماسرحويه أنه بارد لكن الصحيح أن قوّته الغالبة عليه الحرارة واليبوسة في الدرجة الثانية لمرارته وحرافته، ويولد السدد والسوداء ويفسد اللون ويسود البشرة ويصفر اللون وما كان من الباذنجان صغيراً فكله قشر يؤكل ويورث الكلف ويولد السرطانات والصلابات والجذام والصداع والسحر ويبثر الفم ويولد سدد الكبد والطحال، إلا المطبوخ منه بالخل فإنه ربما فتح سدد الكبد والطحال ويولد البواسير، لكن سحيق أقماعه المجففة في الظل طلاء نافع للبواسير وليس للباذنجان نسبة إلى عقل أو إطلاق، ولكنه إذا طبخ بالدهن أطلقُ في الخل عقل. غيره: مقوٍّ للمعدة يقطع عرق الدم بخاصية فيه أكلاً، وإذا أخذ من جوف الباذنجان المسلوق أوقيةً ومرس بالشراب مرساً بليغاً وسقي أدر البول، وإذا أحرق وعجن رماده بخل قلع الثآليل. الشريف: وإذا فرغت باذنجانة صفراء وهي التي تمكث في شجرتها إلى آخر وقتها فتصفر وتملأ بدهن حب القرع وتوضع في فرن فاتر ثم تخرج ويصفى ذلك الدهن ويقطر منه في الأذن الوجعة فإنه يذهب الوجع وحياً، وإذا طبخ صغيره في ماء وقليل ملح على نار متوسطة حتى ينضج ثم يصف عنه الماء ويجعل على الماء مثله زيتاً وطبخ حتى ينضب الماء ويبقى الدهن وحده فيدهن به من النهار، ويدق الباذنجان المطبوخ ويمنع منه طلاء للثآليل البارزة بالليل ويزال من الدهن. ويعاد الدهن ويواظب على ذلك فإنها تبرأ بحول اللهّ تعالى، وإذا طبخ الباذنجان الأصفر منه بدهن البزر حتى ينضج ويصفى ويلقى على الدهن شمع أصفر فيكون بليغاً منه. قيروطي: وإذا طلى منه على الشقاق العارض في الكعبين وبين الأصابع نفع منه نفعاً عجيباً وأقماع الباذنجان إذا خلطت مع مثلها من لب اللوز المر ودقا وعجنا بدهن بنفسخ وطليت بها البواسير أبرأت منها مجرب، وأقماعه المجففة في الظل إذا سحقت وطلي بها على البواسير بعد أن يدهن بدهن مسخن نفع منها نفعاً بيناً، فإن أراد مريد أن يتخذه لطبيخه لطول السنة فليأخذ منه صغيره ويثقب في كل واحدة ثقبين بالعرض ويسلق الكل في الماء والملح ويترك في الماء الذي قد طبخ فيه فإنه يبقى كذلك السنة كلها.

باجروجي: الفلاحة: وهي شجيرة ترتفع مقدار ثلاثة أذرع في الأراضي اليابسة الصلبة ورقها كورق الكاكنج وتورد ورداً أحمر خفيف الحمرة، وإذا سقط عقد حباً في قدر الحمص وأصغر أسود ليناً وثمرها إذا دق وبل بالزيت وسحق قليلاً على النار وضمد به السلع والثآليل مرات وأديم عليها كلها قلعها، وإذا نتف ورقها باليد وشرب قطع نفث الدم من الصدر، ولا ينبغي أن يشرب إلا مرة واحدة فقط لا زيادة على ذلك، وفي هذه الشجرة قبض يسير وتليين للصدر وثمرها يغني ويقيء ويضر بقبضه الرئة، ولا ينبغي أن يؤكل وليس من أدوية القيء فيستعمل لذلك.

بامية: أبو العباس النباتي: هي بمصر ثمرة سوداء صلبة على قدر الكرسنة طعمها حلو وفيها يسير لزوجة تحويها أوعية مخمسة الشكل كأنها متوسطة من أوعية النوع من السوسن المسمى عندنا بالأندلس الأشبطانة إلا أن أطرافها دقاق يعلوها زغب يشبه زغب لسان الثور، وكذا شجرتها كلها وهي على هيئة شجرة الخطمي في طولها وتشعب أغصانها وهيئتها في اللحاء التي على الأغصان، إلا أن في هذه الشجرةَ حمرة تعلوها ورقها مثل ورق الدلاع في أوّل نباته ثلاثة ثلاثة في كل عنق، ولها زهرة مثل زهرة شجرة أبي مالك الكبير في الشكل والقدر، وفي لون زهر شيكران الحوت من خارجها وداخلها وأهل مصر يأكلونها مع اللحم. أعني هذه الثمرة بغلفها إذا كانت ناعمة فإذا عست فرطت وطبخت. غيره: مزاجها بارد رطب وهي أرطب من سائر البقول والدم المتولد عنها رديء وغذاؤها يسير جداً، وقيل: إنها موافقة لأصحاب الأمزجة الحارة ودفع مضارها أن تؤكل بالمرّي وتكثر توابلها الحارة.

بادزهر: بعض أطبائنا البادزهر يقال على معنيين يقال: على كل شيء ينفع من شيء آخر ويقاوم قوّته ويدفع ضرره لخاصية فيه، ويقال على خجر معلوم ذي عين قائمة ينفع بجملة جوهره من السموم الحارة والباردة إذا شرب وإذا علق. أرسطوطاليس: ألوان حجر البازدهر كثيرة فمنه الأصفر والأغبر والمنكت والمشرب بخضرة والمشرب ببياض وأجوده الأصفر ثم الأغبر، وما أوتي به من خراسان وهناك يسمى بالبازهر، وتفسيره حجر السم ومعادنه ببلاد الصين وببلاد الهند وبالمشرق وله في شبهه أحجار كثيرة ليست لها خصوصيته ولا تدانيه في شيء من فعله من ذلك البنوري والمرمري وحجر لا يخطىء منه شيئاً وقد يغالط به كثيراً، وهو نفيس شريف لين المجسة ليناً غير مفرط وحرارته غير مفرطة، دقيق المذاهب خاصته النفع منِ السموم الحيوانية والنباتية ومن عض الهوام ولدغها ونهشها إذا شرب منه مسحوقاً ومنخولاً وزن اثنتي عشرة شعيرة خلص من الموت وأخرج السم بالعرق والوسخ، وإن تقلد منه إنسان أو تختم به ثم وضع ذلك الخاتم في فم شارب السم ومصه نفعه، وإن وضع ذلك الخاتم على موضع لدغ العقارب والهوام والطيارات ذوات السموم مثل الفراريح والزنابير نفع منها نفعاً بليغاً بيناً، وإن سحق ونثر على موضع لسع الهوام الأرضية حين تلسع أو تنهش اجتذب السم بالرشح، وإن عفن الموضع قبل أن يتدارك بالدواء ثم نثر عليه من هذا الحجر وهو مسحوق أبرأه، وإن وضع هذا الحجر على حمة العقرب بطل لسعها، وإن سحق منه وزن شعيرتين وديف بالماء وصب على أفواه الأفاعي والحيات خنقها وماتت. الرازي: البادزهر حجر أصفر رخو لا طعم له ينفع من السموم، وقد رأيت منه مقاومة عجيبة لدفع ضرر اليبس، وكان هذا الحجر الذي رأيته إلى الصفرة والبياض وكان مع ذلك رخواً متشظياً كتشظي الشب اليماني، وإني رأيت من هذا الحجر في قوته ومقاومته لليبس ما لم أر مثله من الأدوية المفردة ولا الترياقات المركبة أصلاً. أحمد بن يوسف: حجر البادزهر نافع من سم العقرب إذا لبس في خاتم من ذهب ونقشت فيه صورة عقرب والقمر في العقرب في وتد من أوتاد الطالع ثم طبع به في كندر ممضوغ والقمر في العقرب. عطارد بن محمد الحاسب: حجر البادزهر إذا وضع قبالة الشمس عرق وسال منه الماء، وهو نافع من تلهب الحمى الشديدة والرمد إذا امتص عرقه. غيره: البادزهر حار قوي الحرارة إذا سقي منه ضعيف القلب من شدة الهم مقدار سدس مثقال نفعه وقوي قلبه. ابن جميع: والحيواني منه وهو الموجود في قلوب الأيايل أفضل من جميع هذه الأوصاف حتى أنه إذا حك بالماء على مسن وسقي منه كل يوم وزن نصف دانق للصحيح على سبيل الاستعداد والتقدم بالحوطة يقاوم السموم القتالة وحصن من مضارها ولم يخش منها غائلة ولا إثارة وخلط خام كما يخشى من المثرود يطرش، ولا يضر المحرورين ولا المنحفين لأنه إنما يفعل ذلك لخاصية جوهره.

باطاطيس: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له قضيب طوله نحو من ذراع أو أكثر في غلظ الأبهام وعليه ورقة كبيرة شبيهة بباطالس موضوعة في أعلى القضيب كأنها قطرة إذا دقت دقاً ناعماً وتضمد بها كانت صالحة للقروح الخبيثة والقروح المتأكلة. جالينوس في الثامنة: هذا الدواء في الدرجة الثانية من درجات الأشياء المجففة، ولذلك صار يستعملونه في مداواة الجراح والقروح الخبيثة والآكلة.

باريلوملين: أبو العباس النباتي: سماه قوم بصريمة الجدي وليس ذلك بصحيح، ويعرف ببعض جبال الأندلس بالعينية وبذات الأعين. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه سقليون، ومنهم من يسمي هذا النبات قلوماين وهو تمنش صغير لا أغصان له وعليه ورق صغير متفرق بعضه من بعض محيط به من كل جانب لونه إلى البياض ما هو شبيه في شكله بورق النبات الذي يقال له قسوس وعند الورق شعب فيها ثمرة شبيه بثمر القسوس وكأنه موضوع على الورق صلب عسر الانقلاع، ولهذا النبات أصل غليظ وينبت في أرضين غامرة وسياجات، وقد يلتف على ما كان بالقرب منه من النبات، وقد يجمع ثمره إذا نضج ويجفف في الظل. جالينوس في الثامنة: بزر هذا النبات وورقه نافعان وقوتهما قوهَ تقطع وتسخن حتى أنهما يبولان بولاً يخالطه الدم إذا أكثر من شربهما، وأما في ابتداء شربه لهما فيخرجان البول وحده ومتى دلك بهما البدن من خارج مع الزيت أسخناه وهما نافعان للمطحولين ولأصحاب ضيق النفس والمقدار المعتدل للشربة منهما وزن مثقال واحد بشراب وهما يجففان المني أيضاً، وقد زعم قوم أن من أدمن شربه زماناً طويلاً صيره عقيماً لا بزر له أصلاً وقوم أخر يحدون في شرب ذلك أياماً معلومة بمنزله. ديسقوريدوس: فإنه زعم أن الحدٌ في شربه تسعة وثلاثون يوماً، وزعم أنه قد جرب ذلك منه وامتحنه، وزعم أيضاً مع هذا أنه إذا شربه الإنسان صار بوله منذ أوّل يوم شربه بولاً دموياً. ديسقوريدوس: وقد يجمع ثمره إذا نضج ويجفف في الظل ويشرب مقدار درخمي بشراب في كل يوم ويفعل ذلك أربعين يوماً فيحلل ورم الطحال وقد يذهب بالأعياء وينفع من عسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب ويسكن الفواق، وفي اليوم السادس من شربه يبدأ ببول الدم وقد يسهل الولادة وقوة ورق هذا النبات شبيهة بقوة ثمره، وقد يقال أن هذا الورق إذا شرب سبعة وثلاثين يوماً قطع عن شاربه قوة النسل، وإذا تمسح به بالدهن، منع ابتداء دور الحمى وسكن الاقشعرار جدًّا.

باطانيخي: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات منه صنف له ورق صغار شبيهة بورق النبات الذي يقال له فورونولس وأصل دقيق مثل أصل الأذخر وستة أو سبعة أرؤس فيها ثمر شبيه بحب الكرسنة، وإذا جف هذا النبات انحنت الرؤوس إلى أسفل وكان شكلها شبيهاً بشكل مخاليب الحدأة الميتة، ومنه صنف آخر له رؤوس مثل التفاح الصغير وأصل مثل حبة زيتون وأصل شبيه في شكله ولونه بورق الزيتون، إلا أنه ألين وله ثمر صغير مثقب في مواضع كثيرة كأنه حمص أخضر، وقد يزعم قوم أن كلا الصنفين يوافقان التحبيب، ويقال: إن نساء البلاد التي يقال لها أنطاليا يستعملنها.

بابلص: هو من أنواع الخشخاش. ديسقوريدوس في الرابعة: من الناس من يسميه شوقا، ومنهم من يسميه مبقن. أفرودوس: وهو تمنش صغير ملآن من لبن وله ورق صغار شبيهة بورق السذاب إلا أنه أعرض منه، وحمة هذا النبات مستديرة منبسطة على الأرض وقطر الحمة يكون نحو شبر وتحت الورق ثمر صغار مستديرة أصغر من ثمر الخشخاش الأبيض، وهذا النبات كثير الثمر وله أصل واحد لا ينتفع به في الطب، ومخرج هذا النبات كله منه وينبت في البساتين وبين الكروم ويجمع في أيام الحصاد ويجفف في الظل ويقلب دائماً، وأما ثمره فإنه يدق ويسف ثم يرفع وإذا شرب منه مقدار كسوثافن بقوانوس من الشراب الذي يقال له أدرومالي أسهل بلغماً ومرة، وقد يخلط بالطبيخ، وإذا أكل أسهل وقد يعمل بالماء والملح. جالينوس في الثامنة: وهذا أيضاً من أنواع النبات الذي له لبن وهو شبيه باليتوع في أنه يسهل مثل إسهاله وسائر خصاله كلها.

باطس: هو العليق باليونانية وباطس آذاء هو باليونانية عليق آذاء وآذاء جبل بالشام ينسب هذا الدواء إليه، وسيأتي ذكر العليق بأنواعه في حرف العين.

بارود: هو زهر حجر أسيوس وقد مضى ذكره في حرف الألف.

باذامك: قيل أنه الشجر المعروف عندنا بالأندلس بالبنين وهو صنف من الصفصاف وقضبانه يتخذ منها السلال والأطباق أيضاً.

بارزذ: بالفارسية هي القنة وباليونانية جلياني، وسنذكر القنة في حرف القاف.

باباري: هو الفلفل الأسود باليونانية، وسيأتي ذكره في الفاء.

بارنج: هو النارجيل في بعض الأقوال، وسيأتي ذكره في حرف النون.

بارسطاريون: هو رعي الحمام ومعناه باليونانية الحماما وسنذكره في حرف الراء.

باروق: هو اسم لاسفيذاج الرصاص بمدينة تونس وما والاها من أعمال أفريقية.

ببرالة: إسم بعجمية مشرق بلاد الأندلس للزراوند الطويل معناه قريعة صغيرة أول الإسم باء بواحدة من أسفلها مضمومة بعدها باء أخرى ساكنة ثم راء مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم لام مفتوحة مشددة ثم هاء، وسيأتي ذكر الزراوند الطويل والمدحرج في حرف الزاي.

بتع: هو شراب مسكر يتخذ باليمن يصنع من الثمر الرطب، وسنذكر جميع الأنبذة في حرف النون.

بجم: هو ثمر الأثل بالديار المصرية معروف بها بهذا الإسم وقد ذكرته مع الأثل في حرف الألف.

بجَ: هو إسم للحناء الأحمر المعرف بعجمية الأندلس بالمطرونية أوله باء بواحدة من تحتها بعدها جيم مشددة يسمى بذلك بمدينة تونس وما والاها من أعمال أفريقية وهو القطلب عند أهل الشام، وسيأتي ذكر القطلب في حرف القاف.

 بخور مريم: يعرف بأفريقية بخبز المشايخ وأهل الشام يعرفونه بالركف. ديسقوريدوس في الثانية: له ورق شبيه بورق قسوس وفي الورق آثار لونها إلى البياض وساق طولها أربع أصابع عليها زهر شبيه بالورد الأحمر وفي لونه فرفيرية، وله أصل أسود شبيه في شكله بالشلجم إلى العرض مائل، وقد يقطع أصل هذا النبات وبخزن مثل بصل الغار وينبت في مواضع ظليلة وأفياء وخاصة في ظلال الشجر. جالينوس في السابعة: قوّة هذا الدواء منقية وذلك أنه يجلو ويفتح ويجدب ويحلل، والدليل على ذلك أفعاله الجزئية التي يفعلها أولاً فأولاً فإن عصارته تفتح أفواه العروق التي في المقعدة وتحث على الغائط حثاً عنيفاً متى غمست فيه صوفة وأدخلت في المقعدة، وقد يخلط أيضاً في الأدوية التي تحلل الخراجات والخنازير وسائر الصلابات، وإذا اكتحل به مع العسل نفع من الماء النازل في العين وهو مع هذا ينفي الدماغ إذا استعط به وله من شدة القوة ما يبلغ بها إلى أنه إذا طلي به على مراق البطن أطلقها وأفسد الجنين، وذلك أنه من غير هذا الوجه إن احتمل من أسفل كان أقوى الأدوية في إفساد الأجنة، وجملة أصله أضعف عن عصارته إلا أنه أيضاً قوي فهو لذلك يدر الطمث إذا شرب وإذا احتمل، وينفع لأصحاب اليرقان لأنه ليس ينقي الكبد ويفتح سددها فقط بل قد ينقص أيضاً المرار المنتشر في جميع البدن ويخرجه أيضاً بالعرق، ولذلك صار من بعد ما يشربه الشارب له قد ينبغي لنا نحن أن نحار له كل حيلة في اجتلاب العرق، وينبغي أن يكون مقدار ما يشرب منه لا يجاوز ثلاثة مثاقيل ويشرب بشراب حلو وبماء العسل، وبزره أيضاً يجلو ولذلك صار يشفي داء الثعلب والكلف وجميع النمش وسائر ما هذا سبيله من العلل، وهذا الدواء نافع للطحال الصلب إذا ضمد به طرياً كان أو يابساً، وفي الناس قوم يأخذون من أصله إذا يبس فيسقونه أصحاب الربو. ديسقوريدوس: إذا شرب الأصل مع الشراب المسمى أدرومالي أسهل بلغماً كثيراً وكيموساً يابساً، وإذا شرب أو احتمل أدر الطمث، وقد زعم بعض الناس أنه إذا تخطته امرأة حامل أسقطت، وإذا شد في الرقبة أو في العضد منع الحبل وقد يشرب بالشراب للأدوية القتالة والسموم، وخاصة لسم الأرنب البحري، وإذا تضمد به كان بادزهرا لسموم الهوام، وإذا خلط بالشراب أسكر، وإذا شرب منه وزن ثلاثة مثاقيل بطلاء أو بماء القراطن ممزوجاً بالماء القراح رقيقاً أبرأ من اليرقان، وينبغي أن يسقى من به اليرقان ويضجع في بيت حار ويغطي بثياب كثيرة ليعرق ولون ذلك العرق يشبه المرة الصفراء وقد يخلط ماؤه بالعسل ويستعط به لتنقية الرأس ويصير على صوفة ويحتمل في المقعدة لإسهال البطن، وإذا لطخت السرة به والمراق والخاصرة لين البطن وطرح الجنين، وإذا خلط ماؤه بعسل واكتحل به وافق الماء العارض في العين وضعف البصرة وقد يقع في أخلاط الأدوية القتالة للجنين، وإذا خالط ماؤه بالخل ولطخ على المقعدة الناتئة ردّها إلى داخل، وقد يقشر ويدق ويعصر ويؤخذ ماؤه ويطبخ إلى أن يصير مثل العسل ويخزن، والأصل أيضاً ينقي البشرة ويذهب بالبثر وإذا خلط بالخل والعسل أو كان وحده أبرأ الخراجات، وإذا تضمد به حلل الورم العارض في الطحال وينقى الكلف وداء الثعلب ويوافق التواء العصب والنقرس وطبيخه إذا صب على الرأس وافق القروح العارضة والشقاق العارض من البرد، وإذا سخن مع الزيت العتيق وادهن به فعل ذلك وإسخانه على هذه الجهة يكون بأن يقور أصله ويملأ زيتاً ويوضع على رماد حار وربما صير مع هذا الدواء شيء يسير من الموم الذي من البلاد التي يقال لها طولى.

بخور مريم آخر: ابن الهيثم: هو نبات له ورق دقيق في صفة ورق النيل وعسلوج في ارتفاع الذراع رقيق في أصل كل ورقة عسلج صغير وفي طرفه رؤوس صفر كأنها شعبة من إكليل الشبث وبزره كبرزه، وأصل هذا النبات إذا علق على المرأة منع الحبل.

بخور الأكراد: قيل إنه الحماما، وقيل إنه النبات المسمى بالسريانية أندراسبون وبعجمية الأندلس بربطوره وهو الأصح لأن الأكراد في بلاد الشرق كثيراً ما يستعملونه في البخور وخاصة بديار بكر يعرف بها بالسباه بوه، وسيأتي ذكر البربطورة في حرف الباء.

بخور البربر: هو بخور مورشكه أيضاً وهو اليقطوم وبالبربرية أوسرعند، ويقال سرعنت أيضاً وسنذكره في حرف السين.

بختج: معناه بالفارسية مطبوخ والجمع بخاتج.

بدسكان: وبداسقان وبداسكان. ابن سرانيون: قيل أنه دواء مدر يجلب من أذربيجان. الرازي: هي الحشيشة التي يتخذ منها القبط الأسورة. ابن سينا: حشيشة يتخذ منها الزنج اسورة وهو بدل كشت بركشت. المجوسي: حار يابس ملطف محلل ينفع أصحاب البلغم والرطوبة. الرازي: وبدله إذا عدم وزنه ونصف وزنه ذرونج وكون كرماني بالسويه.

بذذ: الغافقي: هي عشبة لها ورق مشقق كورق الكزبرة وأغصان رقاق كثيرة خارجة من أصل واحد مائلة إلى الحمرة قليلاً وأصل ذو شعب كثيرة رقاق لونها إلى البياض منتنة الرائحة تنبت في الزرع وهي تقلع الثآليل إذا ضمدت بها.

بذليون: معناه باليونانية راحة الأسد فيما زعم بعض المفسرين وهو المقل، وسيأتي ذكره في حرف الميم.

برنجاسف: هو الأرطاماسيا باليونانية والشويلاء بالعربية. ديسقوريدوس: في الثالثة: أكثر نباته السواحل وهو نبات مستأنف كونه في كل سنة وهو لاحق بتمنش شبيه بالأفسنتين وفيه رطوبة تدبق باليد ومنه صنف أتم وأنضر أغصاناً وأعظم ورقاً من باقيه وباقيه أدق ورقاً وله زهر صغار دقاق بيضاء ثقيلة الرائحة وزهرها يظهر في الصيف، ومن الناس من يسمي بعض النبات المستأنف الكون في كل سنة النابت في حروف الأقرحة أقطاماسيا وهو نبات دقيق العيدان ساذج الساق صغير جداً ملآن من زهر شمعي اللون وهو أطيب رائحة من الصنفين اللذين ذكرناهما قبله. جالينوس في السادسة: اليونانيون يسمون البرنجاسف وهو الأرطاماسيا حشيشتين وكلتاهما يسخنان إسخاناً يسيراً ويجففان تجفيفاً أيسر منه فليوضعا على هذا القياس من الأسخان في الدرجة الثانية ومن التجفيف في الدرجة الأولى ممتدة وفي الثانية مسترخية، ولهما أيضاً لطافة يسيرة ولذلك صارا موافقين قليلاً للحصاة المتولدة في الكليتين ولقروح الأرحام. ديسقوريدوس: وكل هذه الأصناف تسخن وتلطف وإذا طبخت بالماء وجلس النساء فيها وافقتهن لإدرار الطمث وإخراج المشيمة والجنين وانضمام فم الرحم وورم الرحم وتفتت الحصاة وقد تنفع من احتباس البول، وإذا أخذ من هذا النبات شيء كثير فتضمد به أسفل البطن أدر الطمث وعصارتها إذا دقت وسحقت مع المر واحتملته المرأة أحدر من الرحم وأخرج ما يحدره ويخرجه بطبيخه إذا جلس فيه النساء، وقد يسقى من جمة هذا النبات وزن ثلاثة درخميات لإحدار ما ذكرناه وإخراجه. ابن سينا: ينفع ضماده من الصداع البارد ضماداً ونطولاً بماء مسلوقة وينفع من سدد الأنف والزكام. الغافقي: الأصفر الزهر أقوى فعلاً من الأبيض الزهر نافع من السحر والدوار نطولاً بماء طبيخه، وإذا أحرق ونثر رماده على قروح الفرج جففها وإذا شرب منه مع العسل قتل الدود وحب القرع.

برشاوشان: وهو شعر الجبار وشعر الأرض وشعر الجن ولحية الحمار وشعر الخنازير والساق الأسود وساق الوصيف وهو كزبرة البئر. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق كورق الكزبرة مشقق الأطراف وأغصان سود صلبة دقاق طولها نحو من شبر وليس له ساق ولا زهر ولا ثمر، وله أصل لا ينتفع به وينبت في أماكن ظليلة وحيطان المقابر الندية وعند المياه القائمة المجتمعة من سيلان العيون. جالينوس في السادسة: هذا دواء يجفف ويحلل ويلطف فهو لذلك ينبت الشعر في داء الثعلب ويحلل الخنازير والدبيلات ويفتت الحصاة إذا شرب ويعين على نفث الأخلاط اللزجة التي تخرج من الصدر والرئة ويحبس البطن وليس يتبين له حرارة معلومة ولا برودة معلومة بل هو في المزاج الحادث عن هاتين الكيفيتن المتضادتين في الدرجة الوسطى بينهما. ديسقوريدس: وطبيخ هذا النبات إذا شرب نفع من الربو ومن اليرقان ووجع الطحال وعسر البول وقد تفتت الحجارة ويعقل البطن، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الحيات والهوام ومن سيلان الفضول إلى المعدة، وقد يدر الطمث ويقطع سيلان الدم، وقد يضمد بهذا النبات للقروح الخبيثة المفرطة الرداءة، وقد ينبت الشعر في داء الثعلب ويبدّد الأورام التي يقال لها الخنازير، وإذا خلط باللاذن ودهن الآس أو دهن السوسن والزوفا والشراب أمسك الشعر المتساقط، وطبيخه أيضاً إذا خلط بالشراب وماء الرماد وغسل به الشعر فعل ذلك، وإذا خلط بعلف الديوك والسمانات واعتلفته قواها على الهراش، وقد ينبت في حظائر الغنم لمنفعتها به في ردّ السقم عنها. ابن ماسويه: خاصيته إسهال المرة السوداء التي تعرض في المعدة والإمعاء والشربة منه من ثلاثة دراهم إلى سبعة دراهم. الرازي: أن قوته تذهب سريعاً وينبت الشعر إذا أحرق وغلف به. البصري: ينفع من القرع في الرأس. الزهراوي: قيل أنه إذا دق وهو أخضر وحمل على الجهة المخالفة من سهم وقع في البدن دفعه إلى الجهة المخالفة حتى يخرج. ابن سينا: نافع من النواصير والقروح الرطبة وينفع من غرب العين ورماده بالخل والزيت لداء الثعلب وداء الحية أو ماء رماده ينفع من الحزاز غسلاً ومن جرب العين والبرشاوشان يخرج المشيمة وينقي النفساء وينفع شرباً بالشراب لنهش الكلاب الكلبة. الرازي: في كتاب أبدال الأدوية: وبدله في النفع من الربو وزنه من زهر البنفسج ونصف وزنه من أصل السوسن.

بردى: سليمان بن حسان: هو الخوص وتعرفه أهل مصر بالعافر وهو نبات ينبت في الماء وله ورق كخوص النخل وله ساق طويلة خضراء إلى البياض عليه قيقلة كثيرة ويتخذ هذا النبات كاغد أبيض بمصر يقال له القرطيس فمتى قيل في الطب قرطاس محرق فإنما يراد به القرطاس الذي يكون من البرس. أبو العباس النباتي: هو معروف في كل البلاد ومنه النوع المسمى بالغافر ذكره ديسقوريدوس، وهذا بصقلية موجود معروف بها وأهل البلاد يسمونه يبير بياءين معجمتين في النطق بنقطة واصلة من أسفلها بعدها ياء باثنتين من أسفل ثم راء، ومن هذا النوع من البرس كانت تتخذ القراطيس المستعملة في الطب بالديار المصرية وقد جهلت الآن وهو عندهم في أماكن وبصقلية في بركة أمام قصر السلطان وفيه شبه من البردى إلا أن ورقه وسوقه طوال مستديرة خضر في غلظ عصا الرمح الصغير نحو القامة وأكثر، وهي خوارة متفرقة تتشظى إذا رضت إلى شظايا دقيقة وربما صلحت أن تصلح منها الأرشية وفيها قوة وعلى أطرافها رؤوس مستديرة ضخمة كأنها رؤوس الثوم الكراثي إلا أنها أضخم، عليها هدب ذهبي اللون مليح المنظر، وصفة عمل القرطاس عند المصريين في الزمان الأول كانوا يعمدون إلى سوق النوع فيشقونها بنصفين من أولها إلى آخرها ويقطعونها قطعاً ويوضع كل قطعة منها إلى لصق صاحبتها على لوح من خشب أملس ويأخذون ثمر البشنين ويلزجونه بالماء ويضعون تلك اللزوجة على القطع ويتركونها حتى تجف جداً ويضربونها ضرباً لطيفاً بقطعة خشب شبه الأرزية صغيرة حتى تستوي من الخشن فتصير في قوام الكاغد الصرف الممتلئ ويستعملونه في العلاج ديسقوريدوس في الأولى: بانورس وهو البردى ومنه تعمل القراطيس. جالينوس في السادسة: هذا نبات ليس يستعمل في الطب وحده لكنه متى نقع وأحرق صار نافعاً وذلك أنه إذا نقع في الخل والماء والشراب أدمل الجراحات الطرية إذا لف عليها كما تدور إلا أنه في هذا الموضع إنما يقوم مقام مادة من المواد القابلة للأدوية الشافية، وأما إذا أحرق فإنه يصير دواء مجففاً على مثال الرماد والقرطاس المحرق وإنما الفرق بينه وبين القرطاس المحرق أن البردى والدبس المحرق أضعف من القرطاس المحرق. ديسقوريدوس: وقد تستعمله الأطباء إذا أرادوا فتح أفواه النواصير فإذا أرادوا استعماله بلوه أولاً بالماء ثم لفوا عليه وهو رطب كتاناً وتركوه حتى يجف ثم أدخلوه في النواصير، فإذا أدخل فيها وانتفخ يفتحها، وأصله يغذو غذاء يسيراً وقد تمتصه أهل مصر ويطرحون ثفله وقد يستعملونه بدل القصب، والبردى إذا أحرق إلى أن يصير رماداً واستعمل منع القروح الخبيثة التي في الفم وفي سائر الأعضاء من أن تسعى في البدن والقرطاس المحرق أقوى فعلاً من البردى المحرق. سليمان بن حسان: والقرطاس إذا أحرق وأدخل في السنونات قبض اللثة قبضاً جيداً ومنع سيلان الدم منها، وإذا ذر على القروح والسحج المتولد عن الخف في العقب نفع من ذلك. المنهاج: رماد القرطاس يمنع نزف الدم وينفع من السعفة والرعاف وينقي القروح من المعدة إذا شرب منه درهم وشفع من قروح الرئة مع ماء السرطانات النهرية المطبوخة. ابن سينا: رماد القرطاس يمنع نزف الدم من الصدر. الغافقي: رماد القرطاس قد يقع في الحقن النافعة لقروح الأمعاء فينتفع به وإذا استنشق دخانه نفع من الزكام. ماسرحويه: والبردى إذا مضغه آكل الثوم والبصل أو شارب النبيذ قطع عنه رائحته. مسيح: والبردى مبرد في الدرجة الثانية ميبس مقبض باعتدال. أحمد بن أبي خالد: وقد يدق ورقه الأخضر ويسقى عصيره للطحال فينفعه منفعة عجيبة، وإذا أحرق وسقي مع الخل للطحال نفعه أيضاً ويطعم عرقه الغض لصاحب الطحال فينتفع به أيضاً.

برطانيقي: ديسقوريدس في أول الرابعة: هو من النبات المستأتف كونه في كل سنة وله ورق شبيه بورق الحماض البري إلا أنه أشدّ سواداً منه وعليه زغب ويقبض اللسان وله ساق وليس بعظيم، وأصل دقيق قصير، وقد تخرج عصارة هذا النبات وتجفف إما في الشمس وإما في النار. جالينوس في السادسة: ورق هذا النبات قابض يدمل الجراحات والعصارة أيضاً التي تكون منه تقبض مثل قبض الورق ومن أجل ذلك قد يطبخ ويؤخذ ماؤه ويخلط من طريق أنه دواء نافع جيد لقروح الفم وهو مع هذا يشفي القروح التي قد تعفنت. ديسقوريدس: وله قوة قابضة تصلح خاصة للأوجاع العارضة في الفم والورم العارض في اللوزتين والقروح الخبيثة العارضة للفم وسائر ما يحتاج فيه إلى القوة القابضة التي تمنع العفونة.

برنج: وبرنق وبرنك وأبرنج أيضاً. إسحاق بن عمران: هو بالفارسية حب صغير منقط بسواد وبياض مدور أملس في قدر حب الماش لا رائحة له وفي طعمه شيء من المرارة يؤتى به من الصين وهو المستعمل في ذاته. الشيخ الرئيس: حب هندي أو سندي وهو نوعان صغار عير مرقشة وكبار مرقشة وأفضلها الصغار. مسيح: وقوته من الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة. حبيش: هو أقوى الأدوية كلها في إخراج حب القرع وأسرعها نفعاً حتى أنه يلقى غشاء كاملاً، ثم لا يعود ويبول شاربه مثل لون البقم والشربة منه وزن عشرة دراهم مدقوقاً منخولاً مدوفاً باللبن الحليب قال: ولذلك يخلط بالأدوية الكبار وله خاصية في تنشيف الرطوبات وقلع البلغم من المفاصل. ابن ماسويه: يخرج حب القرع والديدان والحيات المتولدة في البطن. ماسرحويه: ينقص فضول البلغم من الإمعاء وقال بعض الأطباء: إن بدله وزنه ترمس ووزنه قنبيل أيضاً.

بربينة: الغافقي: ويقال بربانة ويسمى بالبربرية أبو يموت وهو نبات له ورق طويل مشرف صغير فيه خشونة شديد الخضرة يضرب إلى السواد والخضرة والغبرة وله قضبان مربعة دقاق تعلو نحواً من ذراع وفي أطرافها زهر شبيه بزهرة الكزبرة على طول القضبان ومنه صنف آخر شبيه بهذا إلا أنه أكبر ورقاً وأغصاناً يفترش على الأرض في نباته وزهره يميل إلى الفرفيرية وكلا الصنفين إذا شرب ورق أحدهما قيأ بلغماً لزجاً، وكان من أجود الأدوية المستعملة لذلك وهو ينوم ويحلل النفخ وينفع من الغشي، وقد يشرب طبيخه لتسكين حرارة الدم وعصارته تطلى على الخنازير لتحللها.

برقا مصر: الغافقي، قال صاحب الفلاحة النبطية: هي بقلة جلبت من مصر وتنشأ في مدخل الصيف وتزرع في آخر آذار وورقها متفرق متشعب شبيه بورق الخردل يطلع من أصلها كما يطلع الكرفس وفي طعمها حرافة طيبة تشبه طعم الرازيانج وهي هشة بغير لزوجة ويبرز في رأسها بزر أخضر طيب الريح والطعم طارد للرياح جيد للمعدة وبزرها ينفع الكبد إن أدمن أكله إذا كان فساده من برد ويزيل الخمار بقوة إذا مضغ منها مقدار درهم واحد وجرع عليه خل ممزوج ويقوي المعدة ويصلح مزاج البدن والأحشاء، ويزيل إدمان أكلها الصفرة من الوجه وسائر البدن، ولها خاصية في تفتيح السدد من الكبد والطحال واختصاص بمنفعة الطحال وتفتيح سدده وتصلحه وتدر البول وتكسو الكلى شحماً وتسخنها وتنقي المثانة ومجاري البول، وإن ضمدت بها المقعدة مع ورق الورد والسعد أصلحتها، وإن أدمن شمها نقت من الدماغ الرياح الغيظة والباردة وقد توافق البواسير وتنفع من تغورها وتسكنها بالتضميد وإدمان أكلها.

برقاكطرا: هو الكوبهان بالفارسية، وسيأتي ذكره في حرف الكاف.

برسيانا: الغافقي قال صاحب الفلاحة: هي بقلة فيها حرافة يسيرة طيبة تبزر بزراً في رأسها بلا ورد يتقدمه في أول تموز مطيبة للنفس مسخنة للمعدة باعتدال مقوية لها وللكبد طاردة للرياح بمهل وتفش لطيف وهي كثيرة بأرض بابل واتخذها الناس في البساتين وهي تحد البصر وتقوي الدماغ والروح النفساني، وإذا طلي شيء من مائها مع ورق ورد مطحون مرتين أو ثلاثة في الحمام قلع الآثار السود الباقية من الجرب وغيره من الآثار، وإن استفطرت هذه البقلة حدث فيها قرنفلية وصارت مثل الباذرنبويه وفعلت من تقوية القلب وتطيب النفس أفعالها كلها.

برنوف: هو من نبات أرض مصر وبها تسمى هكذا. التميمي في المرشد: ويقال له الشابانك والشابالج أيضاً وهو كثير الوجود بمصر، وقد يكبر شجره حتى يقارب شجر الرمان في العظم وكثرة الأغصان والورق، وورقه أشبه شيء بورق وعيدان البيلسان، وقد يشبه أيضاً ورق الزعرور غير أن ورقه أغبر مزغب وله رائحة حادّة بشعة فيها ثقل على الطباع تقرب من روائح فروع الشجر المسماة بخور مريم، ويزهر زهراً كثيراً في عناقيد شبيهة بنبات الغاسول وفي وسط زهره زغب يضرب في لونه إلى الصفرة يشاكل زهر القيصوم في المنظر وهو حار في الدرجة الثانية يابس فيها، وقد تنفع عصارة ورقه من أوجاع الصبيان ومن الصرع الذي يعرض للأطفال منفعة بالغة عظيمة إذا حل النيلج بماء هذه الشجرة ومسح على مفاصلهم وآنافهم وأصداغهم ورقابهم وبطون أكفهم وأسافل أقدامهم، وهو طرّاد للرياح الغليظة الباردة إن سقوا من عصير ورقه وزن درهم بلبن أمهاتهم وأظآرهم وشم ورقه نافع من الزكام مفتح للسدد الكائنة في أغشية الدماغ ولما يعرض في المنخرين من السدد والرياح، وإذا سقي الأطفال منه عند الوجع العارض في أجوابهم والأمغاص العارضة لهم من الرياح الباردة ينفعهم ويطرد الرياح الكائنة في بطونهم ويقوّي معدهم ويقطع عنهم سيلان اللعاب، وقد ينفع من الأوجاع الحادثة من احتراق البلغم وانقلابه إلى المرة السوداء، وإن شرب الرجال والنساء من عصارته أعني ماء ورقه الرطب عند الإمغاص ووجع القولنج مع يسير من الجاوشير نفعهم وحال الإمغاص عنهم وأطلق الطبيعة، وقد يسعط بعصارة ورقه مع الدهن المعتصر من ثمر الكهنايا أو مع الجندبادستر مع عصارة السذاب الرطب ودهن اللوز المر أصحاب الأيليميسا ثلاثة أيام فينتفعون به نفعاً بيناً.

برد وسلام: هو لسان الحمل، وسيأتي ذكره في حرف اللام.

برهليا: هو بزر الرازيانج بالسريانية، وسنذكره في حرف الراء إن شاء اللّه تعالى.

برشيان دارو: وهو عصا الراعي، وسنذكره في حرف العين.

بروانيا: هي الكرمة البيضاء وهي الفاشرا بالسريانية وسنذكره في حرف الفاء.

برنجمشك: البر نجمشك بالباء هو الحبق القرنفلي عن ابن ماسوية وغيره من الأطباء، وعند الرواة من أهل اللغة بالفاء المروسة، وسنذكره في حرف الفاء.

برغشت: هو بالفارسية الثملول والغملول أيضاً وهو القنابري بالنبطية وسنذكره في حرف القاف.

بربر: هو ثمر الأراك بالعربية وقد ذكرته في حرف الألف.

برنيس: هو البزر قطونا.

بر: هو الحنطة وسيأتي ذكرها في حرف الحاء.

برنيس: هو صنف من البلوط يقال له بعجمية الأندلس الشونير وهو النهش أيضاً وسيأتي ذكر البلوط في هذا الحرف فيما بعد.

برقوق: يقال على المشمش ببلاد المغرب والأندلس أيضاً ويقال بالشام على نوع من الإجاص صغير إذا نضج جلاء وهو كثير بغزة من أرض الشام.

برهفانج: قيل أنه المرو وفي المجوسي البرهفانج صنفان أحدهما طيب الرائحة وهو المرماخور، وسيأتي ذكره في حرف الميم.

برم: هو إسم لزهر نوع من شجر السبط يكون ببغداد طيب الرائحة في غاية يتخذ في بساتينهم.

برواق: هو الخنثى عند أهل المغرب وسنذكر الخنثى في حرف الخاء، وأما البروق بغير ألف بين الواو والقاف فهو غيره ولكنه فيه بعض مشابهة منه.

بزر قطونا: هو الأسفيوس بالفارسية وقسليون باليونانية وتأويله البرغوثي. ديسقوريدوس في الرابعة: نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قوريوس وعليه زغب وقضبان طولها نحو من شبز وابتداء حمته من وسط الساق وفي أعلاه رأسان أو ثلاثة مستديرة فيها بزر شبيه بالبراغيث أسود صلب وهو المستعمل وينبت في الأرضين المحروثة. جالينوس في الثامنة: أنفع ما في هذا النبات بزره وهو بارد في الدرجة الثانية وسط ما بين الرطوبة واليبس معتدل. ديسقوريدوس: له قوة مبردة إذا تضمد به مع الخل ودهن الورد والماء نفع من وجع المفاصل والأورام الظاهرة في أصول الآذان والخراجات والأورام البلغمية والتواء العصب، وإذا ضمدت به قيل الأمعاء العارضة للصبيان والسرر الناتئة أبرأها وإذا احتيج أن يتخذ منه هذا الضماد أعني الذي لقيل الصبيان وسررهم، فينبغي أن يؤخذ مقداراً كسويافن ويسحق وينخل وينقع في قوطولين من ماء وإذا جمد الماء ضمدت به وهو يبرّد تبريداً قوياً. ابن ماسويه: أجوده الكثير الخصب الذي يرسب في الماء. إسحاق بن عمران: يبرّد الحرارة ويلين الخشونة ويطفىء العطش إذا ضرب في الماء حتى يرخي لعابه وشرب أطلق الطبيعة ورطب الأمعاء وذهب باليبس الحادث فيها من أسباب الصفراء ولخاصته إذا مزج مع دهن البنفسج برّد حرارة الدماغ ولين الشعر ورطبه ومنع من تشققه وذهب بتقصيفه وطوله ويفعل ذلك أياماً تباعاً. حبيش: إن سقي منه قليلاً نفع من لهيب المرّة الصفراء وفوران الدم الحادّ والحميات الحادة الحريفة وإن سقي لعابه المبرسمين نفعهم وسكن عطشهم وهو يسهل الطبيعة إذا سقي نيئاً غير مقلو فيشرب منه وزن درهمين منقعاً بالماء الحار حتى تخرج لزوجته ويشرب كذلك مع السكر الأبيض والجلاب أو السكنجبين. الشيخ الرئيس: يسكن الصداع ضماداً ويقطع العطش الشديد لعابه مع دهن اللوز ويقطع العطش الصفراوي والمقلو منه ملتوتاً بدهن الورد قابض ويشرب منه وزن درهمين فيعقل البطن وينفع من السحج وخصوصاً للصبيان. أهرزالقس: يسكن الغم والمغص والزحير والصداع ويلين الخشونة التي تكون في الفرج والأمعاء. غيره: يفتح ما من شأنه أن ينفتح ويلين خشونة الفم والصدر ويسكن لذع المعدة وليتحفظ من سحقه والإكثار من شربه فإنه ربما أضر جدًّا. ديسقوريدوس: في مداواة السموم وإذا شرب البزر قطونا عرض منه البرد في جميع البدن مع خدر واسترخاء وغثيان النفس وينتفع شاربه بما ينتفع به من شرب الكزبرة الرطبة. الرازي: ربما حدث عن شربها إذا دقت وأكثر منها غم وكرب وضيق نفس وسقوط القوى والنبض والغشي وربما قتل شاربه. حبيش بن الحسن: من أضرّ به البزرقطونا المدقوقة فاسقه العسل بالماء الحار وماء الشبت وقيئه. غيره: ويدفع مضرته أيضاً الاسفيدباجات والمثلث والفلفل. بعض الأطباء: وبدله في تليين الطبيعة حب السفرجل وفي التبريد والترطيب بزر البقلة الحمقاء.

 بزر الكتان: أبو حنيفة: البزر حب جميع النبات والجمع بزور وقد خص به حب الكتان فصار إسماً له علماً وقد يكسرونه فيقولون بيزر. جالينوس في السابعة: إن أكل بزر الكتان وحده ولد نفخة ولو كان مقلواً، وإذا كان كذلك فهو ممتلىء من الرطوبة الزائدة الداخلة وحبس الفضول بحسب ذلك وهو مع هذا حار في نحو الدرجة الأولى وسط في الرطوبة واليبس. وقال في كتاب الأغذية: هو رديء للمعدة عسر الانهضام والذي يناله البدن منه من الغذاء مقدار يسير وليس يجوز لك أن تمدحه ولا أن تذمّه في إِطلاق البطن ويخالطه أيضاً شيء يسير من القوى المدرة للبول وأبين ما يظهر ذلك فيه على الاستقصاء إذا أكله إنسان من بعد أن يقلي، وإذا فعل به ذلك كان حابساً للبطن وأهل القرى كثيراً ما يستعملونه بأن يخلطوا معه بعدما يقلونه ويطبخونه عسلاً. ديسقوريدوس في الثانية: بزر الكتان قوّته شبيهة بقوة الحلبة، وإذا خلط نيئاً بالعسل والزيت والماء حلل الأورام البلغمية ولينها ظاهرة كانت أو باطنة، وإذا تضمد به مع التين والنطرون قلع الكلف والبئر اللبني، وإذا خلط بالماء حلل الأورام العارضة في أصول الآذان والأورام الصلبة، وإذا طبخ بالشراب قلع النملة والصنف من القروح الي يقال لها الشهدية، وإذا خلط به جزء مساوٍ له من الحرف مع العسل نفع من تشقق الأظفار وتقشيرها، وإذا خلط بالعسل ولعق أخرج الفضول التي في الصدر وسكن السعال، وإذا خلط بالعسل والفلفل واستعمل بدل الناطف، وأكثر منه حرّك شهوة الجماع، وقد يحقن بطبيخه للذغ الأمعاء والرحم وإخراج الفضول وإذا جالس النساء في طبيخه نفع من الأورام العارضة في الأرحام كما ينفع طبيخ الحلبة. أبو جريج: إنه نافع لقروح الكلي والمثانة وينضج الجراحات إذا ضمدت به وإذا شرب محمصاً أنضج السعال البارد الرطب، وإن شرب نيئاً أسهل الطبيعة، الطبري: إن وضع على الظفر أصلح ما فيه من الفساد والتشنج. ابن ماسويه: خاصته أنه إذا ضمدت به الأظفار المبيضة مع الموم والعسل أصلحها، وهذا الفعل خاصته وهو زائد في المني نافع من وجع الأمعاء والصدر. ماسرجويه: طبيخه يضرب مع الدهن ويحتقن به لقروح الأمعاء فيعظم نفعه. الرازي في الحاوي: هذا جيد في تسكين الوجع واللذع. الإسرائيلي: وإذا خلط بزر الكتان بالبورق والرماد وعمل منه ضماد قلع الثآليل. الشريف: وإن سحق وعجن بالماء النار وخضب به الرأس ثلاث ليال نفع من الصداع الحار والأورام وبدله مثل حلبة. الغافقي: بزر الكتان يجلو وينضج وينفع من وجع الرئة إذا شرب منه وزن ثلاثة دراهم ويسكن الأوجاع قريباً من تسكين البابونج وهو رديء للبصر وضماده ينضج الأورام ويحللها وينفع من القوباء والقروح. لي: بزر الكتان ذكره ابن واقد في مفرداته في الدرجة الأولى الحار اليابس فيها، وأورد فيه الذي قالته الأطباء ثم قال ماسرجويه يطرح الولد بسرعة ويسهل الماء بقوّة. وقالت الخوز: لا مثل له في طرح الولد وإسهال الماء.

قال المؤلف عبد الله بن أحمد العشاب: ليس في بزر الكتان شيء من هذه القوى التي حكاها ابن وافد عن ماسرجويه وعن الخوز معاً، بل وهم في ذلك بسبب أنه نقل ما نقله من كتاب الرازي الملقب بالحاوي، وفيه في حرف الكاف كتان أورد فيه كلامه وكلام الأطباء إلى أن استوفى الباب، ثم ترجم على دواء آخر وهو كما يشير وقال فيه قال ماسرجويه: وأورد الكلام المتقدم الذي أورده ابن واقد بنصه حتى أنهاه، ثم أورد فيه أيضاً عن الخوز الكلام الذي أورده ابن واقد في بزر الكتان بنصه، فأحسب أنه نقل من نسخة من نسخ الكتاب المذكور قد سقط منها ترجمة كماشير فاختلط عليه الكلام فأدخل قوته في قوّة بزر الكتان، وأيضاً فإنّ الشريف الأدريسي قال في مفرداته بهذا القول، وتابع ابن واقد فيه فغلط بغلطه كما بيناه.

بسفايج: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت بين الصخور التي عليها خضرة وفي سوق شجر البلوط العتيقة على الأشنة طولها نحو من شبر ويشبه النبات المسمى بطارس عليه شيء من زغب وهو مشرف وليس تشريفه بدقيق مثل بطارس، وله أصل غليظ عليه شيء من زغب أيضاً، وله شعب وهو شبيه بالحيوان المسمى أربعة وأربعين وغلظه مثل غلظ الخنصر، وإذا حل ظهر ماء لون داخله أخضر وطعمه عفص مائل إلى الحلاوة. جالينوس في الثامنة: الأكثر في مذاقه الحلاوة والقبض معاً فقوته على هذا القياس قوة تجفف تجفيفاً بليغاً من غير أن تلذع. ديسقوريدوس: وقوّة هذا الأصل مسهلة وقد يعطى منه مطبوخاً مع بعض الطيور أو السمك أو السلق أو الملوخيا، وإذا جفف وسحق وذر على الشراب المسمى مالقراطن أسهل بلغماً ومرّة، وإذا تضمد به كان صالحاً لالتواء العصب والشقاق العارض فيما بين الأصابع. إسحاق بن عمران: قوته الحرارة في الدرجة الثالثة واليبوسة في الدرجة الثانية. حبيش بن الحسن: خاصته إسهال المرّة السوداء في رفق إذا شرب مفرداً مع السكر وخلط مع بعض المطبوخات أو مع بعض المعجونات، وكان بعض المتطببين يحتال به لمن يكون شديد الكره لشرب الدواء بأن يلقيه مدقوقاً في بعض الأطعمة فيسهله به المرة السوداء في رفق، ومقدار الشربة منه مفرداً مع السكر درهمان ومطبوخاً مع غيره أربعة دراهم. أبو جريج: اختر منه ما غلظ عوده وقرب من الحمرة لونه وكان حديثاً قد اجتني من عامه وفيه إذا ذقته طعم مرارة خفية تشبه طعم القرنفل. ابن ماسويه: خاصيته إسهال المرّة السوداء والبلغم من غير مغص ولا أذى، ومن خلطه بالأدوية المطبوخة مثل النحتج لم يحتج إلى إصلاحه بشيء أكثر من دقه وخلطه بها والشربة منه مطبوخاً أو منقوعاً ما بين درهمين إلى خمسة دراهم وإن كان غير مطبوخ ولا منقوع ما بين درهم إلى درهمين. ابن سرانيون: يسهل الخلط البلغمي اللزج المخاطي من المعدة والمفاصل ويحدث الغثيان ويجب أن يسحق من أصله مقدار مثقالين ويشرب مع ماء العسل وماء الشعير. للرازي: يحل القولنج ويقع في المطبوخ مع الأفتيمون. ابن سينا: محلل للنفخ والرطوبات مفرح لا بالذات بل بالعرص لأنه يستفرغ الجوهر السوداوي من القلب والدماغ والبدن كله. التجربتين: المستعمل منه هو الغليظ الفستقي الكسر إذا كان أخضر وإذا جف وما كان على غير هذه الصفة فليس بشيء وإسهاله بالجملة لجميع الأخلاط التي تصادف في المعدة والأمعاء، ولذلك يسهل لبعض الناس الأخلاط البلغمية والصفراوية بحسب ما يجدها في المعدة والأمعاء ولا يسهل لهم السوداء، لكنه في الأجسام التي غلبت عليها السوداء يسهلها إسهالاً ظاهراً، وينفع من جميع علل السوداء ويسهلها برفق مفرداً مطبوخاً ومنقوعاً من أوقية فما دونها ويطبخ مع الإحساء وفي ماء الشعير وفي مرق الديوك الهرمة وتطيب مرقتها بالزنجبيل والشمار الأخضر فيخفى أمره على من يصعب عليه أخذ الدواء المسهل. أحمد بن أبي خالد: إذا سقي منه كل يوم درهمان ونصف في مقدار سكرجة من ماء لب الخيار شنبر ووالى عليه سبعة أيام نفع أصحاب داء الماليخوليا والجذام. وقال بعض الأطباء: وبدله في إسهال المرة السوداء نصف وزنه من الأفتيمون وربع وزنه من الملح الهندي.

بسباسة: ديسقوريدوس في الأولى: ماقر وتسميه أهل الشام الداركيسة، وزعم قوم أنها البسباسة وهو قشر يؤتى به من بلاد ليست من بلاد اليونانيين لونه إلى الشقرة ما هو غليظ قابض جداً. ابن سمحون، قال الإسكندراني: البسباسة مركبة من جواهر مختلفة لما فيها من الأرضية الكثيرة الباردة واللطافة والحرارة اليسيرة متيبس لذلك يبساً قوياً وتخلط في الأدوية التي تنفع من استطلاق البطن وهي في اليبوسة في الدرجة الثانية، وأما في الحرارة والبرودة فمتوسطة لا يغلب أحدهما الآخر. ديسقوريدوس: وقد تشرب لنفث الدم وقرحة الأمعاء واستطلاق البطن وسيلان الفضول إليها. إسحاق بن عمران: البسباسة قشور جوزبوا الذي يكون فوق القشرة الغليظة وهي لباسه وقشره الغليظ لا يصلح لشيء وثمره يصلح للطيب وأجود البسباسة الحمراء وأدناها السوداء وهي نافعة للطحال تقوّي المعدة الضعيفة وتزيل الرطوبة التي فيها. ابن سينا: هي تشبه أوراقاً متراكمة يابسة متغضنة إلى الحمرة والصفرة كقشور وخشب وورق تحذي اللسان كالكبابة حارة يابسة في الثانية، ولا شك في حرّه ويبسه ويحلل النفخ وفيه قبض ويطيب النكهة ويحلل الصلابات الغليظة إذا وقع في القيروطي وينفع من السحج وهي جيدة للرحم. مسيح: شبيهة القوّة بجوزبوا ولكنها ألطف من جوزبوا، وتنفع المعدة والكبد الضعيفة لطيب رائحتها، وإذا استعط منها بالماء ودهن البنفسج نفعت من وجع الرأس الذي يكون من البلة والشقيقة. التجربتين: قد تنفع من الاستطلاق المزمن وقرحة الأمعاء المزمنة في آخرها وتقع في أدوية نفث الدم وتنفع من سلس البول البارد السبب إذا أدمن عليها مفردة ومع غيرها، وهي في الأضمدة أقوى فعلاً لسلس البول خاصة، وكذا أدوية سلس البول كلها فالأضمدة أقوى من المشروب ووضعها على السرة والفقار. ساذوق: وبدلها إذا عدمت ثلثا وزنها من جوزبوا. وقال غيره: بدلها وزنها جوزبوا.

بسذ: هو العزول وهو المرجان أيضاً. ديسقوريدوس في الخامسة: فرواليون وهو فيما زعم بعض الناس البسذ يقال: إنه نبات بحري ينبت في جوف البحر، وإنه إذا أخرج من البحر لقيه الهواء فاشتدّ وصلب وقد يوجد كثيراً في الجبل الذي يقال له ماخونس الذي عند المدينة التي يقال لها سوراقوما، وأجود ما يكون منه الأحمر الشبيه بالجوهر الذي يقال له سريقن وهو فيما زعم بعض الناس الأسرنج أو بالمشبع اللون من الجوهر الذي يقال له صندفس وهو فيما زعم بعض الناس الزنجفر سريع الانعزال في جميع أجزائه متساوي الأجزاء، رائحته شبيهة برائحة الطحلب البحري كثير الأغصان شبيه في شكله بشجر السليخة، وأما ما كان منه متحجراً موشى متخرماً رخواً فإنه رديء وقوة هذا الدواء قابضة مبرّدة باعتدال وقد يقلع اللحم الزائد في القروح ويجلو آثار القروح العارضة في العين، وقد يملأ القروح العميقة لحماً وينفع نفعاً بيناً من نفث الدم ويوافق من به عسر البول، وإذا شرب بالماء حلل ورم الطحال، ومنه صنف آخر وهو أسود اللون شبيه في شكله بالشجرة وهو أكثر أغصاناً من الأول ورائحته مثل رائحته وقوله مثل قوته. أرسطوطاليس: البسذ والمرجان حجر واحد غير أن المرجان أصل والبسذ فرع ينبت والمرجان متخلخل مثقب، والبسذ ينبسط كما تنبسط أغصان الشجرة ويتفرع مثل الغصون، والبسذ والمرجان يدخلان في الإكحال وينفعان من وجع العيون ويذهبان الرطوبة منها إذا اكتحل بهما أو يجعلان في الأدوية التي تحل دم القلب الجامد فينفعان من ذلك منفعة بينة. ابن سينا: بارد في الأولى يابس في الثانية يقوي العين بالجلاء والتنشيف للرطوبات المستكنة فيها خصوصاً محرقاً مغسولاً ويصلح للدمعة ويعين على النفث، وكذا الأسود لا سيما محرقه المغسول وهم من الأدوية المقوية للقلب النافعة من الخفقان وفيه تفريح لخاصية فيه تعينه بالسوس تنشيفه وتمتينه بقبضه. مسيح الدمشقي: حابس للدم منشف للرطوبات. بولس: يجفف تجفيفاً قوياً ويقبض بعض القبض ويصلح لمن به دوسنطاريا. ابن ماسه: فيه لطافة يسيرة وهو نافع لظلمة العين وبياضها وكثرة وسخها كحلابه، وهو يجلو الأسنان جلاء صالحاً. الرازي كتاب خواصه قال الاسكندر: إن علق البسذ في عنق المصروع أو في رجل المنقرس معهما. إسحاق بن عمران: إن سحق واستيك به قطع الحفر من الأسنان وقوى اللثة. أحمد بن أبي خالد: زعم جالينوس أن البسذ المحرق إذا أخذ منه وزن ثلاثة دوانيق وخلط به دانق ونصف من الصمغ العربي وعجنا ببياض البيض وشربا بالماء البارد كان نافعاً من نفث الدم، وبالجملة أن البسذ المحرق إذا أدخل في الأدوية التي تحبس الدم من أي عضو ينبعث قواها وأعان على حبسه. قال: وإحراق البسذ يكون على هذه الصفة يؤخذ منه قدر أوقية فتصير في كوز فخار جديد ويطين على رأسه ويوضع في التنور وقد سجر من أوّل الليل ويخرج بعد ما يحرق ويستعمل بعد ذلك، وهكذا يكون إحراق الكهربا أيضاً. ابن الصائغ: يقع في أدوية العين مسحوقاً للبثور ويجلو في مثل الظفرة وما أشبهها. مجهول: يقال إنه إذا سحق وقطر في الأذن مدافاً بدهن البلسان نفع من الطرش. كتاب الأبدال: وبدله في حبس الدم وزنه دم الأخوين.

بستان أبروز: سليم بن حسان: وهو نبات يعلو في قدره أكثر من ذراع له قضبان طوال عليها ورق كورق القثاء، رفي أطراف أذرعه وشائع لونها فرفيري مليح المنظر وليس له رائحة عطرية، وأول من عرف هذا الدواء بالأندلس يونس الحراني، وماؤه إذا شرب معصوراً نفع من الدواء القتال الذي يقال له أمونيطن وهو خانق النمر وهو البتال عند شجاري الأندلس. المجوسي: نواره بارد يابس يسكن الحرارة التي تكون في المعدة والكبد إذا شرب من مائه المطبوخ فيه بالجلاب والسكنجبين.

بسر: جالينوس في أغذيته: وأما في البلدان التي ليست حرارتها بقوية جداً فإن البسر لا ينضج ولا يصير رطباً مستحكماً ولا يمكن بسبب ذلك أن يشمس ويخزن فيضطر لذلك أهل هذه البلدان إلى أن يأكلوا البسر حتى يفنى فيمتلىء بدن من يأكله خلطاً نيئاً خاماً ويصيبهم اقشعرار ونافض غير ما يسخن ويحدث في أكبادهم سدداً. ديسقوريدوس: والبسر أشد قبضاً من العشب غير أنه يصدع وإذا أكثر من أكله أسكر، وأما بسر الصعيد فإن طبيخه بالماء إذا مزج مع عتيق الشراب الذي يقال له أدرومالي وشرب سكن الالتهاب وقوى الحرارة الغريزية، وإذا أكل أيضاً فعل ذلك، وقد ينبذ منه نبيذ يفعل فعله، وطبيخه إذا شرب وحده قبض قبضاً شديداً وشد. ابن ماسويه: هو حار في الدرجة الأولى يابس في الثانية، ودليل حرارته الحلاوة التي فيه، ودليل يبسه عفوصته ودبغه، ولذلك كان نافعاً للثة والمعدة وعقل الطبيعة ويولد قراقر ورياحاً ونفخاً، ولا سيما إذا شرب على أثره الماء، والمختار منه ما كان هشاً حلواً لأنه إذا كان كذلك لم يبطىء في المعدة كنحو بسر الجيسوار وبسر السكر وما أشبههما من البسر المنتهي في النضج الشديد الهشاشة ومص ماؤه وألقي ثفله وهو أحد من أكله بثفله.

بسباس: هو الرازيانج عند أهل المغرب والأندلس أيضاً.

بشعيرا: هو السرخس من الحاوي وسيأتي ذكره في حرف السين.

بسبيلة: هو نوع من الجلبان كبير الجثة أخضر اللون وهو عند أهل مصر أفضل من الجلبان.

بستيناج: هي الحسكة والاخلة بالديار المصرية جميعها وهي من أنواع كثيرة، وبزرها إذا أغلي بخل وتمضمض به سكن وجع الأسنان.

بشام: أبو حنيفة: هو شجر ذو ساق وأفنان شكعة كبيرة غير بسيطة وورق صغار أكبر من ورق الصعتر ولا ثمر له ولا لبن أبيض، وهو شجر طيب الرائحة والطعم يستاك بقضيبه ومنابته الحزون والجبال وورقه يسود الشعر. أبو العباس النباتي: رأيته بمقربة من قديد وهو بجبال مكة كثير جداً وأغصانه وورقه يشبهان أغصان البلسان إلا أن البشام يميل إلى الاستدارة، وبذلك يبعد عن الشبه بورق السذاب، وشجره أكبر بكثير جداً منه، وزهره دقيق ما بين الصفرة والبياض، وثمره عناقيد كثمر المحلب وعرب البوادي يأكلونه، وكلما قطعت من ورقه ورقة أو شدخت غصناً من أغصانه ظهرت منه في ذلك الموضع دمعة رطبة بيضاء، ثم تصير مائلة إلى الحمرة لزجة عطرية الرائحة والشجر كله عطر ذكي الرائحة وطعم ورقه حلو فيه يسير لزوجة، وثمره هو المعروف عند الجميع من الصيادلة ببلادنا بالأندلس وبغيرها من أقطار الأرض في زماننا هذا بحب البلسان يؤتى به إلى مكة ويباع ويحمل منها إلى البلاد، وقد تحققت شجرته وثمره على الصفة الموجودة بأيدي الناس، ومن الناس من يزعم أن البشام لا يثمر والأمر بخلاف زعمه إلا أن ذلك في بعض الجهات دون بعض كالذي يكون منه الغبيرا أو الحناء أو غيره من الشجر، ومن البشام أيضاً نوع آخر يسمى البكاء لم أقف عليه، واستخبرت عنه الأعراب فوصفوه لي، وقد كتبت صفته في موضع آخر، والفرق بينهما يعلمه من يطيل الاختبار.

بشنه: الغافقي: هو نبات دقيق له أغصان كثيرة دقاق يخرج من أصل واحد مفترش على الصخور وهي منابته طولها طول أصبع معقدة مثل نبات الشريرة وخضرتها تميل إلى الصفرة والبياض، وله ورق دقيق مدور كأن عليه زغباً دقيقاً وعليه دبقية كثيرة كأنه غمس في العسل، وله زهر دقيق جدًا أبيض يخلفه زهر يشبه حب الكزبرة دقيق في غلاف صغار فيه مرارة وقبض يسير، وإذا طبخ وشرب طبيخه نفع النفخ والرياح ويفتح السدد وينفع من عسر النفس وينفع من حساء الطحال.

بشمه: أبو العباس النباتي: هو بباء بعدها شين معجمة ساكنة بعدها ميم مفتوحة بعدها هاء إسم حجازي للحبة السوداء المستعملة في علاج العين يؤتى بها من اليمن وهي أيضاً باطرابلس من المغرب كثيراً حجازية ومما يؤتى بها إلينا من بلاد السودان من كوار وغيرها من بلدانهم وهي أكبر قليلاً من الحجازية، ويزعمون أنها أكبر من تلك وكثيراً ما يستعملونها في أمِّراض العين ضماداً وذروراً وغير ذلك من أمراضها فيستعملونها للجلاء وإخراج القذى من العين والنفع من الغشاوة وغير ذلك من أمراضها. أما أهل البلاد المصرية فيستعملونها أيضاً كثيراً مع شراب الجلاب والزعفران والماميران بماء الورد لأكثر علل العين. البصري: غيره حارة يابسة وفيها قبض، وتنفع من رمد العين وأوجاعها.

بشنين: ديسقوريدوس في الرابعة: لوطوس الذي يكون بمصر ينبت في الماء إذا أطبق النيل على أرض مصر، وهو نبات له ساق شبيه بساق الباقلا، وزهر أبيض شبيه بالشعر، ويقال: إنه ينبسط إذا طلعت الشمس وينقبض إذا غربت، وأن رأسه إذا غربت الشمس غاص في الماء، وإذا طلعت ظهر على وجه الماء، ورأسه يشبه العظيم من رؤوس الخشخاش، وفي الرأس بزر شبيه بالجاورس وتجففه أهل مصر ويطبخونه ويعملون منه خبزاً، وله أصل شبيه بالسفرجلة ويؤكل نيئاً ومطبوخاً وطعمه مطبوخاً يشبه طعم صفرة البيض. لي: هو كثير الوجود بالديار المصرية معروف بها جدًا إذا أطلق عليها ماء النيل نباته نبات النيلوفر وهو عندهم صنفان: منه ما يسمى بالجزيري، والآخر يسمى الأعرابي، وهو أفضل عندهم وأجود ويصنع من زهره دهن كما يتخذ دهن السوسن والنيلوفر، وهو عندهم محمود في البرسام سعوطاً به مجرّب، وأما أصله فيعرف بالبيارون، وأصل الأعرابي أفضل من أصل النوع الآخر وفيه أدنى عطرية فيها شبه من روائح السعد، ويطبخ مع اللحم فيأتي في لونه شبيه بصفرة البيض التي تميل إلى يسير بياض، وفي بعضه مشابهة بطعم الكمأة إلا أنه يميل إلى الحرارة يسيراً، وقيل: إنه يزيد في الباه ويسخن المعدة ويقطع الزحير. وقال ابن رضوان في مفرداته: إنه مقو للمعدة، وقد اعتبرته فوجدته غذاء ليس بالرديء.

بشبش: بضم الباءين والشينان معجمتان وهو ورق الحنظل، وسيأتي ذكره في حرف الحاء.

بشكراني: بعجمية الأندلس هو الأشخيص بالعربية وقد مضى ذكره في حرف الألف.

بشلشكة: إسحاق بن عمران: هي بالأندلسية الجنطيانا بالرومية، وسيأتي ذكره في الجيم.

بصل: جالينوس في السابعة: هذا في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء التي تسخن وجوهره غليظ فهو لهذا السبب إذا دخل في المقعدة فتح أفواه العروق وأثر الدم منها، وإذا طلي بالخل منه في الشمس على موضع البهق أذهبه، وإذا دلك به داء الثعلب أنبت فيه الشعر أسرع ما ينبته زبد البحر، وإن عصر البصل وعزلت عصارته كان الثخين الذي يبقى منه بعد العصارة جوهره جوهر أرضي حار شديد الحرارة، وأما العصارة فتكون مائية حافة، ومن أجل ذلك صارت نافعة من الماء النازل في العين ومن الظلمة في البصر إذا كانت من أخلاط غليظة إذا اكتحل بها من قبل مزاج هذا الجرم، وبهذه العصارة صار البصل الذي مزاجه إلى اليبس أكثر في توليد الرياح والنفخ أقل. ديسقوريدوس في الثانية: المدوّر الأحمر منه أشدّ حرافة من الأبيض، واليابس أشد حرافة من الرطب والطريّ النيء منه أشدِّ حرافة من المشوي ومن المعمول بالخل والملح، وكل البصل لذاع مولد للرياح فاتق لشهوة الطعام ملطف معطش مغث مقيىء وينفع البصر وملين للبطن مفتح لأفواه العروق والبواسير، وإذا احتيج إليه في فتحها قشر وغمس في زيت واحتمل في المقعدة، وماء البصل إذا اكتحل به مع العسل نفع من ضعف البصر ومن القرحة العارضة في العين التي يقال لها ارعاما وهي قرحة تعرض في العين فإن كانت في بياض العين رؤيت حمراء، ومن القرح العارض في العين التي يقال له ماغاليون وابتداء الماء، وإذا تحنك به نفع من الخناق وقد يدر الطمث، وإذا استعط به نقى الرأس، وقد يعمل من مائه ضماد لعضة الكلب إذا خلط بملح وسذاب وعسل، وإذا خلط بالخل وتلطخ به في الشمس أبرأ البهق، وإذا خلط بمثله من التوتيا سكن حكة العين، وإذا خلط بالملح ووضع على الثآليل التي يقال لها لينوا ذهب بها، وإذا خلط بشحم الدجاج نفع من السحج العارض في الرجلين من الخف، وإذا قطر وحده في الأذن نفع من ثقل السمع وطنينها وسيلان القيح منها ومن الماء إذا وقع فيها، وإذا دلك على داء الثعلب أنبت فيه الشعر أسرع من القونيون وهو زبد البحر وقد يصدع، وإذا أكثر من أكله في الأمراض عرض منه المرض الذي يقال له لينغرس، وإذا طبخ كان أشد إدراراً للبول. ابن ماسويه: يزيد في الباه ويهيج شهوة الجماع إن أكل مسلوقاً بالماء، وإن دق وهو نيء وشم شهى الطعام وفتح مسام البدن وحلل البخار والإكثار منه يولد في المعدة خلطاً رديئاً، وينبغي لآكله نيئاً أن يغسله بالملح وخل الخمر مراراً ثم يأكله والجوز المشوي والجبن المقلي بالزيت أو بالسمن إذا مضغ بعمه ثقله فهو قاطع لرائحته من الفم، وإن أكل في الأسفار والمواضع المختلفة المياه نفع من ضرر اختلافها. الإسرائيلي: إذا أخذ منه بقدر على سبيل الدواء في أوقاته كان دواء مفتحاً مسخناً ملطفاً للفضول الغليظة مقطعاً للأخلاط اللزجة مسكناً للجشاء الحامض، والبصل العسقلاني أكثر رطوبة وأقل حراقة ولذلك صار يولد الدود في المعا. التجربتين: ينقي الصدر والرئة من الأخلاط اللزجة لا سيما إذا طبخ بأشياء دسمة، وإذا شوي البصل الأبيض ودرس بشحم أو بسمن أو مع بيض نفع من أوجاع المقعدة ويحلل أورامها ضماداً وينقي قروح الرأس الشهدية إذا درس نيئاً مع الملح وطلي عليها. ابن سينا: فيه جذب لدم إلى خارج فهو محمر للجلد ولا يتولد من غير المطبوخ منه غذاء يعتد به، وغذاء الذي طبخ أيضاً يولد خلطاً غليظاً، والمطبوخ منه كثير الغذاء والإكثار منه يسبت وهو يكثر اللعاب ويدفع ضرر ريح السموم. وقال بعضهم: لأنه يولد في المعدة خلطاً رطباً كثيراً ويكسر عادية السموم وينفع اليرقان. البصري: إذا خلل البصل قلت حرافته ورطوبته وقوى المعدة ونفع الغثي الكائن من الصفراء والبلغم وسكنه، وإذا شم البصل من شراب الدواء المسهل بعد بلعه إياه نفع الغثيان وأذهب رائحة الدواء الغالبة عليه، وربما صدّع المحرورين في هذا الوقت. الرازي: البصل المخلل فاتق للشهوة جداً، وإن عتق في الخل لم يكن له صعود إلى الرأس ولا إعطاش. وقال في دفع مضار الأغذية: البصل مسخن ملهب لا يصلح للمحرورين إلا المتحذ بالخل ويطيب الطبيخ ويذهب بزهومة اللحم ويضر بالرأس وبالعين إذا لم يكن مخللاً وإن سلق أو شوي أصلح حدته كلها وولد البلغم، وكان صالحاً للسعال وخشونة الصدر، وأما إذا كان نيئآ مع الكوامخ فإنه حينئذ أردأ ما يكون للرأس والعين ولا يصلح في  هذه الحال إلا لمن ذهبت شهوته لبلغم كثير في معدته فإنه يجلوها ويرد الشهوة عليها. غيره: ماؤه إذا اكتحل به جفف الدمعة القوية جداً.

بصل القيء: ديسقوريدوس في الرابعة: ورقه أطول من ورق البلبوس، وله أصل شبيه بالبلبوس عليه قشر أسود، وهذا الأصل إذا أكل وحده وطبخ وشرب طبيخه هيج القيء. جالينوس في السادسة: مزاج هذا أسخن من مزاج الدواء الذي ذكرته قبل بصل الفار وهو بصل العنصل، وسيأتي ذكره في حرف العين.

بصل الذئب: قيل: إنه بصل البلبوس المأكول، وسيأتي ذكره فيما بعد.

بصاق: جالينوس في العاشرة ة بصاق الممتلىء من الطعام ضعيف وبصاق الجائع قوي جداً وهو يبرىء قوباء الأطفال بأن تدلك به كل يوم، وإذا مضغت الحنطة على الصوم ووضعت على الأورام أنضجتها وحللتها وخاصة في الأبدان الرخصة، وقد يستعمل فيها وحده أو مع الخبز فيكون أسرع لنضجها وتحليلها وهو نافع من الدم الذي ينصبّ إلى العين ويحلل الآثار الكمدة من الوجه وسائر البدن والبصاق كله عامة ضد الحيوانات القاتلة للإنسان بلسعها ونهشها وهو يقتل العقرب.

بصاق القمر: ويسمى رغوة القمر وزبد القمر وهو الحجر القمري، وسيأتي ذكره في حرف الحاء.

بطم: هي شجرة الحبة الخضراء. الفلاحة: تنبت بالجبال وعلى الحجارة والشجرة عيدانها خضر إِلى السواد وحبها أخضر. ديسقوريدوس: هي شجرة معروف. جالينوس في السابعة: لحاء هذه الشجرة وثمرها وورقها في جميعها شيء قابض، وهي مع ذلك تسخن في الدرجة الثانية وهذا مما يدل على أنها تجفف أيضاً إلا أنها تسخن ما دامت طرية رطبة بعد فتجفيفها أقل حتى أنها إذا هي يبست صارت نحو الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تجفف، ويبلغ من حرارتها أن من يمضغها يعلم بحرارتها من ساعته، ولذلك صارت تدر البول وتنفع الطحال. ديسقوريدوس: قوتها قابضة وهي لذلك توافق ما توافقه شجرة المصطكي وصمغتها مثل صمغتها واستعمالنا لها مثل استعمالنا لها، وأما ثمرتها فإنها تؤكل وهي رديئة للمعدة مسخنة مدرّة للبول تحرك شهوة الجماع، وإذا شربت بالخل وافقت نهشة الرتيلا. غيره: أجود ما يكون منها الحديث الرزين. ابن ماسويه: ثمرة البطم بطيئة الانهضام رديئة الغذاء ضارة للمحرورين نافعة من وجع الطحال العارض من البرودة ولأصحاب البلغم اللزج وخاصتها إذهاب شهوة الطعام. مسيح: ثمرة البطم مسخنة للصدر نافعة من السعال. الطبري: تسخن الكليتين وتنفع من اللقوة والفالج أكلاً. الرازي: في دفع مضار الأغذية مصدّعة للرأس مبثرة للفم ويذهب ذلك عنها السكنجبين وربوب الفواكه الحامضة وأجرامها، وهي تدر الطمث ودم البواسير وتنقي وتسمن الكلي وتزيد في الباه وتحل النفخ وتكسر الرياح. الغافقي: رماد شجرة الحبة الخضراء ينبت الشعر في داء الثعلب وورق شجره إذا جفف وسحق ونخل وغلف به الرأس طول الشعر وأنبته وحسنه.

بطيخ: جالينوس في الثامنة: أما النضيج وهو البطيخ فجوهره لطيف، وأما غير النضيج فجوهره غليظ وفيهما جميعاً قوّة تقطع وتجلو، ولذلك هما يدران البول ويصفيان ظاهر البدن وخاصة إذا عمد الإنسان إلى بزرهما فجففه ودقه ونخله واستعمله كما يستعمل الأشياء التي يغسل بها البدن، والغالب عليه المزاج الرطب إلا أنه ليس بالقوي لكنه بمقدار ما يضعهما معه الإنسان في الدرجة الثانية من الرطوبة والبرودة، فإن جفف إنسان بزرهما وأصلهما لم يكن جوهره عند هذه الحال رطباً بل جوهراً مجففاً في الدرجة الأولى، وفي مبدأ الثانية وفي البزر والأصل من الجلي أكثر مما في لحم القثاء والبطيخ الذي يؤكل. ديسقوريدوس في الثانية: فافس البطيخ لحمه منضج إذا أكل أدر البول، وإذا تضمد به سكن أورام العين وقشره إذا وضع على يوافيخ الصبيان نفعهم من الورم العارض في أدمغتهم ويوضع على الجبهة للعين التي تسيل إليها الفضول، وجوف البطيخ مع بزره إذا خلط بدقيق الحنطة وعجن وجفف في الشمس كان منقياً للوسخ إذا تدلك به وصاقلاً للوجه، وأصل البطيخ إذا جفف وشرب منه مقدار درخمي بالشراب المسمى أدرومالي حرك القيء، فإن أحب أن يتقيأ بعد الطعام قيئاً بلا اضطراب فإنه يكتفي منه بوزن أوثولوس، وإذا تضمد به مع العسل أبرأ من القروح التي يقال لها الشهدية. جالينوس: في أعذيته جملة طبيعة البطيخ باردة مع رطوبة كثيرة وفيه بعض الجلاء، ولذلك صار يدر البول وينحدر عن المعدة أسرع من القرع ومن المليون، ومما يدل على أن البطيخ يجلو أنه إذا دلكت به بدناً وسخاً أنقاه ونظفه وبسبب ما فيه من الجلاء صار إذا دلكت به الوجه أذهب الكلف والبهق الرقيق الذي ليس له غور وقلعه وبزر البطيخ أحلى من لحمه حتى أن أكله ينفع الكلي التي تتولد فيها الحصاة والخلط المتولد من البطيخ في البدن رديء لا سيما إذا لم يستمر على ما ينبغي فإنه عند ذلك كثيراً ما يعرض منه الهيضة مع أنه أيضاً قبل أن يفسد يعين على القيء، ولذلك صار متى أكثر الأكل منه ولم يأكل بعد طعاماً يولد غطاء محموداً هيج القيء لا محالة، وأما المليون وهو البطيخ الصيفي المستحيل من القثاء فإنه أقل رطوبة من البطيخ والخلط المتولد عنه أقل رداءة من الخلط المتولد من البطيخ وهو أقل إدراراً منه للبول وأبطأ انحداراً عن المعدة إلا أنه ليس من شأنه أن يهيج القيء كما يفعل البطيخ ولا يفسد أيضاً في المعدة سريعاً مثل البطيخ إذا صادف في المعدة خلطاً رديئاً أو عرض له سبب آخر من أسباب الفساد، ومع أنه ناقص عما عليه الفواكه الجيدة للمعدة نقصاناً كثيراً ليس هو أيضاً بضارّ للمعدة كمضرّة البطيخ لها، وذلك أنه لا يهيج القيء كما يهيجه البطيخ، وليس عادة الناس أن يأكلوا جوف البطيخ وهو لبه الذي فيه البزر فهم يأكلون لب المليون وفي ذلك معونة له على سرعة الخروج، وإذا أكل جرمه وحده ولم يؤكل اللب فإن خروجه بالثفل يكون أبطأ من خروج جرم البطيخ. ابن ماسوية: وأما البطيخ الكائن بمرو المعروف بالمأموني الذي له حلاوة غالبة واحمرار اللون فهو يبثر الفم لكثرة حلاوته، فإن قلت: إنه حار كنت غير مخطىء. ابن سينا: إذا أفسد في المعدة استحال إلى طبيعة سمية فيجب إذا ثفل أن يخرج بسرعة وهو يستحيل إلى أي خلط وافق في المعدة. التجربتين: بزر البطيخ إذا دق ومرس في ماء وشرب نفع من السعال الحار ومن أوجاع الصدر المتولدة عن أورام حارة، ويسهل النفث ويلين خشونة الفم والحنجرة والحلق، وإذا دق ومرس في ماء قطع العطش ونفع من الحميات الحارة المحرقة الصفراوية، وينفع من أورام الكبد الحارة ويفتح سددها ويدر البول وينقي مجاري الكلي والمثانة، وينفع من حرقتها ويوضع في الأدوية المركبة النافعة من علل الكبد الباقية عن أورام حارة مثل المصطكي والسنبل وما أشبههما فيكسر من حدتها ويعينها على تحليل بقايا الورم الحار وفيه تليين يسير للطبيعة، ويقع في أدوية الحصى ليكسر من حدتها وليوصلها ويسكن ما تولده خشونة الحجر من الحرقة. الإسرائيلي: في قشر البطيخ يبس به صار صالحاً لجلاء الآنية، وإذا استعمل عوضاً من الأشنان نقى الزهومة وأذهب رائحة الفم، فأما قشره الطري فإنه إذا دلك به في الحمام نقى البشرة ونفع من الحصف، وإذا طبخ مع السكباجات وردّدت قرصت المرقة بسرعة. غيره: وشم رائحة البطيخ يبرّد الدماغ وقشره إذا طبخ  مع اللحم البقري أعان على انحداره من المعدة. وقال آخر: وإذا جفف قشر البطيخ وسحق وألقي في القندر مع اللحم الغليظ الجاسي أسرع نضجه وهراه. الرازي: في دفع مضار الأغذية البطيخ منه مستعد لأن يصير مراراً ولا سيما الحلو منه والشديد النضج إذا أكل منه المهري بل تجويفه ولم يؤكل منه إلى ناحية القشر فإنه إذا أكل كذلك كان أسرع استحالة إلى المرار، وهو مع ذلك ينفذ في العروق سريعاً فيتولد عنه حميات غب ومحرقة، وقد أخطأ يحيى بن ماسويه في هذا الموضع خطأ عظيماً بمشورته على من يأكل البطيخ بشرب الشراب، وأخذ الكندر والجوارشنات فإن هذا أردأ ما يكون لأن البطيخ مستعد في نفسه لأن يصير مراراً ولأن ينفذ في العروق بسرعة حتى أنه يدر البول، وربما فتت الحصاة وهو جلاء جداً جراد وهو كاف في نفسه في أن يستحيل مراراً وينفذ إلى العروق فضلاً عن أن يحتاج أن يزاد سخونة وحدة وسرعة نفاذ، والجوارشنات والشراب يفعل ذلك فيكون المرار المتولد عنه أحد ونفوذه أسرع، ومن أجل ذلك أقول أنه ينبغي أن يكون قصد آكل مثل هذا البطيخ أن يتبع سرعة استحالته وأن يحدره سريعاً قبل أن ينفذ شيء منه في العروق، وذلك يكون بأن يشرب عليه سكنجبينا مجرداً حامضاً ويتمشى مشياً رفيعاً خفيفاً طويلاً ولا ينام على الجنب الأيمن البتة حتى تنزل الطبيعة، فإن أبطأ نزولها كل عليه السكباج والحصرمية ونحوها وامتص الرمان الحامض ونحوه، فإن ذلك يمنع استحالته إِلى المرار وشر ما يكون إذا أخذ منه على جوع شديد ثم يؤكل بعده بسرعة ولم يؤخذ عليه شيء مما وصفنا بل ينام عليه، فإنه عند ذلك يكاد أن يهيج حمى عرقوب اللهم إلا أن يكون الإنسان مبروداً جداً، وليس يحتمل أن تنسب شيئاً مما قال يحيى بن ماسويه إلى شيء من مزاج أنواع البطيخ إلا الحامض منه والفقوس، لكن ليس ينبغي أن يترك هذا الموضع بلا تمييز ولا تفصيل فإنه كما قيل: إن البطيخ الهندي مستعدّ لأن يصير بلغماً حلواً من وقته، ولذلك لا شيء أنفع لأصحاب الحميات المحترقة والملتهبين منه، وكذلك البطيخ الحلو النضج متهيىء لأن يصير مراراً أصفر من قرب ثم له مع ذلك سرعة النفوذ إلى العروق، والبطيخ ينقي الكلي والمثانة وينفع من يعتاده تولد الحصى في كلاه وينبغي لهؤلاء أن يتجنبوا أن يأكلوا معه جبناً أو لبناً أو خبز فطير لأنه يسرع بتذرقة هذه إلى الكلى وليشربوا عليه الجلاب إن كانوا محرورين، وأما من كان ملتهب المزاج جداً فإني أشير عليه أن يتجرع الخل. والبطيخ المستطيل الحامض وإن كان لا يستحيل مراراً ليس يحتاج أن يشرب عليه الشراب ولا يؤخذ عليه الجوارشنات ولا الكندر، وذلك أن هذا البطيخ لا يؤكل للاستلذاذ بل يتداوى به المحمومون والملتهبون، وهم ينتفعون بتبريده وهو مع حموضته لا يخلو من جلاء وجرد فإن أخذ عليه بعض هذه كان هذا ضارُّا فضلاً عن أن ينفع.

بطيخ هندي: هو البطيخ السندي وهو الدلاع أيضاً. الرازي في دفع مضار الأغذية: أما البطيخ الهندي فإنه قويّ الترطيب والتطفية مستعدّ لأن يصير بلغماً حلواً، ولذلك صار نافعاً لأصحاب حميات الغب والمحرقة، ومن يحتاج أن يتولد فيه بلغم رطب ليقاوم مراراً حاراً في كبده ومعدته وعروقه رديء الكيفية قليل الكمية لا يسهل إخراجه بدواء مسهل لقلته ولحوجه ولضعف البدن ونقصان لحمه ودمه، فإنه في هذه الحال يحتاج أن يبدل مزاجه بالأشياء الحامضة، فإن التفهة في هذا الوقت أوفق إذ كانت الحوامض لا تخلو من تقطيع وتلطيف ومثل هذا البدن لا يحتمل مثل ذلك فإن أدمت عليه السكنجبين زاده هزالاً وأضعف قوته وأوهن معدته وربما أسحج أمعاءه، فإن أثمن عليه الحوامض التي معها قبض لم يخل من إِنفاخه والزيادة في سدد إن كانت في كبده ومسامه ولم يرطب أيضاً لأن القابض الحامض يجفف ولا يرطب، وأما التفه لا سيما ما له غلظ جرم مع أدنى حلاوة كما عليه البطيخ الهندي فإنه يرطب ويبدل المزاج الحار ويولد في الكبد لحماً مائياً يصلح به رداءة الدم المراري الذي في العروق إذا امتزج به، وقد يفعل الخيار قريباً من هذا الفعل إلا أنه يدر البول إدراراً كثيراً، فلذلك تكون منفعته أقل في هذا الموضع. التميمي في كتابه المرشد: ومن البطيخ نوع صغير مستدير مخطط بحمرة وصفرة على شكل الثياب العتابية وهو المسمى الدستبويه فإن العامة بمصر يسمونه اللقاح ويظنون أنه نوع من اللقاح وليس هو منه في شيء، وقد يسمى هذا النوع من البطيخ بالعراق الخراساني ويسمونه الشمام أيضاً وهو في طبيعته ومزاجه متوسط بين البطيخ المعروف عند العامة بالبطيخ على الحقيقة وبين طبيعة البطيخ الدلاع الذي هو البطيخ الهندي إلا أنه أغلظ من البطيخ وأقل رطوبة وأرق من الدلاع وأزيد في الرطوبة، ومن أجل ذلك صار كيموسه المتولد عنه، ليس بالمذموم، وخاصيته أن رائحته باردة طيبة مسكنة للحرارة جالبة للنوم، ومن أجل ذلك ظنت العامة أنه نوع من اللفاح الذي هو ثمر اليبروح. مسيح: والبطيخ الصغار التي سمته أهل الشام دستبويه من شأنه إطلاق البطن.

بطره: أبو العباس النباتي: إسم لنبات حمصي الورق مشهور ببلاد أشبيلية من بلاد الأندلس، ويسميه بعض أهل أشبيلية بالشلين، وبعض عوام الشجارين بعرق السوس البلدي، وصحت التجربة فيه بالنفع من النواصير حيث كانت.

بط: الرازي في الحاوي: قال ابن ماسويه: إنه كثير الرطوبة بطيء في المعدة. وقال جالينوس في كتاب الكيموسين: إن جميع أعضاء الأوز عسرة الانهضام ما خلا أجنحته. وقال وأصبت لابن ماسويه: إن لحم البط يصفي الصوت واللون ويسمن ويزيد في الباه، ويدفع الرياح حار لين دسم ثقيل في المعدة يقوّي الجسم، وكبد البط المسمن الذي يعجن غذاؤه باللبن لذيذ جداً كثير الغذاء يولد دماً محموداً وخلطاً في غاية الجودة وحاله في الانهضام في المعدة وخروجه من البطن على أصلح ما يكون. العلهمان: لحمه أحرّ وأغلظ من لحوم الطير الأهلية. الرازي: لحمه حار في غاية الحرارة على أني قد أكلت منه فأسخنني ثم أطعمت منه المحرور فحم. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما لحوم البط والأوز فأكثر فضولاً من لحوم الدجاج المسمنة وهو مع ذلك زهم سهك وتكثر السهوكة فيه حسب موضعه وغذائه وما كثر ذلك فيه فهو أردأ، والدم المتولد منه أشر وأسرع إلى العفونة، ويصلح من لحمه أن يطبخ بالخل والأفاويه الطيبة الملطفة والبقول التي تلك حالها كالسذاب والكرفس والفوتنج فإن أكل أسفيدباجا فليصب عنه ماء أو ماءان لتقل سهوكته ثم يلقى معه الحمص والكراث والدارصيني، وإن شووه فليمسح بالزيت ويجعل في جوفه رؤوس البصل وأسنان من ثوم فإن ذلك يذهب سهوكته، وإن مقر فليكن بالخل الثقيف بعد أن يصلق صلقة ويصب ماؤه ويحشى جوفه بالكزبرة والكرفس والسذاب وأسنان الثوم وقطع من الدارصيني، وليكن عنايك بإصلاح ما عظم وسهك منها أكثر مما صغر وقلت سهوكته. جالينوس: لملكة الروم لحم البط فيه زهومة ولذلك يضر بالمعدة ولا ينهضم سريعاً ويلطخ المعدة، وإذا أراد الإنسان أن يأكل منه في بعض الأوقات فليأكل من غير أن يكثر أفاويهه وتوابله، ولا ينبغي أن يكثر منه ولا يشبع لأنه إذا أكل على هذه الصفة لم يضر، وأما البط الذي يكون في البريّة والصحاري فينبغي أن يجتنب لأن الزهومة غالبة عليه، وقال في المعامر: مع شحم البط من تسكين الوجع أمر عظيم. وقال في الأولى من فاطاخالس: إن شحم البط أفضل من الشحوم كلها. سامويه: مسكن للدغ الكائن في عمق البدن حار لطيف. الرازي: لم أر شحماً ألطف وأشد تلييناً وتحليلاً منه ويلين هذا وحده. وقال غيره: لدماغ البط جيد لأورام المقعدة وقانصته كثيرة الغذاء، وإذا انهضم لحم هذا الطير كان أغذى من لحوم جميع الطيور. جالينوس في العاشرة: ذيول البط ليس يستعملها لفضل حدتها، وقد زعم قوم أنه يحلل الخنازير.

بطراساليون: معناه الكرفس الصخري لأن بطرا باليونانية صخروساليون كرفس، وسيأتي ذكره مع الكرفس في حرف الكاف.

بطباط: هو عصا الراعي، وسيأتي ذكره في حرف العين.

بطاريس: هو السرخس باليونانية.

بطراخيون: تأويل هذا الإسم باليونانية الضفدعي وهو الكيبيكج، وسيأتي ذكره في حرف الكاف.

بطولاون: معناه باليونانية دهن الحجر وهو النفط، وسنذكره في حرف النون.

بعر: يذكر مع الزبل في حرف الزاي.

بقلة حمقاء: وهي البقلة المباركة والبقلة اللينة والعرفج والعرفجين أيضاً وهي الرجلة. جالينوس في السادسة: هذه البقلة باردة مائية المزاج وفيها أيضاً قبض يسير، ولذلك صارت تمنع الموادّ المتحلبة والنزل وخاصة ما كان منها مائلاً إلى المرارة والحرارة مع أنها تغير هذه الموادّ وتحيل مزاجها وتبرّد تبريداً شديداً تكون قوّته في التبريد بعيدة عن المزاج المعتدل في الدرجة الثالثة من درجات البعد، وفي الترطيب في الدرجة الثانية ومن أجل ذلك هي أنفع الأشياء كلها لمن يجد لهيباً وتوقداً متى وضعت على فم معدته، وعلى ما دون الشراسيف منه وهي تسقى مع هذا للضرس العارض في الأسنان، وذلك لأنها تملس وتملأ الخشونة التي عرضت لها من ملاقاة الطعوم الخشنة بسبب ما لها من الرطوبة اللزجة، وعصارة هذه البقلة قوتها أيضاً على ما وصفت فهي لذلك ليس إنما تبرد إذا وضعت من خارج فقط، بل قد تفعل ذلك إذا شربت أيضاً. والبقلة نفسها إذا أكلت فعلت هذا نفسه وبسبب ما هي عليه من القبض هي موافقة أيضاً لمن به قرحة في الأمعاء إذا أكلت، وللنساء اللواتي يعرض لهن النزف ولمن ينفث الدم وعصارتها أبلغ وأقوى في مثل هذه المواضع. ديسقوريدوس في الثانية: قوها قابضة وإذا تضمد بها مع السويق نفعت من صدع الرأس وأورام العين الحارة وسائر الأورام الحارة والالتهاب العارض في المعدة والحمى ووجع المثانة، وإذا أكلت سكنت الضرس والالتهاب العارض في المعدة وسيلان الفضول إليها، وتنفع من لدغ الكلي والمثانة وتضعف شهوة الجماع، وكذلك يفعل ماؤها إذا شرب وينتفع به في الحميات والدود ونفث الدم من الصدر وما فيه وقرحة الأمعاء والبواسير التي يسيل منها الدم ونهشة الحيوان الذي يقال له سقس، وقد يقع في أخلاط الأكحال فينتفع به، ويهيأ منه ضماد وحقنة لوجع الأنثيين اللتين ينحدر إليهما البلة من فساد المعدة ولسيلان الفضول إلى الأمعاء وللحرقة العارضة فيها وفي الرحم، وقد يخلط بدهن ورد ويصب على الرأس للصداع العارض من الشمس، وقد يخلط بالشراب ويغسل به الرأس للبثور الظاهرة التي تسمى صفاقاً، وقد يتضمد به مع السويق للجراحات التي يعرض لها العارض المسمى سفافالس. أبقراط: الرجلة تظلم البصر وتمنع القيء. ماسرحويه: حبها ينفع من القلاع والحرّ الذي يكون في أفواه الصبيان. ابن ماسويه: قاطعة لشهوة الطعام وهذه خاصيتها. مسيح: تقلع الثآليل إذا دلكت بها. حبيش: ماؤها إذا احتقن به غير مغلي ينفع من انصباب المرة الصفراء إلى الأمعاء ويمسك الطبيعة المنطلقة من المرار الأصفر وبزرها بارد وفيه لزوجة وقبض يسير ينفع من بدو الحصاة ويدر البول ويسهل الطبيعة إذا شرب غير مقلو وإن قلي قوى المعي وأمسك الطبيعة. الرازي في دفع مضار الأغذية: هي باردة مطفئة للعطش تبرد البدن وترطبه وتنفع المحرورين وأصحاب الحميات إذا ألقيت في ألوان طبيخهم المبردة كالحصرمية والمضيرة وتنفع من حرقة البول، وهي في الجملة صالحة للمحرورين وفي الأزمان والبلدان الحارة. وقال في كتاب خواصه قال بليناس: من وضع البقلة الحمقاء في فراشه لم ير حلماً ولا مناماً ألبتة. ابن سينا: عصارتها تخرج حب القرع وإن شربت البقلة الحمقاء وأكلت قطعت الإسهال، وتنفع الحميات الحارة وغذاؤها قليل غير موفور وتنفع من أوجاع الكلي والمثانة وقروحهما وتنفع من حرقة الرحم، وزعم ماسرحويه أنها تزيد في الباه، ويشبه أن يكون ذلك في الأمزجة الحارة اليابسة. غيره: وقد تزيد في المني في الأبدان المحرورة القشفة للدونتها. التجربتين: تغلظ الدم الرقيق وتقطع العطش المتولد عن حرارة المعدة والقلب والكبد والكلي المعروف بديانيطس وتنفع من حرق النار بطبوخة ونيئة تضميداً بها.

بقم: أبو حنيفة: هو خشب شجر عظام ورقه مثل ورق اللوز الأخضر وساقه وأفنانه حمر، ونباته بأرض الهند والزنج ويصبغ بطبيخه. اِبن رضوان: يلحم الجراحات ويقطع الدم المنبعث من أيّ عضو كان ويجفف القروح. ابن حسان: يقال أنه إذا شرب من أصله مسحوقاً قدراً مّا قتل شاربه.

بقس: وأهل الشام تسميه الشمشار وهو باليونانية بسقيس. ابن حسان: هي شجرة يشبه ورقها ورق الآس وعودها أصفر صلب ولها حب أسود كحب الآس قابض يعقل البطن إذا شرب منه وينشف بلة الأمعاء. الشريف: نشارة خشب البقس إذا عجنت مع الحناء وضمد بها الرأس قوت الشعر ونفعت من الصداع وجمعت تفرّق الشؤون وإذا عجنت ببياض البيض وغبار الحواري وضمد بها الوثي نفعته.

بقم: بضم الباء المنقوطة بواحدة من أسفلها وضم القاف أيضاً وهي مشددة ثم ميم إسم ببلاد اليمن الشجرة جوز مائل، وسيأتي ذكرها في الجيم.

بعثوفوثن: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق الجرجير حريف وهو أغلظ ورقاً من الجرجير، وله ساق مربعة وزهر شبيه بزهر الباذروح وثمرة شبيهة ببزر الكرَاث، وأصل أسود وفيه صفرة مستديرة كأنها تفاحة صغيرة رائحته شبيهة برائحة السداب ينبت هذا النبات في مواضع صخرية. جالينوس في الثامنة: أصل هذا النبات وثمرته وورقه قوّتها تحلل وتجذب وطعمها مع هذا حريف، وورقه يحلل الرياح والخراجات والثآليل المنكوسة، وثمرته أقوى من ورقه، ويمكن فيه أن يفعل هذه الأفعال إذا هو خلط مع الأضمدة المحللة بمنزلة الضماد المتخذ من دقيق الشعير، وشأنه أن يجذب السلاء وكل ما سبيله سبيل السلاء ويخرجه إلى ظاهر الجلد، وأما أصله فيفعل في تلك الخصال الأخرى التي ذكرناها بيسرة لكنه يخرج مرة صفراء بالإسهال. ديسقوريدوس: وإذا شرب من ثمره مقدار درخمي أحدث أحلاماً كثيرة فيها تخليط وتشويش، وإذا تضمد بها مع سويق الشعير حللت الأورام البلغمية وأخرجت الأزجة والسلاء من اللحم وقلعت الثآليل، وإذا تضمد بالورق حلل الخراجات والحبون، وأصله يسهل البطن، وينبغي أن يعطى منه درخميان بالشراب الذي يقال له مالقراطن.

بقلة يمانية: هي البقلة العربية أيضاً والبربوز والجربوز وهو البليطس عند أهل الأندلس فاعرفه. ديسقوريدوس في الثانية: هذه البقلة تؤكل وهي ملينة للبطن، ليس فيها من قوة الأدوية شيء ألبتة. جالينوس في السادسة: هذه بقلة تؤكل ومزاجها رطب بارد في الدرجة الثانية. ابن سينا: هي مائية كالقطف لا طعم لها وهي في ذلك أكثر من جميع البقول وأشدَ ترطيباً من الخس والقرع وغذاؤها يسير ونفوذها ليس بسريع لفقدانها البورقية أصلاً، ويضمد بها الأورام الحارة والقروح بأصلها الشهدية ويخلط عصيرها بدهن الورد فينفع من الصداع العارض من احتراق الشمس. ابن ماسويه: تولد خلطاً محموداً ومذهبها مذهب الغذاء لا مذهب الدواء نافعة للمحرورين مسكنة للسعال والعطش العارضين من المرة الصفراء والحرارة، ولا سيما إذا سلقت وطحنت وصير فيها دهن اللوز الحلو وماء الرمان الحلو والكزبرة الرطبة واليابسة. الرازي: أقل برداً ولزوجة من القطف وهي قريبة من الاعتدال إلا أنها تبرد على حال وترطب وهي أعدل من جل هذه البقول ولا يحتاج المحرور إلى إصلاحها، فأما المبرودون فإن أدمنوها فليأخذوا عليها بعض الجوارشنات.

بقلة الرمل: الشريف: وتسميها العرب بقلة البراري ذكرها ابن وحشية. وقال: سميت بذلك لأنها تنبت في الرمال القفرة وهي تشبه في نباتها نبات القنابري إلا أنها ألطف منه قليلاً وتخالف القنابري في الطعم، وله زهر لونه أصفر يبزر مكان الورد بزراً يكون شبيهاً بحب القطن، وله عروق ليست بغائرة في الأرض بل تنبسط على وجه الأرض وتوجد في آخر الشتاء المتتابع الأمطار، وتنبت بلا زرع وطعمها مالح تشوبه مرارة طيبة وتؤكل هذه البقلة نيئة ومطبوخة في شهر أيار وفي آخر نيسان وهي مما تصلح الأمزجة وتقوّي الأحشاء والمعدة والكبد، وتنفع من خفقان القلب وتطيب النكهة وتشدٌ فم المعدة، وإذا بخر بعروقها لحمى الربع والحمى البلغمية تنفع منهما وإذا وضعها إنسان تحت وسادته ونام رأى في منامه أحلاماً حسنة، وقد جرب ذلك فصح.

بقلة ذهبية: هي القطف وسأذكره في القاف وهو بقل الروم.

بقلة الأمصار: هي الكرنب، وسيأتي ذكره في حرف الكاف.

بقلة باردة: هي اللبلاب، وسيأتي ذكره في حرف اللام.

بقلة يهودية: تقال على التفاف وهو نوع من الهندبا البرّي، ويقال أيضاً على الدواء المعروف بالقرصعنة وهو الأصح، وسيأتي ذكرها في القاف.

بقلة الضب: قيل أنه الريحان البري.

بقلة الخطاطيف: هي العروق الصفر، وسيأتي ذكرها في حرف العين.

بقلة أترجية: تقال على الدواء المسمى بالفارسية كروان، وسأذكره في حرف الكاف، وعلى الدواء المعروف بالباذرنجبويه، وقد تقدم ذكره في حرف الباء.

بقلة حامضة: ابن ماسويه: هذه البقلة تشبه الكرنب الخراساني وهي باردة يابسة في وسط الدرجة الثانية مطفئة لحرارة الصفراء تعقل البطن وتشهي الطعام إذا كان صاحبه فاسد الشهوة من قبل الحرارة، محمودة للمحرورين ضارة لأصحاب البلغم.

بقلة مباركة: هي الهندبا وسيأتي ذكرها في حرف الهاء. وقال قوم: بل المباركة هي الرجلة وهذا هو الأصح وقد تقدّم ذكرها.

بقلة لينة: هي الرجلة أيضاً.

بقلة دشتي: البقول الدشتية هي البقول البرية كلها كالشاهترج والطرحسقوق واليعضيد والتفاف، إلا أن التفاف خاصة خص بهذا الإسم دون سائرها، وقد ذكرت التفاف في حرف التاء، ومن الناس من يصحفه فيقول بقل ريشي وبقل دمشقي والصحيح دشتي.

بقلة الملك: هو الشاهترج.

بقلة حمقاء برية: تقال على الدواء المسمى باليونانية طباً أفيون، وقد ذكرته في الطاء، وقد يقال على صنف آخر من اليتوعات وهو الحلتيت، وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة فاعرفه.

بقلة الرماة: هذه البقلة تكون بثغور بلاد الأندلس وهي مشهورة بهذا الإسم، وقد عرض للغافقي أن ذكرها في حرف الألف في الأفيون ونقلتها عنه هناك وأما ههنا فإنه ذكر ماهيه الدواء المذكور، وهذا نص كلامه بعينه وهو من النبات المستأنف كونه في كل عام ورقه يشبه ورق لسان الحمل أو ورق النبات الذي يقال له لسان الذئب إلا أنه أميل إلى الغبرة، وله أصول دقاق ذات شعب خارجها أسود وداخلها أبيض يحفر عنها في شهر حزيران، ويجمع فتقشر ويؤخذ لحاؤها فيدق ويعصر وتخرج عصارته فتطبخ حتى تصير كالزفت، ويرفع هذا الدواء فيطلى به النشاب ويرمى به الصيد فيقتل إذا خالط الدم قتلاً وحياً، وأما الأصول التي قشر عنها اللحاء فتبيعها الصيادلة عندنا مكان الكندس وليست به وهي حارة جداً تقيىء بقوة قوية وسقيها خطر وهي محركه للعطاس ويسمى هذا النبات بعجمية الأندلس يرابله.

بقلة الأوجاع: أبو العباس الحافظ: سمعت بذلك ببعض بوادي أفريقية عند العربان إسماً للنبات المسمى بالمغرب فوجده وهو مختبر في إزالة الأوجاع من البطن كله، وهذا الدواء مختبر بالأندلس أيضاً، وقد صحت لي فيه التجربة وهو مما تحققت بالرؤية وقد كان بعض من مضى من الشجارين عندنا بالأندلس يسميها بأذن الجدي، وهو النبات الذي سماه ديسقوريدوس فافاليا، وفي أطرافه مشابهة من السمونيون، وفي طعمه بعض شبه من الأنيسون بيسير مرارة ليست بظاهرة.

بقر: جالينوس في كتاب أغذيته: لحم البقر غذاؤه غذاء ليس بيسير ولا بسريع التحلل إلا أن الدم المتولد عنه أغلظ من المقدار الذي يحتاج إليه، وإن كان الذي يأكل لحم البقر صاحب مزاج مائل إلى المرة السوداء بالطبع إذا هو أكثر منه أعمى بالأمراض الحادثة عن المرة السوداء كالسرطان والجذام والعلة التي يتقشر معها الجلد وحمى الربع والوسواس وبعض الناس يعرض له منه غلظ في طحاله ويفسد به مزاج بدنه ويصيبه منه استسقاء، والمقدار الذي يفضل به لحم البقر على لحم الخنزير في الغلظ بحسب فضل لحم الخنزير على لحم البقر في اللزوجة والمتانة وهو أوفق للاستمراء. الرازي في الحاوي، قال أبقراط في كتاب ماء الشعير: ليس لحم أقوى ولا أطيب من لحم البقر، وإنما يضر من لم يقو على هضمه، وإذا انهضم غذى غذاء كثيراً قوياً غليظاً، وأجوده ما أطيل وأجيد طبخه فإن طول الطبخ يهيئه لسرعة الهضم. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما لحوم البقر فيتولد منها دم غليظ متين جداً وليس بلزج جداً وهو أصلح لمن يديم الكد والتعب ولا تصلح إدامته لغيرهم، وإن أدمنه من ليس بموافق له أورثه غلظ الطحال والدوالي والسرطان ونحوها من الأمراض المتولدة عن هذا الدم المائل إلى السوداء، ولذلك ينبغي أن يدفع هذه المضار من يدمن هذا اللحم بالتعاهد بإسهال السوداء ولا يتعرض لإدرار البول ويجتنب الشراب الغليظ الأسود خاصة ويشرب الرقيق المائي في حال التهابه والرقيق الأصفر في وقت سكون بدنه والخل الثقيف وإن كان قد يفي بدفع مضرة غلظ هذا اللحم فليس يفي بأن يجعل الدم المتولد منه غير مائل إلى السوداء، ولذلك كان الأجود أن يتعاهد المدمن لأكله إسهال السوداء، وقد ينتفع به المحرورون وأصحاب الأكباد الحارة بالسكباج المتخذ من لحم البقر لا سيما مرقه المبرد المصفى عن دسمه المسمى الهلام، فإن هذا المرق يبلغ إلى أن يذهب باليرقان إذا تؤدم به مع الخيار وتحسى منه، فأما المبرودون فيصلحون اللحوم البقرية بعد التهرية بالخل والعسل والكاشم والثوم والسذاب والجرجير، ويأكلون من بعدها الخردل ويقلون شرب الماء عليها حتى يخف البطن ثم يشربون عليه أقوى الشراب. ابن سينا: سكباجه يمنع سيلان المواد إلى المعدة والأمعاء ويمنع الإسهال المراري وتقطيعه، وكذا قريض لحمه بالكزبرة والخل والحموضات التي تشبهه والكزبرة اليابسة وقليل الزعفران، وإذا جعل لحم البقر ومعه قشر البطيخ هراء في الطبخ ولم يطل لبثه في المعدة، ولحم البقر المهزول إذا شوي وقطر في الأذن ماؤه قتل الدود المتولد فيها، وإذا حمل على حرق النار منعه من التنفط. الرازي في الحاوي قال: برادة قرن الثور إذا شربت بماء حبست الرعاف وكذا تفعل عظام فخذيه، وربما حبست البطن. وقال بولس: إن أحرق قرنه وشرب مع الماء حبس نفث الدم. وقال: وكعب البقر إذا أحرق وسحق بالخمر نفع من وجع الأسنان، وإذا شرب مع العسل استفرغ حب القرع من البطن، وإن شرب بسكنجبين أذيل الطحال العظيم وهو مهيج للباه. غيره: وظلف الجاموس إذا أحرق وسحق وشرب نفع من الصرع، وإذا خلط رماده بالزيت حلل الخنازير ونفع من داء الثعلب. الغافقي: وكعبه إذا أحرق وسحق وشرب بعسل قرح القلب وأخضب البدن وقوى الكبد، وإذا اكتحل به أحذ البصر والشربة منه ثلاثة مثاقيل. ديسقوريدوس: ومرارة البقر يتحنك بها مع العسل للخناق وكذا تفعل إذا غمس فيها ريشة وطلي بها على الحلق وتبرىء أيضاً القروح العارضة في المقعدة، فإذا خلطت بلبن عنز أو لبن امرأة وقطرت في الأذن التي يسيل منها القيح أو عرض لها انخراق وجراح أبرأتها، وقد تخلط بماء الكراث لطنين الأذن، وقد تقع في أخلاط المراهم التي تمنع الحمرة من الجراحات وتقع في أخلاط لطوخات نافعة من نهش الهوام، وقد تصلح إذا خلطت بالعسل للقروح الخبيثة ووجع الفروج والذكر والجلدة التي تحوي البيضتين، وإن خلطت بالنطرون والطين المسمى قيموليا أبرأت الجرح المتقرح والجرب والبرص والنحالة العارضة للرأس برأ قوياً وأما أخثاء البقر الأناث التي في المرعى إذا وضع حين يروثه على الأورام الحارة العارضة من الجراحات سكنها، وقد يلف بورق ويسخن على رماد حار ثم يطرح الورق ويوضع الأخثاء على الأورام، وقد ينتفع به انتفاعاً بيناً من عرق النسا إذا وضع على هذا الموضع، وإذا تضمد به مع الخل حلل الخنازير والأورام  الصلبة والأورام التي يقال لها فوجثلا، وأخثاء الثور خاصة إذا تبخر به أصلح حال الرحم الناتىء، وإذا بخر به طرد البق. جالينوس في العاشرة: وزبول البقر يابسة محللة وفيها قوة جاذبة، ولذلك تنفع من لسع النحل والزنابير، ويمكن أن يكون فعلها لذلك من قبل طبعها، وقد كان رجل من أهل آسيا مشهور بالطب يطلي أصحاب الاستسقاء بالأخثاء على بدنهم كله فينتفعون بذلك منفعة عظيمة، وكان هذا الطبيب يستعمل أخثاء البقر في الأعضاء الورمة، ولا سيما أعضاء أبدان الأكرة، وكان يجمع أخثاء البقر في فصل الربيع وهي رطبة، وكان اختياره لأخذه ذلك في فصل الربيع لأن البقر في ذلك الوقت ترعى العشب الأخضر الرطب، وقوّة أخثاء البقر إذا رعت العشب تكون لينة جداً وأما أخثاء البقر إذا أكلت الحشيش اليابس فقوّتها قوّة يابسة، والأخثاء الكائنة في فصل الربيع هي وسط بين الأخثاء الكائنة من اعتلاف التبن والكرسنة وأخثاء البقر التي تعتلف الكرسنة نافعة لأصحاب الاستسقاء، ولا ينبغي أن يذهب عنك أن هذه الأشياء كلها إنما ينبغي أن تستعمل في أبدان الأكرة والحفارين والحصادين وغيرهم ممن يكثر عمله ويتكزز بدنه، وقد كان ذلك الطبيب يستعمل أخثاء البقر في الأورام الصلبة كلها، وكان عند ذلك يعجنها بالخل ويضمد بها الأورام، وقال في رسالة الترياق إلى قيصر: إن أحرقت أخثاء البقر بعد أن تجفف وسقي منها المستسقي نفعته نفعاً بيناً. سفيان الأندلسي: أخثاء البقر إذا كانت حارة نفعت من الوثي الحديث. ابن سينا: أخثاء البقر من بخورات الرئة في السل ونحوه. الطبري: إن وضع على النقرس مع شيء من رماد وشيء من زيت نفع، وإن أحرق ووضع منه في المنخرين مع الخل حبس الرعاف وهو نافع من جميع السمائم إذا شرب ووضع على موضع اللسع، وإذا دخن به طرد الهوام جميعها، وإذا طبخ بالزيت ووضع حاراً على البدن وترك حتى يجف ثم رفع ذلك ووضع غيره وفعل به ذلك مراراً أخرج النصل والقصب، وإن بخرت به المرأة سهل الولادة وأخرج الجنين الميت وقتل الحي. قال: وتؤخذ الأخثاء وتوضع في قدر نحاس ويصب عليها ما يكفي من الزيت وتطبخ ثم تفتر ويضمد بها أسفل السرة إلى العانة والخاصرة فينتفع به من القولج والرياح نفعاً بيناً إذا فعل به ذلك أياماً. ماسرحويه: إن طلي زبل البقر على الركبة بعد أن يسحق بخل ويطلى على الألم نفع جداً وكذا إن طلي على لسع الزنبور ببوله. ديسقوريدوس: وبول الثور إذا سحق بالمر وقطر في الأذن سكن وجعها. غيره: ينفع من وجع المقعدة إذا جلس فيه. ديسقوريدوس: ودم الثور إذا تضمد به حاراً مع السويق حلل ولين الأورام الصلبة. وقال في موضع آخر: من سقي شيئاً من دم البقر ساعة يذبح يختنق لأنه يسد الحنجرة واللوزتين ويشنج العصب ويحمر منه اللسان والأسنان ويعلو الأسنان منه حب لحم جامد، وينبغي لنا أن نحذر عليهم العي لأنه يسد المريء باندفاع الدم إليه لأن الدم يجمد في المعدة ويطفو فوقها فنسقي صاحب هذا ما يذيب الدم الجامد ونسهل بطنه بأكل التين الفَج وهو ملآن لبناً ونسقيهم من الأنفحات ما قدرنا عليه مع خل وبزر الكرنب ورماد السرو وورق النبات المسمى باليونانية فوتورا وهو الطباق بالعربية مع الفلفل وعصارة العوسج فإن نجا من الموت فعلامته أن يأتي من بطنه الأسفل شيء شبيه بالزعفران فيجري من دبره، وينبغي أن نضمد بطنه ومعدته بدقيق شعير وماء العسل.

بكا: أبو العباس النباتي: شجر معروف عند العرب بمكة وهو شجر شبيه بالبشام ورقه كورقه إلا أنه أطول مائل إلى ورق الصعتر الأبيض في الشبه وثمره كذلك إلا أنه أكبر منه وأَميل إلى الاستدارة ويسيل منه دمعة بيضاء عندما يقطع ورقه ويستاك بأغصانه.

بلسان: شجر لا يعرف نباته اليوم بغير مصر خاصة بالموضع المعروف منها بعين شمس. ديسقوريدوس في الأولى: بلسان عظم شجرته مثل عظم شجرة الحبة الخضراء أو مثل شجرة بوراقيني له ورق شبيه بورق السذاب غير أنه أشدّ بياضاً بكثير وأدور ورقاً ويكون في بلاد اليهود فقط في غورها، وقد يختلف بالخشونة والطول والدقة، وقد يسمى ذلك الدقيق الذي يشبه الشعر الموجود في شجرة البلسان بأرسطون، ولعله يسمى هكذا لهيئة خضرته إذا كان دقيقاً ويسمى أفويلاسيمون، وأما دهن البلسان فإنه يخرج بعد طلوع القلب بأن تشرط الشجرة بمشراط من حديد، والذي يسيل منه شيء يسير، والذي يجتمع منه في كل عام ما بين الخمسين إلى الستين رطلاً ويباع بضعف وزنه فضة، والجيد منه الحديث القوي الرائحة خالصها ليس فيه شيء من رائحة الحموضة سريع الانحلال بالماء لين قابض يلذع اللسان لذعاً يسيراً، وقد يغش على ضرور لأن من الناس من يخلط به بعض الأدهان مثل دهن الحبة الخضراء ودهن الحناء ودهن شجرة المصطكي ودهن السوسنِ ودهن البان والدهن الذي يقال له ماطونيون وهو دهن العثة، وبعض الناس يخلط به عسلاً أو شمعاً قد خلط بدهن الآس أو بدهن الحناء حتى يرق جداً، والسبيل إلى معرفة هذا هينة، وذلك أن الخالص إذا قطر منه على صوفة وغسلت بالماء من بعد فليس يؤثر فيها، وأما المغشوش فإنه يبقى فيه أثر، وأيضاً الخالص إذا قطر منه على لبن أجمده والمغشوش لا يفعل ذلك، والخالص إذا قطر في الماء انحل ثم يصير إلى قوام اللبن بسرعة، وأما المغشوش فإنه يطفو مثل الزيت ويجتمع ويتفرق ويصير بمنزلة الكواكب، والخالص على طول الزمان يثخن فيشتد، وقد يغلط من يظن أن الخالص إذا قطر على الماء يغوص أولاً في عمقه ثم يطفو عليه وهو غير منحل، وأما العود الذي يقال له عود البلسان فإن أجوده ما كان حديثاً دقيق العيدان أحمر طيب الرائحة خشناً يفوح منه رائحة دهن البلسان واختر من حبه فإن الحاجة إليه اضطرارية ما كان منه أشقر ممتلئاً كبيراً ثقيلاً يلذع اللسان ويحذو حذواً يسيراً ويفوح منه رائحة دهن البلسان وقد يؤتى بحب من البلاد التي يقال لها ابطرانيون شبيه بالأوفاريقون يغش به حب البلسان ويستدل عليه من أنه صغير فارغ ضعيف القوّة شبيه بطعم الفلفل. جالينوس في السادسة: البلسان يجفف ويسخن في الدرجة الثانية وهو مع هذا لطيف وللطافته صارت رائحته طيبة، وأما دهنه فهو ألطف قوّة من النبات نفسه وليس له من الأسخان قدر ما يظن به قوم غلطاً منهم بسبب لطافته، وأما ثمرته وهو حب البلسان فقوّتها من جنس هذه القوّة بعينها إلا أنها أقل لطافة من دهن البلسان. ديسقوريدوس: قوّة دهن البلسان شديدة جداً وهو حار مفرط الحرارة ويجلو ظلمة البصر ويبرىء من برد الرحم إذا احتمل مع شحم ودهن ورد، ويخرج المشيمة والجنين، وإذا دهن به أبطل النافض وينقي القروح الوسخة، وإذا شرب أدر البول وكان موافقاً لمن به عسر البول لإنضاجه الفضول، وإذا شرب كان موافقاً لمن شرب السم الذي يقال له افوبيطن وهو خانق الثمر ولمن نهشه شيء من الهوام، وقد يقع في أخلاط بعض الأدهان التي تحلل الأعياء وأخلاط بعض المراهم وبعض المعجونات، وبالجملة أقوى ما في البلسان دهنه وبعده حبه وبعده عوده وحبه موافق إذا شرب لمن به شوصة أو ورم حار في رئته أو من به سعال أو عرق النسا أو صرع أو سدد، ومن لا يمكنه التنفس دون أن ينتصب أو من به مغص أو عسر بول أو من به نهشة شيء من الهوام، وإذا وقع في أخلاط الصوف التي تنفع من وجع الأرحام، وإذا طبخ وجلس في مائه النساء فتح فم الرحم لفتحه وجذبه منه الرطوبة وللعود قوة الحب، غير أنه أضعف منه، وإذا طبخ بماء وشرب نفع من سوء الهضم، ومن نهشه شيء من الهوام ومن به تشنج في العصب ويدر البول ويوافق القروح العارضة في الرأس مع النوع من السوسن المسمى إيرسا إذا أخذ يابساً ويخرج قشور العظام وقد يقع في أخلاط الطيب. الرازي. دهن البلسان يفتت الحصاة وبعين إذا احتمل على الحبل، وإذا دلك به الذكر نفع من استرخائه وكان في ذلك عجيباً. ومن خواصه أنه إن دهن به الحديد اشتعلت فيه النار الطبري: لطيف ينفع من لدغ العقارب ويسكن وجع الأذن إذا قطر فيها. ابن عمران: دهن البلسان نافع من السعال المتولد من البرد إذا أخذ منه وزن مثقال يصب على سكرجة من ماء الزوفا المطبوخ وشرب على الريق ومرخ الصدر به من خارج. الإسرائيلي: ومن منافعه أنه إذا طلي به على البياض غيره ونقاه. ابن أبي الأشعث: دهن البلسان أحد أركان الترياق الفروق، ومتى برد الدماغ حتى تحدث منه السكتة وعمل منه، ومن دهن الزنبق فتيلة وتحمل بها نفع من ذلك منفعة عجيبة وينفع من ابتداء الماء كحلاً وإذا حدث في البدن اختلاج أو رعشة أو لقوة أو برد البدن بأسره وصغر النبض ووجد كلال في الحركة وثقل فأخذ من هذا الدهن وزن دانق إلى ثلاثة دوانيق وخلط مع أوقية دهن لوز مر ونحوها أو خلط بعسل وسقي منه العليل فإنه يبرأ بإذن اللّه. الرازي: عوده وحبه ينفعان من لدغ العقارب الإسرائيلي: عصير ورق البلسان إذا تجرع قلع العلق المتعلق بالحلق ونفع من الصداع العارض من الرطوبات الغليظة وإذا أحرق قشر عود البلسان وعجن بالخل وطلي به على للثآليل قلعها. التيمي في كتاب المرشد: قشر عوده الرطب إذا ربي بالعسل كان منه دواء نافع للمعدة مسخن لها مقو لها ويجلو رطوبتها. بديغورس: وبدل دهن البلسان إذا عدم دهن الكادي ونصف وزنه من دهن البان الفائق وربع وزنه من الزيت العتيق. الرازي: بدل دهن البلسان دهن الفجل. وقال بياذوق: بدله وزنه من ماء الكافور وحب البلسان خاصيته النفع من الفضول الغليظة وبدله إذا عدم نصف وزنه من قشور السليخة وعشر وزنه من البسباسة. ابن الجرار: بدل حب البلسان إذا عدم وزنه ونصف وزنه من عوده.

بلبوس: هو بصل الزير. الفلاحة: هو بصل لا طاقات له وورقه وصورته كالبصل البستاني وإنما يفرق بينه وبين البصل في طعمه وفي أنه لا طاقات له وقد يكبر ويعظم أصله بكثرة المطر وفي طعمه مرارة وقبض وهو خشن يأخذ بالحلق. جالينوس في السادسة: إذا أكل الزير ولد خلطاً رديئاً غليظاً لزجاً لأنه عسر الانهضام نافخ مهيج لشهوة الجماع إذا وضع من خارج كالضماد ولسبب ما فيه من المرارة والقبض معاً يجلو ويدمل ومن البين أنه مع هذا يجفف، وذلك لأنا قد بينا أن المرارة موجودة في الجواهر التي تجلو وأن القبض في الجواهر التي تدمل، وأن اليبس والجفوف في النوعين كليهما. ديسقوريدوس في الثانية: بلبوس وزعم قوم من أهل الجزيرة أن اسمه عندهم بلسا وهو نبات يؤكل والأحمر منه في البلاد التي يقال لها لينوى جيد للمعدة، والمر منه الذي يشبه الأشقيل أجود للمعدة من الحلو يهضم الطعام وكل أصناف البلبوس حريف مسخن مهيج لشهوة الجماع مخشن للسان وجانبي الحنك كثير الغذاء يكثر اللحم ويولد نفخاً، وإذا تضمد به مع العسل أو وحده كان صالحاً لالتواء العصب وشجاج الرأس التي ترض اللحم وتوهن العظم ولا تكسره ويسمى باليونانية بلسا ولإخراج السلي، وما أشبه ذلك من باطن الجسد ووجع المفاصل والنقرس، وإذا تضمد به أيضاً مع العسل كان صالحاً للرهل العارض للمحبوبين وعضة الكلب الكلب ويحبس العرق وإذا تضمد به مع الفلفل مسحوقاً سكن وجع المعدة، وإذا خلط بنطرون مشوي نقى النخالة التي في الرأس والقروح الرطبة العارضة في الرأس وإذا خلط بصفرة البيض واستعمل وحده ذهب بكمنة الدم العارضة تحت العين والثآليل التي يقال لها لبلسو، وإذا خلط بسكنجبين قلع البثور اللبنية، وإذا خلط بسويق نفع من شدخ الآذان والأظفار، وإذا شوي في رماد حار وخلط برؤوس السمك الصغار التي يقال لها الصير بعد أن تحرق وتوضع على القروح العارضة في الذقن التي تسمى سوفا قلعها وإذا خلط بالدواء المسمى القونيون وتلطخ به في الشمس قلع الكلف والآثار السود العارضة من اندمال القروح، وإذا سلق وأكل بالخل كان صالحاً لوهن العضل خلا أطرافها، وينبغي أن يتوقى الإكثار من أكله لأنه يضر بالعصب. ارساسيس: إذا دق البلبوس وخلط مع الخل وحمل نفع من الأورام التي تكون في الماق الأعظم أكثر من جميع الأدوية.

بليلج: إسحاق بن عمران: هو ثمرة خضراء ترض وتجفف فتصفر وطعمه مر عفص، والمستعمل منه قشره الذي على نواه يؤتى به من بلاد الهند وهو بارد قابض. مجهول: هو مشبه للهليلج أصفر أملس القشر فيه رخاوة وفي طعمه عفوصة لذيذة ومرارة وفيه قوة تسهل السوداء إسهالاً لطيفاً. ابن سينا: بارد في الأولى يابس في الثانية وفيه قوة ملطفة وقوة قابضة يقوي المعدة بالدبغ والجمع وينفع من استرخائها ورطوبتها ولا شيء دابغ للمعدة مثله، وربما عقل البطن وعند بعضهم يلين فقط وهو الظاهر وهو نافع للمعي المستقيم والمقعدة. البصري: هو لاحق بالأملج في العمل والقوة فعله يقرب من فعل الأملج وأما الأملج فيقرب فعله من فعل الكابلي. حبيش: وأما البليلج المربى بالعسل فإن العسل وإن كان يلطفه ويذهب كثرة غلظه فإنه عسر الانهضام بطيء في المعدة وربما يستعان على سرعة انهضامه بأن يجعل بالأفاويه كالسنبل والدارصيني والقاقلة الكبيرة والعود والمصطكي وما أشبه ذلك، فإن هذه إذا جعلت فيه هضم الطعام وسخن المعدة وجلا ما كان فيها من الرطوبة. الشريف: إذا استعمل على الريق أو بماء حار مع السكر نفع من اللعاب السائل وأحدّ البصر وبدله فاغية يابسة وثلث وزنه آس وسدس وزنه هليلج أسود. إسحاق بن عمران: وبدله إذا عدم وزنه من الأملج.

بلوط: جالينوس في السادسة: جميع أجزاء هذه الشجرة قوتها تقبض فأما الذي هو منه شبيه بالغشاء فيما بين الغشاء والعود فهو أشد قبضاً وكذا الغشاء المستبطن لقشر ثمرته أعني الذي تحت قشر البلوط ملفوفاً على نفس جرم البلوط وهو جفت البلوط فيشفي النزف العارض للنساء ونفث الدم وقروح الأمعاء واستطلاق البطن، وأكثر ما يستعمل منه مطبوخاً وأقوى من هذا في القبض النباتان الآخران اللذان يقال لأحدهما قيبس وللآخر ميربلس وهما نوعان إن شاء إنسان أن يقول أنهما من أنواع البلوط وإن شاء أن يقول أنهما مخالفان له في الجنس، فإن ذلك جائز وورق هاتين الشجرتين جميعاً إن دخل في الضماد وهو طري فشأنه أن يجفف تجفيفاً قوياً فأما ورق شجر ذلك البلوط الآخر فهو أقل تجفيفاً من ورق هاتين بحسب ما هو أقل قبضاً منه، فإني لأعرف أني أدملت جراحة أصابت إنساناً من منجل بورق ذلك البلوط وحده عندما لم أجد دواء آخر، وذلك أني أخذت الورق فدققته وسحقته على صخرة ملساء ووضعته على الجراحة وعلى جميع المواضع التي حولها، وقوة ثمرة البلوط أيضاً شبيهة بقوة ورقه، وقوم من الأطباء يستعملون ثمرة البوط في مداواة الأورام الحارة التي قد بلغت إلى حد الصعوبة والشدة وليس يحتاج إلى أدوية قابضة، وذكر هذه المعاني وهو بكتابه حيلة البرء أولى منه بهذا الكتاب الذي نحن فيه، فحسبنا ههنا أن نعلم أن البلوط حاله من القوة القابضة هذا المقدار الذي وصفناه ههنا فهو لذلك يجفف ويقبض وله تبريد يسير يكاد أن يكون دون الأشياء الواسطة في درجة الأدوية التي هي في المثل باثره. وقال في أغذيته: البلوط كثير الغذاء مثل الحبوب المتخذ منها الخبز وقد كان الناس في سالف الدهر إنما يغتذون بالبلوط وحده، وغذاؤه ثقيل غليظ عسر الإنهضام وأجود ما يكون منه الشاهبلوط. ديسقوريدوس في الأولى: هذه الشجرة كلها تقبض وأشد ما فيها قبضاً القشر الرقيق الذي فيما بين قشر الساق والساق، وأيضاً القشر الباطن من البلوط كذلك وقد يعطى من طبيخها من كان به إسهال مزمن أو قرحة الأمعاء أو نفث الدم وقد يعمل منه فرزج، ويحتمله النساء لسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم، والبلوط أيضاً يفعل ذلك ويغزر البول ويصدع وينفخ البطن وينفع ذوات السموم من الهوام، وطبيخه وطبيخ القشر إذا شرب بلبن البقر نفعا من الدواء القتال المسمى طقسيقون، وإذا تضمد بالبلوط سكن الأورام الحارة، وإذا تضمد به مع شحم مملوح من شحم الخنزير وافق الورم الحالبي الجاسي الصلب والقروح الخبيثة والنوع من البلوط الذي يقال له بريلس وهو السوقر أقوى من سائرها فعلاً وهما من أصناف الشجرة التي يقال لها فيغورس، والشجرة التي يقال لها برنيس من أصناف شجر البلوط وقشر أصل برنيس إذا طبخ بماء حتى يلين ووضع على الشعر وترك الليل كله بعد أن يتقدم في غسله بطين يسمى قيموليا صبغ الشعر أسود، وورق أصناف شجرة البلوط كلها إذا دق ناعماً وافق الأورام البلغمية وقوى الأعضاء الضعيفة، وأما ما يقال له سرديالا ويسميه بعض الناس أونيقي ويسميه بعضهم فرطا وبعضهم قطانياثوا، وبعضهم يسميه دنوسالا وهو الشاهبلوط فإنه قابض أيضاً وفعله يشبه فعل البلوط ولا سيما قشر الشاهبلوط الباطن وهو الرقيق الذي فيما بين قشره الغليظ ولحمه ولحم الشاهبلوط يوافق شرب الدواء القتال الذي يقال له افيمارون. ابن سينا: البلوط قابض، والشاهبلوط أقل قبضاً والبلوط بارد يابس ويبسه في الثانية وبرده في الأولى، وفي الشاهبلوط قليل حرارة لحلاوته وفيه جلاء وفي جميعه نفخ في البطن الأسفل وقبض، والشاهبلوط بطيء الهضم وهو أحسن غذاء فإن خلط بسكر جاد غذاؤه على أن غذاء جميعه غير محمود للناس، والبلوط مصدع للرأس لحقنه البخار عاقل للطبيعة ينفع من رطوبة المعدة ويمنع سعي القلاع والقروح الساعية إذا أحرق واستعمل. الرازي: هو بارد يابس يمسك البول. وقال في كتاب الأبدال: وبدل البلوط إذا عدم وزنه من خرنوب نبطي. وقال بديغورس: وبدل جفت البلوط إذا عدم وزنه من الآمر ونصف وزنه قشر البلوط ونصف وزنه ورداً بأقماعه.

بلوط الأرض: إسحاق بن عمران: وهي عروق تشبه البلوط تكون تحت الأرض مثل البلوط ويطلع لها على وجه الأرض ورق عريض أخضر يشبه ورق الشريس وهو الهندبا وينبت في الرمال وكثيراً ما يكون تحت عروق السمار، وطعمه مر بحلاوة كطعم البلوط وفيه حرارة وهو يقطع الفضول ويضمر الطحال إذا وضع من ظاهر ويفتح سدد الأعضاء الباطنية ويدر الطمث والبول. الشريف: إذا خلطت أصول هذا النبات بعسل نقت القروح العتيقة المعفنة الرديئة واللحم، وزعم قوم أنه ينفع حصى المثانة ويتصرف في كثير من الأدوية الكبار.

بلوطي: تسميه عامة الأندلس مرويه يلبوسه وهو إسم لطيني وغلط من جعله اللاعية أو ضرباً منها. ديسقوريدوس في الثالثة: ومن الناس من سماه ماليفراسيون، وهو نبات له قضبان مربعة لونها أسود وعليها شيء من زغب ومخرجها من أصل واحد كبير وورق شبيه بورق فراسيون إلا أنه أكبر منه وأشد استدارة وسواداً وعليه زغب وهو على القضبان متفرق بعضه عن بعض كورق مالسلوفن منتن الرائحة، ولذلك شبهه قوم بالسوفلن، والزهر على القضبان على استدارة، وإذا تضمد بورقه مع الملح كان جيداً لعضة الكلب الكلب وإذا دفن في رماد حار حتى يذبل أذهب البواسير وإذا خلط بالعسل نقى القروح الوسخة جالينوس في السابعة: قوة هذا الدواء شبيهة بقوة الفراسيون إلا أنه دونه.

بلح: أبو حنيفة: إذا اخضر الوليع وهو ما في جوف طلعة النخل واستدار فهو البلح والبلح في النخل بمنزلة الحصرم في الكرم، ويزعمون أنه ليس نبيذ أطيب رائحة من نبيذه والنساء يتخذن منه سبحاً لطيب رائحته ويدخل في ضروب من صنعة الطيب كلها تنسب إليه يقال لها البلحيات. ديسقوريدوس: هو عفص المذاق ويشرب بالخمر العفصة للإسهال ولسيلان الرطوبات من الرحم سيلاناً مزمناً، وقد يقطع الدم السائل من البواسير، وإذا تضمد به ألزق الجراحات. ابن ماسويه: وهو بارد يابس في وسط الثانية دابغ للمعدة واللثة رديء للصدر والرئة للخشونة التي فيه بطيء في المعدة ويغذو غذاء يسيراً ضعيفاً. ابن سينا: يحدث سدداً في الكبد والإكثار منه يولد في البطن أخلاطاً غليظة ويغزر البول الشريف: إدمانه يقطع عرق الجذام ويوقفه ويغزر البول واللبن.

بلخته: أول الإسم باء منقوطة بواحدة من أسفلها مكسورة بعدها لام مكسورة أيضاً ثم خاء معجمة ساكنة بعدها تاء منقوطة باثنتين من فوقها مفتوحة ثم هاء. الغافقي: هي عشبة تنبسط على الأرض ولا تعلو شيئاً أغصانها دقاق جداً وورقها غير دقاق لا تشبه الغصن كأنها دود بصل أغصانها بعضها فوق بعض وتستدير دائرة في الأرض لها نويرة بيضاء فيها حمرة وإذا تغرغر بماء هذا النبات أسقط العلق.

بلخية: أوّل الإسم باء بواحدة من أسفلها مفتوحة ثم لام مفتوحة أيضاً بعدها خاء معجمة مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من أسفلها مفتوحة مشددة ثم هاء. التميمي: هذه شجرة تكبر وتعظم وتغلظ أغصانها حتى تكون في عظم شجر الرمان، وقد تغرس في البساتين وفي المنازل فتخرج فقاحاً حسن اللون يضرب في لونه إلى التوريد يشبه لون ورق الزعفران أو لون ورق اللوز المر، وقد يشبه ريش الطائر المختلف الألوان الكائن بفارس والعراق وزهرها ناعم الملمس ذكي الرائحة طيب المشم يودي بروائح الخوخ الأقرع المسمى بمصر الزهري، ونوار هذه الشجرة حار يابس في الدرجة الأولى لطيف النسيم خنث الرائحة محلل للرياح مفتح للسدد الكائنة في الدماغ. ماسرحويه: معتدل لطيف خفيف على الطباع جيد للرياح الغليظة في الرأس إذا شم، وورقه إذا طبخ وصب على الموضع الذي فيه الرياح نفع منها.

بلحياء: أوّلها باء بواحدة من أسفلها ثم لام مفتوحة بعدها ياء منقوطة باثنتين من أسفلها وهي ساكنة ثم حاء مهملة مفتوحة ثم ألف ممدودة اسم بثغر الاسكندرية للنبات الذي يسميه أهل المغرب باليرول الذي يستعمله الصباغون وهي الحشيشة عندهم أيضاً، وبالعربية الأسليح وقد مضى ذكرها في حرف الألف.

 بل: الرازي قالت الخوزانة قناهندي: وهو مثل قنا الكبر وهو مر حار يابس في الثانية قابض يقوي الأحشاء نافع من صلابة العصب ورطوبته وأمراضه الباردة مثل الفالج واللقوة ويوقد نار المعدة، وينفع من القيء ويؤخذ في الجوارشتات ويعقل البطن ويفش الرياح. إسحاق بن عمران: هو حبة سوداء تشبه في خلقتها الذرة إلا أنها أجل منها وهي مجرودة الرأس في داخلها ثمرة دسمة وهي المستعملة منها يؤتى بها من الهند. البصري: وقوته الحرارة واليبوسة في الثالثة وفيه لطافة وينفع من استرخاء العصب والنقرس ويزيد في الباه. مسيح: هو عقار هندي كالشل نافع من إرواح البواسير.

بلاذر: ابن الجزار: هو بالهندية انقردبا بالرومية ومعناه الشبيه بالقلب. إسحاق بن عمران: هو ثمرة شجرة تشبه قلوب الطير ولونه أحمر إلى السواد على لون القلب وفي داخله شيء شبيه بالدم وهذا هو المستعمل منه فيه ومذاقته تعقب تدبيباً وحرارة باطنة في اللسان يؤتى به من الصين، وقد ينبت بصقلية في جبل النار. ابن ماسويه: حار يابس في الدرجة الرابعة جيد لفساد الذهن وجميع الأعراض الحادثة في الدماغ من البرد والرطوبة. مسيح: نافع من برد العصب والاسترخاء والنسيان وذهاب الحفظ. الرازي: محرق للدم. عيسى بن علي: إذا شرب منه نصف درهم نفع لجودة الحفظ ويعرض لأكثر من شربه يبس في الدماغ وسهر وبرسام وعطش شديد. أبو جريج: لا نحب أن يقرب منه الشباب ولا من مزاجه حار وهو جيد للفالج ولن يخاف عليه منه. كتاب السموم: عسل البلاذر إذا طلي على الوشم قلعه ويقلع الثآليل ويقرح الجلد. ابن سينا: لبه مثل لب اللوز حلو لا مضرة فيه وعسله لزج ذو رائحة يبرىء من داء الثعلب البلغمي لطوخاً، وإذا تدخن به جفف البواسير ويذهب البرص وهو من جملة السموم وترياقه مخيض البقر ودهن الجوز يكسر قوته، ومن الناس من يقضمه فلا يضره وخصوصاً مع الجوز والسكر. حبيش بن الحسن: البلاذر سم حاد شديد المضرة وإذا أخذ صرفاً أحدث على آخذه أنواعاً من الأسقام والأوجاع، وأما أن يحدث الوسواس والهيجان والبرص والجذام أو الورم أو السحج والعقر في بعض أعضاء الجوف، وربما قتل وشيكاً ولم يؤخر ذلك غير أن قوماً من أهل الطب يدخلونه في جوارشناتهم فيسقونه الشيوخ والزمنى ويسقيه منهم من قذفهم الطبيب أن أمره في أشد ما يكون مزاجه من البرد، وإنما يسقى في جوارشنة مثل البندقة أو النبقة، ويصلح لمن غلب على مزاجه البلغم ومن يخاف عليه الفالج واللقوة فأما من كان محرور المزاج فلا أرى له شرب الجوارشن وخاصة الشباب، فإني لم أر أحداً منهم شربه قنجاً من عاهة تصيبه نحو الذي وصفت عنه، وإصلاحه أن يغلى قبل استعماله في سمن البقر الخالص غلية جيدة، فمتى أراد أحد أخذ عسله دون قشره قلع رأس الثمرة أعني قمع البلاذر، ثم حمى كلبتي حديد حتى يحمر جداً وأخذ الثمرة بها ثم ضمها عليه حتى يسيل عسلها وخلطه بسمن البقر المغلي ثم استعمله. بديغورس: وبدل البلاذر إذا عدم وزنه خمس مرات من قلب البندق وربع وزنه دهن البلسان وسدس وزنه نفط أبيض.

بلان: أبو العباس النباتي: أول الإسم باء بواحدة من أسفلها مكسورة بعدها لام ألف مشددة ثم نون أصم اسم لتمنش حمصي اللون مشرف الورق مقطع كثير الأغصان متدوح من أصل واحد ذاهب تحت الأرض كثير الشعب طعمه قابض يشبه ورقه ورق السرو إلا أنها أصغر بكثير يزهر زهراً فرفيري اللون خيري الشكل بين أثناء الورق من فتائل صغار يشبه فتل السمر إلا أنها أصغر يخلف ثمراً كثيراً كروي الشكل لونه أصفر وأحمر فيه مرارة يسيرة وفيه بزر دقيق قابض جرب منه النفع من البواسير إذا دخنت به، وأغصانه يتخذ منها المكانس للطرق ببلاد القدس ونواحيه وهو بأرضهم كثير جداً ورأيت منه شيئاً يسيراً بأرض برقة وسماه لي بعض الأعراب بالسيرق، وهو عند العرب بالحجاز غيره.

بلكي: يعرفه عامة الشجارين بالأندلس بمصفي الرعاة وبالودود وبحب الصبيان وبالقوّة البرانية وهو أيضاً معروف. ديسقوريدوس في الثالثة: أفارفتي هو نبات ذو أغصان كثيرة طوال مربعة خشنة عليها ورق نابت باستدارة متفرق بعضه من بعض مثل ورق الفوة وزهر أبيض وبزر صلب مستدير وسطه إلى التجويف ما هو مثل السرة، وقد يتعلق هذا النبات بالثياب، وقد تستعمله الرعاة مكان المصفاة إذا أراد تصفية اللبن من الشعر الذي يسقط فيه. جالينوس في السادسة: وهذه الحشيشة تجلو قليلاً وتجفف ولها أيضاً لطافة. ديسقوريدوس: وإذا أخرجت عصارة ثمره أو أغصانه أو ورقه وشربت بالشراب نفعت نهشة الرتيلا والأفعى، وإذا قطرت في الأذن أبرأت وجعها، وإذا تضمد بهذا النبات مع شحم عتيق حلل الخنازير.

بليجاسف: هو البرنجاسف وقد ذكرته في هذا الحرف.

بلسن: هو العدس، وسنذكره في حرف العين.

بلس: هو التين وسيأتي ذكره في التاء.

بنفسج: هو معروف. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق أصغر من ورق النبات الذي يقال له قسوس، وأدق منه وأشد سواداً وليس هو ببعيد الشبه منه، وله ساق يخرج من أصله عليه زغب صغير، وعلى طرف ساقه زهر طيب الرائحة جداً ولونه لون الفرفير، وينبت في المواضع الظليلة الحسنة. جالينوس في السادسة: ورق هذا النبات جوهره جوهر مائي بارد قليلاً، ولذلك صار متى صنع ورقه كالضماد إما مفرداً وإما مع دقيق الشعير سكن الأورام الحارة وقد يوضع أيضاً على فم المعدة إذا كان فيه لهيب وعلى العين أيضاً. ديسقوريدوس: وورق هذا النبات إذا تضمد به وحده أو مع السويق يبرد، وينفع من التهاب المعدة والأورام الحارة العارضة في العين وسائر الأورام الحارة ونتوء المقعدة، وقد قيل أن زهره إذا شرب بالماء نفع من الخناق والصرع العارض للصبيان وهو المسمى أم الصبيان. مسيح: الرطب منه من البرودة في أواخر الأولى وفي الرطوبة في الثانية وفيه لطافة يسيرة بها يحلل الأورام، وينفع من السعال العارض من الحرارة وينوم نوماً معتدلاً ويسكن الصداع العارض من المرة الصفراء والدم الحريف إذا شرب وإذا شم، واليابس يسهل المرة الصفراءة المحتبسة في المعدة والمعي. حبيش: الرطب إن ضمد به الرأس والجبين سكن الصداع الذي يكون من الحرارة، وإذا يبس نقصت رطوبته، وإن شرب مع السكر أسهل الطبيعة إسهالاً واسعاً غير أنه إن طبخ وأخذ ماؤه سهل انحداره ونزوله ولا سيما إن خلط بغيره من الأدوية مطبوخاً معها مثل الإجاص والأثلوج والعناب والتمر الهندي والهليلج والشاهترج، وما أشبه ذلك. ابن سرانيون: الشربة منه من ثلاثة دراهم إلى سبعة دراهم مدقوقاً منخولاً مع مثله من السكر ويشرب بالماء الحار. إسحاق بن عمران: زهر البنفسج إِذا طبخ مع البابونج وصب ماؤه على الرأس نفع من الصداع المتولد من الحرارة، وينفع من كل حر ويبس يعرض للرأس، وفي أعضاء البدن. التجربتين: زهره ينقي المعدة ونواحيها من الأخلاط الصفراوية، وإذا تمادى الإطلاق الصفراوي وكان معه لذع وأشتف من زهره أربعة دراهم مسحوقاً يومين أو ثلاثة أحدر بقية ذلك الخلط اللذاع وقطع الإسهال ومن علامه هذا النوع من الإطلاق أن تضر صاحبه الأدوية القابضة وتزيد فيه، وينفع من وجع الأسفل وشقاقه وأورامه منفعة بالغة جداً ضماداً وحده أو مع ما يشبهه وينفع من حرقة المثانة. ابن ماسويه: الشراب المتخذ من البنفسج والسكر على صنعة الجلاب نافع من السعال ووجع الرئة مسهل للبطن موافق لذات الجنب والشوصة، وهو أوفق لذات الجنب من الجلاب للعقوصة التي في ماء الورد المتخذ به. ابن سينا: شرابه ينفع من وجع الكلي ويدرّ البول. مسيح: إذا ربب البنفسج بالسكر نفع من السعال العارض من الحرارة. الرازي: المربى منه يلين الحلق والبطن غير أنه يرخي المعدة ويسقط الشهوة. التميمي: إذا شرب البنفسج اليابس ربما قبض على القلب وأغرق النفس وأحدث كرباً وله بشاعة يسيرة في طعمه تمنع كثيراً من الناس من شربه، وربما يثقل في المعدة ويربو فيها وفي الأمعاء، فيحدث كرباً ولا ينحل سريعاً لا سيما لمن كانت له حمى حادة. الشريف: ورق البنفسج جيد للجرب الصفراوي والدموي وزهره ينفع الزكام والنزلات النازلة إلى الصدر ودهنه مع المصطكي يقع من الورم الصفراوي الكائن بين الأصابع. عبد اللّه بن العشاب: جربت منه أن ورقه الغض إذا دق وعصر ماؤه وخلط بالسكر وشربه الصبي الذي تبرز مقعدته نفعه نفعاً بيناً. الرازي: وبدل زهر البنفسج إذا عدم وزنه من أصول السوس، وقيل بدله لسان الثور. وقال مسيح: وللينوفر فعل كفعل زهر البنفسج وأكثر منه.

بنجنكشت: تأويله بالفارسية ذو الخمسة أصابع وغلط من جعله البنطافلن. ديسقوريدوس في الأولى: أعيس وقد يسمى بعيس وهو نبات لاحق في عظمه بالشجر ينبت بالقرب من المياه وهو في مواضع وعرة، وفي أحاقيف من الأرض وله أغصان عسرة الرض وورق شبيه بورق الزيتون غير أنه ألين ومنه ما لون زهره مثل لون الفرفير وله بزر شبيه بالفلفل. غيره: ورقه على قضبان خارجة من الأغصان على رأس كل قضيب خمس ورقات مجتمعة الأسافل متفرقة الأطراف كأصابع الإنسان وعسراً ما يوجد أقل أو أكثر من خمس، وإذا فركت الورق ظهر منها رائحة البسباسة وأغصانها تطول نحو القامة وأكثر ومنه ما زهره أبيض وهو في وشائع طوال وفي أطراف أغصانه وبزره، وربما كان أبيض، وربما كان أسود وليس في كل مكان يعقد الحب. جالينوس في السادسة: هذا نبات فيما بين الحشيش والشجر وعيدانه ليست تصلح ولا ينتفع بها في شيء من الطب فأما ورقه وحبه فقوّتهما حارة يابسة وجوهرهما جوهر لطيف، وعلى هذا يجدهما عندنا المستعمل لهما، ومن ذاق أيضاً ورق هذا النبات وزهره وثمرته وجد في جميعها حرافة وعفوصة قليلاً، وثمرته إذا أكلت أسخنت إسخاناً بيناً وأحدثت مع ذلك صداعاً، فإن قلي حبه وأكل مقلوًّا مع الأنواع التي تنقله بها وينتقل عليها كان إحداثه للصداع أقل وليس يحدث هذا الحب نفخاً في البطن أصلاً وخاصة المقلو منه، وهو أيضاً يقطع شهوة الجماع إذا أكل مقلواً كان أو غير مقلو، وورق هذا النبات أيضاً وورده يفعلان هذا الفعل نفسه، ومن أجل هذا قد وثق الناس منهما أن عندهما معونة على التعفف لا متى أكلا وشربا فقط، لكن متى افترشا أيضاً، وبهذا السبب كان جميع نساء أهل أيثنية يفرشنه تحتهن في أيام الأعياد العظام التي كانوا يعتدونها ومن ههنا يسمى باليونانية أعيس، لأن هذه لفظة اشتقاقها في لسان اليونانيين بالشام يدل على الطهارة، فمن هذه الخصال كلها إن كنا ذاكرين لما قيل في تلك المقالات الأول، وقد علم أن البنجنكشت يسخن ويجفف ولا يولد رياحاً أصلاً، وهذا بدل منه على أنه لطيف في غاية اللطافة وإحداثه أيضاً ما يحدثه من الصداع ليس هو شيئاً يكون منه لكثرة ما يولده من الرياح البخارية لأنه لو كان كذلك لكان ينفخ البطن ويهيج شهوة الجماع كما يفعل الجرجير، ولكن إذا كان ليس إنما لا يهيج الجماع فقط، بل شأنه قطعه ومنعه، فقد علم أن قوته في الإسخان والتجفيف مثل قوة السذاب، ولكنه ليس بمساوٍ له بل هو أقل منه في الأمرين جميعاً لأن السذاب أكثر إسخاناً منه وأكثر تجفيفاً وهو أيضاً مباين له في نفس قوّته وطعمه، وذلك أن بزره وورقه يتبين فيهما شيء من القبض يسير، وأما السذاب فهو إذا جف كان صادق المرارة حريفاً، وإذا كان طرياً كانت مرارته يسيرة وليس فيه قبض البتة، وإن رأى إنسان أن فيه من القبض شيئاً يسيراً خفياً غير مساوٍ للقبض الذي يكون في البنجنكشت، ولذلك صار بزر البنجنكشت أنفع للكبد والطحال إذا كانت فيهما سدد من بزر السذاب، ويحسب هذا الغرض الذي قد قصدناه حسبناه ههنا لأن تعلم أن قوّته حارة يابسة ليست باعتدال لكن قوية، وأنه ملطف كثير التلطيف، فإن من علم هذا من أمره ثم يعلم الطريق المؤدي إلى حيلة البرء واستخرجه يجد من نفسه كيف يدر الطمث إن أراد إدراره بهذا الدواء وكيف يحلل الأورام الصلبة الحادثة في الأعضاء وكيف يذهب أيضاً الإعياء إذا عمل منه مروخاً مسخناً. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة ملينة قابضة وثمره إذا شرب نفع من نهش الهوام والمطحولين والمحبونين، وإذا شرب منه وزن درخمي بالشراب أدرّ الطمث واللبن وهو يضعف قوّة المني ويعمل في الرأس ويحدث سباتاً وطبيخه مع ثمره إذا جلس فيه نفع من أوجاع الرحم وأورامه الحارة، وثمره إذا شرب مع القوتنج البري وتدخن به أو احتمل أدر الطمث، وإذا تضمد به أبرأ من الصداع، وقد يخلط بخل وزيت عذب ويصب على الرأس ممن كان به المرض الذي يقال له ليبرعس، ومن المرض الذي يقال له قرانيطس، وورقه إذا تدخن به وإذا افترش يطرد الهوام، وإذا تضمد به نفع من نهش الهوام، وإذا خلط بزبد وورق الكرم لين جساء الأنثيين، وإذا تضمد بتمره بالماء سكن الوجع العارض من شقاق المقعدة، وإذا خلط بالورق أبرأ من الخراجات والتواء العصب والجراحات، وقد يظن به قوم أنه إذا عملت منه عصا وتوكأ عليها المشاة والمسافرون منعت عنهم الحفاء  وسمي أعيس، ومعناه الطاهر لأن المتزهدات من النساء يفترشنه في الهياكل ليقمع الشهوة، وقيل له ليعيس لصلابة أغصانه.

بنطافلن: ومعناه ذو الخمسة أوراق، ومنهم من سماه بنطاباطيس ومعناه ذو الخمسة أجنحة، ومنهم من سماء بنطاطوس، ومعناه المنقسم بخمسة أقسام، ومنهم من سماه بنطادقطران ومعناه ذو الخمسة أصابع. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له نبت له قضبان دقاق طولها نحو من شبر وله ورق شبيه بِوَرق النعنع خمسة على كل قضيب وعسيراً ما يوجد أكثر من خمسة، والورق مشرف من كل جانب مثل تشريف المنشار، وله زهر لونه إلى البياض والصفرة وينبت في أماكن رطبة وقرب الأنهار، وله أصل لونه إلى الحمرة مستطيل أغلظ من أصل الخربق الأسود وهو كثير المنافع. جالينوس في الثامنة: أصل هذا النبات يخفف تجفيفاً شديداً وليس له حدة ولا حرافة أصلاً فهو لذلك نافع جداً كنفع جميع الأشياء التي جوهره لطيف يجفف من غير لذع وتجفيفه كأنه في الدرجة الثالثة وليس فيه حرارة. ديسقوريدوس: وطبيخ الأصل إذا طبخ بالماء حتى ينقص الثلث وأمسك في الفم سكن وجع الأسنان، وإذا تمضمض به منع القروح الخبيثة من أن تنبسط في الفم، وإذا تغرغر به منع من خشونة الحلق، وإذا شرب نفع من إسهال البطن وقرحة الأمعاء ووجع المفاصل وعرق النسا، وإذا دق ناعماً وطبخ بالخل وتضمد به منع النملة أن تسعى في البدن، وقد يحلل الخنازير والأورام الصلبة والأورام البلغمية وتفور الشريان عند القصد والدبيلات والحمرة والداحس والبواسير الناتئة في المقعدة ويبرىء الجرب، وعصارة الأصل إذا كان طرياً تصلح لوجع الكبد ووجع الرئة والأدوية القتالة، وقد يشرب الورق بالشراب الذي يقال له أدرومالي أو شراب ممزوج مع شيء من فلفل لحمى الربع والغب التي تأخذ كل يوم ويشرب لحمى الربع ورق أربعة أغصان ولحمى الغب ورق ثلاثة أغصان وللحمى التي تأخذ كل يوم ورق غصن واحد وإذا شرب الورق في كل يوم ثلاثين يوماً متوالية نفع من الصداع والصرع، وعصارة الورق إذا شرب منها عدة أيام في كل يوم مقدار ثلاث قوانوسات أبرأت اليرقان، وإذا تضمد بالورق مع الملح والعسل أبرأ الجراحات والنواصير والداحس، وقد ينفع من فتلة الأمعاء، وإذا شرب من هذا النبات وتضمد به قطع نزف الدم، وقد يستعمل هذا النبات في الهياكل للتطهير وغير ذلك مما يستعمل في الهياكل. الغافقي: يلزق الجراحات الطرية بدمها ويفعل فيها فعل دم الأخوين، وورقه إذا افترش ورقد عليه منع من الاحتلام، وإذا دق ورقه وعصر ماؤه وسعط به الفرس المجدورة أبرأها من الجدري، وينبغي أن تستغرق الفرس إذا سعطت به بالجري حتى تعرق.

بنج: هو الشيكران بالعربية. ديسقوريدوس في الرابعة: ايشفرامش وهو البنج هو تمنش له قضبان غلاظ وورق عراض صالحة الطول مشققة الأطراف إلى السواد عليها زغب، وعلى القضبان ثمر شبيه بالجلنار في شكله منفرق في طول القضبان واحد بعد واحد كل واحد منها مطبق بشيء شبيه بالترس، وهذا الثمر ملآن من بزر شبيه ببزر الخشخاش وهو ثلاثة أصناف: منها ما له زهر لونه إلى لون الفرفير، وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له عين اللوبيا، وورق أسود وزهر شبيه بالجلنار مسودة، ومنه ما له زهر لونه شبيه بلون التفاح وورقه وزهره ألين من ورق وخمل الصنف الأول وبزر لونه إلى الحمرة شبيه ببزر النبات الذي يقال له أروسمر وهو التوذري، وهذان الصنفان يجننان ويسبتان وهما رديئان لا منفعة فيهما في أعمال الطب، وأما الصنف الثالث فإنه ينتفع به في أعمال الطب وهو ألينها قوّة وأسلسها وهو ألين في المجس وفيه رطوبة تدبق باليد وعليه شيء فيما بين الغبار والزغب وله زهر أبيض وبزر أبيض وينبت في القرب من البحر، وفي الخرابات فإن لم يحضر أحداً هذا الصنف فليستعمل بدله الصنف الذي بزره أحمر، وأما الصنف الذي بزره أسود فينبغي أن يرفض لأنه شرهاً وقد يدق الثمر مع الورق والقضبان كلها رطبة وتخرج عصارتها وتجفف في الشمس، وإنما تستعمل نحواً من سنة فقط لسرعة العفونة إليها وقد يؤخذ البزر على حدته وهو يابس ويدق ويرش عليه ماء حار في الدق وتخرج عصارته، وعصارة هذا النبات هي أجود من صمغه وأشد تسكيناً للوجع، وقد يدق هذا النبات ويخلط بدقيق الحنطة وتعمل منه أقراص ويخزن. جالينوس في الثامنة: وأما البنج الذي نواره أسود فهو يحرك جنوناً وسباتاً، والبنج الذي بزره أيضاً أحمر حمرة معتدلة فهو قريب من هذا في القوة، ولذلك ينبغي للإنسان أن يتوقاهما جميعاً ويحذرهما ويجانبهما مجانبة ما لا ينتفع به، وأما البنج الأبيض البزر والزهر فهو من أنفع شيء في علاج الطب، وكأنهما في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد. ديسقوريدوس: ومن الناس من يخلط عصارة الورق والقضبان والبزر وعصارة البزر وحده بالإشافات المسكنة للأوجاع في العين فينتفع بها، وقد يوافته سيلان الرطوبة الحادة السائلة إليها وأوجاع الآذان والأرحام، وإذا خلط بالدقيق أو السويق وافق الأورام الحارة العارضة في العين والرجل وسائر الأورام الحارة، وقد يفعل ذلك أيضاً البزر ويصلح للسعال والنزلة ولسيلان الرطوبات إلى العين وضرباتها، وإذا شرب منه مقدار أوثولوسين مع بزر الخشخاش بالشراب الذي يقال له مالقراطن وافق نزف الدم من الرحم ومن سائر الأعضاء، وإذا دق ناعماً وتضمد به مع الشراب وافق النقرس والخصي الوارمة والثدي الوارمة في النفاس، وقد يخلط بسائر الضمادات المسكنة للوجع فينتفع بها والأقراص المعمولة من ورق النبات هي نافعة في تسكين الوجع إذا خلطت بالسويق وتضمد بها أو تضمد بها وحدها، وإذا تضمد بالورق وهو طري سكن الوجع، وإذا شرب منه مقدار ثلاث ورقات أو أربع بالشراب أبرأ الحمى التي يقال لها أنقيالوس وهي حمى يعرض فيها حر وبرد معاً، وإذا طبخ الورق كما يطبخ سائر البقول وأكل منه مقدار طرينيون أفسد العقل في ذلك الوقت، وزعم قوم أن من كان يأخذه قرقرة في المعي الذي يقال له قولون إذا احتقن ، به نفعه، وأصل البنج الأبيض إذا طبخ وتمضمض بطبيخه نفع من وجع الأسنان. ابن سينا: بزر البنج الأبيض يدخل في التسمين لعقده الدم وإجماده وإن شرب من ورقه ثلاثة أو أربعة بطلاء أبرأ أكلة العظام، وإن شرب منه أوثولوسين نفع من نفث الدم المفرط، وربما وقع في أدوية تسكين السعال، وإذا دخن ببزر البنج الضرس الوجع في أنبوب سكنه ويحدث الخناق والجنون. ابن عمران: وإذا أخذ من بزر البنج والأفيون من كل واحد جزء بالسوية فعجن بالطلاء أو بالعسل وسقي منه مثل الباقلاة فإنه ينيم وينفع النزلة التي تكون في الصدر ووجع الأضراس والأسنان، وإذا سحق بزر البنج وحده وعجن بقطران الأرز وحشيت به الأسنان والأضراس المتآكلة المثقبة نفعها وسكن وجعها. التجربتين: جميع أصنافه وورقها وبزرها يمنع انصباب المواد إلى الأعضاء المتورمة ورماً حاراً إذا وضع عليها في ابتدائها، ويجب أن لا يطول لبثها عليها لئلا تجمد المادة، وإذا خلط بدقيق الشعير والكندر وماء ورقه وصنع منه ضماد سكن وجع الرض  والفسخ، وإذا شوي الورق ودرس بالشحم أو بمح البيض سكن أوجاع الأسفل. الرازي: قال أنكاعانس في كتاب الأدواء المزمنة: إن قوماً زعموا أن أصل البنج إذا علق على صاحب القولنج نفعه. ديسقوريدوس: وإذا أكل البنج أسبت وخلط الفكر مثل الشوكران مع الطلاء، وقد يبرأ صاحبه برءاً سهلاً، وذلك أن يشرب ماء العسل واللبن ويكثر منهما وخاصة لبن المعز أو لبن الأتن والبقر والماء الذي يطبخ التين اليابس فيه، وينتفع بحب الصنوبر وبزر المامينا المطبوخ وشحم الخنزير العتيق والبورق مع قشور جوزبوا وسلجم وحرف وبصل وثوم وتين ويأكلها كلها حارة والطلاء أيضاً سخن. الرازي: يعرض لمن شرب البنج سكراً شديداً واسترخاء الأعضاء وزبد يخرج من الفم وحمرة في العين فيتداركونه بالقيء بماء العسل وبطبيخ التين والبورق، ثم يسقون لبناً حليباً مرات كثيرة فإن نقي ذلك وإلا عولجوا بعلانج الأفيون، عيسى بن علي: من شرب من بزر البنج الأسود درهمين قتله ويعرض لشاربه ذهاب العقل وبرد البدن كله وصفرة اللون وجفاف اللسان وظلمة في العينين وضيق نفس شديد وشبيه بالجنون وامتناع الكلام. ابن الجزار: وإن لم يتدارك بالعلاج هلك في يومين، وإذا دنا منه الموت عرض له كسل وسبات واصفرار وبرد في الأطراف. الرازي في كتاب إبدال الأدوية، وبدل البنج إذا عدم وزنه من الأفيون.

بندق: أبو حنيفة: هو الجلوز والبندق فارسي والجلوز عربي. جالينوس في السابعة: وفي البندق من الجوهر الأرضي البارد أكثر مما في الجوز الكبار فهو لذلك أكثر عفوصة منه عند المذاق، وذلك موجود في شجر، وثمره وقشوره، وأما في الخصال الأخر فهو شبيه بالجوز الكبار. ديسقوريدوس في الأولى: البندق رديء للمعدة ضار لها، وإذا سحق وشرب بماء العسل أبرأ من السعال المزمن، وإذا قلي وأكل مع شيء يسير من الفلفل أنضج النزلة، وإذا أحرق كما هو بقشره وسحق وخلط بالشحم العتيق من شحم الخنزير وشحم الدب ولطخ به داء الثعلب أنبت الشعر، وزعم قوم أن البندق المحرق إذا سحق مع الزيت وسقيت به يافوخات الصبيان الزرق سوّد أحداقهم وشعورهم. أبقراط: البندق يزيد في الباه أكلاً. ابن ماسويه: البندق أغلظ من الجوز وأقل رطوبة وأكثر إذا انهضم غذاء لاستكثاف جسمه ودهنه أقل من دهن الجوز وجسمه أخصف من جسمه وفيه عفوصة يسيرة وهو بطيء في المعدة ضار لها يزيد في المرة وينفع المعي المدعو بالصائم ويقويه وينفي الضرر عنه، وهذه خاصيته وينفع من الموم إذا أكل قبل الطعام، فإن أكل بعده مع التين والسذاب نفع منها أيضاً. ابن ماسة: يصدع. مسيح: مقطع للخلط اللزج نافع من النفث الحادث من الرئة والصدر. الطبري: إذا أكل مع التين والسذاب نفع من لذع العقارب، وقد كنت أنا في حداثتي في أرض الموصل في بعض أعمالها فرأيت قوماً يعلقون الجلوز في أعضادهم، ويذكرون أنهم ينتفعون به من لذع العقارب. ابن سينا: هو إلى حرارة ويبوسة قليلة ويهيج القيء. الإسرائيلي: هو أكثر توليداً للنفخ والقراقر من الجوز وأكثر نفخه في أسفل البطن وخاصة إذا أخذ بقشره الداخل لأن في ذلك القشر قبضاً قوياً، وبه تعقل البطن وإذا قشر من قشره الباطن كان أسرع انحداراً وانهضاماً. الرازي في دفع مضار الأغذية: بطيء النزول في الغذاء ويصلح منه الفانيذ خاصة ومتى أكثر منه حتى يبلغ إلى أن تمدد المعدة، فينبغي أن يشرب عليه المبرود ماء العسل والمحرور ماء الجلاب، وإن كفى ذلك ونزل وإلا أخذ عليه بعض الجوارشنات المسهلة، وينبغي أن يقشر من قشرته.

بندق هندي: هو الرتة وقد غلط من قال إنه الفوفل. المسعودي: قال جوز الرتة مثل البندق عليه لحاء وداخله لب مثل لب البندق، والهند تفخر بها لأنها تصلح لأمور عجيبة. ابن سينا: البندق الهندي هو ثمرة في قدر البندقة متخشخشة وتنفلق عن حبة كالنارجيل. البالسي: هو قريب من البندق في كبره ولون قشره أغبر صقيل قريب من الفضار الصيني الأدكن في اللون ولون ما داخله أصفر وهو حار يابس موافق للمعدة الباردة معين لها على هضم الغذاء، وإن طلي على الأعضاء الرخوة قواها وشدها وانتفع به فيها منفعة ظاهرة، والذي يؤخذ منه وزن نصف درهم بماء ورد مغلي، والذي يستعمل في الأضمدة من درهم أنى درهمين مع ما يضاف إليه. الرازي في الحاوي: البندق الهندي في كتاب ابن البطريق في السموم وقشرها الأعلى يسحق ويسقى منه قدر عدسة أو يسعط منه في الشق الذي فيه اللسعة أو يسقى منه مثقال بماء الحشيش المسمى اللحاج ويطلى منه على موضع اللسعة ولذع العقارب الجرارة، والرتيلا ويصلح للسموم كلها، وينفع الماء في العين وحمى الربع واستطلاق البطن والهيضة والجرب والشقيقة والصداع ويسعط منه قدر فلفلة، وكذا اللقوة فيسعط منه أياماً ويلزمه في بيت مظلم فإنه برؤه ويسعط للصرع وريح الخشم والسدر، وأما قشر الحب الذي في جوفه ففيه خشونة فيدخن لريح الصبيان والجنون ويطلى على الخنازير بخل فإنه يبرئه، وللريح في الظهر والخاصرة فيسقى منه قدر حمصة أياماً ويحل القولنج، وللخلفة يسقى منه بماء بارد قدر حمصة ولريح السبل والغشاوة والظلمة يسعط بماء المرزنجوش ويخلط بالأثمد ويكتحل به للحول. قال العلهمان: إنه جيد لاسترخاء العصب. كان برجل لقوة فأسعط بشيء قليل من الرئة قطرتين في الجانب المعوج الذي يغمض فيه عينه وقطرة في الجانب الصحيح فسال من أنفه بلاغم كثيرة جداً وأديم ذلك وزيد في كل يوم قطرة ثلاثة أيام فبرىء. قالت الخوزانة: نافع للفالج. ابن سينا: يسقى من أصله وزن درهمين في الشراب لذات الجنب البارد، والربو والسعال المزمن ونفث الدم من الصدر لما فيه من القبض ويسقى من لبه وزن درهمين لوجع الرحم والفرزجة المحتملة من محكوكه تدر الطمث وتخرج الجنين، وكذا عصارته تسهل المرة السوداء والبلغم والمائية أيضاً والصفراء من البدن كله من غير إكراه حتى إنه يعافى به من البرص واليرقان والكنف ونحوه، ويحل القولنج والشربة منه ثلاث كزمات والكزمة ستة قراريط ويسقى مع شراب حلو وسكنجبين ويعطى مع النظراشاليون ودوقوا والسقمونيا تحرك إسهاله إذا خلطت به وتقويه ومقداره لكل درخمي ثلاث أوثولوسات من السقمونيا، وربما أخذ منه وزن درهمين فيدق، ويجعل في شراب حلواً وفي سكنجبين ويترك مدة طويلة ثم يطبخ ذلك الشراب أو السكنجبين بالعدس أو بالشعير بلحم الدجاج ويتحسى مرقه ويخلط به من السقمونيا، وربما أخذ منه وزن درهمين. غيره: له عمل جيد في تقوية الإنعاظ وإن أدمنه من لا يقوم ذكره البتة أبرأه إذا أدمنه أياماً. مجهول: زعم أندراس جماع العقاقير أن من هذه الثمرة شيئاً فارغاً لا نوى له خفيفاً على قشره شبيه بالخطوط السود في شكل الصليب إذا اقتلعها إنسان من شجرتها عرض له صرع على المكان من ساعته، فلا يفيق ما دامت في يده فإذا سقطت من يده أو نزعت عنه أفاق، وربما مات وقد يحذر من لا صرع به من أهل تلك البلاد تناول شيء من ثمرة هذا النبات لما وصفناه.

بنك: ديسقوريدوس في الأولى: سعفتن هذا يؤتى به من بلاد الهند شبيه بالقشور كأنه قشر شجرة التوت يدخن به لطيب رائحته ويقع في أخلاط الدخن المركبة، وإذا تدخن به نفع من انضمام فم الرحم الذي عرض له الجفاف. أبو حنيفة: أكثر ما يكون البنك باليمن بوادي عوسجة وهو واد يفصل بين زبيد وعتر. ابن رضوان: هو دواء طيب الرائحة يقال: إنه ينحت من أصل خشب أم غيلان باليمن قابض بارد يابس يقوي الأعضاء إذا ضمد به ويمنع العرق ويطيب رائحة البدن. ابن سينا: أجوده الأصفر الخفيف العذب الرائحة الأبيض الرزين حار يابس في الدرجة الأولى ينقي الجلد وينشف ما تحته من الرطوبات ويقطع رائحة النورة. المجوسي: ملطف مقوٍّ للمعدة والكبد الباردتين إذا ضمد به من خارج أو استعمل من داخل.

بنتومة: هذا نبات يعرف بهذا الإسم عند شجارينا ببلاد الأندلس ونعرفه أيضاً بالرقعة الفارسية وبذرق الطير، وكذا يعرف بأرض الشام أيضاً وخاصة ببلاد نابلس وما والاها، وأما أهل الشوبك من أرض الشام فإنهم يعرفونه بالعنم ويطحن ثمره مع الزيت فيأتي لونه أحمراً قانياً يعرف بالزيت المعنم وهو يوجد على شجر الزيتون وشجر اللوز والكمثري ينبت بنفسه عفواً على الشجر المذكور وهو يضرّ بها جداً كمثل الكشوث بما يتخلق عليه. ابن حسان: هو نبات ينبت في شجرة الزيتون في نفس الشجرة. يقال: إن الطير يذرق بزره هناك فينبت منه وورقه يشبه ورق الزيتون غير أنه أشد خضرة منه واستدارة وأصلب في ذاته، وله أغصان طويلة خضر فيها عقد، وله بزر أحمر اللون وهو بارد قابض يجفف وفيه شيء من مرارة يدل على أنه ليس بمتشابه الأجزاء، والغالب عليه البرد واليبس وإذا دق هذا النبات وعصر ماؤه نفع من كسر العظام ويجبرها وينفع من الوثي العارض في العضلات ومن نفث الدم. الغافقي: وإذا شرب مع وزنه من الطين الأرمني فعل ذلك أيضاً، وإذا طبخ مع التين وشرب طبيخه نفع من السعال. الشريف: إذا جفف ورقها وسحق وذر على العرطسة بعد حلق الرأس بالنورة ويحكه بالبول والملح حتى يدمى ثم يذر عليه كان في ذلك أنجع دواء مجرب.

بنات وردان: ديسقوريدوس في الثانية: سلى جرمها إذا سحق بزيت أو طبخ بزيت وقطر في الأذن سكن وجعها. ابن سينا: تنفع من أوجاع الأرحام والكلي بعد أن يكسر تحليله بزيت وموم ومح البيض ولا يصلب ويدر البول والطمث ويسقط وينفع مع قردمانا للبواسير وينفع للنافض ومن سموم الهوام. الشريف: إذا درست وضمد بها المالنكونيا وهي القروح التي تكون في الساقين أبرأت منه جداً.

بنات الرعد: هي الكمأة وسيأتي ذكرها في الكاف، وسميت بذلك لأن الأرض تنشق عنها بالرعد.

بنات النار: هي الأبخرة. عن البصري والأبخرة هي القريص والخربق أيضاً، وقد ذكرت الأنجرة في حرف الألف.

بنجنكسزوان: هو بالفارسية لسان العصفور، وسنذكره في اللام.

بهار: هو الأقحوان الأصفر عند بعض الناس الذي تعرفه شجارونا بالأندلس بالمقازجة وبالبربرية إملال وعامتنا ببلاد الأندلس أيضاً تسميه خبز الغراب. ديسقوريدوس في الثالثة: هو الأورنون انعلمن، وتفسيره عين البقرة وهو نبات له ساق رخصة وورق شبيه بورق الرازيانج وزهر أصفر أكبر من زهر البابونج شبيه بالعيون، ولذلك سمي بهذا الإسم وينبت بالدمن. جالينوس في السادسة: له ورد أكبر من ورد البابونج جداً، وله من الحدة والحرافة أكثر مما لورد البابونج ولذلك هو أكثر تحليلاً حتى أنه يشفي الأورام الصلبة إذا خلط بشمع مذاب ودهن. ديسقوريدوس: زهره إذا سحق بقيروطي حلل الأورام البلغمية والجشاء، وزعم قوم إن من كان به يرقان، وشربه في الحمام بعد خروجه من الأبزن حسن لونه وقيأه ماء. ابن سينا: هو الذي يسمى بالفارسية كاوحشم أي عين البقر ورور أصفر اللون أحمر الوسط أسمن من ورد البابونج حار في الثانية يابس في الأولى ينفع شمعه من الرياح الغليظة في الرأس. التميمي في كتاب المرشد: ومنه نوع صغير الشكل يسمى بالشام عين الحجل إذا جمع نواره وجفف وسحق وجعل في بعض الإكحال للعين جلا ظلمة البصر العارضة له وقوى طبقات العين ودفع الماء المنصب إليها المفسد لحس البصر وأحدّ نورها وجلا البياض الكائن من آثار القرحات.

بهج: الغافقي: هو المستعجلة وهو دواء معروف وسيأتي ذكرها في الميم.

بهمن: إسحاق بن عمران: هو ضربان: أحمر وأبيض وهما جميعاً عروق في قدر الجزر الصغار وكثيراً ما تكون مفتولة ومعوجة فالأحمر منهما أحمر القشر إلى السواد، وباطنه أقل حمرة من ظاهره، والأبيض منهما أبيض الباطن، والظاهر ومذاقتهما جميعاً طيبة لزجة، وفي رائحتهما شيء من طيب يؤتى بهما من أرض أرمينية من أرض خراسان، وهما من أدوية النقرس. ابن سينا: هو قطع خشبية وهو أصول مجففة متشجنة متغضنة وهي نوعان: أبيض وأحمر حار يابس في الثانية مسمن يقوّي القلب جداً، وينفع من الخفقان ويزيد في المنيّ زيادة بينة. وقال في الأدوية القلبية: منه أبيض وأحمر والأحمر أشدّ حرارة وفيهما جميعاً قبض مع تلطيف وتفتيح ولهما خاصية في تقوية القلب وتعينها الطبيعة المذكورة أعني القبض والتلطيف. مسيح: البهمنان حاران في الدرجة الثانية رطبان زائدان في المني مهيجان للباه. الرازي: البهمن الأحمر حار مهيج للباه. وقال في كتاب أبدال الأدوية: وبدله إذا عدم وزنه من التودري ونصف وزنه من ألسنة العصافير.

بهمي: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق الشعير إلا أنه أقصر منه وأدق وله سنبل شبيه بسنبل الشيلم وقضبان طولها نحو من ستة أصابع ناتئة حوالي الأصل وسبع سنبلات أو ثمار وينبت في مواضع العمارة، وعلى السطوح الجديدة التطيين، وهذا النبات إذا شرب بشراب قابض قطع الإسهال ونزف الدم ويقطع كثرة البول، وزعم قوم أنه إذا شد في صوف مصبوغ بحمرة قانية وعلق على الإنسان الذي به نزف الدم من أي عضو كان قطع النزف.

بهرامج: أبو حنيفة: هو الرنف وهو الخلاف البلخي وهو ضربان: ضرب مشرف بزره أحمر ومنه أحمر هادي البزر وكلاهما طيب الرائحة. التميمي: هو زهرة الشجرة المسماة البلخية. لي: وقد ذكرت البلخية في هذا الحرف فيما تقدم.

بهرم وبهرمان: وهو العصفر عن أبي حنيفة وسنذكره في حرف العين.

بهش: هو صنف من البلوط يشبه العفص وليس بعفص ولا بلوط ويسمى بعجمية الأندلس الحركة والشوبر، وثمره غليظ أسود قصير مدوّر ويسمى الراتينج وهو برنقس باليونانية وتعلف البقر بثمره والدواب، والنهش أيضاً عن أبي حنيفة وهو رطب المقل. قال الزبير بن بكار: المقل إذا كان رطباً ولم يدرك فهو النهش.

بهق الحجر: هو الجوز خندم عن الإسرائيلي وعن غيره وهو جرار الصخر وهو الأصح.

بوزيدان: سليم بن حسان: هو أصول صلبة بيض مصمتة تشبه البهمن الأبيض وتنفع من النقرس وأوجاع المفاصل وهو دواء هندي قليل التصرف، وقد جلب إلينا ورأيته مراراً عندنا. ابن رضوان: هو ضرب من المستعجلة حار يابس في الثالثة ينفع من الأمراض الباردة ويذيب الأخلاط الغليظة. ابن ماسويه: أجوده ما ابيض لونه وغلظ عوده وكثرت خطوطه والدقيق العود الشديد الملاسة القليل البياض رديء قليل المنفعة. حبيش: منافعه مثل منافع السورنجان في تسكين أوجاع المفاصل والنفع من النقرس حار يزيد في الباه. ماسرحويه: حار يزيد في المني وخاصته إسهال الماء الأصفر والإضرار بالأنثيين ويصلح بالخردل والشربة منه درهمان وأجوده الحديث. المجوسي: ينفع من الأخلاط الباردة البلغمية ويلطفها وينقي العصب منها. ابن سينا: ينفع السموم.

بوش دربندي: ابن هراردار: هو نبات يدق بجملته ويتخذ منه شياف، ويستعمل في الأورام الحارة وهو ملين مبرد نافع من النقرس الحار إذا طلي عليها وهو يابس في آخر الدرجة الأولى. ابن رضوان: هو عصارة ورق شجيرة شبيهة بورق الحناء يؤخذ ورقها فيدق وهو رطب فيجمع ويجفف. الرازي: في كتاب النقرس: الشياف الجزري الذي يؤتى به من أرمينية إذا حمل مع ماء عنب الثعلب نفع منفعة عجيبة من النقرس. ابن سينا: يجلب من أرمينية.

بوصير: هو الحوران وعامتنا بالأندلس تسميه بالبرية شكه باللطينية وهو عندهم شيكران الحوت، وبالبربرية أقمعن، ولحاء أصوله تستعمله أطباء الشام مع الماهي زهره في أدوية المفاصل. ديسقوريدوس في الرابعة: قلومس هو نبات ينقسم على صنفين: أحدهما أبيض الورق، والآخر أسود الورق ومن أبيض الورق صنف يسمى الأنثى وصنف يقال له الذكر، فالأنثى له ورق يشبه ورق الكرنب إلا أن عليه زغباً، وهو أعرض من ورق الكرنب وهو أبيض وله ساق طولها نحو من ذراع أو أكثر، وعليها زغب وزهر أبيض مائل إلى الصفرة وبزر أسود وأصل طويل عفص في غلظ أصبع وينبت في الصحاري في الصخور، والصنف الذي يقال له الذكر له ورق أبيض أيضاً وهو إلى الطول ما هو أثق من ورق الأنثى، وله ساق ألحق من ساق الأنثى، وأما الصنف الأسود الورق فيخالف الأبيض بأنه أشد سواداً منه وأعرض ورقاً وهو موافق في سائر الحالات، وفي النبات صنف آخر يقال له قلومس بري، وله قضبان طوال لاحقة في كبرها بقضبان الشجر وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له الأسفافس، وعلى القضبان أشياء مستديرة كالفلكة مثل ما للفراسيون وزهر أصفر إلى لون الذهب، ومن النبات نوع آخر يقال له قلومس وهو ثلاثة أصناف: منها صنفان عليهما زغب وهما لاصقان بالأرض ولهما ورق مستدير، والصنف الثالث يمال له لحسطس، ومن الناس من يسميه واللسن وله ثلاث ورقات أو أربع أو أكثر قليلاً غلاظ عليها زغب وفيها رطوبة تدبق باليد تستعمل في فتائل السراج. جالينوس في السابعة: أصل النوعين الأولين من البوصير يجد له من يذوقه قبضاً وهو لذلك نافع للعلل السيلانية، ومن الناس قوم يتمضمضون به لوجع الأسنان وورق هذه الأنواع قوّته محللة، وكذا قوّة الأنواع الأخر ولا سيما ورق النوع الذهبي الزهرة وهو الذي يحمر به الشعر وقوّة أنواع جميع هذا النبات قوّة تجلو وتجفف جلاء معتدلاً. ديسقوريدوس: وأصول الصنفين الأوّلين إذا كانت قابضة فهي لذلك إذا أخذ منها مقدار كعب ويسقى بالشراب نفع من الإسهال وطبيخها ينفع من شدخ العضل والهشم والسعال المزمن، وإذا تضمد به سكن وجع الأسنان، وأما النبات الذي يقال له قلومس بري فإن زهره، وهو الأصفر القريب في لونه من لون الذهب يصبغ الشعر وحيثما وضع جمع الصراصر، وقد يطبخ ورقه بالماء ويتضمد به للأورام البلغمية وللأورام الحارة العارضة في العين، وقد يتضمد به مع العسل والشراب للقروح التي تعرض معها سعافلس ويتضمد به أيضاً مع الخل للخراجات فيبرئها وينفع من لسعة العقرب، وأما الصنف من قلومس الذي يقال له الذكر فقد يعمل منه ضماد لحرق النار وينتفع به، وقد زعم قوم أن ورق الصنف من قلومس الذي يقال له الأنثى إذا صر مع التين منع عنه السوس.

بونيون: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه أنيطون وهو نبات له ساق مربعة صالحة الطول في غلظ أصبع وورق شبيه بورق الكرفس إلا أنه ألطف منه بكثير مثل ورق الكزبرة، وله زهر شبيه بزهر الشبت وبزر طيب الرائحة أصفر من بزر البنج. جالينوس في السادسة: هذا النبات حار وتبلغ حرارته إلى أنه يدر البول. ديسقوريدوس: والبزر مسخن مدر للبول يخرج المشيمة ويصلح لوجع الطحال والكلي والمثانة، وإذا استعمل البزر يابساً أو رطباً أو أخرجت عصارته مع القضبان والأصول فإنه إنما يستعمل بالشراب الذي يقال له مالقراطن، وأما سطرنيون فهو تمنش طوله نحو من ثلث شبر ينبت في الجزيرة التي يقال لها المنافريطي، وله ورق شبيه بورق النبات الني يقال له بونيون. جالينوس في السادسة: ولذلك يسير حونيون أسخانه مثل أسخان البونيون. ديسقوريدوس في الرابعة: وإذا شرب منه نحو من أربع طاقات بالماء أبرأ المغص وتقطير البول ووجع الجنب، وإذا خلط به ملح وشراب وتضمد به فاتراً حلل الخنازير.

بولوغالين: تأويل هذا الإسم في اليونانية مكثر اللبن. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ساق طولها نحو من شبر وورق شبيه بورق العدس في طعمه عفوصة، وقد يظن أن هذا النبات إذا شرب يكثر اللبن. جالينوس في الثامنة: هذا نبات له ورق قابض معتدل، وقد يظن به الناس أنه إذا شرب ولد اللبن، وإذا كان كذلك فالغالب عليه الحرارة والرطوبة فاعلمه.

بولامونيون: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه فيلاطاريون، ومنهم من يسميه جلندوناس وهو نبات له أغصان صغار دقاق مشعبة وورق أكبر وأطول من ورق السذاب بشيء يسير شبيه بورق ترسبان دار، وهو عصا الراعي أو بورق فودنج الماء، وهو الذي يقال له باليونانية فالاسي وعلى أطراف الأغصان شيء شبيه بالرؤوس المستديرة فيها بزر أسود اللون، ولهذا النبات أصل طوله نحو من ذراع لونه إلى البياض ما هو شبيه بأصل النبات المسمى سطرونيون، وينبت هذا في جبال ومواضع خشنة. جالينوس في الثامنة: هذا النبات قوته لطيفة مجففة، ومن أجل ذلك صار بعض الناس يسقون من أصوله بالشراب لمن به وجع الورك ولمن به قرحة الأمعاء ولمن به صلابة الطحال. ديسقوريدوس وأصل هذا النبات يشرب بشراب لضررونهش الهوام ولقرحة الأمعاء وقد يشرب بالماء لعسر البول وعرق النسا ويشرب منه مقدار درخمي بالخل لقروح الطحال، وقد يعلق هذا الأصل على الإنسان للسعة العقرب ويقال: إن من كان هذا الأصل معلقاً عليه لا يقربه العقرب، وإن قربته ولسعته فإن اللسعة لا تضره شيئاً وإذا مضغ هذا الأصل سكن وجع الأسنان.

بولوغاناطن: تأويله كثير الركب وكثير العقد أيضاً باليونانية. ديسقوريدوس في الرابعة: هو ثمنش ينبت في الجبال وطوله أكثر من ذراع وله ورق شبيه بورق الغار إلا أنه أعرض منه وأشد ملاسة وفي طعمه شيء شبيه بطعم السفرجل أو طعم الرمان مع شيء من قبض، وفي كل موضع ينبت منه الورق زهر أبيض كثير جداً متفرّع من موضع، وله أصل أبيض طويل كثير العقد عليه زغب ثقيل الرائحة في غلظ أصبع إذا تضمد به كان صالحاً للجراحات، وقد يقلع الآثار التي تكون في الوجه مثل الكلف وما أشبهه. جالينوس في الثامنة: قوّة هذا الدواء وطعمة قوة وطعم مركب وذلك لأن فيه شيئاً من القبض والحرافة والحدة وشيئاً من الكراهة والبشاعة ليس تحيط بهما الصفة، فهو لذلك بنافع في أشياء كثيرة خلا أن قوماً يستعملون أصوله كالضماد في مواضع الضرب، وفيهم من يستعمله في جلاء كلف الوجه خاصة.

بولوقيتمن: تأويله باليونانية كبير الرؤوس. ديسقوريدوس في الرابعة: هو شجيرة صغيرة تستعمل في وقود النار وله ورق شبيه بورق أوريفاس وثمر كثير كالعلك مثل ثمر علنجن وليس عليه إكليل لكن له رؤوس صغار طيبة الرائحة جداً مع حدة. جالينوس في الثامنة: هذا يسخن ويجفف في الدرجة الثانية فهو لذلك يدمل مواضع الضرب. ديسقوريدوس: وإذا تضمد به طرياً أو يابساً كان صالحاً للجراحات لإلصاقه إياها وينبغي أن لا يحل ضماده إلا في اليوم الخامس، وقد يشرب بالشراب لتقطير البول وشدخ أوساط العضل.

بورق: أرسطاطاليس: أنواعه مختلفة ومعادنه كثيرة كمعادن الملح فمنه ما يكون ماء جارياً ثم يتحجر ومنه ما يكون معدنه حجراً ومنه ما يكون أحمر وأبيض وأغبر وألوان كثيرة،  والنطرون وإن كان من جنس البورق، فإن له أفاعيل غير أفاعيل البورق. إسحاق بن عمران: البورق هو صنوف كثيرة فمنه صنف يقال له: البورق الأرمني يؤتى به من أرمينية ومنه صنف يقال له النطرون يؤتى به من الواحات وهو ضربان: أحمر وأبيض ويشبه الملح المعدني ومذاقه بين الملوحة والحموضة. ابن واقد: وقال بعض الأطباء: البورق نوعان مخلوق ومصنوع، فالمخلوق هو المعدني وهو صنفان أرمني ومصري، والأرمني أجودهما ولم نره عندنا. والمصري هو هذا البورق الذي يجلب إلينا ويكثر عندنا وهو صنفان صنف يسمى النطرون، وهو ملح حجري يضرب إلى الحمرة وطعمهما إلى الملوحة مع مرارة يسيرة تشوبه تدل على شدة احتراقه، وضرب منه يعرف ببورق الخبز لأنّ الخبازين بمصر يحلونه بالماء ويغسلون به ظاهر الخبز قبل طبيخه فيكسبه رونقاً وبريقاً، والبورق المصنوع هو هذا الذي يسمي عندنا بالنطرون وهو ملح حجري قطاع جلاء يتولد من مادّة الزجاج ورطوبة الرصاص والقلى إذا خلط بعضها ببعض وأدخلت النار. قال: وزعم الرازي في كتاب المدخل التعليمي أن من أصناف البورق بورق الصاغة وهو الأبيض السبخي ومنه البورق الزبدي وهو أجودها وأحدّها كلها ولونه براق أحمر، ومنه بورق الغرب وهو يكون من شجر الغرب ومنه تنكار يكتم عمله. ديسقوريدوس في الخامسة: ينبغي أن يختار منه ما كان خفيفاً مورداً أبي اللون مثقباً كأنه اسفنجة والذي يجلب من فرفور من بلاد ليغوريا وهو على هذه الصفة، وأما الذي يقال له اقرونطون ومعنى اسمه زبد البطرون، وهو الذي يزعم بعض الناس أنه البورق الأرمني وأجود ما يكون منه ما كان خفيفاً جدّاً ذا صفائح سريع التفتت في لونه شبيهاً بالفرفير شبيهاً بالزبد لذاعاً مثل الذي يؤتى به من المدينة التي يقال لها قيلادليقيا ومن بعد هذا الصنف في الجودة المصري، وقد يكون أيضاً بالموضع الذي يقال له تعيساً من البلاد التي يقال لها قاونا. جالينوس في التاسعة: الفرق بين البورق الأفريقي المعروف بالبورق الزبدي وبين زبد البورق أن زبد البورق هو دواء مجفف ومنظره شبيه بمنظر دقيق الحنظة وذلك أنه أبيض، وليس هو مثل زهرة الحجر المجلوب من اسيوس رمادي اللون، وأما هذا البورق الزبدي فليس هو بمثل الدقيق متخلخلاً بل هو جامد مجتمع وهو الذي يستعمله الناس في كل يوم ليغسلوا به أبدانهم في الحمام لأن له قوّة تجلو فهو بهذه القوّة ليس بغسل الوسخ فقط، بل قد يشفي أيضاً الحكة وذلك لأنه يحلل الرطوبات الصديدية التي تحدث عنها تلك الحكة وإذا كان الأمر على ما وصفت فقد أصاب الأطباء في إلقائهم إياه في أخلاط أدوية كثيرة من الأدوية المحللة، وأما زبد البورق فطبيعته وقوته هذه الطبيعة، وهذه القوة بعينها التي هي للبورق إلا أن جوهره ألطف وأدق وقد قلنا قبل أن قوة البورق وسط بين قوة البورق الأفريقي وبين قوة الملح، وذلك أن البورق الأفريقي إنما فيه قوة تجلو فقط، والملح فيه قوة تقبض، وأما البورق ففيه القوتان جميعاً إلا أن القوة القابضة فيه يسيرة جداً وقوة الجلاء فيه كثيرة. والبورق إذا أحرق صار قريباً من البورق الأفريقي، وذلك لأنه يلطف فهو بهذا السبب يجفف ويحلل وإن ورد البدن منه شيء قطع ولطف الأخلاط الغليظة اللزجة أكثر مما يفعل الملح جداً، وأما البورق الأفريقي فمتى لم يضطرنا إليه أمر شديد فليس يعطاه الإنسان يزدرده لأنه يغني ويهيج القيء، ولولا ذلك لكان تقطيعه للأخلاط الغليظة أكثر من تقطيع البورق، وقد كان إنساناً يستعمل هذا البورق الأفريقي في مداواة من أكل فطراً فخنقه وكان يشفى به في كل وقت. وأما البورق المحرق وغير المحرق ولا سيما زبده فنحن نستعمله أيضاً في مداواة الاختناق. ديسقوريدوس: قوة النطرون وقوة الدواء الذي يقال له قرويطون شبيهة بقوة الملح إلا أن النطرون يفضل عليه بأنه يسكن المغص إذا سحق مع الكمون ويشرب مع أدرومالي أو الشراب الذي يقال له أنشاما أو ببعض الأدوية التي تحلل الرياح مع طبيخ الزوفا، وما أشبه ذلك مثل السذاب والشبت، وقد يخلط ببعض الأدهان ويتمسح به لبعض الحميات الآخذة بأدوار وقبل وقت أخذها ويكون بالقرب من النار، وقد يقع في أخلاط بعض المراهم المحللة والمراهم الجاذبة والمراهم المتخذة للجرب المتقرّح والحكة والبرص، وإذا خلط بالماء والخمر وقطر في الآذان أبرأها من أوجاعها وبدد الريح العارضة  فيها ومن الدوي والرطوبة السائلة منها، وإن خلط بالخل وقطر فيها نقى وسخها، وإذا خلط بشحم الحمار مع خل أو شحم الخنزير أبرأ من عضة الكلب الكلب، وإذا خلط بصمغ البطم فتح أفواه الدماميل وإذا تضمد به مع التين من به استسقاء نقعه، وإذا اكتحل به مع العسل أحد البصر، وإذا شرب بالخل مع الماء نفع من مضرة الفطر القتال، وإذا شرب مع الماء نفع من مضرة الضرب من الذراريح الذي يقال له نوقرسطس، وإذا شرب مع الأنجدان نفع من مضرة دم النور وقد يعمل منه ضماد نافع للهزال، وقد يخلط بقيروطي ويضمد به الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف في انحطاط العلة والتواء العصب، وقد يخلط بالعجين ويخبز لمن عرض له استرخاء في لسانه. ومن الناس من يحرقه مثل ما يحرق غيره من الأدوية بأن يصيره في إناء من فخار ويضعه على جمر ويتركه إلى أن يحمى ويرفعه عن النار. أرسطوطاليس: النطرون نافع للنساء اللاتي في أرحامهن رطوبات ينشفها ويقوّيها إذا استرخت أعضاؤها. مسيح: والبورق إذا سحق وذر على الشعر الغليظ أرقه. محمد بن الحسن: والبورق حار يابس في الرابعة وهو كله نافع لأصحاب البلغم. حبيش بن الحسن: البورق يقع في بعض الحبوب المسهلة والمعجونات والحقن ومقدار ما يلقى منه في الحقن لتسهيل الطبيعة وزن درهمين. إسحاق بن عمران: إذا طلي الجسد من خارج بالبورق الأرمني مع دهن البابونج عرق البدن، وإذا سحق مع خل خمر وتغرغر به أسقط العلق المتعلق بالحلق. ابن سينا: إذا تضمد به جذب الدم إلى ظاهر البدن فيحسن اللون لكنه ربما سود كثرة أكله اللون وينفع من الحزاز في الرأس غسلاً به ويشرب مع الأدوية القاتلة للدود فيخرجها، وكذا إذا مسح البطن والسرة به ويجلس بقرب النار فيقتلها، وبهذا وأمثاله يفوق الملح وهو رديء للمعدة مفسد لها ورغوته مع العسل تنقى وتفتح وتنفع من الصمم في الآذان قطوراً. الرازي في الحاوي: يسخن منه درهمان بثلاث دراهم دهن زنبق ويدلك به الذكر ويلطخ به المذاكير فإنه أقوى ما يهيج به الإنعاظ. مجهول: ينعم سحقه. ويديفه بعسل ويطلى به القضيب والشرج والعانة فإنه ينعظ إنعاظاً مضجراً. الشريف: إن أخذ منه نصف أوقية وحل في نصف رطل من ماء وغلي على نار هادئة وخلط معها إذا انجلت أربع أواقي في زيت عذب واستعمل شرباً في علة القولنج الحادث للسباكين في معادن الفضة ينفعهم مجرّب بيادوق: وبدل البورق الأرمني وزنه ونصف وزنه من النطرون. وقال بديغورس: وبدله إذا عدم وزنه ونصف وزنه من الملح. وقال إسحاق بن عمران: مثله.

بوريطش: هو حجر المرقشيشا وقد ذكرته في حرف الميم.

بوقيصا: هو شجرة الدردار المعروفة بالشام والعراق بشجرة البق ويغلط من يتوهم غير ذلك وسيأتي ذكرها في حرف الدال.

بوشياد: هو الشلجم عن دويس بن تميم وسيأتي ذكره في حرف الشين المعجمة.

بوطانية: هو الكرمة السوداء بعجمية الأندلس. ابن واقد: إن البوطانية هي الكرمة البيضاء وهو غلط محض، وهذا الدواء يسمى بالسريانية فاسرسنين وسيأتي ذكرها في حرف الفاء.

بوغلصن: باليونانية، معناه لسان الثور بالعربية، وسنذكره في حرف اللام.

بولودنون: باليونانية معناه كثير الأرجل وهو البسفايج، وقد مضى ذكره في هذا الحرف.

بولوطويخون: تأويله باليونانية كثير الشعر وهو البرشياوشان وقد تقدم ذكره.

بول الإبل: الزهراوي: وغيره: هي أقراص يؤتى بها من اليمن وتباع بالموسم بمكة وتعالج بها الجراحات الطربة بدمها إذا سحق منها قرص وذر على جرح طري بدمه لصق به ولم ينقلع حتى يبرأ الجرح وهو معروف عندهم مشهور، ويذكر أهل اليمن أن إبلهم ترتعي في فصل من السنة حشيشاً يكون هناك خاصة في ذلك الوقت، فيأخذون أبوالها عند ذلك فيجففونها ويقرّصونها، وإنما يكن هذا باليمن فقط. لي: ليس الأمر في هذا الدواء كما حكاه الزهراوي وإنما هو شيء يوجد في مغاير في جبال مكة وغيرها قطع سود متحجرة تعرف بصن الوبر تجلبه العربان فتأخذه التجار فيقرّصونه، ويسمى إذ ذلك بول الإبل ويذكر جلابوه أنه زبل الوطواط يتراكم بعضه على بعض في المغاير فاعلم ذلك، وسنذكر صن الوبر في حرف الصاد المهملة.

بوقشرم: اسم بربري ببجاية وما والاها من أعمال أفريقية وهو النبات المعروف عندنا بالأندلس أبو نموت وعصارته مجرّبة عند بعضهم لبياض العين أوّله باء بواحدة مضمومة ثم واو ساكنة بعدها قاف مكسورة ثم شين معجمة ساكنة ثم راء مهملة بعدها ميم.

بول: جالينوس في العاشرة: قوة البول حادة وفيه جلاء كثير ولذلك يستعمله القصارون ويغسلون به الثياب الدرنة من أوساخها، وما كان منه من الحيوان أشد حرارة فحرارة بوله أشد وأقوى منه، وما كان منه بارداً فبوله أقل حرارة، وبول الإنسان أضعف من بول سائر الحيوان ما خلا بول الخنزير الذي قد خصي فإنه في ضعفه مثل بول الإنسان، وأما بول فحول الخنازير فهو أقوى من بول الإنسان وبسبب ما رأى الأطباء من جلاء البول عالجوا به القروح العميقة والجرب والوسخ والقروح الوسخة الكثيرة الرطوبة، ويستعملونه في الآذان، ويغسلون به الرأس أيضاً فتنقيه من النموشة اللزجة ويذهب بالحزاز المتولد فيه، ويشفي من السعفة إن كانت فيه، وإذا استعمل فبالضرورة لعدم دواء آخر. غيره: في مثل العلوج والأكرة شفيت به من قروحهم بأن تأخذ مشاقة تلف على الجرح والقرحة التي تحدث في أصبع القدم من عثرة وتربط ربطاً وثيقاً ويؤمر المريض أن يبول عليها كلما أراد أن يبول ويتقدّم إليه أن لا يحل الرباط حتى يبرأ برءاً تاماً فينتفع بذلك. وأما الدواء الذي يتخذ من بول الصبيان والغلمان وهو المعروف بلزاق الذهب لأن الصاغة يستعملونه فيه ويلحمون به الذهب فهو دواء قوي المنفعة جداً في القروح الخبيثة البطيئة البرء، وإذا أرادوا صنعة هذا عمدوا إلى مهراس متخذ من النحاس، وكذا دستجة فتصير في بعض المواضع ويؤمر الصبيان الذين لم يراهقوا بأن يبولوا فيه ويسحق بذلك الدستج أياماً كثيرة عند الشمس أو في بيت دفىء لينماع من جرم النحاس في ذلك البول بحرارة الشمس شيء كثير ويكون أبلغ في المنفعة، ولهذا الدواء في هذه القروح التي وصفناها منفعة عجيبة، وأما السحابة التي تكون في جوف البول قائمة غليظة بيضاء فقيل إنها نافعة من الحمرة المنتشرة، وأما أبوال الأطفال وأبوال الرجال فقد شربها قوم ممن كان بهم مرض من فساد الهواء وتغيره وهو الوباء وظنوا أنهم نجوا من تلك الأمراض عند شربهم هذه الأبوال، وأما أبوال الدواب فإنها تخلط بالأدوية التي تتخذ لأوجاع المفاصل فتنتفع من ذلك. ديسقوريدوس في الثانية: بول الإنسان إذا شربه صاحبه وافق نهش الأفعى والأدوية القتالة وابتداء الحين، وإذا صب على نهشة أفعى البحر وتنين البحر نفع منها، والبول ممن كان من الناس قد يخلط بنطرون ويصب على عضة الكلب الكلب والجرب المتقرّح والحكة فيجلوها، والبول العتيق هو أشد جلاء من البول الجديد للقروح الرطبة العارضة في الرأس والنحالة وهي الحزاز والجرب والقروح التي تسمى أبريا وهي الجدجري ويمنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن، وإذا حقنت القروح به منع القروح العارضة فيها من السعي ويقطع سيلان القيح من الآذان، وإذا سحق في قشر رمَّان وقطر في الآذان أخرج الدود المتولد فيها، وبول الصبي الذي لم يحتلم إذا تحسى منه وافق عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب، وإذا طبخ في إناء من نحاس مع عسل جلى البياض العارض في العين من اندمال القروح والقروح التي يقال لها أرعامن، والتي يقال لها أخيلوس وينفع من الرمد ويجلو ظلمة البصر ويعمل منه ومن النحاس القبرصي لزاق يلزق به الذهب بعضه ببعض وعكر البول الراسب في أسفله إذا مكث أياماً متى لطخ على الحمرة سكنها، وإذا سحق مع دهن الحناء واحتمل سكن أوجاع الأرحام وخفف الوجع العارض من الاختناق ويجلو الجفون والبياض العارض في العين من اندمال القروح، وبول الثور إذا سحق بالمر وقطر في الأذن سكن أوجاعها، وبول الخنزير البري له قوة بول الثور غير أنه له خاصية إذا شرب أن يفتت الحصاة المتولدة في المثانة وبوله وبول الثور والعير إذا شرب بسنبل الطيب منه في كل يوم مقدار فرايوسين ما يحط الحبن اللحمي ويخرجه بإسهال البطن وإدرار البول، وإذا قطر في الآذان أبرأ وجعها وبول الحيوان الذي يقال له ليكس وبوله يسمى ليعوريون يقال: أنه إذا بيل تحجر على المكان وهذا باطل، وإنما هو الذي يسميه بعض الناس بطار وعرفورون، وإذا شرب بالماء وافق رأس المعدة والبطن التي تسيل إليها الفضول، وبول الحمار يقال أنه إذا شرب أبرأ من وجع الكلي، الشريف: إذا غسل به العينان مساء وصباحاً أزال العموشة منها، وإذا اغتسل بالبول الحار من به تورم في مقعدته وفعل ذلك ثلاث مرات من اليوم والليلة وتوالى على ذلك انتفع به جداً. وإذا حقن بالبول الحار  نفع من الإمغاص المعائية، وإذا خلطت مع بول إنسان نطروناً وحك به على داء الثعلب وفعل به ذلك مراراً شفاه وأذهبه. ابن سينا: البول حار يابس وبول الإنسان يجعل مع رماد الكرم على موضع النزف فيقف، والبول نافع من التقشر والحكة والبرص، لا سيما إذا خلط ببورق وماء حماض الأترج، وينفع من الأوجاع العصبية ولا سيما بول الماعز الأهلي والجبلي وخصوصاً التشنج والامتداد، وكذلك سعوطاً للامتداد، وإذا عقد البول في إناء من نحاس وخصوصاً بول الإنسان نفع من البياض والجرب في العين، وكذا مطبوخاً مع الكراث، وقد رأى إنسان مطحول أنه أمر في النوم أن يشرب من بوله في كل يوم ثلاث حفنات فعوفي وجرب فوجد صحيحاً عجيبآ، وبول الإنسان مطبوخاً مع الكراث ينفع من أوجاع الأرحام إذا جلس فيه خمسة أيام كل يوم مرة واحدة، ومن أخذ بول كلبة وتركه حتى ينعقد ثم غسل به الشعر سوده وكان كأحسن ما يكون من الخضاب. التجربتين: إذا طبخ جميع بول الحيوانات حتى تغلظ وعولجت به القروح والنواصير الخبيثة كلها وتمودي عليها جففها وأدملها، ومتى كانت العلة أخبث احتاجت إلى بول أشد حرارة وحدة، وكذا بول إناث البقر أنفع شيء للقروح الخبيثة، والنواصير في أجسام الصبيان إذا تمودي عليه بالصفة المذكورة.

بيض: جالينوس: الذي قد ألفناه من البيض وسهل علينا وجوده أكثر فهو بيض الدجاج، فلسنا نحتاج معه إلى غيره على أن طبع هذا البيض وذاك طبع واحد بعينه، ومزاج البيضة أبرد قليلاً من البدن المعتدل والوسط وهي تبرد تبريداً معتدلاً وتجفف تجفيفاً لا لذع معه، ويجب أن يستعمل منها الطرية لأن العتيقة قد نالها آفة فأما بياض البيض، فينبغي أن يستعمل في جميع الأوجاع التي تحتاج إلى دواء لا يلذع أصلاً بمنزلة وجع العين والجراحات التي في المقعدة والعانة وفي جميع القروح الخبيثة الرديئة، ويخلط أيضاً في الأدوية التي تقطع الدم المحترق من أغشية الدماغ فيكون موقعها منها موقعاً حسناً نافعاً، وهذه الأدوية تلحج وتقبض من غير أن تلذع ويخلط في الأدوية التي من شأنها أن تجفف الجراحات من غير أن تلذع كالتوتياء المغسولة ومح البيض وهو من جوهر شبيه بجوهر يعارضها، ولذلك صار يخلط مع القيروطي الذي لا لذع معه بعد أن تسلق البيضة أو تشوى، والأمر في أن بين هذين خلافاً يسيراً أمر بين، وكذا الذي يشوى هو يجفف فضلاً قليلاً وبحسب ما يكتسب من هذه القوة كذلك يخرج عن اعتداله وهو يخلط أيضاً في الأدوية التي تمنع من حدوث الأورام بمنزلة الأضمدة التي تتخذ من إكليل الملك النافعة للمقعدة، وأما جملة البيض فتستعملها بعد أن تخلط معها دهن الورد في مداواة الورم الحادث في الثديين، وفي الأجفان وفي الأذنين إذا كان قد أصاب واحداً منها ضربة أو تورم بوجه من الوجوه وتستعملها أيضاً في مداواة الأعضاء العصبية بمنزلة المرفق والوترات التي في الأصابع ومفاصل اليدين والرجلين فإن طبخت البيضة كما هي بالخل وأكلت نفعت المواد التي تسيل وتنصب إلى المعدة والأمعاء، وإن أنت أيضاً خلطت معها من الأدوية التي تنفع لاستطلاق البطن ووجع البطن ثم شويتها أو طبختها على نار لا دخان لها بمنزلة نار الفحم وأطعمتها العليل نفعته بذلك منفعة ليست باليسيرة وأنفع ما يخلط معها في هذا الموضع عصارة الحصرم، والسماق نفسه وعصارته والعفص أيضاً وقشور الرمان ورماد الحلزون المحرق مع خبثة، وكذا عجم الزبيب وحب الآس وأقوى من هذه الجلنار وهو قسطيداس وجنبذ الرمان، وإن أنت وضعت على الحرق من الماء الحار بيضة نيئة نفعته جداً، وإن أنت وضعتها وأخذت بياضها وحده، فوضعته عليه بصوفة كان أجود، وإن أنت وضعت الصفرة مع البياض كذا أيضاً وذلك لأنها تبرد تبريداً معتدلاً وتجفف تجفيفاً لا لذع معه، ولما كانت البيضة على هذه الحال صرنا نستعملها أيضاً في الأضمدة التي توضع على الجبهة المعروفة باللزوق وتلزق بها الشعرة التي تنبت مع الأشفار وتدخل إلى العين بعد أن تخلط معها شيئاً مما يصلح لها بمنزلة الكندر، ولا سيما إذا كان الكندر دسماً ليس بعتيق ولا يابس إلا أن الذي ينتفع به في هذه المواضع من البيضة إنما هو لزوجة بياضها فقط لا مزاجه اللهم إلا أن نقول ههنا أن المزاج من قبل أنه ليس بمضاد ولا مخالف للدواء الذي يداوي به العلة هو أيضاً نافع لها لأن كثيراً من الأشياء اللزجة التي هي مضادة مخالفة لهذه العلة بمنزلة الدبق الذي هو حاد حار، ومن قبل أنها إذا شويت أو طبخت أكسبها ذلك اختلافاً ليس باليسير وصارت من هذا الوجه كثيرة المنافع، وذلك لأنها تخلط مع الأدوية التي تقطع ما في الصدر وفي الرئة وهي نيمبرشت في حد ما يتحسى وهي التي تطبخ بالماء حتى تسخن فقط، ويتناولها المتناول لها بسبب طبعها وجوهرها إذا كان يشكو خشونة في حنجرته أصابته بسبب صياح صاحه أو من خلط حاد نصب إلى حنجرته وقصبة رئته لأن البيضة تلحج في ذلك المواضع العليلة وتبقى لابثة فيها بمنزلة الضماد وبسبب ما هي عليه من البعد عن التلذيع في جوهرها، وشأنها أن تسكن وجع تلك المواضع وتشفيها، وعلى هذا الطريق بعينه تشفي الخشونة العارضة في المريء وفي المعدة والأمعاء والمثانة. ديسقوريدوس في الثانية: النيمبرشت منه أكثر غذاء من الرقيق والصلت أكثر غذاء من النيمبرشت، وصفرة البيض المسلوق إذا خلطت بزعفران ودهن ورد كان نافعاً من الضربان العارض للعين، وإذا خلط بها إكليل الملك نفعت من أورام المقعدة وأورام البواسير، وإذا قليت بالسماق أو العفص عقلت البطن وإن أكلت أيضاً وحدها فعلت ذلك، وبياض البيض إذا قطر في الأذن الوارمة ورماً حاراً برده وغري وسكن الوجع، وإذا لطخ به حرق النار أول ما يعرض لم يدعه أن يتنقط، وإذا لطخ به الوجه نفع من الاحتراق العارض من الشمس، وإذا خلط بالكندر ولطخ به على الجبهة نفع من النزلة، وإذا خلط بدهن الورد والشراب المسمى أنومالي أو بل به الصوف ووضع على العين سكن الأورام الحارة العارضة للعين وإذا تحسي البياض نيئاً نفع من نهشة الحية التي يقال لها أمروانس، وإذا فتر وتحسى وافق حرقة المثانة وقروح الكلي وخشونة الصدر ونفث الدم والنزلة والصدر الذي تسيل إليه المواد. ابن سينا في الثاني من القانون: النيمبرشت ينفع من السعال والشوصة والسل وبحوحة الصوت من حرارة وضيق النفس ونفث الدم خاصة إذا تحسيت صفرته مفترة ومشوية ينقلب إلى الدخانية ويحتقن ببياضه مع إكليل الملك للقروح في الأمعاء وعفونتها، وينفع من جراحات المقعدة والعانة، ويحتمل منه فتيلة مغموسة فيه وفي دهن ورد لورم المقعدة وضربانها، وأما بيض البط ونحوه فهو رديء الخلط، وأيبس البيض بيض النعام والأوز وصفرة بيض الدجاج إذا شويت وسحقت بعسل كان منه طلاء للكلف والسواد، وبيض الحباري خضاب جيد فيما يقال ويجرب وقت صلوحه لذلك بخيط صوف وينفذ فيه وينزل حتى ينظر فيه هل اسود، وكذا بيض اللقلق فيما يقال، ويقال إن بيض السلحفاة البرية ينفع من الصرع وهو مجرب لسعال الصبيان أيضاً وجميع البيض لا سيما بيض العصافير يزيد في الباه، ويقال إن بيض الأوز إذا خلط بزيت وقطر فاتراً في الرحم أدر الطمث بعد أربعة أيام، وبيض الحرباء فيما يقال إنه سم قاتل. غيره: وبيض النمل يسحق بالماء ويطلى به على البدن فلا ينبت فيه شعر. الطبري: وبياض البيض إن خلط بالسويق وسقي منه حبس قيء الدم. الإسرائيلي: بياض البيض لا يستعمل في علل العين إلا فيما كان منها في الأجفان والحجاب الملتحم الذي يكون فيه الرمد ويحذر استعماله غاية الحذر من العلل المتولدة عن المواد الحادة اللذاعة المحتقنة في طبقات العين وحجبها الباطنة لأنه يسد مسام العين الظاهرة لغروبته، ويحقن البخارات في باطنها ويمنع من تحللها، وإذا انحصرت البخارات هناك وازدحمت جملة الرطوبات واتسعت فطلبت موضعاً أوسع من موضعها وخرقت الحجاب القرني طلباً للخروج منه أحدثت فتوقاً وقروحاً. التجربتين: وبياض البيض إذا عجنت به الأدوية المانعة من انصباب المواد شد الأعضاء ومنع من انصبابها مثل العصائب الموضوعة على الجبهة والصدغين ومواضع الكسر والرض والفسخ. قال الإسرائيلي: ومح البيض فإنه لما كان حاراً ليناً صار التحليل فيه أقوى، ولذلك صار إذا عمل منه ضماد بدهن بنفسج لين الأورام الحارة وأسرع نضجها وحلل ما لم يجتمع منها، فإن كانت الأورام تحتاج إلى التقوية أكثر جعل مح البيض أكثر مشوياً وإن كانت تحتاج إلى التحليل أكثر جعل نيأً، وإذا عمل منه ضماد بدهن ورد ويسير زعفران ومر حلل الأورام المتولدة من الدم الغليظ. التجربتين: ومحاحه إذا وضعت نيئة أو قليلة الطبخ على الأورام الحارة أنضجتها وسكنت آلامها لا سيما في الأعضاء الحساسة كالرمد وورم الأسفل وانتفاخه وحرقته وشقاقه. مسيح: وقشر البيض بارد في الدرجة الثانية مجفف ينفع من الحكة والجرب الحادث في العين إذا أحرق وسحق واكتحل به. التجربتين: المكلس من قشره يجفف القروح وينقص من بياض العين كحلاً ويقطع الرعاف إذا حل في ماء الكزبرة الرطبة وقطر في الأنف، وقشر بيض النعام خاصة إذا سحق كما هو دون حرق النار ولعق بالعسل نفع من وجع الجنبين. من كناس ابن الرملي: أنه قد قطع الرعاف كم مرة بقشر بيض الدجاج المحرق حتى اسود بياضه ثم سحقه ناعماً ونفخه في المنخر بقوّة بأنبوبه فضة فانقطع الرعاف العظيم الذي كاد أن يهلك صاحبه مراراً كثيرة قال: فما رأيت دواء أنجع منه في ذلك الوقت وقال آمره بشدة حرقة والمبالغة فيه. الرازي في دفع مضار الأغذية: المختار المألوف من البيض بيض الدجاج والدراج، فأكل بيض البط فيسهل وهو في اللذاذة والنفع وجودة الدم المتولد عنه دون هذين، فأما بيض الأوز والنعام فثقيل وخم ولم تجر العادة لأهل الحضر بالاغتذاء به، وأما بيض سائر الطيور الصغار فلم تجر العادة باستعماله، وأما بيض العصافير خاصة فيهيج الباه إذا اتخذ منه عجة على السمن والبصل وليس يصلح أن يدمن على الاغتذاء به بل على سبيل العلاج، وبياض البيض يولد دماً لزجاً وأما صفرته فتولد دماً كثيراً معتدلاً وهو كثير الغذاء، والمسلوق المشتد منه أكثر غذاء وأبطأ نزولاً والنيمبرشت منه أقل غذاء وأسرع نزولاً والرعاد منه والعيون معتدلة بين هذين في كثرة الغذاء وسرعة النزول وما طجن منه بالدهن فثقيل وخم بطيء النزول والدم المتولد من صفرة البيض دم جيد صحيح وهو صالح لخشونة الصدر والرئة ويزيد في الباه إذا تحسى النيمبرشت مع بزر الجرجير وملح الاسقنقور ويلين البطن، ويسهل خروج أثقال الطعام ويغذو غذاء سريعاً، وكذا المفصوعون والمحتجمون وكل من ضعف واحتاج إلى غذاء نافع وأنفذ ما يكون إذا خلط به شيء يسير من الشراب أو عمل ما وصفه الفاضل. ج يؤخذ صفرة البيض وينفض في قدح نصف قحف دقيق ويضرب حتى يرق ويلقى فيها لكل صفرة بيضة قدر دانق من الفلفل المسحوق ويصب عليها من المري النبطي مقدار العشر أو أكثر ومن الشراب الريحاني مثله ويوضع القحف في طنجير أو قدر لطيف فيه ماء يغلي ويحرك بخلال حتى يغلظ بعض الغلظ ثم يؤكل، وليزد فيه من الفلفل والمري على مقدار الاستلذاذ فإنه طعام سريع النفاذ جيد الغذاء معتدله وليس يوافق البيض وخاصة المسلوق منه أصحاب المعد الضعيفة، فإن اضطر إلى إدمان أكله فليؤكل بالملح والفلفل والمري، فإن ذلك يلطفه فليجتنب البياض خاصة فإنه يتولد منه بلغم غليظ لزج ولا يؤكل البياض بالخل فإنه يصلبه، فإما الصفرة فإنه يحلها حلاً فإن آثر مؤثر أكل البياض فليأكله بالملح والمري والزيت، فإن ذلك مما يعدل مزاجه ويقطعه ويخرجه سريعاً وإن سلق البيض بالخل كان طعاماً نافعاً لمن به قروح الأمعاء والذرب، والعجة ثقيلة وخمة بطيئة النزول وخاصة إن كانت على سمن وهو على الزيت أخف وأمرأ، وكلما كانت العجة أرطب كانت أسرع نزولاً والأجود أن لا يستعمل في العجة بياض البيض بل صفرته فقط، وينبغي أن يجتنب الإكثار من البيض المسلوق لمن يعتريه القولنج ولا سيما مع الشواء والبقل أو مع اللبن أو مع الشيراز والماست والجبن. ابن سينا في الأدوية القلبية: البيض وإن لم يكن من الأدوية فإنه لا محالة مما له مدخل في تقوية القلب جدًّا، وأعني بذلك الصفرة من بيض الحيوان المحمود اللحم كالدجاج والتدرج والقبج، وهذه الصفرة معتدلة المزاج، وتجمع ثلاثة معان: سرعة الاستحالة إلى الدم وقلة الفضل الذي يستحيل منه إليه وكون الدم الذي يتولد منه محابس الدم الذي يغذو القلب خفيفاً فيندفع إليه بعجلة، فلذلك كان أوفق يتلافى به عادية الأمراض المحللة لجوهر الروح المقللة لمادته وهو الدم الذي في القلب.

بيقيه: ديسقوريدوس في الثالثة: أنافي تنبت في الحروث وهي أطول من نبات العدس وتؤكل كما يؤكل العدس. جالينوس في السادسة: قوة هذه الحبة قابضة كقوة العدس وتؤكل كما يؤكل وهي أعسر انهضاماً من العدس وأقوى تجفيفاً وحرارتها معتدلة. وقال في أغذيته: هي عسرة الانهضام حابسة للبطن رديئة الخلط سوداوية مثل العدس إلا أن للعدس فضائل ليست لها. ديسقوريدوس: قوة حبة قابضة ولذلك إذا قلي وطحن وطبخ مثل ما يطبخ العلص قطع تحلب المواد إلى المعدة والأمعاء وقرحة الأمعاء. ابن سينا: جيدة للمفاصل ويضمد بها القبل والفتوق للصبيان وتعقل البطنَ.

بيش: قال ابن سمحون، قال بعض الأطباء: البيش ينبت ببلاد الصين بقرب السند ومنه ببلد يقال له هلاهل لا يوجد في شيء من الأرض إلا هناك ويقوم نبته على ساق ويعلو على ساق وعلى الأرض قدر ذراع وورقه يشبه ورق الخس والهندباء، ويؤكل وهو أخضر ببلاد هلاهل بقرب السند، وإذا يبس كان من أقوات أهل ذلك البلد ولم يضرهم فإذا بعد عن السند ولو مائة ذراع وأكله آكل مات من ساعته. حبيش: ينبت في أراضي الهند ويقتل الناس كثيره وقليله ولا يقتل صنفاً واحداً من الحيوان ويرعاه طائر يقال له السلوى ويأكله الفأر ويسمن عليه. عيسى بن علي: البيش ثلاثة ألوان: لون يشبه القرون التي توجد في السنبل الهندي وعليه بياض كأنه سحيق الطلق أو الكافور وله بصيص وهو عود كعقد نصف الأصبع، ولون آخر أغبر يضرب إلى الصفرة منقط بسواد يشبه عروق الماميران، ولون آخر وهو عود طويل معقد كأنه أصل القصب الفارسي كقدر الأصبع ولونه يضرب إلى الصفرة وهو أردؤها وأخبثها وهو حار جداً وإذا طلي على ظاهر الجسد أكل اللحم، وإذا سقي منه نصف مثقال قتل شاربه وفسخ جسمه وهو أسرع نفوذاً في البدن من سم الأفاعي والحيات. اهرن القس: البيش أسرع الأشياء قتلاً وربما صرع ريحه من يشمه من غير أن يشربه وربما جعل من عصيره على النشاب ثم رمي به فلا يصيب إنساناً إلا وقتله، وعلامة من شربه أن تورم شفتاه ولسانه ويصرع مكانه وقل من رأيناه تفلت منه، وقال مرة أخرى: من شرب البيش أخذه الغشي والرعاف أو يقتله فجأة. الرازي قال: من شرب البيش أخذه الدوار والصرع وتجحظ عيناه، فينبغي أن يقيأ مرات بعد أن يسقى في كل يوم طبيخ بزر السلجم مع سمن البقر العتيق، فإذا تقيأ مرات طبخ البلوط بالشراب وسقي منه أربع أواقي مع نصف درهم دواء المسك، وقد يسحق فيه قيراط مسك فائق، ومما يعظم نفعه سمن البقر والباد زهر الأحمر الأصفر الخالص الممتحن وترياق الأفاعي والمثروديطوس، وقد ذكر عدة من القدماء أن أصول الكبر كالبادزهر للبيش. ابن سينا: هو حار في غاية الحرارة واليبوسة يذهب البرص طلاء، وكذا إن شرب معجونه الذي نقع فيه وهو البزرجلى، وكذا ينفع من الجذام وترياقه فأرة البيش وهي فأرة تغتذي به.

بيش موش بيشا: ابن سينا: حشيشة تنبت مع البيش وأي بيش جاورها لم يثمر شجره، وهو أعظم ترياق للبيش وله جميع المنافع التي للبيش في البرص والجذام، وأما بيش موش فإنه حيوان يكون في أصل البيش مثل الفأرة فينفع من البرص والجذام وهي ترياق لكل سم وللأفاعي.

بيارون: وهو أصل البشنين بالديار المصرية، وقد ذكرته مع البشنين فيما مضى من هذا الحرف.

حرف التاء

تانبول: وهو الذي تعرفه الناس بالتنبل. أبو حنيفة: هو من اليقطين ينبت نبات اللوبيا ويرتقي في الشجرة وما ينصب له، وهو مما يزدرع ازدراعاً بأطراف بلاد المغرب من نواحي عمان وطعم ورقه طعم القرنفل وريحه طيبة، والناس يمضغون ورقه فينتفعون به في أفواههم. المسعودي: ورق التانبول كصغار ورق الأترج عطري إذا مضغ طيب النكهة وأزال الرطوبة المؤذية منها وشهى الطعام وبعث على الباه وحمر الأسنان، وأحدث في النفس طرباً وأريحية وقوى البدن. الغافقي: له قوة قابضة مجففة ولذلك يمنع من النزف وورم اللهاة ويلصق الجراحات ويقطع الدم السائل منها. بديغووس: خاصيته تقوية الفم. ماسرحويه: فيه حدة وتمضغه الهند فيقوي اللثة والأسنان والمعدة. الشريف: التنبل حار في الأولى يابس في الثانية يجفف بلة المعدة ويقوي الكبد الضعيفة ويقوي العمود، وإذا أكل ورقه وشرب بعده الماء طيب النفس، وأذهب الوحشة ومازج العقل قليلاً وأهل الهند يستعملونه بدلاً من الخمر ويأخذونه بعد أطعمتهم فيفرح نفوسهم ويذهب بأحزانهم وأكلهم له على هذه الصفة إذا أحب الرجل أكله أخذ منه الورقة ومعها زنة ربع درهم من الكلس أعني كلس الصدف وقطعة من قرنفل ومتى لم يؤخذوا الكلس معه لم يحسن طعمه ولم يخامر العقل وآكله يجد عند أكله منه سروراً وطيب نفس، ويتم الإنعاش عنه بعطريته وتفريح آكله ونشوته قليلاً وهو خمر أهل الهند وهو بها كثير مشهور. الرازي: وبدله وزنه قرنفلاً يابساً. لي: التنبل قليلاً ما يجلب إلينا من بلاده لأن ورقه إذا جف يضمحل ويتلاشى وإنما ينخفض ما يجلب منه لبلاد اليمن وغيره إذا جنى من شجره وخفض في العسل، ويغلط من يظن أن ورق التنبل هو هذا الورق الموجود اليوم بأيدينا المشبه بورق الغار في شكله ورائحته وهو المعروف عند أهل البصرة من باعة العطر بورق القماري لأنه يجلب من بلاد يقال لها القمر فيما أخبرت به، ومن الأطباء في زماننا من يعتقد هذا الورق المذكور أنه ورق السادج الهندي ويستعمله مكانه وهو خطأ.

تانفيت: إسم بربري بأفريقية وما والاها لنوع من النبات شوكي لا يسمو عن الأرض وعليه شهبة ظاهرة في أوراقه وهي مشرفة، وله أصول غائرة في الأرض. الشريف: قوته باردة يابسة إذا سحقت أصوله يابسة أو رطبة وخلطت بدقيق الحواري وصنع منه ضماد للوثي والهتك نفعه نفعاً حسناً.

تاكوت: إسم للغربيون بالبربرية بالمغرب الأوسط وسيأتي ذكره في حرف الفاء وأيضاً فإن أهل المغرب الأوسط يوقعون هذا الإسم على حب الأثل المعروف بالفارسية كزمازك وقد تقدم ذكره في الألف مع الأثل.

تاغندست: هو إسم للعاقر قرحاً بالبربرية وسيأتي ذكره في العين.

تامساورت: أبو العباس النباتي: إسم بربري ببجاية من أعمال أفريقية للنبات المسمى بالمو وهو البسبسة عند بعض الشجارين بإشبيلية وهو بجبالهم كثير كبير ضخم الحب وهم يستعملون حبه في الأبازير ويسميه بعض البرابر كمون الجبل وسنذكر المو في حرف الميم.

تاسممت: هو الحماض بالبربرية، وسيأتي ذكر الحماض في حرف الحاء.

تبن: الشريف: هو مشهور معلوم وشهرته تغني عن صفته ويكون التبن من الحنطة والشعير والفول والجلبان وغير ذلك والتبن بارد يابس وأما تبن الجلبان فإن النوم عليه يفلج ويفسد نشبة الأعضاء الطبيعية ولذلك نبهنا عليه لئلا ينام عليه أحد فإنه يجد فساداً في أعضائه في ليلته. غيره: له خاصية يضر بالعصب إضراراً شديداً وقد رأينا من بطل في مشيته ثم لم يعد صحيحاً. الشريف: وأما تبن الحنطة فإنه إذا أحرق وصير رماداً وخلط بنصف مثله ملحاً وعجن بخل وطلي به على المالنكوليا وهي القروح التي تكون في الساقين أبرأ من ذلك، وينبغي أن يتوالى عليه، وتبن الحنطة إذا طبخ بالماء وطلي به على القدمين نفع من المشي في الثلج وخوض الصقيع، وكذا يفعل إن طبخ بماء وغمست فيه الأطراف وأما تبن الشعير فإنه إذا نيم عليه حفظ الأجسام وأنعشها، وينفع ذلك أكثر المحرورين وأما رماد تبن الباقلا فإنه إذا غسل به آثار الجرب نقاها، وتبن الباقلا يصبغ به الريش والخوص أسود، وفي الفلاحة إذا بخرت شجرة التين في أول ظهور ثمرها بتبن الفول لم يسقط ثمرها.

تبن مكة: هو الأذخر وقد ذكرناه في حرف الألف.

تدرج: خواص ابن زهر: هو طائر مليح يكون بأرض خراسان وغيرها من بلاد فارس إن أخذت مرارته وسعط بها من به خبل أو وسواس نفعه، وإن شوي لحمه وأطعم منه ثلاثة أيام وهو حار أبرأه. غيره: وهو كالدراج في أحواله وهو من أفضل لحوم الطير وهو حار يزيد في الدماغ والفهم.

ترمس: جالينوس في السابعة: الترمس يؤكل بعد أن يلصق وينفع بالماء أياماً كثيرة حتى تخرج مرارته ويكون في هذه الحال غذاؤه يولد خلطاً غليظاً، فأما على سبيل الدواء فالترمس الذي فيه مرارة يجلو ويحلل ويقتل الديدان أيضاً إذا وضع من خارج، وإذا لعق مع العسل أو شرب مع الخل والماء أيضاً الذي يطبخ فيه الترمس يقتل الديدان، وإذا صب على خارج نفع من البهق والسعفة أعني بالسعفة بثوراً صغاراً تكون في الرأس وتكون رطبة مثل الغراء، وينفع أيضاً من البثر والجرب، ومن الأكلة ومن القروح الخبيثة ونفعه لبعض هذه يكون من طريق أنه يجلو ولبعضها من طريق أنه يحلل ويجفف بلا لذع وهو ينقي ويفتح سدد الكبد والطحال إذا شرب مع السذاب والفلفل، وبمقدار ما يستلذ ويدر أيضاً الطمث ويخرج الأجنة إذا احتمل من أسفل مع العسل والمر، ودقيق الترمس أيضاً يحلل تحليلاً لا لذع معه، وذلك أنه يشفي الحصرة وليس هذه فقط بل يشفي الخنازير أيضاً والخراجات الصلبة إذا طبخ بالخل والعسل وبالخل وبالماء بحسب مزاج العليل وحسب غلظ المادة وجميع الأفعال التي قلنا إن ماء طبيخ الترمس يفعلها، وقد أمكن في دقيقه أن يفعلها كلها ومن الناس من يعمل من دقيقه ضماداً ويضعه على الورك إذا كان بالإنسان وجع في وركه من العلة المعروفة بالنسا. ديسقوريدوس في الثانية: دقيقه إذا خلط بالعسل ولعق أو شرب بالخل قتل الدود الذي يكون في البطن، وإذا نفع في الماء وأكل بمرارته فعل ذلك أيضاً، وكذا يفعل طبيخه، وإذا شرب مع السذاب والفلفل نفع المطحولين، وينتفع به أيضاً إذا صب على الورم المسمى غنفرايا والقروح الخبيثة والجرب في ابتدائه والبهق والآثار الظاهرة في الجلد من الكيموسات والبثر وقروح الرأس الرطبة، وإذا خلط بمرو عسل واحتملته المرأة أدر الطمث وأخرج الجنين، ودقيق الترمس ينقي البشرة ويذهب لون آثار الضرب وإذا خلط بالسويق والماء سكن الأورام الحارة، وإذا خلط بالخل سكن وجع عرق النسا ووجع الخراجات، وإذا طبخ بالخل وتضمد به حلل الخنازير ويقلع النار الفارسية، وإذا طبخ بماء المطر إلى أن ينحل ويتهرى ناعماً ويتخذ بالماء ينقي الوجه، وإذا طبخ مع أصل النبات الذي يقال له خامالاون الأسود وغسلت الغنم الجربة بماء طبيخه وهو فاتر أبرأها من الجرب، وأصل شجرة الترمس إذا طبخ بالماء وشرب أدر البول، والترمس الذي ذهبت مرارته بالعلاج إذا دق دقاً ناعماً وشرب بخل سكن الغثيان وأبرأ من ذهبت عنه شهوة الطعام. مسيح: هو حار في الأولى يابس في الثانية. إسحاق بن سليمان: إذا أكل وفيه بعض مرارة نقى الأحشاء تنقية حسنة وماء طبيخه ينفع من البرص ومن ترهل البدن وماؤه الذي ينفع فيه ويعذب به إذا غسل به الحيطان والأسرة التي يتولد فيها البق قتله. ابن سينا: الترمس رديء عسر الانهضام يولد خاماً في العروق إذا لم يهضمه جداً وينفع استعمال رطل من ماء طبيخه من البرص. ابن ماسويه: وليس المنقع منه بمسهل للطبيعة إسهالاً بيناً ولا يمسكها إمساكاً معلوماً ومما يعين على هضمه أن يؤكل بالخل والمري ويشرب عليه نبيذ عتيق. الرازي: إذا أدمن أكل الترمس اضطراراً إليه فينبغي أن يكثر معه الحلو الدسم ليقبل به إلى طريق الغذاء من الدوائية ويقل إفساده الدم. التميمي: ويقال أن خاصة الترمس المحلى المملح إذا أكل منه في كل غداة على الريق كف بقشره قوى النور الباصر المنبعث من الدماغ إلى العين، وإن صح هذا من فعله فإنما يفعله إذا كان فيه بقية من مرارة يسيرة بقمعه البخار الرطوبي أو السوداوي المترقي من المعدة إلى الدماغ المفسد لنور البصر فيعكسه بخار الترمس بيسير المرارة الباقية فيه إذا حصل في المعدة وانطبخ، ويبدده فيصفو لذلك نور البصر ويجند. ابن زهر: إن غسلت دابة قد امتلأت قرداناً بماء طبيخ الترمس المر تساقط القردان عنها وذهب جربها. التجربتين: ضماده مطبوخاً بالخل يسكن أوجاع المفاصل الباردة كلها لا سيما إذا ظهر معها نفخ ويحلل الأورام البلغمية والخنازير من أعناق الصبيان وكذلك يحلل التهيج البلغمي ولا سيما إذا عجن بماء البحر. الشريف: إذا اخذ منه حفنة وطحنت جريشاً ثم نزعت قشرته وجعل في قدر نحاس ثم صب عليه من اللبن الحليب ما يغمره، ويطبخ حتى ينشف اللبن ثم يلقي عليه مثله سمناً بقرياً ويطبخ حتى ينعقد ويهيأ منه ضماد فإنه يسهل المرة الصفراء،  والمرة السوداء، والخام اللزج، فإن أردت إسهال الصفراء جعلت منه في خرقة وهو حار وضمدت به الأرنبة فإنه يسهل الصفراء، وإذا أردت السوداء ضمدت به على الفؤاد، وإن أردت الخام ضمدت به ما بين الوركين، فإذا فعل وأحببت قطعه أزلت اللصقة منه على المكان، ومسحته بماءٍ بارد وهذا الضماد من أسرار الطب المكتومة لأنه يعالج به الأطفال والشيوخ الذين لا يحتملون الدواء المسهل مجرب صحيح، وإذا سحق الترمس بخل وعجن دقيقه بتلوين الدهانين المولد من زيت البزر عن القلقونيا ووضع منه في قرطاس وضمدت به الثآليل والبواسير في المقعدة أبرأها. ديسقوريدوس: وقد يكون ترمس بري يشبه الترمس البستاني، غير أنه أصلح منه يصلح لكل ما يصلح له البستاني. جالينوس: هذا أقوى من ذلك وأشد مرارة وأما قوته فقوة ذلك بعينها غير أنها في ذلك أقوى.

تربد: أبو العباس الحمصي: التربد بالعراق على الصفة التي تجلب إلينا وهو مجلوب إليهم أيضاً من وادي خراسان وما هنالك وأخبرني الثقة العارف بالعقاقير أبو علي البلغاري ببغداد أنه بحث في البلاد الخراسانية عن صفته وهيئته وورقه فأخبره الجلابون له أن ورقه على هيئة ورق اللبلاب الكبير إلا أنه محدد الأطراف وله سوق قائمة لم أتحقق أنا صفتها وأصوله طوال على الصورة التي هي مجلوبة وهم يقطعونه وهي خضر قطعاً قطعاً على القدر الذي هو موجود. ذكر لي الثقة أن كل ما يجلب من التربد في البحر يسرع إليه التآكل بخلاف المجلوب منه في البر فاعلم ذلك ولما كان المتأخرون من المتطببين لم يبحثوا عن صفته وذكروه مهملاً في كتبهم وجد المدلسون السبيل إلى تدليسه بغير ما نوع من الكلوخ، ومن اليتوع وغير ذلك مما يجب التوقف عنه والتحذير منه. ابن ماسويه: في إصلاح الأدوية المسهلة خاصة التربد إسهال البلغم إلا أنه يورث البشاعة للنفس لفظاعة مطعمه فإن أراد مريد أخذه فليتقدم قبل ذلك في إصلاحه بلته بدهن اللوز الحلو فإنه يمنع ضرره ثم يأخذه والمختار منه ما كان حديثاً جوفه شديد البياض أملس الظاهر دقيق العيدان غير متآكل ليس بذي شظايا والشربة منه ما بين درهم إلى درهمين. الدمشقي: التربد حار يابس في الدرجة الثالثة مسهل للبلغم والرطوبة منق للبدن وقال البصري والرازي في جامعه الكبير مثله. حبيش: أجوده ما كان أبيض في لونه ملتفاً في شكله مثل أنابيب القصب ودق جسمه وأنبوبه فإذا كسرته أسرع إلى التفتت ولم يكن غليظاً رزيناً وإذا سحقته أسرع إلى ذلك وكان أبيض عند السحق وما كان على خلاف ذلك فلا خير فيه والتربد إذا طال به الزمان عمل فيه القادح كما يفعل في الخشب فيضعف فعله والدليل على ذلك أن تراه مثقباً كأنه ثقب برأس إبرة وإذا شلته رأيته خفيفاً جداً وما وجدته على هذه الصورة فلا تستعمله فقد ذهبت قوته والتربد يسهل البلغم إسهالاً في رفق ومزاجه حار يابس وإصلاحه أن تحك قشرة الخارج الرقيق حتى يبلغ إلى البياض ثم يدق وينخل فإن استعمل في المعجونات الكبار نخل بحريرة وإن استعمل في الأدوية المسهلة مثل الحب والمطبوخ نخل بشيء أوسع من الحريرة ليكون فيه حرارة يسيرة ولا يلتزق بخمل المعدة وأكثر ما يصلح به أن بلت بعد دقه ونخله بدهن اللوز الحلو وإن استعمل لمن به بلغم لزج في معدته أنعم دقه ونخله ليلزق بالبلغم فيقلعه ومقدار الشربة منه من درهم إلى درهمين وإن طبخ مع الأدوية فوزن أربعة دراهم. ابن سينا: يورث استعماله يبساً وجفافاً في البدن لأنه يخرج الرطوبات الرقيقة ولذلك يستعمل مع دهن اللوز وينفع من أمراض العصب ويسهل بلغماً كثيراً ويسهل شيئاً من الأخلاط المحترقة قليلاً هذا إذا أخذ مسحوقاً وأما مطبوخاً فبالعكس. وقال ماسرحويه: إنه يسهل الأخلاط الغليظة اللزجة، وقال بعضهم: يسهل الخام من الوركين، والأصح أنه يسهل الرقيق من البلغم، فإن قوي بالزنجبيل وبدا له حدة قوية سهل الغليظة والخام، وأما وحده فليس يسهل الغليظ إلا أن صادفه متسرباً في المعدة والمعي. التجربتين: لا يجب أن يستعمل منه إلا الأبيض المصمغ الطرفين السليم من السوس المتوسط بين الغلظ والرقة وما لم يكن على هذه الصفة فلا خير فيه وشره المستاس فإنه مؤذ لفم المعدة مكرب مولد للعطش غير مسهل وأما المختار منه فإنه يخرج البلغم اللزج وينقي المعدة وطبقاتها منه وينفع من أوجاع المفاصل والعضل المتولد من البلغم ويخرج الخلط الفاعل لها وينفي الأرحام تنقية بالغة مشروباً ومحتقناً به ويفتح سددها وينفع من أوجاعها عند إقبال الحيض وينفع من أوجاع المائدة والظهر وبتنقيته الدماغ من البلغم اللزج ينفع من الفالج والصرع، وبذلك ينفع من النزلات والسعال المتولد عن انصباب خلط، وينفع من السعال المتولد عن الرطوبات في فم المعدة، ومن علامته أنه لا يسكن عنهم حتى يتقيؤون طعامهم أو يتقيؤون خلطاً لزجاً وإذا خلط بالكابلي كان دواء نافعاً جدًّا للمصروعين. وقال بعض الأطباء: وبدل التربد إذا عدم وزنه من أصل قشر التوت.

ترنجبين: إسحاق بن عمران: هو طل يقع من السماء وهو ندى شبيه بالعسل جامد متحبب وتأويله عسل الثدي وأكثر ما يقع على شجر الحاج، وهو العاقول ينبت بالشام وخراسان، ذو ورق أخضر ونوّاره أحمر لا يثمر والمختار منه ما كان أبيض خراسانياً وهو معتدل في الحر والبرد ملين للطبيعة نافع من الحميات الحادة ويرطب الصدر وينفع المحرورين إذا مرس في ماء الإجاص والعناب. ابن الجزار: وقد يقع أيضاً بقسطيلة من أعمال أفريقية على سعف النخل. حبيش: الترنجيين أكثر جلاء من السكر ويسكن لهيب الحميات الحادة ويقطع العطش ويسهل الطبيعة في رفق وينفع من السعال. الشريف: حار رطب في الأولى صالح للحفظ. ابن ماسويه: والشربة منه ما بين عشرة مثاقيل إلى عشرين مثقالاً. ابن سينا: يسهل الصفراء وإسهاله بخاصية فيه.

تراب صيدا: هو تراب جبل يحفر عليه من مفازة في بعض ضياع جبل صيدا من أرض الشام مجرب عندهم في النفع من كسر العظام وبجبرها في أسرع وقت لا يشبهه في ذلك دواء آخر غيره إذا شرب منه وزن مثقال واحد مسحوقاً في بيض نيمبرشت، ويزعم أهل ذلك الصقع الذي هو عندهم أنه إذا شربه المصدوع فإن التراب تدفعه الطبيعة بإذن خالقها إلى ذلك الموضع المصدوع فيجبره ويلحمه سريعاً، وهذا مستفاض عندهم، وقد جرب هذا مراراً فصح.

تراب الشاردة: الشاردة جزيرة من جزائر بحر الروم وهي في أقاصي بحر الشرق في الأندلس بحذاء جزيرة يقال لها يابسة متقاربتان ولتراب هذه الجزيرة جميعه خاصية عجيبة بديعة في قتل العلق المتعلق بالحلق إذا أخذ منه يسير في ماء وقطر في أنف العلوق أسقط العلق للوقت من حلقه حتى أن شعير هذه الجزيرة أيضاً الذي يزرع فيها إذا علق على رأس الداية المعلوقة في مخلاة أسقط علقها مجرب وهذه الجزيرة وجزيرة يابسة أيضاً ليس فيهما شيء من الهوام أصلاً ولا من الوحوش البرية أعادهما اللهّ للإسلام بكرمه.

تراب القيء: هو الكركرزد بالفارسية أي صمغ الحرشف وسيأتي ذكره في حرف الصاد.

ترفاش: هي الكمأة بالبربرية وسنذكر الكمأة في الكاف.

ترنجان: هو الباذرنجبويه وقد ذكر في الباء.

ترهلان: وترهلا أيضاً اسم بربري للنبات المسمى باليونانية فوثيرا وهو الطباق بالعربية وسيأتي ذكره في حرف الطاء.

تشميرج: هو الجمشك والحبة السوداء أيضاً والبشمة عند أهل الحجاز وقد ذكرناها في الباء التي بعدها شين معجمة.

تشيتورا: هو البسفايج بالبربرية وقد ذكرته في الباء.

تفاح: جالينوس: في الخامسة من التفاح ما هو حلو ومنه ما فيه عفوصة ومنه ما فيه قبض ومنه حامض ومنه تفه مسيخ الطعم وما كان منه على هذا فالأغلب عليه طبيعة الماء يكون مزاجه أبرد وأرطب معاً وأما الذي فيه العفوصة فالأغلب عليه المزاج الأرضي البارد وأما القابض منه ففيه هذا الجوهر المائي البارد، كما أن في الحلو منه جوهراً مائياً معتدل المزاج وكذا يختلف ورق شجر التفاح وعصارته ولحاؤه، ولذلك قد يمكنك أن تستعمل منه ما هو أشد قبضاً وأكثر حموضة في إدمال الجراحات وفي موضع ما يتحلب في ابتداء حدوث الأورام الحارة إلى موضع الورم وفي تقوية فم المعدة، والمعدة عند استرخائها ويستعمل منه ما هو مسيخ لا طعم له كالماء في مداواة الأورام التي هي في ابتدائها أو التي هي في تزايدها، وفي جميع التفاح رطوبة كثيرة باردة، ومما يدلك على ذلك أنه ليس منه ولا واحد تبقى عصارته بل جميعه إذا عصر فسد عصيره وحمض خلا السفرجل فإن عصارته تبقى واليونانيون يدخلونه في عداد التفاح المسمى نيطروما فإن هذين النوعين لشدة قبضهما ليس فيهما من الرطوبة إلا اليسير وأما تلك الأنواع الأخر من التفاح كلها فإنها إن طبخت عصارتها مع العسل صار منهم رب يبقى وإن تركت وحدها لم تبق. ديسقوريدوس في الأولى: شجرة التفاح والسفرجل وورقهما وزهرهما وأغصانهما قابضة وخاصة شجرة السفرجل، وثمرها إذا أكل غضاً فإنه قابض لأنه إذا أنضج لم يكن حاله كذلك، وأما التفاح الذي يدرك في الربيع فإنه يولد مرة صفراء ويورث نفخاً ويضر بالعصب وما كان من جنس العصب. البصري: التفاح الحلو منه حار رطب في الدرجة الأولى، والحامض بارد يابس في الدرجة الأولى، والمز معتدل في البرد والرطوبة قاطع للعطش الكائن من الصفراء ويسكن القيء ويشد الطبيعة. وقال: وشراب التفاح صالح للغثي والقيء الكائنين من المرة الصفراء ويعقل الطبيعة ويقمع الحرارة، وعتيقه خير من حديثه لتحليل البخارات الرطبة الرديئة. الرازي: في دفع مضار الأغذية: التفاح مقو لفم المعدة موافق للمحرورين إلا أنه بطيء الإنهضام وينفخ ولا سيما الفج الحامض، ولذلك ينبغي أن لا يشرب عليه من يجد منه ثقلاً في معدته ماء بارداً ولا يأكل عليه طعاماً حامضاً بل يشرب عليه الشراب ويأكل أمراق المطجنات والأسفيذاجات، وقلما يضر بالمحرورين ولا سيما إذا لم يكثروا منه. وقالت الأطباء: من خاصيته توليد النسيان. سفيان الأندلسي: يبلد ويكسل والحامض أقوى فعلاً في ذلك إذا استعمل على طريق الغذاء، وإذا أخذ اليسير منه نفع من الوسواس السوداوي، والحامض أقوى من ذلك للمحرورين، وإذا شوي التفاح الحلو وضمدت به العين الرمدة سكن أوجاعها. ابن ماسويه: منه حلو ومر وحامض وعفص وما لا طعم له، فأما العفص فيولد خلطاً غليظاً بارداً، وأما الحامض فيولد خلطاً بارداً لطيفاً، وأما المر فيولد خلطاً معتدلاً والحلو أكثر حرارة لحلاوته، وما لم يكن له طعم فالرطوبة غالبة عليه، وهي أذهبت طعمه وصيرته مولداً للبلغم، فينبغي أن يؤكل كل نوع من التفاح على مزاجه من موافقة حالاته التي وصفنا إن كان محروراً أو في معدته بلغم لزج أكل ما عفص منه وشرب نبيذاً صرفاً فإن كان يريد دبغ المعدة التي قد ضعفت من الرطوبة أو عقل الطبيعة أكل عصفه، والحلو منه لمن معدته باردة وما لا طعم له فرديء لهما أو ما لم ينضج منه على شجره فرديء لا ينبغي التعرض له، وكذا جميع الفاكهة التي لم تنضج على شجرها لأن ما لم يبلغ ذلك فبطيء الانهضام لا يسلك في العروق سلوكاً سهلاً ويولد خلطاً جاسياً صلباً، ويورث مكثري أكله حمى طويلة، ومن كانت به علة من حرارة أطعم التفاح الحامض مصلوقاً ومشوياً، بعجين يطلى عليه ليمنعه من الاحتراق وأطعم من العجين ليقوي معدته ويشهيه الطعام، فإذا كانت معدته منطلقة أطعم أيضاً ليبطؤوا الطعام في معدته وهو محمود من القيء المتولد من المرة الصفراء، ولا سيما ما كان منه مراً أو عفصاً، وكذا سويقه المتخذ منه ساذج إذا طبخ معه ماء الرمان وماء الحصرم طبخاً بليغاً فعل مثل ما ذكرنا من تسكين القيء وتقوية المعدة وقطع إسهال المرة الصفراء. ابن سينا: الحلو والحامض منه إذا صادفا في المعدة خلطاً غليظاً ربما أحد رآه في البراز لإن كانت خالية حبسها والمشوي منه في العجين ينفع من الدوسنطاريا وأوفقه للدوسنطاريا العفص  وسويقه اللهم إلا أن يغلبه لبن السكر والتفاح نافع من السموم وكذا عصارته وورقه وقال في الأدوية القلبية خاصيته عظيمة في تفريح القلب وتقويته وقيل في التفاح الحلو حرارة يسيرة تعينها عطريته وحلاوته ولأنه دواء هو أيضاً غذاء فينفع الروح بما يغذوه وبما يعدله. الشريف: وورقه الغض إذا شرب منه أوقية نفع من السموم الحارة ومن نهش الهوام. ابن زهر: التفاح من أنفع الأشياء للمرسوسين والمذبولين شماً وكذا يقوي الدماغ والقلب أيضاً وأما أكله فإنه يحدث رياحاً في العروق وأوجاعاً في العضل وربما كان سبباً للسل لأنه إذا انهضم يكاد الدم الكائن منه لا ينفك ينحل منه شيء إلى رياح لطيفة تكون في العروق وقد تكون تلك الرياح في العضل فإذا تمددت العروق لم يؤمن إن تنخرق فإن انخرقت في الرئة تبعها السل لا محالة إلا في النادر.

تفاح الأرض: هو البابونج وقد تقدم ذكره في حرف الباء.

تفاح الجن: وهو اللفاح وهو ثمرة اليبروح وسنذكره مع اليبروح في حرف الياء.

تفاح أرمني: قيل أنه المشمش وسنذكره في حرف الميم.

تفاح فارسي: قيل أنه الخوخ وسنذكره في الخاء.

تفاح ماني: منسوب إلى بلاد ماء لا منسوب إلى الماء وهو الأترج وقد ذكرته في حرف الألف.

تفاف: هو اسم بربري للنبتة المعروفة عند بعض الناس بالبقلة اليهودية ومنهم من سماه خس الحمار أيضاً وباليونانية صفحينتين. ديسقوريدوس في الثانية: هو جنس من البقل الدشتي أي البري وهو صنفان أحدهما ينبت في البراري وأطراف ورقه مشوكة والآخر بستاني لين يؤكل وهو أنعم منه وأطيب طعماً ولهذا النبات ساق مزوّي يضرب إلى الحمرة مجوف وله ورق متفرق بعضه عن بعض مشرف. جالينوس في الثامنة: هذه بقلة إذا هي تمت صارت من جنس الشوك وأما ما دامت طرية لينة فهي تؤكل كما يؤكل غيرها من البقول البرية ومزاجها يجفف لأنها مركبة من جوهر أرضي وجوهر مائي وكلاهما باردان برودة يسيرة وذلك لأن فيه قبضاً وهي تبرد تبريداً كلياً وليس يفعل ذلك إذا هو وضع من خارج فقط بل قد يفعله أيضاً إذا أكل فإذا هو جفف جفوفاً تاماً صار مزاجه مزاجاً أرضياً فيه حرارة يسيرة. ديسقوريدوس: وقوته مبردة تبريداً يسيراً إلى القبض ما هي ولذلك إذا تضمد به وافق المعدة الملتهبة والأورام الحارة وإذا شرب سكن لذع المعدة وإدرار اللبن وإذا احتمل في صوفة نفع من الأورام الحارة العارضة في المقعدة والرحم وإذا تضمد بهذه البقلة بأصلها نفعت من لسعة العقرب.

تقده: هي الكزبرة وسيأتي ذكرها في الكاف.

تمر: جالينوس: في أعذيته: جميعه عسر الانهضام يحدث صداعاً عند ما يكثر الآكل له من أكله وبعضه يحدث في فم المعدة تلذيعاً وما كان منه كذلك فهو يحدث الصداع أكثر من غيره والغذاء الذي ينفذ من التمر إلى البدن غذاء لا محالة غليظ وفيه مع هذا بعض اللزوجة وذلك إذا ما كان التمر لحمياً يخالطه حلاوة يسرع في إيراث السدد في الكبد وإن كان في الكبد ورم أو صلابة أضر بها غاية الضرر ويعيد الكبد في قبول السدد والمضرّة من التمر للطحال عظيمة. ابن ماسويه: والقسب دابغ للمعدة يعقل الطبيعة وخاصة الرطب وللتمور إفساد اللثة والأسنان. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: التمر يسخن البدن ويخصبه ويولد دماً غليظاً منتناً رديئاً لغلظ الكبد، والطحال صالح للصدر والرئة والمعي مهيّج للصداع والرمد ملين للمفاصل مذهب بالأعياء، وينبغي أن يجتنب إدامته والإكثار منه يضر من يسرع إليه الصداع والرمد والقلاع والخوانيق ووجع الأسنان واللثة ومن به غلظ في كبده وطحاله فإن أكلوه في حال تلاحقوا مضرته بشرب السكنجبين السكري الساذج وامتصاص الرمان الحامض والتغرغر بالخل أو بالسكنجبين ويسهلوا بطونهم بالرمان المعصور بشحمة وأما المبرودون ومن لا يعتريهم هذه الأوجاع فيخصبون عليه وينفعهم من أوجاع الظهر والورك العتيقة وضروبه كثيرة وأقواه في الأعمال التي ذكرنا أصدقه حلاوة وأرقه جرماً، وينبغي لمن هو ضعيف الأسنان واللثة أن يغسل فاه بعد أكله بماء فاتر عذب قد تقع فيه سماق أو يمضغ الطرخون مضغاً طويلاً ويتغرغر بالماورد والسّماق ليأمن بذلك من القلاع والخوانيق فإن أكله مع اللبا ومع الجبن الرطب أو منقوعاً في اللبن الحليب فليغسل لثته بماء حار ويتمضمض ويتغرغر بالجلاب ولا يشرب عليه شراباً مسكراً من يتأذى بالصداع والرمد والمبرودون ليأخذوا عليه في هذا الوقت الجوارشنات المسهلة والتمر إذا أنقع في اللبن الحليب وأخذ أنعظ إنعاظاً قوياً وإن أديم أكله وشرب ذلك اللبن لا سيما إذا طرح في ذلك اللبن شيء من دارصيني وأجود وقت استعماله في الرمان البارد فإنه يخصب عليه بدنه ويزيد في الباه ويحسن اللون زيادة كثيرة ويستأصل أمراضاً وأوجاعاً باردة إن كانت به: تمر هندي: أبو حنيفة: الحومر هو التمر هندي الحامض الذي يتداوى به وبعض الأعراب يقول الحومر وشجره عظام كشجرة الجوز وورقه نحو ورق الخلاف. البلخي: وثمره مودن مثل ثمرة القرط ويطبخ به الناس وهو بالسراة كثير وبلاد عمان. ابن حسان: ينبت باليمن وبلاد الهند وبلاد السودان وقد ينبت بالبصرة وورقه كورق اللوبيا صلب وثمره غلف دقاق سوداء عليها عسلية تدبق باليد وداخل الغلف حب صلب مركن أحمر اللون غير مستعمل وهو ينزل المرة الصفراء، ويكسر وهج الدم وفيه حلاوة مع حموضة قوية يقطع العطش إذا شرب منه محلولاً بالماء والشربة منه ثمانية مثاقيل وربما أسحج المعي لحموضته. ابن سينا: أجوده الحديث الطري الذي لم يذبل ولم يتحشف وحموضته صادقة وهو بارد يابس وفي الثالثة مسهل ألطف من الإجاص وأقل رطوبة ينفع من القيء والعطش في الحميات ويقبض المعدة المسترخية من كثرة القيء ويسهل الصفراء وينفع من الحميات ذات الغشي والكرب وخصوصاً مع الحاجة إلى لين الطبيعة والشربة من طبيخه قريب من نصف رطل. وقال في الأدوية القلبية يظن أنه يقوي القلب ويشبه أن يكون ذلك خاصاً بمن ساء مزاجه ومال إلى الصفراوية فهو يعدله ببرده وينقيه بما فيه من الطبيعة الإسهالية. غيره: مسهل للأخلاط المحترقة ويذهب بالحكة شرباً وينفع من القلاع تمضمضاً به وينفع من الخفقان الحاد السبب وحبه يستعمل مع أدوية الجبر.

تمساح: الشريف: حيوان معروف يكون في الأنهار الكبار وفي النيل كثيراً ويوجد في نهر مهران وقد يوجد في بلاد السودان وهي الورل النيلي: ابن زهر: إن كل حيوان يحرك فكه الأسفل ما خلا التمساح فإنه يحرك فكه الأعلى دون الأسفل وشحم التمساح إذا عرك وعجن بالسمن وجعل فيه فتيلة وأسرج في نهر أو أجمة لم تصح ضفادعها ما دامت تقد وإن طيف بجلد التمساح حول قرية ثم علق على سطح دهليزها لم يقع البرد في تلك القرية وإذا عض التمساح إنساناً ثم وضع على موضعه شحم التمساح برىء من ساعته وإن لطخت بشحمه جبهة كبش نطاح نفر كل كبش يناطحه وهرب منه ومرارته يكتحل بها للبياض في العين فيذهب به وكبده يبخر بها المجنون فيبرأ وزبل التمساح يزيل البياض من العين الحديث والقديم وإن قلعت عيناه وهو حي وعلقت على من به الجذام أوقفه ولم يزد عليه فإن علقت شيئاً من أسنانه التي من الجانب الأيمن على رجل زاد في جماعه وعينه اليمنى لمن يشتكي عينه اليمنى وعينه اليسرى لمن يشتكي عينه اليسرى. الشريف: وشحمه إذا ديف بدهن ورد نفع من وجع القلب والكليتين وزاد في الباه وإذا أخذ دم التمساح وخلط معه هليلج وأملح وطلي به الوضح غير لونه وإذا طلي به على الجبهة والصدغين نفع من وجع الشقيقة وإذا أكل لحمه أسفيذباجا سفن أبدان النحفاء وشحمه إذا ضمد به موضع عضته شفاها ولحمه غليظ رديء الكيموس، وشحمه إذا أذيب وقطر في الأذن الوجعة نفعها، وإذا أدمن قطوره في الأذن نفع من الصمم. ابن زهر: وإذا دهن به صاحب حمى الربع سكنت عنه.

تمتم: هو السماق وسنذكره في حرف السين.

تملول: هو القنابري وسنذكره في القاف.

تنين البحر: جالينوس: في 11: زعموا أنه إذا وضع على لسعة العقرب نفع منها. ديسقوريدوس في الثانية: إذا انشق وهو حي ووضع على الموضع الذي يضربه بحمته ألحمه وأبرأه.

تنبول: ابن جلجل: تنبول ورق شجرة عظيمة تستعمله أهل الهند استعمالاًً شديداً يمضغونه كل صباح يحمر الشفاه ويطيب النكهة ويفرح القلب ومزاجه الحد المعتدل.

تنكار: إسحاق بن عمران: هو من أجناس الملح يوجد فيه طعم البورق ويشوبه شيء من مرارة، وهو حار يابس لطيف ينفع من تآكل الأسنان والأضراس ويقتل دودها ويسكن ضرباتها ويجلوهما وذلك أن له جلاء ويستعمله الصاغة أكثر من غيرهم وذلك أنه يعين على سبك الذهب ويلينه ويسبكه في رفق ولا يحمل النار على جسم الذهب إذا كان معه.

تنوم: أبو العباس الحافظ: هو معروف عند عرب البقيع وغيرهم من أرض الحجاز وهو النوع الصغير من الطرنسولي الذي عندنا بالأندلس إلا أن بياض ذلك أشد وثمره أصلب وأغصانه أضخم واللازوردية فيه موجودة كما هي موجودة عندنا وأكثر. لي: هذا النوع الصغير من النبات المعروف بالسريانية صامريوما وسيأتي ذكره في حرف الصاد.

تنوب: وهو الصنوبر الصغير الذي يحمل وضم قريش وسنذكره في الصاد.

تن: التاء المنقوطة باثنتين من فوقها بعدها نون. الشريف: هو حوت ينشأ في البحر المظلم ويدخل في بحر الشام في أول شهر مايو وهو أيار ويصاد بالشباك وهو حوت كبير سمين يملح ويرفع وينادم به ذكره، ديسقوريدوس: في المقالة الثانية وسماه باليونانية أومل طارنجس، قال وأهل الشام تسميه التنه إذا أكل لحمه مملوحاً نفع من نهشة فرطس وهي الحية المقرنة وينبغي للمنهوشين أن يأكلوا منه الكثير ويشربون عليه الشراب ثم يتقيؤونه مرة بعد مرة والقيء به موافق للمبلغمين والمرطوبين وقد يؤكل بدلاً من الأشياء الحريفة وقد يضمد به مملوحاً لعضة الكلب الكلب فينتفع به ويصح أن يستعمل في تقطيع البلغم كما تستعمل الأشياء الحريفة.

توت: جالينوس في السابعة: هذه الشجرة إذا كانت نضيجة فهي تطلق البطن وما لم ينضج منها فإنه إذا جفف صار دواء يحبس البطن حبساً شديداً حتى إنه يصلح لقروح الأمعاء والإستطلاق ولجميع العلل التي هي من جنس التحلب ويخلط بعد أن يسحق مع الأطعمة كما يخلط السماق وإن أحب إنسان أن يشربه شربة مع الماء أو مع الشراب وأما عصارة التوت المدرك فالأمر فيها أنها نافعة جدًا لأدواء الفم وليس في الناس أحد لا يعرفه وكذا أيضاً قد علم الناس أن رب التوت يصلح لأشياء أخر كثيرة مما يحتاج فيها إلى القبض اليسير وأما التوت الذي لم يدرك ففيه مع القبض حموضة أيضاً وجميع شجرة التوت قوتها في أجزائها كلها قوة منقبة مركبة من القوة الحابسة المانعة من القوة المطلقة المسهلة والأكثر في لحاء أصل هذه الشجرة وقضبانها فهما وسط بين هذين الفعلين جميعاً. ديسقوريدوس في الأولى: يلين البطن ويفسد المعدة سريعاً وهو رديء للمعدة وعصارته أيضاً تفعل مثل ما يفعل الثمر وإذا طبخت في إناء من نحاس أو شمست فيه كانت أشد قبضاً وإن خلط بها شيء يسير من عسل كان صالحاً يمنع المواد من التحلب إلى الأعضاء والقروح الخبيثة والورم الحار العارض في العضل الذي عن جانبي الحنك وجنبتي اللسان وإذا صب فيه شب يماني وعفص وسك ومر وزعفران وثمر الطرفاء والصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا وكندر اشتدت قوته وقد يجفف التوت الرطب الغض ويدق ويستعمل في الطعام بدل السماق وينفع الذين بهم إسهال مزمن وقشر أصل التوت إذا طبخ بالماء وشرب أسهل البطن وأخرج حب القرع ونفع من شرب الدواء القتال الذي يقال له أقوسطن وهو خانق التمر وورق التوت إذا دق وسحق وخلط به زيت بعد أن يسحق وتضمد به أبرأ حرق النار وإذا طبخ مع ورق الكرم وورق شجرة التين الأسود بماء المطر سود الشعر، وإذا شرب من عصارة الورق قدر أوقية ونصف نفع من نهشة الرتيلاء وطبيخ القشر والورق إذا تمضمض به نفع من نهشة الرتيلاء ورافق وجع الأسنان وقد يستخرج من شجرة التوت دمعة في أول الحصاد بأن يحفر على أصول الشجرة ويشرط وبترك يومه وإذا كان من الغد وحدث على الموضع المشروط دمعة جامدة وهذه الدمعة تصلح لوجع الأسنان وتحلل الجراحات وتسهل البطن. غيره: عصارة التوت الغض تنفع من لذع الهوام. الشريف: إذا طبخ من لحاء أصول التوت ثمانية دراهم مع ثلاث أواقي تين في رطل ماء إلى أن ينقص النصف منه ثم يعرك باليد ويصفى ثم يشرب منه نصف رطل فإنه يسهل خلطاً سوداوياً وإذا حك ببعض توته عندما يحمر شقاق الكعبين والشقاق الذي يكون بين الأصابع نفع منه وحيا وورق التوت اليابس والغض إذا سحق وخلط بعسل وضمد به في الحمام على الكف أزاله وحيا. سفيان الأندلسي: وورقه إذا درس ورطب بخل وتلطخ به في الحمام نفع من الشمري ونقى الأوساخ من البدن والرأس وسائر البدن أيضاً وطبيخ قشر أصله ينفع من أوجاع الظهر المتولدة عن الخام بإحداره إياه. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: أما الحلو منه فيسخن قليلاً وينفخ ويلطخ المعدة ويصدع المحرورين وينبغي أن يشرب عليه هؤلاء السكنجبين الحامض وأما من كان يتأذى بأذاه ولطخه ولم يكن حار المزاج وتسرع إليه الحمى فليأخذ عليه قطعة من الكموني أو يشرب عليه رطلاً من شراب قوي صرف وأما الشامي الحامض والمر فإنه يقمع الصفراء ويطفىء حدة الدم ولطخه للمعدة كلطخ الحلو، ولا يحتاج المحرورون إلى إصلاحه، وخاصة إذا اتفق لهم تعب وعطش وأما المبرودون فليشربوا عليه الشراب وليأخذوا عليه الجوارشنات ولا يأكلوا عليه الأطعمة الحامضة والغليظة كما وصفنا.

توت وحشي: هو العليق وسنذكره في العين.

تودري: ويقال تودرنج أيضاً، وهو البقل المعروف باللبسان. قال أبو حنيفة: امتجاره قال: وسمعت أعرابياً يقول الجارة ويسقط الميم ولا أدري هل هو من الأول أم لا ويقال امتجاره بكسر الميم وفتحها. وقال حنين: هو الدواء المسمى باليونانية أرق سمن ونحن معتبون حنيناً في ذلك وهذا النبت يعرف ببيت المقلص وإعماله بالإمتجارة وأما الشيخ الرئيس وصاحب المنهاج تغلطا فيه غلطاً فاحشاً وتقولا في الماهية على ديسقوريدوس ما لم يقله فيه ثم إنهما نسبا إلى هذا الدواء منفعة دواء آخر وهو الذي ذكره ديسقوريدوس في الثالثة وسماه باليونانية أرقنين وقد ذكرته في الألف فتأمله هناك والتودري في الكتاب الحاوي هو الحية. ديسقوريدوس في الثانية: أروسهن يزرع في المدن وينبت بالبساتين والخرابات وله ورق شبيه بورق الجرجير البري وأغصان دقاق وزهر أصفر وعلى طرف الأغصان غلف شبيهة في شكلها بالقرون دقيقة مثل غلف الحلبة فيها بزر صغار شبيهة ببزر الحرف لجذع اللسان. جالينوس في السادسة: بزر هذا النبات كما أن طعمه شبيه بطعم الحرف كذا قوّته شبيهة بقوّته فهو ملهب فمتى احتيج إلى استعماله في اللعوق فينبغي أن ينقع في الماء ويغليه أو يصره في صرة ويصيرها في عجين ويشويه وهو إذا خلط في اللعوق نفع لنفث الأخلاط الغليظة اللزجة التي تصعد من الصدور الرثة وينفع الأورام الصلبة التي تحدث في أصول الآذان والصلاة المزمنة التي تكون في الثديين والأنثيين. ديسقوريدوس: وإذا خلط في العسل ولعق كان صالحاً للصدر الذي تسيل إليه المواد والقيح إذا كان فيه السعال وقد ينتفع به من اليرقان وعرق النسا والأورام الصلبة والأدوية القتالة وإذا خلط بالماء وتضمد به نفع من السرطان الباطن والأورام العارضة في أصول الآذان وينفع اللوزتين وأورام الوعاء الذي فيه الخصية والثدي وبالجملة هو مسخن ملطف وإذا أنقع بالماء أو غلي وشد في خرقة ووضع في عجين وشوي سهل على لاعقه.

توتيا: ابن واقد: منها ما يكون في المعادن ومنها ما يكون في الأتانين التي يسبك فيها النحاس كما يكون الإقليميا وهو المسمى باليونانية بمقولس وأما المعدنية فهي ثلاثة أجناس فمنها بيضاء ومنها إلى الخضرة ومنها إلى الصفرة مشرب بحمرة ومعادنها على سواحل بحر الهند والسند وأجودها البيضاء التي يراها الناظر كان عليها ملحاً وبعدها الصفراء فإما الخضراء فإن فيها جروشة وهي مثقبة ويؤتى بها من الصين والبيضاء ألطف أجناسها والخضراء أغلظها وأما التي تكون في الأتانين فقال ديسقوريدوس في الخامسة: بمقولس وهو التوتيا الفرق بينه وبين يسودنون في النوع لا في الجنس ولون يسودنون إلى السواد ما هو أثقل من بمقولس وأكثر ذلك يوجد فيه نماش وشعر وتراب لأنه إنما هو كناسة والأتانين والمواضع التي يخلص فيها النحاس وأشباه ذلك من المواضع التي يسبك فيها دائماً أو في الأكثر فإن منها النحاس وأما بمقولس فإنه أبيض خفيف هش جداً حتى إنه يمكن أن يقف في الهواء والبمقولس صنفان أحدهما شديد البياض خفيف جداً والآخر دونه في ذلك وقد يكون البمقولس إذا أخذ إقليميا مسحوق فذر ذراً متواتراً على النحاس في تصفيته وإنما يفعل ذلك بالقليميا لنجود التصفية ويرتفع من ذلك الإقليميا الدخان متكاثفاً وليس يكون البمقولس إذا أخذ قليميا فقط لكن بغير ذلك بأن يعمل من القليميا بلا تصفية نحاس يدعو إلى ذلك وإنما نخبرك بصفة عمله على هذه الجهة الثانية يهيأ أتون في بيت ذي سقفين ويكون في أعلى الأتون خرق وسط في السعة يحاذي كوة في البيت السفلى ويبنى بجنب هذا البيت بيت آخر يكون فيه بيت الصانع وإرقاقه وباقي آلته ويثقب فيه إلا الأتون ثقب دقيق لينفخ فيه ويكون للأتون باب معتدل السعة لإدخال ما ينبغي وإخراجه ويصير في الأتون فحم ويلهب عليه ثم يقف الصانع ومعه قليميا مسحوق ويلقي في البوطقة قليلاً قليلاً ويلقى الفحم إذا احتيج إلى ذلك ولا يزال يفعل كذلك إلى أن ينفذ ما يريد من القليميا فالقليميا يبخر وما كان من بخاره لطيفاً خفيفاً يصعد إلى الغرفة يلتصق بسقفها وحيطانها وفي أول الأمر يشبه النفاخات الحادثة في الماء، وإذا كثر وأدام البخار المتصاعد صار كأنه كباب الصوف وما كان منه غليظاً ثقيلاً رسب في الأسفل واستقر في الأرض ووقع بعضه على الأتون وبعضه في أسفل البيت الذي فيه الأتون وهذا الضرب من التوتيا يسمى بسودريون وهو دون الصنف الآخر اللطيف لما في هذا من الأرضية والوسخ، ومن الناس من يظن أن التوتيا إنما يعمل على هذه الجهة فقط وأجود ما يكون من التوتيا ما كان منه من قبرس وما كان من قبرس إذا خلط بالخل فاحت منه رائحة النحاس وكان لونه شبيهاً بلون الهواء وينبغي لممتحن التوتيا أن يتفقد هذه الأشياء التي ذكرناها فإنه قد يغشه قوم بالغراء المتخذ من جلود البقر وقد يغش أيضاً بتراب البحر وبالتين القح محرقاً ويابساً وبأشياء تشبه هذه وتعرف المغشوش من التوتيا هين وذلك لأن المغشوش إذا امتحن بالأشياء التي ذكرناها لم يوجد فيه إلا واحد مما ذكرنا وقد تغسل التوتيا على هذه الصفة يؤخذ التوتيا مسحوقاً منخولاً يابساً أو مخلوطاً بماء فيصر في خرقة لا صفيقة ولا متخلخلة بل تدلى الصرة في ماء المطر في إجانة وتحرك في الماء فما كان من التوتيا رقيقاً لطيفاً خرج في الماء وما كان منه غليظاً قد شابه وسخ أو قماش بقي في الصرة ثم يترك في الماء حتى يستقر وإذا استقر في الماء صب الماء في إناء آخر فما كان بقي أسفله من رمل رمى به ثم يترك الماء حتى يصفو ثم يصفى ويصب أيضاً على التوتيا ماء آخر ويحرك ثم يفعل به كما فعل أولاً إلى أن لا يبقى ثم يأخذه ويمرسه بالماء مرساً جيداً ويصيره في قوام العسل ويصير في خرقة ويعلق بالخرقة في الإناء الذي يريد أن يصفيه فيه ويصفي منه ما أمكن ثم يشد الخرقة شداً مسترخياً لتهون التصفية ثم يصب عليه ماء كثيراً ويركه فما يطفو على الصوفة جمعته بصدفة والشيء الذي يطفو هو زبد وتوعيه في إناء جديد من خزف ثم تحرك الذي يبقى تحريكاً رقيقاً وتفرغه في إناء آخر وما كان في أسفله من رمل ترمى به وتفعل ذلك مراراً كثيرة إلىِ أن لا يبقى فيه من الرمل شيء ومن الناس من يأخذ التوتيا كما هو غير مسحوق فيلقيه قليلاً قليلاً على الماء ويرمي ما كان فيه من رمل راسب في أسفل الإناء وما كان من شعر  أو قماش يطفو فيفصل التوتيا من الشيء الذي يطفو لخفته ومن الشيء الذي يرسب فيجمعه ويصيره في صلاية ويغسله كما يغسل القليميا، وقد يغسل أيضاً التوتياء بخمر البلد الذي يقال له حموش التي لم يخالطها شيء من ماء البحر على الجهات التي ذكرناها من العسل والتوتياء الذي يغسل بالخمر هو أشد قبضاً من الذي يغسل بالماء وقوة التوتياء قابضة مبردة تملأ القروح لحماً منتناً مقوية مغرية مجففة تجفيفاً يسيراً وإن أراد أن يشوي التوتياء فليسحقه ناعماً ويعجنه بماء ويعمل منه أقراصاً ويضعفه في فخار ويوضع الفخار على جمر صغار قليلة وتقلب الأقراص تقليباً دائماً إلى أن تجف وتجمد، وينبغي أن تعلم أنه قد يكون أيضاً توتيا من الذهب والفضة والرصاص وأن الذي يعمل من الرصاص هو في الجودة يضاهي التوتياء القبرسي ولأنه في كثير من الأحايين قد يحتاج إلى التوتياء ولا توجد وقد كنا نعرف أدوية تقوم مقامها رأينا أن نخبر ما هي وكيف يتخذ ورق الآس مع ثمره وزهره بغضاضته فيصير في قدر من طين ويكون على القدر غطاء فيه ثقب كثيرة ويصير في أتون يعمل فيه الفخار، وإذا أنضج الطين وصار فخاراً فليخرج ما في القدر ويصير أيضاً في قدرٍ من طين ويدخل القدر في أتون ويترك فيه إلى أن ينضج ويصير فخاراً ما فيه ويغسل ويستعمل وقد يؤخذ أيضاً أغصان الزيتون فيفعل بها ما يعمل بالآس ولتكن الأغصان من شجر زيتون بري فإن لم يحضر فليكن من زيتون بستاني وكذا أيضاً يفعل بالسفرجل بعد أن يقطع ويخرج حبه وبالعفص وبالخرنوب وبالتوت الغض الأبيض المجفف في الشمس وبأغصان شجرة المصطكي وبأغصان الحبة الخضراء وبزهر الكرم وزهر العوسج الطري وبأغصان الشجرة التي يقال لها بقسيس وهو الشمشار وبأغصان الشجرة التي يقال لها بسودبنوس مع زهرها. ومن الناس من يأخذ أغصان شجرة التين فيجففها في الشمس ويستعملها مثل ما وصفنا ومنهم من يستعمل الغراء المتخذ من جلود البقر ومنهم من يستعمل على الصفة التي ذكرنا الصوف غير المغسول وقد غمس في زيت أو عسل. جالينوس في التاسعة: التوتياء إذا غسل صار منه دواء أشد تجفيفاً من كل شيء مجفف من غير أن يلذع فهو لذلك موافق نافع للقروح السرطانية ولغيرها من القروح الخبيثة وقد يخلط أيضاً في الشيافات التي يعالج بها العين إذا كان ينحدر إليها شيء من المواد وفي الأدوية التي يداوي بها النفاخات والقروح الحادثة في العين أو في المذاكير والعانة وقال في الميامر: التوتياء المغسولة شأنها أن تجفف الرطوبات السائلة إلى العين وتمنعها من النفوذ والمرور في نفس طبقات العين. الرازي: التوتياء جيدة لتقوية العين قاطعة للصنان وبدلها إذا عدم وزنها من الشادنا ونصف وزنها من التوبال.

توبال: ديسقوريدوس في الخامسة: ما كان منه من النحاس في الأتون وفي الغيران التي يقلع منها النحاس الأحمر بقبرس وما كان منه في المعادن القبرسية فهو جيد وهو ثخين ويقال له أمثيطس وأما توبال النحاس الأبيض فإنه رقيق ضعيف القوة ونحن نرد هذا الصنف من التوبال ونختار منه ما كان منه لونه براقاً ثخيناً وفي لونه حمرة وإذا رش عليه الخل تزنجر والتوبال يقبض ويعصر ويلطف ويعفن ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار ويدمل القروح وإذا شرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن أسهل كيموساً مائياً ونفع من الحر لأنه ينزل الماء ومن الناس من يسقيه بعد أن يعجنه بدقيق الحنطة ويعمل منه حباً ويسقى منه وقد يقع في أخلاط أدوية العين ويجفف القروح الحادثة في العين ويحلل الخشونة العارضة في الجفون وقد يغسل على هذه الصفة ينقى منه نصف من ويلقى في صلاية مجوفة ويصب عليه من ماء المطر ويحرك تحريكاً شديداً حتى يرسب التوبال وتطفو أوساخه ثم يعزل ما صفي ويصب على التوبال من ماء المطر مقدار قوانوس واحد ثم يدلك على الصلابة بالراحة دلكاً شديداً فإذا بدت تظهر منه لزوجة يصب عليه من الماء قليل قليل مقدار ست قوانوسات ويدلك دلكاً شديداً ثم يؤخذ التوبال فيدلك على جانب الصلاية دلكاً شديداً ثم يعصر من الماء ويؤخذ ماؤه ويصير في حق من نحاس أحمر فإن هذا الماء إنما هو قلب التوبال ولطيفه وقوته والذي يصلح للاستعمال في أدوية العين فأما باقيه فإنه ضعيف القوة وينبغي أن يؤخذ أيضاً فيغسل ثانية ويدلك حتى لا يبقى فيه شيء من لزوجة ثم يغطى الباقي بخرقة ويترك يومين ولا يحرك وبعد يومين يصب عليه الماء ويجفف ويصير في حق من نحاس أحمر ومن الناس من يغسل التوبال كما يغسل القليميا ويرفعه. جالينوس في التاسعة: قوة تربال النحاس لطيفة ألطف من قوة النحاس المحرق وألطف أيضاً من قشور النحاس ولذلك أيضاً صار خفيفاً بأن يكون الشياف الذي يقع فيه التوبال يجلو ويقلع ويحلل من الأجفان الخشونة الكثيرة التي يقال لها باليونانية سوقوسس وأما توبال الشايرقان وهو قشر الاسطام فإن قوَته شبيهة بقوة توبال النحاس وغسله مثل غسله وخزنه مثل خزنه إلا أنه في إسهال البطن أضعف من توبال النحاس. ابن سرانيون: توبال النحاس القبرسي إذا أخذ منه نصف مثقال وسحق وخلط مع علك الأنباط مثقال واحد وعمل منه حب أسهل البلغم بقوّة قال ويجب أن يعطى منه مثقال ونصف مع ماء العسل ويجب أن يتحسى بعده قليل خل لئلا يقذفه.

تين: جالينوس في الثامنة: أما التين اليابس فقوّته حارة في الدرجة الأولى عند انقضائها وفي الثانية عند مبدئها وله لطافة وبهاتين الخصلتين صار يفي بإنضاج الأورام الصلبة وتحليلها، وينبغي إذا قصدت باستعمالك إياه الإنضاج أن تخلط معه دقيق الحنطة وإذا قصدت به التحليل وينبغي إذا قصدت باستعمالك إياه الإنضاج أن تخلط معه دقيق الحنطة وإذا قصدت به التحليل أن تخلط معه دقيق الشعير وإن أردت أمراً وسطاً من هذين فاخلط معه خبزاً وقد ينبغي أن تعلم أن التين اللحم أكثر إنضاجاً وما هو منه كان في طعمه حدة وحرافة فهو أكثر إمكاناً للجلاء والتحليل وأما الماء الذي يطبخ فيه التين طبخاً كثيراً فإنه يصير شبيهاً بالعسل في قوامه وقوّته معاً وأما التين الطري الذي يؤكل فقوّته ضعيفة بسبب ما يخالطه من الرطوبة والنوعان جميعاً من التين أعني الرطب واليابس يطلقان البطن وأما التين البري فقوته حادّة محللة وكذا الحال في التين البستاني إذا لم يكن ينضج وذلك لأنّ فيه بعد من لبن شجرة التين ومزاج هذه الشجرة حار لطيف كما قد يدل على ذلك وهي عليه وعصارة ورقها فإن كل واحد من هذين يسخن إسخاناً شديداً ولذلك صار كل واحد منهما مع ما يلذع ويجلو جلاء قوياً وقد يحدث في البدن قروحاً ويفتح أفواه العروق التي في المقعدة ويقلع الثآليل المعروفة بالخيلان وينثرها نثراً وهو مع هذا يسهل البطن فأما لبن الشجرة البرية من شجر التين وعصارة ورقها فهما في كل شيء من الخصال أقوى من لبن شجرة التين البستاني وعصارة ورقها وأما قضبان شجرة التين فلها من الحرارة ولطافة المزاج ما يبلغ بها إلى أنها إذا طبخت مع لحم البقر الصلب هرأته. وقال في التين البري في المقالة السابعة: قوّة هذا التين حادة محللة وذلك بسبب ما فيه من اللبن الذي هو في جميع أجزاء هذه الشجرة عامة ومتى طبخ هذا التين حلل الأورام الصلبة، ومتى وضع غير مطبوخ قلع الخيلان والبثور. ديسقوريدوس في الأولى: ما كان من التين طرياً نضيجاً فإنه رديء للمعدة يسهل البطن فإذا أسهل كان إسهاله هين الانقطاع ويجلب العرق ويقطع العطش ويسكن الحرارة واليابس منه مغذ مسخن معطش مشذخ ملين للبطن ليس بموافق لسيلان المواد إلى المعدة والأمعاء ويوافق الحلق وقصبة الرئة والمثانة والكلي ومن به ربو والذين تغيرت ألوانهم من أمراض مزمنة والذين يصرعون والمجانين وإذا طبخ بالزوفا وشرب طبيخه نقى الفضول من الصدر وقد يوافق السعال المزمن والأوجاع المزمنة العارضة للرئة، وإذا دق مع نطرون وقرطم وأكل لين البطن، وإذا تغرغر بطبيخه وافق الأورام الحارة العارضة في قصبة الرئة والعضل الذي عن جنبتي اللسان، وقد يطبخ معه دقيق شعير ويستعمل في ضمار الأوجاع مع حلبة أو حشيش الشعير، وقد يعمل منه مع السداب حقنة للمغص، وإذا طبخ ولحق وتضمد به حلل الجسا والخنازير والأورام العارضة في أصول الأذنين ويلين الدماميل وينضج الأورام التي يقال لها فوحيلا ولا سيما إن خلط به الأرساء، والنطرون أو النورة وإن دق غير مطبوخ مع الأدوية التي ذكرنا فعل ذلك أيضاً، وإذا استعمل مع قشر الرمان أبرأ الداحس، وإذا استعمل مع القلقنت أبرأ قروح الساقين الخبيثة العسرة البرء التي يسيل منها الموادّ، وإذا طبخ بالشراب وخلط مع إفسنتين ودقيق الشعير وافق المحبونين، وإذا حرق وخلط بموم مداف بزيت عذب أبرأ الشقاق العارض من البرد، وإذا دق وخلط بخردل مسحوق بالماء وصير في الآذان أبرأ دويها وحكتها ولبن التين البري والبستاني يجمد اللبن مثل الأنفحة ويذيب الجامد مثل الخل ويقرح الأبدان ويفتح أفواه العروق، وإذا شرب بلوز مسحوق أسهل البطن ولين صلابة الرحم، وإذا احتمل بصفرة البيض وبالموم من البلاد التي يقال لها طربى نقى الرحم وأدر الطمث وقد يعمل منه ضماد نافع للمنقرسين إذا خلط به دقيق الحلبة، وإذا خلط بسويق جلا الجرب المتقرح وغير المتقرح والقوباء والكلف والبهق ونفع من لسعة العقرب إذا قطر على اللسعة ومن غير العقرب من ذوات السموم، ومن عضة الكلب، وإذا صير في صوفة وجعل في المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها، وإذا وضع مع شحم حوالي الثآليل التي تسمى مرميقيا قلعها، وقد تفعل عصارة الأغصان من التين البري ذلك إذا جرى فيه الماء ولم يظهر الورق فيها بعد فإنها تدق وتعصر وتجفف عصارتها في ظل، وقد  يستعمل لبن التين والعصارة في الأدوية المحرقة، وإذا طبخت الأغصان مع لحم البقر أنضجته سريعاً، وإذا حرك اللبن في طبخه بها حتى يتجبن كان ماء الجبن أطلق للبطن، والتين الفج إذا طبخ وتضمد به لين العقد والخنازير، وإذا لم يطبخ وخلط به نطرون ودقيق وتضمد به قطع الثآليل التي تسمى مرميقيا، والورق أيضاً يفعل ذلك والتين الفج إذا تضمد به بخل وملح أبرأ القروح الرطبة التي تكون في الرأس والشرى، وقد تدلك به الجفون الخشنة المشققة، وقد يضمد به البهق الأبيض بورق التين الأسود والثمر بأغصانه، وقد يصلح التين الفج إذا خلط بعسل لعضة الكلب الكلب، والقروح التي تسيل منها رطوبة شبيهة بالعسل، وإذا خلط معه ورق الخشخاش البري أخرج كسور العظام، وإذا خلط به موم حلل الحماميل، وإذا تضمد به مع كرسنة وشراب وافق عضة موغالي. ابن ماسويه: التين الرطب أقل حرارة ويبساً من اليابس وهو أحمد الفاكهة، وإن كانت كلها تولد خلطاً غليطاً لرطوبتها ملين للطبيعة يغذو البدن غذاء معتدلاً ويجلو المثانة والكلي ويخرج ما فيها من الفضول وليس شيء من الفاكهة أغذى منه ويتولد منه في البدن ما ليس بمستحصف ولا رخو بل معتدل بين ذلك وهو أقل الفاكهة نفخاً، وينبغي أن يجتنب أكله وأكل جميع الفواكه فجاً إلا بعد نضجها وهو جلاء للكبد والطحال والرطب أحمد من اليابس والأبيض أصلح للأكل من الأسود والأسود للأدوية أحمد من الأبيض، وإن أكله آكل بالمري نقى الخلط البلغمي العارض في المعدة وإن كرهه كاره بالمري فليشرب بعده سكنجبيناً سكرياً. الرازي في دفع مضار الأغذية: اليابس منه جيد للمبرودين ولوجع الظهر وتقطير البول ويسخن الكلى وينعظ ويخرج ما في الصدور والرئة ويلين البطن ويدفع الفضول المعفنة في المسام حتى أن كثيراً ما يتولد في مدمن آكله القمل الكثير، ولذلك ينبغي إذا أحدث فيه ذلك أن يحمن التعرق في الحمام ودلك البدن فيه بالبورق ودقيق الحمص ويبدل الثياب عن قريب، وإذا أخذ بالجوز المقشر من قشره كان غذاء حميداً مطلقاً للبطن كاسراً للرياح نافعاً لمن يعتاده القولنج ووجع الظهر والورك وأجوده أنضجه، وأحلاه وأعسله، وأما الفج الحشف منه فإنه أكثر نفخاً وأعسر خروجاً من البطن. غيره: يقوي على حبس البول ويفتح مجاري الغذاء إذا أكل على الريق وخاصة مع الجوز والرطب صنه جيد الخلط مخصب للبدن ولحمه سريع التحلل وإدمانه يورث الحكة وليس بجيد للأسنان ويلين البطن إذا أكل قبل الطعام ويغذو غذاء صالحاً ويزيد في اللحم إذا أديم أكله ويسكن القوة الغضبية التي في القلب ويكسر منها لخاصية فيه. ابن سينا: هو غير موافق لسيلان المواد إلى المعدة والأمعاء. الشريف: إذا طبخ منه حفنة مع مثله حلبة حتى يتهرأ ثم يصفى ماؤهما ويمزجا بمثلهما عسلاً منزوع الرغوة ويطبخ الكل ويهيأ منه لعوق ينفع من الربو والسعال اليابس، وإذا أنفع منه رطل في خل خمر ثقيف تسعة أيام، ثم ضمد به الطحال وأمر العليل بأكل أربع تينات منه في كل يوم يفعل ذلك أكلاً وضماداً فإنه عجيب في تحليل صلابته وجساه. لي: أما ابن واقد لما تكلم في التين أضاف إلى القول فيه القول على دواء آخر يشارك التين في الإسمية في اليونانية فقط وهو يعتقد أنهما شيء واحد، وهذا توهم منه، وسيأتي ذلك في حرف الخاء المعجمة في ترجمة خاماسوقي.

حرف الثاء

ثافسيا: يسمى بالبربرية أدرياس وأخطأ من جعله صمغ السذاب. ديسقوريدوس في الرابعة: استخرج هذا الدواء من ثافسيس الجزيرة لأنه يظن أنه أوّل ما وجد بها وهو نبات جملته شبيهة بورق النبات الذي يقال له مارابون وعلى أطرافه في كل شعبة أكلة شبيهة بأكلة الشبث فيها زهر وبزر إلى العرض ما هو شبيه ببزر النبات المسمى برنفس وهو الكلخ غير أنه أصغر منه وأصل أبيض كبير غليظ القشر حريف وقد يستخرج منه دمعة بأن يحفر حوله ويشق قشره أو بأن يحفر فيه حفرة مستديرة وتغطى الحفرة لتبقى الدمعة نقية، وفي اليوم الثاني يؤخذ ما اجتمع من الرطوبة، وقد تستخرج وتغطى الحفرة لتبقى الدمعة نقية، وفي اليوم الثاني يؤخذ ما اجتمع من الرطوبة، وقد تستخرج عصارة الأصل بأن يدق ويعصر لحينه بلولب ويذر ويجفف في إناء خزف ثخين ومن الناس من يعتصر الورق مع الأصل، وهذه العصارة ضعيفة القوة والفرق بينهما أن عصارة الأصل أشدّ زهومة وأنها تبقى لدنة وأما العصارة التي قد خالطها عصارة الورق فإنها تجفف وتتثقب بما عرض لها من التآكل وينبغي لمن أراد أن يستخرج الدمعة أن لا يفعل ذلك في يوم ريح، ولكن في هدوّ منها فإن الوجه يتورم ورماً شديداً ويتنفط ما كان من البدن مكشوفاً لحدّة البخار، فينبغي أن يتقدّم في تلطيخ المواضع المكشوفة من البدن بقيروطي رطبة سائلة قابضة. جالينوس في السادسة، قوة هذا النبات حادة تسخن إسخاناً بيناً قوياً مع شيء من الرطوبة فهو بذلك يجتذب من عمق البدن جذباً عنيفاً قوياً ويحلل ما يجتذبه، ولكنه يفعل ذلك بعد مدة طويلة بسبب ما فيه من الرطوبة الفضلية التي ليست باليسيرة ولسبب هذه الرطوبة صار الينتون يفسد سريعاً. ديسقوريدوس: وقوة قشر الأصل وعصارته ودمعته مقيئة مسهلة إذا شرب كل واحد منهما بالشراب المسمى مالقراطن، وقد يعطى من قشر الأصل مقدار أربع أثولوسات مع ثلاث درخميات من بزر الشبث، ويعطى من العصارة ثلاثة أتولوسات ومن الدمعة درخمي واحد، لأنه إن أعطي أكثر منها أضر بآخذه، والإسهال بها يوافق الذين بهم النسمة ووجع الجنب المزمن، ويعين على نفث الفضول، وقد يصير في الأطعمة ويعطى منه الذين يعسر عليهم القيء والدمعة والقشر من القوة على إحالة المزاج أشدّ من قوة سائر الأدوية التي تشبهها في القوة إذا احتجنا أن نجتذب شيئاً من عمق البدن أو نهيىء لشيء سبيلاً لننقله من موضع إلى موضع آخر ولذلك إذا لطخت الدمعة أو دلك القشر وهو رطب على داء الثعلب أنبت فيه الشعر، وقد يخلط القشر وهو مسحوق أو العصارة بأجزاء متساوية من الكندر والموم ويستعمل لكمنة الدم والآثار الباذناجنية في اللون فيذهبه، وينبغي أن لا يترك أكثر من ساعتين، ولكن يقلع ثم بعد ذلك يكسد الموضع بماء بحري سخن، وقد يقلعان الكلف والعصارة إذا خلطت بالعسل قلعت الجرب المتقرح إذا خلط بالكبريت ولطخ على الخراجات فجرها وقد ينتفع به إذا استعمل لطوخا للجنب الذي يعرض له وجع مزمن وهكذا الركبة والقدم ووجع المفاصل. الشريف: قوّة أصله تفسد بعد سنة أو أقل وإذا قطع صغاراً وقلي في سمن حتى يأخذ قوته وطلي بالسمن بعد أن يصفى الدواء عنه على الأعضاء الباردة سخنها وإن طلي على الأعضاء الوجعة سكن وجعها ويذهب وجع المفاصل، وإذا وضع من السمن الذي طبخ فيه في حساء المحرورين والمفلوجين نفعهم ولا يعدله في ذلك دواء آخر، وأصل الثافسيا إذا دق وخلط بدقيق شعير وهيىء منه ضماد نفع من اللحم المتقطع ومن الحسوس الصدرية. جالينوس في الميامر: فإن لم تجده فاستعمل مكانه في داء الثعلب الحرف.

ثاليبطون: هو كزبرة الحبشة. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق الكزبرة إلا أن في ورق هذا النبات شيئاً من رطوبة تدبق باليد وساق صغير عليه الورق وإذا دق هذا الورق دقاً ناعماً وتضمد به أدمل القروح العتيقة وأكثر ما ينبت في الصحاري وقوته تجفف بلا لذع فهو لذلك يدمل القروح المزمنة. لي: زعم بعضهم أن هذا الدواء هو الرقعة المطلبية وليس كذلك وسيأتي ذكرها في حرف الراء.

ثاقب الحجر: هو البسفايج وقد ذكر في الباء.

ثجير: ديسقوريدوس: وثجير العنب قد ينزع ويخزن ويعمل منه مخلوط بالملح ضماداً للأورام الحارة والأورام الصلبة وأورام الثدي وطبيخ ثجير العنب إذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن وسيلان الرطوبات المزمنة العارضة من الرحم وقد تجلس النساء فيه وتحتقن به في أرحامهن، وحب العنب الذي يجتمع من الثجير قابض جيد للمعدة، وإذا قلي وسحق وشرب كما يشرب السويق وافق قرحة الأمعاء والإسهال المزمن واسترخاء المعدة. سفيان الأندلسي: وأما ثجير العصفر وهو الذي يرمى به من بعد أخذ تمام الصبغ منه إذا عجن بخل وطليت به الحمرة نفع منها وحلل ورم الكبد الحار.

ثدي: لحمه رخو شبيه بالغدد سنذكره في رسم ضرع.

ثعلب: بعض علمائنا: جلده حار أشدّ حرارة وإسخاناً من سائر الجلود التي تلبس لإفراط حرارتها ويبسها ولذلك صار لبسها موافقاً للمرطوبي المزاج ولمن كان الغالب عليه البرد وما كثر شعره منها كان أقوى إسخاناً وهو إلى أن يستعمل فيما يتغطى به الرأس أقرب منه إلى أن يلبسوه، وأشرف أصنافها الثعلب الجزري الأبيض، وبالجملة فإن فرو الثعلب فيه فضل حرارة وهو من لباس النساء والمشايخ والمبلغمين لأن حرارته مفرطة غير معتدلة تجذب رطوبات البدن ولا تصلح للمحرورين. وقال الرازي: السمور يتلو الثعلب في الحرارة. ابن سينا: وإذا طبخ الثعلب في الماء وطليت به المفاصل الوجعة نفع منها نفعاً عجيباً جدًا وكذا الزيت الذي يطبخ فيه حياً بل هذا أقوى جدًا ويجب أن يطيل الجلوس فيه، والأجود أن يكون بعد الاستفراغ والتنقية لئلا يجذب بقوة حدته وتحليله خلطاً إلى المفاصل، وإذا استفرغ البدن بعد ذلك أيضاً لم ينجلب إلى المفاصل شيء وإن عاود كان خفيفاً وكذا شحم الثعلب ربما جذب شيئاً أكثر مما يحلل، وقد يطبخ في الزيت حياً ويطبخ فيه مذبوحاً فأيهما استعمل حلل ما في المفاصل. غيره: الزيت الذي يطبخ فيه الثعلب نافع من التعقد والصلابة التي تعرض من وجع المفاصل. ديسقوريدوس: ورئة الثعلب إن جففت وسحقت وشربت نفعت من الربو والسعال، وشحمه نافع لمن يشتكي أذنه ووجعها ومن الربو والسعال وشحمه إذا أذيب وقطر في الأذن سكن وجعها، وإذا أمسك في الفم سكن وجع الأسنان. وقال في الشحوم أنه يصلح لوجع العين والأذن أعني شحم الثعلب. الشريف: ويشرب منها لذلك وزن مثقال بماء وعسل في كل مرة وإذا خلطت مع قشر البيض المحروق وذلك بها داء الثعلب نفع منه مجرب، ومرارته إذا أذيبت بأشق وماء كرفس أجزاء متساوية وسعط به في أنف من بدا به الجاذم في كل عشرة أيام سعطة واحدة نفع ذلك منفعة بليغة، وإذا أمسك إنسان سن ثعلب في يده أمن من أن تنبح عليه الكلاب وزعموا أنه إن علق في برج حمام لم يبق فيه طير واحد، وشحمه إذا أذيب بزيت إنفاق ودهن به النقرس ووجع المفاصل نفعه، وإذا أذيب شحمه وقطر في الأذان حاراً وأديم ذلك نفع من الصمم العارض لها ويشفي جميع أوجاع الآذان وإن دهنت به الأطراف لم يصبها الخصر في الأسفار. خواص ابن زهر: زعموا أنه إذا طلي به سوط أو عود وجعل في أحد زوايا البيت فإن البراغيث يجتمعن عليه.

ثقسا: هو بالعربية الحرف المعروف بالرشاد وسيأتي ذكره في الحاء.

ثلب: الشريف: ذكره ابن وحشية بالعربية وهو نبات ينبت بنفسه في شطوط الأنهار ويقرب المياه، وله ورق مستطيل كأنه ورق الأزادرخت يرتفع مقدار قامتين وخشبه يشبه خشب لحية التيس حار يابس إذا جفف ورقه ودق وغلف به الشعر منع سقوطه وحسن قوته وإذا علقت عروقه على الخد نفع ذلك من وجع الضرس الغير المتآكل وسكن وجعه وإذا ضمد بورقه الورم السوداوي الجاسي سكنه ولينه وإذا دق ورقه مع خمر وضمد به الورم السرطاني حلله وأذهب جساءه، ويوافق الذين بهم الوسواس السوداوي إذا ضمد به اليافوخ، وينبغي أن لا يترك أكثر من أربعة وعشرين ساعة ثم بنى وربما أزال الوسواس البتة.

ثلج وجليد: ابن سينا: رديء للمشايخ ولمن يتولد فيه الأخلاط الباردة وهو مسكن لوجع الأسنان الحارة وهو ضار للعصب لحقنه البخارات الحارة الحادثة فيها وحبسه إياها عن التحليل ويضر المعدة خصوصاً للذين يتولد فيهم أخلاط باردة والثلج قد يعطش بجمعه الحرارة. جالينوس: في الأدوية المقابلة للأدواء إذا أكل الثلج وشرب ماؤه نفع من العلق الناشب في الحلق. غيره: يهيج السعال ويجود الهضم. الرازي: فأما الجمد فيفضل بعضه على بعض بحسب فضل الماء الذي كان منه فيكون الكائن منه عن الماء الذي هو أجود أجود وعن الماء الذي هو أردأ أردأ. ابن ماسويه: والماء المبرد بالثلج أحمد من الثلج فمن ألح على شربه فليدمن دخول الحمام ويتمرخ بدهن السوسن ودهن النرجس ويشرب النبيذ العتيق.

ثلج صيني: هو البارود المعروف بزهرة حجر أسوس، وقد ذكر له في الألف التي بعدها سين مهملة.

ثلثان: هو عنب الثعلب، وسنذكره في حرف العين إن شاء اللّه.

ثمام: أبو العباس الحافظ: هو معروف بالديار المصرية وما والاها وهو كثير ببلاد الحجاز، ورأيت بعض أهل البلاد يستعمله في علاج العين لإزالة البياض وهو من المرعى وهيئة ورقه على هيئة ورق الزرع وقضبانه ذات كعوب ككعوب قصب الزرع إلا أنها مصمتة وهي أرق وأطول وورقه كذلك وينبت متدوحاً وأصوله لحمية متشعبة ويخرج سنابل على شكل سنابل الدخن البري وطعمه كله حلو وسنابله مسدّدة.

ثمنش: أوله ثاء مضمومة ثم ميم ساكنة بعدها نون مضمومة ثم شين معجمة وهو اسم يوناني لما كان من النبات بين الشجر والحشيش.

ثوم: ديسقوريدوس في الثانية: منه بستاني ويوجد بمصر ورؤوسه واحدة لا تنقسم إلى الأجزاء التي تسمى الأسنان أبيض اللون ومنه بري ويقال له أوقيوسقردين أي ثوم الحية ويسمى الجنس من الثوم ذي الأسنان أغليس. جالينوس: الثوم يسخن ويجفف في الدرجة، فأما النبات الذي يسمى ثوم الحية فهو ثوم بري وهو أقوى من البستاني كمثل ما عليه جميع النبات البري. ديسقوريدوس: وقوة الثوم حارة مسخنة مخرجة للنفخ من البطن محرقة للبطن مجففة للمعدة محدثة للعطش محرقة للجلد، وإذا أكل أخرج الدود الذي يقال له حب القرع، وأدر البول وإذا أخذه من نهشه أفعى أو الحية التي يقال لها أمرويس ويشرب بعده الشراب شرباً دائماً أو سحق بالشراب وشرب لم يعد له شيء في المنفعة وقد يتضمد به أيضاً فيفعل ذلك، وإذا أكل نفع من عضة الكلب الكلب وأكله موافق لمن تغير عليه الماء، وإذا أكل نيئاً أو مشوياً أو مطبوخاً صفى الحلق وسكن السعال المزمن، وإذا شرب بطبيخ الفودنج الجبلي قتل القمل والصيبان، وإذا أحرق وعجن بالعسل أبرأ الدم العارض تحت العين الذي يتغير منه اللون، وإذا فعل به ذلك أيضاً وزيد في خلطه دهن البان ولطخ به داء الثعلب أبرأ منه وإذا خلط بالملح والزيت أبرأ البثر، وإذا خلط بالعسل والبورق أبرأ البثور اللبنية والقوابي وقروح الرأس الرطبة والنحالة والبهق والجرب المتقرح، وإذا طبخ مع خشب الصنوبر والكندر وأمسك طبيخه في الفم خفف وجع الأسنان، وإذا خلط بورق التين والكمون وعمل منه ضماد نفع لعضة الحيوان المسمى موغالي وطبيخ ورقه مع الساق إذا جلس فيه النساء أدر الطمث وأخرج المشيمة وقد يفعل ذلك أيضاً إذا تدخن به والخلط المعمول منه ومن الزيتون الأسود الذي يقال له نطوطون إذا أكل أدر البول وفتح أفواه العروق وهو نافع للمحبونين. الدمشقي: هو نافع من تآكل الأضراس بقطع الأخلاط الغليظة غير نفاخ نافع من القولنج إذا كان عن رباح غليظة وحصر الطبيعة. جالينوس: في حيلة البرء الثوم يحلل الرياح أكثر من كل شيء يحلله ولا يعطش وبعض الناس يتوهمون أنه يعطش وذلك لقلة خبرهم به وهو نافع لأهل البلدان الباردة حتى أنهم إن منعوا عنه عظم الضرر لهم وهو جيد لوجع الأمعاء إذا لم يكن مع حمى، وقال في كتاب مجهول أنه جيد لقروح الرئة جدًّا. وقال جالينوس: في 8 من 6 في ابتدائها: أن الثوم في الشتاء سبب لمنافع عظيمة وذلك أنه يسخن الأخلاط الباردة ويقطع الغليظة اللزجة التي تغلب في الشتاء على البدن. وقال بقراط في كتاب ماء الشعير: هو محرك للريح في البطن والسخونة في الصدر والثفل في الرأس والعين ويهيج على آكله كل مرض يعرض له قبل ذلك وأفضل ما فيه أنه يدر البول. غيره: لأنه شديد التجفيف فلذلك يضعف البصر. وقال الرازي في الحاوي: وحكى حنين عن بقراط في الأغذية أن الثوم يطلق البطن ويدر البول جيد للبطن رديء للعين لأنه يجفف ولذلك يضعف البصر، وحكى عن ديسقوريدوس أن الثوم يجفف المنيّ، وأحسب أن الذي قال ديسقوريدوس مجفف للمعدة غلطوا به أنه مجفف للمنيّ. سندهشار الهندي: جيد للرياح والنسيان والربو والسعال والطحال والخاصرة والديدان ويكثر المنيّ وهو جيد لمن قل منيه من كثرة الجماع وهو رديء للبواسير والزحير وانطلاق البطن والخنازير وأصحاب الدق والحبالى والمرضعات، وفي كتاب شرك الهندي أن الثوم جيد لتفجير الدبيلة والقولنج وعرق النسا، وإذا أريد تفجير الدماميل طبخ بالماء واللبن حتى ينحل وينصب الماء ثم يؤخذ فإنه ينفع أيضاً من السلع والحميات العتيقة وقروح الرئة ووجع المعدة. وقال قسطس في الفلاحة: جيد لوجع المفاصل والنقرس أكلاً. وقال روفس: يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويضر البصر لأنه يخرق صفافات العين ورطوباتها ويكدر البصر. وقال مرة أخرى: الثوم رديء للأذن والرأس والرئة والكلي وإن كان في بعض المواضع وجع هيجه. قال حنين: سبب هذا كله حرافته. وقال روفس في موضع آخر: يولد الرياح والحديث أفضل في إدرار البول وتليين البطن وإخراج الدود. وقال ابن ماسويه: وخاصيته قطع العطش العارض من البلغم اللزج أو المالح المتولد في المعدة لتحليله إياه وتجفيفه له مسخن للمعدة الباردة الرطبة وإن شوي بالنار ووضع على الضرس المأكول ودلكت به الأسنان الوجعة من الرطوبة والريح أذهب ما فيها من الوجع ومص ورق الينتون الطري وهو السذاب والتمضمض  بعده بالنبيذ الريحاني يقطع رائحته وهو يقوم مقام الترياق في لسع الهوام الباردة والأوجاع الباردة وإصلاحه للمحرورين بسلقه بماء وملح قليل ثم يخرج ثم يطجن بدهن اللوز ويؤكل ويشرب على أثره ماء الرمان المز. الرازي في كتاب المنصوري: الثوم رديء في البلدان والأبدان والأزمان الحارة صالح في أضدادها. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: الثوم يسخن البدن إسخاناً قوياً إلا أنه ليس بطويل اللبث ولا يحمى بل كان إسخانه شبيهاً بالغريزي، فهذه أفضل خلة فيه ويحل الرياح ويفشها أكثر من كل غذاء حتى أنه يمنع تولد القولنج الريحي إذا أكل، وينفع من وجع الظهر والورك العتيق وليس صعوده إلى الرأس ببخار كثير كصعود البصل ولا يضر بالعين كمضرته ويحمر اللون ويرقق الدم ويلطف الأغذية الغليظة كالكشكية والمضيرة فيقل لذلك غلظها ونفخها. ابن سينا: الثوم كله فعله في الباء فإنه بشدة تجفيفه وتحليله قد يضر فإن طبخ بالماء حتى انحلت فيه حدته لم يبعد أن يكون ما يبقى منه في مسلوقه قليل الحرارة لا يجفف ويتولد منه مادة للمني وأن يجعل المواد البلغمية في الأمزاج البلغمية رياحاً ولا يقدر على تفشيتها، وإذا انحلت في العروق رياحاً لم يبعد أن يعين شهوة الباه. سفيان الأندلسي: إذا درس الثوم وكسرت حدته بأحد الشحوم وضمدت به الخراجات المترهلة والمتورمة حسن مزاجها ويحلل ورمها سواء كانت حديثة أو قديمة، وإذا قلي في الدهن وأعيد عليه مراراً نفع من جمود الدم في الأطراف ومن الشقاق المتولد عن البرد وإذا شرب هذا الدهن نفع من أوجاع المعدة ومن القولنج البلغمي ومن السحج المتولد عن خلط لزج، وكذا إذا طلي به، وإذا قلي في السمن كان في السحج أنجع وليؤكل جرم الثوم مع الدهن الذي يقلى فيه، وإذا طلي بجرمه أو بدهنه قروح الرأس المنتنة جففها وإذا درس وتحسى منه بالخل وتغرغر به وضمد به قتل العلق المتلعق بالحلق، وإذا أكل نفع لسعه العقرب والأفعى والرتيلا وعضة الكلب الكلب منفعة قوية وهو قاطع للعطش البلغمي اللزج المالح المتولد عن سدد في الماساريقا أو بلغم لزج أو مالح متصل بجرم المعدة ويمنع من إلقاء الماء المشروب لها ولجرمها ويولد العطش في الأجسام المحرورة، وهو بالجملة حافظ لصحة المبرودين جداً وللشيوخ مقو لحرارتهم الغريزية طارد للرياح الغليظة إلا أنه يؤذي الدماغ بما يصعد إليه من البخارات فيكسر حدته بالدهن وبالطبخ، وبالجملة بإزالة حرافته كيف صنع ذلك، وإذا خالط الجوز والتين نفع من جميع ما ذكرناه وكان تألف الطباع له أكثر والدثمان على أكله يمنع تولد الدود في الجوف وينفع من تقطير البول للشيوخ، وينفع الدهن الذي يقلى فيه من وجع الأسنان وجرمه إذا طبخ وأخذ كما هو نفع من السعال البارد، وكذا إذا تحسى في أحد الأحساء النافعة من السعال كحسو النخالة وما أشبهه. إسحاق بن عمران: وإذا دق وخلط بجندبادستر وعجنا بزيت عتيق وعمل منه ضماد وحمل على لسعة العقرب جذب السم إِلى خارج وأبطل فعله، وإذا دق وعجن بالخل ووضع على الأعضاء التي فيها رطوبة مجتمعة غليظة فإنه يلطفها ويحلل ورمها إذا كان ذلك من الرطوبة والبرد وأكل جرم الثوم يولد مراراً صفر حاداً لذاعاً يخرج إلى السواد بسرعة وخصوصاً في محروري المزاج.

ثوم بري: يقال على ثوم الحية المقدم ذكره وفي مفردات جالينوس على الدواء الآخر الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثالثة وسماه أسقردين وهي الحشيشة الثومية عند شجاري الأندلس ويسمونه أيضاً المطر قال وحافظ الأجساد وحافظ الموتى أيضاً وقد ذكرته في الشين المعجمة في رسم شقرديون فتأمله هناك ولقد غلط كثير من المصنفين في هذا الدواء لما تكلموا في الثوم فإنهم يتوهمون أن هذا الدواء هو ثوم الحية فيأخذون منافعه وقواه ويضيفونها إلى القول في الثوم على أنه ثوم الحية وهو غلط منهم.

ثوم كراثي: يذكر مع الكراث.

ثومش: وهو اسم الحاشا باليونانية وسأذكره في الحاء.

ثومالا: هو الميثان وسنذكره في الميم.

ثيل: هو النجم بالعربية والنجيل والنجير أيضاً معروف. ديسقوريدوس في المقالة الرابعة: اغرسطس هو نبات معروف له أغصان ذات عقد طعمه حلو وله ورق طوال حافة الأطراف صلبة مثل ورق الصعتر من القصب يعتلفه البقر وسائر المواشي. جالينوس: في 6: أصل هذا النبات يؤكل ما دام طرياً وهو حلو مسيخ الطعم وفيه أيضاً شيء من الحرافة مع شيء من القبض يسير ونفس الحشيشة إذا ذاقها الإنسان وجدها مسيخة الطعم وهذه أشياء يعلم منها أن أصله بارد يابس باعتدال ولذلك صار يحمل الجراحات الطرية ما دامت بدمها فأما نفس الحشيشة فمتى اتخذ منها ضماد فإن ذلك الضماد مبرد ولكن تبريده ما يكون قوياً وهي في الرطوبة واليبوسة متوسطة وأما أصلها فهو لذاع لطيف قليلاً ومن شأنه تفتيت الحصاة متى طبخ وشرب ماؤه. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات إذا دق ناعماً وسحق وتضمد به ألحم الجراحات وإذا شرب طبيخه كان صالحاً للمغص وعسر البول والقروح العارضة في المثانة وتفتت الحصاة ومنه صنف يسمى فالامغرسطس وهو نبات ورقه وأغصانه وعروقه أكثر من ورق وأغصان وعروق أغرسطس وأدل وإذا أكلته المواشي قتلها وخاصة النابت منه بالبلاد التي يقال لها بابل في الطريق وأما أغرسطس النابت بالبلاد التي يقال لها فرسيوس فهو أكثر أغصاناً من غيره من أغرسطس وله ورق شبيه بورق اللبلاب وزهر أبيض طيب الرائحة وثمر صغار ينتفع به وعروق خمسة أو ستة في غلظ أصبع بيض لينة حلوة منتنة وإذا أخرجت عصارتها وطبخت بشراب أو عسل كل واحد منهما مساو لها في المقدار ونصف جزء من المر وثلث جزء من الفلفل ومثله من الكندر كان دواء نافعاً جداً للعين، وينبغي أن يخزن في حق نحاس وطبيخ الأصل يفعل ما تفعل الأصول وبزر هذا النبات يدر البول إدراراً شديدا أو يقطع القيء والإسهال. جالينوس: بزر هذا يدر البول ويجفف التحلب إلى المعدة والأمعاء لأن قوته قوة مجففة لطيفة لها قبض يسير. ديسقوريدوس: وأما أغرسطس النابت بالبلاد التي يقال لها قليقيا فإن البقر إذا أكلته تورمت بأكلها ويحضر العرب قشرها إلى القاهرة فيبيعونه أخبرني بذلك شيخ يبيع الأصداف وغيرها في طريق باب القنطرة وأخبرني عز الدين العبيدي أن وزن نصف درهم منه إذا جعل في سفقية على نار فحم وجعلت السفقية في هاون وقعد عليه من قد استنزفه الدم من تليين البواسير قطع الدم جربت ذلك في امرأة دفعة واحدة فقطع عنها الدم لكنها شكت حرقة بها وذكر المجرب أن ذلك يستعمل ثلاث دفعات بدرهم ونصف وإن أخذ لينه ويسحق ويدهن المخرج بدهن بنفسج ويضمد بها أو بدله الأخضر من البيض المشوي مع دهن ورد نفع.

حرف الجيم

جاوشير: ديسقوريدوس في الثالثة: كثيراً ما ينبت في البلاد التي يقال لها سوطيا وبالمدينة التي يقال لها فرفينس من البلاد التي يقال لها أرقاما وقد يغرس في البساتين لقلة صمغة الشجرة ولها ورق خشن قريب من الأرض شديد الخضرة شبيه بورق التين في شكله مستدير مشرف ذو خمس شرف ولها ساق شبيه بالقنا طويلة وعليها زغب شبيه بالغبار أبيض وورق صغار جداً وعلى طرفها إكليل شبيه بإكليل الشبت وزهر أصفر وبزر طيب الرائحة حاد وله عروق متشعبة من أصل واحد بيض ثقيلة الرائحة عليها قشر غليظ مر الطعم وقد ينبت أيضاً في المكان الذي يقال له موقا من البلاد التي يقال لها ماقدونيا وقد تستخرج صمغة هذا النبات بأن يشقق الأصل في حد ثان ظهور الساق ولون الصمغة أبيض فإذا جف كان لون ظاهرها إلى لون الزعفران ويجمع ما يسيل من الصمغة في ورق مفروش في حفائر في الأرض فإذا جفت أخذت، وقد يشقق أيضاً الساق في أيام الحصاد ويجمع ما يسيل من الصمغة على ما وصفنا وأجود ما يكون من الأصول البيض فيها الجافة المستوية التي ليست بمتسخة ولا متآكلة تحذي اللسان عند الذوق عطرة الرائحة وأجود ما يكون من ثمره ما كان منه على الساق فإنّ الموجود منه على العشب غير موافق وأجود ما يكون من صمغة هذا النبات أشدها مرارة أبيض الباطن ولون ظاهره إلى الزعفران يدبق باليد هين الإنفراك وإذا ديف بالخل إنداف سريعاً ثقيل الرائحة وأما ما كان منه أسود فرديء وما كان منه ليناً فرديء أيضاً لأنه يغش بوسق وموم ويمتحن بأن يدلك في الماء بالأصابع فإنّ الخالص منه ينداف ويصير بمنزلة اللبن. جالينوس في 8: منافع لبن الجاوشير كثيرة لأنه يسخن ويلين ويحلل فلنضعه من الإسخان في الدرجة الثالثة وأمّا أصل نبات الجاوشير فهو دواء يجفف ويسخن لكنه في ذلك أقل من الجاوشير نفسه وفي اللحاء أيضاً شيء من قوّة الجلاء ونحن نستعمله أيضاً في مداواة العظام العارية ومداواة الجراحات الخبيثة لأنّ ما كان هذا سبيله من الأدوية فشأنه أن يبني اللحم في الجراحات بنياناً بليغاً وذلك أنه يجلو ويجفف ولا يسخن إسخاناً قوياً وهذه خصال كلها يحتاج إليها الدواء المنبت للحم وأما ثمرة هذا النبات فهي ثمرة حارة فهي لذلك تدر الطمث. ديسقوريدوس: وقوة الصمغة مسخنة ملينة ملطفة ولذلك إذا سقي بماء القراطن أو بشراب يوافق النافض والحميات الدائرة ووهن العضل وأطرافها من الضرب وما يصدمها وأوجاع الجنب وما يصدمها والمغص والسعال ويقطر البول ويجرب المثانة وإذا أديف بالعسل واحتمل أدر الطمث وقتل الجنين ويحلل النفخ العارض في الرحم وصلابته ويلطخ على عرق النسا ويقع في أخلاط الأدهان للاعياء وأدوية الصداع ويقلع حب النار الفارسية وإذا تضمد به مع الزيت وافق المنقرسين وإذا جعل في تآكل الأسنان سكن وجعها وإذا اكتحل به أحد البصر وإذا خلط بزفت كان مرهماً نافعاً جداً لعضة الكلب الكلب وأصله إذا حك واحتملته المرأة أحدر الجنين وهو صالح للقروح المزمنة وإذا سحق وتضمد به معجوناً بعسل كان صالحاً للعظام العارية وثمره إذا شرب مع الأفسنتين أدر الطمث وإذا شرب مع الزراوند وافق لسعة الهوام وإذا شرب بالشراب نفع من وجع الأرحام الذي يعرض فيه الاختناق. ابن ماسويه: خاصة الجاوشير النفع مما ينفع منه الأشق في الإسهال والشربة منه ما بين نصف مثقال إلى مثقال بعد إيقاعه في المطبوخ. حبيش: رائحته حادة شديدة وينفع من الجراحات إذا وقع في المراهم ويسهل الطبيعة إذا خلط بالأدوية المسهلة وينفع من الفولنج الذي يكون من البرد ويخرج الرياح من الجوف ويقطع الخام الغليظ ويحلل أوجاع المفاصل. اختبارات حنين: ينفع من تصيبه الرعدة عقيب الجماع أيضاً إذا سقي منه وزن نصف درهم بأوقية من ماء موزنجوش مطبوخ ويفعل ذلك ثلاثة أيام. ابن سينا: قال بعضهم أنه رديء للعصب ويشبه أن يكون العصب الصحيح دون المرطوب وينفع من الصرع وأم الصبيان. ابن الجزار: وإذا كان الولد ميتاً من ثلاثة أشهر أو أربعة فيؤخذ الجاوشير ويعمل منه فتيلة وتحملها المرأة فإنها تلقيه سريعاً. التجربتين: ينفع من جميع أدواء الرحم مشروباً ما لم يكن معها حمى ويسهل الطبيعة بأخلاط بلغمية ويسخن مع إسهاله تسخيناً ظاهراً وينفع من جميع الأمراض الباردة من خلط كان أو ريح غليظة وينفع من الفالج والسكتة والخدر والقولنج البلغمي  والريحي بكثرة ما يغشى الرياح وإذا حقن به الرحم جففها ونفع من أورامها الصلبة وإذا دهن به نفع من الحميات الباردة والنضيجة ومن النافض. الرازي: وبدله إذا عدم وزنه من لبن التين. وقال ابن الجزار: وبدله وزنه من العنة. ابن سينا: وأظن أن الأشق قريب منه.

جاروس: ابن واقد: هو عند جميع الأطباء صنف من الدخن صغير الحب شديد القبض أغبر اللون وهو عند جميع الرواة الدخن نفسه غير أنّ أبا حنيفة الدينوري خاصة من بينهم قد قال: إن الدخن جنسان أحدهما زلايل وقاص والآخر أجرش. قال: والجاورس فارسي والدخن عربي. جالينوس في المقالة السابعة: هذا يبرد في الدرجة الأولى، ويجفف أما في أول الثالثة أو في آخر الثانية وفيه مع هذا أيضاً لطافة يسيرة، فلما كان مزاجه وقوامه هذا القوام والمزاج صار متى تناوله الإنسان على أنه طعام غذى البدن غذاء يسيراً أقل من غذاء جميع أنواع الحبوب وحبس البطن ومتى تعالج به الإنسان من خارج بأن يجعل في كيس أو صرة ويكمد به نفع غاية المنفعة لمن يحتاج إلى تكميد يجفف من غير أن يلذع، وإذا ضمد به أيضاً فمن شأنه أن يجفف إلا أنه يتفتت وينفرك بالضماد المتخذ منه وعسيراً ما يلذع. ديسقوريدوس في الثانية: كيجروس هو أقل غذاء من سائر الحبوب التي يعمل منها الخبز وإذا عمل منه خبز وهيىء منه ما يشبه الحشيشة عقل البطن وأدر البول، وإذا قلي وتكمد به حاراً نفع من المغص وغيره من الأوجاع. بولس: له قوّة مجففة مع ما فيه من القبض ولهذا يستعمل في أنواع الشق الذي في الحجاب. ابن ماسة: الجاورس إذا طبخ مع اللبن واتخذ من دقيقه حساء وصير معه شيء من الشحوم غذى البدن غذاء صالحاً وهو أفضل من الدخن وأغذى وأسرع انهضاماً وأقل حبساً للطبيعة. الإسرائيلي: الدم المتولد عنه قليل جاف غير محمود إلا أنه لبيسه صار مقوياً للمعدة ولسائر الأعضاء. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الجاورس والدخن والذرة فإنها عاقلة للطبيعة مجففة للبدن ولذلك ينتفع بها حيث يراد عقل الطبيعة وتجفيفها البدن ويمكن أن يغذى بها المستسقون والمترهلون ويدفع عقلها للبطن بأكلها مع الدسم الكثير وتليينها للبدن بتعهد الحمام والتمرخ بالدهن وشرب الشراب الكثير المزاج وأكل الأشياء الحلوة الدسمة.

جار النهر: ديسقوريدوس في الرابعة: بوطاموغيطن سمي بهذا الاسم لأنه يكون في المواضع التي فيها المياه والآجام وهو ورق شبيه بورق السلق ظاهر على الماء ظهوراً يسيراً وعليه زغب. جالينوس في 8: هذا يبرد ويقبض على مثال ما تفعل عصا الراعي إلا أنه أغلظ جوهراً منها. ديسقوريدوس: وهو يبرد ويقبض ويوافق الحكة والقروح العتيقة والخبيثة.

جاسوس: هو الخشخاش الزبدي، وسنذكره في الخاء مع أنواعه.

جادي: بالدال والذال معاً وهو الزعفران وسنذكره في الزاي.

جاركون: هي البسباسة من الحاوي وقد ذكرتها في حرف الباء.

جاسة: اسم بالديار المصرية للباقلي القبطي وقد ذكر في الباء.

جامسة: أول الاسم جيم مفتوحة بعدها ألف ثم ميم مكسورة بعدها سين مهملة ثم هاء.

جاموس: التميمي: لحمه من أغلظ اللحوم وأردئها كيموساً وأبطئها إنهضاماً وأثقلها على المعدة وهي في الطبع باردة يابسة بالإضافة إلى اللحمان الحارة وهي في طبع لحوم النعائم والنسورة وزعم قوم إن القدر إذا طبخت بلحوم الجواميس وتركت ليلة تولد فيها حيوان مثال القدر يركب وجهها ولا علم لي بحقيقة ذلك. غيره: وظلفه إذا أحرق وسحق وشرب نفع من الصرع وإذا خلط رماده بالزيت حلل الخنازير ونفع من داء الثعلب جداً.

جبن: جالينوس في العاشرة: أما الجبن فإنه لبن ينعقد ويجمد ويصير جبناً وليس جميع الألبان تجمد وتقبل التجبين وإنما يتجبن من اللبن ما كان الغلظ عليه أغلب فيسهل عند ذلك انعقاده ومفارقته للماء عند صنعته والزبدية في ألبان البقر أغلب، فإذا جمد اللبن من غير أن يميل عند زبده صار جبناً دسماً، وقد رأيت من جبن البقر شيئاً يسيل منه الدسم من كثرته فيه، وإذا عتق هذا الجبن صار شديد الحراقة ويستدل على ذلك بطعمه ورائحته.

قال المؤلف: ولما انتهى جالينوس إلى هذا الموضع أورد كلاماً عجيباً في تجربة جربها في الجبن بنفسه ظهر له نحجها أوردها الآن عنه ورأيت التميمي قال فيه قولاً لا أدري من أين أخذه ولا عمن نقله ولا أعلم وجه صوابه، وأنا أبدأ بكلام التميمي، فأورده وأتلوه بكلام جالينوس ليعتمد عليه ويرفض ما سواه. قال التميمي ما هذا نصه: وإن طبخ عتيق الجبن مع لحم الخنزير الهرم المعتق في الملح ولحم الإبل حتى ينضج جميع ذلك ثم ضمدت به الأورام الغليظة المتولدة في المفاصل الكائن منها التعقد والاستحجار حللها وأزالها وكذلك يفعل إن دق في الهاون مع كرعان الخنازير والمر الأحمر والأملج والموم ودهن الناردين حتى يصير بمثابة المراهم، ثم ضمدت به المفاصل ذات الأورام الصلبة المستحجرة حللها وأزالها. قال المؤلف: هذا نص كلام التميمي وهو كلام لم أسمعه عن قديم ولا محدث سواه، ولا أعلم هل هو شيء نقله عن غيره أم هل سمع عن جالينوس كلاماً في هذا المعنى فنقله على غير جهته وأنا أورد ما قاله جالينوس في ذلك بنصه ليعتمد عليه ويطرح مما سواه، فإنّ الفاضل جالينوس هو الذي اخترع العلاج بالجبن لهذا المرض المذكور وجربه فصح له على ما سنبينه عنه، ولم يشاركه أحد فيه أعني لم يفعله قبله فنقله عنه جالينوس ولا أبصر فعله عند التجربة فزاد غيره فيه، ودل بذلك دلالة بينة على أنّ العدول عما نص عليه جالينوس بزيادة أو نقصان إما وهم في النقل أو افتيات في الصناعة عليه. قال جالينوس: وإني قد ركنت مرة على جبن جاؤوني به على أنه حريف من رائحته فقط، وكان كذلك فرفضت الاغتذاء به غير أن الخادم والغلمان تناولوا منه شيئاً ورفع الخازن منه بقية فأحرزه عنده حيناً، ثم جاءني يوماً يؤامرني فيه أيعطيه ذا الحاجة ممن يغتذي به ومن أحبّ أكله من الخدم أم يحبسه؟ فأمرته أن يحضر ما كان عنده منه فجاءني به وقطع بعضه فإذا هو صحيح لم يتآكل ولم يتولد فيه عود ولا عفونة، واتفق في ذلك الوقت والجبن بين يدي أن قوماً جاؤوني بعليل وبه وجع المفاصل محمول في محفة لا يستطيع التقلب ولا يقدر على الحركة، فلما رأيته أمرت بعض الخدم فجاؤوني بساق خنزير ثم أمرتهم بطبخه فطبخ بماء طبخاً بليغاً وصفي ذلك المرق وجاؤوني به فأمرت بذلك الجبن فقطع منه قطع كثيرة وجعل في صلاية وصبوا عليه ذلك المرق وسحقوه سحقاً ناعماً حتى صار مثل المرهم، ووضعته على مفاصل ذلك الرجل فانتفع به منفعة عجيبة، وذلك أن جلده تشقق من تلقاء نفسه وسال منه صديد مائي وخف به وجعه، فلما رأى ذلك المريض منفعته وقد فنى ما كان عندنا نحن من الجبن حصل مثل ذلك الجبن في عتقه وحرافته ودام على استعماله حتى برىء من علته ووصفه لعدة من المرضى ممن كان به وجع المفاصل فتعالجوا به منه مثل علاجه فبرؤوا برءاً تاماً، فهذا ما جربناه نحن في فعل الجبن فوجدناه نافعاً وحمدنا فعله.

قال: وأمّا الجبن الحديث فقوّته مخالفة لقوّة العتيق وقد استعملته أنا في بعض القرى بأن وضعت منه على جرح بعضهم بأن سحقته ثم غلوته بورق البقلة التي يقال له حماض السواقي فبرىء جرح ذلك الرجل لأنه لم يكن خبيثاً، وإنما جعلت ورق تلك البقلة لحضورها في ذلك الوقت، وإن استعملت أنت بدلها ورق الكرم أو ورق السلق أو الدلب أجزأك. وقال في الأغذية: الجبن يكتسب من الأنفحة حدة وتذهب مائية اللبن عنه، وإذا عتق كان حادًا جداً ولذلك يعطش وهو مولد للحصا، وما لم يكن من الجبن عتيقاً فهو أقل رداءة من غيره، وأفضل الجبن الحديث وخاصة المتخذ من لبن حامض وهو ألذ من غيره وأجود للمعدة وأقلها عسر انهضام وبطء نفوذ وليس رديء الخلط، لكن غليظه وهذا أمر يذم من كل جبن. ديسقوريدوس في الثانية: يبردس الجبن الرطب إذا أكل بلا ملح كان مغذياً طيب الطعم جيداً للمعدة هين السلوك إلى الأعضاء، ويزيد في اللحم ويلين البطن تلييناً معتدلاً، وإذا طبخ وعصر وشوي عقل البطن، وإذا ضمدت به العين نفع من أورامها الحارة ومن اللون العارض تحت العين والجبن الحديث المملوح أقل غذاء من الجبن الرطب، والذي لا ملح فيه ولا عمل في النقصان من اللحم وهو رديء ومؤذ للأمعاء، والعتيق يعقل البطن وماؤه للكلاب يغذوهم جداً، والذي يقال له أقاقي وهو جبن يعمل من لبن الخيل وهو زهم كثير الغذاء شبيه في تغذيته بجبن البقر ومن الناس من يسمي أنفحة الخيل أقاقي. روقس: الجبن يولد البلغم ويلهب البطن ويعطش ويحدث جشاء حامضاً، وإن انهضم كثر غذاؤه والمتخذ منه بالنار أفضل من المتخذ بالأنفحة والحديث أجود من العتيق والمشوي خير من النيء وأنواعه كلها مضرة رديئة ومضرة الرطب منه أسهل وينفع من شرب المرداسنج. ابن سينا: طريه بارد رطب في الثانية ومملوحة العتيق حار يابس فيها، وفي الإقط من دون الأجبان قوة محللة وهو المتخذ من الرائب وأفضل الأجبان المتوسط بين العلوكة والهشاشة فإنهما كلاهما رديئان وما كان عديم الطعم والمائل إلى الحلاوة واللذة المعتدل الملح الذي لا يبقى في الجشاء كثيراً والمتخذ من الحامض أفضلها، والملطفات تزيده شراً لأنها تنفنه وتبذرقه، وجبن الماعز الذي يرعى الملطفات خير من جبن الذي يرعى مثل الثيل والجلبان وفيه جلاء والرطب غاذ مسمن ويؤكل بعده العسل والعتيق حاد جلاء منق وخلطه مراري، والمملوح غير العتيق بين بين وعتيقة جيد للقروح الرديئة والجراحات وطريه للجراحات الخفيفة الطرية فإن الطري أقوى في ذلك ويمنع تورمها الجبن العتيق المملوح مهزل والطري منه المطبوخ بالطلاء في قشر الرمان حتى يذهب الطلاء يمنع تشنج الوجه، وإذا طبخ الجبن في الماء وسقيت منه المرضعة كثر لبنها، وقد يسحق المشوي منه ويحقن به مع دهن ورد وزيت فينفع من قيام الأعراس. ابن مامويه: وأغلظ الجبن ما اتخذ من لبن البقر والجواميس ويتلوه في الغلظ ما اتخذ من لبن النعاج فمن آثر أكله فليعمله بالصعتر والنعنع ثم يأكله، وإن أكل بعده عسلاً كان معيناً على هضمه. ابن الصائغ: الطري منه غذاء جيد لمن حسن هضمه في معدته، وإذا لم ينهضم تولد عنه غلظ وأخلاط فاسدة وسدد. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الجبن الرطب فبطيء النزول والهضم مذهب لشهوة الطعام وضرره بالمحرورين والملتهبين أقل، فأما المبرودون والمبلغمون فلا يسلمون من ضرره إذا أدمنوا وهو يولد القولنج الرديء المسمى ايلاوس، والرياح الغليظة، ولذلك ينبغي أن يأكله هؤلاء مع العسل فإن أكل بالتمر كان أكثر غذاءاً لأنه لا ينزل به ولا يلطفه كما يلطفه العسل، ولا ينبغي أن يؤكل بعده شيء من الأطعمة بثة حتى ينزل ويحدث جوع صادق ولا يؤكل يومئذ حصرمية ولا باردة ولا شيئاً من الفواكه الرطبة أبداً.

جبسين: إسحاق بن عمران: الجبسين هو الجص والجص هو الجبسين وهو حجر رخو براق منه أبيض وأحمر وممتزج بينهما ويسمى بأفريقية جبس الفرانين وهو من الأبدان الحجرية الأرضية. جالينوس في التاسعة: للجبسين القوة العامة الموجودة في جميع الأجسام الأرضية والحجارة وهي التي قلنا أن هذه الأجسام تجفف ولها قوة أخرى تغري وتسدد ووتلحج، وذلك أن يتصل بعضه ببعض بسرعة ويجمد ويصلب إذا هو أنقع بالماء، ولهذا صار يخلط مع الأدوية اليابسة التي تنفع من انفجار الدم لأنه إن استعمل وحده مفرداً صار عندما يجمد صلباً حجرياً وبهذا السبب رأيت أنا أن أخلطه مع بياض البيض الرقيق الذي يستعمل في مداواة العين وخلطت معه غبار الرحى المجتمع من دقيق الحنطة على حيطان بيوت الرحى، وينبغي أن يؤخذ الضماد المتخذة على هذه الصفة في وبر الأرنب البري أو في شيء آخر لين على ذلك المثال، وإذا أحرق الجبسين فليس يكون من للزوجة على مثال ما كان عليه قبل ذلك ولكنه يكون في اللطافة والتجفيف أكثر منه إذا لم يحرق ويكون أيضاً مانعاً دافعاً ولا سيما إذا عجن بالخل. ديسقوريدوس في الرابعة: له قوة قابضة مغرية تقطع نزف الدم وتمنع العرق وإذا شرب قتل بالخنق. مسيح بن الحكم: وقوته في البرودة واليبوسة من الدرجة الرابعة. إسحاق بن عمران: إذا عجن بالخل وطلى على الرأس حبس الرعاف. ابن سينا: يطلى به على الجبهة أو يغلف به الرأس ليحبس الرعاف لا سيما مع الطين الأرمني والعدس وهيوقسطيداس بماء الآس وقليل جل ويخلط ببياض البيض لئلا يتحجر ويوضع على الرمد الدموي. ديسقوريدوس: وإذا شرب تحجر في البطن وعرض منه خناق، ولذلك ينبغي أن يستعمل في علاج من شرب ما يستعمل في علاج من شرب الفطر. ابن الجزار: في السمائم من شربه عرض له يبس شديد في الفم وخناق وجحوظ العينين مع سبات فإن لم يتدارك بالعلاج هلك.

جبره: قيل إنها الدواء المسمى باليونانية أولسطيون، وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها واو.

جثجاث: أبو العباس النباتي: هو اسم عربي معروف مشهور أول ما رأيته بساحل نيل مصر في أعلاه في صحاريه بمقربة من ضيعة هناك تسمى شاهور وهي على طريق الطرانة بين الحلفاء نابتاً أشبه ما يكون به الجعدة البيضاء متدوحاً أغصانه دقاق متشعبة في طرفها زهر أقحواني الشكل ذو أسنان في أعلاه فلطحة يسيرة طعمه إلى المرارة ما هو فيه يسير حرافة ترعاه الإبل كثيراً وبعض الرعاة سماه لي ورأيته بعد في أماكن كثيرة. غيره: ماء طبيخه ينفع من المغص ويسخن الأحشاء ويطرد الرياح وهو حار يابس.

جحدب الغافقي: إذا أحرق في قدر وذرّ رماده على الأكلة نفعها.

جدوار ابن سينا: في الأدوية القلبية: هو من المفرحات القوية والمقويات العظيمة وهو أجل ترياق للبيش ولدغ الأفعى وليست حرارته مفرطة فلذلك مع أنه ترياق هو أيضاً مفرح مقو وهو خشبة تشبه الزراوند وينبت مع البيش وأي بيش جاوره لم يفرع ولم يثمر. ابن سمحون: ولولا قول من قال من الأطباء أن البيش نوع من السنبل وأنه لا ينبت إلا ببلد هلاهل من أرض الصين لما شككت في أن الطوارة هي البيش وفي أن الانتلة هي الجدوار لاشتباههما في الشكل والفعل. لي: قد ذكرت الانتلة والطوارة في حرف الألف فتأمله هناك. الرازي في كتاب أبدال الأدوية: ويدل الجدوار إذا عدم وزنه ثلاث مرات من الزرنباد.

جرجير: هو كثير الوجود اليوم بثغر الإسكندرية وهو مزعرع ويسمونه بقلة عائشة. الفلاحة: هو صنفان بستاني وبري وكل واحد منهما صنفان فأحد صنفي البستاني عريض الورق فستقي اللون ناقص الحرافة رخص طيب، والثاني ورقه رقاق فيها تشريف ودخول في جوانبها كبير شديد الحرافة محتمل يستعمل بزره في الطبيخ، وإذا أخذ من البري والبستاني في آذار ودقا جميعاً في هاون وبسط على صحائف حتى يجف ثم ردّ إلى الهاون وصب عليه شيء من اللبن وذر عليه شيء من سحيق بزره شيئاً بعد شيء وخلط حتى يتعجن، وعملت منه أقراص وجففت في الظل فإن هذه الأقراص تخزن وتستعمل في الطعام فيكون طيباً جداً، وأمّا البري فهو صنفان أحدهما يشبه ورقه ورق الخردل شديد الحرافة يجمع في حزيران. الغافقي: الجرجير البري هو الانبهقان وهو صنفان: أحدهما يسمى الخرسا ويسميه بعض الناس خردلاً برياً وهو شجر يقوم على ساق خضراء لها ورق كورق الفجل شديدة الحرافة يؤكل مع البقل، والصنف الآخر له زهر أحمر. ديسقوريدوس في الثانية: أوريمن زهر الجرجير البستاني إذا أدمن أكله حرك شهوة الجماع وبزره يفعل ذلك ويدر البول ويهضم الطعام ويلين البطن، وقد يستعمل بزره أيضاً في أبزار الطبيخ وقد يعجنونه بلبن ويعملونه أقراصاً ليبقى زماناً طويلاً ويخزنونه وقد يكون أيضاً جرجير بري في غربي بلاد الخوز يستعمل أهلها بزره مكان الخردل وهو أشد إدرار للبول وأشد حرافة من البستاني بكثير. جالينوس في أغذيته: الجرجير يسخن إسخاناً بيناً أعني في الدرجة الثانية ولذلك صار لا يسهل على الناس أكله وحده دون أن يخلطوا معه ورق الخس وقد وثق الناس منه أيضاً بأنه يولد المني ويهيج شهوة الجماع إلا أنه يصدع ولا سيما إذا أكل وحده. الرازي في دفع مضار الأغذية: الجرجير يسخن وينفخ ويهيج الأنعاظ ويصدع ويثقل الرأس ويسدر ويظلم البصر فإن أكل بالخل وشرب عليه السكنجبين قل تبخيره إلى الرأس وذهب عنه ما يهيج من الإنعاظ وليس مع حرارته بموافق لمن يعتريه النفخ والرياح لأنه على كل حال منفخ. ابن ماسويه: ينبغي أن يؤكل مع الخس والهندبا والبقلة الحمقاء إن كان الآكل له محروراً. التميمي: إن أكل على الريق نفع من ذفر الإبطين ونتنهما. الطبري: وإذا أخذ بزر الجرجير وسحق وطلي على الكلف في الوجه أذهبه، وإذا دق وصير على البيض النيميرشت بدل الملح هيج الجماع. ابن سينا: والجرجير بمرارة البقر لآثار القروح وبزره أو ماؤه بعسل للنمش والبهق الأسود وهو مدر للبن، وإذا أكل وحده وشرب عليه الشراب الريحاني فهو ترياق لعضة ابن عرس. غيره: والأقراص المعمولة منه إذا طلي بها مدافة بالخل وشيء من خل نفت الآثار السود من الوجه والبدن وجلتها، وإذا شرب بزره يسكنجبين وماء حار قيأ بلغماً، والجرجير رديء للرأس ويرى أحلاماً رديئة ويهيج الدم ويسهل انصباب المواد إلى المواضع المتهيئة لذلك. مجهول: وبزر الجرجير إذا دق وعجن بمرارة البقر وضمد به تشقق الأظفار فإنه يبرئه. الفلاحة: الجرجير إذا دق وعصر ماؤه في أصل شجرة رمان حامض أبدله حلاوة. الرازي في كتاب أبدال الأدوية: وبدل بزر الجرجير إذا عدم بزر الجزر. وقال بعض الأطباء: وبدله إذا عدم بزر اروسيمون وهو النودري، وأصبت في كتاب مجهول أن بزر الجرجير وبزر الكراث كل واحد منهما بدل لصاحبه إذا عدم.

جرجير الماء: هو قرة العين وسيأتي ذكره في القاف.

جري: سليمان بن حسان: هو حوت يكون بنيل مصر طويل أملس ليس له فصوص ولا ريش وله رأس إلى الطول وفم مستطيل كالخرطوم، وسماه ديسقوريدوس سلورس وهو سمين رطب في لحمه رخاوة ولزوجة ولا تأكله اليهود. ديسقوريدوس في الثانية: سلورس وهو الجري وفي الرومي سوراس إذا أكل وهو طري كان مغذياً مليناً للبطن، وإذا ملح وعتق كان قليل الغذاء وينقي قصبة الرئة ويجود الصوت، وإذا تضمد بلحم العتيق المالح منه أخرج السلاء من عمق البدن، وأما طبيخ الجري المملح إذا جلس فيه من كان به قرحة في الأمعاء في ابتداء العلة وافقها لجذب المواد إلى ظاهر البدن، وكذا إذا دخنت به المقعدة. وإذا احتقن به أبرأ من عرق النسا. جالينوس في العاشرة: لحم الجري قوّته قوة جاذبة، وإذا قند ودق ووضع من خارج أخرج السلاء. ابن ماسة: الجري هو السلور إذا جفف لحمه ودق وتضمد به استخرج النصول والزجاج من الأبدان وله جذب شديد ودمه يسقيه أهل القرى مع وزنه من الخل الحاذق لمن به قذف الدم. إسحاق بن سليمان: أهل مصر يسمون الجري السلور وهو حوت كثير اللزوجة والسهوكة جداً، ولذلك صار مخصوصاً بتوليد البلغم الغليظ اللزج ومن قبل ذلك صار إذا أكل طرياً غذى غذاء فاسداً مذموماً وأورث المدمنين عليه البرص بكثرة رطوبته ولزوجته ونفور الطباع منه إلا أنه إذا أكل مالحاً بالخل نقى قصبة الرئة وصفى الصوت لأنه بزيادة رطوبته يلين ويرخي وبقوّة ملوحته يقطع الفضول وينقيها.

جراد: ديسقوريدوس في الثانية: قريدس إذا بخر به النساء نفع من عسر البول. ابن سينا: أرجلها تقلع الثآليل فيما يقال ويوجد مستديراً بها اثنا عشر عدداً وتنزع رؤوسها وأطرافها ويجعل معها قليل آس يابس وتشرب للاستسقاء كما هي وينفع لتقطير البول ويبخر به البواسير. غيره: وأما الجراد الطويل العنق فإنه إذا علق على من به حمى الربع نفعه. خواص ابن زهر: جوفه وبيضه إذا طلي به على الكلف أبرأه والسمان منه التي لا أجنحة لها تشوى وتؤكل للسع العقرب.

جراد البحر: الشريف: هو حيوان بحري له رأس مربع ما هو وله فيما يلي رأسه صدف خزفي وبعضه لا خزف عليه ولها من كلا الجانبين عشر أيد طوال شبيهة بالعناكب إلا أنها كبار جداً، ولها قرنان دقيقان قائمان ولها في مواضع شواربها قرنان دقيقان وعينان بارزتان متدليتان من رأسها، وهذا الجراد حار يابس يؤكل مشوياً ومطبوخاً ومن أراد طبخها يسلقها بالماء الحار فإنه يكثر لحمها ويطبخ بعد ذلك كيف شاء، وأجود ما يؤكل مشوية في الفرن ولحمها فيما حكاه أطباء المغرب الأوسط خاصة ينفع من الجذام وإذا أحرقت بجملتها في قدر الفرن وسحقت وشرب من سحيقها 7 أيام متوالية في كل يوم درخميان بماء الحمص فتتت الحصى التي في الكلي والمثانة.

جرنوب: هو الحريق الأملس وهو الذي يسمى جلبوب أيضاً وسنذكره في حرف الحاء المهملة.

جربوز: هو البربور وهي البقلة اليمنية وقد تقدم ذكرها في الباء.

جراسيا: هي القراصيا البعلبكي عند أهل صقلية وسيأتي ذكرها في حرف القاف.

جزر: الفلاحة: الجزر البستاني منه أحمر وهو أرطب وأطيب طعماً، والآخر يضرب إلى الصفرة وهو أغلظ وأسخن وأخشن، فأما البري فإنه ينبت بقرب المياه، وربما ينبت في القفار وذلك قليل وهو يشبه البستاني. ديسقوريدوس في الثالثة: أصطافالينوس أغرنوس وهو الجزر البري هو نبات له ورق شبيه بورق الشاهترج إلا أنه أعرض منه وطعمه إلى المرارة ما هو، وله ساق مستو خشن عليه إكليل شبيه بإكليل الشبث وفيه زهر أبيض في وسط الزهر شيء صغير شبيه بالقطن لونه فرفيري، وله أصل في غلظ أصبع طوله نحو من شبر طيب الرائحة ويؤكل مطبوخاً. جالينوس في 6: الذي ينبت من الجزر في البر يؤكل أقل مما يؤكل ما يزرع منه في البساتين وهو أقوى من البستاني في كل شيء، فأما البستاني فيؤكل أكثر وهو أضعف من البري وقوتهما جميعاً قوة حارة مسخنة فهما لذلك يلطفان وأصلهما فيه مع ما وصفت قوة نافخة تحرك الجماع، فأما بزر البستاني ففيه أيضاً شيء يحرك الجماع، وأما البري فلا ينفخ أصلاً ولذلك صار يدر البول ويحدر الطمث. جالينوس في الثامنة: وفيه مع هذا جلاء ولذلك يعمد بعض الناس إلى ورقه وهو طري ويتخذ منه ضماداً ويضعه على القروح التي صارت فيها الأكلة لينقيها. ديسقوريدوس: وبزر البري إذا شربته المرأة أو حملته أدر الطمث، وإذا شرب وافق عسر البول والحبن والشوصة ونهش الهوام ولسعها. وزعم قوم أن من تقدم بشربه لم يعمل فيه ضرر الهوام وقد يعين على الحبل وأصل هذا النبات يدر البول ويحرك شهوة الجماع، وإذا احتملته المرأة أخرج الجنين وورق هذا النبات إذا دق وخلط بالعسل ووضع على القروح المتآكلة نفاها وأما الجزر البستاني فإنه أصلح للأكل من البري، ويوافق كل ما يوافقه البري غير أن فعله أضعف من فعل البري. الفلاحة: الجزر غير موافق للعصب مضر بالحلق والصدر وقد يتخذ منه أيضاً شراب يسكر جداً وربما أنكى الدماغ ويكرب ويحمر الوجه وأصل الجزر البري يؤكل مطبوخاً وإن أكل نيئاً أضر بالمعدة جداً. بولس: خاصة بزر الجزر النفع من وجع الساقين إذا شرب منه وزن درهم مع مثله سكراً. غيره: والجزر البري إذا علق في المنازل طرد الهوام. مسيح بن الحكم: والجزر البري من الحرارة في الدرجة الثالثة ومن اليبوسة في الدرجة الثانية. التجربتين: إذا طبخ جرم الجزر وورقه وغسل بمائها أطراف الصبيان نفعهم من جمود الدم المتولد عليهم من شدة البرد. الرازي في دفع مضار الأغذية: الجزر كثير النفخ بطيء النزول منعظ جداً وليس بموافق للمحرورين فإنهم إذا أرادوا أكله فليسلقوه ثم يتخذوه بالمري والخل ويصلح أن يتخذ منه أسفيذباج للمبرودين ويؤكل بالتوابل والخردل فهو يدر البول ويسخن الكلي وليس بضار للصدر والرئة. البصري: الجزر يقوي المعدة التي فيها لزوجة وبلغم غليظ ويفتح سدد الكبد بحرافة، ويهضم الطعام وليس برديء الكيموس إذا أكل يلحم الجداء وخاصته قطع البلغم وفتح السدد وإذا ربي بالعسل جاد هضمه وقلت رطوبته وزادت حرارته والجزر المخلل إذا صير بالملح والخل نفع المعدة والكبد والطحال. ابن ماسويه: وقوة الجزر البستاني الحرارة من وسط الدرجة الثانية والرطوبة من وسط الدرجة الأولى والمربى منه نفع للمعدة مجفف لما فيها من البلة ولا سيما إذا كانت فيه أفاويه وينفع من برد الكبد. إسحاق بن عمران: مربى الجزر يحرك شهوة الجماع ويغزر الماء ويزيد في الباه ويدفىء المعدة ويخرج الرياح ويشهي الطعام ويؤخذ قبله وبعده فينهضم ويصلح للمرطوبين والمحرورين من أهل الحداثة والإكتهال، ويستعمل في الربيع والخريف. بعض الأطباء: وبدل بزر الجزر إذا عدم وزنه من الأنيسون.

جزع: حجر معروف وهو صنفان يماني وصيني، يقال أن من تختم به كثرت همومه وأحزانه ورأى في نومه أحلاماً رديئة متفزعة وكثر وقوع الكلام بينه وبين الناس وإن علق على طفل كثر سيلان لعابه من فيه ومن أكل أو شرب في إناء مصنوع منه قل نومه وإذا سحق هذا الحجر جلى الياقوت وحسن لونه وكذا يجلو الأسنان وإن لف به شعر امرأة حين يضربها الطلق أسرعت الولادة.

جسمى: هو بالسريانية بقلة تشبه الصعترة ويسمى أيضاً الحسك وسأذكره في حرف الحاء.

جساد: هو الزعفران في بعض الأقوال.

جشيش: جالينوس: المسمى بهذا الاسم أعني الدشيش هو أجرش شيء يكون من دقيق الحنطة ودقيق القرطمان وما كان من الحشيش من سويق الشعير فهو أكبر غذاء إلا أنه أعسر استمراء والحساء المتخذ منه يقال له أردهالج والذي يؤخذ من دقيق القرطمان وهو الكثيب أحبس قليلاً للبطن ولا سيما إذا قلي فإنه يحبس. ديسقوريدوس في الثانية: فروميون وهو أجرش من الدقيق ويتخذ من راء الحنطة ويعمل منه ناطوس وهو مغذ جداً سريع الإنهضام والذي يعمل من راء ولا سيما إذا قلي هو أشد عقلاً للبطن من الذي يعمل من الحنطة.

جشمك: هو اسم للحبة السوداء التي تقع في الإكحال وهي البشمة عند أهل الحجاز وقد ذكرت في حرف الباء التي بعدها شين معجمة.

جص: إسحاق بن عمران: هو الجبسين ويسمى بأفريقية جبس القرانين وقد ذكرت الجبسين فيما تقدم.

جعده: ديسقوريدوس في الثالثة: منه ما هو جبلي ويسمى بوثرن وهو الذي يستعمله الأطباء وهو ثمنش صغير أبيض دقيق طوله نحو من شبر وهو ملآن من بزر وعلى طرفه رأس صغير على الاستدارة ما هو شبيه بالشعرة البيضاء، وهو نبات ثقيل الرائحة مع شيء من طيب الرائحة ومنه صنف ثان وهو أعظم من هذا وأضعف رائحة. جالينوس في الثامنة: من ذاق طعم الجعدة وجد فيها مرارة وحدة يسيرة، ولذلك صارت تفتح سدد جميع الأعضاء الباطنة وتدر البول والطمث وما دامت طرية فهي تدمل الضربات الكبار وخاصة النوع الأكبر من أنواع الجعدة، وإذا جففت الجعدة شفت القروح الرديئة إذا نثرت عليها وأكثر ما تفعل ذلك الجعدة الصغيرة التي تستعمل في أخلاط الأدوية المعجونة لأن هذا النوع منها ما فيه مرارة الطعم والحدة أكثر في النوع الأكبر حتى أنه قد صار في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المجففة وفي الدرجة الثانية نحو آخرها من درجات الأشياء المسخنة. ديسقوريدوس: وقوة طبيخ الصنفين إذا شربا نفعا من نهش الهوام والاستسقاء واليرقان، وإذا شرب بالخل نفع من ورم الطحال وهو يصدع ويضر بالمعدة ويسهل الطبيعة ويدر الطمث وإذا افترش أو دخن به طرد الهوام وإذا تضمد به ألزق الجراحات. الرازي: الجعدة جيدة من الحميات المزمنة نافعة من لدغ العقارب. حبيش: الجعدة تخرج الحيات من البطن وتبرىء الحميات الطويلة التي من المرة السوداء والبلغم. الإسرائيلي: طبيخ الجعدة يخرج حب القرع من البطن. سفيان الأندلسي: الجعدة تحلل الرياح من جميع الأعضاء وتنفع من وجع الجنبين. غيره: تذكي الذهن وتنفع من النسيان واليرقان الأسود. الرازي في كتاب أبدال الأدوية: وبدل الجعدة في إخراج الدود وإنزال الحيض والبول قشور عيدان الرمان الرطب وثلثا وزنه قشور عيدان السليخة.

جعفيل: هو الدواء المسمى باليونانية أورنفحي وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها واو فتأمله هناك.

جعدة القثاء: وهي كزبرة البئر بدمشق وما والاها.

جفت افريد: ابن هزاردار: معناه بالفارسية أي المخلوق زوجا. ابن سينا: هو شيء صنوبري الشكل يشبه اللوز في رأسه كالشوكتين وربما انشق وانفتح وهو يزيد في الباه جداً. لي: هذا الدواء يعرف اليوم بالشام والمشرق أيضاً عند العامة والخاصة جميعهم يخصي الثعلب وإياه يستعمل أطباء العصر بالبلاد المذكورة اليوم مكان خصي الثعلب وخصي الثعلب في الحقيقة غيره. الشريف: هو نبات مستأنف كونه في كل عام طوله نحو من شبر واشف منه له ساق معقدة عليها قضبان كثيرة دقاق وورق أدق من ورق الحمص متراصف يتلو بعضه بعضاً وله على طرف الساق غلف صنوبرية الشكل ثلاثة أو أربعة في طرف الساق كالهليلج الأصفر في أطرافها كالشعب، وفي داخل كل ثمر منها ثلاثة حجب على الطول فيها بزر يشبه الحلبة عددها خمس حبات حار رطب، وقيل: هو حار في الثانية يابس في الأولى إذا طبخ منه مقدار أوقية مع لحم الحولى وأكله المستسقى وشرب ورقه سبعة أيام متوالية أذهب الاستسقاء وأذهب اللحمي أكثره وإذا ربب وهو غض بالسكر زاد في الباه.

جفري: أبو حنيفة: الجفري لغة في الكفري وهو الكافور وهو قشر الطلعة وسنذكره في حرف الكاف.

جفت البلوط: قال جالينوس: هو الغشاء المستبطن لقشر ثمرته أعني الذي تحت قشر البلوط ملفوفاً على نفس جرم البلوطة وقد ذكرته مع البلوط في حرف الباء.

جلنار: معناه بالفارسية ورد الرمان وهو الرمان الذكر وأجوده المصري. ديسقوريدوس في الأولى: بالوسطيرن وهو جلنار بري وهو أصناف كثيرة فمنه أبيض ومورّد وأحمر وخلقته مثل خلقة ورد الرمان وتستخرج عصارته كما تستخرج عصارة الهيوفاقسطيداس وهو قابض يصلح لكل ما يصلح له الهيوفاقسطيداس وورد الرمان جالينوس في السادسة: هو زهرة الرمان البري كما أن جنبذ الرمان زهرة الرمان البستاني وطعم الجلنار طعم قوي القبض وقوته قوة تجفف وتبرد وهو غليظ ولذلك إن نثرت منها شيئاً على موضع قد أنسحج أو على موضع فيه قرحة من القروح الآخر وجدته يحملها سريعاً وكذا أيضاً في مداواة من ينفث الدم ومن به قرحة في الأمعاء ومن يتحلب إلى بطنه أشياء تخرج بالإسهال والنساء اللواتي يتحلب إلى أرحامهن شيء يخرج بالنزف وليس من أحد إلا وهو يستعمل هذا الدواء من الأطباء الذين وضعوا الكتب في المداواة. الرازي: وقوة الجلنار في البرودة واليبوسة من الدرجة الثانية نافع من اجتلاب الأعراس شرباً. التجربتين: إذا هيىء طبخ بالخل وأضيف إليه المغرة ولطخ به حول الأورام منع انصباب المواد إليها، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من اللثة الدامية والجلنار يقطع الإسهال الصفراوي والذي يكون عن رطوبة في المعدة والأمعاء ويقطع انبعاث الدم، وإذا مدت به الأعضاء التي تنصب إليها المواد قواها وعصارته قوية في ذلك وقد يطبخ الجلنار في الماء حتى يغلظ الماء ويعقد والمأخوذ منه للإسهال ونزف الدم درهم ونصف ودرهمان ويتمادى عليه، غيره: ينفع من التهاب الجرب والشربة منه درهمان. بيادوق: وبدله وزنه من قشر الرمان.

جلبان: ابن جلجل: هو من القطاني المأكولة وله قضبان مربعة سباطية ينبسط على الأرض وله ورق حوالي القضبان إلى الطول منحنية على القضب وله نوار إلى الحمرة تخلفه مزاوة فيها حب مدور إلى البياض وليس بصحيح التدوير حلو ويؤكل نيئاً في الربيع ثم يجف ويطبخ وهو حب كثير الرياح. الفلاحة: إذا حمل من خارج شد وقوى ونفع الشدخ والوثي لا سيما إن عجن ببعض المياه القابضة، وإذا شرب طبيخه بعسل أحمر الأخلاط الرديئة من الأمعاء ويدر الطمث ويحلل ويلين فصول الصدر، وإذا اعتلفته البقر نفعها منفعة الكرسنة، وإذا بخر به الدار جلب إليه النمل. الرازي: بارد يابس قليل الغذاء رديء الدم مولد للسوداء مضر بالعصب. الغافقي: ومن الجلبان صنف كبير لا يؤكل إلا مطبوخاً ويسمى البسلة ومنه بري له ورق أكبر من ورق الجلبان البستاني تميل خضرتها إلى البياض وقضبانه خارجة من نفس ورقه، وكان ورقه ملصوقة عن جانبي القضبان متوازية وفي طرف كل ورقة ثلاثة خيوط ملتفة كخيوط الكرم إلا أنها أرق تلتف بما قرب منها من النبات وإذا أكل ولد اللبن. التميمي: رديء الكيموس يولد دماً غليظاً ورياحاً نافخة وهو من أغذية الأكرة والفلاحين.

جلبهنك: أوله جيم مفتوحة بعدها لام ساكنة ثم باء بواحدة مفتوحة بعدها لام ساكنة ثم باء بواحدة مفتوحة وهاء ساكنة بعدها نون مفتوحة ثم كاف. ديسقوريدوس في الرابعة: شيسامويداس الكبير وتأويله الشبيه بالسمسم، وهو الذي يسميه الذين يطيقون خريقا لأنه يخلط للإسهال بالخربق الأبيض، وهذا النبات هو من المستأنف كونه في كل سنة ويشبه النبات المسمى أريفازن أو السذاب، وله ورق طويل وزهر أبيض وأصل دقيق لا ينتفع به وبزر شبيه بالسمسم مر الطعم. جالينوس في الثامنة: هذا شبيه بالخربق في جلائه وإسخانه وتجفيفه وفي سائر قوته أيضاً قريب من الخربق. ديسقوريدوس: وهذا البزر إذا أخذ منه ما يحمله ثلاثة أصابع مع أوتولولس ونصف من خربق أبيض مع الشراب المسمى مالقراطن قيأ بلغماً ومرة، وأما سيسامويداس الصغير فهو نبات له قضبان طولها نحو من شبر وورق يشبه ورق النبات الذي يقال له قورونوس إلا أنه أخشن منه وأصغر، وفي أطراف القضبان رؤوس لونها إلى لون الفرفير وسطها أبيض فيها بزر شبيه بالسمسم لونه أحمر في لون الياقوت وله أصل دقيق. جالينوس: بزر هذا النبات في طعمه شيء من الحدة وهو شديد المرارة فهو لذلك يسخن ويفجر الجراحات ويجلو أبداً. ديسقوريدوس: وإذا أخذ من بزر هذا النبات مدقوقاً دقاً ناعماً نصف أكسوثافن وشرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن أسهل بلغماً ومرة، وإذا تضمد به مع الماء بدد الخراجات والأورام البلغمية وينبت في أماكن خشنة. أبو جريج: هو صنفان أحمر وأصفر وهو بزر شبيه بالسمسم وهو حار يقيىء بقوة شديدة. ابن سينا: هو صنفان أحمر وأصفر يقرب فعله من فعل الخربق، ولكن الجيد منه هو الهندي، وقد كان بعضهم يسقي المفلوج منه إلى وزن درهم فيعافى وهو يقيء وربما قتل بقوة القيء وهو يسهل والشربة منه نصف درهم والدرهم منه خطر وفيه سمية. الرازي في الأغذية: قد يحدث عن أكل السمك الذي يكون مأواه الآجام التي ينبت فيها الجلبهنك قيء عنيف مفرط وربما قتل.

جلود: جالينوس في العاشرة: جلد الكبش إن أخذ من ساعته حين يسلخ فيوضع على مكان الضرب ممن يجلد نفعه أكثر من كل شيء حتى أنه يبرىء الضرب فيِ يوم وليلة لأنه ينضج ويحلل مواضع الضرب الممتلئة دماً، والجلود العتيقة التي تسقط من نعال الخفاف إذا أحرقت نفعت من السحج العارض للرجل من الخف وكان لها في ذلك ضرب من المضادة لهذا السحج بالطبع، ولكنه إن كان مع السحج ورم لم ينفعه فإذا سكن ورمها نفعها أسفل الخف إذا أحرق، وهذا الرماد يشفي أيضاً الجراحات الحادثة من حرق النار والسحج أيضاً الكائن في الفخذين. ديسقوريدوس في الثانية: القنفذ البري إذا أحرق جلده وخلط بزفت ولطخ على داء الثعلب وافقه واقر قمقس وهو حيوان بحري صغير إذا أحرق جلده وخلط رماده بزفت رطب أو شحم غير عتيق أو دهن الأقحوان ودهن على داء الثعلب أنبت فيه الشعر. ابن سينا: خيرها جلود الراضع لرطوبتها وغذاؤها قليل لزج وتقارب في أحوالها الأكارع ونحاتة جلد الماعز إذا جعلت على سيلان الدم حبسته وجلد الأفعى محرقاً طلاء على داء الثعلب وجلد فرس الماء إذا وضع على البثر برده وجلد الشاة ساعة يسلخ صالح للقروح الخبيثة والحكة والجرب والجلدة الداخلة في حواصل الطير وقوانصها لا سيما الذيول إذا جففت وسحقت وشربت بطلاء نفعت من وجع المعدة وقيل إن سلخ الماعز حار إذا وضع على نهش الأفعى جذب السم. غيره: وجلد الفيل فيما يقال إذا علقت منه قطعة على من به حمى باردة سكنت عنه وجلد القرد إذا علق على شجرة مثمرة خيف عليها من البرد صرف اللّه عنها ذلك بإذن الله وجلد الحية إن جعل في نبات لم يسوس وجلد فرس الماء إذا أحرق وخلط بدقيق كرسنة وطلي به السرطان فسأه في ثلاثة أيام وأبرأه، وقيل: إن جلد ابن آوى إذا علق على من عضه الكلب الكلب لم يخف الماء. الفلاحة الرومية: إن أحرق جلد الحية وسحق وسقي منه درهم لمن عضه الكلب الكلب انتفع به.

جلنسرين: في الغافقي: نوع من النسرين كثير له شوك كشوك العليق ويعرف عندنا بالورد الذكر. المنهاج: حار يابس شمه ينفع الدماغ البارد وضماده ينفع الكبد والمعدة الباردتين.

جلجلان: أبو حنيفة: هو السمسم وهما عربيان وهما صنفان أبيض وأسود وهو بالسراة واليمن كثير وتسمي العرب دهنه السليط، وسيأتي ذكره في السين.

جلجلان الحبشة: سليمان بن حسان: هو بزر الخشخاش الأسود.

جلجلان مصري: هو البشنين وقد ذكرته في الباء.

جلوز: هو البندق وقد ذكرته في الباء.

جل: هو الورد بالفارسية وسيأتي ذكره في الواو.

جلنجبين: الرازي: سهو الورد مربى بالعسل أو بالسكر.

جليف: الغافقي: هو البزر المعروف بعجمية الأندلس بالشست ويسمونه الزوان أيضاً.

قال أبو حنيفة: هو نبت شبيه بالزرع فيه غبرة في لونه وفي رؤوسه شنفة كالبلوط مملوءاً حباً كحب الأدر ومنابته السهول.

جلهم: قيل: هو العوسج الأسود أسود العود والثمرة وورقه شبيه بورق الآس الجبلي، وله زهرة صغيرة تضرب إلى الصفرة وسيأتي ذكر العوسج في حرف العين.

جلنجونه: هو صعتر الفرس وهو الفوتنج البري ويسمى باليونانية علجن ويعرف بالفلاية، وسأذكر الفوتنج بأنواعه في حرف الفاء.

جلجمانا: هو الخيار المأكول من الحاوي، وسنذكره في الخاء.

جميز: ديسقوريدوس في الأولى: يسمى هذا باليونانية سمقوموري، ومن الناس من يسميه أيضاً سوفاسنس ومعناه التين الأحمق، وإنما سمي بهذا الاسم لأنه ضعيف الطعم وهي شجرة شبيهة بشجرة التين لها لبن كثير جداً وورقها شبيه بورق التوت وتثمر ثلاث مرات وأربعاً في السنة وليس يخرج ثمرها من فروع الأغصان كما تخرجه شجرة التين بل هو من سوقها وثمرها شبيه بالتين البري وهو أحلى من التين الفج وليس فيه بزر في عظم بزر التين وليس ينضج دون أن يشرط بمخلب من حديد وينبت كثيراً في البلاد التي يقال لها وادنا، والمواضع التي يقال لها رودس في الأماكن الكثيره الحنطة وقد ينتفع بثمره في سني الجدب لوجوده في كل وقت وهو مسهل للبطن قليل الغذاء رديء للمعدة، وقد يستخرج في أيام الربيع من هذه الشجرة لبن قبل أن تثمر بأن يرض من قشرها الخارج بحجر فإنه إن يجاوز الرض القشر الخارج إلى داخل لم يخرج منه شيء، وقد يجمع اللبن باسفنجة أو بصوف ثم يجفف ويقرص ويخزن في إناء من خزف وقوته ملينة ملزقة للجراحات محللة للأورام العسرة التحليل، وقد يشرب ويتمسح به لنهش الهرام وجسا الطحال ووجع المعدة والاقشعرار وقد يسرع إليها التآكل، وقد ينبت بالجزيرة التي يقال لها قبرس شجرة وهي صنف من أصناف هذه الشجرة التي يقال لها: فالاطا وورقها شبيه بورق الجميز وعظم ثمرها كعظم الإجاص وهو أحلى منه وهو شبيه بورق الجميز في سائر الأشياء. التميمي في المرشد: فأما بفلسطين وما حولها من الساحل فإن الجميز ثم يثمر نوعين من الثمرة فمنه شيء صغير جداً في مقدار البندق رقيق القشر شديد الحلاوة كثير الماء جداً يسمونه البلمى وهو مورد اللون وليس يحتاج إلى أن يختن ولا يقوّر بل ينضج ويطيب ويحلو من ذاته ومنه يتخذ لعوق الجميز بالشام وثم جنس آخر بأرض غزة وما حولها مقدار ثمرته دون صغار المصري مثل ضعف ثمرة البلمى وهو أشد حمرة وتوريداً من البلمى وأشد حلاوة وأقل ماء وليس له غلظ المصري وجشاؤه ولائقاً في المعدة وذلك أن الشامي أفضل غذاء من المصري وأحلى طعماً وأسرع انهضاماً. الإسرائيلي: وأما أهل مصر فإنهم يشربون عقيبه الماء البارد ويزعمون أن الماء البارد يعومه في المعدة ويخفف ثقله عليها، وإذا طبخت ثمرة هذه الشجرة وكررت في ذلك الماء مرات وينزع كل مرة ويصير في الماء بدلها شيء طري حتى يظهر طعمها وقوتها في الماء ثم طبخ ذلك الماء بسكر طبرزد نفع لمن كان محروراً وبعسل لمن كان بلغمياً كان نافعاً من السعال المتقادم والنوازل المنحدرة من الرأس إلى الصدر والرئة. الشريف: هو حار يابس في الأولى وورقه إذا سحق وشرب منه وزن درهم على الريق نفع الإسهال الذي أعيا المعالجين مجرب. التميمي: لعوقه من الناس من يضيف إليه حين الطبخ شيئاً من الكثيراء ومثله من الصمغ العربي مسحوقين ويطبخ الجميع حتى يصير في ثخن العسل ويعطى منه نحو نصف أوقية فإنه نافع لما ذكر. جالينوس في أغذيته: في الجميز، وقد رأيت هذه الشجرة مع ثمرتها في إسكندرية وهي شجرة تحمل ثمرة شبيهة بالتين الصغار بيضاء، وليس فيه من الحمق والحرافة شيء وإنما فيه شيء يسير من الحلاوة وفي قوتها فضل رطوبة وبرودة تمثل ما في التوت والجميز أحرى بأن يوضع باستحقاق فيما بين طبيعة التوت والتين ومن ههنا أحسب أنه سمي باليونانية سوقومورا من قبل أنه شبيه بساقامورا وهو التين الذي لا طعم له والجميز في خروج ثمرته من شجرته مخالف أيضاً لسائر الشجر وذلك أن ثمرته لا تخرج من قضبانه وأغصانه كما يخرج سائر ثمار الأشجار بل إنما يخرج من نفس ساق الشجرة. لي: ا ه.

كلام الفاضل جالينوس في الجميز في كتابه في الأغذية حرفاً بحرف، ثم ترجم عند انتهائه إلى هذا الموضع على اللبخ فقال ما هذا نصه حرفاً بحرف في الباب الرابع والثلاثين: يذكر شجرة يقال لها برسيون هذه شجرة رأيتها أيضاً في الإسكندرية وهي واحدة من الأشجار العظيمة، ويحكى عنها أنها تبلغ من رداءة ثمرها في بلاد الفرس أنها تقتل من يأكلها إلا أن هذه الشجرة منذ نقلت وحملت إلى مصر صارت ثمرتها تؤكل بمنزلة ما يؤكل الكمثري والتفاح، وانتهى كلامه في اللبخ ومقدار عظم هذه الشجرة شبيه بمقدار عظم شجرة الكمثري والتفاح. قال المؤلف: وإنما نقلت في هذا الموضع كلام جالينوس في اللبخ وليس هو بابه، بل كل في حرف لأن عالمين مشهورين وهما فيه وفي الجميز وهماً فاحشاً وتقولا على جالينوس ما لم قط، وقد أورد ذلك كلام جالينوس فيهما منقولاً عنه بنصه مع أداء الأمانة في النقل حسب عادتي فيما أنقله في هذا الكتاب وغيره. إسحاق بن سليمان: قال الإسرائيلي في كتابه الموسوم بالأغذية بعد كلام قدمه في الجميز ما نصه: وحكى جالينوس عن قوم ذكروا أن هذه الشجرة كانت في الابتداء بفارس وكان فيها مرارة، وكان من أكلها يموت حتى أنهم أقاموها مقام السم القاتل من قرب، ثم أن قوماً نقلوها إلى الإسكندرية فخرج منها ثمرة يتغذى بها كما يتغذى بالتين والتفاح والكمثري، ثم أتبع هذا الكلام بكلام آخر في الجميز. قال المؤلف: فهذا الرجل وهم كما تراه على جالينوس وقال عنه ما لم يقل وإنما أتى عليه ذلك فيما أحسب في أنه نقل الكلام في الجميز من أغذية جالينوس من نسخة سقطت منها ترجمة الباب في اللبخ الذي أعقب به جالينوس كلامه في الجميز فاختلط عليه الكلام فأدخل اللبخ في الجميز إلا أني مع ذلك أعجب من كونه لم ينقل كلامه في اللبخ على ما هو عليه بل حرفه وزاد فيه ونقص على ما رأيت، فلو نقل من كتاب جالينوس نفسه لأورد كلامه في اللبخ على ما هو عليه، وهذا مقام حيرة لا أدري ما أقول فيه إلا أنه حرف فيه، وبدّل من قول جالينوس ما لم يقل في الجميز واللبخ معاً أما الجميز فكون جالينوس لم يقل قط أنه كان سماً وأما اللبخ فكونه لم يورد فيه كلام جالينوس على ما هو عليه وأعجب من وهم الإسرائيلي هذا كلام التميمي فإنه قال في كتابه الموسوم بالمرشد لقوى الأدوية والأغذية في الجميز ما نصه، وحكى جالينوس عن قوم ذكروا أن هذه الشجرة كانت بفارس في الابتداء ثم أورد كتاب الإسرائيلي بنصه حرفاً بحرف ولم ينسبه إليه بل أورده في صيغة أنه كلامه فزل بذلك الإسرائيلي ووثق بغير موثوق به ونسب لنفسه كلامه المحرف عن جالينوس فشاركه في الغلط وزاد عليه بنسبة كلامه الذي وهم فيه إليه.

?جمشت: الكندي في كتابه في الأحجار: هو حجر بنفسجي صبغه مركب من حمرة وردية وسماوية وهو حجر كانت العرب تستحسنه وتزين آلاتها ومعدنه من قرية تسمى الصفراء على مسيرة ثلاثة أيام من مدينة النبي عليه السلام أعظم ما يخرج منه عظم الرطن أو ما قرب من ذلك فيما يخبر به من يعالجه فأما نحن فلم نر منه شيئاً عظيماً وعلاجه في قطعه وعلاجه كعلاج الزمرد. غيره: من شرب في إناء منه لم يسكر بعد أن يكون الإناء عظيماً ولابسه يأمن النقرس ومن وضعه تحت وسادته أمن من أحلام السوء.

جسفرم: قيل معناه ريحان سليمان بالفارسية. ابن سينا: وقوته شبيهة بقوة الشيخ مع عنب الثعلب وهو مفتح مسكن للنفخ والرياح خاصة ويحلل الرخويات اللزجة في المعدة وينفخ معد الصبيان وهو نافع لرياح الأرحام.

جمار: أبو حنيفة: هو لب النخلة الذي يكون في قمتها وهو قلب النخل ويقال أيضاً قلبها بالصم. جالينوس: اليونان يسمون الجمار قلب النخلة يريدون بذلك الجزء الأعلى. ديسقوريدوس: والجمار إذا أكل وطبخ عمل ما يعمل الكفري. ابن ماسويه: قوته في البرودة من آخر الدرجة الأولى وفي اليبوسة من وسطها يعقل الطبيعة نافع من المرة الصفراء والحرارة والدم الحريف الحاد بطيء في المعدة يغذو البدن غذاء يسيراً، وإن أكثر منه فليشرب بعده العسل المطبوخ. الدمشقي: الجمار يختم القروح وينفع من نفث الدم واختلاف الأغراس واستطلاق البطن. إسحاق بن عمران: ملائم لمن به القيء الصفراوي. الرازي: في دفع مضار الأغذية: الجمار يسكن ثائرة الدم ويدفع ما يتولد عنه في المعدة من النفخ وبطء النزول بالزنجبيل المربى وجميع الجوارشنات الحارة. ابن سينا: ينفع من خشونة الحلق وهو للسع الزنبور ضماد.

جمجم: هي عروق فيها مشابهة في شكلها ومقدارها بعروق الجزر البري الذي يسميه أهل الشام بالشقاقل في طعمها حرافة بيسير مرارة وحلاوة أيضاً وليس جزء لعرق منه شحمياً بل هو كله شحمي، وهذه العروق تجلب من الصين إلى بخار أو سمرقند ومنها يحمل إلى العراق وإلى سائر البلدان. أخبرني بذلك الشيخ الثقة الأمين عبد اللطيف الحراني سلمه اللّه، ومنها ما يشبه في خلقته أيضاً عروق الزنجبيل والقول فيها مستفاض أنها تنفع من الربو وضيق النفس مجرب ويؤخذ منه مقدار نصف درهم، ومن الأطباء من يذكر أنه البهمن الأبيض وليس ببعيد من قوة الأبيض من البهمن، وقد ذكر أنها تسمن وتزيد في الباه أيضاً مجرب.

جمهوري: بعض أطبائنا: هو ما بقي نصفه من عصير العنب بعد طبخه والمثلث ما بقي ثلثه والميبختج ما بقي ربعه.

جمل: ابن ماسويه في كتاب إصلاح الأطعمة: ولآكل الجزر أن يأكل منها ما كان فتياً والأعرابي ولا يتعرض للبختي وليتخير الأحمر والأشقر في شبابه الراعي ولا يتعرض لغير ذلك من المعلوفة والمحبوسة ويأكلها مقلية يابسة بالزيت الركابي والفلفل والكراوية اليابسة والكمون ويطبخه بالماء والملح ويأكله برغوة الخردل ويشرب بعده وبعد كل طعام غليظ الشراب العتيق الصافي. ابن أبي الأشعث في كتاب الحيوان: لحم الجمل في طبعه أن يزيد في شهوة الجماع وأن ينفع من رداءة الإنعاظ وذلك لما له من غلظه، لأن الروح المتولد عنه في العروق الضوارب وغير الضوارب لا ينفش بسرعة فيثبت بهذا السبب الانعاظ بعد الإنزال. الرازي في الحاوي: لحم الجزور يولد دماً سوداوياً عسر الهضم ويعين على هضمه التعب قبل أكله والاغتسال بعد التعب وبتحرك بعده بحركة يسيرة ليستقر في قرار معدته ثم ينام على شقه الأيسر ليسخن بالنوم عليه، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: لحوم الجزور مسخنة ملهبة مع غلظ كثير ويصلح أن يتخذ منه من تعتريه الرياح والأمراض الباردة في آخرها كحمى الربع ووجع الورك وعرق النسا إذا كانت مزمنة، وليأخذ من غير أن يصنع بخل فأما غيرهم فليصلحه بالخل والمري فإن الخل يكسر حرارته ويلطفه والمري أيضاً يلطفه ويهريه ويسرع إخراجه ومن اضطر إلى إدمانه فليتعاهد الأدوية الملطفة التي لا تسخن والخل أحدها والكبر المخلل والاشترغاز المخلل ويستعمل أيضاً في بعض الأوقات إذا لم يكن البدن حامياً الزنجبيل المربى. ابن سينا: حرافة لحمه تنفع القوباء طلاء. الشريف: ورئة الجمل دواء للكلف مجرب إذا ضمدت به حارة والإدمان على أكل رئته يعمي البصر ومخ ساق الجمل إذا أخذته المرأة بقطنة أو صوفة احتملته بعد الطهر ثلاثة أيام ثم جومعت أعانها على الحبل وبعره إذا جفف وسحق ونفخ في الأنف قطع الرعاف، وإذا شرب مع أدوية الصرع نفع منه وتبطل الثآليل بخوراً وضماداً، وإذا ضمد به رطباً حلل الخنازير والبثور وبوله ينفع من أورام الكبد ويزيد في الباه شرباً. ابن سينا: هو شديد النفع من الخشم يفتح سدد المصفاة بقوة شديدة، وزعم بعضهم أن السكران إن شرب بول جمل أفاق من ساعته وهو نافع من الاستسقاء وصلابة الطحال لا سيما مع لبن اللقاح. خواص ابن زهر: إن الجمل إذا وقع بصره على سهيل مات لوقته وإذا هاج الجمل وقطر في أنفه عصير الفوتنج الرطب سكن هيجانه ووبر الجمل للقطرانية التي فيه هو أشد حراً من الصوف وهو خفيف شديد التيبس، وإذا أحرق وذر على الدم السائل والرعاف قطعه وقراده إذا ربط في كم العاشق زال عشقه.

جنطيانا: إسحاق بن عمران: هو صنفان صنف هو شجرة تنبت في الجبال وفي المواضع الباردة الندية المثلجة وهو الرومي والصنف الآخر هو الجزمعاني وهو أشبه بحماض البقر وعرقه أسود وفيه شيء من مرارة وينبت في المواضع الندية. الغافقي: الجنطيانا التي ذكرها ديسقوريدوس هي الصنف الثاني من هذين الصنفين والأول هو الذي في جبل شكو وفي جهة منه منبسطة وهو أصل شجرة ذات أغصان وورق دقاق وأصلها شديد المرارة وهي أشد مرارة من الصنف الآخر وأقوى فعلاً، ويقال: إن هذا الصنف هي الجنطيانا الفارسي وهو الذي يسمى بالفارسية كوشاد، ويسميه الروم سليسقان، ويسمى بعجمية الأندلس بشلشكة، وأما ابن واقد، فزعم أن البشلشكة هي الجنطيانا التي ذكرها ديسقوريدوس وأخطأ في ذلك. ديسقوريدوس في الثالثة: جنطيان يقال أن أول من عرف هذا الدواء جنطيس ملك الأمة التي يقال لها الورتون وإن اسم الدواء اشتق من اسم هذا الملك وهو نبات له ورق فيما يلي أصله يشبه ورق الجوز أو ورق لسان الحمل ولونه إلى حمرة الدم، والذي يلي الوسط والطرف من الورق مشرف تشريفاً يسيراً وخاصة فيما يلي الطرف وله ساق جوفاء ملساء في غلظ الأصبع طولها ذراعان ذات عقد والورق متباعد عنها بعضه من بعض بعداً كثيراً وله ثمر في أقماع عريض خفيف مثل ثمر النبات الذي يقال له سفندوليون، وله أصل طويل عريض شبيه بالزراوند مر غليظ وينبت في رؤوس الجبال الشامخة وفي الأفياء وفي المواضع التي فيها المياه. جالينوس في السادسة: أصل هذا النبات قوته بليغة في المواضع التي يحتاج فيها إلى التلطيف والتنقية والجلاء ويفتح السدد، وليس هذا منه بعجب أن يفعل هذه الأفعال إذا كان في غاية المرارة.

ديسقوريدوس: وقوة أصله قابضة مسخنة إذا سقي منها مقدار درخمي مع فلفل وسذاب وشراب نفع من نهش الهوام، وإذا شرب من عصارته مقدار درخمي بماء وافق من به وجع الجنب والسقطة ووهن العضل وأطرافها والتواء العصب ووجع الكبد والمعدة، وإذا احتمل في فرزجة من الأصل أخرج الجنين وإذا وضع على الجراحات مثل الحضض كان نافعاً لها ويبرىء القروح المتآكلة وعصارته أبلغ في ذلك وقد يهيأ منه لطوخ للعين الوارمة ورماً حاداً وقد يقع في أخلاط الشيافات الحارة مكان عصارة الخشخاش الأسود والأصل يجلو البهق، وقد تستخرج عصارته بأن ترض وينقع في الماء خمسة أيام، ثم يطبخ في ذلك الماء إلى أن تظهر الأصول وينحسر عنها الماء فإذا انحسر عنها تركت حتى تبرد، فإذا برد صفي بخرقة وطبخ إلى أن يصير مثل العسل ويخزن في إناء خزف. مسيح بن الحكم: قوته الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة: الرازي: هي جيدة للدغ العقارب والكبد الباردة المسددة وللطحال الغليظ. حبيش: هي من كبار الأدوية التي تقع في الترياق والأدوية الكبار المعجونة لدفع السم وتقويته للأدوية وخاصته النفع من عضة الكلب الكلب ومقاومة السموم القاتلة المشروبة ونهش الأفاعي والحيات والعقارب والسباع ذات السموم والكلبة منها. ماسرحويه: يدر البول وينزل الحيضة إذا شرب منه مدقوقاً قدر نصف مثقال معجوناً بعسل ويشرب بالماء الفاتر ويدق ويوضع على موضع اللسعة أيضاً فينتفع به. الرازي: وبدله في إذابة الورم الصلب في الكبد والطحال وزنه ونصف وزنه من الأسارون ونصف وزنه من قشور الكبر. وقال إسحاق بن عمران: بدله وزنه من الأسارون.

جندباستر: ديسقوريدوس في الثالثة: فاسطر وهو حيوان يصلح أن يحيا في الماء وخارجه وأكثره يكون في الماء ويغتذي فيه بالسمك والسراطين وخصاه هو الجندبادستر، ويصلح هذا الحيوان أن يكون في البر والبحر، وأكثر ما يكون هذا في النهر مع الحيتان والتماسيح وخصاه تنفع من نهش الهوام وتهيج العطاس وتصلح لأشياء كثيرة، وإذا شرب منه مثقالان مع فوتنج بري أدر الطمث وأخرج الجنين والمشيمة وقد يشرب بالخل للنفخ والمغص والفواق والأدوية القتالة وخاصة الدواء المسمى أكسيا، وإذا خلط بدهن ورد وخل ومسح به الرأس أو أشم أنف من به لينرغس أو أي سبات كان نافعاً منه وإذا بخر به فعل ذلك وإذا شرب أو تمسح به وافق الارتعاش والوجع المسمى أصقصموس وهو التشنج وجميع أوجاع الأعصاب، وبالجملة قوته مسخنة واختر منه أبداً المزدوجة التي مخرجها من أصل واحد فإنه محال أن تؤخذ المعمولة من مثاني مزدوجة في حجاب واحد والتي في داخلها شبيه الدم كريه الرائحة زهم حار لذاع هين الانعزال منقسم بحجب كثيرة طبيعية، وقد يغشونه باشق يأخذونه أو صمغاً معجوناً بدم وجندبادستر ويصيرونه في مثانات ويجففونه وباطل ما يقال فيه أن هذا الحيوان إذا طرد وطلب يقلع خصاه أو يطرحها لأنه محال أن يصل إليها لأنها لاصقة مثل خصي الخنزير وينبغي أن يشق الجلد الذي على الخصي، وأن يخرج الخصي مع الحجاب الذي يحوي رطوبة شبيهة بالعسل ويجفف ويسقى منها. جالينوس في الحادية عشرة: هو دواء محمود يقع في أشياء كثيرة وهو دواء يسخن ويجفف وهو لطيف لطافة بليغة فهو لذلك أقوى من الأدوية والأجزاء التي تسخن وتجفف وينفع من أمراض العصب والتشنج والرعشة والفواق الحادث عن رطوبة والامتلاء فإن أنت داويت به بدناً رطباً يحتاج إلى التجفيف أو بدناً بارداً يحتاج إلى يبوسة وحرارة بينت له منفعة عظيمة وليس يتبين له مضرة أصلاً في شيء من الأعضاء ولا سيما إذا كان الإنسان غير محموم أو كانت له حمة فاترة كالحمى التي تكون مع السبات وعلة النسيان وقد سقيت كثيراً من هؤلاء من الجندبادستر مع الفلفل الأبيض من كل واحد منهما مقدار ملعقة بماء العسل ولم ينل واحداً منهم مضرة، وإذا احتبس طمث المرأة فبعد أن يستفرغ بدنها من كعبها استفراغاً معتدلاً أسقيتها الجندباسترد مع فوتنج بري أو نهري فإنه يدر الطمث من غير أن يضر المرأة شيئاً من المضار ويشرب بماء العسل، وأما من كانت به نفخة عسرة التحلل ومغص أو فواق من أخلاط باردة غليظة أو ريح غليظة فهو ينتفع به إذا شربه مع خل ممزوج وجميع الوجوه والعلل التي ينتفع بها إذا شرب فينتفع فيها بأعيانها إذا وضع من خارج على الجلد مع زيت عتيق أو مع الزيت المسمى سقراوينون فأما من كان بدنه محتاجاً إلى حرارة كثيرة فينبغي أن يدلك بدنه، وقد ينفع أيضاً إذا وضع على الفحم حتى يرتفع بخوره واستنشقه الإنسان وخاصة في جميع العلل الباردة الرطبة التي تحدث في الرئة والدماغ، فأما في علل النسيان والسبات الكائنة مع حمى فيخلط بدهن ورد يوضع على الرأس والعنق. الطبري: ويسخن الأعضاء الباردة وينفع إذا شرب منه قدر الحمصة من نتوء الرحم وبرد فمها ومن عض السباع، وإذا سحق بالزيت ووضع على الرأس نفع الصداع الذي سببه من البرد والريح الغليظة وإن اكتحل به بعد أن يدق ويسحق وينخل جلا البصر وزعم أناس أنه إن أخذت قطعة من جلده ووضعت تحت الرجل نفعت من النقرس. ماسرحويه: يسخن كل بلة وامتلاء في الجسد إذا تمرخ به أو شرب منه وينفع الرياح الباردة في الأرحام إذا احتمل بصوفة ومن لدغ العقارب إذا طلي به على موضع اللذعة. مسيح بن الحكم: حرارته ويبوسته في الدرجة الثالثة ويضمر الطحال الجاسي ويغزر البول شرباً ويقطع غلظ الكيموسات ويفتح السدد التي في الأعضاء الباطنة. ابن سينا: ينفع الصمم البارد ولا شيء أنفع للريح في الأذن منه يؤخذ منه عدسة تداف بدهن الناردين وتقطر فيها وهو درياق لخناق الخربق. سفيان الأندلسي: إذا طلي به الرأس مدافاً بأحد الأدهان نفع المصروعين، وإذا طلي داخل المنخرين نفع من تشنج الصبيان المسمى بأم الصبيان، وإذا حل في الأدهان النافعة من الخدر واسترخاء الأعضاء والفالج والنقرس البارد نفع من هذه العلل منفعة عظيمة وإذا شرب كان ترياقاً للسموم الباردة كلها حيوانية ونباتية ولا سيما الأفيون وهو يلطف الأخلاط ويهيئها  لفعل الدواء إذا تقدم بأخذه قبله والمشروب منه مفرداً من ربع درهم إلى نحوه وإذا خالط أدوية الإسهال المخدرة المغلظة للمواد قطع الإسهال معها ومنع من غائلتها وهو دواء جيد لجميع المبرودين مسخن أبدانهم ويلطف أخلاطهم ويحلل أوجاعهم ويلطف رياحهم الغليظة ويذهب البلغم حيث كان ويفش الرياح والأبخرة الغليظة المولدة للمالنخوليا المعوية، وينفع من الفوتنج البارد البلغمي والريحي شرباً وطلاء ومحتقناً به ينفع من الخفقان المتولد عن أسباب باردة. البصري: هو حيوان هيئته كهيئة الكلب الصغير وجلده مسخن ميبس غليظ الشعر يصلح لباسه للمشايخ والمبرودين ولحمه نافع للمفلوجين وأصحاب الرطوبات والدليل على ذلك حرارة خصيتيه. البصري في كتاب السمائم: إذا شرب الإنسان من الجندبادستر الذي هو إلى السواد وزن درهم بعد يوم وإن شربت منه امرأة بها وجع الرحم وزن قيراط نفعها. الرازي: يعرض لمن أكثر من الجندبادستر وأخذ منه شيئاً رديئاً أعراض السرسام الحار وربما قتل سريعاً. ابن الجزار في كتاب السمائم: الجندبادستر الأسود مهلك ويعرض لمن شرب منه وزن درهم غم على القلب وجفاف الغمر وبثر في اللسان فإنه إن لم يتدارك بالعلاج هلك من يومه. غيره: ومداواة من سقي منه فأضر به الشبث والفوتنج والسبستان والعسل ثم يعطى حماض الأترج فإنه باد زهره أو يعطى من ربوب الفواكه الحامضة أو خل أو لبن الأتن. قال بعض الأطباء: وبدله إذا عدم وزنه من المسك. وقال غيره: قوة المسك وقوة الجندبادستر في التدقيق والتلطيف قوة واحدة أو متقاربة وكل واحد منهما يصلح بدلاً من الآخر فيهما وأما في الطيب فليس يصح الجندبادستر بدلاً من المسك لأن قوته فيه مضادة لقوته. ابن ماسويه: يقوم مقامه الفلفل ونصف وزنه أو مثله بالسوية وكذا الفلفل نصف وزنه وج.

جنجيديون: ديسقوريدوس في الثانية: قد بنيت كثيراً في البلاد التي يقال لها قليقيا وببلاد الشام وهو نبات شبيه بالجزر البري إلا أنه أدق منه وأشد مرارة وله أصل لونه إلى البياض ما هو مر الطعم. جالينوس في 6: كما أن طعم هذا الدواء فيه مرارة وقبض معاً كذا الأمر في مزاجه أن فيه حرارة وبرودة معاً وهو أيضاً بالطعمين كلاهما يجفف وينفع المعدة لأن فيه من القبض أمراً ليس باليسير وليس فيه من الحرارة مقدار كثير يتبين وأما تجفيفه ففي الدرجة 2: د وقد يؤكل مطبوخاً وغير مطبوخ ويعمل بالماء والملح أيضاً ويؤكل وهو جيد للمعدة مدر للبول وإن مقرباً لخل فعل مثل ذلك. لي: زعم أصطفن بن بسيل أن جنجيديون هذا هو الشاهترج ولم يكن في هذا القول مصيباً لأن جنجيديون وقفت عليه ببلاد أبطاليا وشاهدت نباته بها غير مرة وتحققته وهو من أنواع الجزر: وأما الشاهترج الحقيقي فهو غيره، وسيأتي ذكره والقول عليه في حرف الشين المعجمة.

جنجل: البالسي: أكثر ما يوجد بدمشق وهو حار رطب في الدرجة الأولى يلين الطبيعة ويوافق المحرورين ويولد دماً يسيراً محموداً.

جني: أبو العباس النباتي: الجني الأحمر هو ثمرة. القطلب وهو معروف وهو المسمى بالقيروان بالشماري بضم الشين المعجمة عند العربان ببرقة وبالقيقبان عند أهل القدس وبعضهم يقول القيقب إلا أن صفة ورقه عندهم إلى التدوير ما هي وعيدانه سبط بخلاف ما هي عندنا وكثيراً ما تستعمله الخراطون في الأدوات وثمره صغير وليس بالخشن كالذي عندنا وهو أشد حلاوة من الذي عندنا بالأندلس ومع ذلك فيه يسير مرارة وصحت التجربة عندهم فيه أنه يسقط الثآليل من الأرحام شرباً وضماداً.

جنبد الرمان: هو زهر الرمان البستاني وفي كتاب المعامر هو عقد الرمان ويطلع في آخر الربيع.

جنجر: بضم الجيم الأولى والثانية وإسكان النون ثم راء مهملة اسم للنبات المسمى عصا الراعي بمدينة تونس وما والاها من أعمال أفريقية، وسأذكر عصا الراعي في حرف العين.

جتنوريه: اسم بعجمية الأندلس للقنطوريون الدقيق، وقيل: إنما سميت جتنوريه منسوبة إلى جتنورس الحكيم لأنه يقال أنه أول من عرفها ببلاد الأندلس وأظهر أمرها، وسنذكر القنطوريون الدقيق والغليظ في حرف القاف.

جنار: وهو الضار أيضاً وهو شجر الدلب وسأذكره في الدال.

جناح البيش: هو الحرشف وسنذكره في حرف الحاء، والجناح مطلقاً عند عامة الأندلس هو الراسن، وسيأتي ذكره في حرف الراء.

جوز: جالينوس في السابعة: هذه شجرة أيضاً في ورقها وأطرافها شيء من القبض وهو في القشر الخارج من قشور الجوز إذا كان طرياً أبين ولذلك صار الصباغون يستعملون هذا القشر، وأما نحن فإنا نعتصر هذا القشر ما دام طرياً كما يعصر التوت وثمرة العليق وتطبخ عصارته مع العسل فيتخذ منها دواء نافع جداً من الأدواء الحادثة في الفم وفي الحنجرة، وينفع أيضاً لجميع الأدواء التي تنفع فيها تلك العصارات التي ذكرتها، وأما الجوز نفسه فالذي يؤكل منه هو دهني لطيف فهو بهذا السبب تسرع إليه الإستحالة إلى المرارة وخاصة ما عتق منه يكون هذا حاله وقد يمكن أن يخرج الإنسان منه دهنه إذا عتق وفي ذلك الوقت ينفع الغرب وهو الناصور الذي يكون في مآقي العين وقوم آخرون يستعملونه أيضاً في الجراحات الواقعة في العصب، فأما الجوز الطري الذي لم يستحكم بعد ولم يجف فالحال فيه مثل الحال في سائر الأشياء الطرية كلها مملوءة رطوبة إنما نضجت نصف نضجها وقشر الجوز اليابس إذا أحرق صار دواء لطيفاً يجفف من غير أن يلذع. ديسقوريدوس في الأولى: إذا أكل فإنه عسر الهضم رديء للمعدة مولد للمرار الأصفر مصدع ضار لمن به سعال وإذا أكل على الريق هون القيء وإذا أخذ مع التين اليابس والسذاب قبل أن تؤخذ الأدوية القتالة كان بادزهر لها وإن أخذ أيضاً بعد أن تؤخذ فعل ذلك وإن أكثر من أكله أخرج حب القرع ويخلط به شيء يسير من عسل وسذاب ويضمد به الثدي الوارمة ويحلل التواء العصب، وإذا خلط به عسل وملح وبصل كان صالحاً لعضة الكلب وعضة الإنسان، وإذا سحق كما هو بقشره ووضع على السرة سكن المغص وقشره إذا أحرق وسحق بشراب وزيت ولطخ به رؤوس الصبيان حسن شعور رؤوسهم وأنبت الشعر في داء الثعلب وداخله إذا أحرق وخلط به شراب واحتملته المرأة منع الطمث وداخل الجوز العتيق إذا مضغ ووضع على الورم الخبيث الذي يقال له عنفراناً وعلى القروح المسماة الحمرة ونواصير العين التي يقال لها أخيلوس وهو الغرب، وداء الثعلب أبرأه وقد يخرج منه دهن إذا دق وعصر والجوز الرطب أقل ضرراً للمعدة من غيره من الجوز وهو أعذب وأحلى ولذلك يخلط بالثوم لتكسر حرافته وإذا تضمد به قلع آثار الضرب. ابن ماسويه: الجوز حار وسط في الدرجة الثانية ورطوبته فضلية اكتسبها من الماء عرضية ليست بطبيعية ولا مستحكمة في الانهضام وتنسب إلى اليبس والرطب منه أقل حرارة وأكثر رطوبة. إسحاق بن سليمان: وثمر الجوز الأخضر إذا أخذ في وقت نبات الورق فدق وخلط بالعسل واكتحل به نفع من غشاوة البصر وأما قشر شجر الجوز وورقها فإن فيهما قبضاً، ولذلك إذا شرب منه وزن مثقالين نفع من تقطير البول. الشريف: وإذا دق قشره أخضر وألقي معه خبث الحديد مكسوراً وترك أسبوعاً معه يحرك في كل يوم وخضب به بعد ذلك الشيب سوده وكان منه صبغ عجيب وإذا دلكت به الخراز والقوابي نفعها نفعاً بيناً، وإذا طبخ بماء وتمضمض بمائه شد اللثة المسترخية، وإذا ملىء إناء مزجج بزيت عفص وقصد به أصل شجرة الجوز ودفن بقرب من أصلها وأخذ عرق من عروق الشجرة وقطع طرفه ودس في الإناء حتى يصل إلى القعر ويستوثق منه ويغطى الإناء بالتراب يفعل ذلك في أول سقوط الورق وترك إلى أن يكمل ورقه ويعقد ثمره ثم يكشف عن الإناء ويستخرج العرق منه، فإن ذلك الزيت يوجد إذ ذاك أسود أجود حبر يخضب به الشعر الأبيض فإنه يصبغه صبغاً عجيباً، وهو من أخضبة الملوك يخضب به مشطاً وخاصة النوم تحت شجرة الجوز نحول الجسم وضمور البدن. غيره: الجوز ينفع الكلف ويزيل تشنج الوجه. ابن سينا: عصير ورقه إذا قطر في الأذن فاتراً نفع من المدة فيها والمربى منه بالعسل يسخن الكلي جداً ويطلق البطن جيد للمعدة الباردة منافر للحارة والإكثار منه يسهل الديدان وحب القرع وهو مما ينفع الأعور وترياق الجوز لضعيفي المعدة بالمري والخل وفيه رطوبة غليظة تذهب إذا عتق ورماد قشره ينفع نزف الطمث شرباً بشراب وحمولاً بالشراب وصمغه نافع للقروح الحارة منثوراً عليها ويقع في المراهم. البصري: مرباه جيد لبرد الكبد نشاف لرطوبة المعدة. التجربتين: إذا أخذ القديم منه ومضغه الصائم وعرك به أوتار الساق المنقبضة من يبس مددها وقشره الأخضر الخارج إذا عقد ماؤه برب العنب وتغرغر به نفع من أورام النغانغ والحلق في جميع أوقاتها ويشد اللثة ويحلل أورامها، وإذا أحرق لب  العتيق منه نفعت حراقته من قروح الرأس ولا سيما إذا خلطت بالزفت وإذا مضغ باللب على الريق وحمل على قوباء الأطفال نفع منها وقشره الصلب إذا أحرق جفف الجراحات، وإذا سحق كما هو بقشره واستف منه على تماد كل يوم من ثلاثة دراهم إلى نحوها نفع من تقطير البول الكائن من استرخاء وقشر أصله إذا طبخ منه نصف أوقية إلى عشرة دراهم وشرب ماؤها بعد التملي مما يقطع الأخلاط اللزجة قيأه بلغماً لزجاً ونفع من أوجاع الأسافل كلها ووجع البطن. عبد الملك بن زهر: زعموا أن قشر أصل الجوز إذا استيك به كل خامس من الأيام نقى الرأس وصفى الحواس وأحد الذهن. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الجوز شديد الحرارة والإسخان يبثر الفم ويورم اللوزتين إن أكثر منه وكذا الإنسان إن كان مهيأ لذلك، ولا سيما إن كانت به بعض الحميات وأعتقه أردؤه في ذلك، ولذلك ينبغي أن يستقصى غسل الفم بعده والتغرغر بالسكنجبين والخل ويشرب عليه منه أو يمتص رمان حامض فإنه مما يسكن لهيب الجوز خاصة، وكذلك يفعل بما يتولد من اللهيب عن أكل الجبن العتيق وإذا قشر الجوز عن قشره ذهب عنه أكثر مضرته للفم والحلق ويسهل تقشيره بأن يلقى مع نخالة الحواري على طابق ويقلى قلياً طويلاً رقيقاً فإن النخالة تحرق تلك القشرة الرقيقة ويكون الأكل منه في ذلك الوقت أصلح ودهنه أحمد والرطب منه أقل إسخاناً وهو أسرع نزولاً عن المعدة وأصلح لها من اللوز ويجري في تطفئة حرارته بعض ما يستعمل بعض الناس منه. وقال في كتاب الأبدال: بدله وزنه من الحبة الخضراء وبدل دهنه دهن السذاب.

جوزبوا: وهو جوز الطيب. ابن سينا: هو جوز في قدر العفص سهل المكسر رقيق القشر طيب الرائحة. الدمشقي: قوته في الحرارة واليوبسة من الدرجة الثانية حابس للطبيعة مطيب للنكهة والمعدة نافع من الحميات ومن ضعف الكبد والمعدة وخصوصاً فمها. ابن ماسه: هاضم للطعام نافع للطحال. إسحاق بن عمران: يؤتى به من بلاد الهند وأجوده أشده حمرة وأدسمه وأرزنه وأدناه أشدّه سواداً وأخفه وأيبسه وهو مذهب للبخر وينفع من النمش والكلف والحكة وينقي الرياح ويلين الورم في الكبد الجاسي. ابن سينا: ينفع من السيل ويقوي البصر وينفع من عسر البول وإذا وقع في الإدهان نفع من الأوجاع وكذا إذا وقع في الفرزجات ويمنع من القيء. التجربتين: يقوي المعدة الرطبة ويسخنها ويجففها وينفع من ذلق الأمعاء ومن استطلاق البطن إذا كانا عن برد، وبالجملة فهو نافع للمرطوبين المبرودين بتحسين الهضم ولسائر عللهم المحتاجة إلى تسخين وقبض ويحسن النكهة المتغيرة عن أخلاط عفنه في المعدة، وينفع من الاستسقاء اللحمي بتسخينه للكبد وتجفيفه لرطوباتها الفاسدة وإزالته لترهلها. الرازي: وبدل جوزبوا إذا عدم وزنه من البسباسة وقال مرة أخرى وبدله وزنه ونصف وزنه من السنبل الهندي.

جوز مائل: ويقال جوز ماثم وجوز ماثا وجوزرب أيضاً وهي شجرة المرقد عند عامة الأندلس والمغرب أيضاً، ومنها شيء مزدرع ببساتين ثغر دمياطا منه. الغافقي: هو ثمنش يعلو قعدة الرجل وورقه كصغار ورق الباذنجان إلا أنها أمتن وأشد ملاسة وله زهر أبيض كبير طوله أقل من شبر شبيه بأفواه الأبواق الشامية وهو في براعيم طوال خضر طويل المعاليق وله ثمرة كالجوز خشنة القشر كأنها مشوكة داخلها حب كحب اللقاح. ابن البطريق: هو ثمر شجر يشبه جوز القيء وحبه يشبه حب اللفاح وقشره خشن وطعمه عذب دسم. عيسى بن ماسة: قوته في البرودة في الدرجة الرابعة وإن سقي منه قيراط في النبيذ أسكر سكراً شديداً وإن سقي منه مثقال قتل من حينه. البالسي: يخدر الجسم جداً ويولد السبات والنوم المفرط عند أخذ اليسير منه. الرازي: مخدر وربما قتل ويسكر ويسدر ويغثي ويقيء. وقال في السمائم: إن سقي منه شيء قليل إلى نصف درهم أسكر سكراً ثقيلاً فقط وإن سقي منه شيء كثير قتل، وينبغي أن يؤخذ عليه سمن مسخن وزبد أو توضع أطرافه في الماء الحار ويقيأ بشراب ثم يعالج بعلاج من شرب اليبروح. أحمد بن إبراهيم: يعرض لمن شربه ذهاب العقل ولذع المعدة ونفس بارد وعرق بارد وغشي وصفرة لون وإن لم يتدارك بالعلاج اختنق من يومه ومات في ساعة واحدة. ابن سينا: هو عدو للقلب والدرهم منه سم يوم. غيره يسقى من شربة شراباً كثيراً يفلفل وعاقر قرحاً وحب الغار وجندبادستر ودارصيني بعد أن يقيأ بنطرون ويسخن جسده جداً لئلا يجمد لحمه ويدهن بدهن البان.

جوز القيء: الشريف: هو ثمرة شجر يكون نباته في سروات اليمن فقط وقدره على قدر البندق بل أعظم منه بقليل في جوفه شبيه حجب بين الحجاب والحجاب حبة شبيهة بحب الصنوبر الكبير وفيها بعض النتن. ابن الهيثم: إذا شرب منه وزن درهم كيلاً بوزن مثقال من الأنيسون المسحوق أو بزر الرازيانج وعجن بكفاية من العسل وشرب منه بماء حمار هيج القيء وقيأ فضولاً مرية وبلغمية ويسهل أيضاً من أسفل على قدر القوة والفصل والطبع. حبيش: يقيء بقوة شديدة ويسقى مفرداً كان أو مؤلفاً بأن يدق ويخلط بشيء من ملح العجين فإن الملح يعين على القيء ويهيجه ويسهل خروجه ويكون مقدار وزنه درهمين ويغلى من ورق الشبث اليابس مقدار عشرين درهماً بمقدار رطل ماء حتى يذهب نصفه ثم يداف فيه عسل ويعجن الدواء بعسل ويضاف في ذلك المطبوخ ويشرب منه فإنه يقيء قيئاً سهلاً وربما أحدر الطبيعة من أسفل وهكذا يصلح الكنكرزد وبزر القطف. غيره: هو حار يابس في الثانية يقيء الرطوبة والبلغم وينفع الفالج واللقوة. الرازي: وبدله إذا عدم بورق وخردل.

جوز الرقع: أبو حنيفة: أخبرني أعرابي من أهل السراة أن الرقعة شجرة عظيمة كالجوزة لها ثمر أمثال التين العظام كأنه صغار الرمان لا ينبت في أضعاف الورق كما ينبت التين ولكن بين الخشب اليابس ينصدع عنه وله معاليق وخمل كثير جداً يرتب منه أمر عظيم يقطر منه القطرات. قال: ورأيت منه بالشام شيئاً وللرقع حب كحب التين وهي غليظة القشر غير أنها حلوة طيبة تأكلها الناس والماشية. قال: ولا تسميه جميزاً ولا تيناً ولكن رقعاً. ابن سمحون: قوة الرقع مبردة فيما ذكر عبد الرحمن بن الهيثم وغيره من الأطباء. وقال عبد الرحمن: وحده وهو جوز القيء وفي قوله نظر ومطالبة شديدة، وذلك أن محمد بن زكريا الرازي قد ذكر الرقع اليماني وجوز القيء في موضع واحد في كتاب تقاسيم العلل ووصف كيفية القيء بهما، وذكر أبو حنيفة الدينوري أيضاً أن طعم الرقع طعم حلو يغتذى به وهذه صفة بعيدة من صفة جوز القيء جداً غير أنه لم يذكر أن في الرقع قوة مقيئة كما ذكر الأطباء فيه وأجمعوا عليه، وعسى أن تكون هذه القوة تختلف في منابته فيكون منه لهذا السبب المقيء وغيره أو يكون أبو حنيفة لم يقف على هذا من فعله أو وقف عليه ولم يذكره. لم يكن من عنايته.

جوز الخمس: البالسي في كتاب التكميل: هذا جوز مدور هندي المنبت أكبر من البندق أسود اللون وفيه نكت تضرب إلى البياض وهو مع ذلك أملس وداخله حب يشبه القرطم البري وهو حار يابس مسهل للطبع ويستخرج الفضول البلغمية والاحتراق سوداوي، إذا شرب منه وزن درهمين بماء حار.

جوز عبهر: هو حب مدور يشبه الأملج داخله نوى يشبه حب القراصيا، ولونه أحمر وفيه طعم حلاوة يسيرة وقبض ظاهر وهو حابس للطبيعة نافع من الذرب المفرط إذا أخذ منه من وزن درهم إلى مثقال مع رب الآس الساذج.

جوز القطا: الغافقي: هو نبات ينبت في القيعان له ورق كورق البقلة الحمقاء إلا أنه ألين وأعرض وعليها زغب وله قضبان كثيرة خارجة من أصل واحد منبسطة على الأرض لينة معقدة وله أخبية كأخبية الكاكنج في جوف كل خباء غلف صغير إلى الطول ما هو في جوفه حبتان أصغر من الجلبان يؤكل، وبقال: إن هذا النبات إذا شرب نفع من القولنج.

جوز الريح: الغافقي: هو ثمر في قدر التفاح إلى الطول قليلاً مزوي متشنج في داخله حب صغير كالقاقلة الصغيرة مدحرج أصهب اللون حريف الطعم ينحو إلى مذاق الخلنجان طيب الرائحة يجلب من صحاري بلاد البربر، وإذا سحق وشرب منه قدر دانق بماء حار نفع من القولنج الريحي وهو جيد للمعدة ويقع في الجوارشنات المسخنة.

جوز الأنهار: أوقع بعض علمائنا هذا الاسم على هذا الدواء الذي ذكره ديسقوريدوس في الثالثة، وسماه فيثا. وقال: هو نبات شبيه بالبقلة الحمقاء إلا أنه أشد سواداً منه، وله أصل دقيق وورقه إذا شرب بشراب نفع من تقطير البول ومن جرب المثانة، وإذا شرب بطبيخ أصل الهليون كان فعله أقوى. لي: غلب على ظني أنه الدواء المسمى الذي ترجمه الغافقي بجوز القطا فإن هذا النبات قد ترجم عليه ابن جلجل يجوز القطا أيضاً وهو مما ينبت في القيعان وثمره تأكله القطا وتحرص عليه كثيراً وهو في أوعية مثل أوعية الكاكنج.

جوز الشرك: الغافقي: هو جوز الحبشة وهو ثمر في قدر جوز الأكل إلا أنه أطول قليلاً  وطرفاه محددان كأنه شكل ما صغر من أصول الخنثى، ولونه أحمر إلى السواد قليلاً، وطعمه كطعم الزنجبيل وأشد حرافة منه، ورائحته طيبة يؤتى به من بلاد السودان ويستعمل في الجوارشنات المسخنة وقد يؤتى من بلاد البربر بشيء منه دون هذا. الشريف: جوز الشرك رأيته ببلاد المغرب الأقصى يخرجه تجار بلاد السودان وهو جوز يكون على قدر الجوز الكبير مستدير له قشرة من خارج إذا جفت تشنجت وتحت تلك القشرة عظم ليست بصلبة بل هي قشرة فيها بعض الصلابة وفي داخلها حب يشبه حب العنب سواء كثير العدد لونه مائل إلى الحمرة والغبرة وهو حار يابس في الثالثة إذا شرب منه مثقال بماء أحدر الطمث وأسقط الأجنة ونفع من وجع المثانة وإن صنع منه دهن نفع من أوجاع الوركين والركبتين والظهر، وزعم بعض أطباء المغرب أنه متى شرب ماء طبيخه فتت الحصاة. وصفة دهنه يؤخذ من الجوز أوقية فترض وتسحق ويلقى عليه رطل ونصف ماء ويطبخ إلى أن ينقص الماء ويبقى منه ثمانية أواق فيصفى ثم يلقى مع الماء ستة أواقي زيت ويطبخان حتى ينضب الماء ويبقي الدهن ويصفى ويرفع في إناء زجاج لوقت الحاجة إليه.

جوز الكوثل: الغافقي: ويسمى أقراص الملك ومن الناس من يسميه جوز القيء أيضاً. الشريف: هو ثمر نبات هندي يشبه النبات المسمى فقلامنوس، وله زهر أبيض ويخلفه ثمر خرنوبي اللون مستدير الشكل مفرطح قشره رقيق وداخله غلف يشبه غلف الشاهبلوط وطعمه طعم الباقلا إذا تطعمته سواء والمستعمل من هذا النبات ثمرته، وهو حار يابس وأجوده ما كان حديثاً ومقدار الشربة منه ستة خراريب فإنه يقيء قيئاً شديداً وتسترخي معه الأعضاء وهو يسهل في آخره بعد القيء ونهاية ما يشرب منه ثمانية خراريب والدرهم منه خطر لأنه من جملة السموم وربما قتل بإفراط القيء. لي: ليس ينقطع إسهاله إذا أفرط على من شربه إلا بسكب الماء البارد على الرأس والبدن كله سكباً متواتراً.

جوز ارمانيوس: الشريف: هو نبات صغير يقوم على الأرض أشف من شبر قضبه في غلظ الميل مبرزة عليها ورق يشبه السذاب بل هو أعرض منه وفي أعلى القضيب زهر أسمانجوني محزز من ناحية مطول ويدق كالخيط طول فتر مر صادق المرارة حار يابس في الثالثة خاصيته أنه إذا سقي منه مثقال إلى نصف مثقال نفع السموم الحيوانية والمعدنية والنباتية نفعاً لا يعادله في ذلك دواء، وإن سقي منه مثقال في وقت لم يضرب الشارب سم إلى عام كامل ولا يجب أن يسقى منه أكثر مما حددناه منه لأنه ربما قتل بالتجفيف وإذا دق وعجن بعسل وضمد به الورم البلغمي حلله وحيا. أقول: إن هذا الدواء هي النبتة المعروفة بالمخلصة، وسأذكرها في حرف الخاء المعجمة إذا انتهيت إليه.

جوز جندم: الجيم مضمومة والراء مهملة وهي كلمة فارسية، ويقال: جور كندم أيضاً، ويقال له شحم الأرض ويعرف بالرقة بخرء الحمام وهي تربة العسل عند أهل شرق الأندلس. إسحاق بن عمران: هي تربة محببة كالحمص بيضاء إلى الصفرة وهي التي ينبذ بها العسل ويقال لها تربة. ابن جلجل: هو بالفارسية تربة العسل التي يربى بها عندنا العسل في الصيف ويجلب إلينا من ناحية الزاب زاب القيروان ويربو بها العسل حتى تصير الأوقية منه إذا ريب بها رطلاً وتغثي وتقيء إذا شربت وحدها. الرازي: حار رطب يزيد في المني ويسمن ويمنع شهوة الطين أكلاً. علي بن رزين: يهيج الباه. كتاب الطلسمات: هذه التربة تسمى بالرقة خرء الحمام وببغداد جورجندم إذا طرح منها ربع كيلجة في عشرة أرطال عسل وثلاثين رطلاً ماءاً حاراً وضرب ناعماً وغطى رأس الإناء أدرك شراباً من ساعته والبربري قوي جداً. بولس: له قوّة مطفئة مجففة قليلاَ. ابن سينا: فيها قوّة منقية، وذلك أنها تبرىء من القوباء وتطفىء الحرارة وتقطع الدم والنزف.

جوذر: الجيم مفتوحة والذال معجمة مفتوحة والراء مهملة. سليمان بن حسان: هي شجرة صغيرة مشوّكة لا ارتفاع لها أغصانها حمر وهي غليظة الأصل وورقها شبيه بورق الكمثري البري وله ثمر أغبر اللون مدور يؤكل قابض عاقل للبطن ويعمل منه سويق كما يعمل السويق من النبق لسيلان البطن وهذا النبات كثير بالزاب وناحية القيرون. أبو العباس الحافظ: ثمر الجوذر على ضربين والشجرة واحدة منه ما يكون ثمره على شكل ثمر السدر ونواه لاطىء ولونه أخضر ثم يحمر إذا انتهى حمرة مسكية مليحة وطعمه مر ومنه ما ثمره لاطىء مستدير عدسي الشكل أخضر ثم يحمر إذا انتهى اسود ويحلو وقبل ذلك هو مر قابض جداً، وهذا ينتهي في فصل الربيع، والعدسي ينتهي في فصل الشتاء ويسمى الثمر المستدير منه بالبرية تارخت، والعدسي منه يسمى الصمخ ويؤكل ببرقة والقيروان وببلاد البربر كثيراً وشجره في العظم والقدر على قدر شجر زعرور الأودية إلا أن الجوذر أعظم وأكبر وورقها كورق تلك أو نحو ذلك وعودها أحمر.

جوز الهند: هو النارجيل وسأذكره في النون.

جوز المرج: هو حب الكاكنج الجبلي وسنذكره مع عنب الثعلب في حرف العين.

جوز أرقم: هو النبات المسمى بالبربرية أكتار من مفردات الشريف، وقد ذكرته في الألف.

جوهر: يذكر في حرف اللام في رسم اللؤلؤ.

جولق: يسمى باللطينية وهي عجمية الأندلس بلافة وهو من جنس الشوك ويغلط من يجعله دارشيشعان فافهمه.

جوشيصيا: الشريف: هذا اسم بالفارسية أغفله ديسقوريدوس ولم يذكره وذكره ابن وحشية في كتابه المسمى كتاب الفوائد المنتخبة من الأدوية الطبية المستخرجة من الفلاحة النبطية وهو شجر يكون بأرض بارما وأهل نينوي من أرض الجزيرة، وهذه الشجرة لا تطول كثيراً بل تتدرج أغصانها عرضاً أكثر، ولها ورق شبيه بورق التفاح، ويسقط منه في كل سنة ويعود عند نبات ورق الشجر، وله زهر أبيض يعقد منه بعد سقوطه حب على صفة رؤوس شقائق النعمان كالخشخاش سواء إلا أنه أصغر على قدر الحمص، وهذا الثمر يجف عند شدة الحر وينكمش ويحلو طعمه ولا يزال يحلو ويزداد حلاوة حتى يدخل شهر أيلول، فحينئذ يلقط ويؤكل كأنه الزبيب حلواً ويشوب حلاوته قبض وهو طيب، وأهل الجزيرة يسمونه حوسالي، وإذا بقي هذا الحب في شجرته إلى آخر تشرين الأول ازدادت حلاوته لكن القبض لا يفارقه، وهو حار يابس في الثانية إذا أكل هذا الحب بعد الطعام سكن وجع المعدة وسائر أوجاع البدن وخاصة النفع من وجع الخاصرة ويمري الطعام ويجشي ويسخن البدن أدنى إسخان، وهو ضار للمحرورين وينبغي لهم إذا أكلوه أن يمتصوا بعده ماء رمان مز وذلك إصلاحه.

جيدار: الشريف: هو نبات شعري له ورق كورق البلوط سواء لكنه لا يثمر كالبلوط وورقه متعجرف شديد الخضرة مائل إلى الصفرة يقع عليه المن فيعقد فوقه حباً أحمر شبيهاً بالحيوان المسمى مغار لا يزال ينمو وتزيد حمرته في آخر شهر مايو وهو أيار، ثم يأخذ في النقص، وتسمى هذه العقد قرمزا وهو الذي يصبغ به، وسنذكره في القاف. وقوة ورق هذا النبات قوة باردة يابسة في الدرجة الثالثة إذا جففت منه وسحقت وشرب منه مثقال بماء بارد أمسك البطن، وإذا عجن بالعسل ودهن ورد وشرب منه مثقالان نفع من الزحير، وإذا دق ورقه طرياً وضمدت به الأورام الحارة سكنها، وإذا ضمد به الهتك نفعه، وإذا جلس النساء في ماء طبيخه نفع من الرطوبة التي تكون في الأرحام.

جيرش: قسطا بن لوقا: هو الفستق المصري وهو شيء ينبت في مواضع كثيرة المياه القائمة التي لا جري لها، ولهذا النبات ساق جوفاء رقيقة على طرقها شيء شبيه في شكله برأس القدح، لونه إلى الخضرة والسواد فيه ثقب مستديرة في كل ثقبة منها حبة مستديرة أشبه الأشياء بحب الزند، عليها قشر رقيق كما على الشاهبلوط، وهذا النبات لا يصلح لغير الأكل.

الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

حرف الحاء

حاشا: يعرفه شجارو الأندلس وعامتها بصعتر الحمير وهو كثير بأرض بيت المقدس وما والاها. ديسقوريدوس في الثالثة: تومش وهو الحاشا يعرفه جل الناس وهو تمنس صغير في مقدار ما يصلح أن يهيأ من أغصانه فتل القناديل وله ورق صغار دقيق كثير على طرفه رؤوس صغار من في الزهر فرفيرية وأكثر ما ينبت في المواضع الصخرية والمواضع الرقيقة. جالينوس في السادسة: يقطع ويسخن إسخاناً بيناً فهو لذلك يدر الطمث والبول ويخرج الأجنة ويفتح سدد الأحشاء وينفع النفث من الصدر ومن الرئة ومن أجل ذلك ينبغي أن نضعه من التجفيف والأسخان في الدرجة الثالثة. ديسقوريدوس: وإذا شرب بالملح والخل أسهل كيوسماً بلغمياً مائياً وإذا استعمل طبيخه بالعسل نفع من عسر النفس الذي يحتاج معه إِلى الإنتصاب ومن الربو وإخراج الدود الطوال وأدرّ الطمث وأخرج المشيمة والأجنة وهو يدر البول وإذا عجن بالعسل ولعق سهل نفث الدم والفضول التي في الصدر وإذا تضمد به مع الخل حلل الأورام البلغمية الحديثة وهي تحلل الدم المنعقد وتقلع النمش والثآليل التي يقال لها أفرحودونس وإذا خلط بالسويق وعجن بالشراب ووضع على عرق النسا وافقه وإذا طرح في الطعام وأكل نفع من ضعف البصر وقد يصلح استعماله في وقت الصحة. ماسرحويه: ينقي الكبد والمعدة وإذا سحق وعجن بالماء والعسل وشرب منه مقدار مثقالين نفع من القولنج وحلل الفضول وقوى الكلى وهيج الجماع. الدمشقي: نافع من وجع الفم والحلق ومن جميع ما ينفع منه الأفتيمون غير أنه دونه. ابن سرانيون: فقاح الحاشا يسهل المرة السوداء إلا أنه ضعيف ولذلك ينبغي أن يخلط معه الملح ومن الناس من يعطيه مع الخل ليزيد في تلطيفه قال والشربة من فقاحه مثقالان مع خل وماء. دوفس: الحاشا والصعتر يذهبان الظلمة التي في البصر ويلطفان البلغم والحاشا أقوى من الصعتر في ذلك. ديسقوريدوس في الخامسة: وإما الشراب الذي يتخذ بالحاشا فهذه صفته يدق الدواء وينخل ويؤخذ منه مائة مثقال ويصر في خرقة ويلقى في جرة من عصير وهذا الشراب ينفع من سوء الهضم وقلة الشهوة وينفع العصب إذا اضطربت وتحركت ومن الأوجاع التي تكون تحت الشراسيف ومن الإقشعرار الذي يعرض في الشتاء ومن سموم الهوام التي تبرد الدم وتجمده.

حاسيس: الرازي في الحاوي: هو دواء فارسي، قالت الحور فيه: إنه أقوى من الفربيون وأنه محرق وأنه يكثر القيء وهو مسيخ الطعم ومن كان به وجع شديد وشرب منه درهماً تقيأ شاربه الدم وليس بدم ويخلص من ذلك الوجع فإن زاد على درهم قتله. كتاب المنهاج: ويداوى من سقي منه باللبن الحليب وماء الشعير وسويق الشعير بالثلج والجلاب ومخيض البقر مع قرص الكافور.

حافر: أما حافر الحمار فيذكر مع الحمار فيما بعد.

حافر المهر: هو السورنجان وسنذكره في حرف السين المهملة.

حالبي: سمي هذا الدواء بهذا الاسم لأنه يشفي من ورم الحالب ضماداً وتعليقاً وهو اليونانية أسطراطيقوس وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها سين مهملة.

حاج: وتوجد هذه الترجمة في كتاب الحاوي واقعة على الدواء الذي سماه ديسقوريدوس في الأولى أرتقي وهو الخلنج عند عامة الأندلس وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة وليس بشجر الحاج ولا من أنواعه والصحيح أن الحاج هو شجر مشوك يعرف بالشام والديار المصرية بالعاقول وعليه نفع الريحيين بخراسان. أبو حنيفة: الحاج أهل العراق يسمونه العاقول. أبو العباس النباتي: العاقول هو شوك معروف بالمشرق كله كأنه الهليون الأسود إلا أنه يكون متدرجاً وشوكه أخضر وزهره دقيق إلى الزرقة ما هو يخلف مزاود صغاراً فيها بزر شبيه ببزر الحلبة وأصوله عليه متشعبة وفي أوّل خروجه من الأرض يكون له ورق حمصي الشكل وهو كثير بالعراق وكثيراً ما يتولى عليه الكشوث وذكر لي بعض أهل الموصل أن عصارته عندهم تجلو بياض العين والظلمة عنها وهم يستعملونه أيضاً في برودات العين وكثيراً ما ترتعي الإبل بديار مصر العاقول. قال الرازي في موضع آخر من الحاوي: وورق الحاج يدق بلا ماء ويعصر ويقطر في الأنف ثلاث قطرات ثم يقطر فيه بعد ساعة دهن بنفسج خالص وليكن على الريق فإنه ينفع من الصداع العتيق.

حالوم: هو الشنجار وسيأتي ذكره في الشين المعجمة وأيضاً فإن ضرباً من الجبن بمصر يعرف بالحالوم.

حالق الشعر: هو الفاشرا وسيأتي ذكرها في الفاء.

حارود: هو اسم الحيوان الذي خصاه الجندبادستر وقد ذكرته في الجيم.

حب النيل: إسحاق بن عمران: إن نباته يشبه اللبلاب يتعلق بالنبات وبالشجر قامتين أو ثلاثة وهو ذو قضبان وورق خضر في كل ورقة نوارة إسماجوني في شبه الأقماع وإذا أسقط النور خرج مزود فيه ثلاث حبات أصغر من حب الرأس مثلث وهذا الحب هو المستعمل. ابن ماسويه: خاصيته إسهال البلغم والتنقية وإصلاحه تجويد سحقه ولته بدهن اللوز الحلو والمختار منه ما كان حديثاً رزيناً ليس بمنقبض والشربة منه ما بين أربع قراريط إلى ثمانية. حبيش بن الحسن: حب النيل هو القرطم الهندي وله أصل إذا خلط مع الأدوية فله وقوف في المعي المسمى ذو الاثني عشر أصبعاً وفي المعي الذي أسفل منه فإن الماء سريعاً يلصق بها فيمغص، وإذا شرب وحده لم يسهل من يومه إلى أربعة وعشرين ساعة من وقت شربه وإذا شرب مع السقمونيا جود السقمونيا وأسهل البلغم اللزج وعمل في إخراج المرة الصفراء وربما أصاب من شربه من الشباب والأحداث كرب وغم وقبض على فم المعدة ومغص شديد وإن أكثر من شربه قيأ وربما أحدث في المعي سحجاً، ومقدار الشربة منه مغ عيره من الأدوية نصف درهم. غيره: ينبغي أن يخلط مع الإهليلج والسقمونيا بقدر الحاجة فإنهما يعينانه على الإسهال ويكسران من عاديته ويخرجانه عن البدن بسرعة فيسهل حينئذ البلغم والمرار الأصفر فإن خلط بالتربد كان أقوى لإسهاله والشربة مئه درهم وأقله نصف درهم إذا وقع في الأدوية.

حب الكلي: ابن رضوان: هو حب صغار في حلقة الكلي إذا شرب منه عشرون درهماً أبرأت من وجع الكلي إبراء حسناً. لي: الدواء المعروف اليوم بالديار المصرية بحب الكلي هو ثمر النبات المسمى باليونانية أناغورس وقد ذكرته في الألف وليس يشرب منه المقدار الذي ذكره ابن رضوان لأنه يأخذ بالقيء إن أخذ منه قدر درهمين.

حب الزلم: ابن واقد: هو حب دسم مفرطح أكبر من الحمص قليلاً أصفر الظاهر أبيض الباطن طيب الطعم لذيذ المذاق ويجلب من بلاد البربر ويسمى فلفل السودان عندنا وفلفل السودان غيره. ابن ماسة البصري: حب الزلم حار في الثالثة رطب في الأولى يزيد في المني زيادة صالحة طيب المذاق دسم وينبت في ناحية شهرزور. الشريف: إذا مضغ ووضع على الكلف في الوجه أذهبه وبدله شقاقل وحب العزيز هو حب الزلم المقدم ذكره وقد ينبت منه شيء بصعيد مصر يسمونه بالسقيط.

حب السمنة: أبو جريج: هو حب شجرة تنبت في القفار على قدر الذراع ورقها أبيض ليس بشديد البياض يحمل ثمرة على قدر الفلفل لها لبن ولحبها زهر. ماسرجويه: حار رطب في الأولى فيه دهنية كثيرة فهو لذلك بطيء في المعدة فإذا انهضم كثر غذاؤه وزاد في الباه. المجوسي: وقدر ما يؤخذ منه إلى عشرة دراهم تدق وتمرس بالماء ويصفى ويلقى عليه يسير دقيق وسكر ودهن لوز حلو وشيرج طري ويشرب بعد طبخه فإنه ينفع الأبدان القصيفة من البرد واليبس. حبيش: حب السمنة وقد يسمى شهدانج البر وقوتها قوة لب حب الزلم يسهل إسهالاً في رفق وإذا سقي من عصير ورق شجر قدر نصف رطل حل الطبيعة اليابسة وأسهل البلغم والمرة الصفراء معاً.

حباحب: هو حيوان له جناحان كالذباب يضيء بالليل كأنه نار يقال إنه إذا سحق بدهن ورد وقطر في الأذن جفف القيح السائل منها. مسيّح بن الحكم: هو الدود الذي يضيء بالليل فيجفف في الشمس في إناء من نحاس ثم يرمى برأسها ويسقي منها صاحب الحصاة دودة واحدة باثني عشر مثقالاً من نقيع الحلتيت ثلاثة أيام فإنه ينتفع به. مجهول هي في نحو الذراريح إلا أنها أقوى منها جداً وأحد جداً.

حب الميسم: التميمي: هو حب يشبه البطم أو حب الفقد وفي مقداره ولونه ما بين الصفرة والحمرة وهو أملس الظاهر ذكي الرائحة طيب النشر فيه عطرية ذكية يؤدي إلى رائحة الأفاويه ويزعم قوم أنه يجلب من سقالة الهند ويدخل في كثير من طيب النساء وأقاويههن وأكثر من يستعمله في الطب أهل اليمن وأهل الحجاز وليس يعرفه أهل العراق وأهل مصر والشام وهو عند أهل اليمن وأهل الحرمين كثير معروف وهو حار يابس في الثانية نافع للمعدة الرطبة المسترخية مسخن لها مقو لها معين على الهضم ينشف الرطوبات الغالبة على مزاجها.

حباري: الشريف: هو طائر كبير العنق رمادي اللون في منقاره بعض الطول وهو مشهور لحمه بين لحم الدجاج والبط وهو أخف من لحم البط لأنه بري وفيه شيء من الغلظ إذا أخذ شحمه ود مع شيء من ملح وسنبل وحبب كالحمص وجفف في الظل ورفع فإذا سقي منه للذرب خمس حبات بماء فاتر على الريق نفع منه منفعة عجيبة، وإذا جففت الجلدة التي داخل قانصة الحباري وسحقت وخلطت بقليل ملح أندراني مسحوق أجزاء سواء واكتحل بها في أول ابتداء نزول الماء في العين كان ذلك أنجع دواء فيه لا يعدله شيء في ذلك من الأدوية وإذا علق قلب الحباري في خرقة على من يكثر نومه منع منه النوم وقد يوجد في قانصة الحباري حجر إذا علف على من به رعاف أزاله من ساعته ولا يعود ما دام مغلقاً عليه بخاصية موجودة فيه. جالينوس: ومن الناس من يسقى دم علوقس وهو الحباري للربو وعسر النفس ومنهم من يطبخ لحمه فيعطيه المريض ويسقيه من مرقه ومن الناس من يقطر على دمه شيئاً من الماء ويسقيه العليل وقد رأيت طبيباً قد سقاه عليلاً بشراب. وقال في أغذيته: لحوم الحباري متوسطة بين الكركي والبط. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الحباري والكروان فلحومهما لحوم حارة قوية شديدة التجفيف لا ينبغي أن تدمن وينتفع المبرودون بها ومن يسكنه الرياح فإذا طبخت بالماء والملح وصب فيها دهن اللوز صلحت بعض الصلاح فينبغي أن يصب فيها للمبرودين دهن الجوز والزيت ويطرح معها قطع من الدارصيني والخولنجان وتكون أمراقها حينئذٍ نافعة مما ذكرناه.

حبرج: وهو طائر معروف بالديار المصرية مشهور بها. البالسي: لحمه حار في طبعه غلظ بطيء الانهضام يولد المرة السوداء.

حب الرأس: هو زبيب الجبل وقد ذكرته في الزاي.

حين: هو الدفلي بلغة أهل عمان وسيأتي ذكره في الدال.

حيافي: هو الحندقوقة بلغة أهل العراق وسيأتي ذكرها فيما بعد.

حب اللهو: وهو الكاكنج عند عامة أهل الأندلس وسيأتي ذكره مع عنب الثعلب في العين.

حبة خضراء: هي ثمرة البطم وقد ذكرته مع البطم في الباء.

حبة حلوة: هو الأنيسون بلغة أهل الأندلس وقد تقدم من قبل ذكره في الألف.

حبة الإبل: هو الكزمازك والكزمازق أيضاً بالفارسية وقد ذكرته في الألف مع الإبل.

حبة سوداء: يقال على الشونيز وسيأتي ذكره في حرف الشين ويقال أيضاً على دواء آخر وهو التشميزج والبشمة عند أهل الحجاز وقد تقدم ذكره في الباء.

حب الملوك: على الماهودانة وسنذكرها في الميم وأما أهل المغرب والأندلس فيوقعون هذا الاسم على القراصيا التعليلي وسيأتي ذكرها في حرف القاف وبعض الناس يوقعونه أيضاً على حب الصنوبر الكبار وسيأتي ذكره في حرف الصاد.

حب الفقد: هو بالعربية ثمرة البنجنكشت بالفارسية وسمي به لأنه يفقد النسل فيما زعموا وقد ذكرت البنجنكشت في الباء.

حب العروس: هو الكبابة وسنذكرها في الكاف.

حبة فندية: هو حبة الميتان منسوبة إلى جزيرة فنيدس وهي الكرمدانة وسنذكرها مع الميتان في الميم.

حب الرشاد: هو الحرف وسنذكره فيما بعد.

حب القلقل: يأتي ذكره في القاف.

حب السناد: هذا الدواء يسخن ويحرق وهكذا توجد هذه الترجمة في المقالة السابعة من مفردات جالينوس لا زيادة عليها وقول مترجم كتابه حب السناد أظنه تصحيف منه أو من الناقل عنه فهكذا رأيناه في غير ما نسخة السناد وإنما صوابه السذاب وهكذا قال ديسقوريدوس في المقالة الثالثة سالس وهو السذاب يسخن ويحرق وأما من زعم أنه حب الميتان فرأيه أيضاً بعيد عن الصواب.

حب القلت: أبو العباس البناتي: بالتاء المنقوطة باثنتين من فوقها واللام قبلها مفتوحة هو أيضاً عند أهل العراق ماش هندي وهو أشبه شيء بما عظم من الحبة السوداء المسماة بالبشمة إلا أنها أعظم منها وأشد بريقاً ولونها أسود إلى الزرقة وأحمر إلى الدهمة لون حبة الخرنوب طعمه حلو حار وهو مختبر عندهم لتفتيت حصاة المثانة وأهل المواضع التي يكون فيها يدقونه ويضعونه على الحجارة الذين يريدون قطعها فتلين للقطع. لي: قد رأيت هذا الحب المذكور بالصفة المذكورة بالقاهرة المحروسة مع بعض التجار ممن كان جلبه من الهند وهو غير الدواء الذي ترجمه حنين في المقالة الثالثة من كتاب ديسقوريدوس بالقلت كما ستقف عليه حين ذكره في حرف القاف.

حب القنا: هو حب عنب الثعلب من اللغة وسيأتي ذكره في العين.

حب المساكين: هو اللبلاب العريض الورق المسمى باليونانية قسوس وسيأتي ذكره في حرف القاف.

حبق: أبو حنيفة: هو بالعربية الفودنج بالفارسية وفيه مشابهة من الريحانة التي تسمى النمام ويكثر على الماء نباته.

حبق الماء: هو الفودنج النهري، وهو حبق التمساح بالديار المصرية وأهل الشام يسمونه نعنع الماء وسنذكر الفودنج بأنواعه في حرف الفاء.

حبق القنا: هو المرزنجوش وسنذكره في الميم.

حب الفيل: قيل إنه المرزنجوش وأظنه تصحيفاً من حبق القنا.

حب الراعي: هو البرنجاسف والبلنجاسف أيضاً وبالعربية الشويلا وقد ذكر في الباء.

حبق نبطي: هو ريحان الجماجم وسنذكره فيما بعد.

حبق البقر: هو البابونج وقد ذكرته في الباء.

حبق قرنفلي: هو الفرنجمشك والبرنجمشك وسأذكره في الفاء.

حبق ترنجاني: هو الريحان المعروف بالباذرنجيوية وقد ذكروا أيضاً نوعاً من الريحان يسمى بذلك.

حبق صعتري: وحبق كرماني وهو الشاهسفرم وسأذكره في الشين العجمعة.

حبق الشيوخ: وريحان الشيوخ هو المر وسيأتي ذكره في الميم.

حبق ريحاني: هو الحبق الدقيق الورق.

حي: هو الذي يؤكل من المقل المكي وداخله العجم وسيأتي ذكر المقل المكي في الميم.

حنرما: هو النعنع بالسريانية من الحاوي ويأتي ذكره في النون.

حجر لبني: ديسقوريدوس في الخامسة: عالافيطنطس ومعناه الحجر اللبني وسمي بهذا الاسم لأنه إذا حك خرج منه شبيه باللبن وهو رمادي اللون حلو الطعم وإذا اكتحل. وافق سيلان الدم والفضول إلى العين والقروح العارضة فيها، وينبغي إذا احتيج إلى استعماله أن يسحق بالماء وتصير عصارته في لوح رصاص وترفع لما فيها من التدبق.

حجر علي: ديسقوريدوس في الخامسة: هو حجر شبيه في جميع حالاته بالحجر اللبني غير أن هذا الحجر إذا حك خرجت منه رطوبة شديدة الحلاوة جداً وقد ينفح مما ينفع منه اللبني.

حجر منتفق: ديسقوريدوس في الخامسة: هذا الحجر يكون مما يلي المغرب من البلاد التي يقال لها أنبوما وأجوده ما كان إلى لون الزعفران وكان سريع التفتت والتشقق إذا قيس إلى غيره من جنسه وقد يشبه الاترنج في تركيب أجزائه واتصال شظاياه بعضها ببعض وقوة هذا الحجر شبيهة بقوة الشادنج إلا أنها أضعف منها وإذا ديف بلبن امرأة ملأ القروح العميقة العارضة في العين ويعمل عملاً قوياً إذا عولج به انحراف العين ونتوءها والخشونة العارضة فيها وفي الجفون. جالينوس في التاسعة: قوّة هذا الحجر المشقق مثل قوّة الشادنة إلا أنه أضعف منه وبعده الحجر المعروف باللبني فأما الحجر المعروف بالعسلي ففيه حرارة موجودة وكل واحد من هذه الحجارة بعيد عن قوة الشادنة قليلاً وهي تقع في أدوية العين كما تقع الشادنة إلا أنها ألين من الشادنة في كل وقت وفي كل موضع للأدوية اللينة أنفع للأعضاء التي تحدث فيها الأورام الحارة ما دامت الأورام في حد الحدوث والكون ولكنها تضعف عن شفائها وإزالتها جملة.

حجر نبطي: كسوفراطيش: من الناس من يسميه موروقينش ومنهم من يسميه غالاكسوش ويسميه قبط مصر وانه وهو موجود عندهم كثيراً ويستعمل في تبييض الثياب وهو حجر أخضر كمد لين سخيف. ديسقوريدوس في الخامسة: هو حجر يكون بمصر يستعمله القصارون في تبييض الثياب وهو رخو ينماع سريعاً مع الماء ويوافق نفث الدم والإسهال المزمن ووجع المثانة إذا شرب بالماء وإذا احتملته المرأة نفع من الطمث الدائم وقد يقع في أدوية العين المغرية لأنه يملأ القروح العارضة فيها ويقطع عنها السيلان، وإذا خلط بقيروطي نفع من انتشار القروح الخبيثة. جالينوس في التاسعة: هذا الحجر ينحل مع الماء سريعاً، ويوجد بمصر يستعمله الناس في قصارة الكتان وغسله، وهو يجفف وبهذا السبب صار الأطباء يخلطونه مع القيروطي، ويستعملونه في إدمال الجراحات الحادثة في الأبدان الرخصة اللحم ويخلطونه أيضاً في الشيافات للعين كما يخلط تلك للجراحات الأخرى التي ذكرناها وبحسب لبن فضل هذا الحجر على تلك الحجارة من قبل أنه لين قوّة من القوى الشديدة لأنه لا طعم له كذا هو ألين للقاء البدن وأكثر تسكيناً للوجع معاً.

حجر حبشي: ديسقوريدوس في الخامسة: هو صنف من الحجارة يكون ببلاد الحبشة لونه إلى الخضرة ما هو شبيه بالحجر الذي يقال له لتنشيش، وهو صنف من الزبرجد إذا حك هذا الحجر صار لونه شبيهاً بلون اللبن يلذع اللسان لذعاً شديداً وله قوّة منقية وقد يجلو ظلمة البصر. جالينوس في التاسعة: وهو شبيه بالشبت، ومحكه لذاع شديداً ولذلك إنما يستعمل في المواضع المحتاجة إلى الجلاء والتنقية وإذا كان في العين انتشار الحدقة فيظلم لها البصر من غير أن يكون هناك ورم حار والأثر القريب العهد وهو واحد من هذه الأشياء أعني البياض الحادث قريباً وإن هذا الحجر شأنه أن يلطف ويرقق، وهو أيضاً يجلو ويذهب الظفرة الحادثة إذا لم تكن صلبة كثيراً.

حجر يهودي: ديسقوريدوس في الخامسة: هو حجر بفلسطين شبيه في شكله بالبلوط أبيض خشن الشكل جداً فيه خطوط متوازية كأنها خطت بالبيكار وهو حجر ينماع بالماء لا طعم له وإذا أخذ منه مقدار حمصة وحك على مسن الماء كما تحك الشيافة وشرب بثلاث قوابوسات ماء حار نفع من عسر البول وفتت الحصاة المتولدة في المثانة. جالينوس: لما جربت هذا الحجر فيمن به حصاة في مثانته ما نفع شيئاًً ولكنه في الحصاة المتولدة في الكليتين قوي جداً. لي: جمعت هذا الحجر من أرض الشام بجبل بيروت بموضع يعرف منه بسوق جوينة بضيعة تسمى الجعيثة ومن هناك يؤتى به إلى دمشق.

حجر القدر: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه افروساليس ومعناه يد القمر وزعم قوم أنه حجر يقال له براق القمر وإنما سمي باليونانية سالينطس وافروساليس لأنه يوجد بالليل في زيادة القمر وقد يكون ببلاد المغرب وهو حجر أبيض له شفيف خفيف وقد يحك هذا الحجر فيسقى ما يحك منه من به صرع وقد تلبسه النساء مكان التعويذ ويقال أنه إذا علق على الشجر ولد فيها الثمر. جالينوس: قد وثق الناس به بأنه ينفع من الصرع وأما نحن فلم نمتحن ذلك ولم نجربه.

حجر أفريقي: ديسقوريدوس: هو حجر يستعمله الصباغون بالبلاد التي يقال لها فروعيا وهي أفريقية ولذلك سمي باليونانية فروعنوس وأجود ما يكون من هذا الحجر ما كان أصفر وسطاً فيما بين الخفة والثقل وأجزاؤه مختلفة في الصلابة واللين وفيه عروق بيض مثل ما في الإقليميا وقد يحرق على هذه الصفة يؤخذ فيبل بخمر بالغ ثم يطم في جمر ويروّح الجمر دائماً فإذا استحال لونه إلى الحمرة يخرج ويطفأ بمثل الخمر الذي بل به، ثم يطم ثانية ويطفأ ويحرق أيضاً ثالثة وينبغي أن يحذر أن يتفتت ويصير رماداً. جالينوس في التاسعة: قوته تجفف تجفيفاً قوياً وفيه مع هذا أيضاً شيء من القبض مع تلذيع وأما أنا فأستعمله أبداً وهو محرق فأداوي به القروح المتعفنة إما وحده وإما مخلوطاً بشراب أو عسل وأتخذ منه دواء للعين يجفف. ديسقوريدوس: وهذا الحجر محرقاً كان أو غير محرق فإنه يقبض وينقي ويكوي وإذا خلط بقيروطي أبرأ حرق النار وقد يعفن تعفيناً يسيراً أو يغسل مثل ما تغسل الإقليميا.

حجر الاساكفة: جالينوس في التاسعة: هو معروف بالحجر الذي لا يتشنج وهو الحجر الذي ترى الأساكفة يستعملونه وهو ينفع اللهاة الوارمة نفعاً بيناً.

حجارة البحيرة: جالينوس في التاسعة: هي حجارة دقاق سود إن وضعت على النار تولد منها لهيب يسير توجد في بلاد الغور وذلك التل المحيط بالبحيرة من شرقيها حيث يكون قفر اليهود. استعملته أنا في مداواة الأمراض التي تتولد عن الريح في الركبتين وإن كان برؤهما يعسر بأن خلطته مع مراهم قد جربتها تنفع من هذه العلة، ورأيتها قد صارت بذلك أقوى مما كانت قوة بينة وخلطت منه أيضاً في المرهم المسمى بارياس فصار الدواء أشد تجفيفاً مما كان بمقدار معلوم حتى صار إنما ليس يلصق الجراحات الطرية بدمها فقط وهي التي قد وثق الناس منه بأنه ينفعها خاصة بل يقلل أيضاً من سعة الجراحات الغائرة.

حجر السلوان: أبو العباس البناتي قال: هو الحجر المشهور بأفريقية يستسقى به إذا وضع في الماء كما قال صاحب فقه اللغة في باب الحجارة أخبرني بعض أهل يشكرة من أهل الزاب أن هذا الحجر عندهم معروف وهو حجر أبيض ينحل بالماء فينماع إلى لون اللبن ويشرب للسلو مجرب لذلك، وأيضاً لأمراض كثيرة وزعم لي بعض أهل مدينة تونس ممن كانت عنده معرفة بالحجارة أن هذا الحجر يوجد أيضاً بقرطاجانة تونس وهو على ضربين منه ما يشبه البلور ومنه دون ذلك وهذا النوع قاتل.

حجر الكلب: الشريف: هذا الحجر ذكره أصحاب كتب الخواص وقد جربه في فعله كثير من الناس فصح له وذلك أنه يوجد في الكلاب صنف إذا رمي بالأحجار وثب عليها وعضها وأمسكها بفيه وللسحرة في هذا الحجر سر عجيب في التباغض وهو أنه تؤخذ حجارة سبعة باسم من يراد تباغضهما ويقصد بها إلى الكلب فيرمى بها واحداً واحداً ويؤخذ من تلك الأحجار اثنان ويرميان في الماء الذي يريد منه أن يشربوا فإنه يقضي عجباً في التباغض وقد فعل هذا غير مرة فصح. غيره: وإذا طرح هذا في برج حمام طرد منه ما كان قد اجتمع فيه منها وإن طرح في شراب وقع الشر بين كل من شربه وتبع ذلك الضجة والعربدة.

حجر قرامي: بولس: هذا الحجر أيضاً في لونه سواد يوجد بنهر صقلية يحترق بالماء ويطفأ بالزيت منفر لجميع الحيوان المنساب وينفع من وجع الرحم ويعلق على المصروعين فينفعهم. ديسقوريدوس في الخامسة: وأما الحجر الذي يقال له افرامنتس فإنه يكون في البلاد التي يقال لها سقونيا يوجد في النهر الذي في تلك البلاد الي يقال لها نيطس وقوته مثل قوة غاغاطيس وقد يقال إنه يلهب بالماء ويطفأ بالزيت وقد يعرض ذلك للقفر. جالينوس: إذا رش عليه الماء اشتعل وإذا صب عليه قليل من الزيت انطفأ ولا نفع له في الطب خلا أنه بنتن رائحته يطرد الهوام إذا بخر به.

حجر أعرابي: ديسقوريدوس في الخامسة: يشبه العاج النقي وإذا سحق وذر على المواضع التي ينزف منها الدم تضمداً به قطع النزف وإذا أحرق كان منه جلاء للأسنان. جالينوس في التاسعة: قوته قوة تجلو.

حجر غاغاطيس: ابن حسان: ينسب إلى واد بالشام كان يقال له في القديم غاغا ويسمى الآن وادي جهنم وهذا الحجر يوجد أيضاً بالأندلس في ناحية سرقسطة وقد يوجد أيضاً في ناحية جبل شنير في أجراف طفلية وإذا وضع على النار فاحت منه رائحة القرن المحرق. ديسقوريدوس في الخامسة: هو بعض الحجارة ينبغي أن يختار منه ما كان سريع الإلهاب وكانت رائحته شبيهة برائحة القفر وهذا الحجر بجميع أصنافه هو أسود يابس قحل ذو صفائح خفيف جداً وله قوة ملينة محللة وإذا تدخن به صرع من به صرع وأنعش المرأة من الغشي العارض لها من وجع الأرحام وإذا دخن به أيضاً طرد الهوام وقد يقع في أخلاط الأدوية الموافقة التي للنقرس وقد يكون بالبلاد التي يقال لها لوقيا وقد يوجد في نهر بتلك البلاد ينصب إلى البحر يقال لذلك النهر غاغا.

حجر الإسفنج: ديسقوريدوس في الخامسة: الحصاة الموجودة في الإسفنج إذا ضربت بالخمر فتتت الحصاة المتولدة في المثانة. جالينوس في التاسعة: قوتها قوة تجفف إلا أنها ليست تبلغ من قوتها أن تفتت الحصاة المتولدة في المثانة والذين وصفوها بذلك في كتبهم فقد كذبوا، وأما الحصاة المتولدة في الكليتين فهذه الحجارة أيضاً تفتتها كما تفعل ذلك الحجارة التي تجلب من قيادوقيا وهي توجد على ما يقولون في أرض طوس، وهذه الحجارة إذا حكت خالط الماء منها شيئاً يصير كالعصارة أيضاً.

حجر خزفي: ديسقوريدوس في الخامسة: زعم قوم أنه موجود كثيراً بمصر وهو حجر شبيه بالخزف سريع التشقق ذو صفائح وقد يستعمل مكان القيشور في قلع الشعر وإذا خلط منه مقدار درهمين وشرب بالخمر قطع الطمث وإن شربت منه المرأة مقدار درخمي بعد التطهير من العلة في كل يوم وفعلت ذلك أربعة أيام لم تعلق وإذا خلط بالعسل ووضع على الأبدان الوارمة وعلى القروح الخبيثة سكن ورم الثدي ومنع القروح الخبيثة من الانتشار. جالينوس في التاسعة: قوته قوة تجفف تجفيفاً كثيراً وهي مركبة من القبض وحده.

حجر الأثداء: ديسقوريدوس في الخامسة: هو بعض الحجارة يقبض ويجفف ويجلو ظلمة البصر وإذا خلط بالماء ولطخ به الثدي والحصا والقروح سكن الأورام العارضة لها. جالينوس في التاسعة: ينقي الحدقة ويشفي الأورام الحارة الحادثة في الثديين في الأنثيين إذا ديف بالماء.

حجر الحية: ديسقوريدوس في الخامسة: هو فيما زعم بعض الناس صنف من الحجر الذي يقال له باسيقس أي الزبرجد ومنه ما هو صلب أسود اللون ومنه مثل الحجر القمري ومنه شيء رمادي اللون فيه نقط ومنه ما في كل واحدة منه ثلاث خطوط بيض وكل هذه الأصناف تنفع إذا علقت على البدن من نهشة الأفعى وللصداع. وأما الصنف منها الذي في كل واحد منه ثلاث خطوط فإنه يقال فيه خاصة أنه ينفع من المرض الذي يقال له الثريثد ومن الصداع. جالينوس في التاسعة: أخبرني رجل صديق يوثق بقوله أنه ينفع من نهش الأفعى إذا علق.

حجر هندي: جالينوس في التاسعة: هو والحجر الذي يقال له إمانافيطس يقطعان الدم الذي يخرج من أفواه العروق التي في المقعدة وقد جربناهما. غيره: أبراقيطوس هو حجر هندي إذا شرب نفع من لدغ العقارب وينفع من البواسير.

حجر رصاصي: ديسقوريدوس في الخامسة: هو الحجر الشبيه في لونه بالرصاص قوته شبيهة بقوة خبث الرصاص وغسله مثل غسله.

حجر منفى: ديسقوريدوس في الخامسة: هو حجر يوجد بمصر بالمدينة التي يقال لها منف وهو في عظم حصاة وفي الحجر الواحد منه ألوان مختلفة وقد يقال أنه إذا سحق هذا الحجر وبل ولطخ به على الأعضاء التي يحتاج إلى قطعها وكيها منع من الوجع بإبطاله الحس.

حجر البرام: إذا سحق واستن به كان نافعاً للأسنان مبيضاً لها.

حجر البلور: قيل إنه ينفع من الفزع في النوم تعليقاً.

حجر اناخاطس: الغافقي: هذا الحجر ينفع من الأورام ومن كثرة دمعة العين وذلك أنه يؤخذ فيحل فيخرج محكه يشبه الدم حمرة فيجعل مع لبن امرأة ويقطر في العين.

حجر حديدي: هو الخماهان وسنذكره في الخاء المعجمة.

حجر الكرك: التميمي في كتابه المرشد: هذا الحجر أبيض الجوهر شديد البياض وهو حجر بحري يقذف والبحر بحر الهند فيوجد بساحل بدرهم وساحل بحر الهند والسند وهو إذا حك أو خرط وحلي خرج في بياض العاج وبصيصه ونقائه بل هو أشد بياضاً من العاج وأبهى حسناً منه وهو في طبعه بارد يابس في آخر الدرجة الثانية وقد يطبخ يشبه الحجر المعروف بالسلوقي ويشاكله في اللون وصفاء اللون والجوهر والبهاء وذلك أن منظريهما وفعليهما واحد، ونساء الهند ورجالهم مختمون به ونساؤهم يتسورون به في زنودهم ويتخذون منه مخانق لأعناقهم وقد تزعم الهند والسند جميعاً أن خاصة هذا الحجر دفع السحر وإبطاله وإبطال الأخذ ودفع عين العائن ونظر العدو وله أيضاً خاصية أخرى وذلك أنه إِذا سحق واكتحل به جلا البياض الكائن في العين حديثه وقديمه ومحا آثار الفرزجات وقلعها وأزالها ويقول الهندان: فيه خاصية ثالثة وهي أن من حمله أو تقلد به أو تختم بفص منه قل الكذب عليه وأحبه كل من رآه وفعله إذا اكتحل به فعل محمود حسن. وملوك السند والهند يتخذون منه أواني وأقداحاً يستعملونها في مجالسهم ويشربون بها ويزعمون أنه يدفع الشر والصخب عن مجالسهم وأنه يزيد في أفراحهم ويجلب لهم السرور ويقال: أنه إذا سحق ناعماً واستاك به الإنسان بيض أسنانه وجلاها ونقاها من القلح ومن الحفر ومن الأعراض الرديئة التي تعرض للأسنان والهند والسند جميعاً يعلقونه في شعورهم وشعور نسائهم ويزعمون أنه يطول الشعر ويخرطون منه خرزاً يجلونها ويلبسونها فتأتي في كبار اللؤلؤ البراق الكثير الماء وقد يكسب الرجال لبسهم هذا الحجر ويفيدهم الحظوة عند نسائهم.

حجر عراقي: التميمي في المرشد قال هومس: أن الحجر العراقي يكون في النهر المسمى فاميس ولونه أسود جداً فإذا أخد ودلك باللسان كمثل اللحس فإنه عند ذلك يخرج منه رطوبة طعمها كطعم الزعفران وهو حجر مكتنز ثقيل ملزز وخاصته النفع من البياض الكائن في الطبقة القرنية من طبقات العين إذا حك على مسن أخضر بلبن امرأة ترضع ولداً بكراً أبرأته، ومن منافعه أيضاً أنه ينفع من وجع الكلي ويبرىء النسمة ويسهل النفس.

حجر الديك: الغافقي: يوجد هذا الحجر في بطون الديكة لونه شبيه بلون المها وعظمه كالباقلا أو أصغر منه ينفع من العطش الشديد إذا غسل بماء وشرب ذلك الماء ويدفع أحزان النفس وهمومها.

حجر النار: الشريف: هو الحجر الأصم وهو حجر الزناد وهو أنواع فمنه ما يكون أبيض ومنه خمري ومنه ما يكون أسود وهو في ذاته بارد شديد اليبس إذا لقي جسم الفولاذ قدح النار ويوجد له في رائحته عند القدح ثقل وهو معلوم. وذكر أرسطو أنه إن علق عند الولادة على فخذ المرأة مشدوداً في خرقة سهلت ولادتها بإذن الله وينزع عنها بعد الولادة سريعاً وإذا صير مسحوقاً غباراً وذر منه على الخنازير جففها ونقاها وألحم أجزاءها وكذا إذا ذر على القروح العسرة الإندمال في أي مكان كانت.

حجر بولس: الغافقي: هذا الحجر يشبه النطرون إلا أنه أكثر تخلخلاً منه وله نفط يشبه لون الذهب ويشبه الحجر الذي يدعى سقندلس وهو ينفع من الأعياء إن أخذ وأغلي بزيت يسير ويؤخذ ذلك الزيت فيدهن به ثدي النصب فيذهب الأعياء.

حجر المثانة: هو الحجر المتولد في مثانة الإنسان، جالينوس في 9: زعم قوم أنه يفتت حصا المثانة فلما جرب ذلك لم ينتفعوا به فإنه فتت الحصاة المتولدة في الكليتين ولا علم لي بذلك لأني لم أجربه. الغافقي: زعم قوم أنه يزيل بياض العين إذا سحق واكتحل به.

حجر الحمام: الغافقي: الحجر المتولد في قدور الحمام إذا عمل منه ضماد وحمل على السرطان عند إبتدائه أذهبه وهو أقوى ما يعالج به السرطان المتولد في الرحم.

حجر البقر: ويقال لها بالديار المصرية خرزة البقر وأهل المغرب والأندلس يسمونها بالورس والورس بالحقيقة غيره. بعض علمائنا: هذا الحجر يوجد في مرارة البقر عند امتلاء القمر وهو حجر ذو طبقات مدوّر صلب لونه إلى الصفرة وكثيراً ما يستعمله النساء بالديار المصرية للسمنة بأن تشرب منه المرأة وزن حبتين في الحمام أو عند خروجها منه بجلاب ثم تتحسى في إثره مرقة دجاجة سمينة مصلوقة وهذا مجرب عندهم في أمر السمنة. غيره: هو شيء يكون في مرارة البقر وفيه رطوبة لدنة تجمد وتخرج من المرار وهي لزجة لدنة في لدونة مح البيض المطبوخ ثم تجف وتصلب حتى تصير في قوام النورة المكلسة يتهيأ عندما يفرك بالأصابع وقد يكون من هذه الرطوبة ما إذا جف وكان فيه بعض صلابة يشبه بعض تلك الحجارة السريعة التفتت ولهذا ما سماه بعض المترجمين بحجارة البقر. الغافقي: زعم بعض الأطباء إنه حار يابس في الدرجة الرابعة وقد يقع في إكحال العين ويحد البصر وزعم بعضهم أنه إذا سحق وطلي به بماء بعض البقول على الحمرة والنملة نفع وأظنه النملة الساعية وشبهها من القروح وإذا سعط به بمقدار عدسة مع ماء أصول السلق نفع من نزول الماء في العين. وزعم بعضهم أنه إذا سحق وعجن بشراب وطلي به موضع البياض خرج الشعر الأسود وقال بعضهم إنما يكون ذلك في علة داء الثعلب والبرص وإما في الشعر الأبيض الطبيعي فلا.

حجر الحوت: الغافقي: هو شبيه بالحجر يوجد في رأس الحوت يقوم مقام دماغه وهو أبيض صلب يشرب فيفتت الحصاة المتولدة في الكليتين وفعله على ما ذكرت الأوائل في ذلك فعل قوي جداً.

حجر بحري: الغافقي: هو حجر يوجد في أرض المغرب ترمي به أمواج البحر كثيراً وهو على شكل الفلك التي تغزل فيها النساء مجوف عليه حب ناتىء من أسفله إلى أعلاه، إن شرب منه وزن دانق وهو عشر شعيرات كسر الحصا وفتتها قال: وهذه صفة القنفذ البحري وهو خرقة يرمي بها البحر وقد تناثر شوكها وذهب ما في جوفها من اللحم وهي كثيرة بأرض المغرب.

حجر الأقروح: الغافقي: قال حنين يكون في أرض الروم وفي بلد قريب من بلد يدعى أولوقوس بينه وبين قسطنطينية مائتا ميل ويطفو فوق الماء كالقيشور وإذا حك وشرب نفع من لسعة العقرب.

حجر الرحى: ابن سينا: بخار الخل عنه يمنع النزف ويمنع الأورام الحادة جداً.

حجر أرمني: ابن سينا: هو حجر يكون فيه أدنى لازوردية وليس في لون اللازورد ولا في اكتنازه بل كان فيه رملية ما وهو لين الملمس رديء للمعدة مغسولة لا يغثي وغير المغسول يغثي يسهل السوداء إسهالاً أقوى من اللازورد وقد اقتصر عليه وترك الخربق الأسود لما ظفر به لأمراض السوداء وقال في الأدوية القلبية يقوي القلب ويفرحه بخاصية فيه مع نقصه عن الروح الدخان السوداوي وتنقية البدن من الخلط السوداوي.

حجر البسر: أبو العباس الحافظ: يقال بالباء بواحدة من أسفل مضمومة والسين مهملة والراء اسم لحجر أبيض على شكل ما عظم من الحر الكبير وينفع من الحصا، يوجد في بحر الحجاز وزعم بعضهم أنه يدر البول إذا علق على موضع المثانة من خارج ويقوي القلب ومنه ما يكون إلى الزرقة ويوجد ببحر جدة متكوناً في صدفة كبيرة مستديرة على شكل الصدف المعروف بالحافر إلا أنه أكثف منه بكثير.

حجر سفاف: هو اسم لحجر القيشور ويذكر في حرف القاف.

حجر بارقي: أبو العباس النباتي: هو حجر شكله الحجارة المصرية يكون على قدر الكف. أخبرني الثقة عنه ببغداد وهو ممن رآه ولم يعرفه حتى أخبر به وبخواصه العجيبة، وجد في بعض ذخائر المصريين من خواصه أن يوضع على من به استسقاء فيمص الماء من بطنه حتى يبرأ، وكان قد وقع له منه بعد طوافه البلاد باحثاً عنه مشرقاً ومغرباً قطعة صغيرة من نحو ثلثي الدينار وأراد إختباره بالماء ليرى هل ينماع أم لا لما رآه إلى الخفة غير رزين ولما وضعه في الماء ازداد صلابة فأخرجه عن الماء ووضعه في الشمس فلم يزل ينماع حتى صار إلى زنته الأولى فنبهه بعض المختبرين للأحجار على تحقيق وزنه قبل ذلك ففعل ما أمره به فوجد فيه بعد وضعه في الماء ثلاثة دنانير وذلك أن صاحب الأحجار ذكر هذا الحجر وسماه بما ذكرت وهي قصة عجيبة صحيحة صحت عنه.

حجارة مشوية: هو الجير غير المطفّى وهو الكلس وسأذكره في الكاف.

حجارة ابسوس: هو البارود وقد ذكرته في الباء وأهل مصر يعرفونه بثلج الصين.

حجر الشريط: هو حجر المرمر.

حجر الدم: وهو حجر الطور أيضاً وهو الشادنة وسيأتي ذكرها في حرف الشين.

حجر النسر وحجر العقاب: هو أكتملت وسمي حجر النسر لأنه يوجد كثيراً في أوكار النسور والعقبان ومنهم من يقول حجر البشر من أجل أنه يسهل الولادة وقد ذكرت الأكتملت في حرف الألف.

حجر البهت: هو حجر الأكتملت عن ابن حسان ويعرفه أهل مصر بحجر الماسكة أيضاً.

حجر شجري: هو البسذ وقد ذكر في الباء.

حجل: الشريف: هو طائر معروف على قدر الحمام مرقش كالقطا أحمر المنقار والرجلين لحمه معتدل جيد الغذاء سريع الهضم ودماغه إذا سقي بخمر صرفة لصاحب اليرقان نفعه وكبد الحجل إذا ابتلع منه وهو حار مقدار نصف مثقال نفع من الصرع ومرارة الحجل تنفع من الغشاوة والظلمة الكائنة في العين كحلاً، وإذا خلطت بعسل وزيت عذب أجزاء سواء، وحجر بها من خارج العين نفع ابتداء الماء في العين وإذا استعط بمرارة الحجل إنسان في كل يوم جاد ذهنه وقل نسيانه وقوي بصره، وإذا خلطت مرارة الحجل مع لؤلؤ غير مثقوب ومثله مسك سواء واكتحل به بعد السحق نفع من البياض في العين والطرفة والعشي ودمه إذا جفف وسحق مع زجاج فرعوني ودار فلفل أجزاء سواء تنخل وتداف بالعسل ويكتحل لبياض العين والغشاء والجرب نفع من جميع ذلك، وبيض الحجل إذا طبخ بخل عنصل وأكل نفع من وجع البطن والمغص.

حديد: يذكر خبثه في الخاء المعجمة وقد ذكرنا توباله في التاء. ابن سمحون: الحديد يستعمل في علاج الطب ومداواة الأمراض على ضروب كثيرة هو وبرادته وخبثه وزنجاره وماؤه وشرابه اللذان يطفأ فيهما وهو محمى. قال أرسطوطاليس: وللحديد معادن كثيرة وأجناسه تتفاضل فمنه ما هو رخو ومنه ما إذا ألقيت عليه الأدوية صلبته وزادت في قوته، ومنه ما إذا سقي الماء زادت صلابته وحدته، ومنه ما إذا لم يسق الماء كان أحد له وأهل الصناعات كلها يحتاجون إليه ولا غنى للناس عنه كما لا غنى لهم عن النار والماء والملح. الرازي: في كتاب علل المعادن زنجار الحديد هو زعفران الحديد والدوص وهو ماء الحديد. الغافقي: الحديد ثلاثة أصناف شابرقان وبرماهن وفولاذ، فالشابرقان هو الفولاذ الطبيعي وهو الذكر وهو الأسطام، والفولاذ هو المتخلص من البرماهن. ديسقوريدوس في الخامسة: وأما الحديد المحمى فإنه إذا طفىء بالماء والخمر وشرب ذلك الماء وذلك الخمر موافق للإسهال المزمن وقرحة الأمعاء وصرم الطحال والهيضة واسترخاء المعدة. جالينوس في الأدوية المقابلة للأدواء: الماء الذي يطفىء فيه الحدادون الحديد المحمى شفاء لمن يخاف من عضة الكلب الكلب من غير أن يعلم فإنه أنفع دواء كان وهو عجيب جداً. الدمشقي: إذا شرب ذلك الماء أو ذلك الشراب الذي يطفأ فيه الحديد نفع المعدة التي قد فسدت من قبل المرة. الرازي: يهيج الباه. بولس: ينفع المرطوبين. الكندي: إذا ألقيت برادة الحديد في شراب مسموم مصت كل ما فيه من السم ولم يضر ذلك الشراب أحداً. قال: ومن سقي سحالة الفولاذ فينبغي أن يسقى من حجر المغناطيس درهمين بالماء البارد فإنه يجمعه ويخرجه من البطن. الرازي: يعرض لمن سقي برادة الحديد وجع في البطن شديد ويبس في الفم ولهيب وصداع غالب وينبغي أن يسقى اللبن الحليب مع بعض المسهلات القوية ثم يسقى السمن والزبد إلى أن تسكن تلك الأعراض. وقال في كتاب خواصه إن علق برادة الحديد على أن يغط في النوم لم يغط. ديسقوريدوس: زنجار الحديد قابض إذا احتملته المرأة قطع نزف الدم وإذا شرب منع الحبل وإذا خلط بالخل ولطخ على الحمرة المنتشرة والبثور أبرأها سريعاً، وقد ينفع من الداحس والظفرة وخشونة الجفون والنواسير الناتئة في المقعدة ويشد اللثة وإذا لطخ على النقرس نفع منه وينبت الشعر في المواضع التي استولى عليها داء الثعلب.

حديدي: هو النبات المسمى باليونانية سندريطس وسيأتي ذكره في السين.

حدأة: الشريف: هو طائر معروف كالبازي يأوي إلى المدن والعمارات يخطف اللحم والجراد ونحو ذلك لحمه تعافه النفوس ولا تأكله، ودمه إذا خلط بقليل مسك وماء ورد وشرب على الريق نفع من الربو، وضيق النفس، ومخه إذا غلي على كراث وعسل وشربه صاحب الزحير ومن به بواسير نفعه وإذا أحرق ريشه بغير رأسه وشرب من رماده مقدار ما يحمله ثلاث أصابع بالماء نفع من النقرس، ومرارته إذا جففت في الظل ورفعت فإذا احتيج إليها فتبل بماء ثم يكتحل بها الملسوع مخالفاً إذا كانت اللسعة في الشق الأيمن اكتحل الملسوع في العين اليسرى، وإن كانت اللسعة في الشق الأيسر اكتحل به في العين اليمنى ثلاثة أميال في كل عين فإنه يبرأ ويحيا، وإذا قليت بيضة بدهن قلياً جيداً وأدهن به موضع الوضح أبرأه وحيا.

حدج: هو بطيخ الحنظل إذا ضخم قبل أن يصفر.

حدق: هو الباذنجان، من اللغة في كتاب الرحلة لأبي العباس النباتي: هو اسم عربي معروف بالقدس وما والاها لنوع من الباذنجان بري ينبت عندهم بريحا وأرض الغور جميعه ويعظم نباته حتى يكون أطول من شجر الباذنجان وفيه شوك محجن وثمره يكون أخضر ثم يصفر وقدره على قدر الجوز وشكله شكل الباذنجان سواء وورقه وثمره وأغصانه، وهم يغسلون به الثياب فيبيضها وكذلك هو عندهم باليمن معروف بما ذكرت وفي أرض الحبشة فيما ذكر لي من كان بها، ومنه نوع آخر صغير كثير الشوك وورقه صغار وأغصانه دقاق فطول شجره ذراع رأيته ببلد من أرض الحجاز وسألت عنه بعض الأعراب فسماه لي شوكة العقرب وقال إنها تنفع من لذع العقارب. لي: تعرفه أهل اليمن بالعرصم وهو أيضاً كثير بأرض القاهرة من الديار المصرية رأيته بالمطرية في البستان الذي فيه البلسان بعين شمس، ويذكرون أهل ذلك الصقع أن ثمره يتبخر به للبواسير فيجففها وينفع منها مجرب، وذكر لي من أثق بقوله أن هذه ثمرة إذا قليت في زيت وقطر في الأذن الوجعة سكن وجعها وهذه الثمرة تشبه ثمر اللقاح في النضارة والمنظر والقدر سواء، إلا أنها تخالف اللقاح في الشوك المحيط بأقماعها.

حرمل: ابن سمحون: هو أبيض وأحمر فالأبيض هو الحرمل العربي ويسمى باليونانية مولى، والأحمر هو الحرمل العامي المعروف ويسمى بالفارسية أسفنذ. أبو حنيفة: الحرمل نوعان نوع منه ورقه مثل ورق الخلاف وله نور مثل نور الياسمين سواء أبيض طيب يريب به السمسم والسوع وهو حب البان وليست رائحته مثل رائحة الزيتون وحبه في شنفة مثل شنفة العشرق والنوع الآخر هو الذي يقال له بالفارسية الأسفنذ وشنفة هذا مدورة، وشنفة ذاك طوال والشنفة هي الأوعية التي يكون فيها حبها. ديسقوريدوس في الثالثة: والنبات الذي ينبت بقيادوقيا وبالبلاد التي يقال لها عالاطيا التي بآسيا واسمه مولى يسميه بعض الناس سذاباً غير بستاني وهو تمنش مخرج من أصل واحد وله أغصان كثيرة وورق أطول من ورق السذاب الآخر وأغض ثقيل الرائحة وله زهر أبيض ورؤوس أكبر قليلاً من رؤوس السذاب البستاني مثلثة فيها بزر لونه إلى الحمرة ما هو ذو ثلاث زوايا مر شديد المرارة، والبزر هو المستعمل ونضجه في الخريف. جالينوس في 6: قوته لطيفة حارة في الدرجة الثالثة ولذلك صار يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويخرجها بالبول. مسيح الدمشقي: وإذا سحق بالعسل والشراب ومرارة الدجاج والزعفران وماء الرازيانج الأخضر وافق ضعف البصر، ومن الناس من سماه حرملاً والسريانيون يسمونه بساساً وأهل قيادوقيا هم الذين يسمونه مولى لأن فيه شبهاً يسيراً للنبات الذي يقال له مولى إذا كان أصله أسود وزهره أبيض وينبت في تلال وفي أرض طيبة التربة. مسيح: يخرج حب القرع وينفع من القولنج وعرق النسا ووجع الورك إذا نطل بمائه ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم اللزج ويحلل الرياح العارضة في الأمعاء. عيسى بن ماسة: وأما نحن في بيمارستان مرو فإنا نستعمله منذ إخراج السوداء وأنواع البلغم بالإسهال وهو غاية من الغايات للداء الذي يعتري المصروعين. علي بن رزين: نافع من برد الدماغ والبدن. الرازي: الحرمل يسدد ويصدع ويدر الطمث والبول. وقال بعض الأطباء: نقيعه جيد للسوداء يحللها ويصفي الدم منها ويلين الطبيعة. حبيش: الحرمل يقيء ويسكر مثل ما يسكر الخمر أو قريباً من ذلك، وإصلاحه ليتقيأ به يكون على هذه الصفة يؤخذ من حبه خمسة عشر درهماً، فيغسل بالماء العذب مراراً ثم يجفف ويدق في الهاون، وينخل بمنخل صفيق ويصب عليه من الماء المغلي أربع أواق، ويساط في الهاون بعود ويصفى بخرقة صفيقة ويرمى بثقله ثم يصب على ذلك الماء من العسل ثلاث أواق ومن دهن الخل أوقيتان ويستعمل فإنه يقيىء قيئاً شديداً. إسحاق بن عمران: إن أخذ منه وجعل في قدر مع ثلاثين رطلاً من الشراب وطبخ حتى يذهب ربعه ثم يسقى المصروع منه كل يوم عشرة دراهم نفع من الصرع ويسقى منه المرأة التي قد حملت مرة ثم انقطع الحمل ثلاثة أيام متوالية فينفعها وعلامة انتفاعها به أن تتقيأ. مجهول: يصفي اللون ويحرك إلى الجماع ويسمن ويدر الطمث والبول بقوة. ابن واقد: ينفع أصحاب العشق بإسكاره وتنويمه لهم. غيره: وإذا استف منه وزن مثقال ونصف غير مسحوق اثنتي عشرة ليلة شفى وجع عرق النسا مجرب، وبدل الحرمل إذا عدم وزنه من القردمانا، وأما الحرمل العربي فهو الأبيض. ديسقوريدوس في الثالثة: مولى آخر ورقه شبيه بورق النيل إلا أنه أعرض منه وهو مفترش على الأرض وله زهر شبيه بزهر لوفا وهو الخيري لبني اللون إلا أنه أصغر من زهر لوفا وأقرب في المقدار إلى زهر انكر وهو البنفسج وله قضيب أبيض طوله أربعة أذرع وعلى رأسه شبيه برأس الثوم وله أصل صغير شبيه ببصلة النبات الذي يقال له بلبوس والأصل نافع جداً وإذا سحق وصير معه دهن أيرسا واحتمل في فرزجة يفتح أفواه الأرحام. جالينوس في السابعة: أصل هذا شبيه بأصول الزير الصغار وقوته تشد وتجمع لذلك متى وضع من أسفل بدقيق الشيلم ضماداً على ما وصفت. ديسقوريدوس: ينفع فم الرحم المفتوح.

حرملة: أبو حنيفة: أخبرني بعض أعراب الشراة أن شجره ينبت بقرب الماء يسمونه قضاباً نحو العامة لها لبن كثير وورق أغبر طوال دون ورق الخلاف يتخذ منها الزناد الجياد وهو أجود الزناد بعد المرخ والعفار، ويؤخذ لبنها في صوف أو قطن ويحمل ثم يستعبد بالزبد حتى يروى منه، ثم يمهل عشرة أيام حتى ينتن ثم يحك جرب الإنسان الجرب حكاً شديداً ويقام في الشمس فيدلك جربته بتلك الصوفة فيجد مضضاً شديداً ويبرأ.

حرف: أبو حنيفة: هو هذا الحب الذي يتداوى به وهو السفا بالعربية والمقلياثا بالسريانية. محمد بن عبدون: المقلياثا هو الحرف المقلو خاصة وسفوف المغلياثا النافع من الزحير منسوب إليه لأنه يقع فيه مقلوًا. الفلاحة: الحرف صنفان أحدهما في ورقه دقة وتفريق كثير والآخر في ورقه شبيه بالاستدارة مع تشقق وتشريف. ديسقوريدوس: أجود ما رأينا منه ما كان من البلاد التي يقال لها بابل. جالينوس في الخامسة: بزر الحرف قوته تحرق مثل بزر الخردل ولذلك يسخن به أوجاع الورك المعروفة بالنسا وأوجاع الرأس، وكل واحد من العلل الأخر التي تحتاج إلى التحمير كما يسخن بزر الخردل وقد يخلط بزر الحرف أيضاً في أدوية يسقاها أصحاب الربو من طريق آخر فيه معلوم أنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعاً قوياً كما يقطعها بزر الخردل لأنه يشبه به في كل شيء وبقل الحرف نفسه أيضاً إن جفف كانت قوته مثل قوة بزره وأما ما دام طرياً فهو بسبب ما يخالطه من الرطوبة المائية ناقص القوة عن البزر كثيراً. ويبلغ من قوّة تلذيعه أن الإنسان لا يقدر أن يأكله إلا بخبز. ابن ماسويه: قوته في الحرارة واليبوسة في آخر الدرجة الثالثة أو من أول الرابعة. ديسقوريدوس في الأولى: وبزر كل حرف مسخن حريف رديء للمعدة ملين للبطن ويخرج الدود ويحلل أورام الطحال ويقتل الأجنة ويحرك شهوة الجماع وهو شبيه بالخردل وبزر الجرجير والجزر وهو يجلو الجرب المتقرح والقوابي وإذا تضمد به مع العسل حلل ورم الطحال ونقى القروح التي يقال لها الشهدية وإذا طبخ في الأحساء أخرج الفضول التي في الصدر وإذا شرب نفع من نهش الهوام ولسعها وإذا دخن به في موضع طرد الهوام عنه ويمسك الشعر المتساقط ويقلع خبث النار. الفارسي: وله قوة تفتح الأورام وإذا خلط بالسويق والخل وتضمد به نفع من عرق النسا ومن الأورام الحارة وإذا تضمد به مع الماء والملح أنضج الدماميل وورق الحرف أيضاً يفعل ذلك إلا أنه أضعف فعلاً. أبقراط: والحرف يسخن ويقطع ويحدر رطوبة بلغمية بيضاء إلى المثانة إذا أكثر أكله حتى يحدث فيها كثيراً تقطير البول. سلمويه: ينفع من الإسترخاء في جميع البدن شرباً. الطبري: يقتل الأجنة قتلاً قوياً جداً شرباً وحمولاً وهو رديء للمعدة ليبسه وقال في كتاب الجوهرة: إن خاصيته في إذهاب المواد الرديئة وإخراجها. الفارسي: ينشف القيح من الجوف ويزيد في الباه ويشهي الطعام. الدمشقي: ليس بجيد للكلى لأنه يقطع الأخلاط تقطيعاً قوياً. عيسى بن ماسة: خاصيته إذا شرب بالماء الحار يحل القولنج ويخرج الديدان وحب القرع وورقه رديء للمعدة. ابن ماسويه: وإن شرب منه بعد سحقه خمسة دراهم بالماء الحار أسهل الطبيعة وحلل الرياح العارضة في الأمعاء ونفع من وجع القولنج وإن شرب منه مقلوُّا عقل الطبيعة ولا سيما إذا لم يسحق لتحلل لزوجته بالقلي. حبيش: يسخن الكبد الباردة وينفع من برد الكليتين إذا عريتا من الشحم ومن عرق النسا إذا شرب منه غير مقلو ويقلع اللحم والدم اللزج من المعدة وإن قلي أمسك الطبيعة وإن شرب غير مقلو أسهلها. إسحاق بن عمران: وإذا حمص وشرب ببعض الأشربة الحابسة للبطن منع الإسهال العارض من الرطوبة ونفع من الزحير وإذا حمل على القروح العتيقة نقاها وإذا غسل بمائه الرأس نقاه من الأوساخ والرطوبات اللزجة ومنع من تساقط الشعر وإن سحق نيئاً وسفَّ نفع من البرص وإن لطخ عليه وعلى البهق الأبيض بالخل نفع منها وإن سحق مع دم الخطاطيف وطلي به على الوضح غيره التجربيين: والحرف إذا خلط بالزفت مدقوقاً ينفع من قروح الرأس العسرة البرء كالشهدية والحزاز المتقرح وإذا خلط بالغار ووضع على وجع المثانة المتولدة عن البرد نفعه وإذا خلط بالعسل ولعق نفع السعال المتولد عن أخلاط غليظة وينفع أوجاع الجنبين عن سدد غليظة الأخلاط وينفع مع العسل أو فصوص البيض النيمرشت من شدخ عضل الصدر إذا أنصبت إليه المادة من صدمة أو دفع عضو آخر، وكيف كان بأن يلعق، وإذا خلط مقلوُّا كما هو حباً صحيحاً دون سحق في حسو نشا أو حسو دقيق حواري أو حسو أرز أو مح بيض نيمرشت أو شحم مذاب نفع من إستطلاق البطن ومن السحج الحادث عن أخلاط بلغمية وإذا سحق وطلي به النمش مع العسل أو مع الصابون إن كان قوياً قشره، ولا يعاد حتى ترجع القشرة إلى حالها الأول، فإن كان للنمش ظهور أعيد، وإذا ضمدت به اللسعة من  العقرب نفعها.العقرب نفعها.

حرف السطوح: وباليونانية بلسقي وعامتنا بالأندلس يعرفها بالأسيرون ويسميه أكثر الأطباء حرفا بابلياً. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات دقيق الورق طول ورقه أصبع منبسط على الأرض مشرف الأطراف، وفيه شيء من رطوبة لزجة وله قلب في وسطه دقيق طوله شبر له شعب يسيرة وعلى كله ثمر واسع الطرف فيه بزر شبيه بالحرف شكله على شكل الفلكة كأنه شيء قد عصر من جانبين، وله زهر لونه إلى البياض وينبت في الطرق وعلى الحيطان والسياجات. جالينوس في السادسة: بلسفي هذا أيضاً بزر بعض النبات وقوته حادة حتى به تفجر الدبيلات التي تحدث في الجوف إذا شرب وهو أيضاً يدر الطمث ويفسد الأجنة وإذا احتقن به نفع من عرق النسا بأن يسهل شيئاً يخالطه دم، وهو أيضاً يخرج من فوق ومن أسفل أخلاطاً مرارية متى شرب منه مقدار أربعة دوانيق ونصف. ديسقوريدوس: وبزره حريف مسخن إذا شرب منه مقدار أكسوثافن أخرج المرة الصفراء بالقيء والإسهال وقد يحقن به لعرق النسا، وقد يسهل الدم إذا احتقن به وإذا شرب فجر الدبيلات التي تكون في باطن البدن ويدر الطمث ويقتل الأجنة وقد زعم فراطوس أنه يكون منه ضرب آخر يسميه بعض الناس جردلاً فارسياً وهو نبات عريض الورق كبير الأصل يقع في أخلاط الحقن المستعملة لعرق النسا. لي: هذا النوع هو المعروف بالشام بالحرفق وأما أهل مصر والإسكندرية فإنهم يعرفونه بالحرفرق وبحشيشة السلطان أيضاً.

حرف مشرقي: ديسقوريدوس في الثانية: ذاربن وهو نبات طوله ذراع له قضبان دقاق عليها الورق من ناحيتين متقابلتين وفي ورقه مشابهة بورق السنطرح، غير أنه أنعم وأشد بياضاً، وله على أطراف القضبان أكلة مثل أكلة النبات الذي يقال له أقطى، وله زهر أبيض أو فرفيري غليظ طيب الرائحة وقد يطبخ هذا النبات بحشيش الشعير خاصة بالبلاد التي يقال لها قنادوقيا، وثمره إذا جفف يستعمل في الطعام مكان الفلفل.

حرف الماء: ديسقوريدوس في الثانية: سيسقريون ومن الناس من سماه قردامومن ومنهم من يسميه أيضاً سبن هذا نبات مائي ينبت مثل ما تنبت قرة العين وسماه بعض الناس قرداميني لأن طعمه شبيه بطعم قردامومن وهو الحرف وله ورق مستدير في أول ما يظهر فإذا كبر صار له تشريف شبيه بتشريف ورق الجرجير. جالينوس في الثامنة: إذا كان هذا النبات يابساً فهو في الدرجة الثالثة التي تسخن وتجفف، وإذا كان رطباً طرياً فهو في الدرجة الثانية. ديسقوريدوس ورقه مسخن مدر للبول وقد يؤكل أيضاً نيئاً ومطبوخاً ويتضمد به ويودع الضماد الليل أجمع ويغسل بالغداة فينقي البثور اللبنية والكلف.

حرير: هو الإبريسم وقد ذكرته في الألف، وقال ابن ماسة: الحرير عربي والإبريسم عجمي معرب، وقال ابن ماسه: إذا نسج دود الحرير على نفسه وتم غشاؤه فإنه إن ترك في الشمس ثقبه وخرج منه، وإذا خرج عنه اتخذ منه الإبريسم والقزوان ترك في الشمس حتى يموت يسمى حينئذ حريراً.

حرشف: هو أنواع كثيرة لكن المشهور منها بذلك الاسم عند الأطباء نوعان بستاني ويسمى الكنكر وبعجمية الأندلس قنارية، وسنذكره فيما بعد ومنه برّي رؤوسه كبار على قدر الرمان وشوكه حديد وليس له ساق وتسميه البربر بالمغرب الأقصى أقران ومنه بري أيضاً يسمونه باليونانية سقلومس، وهو المعروف عند عامة الأندلس باللصف وصاده مكسورة. ديسقوريدوس في الثالثة: سقولومس هو صنف من الشوك وورقه فيما بين ورق حامالاون وأفالوفي وهو الباذرود إلا أن ورقه أشد سواداً وله ساق طويلة مملوءة ورقاً، عليها رأس مشوّك وله أصل أسود غليظ. جالينوس في الثامنة: أصل هذا النبات يحدر بولاً كثيراً منتناً متى سلقه الإنسان بشراب وشرب ذلك الشراب ولذلك صار أيضاً يذهب رائحة الأبطين ونتن رائحة البدن كله إلا أن فعله هذا يفعله بجملة جوهره من قبل أن يخرج من البدن ما كان هذا سبيله من الأخلاط فأما الأفعال التي يفعلها بكيفياته فيدل على أنه حار في الدرجة الثانية نحو آخرها، وفي الدرجة الثالثة عند مبدئها وأنه يابس في الدرجة الثانية. ديسقوريدوس: إذا طبخ الأصل بشراب كان صالحاً لمن كان أبطأ. وسائر بدنه منتناً وبال بولاً كثيراً منتناً ويؤكل هذا النبات وهو طري مثل ما يؤكل الهليون. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الحرشف يدر البول أكثر مما يدره الهليون وهو أسخن من الهليون وألطف وأقل رطوبة وأنفع للمبرودين فأما المحرورين فليأكلوه بعد سلقه بالخل ويشربوا عليه سكنجبيناً حامضاً ويصطبغوا بعده لقماً بالخل ويأكلوا من سكباجة حامضة إن حضرت معه وهو كاسر للرياح مسخن للمثانة والكلى مخرج لما في الصدور لأصحاب الربو والسعال الغليظ ومن أخذه من هؤلاء فليكن بغير مري ولا خل ولكن مصلوقاً واسفيداجاً. المجوسي: الحرشف بأنواعه كلها يعقل الطبيعة والبطن ويقتل القمل إذا غسل بمائه الرأس ويذهب الحرارة منه.

حرشف بستاني: هو الكنكر وسيأتي ذكره في حرف الكاف.

حرذون: ابن سينا: هو في طبعه قريب من طبع الورل. مهراريس في خواصه: إن علق قلب الحرذون على صاحب حمى الربع في خرقة سوداء أبرأها وأزالها. ابن الهيثم: في كتاب الإكتفاء جلده إذا أحرق وطلي به إنسان لم يخف ما يناله من الضرب والقطع. جالينوس: قال قوم دمه يحد البصر فتركت تجربته لقذره فإني قدرت على غيره من الأدوية التي امتحنتها لفعل ذلك، وقال في موضع آخر: وأما زبوله فإن النساء قد أكثرت منها وجربنها لأنها تصقل الوجه وتبسط جلدته كما تفعل أدوية كثيرة وقوّة هذه الزبول يابسة حارة. ديسقوريدوس: وخرؤه يصلح للقمرة ولتحسين اللون وصقال الوجه والبشرة وأجود ما يكون من خرئه الشديد البياض الهين الإنغزال خفيفاً كالنشاشتج وإذا خلط برطوبة إنماع سريعاً وإذا فرك فاحت منه رائحة إلى الحموضة ما هي فيها شيء شبيه برائحة الجميز وقد يغشه قوم بخرء الزرازير التي تعلف الأرز ويكون خرؤها شبهاً بخرء الحرذون ومن الناس من يأخذ النشاشتج ويخلطه بالطين المسمى قيموليا ويلونه بالحشيشة التي يقال لها الخرسا وهو خس الحمار ثم يصفيه بمنخل واسع على تخاتج ويكون شكل الصفو كمثل الدود ويباع بحساب خرء الحرذون.

حرجول: هو الحرجل. ديسقوريدوس في الثانية: وهي جراد ليس لها جناح وهي عظيمة الجسم إذا أخذت غير مطبوخة ولا مملوحة وجففت وشربت من غير أن تعتق بالشراب نفعت منفعة عظيمة من لسعة العقرب وقد يكثر استعمالها أهل المدينة التي يقال لها نيطش من البلاد التي يقال لها لينوى. جالينوس في الحادية عشرة: ويزعمون أنه في بلاد نيطش يجفف الحيوان المسمى أثيراون ويسقى منه للسعة العقرب.

حرباء: ديسقوريدوس: ودم الحيوان الذي يقال له حامالاون وهو الحرباء يقال إنه إذا نتف الشعر النابت في العين وجعل في أصوله لم يتركه أن ينبت.

حربث: الغافقي: هو نبات ينسطح على الأرض له ورق طوال وبين ذلك الورق شيء صغار، وقال الأصمعي: أطيب الغنم لحماً ما أكل الحربث. غيره: منابته السهول وقال بعض المحدثين تسميه بعض الناس التمك وبعجمية الأندلس بيزور وهي شجيرة صغيرة دقيقة الورق طيبة الريح طعمها طعم الفلفل وهي طيبة لرائحة الفم جداً.

حزاز الصخر: وأهل مصر يسمونه حناء قريش. جالينوس في الثامنة: وهذا هو شبيه بالطحلب ومن توهم أنه من جنس النبات فقد أصاب وأحسبه إنما هي سميت حزازا لأنها تشفي من العلة المسماة بهذا الاسم وهو القوباء وقوته تجلو وتبرد معاً إلا أن تبريدها يسير وهي تجفف من الوجهين جميعاً بالجلاء والتجفيف الذي اكتسبته من الصخرة والتبريد من الماء لأنه إنما ينبت على صخور ندية يقع عليها الندى والطل وليس بعجب أن يكون شيء مركب من مثل هذه الطبائع يمنع حدوث الأورام الحارة فأما أن كان هذا الدواء يقطع الدم المنفجر على ما قال ديسقوريدوس فليس عندي في هذا الدواء شيء أقوله. ديسقوريدوس في الرابعة: يتولد على الصخر الندي وإذا تضمد به قطع نزف الدم مسكن للأورام الحارة وإبراء القوابي وإذا خلط بالعسل وتحنك به نفع من اليرقان وسكن ورم اللسان.

حزاءة: أبو العباس النباتي: اسم لنبتة جزرية الورق إلى البياض ما هي أصلها أبيض جزري الشكل إلى الطول ما هو طعمه بيسير حرافة وساقه في غلظ الأصبع يتفرق في أعلاه إلى أغصان دقاق متشعبة عن أكلة كزبرية الشكل إلى الصفرة ما هي هي أكبر من الكزبرة فيها مشابهة من أكلة الجزر البري يخلف بزراً عريضاً لاطئاً مزويّ عدسي الشكل إلى الطول ما هو حريف الطعم، فيه عطارة وطعم ورقه وأصله طعم الجزر والرازيانج معاً بيسير حرافة رأيته في أرض ببابل بمقربة من الكوفة ورأيت البزر منه ببغداد معروف بهذا الاسم وببلاد المشرق والنبتة تسميها الأعراب بالذي سميتها به أول الاسم حاء مهملة مكسورة بعدها زاي مفتوحة ثم ألف ثم همزة بعدها هاء. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: يسخن المعدة ويهضم الطعام ويطرد الريح ولا يصلح للمحرورين لأنه يهيج الرمد سريعاً وهو نافع لأصحاب الرياح الغليظة والمبلغمين وأصحاب الجشاء الحامض فإن أخذه المحرورون فليشربوا عليه سويقاً وسكراً. ابن ماسويه: نافع من لسع الهوام مدر للبول ويعطش إعطاشاً كثيراً. البصري: كامخ الحزاءة رديء للرأس ويورث السدد ويصلح لبرد المعدة والبخر ونتن الفم ويهيج المرار ويظهر الجرب والبثر في البدن.

حزاء: قال الغافقي: قال أبو حنيفة: هو النبتة التي تسمى بالفارسية الديناروية وهي تشفي الريح وريحها كريهة وورقها نحو من ورق السذاب وليس في خضرته وقيل إنه سذاب البر. الطبري: هو الزوفرا وهو سذاب البر وهو شبيه بالسذاب في صورته وقوته. الرازي: الحزاء المسمى بالفارسية ديناروية. الفلاحة: هي بقلة حارة حريفة قليلاً يشوبها مرارة ورقها كورق الرازيانج في ملسها خشونة وهي تضاد دسم العقارب والأدوية القتالة بالبرد هاضمة للطعام الغليظ وتفش الرياح ولا تنفخ البتة وتزيل الجشاء الحامض. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: تسخن المعدة وتهضم الطعام وتطرد الرياح وتنفع أصحاب الرياح الغليظة والمبلغمين وأصحاب الجشاء الحامض وتهيج الرمد سريعاً. ابن ماسة: نافع من لسع الهوام يدر البول ويعطش إعطاشاً كثيراً. ماسرحويه: هو شبيه بالسذاب في القوة قاطع للمني.

حزاءة أخرى: الغافقي: قال ابن دريد: هي بقلة ورقها مثل ورق الكرفس أو ورق الجزر، ولها أصل كالجزرة ويظهر منه شيء على الأرض وهي تنبت مسلطحة ثم تتشعب غصنه إذا استلقت. الفلاحة: بقلة ورقها دقاق متفرق متشعب يشبه ورق الجزر يطلع كالكرفس من أصله وفي طعمه حرافة وحدة طيبة غير مكروهة يضرب طعمها إلى شبه طعم الرازيانج وهي أطيب وهي هشة ليس فيها شيء من اللزوجة مستطابة ولها في رؤوسها بزر أخضر طيب الريح والطعم طارد للرياح جيد للمعدة وهي مسخنة إسخاناً يسيراً على مزاج الكبد الباردة يهضم الطعام ويزيل الخمار ويصلح مزاج البدن والأحشاء ويزيل إدمانها الصفرة من الوجه وسائر البدن ويفتح سدد الكبد والطحال ويشوبها قبض مع عطرية ويسخن الكلى ويسمنها وينقي المثانة ومجاري البول ويشفي من الزكام وينفع الدماغ ويحلل منه رطوبات وهي أشد الأشياء موافقة للبواسير ينفع من نفوذها ويسكن وجعها بالتضميد وإدمان أكلها.

حزنبل: التميمي في كتابه في المرشد: هذا عرق شجرة من النبات ليس لها فرع يطول كبير طول بل قد يغلظ في بطن الأرض ويرمي بقضبان طوال وله ورق أخضر ولون هذا العرق أسمر يضرب إلى البياض والغبرة، وإذا مضغ كان لين المضغ شمعياً يتعجن إذا مضغ كان فيه دهانة وطعمه حلو تشوبه مرارة مثل المرارة التي في طعم الفاريقون ومنابته بطرسوس وبغيرها من أرض الشام وبطبرية وبجبال البيت المقدس منه شيء كثير وخاصته إبطال فعك سم العقارب والنفع منه وأفضله ما جلب من طرسوس وما يليها وليس فيها شيء من الحشيشة اليابسة بل بجميع أجزائه لينة يتعجن إذا مضغ والشربة منه من وزن درهم إلى مثقال وقد ينفع أيضاً من سموم الحيات ويشرب بسيطاً وحده بشراب أو بمطبوخ الماء والعسل فيتبين له نفع بين وأمر عجيب محمود. لي: هذا النبات قد زعم قوم أنه الفاشرا وهو خطأ وإنما هو غيره وهو كثير بأرض الغور وخاصة من الضيعة المعروفة بالجديدة إلى جسر الصنبرة إلى تل الثعالب مع ساحل بحيرة طبرية الأرض منها هناك مستجلسة وتجده في هذه الأرض منفرشاً عليها يشبه في نباته نبات اليبروح أعني في عرض ورقه وتراكم بعضه على بعض، إلا أن ورق الحزنبل عليه زغب يسمو من وسطه قصبة مزواة جوفاء وبزرها محيط بها مثل القراسيون، وعروقه إذا قلعت في الربيع يكون كما قال التميمي يتعجن عند المضغ، وإذا قلعت في الصيف عند استكمالها وجفاف ورقها تكون كأنها العظام في صلابتها وتقيم سنين كثيرة لا يسرع إليها التآكل مجرب. وهذا هو المرباقلن النافع من السموم جميعها عند أهل الشام وأطبائها بلا شك فاعلمه.

?حسك: تسميه عامة المغرب بالأندلس حمص الأمير. ديسقوريدوس في الرابعة: هو صنفان أحدهما بري ينبت في الخربات وعند الأنهار وورقه شبيه بورق البقلة الحمقاء إلا أنه أدق منه وله قضبان طوال منبسطة على الأرض وعند الورق شوك ملزز صلب، ومنه صنف آخر ينبت على الأنهار وقضبانه مرتفعة على الأرض خفي الشوك عريض الورق وله قضبان طوال فيها الورق وساق طرفها الأعلى أغلظ من الطرف الأسفل وعليه شيء نابت في دقة الشعر مجتمع شبيه بساق السنبلة، وثمره صلب مثل ثمر الصنف الآخر. جالينوس في الثامنة: هذا النبات مركب من جوهر رطب يسير الرطوبة ومن جوهر يابس ليست يبوسته يسيرة مع أنه بارد رطب، والأغلب على الحسك الذي ينبت في البر الجوهر الأرضي وهو الذي بينا فيه أنه قابض، والغالب على الحسك النابت في الماء الجوهر المائي ولذلك صار هذان النوعان من الحسك موافقين لمنع الأورام الحارة من الحدوث، وبالجملة هي صالحة في كل موضع يسيل وينصب إليه شيء وأما ثمرة الحسك الذي ينبت في البرّ فإنها إذا شربت فتتت الحصاة المتولدة في الكليتين. ديسقوريدوس: وكلا الصنفين يبردان ويقبضان وقد يتضمد بهما الأورام الحارة وإذا خلط بالعسل أبرأ القلاع والعفونات العارضة في الفم وأورام العضل التي عن جانبي الحلق ووجع اللثة وقد تخرج عصارة هذا النبات وتستعمل في الإكحال وثمره إذا شرب رطباً نفع من الحصاة المتولدة في الكلى والمثانة، وأحد الصنفين وهو الأول إذا شرب منه مقدار درهمين وتضمد به نفع من نهشة الأفعى، وإذا شرب بالشراب وافق الأدوية القتالة، وطبيخه إذا رش في موضع فيه براغيث قتلها والذي عند النهر الذي يقال له سطرموس من الأمة التي يقال لها براقي يدلفون خيلهم بهذا النبات إذا كان رطبً ويعملون من ثمره خبزاً لأنه حلو مغذ ويستعملونه بدل خبز الحنطة. سندهشار: جيد لوجع المثانة وعسر البول زائد في المني. غيره: ينفع من القولنج وكل ما يفعله بزره يفعله عصير ورقه إذا شرب رطباً أو جففت عصارته واستعملت. إسحاق بن عمران: وللحسك بزر أصفر صغير فيلقيه ثم يعقد حسكاً يشبه الفول له ثلاث شويكات وداخله حب صغير أصفر يشبه الحلبة وكثيراً ما ينبت في البحائر والأرض الرملة وعصيره يستخرج كما يستخرج عصير الغافت وهو أن يؤخذ نباته أخضر، وقد تناهى طيبه فيدق ويعصر ويجفف عصيره في الظل.

حسل: الرازي: يسمى باليونانية حسمى وهو بقل يشبه الصعتر الطويل الورق المعروف بالبرمر إلا أنه أعظم منه وأطيب رائحة فهو لذلك أجود للمعدة. قال صاحب الفلاحة: الحسمى هو الحسل يشبه الصعتر البستاني إلا أنه أغبر وهو أطول ورقاً من الصعتر، وفيه شيء يطول حتى ينطوي بعضه على بعض، ويطبخ مع الطعام ويؤكل نيئاً وهو يصلح المعدة ويطيب الجشاء ويصلح الطعام الفاسد فيها ويسرع إحدار الطعام ويطيب النكهة وقد يشفي من لدغة العقرب ونهشه الرتيلا.

حشيشة الزجاج: وبالرومي الكسيني وعامة الأندلس تسميها بالحبيقة وبالحبقالة أيضاً تصغير حبق. ديسقوريدوس في الرابعة: القيسني: هو نبات ينبت في السياجات وفي الحيطان وله قضبان دقاق لونها إلى الحمرة وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له لبتورسطس عليه زغب وعلى القضبان شيء شبيه بالبزر خشن يتعلق بالثياب. جالينوس في السادسة: قوّة هذا النبات تجلو وتقبض معاً قبضاً يسيراً مع رطوبة فيها باردة فهو لذلك ينفع جميع الأورام في الابتداء وفي الرمد إلى المنتهى وخاصة الأورام الحارة ويوضع أيضاً على أورام اللحم الرخو في إبتدائها فينفعها فأما عصارته فنافعة مع دهن الورد لوجع الأذن الحادثة عن ورم حار باعتدال، ومن الناس قوم يتغرغرون له لورم النغانغ، ومن الأطباء قوم قد سقوا منه أصحاب السعال المزمن وهو يعطيك من نفسه تجربة ما فيه من قوة الجلاء لفعله ما يفعله في أواني الزجاج. ديسقوريدوس: وللورق قوة مبردة قابضة ولذلك إذا تضمد به أبرأ الحمرة والبواسير النابتة في المقعدة وحرق النار والأورام التي يقال لها فوجيلا في ابتداء كونها والأورام الحارة والبلغمية وعصارة هذا النبات إذا خلطت بأسفيذاج الرصاص ولطخت به الحمرة والنملة نفعت منهما وإذا خلطت بقيروطي متخذة من دهن الحناء أو خلطت بشحم تيس نفعت من النقرس، وإذا تحسى من العصارة أيضاً مقدار قوانوس نفع من السعال المزمن وإذا تغرغر به أو تحنك به نفع من اللوزتين، وإذا خلطت بدهن الورد وقطر في الأذن الوجعة سكن وجعها. الغافقي: ورق هذا النبات إذا حكت به القوابي أبرأها وإنما سميت بهذا الاسم لأن آنية الزجاج إذا اتسخت تجلى بها وذلك بأن يقطع ويلقى فيها ويحرك مع الماء فيها فيجلوها بخشونتها وينقيها.

حشيشة الداحس: ديسقوريدوس في الرابعة: قاريوحنا. هو نميش صغير شبيه بالنبات الذي يقال له أنتلس إلا أنه أقصر منه وورقه أكبر من ورق أنتلس وينبت في الصخور وإذا تضمد به أبرأ الداحس والقروح التي يقال لها الشهدية. جالينوس في الثامنة: هذا يسمى باليونانية قاريوحنا لأنه يشفي من العلة المسماة بهذا الاسم وهو الورم الحادث في أصول الأظفار المسمى بالداحس وبحسب ما قال ديسقوريدوس هو يشفي أيضاً السعفة الرطبة الحادثة في الرأس وقوته لطيفة وهو يجفف بلا لذع لأن الأدوية التي تشفي هذه الأورام المسماة مسامير حالها هذه الحال والأمر معلوم، فإن ما كانت هذه حاله يحلل جميع العلل المحتاجة إلى التحليل والأدوية التي حالها هذه الحال هي جميع الأدوية التي تسخن وتجفف في الدرجة الثانية كما يفعل هذا الدواء وكل ما جوهره جوهر لطيف.

حشيشة الأسد: هو الجعفيل وباليونانية أوروليحي وقد ذكرته في حرف الألف.

حشيشة السعال: هذا الدواء المسمى باليونانية فيحزيون وسيأتي ذكره في حرف الفاء.

حشيشة الطحال: يقال على الدواء المسمى باليونانية سقولوفندريون، وقد ذكرته في السين ويقال على النبت المسمى باليونانية طوقوريوس وقد ذكرته في الطاء وعلى الدواء المسمى باليونانية أنيونيطس وقد ذكرته في الألف.

حشيشة الأفعى: هو الدواء المسمى باليونانية أوارسي وبالعربية البلكي، وقد ذكرته في حرف الباء.

حشيشة دودية: هو السقولوفندريون سميت لذلك لشبهها في نباتها بخلقة الدودة المسماة باليونانية سقولوفندو، وهي أم أربعة وأربعين.

حشيشة البرص: يقال على الدواء المسمى بالبربرية أطريلال وقد ذكرته في الألف وعلى الدواء المذكور في آخر المقالة الثانية من كتاب ديسقوريدوس، ويسمى باليونانية طيلافيون.

حصرم: أبو حنيفة: هو غض العنب ما دام أخضر وهو في الكرم بمنزلة البلح في النخل. وقال: وعصارته نسمى بالفارسية غورافشرج ومعناه رب الحصرم. الإسرائيلي: وقوته في البرودة من الدرجة الثانية ومن اليبوسة من الدرجة الثالثة. جالينوس: وقوة عصارته مجففة في الدرجة الثالثة. الرازي: هو عاقل للبطن قامع للمرة والدم. غيره: يولد رياحاً ومغصاً. حنين: في كتاب الكرمة يضعف معدة المدمن عليه وإذا جفف في الفيء وسحق ودلك به البدن في الحمام نفع من الحصف وقوى البدن ومنع من أن يحدث فيه الحصف في تلك السنة ويبرد البدن. ديسقوريدوس في الخامسة: وعصارة الحصرم ينبغي أن تستخرج قبل أن يطلع نجم الكلب ويشمس في إناء من نحاس أحمر مغطى بثوب ولا يزال في الشمس إلى أن يجمد كله، وينبغي أن يخلط ما جمد منه بما لم يجمد فإذا كان بالليل يرفع الإناء من تحت السماء فإن الأنداء تمنع من أن تجمد العصارة فاختر منها ما كان أصفر إلى الحمرة سهل الإنعزال يقبض قبضاً شديداً ويلذع اللسان، ومن الناس من يطبخ العصارة ويعقدها بالطبخ وقد يوافق مخلوطه بالعسل أو بالشراب الحلو للعضل الذي عن جنبي اللسان والحلق واللهاة والقلاع واللثة الرخوة التي يسيل إليها الفضول والآذان التي يسيل منها القيح. وإذا خلطت بالخل نفعت النواصير والقروح المزمنة والقروح الخبيثة التي يسعى في البدن وقد يحتقن بها لقرحة الأمعاء ولسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم، وإذا اكتحل به أحد البصر ووافقت خشونة العين وتأكل المآقي ويشرب لنفث الدم العارض قديماً من انخراق بعض العروق وينبغي أن يستعمل وقد مزجت بالماء حتى يرق ويصير مائية ويستعمل منها الشيء اليسير لأنها تحرق إحراقاً شديداً، وأما الشراب الحصرمي فإنه يتخذ على هذه الصفة يؤخذ العنب، ولم يستحكم نضجه بعد وفيه مزازة فيجعل في الشمس ثلاثة أيام أو أربعة حتى يذبل ثم يعصر ويلقى في الدنان ويشمس، وقوّة هذا الشراب قابضة وهو مقو للمعدة نافع لمن يعسر إنهضامه للطعام وللمعدة المسترخية والمرأة الوحمى ولمن به القولنج الذي يعرض فيه قيء الرجيع ويقال أنه ينفع الأمراض التي تعرض في الوباء وهذا الشراب يحتاج إلى أن يعتق سنين كثيرة فإنه إن لم يفعل به ذلك لم يكن شروباً، وقال مرة أخرى: وأما صنعة شراب العاقومالي وهو شراب الحصرم تأخذ حصرماً لم يسود ثم يشمسه ثلاثة أيام ثم تعصره وتأخذ من عصيره ثلاثة أجزاء وتلقي عليها من عسل جيد منزوع الرغوة جزءاً واحداً ثم تصيره في إناء من خزف وتدعه في الشمس وقوة هذا الشراب قابضة مبردة ويوافق من كان في معدته استرخاء وإسهال مزمن وإنما يستعمل بعد سنة. ابن ماسويه: رب الحصرم دابغ للمعدة قاطع لإسهال المرة الصفراء مسكن للغم الحادث منها، قاطع للعطش العارض من المرة، صالح من الحمى الحادة، قاطع لقيء المرة الصفراء، عاقل للطبيعة، مقو للكبد، يذهب بالحمار ولا سيما إذا كان معه رب الرمان المر. الرازي: رب الحصرم قامع للدم والصفراء جداً مسكن لالتهاب المعدة الذي مع حرارة والتهاب. ابن عمران: رب الحصرم ينبه الشهوة. بولس: رب الحصرم يابس يقبض قبضاً شديداً ومن ههنا صار موافقاً في العلل السيالة لا سيما في العلل التي تعرض في المقعدة. عيسى بن ماسه: شراب الحصرم مز نافع للحوامل من النساء فإنه يقوي معدهن، ويمنعها من قبول كيموسات رديئة لزجة ويمسك الجنين من أن يسقط. الرازي: وبدل عصارة الحصرم عصير التفاح الحامض.

حضض: ديسقوريدوس في الأولى: لوفيون. هي شجرة مشوكة لها أغصان طولها ثلاثة أذرع وأكثر عليها الورق وهي شبيهة بورق شجر البقس ملزز ولها ثمر شبيه بالفلفل أسود ملزز مر المذاق أملس وقشر الشجر أصغر شبيه بالحضض المدوف بالماء ولها أصول كثيرة ذاهبة في جانب خشنة ويكون بالبلاد التي يقال لها ماقدونيا، والبلاد التي يقال لها لوقيا، وفي أماكن أخر كثيرة. وبنيت في أماكن الأرض الوعرة وقد يخرج عصارة الحضض إذا دق الورق كما هو ويطبخ مع الشجرة أو أنقع أياماً وطبخ وأخرج من الطبخ وأعيد ثانية إلى الطبخ على النار حتى يثخن ويصير مثل العسل، وقد يغش بعكر الزيت يخلط به في طبخه أو بعصارة الأفسنتين أو بمرارة بقر، وينبغي أن يجمع ما كان منه طافياً وكان شبيهاً بالرغوة وتخزنه ويستعمل في أدوية العين، فأما الباقي فاستعمله في غير ذلك من الأدوية وقد يكون أيضاً من ثمر الحضض عصارة بأن يشمس ويعصر والجيد من الحضض ما التهب بالنار وإذا طفىء أرغى عند ذلك رغوة لونها شبيه بلون الدم وكان خارجه أسود وداخله ياقوتي اللون وما لم يكن زهماً وكان فيه قبض مع مرارة وكان لونه مثل لون الزعفران كالذي تجده في الحضض الهندي فإنه على هذه الصفة وهو أجود ما رأيناه وأقواه فعلاً. جالينوس في السابعة: هذه شجرة شوكية منها يتخذ الحضض وهو عندنا دواء رطب يستعمل في مداواة الكلف ومداواة الأورام والقروح الحادثة في الفم وفي الدبر والنملة والتعفن والقروح الخبيثة والآذان التي يخرج منها القيح والسحج والرطوبة المختلفة في أصول الأظفار، وذلك لأن قوته تجفف وهو مركب من قوى أجناسها متباينة فواحدة منها لطيفة محللة حارة والأخرى أرضية باردة، ومن قبل هذه القوة صار للحضض قبض إلا أن هذه قليلة في هذا الدواء جداً فأما التحليل والتجفيف فليس هما قليلين بل هما منهما في الدرجة الثانية وأما الحرارة فهو منها نحو المزاج الوسط المعتدل، ولذلك صار الناس يستعملون هذا الدواء في مداواة أدواء مختلفة، فمرة يستعملونه على أنه دواء يجلو جلاء شافياً فيكحلون به العين لينقي ما يكون في وجه الحدقة مما يظلم به البصر ومرة يستعملونه على أنه يجمع أجزاء العضو ويشده ويسقون منه أصحاب الإستطلاق ومن به قرحة في أمعائه والنساء اللواتي بهن النزف وهذا النوع من الحضض يكون في بلاد لوقيا وبلاد قيادوقيا كثيراً جداً، وأما النوع الآخر منه وهو الهندي فهو أقوى وأبلغ في هذه الأشياء كلها. ديسقوريدوس: وقوته قابضة ويجلو ظلمة البصر ويبرىء جرب العين وحكتها ويقطع عنها سيلان الرطوبات السائلة إليها سيلاناً مزمناً ويوافق الآذان التي يسيل منها مدة وإذا تحنك به وافق ورم الحلق وإذا لطخ به وافق اللثة القرحة والقروح المتعفنة وشقاق المقعدة والشجوج، وإذا شرب أو احتقن به نفع من الإسهال المزمن وقرحة الأمعاء وقد يسقى بماء لنفث الدم والسعال، وقد يهيأ منه حب ويسقى أولاً ولا يهيأ منه حب ولكن كما هو لعضة الكلب الكلب وقد يحمر الوجه الشعر وقد يشفي من الداحس والنملة والقروح الخبيثة، وإذا احتمل قطع سيلان الرطوبات السائلة سيلاناً مزمناً من الرحم، وقد يقال أن الهندي يكون من الشجرة التي يقال لها الحيطس وهذه الشجرة هي صنف من الشوك لها أغصان قائمة طول ثلاثة أذرع أو أكثر مخرجها من الأصل وهي أغلظ من أغصان العليق منفلقة القشر لونها أحمر مثل لون الدم وله ورق مثل ورق الزيتون، وقد يقال أنه إذا طبخ مع الأغصان بخل نفع من الأورام العارضة للطحال ومن اليرقان ويدر الطمث وقد يقال أنه ينفع ذلك إن لم يطبخ بل يشرب كما هو مسحوق فإنه إذا شرب من ثمرته وزن مسطرون أسهل بلغماً مائياً، وينفع من الأدوية القتالة. ماسرحويه: الفيلزهرج ثلاثة ضروب: أحدها: هندي، والثاني: عربي وهو الذي يسمى الحضض، والثالث: يعمل من الزرشك وهو شوك الحضض الهندي، وهو أن يؤخذ حضض الزرشك فيطبخ بالماء طبخاً جيداً حتى لا يبقى فيه شيء من القوة ثم يصفى ويطبخ بالماء حتى يحمر وكلها معتدلة في الحرارة والبرودة قابضة وأقواها كلها الهندي وخاصة في تقوية أصول الشعر وأنفعها للأورام الحضض الذي يصنع من الزرشك قوته قوة دم الأخوين إلا أنه دونه ويجفف البلة في العين وسائر الأعضاء ويقويها لمكان ما فيه من امتزاج القوى. بديغورس: خاصة الحضض النفع من الأورام الرخوة والحرارة والنفاخات  في الجسد وقطع الدم. الطبري: يغزر الشعر إذا طلي عليه. سندهشار: الفيلزهرج ينفع من أوجاع العين والأورام والجذام والبواسير والقروح. ابن ماسه: ينفع للسع الهوام والأورام الجاسية الكائنة في أصول الأظفار. الرازي: ينفع من الخوانيق إذا تغرغر به. ابن البطريق: يطلى به موضع عضة الكلب الكلب ويحشى به حتى يبلغ قعر العضة فينفع منها. غيره: يسقى منه كل يوم نصف مثقال بماء بارد لهذه البلية فينتفع به.

حفاء: هو البردي وقد ذكرته في حرف الباء من قبل.

حلبة: جالينوس في 8: تسخن في الدرجة الثانية وتجفف في الدرجة الأولى ولذلك صارت تهيج الأورام الملتهبة فأما الأورام القليلة الحرارة الصلبة فإنها تحللها وتشفيها وقال في أغذيته: الحلبة اليابسة منها تسمى قرن الثور وقرن العنز وهي تسخن إسخاناً بيناً، وإذا أكلت مع المري قبل الطعام لينت البطن وكثيراً ما تصدع وربما غثت وإذا أكلت مع الخبز قل تليينها للبطن ولم تصدع ولم تغث، وبقلة الحلبة تصدع إذا أكثر من أكلها وتحدث لبعض الناس غثياناً وأما الحلبة المطبوخة إذا شربت مع العسل تطلق البطن وتخرج ما في الأمعاء من الأخلاط الرديئة، وفي هذا الماء لزوجة وحرارة فهو بلزوجته مأمون أن يؤذي وبحرارته مسكن الأذى وفيه قوة تجلو فهو بهذا السبب يحرك الأمعاء ويستدعيها إلى دفع مما فيها بالبراز، إلا أنه ينبغي أن يكون مقدار ما يخلط معه من العسل يسيراً كيما لا يكون لذاعاً فأما من كانت في صدره أوجاع مزمنة من غير أن يكون معها حمى فينبغي أن يطبخ له الحلبة مع تمر لحيم ويؤخذ شيرجها فيخلط معه عسل كثير ويطبخ على جمر حتى يثخن ثخناً معتدلاً ويسقيه منه قبل وقت الطعام بوقت يسير، وقال في كتابه لملكة الروم: وأما الحلبة المنبوتة التي تستعملها الروم فإنه إذا أكلها إنسان أكلاً معتدلاً فإنها تنفع المعدة وإن أكثر منها أثخمته وصدعته ولا ينبغي أن تؤكل في كل حين ولا يشبع منها. ديسقوريدوس في الثانية: وطيلس ولها أسماء كثيرة الدقيق الذي يعمل منها إذا خلط بماء لقراطن وطبخ وتضمد به كان مليناً ودقيق الحلبة يصلح للأورام الحارة العارضة في الجسم الظاهرة منها والباطنة وإذا خلط دقيقها بنطرون وتضمد به حلل ورم الطحال، وقد تجلس النساء في طبيخ الحلبة وينفعهن ذلك لوجع الأرحام العارضة لهن من وجع الرحم وانضمامه وإذا طبخت الحلبة وعصرت وغسل الرأس بعصارتها نفعت الشعر وحللت النخالة والقروح الرطبة وقد تخلط بشحم أوز وتحتمل فتلين صلابة الرحم وتفتح انضمامه. ماسرحويه: طبيخ الحلبة يجعد الشعر ويذهب بالحزاز وينقي الصدر ويغذو الرئة بعض الغذاء. ابن ماسويه: تدر دم الحيض إذا شرب ماء طبيخها مع خمسة دراهم من الفوة وهي مغيرة للنكهة مطيبة لرائحة الرجيع مفسدة لرائحة العرق والبول محمودة لكسر الأعضاء ووهنها ملينة للطبيعة. عيسى بن ماسه: ومن احتاج إلى تليين طبيعته يبتدي بها منبتة مع المري قبل الغذاء. الرازي: الحلبة تلين الصدر والحلق والبطن وتسكن السعال والربو وعسر النفس وتزيد في الباه جيدة للريح والبلغم والبواسير. الطبري في كتاب الجوهرة: إذا وضعت على الظفر المتشنج أصلحته. الدمشقي: تجلب البلغم اللزج من الصدر وتغزر البول. ابن سينا: حرارتها تفعل بالترقيق وكيموسها رديء وليس بالقليل ولعابها مع دهن الورد ينفع من الشقاق البارد ولحرق النار وتدخل في أدوية الكلف وتحسن اللون، ودقيقها يلين الدبيلات وينضجها وطبيخها يشفي من الطرفة ويصفي الصوت، ويجلس في طبيخها لورم الرحم ووجعه وانضمامه والحلبة تسهل ولادة الرحم العسر الولادة للجفاف. الرازي: بقل الحلبة إذا أكل كان نافعاً من وجع الظهر والكبد وبرد المثانة ويقطر البول وأوجاع الأرحام الباردة. الحوز: والرطب من الحلبة يزيد في الدم جيداً.

حلق: أبو حنيفة: هي شجرة تنبت نبات الكرم تترقى في الشجر ولها ورق شبيه بورق العنب حامض يطبخ به اللحم وله عناقيد صغار كعناقيد العنب البري يحمر ثم يسود فيكون مزاً ويؤخذ ورقه فيطبخ ويجعل ماؤه في العصفر فيكون أجود له من ماء حب الرمان، ويحمل إذا جف في البلاد لذلك ومنابته جلد الأرض. ابن رضوان: هو نوع من الكشك يعمل من حشيشة باليمن حامض جداً بارد يابس قامع للصفراء يسكن الكرب الحادث عنها نافع للحمار والحصا قاطع للعطش. البالسي: وهذا يكون باليمن شجرة لطيفة تطرح حباً يشبه حب عنب الثعلب وعيدانها تشبه عيدان الكرم يؤخذ ورقها فيجمع ويلقى في تنور وقد سكن ناره، فيصير قطعاً سوداً يشبه الكشك البابلي، وهو حامض جداً بارد يابس في طبعه يقطع المرة الصفراء ويسكن اللهيب الحادث عنها في المعدة والذي يؤخذ منه مقدار خمسة دراهم فيلقي عليه ثلاثون درهماً من الماء فإذا مرش صفى ذلك الماء.

حلبيثا: ديسقوريدوس في الرابعة: فيلبس ومن الناس من يسميه بقلة الحمقاء برية وأما أبقراط فإنه يسميه ببليون وهو تمنش ينبت أكثر ذلك في السواحل، وهو كثير الأغصان والورق ملآن من لبن والورق شبيه بثمر بيلص يجرح الحلق وله أصل واحد دقيق لا ينتفع به، ويشبه ورق البقلة الحمقاء البستانية مستدير وفي أسافل الورق شيء من حمرة وتحت الورق ثمر مستدير شبيه بثمر بيلص يجرح الحلق وله أصل واحد دقيق لا ينتفع به في الطب وقد يجمع ويرفع ويسقى منه وبيلص يجمع ويرفع ويعمل منه أيضاً بالماء والملح كما يعمل وفيه مثل قوته. جالينوس في 8: وهذا النبات أيضاً له لبن كلبن النبوع وأكثر ما ينبت عند البحر وأصله لا ينتفع به ولا يصلح لشيء كما لا يصلح أيضاً أصل النبات المسمى بابلس وأما لبنة فقوي مع أنه ليس ينتفع به كثير المنفعة، وأما بزره فنافع وهو ناري مسهل مثل بزر النبات المسمى بابلس.

حلبيب: بياءين منقوطتين كل واحدة منهما بواحدة من أسفلها بينهما ياء منقوطة باثنتين ساكنة. ابن سينا: دواء هندي يشبه السورنجان حار يابس في الثانية يسهل البلغم والنخام والديدان وحب القرع والأخلاط الغليظة، وينفع من النقرس وأوجاع المفاصل شرباً.

حلفا: الشريف: نبت معروف إذا أخذ منها ثلاثة وأوقدت أطرافها وكوي بهن الدمل في أول ظهوره ثلاث مرّات منعه من التزايد، ورمادها إذا أحرقت حار يابس إذا غسل به الرأس نقاه من الأبردة تنقية بالغة وأزالها، ولا يعدلها في ذلك دواء آخر، وإذا شرب مع عسل وخل قتل الديدان في البطن يؤخذ لذلك ثلاثة أيام ولاء وإذا أوقدت أطرافه وكويت بها النملة الساعية نفع منها نفعاً بيناً.

حلاب: الشريف: حشيشة صغيرة تنبت في أطراف العمارات والأرضين الحرشا وورقها دقيق ولها قضبان دقاق ولها زهر دقيق أبيض وطول هذه الحشيشة مقدار شبر لا أزيد قوتها باردة يابسة عصارتها إذا خلط معها دقيق حواري وضمد بها بقايا الكسور والفكوك والوهن والوثي نفع منها، وإذا خلطت بالحناء ويخضب بها أيدي الصبيان الصغار نفعت من الحكة العارضة لها والماء السائل منها.

حلتيت: هو صمغ الأنجدان. جالينوس في 7: لها قوة تجنب جذباً بليغاً وفيها بسبب هذا المزاج الذي ذكرته منها شيء ينقص اللحم ويذيبه. جالينوس في 7: الحلتيت أكثر ألبان الشجر حرارة ولطافة ولذلك هو أشد تحليلاً. جالينوس في الثانية: الحلتيت ينفع ورم اللهاة كنفع ألقاوانيا من الصرع، وقال في قاطا حابس: إن حرارة الجاوشير ليست عند حرارة الحلتيت بشيء أبداً. ديسقوريدوس في الثالثة: وقد يجمع من الأنجدان صمغ وهو الحلتيت بأن يشرط أصله وساقه وأجود ما يكون منه ما كان إلى الحمرة ما هو صافياً شبيهاً بالمر قوي الرائحة لا تكون رائحته شبيهة برائحة الكراث ولا كريهة المذاق هيناً أن يداف، وإذا ديف كان لونه إلى البياض. والحلتيت المعروف بقورنياس وهو الذي من قورنيا إذا ذاق إنسان منه قليلاً فإنه على المكان يبدل بدنه كله ورائحته ليست بكريهة، ولذلك إذا تنوول منه لا يكون للفم رائحة شديدة، والحلتيت المعروف بميديفوس وتفسيره المائي وهو الذي من ماه، والحلتيت الذي يعرف بسورياتغس وهو الذي من سورياهما أضعف قوة من القورنياس وأردأ رائحة، وكل أصناف الحلتيت تغش قبل أن يجف بسكبينج يخلط به أو دقيق الباقلا، ويعرف المغشوش منه بالمذاق والرائحة والذوق، ومن الناس من يسمي ساق هذا النبات سلفيون ويسمي أصله ماء عنطاوس ويسمي ورقه مسقطس وأقوى هذا كله الصمغ وبعده الورق وبعده الساق والصمغ حريف، وإذا خلط بالعسل واكتحل به أحد البصر وذهب بابتداء الماء النازل في العين وقد يوضع في التآكل العارض في الأسنان فيسكن وجعها ويخلط بالكندز ويلطخ على خرقة ويوضع على الأسنان فيسكن وجعها أيضاً ويطبخ مع الزوفا والتين بخل ممزوج ويتمضمض بطبيخه فيفعل مثل ذلك، وإذا وضع على القرحة العارضة من عضة الكلب الكلب نفع منها، وإذا شرب أو تلطخ به نفع ضرر الحيوانات ذوات السموم كلها والجراحات العارضة من النشاب المسموم، وقد يداف بزيت ويتمسح به للسعة العقرب، وإذا شرطت الأورام الشبيهة القريبة في الخبث من الورم المسمى عبقراً ووضع الحلتيت في مواضع الشرط نفع منها، وإذا وضع وحده أو مع السذاب والنطرون والعسل نفع منها، وإذا وضع على المواضع التي منها قلع الثآليل المسمارية والغدد الظاهرة الناتئة بعد أن يخلط بقيروطي أو بجوف التين اليابس أذهب بها، وإذا خلط بالخل أبرأ القوابي في حدثان كونها، وإذا خلط بالقلنت والزنجار وصير في المنخرين وفعل ذلك أياماً شفى من اللحم الزائد النابت في الأنف، وينبغي أن ينزع اللحم إذا أكله هذا الدواء بالكليتين التي تسمى سوقولانيس وقد ينفع من خشونة اللحم المزمنة، وإذا ديف بالماء وتجرع على المكان صفي الصوت الذي عرض له البحوحة دفعة، وإذا خلط بالعسل تحنك به حلل ورم اللهاة وقد يتغرغر به مع ماء القراطن فينفع من سوندجي، وإذا استعمله في طعامه حسن لونه، وإذا تحسى ببيض وافق السعال اليابس، وإذا طرح في الإحساء وتحساه من به شوصة وافقه، وإذا استعمل بالتين اليابس وافق اليرقان والختر، وإذا شرب بالشراب مع الفلفل والسذاب سكن الكزاز وقد يؤخذ منه مقداراً ويولوس ويخلط مع شمع ويبتلعه من عرض له فالج مع انتصاب الرقبة وميلها إلى خلف، وإذا تغرغر به مع الخل قلع العلق المتعلق بالحلق، وإذا شرب بالسكنجبين نفع من جمود اللبن في الجوف ومن الصرع، وإذا شرب بالمرّ والفلفل أدر الطمث، وإذا أخذ في حبة عنب نفع من الإسهال المزمن، وإذا شرب بماء الرماد نفع من الإسهال المزمن ومن شدخ العضل وأطرافها، وقد يذاب بدهن لوز مر أو سذاب أو خبز حار إذا احتيج إلى شربه. الرازي: رأيته بليغاً في علل العصب لا يعدله شيء من الأدوية في الإسخان وجلب الحمى، فليعط منه العليل كالباقلاة غدوة ومثلها عشية يسقى بشراب جيد قليل، فإنه يلهب البدن من ساعته. وقال في الحاوي: رأيت في كتاب الهند أنهم يعتمدون في الباه على الحلتيت وهو عندي قوي لأنه حار جداً وهو مع هذا كله منفخ وإن جعل القليل منه في ثقب الإحليل أنعظ إنعاظاً قوياً وإن صب عليه دهن زنبق في قارورة وترك أياماً ثم تمسح به فإنه يلذذ الرجل والمرأة لذة عجيبة. حبيش بن الحسن: هو حار يابس في أول الدرجة الرابعة يقرب فعله من فعل السموم ويضر بالكبد والمعدة، وإن جعل في الضرس المأكول فتنه وهو شديد الرائحة جداً قريب من حرارة البلادر، وزعم قوم أنه لا يسلم  زرع أهل السند إلا به وذلك أنهم يعلقونه مصروراً في الخرق في أفواه أنهارهم فيقتل برائحته ما يتولد في مزارعهم من كلاب الماء والديدان وأن أهل أرمينية إذا أصاب أحداً منهم في حرب الخزررمية مسمومة وضعوه على الرمية فيسلم منها. ابن سينا: ينفع من البواسير ويدر البول وينفع المغص. وزعم بولس: أن فيه قوة مسهلة قليلة مع قبضه، ومن المعلوم عند الجماعة أنه ينفع من الإسهال العتيق البارد وينفع جداً من حمى الربع. غيره: يقلع الرطوبات من المفاصل وله في ذلك خاصية عجيبة ويقتل الدود وحب القرع. التجربتين: وهو في أورام الجوف المتقيحة كثير النفع جداً إذا شرب منه شيء محلول في ماء لسان الحمل ومقدار ذلك نصف درهم، وإذا أخلط بالأدوية الماسكة للطبيعة قوي فعلها وقطع الإسهال المتولد عن رطوبات وأخلاط لزجة، وإذا شرب منه نصف درهم مع مثله من السكبينج وتمودي عليه نفع من الفالج والخمر منفعة بالغة ومن أوجاع المفاصل الباردة جداً متى يؤخذ باللحس وإن كانت شديدة البرد، وينفع من لسعة العقرب منفعة بالغة شرباً وطلاء، وإذا طلي به الملسوعون أزال ما يجده المبرودون منهم بعد سكون وجع اللسعة من التنمل والثقل في العضو، وإذا شرب الثوم أو بالجنطيانا نفع من عضة الكلب الكلب.

حلبوب: هو الحربق الأملس بالحاء المهملة عند شجارينا بالأندلس ويسمونه أيضاً بخصا هرمس وعصا هرمس. ديسقوريدوس في الرابعة: ليثورسطس ومن الناس من يسميه برساينون ومنهم من يسميه أريونو لوطانون هو نبات له ورق شبيه بورق الباذروح إلا أنه أصغر منه ومائل إلى ورق النبات المسمى القبسي، وله أغصان ذات عقد فيها شعب كثيرة والأنثى من هذا النبات ثمرها شبيه العناقيد كثيفة، وأما الذكر فورقه صغار وثمرته صغيرة مستديرة مركب بعضها فوق بعض حبتين حبتين شبيه بالحصا وطول هذا النبات نحو من شبر. جالينوس في 7: هذا تستعمله الناس كلهم في إلانة البطن وإن أحب إنسان أن يجربه بأن يضمد به وجد أن قوته تحلل تحليلاً قوياً بليغاً. ديسقوريدوس: وكلا الصنفين إذا أكلا مطبوخين لينا البطن، وإذا سلقا بالماء وشرب ماؤهما أسهل مرة ورطوبة مائية، وقد يظن قوم أن ورق الصنف المسمى أنثى إذا سحق واحتملته المرأة وشربته بعد أن تطهر يصيرها أن تحبل بأنثى وإن ورق الصنف المسمى الذكر إذا فعل به مثل ذلك صير المرأة أن تحبل بذكر.

حلزون: جالينوس: وأما الحيوان المسمى فوحلياس وهو جنس ما من أجناس الحلزون فإنه إذا أحرق مع جثته وخلط مع رماد عفص أخضر وفلفل أبيض نفع من القروح الحادثة في الأمعاء ما دامت لم تعفن منفعة عظيمة، وينبغي إن خلط هذا أن يجعل مع الفلفل جزء ومعه من العفص جزءان ومن رماد الحلزون أربعة أجزاء ويسحق جميع ذلك سحقاً ناعماً ويذر منه على الطعام ويسقى منه أيضاً بالماء أو بالشراب الأبيض من غير أن يخلط أيضاً رماد الحلزون المحرق بالعفص فقوته قوة تجفف تجفيفاً شديداً، وفيه مع هذا أيضاً شيء يسخن بسبب أجزائه ومتى لم يحرق الحلزون فقد يسحق مع جثته ويوضع على بطن صاحب الاستسقاء وعلى الأورام الحادثة في المفاصل ممن به وجع المفاصل، وإذا وضعت هذه على هذه الصفة كان وضعها مما يعسر قلعه لكنها تجفف تجفيفا شديداً، وينبغي إذا وضعت أن تترك على حالها أبداً حتى تسقط من قبل نفسها، وهذا بعينه ينبغي أن يفعل في مداواة الأورام عسرة الانحلال الحادثة في الآذان من ضربة أو رضة وذلك أن هذا الدواء يجففها تجفيفاً شديداً ولو أنه صادف فيها رطوبة غليظة متمكنة في عمق العضو. ديسقوريدوس في الثانية: فوحليا سن بري هو صنف من ذوات الصدف وهو الحلزون البري جيد للمعدة عسير الفساد والذي منه في الجزيرة التي يقال لها سردونيا والبلاد التي يقال لها لينوى والتي يقال لها أسطاقوليا، والجزيرة التي يقال لها صقلية والتي يقال لها حيوس هو أجوده، ومثله في الجبال التي في البلاد التي يقال لها ليفوريا ويقال لها قوماطناس، والفوحلياس البحري وهو الحلزون البحري جيد للمعدة سريع البراز، وأما النهري فإنه زهم، وأما البريّ اللاصق بالشوك والأشجار الصغار الذي يسميه بعض الناس ساسليس ويسمونه ساساليطس، فإنه يسهل البطن ويقيىء وقوّة أغطيتها كلها إذا أحرقت مسخنة محرقة تجلو الجرب المتقرح والبهق والأسنان، وإذا أحرقت كما هي بلحمها وشحمها وسحقت واكتحل بها كما هي مع عسل جلت آثار اندمال القروح العارضة في العين وأبرأت القرحة العارضة في العين وأبرأت القرحة وهي التي تسمى لوقويا والكلف والغشاوة، وإذا ضمد بها غير محرقة للانتفاخ العارض من الحبن أضمرته ولا تفارق الانتفاخ حتى تفنى رطوبتها وتسكن أورام النقرس، وإذا تضمد بها جذبت السلاء من داخل اللحم، وإذا سحقت واحتملت أدرّت الطمث، وإذا ضمدت بها الجراحات وخاصة في الأعصاب بلحومها مسحوقة وقد خلطت بمر وكندر ألزقتها، ولحومها تبرىء القروح، وإذا دقت وسحقت وخلطت بخل قطعت الرعاف، وإذا ابتلعت لحومها طرية غير مطبوخة وخاصة ما كان منها من بلاد لينوى سكنت وجع المعدة، وإذا دقت كما هي بأغطيتها وسحقت وشربت بخمر وشيء يسير من مر أبرأت أصحاب القولنج وأصحاب أوجاع المثانة، وإذا أخدت اللزوجة التي على اللحم منها بطرف إبرة ووضعت على الشعر النابت في العين ألزقته.

الغافقي: لحمه وصدفه ينفع جراحة الكلب الكلب، وإذا سحق ووضع على الورم الجاسي حلله، وقد يعجن المر والصبر بلعاب الحلزون بأن يؤخذ طرياً فيثقب لحمه بحديدة حادة الرأس ويقرب من النار حتى تسيل رطوبته.

حلبلاب قيل: هو اللبلاب العريض الورق المسمى قسوس، وقال بعضهم: هو اللاعبة، وسيأتي ذكر قسوس في حرف القاف واللاعبة في اللام.

حلحل وحلاحل: وهو بصل الزير فيما زعموا وقد ذكرته في حرف الباء.

حلم: هو القواد.

حلوسيا: هي الكثيراء وسيأتي ذكرها في الكاف.

حماما: ديسقوريدوس في الأولى: آامومن هي شجرة كأنها عنقود خشب مشتبك بعضه ببعض وله زهر صغير مثل الدواء الذي يقال له لوقاين وهو الخيري وله ورق شبيه بورق بروانيا وهو بالسريانية الفاشراوقاسر سنين وهي الكرمة البيضاء والفاشرتين الكرمة السوداء، وأجوده ما كان من أرمينية، لونه شبيه بلون الذهب ولون خشبه إلى الياقوت وهو طيب الرائحة جداً، وأما الذي من ماء قلابة ينبت في صحاري وأماكن رطبة فهو أضعف وهو عظيم ولونه إلى الخضرة ما هو لين تحت المحبس وخشبة كالشظايا في رائحته شيء شبيه برائحة السذاب، وأما الذي من البلاد التي يقال لها نيطس فإن لونه إلى لون الياقوت ما هو ليس بطويل ولا عسر الرض خلقته كخلقة العنقود وهو ملآن من ثمرته ورائحته ساطعة، فاختر منه ما كان حديثاً أبيض وكان لونه إلى الدم ما هو منضغطاً ولا مشتبكاً ولا متخلخلاً متفرق ملآن من بزره وهو شبيه بعناقيد صغار ثقيل طيب الرائحة جداً ليست فيه رائحة التكرج، حريف يلذع اللسان لونه واحد لا يختلف وقوته مسخنة قابضة ميبسة ويجلب النوم ويسكن الصداع إذا ضمدت به الجبهة وينضج الأورام الحارة ويحللها وينفع من لسعة العقرب إذا ضمدت به مع الزبيب، وهو نافع من أورام الرحم إذا عمل في الفرزجات، وإذا جلس في مائه النساء وإذا شرب طبيخه كان موافقاً لمن كبده عليلة ومن كانت كلاه أيضاً كذلك، والمنقرسين وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية وفي أخلاط الطيب الشريفة، وقد يغش قوم الحماما بالدواء الذي يقال له أمويس لأنه شبيه به غير أنه ليست له رائحة ولا ثمرة، ويكون بأرمينية وزهر شبيه بزهر الفودنج الجبلي إذا أحببت أن تمتحن هذا وأشباهه فاجتنب الفتات واختر منه ما كانت أغصانه تامة نابتة من أصل واحد. جالينوس في 7: قوّة هذا شبيهة بقوة الوج إلا أن الوج أكثر تجفيفاً. والحماما أكثر إنضاجاً. ديسقوريدوس: وقوّته مسخنة قابضة ميبسة ويجلب النوم ويسكن الصداع إذا ضمد به الجبهة وينضج الأورام الحارة وينفع من لسع العقرب. الغافقي: وقال جالينوس في شرح فصول أبقراط: الحماما حار لطيف يصدع، وكذا أكثر الأفاويه تصدّع لأنها حارة لطيفة. بديغورس: خاصتها النفع لطرد الرياح وتنقية المعدة وتقوية الكبد. حنين في كتاب الترياق: وقوّة الحماما في الحرارة واليبوسة من الدرجة الثالثة وهي من المسكرات وخاصته أنه يسكر وينوم. الرازي: جيد للسدد في الكبد مع برد. سادوق: وبدلها عند عدمها وزنها من الأسارون وإن شئت وزنها من الوج وإن شئت وزنها من أعواد القرنفل. الرازي: قوّتها مثل قوّة الوج إلا أن الحماما أكثر إنضاجاً، والوج أكثر تجفيفاً فينبغي أن يزيد عند الاستعمال من الحماما ما يجفف ومن الوج ما يلين. وقال غيره: وبدلها وزنها من الوج ووزنها من الكمون الأبيض.

حمص: جالينوس في 6: وهو جنس من الحبوب ينفخ ويلين البطن ويدر البول ويزيد في اللبن والمني ويدر الطمث، فأما الحمص الأسود فهو أكثر إدراراً للبول من سائر الحمص، وماؤه الذي يطبخ فيه يفتت حصاة الكلي، فأما الجنس الآخر وهو الذي يسمى حمصاً كرسنيآَ فقوّته هذه القوّة أعني قوّة جاذبة محللة قطاعة مفتتة وهو حار فيه رطوبة يسيرة وفيه مع هذا شيء من المرارة بسببها صار ينقي ويفتح سدد الكبد والكلي والطحال ويجلو الجرب والقوباء والأورام الحادثة عند الأذنين وفي البيضتين إذا صلبتا ويشفي أيضاً الخراجات إذا استعمل مع العسل. ديسقوريدوس في الثانية: ملين للطبيعة ويدرّ البول ويولد النفخ ويحسن اللون ويدر الطمث ويعين في إخراج الجنين ويولد اللبن، والصنف من الحمص الذي يقال له أرونياس خاصة يطبخ بماء ويضمد به مع عسل لورم الحصى الحار والقوابي وقروح الرأس الرطبة والقروح السرطانية والجرب والقروح الخبيثة، والصنف الآخر الذي يقال له قريوس وهو الأسود الصغار وكلاهما إذا سقي من طبيخهما مع الحشيشة التي تسمى لينابوطيس لليرقان والحبن نفعا منهما بإخراجهما الفضول بإدرار البول ويضران بالمثانة المتقرحة والكلي، ومن الناس من يزعم أنه يقلع الثآليل التي يقال لها أفروحودس، ؤالثآليل التي يقال لها مرميقيا بأن يؤخذ من الحمص حبة حبة وتوضع واحدة على كل تؤلول في أوّل الشهر ثم يؤخذ ذلك الحمص الذي يوضع على الثآليل فيصر في خرقة ويرمى به إلى خلف. ماسرحويه: يغذو الرئة أكثر من سائر الأشياء، ولذلك إذا كان فيها قروح أغلينا دقيقة باللبن الحليب وجعلناه حساء وهو يهيج الشهوة ويزيد في ماء الصلب وقد تعتلفه فحول الخيل لهذا السبب. روفس: وغذاؤه كاف ويحدث في اللحم انتفاخاً ويفعل في البدن ما يفعله الخمير في العجين والخل في الأرض. ابن ماسويه: نافع لما يعرض في الرأس والبدن كله من الحكة وإن أنقع وأكل نيئاً وشرب ماؤه على الريق زاد في الإنعاظ وقوى الذكر. أربياسيس: والجماع يحتاج في تمامه إلى ثلاثة أشياء هي مجتمعة في الحمص. أحدها: طعام يكون فيه زيادة الحرارة واعتدالها وما يقوّي الحرارة الغريزية وينبه الشهوة للجماع، والثاني غذاء يكون فيه من قوة الغذاء ورطوبته ما يرطب البدن ويزيد في المني، والثالث: غذاء فيه من الرياح والنفخ ما يملأ أوراد القضيب وهذا كله موجود في الحمص. الطبري: إن أنقع الحمص في الخل ليلة ثم أكل على الريق وصبر عليه نصف يوم قتل الدود الذي في البطن، وينفع من وجع الظهر والمواضع التي تكون خدرة. ابن سينا: رطبه أكثر توليداً للفضول من يابسه ويابسه يجلو النمش وينفع من وجع الظهر ونقيعه ينفع من وجع الضرس وينفع من أورام اللثة الحارة ودهنه ينفع من القوباء. وقال أبقراط: إن في الحمص جوهرين يفارقانه بالطبخ أحدهما مالح يلين الطبيعة والآخر حلو يدر البول والحلو فيه نفخ. غيره: إذا طبخ مع اللحم أعان على نضجه، وإذا غسل به أثر الدم قلعه من الثوب. التجربتين: إذا طبخ الحمص ووضع في خريطة ووضعت الأنثيان على بخار، قد ينفع من أورامها ويجفف من أوجاعها. الإسرائيلي: الحمص الأسود أكثر حرارة وأقل رطوبة من الأبيض، ولذلك صارت مرارته أظهر على حلاوته وصار فعله في تفتيح سدد الكبد والطحال وتفتيت الحصاة وإخراج الدود وحب القرع من البطن وإسقاط الأجنة والنفع من الاستسقاء واليرقان العارض في سدد الكبد والطحال والمرارة فيه أقوى وأظهر وأما في زيادة المني واللبن وتحسين اللون وإدرار البول فالأبيض أخص بذلك وأفضل لعذوبته ولذاذته وكثرة غذائه، ويجب أن لا يؤكل قبل الطعام ولا بعده لكن في وسطه لأنه إن قدم قبل الطعام انحدر بسرعة قبل تمام هضمه لما فيه من قوًة الجلاء والتلطيف وقام عند الطبيعة مقام الدواء لا مقام الغذاء وإن أخذ بعد الطعام عام قطعاً في أعلاها وربا هناك وولد نفخاً في البطن وإزماماً في الجنبين، وإذا أخذ في وسط الطعام اختلط بالطعام ومنعه من أن يطفو وأن ينحدر بسرعة وانهضم رويداً رويداً وفعل فعل الغذاء والدواء جميعاً. إسحاق بن عمران: ينمي البدن ويقوّي البدن كله. الرازي: وماء الحمص الأسود يصلح الفالج والأمراض الباردة ووجع المفاصل الرطبة. وقال في دفع مضار الأغذية: ماؤه يلين البطن ويخرج الريح إذا طبخ مع الكمون والشبت وأكل بالزيت وبالخردل، وينفع من الأمراض  البلغمية والحساء المتخذ منه ومن اللبن نافع لمن جفت رئته ودق صوته، وأما الرطب منه فمنفخ بطيء الانهضام، ولا ينبغي أن يشرب الماء ساعة يؤخذ لأنه إن شرب عليه الماء أكثر نفخه جداً، ولا سيما إن كان قد أخذ منه شيء كثير بل يشرب عليه اليسير من الشراب الصرف أو يؤخذ بعده من الكموني والقلاقلي اللهم إلا أن يطلب بذلك الزيادة في الإنعاط. ديسقوريدس: وقد يكون حمص بري ورقه يشبه ورق البستاني حاد الرائحة وثمره مخالف لثمر الحمص البستاني يصلح لكل ما يصلح له الحمص البستاني في كل شيء ويسخن ويجفف أكثر منه بمقدار ما هو أحد وأحر منه.

حمص الأمير: وهو السكوهج وهو الحسك. وقد تقدم ذكره.

حماض: أبو حنيفة: هو ضربان عذب وآخر فيه مرارة وفي أصولهما جميعاً إذا نبتا حمرة وثمره سنبل طوال الشعر خشنة فإذا أدرك ابيض وإذا فرك خرج منه حب أسود زلال مزوي صغار وبزره وورقه يتداوى بهما. ديسقوريدوس في الثانية: لا باين وهو الحماض منه ما يقال له اكسوبالانابو ينبت في آجام وهو صلب محدد الأطراف ومنه شيء بستاني عريض شبيه بورق السلق لا يشبه الذي وصفنا في الشكل، ومنه صنف آخر ثالث بري صغير فمي ناعم شبيه بالنبات الذي يقال له لسان الحمل، ومنه صنف آخر رابع يسميه بعض الناس أفضليس. وألقيس ولايونايون بري له ورق شبيه بورق الحماض البري الذي صفناه، ونوع منه له ساق محدد الطرف ليس بعظيم وله ثمر في شعب على رأسه أحمر حريف الطعم حامض. جالينوس في 7: في الحماض التفه قوة تحليل يسير، وأما الحماض فقوته مركبة وذلك أن فيه مع القوة المحللة قوّة رداعة مانعة فأما بزر الحماض الحامض ففيه قبض بين حتى أنه يشفي قروح الأمعاء واستطلاق البطن ولا سيما بزر الحماض الكبار، وأكثر ما ينبت في الآجام وقوته أضعف من قوة هذا. ديسقوريدوس: وأصنافه كلها إذا طبخت لينت البطن وإذا تضمد بها نيئة وخلطت بدهن ورد وزعفران حللت الأورام التي يقال لها ماليكيديس وهي التي تسمى الشهدية، وقد يشرب بماء وخمر وبزر الحماض البري وبزر الصنف الذي من الحماض البري الذي يقال له أفسولاباين، وبزر الصنف الذي يقال له أفضليس ينتفع به من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن والغثيان ولسعة العقرب، وإن تقدم أحد في شربه ثم لسعته العقرب لم يحك فيه لسعتها، وأصول هذه الأصناف التي ذكرناها من أصناف الحماض إذا تضمد بها مع الخل أو مطبوخة أو غير مطبوخة أبرأت الجرب المتقرح والقوابي والشقاق العارض في الأظفار والداحس، وينبغي من قبل أن يضمد بها أن يدلك المكان الذي يحتاج إلى الضماد بنطرون وخل في الشمس وطبيخها إذا صب على الحكة العارضة للبدن أو خلط بماء الحماض واستحم بها سكنها، وإذا طبخت بالشراب وتمضمض به سكنت وجع الأسنان وإذا طبخت بالشراب وتضمد بها حللت الخنازير والأورام العارضة في أصول الآذان وإذا طبخت بالخل وتضمد بها حللت ورم الطحال ومن الناس من يعلق أصل الحماض في رقبة من به الخنازير لأنه يرى بذلك أنه ينفعه وإذا سحقت واحتملتها المرأة قطعت سيلان الدم من الرحم سيلاناً مزمناً، وإذا طبخت بالشراب وشربت أبرأت من به يرقان وفتت الحصاة التي في المثانة وأدرت الطمث ونفعت من لسعة العقرب، وأما أقولابائن فهو حماض كثير النبات يكون في الآجام وقوته مثل قوَة أصناف الحماض التي ذكرنا. الدمشقي: التفه منه هو السلق البري. ابن ماسويه: الحماض الشبيه بالهندبا بارد يابس وفيه رطوبة عرضية وبزره إن قلي يعقل الطبيعة ويدبغ المعدة فإن طبخت بقلته بالماء ثم طبخت وصير معها زيت الأنفاق والكزبرة اليابسة وشيء من الكمون وماء حب الرمان عقلت الطبيعة، وإن سلقت ولم تطحن أزلقت ما في البطن بلزوجتها ولما فيها من ذلك كانت نافعة للسحج العارض في الأمعاء من المرة الصفراء إذا كان البقل يابساً لأن إزلاقها إياه وإخراجها له وتغريتها للسحج بلزوجتها. وقال مرة أخرى: وأنواع الحماض جميعاً تسكن المرة الصفراء وكيموسها ليس بالرديء. إسحاق بن عمران: الحماض مطفىء قانع للعطش نافع من هيجان الصفراء وسطوة الحرارة يقطع القيء ويشهي الأكل ويذهب الجماع. غيره: الحماض الحامض يسكن الغثيان الصفراوي ويذهب بالحمار. ابن سينا: هو بارد يابس في الثانية وبزره بارد في الأولى يابس في الثانية والذي ليس بشديد الحموضة أغذى وهو الشبيه بالهندبا وأكله يقمع الصفراء وخلطه محمود. جالينوس في أغذيته: والحماض الحامض نافع للنساء اللواتي تعرض لهن العلة التي يقال لها باليونانية نبطاً، وهو شهوة الطين وغيره من الأشياء الرديئة وغذاء هذا الحماض الحامض أقل جداً من غذاء الذي ليس بحامض. قسطس: في الفلارحة إن صر بزر الحماض الحامض في خرقة وعلق في عضد المرأة الأيسر لم تحبل ما دام عليها.

حماض الماء: الغافقي: قال صاحب الفلاحة: هو نبات ينبت على المياه وله ورق طولها على طول أصبع مفترشة على الأرض شبيهة بورق الهندبا، وله ساق صغيرة ورأس فيه بزر مجتمع أسود يضرب إلى الحمرة ولا يتقدمه زهر وطعم هذا النبات طيب كطعم الحماض وهو ملين للبطن إذا طبخ وأكل وبزره إذا سحق وشرب بخمر طيب النفس وأزال الهموم ويشفي من التوحش والخفقان الحار وهي وبزرها يبرئان الغثي ويصلحان المقعدة المسترخية وتسكن الحكة إذا طبخت وصبت على العليل وإذا مضع بزرها وورقها سكن وجع الأسنان وأصلح اللثة المسترخية وإذا أدمن أكلها أبرأت اليرقان.

حماض الأرنب: قيل هو الأكشوث وسيأتي ذكره في الكاف.

حمضيض: أبو حنيفة: هي بقلة حامضة تجعل في الأقط وهو من الذكور ومنابتة الرمل.

حماض البقر: هو الحماض البري وهو شبيه بالبستاني العريض إلا أنه أصغر وبزره في غلف خشنة يتعذر خروجه وبزره صغير في غلف خشنة حمر مثلث الشكل.

حماض السواقي: هو الحماض الآجامي وقد ذكر مع أنواعه.

حماحم: ابن عمران: هو الحبق الكرماني العريض الورق ويسمى بالشام حبق نبطي وله أغصان خضر مربعة خوارة ونور أبيض وبزره كبزر الحبق وهو حار يابس في الدرجة الثانية جيد لأصحاب البلغم مفتح للسدد العارضة في الدماغ والرأس من البلغم نافع من الزكام الرطب. مسيح: هو أحرّ وأيبس من الشاهسفرم. غيره: مقوٍّ للقلب وليس بمؤذ للمحرورين ويضمد بورقه لاحتراق البلغم والاحتراق ويسقى بزره مقلوًّا لأصحاب الإسهال المزمن بدهن ورد وماء بارد.

حمر: هو التمر هندي، وقد ذكرته في التاء ويسمى بهذا الاسم أيضاً قفر اليهود، وسيأتي ذكره في القاف.

حميراء: هو رجل الحمام بلغه أهل الأندلس وهو الشنجار، وسيأتي ذكره في الشين المعجمة.

حماط: هو ضرب من الجميز، وقد ذكرته معه في الجيم.

حمحم: هو لسان الثور عند أهل الشام والشرق وديار بكر وسمعتهم ينطقون بضم الحاءين المهملتين معاً، وسيأتي ذكر لسان الثور في اللام.

حمض: هو الأشنان. قال الأصعمي: هو كل ما ملح من الشجر وكانت ورقته وحبه إذا غمستهما أنفعتا وكان ذفر المشم ينقي الثوب إذا غسل به والغنم ترعاه.

حمام: ماسرحويه: لحمه جيد للكلي ويزيد في المني والدم. الرازي: الحمام أخف من الفراخ وأقل إلهاباً. الشريف: وإذا شقت وهي أحياء ووضعت حارة على موضع نهشة العقرب نفعت منها نفعاً بيناً وشحمها إذا طلي به على آثار الخدوش أذهبها وأزال ذلك وإذا حرق رأس حمام مشروك بريشه وسحق واكتحل به نفع من الغشاوة وظلمة البصر. خواص ابن زهر: إذا سكن المخدور بمقربة منها إن كانت في غرفة وسكن المخدور تحتها أو كانت في بيت وسكن فوقها برأ ومجاورتها أمان من الخدر ومن الفالج والسكتة والخمود والسبات وهذه خاصية بديعة جعلها الله تعالى فيها. ديسقوريدوس في الثانية: ودم الورشان والسفنين والقبج والحمام تؤخذ وهي حارة ويكتحل بها للجراحات العارضة للعين وكمنة الدم فيها والغشاوة ودم الحمام خاصة يقطع الرعاف الذي في حجب الدماغ. قال جالينوس: وأما دم الحمام فقد استعمله كثير من قدماء الطب في الرأس إذا تصدع بأن يصيره في الشق الذي أصيب في العظم وكانوا إذا لم يجدوا دم الحمام استعملوا مكانه دم الورشان أو دم القبج أو دم اليمام أيها كان حاضراً وأما أنا فقد حضرت عدة ممن شق رأسه وقطرت فيه بدل هذه الدماء دهن الورد فبرؤوا ولم يضرهم ذلك غير أن الدهن ينبغي أن يصب وهو سخن على نحو سخونة الدم فعلمت بذلك أن منفعة الدم إنما كانت لسخونته لا بقوة نافعة فيه، غير أن تلك القوة هي السخونة فقط واعتدال مزاجه، فقد بان من هذا أن دهن الورد من أفضل ما عولج به الشق الذي يقع في الرأس إذا كان هذا الدهن معتدل المزاج وكان فيه شيء من القبض. وبعض الأطباء كان يقطر من دم الحمام وهو حار في العين التي أصابتها طرفة واجتمع فيها الدم فيشفيها بذلك ومنهم من يأخذ ريش فرخ الحمام الناعمة منها الرخصة المملوءة دماً فيعصر منها في العين فينتفع به. ديسقوريدوس: وزبل الحمام أسخن وأشد إحراقاً من غيره من الزبول وقد يخلط بدقيق الشعير وينتفع به وإذا خلط بخل حلل الخنازير وإذا خلط بالعسل وبزر الكتان فجر الورم الصلب وقلع خشكريشة القروح التي تسمى النار الفارسية وإذا خلط بالزيت أبرأ حرق النار. جالينوس: وأما زبل الحمام الطيارة التي تأوي الأبراج والبيوت فحارة وزبل الجبلية منها والبرية أشد حرارة وأنا أستعمل زبل الحمام في أمراض كثيرة وربما خلطت معها بزر الحرف مدقوقاً منخولاً أو مع الخردل وأستعملها في الأمراض الباردة التي تحتاج إلى التسخين ولا سيما في الأمراض المزمنة مثل النقرس والشقيقة والصداع والدوار وأوجاع الجنبين والكتفين والظهر فقد يظهر في الظهر أوجاع الكليتين وأوجاع مزمنة ويستعمل أيضاً في أوجاع البطن وأوجاع المفاصل وهذه زبول بعيدة النتن ولا سيما إذا جفت ولذلك يكثر استعمالنا لها في الأمصار. الطبري: إذا خلط بدقيق الشعير وضرب بالماء حتى يصير كالحساء وطبخ بالخل والعسل وضمدت به الدبيلة والخنازير والأورام الصلبة حلل وأبرأ، وإذا خلط بدقيق الشعير المضروب بالماء مع شيء من قطران وسحق حتى يصير كالمرهم ووضع على البرص في خرقة كتان وترك ثلاثة أيام ثم نزع وجدد غيره نفع منه ويفعل به ذلك حتى يبرأ. الحور: زبل الحمام إذا طبخ بالماء وجلس فيه من به عسر البول نفعه جداً. ابن سينا: ينفع من اللسعة طلاء. مجهول: وإذا طلي بالخل على صاحب الاستسقاء نفعه وكذا إن سقي بالسكنجبين، وإذا طلي مع بزر الكتان مدقوقاً معجوناً بالخل على الخنازير حللها، وزبل الحمام الأحمر إذا شرب منه وزن درهمين مع ثلاثة دراهم دارصيني نفع من الحصاة، وإذا حرق في خرقة كتان حتى يصير رماداً وخلط بزيت وطلي على حرق النار كان نافعاً. غيره: تعلف الحمام بزر الكتان ويقتمح من ذرقها راحة أو راحتين أياماً فإنه يفتت الحصاة ويبول مجرب.

حمار أهلي: جالينوس في أغذيته: ومن الناس قوم يأكلون لحوم الحضرية الهرمة على أنها في الغاية القصوى من رداءة الدم المتولد فيها وفي غاية عسر الانهضام، وهي رديئة للمعدة مع أنها بشعة زهمة لا تقبلها النفس ولا لها لذة، والقوم الذين يأكلون ذلك قوم طبائعهم قريبة من طبائع الحمير في أنفسهم وأبدانهم. الرازي: قالت الحور: إذا طبخ لحم الحمير وقعد في طبيخه صاحب الكزاز من يبوسة كثيرة نفعه جداً. جالينوس في الحادية عشرة من مفرداته: زعم قوم أن حوافر الحمير قد يحرقونها ويداوون بها من يصرع كثيراً إذا واصل شربها وأنهم يحللون بها الخنازير إذا عجنوها بالزيت، وإن كثيراً زعموا أن هذا الرماد إن نثر يابساً شفى الريح الذي يعرض في أصول أظفار اليدين والرجلين. ديسقوريدوس في الثانية: حوافر الحمير يقال أنها إذا احترقت وشرب منها أياماً كثيرة وزن فجلنارين في كل يوم نفعت المصروعين، وإذا خلطت بزيت ووضعت على الخنازير حللتها وإذا تضمد بها أبرأت الشقاق العارض من البرد. قال: وكبد الحمار إذا طبخ وسوي وأكل نفع المصروعين وليؤكل على الريق. الرازي في خواصه: أصبت في اختيارات حنين أنه وجد في السفر الطبي أنه مما يضاد الصرع بخاصية عجيبة فيه أن يؤخذ كثير من جلد جبهة الحمار ويلبس السنة كلها ويتخذ في السنة المقبلة فإنه يمنع الصرع البتة. وقال في موضع آخر: وجدت في كتاب ينسب إلى هرمس أنه إذا اتخذ خاتم من حافر حمار يمين ولبسه المصروع لم يصرع. ديسقوريدوس: وشحم الحمار يقال إنه يصير ألوان اندمال القروح شبيهة بلون سائر البدن. قال: وسرجينه وسرجين الخيل إذا أحرقا أو لم يحرقا وخلطا بخل قطعا سيلان الدم، وسرجين الحمار الذي رعى العشب إذا كان يابساً وخلط بشراب وصفي نفع من لسعة العقرب منفعة عظيمة شرباً. أطهوزسفس في خواصه: إن علق جلد جبهة الحمار على الصبيان منعهم أن يفزعوا. ويقال: إن وسخ أذن الحمار إذا سقي منه الصبي البكاء وزن ثمن درهم لم يبك. غيره: وروث الحمار الأهلي إذا كسرته وعصرته في الأنف منع من انبعاث الدم الذي يكون من قطع الشريان أو عرق وحشيثه، وكذا إن رش عليه خل واستمر قطع الرعاف، وكذا إن عصر وقطر ماؤه في أنف المرعوف، وإن اعتصر وهو طري وشرب ماؤه فتت الحصاة. وزبل الخيل يفعل ما يفعله زبل الحمير، وروث البرذون يخرج المشيمة والجنين الميت. الفلاحة الفارسية: إذا ركب ملسوع العقرب حماراً وجعل وجهه إلى ذنبه صار الوجع فيه. قال: وإن تقدم الملدوغ إلى أذن الحمار وقال: إني لدغت ذهب الوجع. حواض ابن زهر: نهيق الحمار يضر بالكلاب حتى أنه ربما عوى الكلب من كثرة ما يؤلمه.

حمار وحشي: عبد الملك بن زهر: النظر إلى عين حمار الوحش يديم صحة البصر ويمنع من نزول الماء وهي خاصية عجيبة جعلها الله فيه لدوام صحة العين لا شبهة فيها. جالينوس في كتاب أغذيته: لحوم حمير الوحش غليظة وإذا كان الحمار منها سميناً فتي السن فهو قريب من لحم الإبل. الرازي في دفع مضار الأغذية: هي غليظة جداً وهي تنفع إذا طبخت بماء وملح وأكثر فيها الدارصيني والزنجبيل، وتتحسى أمراقها وأكل السمين من لحومها ينفع من وجع التشبك في المفاصل والرياح الغليظة، وكذا إذا طبخت بدهن الجوز والزيت ومن اضطر إلى إدمان أكلها فليتعاهد ما يخرج السوداء ويتعاهد الترطيب والتدبير لبدنه إن لم يكن بلغمياً، ومتى حدث عن أكل لحوم الوحش تمدد في المعدة وبطء خروج الثفل فينبغي أن يبادر بالجوارشنات المسهلة كالشهريارات والتمري ودواء الجزر ونحوهما من الجوارشنات المركبة من التربذ والسقمونيا والأفاويه. ابن ماسويه: شحم حمار الوحش نافع من الكلف إذا طلي عليه، وإذا غلي بدهن القسط كان نافعاً من وجع الظهر والكلى العارض من البلغم والريح الغليظة. غيره: مرارة الحمار الوحشي تنفع من داء الثعلب والدوالي لطوخاً.

حمار قبان: ويقال: عير قبان وحمار البيت أيضاً وهي الدويدة التي تكون تحت الحباب والجرار تستدير عندما تلمس باليد وهي الهدبة، وسيأتي ذكرها في حرف الهاء.

حنظل: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات يخرج أغصاناً وورقاً مفروشة على الأرض شبيهة بأغصان وورق القثاء البستاني وورقه مشرف وله ثمرة مستديرة شبيهة بكرة متوسطة في العظم مرة شديدة المرارة، وينبغي أن يؤخذ من شجرتها ويجمع إذا ابتدأ لونها يستحيل إلى الصفرة. جالينوس في السابعة: طعم هذا الدواء مر لكنه إذا شرب لم يقدر أن يفعل أفعال المرارة لأنه يبادر فيخرج مع الأشياء التي يخرجها بالإسهال لشدّة ما هو عليه من قوّة الإسهال، وإذا كان الحنظل طرياً ثم دلك به الورك ممن يوجعه انتفع به. ديسقوريدوس: وشحم هذه الثمرة إذا أخذ منه مقدار أربع أوثولوسات بالشراب المسمى أدرومالي قيأ، وإن خلط بنطرون ومر وعسل مطبوخ وعمل منه حب أسهل البطن، والثمرة كما هي إذا جففت وسحقت وخلطت ببعض أدوية الحقن نفعت من عرق النسا والفالج والقولنج وأسهلت بلغماً وخراطة ودماً أحياناً، وإذا احتملت قتلت الجنين، وإن ثقبت وأخرج ما في جوفها وطين عليها بطين وسخن فيها خل وتمضمض به وافق وجع الأسنان، وإن طبخ فيها أحد شيئاً من الشراب المسمى ماء القراطن وهو ماء العسل أو الشراب المسمى غلوقس، وهو طلاء ونجّمه وصفي وسقي أسهل كيموساً غليظاً وخراطة وينفع من وجع الأعضاء وهي رديئة للمعدة جداً، وقد يحتمل ويعمل منه إشافات لإسهال البطن وعصارة الثمر إذا كان لون الثمر أخضر، إذا دلكت به على عرق النسا وافقه. ابن جريج: ينبغي لجاني الحنظل أن يجنيه في آخر السنة إذا اصفرّ ولا يقربه وهو أخضر ولا فيه خضرة، وإن أخرج شحمه من بطيخه نقصت قوته سريعاً وضعفت فإن ترك في بطيخه بقي دهراً والذي على شجره حنظلة واحدة قتالة. ابن ماسويه: وينبغي لمجتني الحنظل أن يحذر من الواحدة التي لم تحمل شجرتها غيرها فإنها ضارة متلفة، والمختار منه ما اصفرّ قشره فإن ذلك دليل على بلوغه ونضجه وما كان داخله أبيض قريباً من الصفرة خفيف الوزن متخلخل الحزم. البصري: هو صنفان: ذكر وأنثى والذكر ليفي والأنثى رخو أبيض أملس. الدمشقي: هو حار في الثالثة يابس في الثانية. بولس: وشحم الحنظل يخلف المرّة وفضولاً مخاطية وليس يخلف ذلك من الدم ما يخلف الخربق والسقمونيا، بل من الأعضاء العصبية، وينبغي أن يسقى من به وجع في الرأس أو علة في الصفاق أو في الأصداغ، والذين يعرض لهم الصرع والشقيقة أو يتأذون بوجع الرأس أو لابيليمسا وأصحاب الفالج ومن به لقوّة مزمنه أو يعرض له نزلات في العين ومن به عسر النفس الذي يعرض منه الانتصاب وأصحاب الربو والسعال المزمن وأصحاب وجع المفاصل وعرق النسا ومن به علة في الكلى والمثانة. الطبري: شحم الحنظل خاصيته إسهال البلغم الغليظ إذا شرب منه وقلع صفرة اليرقان من العين إذا استعط بمائه. حبيش بن الحسن: يسهل البلغم الغليظ الذي ينصب إلى مفاصل البدن وله أيضاً صعود إلى الرأس ويسهل الأخلاط الرديئة التي تجتمع من المرة السوداء ولا يسقى في برد شديد ولا في حر شديد فإنه إذا شرب في شدة الحر أضر بالمعدة والمقعدة إضراراً شديداً، ويبعث الدم من أفواه العروق في الخلفة، وإذا شرب في شدّة البرد أمغص وأكرب إكراباً شديداً، ولم تكد الطبيعة تنحل وهو يسهل من لا تكاد طبيعته تجيب من أهل البلاد الباردة، ومن يستعمل في أغذيته الألبان والأجبان فإن هذا الجنس لا تكاد طبيعتهم تجيب إلى الانطلاق إلا بأقوى الأدوية فعلاً في ذلك، ومن أراد إصلاحه وخلطه بالأدوية فليخلص شحمه وحده من حبه وقشره الخارج ثم يخلطه بوزنه من الصمغ العربي أو الكثيراء والنشاستج مفردة ومؤلفة، وأكثر ما يشرب منه إذا دبر هذا التدبير مع غيره دانقان وأقله قيراط والأقوياء نصف درهم. بولس: أكثر ما يؤخذ من شحم الحنظل وزن نصف درهم مع ثلاث أواق من ماء وعسل أو عسل قد أغلي فيه شراب، وينبغي أن لا يسحق الحنظل ناعماً فإنه إذا كان ناعماً لصق بالأحشاء فعقرها ويكون منه أيضاً المر في العصب. ابن ماسويه: الحنظل يورث مغصاً وتقطيعاً وسحجاً للأمعاء وإضراراً بها، فإن أراد مريد أخذه فليتقدم قبل ذلك بإصلاحه بالكثيراء، وقد يصلحه قوم بالصمغ العربي وهما في دفع ما يحذر من ضرره في سبيل واحد إلا أن الكثيراء أحد ما يصلح به لسهولته وأنه معين له على الإسهال والصمغ مانع للإسهال، وينبغي أن لا يجاد سحقه لئلا يلصق بالأمعاء فيجرحها. الكندي: حار لطيف يجذب من أقاصي  البدن وأطرافه. الدمشقي: يسهل الكيموسات المائية. حبيش: ومن احتاج إلى أن يجعل الحنظل في شيء من الحقن ألقاه في طبيخ الحقنة صحيحاً غير مكسور فإنه ينفع من القولنج وينزل الخام والمرة السوداء ويلقى منه في الحقنة من درهمين إلى أربعة دراهم. إسحاق بن عمران: إذا أخذت حنظلة وقوّرت رأسها ورمي لحمها ثم ملئت دهن زنبق وسد الثقب بعجين أو بطين وصيرت على النار حتى تغلي غليات ثم ينزل ويدهن به الشعر فإنه يسوّده ويمنع من أن يسرع إليه الشيب. عبد اللّه بن زياد: حب الحنظل يعالج بالغسل حتى ينقي ويطيب ثم يرضخ ويطبخ باللبن والتمر أو الدقيق فيؤكل وإن نقي منه علقميه فأكلوه صرفاً ليس معه شيء أخذهم منه دوار وسلح ولكنه يورثهم صحة لا يترك مراراً ولا شيئاً إلا استخرجه. حبيش: وليس ينبغي أن يستعمل في شيء من الأدوية شيء من قشور الحنظل ولا من حبه لأنهما غليظان يابسان جداً يلصقان بالمعدة والأمعاء ويمغصان مغصاً شديداً ولا يسهلان. الدمشقي: ورقه الغض يحلل الأورام إذا ضمدت به مع النشاستج ويقطع انفجار الدم، وإذا طبخ ورقه كما يطبخ البقل أسهل الطبيعة أيضاً وكذا تفعل قضبانه. حبيش بن الحسن: إصلاح ورقه لمن أراد العلاج به أن يجتنبه من شجره إذا نضج بطيخه واصفر فإذا بدأ الهواء يبرد عند جني البطيخ منه تمم تجفيفه في الظل حتى لا يبقى فيه شيء من النداوة، فإذا احتاج إليه على نحو ما وصفناه من شحمه من خلطه بالنشا والصمغ العربي فإنه إذا فعل به هذا كان له فعل في ذلك عجيب في إخراج المرة السوداء إذا أخذ وخلط في الأدوية الموافقة له مثل الأنيسون والأفتيمون والملح الهندي والصبر السقوطري وأيارج فيقرا، ولم أر شيئاً من الأدوية المسهلة الحادة أعمل في أوجاع المرة السوداء منه غير أن الأوائل أغفلوا ذكره وتركوا العلاج به، وأما أنا فقد امتحنته وسقيته أصحاب داء الماليخوليا والصرع والوسواس وداء الثعلب وداء الحية والجذم فوجدته نافعاً لهم، وربما قيأ من يتناوله فينفعه أيضاً، وأما أصحاب الجذام فيوقف وجعهم فلا يزيد فهذا هو البرء من هذا الداء، وأما أن تكون أوصالهم التي سقطت ترجع فمحال، وإذا طال مكث ورق الحنظل حتى يتجاوز السنة والسنتين إلى الثلاثة نقصت قوّته فينبغي أن يزاد في وزنه على وزن ذلك القوى. مسيح الدمشقي: أصله المطبوخ نافع من الاستسقاء ومن لسع الأفاعي. الكندي: خبرني غير واحد أن أصله أعظم دواء للسع الأفاعي والعقارب وأن الأعراب مشهور ذلك فيهم. وقال: أخبرني أعرابي أن ابنه لسعته عقرب في أربعة مواضع فسقاه درهماً من أصل الحنظلة فسكن على المكان كل ما به. غيره: إنه إن سحق وطلي عليه سكن أيضاً قال: ولا سيما أصل الحنظل الذكر منه. ابن سينا: الحنظل إذا طبخ في الزيت كان ذلك قطوراً نافعاً من الدوي في الآذان، ويسهل مع ذلك قلع الأسنان، والحنظل ينفع من القولنج الرطب والريحي جداً. مجهول: وقشره اليابس محرقاً يدر على المقعدة لوجعها، وقد يتبخر بحبه لوجع الأسنان فإذا رش البيت بطبيخ الحنظل قتل البراغيث، والحنظل الذي ينبت في المواضع المرتفعة ويشرب من ماء الأمطار أجود من الذي بقرب المياه، والذكر الليفي أقوى من الأنثى الرخوة.

حنطة ودقيق: ديسقوريدوس في الثانية: أفوري وهو الحنطة ويدعى فورس أجود ما يستعمل منها في وقت الصحة الحديث الذي قد أستكمل الامتلاء ولونه إلى الصفرة، وبعد هذا الصنف من الحنطة الذي فيما بين وقت ما يزرع ووقت ما يحصد ثلاثة أشهر وهي التي تسميها بعض الناس سطانيوس. جالينوس في الثانية: الحنطة إذا وضعت من خارج البدن فهي تسخن البدن في الدرجة الثانية من درجات الأشياء المسخنة وأما في التجفيف والترطيب فليس يمكن فيها ولا واحد منها أن يفعله فعلاً ظاهراً وفيه مع هذا شيء لزج يشد ويغرى به. وقال في كتاب أغذيته: إن الخيل إذا أكلت الحنطة لم تسلم من مضرتها.

ديسقوريدوس: وإذا أكلت الحنطة نيئة ولدت الدود في البطن وإذا مضغت وتضمد بها نفعت عضة الكلب الكلب. ابن سينا: أجودها الحديثة المتوسطة في الصلابة والسخافة العظيمة السليمة الملساء التي بين الأحمر والأبيض والحنطة السوداء رديئة وهي في الرطوبة واليبوسة معتدلة، والكبيرة الحمراء أكبر غذاء والمصلوقة بطيئة الهضم نفاخة، لكن غذاؤها إذا استعمل واستمرىء كثير، والحوّاري قريب من النشا لكنه أسخن والدقيق اللزج بطبعه غير اللزج بالصنعة وليس للزج بالصنعة ما للزج بطبعه. الرازي في دفع مضار الأغذية: والحنطة أوفق حبة عمل منها الخبز وأشدّها ملاءمة لبدن الإنسان المعتدل، وإذا أكلت نيئة ربما تولد منها حب القرع وينفع ذلك أن يتحسى عقبها المربى النبطي والخل العتيق، وإدمان أكل الفطير منها يعقل البطن، ولذلك ينبغي أن يتلاحق بما يسهله إسهالاً معتدلاً كالفانيذ الشحري والتين العلك وما أشبه ذلك، فأما الحنطة المطبوخة والفريكة فينفخان جداً، ولذلك ينبغي أن يؤخذ بعدهما جوارشن الكمون والقلاقي ويحذر شرب الماء كثيراً عليه فإنه يولد النفخ. أبقراط: إذا كان دقيق الحنطة قريب العهد بالطحن كان أسخن وأعون على حبس البطن من قبل أن يكون فيه بقية من الحرارة النارية التي نالته في طحنه، وأما الدقيق الذي فيه لبث بعد طحنه فضلاً قليلاً فتذهب عنه تلك القوة ويصير أسرع انحداراً عن المعدة. ديسقوريدوس: وقد يتضمد بدقيق هذه الحنطة مع عصارة البنج لسيلان الفضول إلى الأعصاب والنفخ العارض للمعي، وإذا خلط دقيق هذه الحنطة بالسكنجبين ووضع على البثر اللبني قلعه، ودقيق الحنطة التي يقال لها سطانيوك إن ضمد به بالخل أو بالشراب وافق من سم الهوام وإذا طبخ حتى يصير مثل الغراء ولعق منه نفع من به سعال ونفث دم من الصدر، وإذا طبخ بماء ونعنع وزبد كان نافعاً للسعال وخشونة الصدر وغبار الرحى الذي من دقيق الحنطة إذا طبخ بالشراب المسمى مالقراطن أو بماء وزيت حلل الأورام الحارة.

حنطة رومية: هو الخندروس، وسيأتي ذكره في الخاء المعجمة.

حندقوقي بستاني: ديسقوريدوس في الرابعة: لوطوس منه ما ينبت في البساتين وتسميه بعض الناس طريفلن. جالينوس في السابعة: قوته تجلو جلاء معتدلاً وكذا هو في التجفيف، وأما في تركيب الحرارة والبرودة فكأنه وسط معتدل المزاج. ديسقوريدوس: وعصارته إذا خلطت بعسل واستعملت نفعت القروح العارضة في العين التي يقال لها أرعاما والتي يقال لها باقاليا، والأثر العارض في العين الذي يقال له قوما وغشاوة البصر.

حندقوقي بري: هو الذرق والحباقي أيضاً. ديسقوريدوس في الرابعة: لوطوس أعربوس ومعناه الحندقوقي البري وهو ينبت كثيراً بالبلاد التي يقال لها لينوى وله ساق طولها نحو من ذراعين أو أكثر، ويتشعب منها شعب كثيرة ولها ورق شبيه بورق الحندقوقي الذي ينبت في المروج، ويقال له طريفان، وله بزر شبيه ببزر الحلبة إلا أنه أصغر منه بكثير وهو كريه الطعم. جالينوس في السابعة: أكبر ما يكون في بلاد النوبة وبزره في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة وفيه مع هذا شيء يجلو. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة قابضة قبضاً يسيراً منقية للأوساخ العارضة في الوجه والكلف إذا خلط بالعسل ولطخ عليه، وإذا دق ناعماً وشرب وحده أو بالشراب أو بالطلاء وخلط به بزر الملوخية أو شرب أيضاً إما بالشراب أو بالطلاء نفع من أوجاع المثانة. ماسرحويه: الحندقوقي جيد لوجع الانثيين وبدو الاستسقاء. أبو جريج الراهب: ينفع المعدة الباردة ويخرج الريح الغليظ وماؤه يشد البطن وينفع من الهيضة. مسيح بن الحكم: يدر البول والحيض وينفع من وجع الأضلاع الحادث عن البلغم اللزج ومن وجع المعدة العارض من البرودة وينقي الرياح عنها إلا أنها تصدع. ابن سينا: يولد دماً عكراً غليظاً، وخاصيته إحداث وجع الحلق ولا سيما فيمن كان محروراً، ويؤمن من أضراره بالحلق أن يؤكل بعده كزبرة وهندبا وخس. الرازي: جيد لأصحاب الصرع ضار للمحرورين جداً ولا يكاد يصلحه شيء وهو ينفع من برد المثانة وتقطير البول. إسحاق بن عمران: يعقل البطن وخاصة إذا كان مصلوقاً، وإذا استعط بمائه نفع من الجنون والصرع ومنه يتخذ الأشنان بإفريقية. غيره: ينفع من وجع الجنبين المتولد عن السدد إذا سقي العليل من بزره وزن درهم بالماء الحار. التجربيين: إذا جلس الأطفال الذين بهم إبطاء الحركة في أعضائهم في طبيخ الحندقوقي أسرع بهم وكذا يفعل دهنه. الخوز: هو وبزره يهيجان الباه. الطبري: قد يتخذ من طبيخ الحندقوقي دهن ينفع من الرياح في الجسد. وحكى الرازي عنه أنه عالج غير واحد كادوا أن يزمنوا بدهن الحندقوقي فانطلقت أرجلهم. لي: حكى الرازي في الحاوي عن أبي جريج الراهب في الحندقوقي ما هذا نصه: وإن صب ماؤه على لسع العقارب سكنه وإن سكب على عضو غير ملسوع أحدث فيه وجعاً. هذا قوله وهو فيه بعيد عن الصواب لأن هذه الأفعال ليست للحندقوقي، وإنما ديسقوريدوس ذكر ذلك في المقالة الثالثة في الدواء المسمى باليونانية طريفلن وهو الجرمانة بالعربية فاعلم ذلك.

تنبيه: والسبب. الموجب للوقوع في هذا الغلط أن ديسقوريدوس قال في الحندقوقي البستاني: إن بعض الناس يسميه طريفلن ووقعت ترجمة هذا الدواء الآخر المذكور في الثالثة من ديسقوريدوس طريفلن، فتوهم أبو جريج بسبب هذا الاشتراك في الاسمية أنهما شيء واحد، والأمر بخلاف ذلك، وقد نبهت على مثل هذا الغلط وأشباهه في كتابي الموسوم بالإبانة والأعلام بما في المنهاج من الغلط والأوهام بما فيه الكفاية، ثم أن حنيناً أيضاً قال في نقله في ترجمة الحندقوقي في المقالة السابعة من مفردات جالينوس: إن من الحندقوقي نوعاً مصرياً يتخذ من بزره الخبز. هذا قوله وفيه نظر لأن هذا النوع هو النبات المعروف بالبشنين عند أهل الديار المصرية، وقد ذكرته في حرف الباء وليس هو من الحندقوقي بشيء لا في الماهية ولا في القوة.

وأقول: إنما حصل الوهم في هذا الموضع من جهة اشتراك الاسم في اللغة اليونانية وذلك أن لوطوس عندهم اسم مشترك في المقالة الرابعة من كتاب ديسقوريدوس بين ثلاثة أنواع من النبات وهي نوعا الحندقوقي والبشنين، وقد أفرد ديسقوريدوس كل نوع من الثلاثة بترجمة قائمة بنفسها وبماهية وطبع وزاد فصل ترجمة لوطوس الذي هو البشنين منها على الترجمتين الأولتين، وهما نوعا الحندقوقي بترجمة دواء آخر لئلا يقع الوهم من جهة اشتراك الاسم، وقد وقع في الذي منه فزع بتخليط النقلة وقلة تثبتهم في النقل، وذلك أن حنيناً جعل البشنين لأجل اشتراكه في الاسم مع الحندقوقي من أحد أنواعها كما قد نبهنا عليه في قوله، وأما الحندقوقي المصري فيتخذ منه خبز لم يخلق الله قط بمصر حندقوقي يتخذ من بزره خبز، وإنما اعتمد على كلام ديسقوريدوس فلم يفهم معناه ولا نقله على ما هو عليه. واعلم أن العالم أولى الناس بالتثبت والاحتياط لنفسه ولغيره، وقد قالت الحكماء: لا تقال زلة العالِم لأنه يزل بزلته العالم وهذا سواء قد اتفق في هذه المسألة لحنين فإنه كان متفقاً على علمه بلغة اليونانيين وهو من أفضل النقلة فيها إلا أنه لم يتثبت في هذا الموضع فزد بزلله جميع من أتى بعده من العلماء من عصره، وإلى هذه الغاية منهم ابن واقد وابن سينا وابن جزلة في المنهاج وابن سمحون والغافقي وغيرهم، وهؤلاء هم أعلام العلماء في الصناعة الطبية بالمشرق والمغرب، ولا ينبغي أن ينسب الوهم في ذلك إلى جالينوس حيث قال: لوطوس يتخذ من بزره خبز، فقول جالينوس: صحيح لأنه ربما أراد لوطوس الذي هو البشنين لالوطوس الذي هو الحندقوقا كما وهم عليه وعلى ديسقوريدوس فيه.

حناء: أبو حنيفة: شجره كبار مثل شجر السدر وله فاغية وهي نوره وبزره وعناقيد متراصفة إذا انفتحت أطرافها شبهتها بما ينفتح من الكزبرة إلا أنه أطيب رائحة. وإذا تحات نوره بقيت له حبة غبراء صغيرة أصغر من الفلفلة، والفاغية كل نورة طيبة الرائحة وقد خصت فاغية الحناء بذكر الفاغية فيقال الفاغية فتعرف من غير تشبيه وهي ذكية حمراء. وقال مرة أخرى: الفاغية تخرج أمثال العناقيد وينفتح فيها نوار صغار فتجتنى منه ويزيت به الدهن الذي يقال له دهن الحناء فيقال الدهن المفغو، وإنما تطحن الحناء من ورقه وتنور في السنة مرتين وهي بأرض العرب كثيراً. ديسقوريدوس في الأولى: ورق شجر الحناء شبيه بورق الزيتون غير أنه أعرض منه وألين وأشد خضرة ولها زهر أبيض شبيه بالأشنة طيب الرائحة وبزر أسود شبيه ببزر النبات الذي يقال له أوطي، وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها أسقالونلطفي والبلاد التي يقال لها ماريوس. جالينوس في لا: الذي يستعمل من هذه الشجرة إنما هو ورقها وقضبانها خاصة وقوة هذا الورق وهذه القضبان مركبة لأن فيها قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي حار باعتدال، وفيها أيضاً قوة قابضة اكتسبتها من جوهر بارد أرضي، ولذلك قد تطبخ بالماء ويصب ذلك الماء الذي تطبخ فيه على المواضع التي تحترق بالنار وتستعمل أيضاً في مداواة الأورام الملتهبة ومداواة الجمرة لأنها تجفف بلا لذع وهي نافعة من القروح التي تكون في الفم من غير سبب من خارج وخاصة القروح التي تكون من جنس القلاع، وتنفع أيضاً من القلاع نفسه الحادث في أفواه الصبيان. ديسقوريدوس: وقوة ورقها قابضة، وكذا إذا مضغ أبرأ من القلاع والقروح التي تكون في الفم التي تسمى الجمر، وإذا تضمد به نفع من الأورام الحارة، وقد يصب طبيخه على حرق النار، وإذا دق وأنقع في ماء اسطربنون ولطخ على الشعر حمّره، وزهره إذا سحق وضمد به الجبهة مع خل سكن الصداع والمسوح التي تعمل منه مسخنة ملينة للأعصاب وتصلح للأشياء المسخنة التي تعمل منه يقع في الأخلاط الطيبة الرائحة. بولس: ويخلط مع الأدوية التي تصلح للطحال. عيسى بن ماسه: قوة الحناء من البرودة في الدرجة الأولى ومن اليبوسة في الدرجة الثانية وبعض المتطببين لما رآه يخضب ويحمر ذكر أنه حار واحتج بقول جالينوس في أن له قوة لطيفة من الجوهر المائي الحار، وفيما أحسب فليس هذا الرجل عالماً بشروط جالينوس في المقالة الأولى من كتابه في الأدوية المفردة. الدمشقي: يفعل بالجراحات ما يفعل دم الأخوين: البصري: تفاح الحناء طيب في الشم، وإذا اخلط مع الشمع المصفى ودهن الورد نفع من أوجاع الجنب والوهن الكائن فيه وهو نافع للسيلان العارض في أفواه الصبيان. الطبري: إذا دق ووضع على الورم الحار الرخو نفع منه. ابن رضوان: أخبرني من أثق به أنه شاهد رجلاً تعقفت أظافير أصابع يديه وأنه بذل لمن يبرئه شيئاً كثيراً فلم يجد فوصفت له امرأة أن يشرب عشرة دراهم حناء فلم يجسر أن يشربها فنقعها بماء وشربه فرجعت أظافيره إلى حسنها. وقال: إنه رأى على المكان أظافيره قد أخذت تنبت من أصولها إلى أن تكامل حسنها. ابن زهر: إذا ألزقت الأظفار بها معجونة تزيد حسنها وتنفعها. الشريف: إذا أنقع ورق الحناء في غمرها ماء عذباً وعصرت وشرب من صفوها عشرين يوماً في كل يوم وزن أربع أواقي وأوقية سكر أنفع من ابتداء الجذام ويتغنى عليه بلحوم الخرفان فإن كمل لأخذ هذا الدواء 37 يوماً ولم يبرأ فاعلم أنه لا يبرأ يفعل ذلك لخاصية فيه، فإذا حملت معجونة بالسمن على بقايا الأورام الحارة التي تؤدي ماء أصفر وتبقي بعض أوجاعها مع حرارة سكنت الأوجاع وجففت المادّة وأدملت مجرب. ابن ماسويه: وإذا بدأ الجدري يخرج بصبي وأخضبت أسافل رجليه بحناء معجونة بماء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيهما شيء من الجدري وهذا صحيح مجرب. مجهول: إذا طلي بالحناء على موضع من البدن فيه قشف ويبس أزالهما، وإذا شرب من بزره مثقال مع العسل أو لعق مسحوقاً بعسل نفع الدماغ منفعة عظيمة وأزال عنه الأعراض الردية العارضة من الحرارة والرطوبة. التجربتين: إذا سحق ورقها وضمد به جباه الصبيان وأصداغهم نفعتهم ومنعت انصباب الموادّ إلى أعينهم وتعجن بماء كزبرة خضراء وتنقع أيضاً معجونة بماء الكزبرة لحرق النار في ابتدائه، وإذا عجنت بزيت وقطران وحملت على الرأس  أنبتت الشعر وحسنته، وإذا سحقت مع الزفت الأسود بشطرين وعجنت بزيت أو بدهن ورد وحملت على قروح رؤوس الصبيان جففتها وأدملتها. التميمي: ونور الحناء إذا استودع بين طي ثياب الصوف طيبها ومنع من السوس فيها وأن يفسدها.

حناء الغولة: عامة مصر يسمون بهذا الاسم الدواء المسمى شنجار، وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة.

حناء قريش: وهو حزاز الصخر عند أهل مصر.

حناء معجون: مذكور في حرف الواو في رسم وسمة.

حنجرة: ابن ماسة: هي باردة يابسة تغذو غذاء يسيراً للغضروفية التي فيها ولتؤكل بالأفاويه الحارة.

حور: جالينوس في 7: مزاج هذا الدواء مركب من جوهر مائي فاتر ومن جوهر أرضيّ قد لطف ولذلك صارت قوته مركبة. ديسقوريدوس في الأولى: لورقي وهو الحور قشر هذه الشجرة إذا شرب منه وزن مثقال نفع عرق النسا وتقطير البول، ويقال: إنه أيضاً يقطع الحبل إذا شرب مع كلى بغل ويقال أيضاً أن ورقه يفعل ذلك إذا شربته المرأة بعد طهرها وعصير الورق إذا قطر في الأذن وهو فاتر نفع من ألمها وثمر الحور إذا أخذ منه حين ينبت ودق وخلط بعسل واكتحل به أبرأ غشاوة العين، وقد زعم قوم أن الحور إذا قطع صغاراً وغرس في مشارق مزبلة أنبت السنة كلها ثمراً يؤكل.

حور رومي: ابن حسان: هو المعروف عندنا بالجوز وشجره أزواج وفيه مشابهة من الجوز وله قشر أصفر تبطن به القسيّ وله ثمر يعرف بالبرد، وله صمغة ذهبية، وقشره إذا وضع مع عيدانه بعضها على بعض وأضرم فيها النار، وتحتها قدر سال منها زيت لدن طيب الرائحة كدهن البلسان. جالينوس في السابعة: ورد هذه الشجرة قوّته قوّة حارة وهو في الدرجة الثالثة من الحرارة، وأما في التجفيف والترطيب فتبعد زهرة هذه الشجرة عن درجة الأشياء المعتدلة المزاج المتوسطة بعداً يسيراً وهي إلى اليبس أميل قليلاً، وهي زهيرة اللطافة أولى بها من الغلظ، فأما ورق هذه الشجرة فهو يفعل كل شيء يفعله وردها إلا أن الورق أضعف وأمهن من قوة الزهر، وصمغة هذه الشجرة أيضاً وهو الكهربا قوتها شبيهة بقوّة زهرتها وهي أسخن من الزهرة، وأما بزرها فهو ألطف من صمغتها إلا أنه ليس بكثير الحرارة. ديسقوريدوس في الأولى: إذا تضمد بورقه بالخل نفع من الضربان العارض من النقرس وصمغه ينفع في أخلاط المراهم، وقد يقال أن ثمره إذا شرب بخل نفع من به صرع، ويقال: إن الذي يسيل من صمغه في النهر الذي يسمى أزيدانوس يجمد في النهر ويكون هذا الدواء أبلغطورس ومن الناس من يسميه حور فورون وهو الكهرباء وهو إذا فرك فاحت منه رائحة طيبة ولونه كلون الذهب، وإذا شرب منع عن المعدة والأمعاء سيلان الرطوبات. لي: هكذا قال الترجمان أن صمغ هذه الشجرة هو الكهرباء وفيه نظر لأن الكهرباء ليست هذه صفته كما تقف على ذلك عند الكهرباء في حرف الكاف.

حوك: هو الباذروج وقد ذكرته في حرف الباء.

حومر: هو التمر هندي وقد ذكرته في التاء.

حواري: هو الدقيق الأبيض المنتزع النخالة.

حوجم: هو الورد الأحمر وسيأتي ذكره في حرف الواو.

حومانه: هو بالعربية الدواء المسمى باليونانية طريفل، وسيأتي ذكره في الطاء.

حواصل: البالسي: هو طائر يكون بمصر كثيراً يعرف بالكُيْ بضم الكاف وإسكان الياء المنقوطة باثنتين من أسفل وهو صنفان أبيض وأسود، والأسود منه كريه الرائحة لا يكاد يستعمل، والأبيض أجوده وأقوى وأطيب رائحة وحرارته قليلة ورطوبته كثيرة وهو قليل البقاء ولباسه يصلح للشباب وذوي الأمزاج الحارة ومن يغلب عليه الصفراء.

حي العالم: ديسقوريدوس في المقالة الرابعة: إيرون الكبير ومعنى إيرون الحي أبداً، وإنما سمي الحي لأنه لا يطوح ورقه في وقت من الأوقات وهو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع وأكثر في غلظ الإبهام فيها شيء من رطوبة تدبق باليد وهي غضة، فيها قسم كأنها قسم الصنف من اليتوع الذي يقال له حاراً قياس وأطرافه شبيهة بأطراف الألسن، وما كان من الورق في أسفل النبات فإنه مستلق وما كان في أعلاه فإنه قائم بعضه على بعض، ومنبته حوالي القضبان كأنه شكل عين وينبت في الجبال والمدائن، وقد ينبته الناس في منازلهم، ولورق هذا النبات قوّة مبردة قابضة يصلح إذا تضمد به وحده أو مع السويق للجمرة والنملة والقروح الخبيثة والأورام الحارة العارضة للعين وحرق النار والنقرس، وقد تخلط عصارته بدهن الورد وتطلى بها الرأس من الصداع ويسقاها من عضته الرتيلا ومن كان به إسهال أو قرحة الأمعاء، وإذا شرب بالشراب أخرج الدود المستطيل من البدن، وإذا احتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم وقد يكتحل بها للرمد فينتفع بها، وأما حي العالم الصغير فينبت في الحيطان وبين الصخور وفي السباخات وخنادق ظليلة، وله قضبان صغار مخرجها من أصل واحد وهي كبيرة مملوءة من ورق صغير مستدير طويل وفيه رطوبة تدبق باليد حاد الأطراف وله قضيب في الوسط طوله نحو من شبر وعليه إكليل وزهر أصفر دقيق، وقوّة هذا النبات مثل قوّة النوع الأول. جالينوس في السابعة: والنوع الكبير من حي العالم والنوع الصغير جميعاً يجففان جميعاً تجفيفاً يسيراً وهما بعيدان عن كل طعم آخر قوي من طريق أن الجوهر المائي فيهما كثير، وهما يبردان تبريداً شديداً عظيماً وهما في الدرجة الثالثة من درجات التبريد، ومن أجل ذلك هما نافعان من الورم المعروف بالجمرة والأورام الحارة الحادثة عن المادة المنصبة والأورام التي تسعى وتنتشر في البدن. ديسقوريدوس: وقد يكون صنف ثالث من حي العالم ومن الناس من يسميه بقلة حمقاء برية، ومنهم من يسميه طيلاقون، ومنهم من يسميه أندريني طيلاقيون، وأهل رومية تسميه أيليغتوانا مغرا، وهذا الصنف من حي العالم ورقه إلى التسطيح ما هو شبيهة بورق البقلة الحمقاء، وعليه زغب، وينبت هذا النبات بين الصخور، وله قوة مسخنة حارة ومقرحة للجلد، وإذا تضمد به مع الشحم العتيق حلل الخنازير.

حرف الخاء

خانق النمر: قال ديسقوريدوس في الرابعة: أفرينطن هو نبات له ثلاث ورقات أو أربع شبيهة بورق النبات الذي يقال له فعلامينوس أو ورق الفنا إلا أنه أصغر منه وفيه خشونة وله ساق طوله نحو من شبر وأصل شبيه بذنب العقرب يلمع مثل القوارير، وقد زعم بعض الناس أن أصل هذا النبات إذا قرب من العقرب أخمدها وإذا قرب الخربق منها أنعشها وقد يقع في أدوية العين المسكنة لأوجاعها وإذا صير في اللحم وأطعمته النمور والخنازير والذئاب والفئار وسائر السباع قتلها. وقال غيره: والذين يسقون هذا المواء يعرض لهم على المكان في حس المذاق حلاوة مع شيء من قبض ثم من بعد ذلك يعرض لهم سدر وخاصة عند النهوض ورطوبة في أعينهم وثقل في صدورهم وفيما دون الشراسيف مع خروج رياح كثيرة من أسفل، وينبغي حينئذ أن يحتال بإخراج الدواء بالقيء والحقن وأن يتقدم في سقيهم هذه الأشياء التي نذكرها وهي الصعتر أو سذاب أو قراسيون والأفسنتين أو جرجير أو قيصوم أو كمافيطوس وأي شيء اتفق لهم من هذه الأدوية فليسق بشراب، وقد يوافقهم أيضاً دهن البلسان إذا أخذ منه مقدار درخمي ويسقى بشراب أو أنفحة الأرنب أو أنفحة الجدي أو أنفحة الإيل إذا شربت بخل نفعتهم وخبث الحديد والحديد بعينه أو الذهب أو الفضة أيها كان مقداراً بعد أن يحمى ويبرد وينقع في شراب ويشرب بالشراب فإنه ينفعهم، وماء الزباد أيضاً مع الشراب نافع لهم، ويقال: إن الكمافيطوس خاصة جيد نافع لهم.

خانق الذئب: ويسمى أيضاً قاتل الذئب. ديسقوريدوس في الرابعة: قد يكون صنف من الاقوينطس ومن الناس من يسميه أوفقطوس وقد ينبت كثيراً بالبلاد التي يقال لها إيطاليا في الجبال التي يقال لها أولسطينا وله ورق شبيه بورق الدلب إلا أنه أشد تشريفاً منه وأصغر بكثير وأشد سواداً، وله ساق شبيه بساق النبات الذي يقال له بطارس وأغصان جرد طولها نحو من ذراع أو أكثر قليلاً، وثمر في غلف ذات طول يسير وعرق شبيهة بأرجل الأربيان مبرد وتستعمل في قتل الذئاب وأنها إذا صيرت في لحم ني فأكلت الذئاب منه قتلها. جالينوس: في 7: هذا أيضاً قوته على مثال قوة خانق النمر إلا أنه مخصوص بقتل الذئاب خاصة كما أن ذلك يقتل النمور خاصة.

خانق الكلاب: ويسمى أيضاً قاتل الكلاب. ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنش له قضبان طوال دقاق عسرة الرض وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه ألين منه وأحد طرفاً، ثقيل الرائحة ريان من رطوبة لزجة صفراء، وله خمل شبيه بعلف الباقلي في طول أصبع وفي جوفه بزر صغير صلب أسود وورق هذا النبات إذا خلط بالشحم والخبز معه وأطعمته الكلاب والذئاب والثعالب والنمور قتلها وهو يضعف قوائمها ساعة تأكله ولا يكون لها نهوض. جالينوس في السادسة: هذه الحشيشة تسمى بهذا الاسم لأنها تقتل الكلاب بالعجلة، كما أن قاتل الذئاب يقتل الذئاب وقاتل الكلب أيضاً يقتل الناس، ورائحة هذه الحشيشة نفسها منتنة شديدة النتن وهي لذلك حارة لا محالة وحرارتها ليست بالضعيفة وليس يبسها بقياس حرارتها، فهذا بهذا السبب إذا وضع منها ضماد حللت تحليلاً بليغاً.

خانق الكرسنة: هو الجعفيل وباليونانية أوروليحي، وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها واو.

خالوماقي: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات إذا دق دقاً ناعماً وشرب بالماء كان صالحاً لوجع القلب. جالينوس في الثامنة: قوّة هذا النبات تسخن كأنها في الدرجة الثالثة وتجفف كأنها في الدرجة الأولى.

خاماقسيس: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه مورق سنبل الحنطة إلا أنه أطول منه وأدق وهو كثير وله قضبان طولها نحو من شبر مملوءة من ورق القضبان خمسة أو ستة مخرجها من الأرض وله زهر أبيض شبيه بالخيري إلا أنه أصغر منه مُر شديد المرارة وأصل أبيض دقيق لا ينتفع به في الطب وينبت في العمارات. جالينوس في الثامنة: زهر هذا النبات شديد المرارة فهو لذلك يفتح سدد الكبد وبعض الناس يسقي منه من به وجع الورك.

خاماسوفي: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه سوفي وهو نبات له عيدان وطولها نحو من أربعة أصابع وهي لاطئة مع الأرض على استدارة وهي مملوءة من لبن وعليها ورق شبيه بورق العدس ويشبه ورق النبات الذي يقال له نيلص صغار دقاق مع الأرض، وتحت الورق ثمر مستدير مثل ثمر نيلص وليس لهذا النبات زهر ولا ساق وله أصل دقيق لا ينتفع به في الطب. جالينوس في الثامنة: قوة هذا الشجر قوة تجلو، وفيه مع هذا حدة وحرافة، ولذلك صارت متى وضع من أغصانها ضماد على الثآليل المنكوسة المعروفة برؤوس المسامير وعلى الخيلان نثرها، وكذا يفعل أيضاً إذا طلي على هذه الثآليل، وإذا عولج بكل واحد من هذين أيضاً مع العسل الأثر الغليظ الحادث في العين جروه وهما للظلمة الحادثة في البصر من قبل الأخلاط الغليظة ولابتداء الماء. ديسقوريدوس: وعيدان هذا النبات إذا دقت ناعماً وخلطت بشراب واحتملت كما تحتمل الفرازج سكنت وجع الأرحام، وإذا تضمد بها سكنت الأورام البلغمية وقلعت الثآليل التي يقال لها أقروحوديس، والثآليل التي يعرض فيها شبيه بدبيب النمل، وإذا طبخت وأكلت لينت البطن وقد يفعل لبن هذه العيدان ما تفعله العيدان، وإذا لطخت به لسعة العقرب نفع منها، وقد ينفع غشاوة البصر والقرحة العارضة في العين التي يقال لها أحيلوش والتي يقال لها ميقاليون، والأثر العارض في العين من اندمال القروح وابتداء الماء إذا خلط بالعسل واكتحل به، وقد ينبت في أماكن صخرية ومواضع يابسة. لي: قد فسر حنين المترجم في الثامنة من مفردات جالينوس هذا النبت بالتين الجبلي وهو قول بعيد عن الصواب لأن التين الجبلي ذكره ديسقوريدوس في 1: مع أنوع الشجر العظام، وذكره جالينوس مع التين أيضاً وسماه التين الفج، وهذا نبات لا نسبة بينه وبين التين إلا في الاسمية فقط لأن اسم التين باليونانية سوفي أيضاً فمن أجل ذلك قضى حنين على هذا النبت بأنه التين الجبلي وغلط بغلطه كثير من المصنفين كمثل ابن واقد وغيره، فمن رام الجمع بين قول ديسقوريدوس وقول جالينوس على دواء دواء أخذوا منافع خاماسوفي هذا وأثوابها مدرجة مع التين وقنعوا بالاشتراك في الاسمية، ولم يتأمل واحد منهم المباينة في ماهية نبات عيدانه طولها أربع أصابع لاطئة مع الأرض وفي ماهيته شجرة من عظام الشجر، وخاماسوفي هذا وقفت على نباته بظاهر القاهرة بالمطرية وبعين شمس أيضاً وهي على الصفة التي ذكرها ديسقوريدوس سواء، وأهل ذلك الصقع يزعمون أنه إذا أكله صاحب البواسير وهو أخضر مع الخبز الحار نفع منها وجففها وفيه نوعية مّا.

خامالاون: هو الدابة المعروفة بالحرباء عن كثير من التراجمة وقد ذكرت الحرباء في حرف الحاء المهملة.

خامالاون لوقس: معنى لوقس باليونانية أبيض وهو الأشخيص بالعربية وبعجمية الأندلس بشكرانية وبالبربرية أداد بدالين مهمتلين، وقد ذكرت الأشخيص الأبيض في حرف الألف.

خامالاون مالس: يراد به الخامالاون الأسود وهو الأداد الأسود أيضاً بالبربرية وهو قتال، ويعرفه البربر بالوحيد لأنه إذا نبت بأرض لم يطلع فيها سواه، ومن أجل ذلك سماه بعض علمائنا أسد الأرض، وهذا النبات كثير بأفريقية مشهور بها بما ذكرت وخاصة بموضع من أعمال ناحية القيروان تسمى عزرة فإنه ينبت عندهم كثيراً ويقتلون به السباع بأن تؤخذ أصوله تدق وتوضع في بطن بعض البهائم ويرمى به في طرق السباع فأي حيوان أكل منها قتله وحيا.

خامالاء: تأويله باليونانية زيتون الأرض، وهو المازريون ولقد غلط كثير من المفسرين في قولهم أن المازريون هو أسد الأرض وهذا تفسير الخامالاون الأسود أحق به كما تقدم، وسبب غلطهم في ذلك الاشتراك في الأسماء اليونانية في بعض صور الحروف ولم يفرقوا بين خامالاء وبين خامالاون، وقد تكلمت على هذا الغلط وأشباهه بما فيه الكفاية في كتابي الموسوم بالإبانة والأعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام.

خاليدونيون: معناه باليونانية الخطافي منسوب إلى الخطاف وهي العروق الصفر عند الأطباء وقد ذكرته في العين. ديسقوريدوس: وقد يظن قوم أن هذا النبات إنما سمي خاليدونيون لأنه ينبت إذا ظهرت الخطاطيف ويجفف مع غيبوبتها ويظن قوم إنما سمي بذلك لأنه متى عمي فرخ من فراخ الخطاطيف جاءت الأم بهذا النبات إلى فراخها فردت به بصره.

خاماميلن: تأويله باليونانية تفاح الأرض وهو البابونج وقد ذكرته في حرف الباء.

خاماذاقبي: تأويله باليونانية غار الأرض وسيأتي ذكره مع ذاقبي الإسكندراني في حرف الذال المعجمة.

خافور: زعم قوم أنه المر والعريض الذي يتخذ عندنا بالأندلس في الحور، وسنذكره بأنواعه في حرف الميم، والخافور أيضاً عند أهل مصر هو الخرطال الذي يكون في الشعير وسنذكره فيما بعد. قال أبو حنيفة: هو نبات له حب تجمعه النمل في بيوتها.

خامانيطس: تأويله صنوبر الأرض وهو الكمافيطوس، وسأذكره في الكاف.

خامادريوس: معناه باليونانية بلوط الأرض وهو الكمادريوس، وسيأتي ذكره في الكاف.

خاما أقطي: معناه خمان الأرض باليونانية فيما زعم الغافقي وهو الخمان الصغير أيضاً وأقطي هو الخمان الكبير، وسنذكره فيما بعد.

خامشة: بكسر الميم وفتح الشين المعجمة وهو الشيطرج الشامي عند أهل البيت المقدس وما والاه من الأعمال الشامية، وسيأتي ذكر الشيطرج في حرف الشين المعجمة.

خبازي: بعض علمائنا منه بستاني يقال له الملوكية ومنه بري معرب ومنه كبير كالخطمي. ديسقوريدوس في الثانية: الخبازي البستاني وهو الذي يسميه أهل الشام الملوكية يصلح للأكل أكثر مما يصلح البري وهو رديء للمعدة ملين للبطن ويدر البول وخاصة قضبانه نافعة للأمعاء والمثانة، وورقه إذا مضغ نيئاً وتضمد به مع شيء من الملح نقى نواصير العين وأنبت فيها اللحم، وإذا احتجنا أن نحمل به استعملناه بلا ملح، وإذا تضمد به كان صالحاً للسع للزنابير والنحل، وإذا دق وهو نيء وخلط بزبد وتمسح به أحد لم تأخذ فيها لسعتها، وإذا تضمد به مع البول أبرأ قروح الرأس الرطبة والنخالة وإذا طلي على الجسد بعصارة ورقه وحدها أو مخلوطة بدهن لم تلدغه الزنابير للزوجتها، وإذا طبخ ورقه ودق ناعماً وخلط به زيت ووضع على حرق النار والجمرة نفع منها، وطبيخه إذا جلس فيه النساء لين صلابة الأرحام والمقعدة وقد يهيأ منه حقن موافقة للذع الأمعاء والرحم والمقعدة، وسوقه وورقه إذا طبخ بأصوله نفع من الأدوية القتالة، وينبغي أن يشرب ويتقيأ ويفعل ذلك دائماً وقد ينفع من لسعة الرتيلا ويدر اللبن، وبزره إذا خلط ببزر الحندقوقي البري وشرب بشراب سكن أوجاع المثانة. جالينوس في السابعة: أما الملوكية البرية وهي الخبازي فقوتها قوة تحلل وتلين قليلاً، وأما الملوكية التي تزرع في البساتين والمباقل فبحسب ما فيها من الرطوبة المائية تكون قوتها أضعف وبزرهما جميعاً أقوى منهما، وفضل قوته عليها بحسب فضل نسبته، ومن الملوكية صنف آخر يقال لها ملوكية الشجر وهو بين هاتين إلا أن تحليله أكثر من تحليل المذكورتين وله اسم يخص به وهو الخطمي. الشريف: وإذا طبخ ورقه بالماء وخبص به على الدماميل والأورام التي يحتاج إلى تفجرها حللها وفتحها وأخرج ما فيها من المواد، وقد يهيأ منه حقن موافقة للذع الأمعاء والرحم والمقعدة. ابن ماسويه: هو بارد رطب في الأولى وخاصة البستاني منه رديء للمعدة الرطبة نافع من وجع المثانة وبزره أنفع وهو صالح في الخشونة الحادثة في الصدر والرئة والمثانة، وإذا طبخ بدهن وضمدت به الأورام الحادثة في المثانة والكلي نفع، وإن ضمد به الأورام الحارة سكنها وأذهبها. سفيان الأندلسي: تنفع غذاء من السعال اليابس الحادث عن خشونة الصدر وبزرها إذا أضيف إلى أدوية الحقن أزال ضرر الأدوية الحادة.

خبة: هو بزر يشبه بزر الخشخاش أو أثق منه ونباته يشبه اللسان، وإذا سقط زهره يخلف أوعية كالقرون لطاف دقاق فيها بزر وقد ذهب جماعة إلى أنه البودري. أبو حنيفة: هي التي تسمى بالفارسية السنة تحمل من عندنا إلى العراق وهو حب أصفر إلى السواد يسير يؤكل ويشرب باللبن والنساء يولعن بشربها. المجوسي: أجودها الحمراء المجلوبة من بلاد الأكراد وهي حارة رطبة ورطوبتها قوية تنفع أصحاب السوداء إذا شربت بالسكر وهي تخصب البدن وتسمّنه.

خبث: جالينوس في الثامنة: كل خبث فهو يجفف تجفيفاً شديداً إلا أن خبث الحديد أشدّ تجفيفاً وإن أنت سحقته مع خلِ الخمر الثقيف جداً ثم طبخته صار منه دواء يجفف القيح الجاري من الأذن زماناً طويلاً حتى أن من يرى هذا الدواء ينطبخ يتعجب منه ولا يصدق من قبل أن يمتحنه ويجربه إلا أن الأذن لا يمكن فيها أن تحتمل مثل هذا الدواء، فأما خبث الفضة فيخلط في المراهم التي تجفف. ديسقوريدوس في الخامسة: خبث النحاس أيضاً يغسل كما يغسل النحاس المحرق وقوته شبيهة بقوّته إلا أنه أضعف من النحاس المحرق، وأما خبث الحديد فإن قوّته شبيهة بقوة زنجار الحديد إلا أنه أضعف وإذا شرب بالسكنجبين منع مضرة الدواء القتال الذي يقال له أفونيطن وهو خانق النمر، وأما خبث الرصاص فأجوده ما كان منه في لونه شبيهاً بلون الكبريت الأصفر وكان كثيفاً مكنزاً عسر الرض ولم يخالطه شيء من الرصاص وكان أصفر صافياً شبيهاً في صفائه بالزجاج وقوة خبث الرصاص أشد قبضاً وقد يغسل في صلاية بأن يصب عليه الماء في إناء ثم لا يزال يفعل به كذلك إلى أن ينفذ خبث الرصاص ثم يترك حتى ينقص ما فيه من اللزوجة ويذهب عنه لون التفاح ويفعل به ذلك حتى تذهب خنارته وغلظه ثم يترك الماء حتى يرسب خبث الرصاص في أسفله ثم يصب عنه الماء ويؤخذ ويعمل منه أقراص ويرفع، وخبث الفضة قوته شبيهة بقوة موليدايا، ولذلك يقع في أخلاط المراهم المعروفة بالدكن والمراهم التي يختم بها القروح وهو قابض جداً. ابن سينا: خبث الحديد يحلل الأورام الحارة وينفع من خشونة الحقن ويقوي المعدة وينشف الفضلة ويذهب باسترخائها إذا سقي في نبيذ عتيق أو شرب بالطلاء ويمنع نزف البواسير وخصوصاً إذا نفع في نبيذ مخلوط به عتيق، ويمنع الحبل ويقطع نزف الحيض وهو غاية فيه وكذا في البول ويشد الدبر طلاء. التجربتين: خبث الحديد المنسحق منه الطافي على الحديد عند سبكه وهو الذي يعرفه الحدادون بلبن الحديد إذا خالط أدوية المعدة والكبد والطحال الرطبة والأعضاء الداخلة المحتاجة إلى التجفيف والقبض والأدوية النافعة من تقطير البول وقرحة الأمعاء والمثانة نفع من عللها نفعاً بليغاً، ويجب أن يلطف قبل ذلك بسحقه مع الخل وتجفيفه في الشمس. الغافقي: خبث الحديد يزيد في الباه ويحلل ورم الطحال، وإذا دق وغسل عشرين مرة أو أكثر وجعل في قدر وجعل عليه من الزيت العذب ما يغمره بثلاثة أصابع ويطبخ حتى يذهب الثلث، ثم جعل فيه أوقية من خزف مدقوق منخول ولعق منه كل غداة فإنه يصفي اللون ويذهب بفضول البدن.

خبز: جالينوس: وأما الضماد المتخذ من خبز الحنطة نفسها فهو يجذب ويحلل من طريق أن في الخبز ملحاً وخميراً لأن في الخميرة قوة تجذب من عمق البدن وتحلل. ديسقوريدوس: والخبز المتخذ من سميد الحنطة التي وصفنا أكثر غذاء من الخشكار، وأما الخبز المعمول من دقيق الحنطة التي يقال لها سطابنو فإنه أخف وهو سريع النفوذ، وخبز الحنطة إن طبخ بمالقراطن أو عجن من غير أن يطبخ معه وخلط ببعض الحشائش الموافقة وتضمد به سكن الأورام الحارة بتليينه وتبريده التبريد اللين، والخبز اليابس العتيق يعقل البطن المسهلة إن كان وحده أو خلط بأشياء أخر، والخبز اللين إذا بلَ بماء وملح وتضمد به أبرأ من القوابي المزمنة. الرازي في الحاوي قال: قال جالينوس في أغذيته: الخبز الكثير النخالة سريع الخروج عن البطن قليل الغذاء وبالضد القليل النخالة يبطىء غاية الإبطاء في الخروج ويكثر غذاءه قال: وعجين مثل هذا الخبز لزج يمتد إذا مد، ولذلك هو أحوج إِلى التخمير وكثرة الدعك والعجن وأن لا يخبز من ساعته، وأما عجين الخبز الكثير النخالة فبضد ذلك، ولذلك لا يحتاج أن يلبث كثيراً في التنور وبين هذين خبز متوسط في كثرة النخالة وقلتها والنخالة تكثرها لأنه معمول من حنطة خفيفة الوزن رخوة وأن يكون معمولاً بغير استقصاء ويقل تغذية هذا، وأجود أنواع الخبز للاستمراء أكثرها اختماراً وأجودها عجيناً المنضج بنار معتدلة لئلا يشيط خارجه ويبقى داخله نيئاً فإن الخبز الذي هذا حاله رديء من أجل أن باطنه نيء وظاهره خزفي، وأما النار الضعيفة فتترك الخبز نيئاً وبعض أنواع الخبز أوفق لبعض الأبدان، وأوفق الخبز للذين يرتاضون رياضة صعبة كثيرة الذي لم يستحكم نضجه وليس فيه خمير ولا ملح كثير، وأما المشايخ والتاركين للرياضة والناقهين فالكثير الخمير المحكم النضج، فأما الفطير فإنه غير موافق لأحد من الناس ولا يقدر على استمرائه الفلاحون على أنهم أشد الناس وأكثرهم كداً فضلاً عن غيرهم، وهم أقوى الناس على استمراء جميع الأغذية الغليظة، وأما خبز الفرن فدون خبز التنور في الجودة لأن باطنه لا ينضج كنضج ظاهره وأما الذي يخبز في الطابق أو يدفن في الجمر وخبز الملة فكله رديء لأن باطنه نيء ولا ينضج بالسوية وأما الخبز المغسول فإنه قليل الغذاء، وهو أبعد أنواع الخبز عن توليد السدد لأن لزوجته وغلظه قد ذهبت عنه وصار هوائياً، والدليل على ذلك خفته في وزنه وارتفاعه فوق الماء. وقال روفس: الخبز الخشكار يلين البطن والحراري يعقله والمختمر يلين والفطير يسدد والرغيف الكبير أخف من الصغير وأكثر غذاء، وخبز الفرن أرطب من خبز التنور والملة تعقل والمعمول باللبن كثير الغذاء، والخبز الحار يسخن ويجفف والبارد لا يفعل ذلك، والخبز الذي من الحنطة الحديثة يسمن، وقال في موضع آخر منه: والخبز الذي ينثر عليه بزر الخشخاش يزيد في النوم والذي ينثر عليه الشونيز والكمون أكثر تجفيفاً ولا ينفخ بل يذهب النفخ، والخبز اللين أكثر غذاء وأشد ترطيباً وأسرع انحداراً، والخبز اليابس على خلاف ذلك. وقال ابن ماسويه: أفضل الخبز وأكثره غذاء السميذ وهو أبطأ انهضاماً لقلة نخالته، ويتلوه خبز الحواري في ذلك ثم خبز الخشكار وأحمد أوقات كله أكله في آخر اليوم الذي يخبز فيه أو من غد ذلك اليوم قبل أن يصلب ويجف، وحكى حنين عن ديوجانيس: أن خبز الملة أيبس الخبز وأبطؤه هضماً ولذلك يعطى لين البطن والبلة الرقيقة في المعدة. وقال في كتاب العادات: إن في الخبز الحار حرارة عرضية وفضل رطوبة بخارية فهو بسبب حرارته العرضية يعطش وبسبب الحالتين كلتيهما يشبع دفعة وأما الخبز البارد فلا يفعل شيئاً من ذلك لأن الحرارة العرضية ليست فيه والرطوبة البخارية قد تحللت منه. قالت الخوز: والخبز الحواري قوته تسمن البدن، وقال ماسرحويه: الخبز الفطير أكثر رياحاً من الخمير. الرازي في دفع مضار الأغذية: إن للخبز مع اعتياد الطبيعة ووروده عليها دائماً وجرى العادة بالاغتذاء منه مضار ينبغي أن تميز وتفصل فمنه السميذ والحواري والخشكار على مراتبها في ذلك من قلة النخالة وكثرتها والفطير والمختمر والكثير الملح والبورق والعديمة وخبز التنور والفرن والملة والطابق، فمن مضار خبز السميذ والحواري أنه أعسر خروجاً من البطن من الخشكار وأنه أكثر نفخاً وتوليداً للرياح وأنه يولد السدد في الكبد والحصاة في الكلي في المتغذي بذلك، ولذلك ينبغي أن يميل عنه إلى الخشكار من تعتريه الرياح الغليظة ويبس البطن وسدد الكبد وغلظ الطحال والحصاة في الكلى ويسرع إليه الامتلاء وتصيبه أوجاع المفاصل والتحجر فيها، ومما يدفع هذه المضار أن يكثر فيها من الخمير والبورق ويتعاهد الأكل بالسكنجبين البزوري وأخذ بزر البطيخ والكرفس مع السكر الطبرزد متى أحس بثقل تحت الأضلاع من الجانب الأيسر، والخبز الخشكار يتولد منه دم مائل إلى السواد ويكون ذلك منه بمقدار رداءته وقلة نقائه وأنه كلما كان أقل نقاء وأميل إلى السواد كان الدم الذي يتولد منه أقل مقداراً في نفسه وأغلظ وأميل إلى السواد، فيتولد عن إدمانه الأمراض السوداوية ويسرع بالهرم ويضعف عليه البدن ويقل الدم ويكون عنه الحكة والجرب والبواسير ونحوها، وإن كل من الخبز الخشكار بمقدار ما يتولد عنه من الدم المقدار الذي يحتاج البدن إليه احتاج أن تكون كميته أكثر من كمية الخبز الحواري كثيراً فثقل لذلك في المعدة ويربو وينفخ، ولا سيما إذا شرب عليه الماء ويتولد من ذلك فتوق من النفخ وإن قصر عن المقدار لم يتولد من الدم قدر الوفاء لحاجة البدن ويقل عليه اللحم الصلب وتذهب نضارته وحسن لونه ورطوبته، والذي يدفع هذه المضار أن يتأدم عليه بالإدهان والحلاوات والألبان ويد من ذلك، ويحذر التأدم عليه بالأملاح والكوامخ والحريفات ونحوها فإن ذلك يزيد في شره وقلة غذائه وسرعة خروجه من البطن فيقل استيفاء ما فيه من الغذاء أو في رداءة الدم المتولد منه حتى تتولد منه الأمراض التي ذكرنا، ويسرع أيضاً بالهرم والذبول، ولا سيما إن قلل شرب الماء عليه أو كان البلد مع ذلك يابساً أو حاراً أو مهنة الأكل مهنة متعبة، فلذلك ينبغي أن تدفع هذه المضار عنه باللبن الحليب وسائر الأدهان التي لا كيفية لها حارة كدهن السمسم، فأما الزيت فغير موافق وبعقيد العنب والسكر والتمر، فأما العسل فإنه أيضاً غير موافق لأنه يسرع بإخراجه إلا أن يقع مع دسم كثير ومع لبوب دسمة فتكسر منه وتسكنه وكذا بعقيد العنب والكمثري أوفق الحلاوات في هذا والزبد والسمن وفي الدسومات واللبن الحليب الذي لا حموضة فيه البتة أو ما ثرد فيه ثم الاسفيذباجات الدسمة، فأما كل طبيخ من حامض أو مالح أو خريف فرديء في هذا الوجه إلا أن هذا الخبز قليل الغذاء سريع الخروج، فالحلاوات تزيد في غذائه والدسومات تزيد أيضاً وتمنع قشفه ويبسه وجلاءه وجرده الأمعاء بكثرة نخالته وسرعة خروجه منها، وأما الخبز الفطير فرديء في توليد الرياح وإبطاء الخروج فلذلك يضر من يعتريه القولنج جداً، وهو أيضاً أسرع في توليد السدد والحصاة من المختمر من الخبز الحواري، فلذلك ينبغي أن يجتنب فإن اضطر إليه دفع ما يتولد عنه من هذه المضار بما ذكرنا مما يدفع به المضار المتولدة من الخبز الحواري، وأضر ما يكون بمن لا يتعب فأما من يتعب ويكد نفسه كداً شديداً فكثيراً ما يسلم منه وأما الخبز المخمر فيسلم من هذه الخلال إلا أّنه أقل منه وأضعف غذاء فمن كان شديد الكدّ وكان متخلخل البدن ضعف عن إدمانه، ومما يدفع به ذلك التأدم عليه بالآدام المغلظة واللزجة كلحوم الجملان والعجاجيل والهرايس والعصايد وترك التعب وتقليله، وكذا الحمام والتعريف والأغذية الحريفة والملطفة كالتوابل الحارة والبقول الحريفة والملح والمري والكوامخ والشراب العتيق جداً، فأما الحلواء الغليظة فنافعة في هذه الأحوال، وأما الكثير الملح والبورق فقليل الغذاء سريع الخروج وما بضده فقد بان كيف تدفع الضرر المتولد عن إدمانه بما تقدم من كلامنا وأما خبز التنور فأصلح من خبز الفرن في سرعة الهضم والخروج وقلة توليد النفخ والسدد والغلظ واللزوجات لكن خبز الفرن أوفق منه في كثرة الغذاء، ولذلك هو أصلح لمن يكد ويتعب ويحتاجون إلى غذاء متين قوي، وأما خبز الملة فأغلظ وأشد قوّة من خبز الفرن وأعسر خروجاً وأكثر غذاء إذا انهضم وليس يخفى مضاره وبماذا تدفع على ما فهم مما تقدم من كلامنا، وأما خبز الطابق فأخف من خبز التنور ولا سيما متى رقق فهو لذلك أعسر خروجاً وليس بأكثر غذاء من خبز التنور، وأما خبز الشعير فمنفخ مبكرد للبدن، ولذلك ينبغي أنه لا يأكله من لا يروم تبريد البدن به، بل إن اضطر إلى إدمانه فيستعمل بالعسل والتمر والإلية  والاسفيذباجات الكثيرة التوابل ويشرب عليه ماء العسل ليأمن من تشكيه المفاصل وتوليد القولنج الصعب الشديد، وأما خبز الحمص فبطيء الإنهضام جداً، ولذلك لا يكاد ينزل، ولذلك ينبغي أن يكثر ملحه أو يؤكل بالملح متى اضطر إليه مضطر بأن يطرح في أمراق الاسفيذباجات المالحة الدسمة جداً فإنه متى لم يفعل به ذلك ولد أوجاعاً في المعدة صعبة وتبندق الثفل وعسر خروجه وآلم الكلى والأمعاء، وأما خبز الفول فمنفخ لا يكاد يدانيه في النفخ شيء من الحبوب، وهو مع هذا كثير الصعود إلى الرأس مثقل له فمن كان من الناس تعتريه الرياح في البطن فالأجود أن لا يقربه فإن اضطر إليه أكله مع الأمراق الدسمة وأخذ بعده من الفوذبخي والفلافلي والكموني ومن كان إنما يتأذى بصعوده إلى الرأس فليصطبغ بعده بخل.

خبز رومي: هو الكعك المسمى بقسماطا وتسميه عامة المغرب البسماط.

خبز القرود: بعض شجاري الأندلس يوقع هذا الاسم على النوع الكثير من اللوف، وسيأتي ذكره في اللام.

خبز المشايخ: عامة إفريقية يسمون بهذا الاسم الدواء المسمى بخور مريم وقد ذكرته في الباء.

خترف: هو الأفسنتين في بعض التراجم وقد ذكرته في الألف.

خثي: يقال على زبل البقر وقد ذكرته مع البقر.

خدرنق: هو العنكبوت من اللغة، وسيذكره في العين.

خرنوب: جالينوس في السابعة: قوة هذه الشجرة مجففة قابضة وكذا قوة ثمرتها وهو الخرنوب الشامي إلا أن في الثمرة شيء من الحلاوة وقد عرض لهذه الثمرة أيضاً شبه بما يعرض لثمرة القراصيا وذلك أنها ما دامت غضة فهي بإطلاق البطن أحرى، وإذا جففت حبست البطن من طريق أن رطوبتها تنحل ويبقى جوهرها الأرضي الذي شأنه التجفيف، وقال في أغذيته أيضاً: الخرنوب الشامي يولد خلطاً رديئاً وفيه خشبية، وإذا كان كذلك فهو ضرورة عسر الإنهضام، وفيه آفة عظيمة أنه لا ينحذر ولا يخرج عن البطن سريعاً، ولقد كان الأجود والأصلح أن لا يجلب هذا الخرنوب إلينا من البلاد المشرقية التي تكون فيها. ديسقوريدوس في الأولى: قراطيا وهو خرنوب شامي إذا استعمل رطباً كان رديئاً للمعدة مليناً للبطن، وإن جفف واستعمل كان أصلح للمعدة منه رطباً وعقل البطن وأدر البول وخاصة ما ربي منه بعصير العنب. الرازي في الحاوي: إذا دلكت الثآليل بالخرنوب الفج دلكاً شديداً أذهبتها البتة وقد رأيت ذلك. وقال في دفع مضار الأغذية: الخرنوب الشامي غير ضار للصدر والرئة ومعتدل في الإسخان فمتى لم يعرض عنه عقل الطبيعة وأكثر منه فينبغي أن يعتني بسرعة إخراجه من البطن، ومما يفعل ذلك ماء العسل والجلاب. التميمي في المرشد: الخرنوب الشامي ثلاثة أنواع حار في أوّل الدرجة الأولى، يابس في آخر الثانية، وهو حابس للبطن قاطع لدم الطمث إذا جرى في غير وقته وهو رديء للصدر والرئة مقوٍّ للمعدة وأفضل أنواعه كلها نوع يسمى الصيدلاني فهو ألين من النوعين الآخرين وأقوى حلاوة من جميعها وأيسرها خشبية وهو المأكول عندنا بالشام من الخرنوب فأما النوع الآخر فإنه يسمى الشابوني وقد يقارب في حلاوته الصيدلاني، غير أنه أحسن جسماً وأقوى خشبية وقد تأكله الأكرة والفلاحون. والنوع الثالث أغلظها جرماً وأقواها خشبية وفيه حلاوة ظاهرة وعسلية مع غلظة وخشبية وهو شديد القبض ظاهر اليبس ومنه نوع يتخذ منه بالشام رب الخرنوب، ومن أعجب ما فيه من قوة القبض أنه إذا أكل على الريق حبس البطن بالذي فيه من قوة القبض، وإذا طحن ونقع فيِ الماء واعتصر واتخذ من مائه الرب المسمى رب الخرنوب، كان ربه مطلقاً للبطن مائلاً إلى البرودة والرطوبة محرّكاً للمرار الأصفر بسرعة إستحالته إلى جوهرها إذا وافاها في المعدة فأما الخرنوب البري فإنه نحيف القرون رقيقها ضئيل لا حلاوة له ولا طعم وليس ينتفع بثمرته في شيء وإنما ترتعيه العنز.

خرنوب هندي: هو الخيار شنبر، وسنذكره فيما بعد.

خرنوب نبطي: هو خرنوب الشوك وخرنوب المعزى أيضاً عند أهل الشام وهو الينبوت بالعربية، وسيذكر في حرف الياء.

خرنوب الخنزير: هو أبا عورس باليونانية ثمره هو المعروف عند باعة العطر بمصر بحب الكلى، وقد ذكرت أبا عورس في حرف الألف.

خرنوب مصري: وخرنوب قبطي وهو خرنوب شجر السنط ومن هذا الخرنوب تعتصر الأقاقيا بالديار المصرية في حين غضاضته ويقال لعصيره رب القرظ، وقد ذكرته في حرف القاف.

خردل: ديسقوريدوس في الثانية: ينبغي أن يختار منه ما لم يكن مفرط اليبس ولا فحلاً ولا شديد الحمرة وليكن كبير الحبة، وإذا دق كان داخله أصفر وفيه نداوة فما كان على هذه الصفة فإنه جيد مستحكم وللخردل قوة تحلل وتسخن وتلطف وتجذب وتقلع البلغم إذا مضغ وإذا دق وضرب بالماء وخلط بالشراب المسمى أدرومالي والمسمى أونومالي وتغرغر به وافق الأورام العارضة في جنبتي أصل اللسان والخشونة المزمنة العارضة في قصبة الرئة وإذا دق وقرب من المنخرين جذب العطاس ونبه المصروعين والنساء اللواتي يعرض لهن الاختناق ومن وجع الأرحام وإذا تضمد به نفع من النقرس وقد يحلق الشعر في الرأس بالموسى ويضمد به في المرض الذي يقال له ليثرعس، وإذا خلط بالتين ووضع على الجلد إلى أن يحمر وافق عرق النسا وورم الطحال وبالجملة فإنه موافق لكل وجع مزمن إذا أردنا أن نجذب شيئاً من عمق البدن إلى ظاهره فإذا تضمد به أبرأ داء الثعلب وإذا خلط بالعسل أو بالشحم أو بالموم المذاب بالزيت نقى الوجه وأذهب كمنة الدم العارضة تحت العين وقد يخلط بالخل ويلطخ به الجرب المتقرح والقوابي الوحشة وقد يدق دقاً غير مستقصى ويشرب بماء لبعض الحميات التي تعرض بأدوار وينتفع به إذا خلطناه بالمراهم الجاذبة والمراهم التي تعمل للجرب، وإذا خلط بالتين ووضع على الأذان نفع من ثقل السمع والدويّ العارض لها، وإذا دق وضرب بالماء وخلط بالعسل واكتحل به نفع من الغشاوة وخشونة الجفون، وقد تخرج عصارة بزر الخردل وهو طري ويجفف في الشمس. جالينوس في 1: الخردل يسخن ويجفف في الدرجة الرابعة. مسيّح: الخردل يحلل الرطوبات من الرأس والمعدة وسائر البدن وينفع من وجع الكبد والطحال ومن الريح والرطوبة محلل للبلغم ويجفف اللسان الثقيل من البلغم وهو حريف جلاء معطش مغث. التجربتين: الخردل إذا سحق وعجن بالعسل ووضع على مقدم الدماغ من المبرودين سخنه ونفع من النزلات المتوالية وإذا طليت به الأعضاء الباردة والقليلة الحس سخنها وقوى حركتها، وإذا أكل مع الطعام هضمه وأسخن المعدة. وإذا جعل في المصاليق التي فيها جلاء مثل السلق واستعمل قبل القيء قطع البلغم وهيأه للإندفاع. الرازي: كامخ الخردل حار حريف يجلو البلغم وشمخن المعدة والكبد ولا ينبغي أن يدمن فإنه شديد الحرافة ولا يؤكل إلا مع الأغذية الغليظة. قسطس في كتاب الفلاحة: إن شرب من بزر الخردل بشراب على الريق ذكى فؤاد آكله ونشطه للباه وإن أكل بعسل نفع من السعال ودخانه إذا بخر به يطرد الحيات طرداً شديداً جداً وإن خلط مع الحبق وشرب بشراب أخرج الدود، وإن طلي بماء الكبريت على الخنازير مع السكبينج حللها تحليلاً قوياً ويسكن وجع الضرس والآذان إذا قطر ماؤه فيها. روفس: الخردل يسخن ويلين البطن. بديغورس: الأبيض يذيب الأورام الصلبة. ماسرحويه: هو أسخن من الحرف وينفع من النافض. الرازي: إذا سحق ووضع على الضرس الدائم الضربان بلا ورم فإنك ترى منه نفعاً عجيباً سريعاً. ابن ماسويه: الإكثار منه يولد غماً وهو نافع للبرص إذا طلي عليه وإن أكل مع السلق المسلوق نفع من الصرع والسدد العارض من البلغم. البصري: الخردل نافع لجميع الأوجاع الحادثة من البلغم والمرة السوداء الحادثة من احتراق البلغم الذي يحتاج إلى استخراجها من قعر البدن إلى سطحه. غيره: بقله يؤكل مطبوخاً وهو مصدع رديء للمعدة.

خردل بري: زعم قوم أنه اللبسان، وسيأتي ذكره في حرف اللام.

خردل فارسي: اسم للنوع من الخردل العريض الورق المذكور تحت ترجمة بلسفي، وهذا النوع من الحرف تعرفه شجارو مغرب الأندلس بالضباب البري وأما بالديار المصرية فيعرف بها بحشيشة السلطان وهي حريفة جداً تكون كثيرة في البساتين بالإسكندرية وبالقاهرة أيضاً وأما بأرض الشام فكثيرة جداً.

خرفق: أوّل الاسم خاء مفتوحة بعدها راء ساكنة ثم فاء مروسة مفتوحة ثم قاف، وهو اسم بدمشق وما والاها للخردل الفارسي المقدّم ذكره.

خروع: ديسقوريدوس في الرابعة: هي شجرة تكون في مقدار شجرة التين صغيرة ولها ورق رقيق شبيه بورق الدلب إلا أنه أكبر وأشد ملاسة وسواداً وساقها وأغصانها مجوفة مثل القصب ولها ثمرة في عناقيد خشنة والثمرة إذا قشرت كانت شبيهة بالقراد ومنها يعتصر الدهن المسمى أفسقس وهو دهن الخروع وهذا الدهن لا يستعمل في الطعام غير أنه نافع في السرج وفي أخلاط بعض المراهم. جالينوس في السابعة: حب الخروع يسهل وفيه مع هذا شيء يجلو وكذا الحال في ورقه فإن قوته هذه القوة إلا أن الورق أضعف بكثير من الحب، فأما دهنه فهو أحدّ وألطف من الزيت الساذج فهو لذلك يحلل أكثر منه. ديسقوريدوس: إذا نقي من حب الخروع ثلاثين حبة عدداً وسحقت وشربت مسحوقة أسهلت بلغماً ومرة ورطوبة مائية وهيجت القيء والإسهال بحب الخروع شاق صعب لأنه يرخي المعدة إرخاء شديداً ويهيج الغثيان والقيء وإذا دق حب الخروع وتضمد به نقى الثآليل التي تسمى أنوسو والكلف، وورق الخروع إذا دق وخلط بسويق سكن الأورام البلغمية والحارة العارضة للعين وإذا تضمد به وحده أو مع الخل سكن أورام الثدي الوارمة في النفاس والنقرس والحمرة. الدمشقي: الخروع مسخن في آخر الدرجة الثانية محلل للرطوبات ملين للعصب مسهل للبطن منق للعروق نافع من الخام والأبردة وكذا دهنه. قالت الخوز: إنه أبلغ الملينات يلين كل صلابة شرباً وضماداً. الرازي في كتاب المنصوري: حب الخروع جيد للقولنج والفالج ويلين الصلابات إذا ضمدت به. بديغورس: خاصته الإذابة والترقيق والتلطيف وتقوية الأعضاء. ابن سرانيون: يسهل البلغم إسهالاً ضعيفاً ويجب أن يقشر ويعطى منه من إحدى عشرة حبة إلى سبع عشرة حبة على رأي القدماء وأما على رأي المحدثين فإحدى عشرة فقط. التجربتين: ورقه الغض إذا ضمد به مطبوخاً ونيئاً نفع من النقرس البارد ووجع المفاصل وكذا أن يكب على ورقه دهن نفع من ذلك. غيره: حب الخروع الإسهال به نافع من اللقوة ومن وجع المفاصل إذا كان من رطوبة ويورث البدن صحة وهو قتال للكلاب جداً. الشريف الإدريسي: وورق الخروع إذا سخن في رضف حتى يحمى وضمد به الورم الكائن في الحلق المسمى نغنع وتعاود ذلك أسبوعاً ثلاث مرات بالليل وثلاثة بالنهار حلله وأذهبه، مجرّب.

خربق أبيض: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق الأبورس لوقش، والنبات الذي يقال له لسان الحمل أو ورق النبات الذي يقال له أطوطا وعرنون ومعناه السلق البري إلا أنه أقصر منه وأميل إلى السواد وزهره أحمر اللون وله ساق طولها نحو من أربع أصابع مضمومة جوفاء إذا ابتدأ أن يجف يتقشر وعروق كثيرة دقاق مخرجها من رأس واحد صغير مستطيل شبيه بالبصلة المستطيلة وينبت في مواضع جبلية، وينبغي أن تيبس أصول هذا النبات وتجمع في وقت الحصاد وأجود ما يكون منه منبسط السطح انبساطاً معتدلاً، وكان أبيض هين التفتت كثير اللحم ولا يكون حاد الأطراف شبيهاً بالأذخر إذا فت ظهر منه شيء شبيه بالغبار ولحمه رقيق ولا يلذع اللسان لذعاً شديداً على المكان ويجلب اللعاب فإن هذا الصنف منه رديء خناق وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها غالاطيا والتي يقال لها عاليا، والتي يقال لها قنادوقيا فإنه أبيض شبيه بالأذخر جاف إذا شرب الخربق الأبيض نقى المعدة بالقيء وأخرج منها أشياء مختلفة وقد يقع في أخلاط الشيافات الجالية لغشاوة البصر، وإذا احتملته المرأة أدر الطمث وقتل الجنين وقد يهيج العطاس، وإذا خلط بالسويق وعجن بالعسل قتل الفأر، وإذا طبخ مع اللحم هراه وقد يسقى منه على الريق وحده أو مع الدواء الذي يقال له ستصامونداس أو مع عصارة الدواء الذي يقال له ثافسيا أو مع الحب الذي يقال له القس وهو من أنواع القسوس والشراب الذي يقال له ماء القراطن، وقد يخلط بالخبيص والحسو الذي يتخذ من العدس، وقد يخلط بالعجين ويخبز ومن الناس من يخلطه بحسو كثير ويسقيه المحتاج إلى شربه، ومنهم من يسقيه بشيء كثير من الحسو الذي يقال له قيلوس، ومنهم من يطعم المحتاج إلى شربه طعاماً يسيراً قبل أن يسقيه الخربق ثم بعد أن يطعمه يسقيه، والذي يستعمل هذه الجهة من الجهات التي يسقى بها الخربق إنما يستعملها للناس الذين لا يؤمن عليهم أن يعرض لهم الاختناق والذين أبدانهم ضعيفة فإنهم إذا شربوا الدواء على هذه الحال أمنوا مضرته لأنه لا يصادف معدهم خالية من الطعام، وقد استقصى الذين تكلموا فيه بدأ وجوه استعماله وما يتدبر به من الأغذية بعد استعماله وقد يعمل منه فتائل إذا احتملت هيجت القيء. بديغورس: خاصيته إسهال الفضول اللزجة المخاطية. ابن سينا: ربما أورث شاربه تشنجاً ويقتل الإفراط منه الناس وهو سم للكلاب والخنازير ورجيع شاربه يقتل الدجاج والسمان ترتعيه وتأكله، والأجود أن ينقع منه أربعة مثاقيل في تسعة أواقي من ماء المطر ثلاثة أيام ثم يصفى ويشرب، وأجود من كل هذا أن يؤخذ منه رطل فيقطع فينقع في قسطين من ماء المطر ثلاثة أيام ثم يطبخ حتى يبقى الثلث ثم يصفى الماء ويطرح الخربق ويطرح على الماء عسل فائق مصفى قدر رطلين ويرفع على النار حتى يصير له قوام الأشربة وتنزع رغوته ويؤخذ منه ملعقة كبيرة كما هو ومع ماء حار وهذا سليم مأمون.

خربق أسود: ديسقوريدوس في الرابعة: وأما الخربق الأسود فمن الناس من يسمي ذلك مالينوديون، وإنما سماه من اسم رجل راع يسمى مالينوس لأنه يظن أن هذا الراعي أسهل بنات بروطس بهذا الدواء وقد عرض لهن الجنون فأبرأهن وهو نبات له ورق أخضر شبيه بورق الدلب إلا أنه أصغر منه مائل إلى ورق النبات المسمى سقندوليون وهو أكبر تشريفاً من ورق الدلب وأشد سواداً وفيه خشونة، ولهذا النبات ساق قصيرة وزهر أبيض فيه شيء من لون الفرفير وشكله شبيه بشكل العنقود وفيه ثمرة شبيهة بحب القرطم وتسميه أيضاً أهل أنطيقورا ستصامونداس ويستعملونه للإسهال، وله عروق دقاق سود مخرجها من أصل واحد كأنه رأس بصلة، وإنما يستعمل من الخربق الأسود هذه العروق وينبت في المواضع الخشنة وعلى التلول، وفي أماكن خشنة، والذي يوجد من الخربق الأسود في هذه الأماكن هو الجيد منه كالذي يوجد في المكان الذي يقال له أنطيقورا فإن الذي يوجد من الخربق الأسود في هذا المكان فائق جداً فاختر منه ما كان ممتلئاً غير ضامر وكان جوفه دقيقاً وكان حريف الطعم يحذو اللسان. جالينوس في الثانية: الخربقان كلاهما قوّتهما قوة تجلو وتسخن معاً فهما لذلك ينفعان من البهق والقوباء والجرب والحكة والعلة التي يتقشر معها الجلد، وإذا أدخل الخربق الأسود في الناصور الصلب قلع تلك الصلابة في يومين أو ثلاثة، وإذا تمضمض به مع الخل نفع من وجع الأسنان فليضعهما في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تسخن وتجفف، وأما في الطعم فالأسود منها أشدّ حرارة وحرافة وحدة والأبيض أشد مرارة. ديسقوريدوس: والأسود إذا أخذ منه مقدار درخمي أو مقدار ثلاث أوثولوسات وشرب وحده أو مخلوطاً بسقمونيا بملح أسهل بلغماً ومرة، وقد يطبخ بالعدس والأمراق ويستعمل للإسهال وقد ينفع في الصرع أيضاً والماليخوليا والجنون ووجع المفاصل والفالج العارض مع استرخاء، وإذا احتملته امرأة أدر الطمث وقتل الجنين، وإذا أدخل في ثقب الناصور وترك فيها ثلاثة أيام وأخرج في اليوم الرابع نقاها ويدخل في الأذان الثقيلة السمع ويترك يومين أو ثلاثة فينتفع به، وإذا خلط به كندر وموم وماء الزفت أو دهن القطران وتلطخ به أبرأ الجرب، وإذا تضمد به وحده أو مع الخل أبرأ البهق والقوباء والجرب المتقرح، وإذا طبخ بخل وتمضمض به سكن وجع الأسنان وقد يقع في أخلاط المراهم الأكالة للحم وقد يخلط بدقيق الشعير والشراب ويتضمد به للماء الأصفر فينتفع به، وإذا ثبت عند أصول الكرم أفاد الخمرة المتخذة من عنب تلك الكروم قوة مسهلة، ومن الناس من يطرحه في الماء ويرش به البيوت وذلك أنهم يظنون أنه طهور، ولذلك إذا أراد قلعه من الأرض أقاموا في وقت ما يحفرون حوله يصلون لله عز وجل فيقلعونه وهم يصلون ويحذرون في وقت احتفارهم أن يمر بهم عقاب لأنهم يتخوفون على الحافر عنه الموت إن هي رأت الخربق وهو محفور عنه، وينبغي لمن يحفر عنه أن يسرع الحفر لأنه يعرض من رائحته ثقل في الرأس، ولذلك قد يحترس الذين يحفرون عنه من مضرته بتقدمهم في أكل الثوم وشرب الشراب فإنهم إذا فعلو ذلك أمنوا من مضرته وقد يخرج جوفه مثل ما يخرج جوف الخربق الأبيض. ابن سرانيون: الخربق الأسود يسهل المرّة الصفراء الغليظة جداً أكثر مما تستفرغها السقمونيا وتعطي في العلل الحاثة والمزمنة التي تحتاج إلى دواء يسهل المرة  الصفراء كالمانيا والصداع والشقيقة والمواد التي تنحدر إلى العين وعلل الصدر وهو نافع في تنقية الأحشاء جداً والرحم والمثانة والعلل المتقادمة في قصبة الرئة واليرقان والذين بهم أنهم يحسون نخس الإبر من السوداء والخنازير والبثور والنملة وقروح منتشرة ويسهل من سائر البدن بغير شدة ولا كرب وخاصة المرة الصفراء فإنه يسهل منها الكثير، وربما أسهل منها المرة السوداء، وهكذا يسهل بسهولة حتى أنه يعطي منه ما لم يكن به حمى صعبة ويجب أن يعطى من أصوله مثقال واحد وخاصة مع ماء العسل على رأي القدماء، وأما المحدثون فيعطون منه نصف مثقال والذي تجود أخلاطه الفوتنج والسعتر وسائر الأدوية اللطيفة الحارة النافعة للمعدة، ويجب لمن أخذه أن يتقدم ويمتنع من الأغذية الغير الموافقة. ابن ماسويه: الخربق الأسود إن بخر به الأسنان نفع من وجعها. أبقراط في كتاب الخربق: والأسود منه ينغص السوداء من أسفل والأبيض يخرج ما يخرجه من فوق بالقيء. إسحاق بن عمران: إذا سحق الأسود منه مع ترمس ويغسل بهما الوجه بماء عذب أذهب الكلف والنمش. أبو الصلت: يسهل البلغم والمرة السوداء ويصلح المزاج الفاسد ويفيده شبابية. الغافقي: موافقته للرجال والأقوياء والشبان وأصحاب الأبدان الخصبة الكثيرة الدم ويجب أن يتقدم قبله بحمية صادقة. ماسرحويه: قتال للحمام والغرانيق إذا جعل في مائه المنقع فيه فولاً أو قمحاً ثم أكلته. عيسى بن علي: الخربق لا يقتل بذاته بل بالعرض لأنه يجتذب البلغم الغليظ فيخنق الإنسان فيموت ويعرض من الخربق الأسود تلهب شديد وإسهال ذريع فينبغي أن يعالج بالتدبير المبرد المطفىء.

خروسوقومي: وتأويله باليونانية رأس الذهب. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له قضيب طولها نحو من شبر وجمته كأنها رأس مستدير وهي شبيهة بجمة الزوفاء وأصل دقيق بمثل أصول الخربق الأسود وعليه زغب وليس بكريه الطعم وفي طعمه حلاوة مع قبض وله رائحة شبيهة برائحة السرو وينبت في مواضع ظليلة ومواضع صخرية، وقوّة أصل هذا النبات مسخنة قابضة موافقة لوجع الكبد والورم الحار العارض في الرئة، وقد يستعمل مطبوخاً بالشراب الذي يقال له أدرومالي لتنقية الرحم. جالينوس في الثامنة: الغالب في أصوله الطعم الحاد الحريف والطعم القابض معاً ولذلك نستعمله في أشياء كثيرة، وإذا نحن طبخناه بماء العسل استعملناه في علاج الأورام الحادثة في الرئة وفي علاج الكبد وفيه مع هذا قوّة تدر الطمث.

خرطال: ويسمى بالفارسية القرطمان. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات له قصبة وورق يشبهان قصب الحنطة وورقها وقصبته ذات عقد وفي طرف قصبته في رأسه ثمر شبيه بالراقي في غلف مقسومة بقسمين قسمين، وهذه الثمرة تقع في الضماد كما يقع الشعير وقد يعمل منه حشيشة تعقل البطن، وإذا عمل منه حسو وتحسى عمل ما يعمل ماء الشعير ويوافق السعال. جالينوس: إذا استعمل على طريق الدواء كانت قوته شبيهة بقوة الشعير وذلك أنه متى وضع من دقيقه ضماد جفف وحلل قليلاً من غير لدغ ومزاجه بارد برودة يسيرة وفيه مع هذا شيء من القبض، وهو ينفع من استطلاق البطن.

خروسوموعالي: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من سماه دسقس وهو نبات له ورق شبيه بورق البلوط وهو مجتمع النبات وله زهر شبيه بزهر الصنف الذي يستعمل في الأكاليل من النبات الذي يقال له قلونس، وأصله شبيه بالشلجمة باطنة أحمر شديد الحمرة وحمرته كحمرة الدم وظاهره أسود، وإذا دق ناعماً وخلط بالخل ووضع على عضة الحيوان الذي يقال له موعالي نفع منها.

خرم: زعم الرازي في الحاوي أنه الدواء المسمى باليونانية أسطراطيقوس وهو الحالبي، وقد ذكرته في الألف، ومنهم من زعم أنه الدواء المسمى باليونانية لخسين وسيأتي ذكره في اللام، ومنهم من زعم أنه النبات المسمى باليونانية ليخيطس وهذا الدواء ترجمه ابن جلجل بسراج القطرب، وقد ذكرته في اللام أيضاً، وفي مفردات الشريف الخرم دواء لم يذكره ديسقوريدوس، ولا جالينوس. وذكر ابن وحشية أنه نبات ينبت في البساتين ذو أوراق قليل العرض يحمل على زهر متفرق الورق ولونه بنفسجي بل هو أحسن من لون البنفسج له رائحة حسنة وهو كثير بأض الفرس وهم يعظمونه ويتبركون به لأن شمه والنظر إلى نوره يحدث سروراً ويفرح النفس ويزيل الغم المعترض بلا سبب، وإذا أمسك ورده إنسان في كفه حبب إلى كل من ينظر إليه وكذا يفعل إذا جعل في الجيب أو الكم وإذا صنع من زهره دهن يدهن به الدماغ فينفع من كل ما ذكرناه وإن صنع من دهنه قيروطي ودهن به الوجه ليلاً وغسل نهاراً حسن لون الوجه وحمره وأذهب تغضنه.

خركوش: هو لسان الحمل في بعض التفاسير وسيأتي ذكره في حرف اللام.

خرء الحمام: قال ابن جبل: إن أهل الرقة يسمون جوزخندم خرء الحمام وقد ذكرت جوزخندم في حرف الجيم.

خربز: هو البطيخ وقد ذكرته في الباء.

خرنباش: زعم قوم أنه المشكطرا مشيع وليس به، والصحيح أنه المرماجوز وسنذكره في الميم.

خروشوقلا: تأويله غراء الذهب وهو لحام الصاغة وسنذكره في اللام.

خرقة: قيل هي البقلة الحمقاء وقد ذكرتها في الباء.

خرقى: هو الجلبان وقد ذكرته في الجيم.

خرقع: قال أبو حنيفة: هو حناء العشر وهو ثمر كأنه كيس فإذا كشفت عنها أصبت أطباقاً لينهّ بعضها على بعض وهو حراق الأعراب وقد يقال أيضاً للقطن خرفع.

خرزلي: هو اللفت البري.

خرقطان: قيل أنه البنتومة وقد ذكرتها في حرف الباء المنقوطة بواحدة من أسفلها.

خريع: أوّله خاء مكسورة بعدها راء مكسورة أيضاً مشدّدة ثم ياء منقوطة باثنتين من أسفل ساكنة ثم عين مهملة اسم للنبات المسمى عند بربر الغرب بالبربرية تافغيت وهي من نوع الحرشف غير مشوك معروف بتونس وما والاها من أعمال أفريقية بما ذكر، وقد ذكرت التافغيت في حرف التاء المنقوطة باثنين من فوقها.

خراطين: جالينوس في الحادية عشرة: وهي الديدان التي إذا حفر الإنسان أو حرث في الفدان وجدها تخرج من الأرض إذا سحقت ووضعت على العصب المقطوع نفعته من ساعته منفعة عجيبة، وإذا شربت مع عقيد العنب كانت دواء يدر البول. ديسقوريدوس في الثالثة: برابطو إذا دقت دقاً ناعماً ووضعت على الأعصاب المتقطعة ألزقتها وينبغي بعد ثلاثة أيام أن تحل، وإذا طبخ بشحم الأوز وقطر في الأذن أبرأ من وجعها، وإذا طبخ بالطلات وخلط بشحم الأوز وقطر في الأذن الوجعة سكنه سريعاً، وإذا طبخ بالزيت وقطر في الأذن التي في الجانب المخالف للسن الوجع نفع من وجعه، وإذا دق ناعماً وسحق وشرب بطلا: أدر البول. الشريف: إذا دقت مع غبار الرحى وضمد بها على الفسوخ والوثي نفعه نفعاً بيناً، وإذا جففت وسحقت وشربت بماء طبيخ الشبت نفعت من وجع القولنج، وإن سحقت بدهن اللوز وضمد بها تفرق شؤون الرأس ألفه ونفع منه منفعة لا يعدله في ذلك دواء آخر ولها منفعة عجيبة إذا ضمد بها فتوق الأمعاء لا توجد في غيرها. ابن سينا: إذا جففت ودقت ناعماً وشربت بطلاء فتتت الحصا وأبرأت اليرقان. الرازي في الحاوي: تسكن الأورام الحارة ضماداً وإذا غسلت وجففت وسحقت ناعماً وديفت في دهن سمسم وطلي بها الذكر فإنها تغلظه.

خزف: جالينوس في التاسعة: قوّة الخزف قوة تجلو وتجفف وخاصة خزف التنور لأنه قد ناله من السجر يبس أكثر، ولهذا صار يقع في المرهم المسمى أنقسطاش مقدار ليس باليسير، ويكون هذا المرهم الذي يقع فيه هذا الخزف دواء نافعاً جداً جيداً في ختم الجراحات وإدمالها. ديسقوريدوس في الخامسة: خزف التنور الذي قد اشتد شيه له قوة تكوي، ولذلك إذا خلط بالخل وتلطخ به نفع من الحكة والبثور وقد ينفع من النقرس، وإذا خلط بقيروطي حلل الأورام الجاسية المسماة بالخنازير. سفيان الأندلسي: مجفف من غير لذع ولذلك ينفع من القروح المترهلة وقروح الأعضاء اليابسة المزاج ومن انسلاخ الجلد ويجلو الأسنان.

خزامى: الغافقي: قال أبو حنيفة: هي خيري البر وهي طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهر طيبة الريح ليس في الزهر أطيب نفحة منها تشبه رائحة فاغية الحناء ومنابتها الرمل والرياض. وقال الزهراوي: هي حارة ملطفة مسخنة للدماغ البارد إذا حملت عليه وتشرب لسوء مزاج الكبد والطحال، وإذا بخر به أذهب كل رائحة منتنة. لي: يسخن الرحم ويجفف رطوباته السائلة منه سيلاناً مزمناً ويحسن حاله ويعين على الحبل إذا احتمل في فرزجة مجرّب.

خس: ديسقوريدوس في الثانية: جيدة للمعدة مبرد طين للبطن منوّم مدر بول، وإذا طبخ يكون أكثر غذاء وإذا أكل كما يقلع غير مغسول وافق الذين يشكون معدتهم، وإذا شرب بزره نفع من الاحتلام الدائم وقطع شهوة الجماع، وإذا أكل دائماً أحدث غشاوة في العين وقد يعمل بالماء والملح، وإذا كان ذا ساق وبزر صارت قوّة عصارته ولبنه شبيهة بقوّة ماء الخس البري ولبنه، وأما الخس البري فإنه شبيه بالخس البستاني غير أنه أكبر ساقاًً منه وأشد بياضاً من ورقه وأدق وأخشن وطعمه مرّ ولبنه شبيه بلبن الخشخاش الأسود، ولذلك من الناس من يخلط لبنه بعصارة الخشخاش، وإذا شرب من لبنه وزن نصف درهم بماء ممزوج بخل أسهل كيموساً مائياً وينفع مع دهن ورد من وجع الرأس وينقي القرحة العارضة في طبقة العين القرنية أيضاً التي تسمى أحليوس والقرحة العارضة للقرنية التي يقال لها أرعامن، وإذا اكتحل به بلبن جارية كان صالحاً أيضاً للقرحة العارضة للقرنية التي يقال لها أسقوما وينوم ويسكن الوجع ويدر الطمث وقد يسقى للسعة العقرب ونهشة الرتيلا وبزره إذا شرب يقطع الاحتلام وشهوة الجماع مثل ما يقطع بزر الخس البستاني وماؤه يفعل ذلك غير أنه أضعف فعلاً، وقد يخزن لبنه في آنية خزف بعد أن يشمس مثل ما يفعل بسائر العصارات. جالينوس في السادسة: هذه بقلة باردة رطبة وليست في الغاية ولولا ذلك لكانت مما لا يؤكل لكن برودة الخس في المثل كبرودة مياه الغدران فهو لذلك نافع من الأورام الحارة والعلل المعروفة بالحمرة إذا كان كل واحد منهما ضعيفاً يسيراً في المقدار فأما ما عظم منها فليس في الخس تبريده، وأما على طريق الطعام فهو يقطع العطش، وأما بزر الخس فهو إذا شرب نفع تقطير البول والمني، ومن أجل ذلك يسقى لمن يكثر احتلامه وكذا بزر الخس البري الذي يجمع لبنه فتجلى به القروح التي تكون في الصفحة الخارجة من الطبقة القرنية من طبقات العين وهي ثلاثة أجناس: قرحة يقال لها الغشاوة وهي قرحة لونها شبيه بلون الدخان وتأخذ من سواد العين موضعاً كبيراً، وقرحة يقال لها مستنقع الدم وهي قرحة تكون في إكليل سواد العين وتأخذ من بياض العين وسوادها شيئاً يسيراً، وقرحة يقال لها الاحتراق وهي قرحة تحدث في صفحة الطبقة القرنية الشبيهة بالدينار. وقال في أغذيته: إن الخس أجود البقول غذاء لأنه يولد دماً ليس بالكثير ولا بالرديء إلا أنه ليس في غاية الجودة وقد كنت آكل الخس في شبابي لأن معدتي كانت تولد مراراً كثيراً فكنت أبردها به، وأنا الآن في شيخوختي آكلها سليقة وذلك أني لم أجد شيئاً من البقول يداوى به السهر غيره والخلط المتولد منه بارد رطب ليس بالرديء وليس يعرض لذلك رداءة الاستمراء كما يعرض لسائر البقول ولا يعقل البطن ولا يطلقها لأنه لا قبض فيه ولا عفوصة ولا ملوحة ولا حدة، وحكمة أنه ليس فيه قوّة تجلو فتطلق البطن والخلة التي يذمه بها جهال الأطباء بأن يقولوا أنه يولد دماً كثيراً يجتمع منه امتلاء دموي هو له مديح، وذلك أنه لو كان كذلك لكان أحمد من سائر البقول والأطعمة التي ليس منها شيء يولد الدم أكثر من غيره من الأخلاط، ولكان يمكن إن ينقّص ذلك الامتلاء الدموي بالسوسينقي منه وبالرياضة لكن ليس الأمر كذلك. وقال عند ذكر الخبازي: إنك إن ضمدت بالخس ورماً حاراً تبين لك أنه يبرد في الثانية وإن أنت قست بين رطوبة هذه البقول الثلاثة وجدت الخس والملوكية أغلظ وألزج ورطوبة السلق متوسطة بينها والخس متوسط في الترطيب والتجفيف بين الكرنب وبين البقلة اليمانية والقطف. دوفس في كتاب التدبير: الخس شاف لجميع العلل الحادثة من السكر إذا أخذ في وسط الشراب وهو نافع من اللذع العارض في المدة ضار للمعي ويهيج البطن. وقال في كتاب آخر: إن الخس يرخي البدن. ابن ماسويه: يولد خلطاً محموداً أكثر من توليد جميع البقول ودماً صالحاً إلى البرد ما هو والمغسول منه بالماء رديء لأن جميع البقول يزيد غسلها بالماء في قراقرها ونفخها وإن دق وضمد به اليافوخ أنام وسكن الحرارة في الرأس والهذيان وهو سريع الهضم. قسطس في الفلاحة: إن الخس يهيج شهوة الأكل وإن أكل بالخل سكن المرة، وإن طبخ بدهن وخل أذهب اليرقان وهو دواء لاختلاف المياه وتغيرها وتغير الأرضين ويسكن وجع الثدي وبزره يسكن وجع لدغة العقرب ووجع الصدر. التجربتين: نافع من حرقة  المثانة المتولدة من خلط صفراوي ينصب إليها إذا عجن بمائه دقيق الشعير سكن ورم العين الحار وحط انتفاخه وإذا أخذ نيئاً بالخل سكن الصداع المتولد عن أبخرة صفراوية. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: ينبغي أن يجتنب أكله من به قيح في صدره أو ربو أو خلط يحتاج أن يرمى به فإنه يخنق هؤلاء خنقاً سريعاً وإن اتفق لهم ذلك في حالة فليبادروا بالقيء بماء العسل وليأخذوا بعد ذلك معجون الربو وطبيخ الزوفي ونحوها مما قلع ما في الصدور، وأما السعال الذي لا نفث معه الذي يكون من مادّة رقيقة تتحلب من الرأس فيسهر العليل ويمنعه النوم بالليل، فأكل الخس موافق له وأما ما يقول العامة من أنه يولد دماً كثيراً فباطل وإنما يعطي المفتصدين والمحتجمين لأنه يطفىء ويبرد ولا سيما إذا أكل بالخل والإكثار من الخس يضعف البصر ومن أكثر منه فلينتقص بالقوقايا وليتعاهد تقطير ماء الرازيانج في عينيه.

خس الحمار: يقال هو الصنف الكبير من الشنجار، وسيأتي ذكره في الشين المعجمة وعلى البقاق أيضاً وقد ذكرته في الباء.

خشخاش: ديسقوريدوس في الرابعة: منه بستاني ويتخذ من بزره خبز يؤكل في وقت الصحة، وقد يستعمل أيضاً مع العسل بدل السمسم، وهذا الصنف من الخشخاش يقال له بولاقيطس ورؤوسه مستطيلة وبزره أبيض ومنه بري له رؤوس إلى العرض ما هي وبزر أسود ويقال لهذا الصنف سفرطس، ومن الناس من يسميه رواس ومعناه السائل لأنه يسيل منه رطوبة، ومنه صنف ثالث بري أصغر من هذين الصنفين وأشد كراهة وله رؤوس مستطيلة. جالينوس في السابعة: قوة جميع الخشخاش قوة تبرد إلا أن الخشخاش الذي يزرع في المناهل والبساتين بزره ينوم تنويماً معتدلاً قصداً، ولذلك صار الناس ينثرون منه على الخبز ويأكلونه ويخلطونه بعسل، والثاني من جنس الأدوية والدوائية عليه أغلب ويبرد تبريداً بليغاً، والثالث هو أكثر دخولاً في جنس الأدوية ويبلغ من شدة تبريده أن يحدث خدراً وتماوتاً ولذلك صار استعماله إنما هو إلى الطبيب المجيد أن يخلطه مع الأدوية التي تكسر شدة قوته في التبريد وتبطلها لأنه في الدرجة الأخيرة وهي الدرجة الرابعة من درجات الأشياء المبردة. ديسقوريدوس: وقوة الثلاثة أصناف مبردة وكذلك إذا طبخ ورقها مع الرؤوس بالماء وصب طبيخها على الرأس وقد يشرب أيضاً طبيخها للسهر، وإذا دقت رؤوسها ناعماً وخلطت بالسويق وتضمد بها وافقت الأورام الحارة والحمرة وينبغي أن تدق الرؤوس وهي طرية ويعمل منها أقراص وتجفف وتخزن وتستعمل في وقت الحاجة، وإذا طبخت الرؤوس في الماء إلى أن ينقص نصف الماء ثم خلط ذلك الماء بالعسل وطبخ إلى أن ينعقد كان منه لعوق نافع للسعال ومن الفضول المنصبة إلى الرئة والإسهال المزمن، وإذا خلطت به عصارة الهيوق طيداش والإقاقيا كان أقوى منه، وقد يدق بزر الخشخاش الأسود دقاً ناعماً ويسقى بالشراب لإسهال البطن ولسيلان الرطوبات المزمنة من الرحم، وقد يخلط بالماء ويضمد به الجبهة والصدغان للسهر. التجربتين: الأبيض منه إذا سحق الرأس منه كما هو بقشره وحمل على مقدّم الدماغ سكن الصداع الحار ونوم، وإذا سحق وأضيف إلى مثله حلبة مسحوقة وطبخ بماء أو بماء ورد بحسب حرارة العلة ووضع على الرمد في ابتدائه سكن الوجع وردع المادة، وإذا خلط بالأدوية النافعة من السعال بحسب استعماله مطبوخة أو ممسكة نفع من السعال الرقيق المادّة بأن يغلظها ومن الحارة بأن يعدلها، ومما ينصب من الدماغ بأن يمنعه من انصباب المواد إلى الحلق، وإذا سحق القشر وخلط بالأدوية للإسهال المتولد عن خلط صفراوي نفع منه وغلظ المادّة، وإذا خلط القشر أو الحب مع الأدوية النافعة من حرقة المثانة قوى فعلها وسكن الحرقة. ابن المدور المصري قال: رأيت لقشر الخشخاش نصف درهم باكراًً ونصف درهم ينام عليه سقياً بماء بارد فعلاً عجيباً في الإسهال إذا كان مع حرارة وإلهاب ورقة أخلاط ويقلع الإسهال الخلطي والدموي وهو غاية في ذلك مجرب.

خشخاش منثور: هو في الرابعة من ديسقوريدوس مبقن رواس هو نبات يسقط زهره سريعاً وينبت في أرضين محروثة في الربيع، وله ورق شبيه بورق أبريعازن أو البقل الدشتي أو الجرجير مشرف إلا أنه أطول وأشد خشونة وله ساق شبيهة بساق سحونس قائمة خشنة طولها نحو من ذراع أصغر من رؤوس شقائق النعمان. وثمر أحمر وأصل مستطيل لونه إلى البياض في غلظ الخنصر مر الطعام. جالينوس: ويقال له المنثور لأنّ زهرته تنتثر وتسقط بالعجلة وبزره يبرد تبريداً شديداً متى أخذه الإنسان على هذه الصفة لكن الناس ينثرون منه الشيء اليسير على الملة وعلى الأطرية وعلى الخبز. ديسقوريدوس: وإذا أخذ خمسة رؤوس أو سبعة من رؤوس هذا النبات وطبخت بثلاث قوايوسات من شراب إلى أن يصير إلى قوايوسين وسقي هذا الطبيخ أحداً أرقده، وبزر هذا النبات إذا شرب منه مقدار اكسويافن مع الشراب الذي يقال له مالقراطن ليّن البطن تلييناً خفيفاً وقد يخلط بالناطف والأطرية لهذا المعنى وورقه أيضاً إذا تضمد به مع الرؤوس أبرأ الأورام الحارة، وإذا صب طبيخه على الرأس أرقد.

خشخاش مقرن: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق أبيض عليه زغب ويشبه ورق النبات الذي يقال له قلومس مشرف الطرف كتشريف المنشار مثل ورق الخشخاش البري وساق شبيه بساقه وزهر أصفر وثمر دقاق صغار منحنية كالقرون مشبهة للحلبة، ولذلك لقب فاراطيطس أي المقرن وفيه بزر صغير أسود غليظ ويثبت في سواحل البحر وفي أماكن خشنة. جالينوس في: هذا نوع من الخشخاش يسمى بهذا الاسم من قبل ثمرته معقفة قليلاً بمنزلة غلف الحلبة وكأنها شبيهة بقرن الثور وفي الناس قوم يسمونه خشخاشاً بحرياً لأنه في أكثر الأمر إنما ينبت في شاطىء البحر وقوته تجلو وتقطع، ولذلك صار أصله متى طبخ بالماء حتى يذهب النصف نفع من علل الكبد، وأما زهرته وورقه فنافعان جداً للجراحات الوسخة الرديئة، وينبغي أن تتجنب إذا نقيت الجراحات فإن من شأنها أن تجلو جلاء شديداً حتى إنهما يذهبان وينقصان شيئاً من اللحم ولسبب هذه القوة صار هذا الدواء ليس يجلو الوسخ فقط بل يقلع أيضاً من القروح القشرة المحترقة التي تكون عليها. ديسقوريدوس: إذا طبخ أصل هذا النبات بالماء حتى يذهب النصف وشرب طبيخه أبرأ عرق النسا ووجع الكبد وينفع الذين في بولهم شيء شبيه بغزل العنكبوت والذين بولهم غليظ، وبزره إذا شرب منه مقدار أكسوثافن بالشراب الذي يقال له مالقراطن أسهل البطن إسهالاً رقيقاً وورقه وزهره إذا تضمد بهما مع الزيت قلعا خبث القروح، وإذا كحلت بهما المواشي حلت من عيونها القروح العارضة في الطبقة القرنية التي يقال لها أرغاما، والتي يقال لها باقاليا، ومن الناس من غلط وظن أن شياف ماميثا إنما يستخرج من هذا النبات وإنما غلطوا من تشابه الورق.

خشخاش زبدي: ديسقوريدوس في الرابعة: منقى أفردوس ومعناه الخشخاش الزبدي وسمي بهذا الاسم لأنه شبيه بالزبد في بياضه، ومن الناس من سماه أرقليا وله نبات له ساق طولها نحو من شبر وورق صغير جداً شبيه بورق شطرونيون، وعند الورق ثمر أبيض، وهذا النبات كله أبيض ساقه وورقه وثمره شبيه بالزبد في بياضه، وله أصل دقيق وقد يجمع ثمره إذا استكمل العظم وذلك يكون في الصيف، وإذا جمع جفف وخزن، وإذا أخذ منه مقدار أكسوثافن بالشراب الذي يقال له مالقراطن نقى بالقيء وهذه التنقية توافق المصروعين خاصة. جالينوس في 7: بزره يسهل البلغم. ابن سينا: هو قريب القوة والطبع من طبع جلبهنك.

خشكنجبين: المجوسي: هو عسل يابس يجلب من بلاد فارس له رائحة دوائية وهو حار يابس أشد حرارة ويبساً من العسل وفعله أقوى من فعل العسل في جميع حالاته.

خشك: هو المقل المأكول المعروف بالمقل المكي.

خشكار: هو الدقيق الذي لم تنزع نخالته.

خصي الكلب: ديسقوريدوس في الثالثة: أرخس، وهو نبات له ورق منبسط على الأرض وقريب منه منبته من أصل الساق وهو شبيه بورق الزيتون الناعم إلا أنه أرق منه وأطول وله أغصان مليحة طولها نحو من شبر عليها زهر فرفيري وله أصل شبيه ببصل البلبوس إلا أنه إلى الطول والرقة مضاعف بازدواج مثل زنة زيتونتين إحداهما فوق الأخرى وإحداهما ممتلئة والأخرى رخوة متشنجة وقد يؤكل هذا الأصل كما يؤكل البلبوس مسلوقاً ومشوياً وقد يقال في هذا الأصل أنه إذا أكل الرجل القسم الأعظم منه كان مولداً للذكران، وإن أكلت النساء الأصغر منه ولدن إناثاً، ويقال: إن النساء اللواتي بالبلاد التي يقال لها أنطاليا يسقين منه رطباً بلبن المعز لتحريك شهوة الجماع ويسقين منه يابساً لقطع شهوة الجماع، وإن كل واحد منهما يبطل فعل صاحبه إذا شرب من بعده وينبت في مواضع صخرية ومواضع رملية. جالينوس في 8: هذا الأصل مقرون زوجاً زوجاً وهو شبيه بأصول الوتر قوته رطبة حارة، ومن أجل ذلك يجد من ذاقه أن فيه حلاوة إلا أن ما كبر من الأصلين قد يشبه أن يكون فيه رطوبة كثيرة فضلية نافخة، ولذلك صار متى شرب حرك شهوة الجماع، وأما الأصل الآخر الذي هو أقل من هذا ففيه رطوبة نضجية نضجاً بليغاً ومزاجه. مائل إلى الحرارة واليبوسة، ولذلك صار مع أنه لا يحرك شهوة الجماع قد يفعل خلاف ذلك فيقطع ويمنع الجماع، وهذان الأصلان يؤكلان مشويين كما يؤكل أصل البلبوس، ديسقوريدوس: وأمما أرخس آخر وهو الذي يسميه بعض الناس ساراقياس لكثرة منافعه مثل ما يسميه أندراس جماع الأدوية وهو نبات له ورق شبيهة بورق الكراث طوال إلا أنها أعرض منها وفيها رطوبة تدبق باليد وساق طولها نحو من شبر وزهر لونه إلى الفرفير ما هو وأصل شبيه بالأنثيين إذا تضمد به حلل الأورام البلغمية ونقى القروح ومنع النملة من الانبساط في البدن وقد يفتح البواسير، وإذا تضمد به سكن الأورام الحارة، وإذا استعمل يابساً منع القروح المتآكلة من الانبساط في البدن وقطع العفونة عنها وأبرأ القروح الخبيثة العارضة في الفم، وإذا شرب عقل البطن وقد يذكر في هذا الأصل ما ذكر في هذا الدواء الذي قبله. جالينوس في 8: قوة هذا الأصل أيبس من قوة الأصل الذي ذكرناه فهو لذلك لا يصلح للجماع كما يصلح لذلك ولكنه يحلل الأورام الرخوة المتهيجة إذا وضع عليها وينقي الجراحات الوسخة ويشفي الورم المعروف بالجمرة إذا كان يسعى ويدب فإن جفف كان أشد ليبسه ومن أجل ذلك يشفي الجراحات الخبيثة المتعفنة لأن فيه شيئاً قابضاً ولذلك صار يحبس البطن إذا شرب.

خصي الثعلب: ديسقوريدوس في الثالثة: ساطورين ومن الناس من يسميه طريفلن ومعناه باليونانية ذو الثلاث ورقات ويسمى بهذا الاسم لأن أكثره له ثلاث ورقات وهي مائلة نحو الأرض شبيهة في شكلها بورق الَحماض وورق السوسن إلا أنها أصغر منها وفي لونها حمرة كالدم وساق دقيقة طويلة طولها نحو من ذراع، وزهر شبيه بزهر السوسن الأبيض وأصل شبيه ببصل البلبوس مستدير في مقدار تفاحة أحمر الظاهر أبيض الباطن كبياض البيض حلو الطعم طيب، ويقال: إنه إذا شرب بشراب قابض أسود نفع من الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة والرأس إلى خلف وأنه يهيج الجماع. جالينوس في 8: قوة هذا النبات قوة رطبة حارة ولذلك صار يجد فيه من ذاقه حلاوة ولكن رطوبته رطوبة فضلية نافخة ولذلك صار يهيج شهوة الجماع، وأصله يفعل هذه الأشياء بحسب ما ذكر عنه قوم وهو أيضاً يشفي التشنج الكائن من خلف البدن إذا شرب مع شراب أسود قابض. ديسقوريدوس: وقد يسمى نوع آخر من النبات أريقون ساطوريون وله بزر شبيه ببزر الكتان إلا أنه أعظم منه وهو براق أملس صلب ويقال فيه أنه يهيج الجماع كما يهيجه السقنقور وقشر أصله أحمر دقيق وداخله أبيض طيب الطعم حلو وينبت في أماكن جبلية مضحية للشمس، وقد يقال: إن هذا الأصل إن أمسكه أحد بيده حركه للجماع فإن شربه بشراب حركه أكثر. الغافقي: وأما خصي الثعلب المعروف المستعمل عندنا بالأندلس فهو غير هذا الذي ذكره ديسقوريدوس وهو نبات له ورق على نحو الأصبع في الطول والعرض أملس لازق بالأرض، وله ساق طوله نحو شبر في أعلاه نوارتان صفراوان في وسط كل نورة شيء أسود وله أصلان صغيران كأنهما بيضتان صغيرتان مفترشتان في كل بيضة منهما عرق دقيق طويل ينبت في طرفه حبة تصفر الأولى وتذبل ثم تبقى هذه أيضاً عاماً آخر كذلك وتذبل هذه الأولى أبداً إذا نبتت الأخرى، ولذلك يسمى هذا الصنف قاتل أخيه ولون هذه الأصول أبيض إلى الصفرة وهي لزجة وفي طعمها حرافة يسيرة ورائحتها رائحة المني، وإذا شرب منها وزن مثقالين قوت على الجماع، وقد يربى بالعسل ويستعمل ومنه صنف آخر له زهر فيه شيء على هيئة النخلة عليه زهر يستعمل أصله كما يستعمل الآخر، ومن الناس من يأخذ هذا النبات كما هو فيلقيه في الزيت ويستعمله للإنعاظ، وذكر بعض القدماء أن من خصى الثعلب صنف أحمر الورق والقضيب من اقتلعه جفت يده، وعلاجه أن يحرق ويسحق ويخلط بموم ودهن ويتمسح به.

خصي هرمس: ويقال خصي هرمس وهو الأصح وهو اسم للنبات المسمى باليونانية ليورسطس وهو الحلبوب وقد ذكرته في الحاء المهملة.

خصي الديك: البالسي: هو حب مدوّر أبيض اللون يشبه الكثير من حب القراصيا حار يابس في الدرجة الثانية محلل للرياح الغليظة يجلو جلاء قوياً وإن ضمدت به الأورام الصلبة السوداوية نفع منها نفعاً عجيباً والذي يؤخذ منه وزن نصف درهم بماء الأنيسون.

خصية البحر: هو الجندبادستر وقد ذكرته في الجيم.

خصي المواشي وغيرها: الرازي في الحاوي: أما خصي المواشي فهي من جنس اللحم الرخو إلا أنهما ليست في جودة الخلط المتولد عنها كاللحم الرخو الذي في الثديين وفيها مع رداءة الخلط شيء من زهومة وهي دون اللحم الرخو في سرعة الهضم وجودته بكثير، وخصي الحيوانات الفَتية أفضل، وأما خصي التيوس والكباش والثيران فتأباها النفس وهضمها عسر وخلطها رديء. جالينوس: وخصي الخنازير وفحول الحملان والثيران والماعز والضأن عسرة الانهضام والمتولد منها رديء إلا أنها إذا استمريت كما ينبغي كان ما يناله البدن منها من الغذاء أكثر والزيادة والنقصان في مقدار غذائها يكون بقياص ما عليه لحم الحيوان الذي ينزع منه خصيته، وذلك أن لحم الخنازير إذا خصيت أجود وأفضل من لحوم سائر الحيوانات وكذا خصاه أجود وأفضل في جميع الحالات لا سيما الديوك المسمنة. غيره: ويصلحها أن تؤكل بالملح والصعتر، وخصية العجل إذا جففت ودقت وشربت زادت في الإنعاظ.

?خصاف: هو المقل المكي وسنذكره في الميم.

?خطمي: مَنه بستاني يعرف عندنا بالأندلس بورد الزواني ومنه نوع آخر يعرفه عامتنا بشحم المرج وهو الذي ذكره ديسقوريدوس وسماه باليونانية البناآ. ديسقوريدوس في الثالثة: هو صنف من الملوخية البرية له ورق مستدير مثل ورق النبات الذي يقال له فعلامبثوس وزهر شبيه بالورد وساق طولها نحو من ذراع وأصل لزج باطنه أبيض. جالينوس في الثانية: وهذا النبات يحلل ويرخي ويمنع من حدوث الأورام ويسكن الوجع وينضج الجراحات العسرة الإندمال والنضج وأصله أيضاً وبزره يفعلان ما يفعل ورقه وقضبانه ما دام طرياً إلا أنها ألطف وأكثر تجفيفاً وأكثر جلاء حتى إنهما يشفيان البهق، وبزره يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين والماء الذي يطبخ فيه الخطمي ينفع من قروح الأمعاء ومن نفث الدم ومن استطلاق البطن من طريق أن فيه قوة قابضة. ديسقوريدوس: وإذا طبخ هذا النبات بالشراب الذي يقال له مالقراطن أو بالشراب أو دق وحده ولم يطبخ كان صالحاً للجراحات والأورام الظاهرة في أصل الأذان والخنازير والدبيلات والثدي الوارمة ورماً حاراً والمقعدة الوارمة ورماً حاراً أيضاً وهشم الرأس والورم والنفخ، ويمدّد الأعصاب لأنه يحلل وينضج ويفجر الأورام ويدمل، وإذا طبخ بالشراب الذي يقال له مالقراطن أو بالشراب ودق مع شحم الأوز وصمغ البطم واحتمل كان صالحاً للورم العارض في الرحم وانضمامها وطبيخه يفعل ذلك أيضاً وحده وينقي الفضول من النفساء، وأصله إذا طبخ بالشراب وشرب نفع من عسر البول والحصا والفضول الفجة الغليظة وعرق النسا وقرحة الأمعاء والارتعاش وشدخ أوساط العضل، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به سكن وجع الأسنان وبزره طرياً كان أو يابساً إذا سحق وخلط بالخل وتلطخ به في الشمس قلع البهق، وإن خلط بالزيت والخل وتلطخ به منع من مضرة ذوات السموم، وقد يتضمد بورقه وقد خلط به شيء يسير من الزيت لنهش الهوام ولحرق النار، وإذا سحق أصله وخلط بالماء ونجم أجمد الماء. الرازي: الخطمي حار باعتدال. ابن سينا: يحلل التهيج والنفخة التي تكون في الأجفان وهو نافع من السعال الحار ويسهل النفث وورقه ينفع في ضمادات الجنب والرئة. التجربتين: بزر الخطمي متى خلط بالماء صار الماء كالقريص جداً ويجب أن يصر في خرقة ومتى خلط في أدوية الحقن نفع من ضررها بالمقعدة، وإذا استخرج لعابه بالماء الحار وسقي بالفانيذ والسكر نفع من السعال الحار السبب، ولحاء أصله إذا طبخ بالماء لين الأعضاء الصلبة والمفاصل المتحجرة وورقه إذا طبخ وعرك بالسمن أنضج الأورام الحارة. الشريف: لعابه إذا استخرج بالماء الحار ينفع المقعدين والعقم من النساء. ديسقوريدوس: ومن الملوخية البري صنف له ورق مشقق شبيه بورق النبات الذي يقال له أنارايوطاتي وله ثلاثة قضبان أو أربعة عليها قشر شبيه بقشر شجر العنب وزهر صغار شبيه بشكل الورد وأصول بيض عريضة خمسة أو ستة طولها نحو من ذراع إذا شربت بشراب أو بماء أبرأت قرحة الأمعاء وشدخ أوساط العضل. إسحاق بن عمران: إذا يبس ورق الخطيمي ودق وغسل به الرأس واللحى نقاها وغسلها. ابن الجزار: إن أخذ من دقيق نوى التمر جزءان ومن بزر الخطمي جزء مسحوق يعجن الجميع بخل ويضمد به الأورام المتولدة في المذاكير الذي يقال إنها قد أعيت الأطباء والمعالجين حللها.

?خطر: قيل: هو الوسمة وسيأتي ذكرها في حرف الواو.

خطاف: جالينوس: كثير من الناس من يضع الخطاطيف المحرقة على حنجرة من به الخوانيق وعلى جميع العلل التي يكون معها ورم في الحلق واللهاة، ومن الناس قوم يستعملون هذا الرماد في الكحل المحد للبصر، وقوم آخرون يجففون الخطاطيف ويسحقونها ويسقون منها وزن مثقال. ديسقوريدوس في الثانية: إذا أخذ فرخة في زيادة القمر وكان أوّل ما أفرخ وشق وأخذ من الحصا الموجود في جوفه حصاتان أحدهما ذات لون واحد والأخرى مختلفة اللون وشدتا في جلد من جلد الإبل والعجل قبل أن يصيبهما تراب وربطتا على عضد من به صرع أو رقبته انتفع كثيراً ما فعل ذلك فأبرأ من به صرع برءاً تاماً وإذا أخذت كما يؤخذ الطير المسمى سوقلندس وجففت واكتحل بها أحدت البصر، فإذا أحرقت الأم مع فراخها في قدر وأخذ رمادها وخلط بعسل واكتحل به أحد البصر، وإذا تحنك برمادها نفع من الخناق وورم اللهاة، وإذا طبخت وجففت وشرب منها مقدار درخمتين بماء نفع من الخناق أيضاً. غيره: عين الخطاف إذا سحقت بدهن زنبق ومسحت بها سرة المرأة عند النفاس نفعتها وقيل: إن دماغه بعسل نافع من ابتداء نزول الماء في العين كحلاً. خواص ابن زهر: وإن أخذ رأس خطافين ذكر وأنثى وأحرقا بالنار وطرح ذلك الرماد في شراب لم يسكر شاربه، وإن سقيت امرأة من دمه وهي لا تعلم سكن عنها شهوة الجماع وفتر شبقها. أرسطوطاليس: في منافع أعضاء الحيوان: إن مرارة الخطاف يسعط منها للشيب في الرأس واللحية فيسوده ويسوّد الأسنان فمن أراد أن يسعط به فليملأ فمه لبناً حليباً ويسعط به، وخرء الخطاف إذا خلط بمرارة البقر وطلي به الشعر الأسود بيّضه في غير حينه. ابن سينا: وزبله عجيب في إزالة البياض من العين وقد جربته.

خفاش: الشريف: هو الوطواط وسمي خفاشاً لصغر عينيه وامتناع بصره بالنهار ورؤيته بالليل وهو الطائر في العشاء ولا يعلو في الهواء ويأوي إلى المدن والديار، وإذا ذبح وطلي بدمه عانات الصبيان قبل البلوغ منع من نبات الشعر عليها، وإذا طبخ الخفاش في دهن سمسم ودهن به فوق عرق النسا نفعه لا سيما إذا فعل ذلك مراراً على التوالي. غيره: وإذا طبخ وشرب مرقه أسهل البطن ونفع من وجع الورك ورماده يحدّ البصر. خواص ابن زهر: يطبخ رأس الخفاش في إناء نحاس أو حديد بدهن زنبق ويغمر مراراً حتى يتهرى ويصفى ذلك الدهن ويدهن به صاحب النقرس والفالج القديم والارتعاش والتورم في الجسد والربو فينفعه ذلك ويبرأ، وإن مسح بمرارته فرج المرأة التي قد عسرت ولادتها ولدت لوقتها مجرّب، وإن مسح بدماغه أسفل القدم هيج الباه، وإن طبخ الخفاش بالماء حتى يتهرى ومسح به الإحليل أدرّ البول وإن صب من ماء الخفاش في أبزن وقعد فيه صاحب الفالج انحل ما به ودماغه إن أحرق وسحق واكتحل به للبياض في العين أبرأه، وإن طلي زبله على القوابي نفعها ودماغه مع ماء البصل ينفع الماء النازل في العين إذا اكتحل به وإذا جعل رأسه تحت وسادة إنسان ونام عليها من غير أن يعلم سهر وشرد نوّمه وكذا يفعل قلبه أيضاً فيما زعموا، وإن دفن رأسه في برج حمام ألفته ولم تزل منه وإن جعل على حجر الفار هرب من ذلك المكان. جالينوس: ومنهم من أثبت في كتبه أن دم الخفاش له منافعِ كثيرة وإنه إذا طلي على نهود الأبكار حفظها على نهادتها ومنعها من أن تعظم زماناً طويلاً وجربت أنا هذا فوجدته باطلاً وكذا أنا وجدته في طلاء الإبطين بدمه فإنهم زعموا أنه إذا فعل ذلك منع من نبات الشعر فيهما ونحن نقول أن العضو إذا تبرد تبرداً شديداً فحق له أن لا ينبت الشعر فيه، وقد قلنا أن الدم كله حار وليس منه شيء يكون بارداً البتة فكيف يمكن أن يمنع دم الخفاش نبات الشعر وهو حار.

خفش: زعم قوم أنه اللبسان وسأذكره في اللام.

خل: جالينوس في 8: هو مركب من جوهرين مختلفين أعني من جوهر حار وبادر وكلاهما لطيف، والبارد أكثر فيه من الحارٍ والخل يجفف تجفيفاً بليغاً حتى إنه من التجفيف في الدرجة الثالثة عند منتهاها إذا كان خلاً ثقيفاً. ديسقوريدوس في 5: الخل يبرد ويقبض وهو صالح للمعدة يفتق الشهوة ويقطع نزف الدم من أي عضو كان إذا شرب، وإذا احتيج إلى الجلوس فيه، وإذا طبخ مع الطعام وافق البطن التي يسيل إليها الفضول، وإذا بل الصوف غير المغسول به أو الإسفنج أبرأ الجراحات أول ما يعرض ومنع منها الأورام، وقد يردّ الرحم والسرة إلى داخل إذا نتآ إلى خارج ويشدّ اللثة المسترخية وينفع من القروح الخبيثة التي تنتشر في البدن ومن الحمرة والنملة والجرب المتقرح والقوابي والبواسير والداحس إذا خلط ببعض الأدوية الموافقة لهذه الأمراض، وإذا غسلت به القروح الخبيثة والآكلة غسلاً دائماً منعها من الانتشار في البدن، وإذا خلط به شيء من كبريت وصب وهو سخن على النقرس نفع منه، وإذا خلط بالعسل ولطخ به الأثر العارض دون العين من اجتماع الدم تحت الجلد أذهبه، وإذا شرب به وهو مخلوط بدهن الورد الصوف غير المغسول والإسفنج ووضع على من به صداع من حر الشمس نفع منه، وبخاره إذا كان سخناً نفع من كان به استسقاء أو عسر السمع أو الدويّ العارض في الأذن والطنين العارض فيها، وإذا قطر في الآذان قتل الدود الذي فيها، وإذا صب وهو سخن فاتر على الورم الذي يقال له موخثلن أو شربت به الإسفنجة ووضع عليه ذهب به وسكن الحكة العارضة للبدن وقد يصب وهو سخن على نهش الهوام التي تبرد البدن بسمها فينتفع به وقد يصب وهو بارد على نهش الهوام التي تسخن البدن بسمها فينتفع به وقد ينفع من مضرة الأدوية القتالة إذا شرب وهو سخن ويقيىء وخاصة من مضرة الأفيون والسوكران والدواء الذي يقال له أفوسطن وهو خانق النمر ومن جمود اللبن والدم الذي في البطن، وإذا شرب بالملح نفع من كل أكل الفطر القتال، ومن شرب السم الذي يقال له سملنفس، وإذا تحسي قلع العلق المتعلق بالحلق وسكن السعال المزمن وهيج غير المزمن، وإذا تسحي وهو سخن وافق عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب، وإذا تغرغر به قطع سيلان الفضول إلى الحلق ووافق الخناق واللهاة الساقطة، وإذا تمضمض به سخناً نفع من وجع الأسنان. الرازي في الحاوي: دوفس الخل يلطف الأخلاط الغليظة وييبس البطن ويقطع العطش. وقال في كتاب التدبير: الخل بارد مطفىَء ويطفىء حرق النار أسرع من كل شيء ومتى أدمن شرب الخل إنسان ضعيف الرئة آل به الأمر إلى الاستسقاء وليس بخاف على من شربه وتعب بعد ذلك وهو منفخ مولد للرياح ومنهض لشهوة الطعام معين على الهضم مضاد للبلغم. أبقراط في الأمراض الحادة: إن الخل ينفع أصحاب المرار لأن المرار ينفش به ويستحيل إلى طبيعة البلغم ويضر أصحاب السوداء وهو أضر للفساد، وذلك أنه يؤلم الرحم. جالينوس: والخل يضر بالعصب والتجربة تشهد بذلك والقياس أيضاً وذلك أن العصب عديم الدم بارد فيناله الضرر بسهولة من جميع الأشياء الباردة وخاصة إن كانت لطيفة لأنه حينئذ يقدر أن يغوص في عمقه حتى يخالط جميع أجزائه والخل كذلك وهو لذلك يضر جميع الأعضاء العصبية كالرحم ونحوه. وقال في الثانية من المسامرات: في الخل الثقيف شيء من حرارة لا يطفىء حمى ويطفىء الذي ليس بثقيف جداً. وقال في الثانية من طب طماناوس: الخل إن لم يكنَ معه حرافة فهو بارد محض، وإذا كان في طعمه ورائحته حرافة ففيه شيء من الحرارة وهو لذلك كسائر الأدوية التي قواها مركبة. الطب القديم قال: الخل إذا طبخته بالنار نقصت برودته. سندهشار: يوقد نار المعدة ويصفر الوجه ويضعف البصر ويأكل البلغم. عيسى بن ماسه: جيد للمعدة الملتهبة وينفع الطحال ويلطف الأغذية الغليظة. يوحنا بن ماسويه: دابغ للمعدة مانع للمادة الحارة عن الانحدار إلى الأعضاء إذا صب عليها وإن خلط بالطعام وأكل نفع من الحمرة المنتشرة المتولدة من الصفراء مقلصاً للهاة إذا تغرغر به. الرازي في دفع مضار الأغذية: الخل يوافق أصحاب الصفراء والدم ويضر أصحاب الطبائع اليابسة السوداوية والأمزجة الباردة وهي الأبدان السود الخضر القليلة اللحم والنضارة ويقلل المني ويضعف الانتشار، ولذلك ينبغي أن يجتنب الإكثار منه المبرودون وأصحاب السوداء ومن به رياح غليظة في ظهره  ومفاصله ومن يريد أن يخصب بدنه ويحسن لونه ومن يعنى بكثرة الباه ويتلاحق إضراره بالحلو والأسفيدباجات والشراب الأحمر الذي إلى الحلاوة والغلظ، وأما من يريد أن يهزل بدنه ويلطف غذاؤه وكان مع ذلك محروراً فإن له ذلك له موافق وإن كان مبروداً فليجعل معه الأفاويه الحارة كالكراويا والثوم والبصل والاشترغاز ونحوها ويكثر في طبخه منها ومن سائر الأبازير والبقول ونحوه التي تسخن مع التلطيف كالكاشم والدارصيني والسذاب ليحذر الخل ويتلاحق ضرره أصحاب السعال بالحلواء وأصحاب ضعف العصب بالعسل، وماء العسل الذي بالأفاويه والمحرورين على حسب أمزجتهم وهو مطفىء للدم والمرة. المنصوري: يهزل البدن ويسقط القوة ويقوي السوداء ويلطف الأطعمة إذا عملت به. الفاخر: الخل فيه قوة محللة وقوة مقطعة قابضة وقوة حرارة يسيرة وفيه غوص فالقبض يقوي الأعضاء فيدفع عنها ما ينصب إليها ويستعمل في أوجاع الأسنان الحارة والباردة أما في الحارة فلتبريده وفي العلة الباردة فلتلطيفه الفضل البلغمي والتحليل فيه خاصة ليست لغيره لأن معه من اللطافة ما يوصل الأدوية التي تصلح فيه إلى المواضع الغائرة البعيدة المحجوبة إلا أنه يجب أن يستعمل في العلل الحارة وحده أو مع الماء وفي الباردة مع العسل. التجربتين: خيره خل الخمر إذا كان مستعذب الطعم، وينبغي أن يراعى هذا الشرط فيه وإذا سقي صرفاً فاتراً في أثر انفجار الدم من الرئة قطعه جملة، وإذا خلط بملح وأمسك في الفم قطع الدم المنبعث من قلع الضرس الصعب العسر الانقطاع منه، وإذا أضيف إلى أدوية الجرب والحكة والبرص والبهق قوى أفعالها وكان محركاً لجميع أنواع السعال ويضر منه ما كان عن برد دون مادة تصيب الصدر أو قصبة الرئة وما كان عن خشونة نصبه إليه وينفع منه ما كان يحتاج منه إلى تنقية وتقطيع منفعة بالغة وما كان مزمناً أو عن أخلاط غليظة كما ذكرنا. الشريف: وإذا طبخ في الخل التين اليابس حتى ينضج وضمد به من البدن المواضع التي يجد الإنسان فيها حرقة وخشونة الملمس نفع من ذلك وحيا، وإذا ركب على رطل منه أوقية من طبقات العنصل المتنشف في الظل وأغلي حتى تهرى أو يشمس ويترك في الشمس، ثم يصفى ويشرب من هذا الخل في كل يوم على الريق وزن درهمين نفع من بثر الفم الكائن عن الأحشاء. البصري: السكنجبين البزوري موجود فيه ثلاث منافع يفتح السدد بالأصول والبزور، ويقطع العطش وجلاء وغسال وينقي بالعسل أو السكر الذي فيه وينفع كل صنف وسن من أصناف الناس وأسنانهم والمتخذ من العسل صالح لمن مزاجه بارد نافع من وجع المفاصل ومن وجع الورك والسكتة والخناق والسعال، ومن شرب الخشخاش الأسود والمتخذ من السكر صالح للمحرورين ولمن غلبت عليه الصفراء لا سيما في الصيف في البلد الحار، والحلو منه نافع للمبلغمين والباردي المزاج، وفي الشتاء البارد والحامض منه نافع للمحرورين ولأصحاب الصفراء، والمعتدل منه لمن كان مزاجه معتدلاً وخاصة الكسنجبين قطع العطش ويفتح السدد في الكبد والطحال. التجربتين: السكنجبين ينفع من جميع الحميات بحسب تدبيره بما يضاف إليه فمرة يضاف إليه ما يقوي تبريده ومرة ما يسخن ويلطف الأخلاط المولدة للحميات وإذا أنقع الفجل في السكنجبين قيأ ونفع من الحمى البلغمية متى احتيج إلى القيء في علاجها.

خلبخ: أبو عبيد البكري: هذا الاسم يقع عندنا بالأندلس على الشجرة التي يصنع من أصلها فحم الحدادين ويسمى باليونانية أرتقى لها أغصان طوال مقدار قامة الإنسان ذات هدب أصغر من هدب الطرفاء بين اللدونة والخشونة وزهره صغير إلى الحمرة وفيها غبرة وهي لطيفة في شكل المحجمة في جوفها شعيرات من لونها في رأس كل شعيرة حبة هينة لطيفة ألطف من حب الخردل فرفيرية اللون قد فرعها واحدة في وسطها حتى خرجت من كمام الزهرة، ومنه صنف آخر أبيض النور إلا أنه ألطف من نور الأول مقداراً والشكل واحد. ديسقوريدوس في الأولى: أرتقى هي شجرة معروفة شبيهة بالطرفاء غير أنها أصغر منها بكثير تعمل النحل من زهرتها عسلاً ليس بمحمود، وإذا تضمد بزهرتها أو ورقها أبرأت نهش الهوام. جالينوس في 6: وقوة هذا النبات قابضة محللة لا لذع معها وأكثر ما يستعمل منه ورده وورقه فقط. الشريف: زهره له قوة حارة يابسة في 2: وإذا جمع زهره ووضع في الدهن وشمس ثلاثة أسابيع ودهن به نفع من الأعياء ومن أوجاع المفاصل ومن النقرس البارد السبب.

خلاف: الغافقي: هو أصناف كثيرة منه الصفصاف وهو صنفان أحمر وأبيض ومنه البادامك وهو معروف عند عامة الأندلس بالنقنى. أبو حنيفة: إنما سمي خلافاً لأن السيل يحيى به شيئاً فينبت من خلاف. التميمي في كتاب المرشد: الخلاف صنف من الصفصاف وليس به والفرق بينهما وإن كانا في الشبه والشكل وسباطة الأغصان وكيفية الورق سواء إلا أنه ليس للصفصاف فقاح يشبه فقاح الخلاف، وذلك أن الخلاف يثمر في أواخر أيام الربيع ثمراً وثمره قضبان دقاق تخرج في رؤوس أغصانه وفيما بين قلوب ورقه رأس كل قضيب منها ملتبس بزغب أدكن اللون ناعم الملمس في نعومة الخز الطاروني المخمل وفي لونه وعلى مثال السنابل الزغب الذي يكون في قلوب الورق المسمى لسان الحمل وهو الزغب الذي يكون فيه بزر لسان الحمل ما بين تضاعيفه وتلك السنابل الزغب الناعمة التي هي ثمر الخلاف ذكية الرائحة ناعمة المشم والملمس في لين الخز الفاختي المجلوب من السوس وليس يوجد في شجر الصفصاف من هذه الثمرة التي هي مثال السنابل شيء بتة، وإنما يثمر الصفصاف في ذلك الوقت من الزمان حباً أبيض اللون ينتظم على فروعه وساقات أغصانه في مثال حب الجاورس يضرب في بياضه إلى الصفرة وليس ينتفع به في علاج الطب وفقاح الخلاف إذا شم كان نافعاًً لمحروري الأمزجة مرطب لأدمغتهم مسكن لما يعرض لهم من الصداع الشديد الصفراء الكائن عن بخار المرة وهذه الثمرة التي قدمنا نفعها قد تجمع في وقتها وهي غضة رطبة فتربى بالسمسم المخلوع كما تربى الأزهار المأخوذ دهنها ويستخرج دهنه وهو المسمى دهن الخلاف وهو دهن طيب الرائحة ناعم المشم، وسيأتي ذكره مع الأدهان في حرف الدال.

خلد: خواص ابن زهر قال: الدم الذي يكون في ذنبه إذا طلي به على الخنازير أذهبها وإن أحرق رأسه وسحق مع قلقطار ونفخ في الأذن المنتن أذهب نتنه وشفته العليا إذا علقت على من به وجع حمى الربع أبرأه. وفي كتاب الفلاحة الفارسية: الخلد دابة عمياء تحت الأرض تأكل عروق الشجر وتحب رائحة البصل والثوم والكراث وتخرج من أحجرتها لطلب رائحتها فإن وضع على جحره بصلة أو كراث خرج إليه فيصاد. مهراريس: يداف دماغه بدهن ورد ويطلى به البرص والبهق والقوابي والجرب والكلف والخنازير وكل شيء يخرج في البدن فإنه يذهبه إذا دهن به.

خُلَّر: هو الجلبان وقد ذكرته في الجيم أول الاسم خاء مضمومة معجمة ثم لام مشددة مفتوحة ثم راء مهملة.

خلباتي: هي القت باليونانية وسنذكرها في القاف.

خمير: جالينوس: وقوة الخمير لطيفة يسيرة الحرارة ولذلك تجذب من عمق البدن بلا أذى وتحلل وهو مركب من قوى متضادة مثل أشياء كثيرة، وذلك أن فيه حموضة باردة وحرافة أيضاً من قبل العفونة وفيه مع هذا حرارة طبيعية من قبل الملح. ديسقوريدوس في الثانية: روبي وهو أبروريمن وهو الخمير وقوة الخمير الذي من دقيق الحنطة مسخن حاد جاذب ملطف وخاصة الأورام العارضة في أسفل القدم وقد ينضح سائر الأورام وإذا خلط بالملح أنضج الدماميل وفتح أفواهها. الشريف: الخمير يتخذ من الدقيق والزيت إذا عدم أصله وذلك أن يعجن الدقيق بقليل زيت وماء ويترك ليلة فإنه ينضج من الغد خميراً قاطعاً والخمير المعتدل إذا أنقع في الماء وصفي بعد ساعتين ووضع فيه دانق طباشير وقيراط زعفران ودانق سكر في مقدار ثلاث أواق من الماء فإنه يسكن الخمار ويقطع العطش وإذا حل الخمير بالماء وخلط به مثل ربعه دهن بنفسج وتغرغر به نفع من أورام الحلق الباطنة، وإذا حل بالماء وصنع منه حساء وقطر فيه قطرات خل يسيرة وشراب أمسك البطن وعقل إسهالها.

خمر: ديسقوريدوس في الخامسة: أما الأشربة العتيقة فإنها تضر بالأعصاب والحواس إلا أنها لذيذة الطعم، ولذلك ينبغي أن يمتنع منها إذا كان بعض الأعضاء مريضاً وأما في وقت الصحة فقد يشرب منها الشيء اليسير وهو مائي فلا يضر، وأما الشراب الذي قد عتق جداً إذا كان أبيض رقيقاًً فهو يدر البول إلا أنه يصدع الرأس وإذا أكثر من شربه أضر المعدة وأما الشراب الحديث فإنه نافخ عسر الانهضام يري أحلاماً رديئة ويدر البول وأما الشراب الذي بين الحديث والقديم فإنه قد أفلت من عيوبهما ولذلك ينبغي أن يختار شربه في وقت الصحة والمرض وأما الشراب الأبيض فهو رقيق سهلَ النفوذ جيد للمعدة وأجود الشراب الخوصي بين العتيق والحديث وأما مقدار ما ينبغي أن يشرب منه فينبغي أن يكون بمقدار زمان السنة والسن والعادة وقدر قوة الشراب وينبغي أن لا يشرب الشراب العتيق على العطش وينبغي أن يبل به الطعام بالمقدار الذي يحتاج إليه وأما السكر فكله ضار ولا سيما إذا أدمن وإذا ألح السكر على العصب ضعف واسترخى وإذا كثر من الشراب وأدمن لم يؤمن الأمراض الحادة. ومن أجود الأشياء أن يأخذ الإنسان من الشراب بقدر معتدل فيما بين الأيام ولا سيما أن جعل شرابه في تلك الأيام الباقية الماء وذلك أنه يحلل وينفذ وينقص الفضول التي يظهر خروجها للحس والتي لا يظهر، وينبغي بعد الشراب أن يشرب الماء وذلك أنه يسكن صولة الشراب ويكسر من عاديته وأما الشراب الأسود فإنه غليظ عسر الإنهضام يكسر ويكثر اللحم، وأما الشراب الأحمر فإنه متوسط بين الأبيض والأسود ولذلك صارت قوته متوسطة بين قوتيهما وأما الشراب الأبيض فإنه أوفق لشاربه في وقت الصحة والمرض والأشربة أيضاً تختلف على حسب اختلاف طعومها فإن الشراب الحلو غليظ عسر التحلل نافخ للمعدة يسهل البطن مثل العصير إلا أن قوته على الإستكنان أضعف وهو موافق للمثانة والكلي، وأما الشراب الذي فيه قبض فإنه أشد إدراراً للبول ويصدع ويسكر، وأما الشراب العفص فإنه أشد موافقة لإيصال الغذاء وهو يعقل البطن ويقطع سيلان المواد، وأما الشراب اللين فمضرته للعصب أقل وأكثر إدراداً للبول، وأما الشراب الذي يعمل بماء البحر فإنه رديء للمعدة معطش ويضر بالعصب ويسهل البطن ولا يوافق الناقهين من المرض، وأما الشراب الحلو المتخذ من العنب المسمى طريطيقوس وهو العنب الذي مسته الشمس وهو الذي يقال له قريصا بروطرس ويقال له قراسيوس والحلو المتخذ من عصير العنب إذا طبخ فإن الأسود منه الذي يقال له مالسلقون غليظ كثير الإغذاء والأبيض منه أرق من الأسود والذي لونه متوسط فيما بين السواد والبياض قوّته متوسطة بين قوّة الأبيض والأسود، وقوّة هذه الأصناف قابضة منهضة للقوة الساقطة وكل واحد منهما إذا شرب مع الزيت وتقيىء كان صالحاً للأدوية القتالة التي منها الدواء الذي يقال له ميقونيون والذي يقال له قونيون وهو الشوكران والذي يقال له سقونيون والذي يقال له طقسيقون واللين المتحيز في المعدة والمثانة والكلي التي يوجد فيها حرقة وفيها قرحة وكل هذه الأصناف تولد النفخ وهي رديئة للمعدة، والأسود منها خاصة موافق لمن به إسهال البطن، وأما الأبيض فإنه أقرب إلى تليين البطن من الصنفين الآخرين، وأما الشراب الذي يطرح فيه الجبسين فإنه يضر بالعصب ويصدع ويعرض منه تلهب في البدن وهو غير موافق للمثانة وأصلح للأدوية القتالة من غيره من الأصناف، وأما الشراب الذي يلقى فيه زفت أوراتينج فإنه مسخن يهضم الطعام غير موافق لمن به نفث الدم، وأما الشراب الذي يقال له بارساطيس وهو الذي فيه خلط من الشراب الحلو الذي يقال له إقساما فإنه يرفع بخاراً كثيراً إلى الرأس ويسكن وينفخ البطن وهو عسر التحلل رديء للمعدة، وأما الشراب الذي يظن أنه يفوق أشربة البلاد التي يقال لها أنطاكيا وهو يقال له إقالا فالاوالس فإنه إذا عتق جداً وأستعمل هضم الطعام وقوى الروح وشد البطن وكان صالحاً للمعدة غير موافق للمثانة ومن به غشاوة وليس يصلح لأن يستكثر منه، وأما الشراب الذي يقال له النابوس فإنه أغلظ من قلاربيوس وفيه حلاوة وينفخ المعدة ويلين البطن ويعين على الهضم مثل ما يعين عليه فالارينوس ومضرته للعصب يسيرة، وإذا عتق كان فيه قبض على حال، وأما الشراب الذي يقال له ليوس فإنه حلو وأغلظ من البابوس وإذا استعمل كثر اللحم  وحسن اللون وكان موافقا للهضم، وأما الشراب الذي يقال نيبوريطقس فإنه شديد القبض ولذلك يقطع سيلان الرطوبات عن المعدة والأمعاء ومضرته للرأس يسيرة للطافته وإذا عتق كان صالحاً للمعدة لذيذ الطعم، وأما الشراب الذي يقال أروريانوس والشراب الذي يقال له مابوطهوس المتخذان بالبلاد التي يقال لها صقلية فإنهما غليظان متساويان في الغلظ وهما يسيرا القبض ويضعفان سريعاً ومضرتهما للعصب يسيرة للينهما، وأما الشراب الذي يقال له توبوطا أفرس فإنه يتخذ بالموضع من صقلية الذي يقال له أدرنا وهو طيب الرائحة ولذلك يمكن أن يشرب منه مقدار كثير ولا يسكر ويعرض منه خمار طويل المدة. وأما الذي يقال له أسطريقون فإنه شبيه بالشراب الذي يقال له قوانواطراش إلا أنه أكثر توليداً للفضول منه، وأما الشراب الذي يقال له حنوس فإنه ألين من سائر الأشربة التي ذكرناها وهو سلس مغذي ضعيف السكر يقطع سيلان الفضول والرطوبات وينتفع به في أخلاط الإكحال، وأما الشراب الذي يقال له استرس فإنه سريع الإنتشار في البدن وهو أضعف من الشراب الذي يقال له حيوس ويلين البطن والشراب المتخذ بالمدينة التي يقال لها أماسيلس فإن قوته مثل قوة الشراب الذي يقال له لبستلولس ويقال له يوعاليطس. وأما الشراب الذي يقال له قوقس والشراب الذي يقال له قلارومانيوس فإنهما لما يكثر فيهما من ماء البحر صارا سريعي الفساد نافخين مسهلين للبطن وهما رديئان للعصب والشراب كله بالجملة إذا كان خالصاً ليس يخالطه شيء وكان فيه قبض فإنه يسرع الذهاب في البدن ويسرع قوة الشهوة ويسخن ويقوي المعدة ويغذو البدن وينوم ويزيد في قوة البدن ويحسن اللون، وإذا شرب منه مقدار صالح نفع من سقي الشوكران والكزبرة والأفيون والمرتك ومن أكل القطر فتأذى به ومن وجميع الأدوية التي تقتل بالبرد وينفع أيضاً من لسعة الهوام التي تقتل سمومها بالبرد والذي ترخي بسمها المعدة، والشراب أيضاً ينفع من النفخة المزمنة ومن يجد لذعاً في معدته وتحت الشراسيف ومن تسترخي معدته لضعفها ومن الرطوبات التي تسيل إلى الأمعاء والبطن ومن أفرط به العرق والتحلل ولا سيما ما كان من الشراب أبيض عتيقاً طيب الرائحة، وأما الشراب العتيق الحلو فهو موافق للعلل التي تكون في المثانة والكلي وهو أيضاً ينفع الخراجات والأورام إذا غمس فيه صوف غير مغسول ووضع عليه وإذا صب أيضاً على القروح الخبيثة والأكل والقروح التي تسيل إليها الفضول نفعها، وأما شراب الحصرم فإنه يتخذ على هذه الصفة يؤخذ العنب ولم يستحكم نضجه بعد وفيه مزازة فيجعل في الشمس ثلاثة أيام أو أربعة حتى يذبل ثم يعصر ويلقى في الدنان ويشمس وقوة هذا الشراب قابضة وهو مقو للمعدة المسترخية والمرأة الوحماء ولمن به القولنج الذي يعرض فيه قيء الرجيع ويقال إنه ينفع في الأمراض التي تعرض في الوباء وهذا الشراب يحتاج إلى أن يعتق سنين كثيرة فإن لم يفعل به ذلك لم يكن شروباً وأما الشراب الذي يقال له المائي ويقال له أيضاً الشروب فإنه يتخذ على هذه الصفة تأخذ من شجر العنب مقدار ما يعصر منه ثلاثون جرة فتلقى عليه ثلاث جرار ماء ويداس بالأرجل ويعصر ويطبخ حتى يذهب الثلثان ويلقى على كل كوز مما بقي منه قسطان من ملح وإذا جاءت عليه سنة نقل إلى الخوابي واستعمل بعد سنة لأنه لا يفسد سريعاً وهذا الشراب يحتاج إليه من يخاف عليه ضرر الشراب عندما تدعوه إليه الشهوة وهو أيضاً يوافق الناقه من المرض وماء الشراب الذي يعرف بالضعيف فإن قوّته شبيهة بقوّة الشراب الذي يعرف بالمائي ويتخذ على هذه الصفة يؤخذ من العصير شيء ومن الماء مثله فيطبخان بنار لينة حتى يذهب الثلث ثم يبرد ويصب في الدنان بعد أن يعتق وقد يتخذه قوم على هذه الصفة: يأخذون من ماء البحر وماء المطر وعسل وعصير العنب بمقادير متساوية فيخلطونها ويلقون ذلك في الدنان ويضعونها في الشمس أربعين يوماً ويستعملونه بعد سنة. الرازي: في كتاب دفع مضار الأغذية: القول في منافع الشراب المسكر ومضاره وصنوفه وما الأوفق منه في حال دون حال ودفع المضار الحادثة عنه والأعراض اللازمة له واللاحقة له فلنقل الآن في الشراب المسكر وأنواعه ومنافعه ودفع مضاره فنقول: الشراب المسكر يسخن البدن ويعين على هضم الطعام في المعدة وسرعة تنفيذه إلى الكبد وجودة هضمه هناك وتنفيذه من ثم إلى العروق  وسائر البدن ويسكن العطش إذا مزج بالماء ومن أراد به تسكين العطش لا غير فليصب عليه من الماء بقدر ما يخفي طعمه كله ثم يشرب فيسكن العطش ويبعد الماء ولا يسخن ألبتة ويخصب البدن متى شرب على أغذية كثيرة الإغذاء ويحسن اللون ويدفع الفضول جميعاً ويسهل خروجها من البدن بالنجو والبول والعرق والتحلل الخفيّ الذي بالمسام ويخرج الصفراء أيضاً في البول يوماً فيوماً فيمنع أن يكثر كميتها وسوء كيفيتها فهو لذلك عون عظيم على حفظ الصحة إذا شرب على ما ينبغي ويصلح وقتاً وقتاً بالقدر المعتدل الذي تقهره الطبيعة وتستولي عليه ويطيب النوم ويثقله فتستريح لذلك الآلات النفسية راحة أكثر من راحتها عند النوم الذي على غير الشراب فيكون البدن بعد ذلك النوم أقوى والحركات أخف وأسهل والحواس أذكى وألطف والهضم أجود وأبلغ لطول النوم وقلة الحركات فيه، ومن تركه عن اعتياد له برد بدنه وهاجت به الأمراض السوداوية وقلت وضعفت هضومه كلها والمقدار الذي ينفع منه في هذه الوجوه ثلاث كميات أولها: أن يشرب بعد الطعام بقدر ما يسكن العطش سكوناً تاماً ولا يراد به غير ذلك من تفريح النفس وإطرابها وهذا هو الحد للمحرورين وأصحاب الأبدان الملتهبة جداً ومن يحم بحمى ويحمي جسمه عليه، والحد الثاني إن أخذ منه إلى أن يبلغ أن يسر النفس ويطربها باعتدال في ذلك من غير ثقل في الرأس والحواس ولا ميل إلى النوم الشديد. فأما ما جاوز ذلك إلى لجلجة اللسان وفقد صحة العقل واضطراب مفاصل البدن وضعفها عن الحركات فإنها حالة السكر وذلك ضار جداً في وجوه كثيرة ولا سيما إذا ترادفت وتواترت وقد ينفع إذا لم يواتر لكن وقع أن يكون في الشهر مرة أو مرتين أكثر فإنه في هذه الحالة يسخن البدن ويرطبه ويرقق أخلاطه ويفتح مجاريه ويحلل كل ما قد بدأ ينعقد ويجتمع فيه من فضولات رديئة ثم يخرجها بعد بالمجاري والمنافس ولا سيما إن شرب من غير هذا اليوم الماء فإن هذا الماء في هذه الحال يجيء إلى جميع ما حلله الشراب ورققه فيجريه ويدفعه ويسهل خروجه ويجيء إلى ما قد سخن من الأعضاء بالشراب فيبرده ويعيده إلى اعتداله ولذلك هو أجود من جميع الأشياء في حفظ الصحة أن يجعل بعد يوم شرب الشراب يوماً أن يشرب الماء يومين أو ثلاثة، وما كانت دون ذلك فمبقدار مزاجها حتى يكون ذلك يوماً ويوماً. وأما مواترة السكر وشربه على الخمار ومداومته ومواترته فجالب للأمراض المهلكة وإن بقي البدن على هذه الحال كثير بقاء حتى يقع في الأمراض الرديئة كالصداع والفالج والرعشة والأمراض الحاثة ويورم الأحشاء لا سيما الكبد والدبيلات والجراحات وفساد العقل وكدر الحواس وضعف الحركات وترهل البدن وذهاب شهوة الطعام، وهو يختلف في أفعاله هذه بحسب اختلاف أنواعه والأسود الغليظ الحلو منه أكثرها إغذاء وتوليداً للدم الغليظ الأسود وشرها لمن يعتريه الإمتلاء والأعراض السوداوية وخيرها للمنهوكين ولمن يريد أن يزيد في لحمه والأبيض الرقيق أقلها إغذاء وأوقعها للمحرورين فإن الشراب له مع إسخان البدن أن يخرج الصفراء التي تتولد قليلاً قليلاً في البول كما ذكرنا قبل فيدفع كون الأمراض المرارية ولا سيما مثل هذا الشراب فإنه لا يسخن كثير إسخان ويدر البول إدراراً كثيراً، والأحمر المعتدل في غلظ ورقته أعدل الشراب وهو يولد دماً جيداً، وأما الأصفر القوي الطعم جداً فإنه يسخن إِسخاناً قوياً ويضر أصحاب الأمزجة الحارة إلا أن يكثروا مزاجه جدًا ويتنقلوا بالفواكه الباردة والريحاني منه أكثر صعوداً إلى الرأس وتصديعاً له، ولذلك ينبغي أن يحذره من يعتريه الصداع والرمد ويسرع إلى رأسه الإمتلاء وتدفع مضرته متى اضطر إلى شربه بشم الكافور والرياحين الباردة وتبريد الرأس بالماورد والصندل والخل ودهن الورد والتنقل عليه بالسفرجل وجميع ما يمنع صعود البخار إلى الرأس وهي جميع الفواكه الحامضة القابضة والعتيق أكثر تجفيفاً للبدن إلا أنه أقل بخاراً والحديث كثير البخار سريعه إلا أن بخاره رطب لا ينكي الرأس كبير نكاية كما ينكيه الريحاني والأصفر المر العتيق جداً، والصرف موافق للبطن في كسر الرياح وهضم الطعام وأردأ للرأس في تبخيره والصعود إليه والممزوج بالضد والمعتدل المزاج معتدل في ذلك وينبغي أن يكثر مزاجه المحرورون ولا سيما لما كان أقوى وأعتق حتى يبلغ أن لا يحس له بكبير طعم  ويقلله المبرودون ويعتدل فيه أصحاب الأمزجة المعتدلة والأبدان المعتدلة. والكدر من الشراب لا يفتح السدد بل ربما ولدها والحجارة في الكلى والتقفع في المفاصل وبالضد الغليظ القوام أكثر غذاء وأوفق لمن يريد أن يخصب بدنه والرقيق أجود لمن يريد تلطيف تدبيره والقابض منه أوفق لمن يحتاج إلى عقل الطبيعة وتقوية المعدة وهو في دفع الفضول وإخراجها مختلف عن سائر صنوف الشراب، والقهوة من الشراب أوفق للمحرورين غير أنها تسقط شهوة الجماع والمشمش أسرع في توليد الحميات وتعفين الدم ونبيذ الزبيب المجرد يذهب مذهب الشراب الأسود الغليظ إلا أنه أقل إسخاناً للبدن منه وهو أقوى قبضاً، وأما المعسل المشمس المعتق بعد فإنه يسخن إسخاناً قوياً وينقي الكلي وينفع من أوجاع المفاصل الغليظة، ونبيذ العسل ولا سيما المصري المتخذ من العسل وماء النيل الكدر فملهب جداً كثير التوليد للمرار، ونبيذ التمر والدوشاب كثير التوليد للدم العكر وقليل المعونة على الهضم مطلق للبطن إطلاقاً ليس بنافع جداً بلى فيه إطلاق يقبل على الطبيعة بجهته وإزلاق، وأما نبيذ السكر فمصدع سريع الصعود إلى الرأس إلا أنه يدر البول وينقي الكلي والمثانة ويذهب بخشونة الصدر والرئة، فلنرجع الأن فنذكر المضار التي لا تزال تحدث عن شرب الشراب وما يدفعها فنقول: إن المضار التي لا تزال تحدث عن شرب الشراب الصداع والرمد وحمى الكبد وذهاب شهوة الطعام والغثي والسدر والدوار والرعشة والخمار، فمن كان يكثر به الصداع عن شرب الشراب فليختر الأبيض الرقيق منه العديم الريح، فإن اضطر إلى غيره فليكثر مزاجه حتى يفقد طعم الشراب وليتنقل عليه بالسفرجل الحامض في أيامه وبالنيق وسويقه والتفاح الحامضين إذا لم يصب السفرجل، ويضع على رأسه في وقت شرب الشراب خزفاً مبرودة بالماورد والكافور ويتنشق عليه عند النوم دهن الورد ويشم عليه البنفسج واللينوفر ونحوها، فأما من يسرع إليه من الشراب الرمد فليشرب ساعة أن يفرغ من شربه سكنجبب مبرداً بالثلج فإن ذلك مما يقيه فليشربه بعد نومه أو حين يفيق من سكره، وعلى يقين أن السكنجبين الساذج المبرد جداً قلما يغثي إلا لمن كان ضعيف المعدة جداً ومن كان كذلك فليستعمل السكنجبين السكري السفرجلي.

وهذه صفته: يؤخذ من ماء السفرجل الحامض المصفى عن ثفله جزء ومن الخل المعتدل الثقافة جزء ومن السكر الطبرزد ثلاثة أجزاء فيطبخ وتنزع رغوته حتى يصير له قوام وليتعاهد طلي أجفانه عند نومه وجبهته وصدغيه بشياف ماميثا والصندل الأحمر والقوقل والطين الأرمني والخل والماورد ويقطر في عينيه قبل النوم الماورد، فإن نقع فيه سماق كان أقوى، وليختر من الشراب ما ليس بريحاني ولا مر لكن المائي والقهوة وشربه على العدسية الصفراء والقريص والهلام، وبالجملة الأغذية الحامضة ويتعاهد الفصد والحجامة وتليين البطن فضل تعاهد، وأما من يحمى عليه كبده فليختر أيضاً القهوة والتفه والمائي وليتنقل عليه بالرمان الحامض ويمزجه بالماء الصادق البرد ويشربه على ما وصفنا من الأغذية المبردة، ومن يصيب عقيب الشراب ثقل في كبده بلا ضيق في النفس ولا وجع لكن يحسب أن يلقى معلقاً حيث موضع الكبد فليختر من الشراب أرقه ويتجنب الغليظ والكدر ويتنقل عليه بالكرفس المربى والجزر ويأكل في طعامه من الخرشف والكبر المخلل والهندبا والطرحشقوق، ويتعاهد ما قدمنا ذكره مما يحلل سدد الكبد ويجتنب الحلو منه خاصة والحلوى المتخذة من النشا والتعجين الفطير، وأما من يصيبه مع الثقل في كبده ضيق النفس وحمى، فينبغي أن يبادر إلى الفصد ثم إلى سائر التدبير الذي ذكرناه، وإلى تضميد كبده بالأضمدة الباردة فإن كفى ذلك وإلا هجرنا الشراب مدّة فإن هذا عارض لا يحتمل الاستهانة به وينذر بورم الكبد فهو لذلك خارج عن حدود الصحة داخل في علاج الأمراض وقل من يحدث به الشراب ضرراً إلا في البرد وبأصحاب الأطحلة العظمة جداً والدماء الغلطة، ومن الشراب الحلو الأسود الرقيق ومن حدث به ذلك فليجتنب الغليظ الأسود والكدر والحلو ويختار الأشقر المر الرقيق ويقل مزاجه ويشربه على يسير الطعام ولطيفه لا على الشبع والري التامين وقد تجد قوماً يتقيئون على إدمان الشراب خلطاً سوداوياً وفي ذلك لهم منافع عظيمة متى خرج بسهولة وليس ينبغي في هذه الحال أن يقلب هذا الخلط عن مجراه هذا، فأما متى لم يخرج بسهولة وهاج عقيب الشراب الفواق والكرب، فينبغي أن يعتاد شرب الجلاب والماء الفاتر ليسهل خروجه ثم يؤخذ فيما بعده من الأيام ما يسهل السوداء ويفصد الباسليق من اليد اليسرى، ومن حدث به عن شرب الشراب وجع الكب بقراقر إذا غمس فيه مع لين الطبيعة وضعف الهضم فليختر الشراب الأصفر المر القوي ويشربه على إِمراق المطحنات والألوان الكثيرة والتوابل والأبازير، ويقل المزاج ويتنقل بالجوز واللوز والفستق ويهجر البقول والفواكه الرطبة حتى يسكن هذا العارض، وأما من يحدث به عن إدمان الشراب ذهاب شهوة الطعام والغثي وتغلب النفث وتكسر البدن مع ثقل الرأس ونوم مضطرب وتشوش، فإن هذه أعراض الخمار والخمار تخمة من النبيذ، ولذلك ينبغي إذا حدث أن يطلب النوم مدة طويلة ويغمر فيه الأطراف ثم يدخل الحمام ويصب على الرأس ماء فاتراً كثيراً، ثم يخرج ويستريح فإن جفت الأعراض وجاءت شهوة الطعام فذاك، وإلا طلب النوم أيضاً والسكون ثم عاود الحمام حتى تخف الأمراض وترجع الشهوة، فإن أفرط بعض أعراض الخمار والغثي والصداع قصد تسهيل القيء بالسكنجبين والماء الفاتر مرات حتى يخرج ما يخرج عن المعدة، ثم يشرب رب الرمان والسفرجل أو الريباس وفيه من الطين النيسابوري وجعله أكله إذا عاودت الشهوة ببارد ماء الحصرم بفراريج مطيبة بنعنع كثير فإن أفرط الصداع فضده بما ذكرنا من التبريد والتطفئة إن كان الوجه والرأس معه حار اللمس ومعه ضربان الأصداغ وإن كان لا حرارة ولا ضربان معه، بل ثقل غالب مال إلى الاستحمام وصب الماء الحار عليه وأكل إذا عاودت الشهوة من الألوان الكرنبية والعدسية، وفي الناس قوم لا تسكن عنهم أعراض الخمار سكوناً تاماً إلا بشرب شيء من الشراب لكنه من الخطأ العظيم أن يشرب في هذا الوقت من الشراب ما يعيد السكر لكن الشيء اليسير وقليلاً قليلاً وممزوجاً وينتظر ما بين القدح والقدح وقتاً صالحاً فيقطع الشراب عند سكون ذلك العارض المؤذي، ومما يسكن من عادته الخمار الجلاب بالثلج والفقاع وماء الجبن وزيوت الفواكه الحامضة القابضة، وأما من يؤذيه الشراب برعشة فالحزم أن يهجره البتة أو يقل منه، فإنه إذا انهمك فيه ولم يبان منه كان على خطر من الفالج والسكتة، وقد يغتر كثير  من هؤلاء بما يحدث من سكون الرعشة عند ابتداء السكر وذلك خطأ عظيم والرعشة تصير بعد ذلك أقوى مما كانت أولاً لأنّ الشراب بالجملة مرخي للأعصاب موهن للدماغ والماء أصلح من الشراب، ولا سيما البارد منه لأصحاب علل الدماغ والعصب، وأما من يصيبه منه السدر والدوار فليختر أقل النبيذ صعوداً إلى الرأس ويتنقل بما يمنع من البخار ويعنى بإسهال الطبيعة فضل إسهال وخاصة بالأيارج الذي لا زعفران فيه، فإن التواني في ذلك يوقع في الصرع وفي الداء المسمى بالسبات، وقد يعرض عارضان رديئان عن إدمان الشراب أحدهما: ضيق نفس يصير المادة تعدو عداء إلى التزيد وهو عرض قاتل منذر بالموت فجأة وينذر به اختلاج القلب، ولذلك متى حدث أدنى خفقان لمن شرب ينبغي أن يقطع الشراب من ساعته ويبادر إلى فصد الباسليق من اليد اليسرى، فإن هذا باب عظيم جداً لا يحتمل التغافل عنه، وينبغي أن يهجر الشراب فيما بعد ذلك مدة ويلطف الغذاء، ويستعمل من الأدوية الملينة ما لا يسخن مثل هذا الدواء.

?صفة دواء المسك: ينفع من الخفقان ولا يسخن يؤخذ من الورد المطحون والطباشير والكزبرة اليابسة والكهرباء من كل واحد جزء، ومن اللؤلؤ الصغار نصف جزء، ومن المسك الجيد الخالص سدس جزء، ويؤخذ من السكر الطبرزد فيحل بماء التفاح الحامض المعصور المصفى ويطبخ حتى يصير في قوام العسل ويطرح فيه أوراق من أوراق الأترج ويعجن به الأدوية، ويتعاهد هذا الدواء صاحب هذا العارض فإنه دواء شريف لتقوية القلب من غير إسخان ويصلح للخفقان واختلاج القلب من غير حرارة، والعرض الآخر: تشنج أو امتداد يحدث بالسكران والمخمور وشرهما التمدد وينذر بذلك اختلاج كثير في جملة البدن، وينبغي ساعة يحدث ذلك أن يقطع الشرب ويبادر إلى القيء فإن لم يجىء بسهولة فبدواء مقيىء، فإذا استفرغ جميع ما في المعدة جلس في ماء حار بمقدار ما يلين البطن ويتبعج قليلاً ثم يخرج وتمرخ الخرز والمفاصل منه بدهن القسط والنرجس أو السوسن أو البان، ولا يأكل شيئاً البتة يومه وليلته تلك ويعاود الأبزن والمرخ، ولا سيما إن بدا شيء من التشنج فإذا زادت هذه الأعراض هجر الشراب مدّة طويلة ولم يكثر منه باقي عمره واعتيض بالأيارجات الكبار وأوقعها في هذا الباب أيارج روفس وهو أيارج موافق مختصر.

وهذه صفته: يؤخذ من الأسطوخودوس الحديث مسحوقاً وزن درهمين، ومن القنطوريون الصغير وزن درهم، ومن شحم الحنظل وزن دانقين، ومن الغاريقون أربعة دوانيق، ومن الأقريبون دانق، ومن الزنجبيل والوج والجندبادستر من كل واحد دانق وهي شربة تخرج فضول العصب والدماغ والصداع والنخاع، وينفع في مثل هذه الأمراض هذا الدواء مثل الصرع والسكتة والفالج والسبات والشخوص والتشنج والامتداد الرطبين لا عديل له في ذلك، وربما اعتيض شحم الحنظل بوزن من عصارة قثاء الحمار، وذلك إذا كان الشحم نخراً عتيقاً ولطف غذاءه وأهله إلى المسخنة كماء الحمص بالخردل واللحم الأحمر المقلو على الزيت المطيب بالفلفل والأبازير والأفاويه والمطجنات من لحوم الطير والصيد، فأما صاحب الخفقان فليأكل المصوص من الدراج والطيهوج والمتخذ منها بماء الحصرم والقريص من الحذاء ونحو ذلك من الأغذية، وقد أتينا من ذكر منافع الشراب ودفع مضاره بما فيه كفاية.

خمان: الغافقي: هو صنفان أحدهما كبير ويسميه قوم الخابور وباللاطيني بشبوقة وهو باليونانية أقطي، والآخر صغير يسميه قوم الرقعا، وباللاطينية بدقة، وباليونانية خاما اقطي وهو المستعمل في الطب، وغلط من قال: إن الصغير باللاطينية بشبوقة وأن الكبير هو البدقة، وأما قول من قال إن خاماأقطي شجرة هندية وثمرتها هي البل والفل، فمن الهذيانات التي ينبغي أن يضرب عن ذكرها. ديسقوريدوس في الرابعة: أقطي هذا النبات صنفان أحدهما شبيه بالشجر وله أغصان شبيهة بالقصب مستديرة لونها إلى البياض طوال وورقها ثلاث أو أربع متفرقة على كل غصن شبيهة بالجوز ثقيل الرائحة وأصغر من ورق الجوز، على أطراف الأغصان أكلة فيها زهر أبيض وثمرة شبيهة بحبة الخضراء ولونها مائل إلى لون الفرفيرية مع سواد، وشكلها شبيه بشكل العنقود كثير الماء يفوح منه رائحة الشراب والصنف الأحمر الآخر يسمى خاماأقطي، وبعض الناس تسميه البوش اقطي، وهو أصغر من الآخر وأشبه بالعشب وله ساق مربع كثير العقد وورق مشرف متفرّق بعضه من بعض نابت عند كل عقدة شبيه بورق اللوز في أطرافه تحازيز، وهو أطول من ورق اللوز ثقيل الرائحة، وعلى الرأس إكليل شبيه بإكليل الصنف الآخر وزهره وثمره وله أصل مستطيل في غلظ أصبع. جالينوس في المقالة السادسة: قوّتهما جميعاً قوة تجفف وتدمل وتحلل تحليلاً معتدلاً. ديسقوريدوس: وقوّة الخاماأقطي مبردة مسهلة لرطوبة مائه وهو رديء للمعدة، وورقه إذا طبخ كما يطبخ البقل الدشتي أسهل بلغماً ومرة، وساقه إذا طبخ وهو طري فعل ذلك، وأصله إذا طبخ بالشراب وأعطي منه مع الطعام نفع الذين بهم استسقاء، وإذا شرب منه نفع أيضاً من نهشة الأفعى، وإذا طبخ بالماء وجلس النساء في طبيخه لين صلابة الرحم وفتح انضمامه وأصلح فساد حاله، وإذا شربت الثمرة بالشراب فعلت ذلك، وإذا لطخت على الشعر سوّدته، والورق إذا كان طرياً وخلط بسويق الشعير وتضمد به سكن الأورام الحارة ووافق حرق النار وعضة الكلب، وقد يلزق النواصير، وإذا تضمد به مع شحم التيس نفع من النقرس. الغافقي: إذا سقي من ماء البدقة نفع من الكسر والوثي والسقطة الشديدة، وكان له في ذلك فعل قوي ويقال: إنه ينفع من نهشة الكلب الكلِب.

خماهان: هو الصندل الحديدي. التميمي في المرشد: هو من قسم الحديد وهو حجر أسود حالك كثير الماء غير شفاف ثقيل بارد المزاج، وهو صنفان ذكر وأنثى، فالذكر منها شديد الصلابة قليل الماء كدر الجوهر إذا حك بالماء على المسن يخرج محكه أصفر كلون الزرنيخ، وأما الأنثى فإنه أقل صلابة من الذكر وأنعم جوهراً وأهش، وإذا حك الفص منه كان أكثر ماء وأحسن جوهراً من الذكر، وإن حك بالماء على المسن خرج محكه أحمر. شديد الحمرة مثل حمرة الزنجفر المحكوك، وخاصية محكه أنه إذا طلي ما يخرج منه على الورم والحمرة بريشة نفع من ذلك وفش الأورام وأطفأ الحرارة وسكن الضربان، وكلاهما إذا حكا نفع ما يخرج محكهما لهذه العلل الحادثة الدموية والصفراوية غير أن ما يخرج من محك الأنثى أشد تبريداً وتسكيناً من محك الذكر، وقد يحك على المسن وتحجر به العينان عند الورم الكائن في الأرماد الحارة، ومحكه يخرج أشد حمرة من محك الشادنج، وقد يبرد مثل تبريدها وينفع مثل نفعها ويغشي مثل تغشيتها، وفي مذاقته قبض قوي يدل على قوة تبريده وتقويته للعضو على دفع المادة المنصبة إليه. غيره: محكه ينفع من وجع البطن الهائج من قبل مغص أو من قبل شرب الدواء المسهل، وإذا لعق محكه من أضربه شرب النبيذ الصرف نفعه وأذهب ذلك عنه.

خمخم: زعم الغافقي: أنه الدواء المسمى باليونانية أرعاموني، وقد ذكرته في حرف الألف، ولست أرى ذلك صحيحاً لأن الخمخم عربي وليست ماهيته شبيهة بماهية أرعاموني. وفي كتاب الرحلة لأبي العباس النباتي: هو اسم عربي بالحجاز لنبات شكله شكل الأنجرة السوداء المسماة حشيشة الزجاج ويسمى عند آخرين أنجرة جرشا إلا أنه أشد خضرة منها، وأغصانه حمر كأغصانها إلا أنها أصلب ومنابته الوديان والمسيل وعليه شوك دقيق لصاق بكل ما يتعلق به من ثوب أو غيره، ولا يؤذي اللامس وزهره كزهره وثمر تلك الحشيشة وطعمه تفه فيه يسير قبوضة. لي: كثيراً ما تكون هذه النبتة بظاهر القاهرة تحت الجبل الأحمر في مسيل هناك وبقرب من قلعة الجبل وهي كثيرة جداً، وقد زعم بعض الرواة أن الخمخم هو لسان الثور وليس كذلك، وإنما هو الذي ذكره صاحب الرحلة، وأما من قال إنه لسان الثور فوهم فيه من قبل اشتراكهما في صورة حروف الاسم، إلا أن لسان الثور تسميه أهل الشرق وديار بكر حمحم بالحاءين المهملتين، وهذه النبتة التي أتينا ههنا بصفتها يقال لها خمخم بالخاءين المعجمتين.

خندريلي: هو نوع من الهندبا البري المرّ، وقيل هو اليعضيد. ديسقوريدوس في الثانية: وهذه شجرة يشبه ورقها ورق الهندبا البري وثمره وساقه وزهره، ولذلك زعم بعض الناس أنه صنف من الهندبا البري وورقه وساقه، وأصله أرق من الهندبا البري توجد على أغصانه صمغة مثل المصطكي في عظم الباقلا. جالينوس في الثامنة: هذا نبات قد يسميه بعضْ الناس هندبا لأن قوّته شبيهة بقوّة الهندبا خلا إن مرارته أكثر من مرارة الهندبا، وكذا فيه من قوة التجفيف أكثر. ديسقوريدوس: صمغته إذا سحقت وخلطت في المر وصرت على خرقة ملفوفة وقدرها قدر زيتونة واحتملت أدرت البول، وقد يدق هذا النبات بأصله وتخرج عصارته وتخلط بعسل ويعمل منه الأقراص إذا ديفت بالماء وخلط بها نطرون جلت البهق وصمغه يلزق الشعر النابت في العين، وأصله أيضاً إذا كان طرياً وأدخلت فيه إبرة وألزق بالرطوبة التي تسيل على طرف الإبرة الشعر النابت في العين ألزقته، وإذا شرب بالشراب وافق لسع العقارب والأفاعي وماؤه إذا طبخ وشرب عقل البطن. الفلاحة: صمغته تشفي ريح السبل العارضة في العين إذا ديفت بماء الهندبا واكتحل بها، ويستأصل باقيه حتى ينتثر وقد يسقى منه درهمان بخمر لنهشة الأفعى ويطلى منه للدغة، وفيه لصاق عجيب لما يلصق به وقد يطلى بعصير ورقه البواسير فيقلعها. ديسقوريدوس: وقد يكون صنف آخر من هذا النبات له ورق يكون فيه تأكل منبسط على الأرض طوال وله ساق ملآن من لبن وأصل دقيق الطرف خفيف البدن، وفي رأسه وعاء مستدير إلى الحمرة ما هو ملآن لبناً، وقوّة الساق منه والورق منضجة، ولبن هذا النبات يلزق الشعر النابت في العين وينبت هذا النبات في الأماكن الترابية والحروث.

خندروس: ديسقوريدوس في الثانية: هو صنف من را الذي له حبتان، وهو أغذى من الأرز، أشد عقلاً للبطن وأجود للمعدة. جالينوس في الثامنة: هذا غذاء جيد مثل الحنطة، وأما على طريق الدواء فهذا حب له تغرية وسحوج، ومزاجه شبيه بمزاج الحنطة إلا أنه أشدّ لزوجة منها، ولذلك صار أكثر غذاء وصار يقوم مقام المادّة الموافقة لقبول الأشياء التي تجفف تجفيفاً شديداً بمنزلة الخل وماء البحر وماء الملح وجميع الأشياء التي يمكن فيها الإنضاج كما يمكن ذلك في الحنطة فإن الحنطة ليس من شأنها أن تجفف أصلاً، ولكن بسبب ما يخلط معه من الأدوية التي تجفف يصير ما تركب منه مع الأدوية مجففاً. ديسقوريدوس: وإذا طبخ بخل وضمد به قلع الجرب المتقرح وأبرأ الأظفار إذا عرض لها تشقق أو تقشر، وأبرأ النواصير العارضة في المآقي إذا استعمل في ابتدائها، وقد يعمل من طبيخه حقنة نافعة من قرحة الأمعاء التي يعرض معها المرمود.

خنثى: هو البرواق وبعجمية الأندلس أنحه وبالبربرية بتعليلس. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات معروف وله ورق شبيه بورق الكراث الشامي وساق أملس يسمى أنباريفن في رأسه زهر أبيض وله أصول طوال مستديرة شبيهة في شكلها بالبلوط حريفة مسخنة. جالينوس في السادسة: الذي ينتفع به من هذا الدواء إنما هو أصله كما ينتفع من اللوف بأصله وقوّته تجلو وتحلل فإن أحرق صار رماده أشد إسخاناً وتجفيفاً وأكثر تلطيفاً وتحليلاً فهو بهذا السبب يشفي داء الثعلب. ديسقوريدوس: وإذا شربت أدرت البول والطمث، وإذا شرب منها وزن درهمين بشراب نفعت من وجع الجنبين والسعال ووهن العضل، وإذا أكل من أصل هذا النبات مقدار كف سهل القيء وقد يسقى منه ثلاث درخميات من نهشة الهوام وينتفع به، وينبغي أن يضمد أيضاً موضع النهشة بالورق والأصل والزهر مخلوطاً بالشراب، وإذا طبخ الأصل بدردي الشراب أو تضمد به نفع من القروح الوسخة والقروح الخبيثة والأورام العارضة للثدي والحصا والخراجات والدماميل، وإذا خلط بالشراب نفع من الأورام الحارة في ابتدائها، وإذا دق الأصل وأخرج ماؤه وخلط بشراب عتيق وحلو ومر وزعفران وطبخ كان منه دواء يكتحل به وينفع العين، وماؤه إذا كان وحده أو خلط بكندر وعسل وشراب ومر وفتر وقطر في الأذن التي يسيل منها القيح وافقها وإذا قطر في الأذن المخالفة لناحية الضرس الوجع سكن وجعه، وإذا أحرق الأصل وتضمد برماده أنبت الشعر في داء الثعلب بعد أن يدلك الموضع بخرقة صوف، وإذا جوف وصب في تجويفه زيت ووضع على النار وأغلي ودهن به الشقاق العارض من البرد وحرق النار نفعها، وإذا قطر في الأذن نفع من وجعها وثقل السمع، وإذا دلك به البهق الأبيض بخرقة في الشمس ثم لطخ عليه الأصل بعد ذلك نفعه، وإذا شرب زهره وثمره بشراب نفع منفعة عجيبة من لسعة العقرب وسم الحيوان المسمى سقولوفيدريا وهو العقربان ويسهل البطن. إسحاق بن عمران: الدواء المتخذ من أصله للعين نافع من رطوبة العين ومن السلاق والإحتراق العارض للأجفان. الغافقي: وأصله يجلو القوابي وينفع من وجع الضرس إن سحق بالخل وطلي على إبهام اليد التي من ناحية الضرس الوجع أو طبخ في زيتَ وقطر في الأذن المخالفة، وإن سحق بعسل وضمد به بطن المستسقى نفعه وساقه الغض إذا سلق وأكل بخل وزيت نفع من اليرقان نفعاً بليغاً وكان أقوى ما يعالج به وقد يطعم للمستسقى. التجربتين: إذا أحرق أصله وطلي به الكلف والبهق نفع منهما نفعاً، وإذا اكتحل بهذه الحراقة بعد المبالغة في سحقها أزالت بياض العين، وماؤه إذا عجن به الأسفيذاج نفع من حرق النار في كل أوقاته منفعة بالغة، وإذا خلط بالكبريت نفع من القوياء، وإذا عجن بمائه دقيق الترمس وطلي به نفع من الحكة ويجب أن يتمادى عليه.

خنفساء: في الكتاب الحاوي قال جالينوس في الترياق إلى قيصر: إن الخنفساء إن أغليت في الزيت وقطر في الأذن سكن الوجع من ساعته. خواص ابن زهر: إن دفنت في الورد جمدت، وإن دفنت في السرجين عاشت، وإن أخذت رؤوس الخنافس وجعلت في برج حمام وبينهما اجتمعت إليه. الشريف وغيره: وإن قطع مؤخره وغمس فيه ميل واكتحل برطوبته قوى البصر ونفع من ضعفه ومن الغشاء، وإذا طبخ في الزيت وقطر في الأذن الوجعة نفعها، وإذا أديم ذلك نفع من الصمم الحادث، وإذا فسخ ودلك به المالكونيا وهي قروح تكون في الساقين نفعها نفعاً بيناً وإذا طبخ في الزيت حتى تخرج قوته فيه ودهنت به البواسير النابتة في المقعدة نفعها نفعاً عجيباً، وإذا أدمن الدلك بها أذهبها نباتاً وإن شدخت وربطت على لسعة العقرب أبرأتها.

خنزير: ديسقوريدوس: كبد الخنزير رطباً كان أو يابساً إذا سحق وشرب بشراب نفع من نهش الهوام، وإذا أحرق كعبه حتى ينتقل لونه من سواد الاحتراق إلى البياض وسحق وشرب حلل النفخة العارضة في المعي الذي يقال له قولون والمغص المزمن وبول الخنزير البري له قوة بول الثور، غير أن له خاصيهّ إذا شرب يفتت الحصاة المتولدة في المثانة ويبولها وزبله إذا كان جافاً وشرب بماء أو شراب قطع نفث الدم الذي من الصدر ويسكن الوجع المزمن العارض للجنب، وإذا استعمل بخل نفع من وهن العضل، وإذا خلط بموم مداف بدهن نفع من التواء العصب ومرارته تستعمل للقروح العارضة في الآذان ولسائر أنواع القروح. غيره: ومرارة الخنزير إذا طليت بعسل وفلفل أنبتت الشعر في رأس الأقرع مجرب. ديسقوريدوس: وشحمه يوافق أوجاع الأرحام والمقعدة وحرق النار والعتيق منه الذي أتى عليه زمان طويل يسخن ويلين، وإذا غسل بشراب وخلط برماد أو كلس وافق من به شوصة وكان صالحاً للأورام الحارة. الشريف: وكعبه إذا سحق المحرق منه وطلي به مع عسل على البرص جلاه ونفع منه. غيره: وكعب البقر وكعب التيس كذا يفعل ما يفعله كعب الخنزير.

خولنجان: عروق متشعبة ذات عقد لونها بين السواد والحمرة شبيهة بأصول النوع الكبير من السعد المسمى بعجمية الأندلس بحة، وهذه العروق حريفة الطعم تجلب إلينا من الهند وفيها عطرية. ابن ماسويه: حار يابس في الثالثة جيد للمعدة يطيب النكهة هاضم للطعام. الرازي في دفع مضار الأغذية: كاسر للرياح موافق لمن يكثر به القولنج الريحي والجشاء الحامض. وقال في كتاب الحاوي: إنه يزيد في الباه جداً وينفع الكلي والخاصرة الباردتين. ابن عمران: نافع لأصحاب البلغم والرطوبات المتولدة في المعدة ويحرك المني ويهيجه، وإذا أخذ منه عود وأمسك في الفم فإنه ينعط إنعاطاً شديداً. لي: من أحسن الطرق في استعماله في أمر الباه أن يؤخذ منه نصف مثقال أو درهم ويسحق وينخل ويذر على مقدار نصف رطل لبن حليب بقري ويشرب على الريق فإنه غاية في أمر الباه وهذا مجرب صحيح. التجربتين: هو من أنفع الأدوية لمبرودي المعدة والكبد ويحسن هضمه تحسيناً بليغاً. غيره: يقوي الأعضاء الباطنة ويحبس البول الكثير شرباً. إسحاق بن عمران: وبدله وزنه من دارصيني الصين. وقال غيره: بدله وزنه من قرفة القرنفل، وقيل وزنه قرنفل.

خوخ: جالينوس في الأنفس: شجرة الخوخ في قضبانها وفي ورقها مرارة ولذلك صار ورقه يقتل الديدان متى سحق ووضع على السرة وهو مع هذا دواء يحلل، فأما ثمرتها التي تؤكل فمزاجها رطب يبرد. وقال في كتاب أغذيته: إن الرطوبة المستكنة في هذه الثمرة وجرمها نفسه سريعا الفساد رديئان في جميع الخصال، ولذلك لا ينبغي أن يؤكل الخوخ في آخر الأمر بعد الطعام كما جرت عادة بعض الناس أن يفعل ذلك لأنه إذا طفا في المعدة فسد وهذا أمر عام ينبغي لك أن تعي ذكره وتحفظه في جميع الأطعمة المولدة للدم الرديء الرطبة اللزجة السريعة الإنحدار عن المعدة، ولذلك قيل: ينبغي أن تؤكل هذه الأطعمة قبل الآخر فإنها إن قدّمت انحدرت سريعاً وطرّقت لغيرها وسهلت انحداره، وأما متى أكلت في آخر الطعام فإنها تفسد وتفسد الأطعمة الأخرى معها. ديسقوريدوس في 1: التضمخ منه جيد للمعدة ملين للبطن، وأما العفص منه فإنه يعقل البطن، وإذا جفف كان أشد لعقله وطبيخ المجفف منه إذا شرب قطع عن المعدة سيلان الفضول. روفس: والمجفف منه أعسر هضماً وأكثر غذاء. ابن ماسويه: بارد في آخر الدرجة الأولى رطب في آخرها أو في مبدأ الثانية يولد بلغماً غليظاً سريع الفساد والعفونة في المعدة، وإن دق ورقه أو فقاحه وعصر وشرب أسهل حب القرع والحيات، وإن دلك بورقه البدن بعد الطلاء بالنورة قطع رائحتها. الرازي في الحاوي: والخوخ يشهي الطعام جيد للمعدة الحارة والعطش واللهيب منها ويزيد في الباه ويطفىء الحرارة. ابن سينا: يشبه أن تكون زيادته في الباه في الأبدان اليابسة الحادة. وقال الرازي في دفع مضار الأغذية: الخوخ والعليق يبردان وينفعان المحموم وقت صعود الحمى الحادة إذا كانت غباً خالصة أو محرقة ويولد في الدم مائية يكمل استحالتها إلى الدم بعفن ويهيج الحميات بعد شهر أو شهرين كما يفعل المشمش، إلا أن الحميات المتولدة منه أكثر نافضاً وأقوى وأطول مدّة.

خولان: هو الحضض وقد ذكرته في الحاء المهملة.

خونسياوشان: معناه بالفارسية دم الأخوين، وسيأتي ذكره في حرف الدال.

خورزهرج: معناه بالفارسية سم الحمار وهو الدفلي وسنذكرها في الدال.

خوص: هو ورق النخل والدوم والنارجيل وما أشبه ذلك.

خيار: إسحاق بن سليمان: هو أبرد وأغلظ وأثقل من القثاء لأن برودته في آخر الدرجة الثانية وبرودة القثاء في وسطها، ولذلك صار الخيار أشد تطفئة وتبريداً ومن قبل ذلك صار فعله في توليد البلغم الغليظ والإضرار بعصب المعدة ويفجج الغذاء أكثر من فعل القثاء لأنه أثقل وأبعد انهضاماً وأكثر إتعاباً للمعدة، فإذا عسر انهضامه وبعدت استحالته تولد عنه الخلط البارد الغليظ المسمى الخام، لأن سائر الفواكه إذا عسر انهضامها وبعدت استحالتها تعفنت وولدت خلطاً رديئاً مذموماً شبيهاً بكيفية الأدوية المسمومة وأسبقها إلى ذلك وأخصها به الخيار لأنه أعسر انهضاماً بالطبع، والمختار منه ما كان جسمه صغيراً وحبه رقيقاً غزيراً متكاثفاً وأفضل ما يؤكل منه لبه فقط لأنه أسرع إنهضاماً وأسهل انحداراً. الغافقي: يوافق الكبد والمعدة الملتهبتين ولبه ألطف من لب القثاء، وإذا أكل اليسير منه طيب النفس. عيسى بن ماسه: وخاصته أنه إن شمه شام قد اختلف اختلافاً كثيراً أو أصابه غشي من حرارة مفرطة وضعفت قوته سكن عنه ما يجده. حبيش بن الحسن: الخيار والقثاء إن جعل منهما سلائق وأطعم صاحب الحميات الحادّة انتفع بها. أمين الدولة: وبزر الخيار بارد رطب في الثالثة نافع من احتراق الصفراء ومن الورم الحار في الكبد والطحال ومن أوجاع الرئة الحارة وقروحها. الرازي: في دفع مضار الأغذية: جرم الخيار بطيء الإنهضام يدر البول إدراداً كثيراً وهو قوي البرد جداً وربما هاج بها وجع الخاصرة، ولذلك ينبغي أن يعطى المحرورون من الخيار لبه، وإن اتفق له ذلك أخذ من بعده الكموني والجوارشن المركب من النانخواء والكندر والزبيب، وليحذر من الإكثار من الخيار من يعتريه القولنج والرياح الغليظة، أعني بوجع الخاصرة. وقال في موضع آخر منه: والخيار المخلل مبرد ملطف جداً بمقدار حموضته وعتقه، وينبغي أن لا يؤكل مع الألوان الغليظة كالمضيرة والمصلية والحصرمية وشبهها لأنه طويل الوقوف في المعدة، ويصلح أن يؤكل بعد الإسفيذباجات، وحكى في الحاوي أنه إن سقيت امرأة بها عسر الولادة من قشر الخيار اليابس وزن أربعة دراهم نفعها وولدت.

خيار شنبر: أبو العباس النباتي في كتاب الرحلة: هو شجر معروف وثمره مألوف بمصر وإسكندرية وما والاهما كثير، ومنهما يحمل إلى الشام وهو أيضاً بالبصرة كثير، ومنها يحمل إلى المشرق والعراق، شجره كقدر شجرة الجوز، وورقه كورقه إلا أنه أصغر قليلاً وأطرافه حادة وهو أصلب من ورق الجوز، وفيه شبه من ورق الشاهبلوط ويزهر زهراً عجيباً لم تر عيني مثله جمالاً وحسناً في خلقته، وذلك أنه يخرج من بين تضاعيف الورق في شهر سبتمبر وهو في عرجون طوله نحو ذراع يخرج في جهاته الأربع عروق في طول الأصبع تنفتح أطرافها عن زهر ياسميني الشكل في قدره خمس ورقات في كل زهرة في نهاية الصفرة، فيأتي شكل العرجون وهو متدل بين تضاعيف الأغصان كأنها ثريا مسروجة، وهذا الزهر إذا آن أن يخرج الثمر يستحيل لونه إلى البياض ويذوي ويسقط وتبرز أنابيب القضيب الشنبرية على الشكل المعروف منها الطويل، ومنها القصير عناقيد كعناقيد الخرنوب تتدلى كأنها العصي شديدة الخضرة ثم تسود إذا انتهت. إسحاق بن سليمان: في داخل أنابيبه طبقات لب سود حلوة معسلة وبين كل طبقتين نواة كنواة الخرنوب في القدر والشكل والمستعمل منه طبقاته دون نواه وقصبه. البصري: هو معتدل في الحرارة والبرودة وهو إلى الحر أميل كأنه يبلغ أول درجة. ابن ماسويه: والمختار منه ما اسود جوفه وكان براقاً رزيناً ليس بمتحشف وكان في قصبه. ابن سرانيون: يسهل المرة الصفراء المحترقة ويسكن حدة الدم ويحلل الأورام الحارة أيضاً ويلين الصدر، وهو ينقي العصب والشربة منه من ثلاثة دراهم إلى عشرة تحل بالماء الحار وتشرب. ماسرحويه: يلين الأورام الصلبة طلاء وأورام الحلق والجوف إذا تغرغر به مع طبيخ الزبيب ومع عنب الثعلب ويسهل بلا نكاية ولا أذى. الفارسي: لا غائلة له يسقى الحبالى للمشي ويمشي المرة وينقي اليرقان وينفع من وجع الكبد. ابن سينا: يطلى به على الأورام الصلبة فينتفع به ويطلى به على النقرس والمفاصل الوجعة، وإذا مرست فلوسه في ماء الكزبرة الرطبة بلعاب البزرقطونا ثم تغرغر بها نفع من الخوانيق وهو منق للكبد. التجربتين: إذا أكثر منه تمادى إسهاله زماناً ومقدار ذلك من أوقية ونصف فصاعداً، وشرب الخيَار شنبر ينفع من الحميات الحارة السبب في كل أوقاتها ويلين به الطبيعة برفق سقياً وحقنة مع طبيخ البنفسج، وينفع لأورام الحلق الباطنة صحيحاً بأن يمسك فلوسه في الفم ويبتلع ما يتحلل منها وبأن يتغرغر بممروسه فإنه في أولها يسكن أوجاعها ويحللها وفي آخرها يفجرها، لا سيما إذا مرس في ماء قد طبخ فيه تين أبيض كثير العسلية. أبو الصلت: يسهل الطبيعة برفق وينقي المعدة والأمعاء من المرار والرطوبات ويسهل خروج البراز المنعقد المتحجر، وإذا سقي مع التمرهندي أسهل المرة الصفراء وإذا سقي مع الثريد أسهل رطوبة وبلغماً، وإذا سقي بماء الهندبا أو بماء عنب الثعلب نفع من اليرقان ومن أورام الكبد الحارة، وخصوصاً إذا أضيف إلى ذلك ماء الكشوث إلا أنه يمغص بعض الناس وهم الضعيفو الأمعاء، ولذلك يجب أن يختار منه أجوده، وينقع قبل استعماله في دهن اللوز الحلو ثم يستعمل.

خيري: ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات معروف وله زهر مختلف بعضه أبيض وبعضه فرفيري وبعضه أصفر والأصفر نافع في أعمال الطب. جالينوس في 6: جملة هذا النبات قوته قوّة تجلو وهي لطيفة مائية وأكثر ما توجد هذه القوة في زهرته وفي اليابس من الزهرة أكثر منها في الرطب الطري، فهو لذلك يلطف ويرقق الأثر الغليظ الكائن في العين، وماؤه إذا طبخ يدر الطمث ويحدر المشيمة والأجنة الموتى إذا جلس فيه، وإن شرب أيضاً فهو دواء يفسد الأجنة لأنه شديد الحرارة وإن كسر الشارب له من شدّة قوته بأن يخلط معه شيئاً آخر مما أشبه ذلك صار دواء من الأدوية للأورام فائقاً، ولذلك صار الماء الذي يطبخ فيه الخيري إذا لم يكن شديد القوّة يشفي الأورام الحادثة في الأرحام إذا نطل عليها وخاصة لما قد طال مكثه منها وصلب، وعلى هذا النحو إذا خلط هذا الماء مع الشمع والدهن أدمل القروح العسرة الإندمال، وقد يستعمل بعض الناس هذا الماء مع العسل في مداواة القلاع، وأما بزر الخيري فقوته قوّة الخيري بعينها إلا أنه من أنفع الأشياء كلها في إحدار الطمث إذا شرب منه مقدار مثقالين، وإذا احتمل من أسفل مع العسل وهو يفسد الأجنة الأحياء ويخرج الموتى منها، وأما أصول الخيري فقوتها هذه القوّة إلا أنها أغلظ وأقرب من طبيعة الأرض، وإذا خلط الأصل بالخل شفى الطحال الصلب وبعض الناس يداوي به الأورام الحادثة في المفاصل إذا صلبت وتحجرت. ديسقوريدوس: إذا جفف وطبخ وجلس النساء في طبيخه أصلح الأورام العارضة في الرحم وأدر الطمث، وإذا خلط بقيروطي أبرأ الشقاق العارض في المقعدة والأصابع، وإذا خلط بعسل أبرأ القلاع، وإذا شرب من بزره مقدار درخميين واحتمل مع عسل أدر الطمث وأحدر الجنين عند الولاة، وإذا تضمد بعروقه يابسة مع الخل حلل ورم الطحال وينفع من النقرس. الغافقي: ينفع من امتلاء الرأس من البلغم، وطبيخ أصوله بالخل نافع من وجع الأسنان.

خيربوا: ابن سينا: هو حب صغار مثل القاقلة يجلب من السفالة حار يابس في الثالثة قوته مثل قوة القرنفل تجلو وتلطف وهو ألطف من القاقلة جيد للمعدة والكبد الباردتين، وهو أجود للمعدة من القاقلة وهو حابس للقيء.

خشفوج: هو حب القطن، وسيأتي ذكره مع القطن في حرف القاف.

خيزران بلدي: والأندلس يسمون بهذا الاسم الآس البري المذكور في الرابعة من ديسقوريدوس وقد ذكرته في الألف.

حرف الدال

دار صيني: معناه بالفارسية شجر الصين. إسحاق بن سليمان: الدارصيني على ضروب: لأن منه الدارصيني على الحقيقة المعروف بدارصيني الصين، ومنه الدارصيني الدون وهو الدارصوص المعروف منه، ومنه المعروف بالقرفة على الحقيقة وهو المعروف بقرفة القرنفل، فأما الدارصيني على الحقيقة فجسمه أضخم وأثخن وأكثر تخلخلاً من جسم القرفة على الحقيقة وسواء قرفة القرنفل، إلا أنه إلى القرفة أميل وبها أشبه لأن حمرته أقوى من سواده وأظهر، وأما لون سطحه فيقرب من لون سطح السليخة الحمراء، وأما طعمه فأول ما يبدو للحاسة منه الحرافة مع يسير من قبض ثم يتبع ذلك حلاوة ثم مرارة زعفرانية مع دهنية خفية، فأما رائحته فمشاكلة لرائحة القرفة على الحقيقة، وإذا مضغته ظهر لك فيه شيء من رائحة الزعفران مع يسير من رائحة اللينوفر، وأما الدارصيني الدون فجسمه يقرب من جسم القرفة على الحقيقة في خفته وتلحمه وحمرة لونه إلا أن حمرته أقوى ولونه أشرق وجسمه أرق وأصلب، وأعواده ملتفة دقاق مقصبة شبيهة بأنابيب قصب السباخ إلا أنها مشقوقة طولاً غير ملتحمة ولا متصلة، ورائحته وطعمه مشاكل لرائحة القرفة على الحقيقة وطعمها في ذكائها وعطريتها وحرافتها إلا أن الدارصيني أقوى حرارة وأقل حلاوة وعفوصة، وأما القرفة على الحقيقة فمنها غليظ، ومنها رقيق وكلاهما أحمر وأملس مائل إلى الحلو فيه قليلاً وظاهره خشن أحمر اللون إلى البياض قليلاً على لون قشر السليخة ورائحتها ذكية عطرة وفي طعمها حدة وحرافة مع حلاوة يسيرة، وأما المعروفة بقرفة القرنفل وهي رقيقة صلبة إلى السواد ما هي ليس فيها شيء من التخلخل أصلاً ورائحتها وطعمها كالقرنفل وقوتها كقوته إلا أن القرنفل أقوى قليلاً. ديسقوريدوس في الأولى: الدارصيني أصناف كثيرة ولها أسماء عند أهل الأماكن التي يكون فيها، وأجوده الصنف الذي يقال له مولوسون لأن فيما بينه وبين السليخة التي يقال لها موسوليطس، مشاكلة يسيرة، وأجود هذا الصنف ما كان حديثاً أسود إلى لون الرماد ما هو مع لون الخمر عيدانه دقاق ملس أغصانه قريبة بعضها من بعض طيب الرائحة جداً، وأبلغ ما يمتحن به الجيد منه هو الذي يكون طيب الرائحة منه خالصاً فقد يوجد في بعضه مع طيب رائحته شيء من رائحة السذاب أو رائحة القردمانا فيه حراقة ولذع للسان وشيء من ملوحة مع حرارة، وإذا حك باليد لا يتفتت سريعاً فإذا كسر كان الذي فيما بين أغصانه شبيهاً بالتراب دقيقاً، وإذا أردت أن تمتحنه فخذ الفص من أصل واحد فإن امتحانه هكذا هين، وذلك بأن الفتات إنما هو خلط فيه وأجوده يملأ الخياشيم من رائحته فمتى ابتدأ الامتحان فيمنع عن معرفته ما كان دونه، ومنه جبليّ غليظ قصير جداً ياقوتي، ومنه صنف ثالث قريب من الصنف الذي يقال له موسولوطس أسود أملس منشط وليس بكثير العقد، ومنه صنف أبيض رابع رخو منتفخ خشن النبات له أصل دقيق هين الانفراك كثيراً، ومنه صنف خامس رائحته شبيهة برائحة السليخة ساطع الرائحة ياقوتي اللون قشره شبيه بقشر السليخة الحمراء صلب تحت المجسة ليس بمنشط، وفي نسخة أخرى ليس بطيّب الرائحة جداً غليظ الأصل، وما كان من هذه الأصناف رائحته شبيهة برائحة الكندر ورائحة الآس أو رائحة السليخة أو عطر الرائحة مع زهومة فهو دون الجيد، وأنف ما كان منه أبيض، وما كان منه أجوف، وما كان منكمش العيدان، وما كان أملس خشبياً وألق الأصل منه فإنه لا ينتفع به، وقد يوجد شيء آخر شبيه بالدارصيني يقال له فسودوقيامومن بمعنى دارصيني حسن النبات ليس بطيب الرائحة ضعيف القوة، ومن قرفة الدارصيني ما يسمى زنجيا وفيه شبه من الدارصيني في المنظر إلا أنه يفرق بينهما بزهومة الرائحة، وأما المعروف بالقرفة فإنه يشبه الدارصيني في أصله وكثرة منافعه وهو دارصيني خشبي له عيدان طوال شديدة وطيب رائحته أقل بكثير من طيب رائحة الدارصيني، ومن الناس من يزعم أن القرفة هي جنس آخر غير الدارصيني، وأنها من طبيعة أخرى غير طبيعة الدارصيني. جالينوس في السابعة: هذا الدواء في الغاية من اللطافة ولكنه ليس بحار غاية الحرارة بل هو من الحرارة في أوّل الثالثة وليس في الأدوية المسخنة شيء آخر يجفف مثل تجفيفه بسبب لطافة جوهره، فأما قرفة الدارصيني فكأنها دارصيني ضعيف وبعض الناس يسميه دارصيني دون. ديسقوريدوس: وقوّة كل دارصيني مسخنة مدرة للبول  ملينة منضجة ويدر الطمث ويسقط الجنين إذا شرب، وإذا احتمل مع مر ويوافق السموم، ومن نهشه شيء من ذوات السموم والأدوية القتالة، ويجلو ظلمة البصر، ويقلع البثور اللبنية والكلف إذا لطخ به بعسل وينفع من السعال المزمن والنزلات والجنب ووجع الكلى وعسر البول، وقد يقع في أخلاط الطيب الشريفة. وبالجملة، هو كثير المنفعة وقد يسحق ويعجن بشراب يسقى زماناً طويلاً ويجفف في الظل ويخزن، وقد يوجد شيء آخر يقال له قياموميس ويسميه بعض الناس أيضاً فسودوقيامومن خشن الشعب جداً، وأغلظ عيداناً من الدارصيني، وهو دون الدارصيني بكثير في الرائحة والطعم. ابن ماسويه: الدارصيني مطيب للمعدة مذهب لبردها مسخن للكيد مدر للبول ولدم الحيض مفتح للسدد محد للبصر مجفف للرطوبة العارضة في الرأس والمعدة، وخاصته أن يحد البصر الضعيف من الرطوبة إذا اكتحل به وإذا أكل. سفيان الأندلسي: يصفي الصوت الذي تخشن عن رطوبات منصبة ويحلل البلغم المنصب إلى الحلق والنغانغ وقصبة الرئة ويجفف الرطوبات المنصبة إليها، ومن التخشن المتولد في الحلق عن بلغم منصب، وهو بالجملة أبلغ الأفاويه في تجفيف الرطوبات الفضلية في أي عضو كانت، وينفع من الاستسقاء اللحمي والزقي بتسخينه الكبد وتجفيفه الرطوبات الفضلية ويحسن الذهن تحسيناً جيداً ولا سيما إذا خلط مع الكابلي. مسيح بن الحكم: طارد للرياح نافع من أوجاع الأرحام يخلط في الأدوية النافعة من العفونة والقيلة وينفع من النافض والارتعاش. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الدارصيني يسخن ويلطف الأغذية الغليظة ويعدها للهضم، وينفع لكثرة أوجاع المعدة الباردة، ولذلك ينبغي أن يكثر منه في طعام الممعودين وفي طعام من به ربو وأخلاط غليظة في صدره وليس يبلغ من كسره للرياح ما يبلغ الفلفل والخولنجان ونحوه، بل ينفخ قليلاً، وبذلك يعين على الإنعاظ. ابن سينا: في طبعه القبض اليسير وله خاصية في التفريح يعينها عطريته، ويقاربان حدته وحرارته ويصيرانه في المنفعة والترياقية، ويصلح كل عفونة وكل قوة فاسدة وكل صديدة من الأخلاط الفاسدة. أحمد بن أبي خالد: إن طبخ مع المصطكي وشرب ماؤه أزال الفواق وأذهبه. الإسرائيلي: ينفع من النوازل المتحدرة من الرأس إلى الصدر والرئة. جالينوس: ومن الناس قوم يلقون مكان الدارصيني ضعف وزنه من الأيهل إلا أنه إذا شرب كانت قوته قوة تلطف وتحلل. الرازي في كتاب الأبدال: وينبغي أن لا يستعمل هذا البدل للحبالى. وقال جالينوس في كتاب تدبير الأصحاء: إني أنا أستعمل بدل الدارصيني في أيازج الفيقرا السليخة الفائقة ووزنها بدلها من الدارصيني، فأما الدارصيني الفائق فإنه أقوى من السليخة الفائقة ولكن استعمالها بدله ضرورة إذا لم أجده. وقال في المعامر: ينبغي متى لم يقدر على الدارصيني أن يلقي مكانه سليخة جيدة إما أكبر من مقدار ضعف الدارصيني، وإما على كل حال مقدار وزنه لا أقل. وأما إفراطيس فإنه كان يستعمل بدل الدارصيني ضعفه من الكبابة والكبابة أقل منه لطافة. نبادوق: بدله إذا عدم وزنه من الخولنجان.

دار شيشغان: هو القندول بالبربرية أزوري. ديسقوريدوس في الأولى: هي شجرة ذات غلظ تدخل بغلظها فيما يسمى خشبياً فيها شوك كثير في البلاد التي يقال لها أنصوون وفي البلاد التي يقال لها دوربا، وتستعمله العطارون في تعفيص الأدهان، والجيد منه ما كان رزيناً وإذا قشر ريء لونه إلى لون الدم ما هو وإلى لون الفرفير كثيفاً طيب الرائحة في طعمه شيء من المرارة، ومنه صنف آخر أبيض ذو غلظ خشبي ليست له رائحة وهو دون الصنف الأول. الشريف: هو عود البرق وهو نوع من أنواع الخوانق وفي نباته شبه من نبات الرثم إلا أنه يدوخ ولا يقوم على الأرض أكثر من ذراع ونصف وهي قضبان دقاق صلبة أطرافها حادة كالشرك، وله على القضبان أوراق خفية متباعدة ولا تكاد تتبين للناظر، وله زهر أصفر فاقع عطر الرائحة وله أصل خشبي أسود هو المستعمل وزهره أيضاً يطيب به الدهن وقوس اليد إذا ضرب طرفه على هذا النبات أفاده عطرية ما ساطعة الرائحة، ويسمى ببلاد أفريقية عود البرق، وإذا بخر عوده بلبان ولف في حريرة وجعله إنسان ليلة أربعة عشر من الشهر القمري تحت وسادته وهو يريد السؤال عن أمر، فإنه إذا نام رأى في نومه ما أراد، ذكر ذلك ابن وحشية. جالينوس في الثانية: طعم هذا المواء حريف قابض وقوته أيضاً بحسب ما يعلم من طعمه وقوته مركبة من أجزاء غير متشابهة، وذلك أنه بأجزائه الحارة الحريفة يسخن وبأجزائه القابضة يبرد وبكلتيهما يجفف، ولذلك صار ينفع من القروح المتعفنة عن المواد المتحلبة. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة مع قبض، ولذلك يوافق القلاع إذا طبخ بشراب وتمضمض به والقروح الوسخة التي في الفم والقروح الخبيثة التي تسري في البدن إذا احتقن به، ولنتن الأنف ويخرج الجنين إذا وقع في أخلاط الفرزجات، وطبيخه إذا شرب عقل البطن وقطع نفث الدم ونفع من عسر البول والنفخ. غيره: الدارشيشغان حار في الأولى يابس في الثانية. ماسرحويه: ينفع من استرخاء العصب. مسيح: ميبس في جميع أحواله منشف للرطوبات الغليظة. إسحاق بن عمران: مقو للمثانة. ابن سينا: يتمضمض بطبيخه فيحفظ الأسنان وينفعها جداً، ويسحق ويذر على قروح العجان ما بين الخصية والفقحة والمذاكير فينفع من ساعتها للعصب وصلابتها. بديغورس: وبدلها في النفع من استرخاء العصب وزنه من الأسارون وثلثا وزنه من الزراوند ونصف وزنه من الدرونج.

دادي: ابن سينا: هو حب مثل الشعير أطول وأدق أدكن اللون مرّ الطعم. وقال ماسرحويه: أنه بارد، والصحيح أنه إلى الحرارة يابس في الثانية قابض يعقل وبما فيه من القبض يجفف ويخفض نبيذ التمر من الحموضة، وفيه تليين جيد للصلابات وهو نافع جدّاً لأوجاع المقعدة ولاسترخائها جلوساً في طبيخه، فإذا لت منه وزن درهمين بزيت واستف نفع من البواسير وهو نافع من السموم. المجوسي: أجود ما كان أحمر حديثاً طيب الرائحة، ومزاجه بارد يابس إلا أن فيه مرارة توجب بعض الحرارة وفيه قبض، وإذا شرب منه وزن درهمين مع السكر نفع من البواسير، وكذا إذا طبخ وجلس في مائه جففها، وإن كانت المقعدة والرحم بارزة فإنه يقبضها ويردها، وإذا عجن بالعسل ولعق قتل الدود والحيات التي في الجوف. غيره: ويقطع البزاق ويحس من شربه بحرارة واحمرار في الوجنتين وسدر من غد يوم شربه. الكندي في كتاب السمائم: يعرض لشاربه الدوار والهذيان وتقطيع الأمعاء وبدله في تحليل الصلابات ثلثا وزنه لوز ونصف وزنه أبهل إلا في الحبالى لا يستعمل الأبهل.

دادي رومي: هو الهيوفاريقون عن حنين.

دار فلفل: يذكر مع الفلفل في حرف الفاء.

داركيسه: قيل أنها الطياليسفر، وقيل أنها البسباسة، وقد ذكرت في الباء والطاليسفر في حرف الطاء.

دالج أبروج: هو الحب الذي يعرفه الصيادلة بالعراق بالفلفل الأبيضَ وبعضهم يعرفه بالقرطم الهندي. المجوسي: هو حب يؤتى به من جبال فارس مثلث الشكل حار في الأولى معتدل في الرطوبة واليبس يزيد في المني ويحرك شهوة الجماع.

دبق: ديسقوريدوس في الثالثة: أجوده ما كان حديثاً ولون باطنه بلون الكراث ولون ظاهره إلى الحمرة ليس فيه خشونة ولا نخالة، وإنما يعمل من ثمرة مستديرة تكون في شجر البلوط التي ورقها شبيه بورق الشجرة التي يقال لها بوقيس، وهو الشمشار بأن يدق ثم يغسل ثم يطبخ بماء، ومن الناس من يعمله بأن يمضغ الثمرة وقد يكون أيضاً من شجر التفاح وشجر الكمثري وشجر آخر، وقد يوجد عند أصول بعض الشجر الصغار. جالينوس في السادسة: جوهر هذا جوهر مركب من جوهر هوائي وجوهر مائي وكلاهما كثيران فيه جداً، ومن جوهر أرضي هو فيه قليل جداً، ولذلك صارت الحدة فيه أكثر من المرارة وأفعاله أيضاً تشهد لجوهره، وذلك أنه ليس يجتذب الرطوبة اللطيفة من عمق البدن اجتذاباً قوياً فقط، ولكن يجتذب الرطوبة الغليظة ويلطفها ويذيبها ويحللها وهو من الأشياء التي لا تسخن ساعة توضع بل تحتاج أن تمكث من بعد ما توضع مدة طويلة ثم تسخن كمثل ما عليه النافسنا وهو البنيوت، وهذه خصلة موجودة في الأدوية التي قسوتها تسخن متى كانت مع إسخانها فيها رطوبة فضل غير نضيجة. ديسقوريدوس: له قوة محللة ملينة جاذبة، وإذا خلط براتينج وموم من كل واحدة منهما جزء مساوٍ له أنضج الخراجات والأورام الظاهرة في أصول الآذان وسائر الأورام، وإذا تضمد به أبرأ الشرا، وإذا خلط بالكندز أبرأ القروح المزمنة، وإذا خلط بالنورة أو بالحجر المسمى عاعاطيس أو الحجر الذي يقال له أسبوس وطبخها معها ووضع على الأورام الخبيثة أو على الطحال الجاسي حلل الأورام والجسا ونفعه، وإذا خلط بالزرنيخ الأصفر أو الأحمر ووضع على آثار الأظفار قلعها، وإذا خلط بالنورة وعصير العنب قواها، وإذا وضع على الطحال الجاسي حلل أورامه والجسا. غيره: حرارة الدبق في الدرجة الثالثة ويبوسته في آخر الدرجة الأولى. الرازي في كتاب أبدال الأدوية: وبدل الدبق في تحليل الأورام الصلبة ثلثا وزنه من الكور ونصف وزنه من الأبهل.

دبيداريا: الفلاحة: هي بقلة حريفة هندية تقوم على ساق خشبي غير غض ويطلع على الساق شبيه بالأغصان رطبة تعلو ذراعاً تشبه ورق البهار، شديدة الخضرة وتخرج في الربيع جوزاً كجوز القطن من غير ورد يتقدمه فيها بزر مدور أغبر يستعمل في الطبيخ، وأسافل أغصانها مشوكة، ويؤكل الغض من ورقها وما رطب من أغصانها فيكون طيباً، وفي طعمه حرافة مع مرارة يسيرة، ويستاك بخشبها فينفع اللثة ويحلل الرطوبة من اللهاة، ورائحتها كرائحة الأبهل إلا أنها أضعف وهي تحرق العين وتوافق أصحاب الفالج واللقوة والنقرس، وربما أكلت مطبوخة، وإذا أكلت بالخل كانت نافعة للمعدة ورِبما أكلت باللبن.

دبس: المنهاج: أجوده البصري الذي من سيلان الرطب الفارسي وهو حار رطب يجلو ويزيل الكلف لطوخاً مع القسط والملح، ويلين الطبع ويغذي، ولكنه يولد خلطاً غليظاً ودماً عكراً ويصلحه اللوز والخشخاش وبعده السكنجبين الساذج أو لب الخس. ابن الحسن: وصنعة الدبس غير السيلان أن يؤخذ التمر الجيد الحديث الفارسي فيجعل على كل عشرة أرطال منه من الماء الصافي العذب عشرة أرطال ويجعل في قدر ويغلي الماء من قبل طرحه غلياناً جيداً، وإذا طرح عليه بعد فته ضرب فيه حمَى ينماع وينضج، وإن كان كثيراً ضرب فإذا نضج يجعل بين الجسات ويعصر تحت السهم ثم يجعل في أجاجين في الشمس إن كان صيفاً حتى يثخن ويعاد إلى القدر حتى يغلي ويصير إلى الحد الذي ينبغي إن كان شتاء.

دبا: هو القرع وسيأتي ذكره في القاف.

دباب: هو النمام وسنذكره في النون.

دب: الشريف: هو حيوان معروف يشبه الخنزير في فرطسته وخلقته، إلا أن يديه ورجليه كيدي الإنسان ورجليه وهو من أفهم الحيوان ويحاكي الإنسان في مشه على القدمين ورميه بالحجارة، وله فضل قوة ونجدة وقليلا ما يظهر في مدة الشتاء إذا جاع مص يديه ورجليه فاكتفى بذلك، وإذا ديفت مرارته بعسل وفلفل وطليت بها الفرطسة. أعني القرع في الرأس أذهبها وأنبت فيها شعراً خشناً، لا سيما إذا أدمن عليه ذلك مرات ثلاثة أو خمسة، وإن شربت مرارته مع سكنجبين نفعت من وجع الكبد وإن سخن شحمه في رمانة بعد إخراج حبها وخلط بمثله زيتاً ثم طلي به الحاجبان كثر شعرهما، وإذا حشي به الناصور أبرأه، ودمه إذا سقي منه المجنون نفعه وإن سحق شحمه وطلي به على المفاصل المعقدة يعني المزمنة نفعها، وإن طلي به البرص متوالياً أبرأه وعيناه إذا علقتا في خرقة على عين صاحب حمى الربع أذهبها عنه بخاصية فيه. وذكر عمرو بن بحر الجاحظ في كتاب الحيوان: أن الأنثى من هذا الحيوان تلد ابنها قرداً لا صورة له ثم لا تزال تلحسه بلسانها حتى تستبين أعضاؤه. ديسقوريدوس: وشحمه ينبت الشعر في داء الثعلب ويوافق الشقاق العارض من البرد. أطهورسقس: شحمه نافع جداً من الخلع والوثي والتعقد المزمن والرض ويلطف غلظ العصب جداً، وإذا دلك به في الشمس دلكاً رفيعاً حتى تتشربه الأعضاء كانت في غاية التليين. جالينوس: ودم الدب إذا وضع حاراً على الأورام أنضجها سريعاً. ديسقوريدوس: ومرارته تصلح لما يصلح له مرارة الثور غير أنها أضعف فعلاً إلا أن مرارة الدب إذا لعق منها نفع من به صرع. خواص ابن زهر: وشرب أنفحتها يسمن وشحمه إذا طلي به داء الثعلب أنبت فيه الشعر، وإذا اكتحل بمرارة الدب مع عسل وماء الرازيانج الرطب أحد البصر، ودمه إذا اكتحل به نفع من نبات الشعر الزائد في الأجفان بعدما يقلع، وإن دلك المولود بشحمه مذاباً كان له حرزاً من كل سوء. غيره: لحمه لزج مخاطي عسر الإنهضام مذموم الغذاء جداً، وفرو جلده وجلد الذئب شديدا اليبس والاكتنان به نافع من الأمطار، ولذلك يختارها الصقالبة والأتراك على غيرها من الفراء وفرو الدب الشعراني شديد السخونة واليبس لخشونته، ويصلح أن يتخذ منه مقاعد لأصحاب النقرس والمرطوبين، ولا سيما أصحاب النقرس البارد.

دجاج: جالينوس في الحادية عشرة: مرق الدجاج المطبوخ أسفيذباجا قوته قوة مصلحة للمزاج، وأما مرق الديوك العتيقة فإنها تطلق البطن، وينبغي لمن أراد أن يتعالج به أن يطبخ الديوك بالماء طبخاً كثيراً وهذه أشياء قد جربتها وصحت معي. ديسقوريدوس في الثانية: أدمغة الدجاج إذا شربت بشراب نفعت من نهش الهواتم الخبيثة وتقطع نزف الدم العارض من حجب الدماغ، والدجاج إذا شقت ووضعت وهي سخنة على نهش الهوام نفعت منه، وينبغي أن يبدل في كل وقت،. والديك إذا أخذ الحجاب الذي في باطن حوصلته وهو الذي يطرح عند الطبخ وقد جف وسحق وشرب بشراب وافق من كانت معدته وجعة، ومرق الفراريج إذا كان ساذجاً واستعمل نفع خاصة لتعديل المزاج والأبدان السقيمة، والذين يعرض لهم التهاب في المعدة. ومرق الديوك العتيقة يستعمل لإسهال البطن، وينبغي أن يخرج أجوافها ويصير مكانها ملح وتخاط بطونها وتطبخ بعشر قوطوليات من الماء حتى يبقى ثلاث قوطوليات ويتخمر ويشرب، ومن الناس من يطبخ معها كرنباً بحرياً أو من النبات الذي يقال له لسورسطس أو قرطما أو بسبايجا فيسهل كيموساً لزجاً غليظاً نيئاً أسود، ويوافق الحميات المزمنة التي يقال لها ذات الأدوار والارتعاش والربو ووجع المفاصل ونفخ المعدة والترهل الفاسد. غيره: وهذا المرق المذكور ينفع من القولنج جداً، ولحم الدجاج الفتي يزيد في المني والعقل ويصفي الصوت. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما لحوم الدجاج الأهلية فإنها جيدة الغذاء أيضاً ويتلوها البذج في جودة الغذاء إلا أنها أكبر غذاء منه ومن سائر ما وصفنا، فإن كان مع ذلك سميناً كان أكثر غذاء، وربما بلغ أن يكون كثير الفضول على حسب تسمينه وعلفه وموضعه وهو مرطب للجسد ومخصب له على مقدار تسمينه أيضاً، والغير المسمن من الدجاج الأهلي أشد ترطيباً للمعدة والبدن من سائر الطيور الوحشية وهو لحم ملائم للبدن المعتمل الذي لا يكدّ كدّا شديداً ويحسن اللون ويزيد في المني وفي الدماغ، وخاصة أدمغة الدجاج الأهلية فإنها تغذو الدماغ غذاء كثيراً وتصلح حال من خف عقله وليس يحتاج إلى كثير غذاء وإصلاح إلا إذا أدمن لأصحاب الأمزاج الباردة فإنه كثيراً ما يعتريهم منه القولنج ولا سيما إذا أكلوه بالحصرم، وليس ينبغي أن يجمع بين لحم الدجاج والماست فإنه يخشى منه كون القولنج الصعب الشديد وأكله أيضاً مع الجبن يعسر خروجه فضل عسر. الشريف: إذا طبخ الدجاج الفتي المسمن بالزبد حتى ينضج ويأكلها العليل إن قدر بأسرها فإنها تنفع السعال اليابس الذي لا نفث معه وهو برؤه، فإن سمنت دجاجة بلحم القرطم إثنا عشر يوماً واستخرج شحمها وفتر ودهنت به أطراف من ظهر به مرض الجذام نفعه نفعاً بليغاً، وإذا فتر شحم الدجاج وطلي به رأس من به الماليخوليا السوداوية نفعه نفعاً عجيباً، ولا سيما إذا توالى عليه بذلك ثلاث مرات، وإذا شرب أمراق الدجاج الشحمة ويوالي أكلها صاحب صفرة اللون التي لا يعرف سببها سبعة أيام في كل يوم دجاجة بخبز حواري نفعه ذلك نفعاً عجيباً. ديسقوريدوس: وأما زبل الدجاج فيفعل ما يفعله زبل الحمام إلا أن الدجاج زبله أضعف فعلاً، ويوافق خاصة من كل فطراً قاتلاً والأدوية القتالة، ومن كان به قولنج إذا شرب بخل أو شراب. جالينوس: وأما زبول الدجاج فقد استعملتها في الخناق العارض من أكل الفطر فسقيتها بعد أن سحقتها وعجنتها بخل وماء فنفع منه منفعة عجيبة بأن قيأ بلغماً وأخلاطاً بلغمية كثيرة وأفلت، وقد كان بعض الأطباء يسقي زبول الدجاج لأصحاب وجع القولنج الذي قد طال بهم الوجع وكان سقيه لهم ذلك بالشراب فإن عز به الشراب سقاهم إياه بخل ممزوج، وقد ينبغي أن يفهم عني أن هذه الأجزاء الرطبة الحيوانية واليابسة بينها اختلاف كثير كاختلاف الحيوان إذ كان منها الجبلي والبري والنهري والبحري والوحشي والأهلي والمروض والمودع والسمين والمضمر، فإن الحيوان إذا ضمر بالرياضة صار أيبس من الحيوان الذي يغتذي بالأغذية الباردة الرطبة، وكذلك زبل الحمام الراعية في البيوت أضعف من زبول الراعية منها في البراري، ووجدنا أيضاً زبول الدجاج الذي يعتلف في البيوت وهي محبوسة بنخالة أضعف من زبول الدجاج المسمنة التي تلقط لنفسها وزبول هذه قوية جداً. مجهول: زبل الديوك إذا سحق بخل ووضع على عضة الكلب الكلب انتفع به.

دج: المنهاج قال روفس: إنه أفضل الطير البري وبعده الشحرور والسماني، ثم الحجل والدراج والطيهوج والشفنين وفرخ الحمام والورشان والفواخت وهو حار يابس.

دخر: هو اللوبيا وسنذكره في اللام.

دخ الأمير: اسم للنبات المسمى بالفارسية بستان أروز بديار بكر وما والاها وقد ذكرته في الباء.

دخن: أبو حنيفة: هو جنسان أحدهما أحرش من الآخر وهو الذي يمكن أن يستحيل فينسحل عنه قشره كما ينسحل الأرز والأخر زلال وبارد لا ينسحل بل يرقب. جالينوس في السادسة: هذا جنس من الحبوب منظره شبيه بالجاورس وقوته شبيهة بقوته وغذاؤه يسير يجفف فهو لذلك يحبس البطن كما يفعل الجاورس، فأما من خارج فإنه إن وضع برد وجفف كثيراً. ديسقوريدوس في الثانية: هو أيضاً من الحبوب التي يعمل منها الخبز كما يعمل من الجاورس ويوافق ما يوافقه الجاورس غير أن الدخن أقل غذاء من الجاورس وأقل قبضاً. الدمشقي: وقوة الدخن في البرودة من الدرجة الأولى وفي اليبوسة من الدرجة الثانية. إسحاق بن عمران: يدر البول ويبطىء الإنهضام في المعدة، وإذا استعمل. باللبن الحليب أو بالدسوم أو الربوب قل ضرره ويبسه وغذى غذاء صالحاً وسويقه يقطع الإسهال والقيء العارضين من الصفراء.

دخان: جالينوس في السابعة: كل دخان فإنه يجفف لأن جوهره جوهر أرضي وفيه بعد بقية من النار التي أحرقت تلك المادة إلا أن هذه البقية يسيرة، وأما جوهر الدخان فجوهر أرضي لطيف، وقد تختلف أصناف المواد التي عن احتراقها يتولد، والمادة التي هي أحر وأحد يتولد عنها دخان على حسب ذلك، والمادة التي تميل إلى الحلاوة ولذعها يسير بتولد منها دخان شبيه بها من ذلك إن كان دخان الكندر تستعمله الأطباء في أخلاط الأدوية التي تصلح للعين الوارمة التي فيها قرحة فإن قروح العين تنقي بهذا الدخان وتمتلىء لحماً، وقد يستعملونه في الإكحال التي يقال لها محسنة الأشفار، ودخان البطن ودخان المر كل واحد منهما بعيد عن الأذى كدخان الكندر، وأما دخان الميعة فهو أقوى من هذه ودخان الزفت الرطب أيضاً أقوى من هذه ودخان القطران أقوى من دخان الزفت، والأطباء يستعملون من الدخان الأنواع التي هي أحد في مداواة الأشفار إذا كانت بها العلة المعروفة بالسلاق، وهو أن تنتثر الأشفار مع غلظ وصلابة وحمرة من الأجفان، وفي مداواة التآكل والحكة التي تكون في مآقي العين وفي مداواة العين الرطبة التي لا ورم معها، ويستعملون الأنواع التي هي ألين في مداواة سائر العلل أيضاً، وفي مداواة العلل التي قلت أنهم يستعملون فيها دخان الكندر.

دخسيسا: اسم يقع على النبك ويقع على دهن البلسان أيضاً من جداول الحاوي.

دردار: هي شجرة البق عند أهل العراق ويعرف بالأندلس بشجر البقم الأسود، وسميت بشجر البق لأنها تحمل تفاحات على شكل الحنظل مملوءة رطوبة، فإذا جفت وأنفقت خرج منها ذلك البق وهو الباعوض فاعلمه. جالينوس في الثامنة: قد أدملنا بورق هذه الشجرة في بعض الأوقات جراحات طرية لأنا وثقنا بما نجده في هذا الورق عياناً من قوة القبض والجلاء معاً، ولحاء هذه الشجرة أشد برودة وقبضاً من ورقها، ولذلك صار لحاؤها يشفي العلة التي ينقشر معها الجلد إذا عولجت بالخل، فأما ما دام هذا اللحاء طرياً قريب العهد فإنه إن لف على موضع الضربة كما يلف الرباط أمكن أن يدمله، وأصل هذه الشجرة أيضاً قوته هذه القوة بعينها، ولذلك قد يصب قوم ماءه الذي يطبخ فيه على جميع الأعضاء المحتاجة إلى أن يتدمل من كسر أصابها. ديسقوريدوس في الأولى: ورق هذه الشجرة وأغصانها وقشرها قابضة، وإذا تضمد بالورق مسحوقاً مخلوطاً بخل كان نافعاً للجرب المتقرح وألزق الجراحات، وقشر الشجرة ألزق للجراحات من الورق إذا ربطت به الجرحة كما يربط بالسير وما كان من قشر هذه الشجرة غليظاً وشرب منه مقدار مثقال بخمر أو بماء بارد أسهل بلغماً، وإذا صب على العظام المنكسرة طبيخ الأصل أو طبيخ الورق ألحمها سريعاً، والرطوبة الموجودة في غلف الثمرة عند أوّل ظهورها إذا لطخت على الوجد جلته، وإذا جفت هذه الرطوبة تولد منها حيوان شبيه بالبق، وقد يؤكل ما كان من هذه الشجرة رخصاً إذا ما هو طبخ. مسيح بن الحكم: وقوة ورق الدردار في البرودة واليبوسة من الدرجة الأولى فأما قشر شجرته فمر جدًا، وإذا عجن بالخل وطلي على البرص أذهبه. الغافقي: إذا أخذ عرق من عروق هذه الشجرة فجعل في النار حتى يبس وأخذت الرطوبة التي تقطر منه وقطرت في الأذان أبرأت من الصمم العارض من طول المرض وعصارة الورق إذا قطرت في الأذان فاترة نفعت من ورمها، وإذا خلطت بعسل واكتحل بها أبرأت غشاوة البصر.

درونج: كثير بجبل بيروت من أعمال الشام، ومنه شيء بكفرسلوان بجبل لبنان شمالي الضيعة ويعرفونه بالعقيربة وهو نبات له ورق على الأرض يشبه ورق اللوف غير أنها إلى الصفرة ما هي مزغبة يخرج في وسط الورق قضيب أجوف طوله ذراعان وأكثر ومع طول القضيب قليل الورق خمس ورقات أو أقل أو أكثر متباعدة بعضها من بعض والورق الذي على القضيب أضيق وأطول من الذي على الأرض وعلى طرف القضيب زهرة صفرا جوفاء كمنفخة الصاغة، ولهذا النبات أصل شكله شكل العقرب يضمحل كل سنة منه البعض ويخلف من البعض الباقي، وربما كثرت حتى تكون كعقدتين أو ثلاثة في أصل واحد، والمستعمل من هذه الدواء أصله وفي طعمه يسير مرارة وقليل عطرية وهي كثيرة الوجود بجبال الأندلس والشام أيضاً وخاصة بجبل بيروت جميعه فإنه موجود كثيراً. مسيح: وقوته الحرارة واليبوسة من الدرجة الثالثة ينفع من الرياح النافخة ومن لسع الهوام المسمومة. الرازي: ينفع من أوجاع الأرحام الباردة والخفقان مع برد، وقال في الجامع: إنه ينفع من الرياح الغليظة في المعدة والأمعاء والأرحام ويلطفها ويحللها وينفع من لسع العقارب والرتيلا، شرباً وضماداً بالتين. ماسرحويه: ينفع من الرياح النافخة وخاصة الريح العارض في الأرحام. ابن سينا: خاصيته في تقوية القلب وتقريحه شديدة جداً لا يقاومها إفراط حره وتعينها ترياقيته وما فيه من القبض اللطيف، فهو لذلك ترياق للسموم كلها قوي ومفرح وهو يكسر شدة تسخينه بماء مزج به من شراب التفاح فإن أريد لخفقان حار جداً خلط به قليل كافور فتبقى خاصيته وتنكسر كيفيته. سفيان الأندلسي: يسخن القلب والمعدة والكبد ويهضم الطعام وينفع من الماليخوليا المعوية بتحليله النفخ وتلطيفه غلظ الأخلاط. خواص بن زهر: إذا علق منه قطعة داخل البيت لم يصب من فيه طاعون وإن علق منه عود على امرأة حامل في حقويها ويكون العود مثقوباً تشده بخيط من غزلها حفظ ولدها من كل آفة تصيب الحبالى، وإن كانت تعسر ولادتها عليها أسرعت الولادة، ومن علقه بخيط على رأسه ويكون الأصل مثقوباً في الطول أمن من الأحلام الرديئة ومن الفزع في النوم. الرازي في كتاب الأبدال للأدوية: إن بدله في دفع الرياح عن الأرحام وزنه رزنباد وثلثا وزنه قرنفل.

دردي: ديسقوريدوس في الخامسة: ينبغي أن يستعمل ما كان منه من عتيق خمر البلاد التي يقال لها إيطاليا أو ما كان من خمر أخرى تشاكل خمر إيطاليا ودرديّ الخل شديد القوة جداً، وينبغي أن يحرق كما يحرق زبد البحر بعد أن يجفف تجفيفاً بالغاً، ومن الناس من يأخذه فيصيره في إناء فخار جليد ويلهب تحته ناراً قوية ويدعه عليها إلى أن يصل عملها إلى باطنه، ومن الناس من يكتله ويطمره في جمر ويدعه إلى أن تأخذ فيه كله النار، وينبغي أن تعلم أن إمارة جودة احتراقه أن يستحيل لونه إلى البياض وإلى لون الهواء، وأن يكون متى قرب من اللسان فإنه يلهبه إحراقه، والدردي الذي من الخل على هذه الصفة يحرق أيضاً، والدردي المحرق له قوّة محرقة شديدة الإحراق جداً تجلو وتقلع اللحم الزائد في القروح، وتقبض وتعفن تعفيناً شديداً وتسخن وتجفف، وينبغي أن يستعمل وهو حديث فإن قوته تنحل سريعاً، ولذلك لا ينبغي أن يحرق في غير إناء ولا يترك مكشوفاً، وقد يغسل مثل ما تغسل التوتياء. والدردي الذي ليس بمحرق إذا أحرق وحده أو مع الآس الغض يقبض الأورام البلغمية، وإذا تضمد به مع الآس على البطن والمعدة شدهما ومنع سيلان الرطوبات عنهما، وإذا ضمد به على أسفل البطن وعلى القروح قطع نزف الدم والطمث الدائم، وقد يحلل الجراحات غير المفتوحة والأورام التي يقال لها قوحثلا. ويسكن أورام الثدي، وأما الدردي المحرق فإنه إذا خلط بالبراتينج قلع الآثار البيض العارضة في الأظفار، وإذا خلط بدهن المصطكي والراتينج ولطخ به الشعر وترك ليلة حمّره، وقد يغسل ويستعمل في أدوية العين كما تستعمل التوتياء ويجلو آثار الدماميل والقروح العارضة فيها، وقد يذهب الغشاوة من البصر. حنين في كتاب الكرمة: دردي الخمر يجلو الكلف والنمش والآثار الشبيهة بالعدس التي تكون في الوجه إذا سحق وطرح معه جزء أشنان واستعمل كل يوم، وقوم يطرحونه في الغمر فيعمل عملاً مستقصى في جلاء الوجه وتنقيته.

دراقن: هو الخوخ بلغة أهل الشام، وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.

دراقيل: هو نوع من القرصعنة كثير يعرفه أهل جبلي لبنان وبيروت بالشنذاب بكسر الشين المعجمة التي بعدها نون وذال معجمة، وسيأتي ذكره مع القرصعنة في حرف القاف وهو كثير يعرفه أهل جبل لبنان.

دراسج: وقيل: هو اليعضيد وقيل هو صنف من اللبلاب صغير له قضبان يمتد على الأرض نحو ذراع زهره أزرق مثل زهر حب النيل وله ثمر كثمر أناغالس، وهذا النبات تأكله الضأن فيطلق بطونها، وسنذكر اللبلاب في حرف اللام واليعضد في حرف الياء.

دراج: ابن سينا: لحمة أفضل من لحم القبج والفواخت وأعدل وألطف وأيبس من لحم التدرج وأقل حرارة منها، ولحمه يزيد في الدماغ والفهم ويزيد في المني.

دروقينون: ديسقوريدوس في الرابعة: وقراطوس يسميه العفاين ويسميه أيضاً قلاء وهو تمنش شبيه بشجر الزيتون في أوّل ما يغرس، وله أغصان طولها أقل من ذراع وورق لونه شبيه بلون ورق الزيتون إلا أنه أطول منه وأرق وهو خشن جداً، وله زهر أبيض وفي أطرافه غلف كثيفة كأنها غلف الحمص، فيها بزر مستدير خمس أو ست في قدر حب الكرسنة الصغار ملس صلبة مختلفة اللون وله أصل في غلظ أصبع وطول ذراع وينبت في صخور ليست ببعيدة عن البحر. جالينوس في السابعة: وهذا النبات شبيه بمزاج الخشخاش وبمزاج اليبروح وغيرهما من الأدوية التي تبرد مثل هذا التبريد، وذلك لأن فبه مقداراً كبيراً من برودة مائية قوية جداً، ومن أجل ذلك متى تناول منه الإنسان الشيء اليسير أحدث سباتاً، ومتى تناول منه الكثير قتل، وزعم قوم أن بزره يصلح للتخنيث. وقال في مداواة أجناس السموم الذين يسقون هذا الدواء يعرض لهم من حس المذاق شبيه بطعم اللبن وفواق دائم ورطوبة في ألسنتهم ونفث دم كثير وإسهال من رطوبة شبيهة بالمخاط كالذي يعرض للذين في أمعائهم قرحة، وينتفعون من قبل أن تعرض لهم هذه الأعراض بالعلاج الذي ينتفع به من السموم التي ذكرناها وهو القيء والحقن وكل ما نستطع أن نخرج به من هذا السم، ويخص هذا الدواء بسقي الشراب الذي يسمى مالقراطن ولبن الأتن ولبن المعز الحلو، وقد فتر وجعل معه أنيسون وأكل اللوز المر وصدور الدجاج المطبوخة والأصداف كلها نيئة أو مشوية وشرب أمراقها.

دروبطاس: معناه البلوطي أو سرخس البلوط ينبت في الأجزاء التي تكون في البلوط، ويعرف بالجزيرة الخضراء من بلاد الأندلس بالديك وهو الغلالة عند بعض شجارينا بالأندلس وهو نوع من البسفايج قتال. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت في الأجزاء التي تكون في الأشنة فيما تعتق من شجر البلوط وهو شبيه بالنبات المسمى بطارس غير أنه أصغر منه بكثير، وتشريفه أيضاً أصغر من تشريفه وله عروق مشتبكة بعضها ببعض عليها زغب عفصة الطعم مع حلاوة. جالينوس في السادسة: وقوّة هذا النبات مركبة ومن ذاقه وجده كذلك فإن فيه حلاوة وحدة ومرارة. فأما أصله ففيه مع هذه الطعوم الثلاثة عفوصة وقوّته قوة تعفن فهو لذلك يحلق الشعر. ديسقوريدوس: وهذا النبات إذا سحق مع عروقه وتضمد به حلق الشعر، وينبغي بعد أن يندي البدن أن يمسح ما يصير عليه منه ويجدّد منه شيء آخر. ابن سينا: زعم قوم أنه نافع من الفالج واللقوة.

دسيبويه: قال على نوع من البطيخ صغير يعرف بالشام بالشمامات وباللفاح أيضاً، وقد ذكرته مع أصناف البطيخ، ويقال أيضاً على جنس آخر من صغار الأترج الذي نريد ذكره ههنا. ابن رضوان: هو مركب قشره حار لطيف يهضم الطعام ويقوي المعدة ويطرد الرياح منها ولحمه بطيء الانهضام عنها. التميمي: هذا النوع هو شمام الأترج وحكمه حكم قشر الأترج والإدمان على شمه يسخن الدماغ ويفتح ما فيه من السدد ويطرد ما فيه من الرياح.

دشيش: هو الحشيش وبالجيم أيضاً وقد ذكرته في الجيم.

دعفيلا: هو الجعفيل وباليونانية أوزو نعجى، وقد ذكرته في الألف.

دفلي: ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنش معروف شبيه بورق اللوز إلا أنه أطول منه وأغلظ وأخشن وزهره شبيه بالورد الأحمر وحمله شبيه بالخرنوب الشامي مفتح في جوفه شيء شبيه بالصوف مثل ما يظهر في زهر النبات المسمى أواقمنس وأصله حاد الطرف طويل مالح الطعم وينبت في البساتين وفي السواحل. جالينوس في التاسعة: هذا النبات يعرفه جميع الناس وإذا وضع على البدن من خارج فقوّته قوة تحلل تحليلاً بليغاً، وإذا تناوله إنسان حتى يرد إلى داخل البدن فهو قتال مفسد وليس يقتل الناس فقط، بل وكثيراً من البهائم فأما مزاجه فهو من الأسخان في الدرجة الثالثة عند منتهاها ومن التجفيف في الأولى. ديسقوريدوس: وقوّة زهر هذا النبات وورقه قاتلة للكلاب والحمير والبغال وعامة المواشي، وإذا شربا بالشراب خلصا الناس من نهشة ذوات السموم، وخاصة إن خلط بهما السذاب، وأما الصنف من الحيوان مثل الضأن والمعز فإنه إن شرب من ماء قد استنقع فيه هذا النبات قتله. ماسرحويه: إن طبخ ورقه ووضع مثل المرهم على الأورام الصلبة حللها وأذابها، وقد ينفع عصير ورقه من الحكة والجرب إذا طلي عليه من خارج البدن وفقاحه معطس. البصري: ورده صالح للأوجاع الكائنة في الأرحام. الرازي: جيد لوجع الركبة والظهر المزمن العتيق إذا ضمد به. إسحاق بن عمران: إن أخذ أنبوب من قصب وقضيب دفلي فوضع طرف القضيب في نار فحم، والطرف الأخر في الأنبوب ووضع طرف الأنبوب الآخر على الضرس الذي يكون فيه الدود حتى يرتفع الدخان إليه فإنه نافع. ابن سينا: يحلل جداً ويرش بطبيخه البيت فيقتل البراغيث والأرضة. الشريف: إذا جنيت عيون الدقلي الغضة ودرست حتى تنعم وطبخت في سمن تنتهي أو تخرج قوتها في الدهن وطلي بذلك الدهن الفرطيسة فعل ذلك فعلاً عجيباً وأثر فيها أثراً حسناً، وإن طلي بذلك السمن على جدري الدواب لا سيما النوع الطيار منه فإنه يبرئه من أول طلية. الشريف: وإذا طبخ ورقه بما يغمره من الماء حتى ينضج وينقص ثم يسقى ويلقى على كل رطل منه نصف رطل زيت عتيق ويطبخ مع الصفو إلى أن ينضب الماء ويبقى الدهن ثم يلقى على الدهن شمع مذاب قدر ثمن رطل ويصير مرهماً ويطلى به الجرب والحكة فإنه في ذلك دواء عجيب وأنه إذا طلي به بعد الإنقاء اثني عشر مرة أذهب البرص، وإذا جنيت أطراف عيونه الغضة وطبخت بالسمن بعد أن ترض حتى تتهرى وتخرج قوتها في السمن ثم يطلى به على الجرب والحكة نفعه نفعاً بليغاً، لا سيما إذا استعملت بعد الإنقاء، وخاصة هذا الدواء ينفع في الفرطيسة نفعاً عجيباً. الرازي في إبدال الأدوية: وينوب عنه في تحليل الأورام الصلبة وزنه من أصابع الملك وثلث وزنه ورق التين. الغافقي: إذا طبخ ورقه وزهره بالزيت نفع من الجرب نفعاً بليغاً، وإذا دق ورقه يابساً ونثر على القروح جففها. المنهاج: ويداوى من سقي بشيء من الدفلي بالأمراق الدسمة والأخبصة ولعاب البزرقطونا ودهن الورد والكثيراء والثمر الشهير عجيب في مداواته، وكذا التين بالعسل والسكر والحلاوات كلها ورب العنب يضاف إلى الأشياء الدسمة.

دقاق الكندر: هو ما يقع تحت المنخل إذا نخل الكندر وسأذكره مع الكندر في حرف الكاف.

دلب: لم أر منه شيئاً ببلاد الأندلس أو المغرب. أبو حنيفة: الدلب هو الصنار والصنار فارسي، وقد جرى في كلام العرب، والدوح من شجره ما قد عظم واتسع وهو معروض الورق واسعة شبيه بورق الكرم ولا نور له ولا ثمرة، وزعم بعض الرواة أنه يقال له الغينام.

إسحاق بن عمران: شجر الدلب كثير متدوح له ورق كبير مثل كف الإنسان يشبه ورق الخروع إلا أنه أصغر منه، ومذاقه مر عفص وقشر خشبه غليظ أحمر ولون خشبه إذا شق أحمر خلنجي، وله نوار صغير متخلخل خفيف أصفر ويخلفه إذا سقط حب أخرش أصفر، إلى الحمرة والغبرة كحب الخروع، وأكثر ما ينبت في الصحاري الغامضة في بطون الأودية. جالينوس في الثامنة: جوهر الدلب رطب وليس ببعيد عن الأشياء المعتدلة، ولذلك صار ورقه الطري إذا سحق ووضع كالضماد على الأورام الحادثة في الركبتين سكنها تسكيناً ظاهراً، وأما لحاء أصل هذه الشجرة وجوزها فقوته تجفف حتى أن لحاءها إن طبخ بالخل نفع من وجع الأسنان، وأما جوزها فإن استعمل مع الشحم نفع الجراحات الحادثة عن حرق النار، ومن الناس قوم يحرقون لحاء الدلب فيتخذون منه دواء مجففاً جلاء إذا عولج به مع الماء نفع من العلة التي ينقشر معها الجلد وإذا نثر الرماد على حدته يشفي الجراحات التي قد كثر وسخها وعتقت بسبب رطوبة كثيرة تنصب إليها، وينبغي للإنسان أن يحذر ويتوقى الغبار الذي يعلق ويلتصق بورق هذه الشجرة فإنه ضار جداً بقصبة الرئة إذا استنشق، ولذلك يجفف تجفيفاً شديداً، ويحدث فيها خشونة، ويضر بالصوت والكلام، وكذا يضر بالبصر والسمع إن وقع في العين أو الأذن. ديسقوريدوس في الأولى: إذا طبخ الطري من ورقه بخمر وضمدت به أورام العين منع الرطوبات من أن تسيل إليها ونفع من الرطوبات البلغمية والأورام الحارة، وقشر الدلب إذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من أوجاع الأسنان وثمر الدلب إذا كان طرياً وشرب بخمر نفع من نهش الهوام، وإذا استعمل بشحم أبرأ حرق النار وغبار الثمر، والررق إذا وقع في الأذن أو في العين أضر بها. ابن سينا: ثمره وورقه يقتلان الخنافس، وجوزه مع الشحم ضماد للنهش والعض. بولس قال في المقالة السابعة: وقشره إذا أحرق كان مجففاً جلاء حتى أنه يشفي البرص. الغافقي: إذا لقط ثمره وجفف في شيء خشن وأخذ الزيبر الذي عليه ونفخ في الأنف نفع من الرعاف جداً، وإذا بخر البيت بثمره وورقه طرد الخنافس.

دليوث: هو النوع الأحمر من السوسن البري. الغافقي: هو المعروف بسيف الغراب أكثر نباته المزارع وله بصلة بيضاء مصمتة عليها ليف وليس لها طاقات تطبخ باللبن وتؤكل وهي إذا كانت نيئة مرة عفصة. ديسقوريدوس في الرابعة: كسثفيون ومن الناس من يسميه سفراعاينون، ومنهم من سماه ماحاربون، وسمي هذا النبات بهذا الإسم لمشاكلة ورقه السيوف في شكلها، وورق هذا النبات يشبه ورق الصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا إلا أنه أصغر منه وأدق وهو دقيق الطرف مثل طرف السيف، وله ساق طولها نحو من ذراع عليه زهرة مصففة مفرق بعضه من بعض لونه لون الفرفير وثمره مستدير، وله أصلان أحدهما مركب على الآخر كأنهما بصلتان صغيرتان، وأحد الأصلين أسفل، والثاني فوقه والأسفل منهما ضامر والأعلى ممتلىء، وأكثر ما ينبت في الأرضين العامرة. جالينوس في السابعة: أصل هذا النبات قوته جاذبة لطيفة محللة، وإذا كانت كذلك فمعلوم أنها أيضاً مجففة وخاصة الأعلى منهما. ديسقوريدوس: الأصل الأعلى إذا تضمد به مع الكندر والشراب أخرج من اللحم الأزجة والسلاء وما أشبه ذلك، وإذا خلط بدقيق الشيلم والشراب الذي يقال له أدرومالي وضمدت به الأورام التي يقال لها فوختلا حللها، ولذلك يقع في أخلاط المراهم المحللة لهذه الأورام، وإذا احتملته المرأة أدر الطمث، ويقال: إنه إذا شرب بشراب حرك شهوة الجماع، ويقال: إن الأصل السفلي إذا شرب قطع شهوة النساء، ويقال: إن الأصل الأعلى إذا سقي منه الصبيان الذين عرض لهم قيلة الأمعاء بالماء انتفعوا به. الزهراوي: إذا أخذ أصله ونقع مع النبيذ وشرب من ذلك النبيذ كل يوم قدر رطل أو نحوه جفف أرواح المقعدة والبواسير، وهذا من فعله مجرب وقد يجفف ويؤخذ منه كل يوم زنة درهم بماء العسل فيفعل ذلك. أبو العباس النباتي: أصله يسمى النافوخ بالنون ببغداد ويستعمله النساء بها كثيراً للتسمن، وفي حمرة الوجه وتحسين اللون وهوعندهم ببواديها كثير يباع منه المن يابساً بثلاثة دراهم.

دلدغ: أبو العباس النباتي: يقال مضموم الدال ساكن اللام بعدها دال أخرى مضمومة ثم غين معجمة إسم ببلاد البيت المقدس للنوع العريض الورق من الكلخ المعروف بأغرناطة من بلاد الأندلس بالكلخ الدلبي وبغيرها من بلاد البربر بالثافيقرا مختبر عندهم في النفع للأوجاع ويزيد في الباه شرباً. قال المؤلف: هو الدواء المسمى باليونانية سفندوليون وسيأتي ذكره في حرف السين المهملة.

دليك: هو ثمر الورد الذي يخلفه بعد الورد وهو ثمر أحمر إذا نضج وفيه حلاوة، ويعرفه العامة بالشام بصرم الديك.

دلينس: إسم بالديار المصرية للنوع من الصدف صغير يؤكل نيئاً مملوحاً يتأدم به، وسيأتي ذكره مع الصدف في حرف الصاد.

دلق: هو في الفراء كالسمور في جميع حالاته. البالسي: هو أضعف حراً من السمور وأثقل حملاً وإسخانه إسخان معتدل، لأن حيوانه في طبيعته حار رطب ورائحته غير طيبة.

دلفين: الشريف: هو حوت كبير أسود اللون عريض رأسه كرأس الخنزير ذو فرطيسة وفمه في حلقه، وله أسنان ويسمى خنزير البحر وهو جنس لا يمشي إلا في جماعته يطرد بعضه بعضاً ويساق على سياق واحد يتلو الآخر الآخر، ولحمه كثير الشحم إذا أذبت شحمه في حنظلة فارغة من شحمها وغلي فيها وقطر في الأذن نفع من الصمم المزمن والحديث، ولحمه بارد غليظ بطيء الإنهضام إذا أكله الأكارون، وأصحاب المهنة قوى أعضاءهم وأنعم أجسامهم، وإذا علقت أسنانه على الصبيان لم يفزعوا، وإذا أكل شحمه نفع من أوجاع المفصل، لي: زعم الشريف أنه الحوت المسمى باليونانية أموطار يحسن وليس كما قال. التميمي: لحمه غليظ يشاكل لحم كلب الماء في الغلظ وإبطاء الهضم وتوليده السوداء ورداءة الكيموس.

دم: ذكرت كثيراً منها مع حيواناتها في هذا الكتاب من ماش وطيار. جالينوس: الذي يخص ذكره هنا من الدم هو الطبيعي الذي قد سلم صاحبه، وكان بريئاً من الأسقام والآفات وغير مذموم المزاج، وهذا الدم الطبيعي هو مختلف في الحيوان، وذلك أن من الحيوان ما دمه أرطب ومنه ما دمه أيبس ومنه ما دمه إما أحر وإما أبرد، فإن غلب عليه بعض الأخلاط فمال إليه أو عفن فهو دم فاسد وليس بصحيح طبيعي، ودم الخنزير حار رطب مثل دم الإنسان وكذا لحمه شبيه بلحم الإنسان، حتى إن قوماً في بلاد الروم كانوا يقتلون الناس ويطعمون لحومهم لغيرهم على أنه لحم خنزير فلا يشك من يأكله أنه لحم خنزير، ومن الناس من يسقى دم المعز مخلوطاً بعسل أصحاب الحبن، ومنهم من يسقى هذا الدم لمن كان به استطلاق البطن واختلاف الأشياء اللزجة المخاطية التي تخالط الدم فانتفعوا بذلك. ومن الأطباء من زعم أن دم الديوك والدجاج نافع من الدم السائل من أغشية الدماغ فلم أقبل ذلك ولا رمت تجربته، ومنهم من زعم أن دم الخرفان إذا شرب نفع من الصرع، والأدوية النافعة من هذه العلة ينبغي أن تكون لطيفة القوى ودم الخرقان على ضد ذلك لأنه غليظ لزج. وزعم كسوفراطيس أن دم الجداء نافع من الصرع. وزعم أيضاً أن دمه أيضاً ينفع من قذف الدم إذا أخذ منه وهو جامد مقدار رطل ويخلط بمثله خلاً نقيعاً ويطبخ حتى يغلي ثلاث غليات أو أكثر، ثم يقسم على ثلاثة أجزاء ويسقى منه ثلاثة أيام كل يوم على الريق، وقد جرب هذا فنفع، ودم الدب وهو حار إذا وضع على الأورام أنضجها سريعاً، ويفعل ذلك دم التيوس ودم الكبش ودم الثور، وقد زعموا أن دم القردان الكلبية إذا نتف الشعر الزائد في الأجفان ووضع منه على موضع الشعر لم ينبت. وأخبرني من جربه أنه لم ينتفع به، وكذا لم أجرب دم الخيل. وذكروا أنه يعفن ويحرق ودم الفأرة أيضاً قالوا إنه يقلع الثآليل والمسامير من البدن. ديسقوريدوس في الثانية: دم الأوز ودم الدجاج والحملان والحدا ودم بط الماء ينتفع به في أخلاط الأدوية المعجونة، ودم التيس والمعز والأيايل والأرانب إذا استعمل مقلواً نفع من قرحة الأمعاء وقطع الإسهال المزمن، وإذا شرب بشراب كان صالحاً للسم الذي يقال له طفسقون، ولحم الخيل المخصية يقع في أخلاط المراهم المعفنة. ابن سينا: ودم التيس المجفف يفتت حصا الكليتين وأجود ما يؤخذ في الوقت الذي يبتدىء فيه العنب للتلون، وأطلب قدراً جديداً وأغسلها بالماء حتى يذهبَ بما فيها من طبيعة الترمد والملوحة وإن كان برام فهو أجود ثم أذبح التيس الذي له أربع سنين على تلك القدر ودع أول عمه وآخره يسيل، ثم خذ الأوسط منه فقط ثم اتركه حتى يجمد ثم قطعه أجزاء صغاراً واتخذ منه أقراصاً واجعلها على شبكة أو خرقة نقية وانشره في الشمس تحت السماء من وراء حريرة واقية له من الغبار، واتركها حتى يشتد جفافها في موضع لا تصل إليه النداوات البتة، واحفظ الأقراص، وإذا أردت أن تسقيها سقيت منها ملعقة في شراب حلو في وقت سكون الوجع أو في ماء الكرفس الجبلي فترى أثراً عجباً.

دم الأخوين: هو دم التنين ودم الثعبان أيضاً. أبو حنيفة: هو صمغ شجرة يؤتى به من سقطري وهي جزيرة الصبر السقطري يداوى به الجراحات وهو الآيدع عند الرواة، ويقال له الشيان أيضاً. مسيح: وقوته باردة في الدرجة الثالثة قابضة. البصري: دم الأخوين صالح لقطع السيف وشبهه وتحميل الجراحات الحادثة الدامية وإذا احتقن به عقل الطبيعة وقوى الشرج. غيره: شديد القبض يقطع نزف الدم من أي عضو كان وينفع من سحج الأمعاء إذا شرب منه نصف درهم في بيضة نيمرشت. ابن سينا: وأما يبسه ففي الثانية يقوي المعدة وينفع من شقاق المقعدة.

دماغ: قد ذكرت كثيراً منها مع حيواناتها. جالينوس في أغذيته: الدماغ يولد غذاء بلغمياً وهو غليظ بطيء الانحدار عن المعدة والنفوذ في الأمعاء عسر الإنهضام، وفيه مع هذا خلة ليست بدون هذه الحال وهي أن كل دماغ فهو ضار للمعدة أي الأدمغة كان وهو يغثي ويهيج القيء، ولذلك قد ينبغي لك متى أردت أن تستدعي من إِنسان القيء بعد الطعام أن تطعمه بعد طعامه دماغاً قد طيب بزيت كثير، وليكن ذلك في آخر الأمر كله، واحذر وتوق أن تطعمه إنساناً في شهوته تقصير، وقد أصاب كثير من الناس في أكلهم الدماغ مع الفوذنج البري وقوم آخرون يأكلونه بالملح المطيب بالأبازير المختلفة، وذلك أن الدماغ لما كان الخلط المتولد منه غليظاً، وكانت الفضول فيه كثيرة صار إذا طيب بالأبازير التي تقطع وتسخن جاد وصلح وصار أنفع منه وحده في جميع الحالات، ومتى انهضم الدماغ انهضاماً جيداً كان ما يناله البدن منه من الغذاء ذا قدر صالح. ابن ماسويه: الدماغ بارد رطب يلطخ المعدة ويرطبها برطوبته ويذهب بشهوة الطعام، فمن آثر أن يأكله فليأكله بالنعنع والصعتر والفلفل والخردل والمري والدارصيني والخل. الرازي: الدماغ يتولد عنه دم بارد لزج، والمشوية من الأدمغة أبطأ نزولاً من المطبوخة إلا أنها أقل تلطيخاً للمعدة. ابن سينا: أفضلها أدمغة الطير وخصوصاً الجبلية منها ومن أدمغة ذوات الأربع دماغ الجمل ودماغ العجل. وزعم قوم أن الأدمغة صالحة في سقي السموم ونهش الحيوانات أكلاً.

دمادم: البالسي: هما صنفان أحدهما أحمر كله وهو يشبه اللوبياء الحمراء إلا أنه أصغر حباً وأصبغ حمرة وأصفى لوناً، والصنف الآخر أصغر حباً من الأول ولونه في الحمرة كلون الأوّل إلا أنه في رأسه سواد والصنفان جميعاً حاران قاطعان للعاب السائل من أفواه الصبيان وهما مقويان لأدمغتهم إذا سقوا من أيهما حضر مقدار نصف دانق.

دميا: وفي بعض النسخ من مفردات جالينوس الرميا بالراء. وقال حنين: هو حيوان اسمه السرطان البحري وليس الأمر فيه كما قال حنين، وإنما هو السمكة المعروفة بالسينيا وقد ذكرتها في حرف السين وخرفتها التي في باطنها هو لسان البحر وليس بسرطان بحري كما فسر حنين الرميا فافهمه.

دند: هو الخروع الصيني وغلط من قال إنه الماهودانة كما قال ابن جلجل وابن الهيثم وأكثر أطباء زماننا هذا يغلطون في ذلك، وقد ذكر أبو جريج الراهب وحبيش بن الحسن ومحمد بن زكريا الرازي وغيرهم الدند والماهودانة بصنفين مختلفين. أبو جريج: الدند ثلاثة أصناف صيني وشجري وهندي، فالصيني كبير الحب أشبه شيء بالفستق، والشجري يشبه حب الخروع إلا أنه منقط بنقط سود صغار، والهندي متوسط في المقدار بين الصيني والشجري وهو أغبر يضرب إلى الصفرة، والصيني أجود الثلاثة وأقواها في الإسهال، والهندي أصلح من الشجري، واعلم أنه على طول الزمان لا يزال لبه الذي في جوفه مثل الألسن يصغر حتى ينفد وخاصة في غير بلاط، وأما في بلاده فهو أقوى وأنقى. عيسى بن علي: وطعمه يشبه طعم اللوز المر ويضرب إلى الغبرة في داخلها لسان يشبه لسان العصفور وهو السم. حبيش: الدند كله حار حاد وأتعجب من حدته مع الدهنية التي فيه وهو يخلف الخام والأخلاط الغليظة والرطوبات والبلغم الذي ينصب إلى المفاصل، وأهل الهند يخلطونه بأدويتهم الكبار المعجونة والاصطما حيقونات وغيرها من الأدوية المسهلة، ولأن بلدهم أعدل الأقاليم السبعة محتمل أن يسقى فيها الدند، فأما البلدان الشديدة الحر كالعراق وسواحل البحر وبلاد اليمن ومصر، فلا أرى أن يسقى فيها الدند لأن تحلل الأبدان يكثر فيها ويضعف عند الخلفة ضعفاً مفرطاً، وشرب الدند لأهل البلدان الباردة كالمشرق وجبالها والشام وما والاها، وأما بلاد مصر والعراق وسواحل البحر والحجاز واليمن وكل بلد حار فلا يحتمل أهلها شرب الدند، فأما مصر فإنها حارة يابسة عفنة، وأما العراق فإنها وإن كانت حارة يابسة فليست بها عفونة ولا يكثر فيها اختلاف الهواء، وإنما كرهت شرب الدند فيها لكثرة تحليل الرطوبات من أبدان أهلها، وأما بلاد اليمن والحجاز فلأن بلاد الحجاز حارة عفنة كثيرة التحليل واليمن شتاؤها صيف وصيفها شتاء ويكثر فيها الأمطار والأنداء، فينبغي أن يجتنب في مثل هذه البلدان الأدوية الحارة الحادة ويتخير لها من الأدوية ما لان وكان فيه قبض مثل التربد والأهليلج والبنفسج واللبلاب والترنجين وأشباهها. الرازي: وأما الدرند فإني كنت إذا رأيت إنساناً شربه وأفرطت عليه الخلفة أمرت من يقعده في الماء البارد أو من يصبه عليه صباً فكانت تسكن عنه الخلفة والكرب، وهو دواء إن لم يحترس من شربه قتل شاربه، فمن أراد شربه فليشرب منه الصيني الكبار الحب بعد إصلاحه فإن تعذر عليه شرب الهندي الذي دونه في القدر، وأما الشجري الصغار الحب بعد إصلاحه فلا أرى سقيه البتة لأنه يبطىء عمله ويورث كرباً ومغصاً وإصلاحه يكون أن يؤخذ منه الصيني أو الهندي ويقشر عنه قشره الأعلى بحديدة، ولا يقرب بشيء من الفم لأنه إن أصاب الشفتين قشره الأعلى فألح عليهما به أذهب صبغتهما وأحدث فيهما بياضاً شبيهاً بالبرص، ويؤخذ لسانه الدقيق الذي على مقدار النصف من الحبة وقشره الخارج فيرمي بهما ويدق نفس الحب مع شيء من النشاشتج، والورد المنقى من أقماعه وشيء من الزعفران، فإن الزعفران وإن كان حاراً فإن فيه لطافة ودقة مذهب يدفع بهما ضرر الدواء ويكسر شره ويبلغ به أقاصي البدن، وإن أردت أن تمزجه بشيء من الأدوية المسهلة فامزجه بالثريد وعصارة العافث وعصارة الأفسنتين وما أشبه هذه الأدوية التي هي من مزاجه ولا يخلط الدند في دواء نقع فيه الأفيون والقربيون لأنهما ليسا من مزاجه، فإذا اختلط بالأدوية التي وصفنا كان دواء كبيراً ونفع من أوجاع المرة السوداء والبلغم وأسهل الخام وحلل أوجاع المفاصل وأمسك الشعر الأسود على حاله، ومنعه أن يستحيل إلى البياض وأن يشيب سريعاً ومقدار الشربة منه بعد إصلاحه للأقوياء الذين تحتمل طباعهم الأدوية الشديدة الإسهال من دانقين إِلى نصف درهم. عيسى بن علي: الدند حار يابس يسهل إسهالاً كثيراً ويسحج الأمعاء، وينبغي أن يقيأ شاربه أولاً ثم يسقى السمن واللبن الحليب ويسقى من الأدوية الحابسة للبطن ما فيه لزوجة مثل البقلة الحمقاء والبزرقطونا والصمغ العربي والكثيراء ونحو ذلك، ويحسى حساء من الأرز والشعير المقشر بدهن الورد بغير السكر ويتخذ ماء اللحم بماء التفاح والحصرم ويرش عليه شيء من نبيذ ويطعم سمكاً ونحوه.

دنقة: هو الزوان الذي يكون في الحنطة وتنقى منه.

دهن الأذخر: من كتاب التجربتين قوّته مثل قوة دهن المصطكي في النفع من أوجاع الأضراس واللثة الوارمة وغير المتورمة، ومن الأوجاع الباردة وصفة ما جرّب منه أن يؤخذ الزهر منه فيوضع في زيت أنفاق طيب بقدر ما يغمره مرتين ويجعل في زجاجة بحر الشمس من أول الصيف ويترك مدة ثلاثين يوماً، ثم يعصر ويرمى به ويوضع فيه غيره يكرر عليه ذلك ثلاث مرات، وما اتفق في طول زمان الحر ثم يستعمل. حنين في كتاب الترياق: ينفع من جميع أنواع الحكة حتى في البهائم ويذهب الإعياء وهو جيد للبرص. قال فيلفويوس: أنه لا شيء أبلغ في علاج بثور الفم من إمساك دهن الأذخر في الفم فاتراً. غيره: ينبت اللحية إذا أبطأت في الخروج.

دهن الأقحوان: ديسقوريدوس في الأولى: أجود ما يكون من دهن الأقحوان ما يكون من المدينة التي يقال لها فورنفس ويعمل من زيت أنفاق ودهن البان إذا عفصا بعود البلسان، وأذخر وقصب الذريرة وطيبا بأقحوان وقسط وحماما وناردين وسليخة وحب البلسان ومر، ومن الناس من يحب أن يبالغ في تطييبه فيزيد فيه دارصيني، ويستعمل أيضاً العسل والشراب في تلطيخ الآنية وعجن الأفاويه المدقوقة: وَدهن الأقحوان ملهب مسخن جداً ملين مفتح لأفواه العروق مدر للبول نافع إذا وقع في أخلاط الأدوية المعفنة ومن النواصير ومن أدرة الماء بعد أن يشق ويقشر الخشكريشات الحمر والقروح الخبيثة، ويوافق عسر البول وأورام المقعدة الحارة وفتح البواسير إذا دهنت به المقعدة ويدر الطمث إذا احتمل في الرحم ويحلل الصلابة التي في الرحم وأورامه البلغمية وهو موافق للخراجات في العضل والالتواء في الأعصاب إذا بل صوف به ووضع عليها. ابن ماسه: يسبت إذا استعط به ويدر البول إذا شرب منه. ابن سينا: نافع من وجع الأذان، وينفع من القولنج ووجع المثانة وصلابة الطحال ويدر العرق والشربة منه ثلاثة دراهم.

دهن الآس: ديسقوريدوس في الأولى: وأقوى ما يكون من دهن الآس ما كان في طعمه مرارة، وكان الزيت عليه أغلب وكان أخضر صافياً تسطع منه رائحة الآس وقوته قابضة مصلبة ولذلك نفع في أخلاط المراهم المدملة التي تختم الجرح وتصلح لحرق النار ولقروح الرأس والبثور والسحج والشقاق الذي يكون في المقعدة والبواسير واسترخاء المفاصل ويحقن العرق، ولكل شيء يحتاج إلى قبض واستصحاف، وصفته: تأخذ من ورق الآس برياً كان أو بستانياً ما كان طرياً ودقه وأعصره وأخلط بعصارته قدراً مساوياً من الزيت الإنفاق وضعهما على جمر ودعهما حتى ينطبخا ثم أجمع الدهن والعصارة، وصفة أخرى أهون من الأولى يؤخذ من ورق الآس وينقع في زيت ويوضع في الشمس، ومن الناس من يعفص الزيت قبل ذلك بقشر الرمان والسرو والسعد والأذخر. غيره: خاصته تقوية الشعر ومنعه من الانتثار والتساقط وتقوية أصوله وتكثيف نباته.

دهن المرزنجوش: ديسقوريدوس: خذ من الصنف من النمام الذي يقال له أرقلس وورق الآس ومن زهر الصنف الذي يقال له باليونانية سينسنبريون والسليخة والقيصوم، وزهر الآس المرزنجوش من كل واحد على قدر قوته ودقها كلها معاً وصب عليه. من الزيت الإنفاق بقدر ما تعلم أن قوته لا تقهر قوتها ودعه أياماً أربعة ثم اعصره وأنقع فيه ثانية تلك الرياحين رياحين طرية بمثل مقدارها ودعها تمكث فيها مثل ما مكث الأول واعصرها، فإنك إذا عملت هكذا كان أقوى له، واختر منه ما كان لونه إلى الخضرة ما هو والسواد وكانت رائحته رائحة المرزنجوش ساطعة سطوعاً شديداً، وكانت حرافته يسيرة وله قوة مسخنة ملطفة حارة ويصلح لانضمام فم الرحم وانقلابه ويدر الطمث ويخرج المشيمة، وينفع من وجع الأرحام التي يعرض معه الاختناق، ويسكن وجع الظهر والأرنبة، وإن استعمل بعسل كان أجود وأقوى لأنه يصيب المواضع لشدّة قبضة ويحلل الإعياء إذا تمسح به، وقد يحتاج إليه في ضمادات الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف وفي الضروب الأخر من الفالج، وهو يدخل في أضمدة مصلحة نافعة من الكزاز الكائن في مؤخر الرأس وتشنج العصب.

دهن الباذروج: ديسقوريدوس: خذ من الزيت المطيب الذي يعمل منه دهن الحناء أحداً وعشرين رطلاً وسنذكر صنعته بعد قليل، ومن الباذروح أحد عشر رطلاً وثمانية أواق واقطف ورقه وانقعه في الزيت يوماً وليلة، ثم اعصره في حلة خوص واخزنه وفرغ الثفل من الحلة في إناء وصب عليه من الزيت مثل ما صببت أولاً واعصره وصفه ويقال له الدهن الباني فليس يحتمل هذا الثفل أن ينفع ثالثة، وإن أحببت فخذ من الباذروح الطري المقدار الذي أخذت أولاً وافعل به كما وصفت أولاً أن يفعل بالورد، ثم خذ الثفل وصب عليه الزيت ثانية ودعه يمكث فيه مثل ما يمكث الباذروح ثم اعصره واخزنه، وإن أحببت أن تجدد فيه الباذروج مرة ثالثة ورابعة فجيد وليكن طرياً، وقد يمكن أن يعمل أيضاً من زيت انفاق لم يعفص غير أنه إذا عمل من الزيت المعفص كان أجود، وقوة هذا الدهن تشبه قوة دهن المرزنجوش غير أنه أضعف.

دهن القيصوم: ديسقوريدوس: خذ من الزيت المطيب الذي يعمل منه دهن الحناء تسعة أرطال وخمسة أواق من ورق القيصوم ثمانية أرطال وانقعه يوماً وليلة واعصره فإن أحببت أن تفعل به ذلك مرات فاطرح الأول وجدد آخر واعصر، وله قوة مسخنة تصلح لانضمام فم الرحم والصلابة العارضة له ويدر الطمث ويخرج المشيمة.

دهن الشبث: ديسقوريدوس: خذ من الزيت أحد عشر رطلاً وثمان أواق ومن زهر الشبث أحد عشر رطلاً وانقعه فيه يوماً واحداً ثم اعصره بيدك واخزنه وإن أحببت أن تجدد فيه الزهر ثانية فجدد وليكن طرياً وله قوة تلين الصلابة العارضة في الرحم ويفتح انضمامه ويوافق الناقض بحرارته ويحلل الأعياء وينفع من أوجاع المفاصل. الشريف: دهن الشبث ينفع من أوجاع الأعصاب وما يشبهها. ابن ماسه: نافع من الارتعاش والقشعريرة الكائنة من دور الحمى إذا دهن به البدن.

دهن السوسن: وهو الرازقي. ديسقوريدوس: خذ من الزيت تسعة أرطال وخمس أواق ومن قصب الذريرة خمسة أرطال وعشرة أواق ومن المر خمسة مثاقيل دق القصب والمر واعجنهما بخمر طيب الرائحة واطبخهما بالزيت ثم صفه ثم صبه على ثلاثة أرطال ونصف قردمانا مدقوق منقع في ماء المطر ودعه يبتل فيه ثم اعصره ثم خذ الدهن المعفص ثلاثة أرطال ونصف وصبها على ألف سوسنة واجعل السوسن في إجانة واسعة ليست بعميقة، ثم حركه بيدك وقد لطختها بعسل ودعه يوماً وليلة والغداة واجعله في قفة واعصره على المكان وخذ الدهن من العصارة فإنه إن بقي معها فسد مثل دهن الورد، وذلك أنه يسخن ويغلي ويتعفن وصبه من إناء في إناء مراراً كثيرة وتكون الآنية ملطخة بعسل ودعه يوماً وليلة وبالغداة، وفي خلال ذلك ذر عليه ملحاً مسحوقاً وما اجتمع فيه من وسخ فخذه منه واستقص ذلك، ثم أفرغ ما في الفقه من الثفل في الإجانة وصب عليه من الزيت العفص بمقدار الذي صببت أولاً وألق عليه من القردمانا عشرة مثاقيل وحركه بيدك ثم دعه قليلاً واعصره وخذ الزهر من العصارة وصفه وصب عليه أيضاً ثانية من الزيت المعفص المقدار الذي صببت عليه أوِّلاً وألق عليه من القردمانا عشرة مثاقيل ومثله عسلاً وملحاً، وحركه بيدك ثم دعه قليلاً واعصره وخذ الدهن من العصارة وصفه وصب عليه أيضاً ثالثة من الزيت المعفص على الثفل واطرح عليه من القردمانا والملح كما فعلت أوّلاً، ولطخ يدك بالعسل واعصره، وأجود هذه الأدهان ما عصر أولاً والتالي بعده ما عصر الثانية والذي يتلو هذا ما عصر الثالثة، وأيضاً خذ ألف سوسنة وصب عليها الدهن الذي عصر أولاً وافعل بها كما فعلت أوّلاً، واخلط بها قردمانا واعصرها وافعل الثانية والثالثة كما ذكرنا أنفاً، وكلما جددت السوسن الطري في الدهن قويته وتؤخره فإذا اكتفيت بما جدّدت من السوسن فاخلط بكل واحد من الأدهان من المر أربعين مثقالاً، ومثله من القردمانا ومن الزعفران عشرة مثاقيل، ومن الناس من يلقي من الزعفران والدارصيني مقداراً مساوياً، ومنهم من زاد فيه من ورق الآس نصف من ودق هذه وأنخلها وأجعلها في إجانة فيها ماء وصب عليها الدهن الذي عصر أولاً وافعل بها كما فعلت أولاً واخلط بها قردماناً واعصرها، وافعل الثانية والثالثة كما ذكرنا أولاً، وكلما جددت السوسن الطري في الدهن قويته وتؤخره، ودعه قليلاً ثم أودعه في آنية جافة ملطخة بماء قد ديف فيه صمغ ومر وزعفران وعسل وافعل ذلك بالدهن الثاني والثالث، ومن الناس من يعمل دهن السوسن الساذج من دهن البان ومن غيره من الأدهان، ومن السوسن الذي ذكرنا، وأجود ما يكون من دهن السوسن ما كان من البلاد التي يقال لها فليقا وما كان من مصر، والفائق من هذين ما سطعت منه رائحة السوسن، وقوة دهن السوسن مسخنة مفتحة لانضمام فم الرحم محللة لأورامها الحارة، وبالجملة: ليس له نظير في المنفعة من أوجاع الرحم ويوافق قروح الرأس الرطبة والكلف ويرد اللون الحائل إلى لونه والثآليل والطمث ونخالة الرأس، وهو بالجملة محلل وإذا شرب أسهل مرة صفراء ويدر البول والطمث وهو رديء للمعدة ومغث. ماسرحويه: دهن الرازقي حار لطيف ينفع من العصب والكليتين التي تكون من البرد ومن الفالج والارتعاش والكزاز، وجميع الأمراض التي تكون من البرد وضعف الأعضاء إذا تمرخ به وقد يقوي الأعضاء الباطنة إذا تمرخ به لطيبته. التميمي في المرشد: حسن التأثير في تحليل أوجاع الأعصاب الكائنة من البرودة ورياح البلغم مسكن لها محلل لما يعارض لأصلها من التعقد والالتواء والتقبض ويحلل الورم الحادث في عصبة السمع ومن السدة الكائنة فيها من النزلات البلغمية المنحدرة من الرأس، وإذا سخن اليسير منه وقطر منه قطرات في الأذن الثقيلة السمع حلل ما فيها من الورم وفتح السدد الكائنة في مجرى السمع وسكن ما يعرض لها من الأوجاع الباردة السبب، وقد ينفع من الحراز وأنواع السعفة والثآليل والنار الفارسية والخراجات الحارة والباردة.

دهن النرجس: ديسقوريدوس: خذ من الزيت المغسول وتسعة أرطال وخمسة أواق ومن الدارشيشعان ستة أرطال وأوقيتين ودق الدارشيشعان وبله بماء بمقدار الزيت ثم اخلطه بالزيت واطبخه، فإذا طبخته فاخرجه من الزيت وخذ من قصب الذريرة خمسة أرطال وثمانية أواق، ومن المر قطعة ودقه وانخله واعجنه بخمر طيب الرائحة واخلطه بذلك الزيت واطبخه به، فإذا انطبخ الزيت معه أيضاً فدعه حتى يبرد ثم صفه ثم خذ منه وصبه في إجانة وألق عليه من زهر النرجس شيئاً كثيراً ودعه يومين ثم حركه كما وصفنا لك في صنعة دهن السوسن واعصره، وخذ الدهن من العصارة فإنه يفسد إن بقي فيها وصفَه مراراً كثيرة من إناء في إناء، وهذا الدهن يصلح لأوجاع الأرحام لتليينة صلابتها وفتحه إياها إذا انضمت وهو مصدع. غيره: نافع لأوجاع العصب وهو يوافق الصداع ويحلل الأورام الصلبة الباردة في الحجاب إذا مرخ على الصدر، وينفع أوجاع المثانة وينفع وجع الأذن من البرد ومن الريح.

دهن الجماجم: وهو فقاح الحبق العريض الورق. التميمي: حار يابس في الدرجة الثانية ومنشق مفتح للسدد الكائنة في أغشية الدماغ وأوراده والاستعاط به أبلغ في ذلك من تنشقه وهو دهن ذكي الرائحة طراد للرياح المستكنة في الرأس والمنخرين، وإذا تمرخ به حلل ما في المفاصل والأعصاب من الرياح والسدد.

دهن الزعفران: إِذا شئت أن تصنع دهن الزعفران فعفص الزيت بما وصفت لك في صنعة دهن السوسن وليكن مقدار الزيت وما يعفص به كالمقدار الذي حددنا لك هناك وخذ منه ثلاثة أرطال ونصفاً وألق عليه من الزعفران خمسين مثقالاً وحركه مراراً كثيرة في النهار حركة دائمة وليكن ذلك خمسة أيام، وفي السادس صف الدهن من الزعفران وأوعه ثم صب على ذلك الزعفران بعينه من الزيت مثل المقدار الذي صببت أولاً وحركه ثلاثة عشر يوماً، ثم صفه من الزعفران وألق عليه من المر مسحوقاً منخولاً أربعين مثقالاً وحركه في هاون وأوعه في إناء ومن الناس من يستعمل في صنعة دهن الزعفران الزيت المطيب أعني المعفص الذي يعمل منه دهن الحناء وأقوى دهن الزعفران فعلاً ما كان منه مشبعاً من رائحة الزعفران، ويصلح للعلاج وبعده ما فاحت منه رائحة المر وقوة دهن الزعفران مسخنة منومة، وكذا كثيراً ما يوافق المبرسمين إذا دهن به أو اشتم أو دهن به المنخران ويفتح الأورام وينقي القروح ويوافق صلابة الرحم وانضمامه والقروح الخبيثة العارضة فيه إذا خلط بموم وزعفران ومخ وضعفه زيت لأنه ينضج ويلين ويسكن ويرطب ويصلح للزرقة إذا اكتحل به بالماء، والذين لا يقدرون أن يستقبلوا ضوء الشمس وقد يشاكل هذا الدهن الدهن الذي يقال له وهو المتخذ من الرند وهو أظفار الطيب ودهن الميعة وهي الأصطرك ودهن الحناء، وإنما تختلف أسماؤها فقط.

دهن الحناء: ديسقوريدوس: خذ من الزيت الإنفاق المغسول جزءاً ومن ماء المطر نصف جزء وصب بعضه على الزيت وبل ببعضه الأفاويه التي تريد أن تعفص بها الزيت، وخذ من الدارشيشعان خمسة أرطال ونصفاً، ومن قصب الذريرة ستة أرطال ونصفاً ومن المر رطلاً ومن القردمانا ثلاثة أرطال وتسعة أواق ومن الزيت تسعة أرطال وخمسة أواق ودق الدارشيشعان وبله بماء وألقه على الزيت وأغله معه، وخذ المر ودقه في خمر عتيق طيب الرائحة وخذ القصب ودقه وألقه على المر واعجنه به، وأخرج الدارشيشعان من الزيت وألق على الزيت القصب المعجون بالمر واغله فإذا غلي فصفه من القدر وصبه على القردمانا المدقوقة المعجونة بباقي الماء ولا تزال تحركه بمحراك خشب حتى يبرد ثم صفه والق على الثمانية وعشرين رطلاً من الزيت تسعة وأربعين رطلاً وثمانية أواق من زهر الحناء ودعه يبتل يوماً وليلة ثم صيره في قفه واعصره، فإن أحببت أن تستكثر من دهن الحناء فخذ من زهر الحناء طرياً مثل المقدار الذي أخذته أولاً فألقه على مقدار من الزيت مثل المقدار الذي ذكرنا أولاً واعصره، وإن أحببت أن تجدد في الدهن زهر الحناء ثانية وثالثة فألق منه على الدهن في كل مرة مثل المقدار الأول فإنك إذا فعلت ذلك قويته، وينبغي أن يختار من دهن الحناء ما كان منه طيب الرائحة ساطعها، ومن الناس من يخلط أيضاً دارصيني بالأفاويه التي ذكرنا آنفاً، ودهن الحناء له قوة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه العروق موافقة لأوجاع الرحم والأعصاب ولمن به شوصة، ولكسر العظام إن استعمل وحده أو خلط بموم مداف بزيت عذب، وقد يقع في أخلاط المراهم الموافقة للفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف والخناق والأورام الحارة العارضة في الأرنبة وقد يقع في أخلاط الأدهان المحللة للأعياء. التميمي: دهن فاغية الحناء خاصيته تقوية شعور النساء وتكثيفها وتربيتها ويكسبها حمرة وطيباً.

دهن الايرسا: هو السوسن الاسمانجوني. ديسقوريدوس: خذ من قشر الكفرى ستة أرطال وثمانية أواق ومن الزيت تسعة أرطال وخمسة أواق ودق قشر الكفرى دقاقاً ناعماً بتسعة أرطال ونصف ماء، وصيره في قدر نحاس مع الزيت واطبخه حتى تعبق بالزيت رائحته، ثم صفِّه في إجانة ملطخة بعسل، والدهن الفائق من إدهان الإيرسا من هذا الزيت يعمل ومن الناس من يأخذ من الزيت تسعة أرطال ومن عود البلسان خمسة أرطال وأوقية ويدقونه ثم يطبخونه بالزيت ثم يخرجونه منه ويلقون على الزيت من قصب الذريرة مدقوقاً تسعة أرطال وعشرة أواق ومن المر قطعة منقعة بخمر عتيق طيب الرائحة بهذا التعفيص الثاني والأول أجود منه، ثم يؤخذ من الزيت المعفص المطيب أربعة عشر رطلاً وألق عليه من الإيرسا مدقوقاً بوزنه ودعه يومين وليلتين، ثم اعصره عصراً شديداً فإن أحببت أن تزيد في قوة الدهن فجدد فيه من الإيرسا بوزن الأول وافعل به ذلك مرتين أو ثلاثة واعصره، وأقوى ما يكون من دهن الإيرسا ما لم تفح منه رائحة شيء آخر غير الإيرسا فقط، ودهن الإيرسا التي من البلاد التي يقال لها فرعي ومن البلاد التي يقال لها قيلقا، ومن المدينة التي يقال لها أخانيا، ومن المدينة التي يقال لها إيلس التي من البلاد التي يقال لها أفانيا هو على هذه الصفة وهذا الدهن قوته ملينة وينقى الخشكريشة والعفونات والأوساخ ويوافق أوجاع الرحم وأورامه الحارة وانضمام فمه ويخرج الجنين، ويفتح أفواه البواسير ويوافق ذوي الأدر إذا استعمل بالخل والسذاب واللوز المر، ويوافق النزلات المزمنة ونتن الأنف إذا دهن به المنخران، وإذا شرب منه مقدار أوقية ونصف أسهل البطن، ويصلح لمن عرض له القولنج المسمى إيلاوس، ويدر البول والطمث ويسلس القيء على من عسر عليه إذا دهنت به لأصابع أو الريش، الذي يتقيأ به، ويصلح لمن به خناق أو خشونة في قصبة الرئة، وإذا تحنك. به أو تغرغر مع ماء القراطن وقد يسقى منه من شرب البنج والفطر والكزبرة.

دهن عصير العنب: ديسقوريدوس: هو في الجملة يعمل من زيت أنفاق وأذخر وقصب الذريرة والدواء الذي يقال له باليونانية ناردين أقليطي وهو السنبل الرومي وقشر الكفرى ودارشيشعان وإكليل الملك وقسط وعصير العنب وتصير بقل العنب فوق الإناء الذي فيه الأفاويه والعصير والزيت ويحرك ثلاثين يوماً كل يوم مرتين ثم يعصر ويخزن، وقوة دهن عصير العنب مسخنة ملينة مسكنة للنافض ولكل أوجاع الأعصاب ولأوجاع الرحم وهو أنفع الأدهان المحللة للأعياء لتليينه.

دهن الدارصيني: ديسقوريدوس: يعمل من دهن البان إذا عفص بعود البلسان وقصب الذريرة وأذخر وطيب بدارصيني وحب بلسان ومر أربعة أضعف الدارصيني، ويستعمل بعسل في عجن الأفاويه، وأجود ما يكون من دهن الدارصيني ما لم يكن حاد رائحة بل خفيها وكانت رائحة المر منه غالبة وكان ثخيناً طيب الرائحة جدًا مر الطعم، فأما ما كان منه على هذه الصفة فإن ثخنه إنما هو من المر لا من الراتينج لأن الراتينج ليست له مرارة ولا طيب رائحة، ودهن الدارصيني حار جداً مسخن مر المذاق ويفتح أفواه العروق ويحلل ويذوب ويجذب رطوبات ورياحاً، ويورث الرأس ثقلاً ويصلح لأوجاع الرحم إذا خلط بضعفه زيتاً وموم ومخ فإنه إذا كان هكذا بطل أكثر حدته وصار مليناً فإن لم يعمل هكذا فإنه يحرق ويصلب أكثر من باقي الأدهان الثخينة، وإذا خلط بالقردمانا صلح للنواصير والأدوية المعفنة ولأدرة الماء وللقروح التي تسمى الجمر والورم الذي يسمى غنفرانا، وإذا تمسح به كان صالحاً للنافض العارض بدور والارتعاش ولمن نهشه شيء من ذوات السموم، وإذا خلط به الغض من التين ووضع على لسعة العقرب ولسعة الرتيلاء ينفع منها.

دهن الناردين: ديسقوريدوس: دهن الناردين له ضروب من الصنعة، وذلك أنه إنما ربما عمل بالساذج وربما لم يعمل به، وأكثر ذلك إنما يعمل من دهن البان أو من زيت الأنفاق ويستعمل الأذخر في تعفيص الدهن ويلقى فيه لطيبه قسطاً وحماماً وناردين وهو سنبل هندي ومر وبلسان، وأجود ما يكون من دهن الناردين ما كان رقيقاً ليس بحادّ الرائحة طيب رائحته شبيه بطيب الناردين اليابس أو الحماما، وقوة دهن الناردين مسخنة ملطفة حارة جالية محللة، ودهن الناردين رقيق وليس بثخين وإن لم يكن فيه راتينج، وقد يعمل على جهة أخرى منه بزيت إنفاق وأذخر وقصب الذريرة وقسط وناردين. المنهاج: ينفع من وجع المعدة والكبد والقولنج وبرد الجوف إذا شرب أو تضمد به أو احتقن به، ومن برد الأعضاء إذا تمرخ به ولوجع الرحم إذا احتملته المرأة أو احتقنت به لوجع الأذن إذا قطر فيها، وينفع من الصداع والشقيقة إذا استعط به ولاسترخاء المثانة إذا زرق في القضيب.

دهن الحلبة: ديسقوريدوس: خذ من الحلبة تسعة أرطال ومن الزيت خمسة أرطال ومن قصب الذريرة رطلاً ومن السعد رطلين، وانقعهما في زيت سبعة أيام وحركه في كل يوم ثلاث مرات، ثم اعصره واخزنه، ومن الناس من يستعمل بدل قصب الذريرة قردمانا وبدل السعد عود البلسان، ومن الناس من بعفص الزيت بهذه الأدوية ثم بعد ذلك ينفع فيه الحلبة ويعصره، وله قوة ملينة للدبيلة منضجة ويوافق جد الصلابة العارضة في الرحم، ويستعمل منه حقنة لرحم المرأة التي تعسر ولادتها إذا جف يخرج الرطوبات منه وينفع من أورام المقعدة ويحتقن به من الزحير وينتفع به، وقد يحتقن به للمغص وينتفع به ويجلو نخالة الرأس وقروحه الرطبة، وينفع إذا خلط بالشمع من الحرق والشقاق العارض من البرد وقد يخلط بأدوية الكلف وبالغمر واختر منه ما كان حديثاًً لا يظهر منه رائحة الحلبة ظهوراً بيناً يبقى في اليد وفي طعمه حلاوة مع مرارة فإن أجوده ما كان على هذه الصفة.

دهن السذاب: ينفع من برد الكلي والمثانة والظهر والرحم واسترخاء العصب ووجع الجنبين، ويسكن الوجع المزمن ويحلل الرياح وينفع النافض إذا مرخ به البدن، ويسقى منه نصف أوقية في الحمام فإنه يبرىء من الرعشة مجرب وينفع من جميع الأوجاع التي تكون من أسفل البدن ويفتح سدد الآذان إذا قطر فيها، وينفع من أوجاعها الباردة، وإذا احتقن به نفع من أنواع المغص ومن القولنج الذي يكون عن خلط لزج وعن رياح غليظة، وصنعته: زيت أربعة أرطال ونصف، ورق السذاب الطري أربعة إواق، ماء عذب، رطل ونصف يطبخ بنار لينة في قدر نظيفة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ويبرد ويصفى.

دهن النسرين: التميمي: شمه واستنشاقه يسخن الدماغ البارد المزاج ويقويه ويحلل الرياح الكائنة في أغشيته ويخرجها بالعطاس وهو نافع من أوجاع الأرحام ومحلل لأورامها الباردة، وقد يختص دون سائر الأدهان بالنفع من الشوصة العارضة من سوء مزاج البلغم والمرة السوداء.

دهن البابونج: حار باعتدال مجفف باعتدال مسكن للأوجاع وينفع من الأعياء ومن الحمى العارضة من استحصاف الجلد، ويرخي المواضع الممتدة وينفع من الرياح الكائنة في المعي، ويحلل الأورام المركبة من البلغم والمرّة الصفراء، ومن البلغم والمرة السوداء، وسبيله أن تجعل نواره الأصفر رطباً بالزيت الأنفاق في الشمس الحارة أو يطبخ الزيت بنواره.

دهن السفرجل: ديسقوريدوس: خذ من الزيت ستة أقساط ومن الماء عشرة أقساط واخلطهما واطرح عليهما من قشر الكفري مرضوضاً ثلاثة أواق، ومن الأذخر أوقية ودعهما يوماً واحداً ثم اطبخهما، ثم صف الدهن وصيره في إناء واسع على فمه قطعة بارية أو حصير متخلخلان وضع عليه سفرجلاً وغطه بثياب ودعه أياماً كثيرة حتى تصير قوته في الدهن، ومن الناس من يلقي السفرجل في ثياب ويدعه عشرة أيام ملفوفاً ليحتقن فيه طيب الرائحة ولا يتحلل، ثم من بعد ينقعونه في الزيت يومين وليلتين ويعصرونه ويخزنونه، وله قوة قابضة، ويصلح للقروح الجربة ونخالة الرأس والشقاق العارض من البرد والنملة والقروح في الفم إذا حقن به الرحم، وينفع القروح العتيقة والحكة فيها، وينفع من حرقة البول إذا حقن به الذكر ويحقن العرق، وقد يشرب للذراريح فينتفع به والجيد ما سطعت منه رائحة السفرجل. غيره: مائل للقبض والبرد نافع من نفث الدم والصداع الحار والزكام الحار وأورام الكبد والإسهال المزمن المتواتر المتولد من قبل الحر والزحير، وإذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء نفعاً بيناً، وإذا عجن به الحناء وحمل على البثر نفعه.

دهن زهرة الكرم: ديسقوريدوس: خذ زهرة الكرم وأذبلها وانقعها في زيت إنفاق وحركه، ودعها فيه يومين ثم من بعد ذلك اعصرها واخزن الدهن فله قوة قابضة شبيهة بقوة دهن الورد ما خلا أنه ليس يطلق البطن، وأجود هذا الدهن أيضاً ما سطعت منه رائحة زهرة الكرم.

دهن الكفري: ديسقوريدوس: خذ قشر الكفري وهو الطلع فقشره ورضه وصيره في إجانة وصب عليه زيت أنفاق وحركه حركة دائمة ثلاثة أيام وصيره في حلة خوص واعصره، وليكن الزيت وقشر الكفري متساويي الوزن واخزنه في آنية نظيفة واستعمله، وله قوّة مشاكلة لقوة دهن الورد غير أنه لا يلين البطن.

دهن الورد: ديسقوريدوس: له قوة قابضة مبردة ويصلح الأدهان وليخلط بالضمادات ويسهل البطن إذا شرب ويطفىء التهاب المعدة ويبني اللحم في القروح العميقة، ويسكن رداءة القروح الرديئة ويدهن به لقروح الرأس الرطبة ويدهن به الرأس في ابتداء الصداع، ويتمضمض به لوجع الأسنان، ويصلح للجفون التي فيها غلظ إذا اكتحل به، وإذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء والرحم. ابن سينا: يزيد في قوّة الدماغ والفهم نطولاً ويطلق إذا وجد مادة تحتاج إلى الإزلاق، وهو يحبس الإسهال المراري شرباً. ابن زهر: يبرد تبريداً يسيراً، وهو إلى اليبس والرطوبة إما معتدل أو قريب من الاعتدال، وهو إلى التجفيف أميل يقوي الأعضاء ويردع ما ينصب إليها عنها ويحلل ما يمكن مما حصل فيها، ولست أعرف شيئاً للجراحات ينفع من شدة ألمها في أول أمرها ويحلل النفخ عنها مثل دهن الورد، ويفعل في هذه المواضع مالا يصدق بمنزلة السحر. سفيان الأندلسي: دهن الورد العطر كان على زيت أو على شيرج يسكن أوجاع الدماغ مضروباً بالخل، وينفع من أورام الدماغ الحارة والباردة إذا ضرب بالخل وغمست فيه خرق وكرر وضعها عليه مراراً، والذي على الشيرج أكثر تسكيناً للأوجاع والذي على الزيت أكثر تقوية. التميمي: وقد بات به السفوفات الحابسة والبزورات المحمصة فيقوي فعلها في الإمساك والتكسين للأوجاع في المعي المستقيم، وينفع من وجع الأذن الحار السبب ومن ضربانها إذا قتر في قطنة وقطر في الأذن منه قطرات، مسكن للضربان المؤلم وقد يزيل الضربان الكائن عن الأورام الحارة الكائنة عند انصباب المرّة الصفراء والدم الحريف إلى الأعضاء الشديدة الحس، وإن مسح به البدن وجميع الأعضاء مضروباً بماء الآس الرطب مع خل خمر قطع انبعاث الدم من العرق المفرط، وإن ضرب بعصارة حماض الأترج أو بعصارة لب الخيار ودلك به أسفل قدم المحموم بيعض الحميات الحارة الكائن فيها الصداع الشديد حط البخار المولد للصداع وسكنه وإن احتقن به مفتراً وقد ديف فيه صفرة بيضة مشوية نفع من قرحة المعي الكائنة في المعي المستقيم ونفع من الزجير وأدمل الشجوج، وإن عولجت به الجراحات الغائرة أنبت فيها اللحم وأدملها، وهو بالجملة نافع من القروح والبثور الحارة السبب الكائنة في سطح الجسد وفي باطنه مبرد لها مجفف لرطوباتها، وقد ينفع من النملة وتقشر الجلد وداء الحية، وقد يحل به القيروطي ويطلي على الأورام الحارة والحمرة فيدملها ويبردها ويسكن ضربانها وأوجاعها، وخاصة إن ديف فيه شيء من كافور رباحي مسحوق وينفع من سقي شيئاً من الأدوية القتالة كالنورة والزرنيخ والصابون والذراريح وما جرى مجرى ذلك، فينبغي أن يسقى منه لمن احتاج إلى شربه في هذه المواضع وزن أوقية بماء الشبت المطبوخ ويقيأ به ويعاد شربه والقيء به ثانية ثم يسقى به وزن خمسة دراهم مع وزن درهم من الترياق الفاروق فإنه عند ذلك يأمن غائلته. وصنعته من ديسقوريدوس: خذ من الأذخر ثلاثة أرطال وثمانية أواق ومن الزيت عشرين رطلاً وخمسة أواق ودق الأذخر واعجنه بماء ثم زد فيه من الماء بقدر ما يغمره واطبخه بالزيت وحركه في طبخك إياه ثم صفَه ثم اطرح عليه ألف وردة منقاة من أقماعها لم يصبها الماء ولطخ يدك بعسل طيب الرائحة وحركه كثيراً وفي تحريكك له اعصره عصراً رفيقاً ودعه يستنقع ليلة ثم اعصره، فإذا رسب عصيره فصيره في إجانة ملطخة بعسل ثم صير ثفل الورد في إناء ثم صب عليه عشرين رطلاً وثلاثة أواق من زيت قد عفص واعصرها ثانية، وإن أحببت فانقع العصارة في زيت ثالثة واعصرها رابعة فإنها تجيبك في المرة الأولى أول في القوّة، وفي المرة الثانية ثانياً وفي الثالثة ثالثاً، وفي الرابعة رابعاً، ولطخ الإناء بالعسل في كل مرة تريد أن تعمل، وإن أحببت أن تنقع الورد ثانية في الدهن الذي عصرته أوّلاً فاطرح عليه من الورد الطري الذي لم يمسه ماء على علا الأوّل وحركه بيدك وقد لطختها بعسل واعصره واعمل الثاني والثالث والرابع كما وصفنا أولاً فإن أحببت أيضاً أن تلقي على الدهن الأوّل ورداً فالق ويكون طرياً، فإنك كلما جمدت فيه الورد قويته، وإنما يحتمل أن يبدل فيه الورد سبعة مرار فإن أكثر من ذلك فليس يحتمل ولطخ المعصرة بعسل، وينبغي أن يستقصي تمييز الدهن من عصارة الورد فإنه إن بقيت فيه منه بقية أفسدت الدهن وإن كانت قليلة، ومن الناس من  يدق الورد وينفعه في الزيت ويبدله في كل سبعة أيام ويفعل ذلك ثلاث مرات ثم يعكره بيده ثم يخزنه، ومن الناس من يعفص الزيت بقصب الذريرة ودارشيشعان، ومنهم من يلقي فيه خس الحمار لتحسين لونه وملحاً لئلا يفسد.

دهن البنفسج: يبرد ويرطب وينوم ويعدل الحرارة التي لم تعتدل، وهو طلاء جيد للجرب وينفع من الحرارة والحرافة التي تكون في الجسد، ومن الصداع الحار الكائن في الرأس سعوطاً، وإذا قطر الحديث منه في الإحليل سكن حرقته وسكن حرقة المثانة، وإذا حل فيه شمع مقصور أبيض ودهن به صدور الصبيان نفعهم من السعال منفعة قوية، ونفع من يبس الخياشم وانتثار شعر اللحية والرأس وتقصفه وانتثار شعر الحاجبين دهناً، وإذا تحسى منه على الريق في حوض الحمام وزن درهمين بعد التعرف على الريق نفع من ضيق النفس وتعاهد المستعمل منه في كل جمعة مرة واحدة. المنهاج: هو ملين لصلابة المفاصل والعصب ويسهل حركة المفاصل ويحفظ صحة الأظفار طلاء وينوم أصحاب السهر لا سيما ما عمل منه بحب القرع واللوز ويعتاض عنه بدهن اللينوفر، وصنعته العاهة: أن يقطف من عيدانه ويرمى في طنجير فيه شيرج طري ويغلى فيه أو يشمس في شمس حارة أياماً كثيرة حتى تخرج قوته في الشيرج، ثم يعصر ويرمى بثفله ويرفع الدهن ويكون مقداره أربع أواقي من زهر البنفسج لكل رطل من الشيرج، وهكذا يتخذ الدهن من سائر الأدهان أيضاً، وقد يتخذه أهل العراق على وجه آخر كما ذكره أمين الدولة ابن التلميذ، وهو أن يؤخذ سمسم مقشور مخلوع غير مقلو مجفف، ويجعل في كيس كرباس جديد ساق وسمسم وساق زهر بنفسج منقى مقطوع الساق غير مبلول لا كثير التندية فيعفن ولا قليلها بل متوسط، ويشد رأس الكيس ويغطى الكيس بخرقة كرباس ويترك ثلاثة أيام أو أربعة ويخرج ويبسط على إزار كرباس في غرفة لا يقربه دخان البتة حتى يجف ويرمى عنه البنفسج يفعل ذلك به ثلاث مرات أو أربعة أو أكثر على قدر ما يقيم البنفسج، ثم يبسط ويجفف تجفيفاً جيداً ويطحن ويستخرج دهنه ويجعل في إناء زجاج، وكلما ركد في أسفل الإناء شيء روق إلى إناء آخر يفعل به ذلك مراراً عدة حتى يصفو، وعلى هذا المثال يتخذ دهن البنفسج بلب اللوز الحلو، وكذا يفعل بدهن الورد والنيلوفر والنرجس والخلاف وغيره من الأزهار.

دهن النيلوفر: هو بارد رطب، وقالت الأطباء: منافعه كمنافع دهن البنفسج إلا أنه أقوى فعلاً منه في الصداع الحار، فإنه ينفع منه منفعة بالغة وهو يقوم مقامه في غير ذلك واتخاذه كما وصفنا لك في دهن البنفسج سواء.

دهن فقاح الخلاف: التميمي: يتخذ من فقاحه وهي السنابل الناعمة التي في أغصانه المكتسية بها على نحو ما ذكرته في دهن البنفسج وهو بارد مجفف بخاصية فيه يسكن الصداع الكائن من الحرارة المفرطة، وبخار المرة الصفراء والدم الحريف، قامع لما يتصاعد إلى الرأس من الأبخرة الحارة إذا استنشق منه أو استعط به، وقد يستعمل مكان دهن الورد ويقوم مقامه.

??دهن الخيري: التميمي: لطيف محلل موافق للجراحات وخاصة ما عمل من الأصفر منه وهو شديد التحليل لأورام الرحم والأورام الكائنة في المفاصل، ولما يعرض من التعقد والتحجر في الأعصاب والتقبض وفعله في ذلك أكثر من جميع الأدهان المحللة المتخذة من سائر الأزهار، وقد يقوي شعر الرأس ويكثفه ويدخل في المراهم المحللة للخراجات، وصنعته كصنعة دهن البنفسج إن اتخذ بلوز.

دهن الزنبق: سليم بن حسان: يربى السمسم بنوّار الياسمين الأبيض ثم يعتصر منه دهن يقال له الزنبق. غيره: دهن الياسمين حار يابس نافع من الفالج والصرع واللقوة والشقيقة الباردة والصداع البارد إذا دهنت به الصدغان أو قطر في الأنف منه، وإذا تمرخ به جلب العرق وحلل الإعياء، ونفع من وجع المفاصل، وإن عمل منه مع الشمع الأبيض قيروطي وحمل على الأورام الصلبة أنضجها وحللها، وإذا دق ورق الياسمين الرطب وأغلى بدهن الخل قام مقام الزنبق. الطبري: دهن الزنبق عجيب شديد النفع لمن أخذت خصاه أن تعظم وترم بأن يقطر منه في إحليله مراراً.

دهن الحسك: ابن سرانيون: ينفع من وجع المفاصل ويحسن اللون ويزيد في الباه ويحث على الجماع وينفع الكلي والظهر وإذا شرب منه أوقية واحدة بميبختج أو نبيذ ويصب في الحقنة فينفع جداً. غيره: مفتت للحصاة في الكلي والمثانة ذرقاً ومروخاً يدهن به ما سفل من فقارات الظهر والخواصر والأنثيين وينفع من عسر البول منفعة عجيبة، وقد يدخل في القيروطي وفي المراهم المحللة للأورام الحارة، وصنعته كما يصنع سائر الأدهان من تربيته أما في السمسم بالدهن الركابي أو دهن السمسم وتعيد عليه الحسك ثلاث مرات وإن شئت صنعته بأن ترضه وتلقي عليه الدهن والماء وتحمله على النار وتصفيه وترفعه كما تقدم.

دهن نوار القندول: التميمي: هذا دهن نوار شجرة تسمى بالشام القندول وهي شجر كبار ذات شوك حاد منتظم على أغصانها وقضبانها كمثل شوك أم غيلان، وينبت كثيراً بجبال بيت المقدس وهو يزهر في شهر أذار وهو أصفر اللون في صورة العصافير رؤوسها وأجنحتها، ونواره شبيه بنوار شجر النشر المسمى شجر الذهب، وقد يلقط هذا النوار من شجره ويستكثر من لقاطه وجمعه، فمن الناس من يربيه بالسمسم المخلوع المشمس على مسوح الشعر، وإذا اشتد حماره في الشمس بسط نوار القندول وهو طري على أزر كتان بسطاً رقيقاً، ويذر عليه من السمسم المحمى مقدار ما يعمه ويغطي بإزار آخر ويترك يوماً وليلة، فإذا كان ضحى النهار غربل السمسم عن النوار وأعيد إلى الشمس مبسوطاً على مسح الشعر وترك في الشمس في أوان الظهر ليحمي وينشف ما اكتسبه من رطوبة النوار ثم يجد له زهر ثانياً ويذر عليه فوق الإزار على الرسم ويغطي بإزار آخر ويترك باقي يومه وليلته يفعل به مثل ذلك ثلاث مرات أو أربعاً ليأخذ السمسم قوته وذكاء رائحته، وذلك أن رائحته تؤدي إلى رائحة عسل اللبني وهو الميعة البيضاء العطرية، فإذا تناهت تربيته غربل وطحن السمسم مع النوار جميعاً، ثم يعصر على التخت ويجلس دهنه كما يجلس سائر أدهان الأزهار ويرفع لوقت الحاجة إليه، ومن الناس من يأخذ له من الشيرج المخلوع نحو رطلين أو أكثر فيجعله في إناء زجاج رقيق، ويكون في الإناء فضل سعة عن الدهن ويلقى فيه كل يوم حصة من نوار القندول ويشد رأسه بخرقة شرب ويجعله في الشمس، ولا تزال تطعمه النوار ما بين كل يومين قبضة إلى أن يكتفي وتتركه في ذلك الإناء مع الدهن حتى تنشف الشمس رطوبة النوار، فإذا جف النوار في الدهن قلب على منخل شعر وترك حتى يصفو الدهن ويعتصر ثخين النوار فيرمي به ويرفع الدهن في ظرف زجاج لوقت الحاجة إليه وهو دهن ذكي الرائحة حار يابس في الدرجة الثانية نافع من الرياح الناشئة في المفاصل وفي الأعضاء محلل لها نافع من أوجاع النقرس والمفاصل الباردة السبب إذا تمرخ به وقد يسخن الأعضاء الباردة والكلي والمثانة ويقوي شهوة الباء ويعين على الجماع ويقوي على الإنعاظ إِذا مرخ به أسفل الظهر والحالبين والإحليل والأنثيين والمثانة ويحلل الأورام الصلبة والجاسية الباردة السبب، وقد ينفع شمه والتنشق منه من أوجاع الرأس الباردة السبب. والزكام والنزلات والشقيقة والصداع المزمن البارد، وإذا استعط بشيء منه حلل الرياح المستكنة في أغشية الدماغ وفتح السدد، وينفع من اللقوة واسترخاء الأعضاء، وقد يعقل الطبيعة إذا سكب منه في الحقن الحابسة للبطن، وقد يقوي فم المعدة الباردة الضعيفة إذا مرخت به أو شرب منه ببعض الأدوية والأشربة المسخنة مثل شراب الراسن أو شراب الجزر أو شراب الميبة المطيبة.

دهن القرع: المجوسي: بارد رطب ينفع من حرارة الدماغ ويبسه إذا استعط به لأصحاب السرسام والمالنخوليا إذا استنشق أو صب على رؤوسهم مع يسير خل خمر، وينفع من كل حرارة تعرض في البدن. صنعته: أن يؤخذ القرع الكبار فيقشر ويدق ويعصر ماؤه ويؤخذ من مائه أربعة أجزاء ومن الشيرح الطري جزء ويطبخ بنار لينة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ويعتبر هل بقي من الماء شيء أم لا بإدخال عود على رأسه قطن إلى أسفل الإناء الذي فيه الدهن ثم يخرج ويشعل بالنار فإن لم تسمع له نشيش واشتعل فما بقي فيه من الماء شيء، وأما استخراج دهن حب القرع فهو أن يقشر ويدق وينعم ويرش عليه الماء الحار ويعجن إلى أن يخرج دهنه. غيره: دهن لب القرع صنعته كصنعة اللوز وسائر الحبوب، وكذا البطيخ والقثاء والخيار نافع من الصفراء والحر والصداع وخشونة الأنف ويقطر منه لمثل هذا وحده أو بلبن امرأة فإنه يجلب نوماً معتدلاً ومنافع دهن البطيخ والقثاء والخيار مثل منفعة دهن حب القرع إلا أن دهن البطيخ قد يستعمل في علل الأحليل من الحرقة والحصا.

دهن الأملج: يسود الشعر ويقويه ويخشنه ويطيله ويحفظه من الانتثار والتقصف، وصفته أملج منقى من النوى وآس وقشور أصل الصنوبر بالسوية يطبخ بالماء جيداً ويصفى ويصب عليه مثل نصفه من الشيرج، ويطبخ بنار لينة في قدر مضاعفة حتى يفنى الماء ويبقى الدهن ويرفع لوقت الحاجة إليه.

دهن الآجر: ويسمى الدهن المبارك ودهن المنفذ أيضاً. الزهراوي: منافع هذا الدهن كمنافع دهن النفط إلا أنه أحر وألطف جوهراً من النفط وأشرع غوصاً في الأبدان وأكثر نفعاً في الأبدان الباردة البلغمانية، ومن لطافته أنه متى دهن به باطن الكف نفذ إلى ظاهره بسرعة، وإن سقطت منه نقطة في بعض الأجسام من النبات أو غيره انبسطت تلك النقطة وأخذت مكاناً واسعاً، وإن شرب منه قدر مثقال نفع من الحصاة وعلل المثانة ويدر البول حتى أنه يشم رائحته في البول، وإن شرب منه قدر مثقالين لين بشراب أو بشيء من لبن قتل جميع الدود والحيات التي في البطن، ونفع من الأمغاص وجميع الأوجاع التي تكون من البرد، وإن قطر منه في الأذن نفع من جميع عللها الباردة وقتل الدود المتولد فيها ونفع من الفالج واللقوة نفعاً عظيماً إذا دهن به أو شرب وينفع من عرق النسا ومن أوجاع المفاصل والظهر، وإن حل فيه الأشق وعمل منه ضماد على الطحال أذهب ورمه الصلب في أقرب مدة وكذا يفعل في جميع الأورام الصلبة التي يكون سببها من البرد، وإن قطر منه قطرات في أنف المصروع نفعه ونفع من انسداد الخياشيم ويسخن الدماغ، وإن دهن به مؤخر الدماغ نفع من النسيان، وإن قطر منه في السن الوجعة أذهب وجعها، وإن استعمل في فرزجة أدر الطمث بسرعة وأخرج الجنين الحي والميت، وإن احتمل في صوفة قتل الدود الصغار التي تكون في المقعدة، وقد يفتح أفواه العروق وبحلل الدم الجامد، وإن قطر منه شيء على شراب الزوفا وشرب نقى الرئة من الفضول الغليظة ونفع من ضيق النفس، وإن دهن به ظاهر البدن نفع من برد الهواء، وإن اكتحل به نفع من الماء النازل إلى العين وربما أبرأه، وينفع من جميع السموم الباردة ومن لسع العقارب ومن شرب الأفيون والبنج واليبروح، وما أشبه ذلك ومنافعه لذلك كثيرة. وهذه صفته: تأخذ من الزيت العتيق المقدار الذي تريد وتأخذ من الآجر الأحمر الذي لم يمسه ماء فتكسره قطعاً قطعاً كل قطعة من أوقية أو أوقيتين وتوقد عليه النار حتى يحمى، ثم تأخذها واحدة واحدة وتطفئها بالزيت حتى يفرغ جميعها وتدقها دقاً جريشاً. وتمد منها بطون اليقطين المزججة المصابرة للنار بعد أن تجعل عليها طين الحكمة وتعلقها في الفرن على هيئة يقطين الماورد، ولا يكون بينها وبين النار حجاب، ثم انصب على البطون رؤوسها وطين أوصالها بطين الحكمة واترك ذلك حتى يجف جميع ذلك، ثم أدخل النار تحت البطون برفق كلما سخنت البطون شددت النار فلا تزال تشده حتى ترى الماء يقطر أحمر شديد الحمرة، وتحفظ أن لا تدب النار إلى الدهن القاطر فإنها تتعلق به فلا تستطيع أن تطفئه، وفي ذلك كله تشد النار حتى لا يبقى يقطر شيئاً من الدهن وتترك الفرن يبرد حتى تخرج الأثفال من البطون وتجعل غيرها إن سلمت البطون وإلا عوضت من المكسور آخر وأحكمت طينه وشددت رأسه وقطرت فيها حتى تأخذ حاجتك منه وترفعه في قارورة وتسد عليه لئلا يخرج منه شيء، وتستعمله في علاج الأمراض الباردة المتقدمة الذكر وهو من أسرار الطب المكتوم لم أخذه تقليداً.

دهن الغار: ديسقوريدوس: يصنع دهن الغار من حبه إذا أدرك ويطبخ بالماء حتى يظهر حينئذ على قشره دسم وتمسح بالأيدي وتجمع في صدفة، ومن الناس من يعفص الزيت الإنفاق بالسعد والأذخر وقصب الذريرة، ومن بعد ذلك يلقون فيه ورق الغار الطري ويطبخونه، ومن الناس من يطرح مع ورق الغار حبه وكلهم يطبخونه حتى تعبق به رائحته جداً، ومن الناس من يخلط به ميعة وآساً وأصلح الغار ليعمل منه دهن ما كان منه جبلياً عريض الورق، وأجود منه ما كان حديثاً أخضر شديدة المرارة حريفاً له قوّة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه العروق محللة للأعياء، ويوافق كل وجع من أوجاع الأعصاب والاقشعرار وأوجاع الأذن والنزلات والصداع وإذا شرب غنى شاربه. غيره: ينفع من الحكة والجرب والقوابي العارضة من البلغم المالح إذا دهن به في الحمام، ويقتل الديدان والقمل والصبيان وينفع من الأبرئة ومن داء الثعلب. المجوسي: نافع من الاختلاج والأمراض الباردة وسائر أوجاع العصب والشقيقة إذا كانت من برد ورطوبة.

دهن شجرة المصطكي: ديسقوريدوس: يعمل من ورقها وثمرتها إذا أدركت كما يعمل دهن الغار وكما يعفص أيضاً، ويبرىء المواشي والكلاب من الجرب، وقد يقع في أخلاط الفرزجات والأدهان المحللة للأعياء، وفي مراهم الجرب المتقرح والجذام ويحقن العرق.

دهن المصطكي: ديسقوريدوس: يعمل من المصطكي وهو مسحوق بعد تعفيص الزيت ويصلح لأوجاع الأرحام كلها لإسخانه برفق وقبضه وتليينه، ويصلح أيضاً للضمادات التي تضمد بها المعدة مثل القيروطي، ولمن به إسهال مزمن ولمن به قرحة الأمعاء وقرحة السل، ولما يعرض في الوجه من الآثار التي من فضول البدن بجلائه وتحسينه اللون، وقد يعمل منه شيء فائق من الجزيرة التي يقال لها حيوس. غيره: ينفع من ضعف المعدة ويصنع أيضاً على جهة أخرى، وهو أن يؤخذ دهن خل ثلاثة أرطال مصطكي ستة أواق يطبخ بنار لينة في قدر مضاعفة حتى تذوب المصطكي في الدهن ويتحد به، ويترك على النار ويبرد ويرفع لوقت الحاجة.

دهن الخروع: جالينوس في السادسة: في ذكر الزيت الدهن الذي يكون من الخروع أشبه شيء بالزيت العتيق، ولذلك ينبغي أن يستعمل بدله وهو أكثر تحليلاً من الزيت الحديث وألطف. جالينوس في السابعة: أما دهن الخروع فهو أحد وألطف من الزيت الساذج فهو لذلك أكثر تحليلاً منه. ديسقوريدوس: ودهن الخروع يصلح للجرب والقروح الرطبة التي تكون في الرأس والأورام الحارة التي تكون في المقعدة ولانضمام فم الرحم ولانقلابه والآثار السمجة العارضة من الاندمال، ولوجع الآذان. وإذا خالط بعض المراهم قوى فعله، وإذا شرب أسهل وأخرج الدود الذي في البطن. الرازي: منق للعصب من اللزوجات التي ترتبك فيه. غيره: له جلاء كثير ولطافة بينة. ديسقوريدوس: ودهن الخروع يصنع هكذا يؤخذ من حب الخروع المستحكم في شجره ما أحببت وشمسه فإذا تشقق قشره وتساقط عنه فاجمع ما في داخله وصيره في هاون ودقه ناعماً، ثم اطرحه في قدر مرصصة برصاص قلعي فيها ماء واغله، فإذا خرج دهنه كله فأنزل القدر عن النار وخذ الدهن بصدفة واخزنة، وأما المصريون فلأنهم يحتاجون منه إلى شيء كثير يعملونه عملاً آخر وهو أنهم بعد أن ينقوا حب الخروع يطبخونه ناعماً ويجعلونه في خلال خوص ويعصرونه بلولب. وعلامة استحكام الخروع تساقطه من قشره.

دهن اللوز المر: ديسقوريدوس: يصلح لأوجاع الأرحام وانقلابها وأورامها الحادة ووجعها الذي يعرض منه اختناق النسا والصداع، ووجع الأذن ودويها وطنينها وينفع من به وجع الكلي ومن به عسر البول، وإذا خلط بعسل، وأصل السوسن وشمع بدهن الحناء أو دهن ورد نفع من به حصاة أو ربو أو ورم في الطحال، ويقلع الآثار التي تكون في الوجه من فضول البدن، ويقلع الكلف ويبسط تشنج الوجه، وينفع من تكدر البصر وكلاله، وإذا خلط بخمر نفع القروح الرطبة التي تكون في الرأس والحرارة التي تكون في الوجه والنخالة ويستخرج كما يستخرج دهن الخروع.

دهن اللوز الحلو: معتدل البرد كثير الرطوبة ينفع من ورم الثدي ووجع المثانة إذا نالتهما حرارة، وينفع من عسر البول والحصا والقولنج وعضة الكلب الكلب، وينفع من الصداع ووجع المعدة والسرسام وخشونة الحلق وقصبة الرئة ومن السعال ويضر بالأعضاء والأحشاء الضعيفة. ابن رشيد: هو أفضل بكثير من دهن السمسم وهو أفضل الأدهان في الترطيب لأصحاب التشنج. غيره: إن لزوم فقار الظهر بدهن اللوز الحلو أمان من التقوس وهو الانحناء الشيخوخي.

دهن الجوز: المجوسي: قوي الحرارة محلل نافع لأصحاب اللقوة والفالج والتشنج إذا استعط به أو مرخ به البدن. المنهاج: ينفع من الأكلة والنواصير في نواحي العين وينفع أصحاب الأمزجة الباردة. التجربيين: دهن العتيق منه يلين العصب المتشنج وينفع من الأوجاع الباردة ومن القوباء منفعة بينة وينفع من داء الثعلب لطوخاً. الشريف: وإذا شرب منه ثلاثة دراهم نفع من وجع الورك مجرب لا سيما إذا فعل ذلك سبعة أيام متوالية فإن دلك به البدن قطع العمل مجرب.

دهن لب الخوخ: سفيان الأندلسي: نافع من دوي الآذان ويفتح سددها إذا تمودي عليه نفع من الطرش ووجع الأذن الباردة.

دهن لب نوى المشمش: يحلل أورام السفل وغلظ الشرج ويضمد للبواسير الباطنة منها والظاهرة لطوخاً والباطنة حمولاً وهو شبيه القوّة بدهن اللوز المر وينفع من الزحير الذي يكون من البرد والرطوبة.

دهن النارجيل: الرازي: مسخن للكلى. غيره: حار مسخن ينفع من نقصان الباه ويحد الذهن وينفع من وجع المثانة، وهو نافع من الريح العارضة في الظهر والوركين والبواسير المتولدة من المرة السوداء والبلغم إذا شرب مع دهن نوى المشمش أو الخوخ وإن طليت به البواسير نفع منها وهو محلل لما يلحج في المفاصل من البلغم اللزج الغليظ شرباً قي الأحشاء ومروخاً في الحمام.

دهن البان: ديسقوريدوس: وكما يصنع دهن اللوز كذا يصنع دهن البان، وله قوة يجلو ما يظهر في الوجه من الآثار العارضة من فضول البدن والرطوبات اللبنية والثآليل والأثار المسودة العارضة من اندمال القروح، ويسهل البطن وهو رديء للمعدة ويوافق وجع الآذان ودويها وطنينها إذا خلط بشحم البط وقطر فيها. المجوسي: ملين للعصب نافع من الشقاق الحادَث عن البرد في الشتاء. التجربتين: دهنه المطيب إذا دهن به الرأس نفع من الأوجاع الباردة منفعة بالغة، وإذا حل فيه العنبر وطيب بيسير مسك وطلي به مقدم الدماغ سخنه ونفع من توالي النزلات، وإذا قطر في الأذان نفع من أوجاعها الباردة وفتح سددها، وإذا تمضمض به نفع من وجع الضرس البارد السبب، وإذا دهنت به موضع الأوجاع الباردة حيثما كانت نفع منها، وإذا دهن به فقار المفلوج والمخدور نفعه، وإذا دهنت به المعدة وذر عليها مصطكي مسحوقاً قطع القيء البلغمي وقواها، وإذا غمست فيه قطنة أو قطعة لبد وهو حار ووضع على المعدة نفع من أوجاعها الباردة، وإذا حل فيه المصطكي ووضع على صلابة الكبد والطحال وتمودي عليه حللها وسخن مزاج الكبد الباردة.

دهن البزر: أبو حنيفة: وعكر البزر والبزر أيضاً بالفتح والكسر وهو دهن بزر الكتان.

ابن الجزار: حار رطب رديء للمعدة والمرّة والبصر ينفع من الرياح ومن ضربان العروق، ومن القروح التي في الأمعاء إذا خلط بدهن الورد واحتقن به، ومن القوابي وسائر القروح الظاهرة إذا طلي عليها. سفيان الأندلسي: إذا حل فيه السندروس على الصفة التي يستعملها الدهانون وطليت به الجراحات الطرية بدمها أدملها وجففها ومنعها من التقيح.

دهن الفستق: حار رطب ينفع من وجع الكبد عن رطوبة وغلظ ويستخرج دهنه كما يستخرج دهن اللوز وله خاصية بإضراره المعدة.

دهن البندق: يستخرج كاللوز أيضاً وهو حار رطب ينفع من السعال البارد ووجع الصدر والكبد البارد المزاج ويضر بالمعدة.

دهن البطم: ديسقوريدوس: يصنع كما يصنع دهن الغار كذلك يصنع دهن الحبة الخضراء وله تبريد وقبض كالذي لدهن الورد. الطبري: أنه يذيب الحصاة شرباً وخاصة حصا المثانة. ابن سينا: يقع في إدهان الإعياء ومراهمها وهو حار نافع للفالج واللقوة. التميمي: نافع من برد الأعضاء ومن أوجاع المفاصل والظهر والأوراك والركب إذا شرب منه على الحساء ومرخ به في الحمام أو في الشمس، ويسخن المعدة الباردة المزاج ويقوي هضمها إذا ادهنت أو أدخل في أضمدتها ويسخن الكلي الباردة ويفتح ما فيها من السدد سقياً ومروخاً.

دهن البنج: ديسقوريدوس: خذ من ثمره ما كان أبيض حديثاً يابساً وورقه واعجنه بماء حار ثم شمسه فما جف منه فاخلطه بالباقي ولا تزال تفعل به ذلك حتى يسود ويلين ثم اعصره في خلال حوض واخزنه. وهذا الدهن يصلح لوجع الأذن ويقع في أخلاط الفرزجات لتليينه. غيره: بارد ينفع من السهر إذا قطر منه في الأنف ويسكن الصداع الصفراوي وينفع من قروح الرأس إذا كانت من المرّة الصفراء ومن الحكة والجرب وقد يدهن به مواضع الصبيان في البدن فيقتلها، ويدهن به الصدغين فيجلب نوماً معتدلاً وينفع من وجع الأذن قطوراً.

دهن بزر الفجل: ديسقوريدوس: موافق لمن عرض له قمل من مرض ويجلو الخشونة التي في الوجه. المنهاج: دهن الفجل يشبه الزيت العتيق وهو أسخن من دهن الخروع لطيف ينفع من الريح في الأذن وأوجاعها من برد. غيره: يجلو بشرة الوجه وينفع من البهق والبرص ويحلل تحليلاً قوياً إذا دهن به ويسخن تسخيناً بيناً وينفع من الفالج واللقوة.

دهن القرطم: ديسقوريدوس: قوته شبيهة بقوة دهن بزر الأنجرة غير أنه أضعف منه. لي: مستفاض عند العامة بالديار المصرية أن زيت هذا البزر يولد البرص استعماله مجرب.

دهن بزر الأنجرة: ديسقوريدوس: يصنع كما يصنع دهن البنج بعد أن يقشر ويدق وقوته تسهل البطن إذا شرب. غيره: فيه قوّة مسهلة للبلغم نافع من وجع الظهر إذا شرب أو دهن به.

دهن الشونيز: ديسقوريدوس: قوّته مثل قوة دهن البزر. التميمي: هو مفتح للسدد الكائنة في أغشية الدماغ وفي بطونه إذا استعط بشيء منه مع ماء المرزنجوش الرطب أو ماء اليرنوف، وينفع الفالج واللقوة والخمر والرعشة والكزاز مطرق للروح الحيواني بتفتيحه السدد الكائنة في الدماغ والأعصاب.

دهن الخردل: ديسقوريدوس: ينفع الأوجاع المزمنة. التميمي: نافع من الصمم المزمن محلل لأورام الأذن مفتح لسددها وقد يعين على تحليل جميع الأورام البارد الصلبة وهو يسخن الأعصاب الباردة ويفتح ما يعرض في الأعصاب المؤذية للحس والحركة، وما يعرض في فقارات الظهر وفي مؤخر الدماغ من السدد، وقد ينفع من الخدر إذا أديم التمرخ به في الحمام، وينبغي أن يكون ما يقصد من البدن بالمروخ به مؤخر الرأس وفقارات أعلى الظهر، فإنه عند ذلك ينفع مما ذكرناه، ومن الفالج والرعشة والنستان وفساد الذكر نفعاً بيناً، ويستخرج دهنه على وجهين فمنه ما يدق ويعرك بالماء الحار ويعتصر على التخت كمثل ما يستخرج دهن السمسم، ومن الأطباء من يستخرجه بنار الحضانة. قال جالينوس: يؤخذ الخردل يدق دقاً ناعماً ويخلط بماء حار ويخلط به زيت ويعصر.

دهن بزر الحرمل: التميمي: يستخرج على مثال ما يستخرج دهن الخردل وهو حار يابس في الثالثة مفتح لما في أغشية الدماغ من السدد، طرّاد لما فيها من الرياح إذا استعط بشيء منه مع ماء البرنوف أو مع ماء المرزنجوش، نافع من الفالج والصرع واللقوة إذا تمرخ به، وإذا دهنت به فقارات الظهر فإنه عند ذلك يقوي الحس والحركة ويحلل الرياح المستكنة في الأعصاب والرباطات، وينفع من أوجاع المفاصل الباردة السبب، وإن حقن بشيء منه أسخن الكلي الباردة ونفع من عرق النساء البارد السبب وقد ينفع من الخمر والرعشة.

دهن الزقوم الشامي: التميمي: هذا دهن عجيب الفعل قويّ التأثير في تحليل الرياح الباردة اللاحجة في المفاصل وأمراض البلغم، وطبعه أنه حار في وسط الدرجة الثانية منشف في آخر الأولى نافع من الأبردة والرياح المستكنة في المفاصل والرباطات والأعصاب وفقارات الظهر، محلل للخلط البلغمي مخرج له بإطلاق الطبيعة وبالتعرق في الحمام بعد التمرّخ به وبعد شربه على الحساء أو على طبيخ الأصول، وقد ينفع من أوجاع المفاصل والنقرس البارد السبب وعرق النساء والريح اللاحجة في حق الورك، ومقدار ما يشرب منه مع الحساء أو مع طبيخ الأصول من وزن خمسه دراهم إلى سبعة ويوالي شربه كذلك أياماً ثلاثة أو خمسة، فيتبين نفعه ويحسن أثره، وربما أقام الزمنى من أقعد منهم من رجليه، ويزيل الخمر وينفع من به بدء الفالج، وهذا الدهن يستخرج كما يستخرج بغور ريحا من بلد القدس من لب نوى ثمرة تسمى الزقوم في صورة الهليلج المسمى الزقومي، ويزعم أهل ذلك الصقع وأشياخهم وعلماؤهم أن أصله أهليلج كابلي نقلته بنو أمية من كابل في أيام دولتهم فزرعوه بغور ريحا فنبتت منه شجر عظام تمادى باقية من ذلك العهد إلى الآن وأن أرض ريحا قلبت ثمرته وغيرته عن طبع الهليلج، فهو يثمر ثمراً أخضر في شكل الهليلج وعلى صورته غير أنه لا قبض له كقبض الأهليلج وأنه يقيم في شجره إلى أن ينضج ويصير مثال الرطب فيؤكل ظاهره إذا نضج ولان فيه يسير حلاوة مع يسير من مرارة، وقد تغثى ثمرته إذا أكل وتسهل الطبيعة، وربما قيأ فإذا بلغ قلع ما على ثمره من اللحم فأطعم الضعفاء وجمع حبه الذي هو نواه فأنعم غسله وتجفيفه ويكسر حتى يستخرج لبه وهو في شكل ثمر الصنوبر الكبار فيه دهانة قوية فيدق حتى ينعم دقه، ويعجن بالماء الحار كمثل ما يفعل بقلوب اللوز ويعتصر على التخت فيخرج منه دهن عجيب غريب في صورة الزيت المغسول وطعم دهن اللوز، ولذاذته غير كريه ولا بشع الطعم.

دهن الأترج: نافع من أمراض الشيوخ إذا دهنوا به من البرد ومن النافض العارض من  حمى البرد وهي النائبة والربع، وإذا مسح به أسفل القدمين في الأسفار عند شدة البرد سخنها غاية التسخين، وإذا حمل على المفاصل الوجعة بعد تنقية البدن سكنها وهو نافع من الفالج واللقوة والرعشة والاختلاج ومن عرق النساء ووجع المفاصل والظهر، وإذا قطر في الأنف نفع من الشقيقة وداء الصرع وعلل السوداء، وينفع من برد الأعصاب واسترخائها ومن وجع الكلي والمثانة من برد، ومن وجع الأسنان من برد إذا طليت به، ومن الصداع البارد السبب، وينبت الشعر الذي قد أبطأ نباته إذا طلي به موضعه، والتمرخ به يطيب رائحة البشرة ورائحة العرق وصفته يصنع على ضروب وهو أن تأخذ من دهن الزنبق ومن دهن الخيري من كل واحد رطلاً وتأخذ قشر الأترج لكل رطل دهن قشر ثلاث أترجات تبدل في كل ثلاثة أيام حتى يطيب الدهن وتحسن رائحته ويصنع أيضاً بأن تأخذ الأترج الأخضر الغض فتقشر قشره الأعلى بحديدة أو بزجاجة وتصير في قدر برام ويصب عليه دهن زنبق وماء ورد، ويطبخ بنار لينة حتى يبيض ويخرج دهناً، ريحه في الدهن ثم ينزل عن النار ويغطى يوماً وليلة ثم يصفى ويطرح فيه سك ومسك وكافور بعد المبالغة في تصفيته ولا يبقى فيه شيء من الماء فإنه يبقى عجيناً ويصنع أيضاً بأن تأخذ قطنة فتغمسها في الشيرج ثم توالى الأترجة النابتة في شجرها فتطيلها بالدهن في كل يوم ثلاث مرات تفعل ذلك أربعين يوماً، ثم تقطف وتجر عليها ملعقة فضة رقيقة وتستخرج الدهن شيئاً فشيئاً ويصنع على هذه الصورة وهر أن يربب الأترج الصغير في الطيب بالسمسم وتغطيها به حتى يأخذ السمسم قوة الأترج ويبدل له آخر يفعل به ذلك على قدر ما يزيده من قوّة الدهن، ثم يعصر السمسم ويخرج دهنه وتعصره وترفعه، ويصنع بأن تأخذ الأترج إذا بلغ واستحكم فتنفعه ليلة ثم تأخذ فخارة لينة الحرف أو مدهن فضة لين الحرف فتجرد الأترجة جرداً لطيفاً لا يخدشها فتخرج الماء معه، فإذا اجتمع ما يحتاج إليه جعل في قدح قد بخر بشيء من عنبر طيب مرتين أو ثلاثاً بعد أن يترك الدهن في آنية أخرى، وكلما كثر تبخيره كان الدهن أعطر وأقوى لنفع الدماغ ثم اجعله في زجاجة ضيقة الفم وسد رأسها بالشمع وارفعها، فهذا الدهن من الأدهان الجليلة القدر يدخل مدخل الطيوب التي تستعملها الملوك وأهل الرفاهة.

دهن الكادي: الكادي شجرة يشبه النخل يكون باليمن مشهور بها جداً، وهناك يتخذ منه الدهن، وزعم التميمي أن منافعه إذا تمرخ به في الحمامات فينفع من وجع الظهر والأوراك والمفاصل ومن الرياح المسكنة فيها. وقال شمعون الراهب: دهن الكادي بارد يابس قابض قامع للحرارة يبرد ويشد الأعضاء المسترخية بقبضه، ويعقل الطبيعة، ويقوي المعدة ويقع في أخلاط الرامك وغيره من الأدوية المعجونة.

دهن قثاء الحمار: ابن عبدون: يؤخذ ويدق ثم تؤخذ عصارته. ثم يضاف إليها مثلها زيتاً، ثم يطبخ حتى تذهب العصارة ويبقى الدهن أو يؤخذ قثاء الحمار وهو أخضر يقطع ثم ينقع في الزيت قدر ما يغمره مرتين ويسد رأس الإناء ويعلق في الشمس أربعين يوماً ثم يصفى ويرفع منافعه ينفع من برد الجسد إذا دهن به، ومن تحلب الفضول إلى الأعضاء وينفع من الكلف والعدسيات التي تخرج في الوجه، وإذا قطر منه في الأذن نفع من الدوي والطنين الذي يسمع فيها ويقتل عودها، ويذهب بثقل السمع الحادث من الرياح الغليظة.

دهن الدفلي: يؤخذ من عصارة الدفلي قدر رطل ويلقى عليه نصف رطل دهن ورد أو زيت أنفاق، ويطبخ ذلك حتى تذهب العصارة ويبقى الدهن ويصفى ويرفع فينفع من الجرب الرطب يذهب به البتة.

دهن الشهدانج: وهو دهن العنب استخراجه على حسب استخراج سائر الأدهان، وهو حار يابس ينفع من وجع العصب وصلابة الرحم وانقباضه، ومن وجع الأذن والريح فيها، وإذا عمل منه قيروطي وحمل على الأورام الجاسية حللها.

دهن الضرو: استخراجه على حسب استخراج دهن الزيتون وهو عطري الرائحة منفعته يقوي المعدة ويشد الأعضاء وهو قريب في فعله من فعل دهن الحبة الخضراء ويبرىء المواشي من الجرب.

دهن الخشخاش الأسود: هو على ضربين إما أن يؤخذ زهره فيربب في السمسم أو يوضع في دهن الخل ويعلق في الشمس على ما وصفنا ويصفى ويرفع، والخشخاش الأبيض كذلك منافعه بارد مخدر منوم إذا دهن به الأصداغ أو قطر منه في الأذن الوجعة من الحر سكن وجعها في المقام، فإن حمل على الأورام الحارة سكن حرارتها وضربانها، وأما دهن بزر الخشخاش الأبيض فإنه نافع من السعال الذي يكون عن مواد حارة تنزل من الرأس إلى الصدر شرباً وادهاناً به للصدر.

دهن الحنظل: يؤخذ من عصارة الحنظل المتناهي نضجه قدر أربعة أرطال، ثم يلقى عليه من الدهن مثله، ثم يحمل على النار حتى تذهب العصارة ويبقى الدهن، ثم يصفى ويرفع وإن لم يوجد الحنظلِ الأخضر أخذت اليابس ورميت بحبه وقشره وأخذت من شحمه ربع رطل وألقيت عليه رطلاً من زيت وطبخته حتى تخرج قوة الحنظل فيه ورقعته واستعملته ينفع من الأمراض الباردة، وإذا شرب أسهل بلغماً ونخاماً كثيراً، وأخرج الحيات وحب القرع من البطن، وإذا حمل على الصرة معقوداً بمرارة البقر فعل مثل ذلك، وإذا احتقن به نفع من القولنج الذي يكون سببه فضولاً غليظة، وإذا دهن به الرأس نفع من الأبرية ومنع الشعر المتساقط، وإذا قطر منه في الأذن نفع من الدوي والطنين فيها وقتل الدود المتولد فيه، وإذا جعل منه على صوفة وحمل على السن الوجعة نفعها وأزال الوجع وهو مسخن جداً، وإذا دهن به مواضع الأوجاع الباردة حيثما كانت أزالها.

دهن البيض: وهو أن تأخذ من البيض عشرة وتسلقها ثم تقشرها وتأخذ محها وتجعله في مغرفة جديدة على نار جمر حتى يحترق المح، ويخرج منه دهنه ويصير المح فحمة فترفعه في زجاجة فينفع من أوجاع المقعدة والضربان فيها، وأوجاع الأذن والضرس وينبت شعر اللحية إن أبطأ في الخروج لطوخاً.

دهن القمح: استخراجه أن تأخذ من الحنطة النقية رطلاً وتجعله في زجاجة قد طينت بطين الحكمة وتلف فم الزجاجة بليفة قد صنعت من خيط الصوف الدقيق ليقوم في حلق الزجاجة شيء يخرج فيه ما يقطر من الحنطة، ويمنع من أن يخرج من الزجاجة شيء إذا كبست ويتخذ كانوناً ويثقب وتكبس فيه الزجاجة وتخرج رأسها إلى أسفل ويوضع، بإزاء فم الزجاجة شيء يخرج فيه ما يقطر من الحنطة ويلقى حول الزجاجة سرجيناً يابساً ويشعل فيه النار فإن الدهن يقطر ويرفع ويستعمل في علاج القوابي على ما وصفنا، وقد يصنع على جهة أخرى، وهو أن يؤخذ القمح ويوضع على رخامة وتحمى صفيحة حديد غليظة وتوضع على القمح فإن الدهن يخرج ويجمع برفق.

دهن الحمص: يؤخذ الحمص فيطحن طحناً جريشاً ويجعل في قدر ويربط فمها بخرقة وتؤخذ قدر ثانية فارغة ويكون فمها أوسع من الذي فيها الحمص ثم تكب على الذي فيها الحمص ليقع فمها داخل فم هذا القدر الفارغة وبطينا جميعاً وتحفر حفرة تدخل الفارغة فيها وتبقى الملأى بالحمص خارجاً وتجعل على نار لينة حتى يعرق الحمص ويخرج دهنه ويسيل في القدر الفارغ.

دهن الشيلم: استخراجه على حسب استخراج دهن القمح سواء وهو حار ينفع من القوابي فوق دهن القمح بكثير.

دهن الأفسنتين: يؤخذ من فقاحه غير متناه وهو أخضر رطل ويلقى عليه أربعة أرطال من الزيت الركابي ويعلق في الشمس أربعين يوماً ثم يصفى فيرفع، وإن شئت صنعته في السمسم على ما تقدم في سائر الأدهان، وهذا الدهن من الأدهان التي تنفع ظاهر البدن وباطنه إن شرب نفع من سدد الكبد وينفع من اليرقان ويدر الطمث ويقوي المعدة الضعيفة، وإذا قطر منه في الأذن قتل الدود المتولد فيها، وإذا شرب منه مقدار صالح قتل الدود والحيات في البطن، وقد ينفع من السكر إذا أخذ قبل الشراب، وإذا عمل منه قيروطي وحمل على المعدة الضعيفة قواها، وإن حمل على العين الوجعة نفعها ونفع من أكل الفطر القتال، وإذا شرب مع السكنجبين العسلي كان لتفتيح سدد الكبد والطحال أقوى.

دهن القسط الساذج: يؤخذ من القسط الهندي ثلاثون درهماً ثم تدق دقاً جريشاً وتنقع قي شراب ريحاني يوماً وليلة ثم يصب عليه من الزيت الركابي أربعة أرطال ويطبخ بنار لينة حتى تذهب رطوبة الشراب، ثم يستعمل عند الحاجة إليه، ومنافعه: إذا شرب أو دهن به البدن نفع من برد المعدة والكبد والنافض الكائن في نوائب الحميات ويحسن الشعر وينفع من جملة الأمراض الباردة.

دهن العاقر قرحا: يؤخذ من العاقر قرحا ثلاثون درهماً ويفعل به كما فعل بالقسط، وهذا الدهن يقوي المعدة وينفع الأعضاء التي يغلب عليها البرد، وينفع من الفالج واسترخاء العصب وسائر الجسد وبطلان الحركة العارضة من غلبة البرد على الأعضاء، وإذا دهن به الظهر والقفا قتل أثوار الحميات ذات النوائب ونفع من النافض، وإذا مسح به البدن كله أدر العرق ونفع من الضريان والخدر وجلب إلى العضو حرارة، وإن قطر منه في أنف المصروع نفعه وينفع من الشقيقة الباردة والصداع البارد.

دهن الحميات: ينفع من القوابي واسترخاء السفل إذا طلي به بريشة ولا يصلح للشراب البتة، وإذا غمر به الرأس أنبت فيه الشعر وطوله وغزره وحسنه ويداوى به سائر انتثار الشعر، وصنعته: شيرج أربعه أرطال ونصف وجعل في قدر نحاس وتصير فيها من الحبات السود ما بين الخمسين إلى العشرين، ويسد رأس القدر ويطبخ بنار لينة حتى يتهرى وينزل عن النار ويبرد قليلاً ويفتح رأس القدر ويحذر من بخارها وينزل حتى يبرد ويصفى وقد يطبخ بزيت أيضاً.

دهن العقارب: ابن سينا: طلاؤه وزرقه بالزراقة في حصاة المثانة مجرب. غيره: نافع من وجع الآذان جداً، ويبرىء من الصمم ويكتحل به الأعمش وهو له جيد، وينفع من ريح الخصيتين وعمله أن يوضع زيت خالص في قارورة وتوضع فيه عقارب بالحناء ويوضع في الشمس الحارة ثلاثة أسابيع في الصيف، وهو ينفع من البواسير إذا دهنت به.

دهن الجل: بالجيم وهو دهن الورد بالفارسية وقد تقدم ذكره.

دهن الحل: بالحاء المهملة وهو دهن السمسم الذي لم ينزع عنه قشره عن مسيح، وسيأتي ذكره ودهنه في حرف السين المهملة.

دهن عسلي: هو الأومالي باليونانية وهو عسل داود عليه السلام وهو دهن الشجرة التدمرية، وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها لام.

دهمت: وهو حب الغار بالفارسية وسنذكر الغار في حرف الغين المعجمة.

دهنج: كتاب الأحجار: هو حجر أخضر في لون الزبرجد يوجد في معادن النحاس كما يوجد الزبرجد في معادن الذهب، وقد يضاف إليه نحاس مخالط جسمه وتكونه أن نحاسه إذا تحجر في معدنه ارتفع له بخار من الكبريت المتولد فيه مثل الزنجار، فإذا صار إلى موضع تضمه الأرض وتكاثف ذلك البخار بعضه على بعض فيتحد حجراً وهو ألوان كثيرة فمنه الشديدة الخضرة، ومنه الموشى، ومنه الطاووسي، ومنه الكمد، ومنه ما بين ذلك، وربما أصيبت هذه الألوان في حجر واحد يخرطه الخراطون، فتخرج فيه ألوان كثيرة من حجر واحد، وذلك على قدر تكوّنه في الأرض طبقة بعد طبقة وهو حجر فيه رخاوة ويصير صافياً مع صفاء الجو ويتكدر مع كدره، وفيه خاصية سم، وإذا انحك انحل سريعاً لرخاوته فإن سقي من محكه أو سحالته شارب السم نفعه بعض النفع، وإن سقيته لمن لم يشرب سم كان سماً مفرطاً ينفط الأمعاء ويلهب البدن بثراً ويعفن فلا يكاد يبرأ سريعاً ومص مائه بعد إمساكه في الفم رديء لمن فعله، وإذا مسح به على موضع لدغ العقرب سكنه بعض السكون، وإذا سحق منه شيء وديف بالخل ودلك به القوابي الحادثة في الجسد من المرة السوداء ذهب بها وينفع من السعفة في الرأس وفي جميع الجسد. إسحاق بن عمران: وقوته في الحرارة من الدرجة الرابعة، وإذا سحق فهو أجود ما يكون مدوفاً بمسك للذي يصرع ولا يعرف حاله يستعط به ثلاث مرات ويبخر به ثلاث مرات فيبرأ.

دومر: قال أبو حنيفة: هو المقل وهو شجرة تعبل وتسمو ولها خوص كخوص النحل ويخرج أقناء كأقنائها فيها المقل، ويقال لخوصها الطفلي والأسلم وهو قوي متين يصنع منه حصر وغرائر، وثمره هو المقل والوقل، ورطبه الهش ويبيسه الحشف وهو سويقه وهو الحسك وسيأتي ذكر المقل في حرف الميم.

دوايا أغريا: الفلاحة: وهو قضيب ينبت بين الصخور وفي الأرض المخصبة الصلبة تعلو شبراً وهو مصمت الداخل تشوبه صفرة يسيرة وعليه زغب من أسفله إلى أعلاه وأوراق زغبه إلى الصفرة، وله في رأسه أربع ورقات مربعة الشكل تضرب. إلى البياض في خضرة وفوقها شيء نابت فيه بزر بغير ورد رائحته طيبة ويؤكل نيئاً ومطبوخاً وفيه حرافة يسيرة وهو جيد للمعدة مدر للبول يخرج منه رطوبات غليظة وربما أسهل البطن إذا أكل نيئاً مطبوخاً مطيب للجشاء.

دوسر: أبو حنيفة: أخبرني أعرابي من أهل السراة قال: الدوسر ينبت في أصناف الزرع وهو في خلقته غير أنه يجاوز الزرع في الطول وله سنبل وحب صغار دقيق أسمر يختلط بالبر نسميه الزوان. قال: وهذه الصفة صفة حب ينبت عندنا أيضاً في الزرع دقيقة فيها خضرة لا تفسد الطعام، وقد تؤكل وهي طيبة، وأما الزوان فهو مسكر وتسميه الدبقة والتي تسكر عندنا هي حبة مدورة صغيرة تسمى بالفارسية الحر، وفيها علقّمة يسيرة وليس شيء مما يخالط الحنطة عندنا أشدّ إضراراً للطعام من الذي يسمى بالفارسية الشيلم. ديسقوريدوس في الرابعة: أغيلص هي عشبة لها ورق شبيه بورق سنبل الحنطة إلا أنه ألين منه في طرفه ثمرة في غلافين أو ثلاثة يظهر في جوف الغلف شيء دقيق شبيه في دقته بالشعر، جالينوس في السادسة: قوّته محللة كما قد يدل على ذلك طعمه، وذلك أن فيه حرافة يسيرة وقد يستدل على ذلك منه بأن تشفي الأورام التي تبتدىء أن تصاب والنواصير التي تحدث عند العينين ويعرف بالغرب. ديسقوريدوس: هذا النبات إذا تضمد به مع الدقيق أبرأ الغرب المتفجر وحلل الأورام الصلبة، وقد تستخرج عصارته وتخلط بالدقيق وتجفف، وتستعمل لهذه العلل. أريناسيس: يذهب بداء الثعلب لطوخاً. أبو العباس النباتي: هذا الدواء ليس بالدوسر وإنما هو نوع منه، وهذا هو الشيلم المعروف عند العرب بالزوان.

دوقس: ديسقوريدوس في الثالثة: منه ما يقال له مريطيقوس له ورق شبيه بورق الرازيانج إلا أنه أصغر منه وأدق وله ساق طولها نحو من شبر وإكليل شبيه بإكليل الكزبرة وزهر أبيض فيه ثمر أبيض حريف عليه زغب إذا مضغ كان طيب الرائحة وعرق في غلظ أطبع طوله نحو من شبر، وينبت في مواضع صخرية وأماكن يطول مكث الشمس عليها، ومنه ما يشبه الكرفس الذي ليس ببستاني طيب الرائحة عطرها حريف يحذو اللسان وأجودهما الذي يقال له قريطيقوس، ومنه صنف ثالث ورقه شبيه بورق الكزبرة وله زهر أبيض ورأس مثل رأس الشبث وثمره وإكليل شبيه بإكليل النبات الذي يقال له اسطافالينس، وهو الجزر مملوء بزراً طويلاً شبيه بالكمون حريف. جالينوس: بزره حار حرارة شديدة حتى أنه يدر البول وهو في إدراره للبول من أقوى الأدوية ويصلح أيضاً لإدرار الطمث، وإذا وضع من خارج حلل غاية التحلل، وورقه أيضاً قوته هذه القوة بعينها إلا أنه أضعف من بزره، وذلك بسبب ما يخالط الورق من الرطوبة المائية التي هي أيضاً حارة المزاج. ديسقوريدوس: وبزر هذه الأصناف كلها إذا شرب أسخن وأدرَ الطمث والبول وأحدر الجنين وسكن المغص والسعال المزمن، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الرتيلا، وإذا تضمد به حلل الأورام البلغمية، ومن أصناف الموقس إنما تستعمل البزرة ما خلا الصنف منه الذي يقال له قريطيقوس، فإن أصله أيضاً يستعمل وقد يشرب أيضاً بالخمر لضرر الهوام. الغافقي: هو حار يابس في الثالثة يسخن المعدة ويحلل النفخ والرياح ويعين على الاستمراء وينفع من لدغ العقارب إذا طبخ، وإذا شرب ماؤه أو صب على موضع اللدغة وينقي الرحم ويعين على الحبل لذلك ويذهب شهوة الجماع وطبيخه ينقي الصدر بالنفث، ويحلل المواد الغليظة من الأمعاء وينفع من المغص، وإذا خلط ببزر الكرفس قوي فعله. سفيان الأندلسي: النوع منه الذي بزره دقيق في مقدار بزر الأنيسون دقيق إلا أنه مزغب حريف الطعم يطرد الرياح من المعدة والأمعاء، وينفع من الأوجاع المتولدة عنها وينفع من الاستسقاء الريحي شرباً. لي: بزر هذا النوع هو المعروف بالشام بالقميلة تصغير قملة، ويعرف بالبيت المقدس وما والاه بحشيشة البراغيث، وذلك أنهم يأخذون بزرها ويفركونها بالزيت الطيب ويطرحونها في فرشهم عند النوم فيخدر البراغيث من رائحته ولا يكون لها قوّة تلدغ بها.

دود القرمز: ديسقوريدوس في الرابعة: وقد يؤخذ من شجر البلوط في البلاد التي يقال لها قيلقيا شيء صدفي صغير شبيه بالحلزون، وتجمعه نساء أهل تلك البلدة بأفواههن ويسمونه فقيص. جالينوس في الثامنة: إذا أخذ هذا من الشجر وهو رطب طري فهو يبرد ويجفف في الدرجة الثانية، لأن فيه شيئاً يقبض شيئاً معتدلاً وسيأتي ذكر القرمز في حرف القاف.

دود البقل: ديسقوريدوس في الثانية: يقال إنه إذا تلطخ به مطبوخاً مع الزيت منع المتلطخ به من نهش ذوات السموم من الهوام.

دود البقل: الشريف: وأما الدود الأصفر الذي يتكوّن في الزبل فإنه إذا طبخ في زيت عتيق حتى ينضج ودهن بذلك الزيت الفرطسة وداء الثعلب شفاهما بدوام دلكهما به وهو في ذلك عجيب.

دود الصباغين: هو دود القرمز وقد تقدم ذكره.

دوادم: ويقال دودم وهو شيء يخرج من أجواف الخشب مثل الصمغ أسود في حمرته يشبه الدم وأكثر نباته بأرض الشام بجبل بيروت يخرج من شجر يسمونه العرعر ويستعمل أهل الجبل المذكور هذه الصميغة فيما يستعمل فيها الموميا مجرب عندهم.

دود الحرير: الشريف: هو عود أصله بزر يلده عود آخر دقيق على هيئة بزر الحناء يوجد في شهر مايو وهو أيار ويوضع في خرقة نقية وتعلقه المرأة في عنقها بين ثدييها بعد النظافة والزينة ولبس الثياب السرية ويلقى كذلك تقعد وتنام إلى أن يتم له مقدار عشرين يوماً، وتقعده في بيت لا يدخله ريح ولا ضوء كثير حتى يعلق ما تحرك منه بورق التوت فتزيله وتمسك الباقي معلقاً عليها إلى أن يتحرّك كله وهي تنفله شيئاً بعد شيء إلى ورق التوت ويربى في آلات مصنوعة من الحلفاء مطرات بأرواث البقر إلى أن يعمل الحرير الخام، تبنيه على أنفسها بنياناً ويموت داخله، فإذا غزل الحرير استخرجت وعلفت بها الدجاجة فسمنتها إذا أخذت هذه الدودة وجففت ووضعت في خرقة أرجوان وعلقت على المحموم أبرأه ذلك، وإذا جففت وسحقت ووضعت من سحقها زنة ثلاثة دراهم في حساء حنطة ويشرب أياماً متوالية حسن لون الوجه وخصب البدن.

دوغ: هو مخيض البقر، وسيأتي ذكره مع اللبن في حرف اللام.

دود خشب الصنوبر: جالينوس: ذكره مع الذراريح، وقال: إن قوته شبيهة بقوة الذراريح كذا فعل ديسقوريدوس أيضاً. الشريف: إذا دقت وضمد بها عفنت اللحم، وكذا تفجر الدماميل والأورام المحتاجة إلى البطء.

دوفص: هو البصل وقد ذكرته في حرف الباء.

دواء اللحية: هو الجنطيانا عن دويس بن تميم وقد ذكرتها في حرف الجيم.

دوشاب: هو نبيذ التمر.

دوص: هو ماء الحديد، وزعم قوم أنه خبثه.

دوقوا: قالت التراجمة: إن أصل هذه الكلمة باليونانية دوقص، وقد ذكرته، والذي يخص باسم الدوقوا اليوم في زماننا هذا هو بزر الجزر البري، وقد تقدم القول على نوعي الجزر بريه وبستانه في حرف الجيم.

دور حولي: هو النوع من السوسن البري المسمى باليونانية كسفيون وهو الدليوث وقد ذكرته في حرف الدال.

ديودار: بالفارسية ومعناه شجر الجن. ابن سينا: هو من جنس الأبهل يقال له الصنوبر الهندي، وتشبه عيدانه عيدان الزرنباد فيه حدة يسيرة وشيرديودار، وهو لبنه حار حريف محرق معطش، يبسه في الثانية أكثر من حدته جيد لاسترخاء العصب والفالج واللقوة غاية لا شيء أفضل منه، وينفع من الأمراض الباردة في الدماغ والسكتة والحصا في الكلية والمثانة، وينفع الصرع ويحبس الطبيعة ويزيل استرخاء المقعدة قعوداً في طبيخه.

ديفروحس: معناه باليونانية المعقدة المضاعف الاحتراق والتشييط. ديسقوريدوس في الخامسة: هو ثلاثة أصناف فصنف منه معدني يكون بقبرس فقط وهو جوهر من جنس الطين، يخرج من بئر في تلك الجزيرة ثم يجفف في الشمس، وبعد أن يجفف يوضع حواليه الدغل ويحرق، ومنه صنف آخر كأنه عكارة النحاس التي يصفى غليظه، وذلك أنه بعد صب الماء على النحاس وإخراجه من الطوابيق يوجد في أسفلها هذا الصنف وفيه قبض النحاس وطعمه، ومنه صنف آخر يعمل على هذه الصفة يؤخذ الحجر الذي يقال له بوريطس، وهو المرقشيثا ويصير في أتون مدة أيام كما يطبخ الكلس، فإذا صار لونه شبيهاً بلون المغرة أخرج من التنور أو الأتون ورفع، ومن الناس من زعم أنه قد يعمل صنف آخر رابع من حجارة يعمل منها النحاس إذا شويت هذه الحجارة في المواضع التي يقال لها البيادر وهي الكوخات وصرت في إناء وطبخت فإنه يوجد منه حول الإناء شيء وإذا أخرجت هذه الحجارة أصيب أيضاً فيها شيء كثير، وينبغي أن يختار من الديفروحس ما كان منه في طعمه شيء من طعم النحاس وطعم الزنجار، وكان قابضاً يجفف اللسان تجفيفاً شديداً، وهو ليس يوجد في الجوهر الذي يقال له الآجر المحرق وقد يحرق الآجر ويباع بحساب الديفروحس. جالينوس في التاسعة: قوة هذا وطعمه قوّة وطعم مركب، وذلك أنه فيه شيء قابض بقبض وشيء حار قليل فهو لذلك دواء نافع للجراحات الخبيثة الرديئة نافع جداً في علاج القروح الحادثة في الفم إن استعمل وحده مفرداً وإن استعمل مع العسل المنزوع الرغوة، وينفع أيضاً في مداواة الخوانيق إذا استعمل بعدما قد منع وقطع أولاً ما كان يجري وينصب إلى تلك الأعضاء، وقد استعملته أيضاً لما قطعت اللهاة فداويتها به ساعة قطعها ثم أعدته مراراً كثيرة إلى أن اندملت لأنه دواء يدمل ويحتم إدمالاً وحتماً شديداً، وينفع من هذا العضو خاصة في جميع الأعضاء التي تحدث فيها الجراحات، ولذلك هو نافع للقروح الحادثة في العانة وفي الدبر واستعماله في هذه الأعضاء يكون مثل استعماله في الفم لأن هذه الأعضاء تستريح بمثل هذه الأدوية بأعبائها وينتفع بها، والسبب في ذلك أنها أعضاء حارة رطبة على مثال واحد. ديسقوريدوس: وقوّته مجففة منقية تنقية قوية تجلو وتقلع اللحم الزائد في القروح وتدمل القروح الخبيثة المنتشرة في البدن، وإذا خلط بصمغ البطم أو بقيروطي حلل الدبيلات. غيره: ينشف قروح الرأس الرطبة وإذا سحق بالخل وطليت به الحكة أبرأها، وإذا سحق ونثر على الشعر الغليظ دققه ولينه.

دينساقوس: هو شوك الدارجين عند أهل المغرب ويعرف أيضاً بمشط الراعي. ديسقوريدوس في الثالثة: صنف من أصناف الشوك وله ساق طويلة مشوّكة وورق يحيط بالساق شبيه بورق الخس على كل عقدة من الساق ورقتان والورق محيط مستطيل مشوك أيضاً في وسطه من داخل ومن خارج شبيه بنفاخات الماء مشوكة أيضاً في وسطه من داخل ومن خارج وما يلي الساق من الورق ذو عمق، ويجتمع فيها ماء من الأمطار والطل، ولذلك سمي دينساقوس وتفسيره العطشان وعلى كل شعبة في طرف الساق رأس شبيه برأس القنفذ إلى الطول ما هو مشوك إذا جف كان لونه أبيض وإذا شق تراءى في وسطه ما داخله ديدان صغار. جالينوس في السادسة: هي شوكة وأصلها تجفف في الدرجة الثانية وفيه أيضاً شيء  يجلو. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات إذا طبخ بالشراب ودق حتى يصير قوامه مثل قوام القيروطي وضمدت به المقعدة أبرأ الشقاق العارض لها والنواصير العارضة في البدن، وينبغي أن يجعل هذا الدواء في حق من نحاس، وزعم قوم أنه يبرىء الصنف من الثآليل التي يقال لها النملية، والصنف منها الذي يقال له: أفروخودوس، وزعم قوم أن الديدان الموجودة في رؤوس هذا النبات إذا أخذت وشدَّت في جلد وعلقت في الرقبة أو في العضد أبرأت حمى الربع. الغافقي: سماه صاحب الفلاحة خس الكلب، وتسميه الجرامقة بحناء وزهره يدق رطباً كان أو يابساً وهو رطب أحسن، ويجعل في خرقة نقية وتربط الخرقة وتدلى في اللبن وتمرس حتى لا يبقى في الخرقة شيء ويصب ذلك اللبن على لبن آخر فإنه يعقمه ويصيره جميعه قطعة واحدة لا ماء فيه البتة، ومتى سلق هذا النبات وجدت به المواضع التي يحتاج إلى قطعها منع الحس، وإذا حل في الماء كما يحل لعقد اللبن وشرب ثلاث غدوات على الريق أذهب الطحال، وإذا سلق هذا النبات وأكل فهو مسخن يدر البول ويذهب الاقشعرار ويقوي النفس. غيره: حمل هذا النبات يطبخ ويسد حينئذ ويضمد به موضع لسعة الأفعى وكل ذي سم فيبرأ.

دياقوذا: المسيح ابن الحكم: هو صنفان ساذج وغير ساذج وهو شراب رمان الخشخاش.

دينارويه: هي الحزا والزوفرا عند أطباء العراق، وأما أطباء المغرب فيقولون إن الزوفرا غير الحزا، وقد ذكرت ما قيل في الحزا في باب الحاء المهملة وما قيل في الزوفرا في الزاي.

ديك برديك: معناه بالفارسية قدر على قدر وهو الدواء الحاد المركب.

حرف الذال

ذاقني الاسكندراني: معناه باليونانية الغار الإسكندراني ولذلك ذكره أكثر المصنفين في هذا الفن مع الغار لا لأنه من أنواعه إلا من أجل اشتراكه مع الغار في الاسمية فقط لأن اسم الغار باليونانية ذاقني وهذا النبات لم أتحققه أنا بعد ولا وقفت عليه. قال شيخنا ومعلمنا أبو العباس النباتي: هو نوع من الشقاقل ينبت عندنا ببعض جبال الأندلس كثيراً. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق الآس إلا أنه كبر منه وألين وأشدّ بياضاً وله ثمر فيما بين الورق أخضر في قدر الحمص وقضبان طولها نحو من شبر وأكثر وأصل شبيه بأصل الآس البري إلا أنه ألين منه وأعظم وهو طيب الرائحة وينبت في مواضع جبلية وإذا أخذ من أصله مقدار ستة درخميات وشرب بالطلاء نفع النساء اللواتي تعسر ولادتهن ومن تقطير البول ومن يبول دماً. جالينوس في السابعة: مزاجه حار حرارة ظاهرة قوية وذلك أن من يذوقه يجده حاداً حريف الطعم وفيه مرارة ومن جربه وجده يد الطمث والبول. ديسقوريدوس في الرابعة: وأما النبات المسمى خاماذاقني ومن الناس من يسميه ذاقني الإسكندراني ومعناه غار الأرض فهو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع ساذجية قائمة دقاق ملس وله ورق شبيه بورق ذاقني وهو الغار إلا أنه أشد ملاسة منه بكثير ولونه أخضر وثمر مستدير أحمر متصل بالورق وورق هذا النبات إذا دق ناعماً وتضمد به سكن الصداع والتهاب المعدة وإذا شرب بالشراب سكن المغص وعصارته إذا شربت بالشراب سكنت المغص وأدرت البول والطمث وإذا احتملتها المرأة في فرزجة فعلت ذلك. جالينوس في السادسة: وأما النبات المسمى خاماذاقني فقضبانه تؤكل ما دامت طرية وقوته شبيهة بقوة النبات المسمى ذاقني الإسكندراني. عبد الله بن صالح: الفرق بين ذاقني الإسكندراني وبين خاماذاقني أن الأول أعرض ورقاً وورقه مع طول القضبان وخاماذاقني أضيق ورقاً وقضبانه عارية من الورق وسائر أوصافها واحدة ويسميان بالأندلس بينب. لي: البينب أوله باء بواحدة مفتوحة ثم ياء باثنتين من تحتها مضمومة ثم نون ساكنة بعدها باء بواحدة من أسفلها ساكنة ويدبغ بها الجلود بغربي بلاد الأندلس.

ذافنوبداس: ومعناه باليونانية الشبيه بالغار يعني في ورقه خاصة وهذا النوع من النبات يعرفه شجارو الأندلس بالمازريون العريض الورق وبالماذر أيضاً ومنهم من يعرفه بالخضراء، وبالبربرية إدرار وهو مشهور عندهم بما ذكرناه آنفاً، وهذا النبات كثير بأرض الشام وخاصة بجبلي لبنان وبيروت ويعرفونه بالبقلة وهو عندهم دواء رديء الكيفية ويحذرون من استعماله. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه خاماذاقني وأوفاطالن وهو تمنش طوله نحو من ذراع، وله أغصان كثيرة دقاق في نصفها الأعلى ورق وعلى الأغصان قشر قوي لزج وورقه شبيه بورق ذاقني إلا أنه ألين منه وأقوى وليس بهين الانكسار ويلذع اللسان ويحذو الفم والحنك، وله زهر أبيض وثمر إذا نضج كان أسود، وله أصل لا ينتفع به في الطب وينبت في أماكن جبلية، وورق هذا النبات إذا شرب يابساً ورطباً أسهل الفضول البلغمية وقد يهيج القيء ويدر الطمث، وإذا مضغ حلب من الفم البلغم وهو أيضاً معطش وإن أخذ من حبه خمس عشرة حبة وشربه بشراب أسهلت البطن. جالينوس في السادسة: قوته شبيهة بقوة ذاقني الإسكندراني.

ذيل: الشريف: هو جلد السلحفاة الهندية إذا صنع منه مشط ومشط به الشعر أذهب نخالة الشعر، وأخرج الصيبان وإذا أحرق وعجن رماده ببياض البيض وطلي به على شقاق الكعبين والأصابع نفعه، ونفع أيضاً من شقاق الباطن العارض للنساء عند النفاس ويذهب آثاره، وقيل هو جلد السلحفاة البحرية.

ذباب: خواص ابن زهر قال: هو ألوان فللإبل ذباب وللبقر ذباب وللأسد ذباب وأصله دود صغار يخرج من أبدانهم وما يخرج من أبدان غير ذلك يتحول ذباباً وزنابير وذباب الناس يتولد من الزبل، قال: وإن أخذ الذباب الكبير فقطعت رؤوسه ويحك بجسدها على الشعيرة التي تكون في الأجفان حكاً شديداً فإنه يبرئه، وإن أخذ الذباب وسحق بصفرة البيض سحقاً ناعماً وضمدت به العين التي فيها اللحم الأحمر من داخل الملتصق بها الذي يسمى كرماشيش فإنه يسكن من ساعته، وإن مسحت لسعة الزنبور بذباب سكن وجعه وإن حك الذباب على موضع داء الثعلب حكاً شديداً فإنه يبرئه.

ذراريح: جالينوس في الحادية عشرة: قد جربناها تجربة ليست باليسيرة في علاج الأظفار البرصة فوجدناها إذا وضعت عليها مع قيروطي كانت نافعة لها أو مع مرهم قلعتها حتى يسقط الظفر كله، وقد يخلط من الذراريح مراراً كثيرة مع الأدوية النافعة للجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد، ومع أدوية أخر شأنها التغيير، ومع أدوية أخر تقلع الثآليل المنكوسة المعروفة بالمسامير، وقد كان رجل يلقي شيئاً منها يسيراً في الدواء المدرّ للبول وبعض الناس يلقي أجنحتها وأرجلها فقط، ويزعمون أن الأجنحة والأرجل تنفع من شرب أبدان الذراريح، وقوم آخرون يقولون خلاف ذلك أن أبدانها تنفع من أجنحتها وأرجلها وطلب به ما يطلب بسم الموت، وأما أنا فإني إذا خلطتها ألقيتها كما هي بأجنحتها وأرجلها، ومما ينفع من جميع الوجوه التي جربت فيها الذراريح تلك الذراريح الأخر التي تكون على الحنطة وفي أجنحتها خطوط بالعرض صفر وخاصة إن ألقيت منها في كوز فخار جديد وصيرت على فم الكوز خرقة كتان نظيفة وأمسكت الكوز والخرقة مشدودة على فمه وهو مكبوب على قدر فيها خل حتى يتصاعد منها بخار الخل فيختنق، وعلى هذا المثال ينبغي أن يعمل بالحيوان المسمى برشطش وهو جنس من الحيوان يشبه الذراريح في منظره وقوّته والدود الأخضر الذي يوجد على شجر الصنوبر قوته هذه القوة بعينها. ديسقوريدوس في الثانية: قيمازيدس وهو نوع من الذراريح ما كان منه يتولد بين الحنطة فإنه يصلح للجرب فينبغي أن يصير في إناء غير مقير ويسد فمه بخرقة سخيفة نقية وتقلب وتصير الفم على إناء فخار فيه خل ثقيف مغلي ولا يزال الإناء ممسكاً على الفخار حتى يميت الذراريح، ومن بعد ذلك تشد في خيط كتان وتخزن وأقواها فعلاً ما كان منها مختلف اللون في أجنحتها خطوط صفر بالعرض وأجسامها كبار طوال ممتلئة شبيهة في العظم ببنات وردان، وما كان منها في لون واحد لا يختلف فيه فإن فعله ضعيف وكذا يحرق الصنف من الذراريح الذي يقال له سوشطش وتفسيره نافخ النار، والصنف من الذراريح الذي يقال له فنطيون وهو دود الصنوبر يصير على منخل ويعلق المنخل على رماد حار ويقلى على المنخل قلياً يسيراً، ثم يخزن، وقوّة الذراريح بالجملة مسخنة معفنة مقرحة، ولذلك يقع في أخلاط الأدوية الموافقة للأورام السرطانية ويبرىء الجرب المتقرح والقوابي الرديئة إذا خلطت بالفرزجات الملينة أدرت البول والطمث، وقد زعم قوم أن الذراريح إذا خلطت بالأدوية المعجونة نفعت المحبونين بإدرارها البول، ومن الناس من زعم أن أجنحة الذراريح وأرجلها بادزهراً لها إذا شربت. ابن ماسويه: إن اكتحلت نفعت الظفرة. الحور: بالغة النفع للسعفة لطوخاً بخل. ابن سينا: قليله يعين الأدوية المدرة من غير مضرة، وقال بعضهم: ويسقى واحد منها لمن يشكو مثانته ولا ينجع فيه العلاج، وهو نافع وشرب ثلث طاسيج منه مقرح للمثانة. جالينوس: تقريحه هو لإمالة المادة الحادة إليها التي لا يخلو عنها بدن مع خاصية فيها. الغافقي: إذا طلي بمسحوقها مع خل قتلت القمل وكانت صالحة للبرص وللزيت الذي تطبخ فيه قوة ينبت بها الشعر في داء الثعلب وإن حل به على لسع العقرب نفع نفعاً بيناً. سفيان الأندلسي: إذا أضيف من جرمها المجفف المسحوق مقدار حبتين في شربة الحصا وصلتها ونفع من ذلك نفعاً بليغاً ودهنها يحل الأورام البلغمية الصلبة منها والرخوة جداً. الشريف: إذا أغرقت في دهن وشمست فيه أسبوعاً وقطر من ذلك الدهن على الأذن الوجعة شفي ألمها وينفع من الصمم الحادث والنوع الطيار منها ذو الأجنحة يسمى بالبربرية أزغلال إذا درست ورميت في مرقة لحم بقري وتحساه المعضوض من كلب كلب نفعه نفعاً بيناً عجيباً لا يعدله في ذلك شيء وعلامة شفائه أن المعضوض يبول دوداً ذوات رؤوس سود، وإذا أخذ منه النوع الأسود المطرف بالحمرة وغمر في الدهن العتيق وشمس ستة أشهر ثم من بعد ذلك دهن بالدهن الفرطسة بعد الحلق والإنقاء بالدواء كان ذلك دواء عجيباً لأنه يخرج الفرطسة بأصولها ويجفف الرطوبة الفاسدة منها. المنصوري: من سقي من الذراريح أخذه وجع في العانة ومغص وتقطيع وحرقة البول وبال دماً مع وجع شديد، وربما احتبس بوله ثم اندفع مع الدم بلذع وحرقة شديدة، وربما يورم القضيب والعانة ونواحيها ويعرض له حرقة في الفم والحلق والتهاب شديد وحمى واختلاط. الطبري: سم الذراريح  حار جداً يقصد المثانة ويحرقها حرقاً ويخرج منها الدم واللحم بالبول ويأخذ منها الغشاء وتظلم منه العينان وعلاجه أن يتقيأ بماء الشبث المطبوخ والسمن البقري ويستنقع في ماء حار ويتمرخ بدهن الخل ويحقن بماء كشك الشعير المطبوخ مع دهن الورد وبزر الكتان.

ذرة: الفلاحة: هو من جنس الحبوب يطول على ساق أغلظ من ساق الحنطة والشعير بكثير وورقه أغلظ وأعرض من ورقها. المجوسي: أجوده الأبيض الرزين وهي باردة يابسة مجففة، ولذلك صارت تقطع الإسهال وإن استعملت من خارج كالضماد بردت وجففت.

ذرق الطير: هو النبات المعروف باليونانية بالبثومة وقد ذكرته في حرف الباء.

ذرق: هو الحندقوقي قال أبو حنيفة: قال أبو زياد: من العشب الذرق ويسمى العرقصان وفيه شبه من القت يطول في السماء، وينبت كما ينبت القت، وهو ينبت في القيعان ومناقع المياه، وقد رأيته بالعراق ويبيعه الأنباط، ويسمونه الحندقوقي، وقد ذكرته في الحاء.

ذفراء: الرازي في الحاوي: قيل أنه سذاب البر، قال أبو حنيفة: هي عشبة خبيثة الريح ترتفع قدر شبر خضراء ولها ساق وفروع ورقها نحو ورق الرحم مرة وريحها ريح القثاء، ولها زهر أصفر خشن وتكثر في منابتها ويدق ورقها ويشرب لوجع الخوف وحمى الربع ووجع الكبد فينتفع به جداً.

ذنب الخيل: ديسقوريدوس في الرابعة: أقودش هو نبات ينبت في مواضع فيها ماء وفي الخنادق وله قضبان مجوفة لونها إلى الحمرة فيها خشونة وهي صلبة معقدة، والعقد داخل بعضها في بعض، وعند العقدة ورق شبيه بورق الأذخر دقاق متكاثفة، وهذا النبات يستنبت بما قرب من الشجر ويعلو على الشجر ثم يتدلى منه أطراف كثيرة شبيهة بأذناب الخيل، وله أصل خشبي صلب. جالينوس في السادسة: هذا نبات قوّته قابضة مر، ولذلك صار يجفف غاية التجفيف من غير لذع فهو بهذا السبب يدمل الجراحات العظيمة إذا وضع عليها كالضماد ولو كان العصب في تلك الجراحات قد انقطع فينفع من الفتق الذي تنحدر فيه الأمعاء، ومن نفث الدم ومن النزف العارض للنساء وخاصة ما كان من النزف أحمر ومن قروح الأمعاء وسائر أنواع استطلاق البطن إذا شرب بالماء، وقد تحدّث عنه قوم أنه أدمل في وقت من الأوقات به جراحة وقعت بالمثانة والأمعاء الدقاق وعصارته تنفع من الرعاف ومن العلل التي تستطلق فيها البطن إذا شرب بشراب مع شيء من الأدوية القابضة فإن كان هناك حمى فبالماء. ديسقوريدوس: وهذا النبات قابض، ولذلك صارت عصارته تقطع الرعاف جيدة، وإذا شرب بشراب نفع من قرحة الأمعاء وقد يدر البول وورقه إذا دق ناعماً وضمدت به الجراحات بدمها ألحمها، وأصل هذا النبات والنبات أيضاً ينفعان من السعال ومن عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب ومن شدخ أوساط العضل، وقد يقال إن ورقه إذا شرب بالماء ألحم قطع الأمعاء وقطع المثانة والكلي وأضمر قيلة الأمعاء وقد يكون صنف آخر من أقورش وهو ذنب الخيل له أطراف أقصر من أطراف الصنف الآخر وأشدّ بياضاً وألين، وإذا دق ناعماً وخلط وضمدت به الجراحات الخبيثة أبرأها. مجهول: ذنب الخيل ينفع من أورام المعدة والكبد ومن الاستسقاء.

ذنب العقرب: ديسقوريدوس في آخر دواء من الرابعة: سقرينوبداس ومعناه الشبيه بالعقرب. هذا نبات له ورق قليل وبزر شبيه بأذناب العقارب، وهذا البزر إذا تضمد به نفع الملسوعين من العقارب. جالينوس في الثامنة: هذا الدواء يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الثانية.

ذنب السبع: وهو ذنب اللبوة أيضاً وبعجمية الأندلس قيد أنه ينبت في الزروع. ديسقوريدوس في الرابعة: قرسون هو نبات له ساق طولها نحو من ذراعين وما سفل من الساق فإنه ذو ثلاث زوايا عليه شوك لين متباعد بعضه من بعض، وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له لسان الثور وعليه زغب ليس بالكثير، بل باعتدال وهو أصغر من ورق لسان الثور ولونه إلى البياض مشوك الأطراف وما علا فإنه مستدير ذو زغب وعليه رؤوس لونها وأطرافها فرفيري ويظهر منها شيء دقيق شبيه في دقته بالشعر قائم، ويزعم أندراس الطبيب أن القوم الذين يقال لهم قوسا يأخذون أصل هذا النبات فيعلقونه على العضو الألم فيسكن ألمه. عبد اللّه بن صالح: رأيت البربر بقطر فاس إذا آلم عضواً من أعضاء الإنسان سقطة أو ما يشبهها يأخذون أصل هذا النبات ويقشرون قشره مع بعض جرمه بسكين أو غيره فتبرز منه لعابية فيجردونها ويحملونها على الموضع الألم كالملزم فلا يزول حتى يبرأ العضو فلعل أندراس أراد هذا. الغافقي: أصله قابض فيه لزوجة شديدة، وإذا شرب منه شيء يسير جبر الكسر.

ذنب القط: بعض شجارين بالأندلس يسمي بهذا الاسم النبات المسمى باليونانية خروسوقامي عالي، وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.

ذنب الخروف: أبو العباس النباتي: اسم أندلسي بأحواز شرق الأندلس للنبات الكري الشكل الحرفي الزهر إلا أنه أكبر وأصوله طوال تشبه النبات المسمى باليونانية سطرونيون وطعم الزهر والبزور، والورق ما بين طعم الفجل والخردل، وهو البنبديون المذكور عند ديسقوريدوس في الثانية الموصوف عند جالينوس في الثامنة، وذنب الخروف أيضاً فيها عند أهل أفريقية وأهل الشام نبات آخر غير هذا، وهو الصحيح وقد وصفناه في مواضع أخر طعمه إلى المرارة ما هو بيسير لزوجة، وفي ورقه مشابهة من ورق البنات الذي يسميه عامتنا بالأندلس بالأقين وزهره لين كري الشكل إلا أنه على أطراف أغصانه إلى البياض قليلاً وقضيبه مستدير مزوي دقيق الأطراف ضخم أسفله، وله بزر دقيق. وصحت التجربة عندهم فيه النفع من البياض في العين، أعني عصارة ورقه ورأيته بالبيت المقدس كرمه الله تعالى ويسمونه أيضاً بذنب الخروف وهو عندهم مجرب في النفع من عضة الكلب الكلب.

ذنب الفأرة: هو لسان الحمل ويسمى بذلك لشبهه في سنبلته التي في طرف قضيبه بذنب الفأرة، وفيها بزرة شبيهة بذنب الفأرة.

ذنب: الرازي في الحاوي: قال جالينوس في كتاب الكيموس: إن الأذناب أشد صلابة من البطون والأمعاء وبحسب ذلك يكون عسر هضمها وقلة غذائها إلا أن فضولها قليلة من أجل تحريكها.

ذهب: ابن سينا: معتدل لطيف سحالته تدخل في أدوية السوداء وأفضل الكي وأسرعه برءاً ما كان بمكوى من ذهب وإمساكه في الفم يزيل البخرِ وتدخل سحالته في أدوية داء الثعلب وداء الحية طلاء، وفي مشروباته ويقوي العين كحلاً وينفع من أوجاع القلب ومن الخفقان وحديث النفس وخبثها. غيره: وقيل إن كويت به قوادم أجنحة الحمام ألفت أبراجها، وإن طرح منه وزن حبتين في وزن عشرة أرطال زئبق غاص إلى قعره، وإن طرح في هذا القدر مائة درهم أو غيرها من الأجسام الثقيلة عام فوقه ولم ينزل فيه، وإن ثقبت شحمة الأذن بإبرة من ذهب لم تلتحم، وإن علق الإبريز منه على صبي لم يفزع ولم يصرع مجرب، وإن لبس منه خاتماً من في إصبعه داحس خفف وجعه مجرب.

ذو ثلاث حبات: هو الزعرور.

ذو ألف ورقة: هو المريافلن وقد يسمى أيضاً أسطرطيوطس البري بهذا الاسم.

ذو ثلاث شوكات: زعم قوم أنه الشكاعي.

ذو ثلاث ورقات: قال على نوعي الحندقوقي وعلى الحومانة وعلى الصفصة وعلى نوع من خصاء الثعلب، وقد ذكرنا كل واحد منها في بابه.

ذو ثلاث ألوان: يقال على النبات المسمى باليونانية طريقيلون، وزعم ابن واقد أنه التربد وليس به.

ذو خمسة أصابع: هو البنجبنكشت بالفارسية.

ذو خمسة أجنحة وذو خمسة أقسام: هو النيطافلن.

ذو مائة شويكة وذو مائة رأس: وهو القرصعنة.

ذئب: جالينوس في الحادية عشرة: من مفرداته أما كبد الذئب فقد ألقيت أنا منها مراراً في الدواء المتخذ بالغافت النافع للكبد ولكني لم أجرب أن هذا الدواء ازداد قوة بهذا الكبد إذا قسته بالذي عملته حلواً من هذا الكبد، وقال في الثامنة: إني جربت كبد الذئب تجربة بالغة، وذلك بأن يسحق ويسقى منه في مثقال واحد مع شراب حلو فينتفع به من كل سوء مزاج يحدث للكبد من غير أن يضر الحار أو البارد، لأن منفعته بجملة جوهره فإن كان بالعليل حمى ظاهرة فالأجود أن يسقى بماء بارد. وقال في العاشرة: وأما زبل الذئب فقد كان بعض الأطباء يسقيه لمن كان به وجع القولنج ويسقيه في وقت هيجان الوجع، وربما سقاه من قبل الوجع وخاصة إذا كان ذلك الوجع يعرض لهم من غير نفعة، ورأيت بعض من شرب هذا الزبل فلم يعرض له ذلك الوجع بعد ذلك فإن عرض له فلم يكن بالشديد المؤذي وكان ذلك الطبيب يأخذ من هذا الزبل دائماً، وإنما يكون ذلك إذا تغذى الذئب بالعظام فكنت أتعجب من منفعته إذا عولج به المرض، وكان ربما علقه على المريض فينفعه منفعة عظيمة بينة، وكان إذا سقاه لمن كان متقززاً ومن به وجع القولنج فيخلط معه شيئاً من الملح والفلفل، وما أشبه ذلك من البزر ويجيد سحقها ويسقيه بشراب أبيض لطيف، وربما سقاه بماء وحده، وربما علق الزبل على فخذ الرجل الوجعة مشدوداً بخيط من صوف كبش قد افترسه ذئب وذلك أبلغ في المنفعة إذا وجد وأقوى، فإن عز هذا الصرف ولم يقدر عليه يأخذ سيوراً من جلد إيل ويشد بها الزبل ويعلقها على فخذ الرجل، وأما أنا فكنت أجعل من ذلك الزبل في أنبوب صغير في مقدار الباقلا وأتخذه من فضة بعروتين، وأعلقه على الوجع ولما جربت ذلك في واحد من المرضى ونفعه استعماله استعملته في عدة منهم بعد ذلك فنفعهم. خواص ابن زهر: الذئاب لا تأكل الأعشاب والذئب من بين الحيوان لا يأكل العشب إلا عند مرضه كما تفعل الكلاب، فإنها إذا اعتلت أكلت عشباً من الأعشاب، وما خبث من الذئاب وفسد أصله أكل الناس وسائرها لا يأكل الكلاب، وذكر الذئب والثعلب من عظم لا كسائر الحيوان من عضل أو عصب قال: وإن علق ذنب ذئب على معلف البقر لم تقرب إليه ما دام معلقاً عليه ولو جهدها الجوع، وإن بخر موضع بزبل ذئب اجتمع إليه الفار، وزعموا أن من لبس ثوباً من صوف شاة قد افترسها ذئب لم تزل به حكة شديدة ما دام عليه معلقاً أو ينزعه وإن بالت امرأة على بول ذئب لم تحبل أبداً وإن أخذت خصيته اليمنى وداقتها بزيت وغمست فيه صوفة واحتملتها المرأة ذهبت عنها شهوة الجماع قال: وإن شرب صاحب الحمى العتيقة من مرارة الذئب وزن دانق مع عسل أو طلاء أذهبها وعين الذئب تمنع من الصرع، ولا يقرب من علقت عليه شيء من السباع والهوام واللصوص. ابن سينا: ومرارة الذئب تمنع التشنج والكزاز اللذين يتبعان جراحات العصب خصوصاً من البرد، وإذا سعط منها من به النزلات العظام نفعته. ومن خواص ابن زهر: وإذا نهش الذئب فرساً وأفلت منه جاد سيره وسهل قياده وسبق الخيل وشحمه ينفع من داء الثعلب وداء الحيية لطوخاً. قال الجاحظ: إن دمي إنسان فشم الذئب رائحة الدم منه قاتل عليه حتى يبلغ إليه فيأكله، ولو كان أتمهم سلاحاً وأشجعهم قلباً وأشدهم ثقافة قال: وإن دفن رأس ذئب في موضع فيه غنم هلكت في موضعها، وإن علق في برج حمام لم يقربه حية ولا شيء من الهوام التي تؤذي الحمام وإن كتب صداق في جلد شاة قد افترسها ذئب لم يزل بين الزوجين إتفاق البتة وأنيابه وجلده وعيناه إذا جمعت أو حملها إنسان معه غلب خصمه وكان محبوباً عند الناس.

حرف الراء

راسن: هو الجناح بلغة أهل الأندلس. ديسقوريدس في الأولى: هو الأينون وهو شبيه بالدقيق الورق من النبات الذي يقال له قلومس، غير أنه أخشن وأطول وليس له ساق وله أصل عظيم طيب الرائحة فيه حرافة ياقوتي اللون يؤخذ منه شعب لتنبتَ كما يفعل بالسوسن وبالصنف من اللوف البري الذي يقال له آادن ويكون في مواضع جبلية فيها شجر رطب وأصله يقلع في الصيف ويجفف. جالينوس في السادسة: وأنفع ما في هذا النبات أصله فإن أصله ليس يسخن ساعة يلقى على البدن، ولذلك ينبغي أن يقال إنه ليس بحار يابس صادق الحرارة واليبس كالفلفل الأسود والأبيض، ولكنه فيه مع ذلك رطوبة فضل، ولذلك صار يخلط في اللعوقات النافعة لنفث الأخلاط الغليظة اللزجة من الصدر والرئة، ويؤثر فيها أثراً حسناً جداً وقد يحمون به الأعضاء التي قد نالها الأذى من العلل المزمنة المبردة بمنزلة عرق النسا العارض في الورك والشقيقة العارضة في الرأس وخلع المفاصل الحادث عن الرطوبة. ديسقوريدوس: وإذا شرب طبيخه أدر البول والطمث، وإذا عمل منه مع العسل لعوق واستعمل وافق السعال وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب وشدخ العضل والنفخ ونهش الهوام بحرارته وورقه، وطبيخه إذا طبخ بالشراب وتضمد به وافق عرق النسا، فإذا ربى أصله بالطلاء كان جيداً للمعدة فإن الذين يربونه يجففونه أولاً قليلاً ثم يطبخونه وينقعونه من بعد في ماء بارد، ثم يجعلونه في طلاء ويخزنونه. ابن ماسويه: حار يابس في وسط الثالثة أو في أوّلها وفيه رطوبة مائية فضلية ضار للمحرورين وخاصيته تقوية المثانة والنفع من تقطير البول العارض من البرد. عهد أبقراط: أن الراسن يذهب بالحزن والغيظ ويبعد عن الآفات لأنه يقوي فم المعدة ويحلل الفضول التي في العروق بالبول والطمث وخاصة الشراب المتخذ منه. ابن سينا: ينفع من جميع الآلام والأوجاع الباردة وهيجان الرياح والنفخ، وفيه جلاء بالغ والضماد بورقه نافع لشدخ العضل وهو مصدع ولكنه يحلل الشقيقة البلغمية وخصوصاً نطولا وهو مما يفرح ويقوي القلب، ومن تعاهد استعمال الراسن لم يحتج أن يبول كل ساعة. التجربتين: يسخن المعدة ويلين البطن وينفع من المالنخوليا المعوية بإخراجه الخلط المتعفن من المعي ويفرح النفس ممن يكثر حزنه من غير سبب نفساني، وينفع من وجع الظهر والمفاصل البارد وينقي الصدر والرئة من الأخلاط اللزجة وينفع كذلك من السعال والربو جداً. المنصوري: ينفع سدد الكبد والطحال والإكثار منه يفسد الدم ويقلل المني. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: يسخن البدن ويكسر الريح ويجشىء ويهضم الطعام، وينفع أصحاب الأبدان الباردة ويكسر من حدته وحرارته الأغذية الباردة بالخل البارد ونحوه. ماسرحويه: إن تدخنت به امرأة أنزل الحيض فإن دق وعجن بعسل وشرب منه مثقال سخن الأعضاء التي تألم من البرد. الغافقي: يقطع الأخلاط والبلغم ويهيج الباه وينفع من اختلاج المفاصل الحادث من الرطوبات. ديسقوريدوس: وقد زعم فماطوس جماع الأدوية أنه يكون بمصر صنف آخر من الراسن وهو عشبة لها أغصان طولها ذراع متسطحة على الأرض مثل التمام وورق شبيه بورق العدس غير أنها أطول وهو كثير على الأغصان، وله أصول صغار صفر غلظها مثل غلظ الخنصر وأسفلها أرق من أعلاها وعليها قشر أسود، وتنبت في مواضع قريبة من البحر وفي تلول، وإذا شرب أصل واحد من أصوله نفع الذين ينهشهم شيء من الهوام.

رواند: ديسقوريدوس في الثالثة: يكون في المواضع التي فوق البلاد التي يقال لها سيقورس، ومن هنا يؤتى به وهو أصل أسود وهو شبيه بالقنطوريونِ الكبير إلا أنه أصغر منه وأقرب إلى حمرة الدم لا رائحة له رخو إلى الخفة ما هو وأقواه فعلاً ما كان منه غير مسوّس، وكانت له لزوجة وقبض ضعيف، وإذا مضغ كانت في لونه صفرة وشيء من لون الزعفران، وإذا شرب نفع من الريح وضعف المعدة وأوجاع كثيرة ووهن العضل وورم الطحال ووجع الكبد والكلي والمغص وأوجاع المثانة والصدر وامتداد ما تحت الشراسيف وأوجاع الرحم وعرق النسا ونفث الدم من الصدر والربو والفواق وقرحة الأمعاء والإسهال المزمن والحميات الدائرة ونهش الهوام، والشربة منه مثل الشربة من الغاريقون والرطوبات التي يشربها هي الرطوبات التي يشربها الغاريقون، وإذا لطخ مع الخل على ألوان الآثار من الضرب والقوابي والثآليل قلعها، وإذا ضمدت به الأورام الحارة المزمنة مع الماء حللها وقوته قابضة مع حرارة يسيرة. جالينوس في الثامنة: قوته مركبة وذلك أن فيه شيئاً أرضياً بارداً، والدليل عليه قبضه، وفيه أيضاً حرارة وذلك أنه إذا مضغه إنسان وأطال مضغه وجد فيه طعماً كأنه إلى الحرافة والحدة ما هو، وقد يدل أيضاً على أن فيه شيئاً من الجوهر الهوائي اللطيف ما هو عليه من الرخاوة والخفة وأكثر دلالة على ذلك منه أفعاله، وبهذا السبب صار وإن كان يقبض يشفي مع ذلك الفسوخ العارضة في العصب والقروح الحادثة في العضل ويفش الانتفاخ ويفش الانتصاب ويشفي أيضاً المواضع التي تحدث فيها الخضرة والقوابي إذا طلي عليها بالخل، وقد يستدل أيضاً على أن أفعاله بما فيه من القبض أفعال قوية من العلل التي ينقيها وهي نفث الدم واستطلاق البطن وقروح الأمعاء، وذلك أن الشيء اللطيف الهوائي لا يضاد ولا يعاند الشيء البارد الأرضي بل يبذرقه ويؤذيه ويوصله إلى العمق ويصير سبباً لقوة أفعاله. قالت الحور: هو حار يابس في الثانية، وإذا سحق بالخل وطلي به الوجه أذهب الكلف. أريتاسيس: ينفع من الإسهال الذي كون عن ضعف المعدة. بولس: ينفع من الامتلاء والتفق. ابن سينا: وإذا دهن بدهنه لفسخ العضل والامتداد وأوجاع العضل نفع منه. مجهول: إذا طلي به بين الكتفين أذهب الروعة والخوف من القلب. سفيان الأندلسي: يقوي الأعضاء الداخلة ويفتح سددها ويجفف رطوبتها الفاسدة ويشد الأعضاء المترهلة، وفعله في الكبد أقوى في ذلك، ويطلق الطبيعة ببلغم لزج وبالخام، وينفع من الاستسقاء ومن ضروبه كلها إلا ما كان منه عن ورم حار في الكبد منفعة عظيمة بالغة ويفتت حصاة الكلي والطفلية من حصا المثانة، وينفع من أوجاعها منفعة بالغة ويدر البول، وينفع من أنواع الإسهال الذي يكون عن سدد في الماساريقا والكبد أو عن رطوبة كثيرة قد أرخت المعدة والمعي، والشربة منه كما قال ديسقوريدوس مثل الشربة من الغاريقون، وينفع من علل الصدر وأوجاعه من سدد وأورام قد نضجت واحتاجت إلى الفتح ويسهل النفث لا سيما إذا أمسك في الفم، وينفع من البهر سقياً وإمساكاً، وينفع من الفسوخ الحادثة في العضل سقياً وهو من أنفع الأدوية للتخم المتولدة عن إكثار الطعام لتنقية المعي والمعدة منها، وإذا أخذ مع الصبر قوى فعله وكذا مع الكابلي، ونقى الدماغ تنقية جيدة وحسن الذهن، وينفع بتنقيته من الصداع البلغمي والذي يكون عن أبخرة صاعدة منفعة عظيمة بالغة جداً، وإن أضيف إلى اللوغاديا العتيقة كان فعله أقوى، وينفع بهذه الإضافة ومفرداً من الخدر والفالج وعلل الدماغ الباردة كلها كالشقائق وغيرها، وينفع من الحميات المتقادمة منفعة بالغة ما لم تنهك القوة وتضعفها إضعافاً لا يحتمل معه أخذه وهو في البلغمية عند النضج نافع جداً، ويجب أن يجتنب في أوائل الحميات، وينفع من القولنج البلغمي والريحي بإطلاقه الطبيعة وتحليله الرياح، وأقوى أنواعه الصيني وبعده أنواع الفارسي بحسب جودتها فإنه أنواع كثيرة فالشامي خاصيته النفع من علل الصدر والسدد الكائنة في نواحيه والأوجاع الحادثة عن ريح أو سدد. ابن جميع في مقالته في الراوند: اسم الراوند في زماننا هذا ينطلق على أربعة أشياء ثلاثة منها في راوند بالحقيقة لأنها متشابهة الماهيات متقاربة الأفعال والتأثيرات، وواحد يشاركها في الاسمية ويخالفها في الأفعال والماهية، وأصناف الراوند الصحيح ثلاثة: 

منها اثنان يعرفان بالراوند القديم وواحد يعرف بالرواند الجديد، والمعروفان بالقديم أحدهما يعرف بالراوند الصيني والآخر يعرف بالراوند الزنجي، والمعروف بالجديد يعرف بالراوند التركي والفارسي، وأما الرابع فإنه يعرف بالراوند الشامي، فأما في القديم فكان ينطلق على شيئين: أحدهما ما ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثالثة، وجالينوس في المقالة الثامنة من كتابه في قوى الأدوية المفردة، وسنبين فيما بعد أنه الصنف المعروف عندنا بعينه، والآخر ما ذكره جالينوس في المقالة الأولى من كتابه في الأدوية المقابلة للأدواء المعروف بكتاب المعجونات. وهذا لم أره ولا لقيت من ذكر أنه شاهده غير رجل أعجمي من أهل المشرق، وقد حضر إلى سوق العطارين بمصر منذ سنين، وذكر أن عنده منه شيئاً، فلما أحضره إليّ وجدته عصارة قد عملها على جهة الدرمكة من الراوند الصيني، فأما الراوند الصلب المعروف بالصيني فهذا الصنف يجلب إلينا من بلاد الصين، ويذكر جلابوه أنه أصل نبات يشبه القلقاس إذا استخرج من الأرض، وهو رطب يتشقق الأصل منه قطعتين أو ثلاثاً وتثقب القطع وتنظم في الخيوط وتعلق في الهواء حتى تجف وتحمل. وذكر جالينوس أن من باعته في معدنه من يأخذ رطبه فيطبخه بالماء إلى أن تخرج عصارته ويجففه بعد ذلك ويبيعه على أنه بحاله، والذي نشاهده نحن منه أنه قطع خشب ضخمة قدر القطعة منها كالكف أو دونه، ولون ظاهرها أغبر مع حمرة قانية، ولون مقطعها أصفر خلنجي، وربما مال قليلاً إلى الخضرة والغبرة، وجوهرها إلى الفة والرخاوة والهشاشة، وإذا مضغ منه شيء تبينت منه لزوجة ظاهرة، وإذا تطعم به وجد فيه قبض ضعيف ومرارة وحدّة وحرافة خفية وإن أخذ شيء من ممضوغه وتمسح به على موضع من اليد صبغه بصفرة زعفرانية وهو مما يستاس وينخر سريعاً، ولذلك صار جلابوه يلقون معه في الأوعية التي يجلبونه فيها الماميران الصيني ليحفظه من ذلك، كما يلقون الأملج مع التربد والفلفل مع الزنجبيل، وأفضله ما كان في جوهره ليس بمتكاثف، وكان القبض في طعمه ليس بالقوي وكان مقطعه مصمتاً سالماً من السوس خلنجيّ اللون، وكانت فيه بعض اللزوجة المذكورة عند المضغ، وكان اليسير من الممضوغ منه قوي الصبغ، ولذلك فإن تكاثف جوهره وقوة قبضه يدلان على أنه قد غش بما تقدم ذكره من استخراج عصارته بالطبخ فقلت: لذلك فيه المائية والهوائية، وغلبت عليه الأرضية وسلامة مقطعه من السوس واللزوجة يدلان على حداثته وبقاء رطوبته، وقوة خلنجيته ولون مقطعه، وقوّة صبغه يدلان على بلوغه وانتهائه إلى تمام نضجه في منبته، وأما ميله إلى الخضرة والغبرة فيدل على نجاحه ونهوه واجتناثه قبل كماله، وأما الراوند المعروف بالزنجي فإن هذا الصنف يجلب إلينا من بلاد الصين، وإنما سمي زنجياً لسواد لونه لا لمعدنه، ويشابه الصيني المقدم ذكره في أشكال قطعه ومقاديرها ولزوجته وطعمه ويخالفه في الهشاشة والخفة واللون، لأن هذا ثقيل صلب عسر المضغ، والرض مدمج أسود اللون مقطعه يشبه مقطع القرن الأسود أو خشب الأبنوس أو الساسم وهو أيضاً مما يستاس سريعاً وينخر، وأفضله ما لا يستاس، وكان أقل ثقلاً وصلابة، وأما الراوند المعروف بالتركي والفارسي فإنهما يجلبان إلينا من جهة بلاد الترك وأرض فارس وهو أيضاً على ما سمعته ممن يوثق به أنه من نبات بلاد الصين إلا أن الصيني المعروف المشهور ينبت في الأطراف الشمالية منها وهو ببلاد التركستان التي يسمونها الفرس جين ماجين أي صين الصين لأنهم يسمون الصين جين فيقولون: راوند جيني ويحمل في البحر إلى البلاد التي يخرج إِلينا منها، أعني بلاد الفرس، ولذلك سمي التركي لأنه يجلب من بلاد تلي الترك والصين كما يقال مسك عراقي لما يجلب مما يلي العراق من الهند، ولمثل ذلك سمي الراوند الفارسي وهو يشابه الراوند المعروف بالصيني في أشكال قطعه ومقدارها في اللزوجة والطعم والصبغ وفي الهشاشة والخفة، ولكن ليس إلى الحد الذي يوصف معه بضدها بل كأنه بحالة متوسطة بين الزنجي وبينه في ذلك وأقوى منه طعماً وصبغه أخلص صفرة ويخالفه في اللون لأن هذا أصفر الظاهر والباطن صفرة ورسية، وهو أيضاً مما يستاس وينخر سريعاً وأفضله ما لا يستاس وكان مقطعه أشد صفرة وممضوغه أقوى صبغاً، وأما الراوند المعروف بالشامي فإن هذا الصنف يجلب إلينا من نواحي عمان من أرض الشام وهي  عروق خشبية طوال مستديرة في غلظ الأصبع وأكثر إلى الصلابة ما هي ظاهره أغبر اللون كمده ومكسرها أملس تعلوه صفرة مشوبة بيسير من الزرقة. وقال قوم: إِنه أصل شجرة الأنجدان الأسود المحروث، وقد سماه قوم راوند الدواب لأن البياطرة يلقون سحيقه في سقائها إذا احترت أكبادها، وربما سمي بذلك أيضاً الراوند التركي، ومن الباعة من يخلط به الراوند التركي ويبيعه فيه على أنه منه فيمرّ ذلك على من لا خبرة له به، وأما الراوند الني ذكره جالينوس في المقالة 1 من كتابه في الأدوية المقابلة للأدواء فهو ليس من أصناف النبات، وإنما هو من عصارة تتخذ من الراوند الصيني ما دام طرياً في منابته ويغلظ بالطبخ، فما اتخذ من عصير الراوند نفسه من غير أن يخالطه شيء من الماء كان صحيحاً، وما اتخذ من عصيره المستخرج بطبخه في الماء كان مغشوشاً، وإنما يغش من هذا النوع من الغش ليبقى الراوند بصورته فيجفف ويباع على أنه لم تؤخذ عصارته رغبة في الزيادة.

وقال في أفعاله الكلية والجزئية: لما كانت الأصناف الثلاثة من الراوند أعني الذي يعرف بالصيني والزنجي والفارسي متقاربة الأفعال متشابهة القوى، وإنما تختلف في أشياء من باب الأزيد والأنقص، ولما كان الراوند الشامي بعيداً منها في كل شيء رأيت أن أجعل القول فيها واحداً مشتركاً هرباً من الإطالة بتكرير الشيء الواحد، وأفرد للشامي قولاً واحداً فأقول: إن الراوند إذا امتحناه بالطرق التي عملناها من الفاضل جالينوس وجدناه مركباً من جواهر مختلفة، وذلك أنا نجد فيه قبضاً ليس بالخفي يدل على جوهر بارد أرضي صالح المقدار وحدة وحرافة خفيتين يدلان على جوهر حار ناري ليس بالكثير، ومرارة ليست بالخفية تدل على أن أفعاله الأرضية عن ناريته أفعالاً ما، وخفة ورخاوة وهشاشة تدل على جوهر هوائي لطيف، وما كان بهذه الصفات فالأغلب على جوهره اللطافة، وعلى مزاجه الحرارة واليبس اللذان ليسا بالقويين ولا المفرطين، لكن القريبين من التوسط ولذلك يكون له من الأفعال الكلية والشبيهة بالكلية أما الأوائل منها فبالتسخين والتجفيف اللذين في الدرجة الثانية من درجاتها، وأما الثواني منها فبالتحليل والتلطيف للمواد والرياح الغليظة والتفتيح للسدد والجلاء والتنقية للمجاري والمنافذ والتجفيف للقروح الرطبة الرهلة، وإنما صارت أفعال الجوهر البارد القابض الذي فيه تظهر منه قوية وإن كان ممزوجاً بضده، لأن هذين الجوهرين لا يتمانعان ولا يتضادان في أفعالهما، لكن الجوهر الحار منه يتفرق الجوهر البارد الأرضي منه ويوصله إلى الأعماق والأقاصي فتقوى بذلك أفعاله وما ظهر فيه من طول التجارب من البادزهرية والتخليص من سم ذوات السموم من الهوام. وقد نص ديسقوريدوس على أن في الراوند قوة بادزهرية، فأما قوّة الإسهال فلم يتفطن لها أحد من القدماء ولا وقع عليها حل من أتى بعدهم من المحدثين، وإنما شعر بها من كان منهم أقرب إلينا عهداً، وخاصة من أهل بلادنا وليس إنما ينقى من هذين الخلطين الرقيق كما يظنه قوم من عوام الأطباء، لكن قد صح أنه ينقي البدن منهما على اختلاف صنوفهما ويفش ضروبهما حتى البلغم اللزج والخام، وينفع من كثير من الأمراض المتولدة عنهما، وأما أفعاله الجزئية: فالراوند إذا شرب يقوي الكبد والمعدة والمعي والطحال والكلي والمثانة والرحم، وبالجملة سائر الأعضاء الباطنة تقوية بالغة، ويفتح سددها ويجفف رطوباتها الفضلية الفاسدة، ويزيل ما يتولد فيها من الاسترخاء والترهل ويحلل الرياح، ولذلك يسكن كثيراً من أوجاعها وأفعاله هذه في المعدة والكبد واختصاص هذه بالمعدة والكبد أقوى وأظهر وخاصة في الكبد لاختصاص له لطبعه بها، ولذلك صار ينفع من سوء القيئة وجميع أنواع الاستسقاء خلا ما كان منها عن ورم حار في الكبد ومن اليرقان الكائن عن السدد، سيما إن أضيف إليه اللك والغافث والسنبل الهندي ونحوها وأخذ بماء الكشوث أو ماء البقول أو الأصول بحسب ما تدعو الحاجة إليه منها، ومن غلظ الطحال بالسكنجبين، وخاصة المتخذ منه بخل الأصول ومن الفواق والجشاء الحامض وامتداد ما دون الشراشيف والفتوق والمغص إذا أخذ بالشراب الريحاني أو الأنيسون والماء الحار القراح، ومن الإسهال الكائن عن ضعف المعدة والمعي بسبب رطوبات كثيرة فيها رهلتها وأرختها إذا أخذ بمفرده وبشراب الورد المعمول من الورد اليابس، ومن الإسهال المزمن الكائن من شدة في الماساريقا إذا أخذ بالشراب الريحاني أو بالسنبل الهندي، ومن الدورسنطاريا المعائية إذا أضيف إليه ما يضعف قوته المسهلة، وينعش قوته المجتمعة القابضة المدملة كالورد العراقي والجلنار والطربيث والصمغ العربي ومن القولنج البقلي والبلغمي والريعي وخاصة إن أخذ مع الخيار شنبر بماء الزبيب والبسفانج ومن الحصاة الكائنة وما ليس بصلب من المثانة، وهو إلى الطفلية أميل لإدراره وجلائه وتلطيفه، وخاصة إن أخذ بماء الترسياوشان وورق السقولو قندريون ونحوها، ومن نزف الدم من الرحم بماء السنبل الهندي أو بشراب لسان الحمل، ومن التخمة الكائنة من إكثار الطعام لتنقية المعدة والمعي منها وما تعقب من التقوية والإسخان من المعتمل لها، ولذلك كان أنفع دواء لها وإن أضيف إليه شيء من الهليلج الكابلي والصبر السقوطري والغاريقون الأنثى قوي فعله جداً ونقى الدماغ تنقية جيدة وينفع من عزوب الدهن وهو بمفرده، وبهذه الإضافة ينفع من ضروب الصداع والشقيقة. وبالجملة من أوجاع الرأس وأعلاها المتولدة عن أبخرة البلغم والمرة الصفراء، وعن هذين الخليطين أنفسهما ومن الصداع البلغمي والكائن عن أبخرة تصعد عن بلاغم عفنة، ومن الفالج والخدر بمفرده ومضافاً إلى اللوغاديا العتيقة، ومن نفث الدم من الصدر وعلله المتولدة عن مواد غليظة والسدد والربو والبهر ويسهل النفث ومن أورامه التي قد نضجت واحتاجت إلى الفتح إذا أمسك في الفم وابتلع أوّلاً فأولاً أو شرب بالطلاء الممزوج بالماء، ومن فسخ العصب والعضل وتكسيره ووهنه شرباً بالشراب الريحاني ومن عرق النسا، وخاصة إن أخذ بطبيخ الأسارون والقنطوريون الدقيق ومن أوجاع المفاصل المتولدة عن أخلاط بلغمية أو مرية أو مركبة منهما لتنقيته من الحميات العفنة المرية والبلغمية والمركبة منهما إذا نضجت موادها إسهالاً به ومن الدائرة المتطاولة منها وخاصة البلغمية في أواخرها عندما تبقى فضلاتها بالعروق مغتصة من موادها وضعفاً في الأعضاء الباطنة من طولها وترددها، وخاصة إن كسرت حرارته بمثل الورد الأحمر العراقي وعصارة الأمترياريس والصندل المقاصيري ومن الأورام الحارة المتطاولة إذا لطخ عليها ببعض الرطوبات الموافقة لها، ومن الكلف والقوبا وآثار الضرب ونحوها لطوخاً بالخل ومقدار ما يشرب منه من ثمن درهم إلى مثقال بحسب الحاجة والاحتمال، وهذه أفعال الأصناف الثلاثة من الراوند التي عرفت بالقوانين العباسية والطرق التجربية إلا أن أقواها فعلاً وخاصة في تقوية الكبد والمعدة وسائر الأعضاء الباطنة، والنفع من الاستطلاقات المحدودة والدوسنطاريا والحميات العفنة الصنف المعروف بالصيني وذلك لأنه أعدلها مزاجاً وألطفها جوهراً اللهم إلا في الإسهال فإن قوته في التركي منها أقوى، وأما الزنجي فينحط في أفعاله عن الصيني في كل موضع ولا يؤثر عليه غيره مهما وجد. اللهم إلا أن يكثر دعاء الحاجة إلى زيادة الإسهال ويقل التقوية للأعضاء الباطنة ولا تضر زيادة الحرارة فإن التركي حينئذ أبلغ منال في ذلك إذا حصل قولنج بلغمي غير مقترن بزيادة حرارة في المزاج في بدن قوى الأعضاء الباطنة، وأما أفعال الراوند الشامي هذا الصنف من الراوند قليل التصرف في أعمال الطب عندنا، وقل من يستعمله من مشايخنا، ولذلك لم نعن بأمره كعنايتنا بالأصناف الأخر، لكن الكائن عن ضعف المعدة ويدخل في السفوفات الحابسة والأضمدة المتخذة لضعف المعدة واسترخائها وأورام الكبد والطحال، وينفع من علل الصدر وأوجاعه المتولدة من السدد في نواحيه ومن الرياح. الرازي في كتاب الأبدال: بدله في ضعف الكبد والمعدة وزنه ونصف وزنه ورد أحمر منقى الأقماع وخمس وزنه سنبل عصافير.

رازيانج: جالينوس في السابعة: هذا دواء يسخن إسخاناً قوياً حتى يمكن منه أن يكون في الدرجة الثالثة، وأما تجفيفه فليس يمكن أن يكون على هذا المثال، ولكن ينبغي أن يضعه الإنسان من التجفيف في الدرجة الأولى، ولذلك صار يولد اللبن وهو نافع أيضاً لمن قد نزل في عينيه الماء من هذا الوجه بعينه، ويدر البول ويحدر الطمث جداً. ديسقوريدوس في الثالثة: ماريون إذا أكل حبه زاد في اللبن وبزره يفعل ذلك أيضاً إذا شرب أو طبخ بالشعير، وإذا شرب طبيخ جمته أدر البول، ولذلك يوافق وجع الكلى والمثانة وقد يسقى طبيخها بالشراب لنهش الهوام، وطبيخها يدر الطمث. وإذا شرب بالماء البارد في الحميات سكن الغثيان والتهاب المعدة، وأصل الرازيانج إذا تضمد به مدقوقاً مخلوطاً بعسل أبرأ عضة الكلب الكلب، وماء الرازيانج إذا جفف في الشمس وخلط بالأكحال المحدة للبصر انتفع به، وقد يخرج أيضاً ماء الرازيانج وهو طري مع الأغصان بورقها، ويستعمل منه على ما وصفنا فينتفع به في حدة البصر، ويخرج من ماء الأصل أيضاً أول ما ينبت للعلة التي ذكرنا، وأما الرازيانج النابت في البلاد التي يقال لها سوريا التي تلي المغرب، فإنه يخرج رطوبة شبيهة بالصمغ، وذلك أن أهل تلك البلاد يقطعون ساق الرازيانج ويدنونه من النار فيعرق ويخرج رطوبة شبيهة بالصمغ، وهذه الرطوبة أقوى فعلاً في الإكحال من الرازيانج. حبيش بن الحسن: هو بقلة تنفع مثل ما تنفع الهندبا إذا أغليت على النار وصفيت، وإذا مزج ماؤها مع المياه من غيرها من هذه البقول بلغت به أقصى البدن وأصابت الأدواء لأن لمائه دقة مذهب وحبه أشد حرارة من ورقه وورقه أسرع مذهباً في الأوجاع من حبه، وأصوله في العلاج أقوى من بزره وورقه. مسيح: من شأنه تفتيح سدد الكبد والطحال فإذا دق واستخرج ماؤه وغلي ونزعت رغوته وشرب بشراب العسل أو بالسكنجبين نفع من الحميات المتطاولة وذوات الأدوار. مجهول: إن خلط ماؤه المجفف مع عسل واكتحل به أعين الصبيان الذين يشكون الرطوبة في أعينهم أبرأهم وأكله وشرب ماء بزره يحد البصر. الشريف: قال صاحب الفلاحة النبطية عن آدم عليه السلام: إن بزر الرازيانج إذا اقتمح منه إنسان وزن درهم مع مثله سكراً وابتدأ ذلك من أول يوم تنزل الشمس برج الحمل، وأديم ذلك إلى أن تحل الشمس برج السرطان وفعل ذلك كل عام فإنه لا يمرض البتة، ولو بلغ عمره الطبيعي وتصح حواسه إلى أن يموت. ابن سينا: هضمه بطيء وغذاؤه رديء، وهو نافع من الحميات المزمنة، وزعم ديمقراطيس أن الهوام ترعى بزر الرازيانج الطري ليقوي بصرها والأفاعي والحيات تحك بأعيانها عليه إذا خرجت من مآواها بعد الشتاء استضاءة للعين. التجربتين: عصارة ورقه الغض وطبيخ أصله وبزره متقاربة المنفعة، وطبيخ البزر أقواها وكلها نافعة من أوجاع الجنبين والصدر المتولدة عن سدد ورياح غليظة ويحلل أخلاط الصدر فيسهل النفث ويسخن المعدة ويجلو رطوباتها ويحدرها في البول، وينفع من أوجاعها ومن حرقتها المتولدة عن البلغم الحامض وهو ضعيف في إدرار الحيض. إسحاق بن عمران: دابغ للمعدة، وأما بزره الجاف فإنه مفتح لسدد الكلي والمثانة ويطرد الرياح النافخة وليس يصدع كسائر البزور لعلة يبسه. ديسقوريدوس: أقومارثون وهو رازيانج ليس ببستاني كثير، له بزر شبيه ببزر لينانوطس المسمى فجرو، وأصل طيب الرائحة إذا شرب أبرأ تقطير البول، وإذا احتمل أدر الطمث وإذا شرب البزر والأصل عقلا البطن ونفعا من نهش الهوام وفتتا الحصاة ونقيا اليرقان، وطبيخ الورق إذا شرب أدر اللبن وبلغ في تنقية النفساء. جالينوس: الناس يسمون الرازيانج البري الكبير أقومارثون وأصل هذا الرازيانج وبزره أقوى في التجفيف من الرازيانج البستاني، وأحسب أن هذا الأصل وهذا البزر إنما صارا يحبسان البطن بهذه القوة إذا كان ليس فيهما قبض بين ويمكن فيه تفتيت الحصاة وإشفاء اليرقان وإحدار الطمث وإدرار البول إلا أن هذا النوع من الرازيانج ليس يجمع اللبن كما يجمعه الأول.

ديسقوريدوس: وقد يكون نبات آخر يقال له أقومارثون له ورق صغار دقاق إلى الطول وثمر مستدير شبيه بالكزبرة حريف مسخن طيب الرائحة وقوته شبيهة بقوة الأقومارثون الآخر إلا أنه أضعف جالينوس: مثله.

رازيانج رومي ورازيانج شامي: وهو الأنيسون، وقد تقدم ذكره في الألف.

راتينج: وهو الراتيانج أيضاً وهي الرجينة والرشينة أيضاً عند عامة الأندلس، وهو صمغ الصنوبر وسيأتي ذكره مع أنواع العلك في حرف العين، ومن الناس من يسمي أنواع العلك كلها راتينجا إلا حنيناً فإنه يوقع هذا الاسم على القلفونيا خاصة ويسمي سائر أنواعها علكاً.

رانج: هو النارجيل عن أبي حنيفة وسنذكره في حرف النون إن شاء الله.

راطيني: هو اسم لجميع العلوك باليونانية.

رازقي: أمين الدولة بن التلميذ: هو السوسن الأبيض ودهنه هو دهن الرازقي. ذكر أبو سهل المسيحي صاحب كتاب المائة وعبيد اللّه بن يحيى صاحب كتاب الاختصارات الأربعين، وذكر ذلك من أصحاب اللغة صاحب كتاب البلغة، وذكر غيرهم أن القطن يسمى رازقي في القرى. وقال السكري: إن الكتان أيضاً يسمى الرازقي، وأما استعمال الأطباء لهذا الاسم فعلى ما ذكرت، وإنما ذكرت ذلك لأن بعض من لا خبرة له ادّعى أن دهن الرازقي يتخذ من فقاح الكرم الرازقي، وبعضهم ادعى أنه دهن بزر الكتان، وإنما هو دهن السوسن الأبيض.

ربيثا: التميمي: هو نوع من الأدام يتخذه أهل العراق هو والصحناة جميعاً من صغار السمك. ابن ماسويه: تنفع المعدة وتجفف ما فيها من الرطوبة، ولا سيما إذا أكلت بالصعتر والشونيز والكرفس والسذاب مهيجة للباه. البصري: هي أحر من الأربنان. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما الربيثا فالقول فيه كالقول في الصحناة غير أنها أسرع نزولاً، ولها أن ترفع البخر المتولد عن البلغم العفن في المعدة والخل يكسر من عادية ذلك كلها، وإعطاشها وعادية جميع الكواميخ جدّاً.

ربل: أبو العباس الحافظ: هو نبات باسم عربي ورقه شبيه بورق الأوفاريقون الصغير إلا أنه أشدّ خضرة منه وأكثر جعودة وهي متكاثفة على الأغصان في أعلاها زهر أقحواني الشكل صغير ذو أسنان يشاكل رائحة القيصوم وطعمه. أوله راء بعدها باء بواحدة مفتوحة ثم لام وهي عندي من أنواع البرنجاسف. لي: حدثني عن هذا الدواء بالديار المصرية من أثق بقوله من الأمراء وهو أحد أولاد البراغثة، وكان ذلك في محروسة بلبيس أنه مجرب عندهم بالنفع من نهش الحيات والأفاعي يسقى منه المنهوش وزن درهمين، فيتبين له أثر عجيب وعرفني به سلمه الله.

ربرق: أبو حنيفة: هو عنب الثعلب عند أهل اليمن.

رته: هو البندق الهندي وقد ذكرته في الباء.

رثم: ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنش له قضبان طويلة ليس فيها ورق صلبة عسرة الرض تربط بها الكروم، وله خمل وغلف شبيهة بغلف الحب الذي يقال له فاشلبوش وهو حب شبيه باللوبياء وفي الغلف بزر صغير شبيه بالعدس، وله زهر أصفر شبيه بالخيري. الغافقي: هذا هو الرثم الأسود ومن الرثم صنف آخر وهو الأبيض وهو أشد بياضاً من الأول، وله زهر دقيق أصفر يخلفه حب بين الاستدارة والطول صلب ذو غلف. جالينوس في الثامنة: ثمرة هذا وعصارة أطرافه قوتها جاذبة شديدة الجذب. ديسقوريدوس: وثمرة هذا النبات وزهره إذا شرب منها خمس أوثولوسات بالشراب المسمى مالقراطن يقيئان مع تمدد شديد كما يقيء الخريق بغير شدة، وأما الثمرة فإنها تسهل من أسفل، وإذا أنفعت القضبان ثم دقت واستخرجت عصارتها ثم أخذ من العصارة مقدار قواقوبوش وشربه على الريق الذين بهم عرق النسا كان لهم علاجاً نافعاً، ومن الناس ينقع القضبان في ماء الملح أو ماء البحر، ويحقنون به الذين بهم عرق النسا فيسهلهم دماً وخراطة. الغافقي: يجلو النمش إذا تضمد به ويقال أنه ينفع من عضة الكلب الكلب. الشريف: إذا ابتلع من حبه إحدى وعشرون حبة في ثلاثة أيام على الريق نفعت من الدماميل.

رقال: يقال على الحيوان المعروف وعلى نبات أيضاً ينفع من نهشته، فسمي باليونانية باسمه وهو فاليجقن وسيأتي ذكره في الفاء.

رجل الغراب: ديسقوريدوس: هو نبات مستطيل منبسط على الأرض مشقق الورق ويطبخ ويؤكل وأصله يصلح لمن به إسهال مزمن ووجع البطن. جالينوس في السابعة: وأصل هذا النبات قد وثق الناس منه بأنه إذا أكل نفع من استطلاق البطن. بولس: أصلها إن أكل نفع من القولنج من غير أن يضر. عبد اللّه بن صالح: ولقد جربت منه ما أذكره كنت أخدم العشب مع رجل بربري وأنا إذ ذاك فتى فطرقني وجع في الصلب وفي سائر الأعضاء كالإعياء فلم أقدر على الخممة فسألني عن شأني فأخبرته فقال: خذ هذه وناولني رجل الغراب المذكور وأطبخها مع رأس عنز واشرب المرقة وكل اللحم فانصرفت إلى منزلي وفعلت ذلك فبرئت وكان لي والدة وكان بها إسهال البطن المزمن أكثر من خمس وعشرين سنة فقالت لي: إسقني من ذلك المرق عساه ينفعني فشربت منه فنفعها وانقطع الإسهال عنها. التميمي في كتابه المرشد: رجل الغراب يسمى بالشام رجل الزاغ ومنابته في بعض ضياع البيت المقدس بضيعة تسمى بوريس وما حولها وهذه الضيعة في شرقي البيت المقدس منه على ميل الطريق وهي نبتة تطول على وجه الأرض شبراً أو شبراً ونصفاً وورقها شديدة الخضرة تضرب في خضرتها إلى السواد في شكل ورق الرشاد البستاني وكل ورقة من ورقها مشقوقة شقين يكون منها ثلاث ورقات دقاق في الوسط أطولهن واللتان تليانها هما أقصر منها كمثل أصابع رجل الغراب سواء، ولها في الأرض أصول غائرة في التراب هي في شكلها إلى الإستدارة ولكنها مفجرة يكون الأصل منها ذو زوائد مدوّرات في شكل التوتيا البحري سواء وظاهرها يضرب إلى الصفرة فإذا سحق كان عند سحقه أبيض شديد البياض كمثل بياض سحيق السورنجان وفي طعم ورقها حرافة قوية وفيه قبض يسير وقد يأكله أهل البيت المقدس وأهل ربقة وضباعة مسلوقاً بزيت الأنفاق والملح فينفعهم من وجع الظهر والأوراك والركبتين نفعاً بيناً. وأما أصلها فكثيراً ما كنت أنا آكله وفي طعمه حلاوة يسيرة وحرافة كحرافة طعم الجزر الحريف وقبض يسير، وهي حارة في الدرجة الأولى في آخرها يابسة في أول الدرجة الثانية، والشربة منها لعلة النقرس مفردة من درهمين إلى ثلاثة دراهم مسحوقة منخولة، فإن جعلت في أخلاط بعض الحبوب النافعة. من أوجاع المفاصل فمن درهم إلى مثقال وليست تحل الطبيعة إلا حلاً يسيراً لا خطر له، وقد يتخذ من هذه النبتة عصارة وتجمد لتكون معدة لوقت الحاجة إليها بأن يؤخذ جملة من ورقها مقتلعة بأصولها تكون في الجملة خمسة وعشرين رطلاً بالبابلي وتلقى في هاون حجر بعد غسلها من الطين والتراب وتدق بدستج خشب دقاً ناعماً ويعتصر ما فيها من الماء، ثم يعاد دق الثخين ثانية بيسير من الماء الملح لتخرج قوّته ويعتصر ويرمى بالثخين ويجمع الماءان في قدر برام أو طنجير ويرفع على نارها دية فيغلى حتى يذهب من الماء الثلثان ويبقى الثلث، ثم يسكب في جامات زجاج أو صحاف ويجعل في الشمس إلى أن يجمد ويحرك في كل يوم بإسطام نحاس صغير حتى ينعقد ويختلط ناشفه برطبه، ولا يزال كذلك يشمس إلى أن ينعقد ويصير مثال الشمع إذا أمسكته بيدك لم يلتصق بها منه شيء، فإذا تكامل فعند ذلك يتخذ منه أقراص وتنظم في خيط وتعلق في الشمس فإذا تكامل جفافها فعند ذلك ترفع لوقت الحاجة إليها، فإذا احتيج إليها فتحل بالماء وتطلى على المفاصل بريشة فإن كان الوصب يشكو ضربان المفاصل وشدة وجعها فيذاب في وزن درهمين في هذه العصارة بعد حلها بالماء وزن درهم من لحاء أصل هذا السابيزج وهو اليبروح بعد أن تنعم دقه وتحله وتخلطه وتلقيه على المفاصل فإنه يسكن الوجع ويزيله بإذن الله تعالى.

رجل الجراد: ابن سينا: هي بقلة تجري مجرى البقلة اليمانية تنفع من السل، وطبيخها ينفع منفعة السرمق وغيره في حميات الربع والمطبقة والمطريطارس.

رجل الأرنب: قيل: إنه النبات الذي سماه ديسقوريدوس باليونانية لاغوين وسنذكره في حرف اللام.

رجل الحمامة: هو الشنجار عند عامة الأندلس، وسيأتي ذكره في الشين المعجمة.

رجلة: هي البقلة الحمقاء، وقد ذكرت في الباء.

رجل العقاب ورجل العقعق ورجل الزرزور: وهو رجل الغراب المتقدم ذكره، وأما أهل مصر فإنهم يسمون الدواء المسمى بالبربرية آاطريلال وهو حشيشة أيضاً برجل الغراب.

رجل الفروج ورجل الفلوس أيضاً: هو إسم عند عامة الأندلس للدواء المعروف بالقاقلي عند أهل العراق، وهو من أنواع الحمض، وسأذكر القاقلي في حرف القاف.

رخمة: ابن سينا: يقطر منها مرارته بدهن بنفسج في الجانب المخالف للشقيقة والمخالف من وجع الآذان ويسعط بها الصبيان أو يقطر في آذانهم لما يكون بهم من رياح الصبيان، ويكتحل بمرارته لبياض العين بالماء البارد، وقيل: إن زبله يسقط الجنين بخوراً ويخلط بزيت ويقطر في الأذن الثقيلة السمع والتي بها طرش وقال ابن البطريق: إن مرارته تجفف في إناء من زجاج في الظل ويكتحل في جانب لسعة الأفعى ولست أصدق به، وقد ذكر بعضهم أنه جرب لسم العقرب والحية والزنبور فكان نافعاً أحسبه لطوخاً. الشريف: ولحمه إذا خلط بخردل وجفف وبخربه المعقود عن النساء سبع مرات أطلقه ذلك، وإذا أخذ ريشه من جناحها الأيمن ووضعت بين رجلي المطلقة سهلت ولادتها. خواص ابن زهر: ريشه إذا بخر به البيت طرد الهوام الذبابية وزبلها يداف بخل خمر ويطلى به البرص فيغير لونه وينفعه، وكبدها تشوى وتسحق وتداف بخل خمر وتسقى من به جنون كل يوم ثلاث مرات ثلاثة أيام متوالية فتبرئه، والجلد الأصفر الذي على قانصة الرخمة إن أخذ وسحق بعد تجفيفه وشرب بطلاء ينفع من كل سم، وإن علق رأسها على المرأة العسرة الولادة سهل ولادتها.

رخبين: ابن ماسه: حار يابس في الثانية رديء الخلط جيد للمعدة الحارة ملين للبطن إذا احتمل منه شياف.

رخام: الشريف: هو حجر معلوم سريع يقطع من معادنه وينشر وينجر وألوانه كثيرة والمخصوص منه باسم الرخام هو ما كان أبيض وأما ما كان منه خمرياً أو أصفر أو أسود أو زر زورياً فكلها داخلة في أجناس الأحجار ومعدودة منها، وهو بارد يابس إذا شرب منه ثلاثة أيام كل يوم مثقال مسحوق مهيأ معجوناً بعسل نفع من الدماميل إذا كثرت في البدن عن هيجان الدم، وإذا أحرق وسحق وذر على الجراحات بدمها قطع دمها وحيا ومنع تورمها، وزعم قوم أن رخام المقابر أعني الذي يكتب فيه التواريخ على القبور إن سقي مسحوقاً إنساناً يعشق إنساناً على اسمه نسيه وسلاه ولم يهيم به، وإذا خلط جزء منه بجزء قرن ماعز محرق وطلي به حديد ثم أحمي على النار وسقي في ماء وملح كان عنه حديد ذكر.

رشاد: هو الحرف وقد ذكرته في الحاء.

رصاص: جالينوس في التاسعة: قوة هذا قوّة تبرد وذلك أن فيه جوهراً رطباً كثيراً، وقد   جمد بالبرد وفيه مع ذلك جوهر هوائي وليس فيه من الجوهر الأرضي إلا يسير، ومما يدل على أن فيه جوهراً رطباً، وقد جمد بالبرد سرعة إنحلاله وذوبانه إذا ألقي في النار، ومما يدل على أن فيه جوهراً هوائياً إن الأسرب وحده دون سائر الأشياء التي نعرفها قد علمنا فيه أنه يزيد ويربو في مقدار جرمه وفي زنته متى وضع في البيوت السفلية التي هواؤها كدر يتكرّج فيه كل شيء يوضع في ذلك البيت بالعجلة، فهذه دلائل منتجة من التجارب تدل على رطوبته وبرودته، والدلائل الحقيقية الصادقة الدالة على ذلك إنما تعرف بالامتحان والتجربة إذا اتخذت هاوناً من أسرب مع دستج وألقيت فيه أيّ الأشياء الرطبة شئت وسحقته حتى يصير ما في الهاون من تلك الرطوبة مع دستجة التي تسحقها به كالعصارة وجدت الشيء الذي يكون منهما جميعاً. أعني من الشيء الرطب والأسرب بارداً جدُّا في قوّته أكثر من البرودة التي كانت لتلك الرطوبة، وقد يمكنك أن تلقي مع الرطوبة ماء أو شراباً رقيقاً مائياً أو زيتاً أو شيئاً آخر تريده، وإن أحببت أن تجعل تلك العصارة تبرد تبريداً شديداً أكثر فألق مع ذلك الشيء الرطب زيتاً إنفاقاً أو دهن ورد أو دهن السفرجل أو دهن آس، وتستعمل العصارة التي تكون من هذه في مداواة الأورام الحارة العارضة في المقعدة مع قرحة أو بواسير تقطع، وفي مداواة الأورام الحارة أيضاً الحادثة في المذاكير والعانة واليدين، فإنك إذا اتخذت هذا كنت قد اتخذت دواء نافعاً جداً، وعلى هذا المثال فاستعمله في مداواة كل نزلة وكل مادة أخرى تبتدىء منه في الانحدار والانصباب إلى الأرنبتين أو إلى القدمين أو إلى غير هذه من المفاصل الأخر أي مفاصل كانت أو إلى الجراحات الرديئة الخبيثة، حتى إنك إن استعملت هذا الدواء في القروح التي تكون مع السرطان تعجبت من فعله، وإن أحببت أن تجمع مع الأسرب عصارة كثيرة في مدة من الزمان يسيرة فالتمس أن يكون سحقك لما تسحقه في هذا الهاون في الشمس، أو في هواء حار أيٌ هواء كان وإن أنت أيضاً جعلت الشيء الرطب الذي تلقيه في الهاون شيئاً يبرد وسحقته بمنزلة عصارة الخس أو عصارة حي العالم أو عصارة قوطوليدون أو عصارة جندربلي أو عصارة ورق البزرقطونا أو عصارة الحصرم أو عصارة الهندبا أو عصارة البقلة الحمقاء، فإن الذي يتَخذه يكون نافعاً في أشياء كثيرة، فأما الأدوية التي لا تخرج عصارتها بسهولة بمنزلة البقلة الحمقاء، فينبغي لك أن تخلط معها رطوبة تبرد بمنزلة عصارة الحصرم، فإن هذه العصارات تبردها لو أن إحداها وضعت في الهاون لصار منها دواء نافع في غاية الجودة مع أن الأسرب وحده منفرداً إذا أخذت منه قطعة وطرقتها حتى تصير كالصفيحة وشددت تلك الصفيحة على موضع العانة من المصارعين الذين يتعانون الرياضة عندما يعاينون الاحتلام فتبردهم تبريداً ظاهراً، والصفيحة الرقيقة المعمولة من الأسرب إذا وضعت على النتوء المعروف بالعصب الملتوي حلته وأذهبته جملة، وإنما يشد هذه الصفيحة شداً جيداً كل من تعلم من أبقراط وينبغي أن تغمر غمراً شديداً على الموضع الذي هو نفس العلة لا على ما هو في ناحية منه فإن كان الأمر في الأسرب على ما وصفت فليس بعجب أن يكون الأسرب إذا أحرق وغسل كانت قوته قوة تبرد، وأما من قبل أن يغسل فقوته مركبة وآثار المحرق هو نافع للجراحات الخبيثة، وإذا هو غسل كان أنفع في إدمالها وختمها وهو أيضاً نافع للقروح الرديئة المعروفة بحرونيا، والقروح السرطانية المتعفنة إن استعمل وحده مفرداً وإن خلط مع واحد من الأدوية التي تختم وتبنى وهي بمنزلة المتخذ بالقليميا، وإذا عولجت هذه القروح به فينبغي أن يحل في أول الأمر ما دام الصديد كثيراً في كل يوم فإن لم يكن الصديد كثيراً فمرة في ثلاثة أيام ومرة في أربعة وتوضع عليها من خارج إسفنجة مغموسة في الماء البارد، وإذا جفت الإسفنجة فلترطب. ديسقوريدوس في الخامسة: الرصاص يغسل كذا: يعمد إلى صلاية من رصاص ويصب فيها ماء يسير ويدلك بيدها إلى أن يسود الماء ويثخن ثم يصفى بخرقة كتان ويعمل ذلك ثانية وثالثة وأكثر إن احتيج إلى ذلك، ثم يترك الصفو إلى أن يرسب الرصاص ثم يصب عنه الماء ويصب عليه أيضاً ماء آخر ويغسل كما يغسل الأول وكغسل القليميا، أو يفعل به ذلك إلى أن لا يظهر في الماء سواد ويعمل منه أقراص وترفع، ومن الناس من يأخذ رصاصاً   نقياً ويبرده بالمبرد ويسحقه على صلاية من حجارة ويدها من حجارة بالماء وقد يصب عليه الماء ويدلكه أيضاً على الصلاية بالأيدي ويخرج ما يخرج من السواد قليلاً قليلاً ويرمي به ولا يكثر من دلكه، ولكن بعد ذلك بيسير ويصب عليه ماء ويتركه حتى يرسب ثم يصب عنه الماء ويعمل منه أقراص، والسبب في ترك الإكثار من دلكه أنه إذا أكثر من دلكه صار الرصاص حينئذ شبيهاً بأسفيذاج الرصاص، ومن الناس من يصير مع سحالة الرصاص شيئاً يسيراً من الجوهر الذي يقال له مولوبدانا، والذي يفعل به ذلك يزعم أن الرصاص المغسول جيد حينئذ وقوّة الرصاص المغسول قابضة مبردة مغرية ملينة، وقد يملأ القروح العميقة، أعني الغائرة لحماً ويقطع سيلان الرطوبات إلى العين ويذهب اللحم الزائد في القروح ونزف الدم، وإذا خلط بدهن الورد كان صالحاً للقروح العارضة في المقعدة والبواسير التي يخرج منها الدم والقروح التي يعسر اندمالها والقروح الخبيثة. وبالجملة، فإن فعله شبيه بفعل التوتياء، وأما الرصاص فإنه إذا كان على وجهه ودلك به لدغة العقرب البحري وتنين البحر نفع منهما، وقد يحرق على هذه الصفة، يؤخذ صفائح رقاق من رصاص وتصير في قدر جديدة وتذر على الصفائح أيضاً شيئاً من كبريت ولا تزال تفعل به ذلك وبالكبريت حتى تمتلىء القدر، ثم توقد تحت القدر ناراً فإذا التهب الرصاص حرك بحديدة إلى أن يصير رماداً ولا يظهر فيه شيء من جوهر الرصاص، فإذا صار إلى هذه الحال أنزل عن النار، وينبغي للذي يعمله أن يغطي أنفه فإن رائحته ضارة جدُّا، وقد تؤخذ سحالة الرصاص أيضاً وتخلط بكبريت وتصير في قدر وتحرق على هذه الصفة التي وصفنا. ومن الناس من يأخذ صفائح الرصاص ويصيرها في قدر من طين ويغطيها بغطاء يلزقه عليها ويصير فيه ثقباً دقيقاً ينفذ منه البخار ويحرقه إما في أتون وإما بأن يضعه في مستوقد ويوقد النار تحته، ومن الناس من يذر أسفيذاج الرصاص مكان الكبريت ويلقي عليها شعيراً، ومنهم من يصير الصفائح في قدر ويضعها في نار قوية ويحركها حركة شديدة بحديدة إلى أن تصير رماداً، وهذا الضرب من الإحراق صعب شاق فإذا أفرط في إحراق الرصاص صار لونه شبيهاً بلون المرداسنج، وأما نحن فإنا نختار الضرب الأول من ضروب الإحراق، وينبغي أن يغسل مثل ما تغسل القليميا ويرفع، وقوّة الرصاص غير المغسول شبيهة بقوة المغسول إلا أنها أشد منها وأفضل. الغافقي: الرصاص هو ضربان: أحدهما الرصاص الأسود وهو الأسرب والأنك، والآخر الرصاص القلعي وهو القصدير وهو أفضلها، فإذا لطخ الأصبع بدهن أو شحم ودلك به رصاص ولطخ به الحاجبان قوى شعرهما وكثره ويمنع من انتثاره، والرصاص المحرق يصلح للجراح والقروح إذا وقع في المراهم ويوافق قروح العين إذا وقع في أدويتها. ابن سينا: وإذا حك الرصاص بشراب أو زيت أو غيره نفع من الأورام الحارة. خواص ابن زهر: إن دلك الرصاص بدهن حتى يصدأ ثم أخذ ذلك الدهن وطلي به حديد لم يصدأ، ومن لبس منه خاتماً نقص بدنه، وإن طرح في القدر قطعة رصاص لم ينضج اللحم ولو أوقد عليه مدة. ومن الفلاحة: إن اتخذ منه طوق وطوقت به شجرة مثمرة فإنها لا يسقط من ثمرها شيء ويزداد بذلك ثمرها.

رطب: جالينوس في أغذيته: وأما الثمر الطري وهو الرطب فإنه أعظم مضرة من غيره، والرطب مع هذا يحدث في البطن نفخة كما يفعل ذلك التين الطري، ونسبة الثمر الطري وهو الرطب إلى سائر الثمر مثل نسبة التين الطري إلى اليابس. ابن ماسويه: هو حار في وسط الدرجة الثانية رطب في الأولى، وغذاؤه أكثر من غذاء البسر وأحمد والرطب الهيرون وما أشبهه، والمختار بعد الأصفر والمكروه ما اسود وخاصة الرطب، والتمور إفساداً للثة والأسنان. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الرطب يسخن ويولد دماً غليظاً تسرع استحالته إلى الصفراء رديء لأصحاب الأمزاج والأكباد الحارة، ولم يسرع إليه الصداع والرمد والخوانيق والبثور والقلاع في فمه والسدد في كبده وطحاله، وأصنافه كثيرة وأردأها أغلظها جرماً وأشدها حرارة أصدقها حلاوة، وليس بموافق في الجملة للمحرورين، وأما من ليس بحار المزاج ولا ضعيف الأحشاء مهيجاً فإنه يسمنه ويخصب بدنه، ولا يحتاج إلى إصلاحه، فالمحررون ينبغي أن يغسلوا أفواههم بعد أكله بالماء الحار ويتمضمضون ويتغرغرون به مرات ثم بالماء البارد، ومن كان أحر مزاجاً فليتغرغر وليتمضمض بالخل الصرف، ومن كان دون ذلك في التهاب المزاج فبالسكنجبين الحامض، ويؤخذ عليه رمان حامض ويؤكل عليه سكباجة حامضة أو حصرمته أو بعض ذلك من البوارد الحامضة كالهلام والقريص ونحوه، فإن كانت الطبيعة لا تنطلق ويكثر في البطن النفخ والقراقر فيؤخذ شيء من شراب الورد المسهل والحامض والخلنجبين التربذي. المنهاج: هو جيد للمعدة الباردة ويزيد في المني ويلين الطبع في المبرودين.

رطبة: هي الفصفصة، ويقال ليابسها القت، وسنذكر الفصفصة في الفاء إن شاء الله.

رعي الايل: ديسقوريدوس في الثالثة: الأقويسقن والسريانيون يسمونه رعيادبلا، وهو نبات له ساق شبيهة بساق لينابوطس أو ساق النبات الذي يقال له ماراثون مزوّي، وله ورق في عرض أصبع طوال جداً مثل ورقة الحبة الخضراء منحنية إلى خارج فيها خشونة يسيرة، ويتشعب من الساق شعب كثيرة فيها أكاليل شبيهة بأكاليل الشبث، وزهر لونه إلى الصفرة وبزر يشبه بزر الشبث وأصل طوله نحو من ثلاثة أصابع في غلظ أصبع ولونه أبيض حلو الطعم يؤكل، وقد يؤكل أيضاً الساق إذا كان رخصاً. وزعم قوم أن الإيل إذا ارتعى هذا النبات احتمل مضرة نهش الهوام، ولذلك يسقى بزر هذا النبات بالشراب لنهش الهوام. جالينوس في السادسة: قوة هذا النبات حارة لطيفة فهو لذلك يجفف في الدرجة الثانية.

رعي الحمام: ديسقوريدوس في الرابعة: فارسطاريون هو نبات ينبت في أماكن فيها ماء، وسمي بهذا الاسم لأن الحمام يحب الكينونة تحته، ومعنى هذا الاسم الحمامي وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة وطوله نحو من شبر وأكثر من ذلك بقليل، وله ورق مشرف لونه إلى البياض ما هو نابت من الساق. وهذا النبات أكثر ما يوجد ذا ساق واحدة وله أصل واحدة. قال جالينوس في الثامنة: هذا الدواء يسمى بهذا الاسم من قبل أن الحمام يرغبن فيه، وقوته تجفف حتى إنه يدمل الجراحات. ديسقوريدوس: ورقه إذا دق ناعماً اخلط بدهن الورد أو شحم طري من شحم خنزير، واحتمل سكن وجع الرحم، وإذا تضمد به مع الخل سكن الحمرة ومنع القروح الخبيثة من أن تنبسط وألزق الجراحات الطرية، وإذا تضمد به مع العسل أدمل القروح العميقة.

رعاد: جالينوس في 15: هو الحيوان البحري الذي يحدث الخدر، وقد ذكر قوم أنه إن أدني من رأس من يشتكي الصداع سكن صداعه، وإذا أدني من مقعدة من انقلبت مقعدته أصلحها، ولكني قد جربت أنا الأمرين جميعاً فلم أجده يفعلهما ولا واحداً منهما ففكرت أن أدنيه من رأس صاحب الصداع والحيوان حي بعد لأنني ظننت أنه على هذه الحال يكون دواء يسكن الصداع بمنزلة الأدوية الأخر التي تحدر الحمى، فوجدته ينفع ما دام حياً. ديسقوريدوس في الثانية: هو سمكة بحرية مخدرة وإذا وضع على الرأس الذي عرض له الصداع المزمن سكن شدّة وجعه، وإذا احتمل شد المقعدة التي تبرز إلى خارج. بولس: الزيت الذي يطبخ فيه يسكن أوجاع المفاصل الحرّيفة إذا دهنت به. لي: رأيت بساحل مدينتي مالقة من بلاد الأندلس تحرف الجراريف بها وتجعل في البحر فيخرج إليهم سمكة عريضة يسمونها العرونة وهي مفرطحة الشكل لون ظاهرها لون رعاد مصر سواء، وباطنها أبيض وفعلها في تخدير ماسكها كفعل رعاد مصر أو أشد إلا أنها لا تؤكل البتة، ولقد بلغني ممن أثقه أن أقواماً كان بهم جهد ولم يعلموا أمرها فشووها وأكلوها فماتوا كلهم في ساعة واحدة.

رغت: هو الجلنار في بعض التراجم، وقد ذكرته في الجيم.

رغيدا: أبو حنيفة: هي حبة تكون في الحنطة تنقى منها وأظنه الزوان.

رغوة القمر: هو براق القمر وزبد القمر، وقد ذكرنا الأوّل في الباء.

رغوة الحجامين: هو إسفنج البحر، وقد ذكرته في الألف.

رغوة الملح: هو زبد الملح يوجد على المواضع الصخرية القريبة من البحر وقوّته كقوّة الملح كذا قاله ديسقوريدوس.

رق: هو السلحفاة البحرية على أكثر الأقوال، وقيل هو السلحفاة البرية خاصة وقد ذكرتها في السين المهملة.

رقاقس: الرازي: هو دواء فارسي يشبه الثوم وهما اثنان ملتويان واسمهما متفق يزيد في المني. لي: وأظنه جفت إفريد وقد ذكرته في الجيم.

رقعا: هو السرخس، وسيأتي ذكره في السين المهملة.

رقيب الشمس: هو الصامر توما بالسريانية، وسنذكره في الصاد المهملة، وقد يقال هذا أيضاً لنوع من اليتوع.

رقعة: يقال هذا على كل دواء يجبر الكسر شرباً مثل الانجبار والبنتومة وحاماأفطي والرفعة اللطينية أيضاً، وفي عروق حمر صلبة باردة يابسة إذا دقت وشرب منها وزن مثقال سواء في بيضتين نميرشت ثلاثة أيام متوالية كان صالحاً للوثي والحسوس الكائنة في الأجسام عن سقطة أو ضربة أو رفع شيء ثقيل.

رمان: جالينوس في الثامنة: جميعه طعمه قابض، ولكن الأكثر فيه لا محالة القبض وذلك لأن منه حامضاً ومنه حلو ومنه قابض فيجب ضرورة أن تكون منفعة كل نوع بحسب الطعم الغالب عليه، وحب الرمان أشد قبضاً من عصارته وأشدّ تجفيفاً وقشوره أكثر في الأمرين جميعاً من حبه، وحنبذ الرمان الذي يتساقط عن الشجرة إذا هو سقط عقد وردة أكثر من القشر في ذلك بكثير. ديسقوريدوس في الأولى: الرمان كله جيد الكيموس جيد للمعدة قليل الغذاء، والحلو منه أطيب طعماً من غيره من الرمان غير أنه يولد حرارة ليست بكثيرة في المعدة ونفخاً، ولذلك لا يصلح للمحمومين، والحامض أنفع للمعدة الملتهبة وهو أكثر إدراراً للبول من غيره من الرمان، غير أنه ليس بطيب الطعم وهو قابض، وأما ما كان منه فيه مشابهة من طعم الخمر فإن قوّته متوسطة. وحب الرمان الحامض إذا جفف في الشمس ودق وذر على الطعام أو طبخ معه منع الفضول من أن تسيل إلى المعدة والأمعاء، وإذا أنقع في ماء المطر وشرب نفع من كان ينفث الدم، ويوافق إذا استعمل في المياه التي يجلس فيها لقرحة الأمعاء وسيلان الرطوبات السائلة من الرحم المزمنة، وعصارة حب الرمان وخاصة الحامض منه إذا طبخ وخلط بالعسل كان نافعاً من القروح التي في الفم والقروح التي في المعدة والداحس والقروح الخبيثة واللحم الزائد ووجع الأذان والقروح التي في باطن الأنف، والجلنار قابض مجفف يشد اللثة ويلزق الجراحات بحرارتها ويصلح لكل ما يصلح له الرمان، وقد يتمضمض بطبيخه للثة التي تدمى كثيراً والأسنان المتحركة، وقد يهيأ منه لزوق للفتق الذي يصير فيه الأمعاء إلى الأنثيين. وقد يزعم قوم أن من ابتلع ثلاث حبات صحاحاً من أصغر ما يكون من الجلنار لم يعرض له في تلك السنة رمد، وقد تستخرج عصارة الجلنار كما تستخرج عصارة الهيوفاقسطنداس، وقوّة قشر الرمان قابضة توافق كل ما يوافقه الجلنار، وطبيخ أصل شجرة الرمان إذا شرب قتل حب القرع وأخرجه. روفس: الرمان الحلو ليس بسريع الهضم والحامض رديء للمعدة يجرد الأمعاء ويكثر الدم. ابن سرانيون: الحلو والحامض إن اعتصرا مع شحمهما وشرب من عصيرهما مقدار نصف رطل مع خمسة وعشرين درهماً من السكر أسهل البلغم والمرّة الصفراء وقوى المعدة، وأكثر ما يؤخذ منه من خمسة عشر أواقي مع خمسة عشر درهماً سكراً فإن هذا يقارب الهليلج الأصفر. إسحاق بن عمران: قوي على إحدار الرطوبات المرية العفنة من المعدة وينفع من جميع حميات الغبّ المتطاولة. غيره: ينفع من الحكة والجرب ويدبغ المعدة من غير أن يضر بعضها وشرابه وربه نافعان من الخمار. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الحلو منه فينفخ قليلاً حتى أنه ينعظ ويحط الطعام عن فم المعدة إذا امتص بعده وليس يحتاج إلى إصلاح لأن نفخه سريع التفشي، وأما الحامض فإنه طويل الوقوف وينفخ ويبرد الكبد تبريد اً قوياً ولا سيما إن أدمن وأكثر ويعظم ضرره للمبرودين ويبرد أكبادهم ويمنعها من جدب الغذاء فيورثهم لذلك إسهالاً، ويهيج فيهم الرياح ويذهب شهوة الباه، ولذلك ينبغي أن يتلاحقوه بالزنجبيل المربى والشراب القوي والأسفيذباج الذي يقع فيه الثوم والتوابل، ولا شيء أصلح لأصحاب الأكباد الحارة إذا أدمنوا الشراب العتيق من التنقل به. وقال في المنصوري: الرمان الحلو يعطش والحامض يطفىء ثائرة الصفراء والدم ويكسر ثائرة الخمار ويقطع القيء. ابن سينا في الأدوية القلبية: الحلو منه معتدل موافق لمزاج الروح بسفه وحلاوته وخصوصاً لروح الكبد. وقال هارون: عصارة الحلو منه إذا وضعت في قارورة في شمس حارة حتى تغلظ تلك العصارة واكتحل بها أحدت البصر، وكلما عتقت كانت أجود، وقال في الثاني من القانون: جميع أصنافه جلاء مع القبض حتى الحامض أيضاً، والحامض يخشن الحلق والصدر وآلتهما والحلو يلينهما ويقوي الصدر والمزمنة ينفع من جميع الحميات والتهاب المعدة، ولأن يمتص المحموم منه بعد غذائه فيمنع صعود البخار أولى من أن يقدمه فيصرف المواد إلى أسفل، والحلو موافق للمعدة لما فيه من قبض لطيف وجميعه ينفع من الخفقان، والحلو منه يجلو الفؤاد وإن طبخت الرمانة الحلوة كما هي بالشراب ثم دقت كما هي وضمد بها الأذن نفع من ورمها منفعة جيدة وعصارة الحامض منه تنفع الطفرة إذا اكتحل بها وسويقه مصلح لشهوة الحبالى، وكذا ربه وخصوصاً الحامض. الشريف: عصير   الرمانين إذا طبخا في إناء نحاس إلى أن يثخنا واكتحل بهما أذهبا الحكة والجرب والسلاق وزاد في قوة البصر، وإذا فرغت رمانه من حبها وملئت بدهن ورد وفترت على نار هادئة وقطر منه في الأذن الوجعة سكن وجعها، ومع دهن البنفسج للسعال اليابس، وإذا طبخ قشر الرمان وجلس فيه النساء نفعهن من النزف، وإذا أجلس فيه الأطفال نفعهم من خروج المقعدة، وإذا طبخ قشر الرمان في ماء إلى أن يتهرى وأخذ منه قدر أربعة دراهم مع الماء الذي طبخ فيه وأضيف إليهما أوقيتان من عتيق حواري وصنع منه عصيدة حتى يكمل نضجها ثم أنزلت ووضع عليها زيت قح وأطعم ذلك من به إسهال ذريع قطعه وحيا، وإن شرب طبيخه من به استرسال البول أمسكه، لهاذا أخذ قشر الرمان الحامض وخلط بمثله عفصاً وسحقاً ثم طبخاً بخل ثقيف حتى ينعقد ثم حبب منهما على قدر الفلفل وشرب منهما من سبع عشرة حبة إلى خمس وعشرين حبة نفع ذلك من السحج وإسهال البطن وحيا ونفعا من قروح الأمعاء والمقعدة، وإذا أحرق قشر الرمان وعجن بعسل وضمد به أسفل البطن والصدر نفع من نفث الدم، وإذا سحق قشر الرمان أو سقيط عقده ثم خلط بعسل وطلي به آثار الجدري وغيرها أياماً متوالية أذهب أثرها. الإسرائيلي: وأما قشر الرمان فبارد يابس أرضي إذا احتقن بمائه المطبوخ مع الأرز والشعير المقشور المحمص نفع من الإسهال وسحوج الأمعاء، وإذا تمضمض بمائه قوى اللثة، وإذا استنجي به قوى المقعدة وقطع الدم المنبعث من أفواه البواسير. الرازي في الحاوي:  

وقشر الرمان إذا سحق واقتمح منه صاحب الدود وزن خمسة عشر وشرب عليه ماء حاراً فإنه يخرجها بقوة. ابن زهر في أغذيته: في الرمانين خاصة محمودة بديعة وهي أنهما إذا كلا بالخبز منعا أن يفسد في المعدة، وأما الحامض فإنه يقطع بلغم المعدة وسائر البلغم وإن طبخ به طعام لم يكن الطعام يفسد في المعدة، وكذا يفعل الرب المتخذ من الحلو منه وفي الشراب المتخذ من كليهما خاصية في منع أخلاط البدن من التعفن. إسحاق بن سليمان: يؤخذ رمانة فيقور رأسها قدر درهم ويصب عليه من دهن البنفسج مقدار ما يملأ تخلخل الرمانة، ويحمل على دقاق جمر نقي حتى يغلي ويشرب الدهن ويزاد عليه دهن آخر حتى إذا شربه زيد عليه غيره حتى يروى دهناً ويمنع من أن يشرب شيئاً ثم ينزل عن النار ويفرك ويمتص حبه ويرمى ثفله فإن ذلك يفيده معونة على تليين الصدر ويكسبه من القوة على إدرار البول ما لم يكن فيه قبل ذلك. الغافقي: وعصارة الحلو منه إذا طبخت في إناء من نحاس كانت صالحة للقروح والعفن والرائحة المنتنة في الأنف وعصارة الحامض منه بالغة لقروح الفم الخبيثة منها. التجربتين: الدم المتولد من الحلو منه رقيق إلا أنه إذا امتص وتمودي عليه مع الطعام خصب البدن بتلذيذه الغذاء واجتذاب الأعضاء له وبقلة ما يتحلل منه ويسكن الأبخرة الحارة في البدن ويعدلها، والرمان الحامض في هذا خاصة أقوى، والرب المتخذ من الرمانين يقوي المعدة الحارة ويقطع العطش والقيء والغثيان والمنعنع منه أقوى في ذلك، وإذا اعتصر الرمانان بشحمهما وتمضمض بمائهما نفع من القلاع المتولد في أفواه الصبيان، ورب الرمان الحلو إذا أخذه المسلول بالماء عند العطش رطب بدنه، وكذا يفعل امتصاص الطري منه للغذاء، وإذا شويت الرمانة الحلوة وضمد بها العين الرمدة سكن وجعها وحط رمدها، وزهر الرمان إذا ضمدت به المعدة مع عيون الكرم الرخصة الغضة قطع القيء الذريع المفرط عنها، وإذا استخرجت عصارة الرمان الحامض الساقط عند العقد بالطبخ في الماء مع زهره وعقدت حتى تغلظ قوّت الأعضاء ومنعت من انصباب المواد إليها، لا سيما العينان الرمدتان، ويجب أن يحل العينان بماء الورد، وإذا حلت بماء عنب الثعلب أو ماء لسان الحمل نفعت من قروح الإحليل ونفعت من سحوج الخف محلولة بالماء، ومن ابتداء الداحس، وإذا احتقن بها بماء قد أغلي فيه عيدان الشبث جففت الرطوبات السائلة من الرحم، وإذا حلت بالخل نفعت من الحمرة، وإذا مزجت بعكر الخمر وطلي بها الجساء العارض في العين من بلغم أو ريح أو تزيد لحم وتمودي عليه أضمره، وإذا صنعت هذه العصارة من قشر الرمان الغض مع شحمه كان فعلها في جميع ما وصفناه قريباً من الأوّل.

رمان السعال: هو الخشخاش الأبيض عند كثير من الأطباء، والصحيح أنه صنف من الخشخاش وهو المعروف بالخشخاش المنثور وهو يشبه شقائق النعمان وليس به، وقد ذكر في حرف الخاء مع أنواع الخشخاش.

رمان الأنهار: هو اسم للنوع الكثير من الهيوفاريقون المسمى أندروسا عند أهل دمشق.

رماد: جالينوس في 8: الناس يعنون به الشيء الذي يبقى من احتراق الخشب وهو شيء مركب من جواهر وكيفيات متضادة لأن فيه جوهراً أرضياً وفيه أيضاً جزء كأنه دخاني إلا أن هذا الجزء كأنه لطيف، وإذا أنقع الرماد في الماء وصفي خرج عنه ذلك في الماء، فأما الجوهر الأرضي الذي يبقى فهو ضعيف لا لذع معه لأنه قد انسلخ عنه قوته الحادة في الماء الذي غسل به وليس مزاج كل رماد واحداً بعينه على الاستقصاء، بل قد تختلف أصناف الرماد بحسب اختلاف المواد التي تكون عن احتراقها، فأما ديسقوريدوس فلست أدري كيف قال أن جميع أنواع الرماد فيها قوّة قابضة، ونحن نجد أن الرماد من خشب التين بعيد عن هذه الكيفية البتة مباين لها لأن هذه الشجرة نفسها ليس في شيء من أجزائها قبض كالقبض الموجود في أنواع شجر البلوط وقاتل أبيه وشجر المصطكا ونبات الهيوفاقسطنداس وسائر ما أشبه ذلك من النبات، بل جميع شجرة التين مملوءة كلها لبناً حاراً حرارة قوية كلبن اليتوع، ورماد شجرة البلوط فيه من القبض مقدار ليس باليسير، وإني لأعلم أني في بعض الأوقات حبست به دماً قد انفجر عندما لم أقدر على دواء غيره، فأما رماد خشب التين فليس يستعمله أحد في هذا الباب، وذلك لأن فيه حدّة كبيرة وإحراقاً يخالطه جلاء وهو في الحالتين جميعاً مخالفاً لرماد خشب البلوط أعني أن الجزء الدخاني الذي فيه أحدّ من الجزء الدخاني الذي في ذلك الرماد، والجزء الأرضي من الرماد أيضاً في رماد خشب البلوط مائل إلى القبض، وفي رماد خشب التين هو جلاء، وكذا هو في رماد اليتوع. والنورة هي أيضاً نوع من الرماد وهي ألطف من رماد الخشب بمقدار ما يمكن في الحجارة أن يطبخ بالوقود عليها حتى تصير رماداً أكثر مما يمكن في الخشب، وفي هذا الرماد أعني النورة جزء ناري كثير المقدار، ومن أجل ذلك صارت النورة إذا غسلت صار منها دواء يجفف بلا لذع، ولا سيما إذا غسلت مرتين أو ثلاثاً فإن هي غسلت بماء البحر صارت دواء يحلل تحليلاً بليغاً. ديسقوريدوس في الخامسة: رماد قضبان الكرم له قوة محرقة إذا تضمد به مع الشحم العتيق أو مع الزيت والخل نفع من شدخ العضل واسترخاء المفاصل وتعقد العصب، وإذا تضمد به مع النطرون والخل نقص اللحم المتربد في الجلدة الحالة للأنثيين، وإذا تضمد به مع الخل أبرأ نهش الهوام وعضة الكلب الكلب، وقد يقع في أخلاط الأدوية التي تكوي. الشريف: أما رماد تبن الباقلا إذا كان طرياً وتضمد به أو تدلك به في الحمام أزال آثار الجرب الأسود من الأبدان، وإذا سحق رماد الكرم وصُرَّ في خرقة وضمدت به البواسير وكلما فتر بدل غيره بحار وتوالى ذلك نفع منه النفع البالغ، ورماد حطب الكرم يتصرف في علاج الشقيقة، وإذا شرب من رماد حطب البلوط المغربل ثلاثة أيام على الريق في كل يوم زنة درهمين مع شراب التفاح نفع من بلة المعدة وهو عجيب في ذلك.

رمل: ديسقوريدوس في الخامسة: الرمل الذي يكون في ساحل البحر إذا حمي بحرارة الشمس وانطمر فيه الناس الرطبة أبدانهم جففها في الحال في الانطمار على هذه الصفة يطمر الأعضاء كلها ما خلا الرأس وقد يقلى وتكمد به الأعضاء كلها مكان الجاورس ومكان الملح. جالينوس في 9: هذا الرمل أيضاً فيه مثل القوة العامة الموجودة في جميع الحجارة، وذلك أنه يخفف اللحم المترهل الشبيه بالماء إذا صير فيه صاحب هذه العلة والرمل سخن حتى يغطيه كله.

رمث: أبو حنيفة: هو من الحمض ينبت نبات الشيح إلا أن الشيح أغبر ويرتفع دون القامة وله حطب وخشب وله هدب كهدب الأرطي إلا أنه مورد، والأرطي أحمر وله سليخ جيد للوقود وقوده حاد، ودخانه يشفي من الزكام، وفي دخانه غبرة وإذا انتهى في نباته اتخذ منه أجود القلى ويصفر ورقه إذا انتهى صفرة شديدة حتى إن إنساناً لو قاربه اصفر ثوبه.

رمرام: زعم قوم أنه القرصعنة. وقال آخرون: إنه القرطم البري وهو كالأملج.

وقال أبو حنيفة: هو عشبة شائكة العيدان والورق ترتفع ذراعاً ورقتها طويلة لها عرض شديدة الخضرة لها زهر أصفر وهي من الجنبة وتنبت في الجرون والسهل كثيراً. وقال ابن زياد: هو نبت أغبر وعوده كلون التراب يشفي لسع الحيات والعقارب جداً. قال المؤلف: وسيأتي ذكر القرطم في حرف القاف.

رند: هو شجر الغار وسنذكره في الغين المعجمة.

رهشي: هو السمسم المطحون قبل أن يعتصر ويستخرج دهنه، وسنذكره في حرف السين المهملة.

روذامارندا: تأويله الأصل الوردي في اليونانية. ديسقوريدوس في الرابعة: هذا النبات هو أصل نبات ينبت في البلاد التي يقال لها ماقمونيا شبيه بالقسط إلا أنه أخف منه وهو مضرس، فإذا دلك فاحت منه رائحة الورد. جالينوس في 8: قوته قوة لطيفة محللة فلنضعه من الإسخان في الدرجة الثانية عند آخرها وفي الدرجة الثالثة عند مبدئها. ديسقوريدوس: إذا خلط بالناردين وصب ماؤه على الرأس ووضع على الجبهة والأصداغ نفع من الصداع جدًا.

روبيان: هو سمك بحري تسميه أهل مصر الفرندس وأهل الأندلس يعرفونه بالقمزون. الرازي في الحاوي: قال جالينوس في الترياق إلى قيصر: يحلل الأورام الصلبة ويجتذب الأزجة ويستفرغ حب القرع. غيره: ويشرب لذلك بسكنجبين. خواص ابن زهر: إذا دق مع الحمص الأسود وضمد به السرة أخرج حب القرع. غيره: إذا جفف وسحق مع فلفل واكتحل به نفع صاحب الغشاء. ماسرحويه: هو حار رطب باعتدال يزيد في المني ويلين البطن. البصري: قبل أن يملح يزيد في الباه ويغذو غذاء صالحاً، وإذا ملح وعتق يولد سوداء وحكة رديئة. الرازي: في دفع مضار الأغذية: وأما الروبيان فعسر الهضم رديء للمعدة، وينبغي أن يصلح بالخل والمري والكراويا ويؤخذ من بعده شيء من أقراص العود وجوارشن السفرجل المسهل، ومن كان محروراً جداً فليشرب عليه رب الرمان المتخذ بنعنع. وله: أنه يزيد في الباه ويسخن الكلي والأرحام فيعين على سرعة الحبل لكنه في هذه الحال لا ينبغي أن يتخذ بالخل بل يسلق سلقاً بليغاً، ثم يتخذ منه عجة بدهن الجوز وصفرة البيض ويجعل معه شيء من البصل والكراث.

رؤوس: جالينوس في 11: كان إنسان يأخذ رؤوس السميكات الصغار المملوحة المجففة فيحرقها ويعالج بها الشقاق الحادث في المقعدة واللهاة الوارمة ورماً صلباً متقادماً فيشبه على هذا القياس أن يكون قوة هذه الرؤوس قوة ليست بالحادة جداً فإن الحدة شيء يعرض لكثير من الأشياء التي تحرق وهو شيء عام شامل لجميعها. غيره: ورأس السردين المالح إذا أحرق ودلك به على لسعة العقرب نفع نفعاً بيناً. المنهاج: أجود الرؤوس ما كان من حيوان معتدل الرطوبة وهي حارة رطبة غليظة كثيرة الغذاء تزيد في المني وتصلح لأصحاب الكبد، ورأس الضأن إذا طبخ واحتقن بمرقة رطب الأمعاء السفلى والكلي والعصب وأخصب البدن وزاد في الباه إذا كانت قلته لحرارة ويبس، وأكل الرؤوس ينتن الجشاء والبول ويضر بالمعدة لبطء هضمها، ولذلك ينبغي أن يستعمل معها دارصيني ويمضغ بعدها المصطكي. الرازي في دفع مضار الأغذية: ينبغي أن تعلم أن في الرؤوس مناسة من الحيوان الذي هي فيه فرؤوس الضأن أرطب من رؤوس المعز، ورؤوس المعز أرطب من رؤوس الظباء، والقياس فيها على هذا فنقول: إن الرؤوس في الجملة تغذي وتسخن قليلاً كثيرة الغذاء جداً مقوية للبدن الضعيف إذا استولى عليه الهضم، زائدة في الباه مثقلة للرأس الضعيف المرتعش، وليست من طعام الضعفاء المعدة، وقد يتولد عنها في الندرة قولنج صعب شديد، وأكثر ما يتولد هذا القولنج عن الإكثار من الجلود والغضاريف التي فيه كما على الخدين والأذنين والقحف من الجلود والغلصمة والمنخرين من الغضاريف، وأما لحم الخدين فأكثرها في الرأس غذاء والعينان أدسم ما فيه وأسرعه نزولاً ولحم اللسان أخف ما فيه والدماغ أبرد ما فيه فليؤكل الدماغ بالخردل والخل والمري والصعتر والعينان بالملح الكثير ولحم الخدين وأصول الأذنين بالخل والصعتر والأنجدان والخردل ولحم اللسان بالملح ولا يتعرض للجلود والغضاريف ما أمكن فإن قوّته إليه الشهوة فليؤكل بالخل والخردل وليختر الضعفاء المعدة ومن ليس يكد رؤوس الجداء وكذا رؤوس الحملان الصغار ولا يشبع منها إشباعاً تاماً فإنه متى فعل ذلك وأكل منه هذا المقدار ثقل وزناً بعد ساعة أو ساعتين حتى يقلق ويمنع النوم ويضيق النفس ويتشوق إلى القيء، ومن أمسك عنه وفي الشهوة له بقية لم يشبع منه بعد تركته نهمته لم تعرض عنه الأعراض الذي ذكرنا وهي في الصيف وفي البلدان الحارة أثقل، وينبغي أن لا يؤكل على جوع صادق جدًا.

رواس: زعم قوم أنه جرجير الماء.

روسختج: هو الراسخت وهو النحاس المحرق، وسيأتي ذكره في حرف النون إن شاء الله.

ريباس: ليس منه شيء بالمغرب ولا بالأندلس أيضاً البتة، وهو كثير بالشام والبلاد الشمالية أيضاً وهو كأضلاع السلق له خشونة. إسحاق بن عمران: الريباس بقلة ذات عساليج غضة حمراء إلى الخضرة ولها ورق كثير عريض مدور وطعم عساليجها حلو بحموضة، وهو بارد يابس في الدرجة الثانية ويدل على ذلك حموضته وقبضه، ولذلك صار مقوياً للمعدة ودابغاً لها وقاطعاً للعطش والقيء، ورب الريباس صالح للخفقان والقيء والإسهال الكائن من الصفراء مقوٍّ للمعدة مشهٍ للطعام، وربه فيه حلاوة وحموضة غير مضرسة، وإنما يستخرج من عسالج هذه البقلة بأن يدق ويعصر وتطبخ العصارة حتى يصير له قوام وهو بارد يابس سندهشار: جيد للبواسير والحميات أكلاً. البصري: ينبت بالجبال الباردة المفردة ذوات الثلوج وهو جيد للحصبة والجدري والطاعون، وربه مثل ربه حماض الأترج. الشريف: إدمان أكله يبرىء من كثرة الدماميِل. الرازي، في المنصوري: مطفىء للصفراء والدم. ابن سينا: عصارته تحد البصر كحلاً وهو نافع من الوباء.

رئة: جالينوس في 11: أما رئة الجمل ورئة الخنزير فقد وثق الناس من كل واحدة منهما أن تشفي السحج العارض في الرجل من الخف. ديسقوريدوس: رئة الخنزير والخروف والدب إذا وضعت على السحج العارض للرجل من الخف منع منه الورم. التجربتين: رئة الحملان إذا شويت دون ملح وأخذت الرطوبة السائلة منها وطليت بها الثآليل الجافة الناتئة وتمودي عليها قلعتها، وإذا طليت بهذه الرطوبة القوباء اليابسة لينتها. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الرئة فقليلة الغذاء وليست بسريعة الهضم ولا تصلح أن تطبخ البتة، وقد يصلح أن تنقع بالخل والكراويا وتشوى وتختار رئات الحملان والجداء لا غير، ويصلح أن تطيب نفوس المحمومين ومن يشتهي أن يأكل لحماً ولا يجوز ذلك فيشوى لهم أمثال هذه الرئات يأكلون من أطرافها ما شوي ويبس منها ويجتنبون الرطب والعصب منها.

رئة البحر: ديسقوريدس في الثالثة: هو شيء يوجد على ساحل البحر مثل الزجاج إذا كان طرياً وسحق وتضمد به نفع المنقرسين، ومن كان في يديه ورجليه شقاق من البرد.

ريحان سليمان: ابن سينا: يوجد بجبال أصبهان ويشبه الشبث الرطب وقيل ورقه كالخطمي وفقاحه صغار يلتوي على الشجر كاللبلاب لطيف محلل يطلى بالخل على الحمرة فينفع ويطلى على الأورام البلغمية وعلى القروح الساعة وعلى النقرس خاصة، وينفع من اللقوة ويحتمل بدهن ورد لوجع الرحم ويطلى على لدغ العقرب. ابن ماسويه: الريحان معروف بأصبهان يشبه عيدان الشبث حاد الرائحة بالغ النفع لأصحاب البواسير الظاهرة والباطنة منفعة قوية.

ريحان الكافور: التميمي في المرشد: ويسمى الكافور اليهودي وشجر الكافور ويسمى بالفارسية سوسن واتاه وهو بفارس كثير وهو نوع من الشجر، وينبت في أرض خراسان وهو في شكل شجر المنثور، وزهره أيضاً شبيه بزهر المنثور وكزهر الخزامي لا يغادر منه شيئاً، وورقه في صورة صغار ورق الهندباء أو في صورة الهندباء البري، وزهر هذه الشجرة وورقها جميعاً يؤديان روائح الكافور الرياحي القوي الرائحة إذا شم أو فرك باليد يابساً كان أو رطباً، وليست هذه الشجرة مع مشاكلة ريحها لريح الكافور يبادره المزاج بل هي حارة في الدرجة الثانية يابسة فيها وقد يجتذب بدوام اشتمامهما وكثرته الرطوبات اللاحجة في أغشية الدماغ، وإذا أديم شمها حللت الغلظ الكائن في الرأس، وقد ينتفع بشمها من كان بارد المزاج غير موافق لمن كان محروراً.

ريحان الملك: هو الشاهسفرم.

ريحاني: هو الشراب الصرف الطيب الرائحة.

ريش: الشريف: أما ريش الطير فإنه إذا أحرق وذر رماده على الجراحات جففها وألصقها، وأنابيب الريش الكبار يستعان بها في علاج الأنف المكسور ويستعان بها في القيء. لي: قد ذكرت منافع ريش كل واحد من الطير في موضعه مع حيوانه الذي هو منه فاعلم ذلك.

حرف الزاي

زاج: قال ابن سينا: الفرق بين الزاجات البيض والحمر والصفر والخضر وبين القلقديس والقلقند والسوري والقلقطار أن هذه الزاجات هي جواهر تقبل الحل مخالطة لأحجار لا تقبل الخل، وهذه نفس جواهرها تقبل الحل قد كانت سيالة فانعقدت فالقلقطار هو الأصفر، والقلقديس هو الأبيض، والقلقنت هو الأخضر، والسوري هو الأحمر، وهذه كلها تنحل في الماء والطبخ إلا السوري فإنه شديد التجسد والإنعقاد والأخضر أشد انعقاداً من الأصفر وأشد انطباخاً. الغافقي: لم يذكر ديسقوريدوس ولا جالينوس القلقنت في أنواع الزاج، وإنما ذكر القلقديس فقط واسمه باليونانية حلقيس، وقد يبدو لمن تأمل قولهما أن القلقنت عندهما هو القلقديس بعينه. والزاج الذي يخص بهذا الاسم هو الزاج الأخضر الذي سماه ابن سينا القلقنت واسمه باليونانية مشيق، وأكثر الناس يزعمون أن القلقديس غير القلقنت وهو خطأ كما قال ابن جلجل: من زعم أن القلقنت هو القلقديس فقد أخطأ وذلك على جهل منه بهما، ويقول ديسقوريدوس وجالينوس فيهما: وأما الشحيرة فزعم قوم أنه الزاج الأخضر المسمى باليونانية مشيق، وكذا قال ابن سينا. وقال بعضهم: الشحيرة هو الزاج العراقي وهو الزاج المعروف بزاج الأساكفة. وقال ابن جلجل: زاج الأساكفة هو المسمى باليونانية ماليطريا. جالينوس في 9: رأيت في جزيرة قبرس في المعدن الذي في جبل المدينة المسمى قوليا بيتاً كبيراً وكان في حائط هذا البيت الأيمن وهو الحائط الذي إذا دخلنا البيت صار على شمالنا مدخل يدخل منه إلى المعدن، فدخلته ورأيت فيه ثلاثة عروق ممتدة واحداً فوق الآخر يذهب إلى مسافه بعيدة، وكان العرق الأسفل منها زاجاً أحمر، والعرق الذي فوقه قلقطاراً، والعرق الثالث الأعلى زاجاً أخضر، فأخذت من هذه الثلاثة مقداراً كبيراً جداً، واتفق وقد مضى لهذا الحديث نحو من ثلاثين سنة أن أخذت من ذلك الزاج قطعة تملأ الكف، وكانت قطعة قوامها ليس بكثير المشابهة لقوام الزاج، بل كانت تنحل وتتفرق إلى أجزاء متصلة فلما تعجبت من اكتنازه على غير ما اعتدته منه وكسرت تلك القطعة وجدت أن الزاج إنما هو مستدير حول القطعة كما يدور طبق رقيق متلبس عليه كأنه زهرة له، وكان تحت هذا شيء فيها من القلقطار والزاج كأنه قلقطار ويستحيل ويصير زاجاً، وذلك لأن القطعة في أول أمرها إنما كانت قطعة من قلقطار وكان ما هو منه باطناً قلقطاراً خالصاً، ثم يتغير بعد إلى ذلك الوقت. ولما رأيت ذلك فهمت أن في ذلك المعدن الذي في جزيرة قبرس يتولد الزاج فوق القلقطار كما يتولد الزنجار فوق النحاس، فخطر ببالي ووقع في وهمي أنه يمكن أن يستحيل الزاج الأحمر أيضاً في مئة طويلة ويصير قلقطاراً، وذلك أني قدمت من قبرس ومعي من هذا الدواء شيء كثير فصارت الصفيحة الخارجة كلها عندما أتى عليها نحو من 25 سنة قلقطاراً، وكان جوفه بعد قلقديساً وأنا أتفقده منذ ذلك الوقت هل تصل الإحالة إلى باطنه حتى يصير كله قلقطاراً كما يصير القلقطار زاجاً، وقد رأيت في قبرس عندما صرت إليها أن القلقديس يجتمع على هذه الصفة فإن هناك بيتاً ليس بكبير السمك مبنياً قدام المدخل إلى ذلك المعدن وفي الحائط الأيسر من هذا البيت وهو الحائط الذي إذا دخل البيت إنسان كان على يمينه كان هناك سرب يمر تحت التل الذي كان بقرب البيت، وكان عرض هذا البيت مقدار ما يسع ثلاثة أنفس الواحد منهم إلى جنب الآخر وسمكه مقدار ما يمشي فيه أطول من يكون من الرجال، وهو منتصب القامة، وكان ذلك السرب متصاوب الأرض يمر إلى أسفل، ولكن تصاوبه لم يكن كثيراً فيكون متسنماً جدًا كالعقبة، وكان طوله مقدار ربع ميل، وكان في آخره بئر مملوءة ماءاً فاتراً أصفر غليظاً وكان في جميع ذلك المنحدر حرارة شبيهة بحرارة البيت الأوّل من بيوت الحمام، وكان مقدار ما يجتمع في ذلك البئر ثلاث جرار رومية كل يوم، وكان ذلك الماء يرشح ويقطر منه قطرات فيجتمع في كل أربعة وعشرين ساعة وهو يوم وليلة هذا المقدار، وكان مخرجه من ثقب في ذلك البيت الذي في السرب تحته، وكان أولئك القوم يخرجون ذلك الماء في الجرار فيصبونه في حياض لهم مربعة معمولة بقراميد في ذلك البيت الذي قدام السرب، وكان ذلك الماء في أيام يسيرة يجمد فيصير قلقندا، ولما نزلت أنا في ذلك السرب حتى بلغت آخره إلى الموضع الذي يجتمع فيه ذلك الماء الفاتر الأصفر رأيت   أن رائحة الهواء التي هناك كأنها تخنق من يشمها ويعسر على الإنسان احتمالها والصبر عليها، وكانت ترتفع منه رائحة القلقطار ورائحة الزاج، وكان طعم ذلك الماء فيه ضرب من هذا الذي رائحته في ذلك الموضع، وكان أولئك العبيد بهذا السبب يبادرون في النزول والصعود عراة حفاة فيخطفون ويسكبون ذلك الماء فيريقون بالعجلة ولا يطيقون صبراً على اللبث هناك بلِ كانوا يسارعون معي على الصعود عدواً، وأخبروني أن هذا الماء من شأنه أن يقل أولاً فأولاً حتى إذا قارب الفناء حفروا في ذلك التل وسرّبوا حتى يجدوا موضع الماء.

ديسقوريدوس في الخامسة: خلفتيس وهو قلقديس وهو جنس واحد لأنه إنما هو رطوبة مائية بعينها تنعقد وتجمد إلا أنه ينقسم إلى ثلاثة أصناف، وذلك أن منه ما تكون من هذه الرطوبة وهي تقطر في مجار في جوف الأرض بأن يجمد القطر حتى يكون له قوام، ولذلك يسميه حفار المعادن القبرسية المقطر، ومنه ما يتكوّن منها وهي كثيرة سائلة في مغارة من المغاير إلى آبار بأن يجمد في تلك الآبار ويسمى الجامد، ومنه ما يطبخ بالبلاد التي يقال لها أسبانيا وهي بلاد الأندلس، ويقال له المطبوخ وهذه صفته: يؤخذ الصنف من القلقنت وهو ما كان منه سمح اللون ضعيف القوة فيخلط بالماء ويطبخ ثم يصب في برك ويترك أياماً معلومة ليجمد فإذا تمت الأيام جمد ويقطع قطعاً شبيهة بفصوص النرد إلا أنها متصلة بعضها ببعض كاتصال حب العنقود وأجود القلقنت ما كان لونه لون اللازورد وكان رزيناً كثيفاً نقياً صافياً والذي منه على هذه الصفة الذي يقال له المقطر، ومن الناس من يسميه ليخوطون واشتقاق هذا الاسم من الزاج أي الزاجي وبعده في الجودة الذي يقال له الجامد ومن بعده المطبوخ فإنه للصبغ والتسويد أصلح من الصنفين الآخرين، وأما في العلاج فإنه أضعف منهما، وأما القلقطار فإنه ينبغي أن يختار منه ما كان لونه شبيهاً بلون النحاس هين التفتت ولم تكن فيه حجارة ولم يكن عتيقاً وكانت شظاياه مستطيلة لها بريق، وأما مشيق وهو الزاج فينبغي أن نختار منه ما كان قبرسياً وكان لونه شبيهاً بلون الذهب وكان صلباً، فإذا كسر كان مكسره شبيهاً بلون الذهب، وكان له لمع شبيه بلمع الكواكب، وأما الميطرانا وهو صنف من الزاج فمنه ما يجمد على رؤوس معادن النحاس بمنزلة ما يجمد الثلج، ومنه ما يجمد فوق المعادن وهو الميطرانا صنف مزاجه أرضي ومنه ما يجمد ويوجد بالمعادن بالبلاد التي يقال لها قيلقيا ومواضع أخر كثيرة، وأجود هذه الأصناف ما كان لونه شبيهاً بالكبريت وكان ليناً متساوي الأجزاء نقياً إذا مسته ماء اسود سريعاً وأما السوري وهو الزاج الأحمر فقد ظن قوم أنه صنف من الميطرانا لونه لغلط منهم، وذلك أنه جنس آخر غير الميطرانا إلا أنه شبيه به، وله زهومة ريح ويغثي وهو مهيج للقيء ويوجد بمصر وبالبلاد التي يقال لها أسبانيا وقبرس، فينبغي أن يختار منه ما كان من مصر، وإذا فت كان داخله أسود وكان فيه تجاويف وثقب كثيرة، وكانت فيه دهنية وكان قابضاً زهماً في المذاق والشم ممغثياً للمعدة، وأما ما كان منه صقيل الفتات فرفيرياً مثل الزاج فإنه جنس آخر من السوري وهو أضعف من الجنس الأول. جالينوس: وأما القلقديس ففيه قبض شديد يخالطه حرارة ليست باليسيرة، وهذا مما يدل على أنه يجفف اللحم الزائد الرطب أكثر من سائر الأدوية الأخر كلها فيفني رطوبة هذا اللحم لحرارته ويجمع جوهره ويقبضه، وبفعله هذا أيضاً يعصر ويخرج شيئاً من ذلك اللحم ويشده ويصلب جميع الجوهر اللحمي ويجمعه إلى نفسه، وأما القلقطار ففيه قبض وحدة مخلوط أحدهما مع الآخر والأكثر فيه الحدة ويبلغ من شدة حرارته أنه يحرق اللحم ويحدث فيه قشرة محرقة، وإذا أحرق هذا الدواء فتلذيعه يكون أقل، وأما تجفيفه فليس يفعل لأن تجفيفه ينقص عندما يحرق نقصاناً ?بيناً ليس باليسير، ولذلك صار القلقطار المحرق أفضل وأجود من الذي لم يحرق في جميع خصاله وذلك أنه يصير ألطف مما كان كسائر جميع الأدوية التي تحرق وليس تزداد حدته كما تزداد حدة كثير من الأدوية التي تحرق جميع الأدوية التي تحرق متى غسلت بعد الحرق كانت ألين وأبعد عن اللذع، وهذه الثلاثة أدوية أعني الزاج الأحمر والقلقطار والزاج الأخضر هي من جنس واحد في قوّتها، وإنما تختلف في لطافتها وفي غلظها وذلك أن أغلظها الزاج الأحمر وألطفها الأخضر، وأما القلقطار فقوته قوة وسطى بين هذين، وهذه الثلاثة تحرق كلها وتحدث في اللحم قشرة صلبة بعد الإحراق وفيه مع أنها تحرق قبض أيضاً، والزاج الأخضر إذا أدمي من اللحم المعرى كان تلذيعه إياه أقل من تلذيع القلقطار على أنه حار حرارة ليست باليسيرة وليست بدون حرارة القلقطار، ولكن إنما صار هذا موجوداً فيه للطافة جوهره، والزاج الأخضر والقلقطار يذيبان اللحم وينحلان كلاهما إذا طبخا بالنار، وأما الزاج الأحمر فلا ينوب ولا ينحل لأن جموده جمود قوي حجري، كما أن الزاج الأخضر أيضاً لما قد نضج بحرارته الطبيعية   فضل نضج على القلقطار صار حقيقياً بأن يكون أعسر انحلالاً وذوباناً من القلقطار، وأما الميطرانا فهو من الأدوية التي تقبض قبضاً شديداً مع أنه يلطف أكثر من جميع الأدوية القابضة ويجلو جلاء يسيراً. ديسقوريدوس: القلقنت له قوة قابضة مسخنة محرقة تقلع الآثار، وإذا ابلتع منه مقدار درخميين أو لعق بعسل قتل الدود المتولد في البطن، والذي يقال له حب القرع، وإذا شرب بالماء حرك القيء وينفع من مضرة الفطر القتال، وإذا ديف بالماء وشربت به صوفة وعصر وقطر في الأنف نقى الرأس وقد يحرق كما يحرق القلقطار، وأما القلقطار فله قوة قابضة مسخنة محرقة تنقي العيون والمآقي وهو من الأدوية التي تقبض اللسان قبضاً معتدلاً وقد يصلح للحمية والنملة، وإذا خلط بماء الكراث قطع نزف الدم من الرحم وقطع الرعاف، وإذا استعمل يابساً نفع من أورام اللثة والقروح الخبيثة العارضة فيها، ومن أورام النغانغ، وإذا أحرق وسحق واكتحل به مع العسل نفع من غلظ الجفون وخشونتها، وإذا عملت منه فتيلة وأدخلت في البواسير قلعتها، وقد يعمل منه الدواء الذي يقال له لسقوريون على هذه الصفة يخلط بجزأين منه وجزء من القليميا ويسحق بالخل ويصير في إناء من خزف ويطمر في سرجين في أشد ما يكون من الصيف ويترك 45 يوماً، وهذا الدواء حار وله قوّة يفعل بها ما يفعل القلقطار، ومن الناس من يأخذ من القلقطار جزءاً ويخلط به من القليمياء مثله ويسحقهما بالخمر ثم يفعل به كما وصفنا. جالينوس في 9: هذا الدواء يذهب بالجرب وهو يجفف أكثر من تجفيف القلقطار، وهذا بعيد من اللذع عنه، وإذا كان كذلك فالأمر فيه معلوم أنه ألطف. ديسقوريدوس: وقد يحرق القلقطار على هذه الصفة يؤخذ ويوضع على خزف جديد ويغطى ويوضع الخزف على جمر، ويكون مقدار الخزف إذا كان القلقطار كثير الرطوبة إلى أن لا يظهر فيه نفاخات، وقد يكون قد جف جفافاً بالغاً، وإذا لم تكن فيه الرطوبة الكثيرة فإلى أن يتغير لونه ويحمر، فإذا تغير لون باطنه كان شبيهاً بلون المغرة، فينبغي أن يرفع عن النار وينظف ويرفع وقد يشوى أيضاً بأن يوضع على الجمر وينفخ عليه حتى يميل لونه إلى الصفرة أو يوضع على خزف ويوضع الخزف على جمر ويحركه دائماً حتى يحمى ويتغير لونه، وأما الزاج فقوته شبيهة بقوة القلقطار في الشدة والضعف، وأما الزاج المصري فإنه في كل ما استعمل أقوى من الزاج القبرسي ما خلا أمراض العين فإنه في غاية علاجها أضعف من القبرسي بكثير، وأما الجوهر المسمى ماليطريا فقوته محرقة مثل قوة الزاج وحرقه مثل حرقه، وقوّة السوري شبيهة بقوّة الزاج، وقوة المليطرانا وحرقه مثل حرقهما، وقد يبرىء وجع الأضراس والأسنان المتحركة، وإذا احتقن به مع الخمر نفع من عرق النسا، وإذا خلط بالماء ولطخت به البثور اللبنية ذهب بها، وقد يستعمل في أخلاط الأدوية المسودة للشعر، وأقول قولاً مجملاً: إن ما كان من هذه الجواهر غير محرق فإنه أقوى من المحرق في أكثر الأشياء خلا الملح وسجير العنب والنطرون والكلس وما أشبهها إذا أحرقت كانت أقوى منها غير محرقة، وما كانت له قوة مثل هذه القوة ازدادت أفعاله وقوته ظهوراً. ابن سينا: وخاصة القلقطار إن لوثت به فتيلة بعسل وجعلت في الأذن نفعت من قروح الأذن والمدة فيها، وكذا إذا نفخ فيها بمنفاخ. والزاج الأخضر المحرق إذا جمع مع السورنجان ووضع تحت اللسان نفع من الضفدع وينفع القيروطي المتخذ منه وخصوصاً من الأحمر من الآكلة في الفم والأنف وقروحهما، وشربه مجفف للرئة حتى ربما قتل. التجربتين: يقطع الدم المنبعث من ظاهر البدن كما هو محرقاً، وهو أقوى فيه ويجب أن لا يكثر منه متى كانت الجراحات كبار أو أن لا يوضع على جراحات العصب بوجه فإنه يحدث التشنج، ولا سيما الجراحات التي في العصب القليل اللحم في مثل التي في عضل الصدغين والحاجب، ويقع في سائر الأدوية النافعة من الحكة والجرب فينتفع به. قال أرسطو: أصناف الزاجات كلها تقطع الدم السائل من البدن من الجراحات والرعاف غير أنها تسوّد أماكن الجراحات وتفسد الأعصاب وتشد الأماكن المسترخية، وإذا أدمن الاغتسال في ماء الزاج أورث الحميات الطويلة.

زان: شجر يتخذ من غصنه الرماح، وزعم قوم أنه المران وسنذكره في الميم.

زاوق: هو الزئبق وسنذكره فيما بعد.

زاآء: باليونانية وهو الإشقالية بعجمية الأندلس وهو العلس، وسيأتي ذكره في حرف العين المهملة.

زبيب: أبو حنيفة الدينوري: هو جفيف العنب خاصة ثم قيل لما جفف من سائر الثمر قد زبب إلا التمر فإنه يقال تمر الرطب ولا يقال زبب والزبيب هو العنجد. جالينوس في 6: أما زبيب العنب فقوّته قوّة تنضج وتحلل تحليلاً معتدلاً، وعجم الزبيب يجفف في الدرجة الثانية ويبرد في الدرجة الأولى، وجوهره جوهر غليظ أرضي كما قد يعلم ذلك من طعمه إذا كان يوجد عياناً عفص المذاق والمحنة والتجربة يدلان أيضاً على ذلك منه إذ كان نافعاً غاية المنفعة لاستطلاق البطن. جالينوس في أغذيته: قياس الزبيب عند العنب قياس التين اليابس عند الطري والزبيب يكون في أكثر الحالات حلواً وقلما يكون زبيب قابض عفص، فأما خل الزبيب فنجذه مختلطاً بين الحلاوة والقبض مع أن في الحلو منه أيضاً طعم قبض خفي، وفي القابض منه طعم حلاوة خفية والزبيب القابض أبرد مزاجاً، والحلو أحر مزاجاً والقابض يقوي المعدة ويعقل البطن والعفص أبلغ في ذلك من القابض، فأما الزبيب الحلو فحاله في هذه الوجوه حال وسط، وذلك لأنه لا يرخي المعدة إرخاءاً بيناً ولا يضعفها إضعافاً بيناً، ولا يطلق البطن إلا أن فيه على كل حال تقوية وجلاء معتدلاً فهو بهاتين القوتين يسكن ما يكون في فم المعدة من التلذيع اليسير، فأما التلذيع الكثير فيحتاج له إلى أشياء أقوى من الزبيب الحلو، وأفضل أنواع الزبيب وأجوده أكثره لحماً وأدقه قشراً، وبعض الناس يعمد إلى الزبيت الكبار الحلو فيخرج عنه عجمه قبل أن يأكله والفاعل لذلك محسن في فعله، وأما مقدار الغذاء وكميته فإنه من الزبيب الحلو اللحيم يكون كثيراً، ومن الزبيب القابض المهزول يكون قليلاً وإن أنت قست مقداراً من الزبيب الحلو اللحيم المنقى من العجم بمقدار من العنب مساوٍ له وجدت الزبيب يغذو أكثر من العنب، وما كان من الزبيب كذلك جلاؤه أقل من جلاء التين اليابس وإطلاقه للبطن أقل من إطلاقه غير أنه موافق للمعدة والجودة لها أبلغ من التين اليابس. وقال في الميامن: أما الزبيب فعسى أن يستهان به من قبل إلفته، وهذا هو الذي جعله أنفع، أعني أنا قد ألفناه ومع هذا فإن فيه قبضاً بمقدار ما تحتاج إليه الكبد العليلة، ويمكن فيه أيضاً مع هذا أن ينضج الأخلاط التي لم تنضج ويعدل الأخلاط الرديئة ويصلح مزاجها، وهو في طبيعته كثيراً ما يقبل العفونة وجملة جوهره مشاكل للكبد. ديسقوريدوس في الخامسة: والأبيض من الزبيب هو أشده قبضاً، ولحم الزبيب إذا أكل وافق قصبة الرئة ونفع من السعال ونفع الكلي والمثانة، وإذا أكل الزبيب وحده نفع من قرحة الأمعاء، وإذا أخذ لحم الزبيب وخلط بدقيق الجاورس وبيض وقلي بعسل وأكل هكذا أو خلط به أيضاً فلفل جلب من الفم بلغماً، وإذا خلط بدقيق الباقلا والكمون وتضمد به سكن الأورام الحارة العارضة للأنثيين، وإذا خلط وهو مسحوق بالشراب وتضمد به سكن الأورام الحارة العارضة للأنثيين، وإذا خلط وهو مسحوق بالشراب وتضمد به سكن ما يظهر في الجلد ويسمى أسقطيداس والجدري والقروح المسماة الشهدية والعفونات التي في المفاصل والقرحة الخبيثة المسماة غنغرانا. والسرطان، وإذا تضمد به مع الجاوشير وافق النقرس، وإذا ألصق على الأظافير المتحركة أسرع قلعها. البصري: جرم الزبيب حار رطب في الدرجة الأولى. مسيح: في جميع أنواعه كلها قوّة جالية غسالة ولذلك قد يتولد منها مغص. الرازي: الزبيب حار باعتدال يغذو غذاء صالحاً ولا يسدد كما يفعل التمر إلا أن التمر أغذى منه، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية، يخصب البدن والكبد الحشفة ويسمنها وليس يتأذى به من الناس إلا المحرورون جدًّا ويصلح ذلك منه بالسكنجبين وأدنى شيء من الفواكه الحامضة يؤكل عليه وهو ينفع المبرودين ولا يحتاجون له إلى إصلاح إلا لنفخ يهيج منه إن أكثر شرب الماء عليه وهو أيضاً ينفخ ويحلل ويخرج سريعاً ولا يتجاوز جرم الأمعاء إلى طبقاتها، فلذلك ليست له نفخة رديئة مؤلمة عسرة الخروج بل سهلة الخروج سريعة. ابن ماسه: خاصة الزبيب إذ أكل بعجمه نفع من أوجاع الأمعاء والحلو منه وما لا عجم له نافع لأصحاب الرطوبات جيد الكيموس. لي: والكشمش أيضاً صنف آخر من الزبيب وهو زبيب صغير لا حب له وسنذكره في الكاف.

زبيب الجبل: هو الزبيب البري أيضاً وهو حب الرأس وبالفارسية ميويزج فافهمه. ديسقوريدوس في الرابعة: أسطافنديا أغريا، وهو زبيب الجبل وهو نبات له ورق شبيه بورق الكرم البري مشرف وقضبان قائمة سود وزهر شبيه بزهر النبات الذي يقال له بطاطس وثمره في غلف خضر مثل ما للحمص ذات ثلاث زوايا خشنة لونها إلى الحمرة والسواد وداخلها أبيض وطعمه حريف. جالينوس في 6: وأما زبيب الجبل فهو حاد حريف حرافة قوية كافية كأنها تحدر من الرأس إذا مضغ وتغرغر به بلغماً كثيراً ويجلو جلاء شديداً ولذلك صار نافعاً من العلة التي يتقشر معها الجلد وفيه مع هذا قوة محرقة. ديسقوريدوس: ومن أخذ منه 51 حبة فدقها وسحقها وأسقاها بالشراب الذي يسمى بالقراطن قيأ كيموساً غليظاً وليمش شاربوها، وينبغي أن يتفقد أمرهم وأن يسقوا منها سقياً متواتراً من الشراب المسمى بالقراطن لما يعرض لهم منها من الاختناق ومن إحراق الجلود، وإذا سحقت على حدة وخلطت بالزرنيخ الأحمر والزيت ولطخت وافقت الحكة والقمل والجرب الذي ليس بمتقرح، وإذا مضغت أخرجت بلغماً كثيراً وإذا طبخت بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان وأذهب رطوبة اللثة، وإذا خلط بها العسل أبرأت القلاع، وقد يقع في أخلاط المراهم الملهبة. مسيح: الميويزج حار يابس في الدرجة الثالثة. التجربتين: إذا ضمد به داء الثعلب البلغمي أنبت فيه الشعر وإذا سحق وعجن بقطران وحشي به ثقب الضرس سكن وجعها. ابن سينا: في سقيه له خطر لأنه يقرح المثانة، وإذا كان مع المصلحات بقدر معتدل نقاها. غيره: يقوي الشعر ويطيله ويمنعه عن الآفات. إسحاق بن عمران: إذا مضغ مع المصطكا والكندر أخرج بلغماً كثيراً من الرأس ونفع من احتباس الكلام الكائن من البلغم وبدله إذا عدم وزنه من العاقر قرحا.

زبد البحر: ديسقوريدوس في الخامسة: ينبغي أن تعلم أن له خمسة أصناف أحدها: كثيف إلا أن شكله شبيه بشكل الأسفنجة وهو رزين زهم الرائحة رائحته شبيهة برائحة السمك، وقد يوجد كثيراً بسواحل البحر، والصنف الثاني: شبيه في شكله بظفرة العيون أو الأسفنجة وهو كثيف كثير التجويف رائحته شبيهة برائحة الطحلب البحري، والثالث في شكله شبيه بشكل الدود وفي لونه فرفيرية، ومن الناس من يسميه ميلسون، والرابع: يشبه الصوف الوسخ كثير التجويف خفيف، والخامس: شبيه في شكله بالفطر وليست له رائحة وباطنه خشن فيه شبه من القيشور، وظاهره أملس وهو حاد القوة وقد يكون كثيراً بالجزيرة التي يقال لها سقولسبليون التي من البلاد التي يقال لها ورتبطس، ويسميه أهل ذلك الموضع الوس احي. جالينوس في 11: هذا النوع الخامس في طعمه حرافة وحدة لأنه أحد من سائر أنواع زبد البحر حتى أنه يحلق الشعر، وبهذا السبب لما كان ذانك النوعان ينفعان من الجرب والقوابي والبهق والعلة التي يتقشر معها الجلد ويصفيان أيضاً البشرة لاعتدال قوتهما صار هذا النوع الذي ذكرناه أحرى أن لا يمكن فيه أن يفعل ذلك لأنه ليس يجلو ما يجده من الوسخ وغيره في ظاهر الجلد فقط، بل يقشر الجلد نفسه ويكشطه ويغوص فيه حتى يحدث القروح، وأما النوع الثالث، فهو ألطف من سائر الأنواع ولذلك إذا أحرق شفى داء الثعلب متى خلط بالشراب الأحمر الناصع اللون الرقيق القوام، ثم يطلى على داء الثعلب، وأما النوع الرابع فقوته من نوع قوة هذا، ولكنه أضعف منه بمقدار يسير. ديسقوريدوس: والصنفان من هذه الأصناف أعني الأول والثاني يستعملان فيما يغسل به النساء وينقين أبدانهن، ويصلحان أيضاً لقلع البثور اللبنية والنمش من الوجه والكلف والقوابي والبرص والجرب المتقرح والبهق والكلف الأسود والآثار العارضة في الوجه، وفي سائر البدن مما أشبه ذلك، والصنف الثالث صالح لمن به عسر البول وينفع من الحصا والرمل في المثانة ووجع الكلى والاستسقاء ووجع الطحال، وإذا أحرق وخلط بالخمر ولطخ به داء الثعلب أبرأ، وأما الصنفان جميعاً الباقيان فإنهما يقبضان اللسان، وقد يستعملان في أشياء أخر تجلو وتنقى وفيما يجلو الأسنان وينبت الشعر إذا خلط بالملح وإذا أراد أحد أن يحرق صنفاً من هذه الأصناف فليأخذه وليصيره في قدر من طين غير مطبوخ ويغطها وليطين غطاءها ويدخلها في أتون فإذا انطبخت أخرجها وأخذ ما فيها ورفعه واستعمله في وقت الحاجة إليه، وقد يغسل القليميا، وبدل زبد البحر إذا عدم وزنه من حجر القيشور.

زبد البحيرة: يسمى باليونانية أدرمي وأدرفيون، وأدرافيس وبالسريانية عافورا. ديسقوريدوس في الخامسة: تكون بالبلاد التي يقال لها عالاطيا وهي بلاد الفرنج يجمد كما يجمد الملح على قصب حلفاء، ويوجد بين القصب والحشيش في مواضع رطبة فيها طين إذا جفت المواضع، ولونه شبيه بلون زهر الحجر الذي يسمى أسيوس، وشكله شبيه بشكل زبد البحر الرخو الكثير التجويف. جالينوس في 11: هذا النوع الخامس في طعمه حرافة وحدة لأنه أحد من سائر أنواع زبد البحر ولكنه يخلط مع أدوية أخر تكسر من قوته فيصير ذلك نافعاً للعلل المحتاجة إلى الإسخان إذا عولج به من خارج فأما إلى داخل فليس يورد لشدة قوته. ديسقوريدوس: يصلح لقلع الجرب المتقرح والكلف والقوابي والبثور اللبنية وما أشبه ذلك، وبالجملة هو دواء حاد وينقل المزاج الرديء العارض للأعضاء إلى المزاج الجيد وينفع من عرق النسا. الرازي: يجلو البصر وينفع من ورم الثديين إذا طليت به مدقوقاً مدوفاً بماء.

زبد القمر: هو بصاق القمر وقد مضى ذكره في الباء.

زبد البورق: وقد ذكرته مع البورق في الباء.

زبد: جالينوس في 15: يستخرج من ألبان الضأن وألبان الماعز وألبان البقر بضرب من المخيض ووجوه العلاج وقوته مسخنة منضجة وفعله ذلك في الأبدان اللينة أقوى فيها وأنجع، وأما الأبدان الجاسية ففعله فيها ضعيف جدًّا، وإذا كان الزبد في قوته على ما ذكرنا فهو نافع من الأورام الكائنة في أصول الآذان والأرنبتين والفم فيمن كان لين البدن، وأما ما كان من الغلظ الخارج عن الطبيعة في الأبدان الجاسية الصلبة فقوته ضعيفة عن إنضاجها ومنفعتها، وربما لطخنا به أوراماً ودبيلات تعرض في أبدان الغلمان والنساء وحده فشفيناهم به وكثيراً ما لطخنا غلظ اللثة والعمور ونستعمله خاصة في لثاث الأطفال إذا أردنا أن يسرع نبات أسنانهم دلكنا به لثة الطفل، وقد تنفع أيضاً سائر أورام الفم بإنضاجه ويخلط أيضاً ببعض الأشياء التي تعمل منها الضمادات وتوضع على الشراسف وأورام الحالبين وغيرها من المواضع التي فيها أورام ودبيلات، وإذا لعق منه مخلوطاً بالعسل كانت منفعته من النفث الكائن من الرئة في أصحاب ذات الجنب وأورام الرئة عجيب وكان معيناً على النضج وهو مع ذلك ينضج فمتى لعق الزبد وحده بغير عسل كانت معونته على النضج أكثر وعلى النفث أقل وأضعف فعلاً، وإذا أكل منه مخلوطاً بالعسل ولو زمن كانت قوته على النفث أكثر وعلى النضج أقل. ديسقوريدوس في 2: نوطورون والجيد منه يعمل من أدسم ما يكون من اللبن مثل لبن الضأن، وقد يعمل أيضاً زبد من لبن الماعز وإخراج الزبد يكون بأن يحرك اللبن في آنية حتى ينفصل عنه الزبد وقوة الزبد ملينة دهنية، ولذلك إذا شرب وأكثر منه أسهل البطن، وإذا لم يحضر زيت قام مقام الزيت في المنفعة من الأدوية القتالة، وإذا خلط بعسل ودلكت به اللثة نفع من وجع نبات أسنان الصبيان ومن لذع اللثة في ذلك الوقت ومن القلاع أيضاً، وإذا تضمد به غذى البدن وأسمنه ولم يعرض له حصف، وما كان منه ليس بمتين ولا عتيق واحتقن به فهو صالح للأورام الحارة والأورام الصلبة العارضة في الرحم والقرحة في الأمعاء وقد يخلط بالأدوية المفتحة فينتفع به وخاصة في الأدوية النافعة من الجراحات العارضة للأعصاب وحجب الدماغ وفم المثانة ويملأ القروح وينقيها ويثني اللحم فيها، وإذا وضع على نهش الأفعى نفع، والحديث منه يقع في بعض الأطعمة بدل الزيت وفي بعضها بدل الشحم، وقد يجمع دخان الزبد على هذه الجهة خذ سراجاً جديداً واجعل فيه زبداً وأوقد السراج وغطه بإناء أعلاه أضيق من أسفله، وفي أسفله ثقب مثل أسفل التنانير ودع السراج يقد فإذا فني ما جعلت في السراج من الزبد أولاً فصير فيه زبداً أيضاً ولا تزال تفعل ذلك حتى يخرج لك من الدخان ما تريد ثم اجمعه بريشة واستعمله في أدوية العين فإنه يجفف ويقبض قبضاً رقيقاً ويقطع سيلان المواد إلى العين ويملأ قروحها سريعاً أي يحملها. ابن سينا: حار رطب في الأولى ودرجته في الرطوبة أعلى وينفع من السعال البارد اليابس وخصوصاً مع اللوز والسكر ويقع بمفرده في جراحات فم المثانة جداً الرازي: الزبد نافع لخشونة الحلق وللقوباء والسعفة اليابسة والخشنة، إذا دلكا به وهو وخيم يطفو في فم المعدة ويسقط شهوة الطعام ويذهب بوخامته الملح والجبن الحريف وقد يذهب بذلك العسل أيضاً إذا خلط به. التجربيين: هو نافع من التعقد الكائن على سطح البدن عند الحل عقيب الأغذية المهيجة للدم المستحيلة كاللبن والعسل وهو تعقد يشبه الحصف إلا أنه أخشن منه وأكثر نتوءاً إلا أنه لا يقرح الجلد وتخشن به البشرة حتى يفزع ويوهم أنه ابتداء العلة الكبرى، وقد يعم الجسم كله وقد يكون في بعض الأعضاء ووجه استعماله لمعاناة هذا المرض أن يغسل قبله بماء بارد ثم يطلى به ذلك التعقد ثم يتدير بثياب كثيرة حتى يسيل العرق سيلاناً كثيراً، ويعاد ذلك بحسب التأثير فإنه يبرىء العتيق منه وغير العتيق، وإذا شرب نفع من استطلاق البطن والسحج الحادثين عن حدة ويزيد في الإطلاق الذي يكون عن ضعف المعدة وزلق الأمعاء، وإذا مزج به شراب الورد وقطع الدواء المسهل إذا أفرط، وإذا أضيف إلى الإحساء سهل نفث الأخلاط اللزجة، وإذا ضرب بفصوص البيض وطبخ نيمرشت نفع من لذع الأخلاط، وإذا عمل بهذه الصفة تضاعفت منفعته في جميع ما تقدم ذكره من الأدواء التي ينفع منها وينفع من حرقة المثانة مفرداً أو مع البيض النيمرشت.

زباد: الشريف: هو نوع من الطيب يجمع من بين أفخاذ هر معروف يكون بالصحراء يصاد ويطعم قطع اللحم ثم يعرق فيكون من عرق بين فخذيه حينئذ هذا الطيب، وهذا الحيوان أكبر من الهر الأهلي وهو معروف، والزبادة حارة في الثالثة معتدلة في الرطوبة يابسة خاصتها إذا ضمخت بها الدماميل جففتها وخففت أوجاعها، وإذا استنشق المزكوم ريحها نفعته من الزكام، وإذا سقي منها وزن درهم مع مثلها زعفراناً في مرقة دجاجة سمينة للمرأة التي عسر بها النفاس سهلت ولادتها وكانت في ذاك أنجح دواء، وإذا ضمخ به الدمل المنتهي نفع منه وخفف أوجاعه، وإذا ذوّب منها زنة قيراط في أوقية من شراب مفرح أذهبت الخفقان وكانت دواء جيداً نافعاً من ضعف القلب.

زبرجد: يذكر مع الزمرد فيما بعد إن شاء الله.

زبل: قد ذكرت أكثرها مع حيواناتها ولكن قال جالينوس في 15: كل زبل فهو محلل مسخن مجفف، وأما زبل الإنسان فرأيته مرة يعالج به رجل رجلاً فانتفع به، وكان هذا الرجل الذي قد انتفع به يرم حلقه حتى يشرف على الموت ويعرض له الاختناق الشديد ويصيبه ذلك مراراً في السنة، وكان إذا أصابه ذلك فمستغاثه الفصد فلما رآه هذا الرجل قال له دواؤك عندي فمتى عرض لك هذا الوجع فعرفني ذلك قبل استعمالك الفصد، فلما كان في الوقت الذي عرض له ذلك دعا بذلك الرجل فلما جاءه طلى على حلقه بعض أدويته فبرىء من مرضه في أسرع مدة، ثم أنه بعد حين عرض له فجاءه ذلك الرجل وعالجه بمثل العلاج الأوّل فانتفع به أيضاً وانتفع غيره بدوائه ممن كان يعرض له ذلك المرض، وكان ذلك الدواء زبل صبيّ جافاً معجوناً بعسل وكان يغذى ذلك الصبيّ بالترمس مع الخبز التنوري المختمر المطيب بالملح ويسقيه شراباً قليل المزاج، وكان يغذيه بعد ذلك غذاء معتدلاً وكان يتوقى عليه التخمة وكان يأخذ زبله بعدما يغذيه بذلك ثلاثة أيام ثم يأخذ زبل غذاء اليوم الثالث ويرفعه، وإنما كان يغذيه بذلك ليصرف نتن الرائحة عن الزبل، وكذلك إن غذي بلحم الدجاج والدراج المطبوخة بالماء كان نافعاً، وإنما ينبغي أن يحمى عن كل غذاء كثير الرطوبات فيكون زبله شبيهاً بزبل الكلاب في فعله وقلة نتنه. ديسقوريدوس: والعذرة بحرارتها إذا ضمد بها منعت الحمرة من الجراحات وألزقتها، وقد يقال: إنها إذا جففت وخلطت بالعسل وتحنك بها نفعت من الخناق، وكذلك زبل الإنسان إذا شرب يابساً مع خمر أو عسل نفع جميع أدوار الحميات ونهش الهوام والأدوية القتالة الملطفة وينفع من اليرقان ويقطع الإسهال، وإذا سحق وذر على المواضع العفنة أبرأها، وزبل اللقلق قد يقال إنه إذا شرب وافق من به صرع.

زجاج: قال أرسطوطاليس: منه ما هو متحجر ومنه ما هو رمل فإذا أوقد عليه النار وألقي معه حجر المغنيسا جمع جسمه بالرصاصية التي فيها، والزجاج ألوان كثيرة فمنه الأبيض الشديد البياض الذي لا ينكر من البلور وهو خير أجناس الزجاج ومنه الأحمر ومنه الأصفر ومنه الأخضر ومنه الاسمانجوني وغير ذلك، وهو حجر من بين الأحجار كالمائق الأحمق من   الناس لأنه يميل إلى كل صبغ يصبغ به وإلى كل لون يلون به وهو سريع التحلل مع حر النار سريع الرجوع مع الهواء البارد إلى تحجره. قال: والبلور جنس من الزجاج غير أنه يصاب من معدنه مجتمع الجسم، ويصاب الزجاج مفترق الجسم فيجمع كما ذكرنا بحجر المغنيسا. جالينوس في 9: الزجاج يفتت الحصاة المتولدة في المثانة تفتيتاً شديداً إذا شرب بشراب أبيض رقيق، وقال في فاطا حابس الزجاج المحرق يجفف من غير لدغ. الرازي في جامعه الكبير: الزجاج حار يابس يدخل في إكحال العين ويقلع الحزاز ويسبط اللحية والشعر كله. ابن سينا: حار في الأولى يابس في الثانية يجلو الأسنان وينبت الشعر إذا طلي به بدهن زنبق ويجلو العين ويذهب بياضها، والمحرق يقوي الشعر والمسحوق منه والمحرق نافع جداً للحصاة في المثانة والكلية إذا سقي بشراب. وقال في كتابه الثالث: ورماد الزجاج وأجود ذلك أن يحمى على مغرفة من حديد مغربلة ثم يوضع على ماء القاقلي فينتثر فيه ما تكلس منه ثم يعاد إحماء الباقي حتى يندر كله، ثم يسحق الذرور كالهباء وقد يسقى منه مثقال في 12 مثقالاً من ماء حار، وأجود الزجاج الأبيض الصافي، ومن كتاب التجربتين: يحرق على صفيحة حديد مكشوفة للهواء وتوقد تحته نار فحم مقدار ثلاث ساعات ويحرك أبداً ثم يسحق ثانياً سحقاً بليغاً ويستعمل.

زحموك: هو الكشوت عن مطرز وسنذكره في الكاف.

زدوار: وهو الجدوار وقد ذكر في الجيم.

زرنباد: كتاب الرحلة هو معروف عند الصيادلة بالمشرق والمغرب ويعرف بمكة بعرق الكافور، وقد يجهله بعض الصيادلة لاختلاف الصورة التي يؤتى به فيها فإن صورته صورة أصول السعد الجليل على قدر أصول الزيتونة الكبيرة وأكبر وأصغر، ولون ظاهره إلى الغبرة محزز الظاهر وهو كله مصمت يقطع غضاً ويقطع قطعاً للتجفف ويخزن منه ما يكون بالطول ومنه ما يكون بالعرض، وكثيراً ما يسرع إليه التآكل. إسحاق بن عمران: يشبه الزنجبيل في لونه وطعمه ويؤتى به من أرض الصين. ابن ماسه: حار يابس في الثانية يسمن تسميناً صالحاً وخاصيته قطع رائحة الثوم والبصل والشراب. ماسرحويه: يحلل الرياح خاصة التي في الأرحام ويحبس القيء وينفع من نهش الهوام حتى أنه يقارب في ذلك الجدوار. مسيح: محلل جداً نافع من الرياح الغليظة ويحبس البطن. ابن سينا: فيه تفريح وتقوية للقلب والفعلان منه لخاصية قوية يعينها قبضه وتلطيفه، وهو يجعل في الترياقات الكبار ولشدة ملاءمته لجوهر الروح يقوي الروح التي في الكبد حتى يقع في المسمنات.

التميمي في كتاب المرشد: الزرنباد مفش للأورام العارضة في الرحم محدر للحيض مدر للبول نافع من أمراض القلب ومن الأعراض السوداوية، ومن فساد الفكر والهموم والوحشة وخفقان القلب، وقد يوافق في كثير من منافعه الدرونج ويحلل الرياح النافخة التي تعرض في الأرحام فيحبس الطمث ويهيج رياح الرحم وأوجاعها. التجربتين: يجفف المعدة الرطبة ويقوي القلب وإذا أمسك في الفم وتمودي عليه نفع من أوجاع الأسنان وحفظها في المستأنف ويقطع الروائح الكريهة من الفم إذا كانت عن دواء أو مما يستعمل من الأغذية. خواص ابن زهر: إذا دق رطبه ودلك به أسفل القدم أزال كل علة تكون في الرأس كالصداع والشقيقة ونحوها، وإذا عمل منه دخنه وبخر به البيت هربت منه النمل ولم تعد وإن طلي به صاحب داء الفيل على حقويه أوقفه ولم يزده، والجوزة الكبيرة الملساء منه إذا ثقبت وعلقت على حقوي المنقطع عن الجماع من علة لا طبيعي أعاده إلى حاله وهيج الباه وزاد في الانتشار. وقال الرازي في كتاب أبدال الأدوية: وبدله في النفع من لدغ الهوام والرياح الغليظة وزنه ونصف وزنه من الدرونج وثلثا وزنه من الطرحسوق البري ونصف وزنه من حب الأترج.

زرنب: أحمد بن داود: وهو من أدق النبات وشجرته طيبة الرائحة عطرية وليس من نبات أرض العرب وإن كان قد جرى ذكره في كلامهم قال شاعرهم:

المس مس أرنـب              والريح ريح زرنب

وقال آخر منهم:

فإنما أنت وفوك الأشنب         كأنما ذر عليه زرنـب

أو زنجبيل عابق مطيب                

الدمشقي: يسمى أرجل الجراد. خلف الطيبي: هو أذكى العطر وهو مثل ورق الطرفاء أصفر. لي: الزرنب الذي بأيدينا اليوم هو على ما وصفه خلف سواء، وما ما ذكره صاحب الفلاحة وإسحاق بن عمران من ماهية الزرنب فليس بمعروف في زماننا هذا ولا من قبله أيضاً ولذلك أهملت كلامهم ههنا. الرازي: هو حشيش دقيق طيب الرائحة يستعمله العطارون لطيبه وتشبه رائحته رائحة الأترج. مسيح: إن فيه قبضاً وفيه مع ذلك لطافة وحرارة يحبس البطن. ابن سينا في الأدوية القلبية: هو حار يابس في الدرجة الثانية له خاصية في التقريح وتقوية القلب، ويشبه أن يكون في الزرنباد أكثر بكثير منها في الزرنب إلا أن الزرنب يشبه أن يكون تقريحه وتقويته للقلب بسبب طبيعته وكيفيته وهي العطرية التي فيه وقبضه مع تلطيفه. ماسرحويه: قوته كقوة الطيب لكنه ألطف منه، وإذا أسعط منه بالماء ودهن بنفسج نفع من وجع الرأس البارد الرطب وينفع المعدة والكبد الضعيفة لطيب رائحته. بولس: إنه من الأدوية العطرة الرائحة حار يابس قريب من الثالثة شبيه بالسليخة في القوة وبالكباية أيضاً، وكذا قال موسيدس إنه يستعمل بدل الدارصيني. وقال الرازي في كتاب إبدال الأدوية: قوة الزرنب كقوة السليخة مع الكباية. ابن سمحون: هو شبيه بالسليخة في اللطافة وطيب الرائحة إلا أنه أسكن حرارة منها ومن الدارصيني بكثير فليس يصلح إذا بدلا منها ولا منه مثلاً بمثل.

زراوند: هو المسمقورة بعجمية الأندلس، ويقال مسمقار ومسمقران أيضاً وشجرة رستم بإفريقية. ديسقوريدوس في المقالة الثالثة: أرسطولوخيا وهو الزراوند اشتق له هذا الاسم من أرسطو وهو الفاضل، ومن لوخس وهو المرأة النفساء يراد بذلك أنه الفاضل في المنفعة للنفساء، ومنه الذي يقال له المدحرج وهو الذي يقال له باليونانية الأنثى، وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس طيب الرائحة مع شيء من الحدة إلى الاستدارة ما هو ناعم وهو في شعب كثيرة صغيرة مخرجها من أصل واحد وأغصان طوال وزهر أبيض كأنه براطل وما كان منه في داخل الزهر أحمر فإنه منتن الرائحة، وأما الزراوند الطويل فإنه يقال له باليونانية الذكر، ويقال له دوقطوليطس، وله ورق طوال أطول من ورق الزراوند المدحرج وأغصان دقاق طولها نحو من شبر ولون زهره مثل الفرفير منتن الرائحة إذا ظهر كان شبيهاً بزهر النبات الذي يقال له قسوس، وأصل الزراوند المحرج طوله شبر وأكثر منه في غلظ أصبع وما داخل الأصلين أكثر ذلك يكون شبيهاً بلون الخشب الذي تسميه أهل الشام بقسا وهو الشمشار وطعمهما مر وزهمان، ومن الزراوند صنف ثالث يقال له قليماطيطس له أغصان دقاق عليها ورق كثير إلى الاستدارة ما هو شبيه بورق الصنف الصغير من حي العالم وزهر شبيه بزهر السذاب وأصول مفرطة الطول دقاق عليها قشر غليظ عطر الرائحة تستعمله العطارون في ترتيب الأدهان. جالينوس في 6: أنفع ما في هذا لما يحتاج إليه في الطب أصله وهو مر حريف قليلاً وألطف أنواع الزراوند المدحرج منها وأقواها في جميع أمورها وخصالها، فأما النوعان الآخران من الزراوند فالشبيه منهما ببقس الكرم رائحته أطيب حتى أن العطارين يستعملونه في أخلاط الأدهان الطيبة، فأما في أعمال الطب فهو أضعف وأما الزراوند الطويل فهو أقل لطافة من المدحرج إلا أنه ليس بالضعيف، بل قوته قوة تجلو وتسخن وجلاؤه وتحليله أقل فأما إسخانه فليس بدون إسخانه بل عساه أكثر إسخاناً منه ولذلك متى احتجت إلى دواء يجلو كان الزراوند الطويل أنفع بمنزلة ما يحتاج إن أردنا أن ننبت في القروح لحماً، وإذا أردنا أن نداوي قرحة تكون في الرحم، فأما المواضع التي تحتاج فيها إلى تلطيف خلط غليظ تلطيفاً أشد وأقوى فنحن إلى الزراوند المدحرج أحوج، ولذلك صار يشفي الوجع الحادث من قبل سدة أو من قبل ريح غليظة غير نضيجة فإنما يشفيه الزراوند المدحرج خاصة وهو مع هذا يخرج السلا ويذهب العفونة وينقي القروح الوسخة ويجلو الأسنان واللثة وينفع أصحاب الربو وأصحاب الفواق وأصحاب الصرع وأصحاب النقرس إذا شربوه بالماء، وهو أيضاً أوفق للفسوخ الحادثة في أطراف العضل وفي أوساطها من كل دواء آخر. ديسقوريدوس: والزراوند الطويل إذا شرب منه مقدار درهمين بالشراب وتضمد به كان صالحاً لسموم الهوام والأدوية القتالة وإذا شرب بفلفل ومر نقى النفساء من الفضول المحتبسة في الرحم وأدر الطمث وأخرج الجنين، وإذا احتملته المرأة في فرزج فعل مثل ذلك، وقد يفعل الزراوند المدحرج ما يفعله الطويل ويفضل عليه بمنعته من الربو والفواق والنافض وورم الطحال ووهن العضل ووجع الجنب متى شرب بالماء وبأنه متى تضمد به أخرج السلا من اللحم والأزجة وقشور العظام، ويقلع خبث القروح العفنة وينقي أوساخها، وإذا خلط بالصنف من السوسن الذي يقال له ابرسا والعسل ملأ ونقى القروح العميقة منها ويجلو الأسنان، وأظن الصنف من الزراوند الذي يقال له قليمياطيطس يفعل ما يفعله الطويل والمدحرج غير أنه أضعف منهما قوة. أرنياسلس: جميع أصنافه حارةَ يابسة في الثالثة. مسيح: حرارة الطويل في الدرجة الثانية وهو أقل لطافة من المدحرج. إسحاق بن عمران: يبوسته معتدلة. ماسرحويه: الزراوند الطويل إن سحق بعسل وطلي به على القروح الرطبة العتيقة أبرأها وينقي الأسنان واللثة من الرطوبات التي فيها وإن عجن بخل وطلي على الطحال نفع جدّا وكذلك إن سقي بالسكنجبين. ابن سمحون عن ماسرحويه: الطويل منه ينفع من أورام البواسير والتشنج واسترخاء العصب من الامتلاء. الفارسي: إنه يصفي اللون وينقي الصدر. بديغورس: أما الطويل فخاصيته النفع من الرياح وإذابة ما في الكبد. بولس: إن أخذ من الزراوند الطويل وزن درهم ونصف مع شراب العسل أخلف كما يخلف الحنظل. الطبري: الطويل منه ينفع من الصرع والكزاز نفعاً   عجيباً شرباً. ابن سرابيون: الطويل منه نافع للأحشاء. الرازي: جميع أصنافه نافعة من لذع العقارب. ابن سينا: إذا شرب منه درهم مسحوقاً أسهل أخلاطاً بلغمية ومراراً ونفع المعدة. الرازي في كتاب أبدال الأدوية: وبدل الزراوند الطويل إذا عدم في النفع من الرياح وتحليل ما في البطن والطحال وزنه من الزرنباد ونصف وزنه من الأنزروت وبدل المدحرج وزنه من الزرنباد وثلث وزنه من البسباسة ونصف وزنه من السقط. وقال إسحاق بن عمران: وبدل المدحرج إذا عدم وزنه ونصف وزنه من الزراوند الطويل.

زرنيخ: كتاب الأحجار: هو ألوان كثيرة فمنه الأصفر والأحمر والزبرج والأكبر، وفي الأصفر والأحمر منه ذهبية في المنظر وليست بذهبية على الحقيقة، وإذا كلس أحد هذين النوعين حتى يبيض ثم سبك النحاس الأحمر وألقي عليه مع شيء من البورق بيضه وحسن مكسره وذهب برائحته المنتنة. الرازي في كتاب علل المعادن: تكوين الزرنيج كتكوين الكبريت غير أن البخار البارد الثقيل الرطب والأرضية فيه أكثر، والبخار الدخاني في الكبريت أكثر، ولذلك صار لا يحترق كاحتراق الكبريت وصار أثقل وأصبر على النار منه. قال: والزرنيخ أصناف: أحمر وأصفر وأخضر والأحمر أحدّها والأصفر أعدلها والأخضر أثقلها وأجودها الصفائحي الذي تستعمله النقاشون وأردؤها الأخضر. غيره: وقد يكون منه أبيض وهو أدون أصنافه. ديسقوريدوس في الخامسة: الزرنيخ الأصفر هو جوهر يكون في المعادن التي يكون فيها الزرنيخ الأحمر وأجود ما كان ذا صفائح وكان لونه شبيهاً بلون الذهب، وكانت صفائحة تنقشر وكأنها مركبة بعضها على بعض، ولم يكن فيه خلط من جوهر آخر، والذي يكون منه بالبلاد التي يقال لها أسقونطوس هو على هذه الصفة التي وصفنا والآخر شبيه بالمدر، ولونه قريب من لون الزرنيخ الأحمر ويؤتى به من ماقدونيا ومن فيطوس ومن قيادوقيا. وهذا الصنف هو مثل الصنف الذي ذكرنا إلا أنه دون الصنف الآخر في الجودة، وقد يشوى الزرنيخ على هذه الصفة ويؤخذ فيصير في إناء من خزف جديد ويوضع على جمر ويحرك حركة دائمة، فإذا حمي وتغير لونه أنزل عن النار ويترك حتى يبرد ويسحق ويرفع. جالينوس في 9: قوة هذا قوة تحرق محرقاً كان أو غير محرق ومتى أحرق فالأمر فيه معلوم أنه يصير ألطف مما كان واليابس يستعملونه في حلق الشعر من طريق أنه يحرقه، وإن أبطأ وطال مكثه أحرق البدن أيضاً. ديسقوريدوس: وقوته معفنة منضجة مفتحة ومنقية للصدر يلذع اللسان لذعاً شديداً ويقلع اللحم الزائد في القروح ويحلق الشعر وله حرارة وحرقة شديدة. قال: وأما الزرنيخ الأحمر فينبغي أن يختار منه ما كان مشبع الحمرة وكان يتفتت وينسحق سريعاً وكان نقياً، لونه شبيه بلون الجوهر الذي يقال له قماباري ورائحته شبيهة برائحة الكبريت. جالينوس: قوة هذا الزرنيخ قوة تحرق، وكذا قوة الزرنيخ الأصفر، وإذا كان كذلك فحق له أن يخلط في المراهم المحللة التي تجلو. ديسقوريدوس: وقوة الزرنيخ الأحمر مثل قوة الزرنيخ الأصفر وشيه مثل شيه ويحرق مثل ما يحرق، وإذا خلط بالراتينج أبرأ داء الثعلب، وإذا خلط بالزفت قلع الآثار البيض العارضة في الأظفار، وإذا خلط بزيت ودهن به نفع من القمل، وإذا خلط بالشحم حلل الجراحات وقد يوافق القروح العارضة في الأنف وسائر القروح، وإذا خلط بدهن الورد وافق البثور والبواسير الناتئة في المقعدة، وقد يخلط بالشراب الذي يقال له أدرومالي ويسقاه من كان في صدره قيح مجتمع فينتفع به وقد يتدخن به مع الراتينج ويجتذب دخانه بأنبوبة من قصب في الفم للسعال المزمن، وإذا لعق صفى الصوت، وقد يخلط بالراتينج ويعمل منه حب ويسقاه من كان به ربو وعسر النفس فينتفع به. قالت الحور: أنه ثلاثة أصناف منها صنف أبيض وهو قاتل والأصفر جيد للضرب بالعصا والسياط والخدوش، وإذا طلي به أذهب آثار الدم الميت، والأحمر أجود في القلقنديون. إسحاق بن عمران: الزرنيخ الأصفر إذا سحق وجعل في اللبن لم يقع عليه ذبابة إلا ماتت، والأحمر منه إذا سحق وعجن بعصارة البنج الأخضر وطلي به تحت الإبط بعد أن نتف منه الشعر لم ينبت فيه الشعر أبداً. غيره: والقيروطي المتخذ منه وخصوصاً من الزرنيخ الأحمر ينفع لقروح الفم والأنف والأكلة فيهما. التجربتين: وإذا خلط بوزنه من الجبن الطري قبل أن يصفى وعجنا بعسل أو بماء الصابون أو حرقا في أنبوب فضة نفع من الأواكل ومن حفر اللثة وتآكلها، وإذا أخذ منه اليسير وخلط بسائر أدوية اللثة أنبت اللحم الناقص منها، وإذا عجن بمثله من لب الجوز واللوز وقلب الصنوبر والميعة ووضع من مجموعها في النار مقدار نصف درهم وابتلع دخانه من أنبوب نفع من السعال البارد، وأبرأه برءاً تاماً، ومن الربو وضيق النفس، وإذا قدمت هذه الأعراض توالى التدخين به أياماً على الريق حتى يبدو تأثيره ويجب أن يتحسى على أثر استعماله حساء متخذاً من لوز حلو ونخالة بزبد لئلا يضر بالأعضاء التي يمر عليها. الرازي: من  سقي الزرنيخ المصعد حدث له عنه مغص شديد وقروح في الأمعاء رديئة فليشرب ماء حاراً مع جلاب مرات كثيرة حتى يغسل أكثره، ثم يسقى ماء الأرز وماء الشعير ونحوهما مما ينفع من قروح الأمعاء ويحقن بها، فإن حدث عنها سعال مؤذ عولج بالأشياء الملينة. وقال في كتاب الأبدال: وبدل الزرنيخ الأحمر نصف وزنه من الزرنيخ الأصفر.

زرشك: هو البرباريس بالفارسية وهو الإثرار بالعربية وقد ذكرته في الألف.

زرتك: وذردل أيضاً قيل: هو زهر العصفر، وقيل هو ماؤه وهو الصحيح.

زرنيوري: هو بقلة يمانية وهو اليربون على ما ذكر كثير من المفسرين، وقيل إنه هو البقلة المعروفة برجل الغراب.

زريرا: في الحاوي قيل: إنه الكشج وقيل البقلة اللينة وهو اسم سرياني.

زرجون: هو الكرم وقيل عوده وقيل هو المطر المستنقع في الصخر ويشبه الخمر به لصفائه، وقيل هو كلام فارسي وتفسيره لون الذهب ويقال للخمر، ثم سميت به الكرم.

زرقوري: هو رجل الغراب أيضاً من الحاوي.

زرقون: هو السيلقون وهو الأسرنج عند أهل الأندلس.

زرافة: لحمها غليظ سوداوي الكيموس.

زرنيلج: هو الريباس من الحاوي.

زعفران: من أسمائه الجادي والجاد والريهقان والكركم أيضاً. ديسقوريدوس في 1: فروقس أقواه فعلاً في الطب ما كان من البلاد التي يقال لها فروقس، وكان حديثاً حسن اللون وعلى شعرته بياض يسير يستطيل ضخماً ليس بمتفتت هش ممتلىء، وإذا ديف صبغ اليد سريعاً من ساعته ليس بمتكرج ولا ندي ساطع الرائحة حادها، وما لم يكن على هذه الصفة فإنه إما أن يكون عتيقاً أو قد أنقع وبعد هذا الصنف الذي من فروقس الصنف الذي يقال له أوليمس الذي يلي بلوقيا، والذي من الجبل الذي يقال له أوليمس الذي يلي بلوقيا، وبعده الصنف من البلاد التي يقال لها أطوليا، وأما الذي من البلاد التي يقال لها فرثني، والذي من البلاد التي يقال لها قبطوطس التي بصقلية فإنهما ضعيفا القوّة وهما في حد الثفل، ولكثرة عصارتهما وحسن ألوانهما وصبغهما للصلاية التي يسحقان عليها يستعملها أهل أنطاليا، ومن أجل ذلك أثمانها كثيرة، وأما الذي ينتفع به في الأدوية من هذه الأصناف فهو الذي ذكرنا أوّلها وقد يغش بالدواء الذي يقال له فروقومغا مدقوقا ومرداستج أو مولينا باليثقل ويلطخ بطلاء، والسبيل إلى معرفة ذلك من الشيء الظاهر على الزعفران كأنه غبار ومر أن في رائحته شيئاً من رائحة الطلاء. جالينوس في الثامنة: في الزعفران شيء قابض يسير، وهذا منه أرضي بارد، ولكن الأغلب عليه الكيفية الحارة فتكون جملة جوهره من الإسخان في الدرجة الثانية ومن التجفيف في الدرجة الأولى، ولذلك صار ينضج بعض الإنضاج، ومما يعينه على ذلك القبض اليسير الموجود في ذلك لأن ما كان من الأدوية لا يسخن إسخاناً قوياً، وكان فيه قبض فهو في قوته مساوٍ للأدوية التي تغري وتلحج إذا كان معهما حرارة موجودة وليست بالشديدة وهي أدوية تنضج. وقال في المسامر: قابض منضج مصلح للعفونة. ديسقوريدوس: وقوة الزعفران منضجة ملينة قابضة مدرة للبول وتحسن اللون وتذهب بالحمار إذا شرب بالميبختج ويمنع الرطوبات التي تسيل إلى العين إن لطخت واكتحل به بلبن امرأة، وقد ينتفع به أيضاً إذا خلط بالأدوية التي تشرب للأوجاع الباطنة والفرزجات والضمادات المستعملة لأوجاع الأرحام والمقعدة، ويحرك شهوة الجماع، ويسكن الحمرة، وينفع الأورام العارضة للآذان، وقد يقال: إنه يقتل إذا شرب منه وزن ثلاثة مثاقيل بماء، وينبغي أن يوضع في الشمس أو على خرقة جديدة حارة ويحرك في كل وقت ليجف ويهون سحقه. ابن سينا في الأدوية القلبية: حار في الثانية يابس في الأولى وفيه قبض وتحليل قويان يتبعهما لا محالة الإنضاج، وله خاصية شديدة عظيمة في تقوية جوهر الروح وتقريحه بما يحدث فيه من نورانيته وانبساطه مع متانة وتعينها العطرية الشديدة مع الطبيعة المذكورة فإذا استكثر منه أفرط في بسطه للروح وتحريكه إلى خارج حتى يعرض منه انقطاعه عن المادة المغذية ويتبعه الموت، وقد قدر لذلك وزن فالأولى أن لا يذكره. مسيح: الزعفران يهضم الطعام ويجلو غشاوة البصر ويقوي الأعضاء الباطنة الضعيفة لما فيه من القوة القابضة إذا شرب أو وضع من ظاهر عليها ويفتح السدد التي تكون في الكبد والعروق باعتدال لما كان فيه من الحرافة والمرارة إلا أنه يملأ الدماغ. حنين في كتاب الترياق: الزعفران يسهل النفس ويقوي آلات النفس جداً وخاصيته أن يقل شهوة الطعام ويملأ الدماغ ويظلم البصر والحواس ويبطل الحموضة التي تكون في المعدة التي بها خاصة تكون شهوة الطعام. الرازي في الحاوي: جربت فوجدت الزعفران مسقطاً لشهوة الطعام مقيأ. وقال في موضع آخر منه: وكانت امرأة تطلق أياماً فسقيت درهمين من الزعفران فولدت من ساعتها وجرب ذلك مرات كثيرة فصح وهو يسكر سكراً شديداً إذا جعل في الشراب ويفرح حتى إنه يأخذ منه مثل الجنون من شدة الفرح. وقال في المنصوري: الزعفران رديء للمعدة مغث مصدع يثقل الرأس ويجلب النوم. وقال في كتاب خواصه في الأشياء الطبيعيات: إن سام أبرص لا يدخل بيتاً فيه زعفران. البصري: إن سحق الزعفران وعجن واتخذت منه خرزة كالجوزة وعلقت على المرأة بعد الولادة أخرجت المشيمة بسرعة، وكذا إن علق على إناث الأفراس. الجوزي: إنه لا يغير خلطاً البتة بل يحفظ الأخلاط بالسوية وله تقوية. البصري: ورق الزعفران يحمل الجراح ويقبض وينفع من الشوصة إذا شم واستعط به، وخاصيته إذا اكتحل به مع الماء نفع الزرقة الحادثة من المرض. لي:  قوله وينفع من الشوصة إلى آخر الكلام هو من منافع دهنه. إسحاق بن سليمان: خاصيته تحسين لون البشرة إذا أخذ منه بقصد واعتدال والإكثار من شربه والإدمان عليه مذموم جداً لأن فيه كيفية تملأ الدماغ والعصب وتضر بهما إضراراً بيناً. إسحاق بن عمران: دابغ للمعدة بيسير عفوصة مقوّ لها وللكبد وينقي المثانة والكليتين وإذا طبخ وصب ماؤه على الرأس نفع السهر الكائن من البلغم المالح وأسدر وأرقد. مجهول: نافع للطحال جداً. ديسقوريدوس: وأصله إذا شرب بالطلاء أدر البول، وأما الدواء الذي يقال له فروقومغا فإنه يكون من الدهن المعمول من الزعفران إذا عصرت الأفاويه وعملت منها أقراص والجيد منه ما كان طيب الرائحة فيه من المر باعتدالٍ وكان رزيناً أسود وليس فيه عيدان، وإذا ديف كان لونه قريباً من لون الزعفران جداً وكان ليناً وفيه شيء من مرارة يصبغ الأسنان واللسان صبغاً شديداً ويبقى ساعات كثيرة، والذي من سوريا على هذه الصفة قوته جالية لظلمة البصر مدرة للبول ملينة مسخنة منضجة وقد يشبه الزعفران شبها يسيراً في قوته لأن فيه شيئاً كثيراً من قوته. الرازي: في كتاب أبدال الأدوية: وبدل الزعفران إذا عدم وزنه من القسط ووزنه من حب الأترج وربع وزنه من السنبل وسدس وزنه من قشر السليخة قال بعض الأطباء: بدله وزنه مرتين من خلطه وهو ثفل دهنه.

زعفران الحديد: هو صدأ الحديد وقد ذكرته مع الحديد.

زعرور: ديسقوريدوس: في الأولى مستبلن، ومن الناس من يسميه أرونبا وهو الزعرور وهو شجرة مشوكة ورقها شبيه بورق مثنى ولها ثمر صغار شبيه بالتفاح في شكله لذيذة في كل واحدة منه ثلاث حبات، ولذلك سماه قوم طريفلن وهو ذو الثلاث حبات وهو قابض، فإذا أكل كان جيداً للمعدة ممسكاً للبطن. جالينوس في السابعة بعض الناس يسمي الزعرور باسم مشتق من النوى الموجود فيه فإن في كل واحدة من ثمرة الزعرور ثلاث نويات وفي كل واحدة من ذلك النوى بزر من بزر الشجرة كما أن الحب الموجود في التفاح هو بزر شجرة التفاح، وعجم الزبيب بزر الكرم، والحب أيضاً الموجود في جوف التين هو بزر شجره، فهؤلاء يسمون الزعرور ذا الثلاث نويات بسبب هذا النوى الذي في جوفه وهو ثلاث، وثمرة الزعرور تقبض قبضاً شديداً، وليس يؤكل إلا بعد كد وفي الزعرور حبس للبطن شديد وفي قضبانه أيضاً وورقه عفوصة ليست باليسيرة. ابن ماسويه: وقوته في البرودة واليبوسة من واحد، ويدبغ المعدة ويغذو البدن غذاء يسيراً وليس الإكثار منه بمحمود ويستعمل كالدواء لا كالغذاء. الرازي: مسكن للصفراء والدم. روفس في كتاب التدبير: يقطع القيء ويعقل البطن ولا يحبس البول. إسحاق بن عمران: يشهي الأكل ويولد القولنج، ولذلك ينبغي أن لا يستعمل إلا بعدما ينضج ويطيب فإنه أقل لضرره. مسيح: الزعرور ليس رديء الكيموس. ديسقوريدوس: وفي البلاد التي يقال لها إيطاليا جنس آخر من الزعرور وهي شجرة شبيهة بشجرة التفاح غير أن ورقها أصغر من ورق شجر التفاح وثمرة هذه الشجرة مستديرة وتؤكل وأسافله عريضة وهو إلى القبض ما هو بطيء النضج. لي: يعرف هذا النوع عندنا بالأندلس المشتهى. جالينوس في 6: هذا النبات قابض كأنه في المثل تفاح بري وثمرته عفصة رديئة تصدع الرأس وذلك لأنه يخالطها كيفية رديئة غريبة.

زغبر: هو المرو، وقيل هو المرو الدقيق وسنذكره في الميم.

زفت: ديسقوريدوس في 1: الزفت الرطب يجمع من أدسم ما يكون من خشب الأرز والتنوب، وأجوده ما كان قابضاً يبرق وكان صافياً نقياً أملس. جالينوس في 8: الزفت الرطب يسخن أكثر مما يجفف وفيه شيء من اللطافة بسببها صار نافعاً لمن به ربو، ولمن يقذف المدة وحسب من يعالج به أن يلعق منه مقدار قوابوس واحد وهو أوقية ونصف عسل. ديسقوريدوس: والزفت الرطب يصلح للأدوية القتالة وإذا لعق منه أوقية ونصف بعسل كان صالحاً لمن به قرحة في رئته ولمن كان به في صدره ورئته قيح وللسعال والربو، وإذا تحنك به بالعسل كان صالحاً لورم العضل الذي يسمى فارسما وهو عن جنبي طرف الحلقوم والمريء ولورم اللهاة ولورم سبحى وهو ورم جنبي الحلق المائل إلى الباطن المسمى خناقاً، وإذا استعمل بدهن لوز مُر نفع الآذان التي يسيل منها رطوبة وإذا تضمد به بملح مسحوق كان صالحاً لنهش الهوام، وإذا خلط به من الموم جزء مساو قلع الآثار البيض العارضة للأظفار وقلع القوابي وحلل الجراحات الصلبة وصلابة الرحم والمقعدة، وإذا طبخ بدقيق شعير وبول صبي فتح الخنازير، وإذا خلط بالكبريت أو بقشر التوت أو بالنخالة ولطخ به الداء الذي يقال له النملة منعه من أن يسعى في البدن، وإذا خلط بدقاق الكندر ومر ألحم القروح العتيقة، وإذا لطخ به مفرداً على الرجل والمقعدة وافق الشقاق الذي فيها، وإذا خلط بالعسل نقى الجراحات والقروح وبنى فيها اللحم، وإذا خلط بالزبيب والعسل نقى الجراحات والقروح وقلع الخشكريشة العارضة من القروح التي تسمى الجمر والقروح العميقة، وقد ينتفع به لعلل الكبد والمعدة، وإذا أعطي منه أوقية واحدة فعل مثل ذلك أيضاً، وقد ينتفع به إذا خلط بالمراهم المعفنة، وأما الزفت اليابس فإنه يكون من الزفت الرطب إذا طبخ منه، ومما هو شبيه بالدبق في لزوجته ويقال له سقلس، ومنه ما هو يابس وأجوده ما يكون منه خالصاً لازقاً طيب الرائحة قوي اللون شبيهاً بالراتينج، والزفت الذي من البلاد التي يقال لها القبا والتي يقال لها برفليا وهما على الصفة التي وصفنا وبجوهرهما قوة الزفت وقوة الراتينج. جالينوس: والزفت اليابس يسخن في الدرجة الثالثة من درجات البعد عن الأشياء المعتدلة المزاج، وشأنه أن يجفف أكثر مما يسخن. ديسقوريدوس: وقوّة الزفت اليابس مسخنة ملينة مفتحة محللة للجراحات التي تسمى فيماطيا، والتي تسمى فوحثلا ويبنى اللحم في القروح وقد ينتفع به في مراهم الجراحات. جالينوس. والنوعان من الزفت جميعاً فيهما شيء يجلو وشيء ينضح وشيء محلل كما أنهما عند المذاق يوجد فيهما شيء حاد حريف وكأنه مر، ولذلك صارا كلاهما يقلعان الأظفار إذا حدث فيها البياض عندما يخلطان مع الشمع ويذهبان أيضاً القوابي وينضجان جميع الأورام الصلبة التي لا تنضج إذا وقعا في الأضمدة وأقواهما في هذه الوجوه كلها الزفت الرطب، فأما الزفت اليابس فهو في هذه الخصال قليل الغناء، وهو في إدمال الجراحات ومواضع الضرب أبلغ وأنفع، وهذا مما يدل على أنه يخلط الزفت الرطب بشيء من رطوبة حادة ليست باليسيرة. ديسقوريدوس: وقد يكون من الزفت الرطب شيء يقال له قسالاون وهو دهن الزفت إذا نزعت عنه مائيته قد تظهر عليه مائية كما يظهر ماء الجبن على الجبن، وتجمع في طبخ الزفت بأن يعلق صوف نقي على الزفت، فإذا ابتلّ من البخار المتصاعد يعصر في إناء ولا يزال يفعل به ذلك والزفت يطبخ والقسالاون ينفع مما ينفع منه الزفت الرطب، وإذا تضمد به مع دقيق الشعير أنبت الشعر في داء الثعلب، والقسالاون والزفت الرطب يبرئان قروح المواشي وجربها إذا لطخا عليها، وينفعان لتمدد الأعصاب والأوتار ولسينياطس وهو عرق النسا، وقد يجمع من الزفت الرطب دخان فإذا أحببت أن تجمعه فافعل هكذا خذ سراجاً وصير فيه فتيلة وشيئاً من الزفت وأوقد الفتيلة وكب على السراج إناء جديداً من فخار شكله مثل شكل التنور ويكون أعلاه مستديراً ضيقاً وفي أسفله ثقب كالتنور، ودع السراج يقد فإذا فني الزفت الذي فيه فصير زفتاً آخر ولا تزال تفعل ذلك حتى يجتمع من الدخان ما تكتفي به، وقوة هذا الدخان حارة قابضة مثل قوة دخان الكندر، وينبغي أن يستعمل في الإكحال التي تحسن هدب العين وفي الإكحال واللطوخات النافعة لنبات الأشفار المتناثرة والعيون من ضعفها ومن دمعتها وقرحتها. الشريف: وإذا احتقن بالزفت نفع من سم

العقرب وحيا، وإذا حلق وسط رأس من ابتلع علقة ودهن الموضع المحلوق يقطران أخرج العلقة وحيا مجرب.

زفت السفن: ديسقوريدوس: دويصا ومن الناس من قال: إنه ما يجرد من السفن مثل الراتنج المخلوط بالموم الذي يسميه بعض الناس أبوجما، وهو يذوب الفضول لاستنقاعه من ماء البحر، ومن الناس من يسمي صمغ التنوب بهذا الاسم.

زفيزف: وهو العناب عند أهل الأندلس أول الاسم زاي مضمومة بعدها فاء مروسة مفتوحة ثم ياء باثنتين من أسفل ثم بعدها زاي مفتوحة ثم فاء مروسة.

زقوم: كتاب الراحلة: اسم بالحجاز لنبات بليع الخلقة ينبت من أصل واحد يرتفع نحو قعدة الإنسان وأكثر وأقل فيما بين الحجارة، شكله شكل الصبارة إلا أنه كله أبيض ويتداخل ورقه على كثافة بعضها ببعض، ويندرج في جملتها وفيها أيضاً مشابهة من أسواق الخنثى ونباتها كذلك، وفيه حروف أربعة كحروف ورق الصبار إلا أنها غير مشوكة ويتشعب من ساقها شعب كثيرة في طرفها زهر ياسميني الشكل، إلا أنه أصغر وأمتن وهو خمس ورقات فقط دكن اللون ينشر فرفرية يخرج في أعلاه أقماع من نحو الأنملة، ثم يخرج سعفة سمسمية الشكل إلا أنه أطول ولونها إلى السواد وفي داخلها ثمر مصوّف وفي طعم هذه الشجرة مشابهة من طعم الصبارة ورطوبتها كثيرة لزجة، وسماها لي بعض أعراب عرفة بضرع الكلبة وبعضهم يسميها الغلبى وهو أصح.

زقوم آخر: هو أيضاً شجر مشوك كثير له ثمر كبير على قدر المتوسطة من اللوز ما هو ويصفر إذا انتهى وفي داخله نواة صلبة يتخذ من لبنها دهن يسرج به فيصير على النار أكثر من غيره من الأدهان وهو دهن حاد سريع النفع بديع للخدر، وهو ينبت بأرض الغور وشجره يشبه شجر السدر، وورقه على قدر الأظفار، وخشبه ضخم، لون ظاهره أخضر كلون شجرة الأزادرخت وأغصانها دقاق تميل لمن مسها وتنعطف على الأرض كمثل العليق وعليه شوك مثل السلاء وزهره إلى الصفرة. لي: هذه الشجرة وهي التي ذكرها التميمي في كتابه المرشد، وقد ذكرنا عنه في حرف الدال في رسم دهن الزقوم.

زفشته: كتاب الرحلة هو اسم قيرواني أوله زاي مضمومة بعدها فاء مضمومة ثم شين معجمة ساكنة بعدها تاء باثنتين من فوقها ثم هاء. ورقه يشبه ورق الأشخيص الأسود إلا أنه أدق وأكثر تقطيعاً وأقصر ورقاً وأصلب، وله ساق من نحو الشبر في غلظ أصبع في أعلاها رأس مستدير مشوك مثل رأس القرصعنة الكبيرة عليها زهر غمامي دقيق، وله أصل لونه إلى السواد ما هو وطعمه إلى المرارة، وفيه شبه في الطعم من أصل الشوكة المعروفة بالسنط وفي الصفة غلظة كغلظ الساعد وجرب منه بيولس النفع من الجرب المتقرح والنساء تستعمله في تحسين الشعر وقتل القمل في الرأس، وكأنه نوع من رأس القنفذ الذي هو الباذاورد.

زلم: هو نبات كالقصب الرقيق والديس لا بزر له ولا زهر وله عروق كثيرة تحت الأرض فيها حب مفرطح في طعمه حلاوة يؤكل ويسمى حب الزلم وهو المعروف عندنا بالأندلس وبالمغرب أيضاً بفلفل السودان يزرع عندنا زرعاً كثيراً، وأكثر نباته بالزابات من أعمال أفريقية وهو بري عندهم وهو عندهم صنفان أبيض وأسود. لي: وقد ذكرت حب الزلم في الحاء.

زلابية: المنهاج: هي أخف من اللوزينج والقطايف وأسرع هضماً، وتنفع من السعال الرطب ومن رطوبة الصدر والرئة، وتولد سخونة ويصلحها أن يؤخذ بعدها سكنجبين أو الرمان المز، وقد تولد سدداً فيمن كبده ضيق المجاري. الرازي في دفع مضار الأغذية: وينبغي أن يتلاحق ضررها إذا أدمنت بماء يفتح السدد ويمنع تولد الحصى.

زمج: الشريف: هو طائر معروف تصيد به الملوك الطير وإدمان أكل لحمه ينفع من ضعف القلب وخفقانه، ومرارته إذا صيرت في الإكحال نفعت من الغشاوة وظلمة البصر نفعاً بيناً، وزبله يزيل الكلف والنمش طلاء.

زمرد: أرسطوطاليس: الزمرد والزبرجد حجران يقع عليهما اسمان وهما في الجنس واحد، وهو حجر أرضي يتخذ من الأرض في معادن الذهب بأرض المغرب أخضر شديد الخضرة يشف وأشده خضرة أجوده، وناصعه أجود من كمده في العلاج والقيمة، وحجر الدهنج شبيه به في المنظر إلا أن الدهنج لا يشف كما يشف الزمرد والزبرجد. البصري هو حجر أخضر اللون مختلف الخضرة يجلب من بلاد السودان. ابن الجزار في كتاب عجائب البلدان: جبل الزمرد من جبال البجاة موصول بالمقطم جبل مصر فافهمه أرسطوطاليس: وطبع الزمرد البرودة واليوبسة، وخاصته إذا شرب نفع من السم القاتل ومن نهش الهوام ذوات السموم باللذع والعض، فمن سحل منه وزن ثمان شعيرات وسقاه شارب السم قبل أن يعمل فيه خلص نفسه من الموت ولم يسقط شعره، ولم ينسلخ جلده، وكان شفاءه، ومن أدمن النظر إليه أذهب الكلال عن بصره ومن تقلد حجراً منه أو تختم به دفع داء الصراع عنه إذا كان لبسه له قبل حدوث الداء به، ومن قبل هذا صرنا نأمر الملوك أن تعلقه على أولادها عند ولادتهم لدفع داء الصرع عنهم. ابن ماسويه: إنه نافع من نزف الدم وإسهاله إذا شرب أو علق. مجهول: الزبرجد نافع من الجذام إن شربت حكاكته. الرازي: إن نظرت الأفاعي إلى الزمرد الفائق سالت عيونها. التجربتين: إذا سحق وخلط بأدوية السعفة العسرة البرء نفعها نفعاً بيناً.

زمارة الراعي: هو مزمار الراعي، وسنذكره في الميم.

زنجبيل: أبو حنيفة: هو مما ينبت ببلاد المغرب وفي أرض عمان وهو عروق تسري في الأرض وليس بشجر وأخبرني من رآه قال: نباته نبات الراسن وهم يأكلونه رطباً كما يؤكل البقل ويستعمل يابساً، وقد ذكره الله تعالى في القرآن وأكثر الشعراء من ذكره. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات يكون كثيراً في موضع من بلاد الغرب يقال له طرغلوديطفي ويستعمل ورقه أهل تلك البلاد في أشياء كثيرة مثل ما نستعمل نحن السذاب في بعض الأشربة التي يشربونها قبل الطعام وفي الطبيخ، والزنجبيل هو أصول صغار مثل أصول السعد، لونها إلى البياض وطعمها شبيه بطعم الفلفل طيبة الرائحة، وينبغي أن يختار منها ما لم يكن متآكلاً، ومن الناس من يربيه بالعسل وبالطلاء، ومنهم من يعمله بماء وملح لسرعة عفنه ويحمله في آنية خزف إلى البلاد التي يقال لها إيطاليا فيصلح للأكل وقد يؤكل مع السمك الملح. دويس بن تميم: اختر منه ما كان مدمجاً غير مسوس. جالينوس في 6: أصل هذا النبات مجلوب إلينا من بلاد الهند وهو الذي ينتفع به وإسخانه إسخان قوي، ولكنه ليس من ساعته في أول الأمر كما يفعل الفلفل، ولذلك ليس ينبغي أن يتوهم عليه أنه في لطافة الفلفل، ولكنا نجد عياناً أن فيه بعد شيئاً من جوهر لم ينضج، وهذا ليس هو يابس أرضي بل الأحرى أن يكون رطباً، ومن أجل ذلك صار الزنجبيل يتآكل ويتفتت سريعاً بسبب ما فيه من الرطوبة الفضلية، لأن هذا التآكل ليس يعرض لشيء من الأشياء المحضة اليبس أو الرطبة برطوبة نضجة مشاكلة جوهرها، وقد عرض هذا بعينه للدارفلفل، ومن أجل ذلك صارت الحرارة الحادثة عن الزنجبيل وعن الدارفلفل تبقى لابثة دهراً طويلاً أكثر من لبث الحرارة الحادثة عن الفلفل الأبيض والأسود، كما أن النار إذا أخذت في الحطب اليابس يشتعل ويشب على المكان ويطفأ بالعجلة. كذا الحرارة الحادثة عن الأدوية التي قوتها يابسة تشتعل أسرع وتلبث مدتها أسرع وأقل والحرارة الحادثة عن الأدوية التي قوتها رطبة رطوبة فضلية على مثال الحطب الرطب تشب، فإذا اشتعلت لبثت مدة طويلة، ولذلك صارت منفعة كل واحدة من هذين الجنسين من الأدوية التي قوتها رطبة رطوبة فضلية على مثال الحطب الرطب تشب بإبطاء، فإذا اشتعلت لبثت مدة طويلة ولذلك صارت منفعة كل واحد من هذين الجنسين من الأدوية غير منفعة الآخر، وذلك أنا متى أردنا أن نسخن البدن كله بالعجلة، فينبغي أن نعطي الأشياء التي ساعة نلقى حرارة البدن يسخن بها على المكان وتنتشر في البدن كله، ومتى أردنا أن نسخن عضواً واحداً أيّ عضو كان، فينبغي أن نفعل خلاف ذلك أعني أن يعطى هذه الأشياء التي ساعة تلقى حرارة البدن تبطىء في السخونة حتى إذا سخنت بقيت حرارتها مدّة طويلة، فالزنجبيل والدارفلفل وإن كانا مخالفين للفلفل الأسود في هذا الذي وصفت، فإن مخالفتها إياه يسيرة، وأما الحرف والخردل والتنوب وخرء الحمام البرية فإنها لا تشتعل الاشتعال التام إلا في مدّة طويلة ولا يزال لهيبها أيضاً لابثاً مدّة طويلة جداً. ديسقوريدوس: وقوّته مسخنة معينة في هضم الطعام ملينة للبطن تلييناً خفيفاً جيداً للمعدة، وهو جيد لظلمة البصر ويقع في أخلاط الأدوية المعجونة، وبالجملة في قوته شبه من قوّة الفلفل. ابن ماسويه: حار في آخر الثالثة رطب في أول الأولى، نافع من السدد في الكبد من الرطوبة والبرد، معين على الجماع محلل للرياح الغليظة في المعدة والأمعاء. ابن ماسه: خاصيته تقليل الرطوبة الكائنة في المعدة عن الإكثار من البطيخ ونحوه. شرك الهندي، قال في الزنجبيل: مع حرافته رطوبة بها يزيد في المني. الرازي: صالح للمعدة والكبد الباردتين. إسحاق بن عمران: إذا أخذ منه مع السكر وزن درهمين بالماء الحار أسهل خلطاً لزجاً لعابياً. ابن سينا: يزيد في الحفظ ويجلو الرطوبة عن نواحي الرأس والحلق. وقالت الحور: إنه يمسك البطن. وأقول: إذا كان عن سوء هضم وإزلاق خلط لزج وشفع من سموم الهوام، وإذا ربي بالعسل أخذ العسل بعض رطوبته الفضلية. غيره: يخرج البلغم والمرة السوداء على رفق ومهل لا على طريق إخراج الأدوية المسهلة. التجربتين: متى سقي بالماء الحار لمن أصابه برد الهواء الشديد الذي يحتاج معه إلى الحمام والنوم وما جرى مجراهما نفع وأسخن البدن، وإذا خلط في الشيء مع رطوبة كبد المعز وجفف وسحق واكتحل به نفع من الغشاوة وينفع  أيضاً بهذه الصفة من ظلمة البصر، وإذا مضغ مع المصطكي أحدر من الدماغ بلغماً كثيراً جداً. ابن ماسويه: الزنجبيل المربى حار يابس يهيج الجماع ويزيد في حر المعدة والبدن ويهضم الطعام وينشف البلغم، وينفع من الهرم والبلغم الغالب على البدن. إسحاق بن عمران: وبدله إذا عدم وزنه من الدارفلفل أو الفلفل الأبيض. وقال بعض الأطباء: بدل الزنجبيل وزنه نصف وزنه من الراسن.

زنجبيل الكلاب: ابن سينا: بقلة معروفة وهي كفلفل الماء ورقها كورق الخلاف إلا أنه أشد صفرة وقضبانها حمر لها طعم حريف يقتل الكلاب وطريه مدقوقاً مع بزره يجلو آثار الوجه والكلف والنمش العتيق ويحلل الأورام الصلبة. الفلاحة: ورقه كورق الخلاف إلا أنه أصغر منه، وقضبانه حمر معقدة رائحته طيبة وهي حريفة جداً، وقد يستخرج من ورقها عصارة تجفف وتستعمل في الطبيخ وتفش الرياح.

زنجبيل شامي وزنجبيل بلدي: هو الراسن، وقد ذكرته في الراء.

زنجبيل العجم: هو الاشترغاز وقد ذكر في الألف.

زنبق: هو دهن الخل المربب بالياسمين.

زنبا: في الفلاحة: هي بقلة تنبت بالري حادة حريفة مصدعة تزرع في استقبال الشتاء تؤكل في البرد شديدة الحرارة تضر بالرأس والدماغ كثيراً، وتحد البصر، وتطرد الرياح وتفشها بقوة، وتزيل الصداع البارد إذا أدمن أكلها، وقد تؤكل نيئة فتورث غثياناً شديداً، وإن أكلت مسلوقة لم تغث.

زنجار: ديسقوريدوس في الخامسة: ما كان منه تسميه اليونانيون قشيطس، ومعناه المجرود فإنه يعمل على هذه الصفة بصب خل ثقيف في خابية أو في إناء آخر شبيه بالخابية ويغطى الإناء بغطاء من نحاس ويكون الغطاء مقبباً فإنه أصلح، فإن لم يتهيأ أن يكون مقبباً فليكن مبسوطاً وليكن مجلياً، ولا يكون فيه ثقب ولا يخرج منه البخار أصلاً، وفي كل 15 يوماً يؤخذ الغطاء فيجرد عن باطنه ما اجتمع عليه من الزنجار أو يؤخذ سبيكة واحدة من نحاس أو عدة سبائك فيحثى في خمير من عصير عنب حديث أو في ماء قد حمض ويفعل بها كما يفعل بالصفيحة والغطاء، وبعد حين يقلبه، وقد يستقيم أن يعمل الزنجار من سحالة النحاس، ويستعمل من الصفائح المتخذة من النحاس الذي يصير فيما بينهما الذهب ويطرق إذا رش على السحالة أو الصفائح خل ثقيف ثلاث مرات أو أربعاً في اليوم وتحرك في كل يوم مرة ولم يزل يفعل بها ذلك إلى أن تستحيل فتصير زنجاراً، وقد يقال إنه يتولد زنجار في المعادن أو الغيران التي بقبرس وأن بعضه يظهر على بعض الحجارة التي فيها نحاس وبعضه يقطر في الصيف من مغارة عند طلوع نجم الكلب، والذي يظهر منه على الحجارة يسير وهو جيد بالغ، والذي يقطر منه من المغارة هو كثير حسن اللون رديء خبيث الاستعمال لكثرة ما يخالطه من الحجارة، وقد يغش بأشياء كثيرة وخاصة بالحجارة التي يقال لها فيشور أو الرخام بأن يبل الإبهام الأيسر ويصير عليه شيء من هذا الزنجار، ويدلك بالإبهام الأيمن فإنه يعرض حينئذ للزنجار أن يذوب وأما ما كان من القيشور والرخام، فإنه يبقى غير ذائب ويقبض مع كثرة الدلك بالماء، وقد يتعرف أيضاً بأن يوضع بين الأسنان، وذلك أن الذي فيه من أجزاء الحجارة تنبو عنه الأسنان وهو لا ينطحن كالذي لا يغش، وأما ما كان مغشوشاً بالقلقنت فإنه يتعرف بالمحنة بالنار بأن يؤخذ منه شيء ويذر على صفيحة من نحاس أو على خرقة فتؤخذ إحداهما فتوضع على رماد حار أو على جمر، فإن ما كان من فيه القلقنت إذا أحرق وحده تغير واحمرّ من ساعته، لأن القلقنت من شأنه إذا أحرق وحده احمر أيضاً، وأما الصنف الثاني من الزنجار وهو الذي يتعارفه اليونانيون فيما بينهم بأسقولونس، ومعناه الدودة فإنه صنفان أحدهما يخرج من معدن والآخر يعمل عملاً، وعمله على هذه الصفة توضع صلابة من نحاس قبرسي لها يد أيضاً تتخذ من النحاس القبرسي ويصب على الصلاية نصف قوطولي من خل أبيض ثقيف، ويدلك على الصلابة بيدها إلى أن يثخن الخل ثم يلقى عليه من الشب الذي يتعارفه اليونانيون فيما بينهم بأسطر نحولي، ومعناه المستدير أربع درخميات ومن الملح الحراني الصافي اللون أو من البحري السديد البياض الصلب، ومن النطرون مثله، ويسحق بالخل في الشمس في حمية الصيف حتى يصير لونه شبيهاً بلون الزنجار، وقوامه شبيهاً بقوام الوسخ ويثخن ويحبب حباً ثم يطبع في خلقة الدود الذي في البلاد التي يقال لها رودس ويرفع، وهذا الصنف من الزنجار إن عمل بهذه الصفة التي أنا مخبرك بها كان لونه حسناً وفعله قوياً، وهذه صفته: أن يؤخذ من الخل جزء، ومن البول العتيق جزآن، ومن سائر الأدوية التي ذكرنا على حسب ما ذكرنا من المقادير، ومن الناس من يغش هذا الزنجار بأن يأخذ زنجاراً مجروداً ويخلط به صمغاً ويطبعه على شكل هذه الدودة، وهذا الصنف ينبغي أن يزهد فيه لأنه رديء، وقد يعمل الصاغة صنفاً من الزنجار من بول صبي يسحق على صلاية متخذة من نحاس قبرسي بيد متخذة أيضاً من النحاس القبرسي، وبهذا الصنف من الزنجار يلزقون الذهب. جالينوس في 9: في الزنجار كيفية حادة يجدها فيه من يذوقه وهو يحلل وينقص اللحم ويأكله ويذيبه، وليس يفعل ذلك باللحم الرخص فقط، لكن يفعله أيضاً باللحم الصلب، والزنجار لذاع وليس يلذع القروح فقط، بل له لذع في مذاقته أيضاً فإن خلط إنسان شيئاً يسيراً مع قيروطي كثير صار الدواء المخلوط منه يجلو جلاء لا لذع فيه. ديسقوريدوس: وقوة جميع أصناف الزنجار شبيهة بقوة النحاس المحرق إلا أن الزنجار أشد قوة من النحاس المحرق، وأجود هذه الأصناف من الزنجار الصنف الذي يقال له الدود المستخرج من معدن النحاس، وبعده في الجودة الصنف الذي يقال له المجرود، وبعده المعمول إلا أن المعمول أشد لذعاً من غيره، وأشد قبضاً، والذي يعمله الصاغة يشبه المحرو أشد لذعاً وكل زنجار فإنه قابض  مسخن يجلو الآثار العارضة في العين من اندمال القروح، ويلطف ويدر الدموع ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار في البدن والخراجات من أن ترم، وإذا خلط بالزيت والموم أدمل القروح، وإذا طبخ بالعسل نقى القروح الوسخة والبواسير الجاسية، وينفع من الوثي إِذا خلط بالأسج وعمل منه فتائل أذابت جساء البواسير، وقد ينفع من أورام اللثة وانتفاخها وينقص اللحم الناتىء الذي يكون في القروح، وإذا خلط بالعسل واكتحل به جلل الجساء العارض في الجفون، وبعد أن يكتحل به فينبغي أن تكمد العين بأسفنجة مبلولة بماء سخن وإذا خلط بصمغ شجرة البطم ونطرون قلع الجرب المتقرح والبرص وقد يحرق الزنجار على هذه الصفة يؤخذ فيصير مرضوضاً، ويصير في مقلاة من فخار وتوضع المقلاة على جمر ويحرك الزنجار إلى أن يتغير لونه ويميل إلى لون التوتيا، ثم تؤخذ المقلاة من النار وينزل الزنجار حتى يبرد ثم يرفع ويستعمل في وقت الحاجة، ومن الناس من يصيره في قدر من طين مكان المقلاة ويحرقه على ما وصفنا وليس أبداً إذا أحرق يستحيل لونه إلى لون واحد. مسيح: وقوته من الحرارة واليبوسة في الدرجة الرابعة. أرسطو: هو نافع للعين التي قد جربت ويدهب بالسلاق والاحتراق وينفع الأجفان التي استرخى عصبها إذا خلط مع الأدوية التي تنفع العيون فأما إذا كان مفرداً فلا يكتحل به لحدته ويبرىء البواسير إذا دس فيها ويأكل اللحم المتغير من الجراح أكلاً بيناً وهو من السموم إذا شرب لأنه يقع على الكبد فيفسخها ويضر بالمعدة لأن المعدة عصبية عضلية، وهو ينكىء الأعصاب والعضل. إسحاق بن عمران: وقد تتخذ صلاية فهرها نحاس أحمر ويقطر عليها قطرة من خل وقطرات من لبن امرأة وقطرة من عسل غير مدخر ثم يسحق ذلك في الصلاية بالفهر حتى يثخن ويسود، فإذا اكتحلت به العين أحد البصر وجلا الغشاوة وقلع البياض. ابن سينا: الزنجار يتخذ بالنوشادر والشب والخل إذا سحق ونفخ في الأنف وملىء الفم ماء لئلا يصل إلى الحلق فإنه ينفع من نتن الأنف والقروح الرديئة فيه. التجربتين: الزنجار إذا خالط أدوية قروح الرأس الشهدية المتعفنة نفع منها نفعاً بليغاً، وإذا خالط أدوية العين النافعة من الظفرة والسبل وبيان العين والمحدة للبصر والمجففة لرطوباته فعل فعلاً عجيباً، وإذا عجن بالعسل أو طبخ به مع الخل نفع من قروح الأعضاء اليابسة المزاج كلها كقروح الفم وبثوره واسترخاء اللثة وقروح الأنف والأذن، وبالجملة فإنه من الأدوية الضارة في كل ما ذكرنا متى لم يجعل معه المقدار القصد بحسب المزاج وبحسب العلل المعالجة فيجب أن يتفقد فعله في كل مرة ويزاد فيه أو ينقص بحسب ما يظهر منه.

زنجفر: ابن جلجل: هو صنفان مخلوق ومصنوع فالمخلوق يسمى باليونانية مينيون وهو حجر الزئبق والمصنوع يسمى باليونانية قساباري منيون وهو القيثار وهو يصنع من الكبريت والزئبق يؤخذ من كل واحد منهما جزء فيجمعان بالسحق، ويوضعان في قدر ويستوثق من فمه لئلا يطير الزئبق بغطاء ويطين بطين الحكمة ويدفن في نار السرجين يوماً وليلة. ديسقوريدوس في الخامسة: قساباري قد ظن قوم أنه والجوهر الذي يقال له مينيون شيء واحد بالغلط منهم، وذلك أن المينيون إنما يعمل بالبلاد التي يقال لها إسبانيا من حجر يخلط بالرمل الذي يقال له أوغوريطس، وإنما يستفيد هذا اللون إذا صار في البوطقة وإذا صار فيها حسن لونه جداً وصار في حمرة النار وليس يعرف له جهة أخرى يعمل بها غير هذه الجهة التي وصفنا، وإذا عمل في المعادن فاحت منه رائحة يعرض منها للذي يشمها الاختناق، ولذلك صار الذين يستعملونه يسترون وجوههم بشيء يقال له باليونانية قوما يمكنهم النظر منه من غير أن يشتموا الرائحة، وقد يستعملونه المصورون في الصورة التي يتأنقون فيها فأما القساباري فإنما يجلب من البلاد التي يقال لها لينوى ويباع بالغلاء لقلته وامتناعه، ولذلك إذا احتاج المصورون إلى استعماله لم يقدروا على بلوغ حاجتهم منه إلا بالكثير وهو غميق اللون ولذلك ظن قوم أنه دم التيس. جالينوس في 9: قوة الزنجفر حارة باعتدال، وفيه أيضاً قبض. ديسقوريدوس: له قوة شبيهة بقوة الشاذنج ويصلح للاستعمال في أدوية العين إلا أنه أشد قوة من الشاذنج لأنه أشد قبضاً، ولذلك يقطع الدم، وإذا خلط بالقيروطي أبرأ حرق النار والبثور. ابن سينا: الأصح أنه في طبعه حار يابس وكأنه في آخر الدرجة الثانية وما قيل من غير ذلك فمن غير معرفة يدمل الجراحات وينبت اللحم في القروح ويمنع من تآكل الأسنان. ابن جلجل: الزنجفر يقع في المراهم المدملة والقروح العفنة ويستعمل ذروراً على الأكلة وعلى كل ما فيه من القروح عفونة.

زهرة: يقال على الدواء المسمى باليونانية أنيلس، وقد تقدم ذكره في حرف الألف، ويقال أيضاً على الوج وسيأتي ذكره في حرف الواو وعلى الدواء الذي أريد ذكره ههنا وهو المسمى باليونانية نفحارس. الرازي: النبات المسمى نفحارس باليونانية هو بالعربية يسمى الزهرة. لي: وهو الذي يسميه شجارونا بالأندلس بالقرنفلية، وقد شاهدت نباته ببلاد الشام بجبل بيروت بالضيعة المعروفة بكفرسلوان شمالي الضيعة المذكورة، وأكثر نباته هناك تحت شجر الأرز وكذا الدرونج أيضاً هناك. ديسقوريدوس في الثالثة: نفحارس عشب طيب الرائحة يستعمل في الأكاليل، وله ورق خشن عظيم فيما بين ورق البنفسج، والنبات الذي يقال له قلومس وساق مزوّى طوله ذراع إلى الخشونة ما هو يتشعب منه شعب، وله زهر في لونه فرفيرية إلى البياض ما هو طيب الرائحة وعروق شبيهة بالخربق الأسود ورائحتها شبيهة برائحة الدارصيني، وينبت كثيراً في الأماكن الحسنة، والمواضع المائية، وأصل هذا النبات إذا طبخ بالماء نفع الذين يقعون من موضع عال، ومن رض العضل وأطرافها وعسر النفس والسعال المزمن وعسر البول، وقد يدر الطمث ويحدر الجنين، وقد يتناول منه بالشراب من لسعة الهوام وينتفعون به، وإذا احتمل عرق واحد منها وهو طري جذب الأجنة وطبيخه إذا جلست فيه النفساء وافقها وينتفع به في ذرارير الطيب إذ كان طيب الرائحة جداً وورقه لأنه قابض إذا تضمد به نفع من الصداع ومن أورام العين الحارة ومن الناصور الذي يكون بقرب العين في ابتدائه والثدي الوارم عند الولادة من تعقد اللبن ورائحته تنوم.

زهرة الملح: ديسقوريدوس في الخامسة: هو شيء يخرج من النيل فيجمد في مواضع مياه قائمة تبقى من ماء النيل والأنهار، وينبغي أن يختار منه ما كان لونه شبيهاً بلون الزعفران في رائحته نتن شبيه بنتن رائحة مري السمك تلذع اللسان لذعاً مفرطاً جداً وفيه رطوبة وأما ما كان فيه صفرة إلى الحمرة وكان فيه أجزاء منعقدة منحنية ملتئمة بعضها إلى بعض فهو رديء، ومن أمارات غير المغشوش أنه ينماع بالزيت وحده والمغشوش يحتاج إلى ماء. جالينوس: هذا دواء لطيف ألطف من الملح المحرق فضلاً عن غير المحرق، وطعمه حاد حريف وقوته محللة تحليلاً شديداً. ديسقوريدوس: وقد يصلح للقروح الخبيثة والآكلة والقروح التي من شأنها أن تتقشر، والرطوبة السائلة من الأذن ولغشاوة البصر، والآثار العارضة عن اندمال القروح العارضة في العين، وقد يقع في أخلاط بعض المراهم والأدوية ويقع في الأدهان ليصبغها مثل دهن الورد، وقد يدر العرق، وإذا شرب بالخمر والماء أسهل البطن وهو رديء للمعدة وقد يقع في أدهان الأعياء وفيما يدلك به البدن ليرقق به الشعر، وبالجملة هو في الحدة والتلذيع مثل الملح.

زهرة النحاس: ابن واقد: هو شيء يحدث من النحاس إذا أذيب وأجري في أخاديد في الأرض ويرش عليه الماء ليجمد فتجتمع أجزاء النحاس إذا أذيب عند ذلك بعضها ببعض ويضغط الماء بينهما ويحمى فيصير زبداً طافياً على النحاس كأنه الملح. ديسقوريدوس في الخامسة: أجود ما يكون منه ما كان هين التفتت في السحق وكان شديد اليبس وكان شبيهاً في شكله بالجاورس وهو أصغر منه رزيناً وسطاً في الصقالة فيه شيء من سحالة النحاس، وهي التي يغش بها وقد تتعرف سحالة النحاس فيها بأنها إذا اشتدت عليها الأسنان انبسطت فتكون زهرة النحاس على هذه الصفة إذا أذبت النحاس في البواطق المعدنية إذا أخرج منها القليميا، وكان في البواطيق شيء من تراب أوقد في أسفلها وصفي بأن يجري في مجار فيها مصاف تصب إلى برك فإن الذين يتولون تصفيته يصبون عليه ماء عذباً من ساعته حتى ينعقد سريعاً لأنهم يزيدون تبزيده ويكون الماء صافياً، والنحاس بما قد يعرض له من سرعة نكايته واجتماع أجزائه بعضها إلى بعض ينبعث منه هذا الجوهر، وزهرة النحاس قابضة تنقص اللحم الزائد وتحلل الأورام وتجلو غشاوة البصر مع لذع شديد وإذا شرب منها مقدار أربعة أوثولوسات أسهل كيموساً غليظاً، وقد يذيب اللحم الزائد في بطن الأنف، وفي المقعدة. وإذا خلطت بالخمر أذهبت البثر وما كان من زهرة النحاس أبيض وسحق ونفخ بمنفخة في الأذن نفع من الصمم المزمن وإذا خلط بالعسل وتحنك به حلل ورم اللهاة والنغانغ. مسيح: زهرة النحاس ألطف من النحاس المحرق وهو منق غسال محلل لخشونة الأجفان. إسحاق بن سليمان: زهرة النحاس من الأدوية المدملة المنشفة النافعة من القروح الخبيثة والقروح العفنة.

زهرة الحجر: قيل هو جوزجندم، وقيل جرار الصخر، وقد ذكر فيما تقدم.

زوفا يابس: إسحاق بن عمران: هي حشيشة تنبت في جبال بيت المقدس وتنفرش أغصانها على وجه الأرض في طول الذراع أو أقل ولها ورق وأغصان، فورتها يشبه في قدره قدر المرزنجوش، ولها رائحة طيبة وطعم مر وتجمع في أيام الربيع. جالينوس في 8: هذا يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة وهو لطيف جداً. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات معروف وهو صنفان جبلي وبستاني وقوته مسخنة، وإذا طبخ بالماء والتين والعسل والسذاب نفع من السعال المزمن، ومن أورام الرئة الحارة، ومن الربو والنزلة التي تنحدر من الرأس إلى ناحية الحلق والصدر وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب وهو يغسل الدود، وإذا لعق بالعسل فعل ذلك، وإذا شرب طبيخه بالسكنجبين أسهل كيموساً غليظاً، وقد يسحق بالتين الرطب ويؤكل لتليين الطبيعة وإذا خلط به قردمانا أو إيرسا أو العقار الذي يقال له أروسيمن كان أقوى لإسهاله، وقد يحسن اللون ويتضمد به مع التين والنطرون للطحال والجبن ويضمد بالشراب للأورام الحارة، وإذا تضمد به بماء مغلى حلل الدم الميت الذي تحت العين، وإذا أخذ مع طبيخ التين كان منه دواء جيد للخناق الذي يقال له ستنحى، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به كان مسكناً لوجع الأسنان، وإذا بخرت الآذان ببخاره حلل الريح العارضة فيها. إسحاق بن سليمان: الجبلي أسخن وأقوى من البستاني بكثير، وإذا شربا بالشراب أياماً متتابعة نفعا من الإستسقاء ومن نهش الهوام، وإذا طبخا بالماء وحملا على العين نفعا من نزول الماء فيها.

زوفا رطب: ديسقوريدوس في الثانية: وهو الدسم الموجود في الصوف يعمل هكذا. خذ صوفاً ليناً وسخناً فاغسله بماء قد سخن وطبخ فيه سطراونيون ثم اعتصر ما يخرج منه من وسخ وصيره في إجانة واسعة الفم وصب عليه ماء واغترفه وصبه في علو من الإجانة بطرجهارة أو ما أشبه ذلك دائماً حتى يرغو وحركه بحمية شديدة حتى تجتمع رغوته ورش عليه شيئاً من ماء البحر، وإذا سكنت رغوته واجتمع الدسم الصافي فصيره في إناء خزف ثم صب في الإجانة ماء آخر أيضاً ثم حركه وصب على رغوته شيئاً من ماء البحر ودعه يسكن ثم أجمع ما طفا على الماء ولا تزال تفعل ذلك إلى أن تفنى رغوته، ثم خذ الدسم المجتمع وامرسه بيدك فإن ظهر لك شيء من وسخ فاخرجه منه على المثال الذي وصفنا من صب ماء آخر عليه وتحريكه بعد أن تصب الماء الذي كان فيه قبل ذلك وتخرجه عنه، ولا تزال تفعل ذلك وتسكب عليه ماء آخر ويساط باليد حتى ينقى ويبيض، فإذا فعلت ذلك فاخزنه في إناء من خزف وليكن عملك لما وصفنا في شمس حارة، ومن الناس من يأخذ دسم الصوف فيغسله ويخرج وسخه ويغلي الوسخ بالماء في قدر نحاس بنار لينة ويأخذ ما طفا من الدسم ويغسله بالماء كما ذكرنا ويجمعه ويصيره في إناء من خزف قد صير فيه ماء حار ويغطى الإناء بخرقة من كتان ويصيره في الشمس إلى أن يسخن الدسم ثخناً صالحاً، ويبيض، ومن الناس من يبدل الماء فيما بين يومين، وأجود هذا الحسم ما لم تفح منه رائحة سطرونيون وكان ليناً تحت المجس، وإذا مرس تفوح منه رائحة الصوف، وإذا ديف في صدفة بماء بارد ابيض، ولم يكن فيه شيء جاس ولا منعقد كالذي يغش بالموم المدوف بالزيت أو بالشحم والدسم الصوف قوة مسخنة ملينة للقروح الجاسية وخاصة العارضة في الرحم والمقعدة، وإذا خلط بإكليل الملك وزبد واحتمل في صوفة أدرَ الطمث وسهل خروج الجنين، وإذا خلط بشحم الأوز كان صالحاً للقروح العارضة في الآذان وفي القروح التي في الذكر وما حولهما، وقد يصلح للمآقي المتآكلة الجربة والجفون الجاسية التي يتساقط أشفارها وتآكل الحاجبين فينفع من التشنج. جالينوس في 15: الوسخ الذي يجتمع على صوف الغنم الضأن وأفخاذها ولا سيما الزوفا الرطب منه ينضج ويحلل. ديسقوريدوس: وقد يحرق وسخ الصوف في محار جديد إلى أن يصير رماداً ويفنى دسمه ويجمع منه دخان فينفع من أخلاط بعض أدوية العين. ابن سينا: حار في الثانية رطب في الأولى يحلل الأورام الصلبة والدشبد إذا تضمد به ينفع من برد الكبد طلاء وسقياً ويحلل الصلابات في ناحية المثانة والرحم وينفع من برودتهما وبرودة الكلى.

زوفرا: ديسقوريدوس في 3: فانافس أسقلينوس، وهو نبات يخرج ساقاً رقيقاً طوله نحو من ذراع ذا عقد، ورقه شبيه بورق النبات الذي يقال له مارثون وهو الرازايانج غير أنه أكبر منه وأكثر زغباً طيب الرائحة وعلى طرف الساق إكليل فيه زهر لونه شبيه بلون الذهب حريف طيب الرائحة، ولهذا النبات أصل مرّ الطعم. جالينوس في 8: هو أقل إسخاناً من الجاوشير، ولذلك صار الناس يستعملون ورده وثمرته بأن يخلطونها مع العسل ويداوون بها الجراحات والخراجات والأكلة. ديسقوريدوس: زهر هذا النبات وثمره إذا سحقا وخلطا بالعسل وصيرا على القروح والخراجات والأكلة وافقها، وإذا شرب بشراب أو خلط بدهن بنفسج وتمسح بهما وافقا ضرر الهوام، وأما فاقاخيرونيون فهو نبات ينبت أكثر من ذلك في الجبل الذي يقال له قيليون، وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له ماراين، وله زهر لونه شبيه بلون الذهب، وأصل دقيق ليس بغائر في الأرض حريف. جالينوس: هذا النبات أيضاً قوته شبيهة بقوة الذي قبله. ديسقوريدوس: وإذا شرب الأصل كان صالحاً أيضاً لضرر الهوام، وإذا تضمد بجمة هذا النبات كان صالحاً أيضاً لذلك.

زوان: أبو حنيفة: هو الشيلم وهي حبة تكون في الحنطة ينقى منها تسكر وتسمى الدمته وسنذكر الشيلم في الشين.

زيتون: جالينوس: في السادسة: ورق هذه الشجرة وعيدانها الطرية فيها من البرودة بمقدار ما فيها من القبض، وأما ثمرتها فما كان منها مدركاً نضيجاً مستحكم النضج فهو حار حرارة معتدلة، وما كان منها غير نضيج فهو أشد برداً وقبضاً. ديسقوريدوس: الزيتون البري وورقه قابض إذا دق وسحق وتضمد به منع الحمرة من أن تسعى في البدن ومنع النملة والقروح والبثر التي تسمى أبرنقش وهي النار الفارسية، والقروح الخبيثة، وتنفع من الداحس، وإذا تضمد به مع العسل قلع الخشكريشة وقد ينقي القروح الخبيثة الوسخة، وإذا خلط بالعسل وتضمد به حلل الورم الذي يقال له فوخثلن والأورام الحارة ويلزق جلد الرأس إذا انقلع، وإذا مضغ أبرأ القروح التي في الفم والقلاع، وإذا تضمد بالورق مع دقيق الشعير كان صالحاً للإسهال المزمن وعصارته وطبيخه يفعلان ضد ذلك، وعصارته إذا احتملت قطعت سيلان الرطوبات السائلة من الرحم المزمنة ونزف الرطوبات المزمنة إليها، ولذلك تقع في أخلاط الشيافات لتأكل الأجفان وسلاقها، وإذا أردت أن تخرج عصارة الورق فدقه ورش عليه في دقك إياه شراباً أو ماء ثم اعصره ثم جفف العصارة في شمس، ثم أعملها أقراصاً، والعصارة التي يقع فيها شراب هي أقوى من العصارة التي يقع فيها الماء وأصلح للخزن منها، ويصلح للآذان التي يسيل منها القيح والآذان المتقرحة وقد يحرق الورق مع الزهر فيستعمل بدل التوتياء إذا لم تكن حاضرة بأن يؤخذ ويجعل في قدر من طين ويطين رأسه بطين ويرفع في أتون ويودع حتى يستوي ما في الأتون ويصير خزفاً، ومن بعد ذلك يرش عليه شراب ويبرد ثم يعجن ثم يحرق أيضاً ثانية مثل ما أحرق أولاً ثم يغسل، كما يغسل أسفيداج الرصاص، ثم يعمل أقراصاً، وقد يظن به أنه إذا أحرق على هذه الصفة أنه ليس بدون التوتياء في منفعة العين، ولذلك يتوهم أن قوته مثل قوتها وقوّة ورق الزيتون البستاني شبيهة بقوة ورق الزيتون البري غير أن قوة البستاني أضعف وهو أكثر موافقة من البري للعين لأنه أسلس وأخف عليها منه. ابن سينا: ورق الزيتون يقبض وينفع من تآكل الأسنان إذا طبخ وأمسك العليل ماء في فمه. التجربتين: ورق الزيتون يطبخ بماء الحصرم حتى يصير كالعسل ويطلى به على الأسنان المتآكلة فيقلعها. الطبري: وإذا احتقن به نفع من قروح المقعدة الباطنة والرحم، وورق الزيتون البري إذا أحرق وضمد به معجوناً بالماء الحار عرق النسا فوق العرقوب بأربعة أصابع من الجانب الوحشي ويترك عليه حتى يتقرح الموضع كان ذلك من مرة واحدة أو من أكثر فإنه يسيل من الموضع مادة كثيرة ويتآكل اللحم الذي خلل الليف وتبرأ بذلك الشكاية جملة ثم يعاني الموضع بالأدوية الملحمة. ديسقوريدوس: بدله وزنه من السائلة من رطب خشب الزيتون البستاني إذا ألهب فيه النار إذا تلطخ به أبرأت النخالة التي في الرأس والجرب والقوباء. الفلاحة: إن علق بعض عروق الزيتون على من لدغته العقرب برىء وإن أخذ عروق شجر الزيتون وورقها وطبخا بالماء وتضمض به وهو حار من شكى رأسه من برد سكن الوجع، وإذا صبه المزكوم على رأسه حلل رطوبة كثيرة من رأسه واحدرها وخفف الزكام، وإن أكب على بخار هذا الماء وصبر على ذلك حتى يبرد وينفذ بخاره أحد رطوبة من المنخرين والرأس وأجراها سفلاً وهو دواء جليل المقدار لهذه العلة. ديسقوريدوس: وثمر الزيتون إذا تضمد به شفى من نحالة الرأس ومن القروح الخبيثة وما داخل نوى الثمر إذا خلط بشحم ودقيق قلع الآثار البيض العارضة للأظفار وأما الزيتون الذي يقال له قولسادس، وهو زيتون الماء إذا كان مسحوقاً وتضمد به لم يدع حرق النار أن يتنقط وينقي القروح الوسخة. إسحاق بن عمران: الزيتون الأخضر بارد يابس عاقل للطبيعة دابغ للمعدة مقو لشهوتها بطيء الانهضام رديء الغذاء فإذا ربي بالخل كان أسرع انهضاماً وأكثر عقلاً للبطن، وإذا عمل بالملح اكتسب منه حرارة وكان ألطف من المنقع في الماء. ديسقوريدوس: وماء الملح الذي كبس فيه الزيتون إذا تمضمض به شد اللثة والأسنان المتحركة والزيتون الحديث الذي لونه لون الياقوت ما هو يحبس البطن وهو جيد للمعدة، وأما الزيتون الأسود النضيج فإنه سريع الفساد رديء للمعدة غير موافق للعين، وإذا أحرق وتضمد به منع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن وقلع القروح المسماة أبتراقش. أما الزيتون الأسود فحار يابس وهو أسرع  انهضاماً من الأخضر، وإذا انهضم في المعدة انقلب إلى المرة الصفراء ثم تعفن فصار وداء، ولذلك صار فاسداً مظلماً للعينين. إسحاق بن عمران: الزيتون الأسود مع نواه من جملة البخورات للربو وأمراض الرئة. ابن سينا: والخلط المتولد من الزيتون قليل مذموم فإن أكل في وسط الطعام أحد الشهوة وقلل إبطاء الطعام في المعدة.

زيت: جالينوس في 6: والزيت العذب المتخذ من الزيتون المحرك يرطب ويسخن إسخاناً معتدلاً، وأما المعتصر من الزيتون الغض وهو الأنفاق فبمقدار ما فيه من القبض فيه أيضاً من البرودة، وأما العذب المتخذ من الزيتون العتيق فهو أشد إسخاناً وأكثر تحليلاً، وأما الزيت العتيق من الأنفاق فما دام قبضه قائماً فقوته مجففة حتى إذا انسلخ عنه القبض بتة صار حينئذ شبيهاً بالزيت المتخذ من الزيتون العذب، والذين يلقون مع الزيتون أيضاً أغصاناً من الشجر ويعصرونها معه فعلها هذا قريب من الزيت الأنفاق في قوته وليس ينبغي أن يقتصر على المسألة عن الزيت هل فعل به هذا حين اعتصر دون أن يذوقه فإن وجد في شيئاً من القبض فليظن أن فيه شيئاً من البرودة مثل ذلك المقدار والزيت المجلوب من أنولياهو على هذا الصفة وهو المسمى ساح فإن أنت ذقت الزيت ولم تجد فيه قبضاً أصلاً بل تجده عذباً صادق العذوبة فينبغي أن يعدوه حاراً باعتدال، فإن وجدته مع هذا لطيفاً وهو أيضاً في جوهره الحد المستشف الذي إذا أخذ منه شيء يسير امتد على موضع من البدن كثيراً من غير أن ينقطع ويبتلعه البدن وينشفه، فينبغي أن يظن به أنه جيد جداً وأن فضيلة الزيت موجودة فيه. وهذا صفة الزيت المسمى سابيون والزيت إذا غسل صار لا يلذع بتة. ديسقوريدوس: ألوان الزيت الذي يعمل من الزيتون الغض الذي لم ينضج هو زيت الأنفاق وهو أوفق للأصحاء، وخاصة ما كان حديثاً غير لذاع طيب الرائحة وقد يستعمل منه ما كان على هذه الصفة في إدهان الطيب وهو جيد للمعدة لما فيه من القبض ويشد اللثة ويقوي الأسنان إذا أمسك في الفم ويمنع من العرق والزيت العتيق الذي من الزيتون النضيج يصلح للأدوية وجميع أصناف الزيت حارة ملينة للبشرة تمنع البرد من أن يسرع إلى الأبدان وتنشطها للحركة وتلين الطبيعة وتضعف قوة الأدوية التي تخرج ويسقى منه للأدوية القتالة فتتقيأ ويكون ذلك دائماً وإذا شرب منه 9 أواق بماء الشعير مثله أو بماء حار أسهل البطن، وإذا طبخ بالشراب وسقي منه وهو سخن 9 أواق نفع من به مغص، وأخرج الدود الذي في البطن، وينفع إذا احتقن به من به القولنج العارض من ورم المعي ومن سدة عارضة من رجيع يابس، والعتيق منه أشد إسخاناً وتحليلاً ويكتحل به ليحد البصر فإن لم يحضرك زيت عتيق واحتجت إليه نصب في إناء من أجود زيت تقدر عليه واطبخه حتى يثخن ويصير مثل العسل ويستعمله فإن قوته مثل قوة الزيت العتيق، وزيت الزيتون البري قابض منفعته في الطب دون منفعة الزيت الذي ذكرنا قبل وموافقته لمن به صداع مثل موافقة دهن الورد ويحقن العرق ويمنع الشعر القريب من السقوط من أن يسقط ويجلو النخالة من الرأس والقروح الرطبة والجرب المتقرح وغير المتقرح ويمنع الشيب أن يسرع إذا دهن به كل يوم، وإذا تضمض به للثة التي تدمي كثيراً نفعها ويشد الأسنان المتحركة وقد يهيأ منه إذا سحق كماد يصلح للثة التي يسيل إليها الفضول، وينبغي عند ذلك أن يؤخذ صوف ويلف على ميل ويغمس في زيت ويوضع على اللثة إلى أن تبيض وإن أحببت أن تبيض الزيت فاعمل هكذا أعمد إلى زيت لونه إلى البياض ما هو لم يأت عليه أكثر من حول واحد فصبه في إناء من خزف جديد واسع الفم ويكون كيل الزيت 75 رطلاً وصيره في الشمس وأغرفه بصدفة في كل يوم إذا انتصف النهار وأعل يدك لتشتد حمية الزيت إذا انحدر فتنقلب بسرعة الحركة ويرغو في اليوم 8 من تصييرك إياه في الشمس خذ حلبة منقاة وزن 50 مثقالاً وأنقعها في ماء حار فإذا لانت فألقها في الزيت قبل أن يفصل ماؤها، وألق فيها أيضاً من أدسم ما يكون من خشب التنوب مقطعاً قطعاً قطعاً صغاراً مثل ما ألقيت من الحلبة فإذا أنت عملت ذلك وأتت عليه 8 أيام فاغرف الزيت بالصدفة فإن كان مستحكماً فصبه في إناء جديد مغسول بخمر عتيق، وقد فرشت فيه من إكليل الملك وزن 12 مثقالاً ومثله من دهن نوع من السوسن المسمى إيرسا وإن كان غير مستحكم فدعه في الشمس واعمل به على ما وصفت ثم اغرفه بصدفة صفة الزيت الذي يعمل في الجزيرة التي يقال لها سقيون. خذ من زيت أنفاق أبيض جيد تسعة أرطال وصبه في إناء مرصص برصاص قلعي واسع الفم، ومن الماء أربعة أرطال ونصفاً واطبخه بنار لينة وحركه قليلاً فإذا غلي غليتين فاخرج النار من تحته ودعه حتى يبرد ثم اجمعه بصدفة وصب عليه ماء آخر واغله وافعل ذلك ثانياً كما فعلت به أولاً، واخزنه. وهذا الزيت يعمل صالحه خاصة بالجزيرة التي يقال لها سقيون ويقال له السيتوي وله قوة مسخنة إسخاناً يسيراً، ويوافق الحميات وأوجاع الأعصاب ويتغمز به النساء. جالينوس: والزيت المتخذ من الزيتون البري قوته مركبة تجلو وتقبض معاً وهو زيت يابس جداً على قياس أنواع الزيت والأدهان. الفلاحة: إن اكتحل منه من بعينه ريح السبل أو في أجفانه رطوبة غليظة باردة يابسة بيسير من زيت عتيق أزال ذلك عنه وقوي بصره وزاده نوراً إلى نوره، وإذا اكتحل بالزيت المبيض بالطبخ بالماء والنار اللينة من في عينيه بياض وأدمنه أذاب ذلك البياض وأزاله على طول الأيام وشفاه من جميع العلل العارضة من زيادة الرطوبة وهو يقوم للعين النازل فيها الماء مقام القدح بالحديد إذا قطر فيها، وإذا حكيت رأس الميل حكاً كثيراً، ويجب أن يكون هذا الزيت قد عتق سنة وما زاد على ذلك كان أفضل. مجهول: من لسعته العقرب أخذ الزيت العتيق فسخنه ودهن به مخرجه سكن الوجع على المكان.

زتيار: الرازي: هو ثقل الزيت. جالينوس في الثانية: هذا الثفل هو من جوهر أرضي حار إلا أن حرارته ليست بكثيرة فيخرج به إلى التلذيع المتين فإن هو طبخ كان أغلظ وأشد تجفيفاً فليوضع في الدرجة الثانية من درجات التجفيف والأسخان ممتدة، وبسبب هذا يشفي القروح التي تحدث في الأبدان اليابسة ويفتح القروح الحادثة في غيرها من الأبدان كلها لأن فيها تهييجاً وتغيراً كمثل ما في الراتينج والزفت اليابس والقفر، فإن هذه أيضاً تدمل الخراجات والنواصير الحادثة في الأبدان اليابسة وتفتح وتنفذ ما يحدث في الأبدان الأخر كلها جداً. ديسقوريدوس في الأولى: أمورعى وهو عكر الزيت إذا طبخ في إناء من نحاس قبرسي إلى أن يثخن ويصير مثل العسل كان قابضاً وصالحاً لما يصلح له الحضض ويفضل على الحضض بأنه إذا خلط بعسل أو شراب ساذج أو شراب أونومالي ولطخ به كان صالحاً لوجع الأسنان والجراحات وقد يقع في أخلاط أدوية العين المراهم وإذا عتق كان أجود له وتهيأ منه حقنة نافعة للمعدة والقرح في الرحم، وإذا طبخ بماء الحصرم إلى أن يثخن ويصير مثل العسل فلطخ به على الأسنان المتآكلة قلعها وإذا خلط بالدواء الذي يقال له حامالاون مع نقيع الترمس ولطخت به المواشي قلع جربها وأما ما كان منه حديثاً لم ينضج فإنه إذا سخن وصب على المنقرسين والذين بهم وجع المفاصل نفعهم وإذا لطخ على جلد ووضع على بطون المحبونين حط الانتفاخ العارض لهم.

زئبق: أرسطوطاليس: حجر الزئبق حجر منحل في تركيبه يكون في معدنه كما تكون سائر الأحجار وهو جنس من الفضة لولا آفات دخلت عليه في أصل تكوينه منها تخلخله وأنه شبيه بالمفلوج، وله أيضاً صرير ورائحة ورعدة وهو يحمل أجسام الأحجار كلها إلا الذهب فإنه يغوص فيه. الطبري: أصل الزئبق من أذربيجان من كورة تدعى الشير. المسعودي: وبالأندلس معدن الزئبق وليس بالجيد. ابن سينا: منه منقى من معدنه ومنه ما هو مستخرج من حجارة معدنه بالنار كاستخراج الذهب والفضة وحجارة معدنه كالزنجفر ويظن ديسقوريدوس وجالينوس: أنه مصنوع كالمرتك لأنه مستخرج بالنار فيجب أن يكون الذهب أيضاً مصنوعاً. ديسقوريدوس في الخامسة: الزئبق يصنع من الجوهر الذي يقال له منينون وبالاستعارة فيناباري على هذه الصفة تؤخذ طرجهارة من حديد وتصير في قدر نحاس ويجعل في أتون ويجعل في طرجهارة فيناباري ويركب عليه أنبيق ويطين حول الأنبيق ويوضع القدر على جمر فإن الدخان الذي يتصاعد على الأنبيق إذا جمع يكون زئبقاً وقد يوجد أيضاً الزئبق في سقوف معادن الفضة مذروراً جامداً كأنه قطر من الماء إذا تعلق ومن الناس من زعم أنه قد يوجد الزئبق في معادن له خاصة، وقد يوعى الزئبق في أوان متخذة من الزجاج والرصاص والآنك والفضة لأنه إن أوعى في أوان غير هذه الجواهر كلها أفناها.

جالينوس: لم أجربه هل يقتل إذا شرب أم لا. ولا ما الذي يفعل إذا وضع من خارج البدن. الرازي: الزئبق بارد مائي غليظ فيه حدة وقبض ويدل على ذلك جمعه الأجساد، وأنه يقلح ريحه، وإذا صعد استحال فصار حاراً حريفاً محللاً مقطعاً، والدليل على ذلك إذهابه للجرب والحكة إذا طلي به على الجسد وتقريحه للجلد وإذا قتل كان محرقاً جيداً للجرب والقمل. ماسرحويه: تراب الزئبق ينفع من الجرب والحكة إذا طلي عليها مع الخل. أرسطوطاليس: ترابه يقتل الفأر إذا عجن له في شيء من طعامه ودخان الزئبق يحدث أسقاماً ردية كالفالج ورعدة الأعضاء وذهاب السمع والعاقل والغشاوة وصفرة اللون والرعشة وتشبك الأعضاء وتبخر الفم وتيبس الدماغ والموضوع الذي يرتفع فيه دخانة تهرب منه الهوام من الحيات والعقارب وما أقام منها قتلها، والزئبق له خصوصية في قتل القمل والقردان المتعلق بالحيوان. بولس: أما الزئبق فقلما يستعمل في أمور الطب لأنه من الأشياء القتالة، ومن الناس من يحرقه حتى يصير كالرماد ويخلطه مع أنواع أخر ويسقيه أصحاب القولنج وأصحاب العلة التي تسمى أيلاوس. ديسقوريدوس: وإذا شرب قتل بثقله لأنه يأكل ما يلقاه من الأعضاء الباطنة بثقله وقد ينفع من مضرته اللبن إذا شرب منه مقدار كثير يقيء، والخمر أيضاً ينفع من مضرته إذا شرب بالأفسنتين وبزر الكرفس أو بزر النبات الذي يقال له أرمنين، وإذا شرب الخمر أيضاً مع الفوذنج الجبلي أو مع الزوفا نفع من مضرته. الرازي: أما الزئبق العبيط فلا أحسب له كثير مضرة إذا شرب أكثر من وجع شديد في البطن والأمعاء ثم يخرج كهيئته لا سيما إن تحرك الإنسان وقد سقيت منه قرداً كان عندي فلم أر عرض له غير ما ذكرت وعلمت ذلك من تلويه وقبضه بفمه ويديه على بطنه وقد ذكر بعض القدماء أنه يعرض منه مثل أعراض المرتك، فإنه ينبغي أن يعالج بعلاجه وأما إذا صب منه في الأذن فإن له نكاية شديدة، فأما المقتول منه والمتصاعد خاصة فإنه قاتل رديء حاد جداً يهيج منه وجع شديد في البطن ومغص وخلفه الدم.

زيز: ديسقوريدوس في الثانية: مطليس وهو حيوان صغير إذا شوي وأكل نفع من أوجاع المثانة. جالينوس في 11: قد يستعملونه قوم بعد أن يجففوه ويداوون به من به وجع القولنج فيسقون منه عدداً مع عدد مثله من الفلفل فيجعلون الشربة 3 حيوانات من هذه أو 4 أو 7 مع فلفل عدده مثل عددها، ويسقون ذلك في وقت سكون الوجع وفتراته، وفي وقت صعوبته وهيجانه، وقوم يأخذون هذا الحيوان فيشوونه ويطعمونه من به علة في مثانته فينتفع بذلك.

زيت السودان: هو زيت الهرجان والهرجان هو الذي يسميه البربر بالمغرب الأقصى أرجان وأرقان وهي شجرة عظيمة مشوكة لها ثمر مثل ثمر صغار اللوز فيه نوى، وتأكله المعز والإبل فتلقى نواه فيجمع حينئذ فيكسر ويعصر منه زيت يتأدمون به بمراكش وما والاها، وهو حلو كزيت الزيتون فيما زعم من أكله، وقيل: إن زيت السودان غير زيت الهرجان، وهو زيت يجلب من بلاد السودان حار مسخن جداً ينفع من الأوجاع والعلل الباردة.

زيت ركابي: هو زيت الأنفاق وهو الزيت المتخذ من الزيتون الفج وتسميه أهل العراق زيتاً ركابياً لأنه يؤتى به من الشام على الركائب وهي الإبل وتسميه أهل مصر الزيت الفلسطيني. وزعم الزهراوي وحده أن الزيت الركابي هو الزيت الأبيض المغسول، وقال: سمي ركابياً لأنه بمنزلة الركاب قاتل لقوى الأدوية لأنه ساذج نقي.

زيتون الحبش: وزيتون الكلبة هو أيضاً الزيتون البري وقد ذكر فيما مضى.

زيتون الأرض: هو المازريون وسنذكره في الميم.

زيزفون: اسم دمشقي أوله زاي مفتوحة بعدها ياء باثنتين من تحتها ساكنة بعدها زاي أخرى مفتوحة ثم فاء مروسة مضمومة ثم واو ساكنة بعدها نون، اسم للنوع الذي لا يثمر من شجر الغبيرا بدمشق وما والاها، وسيأتي ذكر الغبيرا في حرف الغين المعجمة إن شاء اللّه تعالى تم.

\/حرف السين

ساذج:

ديسقوريدوس: مالايتزن وهو الساذج، وقال إن قوماً يتوهمون أنه ورق الناردين أندى ويغلطون من تشابه الرائحة، وقد توجد أشياء كثيرة تشبه رائحتها رائحة الناردين من الفوة والأسارون والوج والدواء الذي يسمى نغرس وهو الأرشا، وليس هو كما ظنوا بل هو جنس آخر ينبت في أماكن من بلاد الهند فيها حمأة وهو ورق يظهر على وجه الماء في تلك المواضع بمنزلة عدس الماء وليس له أصل وإذا جمعوه من على المكان يشكونه في خيط كتان ويجففونه ونونه. ويقال أن الماء إذا جف في الصيف تحرق الأرض هناك بحطب ويوقد في ذلك الموضع وإن لم يفعل به ذلك لم ينبت الورق. وأجوده ما كان منه حديثاً لونه إلى البياض ما هو وإلى السد لا يتفتت صحيح ساطع الرائحة دائماً طيب الرائحة فيه شيء من رائحة الناردين ليس بمالح ولا مرخ وأما المسترخي منه المتفتت الذي رائحته رائحة الشيء المتكرج فإنه رديء. جالينوس: في وقوة هذه شبيهة بقوة سنبل الطيب. ديسقوريدوس: وقوته شبيهة بقوّة الناردين غير أن الناردين أشد فعلاً منه، وأما الساذج فإنه أدر للبول منه وأجود للمعدة وهو صالح لأورام العين مرة إذا غلي بشراب ولطخ بعد السحق على العين وقد يوضع تحت اللسان لطيب النكهة ومع الثياب ليحفظها من التآكل وتطيب رائحتها. الرازي في جامعه: هو حار في الدرجة الثانية يابس في الثالثة وقال في المنصوري إنه نافع للخفقان والبخر.

?ساج:

الشريف: هو شجندي وليس في الشجر ما هو أكبر منه خشبه أسود وصلب يسمو في الهواء كثيراً وفروعه تستمتد وله ورق كثير وفيما يحكى أن الشجرة منه تظلل خلقاً كثيراً وخشبه لا يتغير مع أم وهو بارد يابس إذا أحرق وطفئ في ماء ومامينا وسحق ونخل واكتحل به قوى الحدقة ولين ورم الأجفان، وإذا حك خشبه على حجر وخلط بماء بارد ولطخ على الصداع الحار أذهبه وكذا يفعل في الأورام الصفراوية والدموية، ويحللها لا سيما إذا خلط بأحد المياه الباردة ويصنع من تمره دهن يعرف بدهن الساج تغش به نوافج المسك فيغوص فيه غوصاً لا يتبين ويزيد في وزنه. الرازي في الحاوي: إن نشارة خشب الساج تخرج الدود من البطن بقوّة إذا هي استعملت شرباً.

ساذروان:

ابن واقد: معناه بالفارسية سواد العصارة وهو شيء أسود يصبغ به العود بعمان وهو يدخل في الطيوب والغوالي ولا رائحة له. التميمي في المرشد: هو شيء شبيه بالصمغ أسود اللون مثل حصى السبج يتكوّن في التجويفات الكائنة في أصول أشجار الجوز الكبار العتيقة التي قدمت وتخوّخت أصولها، فإذا قطعت الشجرة وجد الساذروان في داخل تلك التجويفات والنخر والجيد منه إذا كسرته كان له بصيص فإذا أنقعته في الماء الحار انحل ويؤدّي لونه محلولاً إلى الشقرة وقد يشبه كسره كسر الأقاقيا صافياً بصاصاً وفي طعمه يسير مرارة وإذا سحق منه وزن درهم وشرب بماء لسان الحمل قطع نفث الدم وحبس الطبيعة وقطع الإسهال لأن فيه قبضاً وبغش به وقد يدخل في السفوفات الحابسة للدم وفي كثير من الأضمدة القابضة الممسكة القاطعة لانبعاث الدم من الأعضاء، وإذا عملت منه المرأة في فرزجة بعد عجنه بالخل قطع النزف وقوى عروق الرحم وأوردتها وقد يفعل مثل ذلك إذا سقي بعصير لسان الحمل وإذا حقنت الرحم به أيضاً فعل ذلك، وقد يحل في ماء ورق الآس الأخضر منه وزن مثقالين، ويسكب عليه من دهن الآس وزن ثلاثة دراهم أو أربعة وتغلف به المرأة شعرها إذا كان يتساقط ويسقى أصول الشعر به محلولاً بماء الآس فيقوي بها أصول الشعر ويمنعه من السقوط والانتثار. ابن ماسويه: هو دواء هندي بارد يابس في الدرجة الثانية قباض. الرازي في الحاوي: ينفع من ورم الخصي والذكر إذا طلي عليها بخل خمر. بديغورس: خاصيته تقوية الشعر.

سالابيدرا:

وهي السحلية. ديسقوريدوس في الثانية: هو صنف من أصناف ضورا بطيء الحركة مختلف اللون وباطل مما قيل فيه أنه إذا أدخل النار لم يحترق وله قوّة معفنة مقرحة مسخنة وقد يقع في أخلاط المراهم الأكالة والمراهم الملائمة للجرب المتقرح كمثل ما تقع الذراريح ويخزن كما تخزن الذراريح ويحلق زيته الشعر إذا طبخ فيه حتى يتهرى بالزيت وقد تخرج أمعاؤه وتقطع رأسه ويداه ورجلاه، ويخزن في العسل أو دهن ويستعمل لجميع ما ذكر، وقال في المقالة الثانية وهي في مداواة الأدوية القتالة: الذين يسقون أو يطعمون هذا الحيوان يعرض لهم ورم في ألسنتهم وتذهل عقولهم ويعرض لهم خدر يسير واسترخاء، ويحدث في أبدانهم بقع ألوانها لون الباذنجان وهذه المواضع إذا لم يتدارك السم بما يدفعه عفنت وسقطت من بدن الإنسان، وينبغي أن يتدبروا بالتدبير الذي يدبر به من سقي الذراريح ويخص هؤلاء بأن يهيأ لهم لعوق من الراتينج والعسل أو من الناردد وهي اللعبة والعسل أو يسقون طبيخ الكمافيطوس ويطعمون القريض بعد أن يطبخ الكمافيطوس أو يطعمون ورق السوسن مطبوخاً بزيت وقد ينتفعون بأكل بيض السلحفاة البرية والبحرية مسلوقاً في ماء، وينفعهم أيضاً مرق الضفادع إذا طبخت في ماء وألقي عليها أصل الحشيشة التي يقال لها أرتجي وهي القرصعنة.

سام أبرص:

هو الوزغ. ديسقوريدوس في الثانية: صورا رأسه إذا دق دقاً ناعماً ويوضع على العضو انتزع منه السلاء وغيره مما غاص في اللحم وقلع الثآليل التي تسمى باليونانية النملية والبثور والصنف الثاني من الثآليل التي يقال لها أيلون وكبد صورا إذا وضع على المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها، وإذا شق صورا ووضع على لسعة العقرب خفف الوجع، ابن سينا: بوله ودمه عجيب في فتق الصبيان وقد يجعل في بوله أو لحمه شيء من المسك ويجعل في إحليل الصبي فيكون بليغ النفع في الفتق.

سابقة:

هي كزبرة البئر وفي بعض التراجم وهي البرشاوشان وقد ذكرت في حرف الباء.

سابيزج:

وسايبرك وهو اللفاح لفاح اليبروح وسيأتي ذكره مع اليبروح في حرف الياء.

سبستان:

هي المخيطا ومعنى سبستان بالفارسية أطباء الكلبة. إسحاق بن عمران: المخيطا هو الدبق بالعربية وهو شجرة تعلو على الأرض نحو القامة لها خشب لون قشرها إلى البياض وأغصان قشرها إلى الخضرة ولها ورق مدور كبار ولها عنب وعناقيد طعمه حلو وعنبه في قدر الجلوز ثمر يصفر ثم يطيب وفي داخله لزوجة بيضاء تتمطط وحبه كحب الزيتون يجمع ويجفف حتى يصير زبيباً وهو المستعمَل، وهو متوسط في مزاجه بين الحرارة والبرودة يسهل الطبائع للمحرورين نافع من السعال المتولد من الحر واليبس ملين للصدر ويستخرج البلة القطاعة برطوبته نافع لحرقة البول المتولدة من لذع الصفراء في الكلى والمثانة مخرج للحيات من الأمعاء وإنما فعل ذلك لتشبثه بالعذوبة التي فيه. مسيح: غذاؤه قليل. الطبري: شبيه بالعناب في القوة وفيه قبض. ابن سينا: يسكن العطش. غيره: وربما خرج عليه صمغ يلين الحلق والبطن تلييناً بليغاً. التجربتين: يقع في الأدوية المسهلة تجويد فعلها وينفع من الحميات الحارة السبب وهي الدموية والصفراوية والتي من البلغم المالح.

سبح:

هو حجر يؤتى به من الهند وهو أسود شديد السواد برّاق شديد البريق رخو ينكسر سريعاً، وهو بارد يابس نافع في الأكحال إذا وقع للعيون يمسك البصر ويقويه إذا اتخذ مرآة نفع من ضعف البصر الحادث عن علة الكبر وعن علة حادثة وأزال الخيالات وبدو نزول الماء. الشريف: من لبس منه خرزة أو تختم به دفع عنه عين العائن.

سبع الأرض:

هو كزبرة البئر.

سبع الكتان:

سمي بذلك لأنه إذا كثر على الكتان أهلكه وهو النبت المعروف اليوم وقبله عند أطباء بلاد الأندلس والمغرب وأفريقية ومصر بالكشوث، وتسميه عامة الأندلس بقريعة الكتان وأهل مصر يسمونه أيضاً بحامول الكتان وهو خلاف الكشوث الذي يأتي من العراق وكشوث العراق هو الأحق بهذا الإسم والأخص به من حامول الكتان وسبع الكتان كما قدمنا وسيأتي ذكر الكشوث في حرف الكاف.

سبع الشعراء:

قيل هو الأفتيمون.

سجلاط:

بالجيم هو الياسمين وسيأتي ذكره في حرف الياء.

سجا:

أبو حنيفة: أخبرني بعض الأعراب أنه ينبت نبات الفجل في ورقه وهو خشن يعلق بباطن ألسنة الغنم ويتداوى به من المغص وله نورة حمراء كأنها جلنارة وقد قارب وصف الشنجار إلا أنه سماه السجا.

سخبر:

الرازي: قال ابن ماسة: السخبر حار يابس يقوّي المعدة الرطبة ويفتح سدد الكبد بمرارته ويهضم الطعام وخاصته تقطيع البلغم اللزج الغليظ من المعدة، ويفتح السدد. قال الرازي في دفع مضارّ الأغذية: السخبر مسخن طارد للرياح جيد لأصحاب الصرع، ولا يصلح للمحرورين وينبه ويجلب الحمى سريعاً.

سدرونبق:

أبو حنيفة: السدر لونان فمنه غبريّ ومنه ضال، وأما الغبري فما لا شوك له إلا ما يطير فأما الضال فهو ذو شوك والسدر ورقه عريضة مدوّرة في غبريه وضاله وشوكة الضال حجناء حديدة، وربما كانت السدرة محلاً لا دوحة والدوحة العريضة الواسعة وللسدر برمة ونبق. غيره: ما ينبت من السحر في البر فهو الضال وما ينبت على الأنهار فهو الغبري، ونبق الضال صغار وتسميه بعض العرب الدوم وشجره دان من الأرض، وأجود نبق يوجد بأرض العرب نبق يهجر في بقعة واحدة بحمى للسلطان وهو أشد نبق يعلم حلاوة وأطيب رائحة يفوح فم آكله، وللسدر خشب قضيف خفيف وليس له صمغ. ابن ماسويه: النبق بارد يابس في وسط الدرجة الأولى واليبس فيه أقل من يبس الزعرور، وهو نافع للمعدة عاقل للطبيعة ولا سيما إذا كان يابساً وأكله قبل الطعام أحمد. إسحاق بن عمران: لأنه يشهي الأكل وهو مثل الزعرور في البرد وأفرط منه في اليبس. غيره: وهذه الأشياء الباردة المفرطة اليبس إذا صادفت رطوبة في المعدة والمعي عصرتها فأطلقت البطن كفعل الهليلج الذي يفعل بالبرد والعفوصة. الطبري: النبق فيه اختلاف في رطبه ويابسه وعذبه وحامضه وغضه ونضجيه فيابسه فيه قوة قابضة تحبس البطن، والرطب الغض أيضاً بتلك المنزلة والنضيج منه العذب أقل قبضاً وهو سريع الإنحدار عن المعدة، مسيح: الغض منه يدبغ المعدة، والغذاء المتولد منه يسير والخلط المتولد منه غليظ وينفع من الإسهال الذريع. البصري: النبق بطيء الإنهضام وليس برديء الكيموس. ابن سراينون: ماء النبق الحلو يسهل المرة الصفراء المجتمعة في المعدة والأمعاء ويقمع أيضاً الحرارة والشربة منه ما بين ثلث رطل إلى نصف رطل مع سكر.

سذاب:

هو الفيجن. الفلاحة: منه بري وبستاني فالبستاني يفرع فروعاً تطلع من ساق له قصيرة تتشعب عليه شعب مثل الأغصان، ويحمل في أطراف أغصانه رؤوساً تتفتح عن ورد صغار الورق أصفر وإذا انتشر سقط منه الحب، وأما البري، فهو أصغر ورقاً من البستاني وزهره مثل زهر البستاني. جالينوس في 8: أما السذاب البري فهو في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء التي تسخن وتجفف وأما السذاب البستاني فهو في الدرجة الثالثة وليس هو حاد حريفاً عند من يذوقه فقط بل هو مع ذلك مر فهو بهذا السبب يقطع ويحلل الأخلاط الغليظة اللزجة ولمكان هذه القوّة صار يستفرغ ويخرج ما في البدن بالبول وهو مع هذا لطيف، ويحل ويذهب النفخ فهو بهذا السبب من أنفع شيء للنفخ والرياح مانع لشدة شهوة الجماع يحلل ويجفف تجفيفاً شديداً، ديسقوريدوس في الثالثة: بتغال وهو السذاب، أما الذي ليس ببستاني منه فإنه أحد من البستاني وأشد حرافة وليس بصالح للطعام، وأما البستاني فالذي ينبت منه عند شجرة التين أوفق للطعام وكلاهما مسخنان محرقان مقرحان مدران للبول والطمث إذا أكل أحدهما أو شرب عقل البطن فإذا شرب من بزر أحدهما مقدار أكسوثافن بشراب كان دواء نافعاً للأدوية القتالة وإذا تقدم في أكل الورق وحده أو مع جوز ولَين يابس أبطل فعل السموم القاتلة ووافق ضرر الهوام إذا استعمل على ما وصفنا، وإذا أكل السذاب أو شرب قطع المني وإذا طبخ مع الشبث اليابس وشرب سكن المغص، وإذا استعمل على ما وصفنا كان نافعاً لوجع الجنب ولوجع الصدر وعسر النفس والسعال والورم الحار العارض في الرئة وعرق النسا ووجع المفاصل والنافض، وإذا طبخ بالزيت واحتقن به كان صالحاً لنفخ المعي الذي يقال له قولون ونفخ الرحم ونفخ المعي المستقيم، وإذا سحق وعجن بالعس ولطخ على فرج المرأة إلى المقعدة نفع من وجع الرحم الذي يعرض منه الإختناق وإذا أغلي بالزيت وشرب نفع وأخرج الدود وقد يعجن بالعسل ويتضمد به لوجع المفاصل ويضمد به مع التين للحبن اللحمي وإذا طبخ بالشراب إلى أن يصير على النصف وشرب نفع أيضاً من هذا الصنف من الحبن فإذا أكل مملوحاً أو غير مملوح أحد البصر، وإذا تضمد به مع السويق سكن ضربان العين وإذا استعمل بالخل ودهن الورد نفع من الصداع وإذا صير في الأنف مسحوقاً قطع الرعاف، وإذا تضمد به مع ورق الغار نفع من الورم الحار العارض في الأنثيين، وإذا استعمل بالقيروطي المتحد بدهن الآس نفع من البثر، وإذا اغتسل به مع النطرون للبهق الأبيض شفاه، وإذا تضمد بما وصفنا قلع التواء الصلب الذي يقال له تومس والثآليل التي يقال لها مرميقيا وإذا وضع على القوابي مع الشب والعسل نفع منها وعصارته إذا سخنت في قشر رمان وقطرت في الآذان كانت صالحة لوجعها وإذا خلطت بعصارة الرازيانج والعسل واكتحل بها نفعت من ضعف البصر، إذا استعملت مع الخل وإسفيذاج الرصاص ودهن الورد وتلطخ بها نفعت من الجمرة والنملة وقروح الرأس الرطبة، وإذا مضغ السذاب بعد أكل البصل والثوم قطع رائحتهما، وإذا أكثر من الذي ليس ببستاني منه قتل آكله وإذا جمع إنسان البري منه بعد ظهور زهره ليصلحه حمي وجهه وورم اليدين ورماً شديداً مع حكة، وينبغي لمن أراد أن يجمعه أن يتقدم في جمعه بدهن لوجه واليدين ثم يجمعه، وزعم قوم أن عصارته إذا رشت على الدجاج منعت النموس أن تأكلها، وزعم قوم أن السذاب النابت بالبلاد التي يقال لها ماقدونيا عند النهر الذي يقال له القيمس إذا أكل قتل آكله من الموضع الذي ينبت فيه جبل ملآن أفاعي، وبزره إذا شرب كان صالحاً للأوجاع الباطنية، وقد يقع في أخلاط الأدوية المعجونة وينتفع به. الطبري: إذا دق بزره وشرب منه وزن درهم أو درهمين بالعسل أو بالسكنجبين فإنه نافع من الفواق الذي يكون من البلة والبرودة في رأس المعدة. ابن سينا: وهو يشهي ويمري ويقوي المعدة وينفع من الطحال والنافض أكله والتمريخ بدهنه. ابن سينا: ينفع من الفالج والرعشة والتشنج، إذا شرب منه كل يوم وزن درهم مجرّب، وإذا شرب من ماء طبيخه قدر سكرجة مع أوقيتين عسلاً نفع من الفواق مجرب. الرازي: أطرد البقول كلها للريح وأنفعها للأمعاء السفلى ولمن يعتريه القولنج غير أن ذلك ليس بجيد للمعدة وهو رديء لمن يسرع إليه الصداع جداً. التجربتين: يشرب منه أعني من البستاني للأوجاع نحو من ثلاثة دراهم للكبار  وللصبيان من قيراط إلى نحوه وإذا طلي بماء ورقه داخل مناخر الصبيان نفعهم من الصرع الذي يعتريهم كثيراً المعروف بأم الصبيان وإذا تضمد به للتهيج المتولد عن رياح نافخة أو بلغم رقيق حلله حيثما كان، وإذا شرب أو تضمد به نفع من لسعة العقرب والحيات والرتيلا وعضة الكلب الكلب، وبالجملة هو حافظ من السموم إذا خالط ماؤه الإكحال أحدّ البصر وجفف الماء النازل في العين، دوقس: السذاب يمنع الحبل. الغافقي: يحلل الخنازير وينفع من عرق النسا إذا شرب من بزره من درهم إلى درهمين وإذا أكثر من أكله بلد الفكر وأعمى القلب وكذا تفعل سائر الأشياء التي لها رائحة كريهة وذلك أن كل كريه الرائحة هو مضادّ للروح النفساني وأكله باعتدال يحدّ البصر والإكثار منه يظلمه وقد يصرع ويولد شقيقة وهو نافع من الصرع جداً، والسذاب إذا شرب نفع من القولنج الريحي وإذا طبخ في الزيت وكمدت به المثانة نفع من عسر البول. إسحاق بن عمران: وإذا سحق القشر من السذاب الجبلي سحقاً ناعماً وطلي منه على موضع داء الثعلب أزاله فإن كان داء الثعلب عتيقاً فبعصارة السذاب الجبلي وأصله يخلط معه الشمع ويجعل على الموضع ولا يعالج بغيره فإنه ينبت الشعر.

سرخس:

يعرف في زماننا هذا بجبلي لبنان وبيروت بالشرد بضم الشين المعجمة والراء بعدها دال، ديسقوريدوس في آخر الرابعة: بطارس ومن الناس من سماه فلحون هو نبات ليس له ساق ولا زهر ولا ثمر وله ورق نابت في قضيب طوله نحو من ذراع والورق مشرف منتشر كأنه جناح وله رائحة فيها شيء من تين وله أصل في وجه الأرض أسود إلى الطول تتشعب منه شعب كثيرة في طعمها قبض وينبت هذا النبات في مواضع جبلية وأماكن صخرية، جالينوس في 8: أنفع ما في هذا النبات أصله خاصة وذلك أنه يقتل حب القرع إذا شرب منه وزن أربعة مثاقيل بماء العسل وعلى هذا النحو أيضاً يقتل الأجنة الأحياء ويخرج الأجنة الموتى وليس ذلك منه بعجب إذا كان مراً وكان فيه مع ذلك شيء من القبض، وبسبب هذا إذا هو وضع على الجراحات جففها تجفيفاً شديداً لا لذع معه. ديسقوريدوس: وإذا شرب من أصله مقدار أربع درخميات مع الشراب المسمى ماء الفراطن أخرج الدود المسمى حب القرع وإن سقي منه أحد أوبولوقيتمر مع سقسمونيا أو مع خربق أسود كان أجود، وينبغي لمن أراد شربه أن يتقدّم بأكل الثوم. وأما السرخس الأنثى فهو نبات له ورق شبيه بورق بطارس وهو السرخس الذكر غير أن ليس له قضيب ولحد فقط مثل مالبطارس، ولكن شعب كثيرة وورقه أكثر إرتفاعاً وله عروق طوال آخذة بجوانب كثيرة في لونها حمرة مع سواد ومنها ما يكون أحمر لونه إلى الدم. جالينوس: قوّته مثل قوة الآخر بعينها، ديسقوريدوس: وهذه العروق أيضاً إذا خلطت مع العسل وعمل منها لعوق واستعمل أخرج الدود المسمى حب القرع، وإذا شرب منه مقدار ثلاث درخميات مع الشراب أخرجت الدود الطوال وإذا أعطي منه النساء قطعت عنهن الحبل وإن أخذت منها الحبلى أسقطت وقد يجفف ويسحق ويفر على القروح الرطبة العسرة البرء ويبرئ أعراف الحمير، وورق هذا النبات في أول ما ينبتَ قد يطبخ ويؤكل فيلين البطن. مسيح: السرخس حار يابس في الدرجة الثانية جلاء مفتح للسدد. كتاب التجربة: صحت التجربة عندي في أغصانه الرخصة أوّل خروجها من الأصل إذا أكلها من وقع في عينيه تبن أو شيء من الواقعات ألقاه من العين في الحين وصحت التجربة أيضاً عندنا وكذا ببلاد الشام في إخراج الفضول حيث كانت في البدن ضماداً. الشريف: إذا سحق أصله وشرب منه وزن مثقال في ثلاث بيضات مسخنة بنميرشت ثلاثة أيام متوالية نفع من رض اللحم والهتك عن ضربة أو سقطة. عبد اللّه بن صالح: السرخس الذكر يسمى بالبربرية أقوسق وجرب في هذا الصنف أن رجلاً كان قد أقعد من وجع الوركين والمائدة فدل عليه فأخذت أصوله غضة وغسلت من التراب ثم قطعت قطعاً صغاراً ودق دقاً ناعماً وطرح منها نحو 6 أرطال في نحو 12 رطلاً من العسل فصار العسل كالماء فلم يزل يشربه كما هو في أيام فلم يتمه حتى برئ برءاً تاماً. وجرب منه أيضاً أن ورقه إذا دقت يابسة وعجنت بالحناء وحمل على رأس من في عينيه إمارات الماء كان ذلك برأه. البكري: لا يقرب البرغوث موضعاً فرش فيه ورقه.

سرو:

جالينوس في الثامنة: ورق هذا النبات وقضبانه وجوزه ما دامت طرية لينة تذبل الجراحات الكبار الحادثة في الأجسام الصلبة وهذا مما يدل على أن قوّتها جميعاً قوّة مجففة ليست معها حدة ولا حرافة ظاهرة، وطعمها يشهد على ذلك وذلك أنه يوجد في طعم جملة هذه الشجرة حدة وحرافة يسيرة ومرارة كثيرة جداً وعفوصة وهي أيضاً أشد وأقوى كثيراً من المرارة وإنما فيها من المرارة والحدة مقدار ما يتذرق ويوصل القبض في عمق البدن من غير أن يحدث هو في البدن حرارة أصلاً ولا لذعاً. ولذلك صارت هذه الشجرة تفني ما كان محتقناً في العمق في العلل المرهلة المتعفنة وتذهبه إذهاباً يجمع البعد عن الأذى والأمن في العافية معاً، وذلك أن الأدوية التي تسخن وتجفف وإن كانت تفني الرطوبات المحتقنة في العمق فإنها مع هذا تجذب إلى المواضع بحدتها وبحرارتها رطوبات أخر وبهذا السبب صار السرو ينفع أصحاب الفتق، لأنه يجففه ويكسب الأعضاء التي قد استرخت بسبب الرطوبة قوة وذلك لأن قبضه يصل إلى عمق تلك الأعضاء من طريق أن الذي يخالطه من الحرارة يتذرق ذلك القبض ويؤذيه لأن مقدار حرارة السرو مقدار يمكنه التذرقة والإيصال ولم يبلغ بعد إلى حد ما يلذع، وقد يستعمل السرو قوم في مداواة الجمرة والنملة بعد أن يخلطوه مع دقيق الشعير، وذلك من طريق أنه يفني الرطوبة الفاعلة لهذه العلة من غير أن يسخن وقوم آخر يستعملونه أيضاً في مداواة الجمرة فيخلطونه إما مع الشعير والماء أو مع خل ممزوج مزاجاً مكسوراً بالماء، وعلك السرو في طعمه حدة وحرافة ويستعمل فيما يستعمل سائر العلوك. ديسقوريدوس في 1: يقبض ويبرد وإذا شرب ورقه مسحوقاً بطلاء وشيء يسير من المر نفع المثانة التي تنصب إليها الفضول ومن عسر البول، وجوز السرو إذا دق وهو رطب وشرب بخمر نفع نفث الدم وقرحة الأمعاء والبطن التي يسيل إليها الفضول وعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب والسعال، وطبيخ جوز السرو أيضاً يفعل ما يفعله جوز السرو وإذا دق جوز السرو طرياً وخلط بتين لين الصلابة وأراقولونس وهو لحم ينبت في الأنف من باطنه وإذا طبخ بالخل ودق وخلط بالترمس قلع الآثار البيض العارضة للأظفار، وإذا تضمد به أضمر الأدرة من الفتق، وورق السرو يفعل ما يفعله جوز السرو وقد يظن أنه يطرد البق إذا دخن بأغصانه والورق، وورق السرو إذا كان مسحوقاً وتضمد به ألزق الجراحات وقد يقطع الدم وإذا دق وخلط بالخل سود الشعر، وقد يتضمد به وحده وبالسويق للجمرة والنملة والجمر والأورام الحارة العارضة للعين، وإذا خلط بموم وزيت عذب ووضع على المعدة قواها. ابن سينا: طبيخه بالخل نافع لوجع الأسنان ورماده إذا فرّ على حرق النار وعلى سائر القروح الرطبة نفعها.

سرقسانة:

الغافقي: هو نبات يشبه الصعتر له ورق دقاق يشبه ورق القيصوم ولونها أخضر إلى الغبرة وله سويقة دقيقة أدق من الثيل مدوّر يعلو نحو شبر وأقل وأعلاها ثلاث شعب أو أربعة مملوءة من غلف في هيئة غلف الحرف داخلها زر دقيق جداً شبيه بالسمسم في شكله، إلا أنه أصغر بكثير ونباته الجبال الصخرية وبالأرض الغليظة الخشنة وخاصيته أنه يسهل إسهالاً قوياً ويجلب البلغم والماء الأصفر.

سرغنت:

وسرغند أيضاً ويقال إسرغنت وهو إسم بربري للنبات المعروف ببخور البربر. الغافقي: هو نبات له خيطان كثيرة يخرج من أصل واحد في غلظ الإبر وتفرش على وجه الأرض عليها ورق دقيق جداً مدور فيما بين الورق زهر أبيض دقيق جداً وله أصل غائر في الأرض في غلظ الإبهام أو نحوه في هيئة الخرزة أصهب اللون طيب الرائحة، وإذا قلع وجفف انفتل كانفتال الثوب المعصور وأكثر نباته في الرمل وأصله هو المستعمل وهو عسر ما يندق لرطوبة فيه وقوته مسخنة باعتدال، وخاصته أن يدرّ البول ويطيب رائحة العرق ويقوي الأعضاء الباطنة إذا شرب طبيخه ويزيد في الباه، ويخصب البدن إذا أخذ منه وزن درهمين في كل يوم في نبيذ أو في حسو وإذا استنشق دخانه قوى الدماغ ونفع من الزكام.

سرطان نهري:

جالينوس في الحادية عشرة: أما سرطانات النهر فرمادها يجفف كما يجفف رماد هذه الأشياء التي ذكرناها وفي خصوصيته أن جملة جوهره ينفع نفعاً عجيباً من نهشة الكلب الكلب إذا استعمل وحده وإذا استعمل مع الجنطيان والكندر وينبغي أن يؤخذ من الكندر جزء ومن الجنطيان خمسة ومن رماد السرطانات 15 جزءاً. وقد استعملنا نحن هذه السرطانات في بعض الأوقات وهي محرقة بضروب من الحرق مختلفة ولكن أكثر ما نحرقها على ما كان يحرقها أسحريون المجرب الذي كان جرب الأدوية تجربة جليلة عظيمة، وكان شيخاً من مشايخ مدينتنا ومعلماً من معلمينا. وكان إذا أراد أن يحرق هذه السرطانات إتخذ قدراً من نحاس أحمر فوضع فيه هذه السرطانات أحياء وأحرقها حتى تصير رماداً فيسهل بذلك سحقها. وكان أسحريون هذا يتخذ هذا الدواء فيكون عنده معدّاً في منزله أبداً وكان يحرق السرطانات في الصيف من بعد طلوع الشعرى العبور إذا كانت الشمس في الأسد والقدر قد مضت له 18 ليلة وكان يسقى من هذا من نهشه كلب كلب حتى يمضي له 45 يوماً، والشربة منه كان يجعلها مقدار ملعقة كبيرة ويذرّها على الماء ويسقى المنهوش فإن لم يتهيأ له أن يتولى علاج المنهوش منذ أوّل أمره لكن بعدما يمضي له أيام كان ينثر من هذا الدواء على الماء مقدار ملعقتين ويسقيه وكان يضع على موضع النهشة من خارج المرهم المتخذ بالزيت المسمى باليونانية بروطيا وهو الذي نقع فيه الجاوشير والخل ومقدار ما نفع فيه من الزيت رطل ومن الخل قسط بالقسط المنسوب إلى إيطاليا ويجعل الخل نقيعاً جداً ومن الجاوشير ثلاث أواق وإنما ذكرت هذا في هذا الكتاب، وليس هو مما يدخل في هذا الكتاب لثقتي بهذا الدواء، وعلمي بأنه لم يمت من نهشة الكلب أحد ممن استعمله على هذه الصفة التي ذكرت. ديسقوريدوس: في ب: ما كان منها نهرياً فإنها إذا أحرقت وأخذت من رمادها ثلاثة مثاقيل مع مثقال ونضف من جنطيانا وشرب بشراب ثلاثة أيام نفع منفعة بينة من عضة الكلب الكلب، وإذا خلط بعسل مطبوخ نفع من شقاق الرجلين والمقعدة والشقاق العارض من البرد، والسرطانات إذا دقت نيئة وسحقت وشربت بلبن الأتن نفعت من نهش الهوام والرتيلا ولسعة العقرب، وإذا طبخت وأكلت بمرقها نفعت من به قرحة في رئته، ومن شرب شيئاً من الأرنب البحري، وإذا دقت مع الباذروج وسحقت وقربت من العقرب قتلتها، والسرطانات البحرية تفعل مثل ذلك إلا أنها أضعف. الشريف: إن شرب منه شيء بشراب أبيض نفع من عسر البول وفتت الحصاة وأنضجها، وإذا طبخت مع رازيانج وكرفس وصفي الماء وشرب منه مقدار ثلاث أواق أدر البول والطمث، وإذا سحق نيئاً وغسل بماء ثم صفي وتغرغر به مقدار سكرجة نفع من الخوانيق ووجع اللوزتين وسكن الوجع مكانه وحيا. وإن علقت عين السرطان على من به حمى غب شفاه ذلك. البصري: لحم السرطانات النهرية ومرقتها تنفع المسلولين وتزيد في الباه. غيره: ينفع أصحاب السل وخاصة إذا شق بطنه وغسل برماد وملح وطبخ مع السعتر، وإذا وضع على موضع نهش الحيات والأفاعي نفع ويحلل الأورام الحاسية ورماده نافع في أدوية البهق والكلف، وإذا بل بالخل ووضع على موضع عضة الكلب الكلب نفع من ذلك، وإذا شرب بلبن الأتن نفع من نفث المرة الصفراء من الصدر. الطبري: إذا سحقت وطليت على لدغ العقرب نفعت. التجربتين: النهري منه إذا طبخ بحشيش السعتر نفع من ابتداء السل المتولد عن يبس الصدر والرئة. ابن سينا: عسر الهضم كثير الغذاء ويصلحه الطبخ بالماش ويخرج الأزجة والشوك ضماداً. ابن التلميذ: قد يؤخذ من رماده فينفع المسلولين مع الطين المختوم والصمغ والكثيراء ورب السوس مجرب. خواص ابن زهر: إن طبخ السرطان بالشبت وتغرغر به الملسوع شفاه وإن علقت أرجل السرطانات على شجرة مثمرة سقط ثمرها من غير علة وإن أحرق وطلي به ثدي من بها سرطان نفعها وأبرأها.

سرطان بحري:

ابن سينا: إذا قيل سرطان بحري فليس يعني به كل سرطان من البحر بل ضرب منه خاص حجري الأعضاء كلها. المجوسي: يجلو آثار القروح من العين ويحد البصر ويجلو الأسنان إذا سحق واستنّ به. التميمي في كتابه المرشد: هذا السرطان مستحجر بارد يابس في الدرجة الثالثة ويدخل في الأكحال محرقاً وغير محرق والمحرق أفضل وأقوى لفعله وفيه أيضاً قبض وجلاء وتنشيف للرطوبات المنصبة إلى طبقات العين وتقوية لطبقاتها وعضلاتها. أمين الدولة: يقوي أعصاب العين ويزيد في جلائها وإذا أحرق بالنار ازداد لطافة ويبوسة، ويستعمل هذا السرطان في المركبات المارستانية في الكحل العزيري وفي أخلاط التوتيا الهندي. لي: يقال أنه يكون سرطان في بحر بلاد الصين فإذا خرج من البحر ولقيه الهواء تصلب وتحجر مكانه ولذلك تجد سرطاناً مكمل الخلقة حجرياً ولم يذكره ديسقوريدس ولا جالينوس في بسائطهما البتة، وأما الحيوان الذي سماه حنين في مفردات جالينوس بالسرطان البحري فليس هو بسرطان كما قال، وإنما هي السمكة المسماة بالرومية سيبيا وسنذكره فيما بعد في آخر هذا الحرف ويعرف في بعض سواحل بحر المغرب بالقناطة بالقاف المفتوحة والنون المشددة وتؤكل مشوية ومطبوخة ويستعمل منها في الطب خزفتها التي في باطنها وهي الخزفة المعروفة عند الأطباء بلسان البحر فافهمه.

سرشاد:

هو البنجنكست في بعض التراجم.

سرمق وسرمج:

وهو القطف وسيأتي ذكره في القاف.

سرما:

هو نبات يسمى باليونانية مريق عن البطريق وسنذكره في الميم إن شاء اللهّ تعالى.

سرة الأرض:

هو النبات المسمى باليونانية قوطوليدون وقد ذكرته في حرف القاف ويسمى بأذن القسيس أيضاً.

سراج القطرب:

التميمي في كتابه المرشد: هو اليبروح الوقاد ويسمى شجرة الصنم وهذه الشجرة هي سيدة اليباريح السبعة وزعم هرمس إنها شجرة سليمان بن داود التي كان منها تحت فص خاتمه وبها كان يصنع العجائب وكانت تنطاع له بها أرواح المردة، وزعم أيضاً أن بهذه الشجرة كان يدبر ذو القرنين الملك الإسكندر في مسيره إلى المغرب وإلى المشرق. قال هرمس: وهذه الشجرة مباركة من الأشجار نافعة لكل داء يكون بابن آدم من جنة وخبل ووسواس وتنفع لكل داء من الأدواء الكبار التي تعرض له في باطن جسمه، كالفالج واللقوة والصرع وداء الجذام وفساد العقل والتولة وكثرة النسيان. وأصل هذه الشجرة الكائن في بطن الأرض في صورة صنم قائم في يدين ورجلين وله جميع أعضاء لإنسان، ومنبت قضيبها وورقها الظاهر فوق الأرض ومطلعه من وسط رأس ذلك الصنم وورقها مثل ورق العليق سواء وهو أيضاً يتعلق بما يقرب منه من الشجر ينفرش عليه ويعلوه وله ثمرة أحمر لونها طيب ريحها ورائحتها كرائحة عسل اللبني ومنبتها يكون في الجبال والكرومات. ويزعمون أن قلعها يستصعب على من يريده وذلك أنه يحتاج في بدء الأمر أن يكون قد أحكم الإختبار لوقت قلعها وعرفه فلا يقصدها عازماً على قطعها حتى يكون المريخ مسعوداً مستقيماً في سيره وهو في أحد بيوته والأحب إليّ أن يكون في بيته الأعلى وهو الحمل أو في بيت شرفه وهو الجدي ويشرق في 24 درجة منه، أو في إحدى مثلثاته، أو في حد من حدوده التي يكون فيها قوي الفعل وليحفر طالبه أن يقصده وهو هابط أو راجع أو متحيز للرجوع أو وهو في بيت وباله أو وهو محترق تحت جرم الشمس وإن كان مشرقاً مستقيماً فهو أفضل وإن نظرت الزهرة أو المشتري إليه من شكل محمود كان أسعد له. وينبغي أن يراعى أمر القدر في وقت ما يهم بقلعه بأن يكون مقارناً للمريخ أو معه في برجه فإذا أحكم ذلك فليعد إليه وإلى شجرته يوم الثلاثاء عند طلوع الشمس، وأما أصحاب الأعمال البرانية فيزعمون أنه لا يمكن قلعه إلا أن ربط إذا خلخل ما حوله من التراب ولم يبق إلا على عروق رقاق في عنق كلب قد جوّع يوماً ثم يتباعد الرجل منه ويصيح بالكلب فإن الكلب إذا جذبه متحاملاً نحو صاحبه قلعه، ويزعمون حينئذ أن الكلب يسقط ميتاً فأما أنا فأرى ذلك محالاً وباطلاً بل أرى قلعه وإنه لا بأس عليه ويلفها في خرقة بيضاء وليكن قلعه إياها بفروعها وورقها وما فيها من الثمر فإن ثمرها أكثر منفعة من أصلها وهذه الشجرة تصلح لأعمال كثيرة ليست مما تستعمل في الطب. فمن ذلك أنه إن أخذ إنسان قطعة من أعضاء ذلك الصنم فسحقها مع شيء يسير من ثمرها وأنعم سحقها ودافها بدهن بان أو دهن الخلوق المطيب أو في زئبق رصاصي ويمسح الرجل من ذلك الدهن إذا أراد لقاء الأكابر ولقاء في سلطان فمسح منه عينيه وجبينه ووجهه وبدنه ثم لقي من أحب من السلاطين فيما أحب فإنه يكون عنده وجيهاً وتكون منزلته عنده عالية وتقضى حوائجه ولا يرى منه إلا ما يجب وإن أخذ من ثمرها الأبيض ما لم يتكامل بلوغه فدقه وسحقه بدهن ورد فارسي وأمر المرأة أن تدهن به بطنها وظهرها إذا هي خافت من أن تسقط فإنها لا تسقط بإذن الله ويتم حملها إلى وقت الولادة. قال هرمس: وإن أخذ كمة من زهره من قبل أن تنفتح فربطها في خرقة كتان وشدها بخيط صوف معمول من 7 ألوان ثم علقه على الطفل الذي يعرض له الصرع فإنه يذهب عنه ولا يعود إليه ما دامت تلك معلقة عليه ومن أخذ كمة من زهرها مما قد انفتحت ودقها وقلاها بزيت ثم صفى الزيت ودهن به بطن الحامل التي قد عسر عليها ولادتها فإنه يسهل عليها الولادة وتلد من غير وجع، ومن بخر بشيء من الأصل الذي هو الصنم منزله أو المكان الذي يسكنه هربت منه الجن والشياطين من ساعته ولم تقربه سنيناً كثيرِة وإن بخر بهذا الصنم إنسان به هذيان وفساد عقل ذهب عنه. قال هرمس: وهذا الصنم حرز عظيم في المنفعة لمن يحمله متقلداً به أو كسر عضواً من أعضائه وخرز عليه جلد أديم ويعلقها في عنقه أو في عضده فإنه حينئذ يأمن من كل آفة وعاهة ومن كل لص وسارق ومن الغرق والحريق ومن كل بلية، وإن علق منه شيء على من يعتاده الصرع أبرأه وكان فعله في ذلك أبلغ من عود الفاونيا ومنافع هذه الشجرة كثيرة وخاصة أصل هذه الشجرة وهو الصنم وثمرته ينفعان من الأكلة الساعية والقروح المتخبثة. كتاب الخواص: من علق عليه أصل منه الشجرة  أو شيء منها أطفأ غضب الرؤساء ومن علق عليه شيء منها فليكن في امتلاء القدر. لي: وهو يقال على أدوية كثيرة منها الدواء الذي قدمنا ذكره وأيضاً يقال على الدواء المسمى باليونانية أواقينوس وهو المعروف بالحدقي وقد ذكرته في الألف التي بعدها واو، وزعم الرازي في الحاوي أنه النبات المسمى باليونانية لوسيماخيوس وقد ذكرته في حرف للام التي بعدها واو وقال في موضع آخر منه: هو الدواء المسمى باليونانية لخبيس، وقد ة كرته أيضاً في حرف اللام التي بعدها خاء معجمة. وقال الغافقي: زعم بعض المحدثين أنه نبات ينبت بين الكتان ويعلو عليه كثيراً وله فقاح كالورد الأحمر وله أصل كالجوزة ويسمى بعجمية الأندلس بخيلة أي جويزه يأخذه حفارو الكرم ويأكلونه. وقال الشريف الإدريسي: سمي هذا الدواء سراج القطرب لأن القطرب هي الدويبة التي تضيء بالليل كأنها شعلة نار وهذا النبات هو معروف ببلاد الشام ونباته بها كثير مما يقرب من البحر، وقشر عود هذا النبات إذا أظلم عليه الليل أضاء منه باطنه ما دام رطباً حتى يخيل للناظر أنه نار وإذا جف هذا بطل فعله، وإذا جعل في خرقة مبلولة بالماء وترك فيها عادت إليه رطوبته فيسرج فإذا جف بطل ولا يعرف له في الطب فضل، ولقد اتفق لي من هذا الفن شيء أخبر به فإني حضرت قطع شجرة السرو واستخرجتَ عروقه فأخذت منه عرقاً وسرت به إلى منزلي. رميت به في زاوية البيت ونمت فلما كان من الليل انتبهت من نومي ففتحت عيني فرأيت شيئاً يتألق نوراً فما شككت فيه أنه نور فقمت لأرى ما هو فوجدته عرق شجرة السرو الذي جئت به من البستان فتفقدتها وجعلتها مني ببال وكانت تضيء إلى أن جفت وبطل فعلها والذي يضيء منه مما يلي العود وهذا شيء غريب مجرب.

سالي هو الساساليوس.

ديسقوريدوس في الثالثة: أما ما كان منه بالمكان الذي يقال له مصاليا فله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له ماراثون وهو الرازيانج إلا أنه أغلظ منه ساقه أخشن أغصاناً وعليه إكليل شبيه بإكليل الشبث فيه ثمر إلى الطول ما هو حريف يسرع إليه الثآليل وله أصل طويل طيب الرائحة. جالينوس في 8: أصل هذا النبات أقوى ما فيه أكثر من أصله بزره وقد يبلغ من إسخانه أنه يدر البول إدراراً كثيراً وهو مع هذا لطيف حتى إنه يبلغ أنه ينفع من يصرع ومن به نفس الإنتصاب. ديسقوريدوس: وقوة ثمره وأصله مسخنة وإذا شربا أبراً تقطير البول وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب وقد ينفعان من أوجاع الأرحام التي يعرض معها الإختناق والمصروعين ويدران الطمث ويحدران الجنين وينفعان من الأوجاع ويبرئان السعال المزمن أكثر من غيرهما والثمرة إذا شربت بشراب هضمت الطعام وحللت المغص وهو نافع من الحمى التي يقال لها أسالس وقد يسقى بالفلفل والشراب للبرد في الأسفار وقد يسقى منه المعز الإناث وسائر المواشي لكثرة نتاجها. وأما الساساليوس الذي يقال له أنيوبيقون له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه أقصر منه مستطيل في مقدار النبات الذي يقال له بارقلوماثن وهو تمنش عظيم له قضب طولها نحو من شبر ورؤوس شبيهة برؤوس الشبت وزر أسود كثيف مثل الحنطة وهو أشد حرافة وأطيب رائحة من الساساليوس الذي من مصاليا وهو لذيذ الطعم وقوته كقوة الذي من مصاليا فأما الذي يكون بالجزيرة التي يقال لها مالوبويقس فله ورق شبيه بورق الفربيون إلا أنه أخشن منه وأغلظ وله ساق أكبر من ساق ساساليوس الذي من مصاليا شبيه في شكله بالقنا وعليه إكليل واسع فيه ثمر أعرض وأكبر شحماً وأطيب رائحة من ثمر ساساليوس الذي من مصاليا وقوته شبيهة بقوته وينبت في مواضع وعرة ومواضع مائية وعلى تلول وقد ينبت أيضاً في المكان الذي يقال له أندي. وأما طرديلن فإن من الناس من يسميه أيضاً سسالي فريطيقون وتأويله ساليوس قريطيقي وقد ينبت في الجبل الذي يقال له أماللتن الذي بالبلاد التي يقال لها قليقيا وهو عشب يستعمل في وقود النار وله زر صغير مستدير يرى كأنه طنفيني طعمه إلى الحرافة فيه عطرية ويشرب لعسر البول وإدرار البول وعصارة أصل هذا النبات وزره إذا كان طرياً وشرب منه مقدار ثلاث أوبولوسات بميبختج 15 يوماً أبرأ من وجع الكلى وأصل هذا النبات قوي وإذا عجن بالعسل ولعق منه أخرج الفضول التي في الصدر. الغافقي: يسهل الولادة ويذيب البلغم الجامد ويفتح السدد وهو جيد للمعدة نافع للكليتين والمثانة ورياح الخاصرة والحالبين.

سطرونيون:

فسره حنين في الثامنة من مفردات جالينوس بالكندس وهو بعيد عن الصواب وكذا كل من قال بقوله أيضاً في هذا الدواء لأن الكندس مشهور ولا يستعمل منه في الشراب المقدار المستعمل من سطرونيون ولا يغسل به الصوف أيضاً كما يغسل بسطرونيون الذي هو عند مشايخنا الثقات في هذه الصناعة من أهل الأندلس منهم أبو العباس النباتي وعبد الله بن صالح الكتاني وابن حجاج الأشبيلي هو النبات المعروف اليوم وقبله ببلاد الأندلس بالقوليله وعند البربر بالمغرب الأقصى والأوسط أيضاً يعرفونه بالتاغيفيث وباللوزن وتاغيغشت أيضاً. وقد ينبت أيضاً بظاهر الإسكندرية والساكن بها من أهل المغرب يقتلعون أصوله ويدقونها ويغسلون بها الصوف فينقيه وهو مشهورعندهم وليس بينه وبين الكندس شبه إلا في كون أصوله تحرك العطاس مثل الكندس، وسطرونيون هو نبات لهَ ساق دقيقة منعقدة ولا أغصان له وله ورق متباعد في قدر الإبهام ما بين الإستدارة والطول لها عرض وهي محددة الرأس لونها كلون ورق الكرنب وفي طرفه شعب لطاف صغار عليها نفاخات بيض صنوبرية الشكل عليها زهر أبيض وله أصل طويل أبيض في طعمه حرارة يسيرة مع شيء من طيب رائحة وأكثر ما ينبت بين الحنطة. ديسقوريدوس في الثانية: وهذا الدواء يستعمله غسالو الصوف لتنقيته وهو معروف عندهم وهذا أصله حريف يدر البول وإذا أخذ منه وزن فلنجارين بعسل نفع من أمراض الكبد وعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الإنتصاب والسعال واليرقان ويسهل البطن، وإذا شرب بالجاوشير وأصل الكبر فتت الحصا وأخرجه مع البول وحلل ورم الطحال وإذا احتمل أدر الطمث وقتل الجنين قتلاً قوياً، وإذا تضمد به مع السويق والخل نفع الجرب المتقرح، وإذا طبخ بدقيق الشعير والشراب حلل الجراحات في ابتدائها وقد يقع في أخلاط الشيافات المحدة للبصر وفي أخلاط المراهم ويحرك العطاس، وإذا سحق وخلط بالعسل واستعط به أحدر الفضول من الرأس إلى الفم. جالينوس في الثامنة: أكثر ما يستعمل من هذا أصوله خاصة وطعم هذه الأصول حادّ حريف وهو حار يابس المزاج كأنه في الدرجة الرابعة من شأنه أن يجلو وأن يفتح ولذلك صار يحرك العطاس بمنزلة الأشياء الأخرى الحارة المزاج أبو العباس النباتي: والأندلسيون يستعملونه في الفرزجات المنقية للنساء وهو بذلك معلوم عندهم، ابن حجاج الأشبيلي: ينفع من وجع الضرس إذا قطر من ماء أصله في الأنف نقطتان وهذا الأصل يغلى في الماء حتى تخرج قوته ويغسل به الثياب من الصوف والكتان. قال هرمس القبطي: إذا أخذ من أصله وزن ربع درهم وخلط معه 25 حبة من كمون أسود ثم ديف بزيت أنفاق واستعط به صاحب اللقوة فإنه يبرئه.

سطوني:

غلط من قال إنه الخلاف جداً. ديسقوريدوس في 4: هو نبات ثمره وورقه يقبضان ولذلك يحتقن بطبيخهما لقرحة الأمعاء وقد يقطر في الأذن التي يسيل منها القيح وإذا تضمد بورقه نفع من اتساع ثقب حجاب العين الذي يقال له العيني العارض من ضربة وهو الذي يقال له باليونانية سحنس وقطع نزف الدم. جالينوس في 8: أنفع ما في هذا النبات ثمرته وورقه وقوتهما قوّة تقبض بلا لذع وهو يجفف تجفيفاً بيناً كأنه في الدرجة الثالثة عند منتهاها ولذلك صار طبيخه يستعمل في الحقن لقروح الأمعاء ويقطر في الأذن التي يسيل منها القيح ويلزق الجراحات العظيمة وأبين ما يكون فعله في ذلك إذا استعمل مع الشراب الأسود القابض وذلك لأنه يجفف تجفيفاً شديداً كل رطوبة تجري على غير المجرى الطبيعي وورقه أيضاً ما دام طرياً إن هو سحق ووضع من خارج حبس الدم بما فيه من هذه القوة وإذا ضمدت به العين نفع من اتساع الحدقة وهو الانتشار متى كان ذلك إنما يحدث عن ضربة.

سطراطيوطس:

منه نهري وهو قار في الماء. ديسقوريدوس في الرابعة: سطراطيوطس النابت على الماء هو ورق يكون على الماء ويظهر على وجهه وليس له أصل والورق شبيه النبات الذي يقال له حي العالم إلا أنه أكبر منه. جالينوس في 8: ما كان من هذا النبات منسوباً إلى الماء فيه قوة رطبة باردة. ديسقوريدوس: وقوته مبردة وإذا شرب قطع نزف الدم العارض من الكلى، وإذا تضمد به مع الخل منع الورم من الخراجات ونفع من الحمرة والأورام البلغمية وأما أسطراطيوطس الذي يقال له ذو الألف ورقة وهو تمنش صغير طوله نحو من شبر أو أكثر له ورق شبيه بريش الفرخ في ابتداء ظهوره قصار جداً مشقق وقد يشبه الورق أيضاً في قصره ورق الكمثري البري وهو أقصر منه وإكليل هذا النبات أكثف وأغلظ إلا أن على أطراف هذه الأكاليل عيداناً صغاراً وله على كل عود إكليل مثل ما للشبث وله زهر أبيض صغار وأكثر ما ينبت في أرضين معطلة من العمارة فيها خشونة وعند الطرق. جالينوس: وما كان منه منسوباً للبر ففيه شيء من قبض وبسبب هذا صار يمكن فيه إلزاق الجراحات وينفع القروح ومن الناس أيضاً من يستعمله عند انفجار الدم وفي مداواة النواصير. ديسقوريدوس: وهذا النبات نافع جداً من نزف الدم والقروح العتيقة والحديثة والنواصير.

سطاحيس:

هو النبات المعروف ببلاد الأندلس بالفارّة وبالأقوشة بعجمية الأندلس أيضاً. ديسقوريدوس في الثالثة: هو تمنش شبيه بفراسون إلا أنه أطول منه وله ورق صغار كثير متين طيب الرائحة أبيض عليه زغب يسير وله قضبان كبيرة مخرجها من أصل واحد أشد بياضاً من قضبان الفراسيون وينبت في أماكن جبلية ومواضع خشنة. جالينوس في 8: طعم هذا حريف حاد مر وهو في الدرجة الثالثة من درجة الأشياء المسخنة ولذلك صار يدر البول والطمث ويفسد مع ذلك الأجنة ويحدر المشيمة ويخرجها. ديسقوريدوس: وله قوة مسخنة ولذلك إذا شرب بماء طبيخ ورقه أدر الطمث وأخرج المشيمة. أبو العباس: قال بعض شيوخنا إنما سمي عندهم فارّة لأن القلب يفر منه الخفقان إذا شرب هذا. الغافقي: الفارّة تقيئ المرة السوداء وتنفع من الماليخوليا وجميع أعراض المرة السوداء وتقوي القلب والنفس وتذهب السهر وحديث النفس وأوجاع الجوف الحادثة من رياح غليظة أو خلط غليظ بارد وتنفع من عضة الكلب الكلب إذا تقيئ بها ما لم يفزع صاحبها من الماء وإذا أغليت في الزيت نفعت من وجع الأسنان.

سطاح:

يقال على كل ما ينسطح على الأرض من النبات كالحرسا وما أشبهه.

سطركا:

هو بالسريانية وأهل الشام يسمونه الأسطركا وهو ضرب من الميعة.

سطوال:

إسم للزرنباد عند الجنوبيين وهم كثيراً ما يستعملونه أكلاً لتسخين أبدانهم وكذا سائر الفرنج وقد ذكرته فيما تقدم.

سعد:

ديسقوريدوس في ا: فيقارس وهو السعد ويسميه بعضهم أروسيسقيطون ويسمى بعضهم بهذا الإسم الدارشيشغان له ورق شبيه بالكراث غير أنه أطول منه وأدق وأصلب وله ساق طولها ذراع أو أكثر وساقه ليست مستقيمة بل فيها إعوجاج على زوايا شبيهة بساق الأذخر على طرفه أوراق صغار ثابتة وزر وأصوله كأنها زيتون ومنه طوال ومنه مدوّر مشتبك يعني أن أصوله شبيهة بثمر الزيتون بعضها مع بعض طيبة الرائحة سود فيها مرارة وينبت في أماكن غامرة وأرض رطبة وأجود السعد ما كان منه ثقيلاً كثيفاً عسراً غليظ الرض فه خشونة طيب الرائحة مع شيء من حدة والسعد الذي من قليصا والذي من سوريا والذي من الجزائر التي يقال لها قويلادس وهو على هذه الصفة. جالينوس في 8: الذي ينتفع به من السعد إنما هو أصله خاصة وأصول السعد تسخن وتجفف بلا لذع فهو لذلك ينفع منفعة عجيبة من القروح التي قد عسر إندمالها بسبب رطوبة كثيرة لأن فيها مع هذا شيئاً من قبض ولذلك صار ينفع من القروح التي تكون في الفم وينبغي أيضاً أن يشهد لأصول السعد بأن فيها قوة قطاعة بها صارت تفتت الحصاة وتدر البول وتحدر الطمث جداً. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة مفتحة لأفواه العروق وإذا شرب يدر البول لمن به حصاة وحبن وينفع من سم العقرب وهو صالح إذا تكمد به لبرد الرحم وانضمام فمها ويدر الطمث وهو نافع من القروح اللواتي في الفم والقروح المتأكلة إذا استعمل يابساً مسحوقاً وقد يقع في المراهم المسخنة وقد يحتاج إليه في بعض الأدهان المطيبة وقد يقال إن بالهند نوعاً آخر من السعد شبيهاً بالزنجبيل إذا مضغ صار لونه مثل لون الزعفران وإذا لطخ على الشعر والجلد حلق الشعر على المكان. لي: زعم ابن رضوان في مفرداته أن هذا النوع من السعد هو الزرنباد وهو قول بعيد عن الصواب لأن صفة هذا النوع من السعد وفعله بعيد عن صفة الزرنباد وفعله بينهما فرق كبير. الرازي في الحاوي: يزيد في العقل ويكثر الرياح ويدبغ المعدة ويحسن اللون وهو جيد للبواسير نافع للمعدة والخاصرة ويطيب النكهة وإن شرب مع دهن الحبة الخضراء شد الصلب وأسخن الكلى ونفع المثانة الباردة ونفع من وجع المثانة وضعفها وجربها جداً ويقطر البول ويحرق الدم ويتخوف من إكثاره الجذام. وقال في المنصوري يسخن المعدة والكبد الباردتين وهو جيد للبخر والعفن في الفم والأنف نافع للمعدة واللثة الرطبة. مسيح بن الحكم: صالح لرطوبة السفل واسترخائه، نافع للأسنان. ابن سينا: ينفع من استرخاء اللثة ويزيد في الحفظ وينفع من الحميات العتيقة جداً شرباً ويقوّي العصب. التجربتين: يقطع القيء ضماداً ومشروباً وإذا خلط بالزفت نفع من البثور في رؤوس الصبيان. غيره: هو حار يابس في الثانية.

سعوط:

هو المسمى باليونانية بطومنقي ومعناه المعطس ويسمى عود العطاس أيضاً وهي الشجرة التي يعمل منها سعوط الدواب عند البياطرة بالأندلس. أبو العباس النباتي رحمه الله: السعوط، الذي يسعط به الدواب كثيراً ما يكون بشرق الأندلس ومنه بجبال غلزا شيء كثير ومنها يحمل إلى غرناطة ورقه كورق الغاسول الشيحي النابت بالسواحل الزيتوني الشكل الورق لونه إلى البياض وأصوله في غلظ الأصبع لونه إلى الكمدة وداخله إلى البياض أعاليه ممتلئة وأسافله إلى الرقة ما هي وفيها خشونة وله زهر دقيق إلى الصفرة وثمره إلى الإستدارة ما هو صلب وقوته حادة جداً. ديسقوريدوس في ا: وهو شجرة لها أغصان رقاق كبيرة مستديرة شبيهة بأغصان القيصوم عليها ورق مستطيل شبيه بورق الزيتون كثير وفي أعلاه إكليل صغير شبيه بالذي للبابونج حادّ الرائحة محرّك للعطاس ولذلك يسمى بطرمنقامسع. جالينوس في الثامنة: زهرة هذه النبتة قوتها تعطس، ولذلك سماها اليونانيون بطرمنقي لأن العطاس يقال له باليونانية بطارقوس وجملة هذا النبات أن اتخذ منه ضماد وهو طري فهو نافع ومحلل لما يكون في الوجه من النمش ومن سائر ما يحدث من الدم تحت الجلد، ذلك لأن مزاجه حار يابس إلا أنه ما دام طرياً فهو من الحرارة واليبس في الدرجة الثانية وأما إذا يبس فإنه يصير في الدرجة الثالثة منهما. ديسقوريدوس: وإذا تضمد بورقه مع زهره قلع أثر كمنة الدم تحت العين والبرص وزهره يحرك العطاس حركة شديدة وينبت في الجبال وبين الصخور. الشريف: إذا استعط به نفع من الخشم ونقى الرأس بالعطاس.

سعدان:

كتاب الرحلة هو إسم عربي مشهور لنبات حسكي الورق وعلى صفة أغصانه ومقداره إلا أن هذا أشد بياضاً من ذلك وألين ورقاً وأعذب طعماً وفيه يسير لزوجة ويخالف الحسك في أن ورقه يكون أعرض وأكبر بقليل وأكثره ثلاثة ثلاثة متوازية من الجهتين والزهر الزهر والثمر بخلاف ذلك السعدان وثمره مفرطح لاطئ على قدر الدرهم مستدير أعلاه مشوك بشوك دقيق فيه بعض تحجين يتعلق بالثياب وبكل ما يلامسه، وهو ذو طبقتين وفيما بينهما بزر صغير على قدر الحلبة إلى الخضرة منابتة الرمال وحسكته تكون خضراء فإذا يبست ابيضت فإذا عنقت اسودت.

سعالى:

هو فنجبون المعروف بحشيشة السعال، وقد ذكرته في الفاء.

سفاديكس:

ديسقوريدوس في الثانية: هو بقل بري صغير طعمه إلى الحرافة ما هو فيه شيء من مرارة يؤكل نيئاً ومطبوخاً وهو يسهل البطن جيد للمعدة وطبيخه إذا شرب نفع المثانة والكلى والكبد. جالينوس في 8: هذا نوع من البقول الدشتية كان فيه حرافة وحمة ومرارة يسيرة فيكون على هذا القياس من الإسخان واليبس، أما في الدرجة الثانية ممتدة، وأما في الدرجة الثالثة مقبضة فهو لذلك يدر البول ويفتح السدد الحادثة في الأعضاء الباطنة من طريق أنه مركب من هذه الكيفيات. الشريف: سفندفس هو نبات يكون في العمارات له ساق طوله نحو من شبر فما دونه وله ورق مشرف متفرق شبيه بورق الشاهترج لكنه أكبر منه وله زهر أبيض مثل الأقحوان كبير جداً وفي وسطه صفرة ناتئة وقد يكون الزهر أصفر ووسطه أبيض وطعمه إلى الحرافة ما هو فيه شيء من مرارة ويؤكل نيئاً ومطبوخاً وهو حار يابس يسهل البطن ويدر البول جيد للمعدة وطبيخه إذا شرب نفع من الجرب والحكة ويصفي الدم وإذا شرب من زهره مجففاً خمس دراهم مع مثله إهليلج أصفر ومثله سكر أسهل البطن وإن شرب من ماء عصره من ثلث رطل إلى نصف رطل مع خمسة الدراهم إهليلج أصفر ومثله سكر أسهل.

سفندوليون:

هو الكلخ أندلسي وبالبربرية تافيفرا. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات له ورق فيه شبه يسير من ورق الدلب وفيه مشاكلة أيضاً من ورق الجاوشير وله سوق طولها نحو من ذراع أو أكثر شبيه بالنبات الذي يقال له ماراتون وبزر على طرفه شبيه بساليوس مضاعف طبقتين إلا أنه أوسع منه وأشد بياضاً وأشبه بالتين ثقيل الرائحة وله زهر أبيض وأصل أبيض شبيه بالفجل وينبت في آجام وأماكن رطبة وبزره إذا شرب أسهل بلغماً وشفى وجع الكبد واليرقان وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب والصرع. جالينوس في 8: ثمرة هذا النبات قوتها قوة حارة قطاعة فهي لذلك من أنفع ما يكون من الأدوية للربو ولمن يصرع وهي نافعة لمن به يرقان وكذا أصله أيضاً قوته مثل هذه القوة وهو موافق لهذه العلل بأعيانها ويقلع أيضاً الصلابة التي تكون في البواسير وينبغي إذا عولجت به هذه الصلابة أن ينحت ثم يوضع في تجوف ثقب النواصير وقد تحفظ عصارة زهرته وينتفع بها جداً في مداواة القروح الحادثة في الآذان إذا طالت. ديسقوريدوس: وبزره إذا شرب أسهل بلغماً وشفى من وجع الكبد واليرقان وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب والصرع ووجع الأرحام الذي يعرض منه الاختناق وإذا تدخن به نبه المسبوتين وإذا نطل به الرأس مع الزيت وافق قرابيطس وشرغش والصداع وإذا تضمد به مع الشراب منع النملة من أن تسعى في البدن وقد يعطى من الأصل لليرقان ووجع الكبد ويحك ويجعل في النواصير الجاسية فيحل جساوتها وعصارة زهره إذا كان رطباً يوافق الآذان التي فيها القروح والآذان التي تسيل قيحاً وعصارته تجعل في الشمس وتخزن مثل سائر العصارات.

سقمونيا:

وهي المحمودة ولم يذكرها جالينوس في بسائطه البتة. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له أغصان كبيرة مخرجها من أصل واحد طولها نحو من ثلاثة أذرع أو أربعة عليها رطوبة تدبق باليد وشيء من زغب وله ورق وعليه زغب وهو شبيه بورق النبات الذي يقال له العسني أو ورق النبات الذي يقال له فسوس إلا أنه ألين من ورق الفسوس ذو ثلاث زوايا وله زهر أبيض مستدير أجوف شبيه في شكله بالقرطالة ثقيل الرائحة وأصل طويل غليظ في غلظ العضد أبيض ثقيل الرائحة ملآن من رطوبة وقد تجمع هذه الرطوبة بأن يقطع رأس الأصل ويقور على استدارة فإن الرطوبة تسيل في ذلك التجويف وتجمع على الصدف، ومن الناس من يحفر الأرض على استدارته ويأخذ ورق الجوز ويصيره في الحفرة ويصب عليه هذه الرطوبة ويدعونها هناك حتى تجف ثم يرفعونها وأجود ما تكون من هذه الرطوبة وهي السقمونيا ما كان منه صافياً خفيفاً متخلخلاَ شبيهاً في لونه بالغراء المتخذ من جلود البقر وفيه تجاويف دقاق شبيهة بالأسفنجة والذي يؤتى به من الموضع الذي يقال له مونسا التي من البلاد التي يقال لها آسيا هو على هذه الصفة. ولا ينبغي لممتحن هذه الصفة أن يقتصر على بياض لونها عند ملاقاة اللسان لها فإنها قد يعرض لها ذلك إذا غشت بأن يخلط بها لبن اليتوع، وأيضاً من علامة الجيد منها أن لا يحذو اللسان حذواً شديداً فإن ذلك إنما يعرض لها إذا خلط بها لبن اليتوع. وأردأ أصنافها ما كان من الشأم ومن فلسطين فإنهما رديئان متكاثفان لأنهما يغشان بلبن اليتوع ودقيق الكرسنة، وإذا أخذ من هذه الصمغة مقدار درخمي أو ثلاث أوثولوسات مع الشراب الذي يقال له مالقراطن أو مع الماء أسهل مرة وقد يكتفى منه بمقدار أوثولوسين يخلطان بسمسم أو ببعض البزور لتليين الطبع والبطن وإذا احتيج إلى أن تقوى الشربة منها أخذ مقدار ثلاث أوثولوسات وخلط بأوثولوسين من الخربق الأسود ومقدار درخميين من الملح وقد يعمل ملح مسهل بأن يخلط بستة فوانوسات مقدار25 للقوي منها والشربة منه على قدر القوة وأما التامة فمقدار ثلاث فلجنارات، وأما الوسطى فمقدار فلجنارين، وأما الصغرى فمقدار فلجنار واحد وقد يؤخذ من أصل شجرة السقمونيا مقدار درخميين ويخلط بما ذكرنا فيسهل، ومن الناس من يأخذ الأصل فيطبخه ويشربه وقد يؤخذ فيطبخ بالخل ويدق ناعماً مع دقيق الشعير ويعمل ضماداً لعرق النسا ولرطوبة الأصل إذا صيرت على صوفة واحتملتها المرأة الحامل قتلت الجنين، وإذا خلطت بالعسل والزيت ولطخت بها الجراحات حللتها، وإذا طبخت بالخل ولطخت على الجرب المتقرح حللته وقشرته وقد يخلط بدهن الورد والخل ويصير على الرأس للصداع. مسيح: حارة يابسة في الثالثة. حبيش بن الحسن: وحرارتها أكثر من يبسها وأجود ما يكون منه ما كان أبيض ضرب إلى الزرقة، كأنه قطع الصدف المكسور إذا كسرته وفركته أسرع التفرك والذي يوجد من جبل اللكام هو بهذه الصفة وما خالفه رديء ومثل السقمونيا الذي ينبت في بلاد الجرامقة الذي يضرب لونه إلى السواد وشكله إلى الاستدارة صلب متغير لا ينفرك سريعاً باليد فإن هذا إذا شرب أورث مغصاً وكرباً وسجعاً في الأمعاء وتركه أصلح من استعماله، وإصلاح الصفة الأولى منه أن تعمد إلى تفاحة أو سفرجلة فتقطع رأسها قطعاً صحيحاً كما تدور شبيهاً الطبق وتعزله ناحية ثم قور سائرها واجعل فيها السقمونيا ثم رد عليه الطبق الذي عزلته وشكه بخلال من خشب أو تلوثه ليلزم الطبق عليها كلها بعجين وضعه على آجرة أو خزفة في تنور سكن ناره واتركه حتى ينضج ثم أخرجه واستخرج منه السقمونيا ودعه في الظل حتى يجف وقدر الشربة منه مصلحاً من الدانق إلى الدانقين، واعلم أن السقمونيا لا تتغير ولا تنكسر حدتها وإن طال بها المكث إلا بعد الثلاثين أو الأربعين سنة إلا ما قد أصلح فإنه إذا أصلح وطال مكثه انكسرت قوته، ولذلك ينبغي أن يكون إصلاحك إياها عند استعمالك لها وإذا تناول منه أكثر من المقدار وذلك مقدار نصف درهم فما زاد أمسك الطبيعة أولاً فأصاب شاربه كرب وعرق بارد وغشي ولربما انبعثت الطبيعة بإفراط من الإسهال حتى إنه ربما كثيراً ما يعقبه التلف، والمقدار الذي يجب أن يؤخذ منه هو من وزن ست شعيرات إلى عشرين. ومن خاصته إسهال المرة الصفراء واللزوجات واجتذاب الفضول الرديئة من أقاصي البدن وكثيراً ما يعقب المحرورين الحمى الحارة  إذا شربوه واجتنابه أفضل في أمثال هؤلاء إلا أن تدعو الحاجة إليه فيؤخذ منه بمقدار قصد. التجربتين: وقد تشوى السقمونيا بالمصطكي وصفة شيها أن تسحق المحمودة مع مثلها من المصطكي وتشويها في جوف السفرجلة بعد أن تنقيه من البزر وتنظفه على الصفة المذكورة أولاً وتشويها ثم ترفعها وتستعملها فلا غائلة لها بوجه، وقد تستعمل في الحميات في الأطفال وغيرهم متى احتاجوا إلى إخراج الخلط الصفراوي والسفرجلة المشوية على هذه الصفة إذا شوي في جوفها من المحمودة من درهم إلى درهمين وأكل لحمها كله بعد إزالة المحمودة منها أسهل بلا غائلة وإذا درس لحم هذه السفرجلة مع مثله من زهر البنفسج مسحوقاً وأضيف إليه من المحمودة المشوية مع المصطكي مقدار ما يكون في كل درهمين منها ثمن درهم مع المحمودة وصنع منها أقراص وجففت كانت أفضل أنواع القرص من البنفسج في إحدار المحمومين وهو يحمر الصفراء على تنوعها والبلغم المالح المخالط للصفراء ويجذب من أعماق البدن وينفع من جميع العلل الصفراوية المحتاجة إلى الإستفراغ كحميات الصفراء النضجة الأخلاط والحميات المحتاجة في أولها والرمد الصفراوي وصداع الرأس والحمرة والجرب حيثما كانت، وغير ذلك مما يكون سببه خلط صفراوي أو مالح أو هما معاً، وإذا خلطت بأدوية البرص والبهق والكلف الذي تستعمل في طلاء قوت فعلها. مسيح: وأصل شجرة السقمونيا منق للبرص. المنصوري: ومتى خفنا نكايته أصلحناه بأن نعجنه بماء السفرجل الحامض أو التفاح أو ماء الورد وقد نقع فيه سماق بقدر ما ينعجن ونتخذه أقراصاً رقاقاً ونجففه في الظل ونعرف وزنه قبل ذلك، ويسقى من دانق إلى نصف درهم. ابن سرابيون: السقمونيا فيه مضار للمعدة والأحشاء وهو رديء للمعدة أكثر من الأدوية المستعملة كلها ويسهل الفضل المري اللطيف الصافي المحتبس في الدم ويجب أن يحذره من كانت به حمى ومن كان به ضعف المعدة، ويجب أن يخلط به الأدوية التي تنفع المعدة كالأشياء العطرية المقوية بروائحها والتي تحطه عن المعدة سريعاً كالزنجبيل والأنينون والفلفل والملح فإذا دعت الضرورة إلى أخذه مع ضعف المعدة خلطت به أدوية مقوية للمعدة كالصبر والعود والمصطكي للمبرودين وعصارة الورد ورب السفرجل للمحرورين. ابن ماسويه: يذهب بالشهوة ويورث غماً وكرباً وتهوعاً فإن أراد مريد أخذه فليتقدم قبل في إصلاحها ويمزجها بالأنيسون وبزر الجزر البري المسمى دوقو وبزر الكرفس وبدهن اللوز الحلو ويشوى في تفاحة أو في سفرجلة مقورة ثم يكون أخذه لها بعد ذلك ولا يجيد سحقها لئلا يلتصق بخمل المعدة فيضربها لبعد تخلصها منها. البصري: وإذا أردنا أن نسقي منه خلطنا معه الورد والسفرجل وعجناه بماء الكرفس. غيره: السقمونيا مغث. ابن سينا: هو مما يؤذي القلب ويعطش. وقال بعضهم: إن العتيق وهو ما جاوز الأربعين إذا تنوول منه مقدار قليل أدر ولم يسهل وينفع من لسعة العقرب شرباً وطلاء. الشريف: وإذا أخذ منه مقدار جزء وخلط بجزء تربد وشربا بلبن حليب على الريق أخرجا الدود كبارها وصغارها وهو عجيب في ذلك مجرب. المجوسي: يضر بالكبد الضعيفة مضرة عظيمة وأفضله ما جلب من أنطاكية وإن سقيته مع بعض الأدوية فمن دانق نصف دانق، ومتى أعطي منه أكثر من ثلثي درهم أسهل إسهالاً عنيفاً جداً يهلك صاحبه ما لم يسهل فأما ما ينبغي أن يخلط معه ليدفع ضرره فالنشا والأنيسون من كل واحد جزء بوزن السقمونيا، وينبغي إن كان المتناول للسقمونيا صاحب ترفه ودعة أو محروراً أن يشوي السقمونيا في تفاحة أو سفرجلة.

سقولوقندريون:

يعرفه شجارو الأندلس بالعقربان وباعة العطر بالديار المصرية يعرفونه بكف النسر. ديسقوريدوس في الثالثة: له ورق شبيه بالدود الذي يقال له سقولوقندريا كثيراً منبته من أصل واحد وينبت في صخور وفي حيطان منبته محصى ظليلة ولا ساق له ولا زهر ولا ثمرة وورقه مشرف مثل ورق البسفانج والناحية السفلى من الورق إلى الحمرة وعليها زغب والناحية العليا خضراء. جالينوس في ا: هذه الحشيشة لطيفة لكنها ليست بحارة ولذلك صارت تفتت الحصا التي في الكلية والمثانة وتحلل صلابة الطحال ديسقوريدوس: والورق إذا طبخ بخل وشرب 45 يوماً حلل ورم الطحال وينبغي أن يضمد به الطحال وقد سحق بشراب وخلط به وهو نافع في تقطير البول والفواق واليرقان وتفتيت الحصاة التي تكون في المثانة وقد يظن أنه يمنع من الحبل إذا علق وحده أو مع طحال بغل، وزعم من يظن هذا الظن أن من يستعمله لمنع الحبل ينبغي أن يعلقه في يوم لم تكن في ليلته الماضية قدر.

سقولوقندريا بالاسيا:

ديسقوريدوس في الثانية: هو حيوان بحري ويسمى باسم الحيوان الذي يقال له أم أربعة وأربعين إذا طبخ بزيت وتمسح به حلق الشعر وإذا مسه من الجلد عرضت له حكة.

سقونيوبداس:

ومعناه باليونانية الشبيه بذنب العقرب وقد ذكرته في حرف الذال المعجمة.

سقتقور:

ديسقوريدوس في الثانية: منه ما هو مصري ومنه ما هو هندي ومنه ما يتولد في بحر القلزم ومنه ما يوجد في البلاد التي يقال لها لوريا التي من بلاد مورسيارس وهو جنس من الحراذين يجفف في الخريف وقد قيل إنه إذا شرب منه وزن درخمي بشراب من الموضع الذي يلي كلى السقنقور أنهض شهوة الجماع وإذا شرب طبيخ العدس بالعسل، وإذا شرب بزر الخس بالماء سكن نهوض الشهوة وقد يقع في أخلاط الأدوية المعجونة. قال ابن جميع: السقنقور حيوان شديد الشبه بالورل يوجد في الجبال في الرمال التي نيل مصر وأكثر ذلك يوجد في نواحي صعيدها وهو مما يسعى في البر ويدخل في الماء أعني ماء النيل، ولذلك قيل إنه الورل المائي أما الورل فيشبهه في الخلقة وأما المائي فلدخوله في الماء واكتسابه فيه وذلك أنه يغتذي في الماء بالسمك وفي البر بحيوانات أخر كالعظامات وقد يسترط ما يغتذي به من ذلك إستراطاً وقد شاهدت في أمعائه في حال عمله العظايات بحالها وصورتها لم تتغير بعد وهو مما يتولد من ذكر وأنثى ويوجد للذكور بالتشريح خصيتان كخصيتي الديوك في خلقتهما ومقدارهما وموضعهما، وإناثه تبيض فوق العشرين بيضة وتدفنه في الرمل فيكمل كونه بحرارته وكذا يكون وما يقال أنه من نتاج التمساح إذا ريء في البر ظاهر المحال، والفرق بين السقنقور والورل يكون من وجوه منها من الماوي فإنه يكون في البراري والحواجر ونحوها والسقنقور يأوي إلى شطوط النيل النهرية الرملية وما قرب منها ومنها من ملمس جلده فإن جلد الورل أصلب وأخشن وجلد السقنقور ألين وأنعم، ومنها من لون ظاهره فإن ظهر الورل أصفر أغبر وظهر السقنقور مدبج بصفرة وسواد. وذكر التميمي في كتابه المرشد: إن للذكر من السقنقور إحليلين وللأنثى فرجين وليس ذلك من أحواله بالبين الظاهر بل مما يحتاج إلى بحث مستقصى من جهة التشريح، وذكر أيضاً في هذا الكتاب أنه وجد في بعض كتب الخواص وسمع من أهل الصعيدان السقنقور يعض الإنسان ويطلب الماء فإن وجده دخل فيه وإن لم يجده بال وتمرغ في بوله فإذا فعل ذلك مات المعضوض في الحال وسلم السقنقور، فإن اتفق أن سبق المعضوض إلى الماء فدخله قبل دخول السقنقور في الماء وتمرغه في بوله انقلب السقنقور على قفاه ومات لوقته وسلم المعضوض من الخواص العجيبة إن صح، والمختار من هذا الحيوان الذكر فإنه الأبلغ والأفضل في المنافع المنسوبة إليه من أمر الباه قياساً وتجربة بل يكاد أن يكون هو المخصوص بذلك دون الأنثى والمختار من أعضائه وجملة أجزاء جسمه هو ما يلي متنه وأصل ذنبه ومحاذي سرته وشحمه وكشيته فإن هذه الأجزاء منه هي أبلغ ما فيه نفعاً بل هي المستعملة منه خاصة والوقت الذي ينبغي أن يصاد فيه من أوقات السنة ويعد لما يصرف فيه من أمر الأدوية نافع هو فصل الربيع فإنه في هذا الوقت من السنة يهيج للسفاد ويكون نافعاً بليغاً وكيفية إعداده وتهيئه لذلك هي أن يذكى في يوم صيده فإنه إذا ترك بعد صيده حياً ذاب شحمه وهزل وضعف فعله ثم يقطع رأسه وأطرافه وذنبه ولا يستأصل الذنب بل يترك مما يلي أصله شيء ثم يشق جوفه طولاً ويخرج جوفه ما خلا كشيته وكلاه وينظف ويحشى ملحاً ويخاط الشق ويعلق منكساً في الظل في موضع معتدل من الهواء إلى أن يستحكم جفافه ويؤمن فساده ويرفع ذلك في إناء لا يمنع الهواء من الوصول إليه وترويحه كالسلال المضفورة من قضبان شجرة الصفصاف أو الطرفاء أو خوص النخل ويصان من الفار ونحوه مما يعدو عليه إلى وقت الحاجة إليه، ولحم هذا الحيوان ما دام طرياً حار الطبع رطبه حرارته ورطوبته في الدرجة الثانية من درجات الأدوية الحارة الرطبة وأما مملوحه المجفف فإنه أشد حرارة وأقل رطوبة ولا سيما ما مضت عليه بعد تعليقه مدِة طويلة، ولذلك صار لا يوافق استعماله ذوي الأمزجة الحارة اليابسة كما يوافق ذوي الأمزجة الباردة الرطبة بل ربما أضرهم إن لم يركب معه ما يصلحه وليس لمعترض أن يعترض هذا القول فيقول بقول من قال إنه إنما يفعل المنسوبة إليه بخاصية فيه لا بمزاجه لأن ذي الخاصية قد توافق بعض مستعمليه دون من جهة الطبيعة وخاصية لحمه وشحمه هما إنهاض الشهوة ويهيج الشبق ويقوي الإنعاظ وينفع أمراض العصب الباردة والزيادة لهذه الأسباب في الجماع وخاصة مما يلي متنه وأصل ذنبه ويحاذي سرته وكلاه وكشيته سيما المملوح منه والمجفف كما ذكرنا، وهو ينفع  المنافع المذكورة إن استعمل بمفرده وإن ألقي في أخلاط الأدوية المركبة لهذا العرض إلا أنه إذا استعمل بمفرده كان أقوى فعلاً وأبلغ نفعاً وذلك بأن يؤخذ من مجففه على ما قدمنا وصفه من وزن مثقال إلى ثلاثة مثاقيل بحسب مزاج المستعمل له وسنه وبلده والوقت الحاضر من أوقات السنة فيسحق ويلقى على خمر عتيق مروح ويسقى لمن يستجيز التداوي بالخمر أو على ماء العسل غير المطبوخ أو نقيع الزبيب الحلو لمن لا يستجيز ذلك أو يذر على صفرة بيض الدجاج الطري المشوي نيمرشت ويتحسى، وكذا يفعل بملحه إذا ألقي في أخلاط الأدوية والأطعمة الباهية أو أخذ منه وزن درهم إلى درهمين بحسب استعمال المستعمل له بمقتضى مزاجه وذر على صفرة البيض المذكور بمفرده أو مع مثله من بزر الجرجير المسحوق. لي: السقنقور على الحقيقة هو هذا الذي ذكره ابن جميع ولا يعرف اليوم في عصرنا هذا في الديار المصرية إلا في بلد الفيوم خاصة ومنها يجلب إلى القاهرة لمن عسى أن يطلبه وأكثر ما يقع صيده عندهم فيما زعموا في أيام الشتاء في الأربعينية منها وهو إذا اشتد عليه برد الماء خرج منه إلى البر فحينئذ يظفر به ويصاد وهذا الحديث لا شك فيه. ابن جميع: قال ديسقوريدوس: إن منه ما يوجد في مواضع من بلاد الهند وبلاد الحبش، أخبرني الفقيه أبو القاسم عبد الرحمن اليمني أنه شاهد في بلاد المشرق حيواناً بحرياً يسمى سقنقوراً يؤتى به من سقشين ويذكر أنه حيوان طويل يبلغ طوله خارجاً عن ذنبه نحو الذراعين وعرضه أكثر من نصف ذراع ولونه أغبر والذي يستعمل منه ما يلي متنه وأصل ذنبه فإن هذا الجزء منه لحم وإن لحمه يبقى غير مملوح زماناً فلا يفسد ولا يتغير كما يفسد ويتغير غيره من لحوم الأسماك ونحوها قال: وأقام معي من لحمه جملة حملته من معدنه إلى أن وصلت إلى أصفهان ولم يتغير، قال: وأهل بلاده يستعملونه بالحموضات كالخل ونحوه لشدة حرارته. وقال: وهو يزيد في الباه زيادة ما مثل زيادة الجزر ونحوه من الأدوية الباهية.

سكر:

ديسقوريدوس في الثانية: هو صنف من العسل جامد ويوجد على القصب ببلاد الهند وبلاد المغرب المخصبة وقوامه شبيه بقوام الملح يتفتت تحت الأسنان كالملح إذا ديف بماء وشرب أسهل البطن وكان جيداً للمعدة نافعاً من وجع المثانة والكلى إذا اكتحل به جلا ظلمة البصر. جالينوس في السابعة: أما السكر المجلوب إلينا من بلاد الهند ومن بلاد المغرب فيزعمون أنه شيء يستخرج من القصب فيجمد وهو أيضاً نوع من أنواع العسل وحلاوته أقل من حلاوة هذا العسل الذي يكون عندنا فأما قوته فشبيهة بقوته في أنه يجلو ويجفف ويحلل ولكنه من جهة ما هو غير ضار للمعدة كمضرة هذا العسل الذي عندنا ولا يعطش أيضاً كإعطاشه وهو بعيد عن جوهر هذا وطبيعته في هذه الخصلة. وقال في حيلة البرء في المقالة الثامنة منها أن السكر يدخل في عداد الأشياء الجلاءة الفتاحة للسدد المنقية للمجاري. ابن ماسويه: هو حار في الدرجة الأولى أو في الثانية في أولها رطب في وسط الدرجة الأولى نافع للمعدة بجلائه ما فيها ولا سيما لمن لا تغلب المرة الصفراء على معدته، فمن كانت غالبة على معدته كان ضاراً لها لتهييجه إياها وليس الطبرزد بملين كالسليماني وكالفانيذ وعسل القصب أكثر تلييناً من الفانيذ وعسل الطبرزد أكثر تلييناً من عسل النحل وهو أقل تلييناً من عسل القصب. عيسى البصري: الحديث من السكر حار رطب والعتيق حار يابس صالح للرياح الكثيرة الحادثة في الأمعاء والبطن يحلل الطبيعة وإن شرب مع دهن لوز حلو فإنه يمنع القولنج، والعتيق منه نافع للبلغم الذي في المعدة إلا أنه يعطش ويولد دماً عكراً. الشريف: السكر إذا شرب بالسمن نفع من احتباس البول وهو أبلغ دواء في ذلك مجرب، وإذا شرب من السكر أوقية مدوفة في أوقيتين من سمن بقر طري ويتحسى فاتراً فإنه ينفع من وجع السرة والجوف وينقي مواد النفساء مجرب. وإذا شرب بالماء الحار نفع من بحة الصوت الكائنة عن النزلات وإدمان أخذه متوالياً بالماء الحار ينفع من السعال والتضايق ويؤخذ منه أوقية في كل يوم فإنه نافع في ذلك، وأنه إذا أخذت قطعة من سكر أحرش وحك بها جرب أجفان العين حتى تدمى نفع ذلك منه وينبغي أن يعاود ذلك وإن احتيج إلى ذلك يعاد فإذا بخر بالسكر قطع الزكام ونفع منه وحيا. التجربتين: ينفع من السعال الذي يحتاج إلى جلاء وإذا كسرت به قوى الإكحال الحادة لم تنكا العين وحسن فعلها. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: هو معتدل الحر لطيف جلاء صالح للصدر والرئة ملين لهما مخرج لما فيهما جيد لخشونة المثانة موافق للمحرورين والمبرودين لإعتداله ولا يحتاج إلى إصلاح إذا أصيب فيه موضعه، وينبغي أن يحذر الإكثار منه عند لين الطبيعة وسحج الأمعاء ولا يحتاج إلى دفع مضار أكثر من أن لا يأكله المسلولون والفانيذ. أما الشجري منه فيلين البطن ويكسر الريح ويسخن إسخاناً بيناً والحراني يلين الصدر إلا أنه دون الشجري في ذلك وفي الإسخان وليس يحتاج إلى إصلاح ما لم يكثر منه ولم يكن آكله محروراً، وإذا احتيج منه إلى ذلك اكتفى منه بأدنى شيء مما ذكرنا من أخذ الفواكه المزة عليه. الشريف: والفانيذ يلين البطن وينفع من السعال البلغمي ويسخن نواحي الكلى. غيره: هو في علل الصدر المحتاجة إلى الترطيب جيد جداً. الرازي: أما نبات السكر فيختلف على حسب اختلاف الشيء الذي ينبت منه لأنه إن كان نباته من سكر قد طبخ بماء الورد كان أبرد وأخف وأقل إطلاقاً للبطن، وإن كان من سكر قد طبخ بماء ورق البنفسج كان ألين وأطلق للبطن.

سكر العشر:

ابن سينا: هو من يقع على العشر وهو كقطع الملح وفيه مع الحلاوة قليل عفوصة ومرارة فمنه يماني أبيض ومنه حجازي إلى السواد وفيه جلاء مع عفوصة وهو يحد البصر نافع للرئة والإستسقاء مع لبن اللقاح وليس يعطش كسائر أنواع السكر لأن حلاوته قليلة، وهو جيد للمعدة والكبد وينفع الكلى والمثانة. إسحاق بن سليمان: ينفع من البياض العارض في العين إذا اكتحل به. الشريف: إِذا شرب منه في خمسة وثلاثين يوماً متوالية كل يوم أوقية بماء فاتر نفع من الربو وعسر النفس مجرب.

سكبينج:

ديسقوريدوس في الثالثة: هو صمغة نبات شبيه بالقثاء في شكله ينبت في البلاد التي يقال لها ماه وأجوده ما كان منه صافي اللون وكان خارجه أحمر وداخله أبيض ورائحته فيما بين رائحة الحلتيت ورائحة القنة حريف. جالينوس في الثامنة: السكبينج صمغه يسخن ويلطف على مثال ما تفعل الصموغ الأخر وفيه شيء من الجلاء وبسبب هذا صار ينقي الأثر الحادث في العين ويلطفه ويرقه وهو أيضاً من أفضل الأدوية للماء النازل في العين ولظلمة البصر الحادثة عن أخلاط غليظة. ديسقوريدوس: وقد يصلح لوجع الصدر ووجع الجنب وخضد العضل وأطرافها والسعال المزمن وقد يقطع الفضول الغليظة التي في الرئة وقد يشفي الصرع والفالج الذي يسمى أوقسوطيوس وهو الذي يعرض فيه ميل الرقبة إِلى خلف ووجع الطحال والفالج الذي يسمى فارالكسيس وهو الذي يذهب فيه الحس والحركة من بعض الأعضاء من البرد العارض للأعصاب والحميات ذوات الأدوار وقد يمسح به أيضاً لهذه الأوجاع وينتفع به، وإذا شرب بأدرومالي أثر الطمث وقتل الجنين، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الهوام وإذا استنشقت رائحته مع الخل العتيق أنعش النساء اللواتي عرض لهن إختناق من وجع الرحم، وقد يجلو آثار القروح العارضة في العين والغشاوة وظلمة البصر والماء العارض في العين وقد يحل مثل ما يحل الحلتيت مع لوزمر، وماء سذاب وخبز حار لينماع. أبو الصلت: هو حار يابس في الدرجة الثالثة يسهل البلغم اللزج والرطوبات الغليظة ويستخرج الغائص منها في المفاصل وينفع من عرق النسا الذي سببه البلغم ومن الريح الغليظة ومن القولنج البارد، وهو بالجملة دواء جيد جداً لغلبة البلغم البارد في الأمعاء والظهر والوركين والمختار منه الصافي الأحمر الظاهر الأبيض الباطن الحريف الدسم الذي فيه شيء من مرارة والشربة منه من درهم إلى مثقال. حبيش بن الحسن: ينفع من القولنج إذا شرب أو احتقن به وينفع من أوجاع البواسير إذا شرب مفرداً أو مؤلفاً ويصلح للأدوية المسهلة ويمنع من أن تحمل على الطبيعة ويخرج الريح الغليظة من أعضاء الجوف. أريناسوس: يقاوم السموم القتالة وفعله في ذلك كبر من فعل القنة. إسحاق بن عمران: إذا ديف بخل ولطخ به الشعيرة التي تكون في شفر العين حللها. الطبري: ينفع من البرد في المقعدة والأرحام والأمعاء ويدر البول ويسهل الماء الأصفر وينيب الحصاة في الكلى وينشف بلة العين ويطلى على لدغ الحيات والعقارب ويسعط به للصرع ويشرب منه لذلك مثقال بطلاء. الفارسي: السكبينج الأصفهاني يزيد في الباه وهو جيد للكبد. ابن سينا: يحلل الصداع البارد والريحي وينفع من الإستسقاء والمغص شرباً ويحلل الخنازير وصلابة المفاصل والتعقد والسلع وخاصة إذا أذيب بخل ولطخ به ويجذب السلاء والشوك ضماداً ويقتل الدود وحب القرع شرباً. غيره: ينفع من النقرس البارد السبب ويخرج المادة التي في الوركين شرباً وحقنة به وينفع من أوجاع المفاصل الرديئة وينقي الصدر بقوة ويخرج الأخلاط النيئة وينفع من أوجاع الأرحام وإسهاله برفق. التجربتين: هو دواء لا يستعمله إلا المبرودون في العلل الباردة التي لا مشاركة للحر فيها فإنه يشعل الحرارة الغريزية إشعالاً قوياً فيجب أن يتجنبه المحررون فإنه يحمهم وكثيراً ما يورم أعضاءهم الداخلة وهو عظيم المنفعة للمبرودين ومن العلل الباردة.

سك:

ابن ماسه: هو قابض مانع للقيء الحادث من الرطوبات ويعقل البطن ويقوي الأعضاء الباطنة. بديغورس: خاصيته الزيادة في الجماع ويفتح السدد والتحليل. المنصوري: يقطع ريح العرق الرديء والبورة. ابن سينا: إن السك الأصلي هو الصيني المتخذ من الأملج والآن لما عسر ذلك صاروا يتخذونه من العفص والبلح على نحو عمل الرامك وهو حار في الأولى يابس في الثانية جيد لأوجاع العصب ويمنع النزف. التجربتين: السك الممسك ينفع من الإستطلاق المتولد عن ضعف المعدة والكبد والأمعاء إذا كان ضعفها من برد ومن ضعف القوة الماسكة وينفع من إستطلاق بطون الصبيان منفعة بالغة إذا كان ما ينزلون به غير نضيج وينفع ضماداً للمعدة من القيء البلغمي السبب أو الكائن عن رطوبة كثيرة في المعدة. إسحاق بن عمران: السك مركب من قوى مختلفة أعني القبض والحرارة التي يكسبها من المسك والأفاويه والسك أربعة أضرب: سك المسك وسك الأكراش وسك الجلود وسك الماء، فصنعة سك المسك أن تأخذ الرامك فتدقه وتنخله بمنخل شعر وسط بين الخفيف والصفيق ثم تعجنه بالماء ناعماً وتعركه عركاً شديداً وتمسحه بشيء من دهن الخيري أو زنبق جيد والخيري أفضل لئلا يلصق بالإناء وتتركه ليلة في إنائه الذي عجنته فيه فإذا كان من الغد عمدت إلى ما شئت من المسك فسحقته ولقمته الرامك المسحوق والمعجون ثم عركته في صلاية عركاً جيداً كما يعرك العجين ثم قرصته أقراصاً على قدر فلكة المغزل وأكبر إن شئت ولا تدع أن تمسح يحك بالدهن إن شئت في الصلاية وإن شئت على رأسك لئلا تلتصق يدك وتضعه على غربال شعر يومين أو ثلاثاً حتى يشتد، ثم تثقبه بمثقب حديد وتنظمه في خيط قنب بين الدقيق والغليظ مثل نظمك الرامك وتجعل بين كل فلكتين عوداً صغيراً لئلا يلتصق بعضها ببعض وتعلقه حتى يأتي عليه الحول وكلما بقي وأقام عتق وطابت رائحته وقوي فعله، وهذا أفضل أنواع السك وهو الذي يجب استعماله وهكذا صفة غيره، لكن اعلم أن الجلود هي نوافج المسك مع الرامك، وسك الماء هو من نقاع النوافج في الماء مع الرامك وسك الأكراش هو تقطيعها وعجنها بالرامك.

سكتج:

سليمان بن حسان: هو حجر غاغاطيس وقد ذكرت هذا الحجر في حرف الحاء.

سكي رغلا:

وسقي رغلا أيضاً معناه الكثير الأرجل بالسريانية وهو البسبايج وقد ذكرته في الباء.

سكسنبونة:

ويقال بالجيم أيضاً سبجسنبونة. الفلاحة: هو بالفارسية المشحونا بالسريانية وهو حب شجرة يكون نباته في أرض الخزر كثيراً وهو حب لطيف أسود متشنج مستدير حار يابس إذا سحق بالخل وطلي به على القوابي والكلف والنمش قلعه، وإذا طلي به مسحوقاً مع خل وملح أزال القوابي والنمش والبهق إذا عود عليه مراراً.

سليخة:

ديسقوريدوس في آقسيا: وهي السليخة هي أصناف كثيرة تكون في بلاد العرب المثبتة للأفاويه ولها ساق غليظ القشر وورق شبيه بورق النوع من السوسن الذي يسمي إيرسا واختير منها ما كان ياقوتياً حسن اللون لونه شبيه بلون البسد دقيق الشعب أملس غليظ الأنابيب طويلها ممثل يلذع اللسان ويقبضه ويحذوه حذواً يسيراً عطر الرائحة طيبها عفص الطعم دقيق القشر مكتنز فيه شيء من رائحة الخمر، وما كان منه على هذه الصفة فإن أهل البلاد التي يكون بها تسميه باسم آخر ويسميه تجار الإسكندرية داقسطس ويسوق هذا الصنف صنف آخر وهو الأسود وفيه فرفيرية ويقال له خرلوا رائحته تشبه رائحة الورد وهو نافع جداً في الطب، والصنف الثاني بعده هو الصنف الذي ذكرنا قبل، والصنف الثالث بعد هذين يقال له نقطس موسوليطس، وأما الأصناف الباقية فإنها رديئة مثل الصنف الذي يقال له أسوفي وهو أسود كريه دقيق القشر وما كان مشقق القشر مثل الصنف الذي يقال له قطو ودرافا وقد يوجد منه شيء شبيه جداً بالسليخة وليس هو بالحقيقة سليخة وقد يستدل عليه من طعمه لأنه ليس بحريف ولا عطر ولا قشره لاصق بشحمه وقد توجد أنبوبة عريضة لينة خفيفة خشنة الشعب وهي أجود من الصنف الآخر ودونه ما كان من السليخة لونه إلى البياض ما هو أجوف، رائحته تشبه رائحة الكراث وما كان منها ليس بغليظ الأنبوبة بل دقيق أجرب. جالينوس في 7: هذا دواء يسخن ويجفف في الدرجة 3 وهو مع هذا كثير اللطافة وفي طعمه حرافة كثيرة وقبض يسير فهو لهذه الخصال كلها يقطع ويحلل ما في البدن من الفضول وفيه مع هذا تقوية للأعضاء وهو نافع من إحتباس الطمث إذا كان لا يدر ويستفرغ بالمقدار الكافي بسبب كثرة الأخلاط الزائدة وغلظها. ديسقوريدوس: وقوتها مسخنة ميبسة مدرة للبول قابضة قبضاً رقيقاً هي صالحة إذا خلطت بأدوية العين المحدة للبصر وبأخلاط بعض المراهم وإذا خلطت بعسل ولطخ بها الرطوبة اللبنية التي تكون في الوجه قلعتها وتمر الطمث وتنفع من سم الأفعى إذا شربت ومن أوجاع الكلى، وتنفع من الأورام كلها الحارة العارضة في الجوف إذا شربت، وتنفع من إتساع الرحم إذا جلس النساء في مائها ويدخن بها فإن لم يوجد سليخة وجعل بدلها في الأدوية من الدارصيني ضعف ما يجعل منها فعل فعلها وهي كثيرة المنافع جداً. ابن سينا: محلل للرياح الغليظة وفيه قبض قليل مع حرافة كثيرة ولطافة كثيرة فيقطع للحرافة وهو بقبضه يعين القابضة وبتحلله يعين المسهلة وهو بما فيه من التحليل والقبض واللطافة يقوي الأعضاء. مهراريس: يطرح الولد بقوة قوية. التجربتين: يسخن الأعضاء الباطنة ويفتح سددها ويسقط الأجنة الأحياء والموتى والمشيمة، وينفع من أوجاع الصدر والجنبين المتولدة عن أخلاط لزجة أو عن رياح غليظة ويسهل النفث، وإذا دخن به الرحم ينقيه من الرطوبات الفاسدة العفنة ويحسن رائحته ويجب أن يضاف إليها في أدوية الصدر عروق السوس وإذا وضعت على مقدم الدماغ منثورة بعد السحق أو تضمد بها نفعت من النزلات.

سلق:

الفلاحة: هو ثلاثة أصناف فمنه كبير شديد الخضرة يضرب إلى السواد ورقه كبار عراض لينة حسنة المنظر ويسمى الأسود ومنه صغير الورق جعد سمج المنظر ناقص الخضرة، ومنه صنف ورقه نابت على ساق طويل وورقه كثير رقيق الأصل في أسفله جعودة وفىِ أعلاه الدقيق سبوطة طويل الساق إلى موضع الورق، وخضرته ناقصة جداً يضرب إلى الصفرة. جالينوس في 8: في السلق قوة بورقية تجلو وتحلل وتقبض فضل الدماغ من المنخرين حتى أنه إذا طبخ خرج ما فيه من البورقية وهذه الحدة وصارت قوته قوة تبطل كمون الأورام ويحلل تحليلاً يسيراً، والسلق الأبيض فيه من قوة الجلاء والتحليل أكثر من طريق أن الأسود منه فيه شيء من القبض، وخاصة في أصوله هذا القبض أكثر منه في جميع أجزائه. وقال في أغذيته: إن فيه رطوبة تجلو جلاء معتدلاً وبتلك الرطوبة تهيج البطن للإنطلاق وتلذع الأمعاء والمعدة وخاصة إذا كانت جيدة الحس ولذلك صار السلق ضاراً للمعدة وخاصة لمن معدته بهذه الحال إذا أكثر منه وغذاؤه يسير كغذاء سائر البقول، إلا أن السلق أنفع من الملوكية وهي الخبازي في تفتيح السدد في الكبد وغيره وخاصة متى أكل مع الخردل فإن لم يكن مع خردل فلا أقل من أن يؤكل مع الخل وهو دواء بليغ لمن كان طحاله عليلاً من سدد إذا أكل على ما وصفت. ديسقوريدوس في الثالثة: السلق صنفان الأسود منه يعقل البطن وإذا أكل مطبوخاً بالعدس وخاصة أصله كان أشد عقلاً للبطن والصنف الآخر يسهل البطن وكلا الصنفين رديء الكيموس للبطن، وعصارتهما إذا سعط بها بماء العسل تنقي الرأس وتنفع من وجع الأذن وطبيخ ورق السلق، وأصله إذا غسل به الرأس قلع الصيبان ونقى النخالة، وإذا صب على الشقاق العارض من الشرد نفع منه وقد يضمد البهق بورقه نيئاً بعد أن يتقدم في غسل البهق بنطرون ويضمد به داء الثعلب بعد أن يتقدم في غسل جلده والقروح الخبيثة، وإذا طبخ ورقه أبرأ البثور وحرق النار والحمرة. ماسرحويه: إنه من الأطعمة التي فيها غلظ. قسطس في الفلاحة الرومية: إن عصيره إذا دلك به الرأس يقتل القمل ويذهب بالحزازون جعل عصيره قيروطياً وسقي ووضع على الورم سكنه وإن طلي على الكلف أذهبه ويذهب بالقروح في الأنف وإن طلي داء الثعلب به أنبت فيه الشعر. الطب القديم: إنه جيد للقولنج. ابن سينا: مركب القوة وورقه يقطع الثآليل ضماداً وينفع من القوابي طلاء بالعسل ويسعط بمائه مع مرارة الكركي فيذهب باللقوة وماؤه فاتراً يقطر في الأذن فيسكن الوجع ويذهبه وأصله رديء للمعدة مغث ويحقن بمائه لإخراج الثفل وجميع المسلوق يولد النفخ والقراقر ويمغص وهو جيد للقولنج إذا أخذ بالتوابل والمري. المنصوري: هو مقطع للبلغم. الغافقي: غذاؤه قليل رديء وينفع من الرعشة ويسهل النفس وربما حرك شهوة الجماع وإذا جعل ورقه كما هو غير مدقوق على القروح الشهدية التي في رؤوس الصبيان مراراً نقاها من الصديد، وزعم قوم أن عصير ورقه إذا صب على الخمر رده بعد ساعتين خلاً وإن صب على الخل قلبه خمراً بعد أربع ساعات، وأصول السلق قد تؤكل مطبوخة وهي محرقة للدم فإن أخذ أصل السلق طرياً ومسح بخرقة من التراب ودق واعتصر ماؤه واستعط منه بنصف مسعط نفع من وجع الأسنان ومنع من معاودة الوجع ونفع من وجع الأذن والشقيقة وقد تشرب الأدوية المسهلة للبلغم بماء السلق فيعينها على إخراج البلغم وينفع صاحب النقرس وأوجاع المفاصل. التجربتين: وماء أصله أقوى فعلاً في النفع من سدد الخياشيم، وإذا تمودي على تقطيره في أنف المصروعين المتولد صرعهم من اجتماع أخلاط لزجة في الدماغ، نفعهم جداً وقد أبرأ بعضهم وينفع من النزلات المنصبة إلى الصدر لصرفه المادة إلى سبل الخياشيم والمسلوق منه بالخردل المصنوع إذا أكل قبل استعمال الأدوية المقيئة قطع الأخلاط وأعدما للقيء، وإذا حل في مقدار نصف أوقية من مائه درهم ونصف غاريقون وشرب أخرج أخلاطاً لزجة أغلظ من التي يخرجها الغاريقون.

سلق الماء:

هو جار النهر وقد ذكرته في الجيم.

سلق بري:

هو ضرب من الحماض.

سلت:

أبو حنيفة: هو صنف من الشعير يتجرد من قشره كله وينسلت حتى يكون كالبر سواء وينبت بأرض العرب وهو صنفان ويسمى بالسريانية السحة وتفسيره الشعر العاري. الغافقي: قد ذكره جالينوس في كتاب أغذيته ووصفه وسماه طبقاً ولم يذكر ديسقوريدوس طبقاً ولكنه ذكر طراعيس وقد ذكر أكثر المترجمين أنه السلت ويمكن على هذا أن يكونا صنفاً واحداً ويمكن أن يكونا نوعين متقاربين. جالينوس في الأولى من أغذيته قال: الطبقا صنف من الحنطة ويسميه بعض الناس حنطة صغار وهو أشد شقرة من الحنطة وأقرب إلى الحمرة وهو ملزز كثيف أصغر من الحنطة بكثير ومزاجه شبيه بمزاج الحنطة ولا يضر الخيل إن أكلته وهي لا تسلم من مضرة الحنطة وقشره كقشر الشعير ونباته قصبة واحدة رقيقة وأكثر ما يتخذ في البلاد الباردة وخبزه ما دام حاراً أفضل من الخبز البائت فإنه إذا برد تكاثف تكاثفاً شديداً حتى إن من يأكله بعد يوم أو يومين يظن أن في بطنه طيناً، ويبطئ إنهضامه وانحداره. ديسقوريدوس في الثانية: طراغيس شكله شبيه بشكل الصنف من الحبوب الذي يقال لها حندروس وهو أكثر غذاء منها بكثير لما فيه من كثرة اَلنخالة ولذلك هو عسر الإنهضام ملين للبطن. الشريف: يولد النفخ والقراقر وإذا طحن وصنع منه رغيف وطبخ نصف طبخة ووضع حاراً على رأس من به ماليخوليا نفعه، وإذا عمل من دقيقه حريرة أعني حساء خفيفاً ثم جعل فيه زيت كثير وتحسى منه قدح وهو فاتر يفعل ذلك ثلاث غدوات أو خمساً فإنه نافع من داء الموم والهذيان وحسوه نافع ينقي الصدر وينفع من السعال الشديد ويدر البول وينقي الكليتين والمثانة إلا أنه يضر بالمعدة.

سلخ الحية:

جالينوس في الحادية عشرة: قد ذكر قوم أنه إذا غلي سلخ الحية بالخل شفى وجع الأسنان. ديسقوريدوس: إذا طبخ بالشراب وقطر في الأذن كان علاجاً نافعاً من أوجاعها وإذا تمضمض به نفع من وجع الأسنان، وقد يخلطه قوم في أدوية العين وخاصة سلخ الحية الذكر منها. الشريف: إذا طبخ في زيت وصنع منه قيروطي نفع من وجع الشفتين والمقعدة، وإذا بخر به في النار هربت منه الحيات من ذلك الدخان، وإذا طبخ مع ورق الكبر وتمضمض بمائه شفت من أوجاع الأسنان الحادثة وحيا، وإن دس منه في ثلاث تمرات زنة درهم وأطعمت لمن به الثآليل نفعت منه، وإن أخذ منه وزن درهم وقطع أجزاؤه وخلط معه وزن درهمين دقيق شعير وعجن ثم قرص ودفن في رصيف نار إلى أن ينضج ثم أطعمته صاحب البواسير الباطنة والظاهرة نفعت منه نفعاً بيناً ظاهراً. الرازي في كتاب خواصه: إذا شد سلخ الحية على ورك المرأة الحامل عند الطلق أسرعت الولادة وليؤخذ عنها أول ما تلد. التجربتين: إذا أغلي في الزيت نفع من أوجاع الأذن الباردة ومن قروحها ومن سيلان المادة منها وإذا غشي في الزيت وعلق ذلك الزيت في الشمس الحارة أياماً نفع من أدواء الأجفان ومن الرمص ومن إنتثار الأشفار ومن غلظها كحلاً. ابن ماسه البصري: إذا اكتحل به أحدّ البصر. ديمقراطيس: إذا بخرت امرأة قد رجعت مشيمتها أو مات ولدها في بطنها ألقت ما في بطنها مجرب. غيره: ومحرقه ينبت الشعر في داء الثعلب لطوخاً.

سلدانيون:

الشريف: ذكره ابن وحشية في كتابه وقال: هي شجرة ترتفع على الأرض نحواً من ثلاثة أذرع وتنبت في المواضع الوعرة وهو يورد ورداً أحمر يعقد بعده حباً على قدر الشاهدانج، وهذا النبات مع الحب من أبلغ الأدوية نفعاً لنهش الحيات والهوام كلها ذوات السموم، وإذا شربت غمرت الصدر والحلق وأزالت الخشونة منه وأصلحت الصوت.

ديسقوريدوس:

ودم السلحفاة البحرية إذا شرب بشراب وأنفحة أرنب وكمون وافق نهش الهوام ومن شرب الحيوان الذي يقال له فورنوقس وهو الضفدع الآجامي ودم السلحفاة البرية إذا شرب وافق من به صرع ومرارة السلحفاة يصلح للحباق لطوخاً وللقروح الخبيثة العارضة في أفواه الصبيان وإذا وضعت في منخري من به الصرع نفعته. أطهورسعس: قال إن أحرقت سلحفاة بحرية حتى تبيضٌ بالحرق وسحقت مع السمن وطلي على شيء ووضع على السرطان المتقرح نقى أوساخه وألحمه ومنعه أن يعود وهو أولى بأن يبرئ جميع القروح وحرق النار. ابن سينا: وبيضه صالح لسعال الصبيان. الشريف: هي ثلاثة أنواع بحرية ونهرية وبرية وإذا ذبحت السلحفاة البحرية وأخرج ما في بطنها وأحرقت وخلط رمادها بشيء من فلفل وعجن بعسل وشرب منه العليل بالغداة والعشي قدر ملعقة نفع من اللهث والربو، وإذا أخذ دم السلحفاة البحرية وخلط بدقيق شعير وعجن بعسل وصنع منه حب أمثال الفلفل وسقي منه المصروع في كل يوم على الريق وكل عشية نفع من ذلك نفعاً عجيباً، وإذا لطخت على الأقدام والأيدي بدمها نفعت من وجع المفاصل والنقرس لا سيما إذا توولي على ذلك، وإذا تمسح بشحم السلحفاة نفع من التشنج والكزاز وأكل لحم السلحفاة يفعل من ذلك أيضاً وكذا يفعل دمها إذا سقي منه صاحب التشنج وإذا احتقن بدمها مع جندبادستر كان أبلغ دواء في نفع التشنج، وإذا أحرقت سلحفاة بحرية وخلط رمادها ببياض البيض وطلي به على الشقاق وخاصة شقاق القدمين شفاه وأزاله، ويقال إنه إذا وضعت حدقة سلحفاة على قدر يغلي سكن غليانها، ويقال إنه إن علق على رأس مصدوع سكن صداعه. ومن كتاب الفلاحة أن البرد إذا كثر نزوله بموضع وأضر بذلك المكان وأخذت سلحفاة وقلبت على الأرض يداها ورجلاها إلى الهواء وتركت كذلك لم يزل البرد في ذلك المكان. خواص ابن زهر: مرارة السلحفاة إذا جففت وسحقت بعسل لم يصبه دخان واكتحل به منع نزول الماء. وقال ماسرحويه: ينفع من نزول الماء والبياض في العين والبلة والدموع في العين. غيره: يقال إنها إذا طبخت بماء وقعد فيه الصبي الذي قد عرض له الفتق نفعه.

سلوى:

هو السمان وسنذكره فيما بعد.

سلور:

هو الجربي وقد تقدم ذكره في حرف الجيم.

سلاخه:

هي أبوال التيوس الجبلية وذلك أنها تبول أيام هيجانها على صخرة في الجبل تسمى السلاخة فتسود الصخرة وتصير كالقار الدسم الرقيق تستعمل في الأدوية المشروبة النافعة من الجذام.

سلطان الجبل:

هو النبات المسمى بصريمة الجدي عند شجاري الأندلس وسنذكر الصريمة في حرف الصاد.

سماق:

ديسقوريدوس في 1: السماق الذي نستعمله في الطعام وهو ثمر نبات يقال له رؤوس برسوديسمقوس وبالعربية سماق الدباغة إنما سمي هكذا لأن الدباغين يستعملونه في دباغ الجلود، وهو شجر ينبت في صخور طولها نحو من ذراعين وفيها ورق طويل لونه إلى حمرة الدم ما هو مشرف الأطراف عل هيئة المنشار وله ثمر شبيه بالعناقيد كثيف وفي عظم الحبة الخضراء إلى العرض ما هو وفي قشر الحب المنفعة جالينوس في 8: هذه الشجرة تقبض وتجفف ولذلك يستعملونها ليجففون ويقبضون بها الجلود التي يدبغونها، ولذلك صار نوع عن السماق يعرف بسماق الدباغين وأنفع ما في هذه الشجرة ثمرتها وعصارتها لأن في الثمرة والعصارة طعماً قابضاً بليغاً وأفعال هذه الثمرة وهذه العصارة التي تفعلها في الأشياء الجزئية شيء موافق لمن يحس بطعم كل واحد منها فالسماق دواء يجفف في الدرجة الثالثة ويبرد في الثانية. ديسقوريدوس: وقوة الورق قابضة يصلح لما يصلح له الأفاقيا وطبيخ الورق يسود الشعر ويعمل منه حقنة لقرحة الأمعاء ويشرب منه ويجلس فيه لألمها أيضاً ويقطر منه في الآذان التي يسيل منها القيح، وإذا تضمد بالورق مع الخل والعسل أضمر الداحس ومنع الورم الخبيث الذي يقال له عنعرانا من أن يسعى في البدن وطبيخ الورق اليابس إذا طبخ بالماء إلى أن يصير طبيخه مثل العسل في الثخن كالذي يفعل بالحضض يوافق ما يوافقه الحضض والثمر أيضاً يفعل ما يفعله الورق، ويوافق إذا وقع في الطعام لمن كان به إسهال مزمن وقرحة في الأمعاء، وإذا تضمد به بالماء منع الورم عن قحف الرأس ومنع الورم من أن يعرض في مواضع الضرب وآثاره والخدوش التي تعرض في البدن وإذا خلط بعسل جلا خشونة الأجفان ويقطع سيلان الرطوبة البيضاء من الرحم ويبرئ من البواسير إذا خلط بفحم خشب البلوط مسحوقاً ووضع على البواسير ونقيع الثمر إذا طبخ إلى أن يثخن كان فعله أجود من فعل الثمر وقد يكون منه صمغ يصير في المواضع المأكولة من الأسنان فيسكن وجعها. ماسرحويه: وإذا طبخ وصب ماؤه على الوثي لم يرم. الرازي في الحاوي: إن شرب بشراب قابض قطع الإسهال ونزف الدم من الرحم وكثرة البول، وزعم قوم أنه إن شد في صوف مصبوغ بحمرة وشد على صاحب النزف من أي عضو كان قطع الدم. ابن ماسويه: يشهى الطعام بحموضته ويشد الطبع بعفوصته وينفع الإسهال المزمن الذي يكون من الصفراء إذا أكل واصطبغ به وهو في مذهب الخل إلا أن الخل ألطف منه وأدخل في البدن وإن طبخ به لحم أو دراج شد البطن وإن ضمد به المعدة والبطن شدهما وينفع من تحلب الصفراء من الكبد إلى المعدة والأمعاء وإذا قلي كان عقله للبطن أكثر غير أن قواه الأخر تضعف وإذا نقع في ماء ورد واكتحل بذلك الماورد نفع ذلك من ابتداء الرمد الحار مع مادة وقوى الحدقة وسويق السماق عاقل للبطن نافع للمعدة نافع لهيجان الصفراء وإسهالها. إسحاق بن عمران: إن اكتحل بمائه المنقع فيه نفع من السلاق والإحتراق وقطع الحكة العارضة للعين فإن أخذ من به قيء دائم حتى لا يثبت في معدته شيء من الطعام ولا الشراب من السماق والكمون فدقه دقاً جريشاً وشرب منهما بماء بارد انقطع عنه القيء. الشريف: وإن طبخ منه أوقية في نصف رطل ماء حتى تخرج قوته فيه ثم تغمس في الماء خرقاً نقية وتكمد بها العينان التي فيهما جرب وأكال وسلاق وجد ما نفعه مجرب، وإذا سحق بمفرده وأخذ بمفرده بماء بارد قطع سيلان الدم من أي عضو انبعث. غيره: نقيع السماق يقطر منه في عين المجدور إذا احمرت فإنه يؤمن به ظهوره في عينيه. التجربتين: وإذا غسل حبه بماء الورد وتمضمض بماء الورد وحده نفع من القلاع وورقه أيضاً كيفما إستعمل يمسك الطبيعة، وإذا ضمد به بطون الصبيان أمسك طبائعهم وإذا استخرجت عصارة ورقه بالطبخ وعقدت حتى تغلظ قوت الأعضاء ومنعت إنصباب المواد إليها وهي في ردع المواد عن العينين بالغة المنفعة، وإذا حلت في ماء لسان الحمل وطليت بها القروح الخبيثة حيثما كانت جففتها، وإذا ضمدت به السرة والقفا وأصل القضيب نفعت من سلس البول الذي سببه استرخاء.

سمسم:

جالينوس في 8: فيه من الجوهر اللزج الدهني مقدار ليس باليسير ولذلك هو للسحاج متين ويسخن أيضاً إسخاناً معتدلاً وهذه القوة بعينها هي موجودة في دهنه وهو الشيرج والماء أيضاً الذي يطبخ فيه نبات السمسم كما هو قوته هذه القوة بعينها. وقال الرازي في أغذيته: إنه أكثر البزور دهناً ولذلك يزنخ سريعاً ويتغير ويشبع أكله سريعاً وهو يغثي ويبطئ في الإنهضام ويغذو البدن غذاء دسماً دهنياً وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه ليس يمكن أن يقوي المعدة وغيرها من الأعضاء التي في البطن كما لا يمكن ذلك في شيء من الأشياء الدهنية ولأن الخلط المتولد من السمسم خلط غليظ ضار لا ينفك أيضاً من المعدة سريعاً ويهيج العطش. ديسقوريدوس في 2: هو رديء للمعدة يبخر الفم إذا أكل وبقيت منه بقايا فيما بين الأسنان، وإذا تضمد به حلل غلظ الأعصاب، ويبرئ الحصد العارض للآذان والأورام وحرق النار ووجع معي القولون وعضة الحية التي يقال لها قارسطس وإذا خلط بدهن الورد سكن وجع الرأس العارض من إسخان الشمس وشجرة السمسم إذا طبخت بشراب فعلت هذه الأفعال وخاصة في أورام العين وضربانها وقد يستخرج منه دهن وتستعمله أهل مصر. ابن ماسويه: حار في وسط الأولى رطب في آخرها لزج مفسد للمعدة مرخي الأعضاء التي في الجوف ودهنه أضعف فعلاً من جسمه وإن أكل بالعسل قل ضرره. وإذا لطخ الشعر بماء طبيخ ورقه لينه وأطاله وأذهب الأتربة العارضة في الرأس، وإن طبخ دهنه بماء الآس وبالزيت الأنفاق كان محموداً في تصلب الشعر ونقى الحكة الكائنة من الدم الحار والبلغم المالح وخاصة إذا شرب دهنه بنقيع الصبر وماء الزبيب بلا عجمه ومقدار ذلك أوقيتان من نقيع الزبيب وأوقية ونصف من الشيرج يؤخذ على الريق مع أوقية من الأنيسون وهذا نافع أيضاً من الشقاق العارض في الرجل والخشونة الكائنة في البدن، وإن صير مع ذلك وزن خعم فانيذ كان أحمد والمقلو من السمسم أقل ضرراً. ماسرحويه قال: نقيع السمسم يدر الحيضة ويطرح الولد وإذا قلي السمسم وأكل مع بزر الكتان زاد في الباه. الرازي في الحاوي: دهن الخل بالحاء المهملة ضار للمعدة مفسد لها وإنما منفعته لمن كانت فيه كثرة من المرة السوداء أو الشقاق في أطرافه وحده فإن هؤلاء ينتفعون بأكله لأنه يبسط أطرافهم المنقبضة ويلينها ويلحم التشقق الذي من يبس المرة السوداء. المنصوري: وإذا قشر وقلي صلح غذاؤه وهو يسمن إذا هضمته المعدة تسميناً صالحاً. إسحاق بن عمران: نافع من أمراض الصدر والرئة والسعال ويعمل منه لعوق وحساء الدم الذي يتولد منه بين الجيد والرديء ودهنه يقطر في الآذان للسدة التي تكون فيها. الرازي في الحاوي، وفي دفع مضار الأغذية: ويذهب بوخامة السمسم ويسرع بإنزاله أن يتجرع عليه شيء من المري. الشريف: وإذا مزج دهنه بمثله موم وعمل منه ضماد على الوجه حلل تقبضه ولينه وصقله وحسن لونه، وإذا تضمد به على المقعدة نفع من الشقاق فيها، وإذا تضمد به على العصب الملتوي بسطه وقومه. التجربتين: ودهنه ينفع من التشنج اليابس أكلاً ودهناً ويلين صلابة الأورام وإذا عرك بالطري منه البيض الرخصة الطبخ وضمد به العين نفع من ورمها وسكن الأورام الحارة حيثما كانت وفتحها. ابن سينا: جيد لضيق النفس والربو مسقط للشهوة ويسرع نزوله بقشره، فإذا قشر أبطأ نزوله وينفع دهنه مع فوة وورد للصداع الإحتراقي. الغافقي: السمسم يسكن الحرقة واللذع العارضين في المعدة من خلط حاد أو من شرب الشراب أو من شرب دواء حاد، ودهنه ينفع من السعفة وينفع بإدمان أكله بالخبز من في صدره قرحة ومن قد استولى على يديه اليبس.

سمقوطن:

بطراوز ومعناه أصخري. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت بين الصخور وله أغصان صغار شبيهة بأغصان النبات الذي يقال له أوريعان وورق دقاق ورؤوس صغار شبيهة برؤوس النبات الذي يقال له بومش وهو الحاشا وأجزاء هذا النبات كلها جاسية وهو طيب الرائحة حلو الطعم، وإذا مضغ حلب من الفم اللعاب وله أصل مستطيل لونه إلى الفرفيرية في غلظ أصبع السبابة. جالينوس في 8: هذا مركب من قوى متضادة وذلك أن فيه شيئاً قطاعاً بسببه صار يمكن فيه أن ينقي القيح المحتقن في الرئة والصدر وفيه أيضاً شيء يجمع ويشد بسببه صار ينفع من نفث الدم منها وفيه مع هاتين الخصلتين ثالثة وهي رطوبة حادة وحرارة معتدلة بسببها صار يجده من ذاقه حلواً في المذاق طيب الرائحة، وإذا مضغه الإنسان سكن عطشه وإذا تعالج به من به خشونة في قصبة رئته شفاه وبتركيب هذه القوى صار يحلل تحليلاً بليغاً ويجمع ويشد الأعضاء المحتاجة إلى ذلك ولذلك صار يوضع على الفتق الذي ينزل فيه الأمعاء ويشرب مع الخل والعسل لقروح العضل والعصب، فأما الذين يطبخونه بشراب ويسقونه لمن به قروح الأمعاء والنزف العارض للنساء إذا كان دم النزف أحمر قانئاً فيستعملونه في هذه الوجوه من طريق أنه يجفف ويجمع ويشد فأما الذين يسقونه لمن به وجع الكليتين فإنما يستعملونه من طريق أنه يقطع وينقى. ديسقوريدوس: وهذا النبات إذا طبخ بالشراب الذي يقال له ماء ألقراطن وشرب منه نقى الفضول التي في الرئة وقد يسقى منه بالماء لنفث الدم الذي من الصدر ووجع الكلى ويطبخ بالشراب ويشرب لقرحة الأمعاء ونزف الدم من الرحم وقد يسقى بالسكنجبين لشدخ العضل، وإذا مضغ وابتلع قطع العطش ووافق خشونة الحلق، وإذا وضع على الجراحات في أول ما تعرض ألزقها، وإذا تضمد به صاحب قيلة الأمعاء منع من ازديادها، وإذا طبخ مع اللحم أنضجه.

سمقوطن آخر:

ويسمى بعجمية الأندلس الشبيطة. ديسقوريدوس في الرابعة: له ساق عليه زغب طوله نحو من ذراعين وأكثر مزوي مجوف مثل أنبوبة البقل الدشتي وعليه ورق ليس ببعيد بعضه من بعض عليه زغب وهو دقيق إلى الطول ما هو شبيه بالنبات الذي يقال له لسان البقر وعلى الأعضاء عند الزوايا التي فيما بين الأغصان والساق الذي يتفرع منه ورق ملتزق وله زهر أصفر وثمر على الساق شبيه بثمر النبات الذي يقال له فلومس وعلى الساق وعلى الورق شيء شبيه بالغبار والزغب خشن في اللمس يعرض منه لليد إذا مسكته حكة وله عروق لون ظاهرها أسود ولون باطنها أبيض لزجة وإنما تستعمل هي من هذا النبات فقط. جالينوس في الثامنة: وأما سمقوطن آخر وهو الأكثر فإن قوته شبيهة بقوة ذلك ولكنه إذا ذاقه الذائق لم يجد في طعمه حلاوة ولا له أيضاً طيب رائحة إذا شمه الإنسان بل هو في هذه الخصال بعيد عن النوع الذي ذكرناه قبله، ولما كان فيه شيء لزج يهيج الحكة صار شبيهاً بالعنصل من هذا الوجه وهو يستعمل في جميع الوجوه التي يستعمل فيها النوع الذي قبله. ديسقوريدوس: وإذا شرب كان صالحاً لنفث الدم من الصدر ومن عرض له في وسط بعض عضله شدخ وقد يخلط بورق النبات الذي يقال له أبريفازن، ويضمد به الأورام الحارة وخاصة العارضة في المقعدة وينتفع بها وإذا ضمدت به على الجراحات في أوّل ما تعرض ألزقها، وإذا طبخ مع اللحم ألزق بعضه ببعض.

سمانى:

ابن سينا: أكل لحمه يخاف منه التمدد والتشنج لا لأنه يأكل الخربق فقط بل لأن في جوهره هذه القوة وأظن أن اغتذاءه بالخربق هو لمشاكلة المزاج. الشريف: يسمى قتيل الرعد من أجل أنه إذا سمع صوت الرعد مات وهو طائر يخرج من البحر. إذا لعقت مرارته نفعت من الصرع وإذا قطر دمه في الأذن شفي وجعها وإذا استعمل أكله دائماً لين القلب القاسي، ويقال إن هذه الخاصية موجودة في لبه فقط. ابن زهر في أغذيته: أما جرمها فبإجرام العصافير أشبه وأما مزاجها فكأنها بين مزاج الدجاج والحجل وهي إلى مزاج الدجاج أميل وهي ألطف جوهراً وأميل إلى الحر قليلاً وهي جيدة الكيموس طيبة الطعم نافعة للأصحاء والناقهين ولحومها تفتت الحصاة وتدر البول.

سمك:

ديسقوريدوس في الثانية: سماريس وهو صنف من السمك رأس المملوح منه إذا أحرق قلع اللحم الزائد في القروح ومنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ويقلع الثآليل التي يقال لها أبلو واللحم الزائد في الأبدان الذي يقال له باليونانية بومو وتسميه الأطباء بالعربية اليوث ولحمه يوافق من لسعه العقرب أو عضه كلب كلب كالذي يفعله لحم كل سمك مالح. وفرميون وهو سمك بحري الطري منه إن أخذ وصير في بطن خنزير وخيط البطن وطبخ بثمانية عشر رطلاً ماء إلى أن يصير إلى ثلاثة أرطال وصفي وبرد وسقي منه أسهل إسهالاً كثيراً برفق وإذا تضمد به من عضه أو نهشه شيء من الهوام انتفع به. الرازي في دفع مضار الأغذية: فلنقل الآن في السمك فنقول إن الفاضل جالينوس قد حكم حكماً كلياً بأن جميع السمك رديء عسر الهضم وهو كذلك ولعسره ما يتولد منه الدم وإذا تولد كان مملوءاً بلزوجات ويتولد منه بلاغم غليظة رديئة، ويتولد منها أمراض خبيثة وأعظم ضرره على من لم يعتده إذا الجئ إلى إدمانه وهو يختلف بحسب أجناسه وعظم جثته وجودة مائه ومكانه الذي يتكون ويكون فيه وبحسب مواضيع منه من شيء أو قلي أو مقر أو تمليح والعظيمة الجثة منها أكثر غذاء وأكثر فضولاً والكثير السهوكة المنتنة الرائحة القليلة اللذاذة رديء الخلط جداً لا ينبغي أن يؤكل وبالجملة أجود السمك ألذه وأقله سهوكة صغيراً كان أو كبيراً وقلما يكون السمك الجيد في النقائع والآجام والمياه القائمة الرديئة وقد يكون في الأودية العظام والقنى العذبة وفي البحر وفي مواضع من البحر دون بعض سمك جيد حسن اللون طيب الرائحة قليل السهوكة وما اصفر وما اسود من السمك فهو رديء في أكثر الأمر وقد يصلح السمك الهاربا وإذا اتخذ بالخل للمحمومين والمحرورين وينفع أصحاب اليرقان والأكباد الحارة وأضر ما يكون السمك بأصحاب الأمزجة الباردة والمعد البلغمية فإنه يولد في هؤلاء عن إدمانه أمراضاً رديئة في العصب والدماغ، ولذلك ينبغي لمن يضطر منهم إلى إدمانه أن يقليه أو يشوبه بدهن الحور والزيت وأن يأكله بالفلفل المسحوق ويأخذ عليه الزنجبيل المربى ويشرب عليه الشراب الصرف القوي المقدار ويصابر العطش ما يمكن فإن السمك طريه ومالحه جميعاً معطش وإن اتفق في حالة أن يشرب عليه من الماء فإنه يميد المعدة ويشتاق إلى القيء والأجود أن لا يأكل السمك إلا يوماً يعزم فيه على القيء ومتى أكل منه ولم يتفق القيء شرب بعده دواء مسهلاً ليخرج من المعدة والبدن ما يولده من البلغم اللزج والزجاجي الذي كثيراً ما يكون سبباً للقولنج الصعب والفالج والسكتة والعسل أيضاً مما يصلح إذا أخذ عليه ويجلو بلاغمه ويغير مزاجه ولا سيما إن كان مع شيء من الأفاويه إلا أنه من قبل أن يزيد في العطش إنما كان الخل أوفق منه في إصلاحه وذلك لمن يكثر به العطش ويسرع إليه. والمكبب من السمك على الجمر أخف على المعدة من المقلو في الدهن ولا سيما الهاربي والصغار منه فأما ما لوث في الدقيق وقلي بالدهن فوخم جداً كثير الأعطاش بطيء النزول والمالح من السمك أيضاً فلا يخلو من توليد البلاغم الزجاجية على ممر الأيام ولكن أكثر وأسرع ما يتولد منه البلاغم المالحة التي تكون سبباً للجرب المتقشر والقوابي البيض ويفسد المزاج على الأيام ويؤدي إلى الإستسقاء وذلك أنه لا يدر البول بل يسد مجاريه ومجاري الكبد ويدعو إلى كثرة شرب الماء إلا أنه أقل توليداً للقولنج فيمن لم يعتلى ويكثر منه، فأما من اعتاده فربما جفف البطن تجفيفاً شديداً ويصلح السمك المالح مرة بالخل إذا أكل معه أو مقربه فيقل توليده للعطش ويلطف البلغم المتولد منه ومرة بأن يقلي بالدهن ويؤكل بعده العسل والفانيذ، فيغير الدهن مزاجه القشف الذي أكسبه الملح ويقلل أيضاً إعطاشه. الرازي في الحاوي: قال جالينوس في كتاب الأغذية: إن السمك يختلف النوع الواحد منه بحسب اختلاف مكانه فلحم ما يكون منه في مواضع فيها حمأة وعكر وكدر وفضول كثيرة فعلى غاية اللزوجة والذي يكون في الماء الصافي أجود وأفضل وخاصة إن كان ذلك الماء يحرك برياح تهب والذي يكون في الماء الصافي بحيرات يسترها عن الريح شيء فهو أجود مما يكون في بحيرات كثيرة الأمواج لأن رياضته تكون أكثر وفضوله أقل وأخس من هذا الذي يكون في فوهة النهر مخرج أقذار مدينة وأوساخها وما كان في بحيرة تتصل بنهر  عظيم من أحد جانبيه وببحر عظيم من الجانب الآخر وما كان في بحيرات منقطعة عن الأنهار والبحار خاصة إن كانت هذه غدراناً صغاراً لا ينصب إليها أنهار كبار ولا فيها عيون عظام تتبع والذي في المياه التي ليست جريتها قوية رديء أيضاً والذي في نقائع الماء والآجام لحمه في الغاية القصوى من كثرة الفضول والرداءة والذي يكون في الأنهار فأجوده ما يكون في أنهار قوية الجرية حادتها، وأما ما يكون في أنهار تفيض إلى بحيرات فليس هو الجيد وجودة السمك تكون من قبل غذائه وذلك أن منه ما يغتني من حشيش وأصول نبات يكون لحمه لذلك أجود ومنه ما يغتذي من حمأة وأصول رديئة فيكون أخس ومنه ما يغتني من أقذار مدنية وأوساخها فيكون لذلك أيضاً أردأ من جميع السمك حتى أنه إن مكث فضل قليل بعد إخراجه من الماء نتن وما كان من السمك كذلك فكله رديء الطعم عسر الهضم والذي فيه من الغذاء الجيد مقدار يسير ومن الفضول كثير. وأفضل السمك ما كان في بحر صاف نقي الماء جداً وخاصة إن كان شط ذلك البحر ليس أرضاً ترابية ردغة بل إما رملية وإما خشنة صخرية فإن كان مع ذلك البحر ليس أرضاً ترابية وكان سمكه يستقبل الشمال كان سمكه بكثير أفضل وذلك أنه تكثر حركته بمهب الريح الذي يخالطه لما وصفناه مما يزيد في جودة الطبع وفضيلة جوهره والسمك الذي يكون في البحيرة المتصلة من أحد جانبيها بنهر عظيم، ومن الجانب الآخر ببحر لحمه بين السمك البحري والنهري لأنها تستريح إلى الماءين ومن طبع هذا السمك أن يغالب جريه ماء النهر ويبعد عن البحر كثيراً إلا أن السمك البحري ليس له شوك صغار وأما السمك الذي يدخل إلى البحر من الأنهار فإنه مملوء شوكاً صغاراً يؤخذ ليعرف الجيد من السمك بأن لا يكون في لحمه فضل حدة وحرافة وأما التفه الطعم أو الغالب في طعمه طعم الشحم والدسم فهو أحسن في اللذاذة وأردأ في عسر الهضم وهو أيضاً رديء للمعدة رديء الغذاء. وما كان من السمك فيه رطوبة ولزوجة مخاطية فإنه إذا ملح أذهب الملح عنه ذلك والقريب العهد بالملح أفضل والدم المتولد من جميع السمك أرق وألطف من المتولد من المواشي وغذاؤه أسرع تحليلاً وأما السمك القليل الرطوبة الذي يكون يكاد يتفتت لعدم الرطوبة والسمين فإنه كثير الغذاء لأنه صلب أرضي قليل الرطوبة والدسم ينفذ سريعاً أول ما يؤكل ثم يرجع فيقلل الشهوة، وأما السمك الصخري فسريع الإنهضام وفي غاية الجودة والموافقة لحفظ الصحة لأنه يولد دماً متوسط القوام ويتلو السمك الصخري في الفضل السمك اللجي والذي يرعى في مواضع أقذار مدنية فإنه ما ازداد سمناً كان أردأ غذاؤه وأكثر فضولاً وما صلب لحمه وغلظ من السمك أكل بالصباغات وبالأشياء الملطفة. وما كان منه فاضلاً محموداً فإنه يصلح أسفندياجاً للناقهين. وأما الأصحاء الأعضاء فيصلح لهم المشوي على الطابق المكبب. ابن ماسه: المارماهي يزيد في الباه. جالينوس في السادسة: من منافع الحيوان أنه أبرد الحيوان والدليل على أن السمك بارد أنه إما عديم الدم وإما قليله، وقال في الخامسة من تدبير الأصحاء أن السمك مدحه في كثير من الناس باطل فإنه وجميع ما يتخذ منه عسر الهضم يولد السدد في الأحشاء وغيرها، وإنما يقلل من سدده إذا أكل معه عسل كثير ويسخنه العسل ويلطفه ويسرع إخراجه ولا ينبغي أن يؤخذ على السمك المالح الجوارشنات الحارة كي لا يلتهب البدن منه من ساعته ويثور الحمو بل يكفي في ذلك العسل والفانيذ وليس يجوز أن يأخذ أيضاً ذلك عليه من كان محروراً لكن ينبغي أن يشرب عليه السكنجبين الحامض ويتجرع عليه الخل ويؤكل ممقوراً وأشر ما يكون السمكَ وأوخمه وأبطؤه نزولاً إذا جمع إلى البيض ولا يكاد يسلم من أكله من الهبضة. ولذلك ينبغي أن يشرب عليه من ساعته شراب يسير صرف حتى إذا نزل قليلاً عن فم المعدة شرب عليه شراباً كثيراً ممزوجاً ليلين عليه البطن سريعاً ويخرج ثم يؤكل الغذاء بعد خروجه بيوم من الجلنجبين العسلي أو العتيق من السكري على حسب مزاج البدن ويشرب عليه من به غثى شربة من رب السفرجل ومن لا غثى به شربة من ماء حار يغلي غلياناً.

سميكة صيدا:

الشريف: إن هذا الحيران يوجد في عين بقرب مدينة صيدا من أرض الشام وهي أشبه شيء بصغير الوزع وهذه السميكة تصاد في أيام الربيع لا في غير ذلك من فصول السنة وذلك عند هيجانها وكثرة حركتها والمنتفع منها بالذكور خاصة. ولها علامات يمتاز لها الذكور من الإناث ما دامت حية فإذا ماتت وجفت خفيت علامتها فلم يكن لها فضل وهذه السميكة إذا صيدت ملحت بقليل ملح وجففت فإذا احتيج إليها وأخذ منها وزن نصف درهم مسحوق في خمر أبيض وذلك في إثر الطعام ونيم عليها حركت شهوة الجماع وأسرعت الإنعاظ. وزعم قوم أن من علامتها الدالة على ذكورها من إناثها صغر رؤوسها وطول أبدانها ومستعملها قليل. ابن جميع في كتاب الإرشاد: أجودها ما صيد بعد نصف شهر شباط والذكر منها ما يهيج باه الرجال وعلامته رقطة تحت حنكه الأسفل وتراكب رجليه والأنثى تهيج باه النساء والمستعمل منه نحو الخروبة يلقى على بيضة وتقلى وتؤكل.

سمن:

جالينوس في 15: والسمن هو محلل منضج ولذلك يستعمل في الأورام التي تحدث خلف الآذان وأورام الأربيتين وغيرها إذا أردنا تليينها وسرعة إنضاجها. قالت الخوز: سمن البقر يمنع سم الأفاعي من الوصول إلى القلب. الرازي: أخبرني ابن سوادة أنه نهش بالبادية رجلاً أفعى فسقاه سمن بقر عتيق كان معه فلم ينله ضرر البتة. ابن سينا: هو يفعل أفعال الزبد وهو أقوى في الإنضاج والأرخاء والتليين والإسخان حار رطب في الأولى منضج محلل وأكثر فعله في الأبدان الناعمة والمتوسطة دون الصلبة وينضج الأورام وخصوصاً الذي في أصل الإذن خصوصاً للصبيان والنساء وتليين الصدر وينضح الفضول فيه وربما عقل البطن وربما أطلقه وهو ترياق للسموم المشروبة. الشريف: إذا احتقن به مع ماء الرماد نفع الزحير وقروح الأمعاء وإذا وضع منه في قطنة وضمدت به القروح أذهب الخشكريشة منها، وإذا وضع منه في قطنة ووضعت على فم جرح منعه أن يلتحم يفعل هذا به عند الإحتياج إلى تنقية القروح ذوات الغور وكثيراً ما يستعمله الأطباء في توسيع أفواه الجراحات وإذا عجنت الحناء بعتيقه وطلي بها على الجرب العتيق أذهبه، وإذا شرب منه أوقية مع نصف أوقية من السكر أطلق البول المحتبس وحيا جرب ذلك فحمد، وإذا احتمل في فرزجة نفع من قروح الأرحام وينفع من البواسير إذا لطخ به على المقعدة وإذا خلط أوقية منه مع سكرجتين ماء رمان نفع من الداوسنطاريا منفعة بينة، وخاصته تليين صلابة العين إذا طلىِ عليها وإذا خلط به زيت وطلي به على الأجفان الجرية نفعها وإذا اكتحل به مع ماء عنب الثعلب نفع من ضربان العين وأورامها ونفع من أوجاع الأذنين وإذا لعق على الريق رطب السعال المزمن اليابس ونفع منه وينبغي أن يجتنب في العلل الرطبة وإذا طلي بالسمن على الوجه ليلاً وينام به يفعل ذلك سبع ليال نقى الوجه وحسن ديباجته وصقله وكذا يفعل الزبد.

سميقلس:

ديسقوريدوس: وأهل رومية يسمون طقس وهو شجرة شبيهة بشجرة الأرطي في ورقها وعظمها وينبت في المواضع التي يقال لها أنطاليا والبلاد التي يقال لها أسبانيا وهي بلاد الأشنان وقد يعتلف ثمر ما ينبت من هذا النبات بالبلاد التي يقال لها أنطاليا طائر من صغار الطيور فيسود ومن أكله من الناس عرض له من ذلك استطلاق البطن، وأما ما كان منه نابتاً بالبلاد التي يقال لها مونيونيا فقد أفرطت قوته في المضرة حتى أنه إن قعد أحد تحته أو نام في ظله ضره وكثيراً ما يموت وإنما ذكرنا هذا النبات في كتابنا هذا ليحترز منه. جالينوس في الثامنة: هذه الشجرة قوتها قوة قتالة.

سماقيل:

هو السماق وقد ذكر.

سمنة:

قد ذكر في حرف الحاء حب السمنة.

سمرنيون:

هو الكرفس البري وسنذكره في الكاف.

سمار:

هو الأسهل وقد ذكر في الألف.

سمق:

هو المرزنجوش بالعربية وسنذكره في الميم.

سمسم بري:

هو الجلبهنك وقد ذكر في الجيم.

سم الحمار:

هو الدفلي وقد ذكر من قبل في الدال.

سم الفار:

وهو التراب الهالك عند أهل العراق وأهل الأندلس يعرفونه برهج الفأر وهو الشك وسنذكره في الشين المعجمة.

سم السمك:

هو الماهي زهره ويذكر في حرف الميم.

سمور:

كتاب التكميل يكون في بلاد الأتراك حار يابس يسخن إسخاناً كثيراً فوق إسخان سائر الأوبار، وهذا الحيوان أشد حرارة على الإنسان من جميع الحيوانات السبعية وجلده سريع التغير لأنه لا يدبغ كما تدبغ سائر الجلود. المنهاج: هو والدلق متقاربان وهو يسخن إسخاناً ويجفف ولبسه ينفع المشايخ والمبرودين. وقال غيره: إن لباس السمور جيد للصدر والكليتين.

سني:

أبو حنيفة الدينوري قال: الفراء وهو هذا الذي يتداوى به ويسمى السني المكي وأخبرني بعض الحجازيين قال: يخلط السنى المكي بالحناء فيكون شباباً له يسود به. وقال أبو زياد الأعرابي: السنى من الإعلاث وفيه كل شيء ينعت في العشرق إلا أن ورقته دقيقة وإذا جف صار له زجل لأن له سنفة وهي خرائط طوال فيها حب منتظم ولتلك السنفة معاليق دقاق فإذا هبت عليه الريح تخشخشت حتى تضمه الرعاء ويخلط ورقه بالحناء فيسود الشعر. غيره: المستعمل منه ورقه وهو شبيه بورق المازريون وأجوده المكي. أمية بن أبي الصلت: السنى حار يابس في الأولى يسهل المرة الصفراء والمرة السوداء والبلغم ويغوص في العضل إلى أعماق الأعضاء ولذلك ينفع من النقرس وعرق النسا ووجع المفاصل الحادث عن أخلاط المرة الصفراء والمرة السوداء والبلغم والشربة منه في المطبوخ من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم. إسحاق بن حنين: قال بولس: إنه ينفع من الوسواس السوداوي ومن الشقاق العارض في اليدين وينفع من تشنج العضل ومن انتثار الشعر ومن داء الثعلب والحية والقمل العارض في البدن وبنفع من الصداع العتيق ومن الجرب والبثور والحكة ومن الصرع. حبيش بن الحسن: السنى حار يابس يسير الحرارة ويبسه قريب من الحرارة وله بشاعة في وقوعه في المعدة يقوي حزم القلب فإن خلطت به الأدوية التي ذكرت أنها تصلح البنفسج أصلحته وشرب مائه مطبوخاً أصلح من شربه مدقوقاً وإذا شرب وحده فالشربة منه مدقوقاً من درهمين إلى ثلاثة ومطبوخاً من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم. الشريف: إذا طبخ في زيت أنفاق وشرب منه أخرج الخام بليغاً وينفع من أوجاع الظهر والوركين.

سنبل:

الشريف: هو ثلاثة أصناف هندي ورومي وجبلي فلنبدأ منه بسنبل الطيب وهو الهندي وهو العصافير. ديسقوريدوس في ا: بارديين هو الناردين وهو جنسان أحدهما يقال له الهندي والآخر يقال له السوري لا لأنه يوجد بسوريا بل لأن الجبل الذي فيه يوجد منه ما يلي سوريا ومنه ما يلي بلاد الهند وأجود ما يكون من السوري ما كان حديثاً خفيفاً وافر الجمة أشقر طيب الرائحة جداً فيه شيء من رائحة السعد سنبله صغير مر يجفف اللسان ويمكث طيب الرائحة في الفم إذا مضغ طويلاً. وأما الذي يقال له الهندي فمنه ما يقال له غاميغطس واشتق له هذا الإسم من إسم نهر يجري إلى جانب الجبل الذي يقال له غيغيطس ينبت بالقرب منه وهو أضعفه قوّة لرطوبة الأماكن التي بنيت فيها وهو أطوله وأكثره سنبلاً ومخرج سنبله من أصل واحد وجمام سنبله وافرة وهو ملتف بعضه ببعض زهم الرائحة ومنه ما هو داخل في الجبل وهو خير من الذي وصفنا طيب الرائحة قصير السنبل رائحته تشتبه برائحة السعد وفيه كل ما وصفنا في الناردين السوري وقد يوجد نبات يقال له ناردين سقاريطيقي واشتق له هذا الإسم من إسم الأماكن التي ينبت فيها كثيراً وله سنبل أشد بياضاً من الذي وصفنا وربما كان له في وسطه ساق رائحته مثل رائحة البيش فينبغي أن يرفض هذا الصنف وربما بيع الناردين وقد أنقع بالماء ويستدل على ذلك من بياض السنبل وفحله ومن أن ليس فيه تراب وقد يغش بأن يرش عليه أثمد بماء وسكر ليتلبد ويثقل وقد ينبغي أن ينقى عند الحاجة إليه إن كان في أصوله شيء من طين وينخل ويؤخذ ترابه فإنه يصلح لغسل اليد. جالينوس في 8: هذا السنبل يسخن في الدرجة الأولى ويجفف في الدرجة الثانية يجفف نحو آخرها وهو مركب من جوهر قابض كثير المقدار وجوهر حار حاد ليس بكثير المقدار وجوهر مائل إلى الحرارة يسير المقدار ولما كان مركباً من هذه القوى كان حقيقياً بأن ينفع الكبد وفم المعدة إذا شرب وإذا وضع من خارج وأن يدر البول ويشفي اللذع الحادث في المعدة ويجفف المواد المتحدرة المنصبة إلى المعدة والأمعاء والمواد المجتمعة في الرأس والصدر وأقوى أصناف السنبل في ذلك السنبل المعروف بالهندي وهو أشد سواداً من السنبل الرومي. ديسقوريدوس: وقوة الناردين مسخنة ميبسة مدرة للبول ولذلك إذا شرب يعقل البطن، وإذا عمل منه فرزجة واحتملته النساء قطع النزف ويجفف الرطوبة السائلة من القروح وإذا شرب بماء بارد سكن الغثيان وينفع من الخفقان والنفخ ومن اعتلت كبده ومن به يرقان ومن كانت بكلاه علة، وإذا طبخ بالماء وتكمد به النساء وهن جلوس في مائه أبرأهن من الأورام الحارة العارضة للأرحام وهو صالح لسقوط الأشفار لقبضه وإثنائه إياها وقد يذر على الأجساد الكثيرة العرق وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة ويحتاج إليه في أدوية العين وقد يسحق ويعجن بالخمر ويوعى في إناء جديد ليس بمقير يستعمل في أدوية العين، وأما الدواء الذي يقال له ناردين إقليطي فهو السنبل الرومي والسنبل الأقليطي والمنجوشة أيضاً. ديسقوريدوس في ا: يكون في جبال البلاد التي يقال لها لنجوريا ويسمونه أهل تلك البلاد البي ليفقا وقد يكون أيضاً بسوريا وهي شجيرة صغيرة وقد يقلع بأصوله ويعمل منه حزم تملأ الكف وله ورق طويل لونه إلى الشقرة ما هو وزهر أصفر وإنما يستعمل منه ساقه وأصله فقط وفيهما طيب الرائحة والمنفعة فينبغي أن يتقدم بيوم في رش الحزم وأن ينقى من الطين وأن يوضع على موضع ندى وقد جعلتها في قراطيس وفي اليوم الثاني ينقى فإنه لا يتبين حينئذ الجيد من الرديء لما أفادته الرطوبة من القوّة ويغش بعشبة تقلع معه شبيهة به ويسمونها لزهومة رائحتها رائحة البيش والمعرفة بها هينة وذلك أنه ليس لها ساق وهي أشد بياضاً وورقها أقصر من ورق الناردين الأقليطي الحقيقي وليس لها صل مر ولا طيب الرائحة مثل أصله وإن أحببت أن توعيه فاعزل سوقه وأصوله واسحقهما في إناء من خزف جديد واستقص تغطيته، والجيد منه ما كان حديثاً طيب الرائحة كثير الأصول ليس بهين الإنفراك ممتلئاً. جالينوس في 8: قوة هذا السنبل هي من جنس قوّة سنبل الطيب الذي ذكرناه من قبل إلا أنه أضعف منه في جميع خصاله خلا الإدرار للبول وهو أشد حرارة من ذلك السنبل وقبضه أقل من قبض ذلك. ديسقوريدوس: وقوته مثل قوة الناردين السوري غير أنه أدر للبول وأصلح للمعدة  وينفع إذا شرب بطبيخ الأفسنتين من الأورام الحارة العارضة من الكبد ومن اليرقان ونفخ المعدة، وإذا شرب بخمر نفع من ورم الطحال وأوجاع المثانة والكلى ومن نهش الهوام ونفع في أخلاط المراهم وأشربة ولطوخات حارة. ديسقوريدوس في 5: وأما الشراب الذي يتخذ بالسنبل الرومي وهو المنجوشة وبالساذج فهذه صفته يؤخذ من كل واحد من هذه الأدوية نصف من ويلقى في كوز من العصير ويروق بعد شهرين ويشرب مقدار قوانوس ممزوج بثلاثة أضعافه ماء ينفع من العلل التي تكون في الكلى واليرقان وعلل الكبد وعسر البول وفساد اللون وعلل المعدة. ومن الناس من يتخذه على هذه الصفة يأخذ من الوج أوقيتين ومن المنجوشة ثلاث أواق فتلقيه على جرة من عصير. ديسقوريدوس في ا: وأما الدواء الذي يقال له ناردين وهو الجبلي ويسميه بعض الناس بولاقيطس وبيرس فإنه يكون بقليقيا وسوريا ورقه شبيه بورق القرصعنة وأغصانه شبيهة بأغصانها غير أنها أصغر وليس هي بخشنة ولا متشوكة وله أصلان أو أكثر سود طيبة الرائحة كالتي للخنثى غير أنها أدق وأصغر بكثير وليس له ساق ولا ثمر ولا زهرة وأصله يصلح لكل ما يصلح له ناردين إقليطي. جالينوس: هذا السنبل ينبت كثيراً في بلاد قيلقيا وهو أضعف من جميع أنواع السنبل التي ذكرتها. ديسقوريدوس: وأما الشراب الذي يتخذ بالسنبل البري فهذه صفته يؤخذ أصل السنبل البري وهو حديث فيسحق وينخل ويلقى منه ثمانية مثاقيل في مقدار كوز يقال له خوس من العصير ويترك شهرين ويصفى وهذا الشرب أيضاً ينفع من علل الكبد ومن عسر البول ومن علل المعدة والنفخ. إسحاق بن عمران: السنبل مفتح لسدد الرأس مذك للذهن مقو للمعدة والكبد مسخن لهما ولسائر الأعضاء محسن للون يذهب بعسر النفس. التجربتين: ينفع من الإستسقاء اللحمي منفعة بالغة ويمسك الطبيعة ويقوي فعل القوة الماسكة في داخل البدن كله ويقطع القيء البلغمي ويحلل الرياح المتولدة في المعدة.

سندروس:

إسحاق بن عمران: صمغ أصفر يشبه الكهرباء إلا أنه أرخى منه وفيه شيء من مرارة. ابن ماسويه: حار يابس في الدرجة الأولى يقطع فضول البلغم من المعدة والأمعاء ويقتل الدود وحب القرع وينفع من استرخاء العصب الحادث من إفراط البرودة والرطوبة والإمتلاء. ماسرحويه: إن دخن به النواصير جففها. الطبري: يشبه الكهرباء في قوته وتنفع دخنته من الزكام. المنصوري: ينفع من نفث الدم والبواسير شرباً. حبيش بن الحسن: حار شديد الحرارة يابس يسير اليبس إذا تبخر به أنزل البلة من الرأس ونفع النزلة وإن نثر على القروح جففها. بديغورس: خاصته النفع من النزلات ونزف الدم. إسحاق بن عمران: وإذا خلط بدهن الورد حتى يغلظ نفع من الشقاق المزمن الواغل في اللحم الكائن في اليدين والرجلين. ابن سينا: خاصته يحبس الدم ويستعمله المصارعون ليخففوا وليقووا ولا ينبهروا وينفع من الخفقان ومن الربو الرطب بتجفيفه وينفع الطحال وهو جيد للإسهال المزمن. الغافقي: إذا سحق وذر على كبد عنز وشويت على النار واكتحل بالصديد الذي يسيل منه نفع من الغشاء وإذا شرب بماء العسل أدر الطمث والبول وإذا قطر في العين جلا الآثار جلاء عجيباً بمنزلة السحر ويمنع دخانه النوازل ويحبس الدم من أيّ موضع كان شرباً.

سندريطس:

البطريق: تأويل هذا الإسم الحديدي ويسمى بالسريانية سسميقا. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه إيراقلنا وهو نبات مستأنف كونه في كل سنة وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له فراسيون إلا أنه أطول منه مثل ورق النبات الذي يقال له الأسفافس أو مثل ورق شجر البلوط إلا أنه أصغر منه وهو خشن له قضبان مربعة طولها نحو شبر أو أكثر ليست بكريهة الطعم يقبض قبضاً يسيراً عليه شيء شبيه بالفلك مستديرة مثل مالفراسيون وفي تلك الفلك بزر أسود وينبت في مواضع فيها صخور. جالينوس في 8: في هذا النبات شيء يجلو ورطوبة كثيرة وهو مبرد قليلاً وفيه مع هذا شيء يسير من القبض فهو بهذا السبب يمنع من حدوث الأورام الحارة ويدمل الجراحات الحادثة عن السياط. ديسقوريدوس: ورق هذا النبات إذا تضمد به ألحم الجراحات ومنع منها الورم.

سندريطس آخر:

ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له أغصان طولها نحو من ذراعين دقاق وورق على قضبان طوال تخرج من الأغصان شبيهة بورق النبات الذي يقال له بطارس وهو السرخس مشرف كثير العدد نابت من جانبي القضبان وعلى الأغصان النابتة في أعلى موضع من النبات شعب رقاق طوال في أطرافها رؤوس مستديرة شبيهة في استدارتها بالأكرخشنة فيها بزر شبيه ببزر السلق إلا أنه أشد إستدارة منه وأصلب وقوّة هذا النبات وورقه يوافق الجراحات. لي: هذا النبات تسميه عامتنا بالأندلس خير من ألف ومنهم من يسميه توث الثعلب والتوثية أيضاً وأما أهل المغرب الأقصى والأوسط أيضاً فيعرفونه بعشبة كل بلاء. ديسقوريدوس: وقد يكون سنديريطس آخر وقراطوس تسميه إيراقلنا وهو نبات ينبت في الحيطان ومراجات الكروم وله ورق كثير نابت من أصل واحد شبيه بورق الكزبرة على أغصان طولها نحو من شبر ملس غضة لونها إلى البياض مع شيء مع حمرة وزهر أحمر قان صغار لزج في المذاق وهذا النبات إذا وضع على الجراحات ألزقها في ابتداء ما يعرض ومن الناس من يسمي النبات الذي يقال له أخيلوس سندريطس وهو نبات له قضبان طولها نحو من شبر أو أكثر شبيه بالمغازل عليها ورق صغار مشرف الجانب تشريفاً متقارباً شبيه بورق الكزبرة ولونه إلى الحمرة ما هو قوّي الرائحة ليست بكريهة رائحته قريبة من رائحة الأدوية وعلى أطراف القضبان أكر مستديرة وزهر أبيض في ابتداء كونه ثم بآخره يتلوّن بلون الذهب وينبت في أماكن جيدة التربة، وهذا النبات إذا دق ناعماً ووضع على الجراحات بدمها ألحمها ومنع منها الورم وقد يقطع نزف الدم أيضاً وإذا احتملته المرأة قطع نزف الدم من الرحم وقد يجلس النساء في طبيخ هذا النبات فيقطع سيلان الرطوبة من الرحم وقد يشرب طبيخه لقرحة الأمعاء. جالينوس: قوّة هذا النوع شبيهة بقوّة الصنف الأول من الخصال التي ذكرناها إلا أن هذا النبات يفوق تلك الحشيشة في القبض ولذلك هو نافع من انفجار الدم وقروح الأمعاء والنزف العارض للنساء. لي: زعم بعض التراجمة المصنفين في هذا الفن أن عصارة هذا النوع هو دم الأخوين، ولعمري لقد غلط في ذلك لأن دم الأخوين دموع شجرة كبيرة تكون بجزيرة سقطرا معروفة بهذا وهذا النوع المسمى أخيلوس من العشب وليس بشجر له عظم.

سنباذج:

إسحاق بن عمران: قال أرسطوطاليس طبع حجر السنباذج البرد في الدرجة الثانية واليبس في الدرجة الثالثة ومعدنه في جزائر بحر الصين وهو حجر كأنه مجتمع من رمل خشنِ ويكون منه حجارة متجسدة كبار وصغار وخصوصيته أنه إذا سحق فانسحق كان أكثر عملاً منه إذا كان على تخشينه ويأكل أجسام الأحجار إذا حكت به يابساً ومرطباً بالماء وهو مرطب بالماء أكثر فعلاً وفيه جلاء شديد وتنقية للأسنان وله حدة يسيرة ويستعمل في الأدوية المحرقة والأدوية المجففة والأدوية المبرئة لترهل اللثة وتغير الأسنان وإن أحرق بالنار وسحق وألقي على القروح والبثر العفنة التي قد طال مكثها أبرأها. جالينوس في 9: قوته قوة تجلو جلاءً شديداً والدليل على ذلك أن النقاشين والخراطين يستعملونه في المواضع التي يحتاجون فيها إلى ذلك وقد جربناه نحن من أنه ينقي الأسنان ويجلوها وفيه قوة حادة ولذلك صار بعض الناس يخلط منه في الأدوية المحرقة والأدوية المجففة التي تنقي اللثة المترهلة. ديسقوريدوس في الخامسة: هو حجر يستعمله نقاش الخواتيم في جلاء الفصوص وقد يصلح لأن يستعمل في أخلاط المراهم المتعفنة والمراهم المحرقة وقد ينفع اللثة المسترخية ويجلو الأسنان. لي: زعم ابن واقد في مفرداته أن حجر السنباذج هو حجر الماس وأضاف إليه ما قاله ديسقوريدوس وجالينوس في السنباذج إلى قول غيرهما في الماس ولم يعلم رحمه الله أن حجر الماس لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس.

سنجاب:

كتاب التكميل إسخانه يسير لأن الغالب على مزاج حيوانه كثرة الرطوبة وقلة الحرارة لإغتذائه بالفواكه ولذلك يصلح لبسه للمحرورين والشبان ومن يداوم شرب النبيذ لأنه يسخن إسخاناً معتدلاً.

سنجفر:

هو الزنجفر وقد ذكر في حرف الزاي.

سنديان:

هو شجر البلوط عند أهل الشام بلا خلاف.

سنديان الأرض:

زعموا أنه الفراسيون والصحيح أنه النبات الذي سماه ديسقوريدوس في الثالثة بلوطي وقد ذكرته في الباء.

سني أندلسي:

هو العينون وسنذكره في العين المهملة.

سنبل الكلب:

هو ثمر شجر الدردار المعروفة بألسنة العصافير.

سنور:

بعض علمائنا: الفرو المتخذ من السنور الهندي حار يابس شديد الإسخان يجري مجرى الثعلب وهو منمر الجلد يشبه في اكتنازه جلد الذئب وفي حره ويبسه جلد الثعلب. عبد الملك بن زهر: ومقارنة القطط وأنفاسها يورث الذبول والسل. الشريف: إذا ذبح سنور وألقي كما هو بدمه في قدر وطين عليه وأحرق حتى يصير رماداً وأخذ ذلك الرماد وخلط بخل وطلي منه بريشة على الشقاق الكائن بين الأصابع من اليدين والرجلين أبرأها وحيا. الغافقي: لحمه حار رطب ينفع من أوجاع البواسير ويسخن الكلى وينفع من وجع الظهر. التجربتين: وزبل القطط يسقط المشيمة بخوراً كان أو حمولاً. ابن ماسه: لحم السنور إذا جفف ودق استخرج النصول والأزجة لأن له جذباً شديداً.

سورنجان:

هي العكبة بالديار المصرية واللعبة البربرية عند أطباء العراق. ديسقوريدوس في الرابعة: فلحيقن ومن الناس من سماه بلبوسا ومنهم من سماه أقيمارون وهو نبات يظهر له زهر في آخر الخريف لونه أبيض شبيه في شكله بزهر الزعفران ومن بعد ذلك يخرج ورقاً شبيهاً بورق البلبوس وفيه شيء من رطوبة يدبق باليد وله ساق طوله نحو من شبر وعليه ثمر لونه أحمر قاني إلى السواد وأصل عليه قشر في لونه حمرة وإذا قشر الأصل ظهر باطنه أبيض وهو لبن حلو ملآن من رطوبة وهو مستدير شبيه ببصلة البلبوس ويخرج من وسطه الساق وعليه زهر وكثيراً ما ينبت هذا النبات في المكان الذي يقال له قلخى، وفي البلاد التي يقال لها ماشنينا وإذا أكل قتل بالخنق كمثل ما يقتل الفطر وإنما ذكرناه في كتابنا هذا لئلا يغلط أحد فيأكله بحساب البلبوس فإنه مشتهي لذيذ يدعو إلى أكله من لم يجربه في علاجه وعلاجه كعلاج أكل الفطر وينتفع به أيضاً بلبن البقر إذا شربه وإذا استعمل لبن البقر في هذه العلة لمن يحتج معه إلى غيره من العلاج في باب أقيمارون. جالينوس في السادسة: الدواء الذي يقال قلحيقون دواء قتال. نقل ابن البطريق في ترجمته الأدوية عن جالينوس له قوة مسهلة وكذلك الماء الذي يعمل به ويعطى خاصة لمن به وجع المفاصل في أوقات النزلات بعينها وهو رديء للمعدة جداً. الغافقي: السورنجان أصل كالقسطلة في الشكل عليها قشر كقشرها ويجرد عن مثلها هكذا يكون في زمن الخريف ثم يطلع من عرض القسطلة حذاء أطرافها المحملة نورة لاصقة بالأرض على هيئة السوسنة البيضاء وردية اللون وربما كانت بيضاء وصفراء فإذا جفت أبدت ورقاً كورق العنصل أو أغلظ منه لاطئاً بالأرض وذلك زمن الربيع وتعود حينئذ تلك القسطلة التي كانت أصل هذا النبات بصلة كبصلة العنصل ثم لا تزال تتلاشى هذا البصلة حتى تجدها زمن الخريف قسطلة والمستعمل من هذا النبات أصله إذا كان في شكل القسطل وأكثر ما ينبت في سطوح الجبال وفي الروابي. التميمي: وله خاصية في النفع من البواسير الباطنة عجيبة ظاهرة الأثر ليس يأباه لها كثير من الأطباء وذلك أنه إن سحق وأخذ منه وزن نصف درهم وعجن بسمن الغنم العتيق وأخذ في قطنة حمولاً في المقعدة ليلتين نفع ولم يحتج الوصب إلى معاودة التحمل به ليلة ثالثة ويسكن وجع المفاصل الآلمة لطوخاً ببعض المياه. حبيش بن الحسن: السورنجان حار في وسط الدرجة الثالثة يابس في أول الثانية وله خاصية في تسكين أوجاع المفاصل والنقرس والخدر في الأبدان وأجوده ما ابيض داخله وخارجه وصلب مكسره فأما الأسود والأحمر منه فإنهما ضاران جداً إذا خلطا مع أدوية الإسهال حبساها وأوقفاها في المعدة وهما يقتلان إذا شربا بالرداءة فعلهما. المنصوري: السورنجان يزيد في المني. ابن ماسه: هو مجفف للقروح العتيقة. مجهول: السورنجان الأبيض يزيد في الباه. المسيحي: نافع لوجع النقرس غير جيد العاقبة وإذا أكثر منه حجز الفضلات وقفع المفاصل ولذلك ينبغي أن يستعمل من أكثر منه تليين المفاصل وترطيبها. ابن أبي الصلت: يسهل البلغم والخام وينفع من أوجاع المفاصل والنقرس بإسهاله المادة المولدة لهما والشربة التامة منه وزن مثقال مع السكر وشيء يسير من الزعفران وإذا خلط مع الأدوية فمن نصف مثقال إلى درهم وهو مكرب غير مأمون. ابن سينا في مقالته في الهندبا: السورنجان مركب من جوهرين: أحدهما مسهل، والآخر قابض فإذا فعل الحار الغريزي والقوة الطبيعية فيه انفصل اللطيف المسهل ففعل فعلاً وتحليلاً وجذباً للمادة المرتبكة في المفاصل حتى يستفرغها ويعقبه بعد زمان الجوهر البارد اليابس القابض فيرد على تلك الأعضاء والمنافذ فيقبضها ويبردها ويقويها على الامتناع من عود ما سال وانصباب ما ذاب من موضع آخر إليها ولذلك كان من أنفع الأشياء في علل المفاصل وقال في الثاني من القانون: يسكن الوجع في الوقت ضماداً وإن استكثر منه ضماداً صلب الورم وحجره. وينبغي أن يخلط به فلفلاً وكموناً إذا سقي لوجع المفاصل.

سوس:

ويقال عود السوس. ديسقوريدوس في الثالثة: علوقريا ومعناه باليونانية الحلو وهو ينبت كثيراً بالبلاد التي يقال لها قيادوقيا والبلاد التي يقال لها نيطش وهو شجرة لها أغصان طولها ذراعان عليها ورق نحاسي شبيه بورق شجر المصطكى عليه رطوبة تدبق باليد وزهره شبيه بزهرة النبات المسمى براقينس وهو زهر فرفيري اللون ناعم وثمر في عظم ثمر الشجر المسمى قلاطانس وهو أخشن منه وله غلف شبيهة بغلف العدس حمر طوال وأصول طوال شبيهة في لونها بالخشب الذي تسميه أهل الشأم بكسيس وهو الشمار مثل أصول الجنطيان فيها قبض وهي حلوة وتخرج عصارتها مثل الحضض. جالينوس في 6: أنفع ما في نبات السوس وعصارة أصله وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل مع قبض فيها يسير ولذلك صارت تملس الخشونة الحادثة لا في المريء فقط لكن في المثانة أيضاً وذلك لاعتدال مزاجها فجوهرها جوهر مناسب لجوهرنا مشاكل له إذ كان قد تقدم البيان بأن الشيء الحلو حاله هذه الحال ولكن إذا كان فيها مع الحلاوة قبض قد علم من ذلك أن جملة مزاجها في الحر والبرد إنما هو كالسخونة الفاترة فهي لذلك قريبة من المزاج المعتدل ولما كان كل شيء حلاوته معتدلة فهو مع ذلك رطب حق لهذه العصارة أن تقطع العطش من طريق أنها رطبة رطوبة معتدلة باردة أكثر من مزاج بدن الإنسان. وقد زعم ديسقوريدوس أن السوس إن جفف وسحق صار دواء جيداً للظفرة التي تخرج في عين الإنسان واللحم الزائد الذي يخرج في أصول الأظافر. ديسقوريدوس: وعصارتها تصلح لخشونة قصبة الرئة وينبغي أن تجعل تحت اللسان ويمتص ماؤها وإذا شربت بطلاء توافق إلتهاب المعدة، وأوجاع الصدر وما فيه من الآلات والكبد وجرب المثانة ووجع الكلى، وإذا امتص ماؤها قطعت العطش وقد تصلح للجراحات إذا لطخت بها وتنفع المعدة إذا مضغت وابتلع ماؤها وطبيخ أصول السوس وهي حديثة توافق ما توافقه العصارة وأصل السوس إذا جفف وسحق وضمد به نفع من الداحس، وإذا استعمل ذرور أنفع من الظفرة التي تخرج في العين. التجربتين: ربه وطبيخه نافعان من السعال حيث يصير الحل وإذا ألقي في المطبوخات المسهلة دفع ضررها وهون احتمالها على الأعضاء وينفع من جميع أنواع السعال إلا أنه فيما يكون عن أخلاط لزجة ضعيفة فإذا قُوي بأدوية أكثر حلاً وتقطيعاً تقوّى تأثيره وينبغي أن يوضع في علاج جميع علل الصدر والمثانة فإنه أنفع دواء للحرقة والخشونة إذا تمودي عليه وكذلك ربه إذا خالط أدوية الكبد لجميع عللها حسن تأثيرها وعدلها قاطع للعطش على اختلاف أنواعه فإنه بالذات وبمزاجه يقطع العطش الحار السبب واليابسة والمالحة، وأما المتولد عن سدد بلغمية في الماساريقا أو في الكبد وعن خلط لزج لاصق بالمعدة فإنه يسكنه إذا مزج بالماء اجتذاب الطباع إياه لعذوبته وبما فيه من القوة الجلاءة. ابن سينا: يصفي الصوت وينقي قصبة الرئة والحميات العتيقة وينفع من الإختلاج ووجع القصب.

سوندا:

الرازي: قالت الخوذ: إنه بارد رطب يبرئ الورم والصلابة ويحلل المرة وعصارته تحلل الأورام من الأعضاء.

سورج:

ديسقوريدوس في الخامسة: هو شيء يتولد من البحر وهو جنس من الزبد ويتولد على المواضع الصخرية القريبة من البحر وله قوّة مثل قوّة الملح. جالينوس في 11: هذا إنما هو شبيه بالزهرة أو بالزبد يرتفع فوق الملح وهو ألطف من الملح بكثير فهو لذلك يمكن فيه أن يلطف ويحلل أكثر من الملح كثيراً وأن يجمع أكثر ما يبقى من جوهر الجسم الذي يلقاه كما يفعل الملح.

سولان:

ابن سينا: دواء رومي حار يابس في الرابعة يحرق الجلد وينفع من اللقوة إذا سعط منه بحبة بماء السماق ويفش أورام الأجفان وتهييجها والأورام العارضة تحت العين.

سوسن:

هو ثلاثة أصناف فمنه أبيض ونسميه السوسن الإزاذ ومنه بستاني وبري. جالينوس في 7: زهرة السوسن مزاجها مزاج مركب من جوهر أرضي لطيف اكتسبت منه مرارة الطعم ومن جوهر مائي معتدل المزاج ولذلك صار الدهن المتخذ من السوسن المطيب منه وغير المطيب قوته تحلل بلا لذع وتليين ومن قبل ذلك صار نافعاً جداً من الصلابة التي تكون في الأرحام وأصل السوسن أيضاً وورقه إذا سحق على حدة فشأنه أن يجفف ويجلو ويحلل باعتدال ولذلك صار ينفع من حرق الماء الحار لأن هذا الحرق يحتاج أيضاً إلى دواء يجمع التجفيف والجلاء المعتدلين معاً وأصل هذا السوسن الأبيض يؤخذ فيشوى ويسحق مع دهن ورد ويوضع على الموضع الذي يحرقه الماء الحار حتى يندمل ويبرأ وهو من وجه آخر أيضاً دواء جيد محمود ينجح في إدمال جميع القروح وتليين صلابة الأرحام ويدر الطمث، وأما ورق السوسن الأبيض فإنهم يطبخونه ويضعونه لا على الحرق الحادث عن الماء الحار فقط لكن على سائر القروح إلى أن تندمل وتنختم آخر ختمها. وفي الناس قوم يكبسون هذا الورق في الخل ويستعملونه في إدمال الجراحات وقوة الجلاء في أصل هذا السوسن أكثر منها في ورقه مع أن الأصل منه أيضاً ليس فيه من قوة الجلاء مقدار كثير كما قد قلت قبل لأنه إنما هو في الطبقة الأولى من طبقات الأدوية التي تجلو من أجل ذلك متى أردنا أن نجلو به بهقاً أو جرباً والعلة التي ينقشر معها الجلد أو سعفة أو شيئاً من أمثال هذه خلطناه مع بعض الأدوية التي جلاؤها أقوى من جلائه بمنزلة العسل ومتى كان ما يخلط معه من العسل مقداراً معتدل المقدار صار أيضاً نافعاً من جراحات العصب ومن القروح ومن سائر العلل التي كلها محتاجة إلى التخفيف الشديد من غير لذع. وقد اتخذت مرة من ورق هذا السوسن عصارة فجربتها واحتفظت بها للعلاج وطبخت العصارة مع خل وعسل وكان مقدار العصارة أربعة أضعاف كل واحد من الخل والعسل فوجدته عندما بلوته دواء نافعاً فائقاً لجميع العلل المحتاجة إلى التجفيف القوي خلواً من اللذع بمنزلة الجراحات الكبار وخاصة ما كان منها في رؤوس العضل وجميع القروح العتيقة العسرة الإندمال. ديسقوريدوس في الثالثة: زهر السوسن يستعمل في الأكلة ويسميه بعض الناس ليربون ويعمل منه الدهن الذي يقال له ليربس ومنهم من يسميه سوسن وهو دهن السوسن وهو ملين للأعصاب والجساء العارض للرحم وورق هذه العشبة إذا تضمد به نفع من الهوام ونهشها وإذا طبخ كان صالحاً لحرق النار وإذا عمل بالخل كان جيداً للجراحات، وعصارته إذا خلطت بالخل والعسل وطبخت في إناء من نحاس وعمل منها دواء سيال موافق للقروح المزمنة والخراجات في حدثان ما تكون واصلة إذا طبخ بدهن ورد واستعمل أبرأ حرق النار ولين الجساء العارض في الرحم وأدر الطمث وأدمل القروح وإذا سحق وخلط بالعسل أبرأ انقطاع الأعصاب والتواءها ويجلو البهق والجرب المتقرح والنخالة العارضة في الرأس والقروح الرطبة العارضة فيه وإذا غسل به الوجه أنقاه وأذهب تشنجه وإذا سحق وحده أو خلط بالخل أو مع ورق البنج ودقيق الحنطة سكن الأورام الحارة العارضة للأنثيين وقد يشرب بزره لضرر الهوام فينتفع به وقد يدق البزر والورق دقاً ناعماً ويخلطان بشراب ويعمل منه ضماد نافع من الحمرة. الغافقي: طبيخ أصله نافع لوجع الأسنان وخصوصاً البري منه وينفع من نفس الإنتصاب ومن غلظ الطحال ولا نظير لدهنه في أمراض الرحم وصلابته شرباً وتمريخاً ويخرج الجنين وينفع من المغص وإذا شرب من دهنه أوقية ونصف أسهل ونفع إيلاوس الصفراوي وهو ترياق البنج والكزبرة الرطبة والفطر وأصله إذا طبخ في الزيت يفعل ما يفعله دهنه. وزهر السوسن الأبيض إذا شرب نفع من نهش الهوام ويصلح للسعال وينفع من أوجاع العصب ورطوبة الصدر ومن أوجاع الرحم خاصة، وإذا شرب بشراب أدر الطمث وأصله أيضاً يفعل ذلك، وإذا تكمد بطبيخه النساء نفعهن من أوجاع الرحم وإذا إحتمل أدر الطمث. ابن سينا: وإذا شرب أصله بماء وعسل أحد الذهن وأسهل الماء الأصفر والشربة منه من مثقال إلى ثلاثة ودهنه نافع من وجع العصب وضربات الأذن. وقال في الأدوية القلبية: السوسن الإزاذ قريب في الطباع من الزعفران قريب الأحكام من أحكامه ولكنه أنقص حرارة ويبساً منه وهذا أصلح لتقوية القلب وذلك للتفريح فإن في السوسن من تمتين الروح قريباً مما في الزعفران  وليس فيه من البسط الشديد والتحريك العنيف للروح إلى خارج ما في الزعفران فالزعفران لا ينفع في الغشي منفعته لأن السوسن يحرك الروح تحريكاً أنقص مع ضبط وإمساك أشد وذلك يحرك تحريكاً أشد وإمساكاً أقل. ومن السوسن صنف يسمى إيرساتريا وهو سوسن أحمر ويسمى باليونانية كسورس. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من سماه كسيرس ومنهم من سماه إيرس أعريا وأهل رومية يسمون غلاديوان وهو نبات له ورق شبيه بورق الصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا إلا أنه أعرض ورقاً منه وورقه حاد الطرف له ساق خارج من وسط الورق وطوله ذراع غليظ جداً عليه غلف ذات ثلاث زوايا وعلى الغلف زهر لونه الفرفير ولون وسط الزهر أحمر قان وله غلف فيها ثمر شبيه في شكله بالقثاء والثمر مستدير أسود حريف وله أصل كثير العقد طويل أحمر يصلح للجراحات العارضة في الرأس والكسر العارض لقحف الرأس، وإذا خلط به من زهرة النحاس ثلث جزء ومن أصل القنطوريون خمس جزء وعسل وتضمد به أخرج من اللحم بلا وجع كل ما كان من السلاء غائراً في اللحم ومن الأزجة وما أشبه ذلك، وإذا تضمد به مع الخل أبرأ الأورام البلغمية والأورام الحارة وقد يشرب بالشراب الحلو المعمول بماء البحر لشدخ العضل وعرق النسا وتقطير البول والإسهال، وإذا شرب من ثمره مقدار ثلاث أوثولوسات بشراب أدر البول إدراراً كثيراً وإذا شرب بالخل حلل ورم الطحال. جالينوس في 8: أصل هذا قوته قوة جاذبة لطيفة محللة وإذا كانت كذلك فقد علم أيضاً أنها مجففة وبزره في هذه الخصال أكثر من الأصل وهذا البزر يدر البول ويشفي الطحال الصلب. ديسقوريدوس في 4: ومن أنواع السوسن نوع يسمى أقيمارون ومن الناس من يسميه أيضاً إيرسااعريا أي برياً وهو نبات له ورق وساق شبيهان بورق وساق الإيرس إلا أنهما أدق من ورق وساق الإيرس وزهر أصفر مر الطعم صغير وثمر لين المغمز وأصل واحد في غلظ الأصبع مستطيل قابض طيب الرائحة وينبت تحت الشجر وفي المواضع الظليلة. جالينوس في 7: هو دواء قابض طيب الرائحة معاً وذلك مما يدل على أن قوته ومزاجه مركب من قوة مائعة ومن قوة محللة وأفعاله شبيهة بذلك وذلك أن أصله نافع لوجع الأسنان إذا طبخ وتغرغر به وورقه نافع لكل خراج في وقت تزيد الخراجات ووقت منتهاها وينبغي أن يطبخ هذا الورق بشراب ويعمل منه ضماد ويوضع على الخراجات قبل أن تنضج. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات إذا تمضمض به سكن وجع الأسنان وإذا طبخ ورقه بالشراب وضمدت به الأورام البلغمية والخراجات الفجة التي لم تجمع بعد رطوبة حللها ومن السوسن البري صنف يقال له سفرعليتو وهو نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له كسيقيون إلا أنه أدق منه وأشد انحناء وأطول وله ساق على طرفه شيء نابت كأنه بنادق فيها بزر وقد يسقى أصل هذا النبات وبزره بالشراب لنهش الهوام ذوات السموم. جالينوس ني 8: قوة هذا النبات قوة أيضاً فيها تجفيف.

سوار الهند:

هو الدواء الذي يسمى بالفارسية كشت بركشت وسيأتي ذكره في الكاف.

سويق:

منه سويق الحنطة والشعير وسائر الأسوقة. الرازي: في كتاب دفع مضار الأغذية: إن كل سويق مناسب للشيء الذي يتخذ منه فسويق الشعير أبرد من سويق الحنطة بمقدار ماء الشعير أبرد منها وأكثر توليداً للرياح والذي يكثر استعماله من الأسوقة هذان السويقان أعني سويق الحنطة وسويق الشعير وهما جميعاً ينفخان ويبطئان النزول عن المعدة ويذهب ذلك عنهما إن غليا بالماء غلياناً جيداً ثم يصفيا في خرقة صفيقة ليسيل عنهما الماء ويعصرا حتى يصيرا كبة ويشربا بالسكر والماء البارد فيقل نفخهما ويسرع إنحدارهما، وينفعان المحرورين والملتهبين إذا باكروا شربهما في الصيف ويمنعان كون الحميات والأمراض الحادة وهذا من أجل منافعه ولا ينبغي لمن يشربه أن يأكل ذلك اليوم فاكهة رطبة ولا خياراً ولا بقولاً ولا يكثر منها، وأما المبرودون ومن يعتريهم نفخ في البطن وأوجاع الظهر والمفاصل العتيقة والمشايخ وأصحاب الأمزجة الباردة جدّاً فلا ينبغي لهم أن يتعرضوا للسويق البتة فإن اضطروا إليه فليصلحوه بأن يشربوه بعد غسله بالماء الحار مرات بالفانيد والعسل وبعد اللت بالزيت ودهن الحبة الخضراء ودهن الجوز، وسويق الشعير وإن كان أبرد من سويق الحنطة فإن سويق الحنطة لكثرة ما يتشرب من الماء يبلغ من تطفئته وتبريده للبدن مبلغاً أكثر ولا سيما في ترطيبه فيكون أبلغ نفعاً لمن يحتاج إلى ترطيبه، وسويق الشعير أجود لمن يحتاج إلى تطفئة وتجفيف وهؤلاء هم أصحاب الأبدان العثلة الكثيرة اللحوم والدماء. وأما الأوّلون فأصحاب الأبدان الضعيفة القليلة اللحم والمصفرة وأما سائر الأسوقة فإنها تستعمل على سبيل دواء لا على سبيل غذاء كما يستعمل سويق النبق وسويق التفاح والرمان الحامض ليعقل الطبيعة مع حرارة وسويق الخرنوب والغبيرا أيضاً يعقل الطبيعة. التجربتين: وأما سويق الشعير فإنه إذا عجن بماء الرمانين أو سف به جفف بلة المعدة ونفع من السعي الصفراوي ومن صداع الرأس المتولد عن أبخرة حادة وسكن الغثيان وقوى المعدة، وإذا جعل سويق الشعير غذاء الأطفال بأن يطبخ منه حسواً وعصيدة بإحدى الحلاوات وافقهم وأخصب أبدانهم وقطع عنهم ما يعتري الأطفال من الغثيان والإطلاق، ومتى عجن بشراب ورد وزبد طريّ نفع من السحج المقلق المكثر الإختلاف من غير إطلاق.

سيسير:

ديسقوريدوس في 3: ومن الناس من سماه أرقلس وهو ينبت في الأرض المنورة وهو شبيه بالنعنع إلا أنه أعرض ورقاً منه وأطيب رائحة ويستعمل في الأكلة. جالينوس في 8: مزاج هذا وقوّته لطيفة محللة وهو يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة وبزره أيضاً لطيف يسخن ولذلك صار بعض الناس يسقي منه لمن به فواق ولمن به مغص بشراب. ديسقوريدوس: وله قوة مسخنة وبزره إذا شرب بالشراب وافق تقطير البول والحصا وهو يسكن المغص والفواق ويضمد بورقه على الأصداغ والجبهة للصداع وقد يتضمد به أيضاً للسع الزنابير والنحل وإذا شرب سكن الغثي والفواق والقيء.

سيسارون:

ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات معروف أصله إذا طبخ كان طيب الطعم جيداً للمعدة يحرّك شهوة الطعام ويدر البول. جالينوس في 8: أصل هذا إن طبخ نفع المعدة وأدر البول وهو حار في الدرجة الثانية وفيه مع هذا شيء من المرارة والقبض اليسير. لي: زعم بعض التراجمة أنه القلقاس وليس الأمر فيه كما زعموا لأنه ليس يظهر من كلام ديسقوريدوس وجالينوس أن سيسارون هذا القلقاس فتأمله. وقال الرازي في الحاوي: إن حنيناً فسر سيسارون هذا بخشب الشونيز وهو قول بعيد عن الصواب لأن سيسارون دواء غذائي والشونير ليس يوصف بأن له خشباً والمستعمل منه بزره فقط والمستعمل من سيسارون إنما هو أصله فقط فبينهما فرق كبير ظاهر، والأولى أن يقال أن سيسارون دواء مجهول في زماننا هذا وعليه البحث حتى يصح.

سيسبان:

أوّله سين مهملة مفتوحة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم سين أخرى مهملة بعدها باء منقوطة بواحدة مفتوحة ثم ألف بعدها نون إسم بالديار المصرية لشجر حوار العود يرتفع نحو القامتين في غلظ عصا الرمح لونها أخضر ويتدرج في منبته وورقه حمصي الشكل إلى الطول ما هو مزدرع متراصف على غصينة بعضه إلى بعض وقضبانه دقاق رقاق وغصنه على غلظ الرمح الممتلئ من الدردار وكله أخضر وزهره أصفر اللون مليح المنظر فيه شبه من زهر القندول يخلف سنفة مجتمعة في معلاق واحد طولها شبر أو أكثر أو أقل في ورقه الميل معوجة في داخلها ثمر شبيه بالحلبة منه أسود ومنه إلى الصفرة والشجر كله مليح المنظر يغرسونه لتحصين البساتين والحيطان قريباً بعضه من بعض تتداخل أغصانه وعصيه بعضها في بعض. مجهول: منه بري ومنه بستاني وكثيراً ما ينبت بفلسطين طبيعته يابسة وهو دبوغ للمعدة يقويها ويحبس الطبيعة ويدخل في أشياء كثيرة من الطب. لي: وأما السيسبان الذي ذكره الرازي في الحاوي عن يوتس فيوشك أنه أراد به شجر الأثل لا غير فلينظر فيه.

سيبيا:

سمكة معروفة وخزفتها التي في باطنها هي التي تسمى لسان البحر وتسمى ببعض سواحل المغرب بالقناطة بالقاف والنون والطاء والهاء. ديسقوريدوس في الثانية: هي سمكة معروفة بناحية بيت المقدس إذا طبخت وأكل الأسود منها وهي حوصلتها كان عسر الإنهضام مليئاً للبطن وإذا شكل من حدقتها شياف كان صالحاً لأن تحك به الجفون الخشنة وإذا أحرق بغطائه إلى أن يسقط عنه الغطاء وسحق جلا البهق والأسنان والكلف وقد يخلط بأدوية العين إذا غسل، وإذا نفخ في عيون المواشي كان صالحاً للبياض العارض لها، وإذا سحق واكتحل به مع الملح أبرأ الظفرة. جالينوس في 11: من مفرداته أما الدميا فهو رخو رخاوة شديدة وليس مثل خزف الحلزونات والأصداف حجرياً والجلاء هو شيء عام للدميا ولجميع الأصداف وكذا التجفيف وأما لطافة الجوهر فهي موجودة فيه أكثر منها في الصدف ولذلك نستعمله محرقاً في مداواة البهق والكلف والنمش والجرب، فإذا هو أيضاً خلط مع الملح المحتفر أذاب ومحق الظفرة التي تكون في العين وقبل أن يحرق أيضاً إذا دق وسحق جلا الأسنان وجفف القروح والخراجات وقد يستعمل أيضاً هذا الدواء لمكان ما فيه من الخشونة المعتدلة في حك الأجفان إذا كان فيها خشونة شديدة فيتخذ منه شبيه بالشيافة المتطاولة ويحك به باطن الجفن حتى يدمى فإنه إذا فعل بالعين الجربة هذا الفعل كان كعمل الشيافات التي تقلع الجرب إذا اكتحل به فيها وأجود. الغافقي: اللعاب الأسود الذي يخرج من هذا الحيوان ينبت الشعر في داء الثعلب وقد يكتب به كالحبر ولذلك يسميه قوم الحبر.

سيف الغراب:

هو نوع من السوسن المسمى كسيفيون وهو الدلبوث، وقد ذكرته في الدال المهملة.

سيسنيريون:

هو حرف الماء، وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.

سيكران:

هو البنج بالعربية وقد ذكرته في الباء.

سيكران الحوت:

سمي هذا الدواء بهذا الإسم لأنه إذا جمع بطراته ودق على صخر ورمي في ماء راكد وحرك فيه حتى يختلط به فإن كل سمك يكون في الماء يطفو على وجه الماء منقلباً على ظهره، ويسمى باليونانية قلومس، وهو البوصير من مفردات جالينوس، وقد ذكرته في حرف الباء التي بعدها الواو، وأطباء الشام والعراق يصرفون قشر أصل هذا النبات، أنه الماهي زهره فاعلم ذلك.

حرف الشين

شاهترج:

هو على الحقيقة ليس هو الدواء المعروف بخرزيون كما زعم أصطفن وإنما هو الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة 4 وسماه فقيض، وذكره الفاضل جالينوس وسماه في المقالة السابعة فسانيوس ومعناه الدخاني وسماه حنين في كتابه المسمى فسقسموها كمونابريا. الغافقي: وهذا النبات صنفان أحدهما ورقه صغار لونه مائل إلى لون الرماد والثاني أعرض ورقاً ولونه أخضر إلى البياض وزهره أبيض وزهر الأول أسود إلى الفرفيرية ويسميان كزبرة الحمام، وقد ظن قوم أن الصنف الأول منهما هو الشاهترج والثاني فقيض وليس ذلك بصحيح لأن صفة الأول هي صفة ديسقوريدوس لفقيض وقد يكون صنف آخر وهو نبات شبيه بالأول من هذين الصنفين إلا أنه أشد غبرة وأدق ورقاً وورقه كورق الأفسنتين وليس منبسطاً على الأرض بل هو قائم النبات وله ساق قائمة وزهره هو أشد سواداً من زهر الأول وأكثر اجتماعاً وأصله عرق لطيف، وليس هذا من الشاهترج في شيء وإنما يشبهه فقط فإنه ليس فيه مرارة ولا قبض، ولا طعم ظاهر، وهو منتن الرائحة وإذا أكلته البقر قتلها وقد ظن قوم أنه الشاهترج الصحيح. ديسقوريدوس: فقيض هو نبات ينبت بين الشعير، وهي عشبة تشبه التمنش وهو شبيه بالكزبرة جداً إلا أن ورقه أشد بياضاً من ورقها وفي لون الورق ميل إلى لون الرماد وهو كثير الغدد نابت من كل جانب وله زهر لونه فرفيري. جالينوس في 7: طعم هذا الدواء حريف مر وفيه أيضاً قبض فهو لذلك يجدد من البول المراري شيئاً كثيراً ويشفي السدد والضعف الكائن في الكبد وعصارته أيضاً تحد البصر بأن تخرج من العين الدموع الكثيرة كما يفعل الدخان ولذلك سمي في لغة اليونانيين باسم الدخان وأعرف إنساناً كان يستعمل هذا الدواء على أنه يقوي فم المعدة، ويطلق البطن وكان يجففه ويحفظه ثم يسحقه فينثر منه لمن أراد أن يطلق بطنه على ماء العسل، ولمن أراد أن يقوي معدته ويشدّها على شراب ممزوج ويسقى صاحبه. ديسقوريدوس: عصارة هذا النبات حادة تحد البصر وتحدر الدموع وإسم هذا النبات وإسم الدخان واحد وإنما سمي بإسمه لأنه يشبهه في حدته وإحداره الدموع، وإذا خلطت عصارته بالصمغ ووضعت على موضع الشعر النابت في العين بعد أن يقلع نفعه من أن ينبت وإذا أكل من هذا النبات أخرج المرّة بالبول. الإسرائيلي: مقو للمعدة ودابغ لها وللثة جميعاً منبه لشهوة الطعام مفتح لسدد الكبد محدر للمرة المحترقة مصف للدم، وإذا شربت عصارته الرطبة نيئة غير مطبوخة أحدرت الإحتراقات المرّية ونقت عفونة الدم ووسخه، ونفعت من الحكة والجرب العارضين من الدم العفن والصفراء المحترقة والبلغم المتعفن وهذه خاصة عصارة الرطب منه، والمختار منه ما كان حديثاً أخضر ظاهر المرارة. ابن ماسويه: والشربة من طبيخه من 5 دراهم إلى15 درهماً ومن جرمه من ثلاثة دراهم إلى 7 مع مثله من الأهليلج الأصفر فإن أراد مريد شرب مائه معتصراً فلا يطبخه ويأخذ منه ما بين 4 أواق إلى 8 أواق مع وزن 8 دراهم أو 7 دراهم من الإهليلج الأصفر ووزن 15 سكراً أبيض. ابن عمران: وإذا ربب بالخل وأكل سكن القيء وأذهب الغثيان العارض من البلغم، وهو ينقي المعدة والأمعاء من الفضول المحتبسة. الرازي: إذا نقع من حشيشة في الماء ثم غسل بمائه الرأس واللحية أذهب القمل منها والصيبان المؤذية في الرأس والأتربة، وإذا عجنت الحناء بعصارته واختضب بها في الحمام أذهب الحكة والجرب، وإذا تمضمض بماء طبيخه شدّ اللثة وأذهب حرارة الفم واللسان، وإذا استعمل عصيره مع التمر هندي ممروساً فيه وشرب نفع من الحكة والجرب وقوّى المعدة وفتح السدد في الكبد. الرازي في كتاب إبدال الأدوية: وبدله في الجرب والحميات العتيقة نصف وزنه من السنى المكي وثلثا وزنه من الإهليلج الأصفر.

شاه صيني:

ابن رضوان: هذا الدواء يجلب إلينا ألواحاً رقاقاً سوداً يعمل من عصارة نبات قوته مبردة نافعة من الصداع الحار ومن الأورام الحارة إذا حك ووضع على الموضع.

شاطل:

التميمي: في المرشد هو دواء هندي شبيه في شكله بالكمأة المجففة في تدويرها ومقدارها وهو في طبعه حار يابس في آخر الثالثة مسهل للكيموسات الغليظة اللاحجة في الأعصاب وفي رباطات المفاصل وقوته على ذلك قوّة قوية جداً وقد يدخل في أخلاط حب النجاح الهندي وينفع من الفالج واللقوة وداء الصرع والارتعاش وتشبيك المفاصل وإعلال الدماغ التي من الرطوبة الغليظة. غيره: يسهل الكيموسات المحترقة والشربة منه نصف درهم مع مثله سكراً طبرزداً يتجرع بماء حار.

شاذنه وشاذنج:

وحجر الدم. ديسقوريدوس في الخامسة: أجود ما يكون منه ما كان سريع التفتت إذا قيس على غيره من الشاذنه وكان صلباً مشبع اللوم مستوي الأجزاء وليس فيه شيء من وسخ ولا عروق. جالينوس في 9: الشاذنه يخلط مع شيافات العين وقد تقدر أن تستعمله وحده في مداواة العين وخشونة الأجفان فإن كانت الخشونة مع أورام حارة دقت الشاذنة وحللته ببياض البيض أو بماء قد طبخ فيه حلبة وإن كانت خشونة الأجفان خلواً من الأورام الحارة فحل الشاذنة ودقها بالماء واجعل مبداك في كل وقت من هذه الأوقات من الماء المداف فيه الحجر، وهو من الرقة على اعتدال وقطره في العين بالميل حتى إذا رأيت القليل قد احتمل قوة ذلك الماء المداف فيه الحجر فزد في ثخنه دائماً واجعله في آخر الأمر من الثخن في حد يحمل على الميل، وأكحل به العين من تحت الجفن أو تقلب الجفن وتكتحل به، وهذا الحجر بعينه إذا حك على هذا المثال على المسن نفع من نفث الدم ومن جميع القروح فإن سحق وهو يابس حتى يصير كالغبار أضمر القروح التي ينبت فيها اللحم الزائد، وإذا حك الشاذنة بالماء كما وصفت قبل وقطر بالميل أدمل وختم القروح، وهو وحده مفرداً. ديسقوريدوس: وقوّة الشاذنة قابضة مسخنة إسخاناً يسيراً ملطفة تجلو آثار القروح وهو وحده مفرداً يجلو آثار العين ويذهب الخشونة التي في الجفون، وإذا خلط بالعسل وخلط بلبن امرأة نفع من الرمد والصرع والدموع في العين والحرق التي تعرض في العين والعين المدمية إذا طلي به وقد يشرب بالخمر لعسر البول والطمث الدائم ويشرب بماء الرمانين لنفث الدم، ويعمل منه شيافات إذا خلط بأفاقيا صالحة لأمراض العين والجرب فيها وقد يحرق كما يحرق الحجر الذي يقال له قرن حبوس إلا أنه لا يستعمل في إحراقه الجمر مثل ما يستعمل في إحراق قرن حبوس، ولكن مقدار إحراقه إلى أن يصير وسطاً في الخفة وأن يكون شبيهاً بالنفاخات وقد يأخذ قوم من الحجر الذي يقال له سخطوس وهو المشقق ما كان منه كثيفاً مستديراً وهو الصنف الذي يقال له أحسيا يؤخذ فيصير في رماد حار في إجانة وتدعه قليلاً ثم تخرجه وتجعله على مسن وتنظر فإن كان له لون في محكه شبيه بلون الشاذنج اكتفي بذلك المقدار من الإحراق وإن كان ليس له لون كذلك رد ذلك ثانية إلى النار، واتركه قليلاً ثم أخرجه وجربه على المسن والسبب في قلة تركه إياه وقتاً طويلاً في النار، فساد لونه ثم إنه يذوب، وقد يغش الشاذنج بهذا الحجر وقد يعرف هذا الحجر الذي ليس هو شاذنه من أنه ينكس على خطوط مستقيمة إلى صفائح والشاذنج ليس هو كذا ويستدل على ذلك أيضاً من اللون وذلك أن الحجر الذي ليس هو شاذنه إذا حك على المسن خرج محكه خشن اللون، والشاذنج إذا حك كان لونه أعتق من لون الحجر الآخر وكان شبيهاً بلون الجوهر الذي يقال له فيثاباري وقد يوجد منه في المغارة التي يقال لها السبنولي وقد يعمل أيضاً عملاً من الحجر الذي يقال له مغنيطس إذا أحرق وأطيل حرقه وقد يحفر على الشاذنج من معادن بمصر.

شاهسفرم:

سليمان بن حسان: هو الحبق الكرماني وهو نوع من الحبق، دقيق الورق جداً يكاد أن يكون كورق السذاب عطر الرائحة وله وشائع فرفيرية كوشائع الباذروح ويبقى نواره في الصيف والشتاء. ماسرحويه: ينفع من الحرارة والإحتراق والصداع ويهيج النوم وبزره يحبس البطن المستطلقة من الحرارة والحرقة إذا شرب منه مثقال بماء بارد. ابن عمران: بزره إذا شرب منه مقلواً وزن مثقال بماء أو بماء السفرجل قطع الإسهال المزمن. المصري: حار في الأولى يابس في الثانية طيب الشم نافع للمحرورين إذا شم بعد أن رش عليه الماء البارد ووضع على الأعضاء وفي ورقه قبض لطيف ومن أجل ذلك صار فيه برد اكتسبه من المائية التي فيه لا من نفس مزاجه وهو مقو للأعضاء وبعض المتطببين ذكر أنه بارد والدليل على ذلك قبضه وإن شدة رائحته ليست بأصدق رائحة من الكافور وأنه لم نر أحداً من المبرسمين تأذى برائحته فضلاً عن الأصحاء. غيره: مفتح لسدد الدماغ وينفع جداً من القلاع. الرازي: إذا رش عليه الماء البارد برد وجلب النوم.

شاهلوك وشاهلوج:

وهو الإجاص الأبيض. وفي الفلاحة النبطية: الشاهلوج إجاص كبير فاسد وأصله إجاص كبير فسد في منبته فاستحال إلى الصفرة وقد ذكرت الإجاص في حرف الألف.

شاهبلوط:

هو القسطل وقد ذكرته في الباء مع البلوط.

شادانق:

هو الشاهدانج وهو بزر العنب وسيأتي ذكره في القاف.

شاهنجير:

زعم قوم أنه التين الفج. وقال آخرون: إن الشاهنجير بالفارسية هو خير أنواع التين فاعرفه.

شاهبابك:

ويقال شابابك وهو البرنوف. الغافقي: قيل أنه ضرب من القيصوم ويقال أنه شاهنانج. وفي الحاوي أنه حب الشبرم البري ورأيت في بعض الكتب أن الشاهبابك هي شجرة إبراهيم الصغيرة التي تكون في الدور وهي التي يسميها بعض الناس شجرة مريم، وتتخذ في الدور والصحيح فيه ما ذكرته أولاً وأنه البرنوف.

شالينه:

هي الناعمة وهي الدواء المسمى الأسفاقس وقد ذكرته في حرف الألف.

شبث:

جالينوس في الثانية: يسخن ويجفف إسخاناً يظن به معه أنه في الدرجة الثانية ممتداً، وأما في الدرجة الثالثة مسترخياً أما في تجفيفه في الدرجة الثانية عند ابتدائها وفي الدرجة الأولى عند منتهاها، ولذلك صار متى طبخ بالزيت صار ذلك الزيت دهناً يحلل ويسكن الوجع ويجلب النوم وينضج الأورام اللينة التي لم تنضج لأن الزيت الذي يطبخ فيه الشبث يصير مزاجه قريباً من مزاج المقنحة المنضجة إلا أنه على حال أسخن منها قليلاً وألطف فهو بهذا السبب محلل فإذا أحرق الشبت صار في الدرجة الثالثة من درجات الإسخان والتجفيف، فهو لذلك ينفع القروح المترهلة الكثيرة الصديد إذا نثر عليها وخاصة ما حدث منها في أعضاء التناسل وأما القروح القديمة التي تكون في القلفة فهو يدملها على ما ينبغي جداً، وأما الشبت الطري فالأمر فيه أنه أرطب وأقل حرارة وذلك أن عصارته باقية فيه فهو لذلك ينضج ويجلب النوم أكثر من الشبث اليابس ويحلل أقل منه وبهذا السبب أحسب القدماء كانوا يتخذون منه أكاليل يضعونها على رؤوسهم في أوقات الشرب. ديسقوريدوس في الثالثة: طبيخ حمة هذا النبات وبزره إذا شربا أدرا البول وسكنا المغص والنفخ وقد يقطعان الغثي الذي يعرض من طفو الطعام في المعدة، ويسكنان الفواق وإذا أدمن شرب الشبت أضعف البصر وقطع المني وإذا جلس النساء في طبيخه انتفعن به من أوجاع الأرحام وإذا أحرق بزره وتضمد به على البواسير النابتة قلعها. ابن سينا: عصارته تنفع من وجع الأذن السوداوي وتيبس رطوبة الأذن. الغافقي: وطبيخه مع العسل ينقي البلغم والصفراء وإذا سحق الشبت مع العسل وطبخ حتى ينعقد ولطخ على المقعدة أسهل إسهالاً وهو يفش الرياح إذا أكل وإذا شرب بقوة ويدفعها إلى ظاهر البدن. ابن ماسة البصري: بزر الشبت إذا جعل في الأحشاء أثر اللبن والكامخ المعمول فيه الشبت أصلح الكواميخ وأنفعها وأصلحها للمعدة لقبض فيه وأقلها ضرراً وهو أصلح من كامخ الحندقوقا لإعتدال مزاج الشبت. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الشبت حار جيد لوجع الظهر والرياح إذا وقع في الطبيخ إلا أنه يبخر الرأس ولا يصلح للمحرورين في الجملة فإن هم أكلوا من طبيخ فيه شبت كثير فليشربوا عليه من السكنجبين الساذج وأما المبرودون فينتفعون به، وإذا وقع في طبيخهم. وقال في المنصوري: وكامخ الشبت جيد لمن أراد أن يتقيأ رديء إذا أكل فوق الطعام. وقال التجريبيون: طبيخ الشبت بجملته ينفع من وجع الكلى والمثانة إذا كانت عن سمد أو رياح غليظة.

شبرم:

ديسقوريدوس في الرابعة: نيطواسا هو نبات قد يظن به أنه من أصناف اليتوع المسمى قيارسيس ولذلك يعد من أصنافه وله ساق طولها أكثر من ذراع كثيرة العقد وعليها ورق صغار حاد الأطراف شبيه بالنوع من شجرة الصنوبر المسمى نيطس وهو الذي يسمى جملته قمل قريش وله زهر صغير لونه إلى الفرفيرية وثمر عريض شبيه بالعدس، وأصل أبيض غليظ ملآن من لبن وقد يوجد في بعض الأماكن هذا النبات عظيماً جداً وأصله إذا أخذ مقدار درخمي وهي مثقالان وشرب بالشراب المسمى ماء ألقراطن أسهل البطن وأما ثمره فإنه يسهل إذا شرب منه فلجيارين وقد خلط بدقيق وحبب وأما ورقه فإنه يسهل إذا شرب منه ثلاث ألصاب وهي ثلاثة مثاقيل والمثقال 18 قيراطاً. جالينوس في 8: يظن قوم أيضاً أن هذا النبات نوع من أنواع اليتوع وذلك لأن له من اللين مثل ما لليتوع ويسهل أيضاً كما يسهل اليتوع وقوله في سائر الخصال الأخر شبيهة بقوة اليتوع. حبيش بن الحسن: الشبرم حار في الدرجة الثالثة يابس في آخر الثانية وفيه مع ذلك قبض وحدة إذا شرب. غيره: مصلح ووجد له قبض على اللهاة وفي الحنك وطرف المريء الذي يلي أصل اللسان وقد كان القدماء يستعملونه في الأدوية المسهلة فوجدوه ضاراً لمن كان الغالب على مزاجه الحرارة وتحدث لأكثر من شربه منهم الحميات ومع ذلك فإنه مضر لمن كان به شيء من البواسير ويفتح أفواه العروق التي في المقعدة ويرخيها لأن تلك العروق كانت من الأصل مسترخية منتفخة فلما وصل إليها قبض الشبرم ويبسه زادها انتفاخاً ورخاوة لأن الشبرم يفعل هذا بالخلتين اللتين وصفت فيه بالإسهال وما كان من الأدوية يسهل بالقبض والحدة مثل الشبرم والمازريون فإن هذا فعله وما يفعل بالقبض من إمساك الطبيعة مثل البلوط والشاهبلوط وحب الزبيب وقشر الرمان الخارج والطرابيث والعفص والقرظ وحب الآس وأشباه ذلك كان فعله ضد ما يفعل الشبرم والمازريون من إمساك الطبع وتضمير تلك العروق وقطع الدم السائل منها، فإذا صلح على نحو ما سأصفه نفع نفعاً بيناً وكان له عمل في إسهال الماء الأصفر ويخرجه بالخلقة وينزل القولنج والمرة السوداء ويسهل البلغم الغليظ من المفاصل أعني الخام. وأجود الشبرم ما احمر لونه حمرة خفيفة وكانت القطعة من ذلك كأنها جلد ملفوف وكان دقيق اللحاء فأما الذي يكون على خلاف هذه الصورة في غلظ الجسم وقلة الحمرة وإذا كسرته لم يكد ينكسر من غلظه ورأيت فيها شيئاً شبيهاً بالخيوط فذلك شر الشبرم. والفارسي أردأ الشبرم وإصلاح الشبرم أن تعمد إليه فتنقعه في اللبن الحليب يوماً وليلة ولا تزد على ذلك شيئاً يبطل أكثر فعله في إخراجه الكيموسات الرديئة وجلا له اللبن الحليب في ذلك اليوم والليلة مرتين أو ثلاثاً فإن ذلك يصلحه جداً ويصلح من قبضه ويبسه كثيراً ثم جففه في الظل تفعل ذلك به وهو قطع غير مدقوق ثم أخلطه مع الأدوية المسهلة الملائمة له، كالأنيسون والرازيانج والكمون الكرماني والتربد والإهليلج فإن هذه الأدوية وإن كان في بعضها قبض فإنها على خلاف حدة الشبرم لأن في هذه الأدوية مزاجات صالحة في نفع الطبائع والأبدان خلاف ما في الشبرم لأنها ملطفة وتذهب بحدته فإن أردته لمعالجة أصحاب القولنج الكائن من الريح الغليظة والبلغم فأمزجه بمقل اليهود والكبينج والأشق وصيره حباً، وإن أردته لعلاج أصحاب الماء الأصفر والأورام والسدد فإذا أخرجته من اللبن وجففته فانقعه في عصير الهندبا والرازيانج وعنب الثعلب، معصوراً ماؤها مصفى ثلاثة أيام بلياليها ثم جففه واعمل منه أقراصاً مع شيء من ملح هندي والتربد والإهليلج والصبر فإنه دواء موافق فائق فأما لبن الشبرم فلا خير فيه ولا أرى شربه وقد قتل به أطباء الطرقات خلقاً من الناس لقلة علمهم به ومقدار الشربة من الشبرم المصلح بما وصفت من الأدوية ما بين أربعة دوانيق إلى دانقين بحسب القوة.

شبرم آخر:

كتاب الرحلة إسم عند بعض الأعراب لنوع من الشوك ينبت بالجبال لونه أبيض وورقه صغير وشوكه على شبه شوك الجولق الكبير الذي عندنا وزهره كزهر إكليل الجبل أزرق اللون إلى الحمرة ما هو طعمه إلى المرارة بيسير قبض وأصله خشبي ضخم وكل هذه الشجرة نصف قامة وأقل ويزعمون أنه ينفع للوباء إذا شرب، والشبرم أيضاً غير هذا عند آخرين. وقد ذكر ابن دريد هذا النوع من الشوك وسماه الشبرم.

شبيه:

الغافقي: ويقال شبيهان وهو ضرب من الشوك ويسمى بالسريانية شاباهي وباليونانية فالنورس. الفلاحة: هي شجرة شبه شجرة الملوخ ترتفع ثلاثة أذرع أو نحوها تنبت في الوعر والبر الخالي وعلى أغصانها شوك صغار متشنج وهي صلبة الأغصان رقيقتها وورقها كورق الآس أخضر يشوبه صفرة وأغصانها قليلة الشعب وتورد ورداً لطيفاً أحمر خفيفاً وتعقد حباً كالشهدانج إذا اعتصر خرج منه لزوجة كثيرة ومائية لزجة جداً. وهذا الحب وعصارته من أبلغ الأدوية نفعاً لنهش ذوات السموم من الهوام، ويغري الصدر. ديسقوريدوس في ا: فالنورس هي شجرة معروفة مشوكة صلبة بزرها دسم لزج إذا شرب نفع من السعال وفتت الحصى التي في المثانة وكان صالحاً لنهش الهوام وورقها وأصلها قابضان وإذا شرب طبيخها عقل البطن وأدر البول ونفع من السموم القاتلة ومن نهش الهوام. وأصلها وورقها إذا دقت وسحقت وتضمد بها حللت الجراحات في ابتدائها والأورام البلغمية. جالينوس في 8: ورق هذا وأصله فيهما قبض بين حتى إنهما يحبسان البطن المستطلقة وفيهما من قوة التحليل ما يشفيان الجراحات التي ليست بكثيرة الحرارة ولا ماثلة إلى جنس الورم المسمى فلغموني وأما ثمرته ففيها من قوة التقطيع ما تفتت به الحصاة المتولدة في المثانة وينفع أيضاً ويعين في خروج ما يخرج بالنفث من الصدر.

شب:

ديسقوريدوس في الخامسة: أصنافها كلها إلا القليل منها توجد في معادن بأعيانها بمصر، وقد يكون في مواضع أخر مثل المواضع التي يقال لها ميلص والبلاد التي يقال لها ماقدونيا، والمواضع التي يقال لها لينيارا، والمواضع التي يقال لها سورون، والمدينة التي يقال لها ليارانوس التي من البلاد التي يقال لها فروعيا والبلاد التي يقال لها نينوى وأرمينية، ومواضع أخر كثيرة مثل ما توجد المغرة وأصناف الشب كثيرة إلا أن الذي يستعمل في الطب ثلاثة أصناف. أحدها الصنف الذي يقال له سحطمي، وهذا الإسم المشقق والآخر الذي يقال له أسطريقولي ومعناه المستدير والآخر الذي يقال له أوغرا ومعناه الرطب وأجود هذه الثلاثة الذي يقال له المشقق، وأجود المشقق ما كان حديثاً أبيض شديد البياض شديد الحموضة ليس فيه شيء من الحجارة مثل الذي يقال له طرحيلي ومعنى هذا الإسم الشعري ويكون بمصر وقد يوجد صنف من الحجارة التي هي شبيهة جداً بهذا الصنف من الشب، والفرق بينهما أن الحجر الأبيض لا يقبض والشب يقبض، وأما الصنف من الشب الذي يقال له المستدير فإن منه ما يعمل عملاً وهو مما ينبغي أن يترك ولا يستعمل وقد يستدل من شكله ومنه ما هو مستدير بالطبع وينبغي أن يستعمل ومنه شيء شبيه بالتوتياء لونه بياض يقبض قبضاً قوياً وفيه شيء من صفرة مع دهنية وليس فيه شيء من الحجارة وهو سريع التفتت ولكن من الموضع الذي يقال له ميلس أو من مصر، وأما الصنف الذي يقال له الرطب فينبغي أن يختار منه ما كان صافياً شبيهاً باللبن متساوي الأجزاء كل أجزائه رطبة ليس فيه حجارة وتفوح منه رائحة نارية وقوة هذه الأصناف مسخنة قابضة تجلو غشاوة وتقلع البثور اللبنية وقد تذيب اللحم الزائد في الجفون وسائر ما يزيد من اللحم في الأعضاء وينبغي أن تعلم أن الصنف من الشب الذي يقال له المشقق هو أقوى من المستدير وقد تحرق هذه الأصناف وتشوى كما يحرق ويشوى القلقطار وقد يمنع القروح الخبيثة من الانتشار ويقطع نزف الدم ويشد اللثة التي يسيل منها اللعاب. وإذا خلطت بالخل والعسل أمسكت الأسنان المتحركة وإذا خلطتَ بالعسل نفعت من القلاع وإذا خلطت بعصارة الحشيشة التي يقال لها برشيان داروا نفعت من البثور ومن سيلان المواد إلى الأذن، وإذا طبخت بورق الكرم أو ماء العسل وافقت الجرب المتقرح وإذا خلطت بالماء وصبت على الحكة والآثار البيض العارضة في الأظفار والداحس والشقاق العارض من البرد نفعت منها، وإذا خلطت بدردي الخل مع جزء مساو لها من العفص نفعت من الأكلة، وإذا خلطت بالماء أو بجزء من الملح نفعت من القروح الخبيثة المنتشرة، وإذا لطخت على الرأس بماء الزفت قلعت النخالة، وإذا لطخت بماء قتلت القمل والصيبان ونفعت من حرق النار وقد تلطخ بها الأورام البلغمية فينتفع بها ويلطخ بها للآباط المريحة فيقطع رائحتها وإذا صير منه شيء في فم الرحم بصوفة قبل الجماع وكانت صالحة لقطع نزف الدم وقطع الحبل وقد يخرج الجنين وهىِ صالحة لورم اللثة واللهاة والنغانغ والفم وقد يصلح لأوجاع الآذان وأوجاع القروح والأنثيين. جالينوس في 1: القبض فيه كثير جداً وجوهر غليظ إلا أن ألطف ما فيه الشب المعروف باليماني وبعده المعروف بالمستدير، وأما الشب الرطب والشب المعروف بالصفائحي فكلها شديدة الغلظ. الرازي في خواصه: وإذا طرح الشب في الماء الكدر والنبيذ صفاه وروقه في أسرع زمان وأقربه. وقال في كتاب الأدوية الموجودة أنه إذا وضع الشب تحت الوسادة ذهب بالفزع والغطيط الكائن في النوم.

شب الأساكفة:

وشب العصفر هو شب القلى.

شبرق:

أبو حنيفة هي عشبة ذكروا أن لها أطرافاً كأطراف الأسل فيها حمرة وهي قصيرة ومنابتها الرمل وهي شبيه بالأسل إلا أنه أدق وأحمر شديد الحمرة، وهو مر وهو الضريع.

شبطباط:

هو عصا الراعي وتفسيره بالسريانية عصية.

شبهان:

ابن جلجل: هو النحاس الأصفر المشبه بالذهب، وهو صنفان مصنوع ومخلوق فالمصنوع هو النحاس الأحمر الذي يصنع بالجوهر الذي يعرفه الصفارون بالتوتياء وأما المخلوق فإنه جوهر يستخرج من معادن بأرض خراسان وهو نحاس أصفر يشبه الذهب وأهل بغداد والبصرة والمشرق الأعلى يعرفونه ويصرف سحيقه في العلاج في شيافات للعين وغيرها. الغافقي: والشبه والشبهان أيضاً شجر من ذوات الشوك وقد تقدم القول عليه ويسمى بالسريانية ساباهي وهي باليونانية فالينورس. أبو حنيفة: هي شجرة شبيهة بالسمرة وليس بها كثيرة الشوك والصمغ قيل أنه الشبان والشبهان أيضاً مثل النمام إلا أنه أشد تفرقاً منه، وألزم للماء.

شبوط:

هو ضرب من الحوت معروف بالشرق وهو كثير بالفرات وبالشط أيضاً وتستعمل مرارته في أدوية العين.

شبوقة:

هو الخمان الكبير باللطينية وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.

شجرة أبو مالك:

تعرف بدمشق بصابون القاق. الغافقي: هو نبات ينبت بالمواضع الرطبة الظليلة وربما ينبت في وسط النهر ولها ساق واحدة مربعة خضراء وربما تكون حمراء فرفيرية فيها كعوب متباعدة وعليها ورق عريض في قدر الكف أو نحوه مشرف الجوانب كتشريف المنشار في كل عقدة من الساق ورقتان على قصبتين في أسفل الورقة بيض كأنها ورق صغار كثيرة الشعب عليها زهر لونه إلى الفرفيرية صغير في أقماع خضر يخلف رؤوساً صغاراً مستديرة في قدر الحمص ينفتح عن بزر دقيق أسود، وهذا النبات ثقيل الرائحة وله قوة حادة باعتدال يجلو ويحلل قليلاً وله أصل أبيض الداخل لزج عليه قشر لونه أسود يضرب هذا الأصل مع الماء فيصير له رغوة كرغوة الصابون يغسل بها الثياب ثلاث مرات فينقيها ويضمد بورقه للصداع وأما أصله فإنه يسهل المرة السوداء إسهالاً في رفق وينفع من جميع أدوائها حتى أنه ربما ينفع أصحاب الجذام.

شجرة الطحال:

هو الدواء المعروف بصريمة الجدي وسنذكره في حرف الصاد المهملة.

شجرة حرة:

هي شجرة الأزادرخت وقد ذكرت في الألف.

شجرة الله:

هي الأبهل الهندي وبالفارسية ديوار وقد ذكرته في الألف.

شجرة الدب:

الغافقي: قيل أنه الزعرور وقيل عليق الكلب وقد يمكن أن يكون القطلب أيضاً. وفي كتاب السمائم لابن الجزار أقسوس: وهو شجرة الدب وقد يشبه الباذنجان في لونه وفي عظمه، وأقسوس الذي ذكره ديسقوريدوس في السمائم هو الأشخيص الأسود.

شجرة الحيات:

هي السرو لأنها مأوى الحيات.

شجرة الدبق: هي المخاطة.

شجرة الدم: هو الشنجار وسنذكره فيما بعد.

شجرة الضفادع: هو الكيكنج وسنذكره في الكاف.

شجرة الكلب: هو ألوس وقد ذكرته في الألف.

شجرة الطلق: هي فيما زعموا دويح مجتمع إذا ألقي في النار امتد وإذا جف تشنج وتسقى المرأة ذلك الماء وهي في الطلق فتلد للحال.

شجرة باردة: هي اللبلاب الصغير وسنذكره في اللام.

شجرة موسى: هي عليق الكلب وسنذكره في العين.

شجرة التيس: هي الشجرة المسماة باليونانية طراعيون وسنذكره في الطاء.

شجرة رستم: هي الزراوند الطويل عند أهل إفريقية وقد ذكرناه في حرف الزاي.

شجرة البراغيث: هي الطباق وسنذكره في الطاء.

شجرة التنين: هي اللوف الكبير المعروف بلوف الحية وسنذكره في اللام.

شجرة الخطاطيف: هي العروق الصفر وسنذكره في العين.

شجرة اليمام: هي التنوم وبالسريانية صامريوما وسنذكره في الصاد.

شجرة البق: هي الدردار عند أهل الشأم وقد ذكر في الدال.

شجرة إبراهيم:

الغافقي: تقال على البنجنكشت وعلى الشاهدانج فيما زعم قوم. وفي الفلاحة شجرة إبراهيم عظيمة طويلة تعظم جداً وتذهب في السماء طولاً ذات شوك كبار حديد وورق كثير وزهره أصفر طيب الرائحة جداً يسمى البرم، وهي أخت شجرة الغبيرا وينبت في الصحارى وفي المواضع القفرة اليابسة وربما خلط وردها باللخالخ والطيب. لي: وقد ذكرت البرم في الباء.

شجرة مريم:

إسم مشترك يقال في بلادنا بلاد الأندلس على ضرب من النبت وهو الأقحوان على الحقيقة وهي الكافورية عند أهل المغرب وفي رائحتها ثقل ويقال أيضاً على النبات المسمى باليونانية ليناقوطس وقد ذكرته في حرف اللام ويقال أيضاً على نحور مريم وعلى شجرة البنجنكشت وقد ذكرتها في حرف الباء، وعلى شجرة أخرى تكون بالشأم جميعها بجبالها وببلاد الروم أيضاً يشبه شجرة السفرجل غبراء اللون ولها ثمر يعمل منه السبح ببلاد الشام، وتعرف بالديار المصرية بحب الفول تستعمله نساء مصر في أدوية السمنة وتعرف الشجرة بأرض الشأم بالعبهر وشجرة الليثي والإصطرك أيضاً وهذه الأسماء يطلقها أطباؤنا على الميعة.

شجرة الكف:

سليمان بن حسان: هي شجرة لها أصل ككف إنسان براحة وخمس أصابع وتعرف بكف مريم والنساء يعملن منه فرزجة تعين على الحبل وهي من السموم وهذا قوله وتعرف كثيراً وهي الأصابع الصفر وتسميها بعض الشجارين بكفّ عائشة وليست من السموم وإنما هي من الأدوية النافعة من السموم.

شجرة البهق: هي القنابري وسنذكره في القاف.

شحم: ذكرت كثيراً منه مع حيواناته. جالينوس في 15: شحم الخنزير أرطب الشحوم كلها، ولذلك صار فعله قريباً من فعل الزيت إلا أنه يلين وينضج أكثر من الزيت ولهذا صار يخلط مع الأدوية التي تنفع من الأورام الحارة فأما من كان به لذع في معاه المستقيم أو في المعي المسمى قولون فنحن نحقنه بشحم الماعز أكثر ما نحقنه بشحم الخنزير لا من طريق أنه أشد تسكيناً وقمعاً للحلة ولذلك صار يخلط أيضاً في الأدوية النافعة للجراحات بمنزلة المراهم التي تسمى باراغرون ولكن إنما يفعل ذلك لأن شحم الماعز يجمد سريعاً لكونه غليظاً وشحم الخنزير يجري ويسيل ويزلق بسهولة مثل الزيت، فبهذا السبب صرنا نحقن به بخاصة متى وجدنا أنه حدث في الأمعاء قرحة أو زحير وأردنا أن نسكن اللذع الحادث في هذه العلل مع أن هذا الشحم بسبب لطافته هو أشد تسكيناً متى كان الشيء المؤذي مستكناً في عمق الأعضاء لأن الشيء الغليظ أقل غوصاً ونفوذاً في جميع جوهر العضو الذي فيه يكون اللذع أقل ممازجة لجميع الرطوبات اللذاعة ومن قبل هذا صار شحم البط أشد تسكيناً للرطوبات المجربة للذع في عمق الأعضاء وهو أشد تسخيناً من شحم الخنزير، وأما شحم الديوك والدجاج فهو بين هذين وفي كل موضع فشحم الذكور من الحيوان أشد حراً من شحم الإناث ومن شحم الذكور أيضاً شحم الخصي أقل تسكيناً وتسخيناً وتجفيفاً من شحم الفحل لأن كل ذكر يخصى يكون أبداً شبيهاً بالأنثى الذي من جنسه وجملة هذا القول أن أصناف شحوم الحيوان إنما تكون بحسب مزاجها وقوة كل شحم تسخن وترطب بدن الإنسان ولكن أصنافه قد تختلف في الزيادة والنقصان بحسب كل واحد من الحيوان فشحم الخنزير على ما وصفنا يرطب ترطيباً بليغاً وليس يسخن على هذا المثال كما لا يسخن الزيت، فأما شحم الثور الفحل فهو أشد حرارة ويبساً من شحم الكبش وشحم الكباش أحر وأيبس من شحم الخنزير وينبغي لك ههنا أن تعلم أن الذكر أحر وأيبس من الأنثى وأن الخصي أيضاً يصير شبيهاً بالأنثى كما أن الفتى من الحيوان أرطب من مسن الحيوان أيضاً فإن شحم العجل أقل حرارة ويبساً من شحم الثور والأنثى أرطب من الذكر وأقل حرارة منه، وكذا أيضاً شحم الماعز أقل حرارة من شحم التيوس وشحوم فحولة الثيران أقل في ذلك من شحم الأسد، لأن شحم الأسد أكثر تحليلاً جداً من شحوم جميع الحيوانات من ذوات الأربع لأن شحم الأسد أشد حرارة من حرارته وألطف جداً من جميع الشحوم ولذلك صار متى خلطته مع الأدوية المانعة للجراحات والأورام الحادثة الحارة، مع ما لا ينفع العليل بذلك شيئاً من المنافع ستضره أيضاً لما يحدث في الخراج والورم من الحدة أكثر مما ينبغي فأما الأورام المزمنة الصلبة المتحجرة فشحم الأسد من أنفع الأشياء لها، وأما شحم الخنزير فليس يمكنه أن يفعل هذا، وأما شحم فحولة الثيران وكأنه  بعيد عن هذين جميعاً بُعداً سواء فبحسب ما يسخن يجفف أكثر من شحم الخنزير، فكذا يفعل الأمرين جميعاً أقل من شحم الأسد فلما كان موضوعاً في الوسط صار حقيقياً بأن يخلط مع هذين الجنسين كلاهما من أجناس الأدوية التي تشفي الأورام الصلبة ومع الأدوية التي تنضج الأورام الحارة بمنزلة المراهم التي يقع فيه أربعة أدوية وهو الباسليقون المتخذ من شمع وزفت وشحم وراتينج فإن هذا المرهم الذي يقع فيه شحم ثور فحل أو شحم عجل أو شحم تيس أو شحم عنز أو شحم خنزير كان الدواء الذي يعمله دواء يفتح وينضج ولكنه إن وقع فيه شحم خنزير كان للصبيان والنساء أنفع، وبالجملة فجميع من لحمه رخص، وإن وقع فيه شحم ثور كان للفلاحين أنفع وللحصادين ولجميع من لحمه يابس صلب إما من قبل مزاجه بالطبع وإما من قبل التدبير الذي يتدبر به وكل شحم يعتق فهو يصير أشد حرارة مما كان وألطف فيكون بهذا السبب أكثر تحليلاً وهذا شيء على الأمر الأكثر موجود في جميع الأشياء التي لم تعتق متى لم تبادر إليها العفونة قبل ذلك ولما كانوا قد قالوا في شحوم الأفاعي أنه إن دلك به أصول الشعر الذي في الإبط بعدما ينتف لم ينبت رأيت أنه ينبغي أن أجربه فلما فعلت ذلك على ما أمروا به وجدتهم قد كذبوا فيه كما قد كذبوا في قولهم أنه إذا اكتحل به أبرأ ابتداء نزول الماء في العين، وإما شحم الدب فقد صدقوا في قولهم أنه ينفع من داء الثعلب ولكن لنا أدوية هي أنفع منه لهذه العلة. ديسقوريدوس في الثانية: أما ما كان طرياً من شحم الأوز وشحم الدجاج وعمل فيه بيسير ملح كان موافقاً لأوجاع الأرحام وما كان مملوحاً أو مستفيداً حرافة لطول ما أتى عليه من الزمان فإنه صار للأرحام، وعمل هذه الشحوم أن تأخذ منها شيئاً طرياً وتنقيه من الحجب التي فيه وتصيره في قدر جديدة من فخار تسع ضعف الشحم الذي صير فيها، ثم غط القدر واستقص تغطيتها وضعها في شمس حارة ثم صف أولاً فأولاً ما ذاب من الشحم وصير الصفو في إناء خزف آخر ولا زال تصفي ما ذاب حتى لا يبقى منه شيء ثم خذ ما صفيت وأخزنه في موضع آخر بارد، واستعمله. ومن الناس من يأخذ القدر ويصيرها في ماء حار بدل الشمس أو على جمر ضعيف الإحراق وقد يعالج الشحم على جهة أخرى وهو أنه إذا نقي من حجبه سحق بعد ذلك ويذاب في قدر ويذر عليه شيء يسير من ملح مسحوق ثم يوضع في خرقة كتان ويخزن ويوافق الأعياء إذا وقع في أخلاط الأدوية النافعة منه، وشحم الخنزير وشحم الدب هكذا يعالج به. خذ منه ما كان طرياً كثير الدسم مثل شحم الكلى وصيره في ماء كثير من ماء المطر وليكن بارداً جداً ونقه من حجبه وأمرسه في جوف الماء مرساً شديداً بيدك ثم اغسله مراراً كثيرة بماء بعد ماء ثم صيره في قدر فخار تسع ضعف الشحم الذي صير فيها ثم صب عليه من الماء ما يغمره وضعه على جمر ضعيف الإحراق وحركه بشيء فإذا ذاب فصفه بمصفاة على ماء آخر، ودعه يبرد ثم صب ماءه واستقص ذلك ثم صيره أيضاً في قدر مغسولة وصب عليه ماء وأذبه برفق وخذ ما صفي منه وارم بالغير وخذ الصفو وصيره في صلاية أو قدر واسعة ممسوحة بأسفنج مبلول بماء بارد فإذا جمد فأخرجه وما كان فيه من وسخ في أسفل الإناء فاعزله ثم أذبه ثالثة في قدر بغير ماء ثم صبه في صلاية أو قدر ثم إذا جمد خذ صافيه كما فعلت وصيره في إناء من خزف وغطه واخزنه في موضع بارد، وشحم التيوس وشحم الضأن وشحم الأيل هكذا يعالج به خذ من شحوم هذه الحيوانات مثل الصنف الذي وصفنا لك ونقه من حجبه واغسله على ما وصفنا لك في ذكر شحم الخنزير ثم صيره في إناء وامرسه ورش عليه من الماء قليلاً قليلاً ولا تزال تفعل ذلك إلى أن لا يظهر منه شيء من دم ولا يظهر على الماء شيء من وسخه ويبيض وينقى وصيره في قدر من فخار وصب عليه من الماء ما يغمره وصيره على جمر هين لين الحرارة وحركه فإذا ذاب فصبه في إناء فيه ماء بارد واغسله ونشف القدر وأذبه بآنية وافعل ذلك كما وصفت لك آنفاً وفي المرة الثالثة أذبه بغير ماء ثم صبه في إناء قد مسح بالماء ودعه حتى يبرد وينعقد ثم اخزنه على ما وصفت لك في ذكر شحم الخنزير، وشحم الكلى من البقر الإناث يؤخذ ثم ينقى من حجبه ويغسل بماء البحر ويصير في هاون ويدق ناعماً ويرش عليه من ماء البحر وهو يدق فإذا هو سحق صير في قدر فخار ويصب عليه من ماء البحر ما يزيد عليه مقداراً  يسيراً ويطبخ حتى تذهب رائحته الطبيعية وألق على كل من من الشحم قدر أربعة دراهم من الموم الذي من البلاد التي يقال لها طرفى ثم صفه وما كان في أسفل القدر من وسخ طرح وصيرت الصفو في قدر فخار جديدة، ووضعت كل يوم في الشمس مغطاة لكي يبيض ويذهب عنه نتن الرائحة، وشحم الثور هكذا يعالج جداً خذ أيضاً شحم الكلى من الثور طرياً واغسله بماء ونقه من حجبه وصيره في قدر خزف جديدة وذر عليه شيئاً من ملح ودفه وصفه في ماء صاف فإذا بدا أن يجمد فاغسله بكلتا يديك وأدلكه دلكاً شديداً وأبدل ماءه مرات إلى أن ينقى ثم صيره في قدر فخار جديدة وأطبخه بشراب ريحاني مساو له في الكمية فإذا غلى غليتين فارفع القدر عن النار ودع الشحم فيها يوماً وليلة وبعد ذلك إن وجدت فيه شيئاً من رائحته وزهومته فخذه وصيره في قدر أخرى جديدة، وقد يذاب أيضاً بغير ملح يذر عليه على ذلك للأمراض التي يصر بها الملح والذي يعمل على هذه الجهة لا يكون شديد البياض وكذلك فليعالج شحم النمر وشحم الأسد وشحم خنزير البر وشحم الجزور وشحم الخيل، وما أشبه ذلك، وشحم العجل والثور والإيل ومخ كل واحد منها تطيب رائحته على هذه الصفة. خذ شحم أياً ما تريد أن تطيب رائحته فانزع حجبه منه واغسله على ما وصفت وأطبخه بشراب ريحاني لم يقع فيه ماء البحر ثم خذ القدر عن النار ودع الشحم فيها ليلة ثم بدل الشراب بشراب آخر من ذلك الجنس وعلى تلك الكمية وأذبه ثم اجمعه بصدفة واطرح على كل 9 قوطوليات من الشحم 7 درخميات من الأذخر الذي يكون في بلاد العرب، فإن أحببت أن تكون رائحته أطيب فاجعل فيه من فقاح الأذخر مقدار ثمان درخميات ومن الدارشيشعان وعود البلسان من كل واحد وزن درخمين فتدق هذه الأدوية دقاً جريشاً ثم خذ شراباً ريحانياً وصبه عليه وغطه وضع الإناء على جمر واغله ثلاث غليات وارفع الإناء عن النار ودع الشحم فيه ليلة، فإذا أصبحت فصب عليه الشراب وصب عليه أيضاً شيئاً من شراب آخر من ذلك الجنس واغله ثلاث غليات أيضاً ودعه ليلة فإذا أصبحت فخذ الشحم وصب عنه الشراب كما فعلت أولاً واصنع به ذلك ثلاثة أيام، فإذا كان في غداة الرابع فأهرق الشراب وخذ الشحم واجعل عليه شراباً آخر ثم اغسل الشحم واغسل الإناء أيضاً ونظفه من الوسخ الذي في أسفله، وصير فيه الشحم وأذبه وصفه واخزنه واستعمله على هذه الصفة أيضاً تطب رائحة الشحوم التي تقدم ذكرها، وقد يتقدم أيضاً في تربية ما ذكرنا من الشحوم ليكون قبولها لقوة الأدوية أقوى وذلك يكون على هذه الجهة. خذ من الشحوم ما أحببت منها واغله بشراب واجعل معه من أغصان الآس ومن النمام البستاني ومن السعد والدارشيشعان من كل واحد منهما مدقوقاً جريشاً ومن الناس من يكتفي بواحد من هذه الأفاويه وإذا غلى الغلية الثالثة فارفعه عن النار وصفه بخرقة كتان وطيبه كما وصفت لك بدءاً، وقد تقدم أيضاً في تربية الشحوم على هذه الجهة وخذ منها الذي أحببت وليكن طرياً نقياً من الدم وفيه من جميع الخصال التي ذكرناها وصيره في قدر جديدة وصب عليه من الشراب الرقيق الأبيض العتيق الريحاني ما يفضل عليه مقدار 8 أصابع واغله بنار لينة إلى أن تذهب عنه الرائحة الطبيعية ويخرج منه شيء من رائحة الشراب ثم ارفع الإناء عن النار حتى يبرد وخذ من الشحم الذي فيه منوين واجعله في قدر جديدة وصب عليه ثلاثة أرطال من الشراب الذي صببت عليه أولاً وألق عليه من ثمرة النبات المسمى لوطوس من الصنف الذي يستعمل حبه صناع النباتات أربعة أمناء مدقوقة، واغله بنار لينة وحركه حركة دائمة فإذا ذهبت عنه رائحة الشحم فصفه ثم خذ من الدارشيشعان المدقوق مناً ومن فقاح الأقحوان أربعة أمناء واعجنه بشراب عتيق ودعها فيه ليلة فإذا أصبحت فخذ قدراً من فخار جديدة تسع نحو35 رطلاً فصير فيه الأفاويه والشحم وصب عليه من الشراب نصف حواوس وأقل بقليل واغلها به فإذا صار في الشحم من قوة الشراب والأفاوية ورائحتها فارفع القدر عن النار وصف الشحم ثم أذبه أيضاً وصفه بمصفاة ثم أخزنه وإن أحببت أن تزيد في طيب رائحته فزد على ما ألقيت عليه من الأفاويه من المر الدسم 8 دراهم منه مدقوقاً بشراب عتيق وشحم الدجاج وشحم الأوز وهكذا يطيب خذ من الشحم ما أحببت مما تقدم في علاجه 4 قوطولي وصيره في قدر من فخار واطرح عليه من الدارشيشعان وعود البلسان وقشري الكفري وقصب الذريرة من كل واحد مدقوقاً دقاً جريشاً قدر درخمي 12 وصب عليه من الشراب العتيق الذي من الموضع الذي يقال له أسلس 9 أواقي وضعه على جمر واغله ثلاث غليات، ثم ارفع القدر عن النار ودعها بما فيها يوماً وليلة فإذا أصبحت فاسخن القدر حتى يذوب الشحم ثم صفه في إناء من فضة بخرقة كتان نظيفة فإذا جمد فخذه بصدفة وصيره في إناء خزف وسد فمه سداً جيداً واخزنه في موضع بارد وليكن فعلك لما وصفت في الشتاء فإنه في الصيف لا يجمد ومن الناس من يخلط به الموم من موم البلاد التي يقال لها طولى ليجمد وعلى هذا فلتطيب شحم الخنزير وشحم الدب وما أشبه ذلك من الشحوم وقد يطيب الشحم في الجملة بالمرزنجوش على هذه الصفة. خذ من الشحم الذي قد أجيد علاجه نحواً من من وأصلح ما استعمل فيه هذا التدبير شحم الثور ومن المرزنجوش الطري مرضوضاً رضاً غير شديد مقدار من ونصف واخلطهما واعمل منهما أقراصاً ثم خذ الأقراص وصيرها في إناء وصب عليه من الشراب مقداراً صالحاً وغط الإناء ودعه ليلة فإذا أصبحت فخذ ما فيه وصيره في قدر فخار وصب كليه ماء واغله بنار لينة فإذا ذهب عن الشحم رائحته فضعه في إناء وغطه ودعه الليل أجمع إذا أصبحت فخذ من الشحم ما وصفنا واطرح عكره واخلط به أيضاً منِ المرزنجوش مدقوقاً كما وصفت مقدار من ونصف وصيره أقراصاً وافعل به كما فعلت أولاً فإذا بلغت من هذا التدبير المقدار الكافي وأغليته في آخر مرة وصفيته وطرحت عكره ووسخه إن كان له وسخ وعكر وخزنته في موضع بارد، وإذا أحببت أن تحفظ الشحم على وجهه من غير أن يعالج بما وصفنا من العفن والفساد فافعل هكذا خذ من أي شحم أحببت طرياً واغسله واستقص غسله ثم ضعه في ظل فوق منخل فإذا جف فضعه في خرقة كتان واعصره بيدك عصراً شديداً ثم شكه في خيط كتان وعلقه في ظل وبعد أيام كثيرة ضعه في قرطاس جديد واخزنه في موضع بارد، وإن صيرت أيضاً الشحوم في عسل وخزنت لم تعفن وقوة الشحوم مسخنة وشحم الثور يقبض قبضاً يسيراً وكذا شحم إناث البقر وشحم العجاجيل وقد تشبه هذه الشحوم شحم الأسد، وقد يقال أنه إذا تمسح به إنسان لم ينله ممن يخاف غائلته أذى من الناس إذا لقيهم مكروه، وشحم الفيل وشحم الأيايل إذا تلطخ به طرد الهوام وشحم الأوز وشحم الدجاج نافعان لأوجاع الرحم والشقاق العارض للشفتين ولصقال الوجه ووجع الأذن وشحم سمك نهري إذا أذيب في الشمس وخلط بعسل واكتحل به أحد البصر وشحم الأفعى إذا خلط بقطران وعسل من عسل البلاد التي يقال لها أطيقي وزيت عتيق من كل واحد جزء وافق الغشاوة والماء العارض في العين وإذا نتف تحت الإبط ولطخ بشحم الأفعى على أصوله وحده وهو طري منعه من أن ينبت. التجربتين: وشحم الدجاج الطري منه إذا طبخ مع الأوز ومع الإحساء الرقيقة نفع من حرقة المثانة. ابن سينا: شحم الأوز ينفع من داء الثعلب طلاء وشحم الدجاج نافع لخشونة اللسان، وشحم الببر من أشد النفع من الفالج والببر سبع كبير عظيم مثل الأسد يكون بأرض فارس.

شحرور:

الرازي، في كتاب السر: لحمه رطب وهو محمود الكيموس سريع الإنهضام. وحكى قراطس الروحاني: أنه أفضل الأغذية لمن بدا به وجع الماليخوليا.

شحم المرخ:

هو الخطمي البري وقد ذكرته في الخاء المعجمة.

شحيرة:

الغافقي: أجودها وأنفعها الصفراء السريعة السحق وهي أجود ما يكون لمن به في حلقه ورم من نزلة تحل بخل وتذاب وإذا احتيج إليه استعمل وليكن خل العنصل.

شحمة الأرض:

هي الخراطين وقد ذكرت في الخاء المعجمة.

شرش:

يقال بكسر الشين المعجمة والراء الساكنة المهملة والشين المعجمة أيضاً. عبد الله بن صالح: تعرف هذه الشوكة ببطن فارس شوكة مغيلة ومغيلة بلد من بلاد المغرب ومنهم من يسميها زوبعة إبليس لأجل تفرقها على الطرق. ديسقوريدوس في 3: أقونش وهو صنف من الشوك له أغصان طولها نحو شبر في شكل أغصان ما صغر من الشجر وهو صنف من الشجر الذي يقال له نميش كبيرة العقد يتشعب منها شعب كبيرة ولهذا النبات رؤوس كثيرة مستديرة وورق صغار دقاق شبيهة بورق السذاب أو الحندقوقا التي تنبت في المروج عليه زغب ورقه طيب الرائحة، وقد يتخذ من هذا النبات قبل أن يخرج شوكه مملح يكون طيباً وفي أغصانه شوك حاد شبيه الأشفى صلب وله أصل أبيض يسخن إذا شرب قشره بشراب أدر البول وفتت الحصاة وهو يقلع خبث القروح وإذا طبخ بماء أو بخل وتمضمض بطبيخه سكن وجع الأسنان. جالينوس في 8: قوة أصل هذا النبات قوة تسخن إسخاناً كأنه في الدرجة الثالثة وأنفع ما في هذا لحاؤه وفي هذا اللحاء قوة تقطع وتجلو ومن أجل ذلك صار ليس إنما يدر فقط بل قد أذهبت الحصاة وبسبب هذه القوة أيضاً تقلع القشرة المحرقة من القروح، وقد يستعمل أيضاً في مداواة وجع الأسنان بالماء ويتمضمض به صاحب الوجع.

شربب:

هو الفراسيون وسيأتي ذكره في الفاء.

شربين:

ديسقوريدوس في ا: فادرس هي شجرة عظيمة منها يكون القطران لها ثمر شبيه بثمر السرو غير أنه أصغر منه بكثير وقد تكون شجرة شربين صغيرة مشوكة لها ثمر شبيه بثمر العرعر وعظمه مثل عظم حب الآس مستديرة وأما قدرنا وهو القطران فأجوده ما كان به ثخيناً صافياً قوياً كريه الرائحة إذا قطر منه ثبتت قطراته على حالها غير متبددة. جالينوس في 7: مزاج هاتين الشجرتين حار يابس قريب من الدرجة الثالثة وأما الدهن الذي يخرج من هذه الشجرة وهو القطران فأجود ما كان منه ثخيناً ويظن أنه قريب من الرابعة لأنه يسخن إسخاناً كثيراً جداً ومن شأنه أن يعفن اللحم الرخص اللين سريعاً تعفيناً لا وجع فيه كما يفعل سائر الأشياء الأخر كلها التي في حرارتها في مثل هذه الدرجة الرابعة بعينها وجوهرها جوهر لطيف، وأما اللحم الصلب فكذا يفعل فيه بعد مدة طويلة وجميع ما هذا سبيله من الأدوية يقال له أدوية معفنة وأدوية تعفن وإنما يخالف بعضها بعضاً في كثرة فعلها لذلك وقلته والقطران من أمثال هذه الأدوية في المرتبة الأولى ضعيف وذلك أن جلها قوي بليغ القوة ولذلك صارت هذه كلها تشد الجثث الميتة وصار القطران أيضاً يشد الجثث الميتة ويحفظها من العفونة ويفني ما فيها من الرطوبة والفضل من غير أن يؤثر وينكي في الأعضاء الصلبة، وإذا أدني القطران من الأجسام التي تحيا في الحرارة التي في تلك الأجسام ينميها ويزيد في قوتها وتكون هي السبب في إحراقه اللحم الرخص اللين وإذا كان القطران على ما وصفت فليس بعجب أن يقتل القمل والديدان والحيات المتولدة في البطن والدود والكائنة في الأذن، وإذا استعمل أيضاً من أسفل قتل الأجنة الأحياء وأخرج الموتى كما من شأنه أن يفسد النطفة إذا مسح به رأس الذكر في وقت الجماع ولذلك صار أنفع الأدوية كلها في منع الحبل ويصير من استعمله على ما وصفت عقيماً وأفعاله الأخر التي يفعلها فأولاهن دليله على ذلك أنه يسخن غاية الإسخان بمنزلة ما يفعل إذا قطر منه شيء في السن والضرس المأكولة من تسكين الوجع وتكسر السن والضرس وهو أيضاً يرقق الآثار الحادثة في العين ويشفي الحمرة الحادثة عن الأخلاط الغليظة، وأدسم ما في القطران وهو الجزء الدهني منه الخالص الدهنية التي تجتمع في الصوف الذي يعلق عليه إذا طبخ هو ألطف من القطران كله وأقل حدة منه إلا أن إسخانه دون إسخانه ومنزلة ما يبقى من القطران بعدما يطبخ وهو غليظ عند هذا اللطيف كمنزلة تفل الزيت، ولذلك صار القطران من طريق أنه غليظ يلذع ويفتح فهو بهذا السبب يهيج القروح ويورمها، وأما ذلك القطران الأخر المضاعف الذي قلنا أنه دهني دسم فقوته ساكنة لينة تبلغ من لينها وسكونها أن ذوي الغباوة من الناس قد تعلموا بالتجارب أن يدهنوا به الجراحات العارضة للغنم في وقت الجز بالمقاريض ليشفوها بذلك مثل ما يداوونها بالزفت الرطب، وقد يستعمل العوام القطران أيضاً في مداواة الحكة والقردان العارضة للصبيان والغنم. وأما حب الشربين فقوته معتدلة حتى أنه يمكن أن يؤكل على أنه من أكثر من أكله تصدع رأسه وأسخن بدنه ووجد له لذعاً في معدته. ديسقوريدوس في 2: وللقطران قوة أكالة مقطعة للأبدان الحية حافظة للميتة، ولذلك سماه قوم حياة الميت ويحرق النبات والجلود بإفراط في إسخانه وتجفيفه، وقد يصلح في الإكحال لحدة البصر ويجلو البياض والأثر العارض من اندمال قرحة في العين، وإذا قطر مع خل في الآذان قتل دودها، وإذا طبخ بماء قد طبخ فيه الزوفا وقطر فيها سكن دويها وطنينها، وإذا قطر في الموضع المأكول من السن فتت السن وسكن الوجع، وإذا تضمد به مع الخل فعل ذلك أيضاً، وإذا لطخ على الذكر قبل الجماع منع الحبل، وإذا لطخ على الحلق نفع من الخناق وورم اللوزتين، وإن لطخ به الحيوان قتل القمل والصيبان، وإذا تضمد به مع الملح نفع من نهشة الحية التي يقال لها فارسطس وهي حية لها قرنان، وإذا شرب بطلاء نفع من شرب الأرنب البحري، وإذا لعق منه أو تلطخ به منع داء الفيل، وإذا تحسى منه مقدار أوقية ونصف نقى القروح التي في الرئة وأبرأها، وإذا احتقن به قتل الدود الدقيق منه والغليظ ويجذب الجنين، وقد يكون منه دهن يجمع بصوفة تعلق عليه عند طبخه كما يفعل بالزفت ويفعل كما يفعله القطران غير أن الدهن خاصته يبرئ جرب المواشي والكلاب إذا دهنت به ويقتل قردانها ويرطب قروحها العارضة لها من بعد جز صوفها، وينبغي أن يجمع دخان القطران كما يجمع دخان الزفت وقوة دخان القطران مثل قوة دخان الزفت وثمر الشربين يقال له قدد ديرس وقوته مسخنة وهو رديء للمعدة وينفع من السعال وشدخ العضل وتقطير البول، وإذا شرب مسحوقاً مع الفلفل أدر الطمث، وقد ينفع إذا شرب بالخمر من شرب الأرنب البحري، وإذا خلط بشحم الإيل أو بمخه ثم مسح الجلد به لم يقربه شيء من الهوام، وقد يستعمل في أخلاط المعجونات. الرازي: إذا مسح به الأطراف أمنت من أن تعفن من البرد، وإن كان قد بدأ بها ذلك. الغافقي: القطران الذي يخرج من كلا صنفي الشربين أجود القطران وأصفاه وهو أحد ريحاً من القطران الذي يخرج من ذكر الصنوبر والبق وأشد كراهة، والآخر أقل ريحاً وأسرع جموداً وأغلظ وأقل سيلاناً، وإذا طبخ القطران بنار لينة جمد فصار يابساً أسود، وأهل بابل يسمون القطران المعقود هكذا زفتاً، وكذا أهل الشأم أيضاً والمغرب، وقد يشرب القطران مخلوطاً ببعض الأدوية فينفع من شرب السم ولسع الهوام ويطرد الرياح الغليظة المؤلمة التي قد انعقدت في بعض الأحشاء، وإذا خلط بزيت ودقيق شعير وشيء من ماء عذب وضمد به الحلق والصدر حلل الرطوبة المجتمعة في قصبة الرئة وفي الحلقوم.

شري:

هو الحنظل، وقيل إنه العلقم وهو قثاء الحمار، وقد ذكرت الحنظل في الحاء وسنذكر قثاء الحمار في القاف.

ششترة:

أبو العباس الحافظ: هي إسم للمرقيرة ومعنى ذلك المرقيرة الحسنة منابتها الجبال الثلجية وهي معروفة عند شجاري الأندلس وهي المصرفة بالمغرب عن الفو، ورقها وبزرها كموني الصورة صغير طعمه حريف ينتشر حلاوة أصوله مجتمعة مستقيمة ومعوجة وليست بصلبة وجرب منه النفع من رياح المعدة وإدرار البول وتفتت الحصاة، وفيها بعض منافع الفو وبعض شبه أصوله.

ششرنب:

بضم الشين الأولى وإسكان الثانية والراء المهملة المضمومة بعدها نون ساكنة بعدها باء بواحدة، إسم لنبات يجلب للقاهرة ومصر من موضع يعرف بدير الغرباء المستعمل منه أصوله في إسهال الماء الأصفر، ولا نظير له في ذلك يخرجه من غير كرب ولا مشقة وهو مسخ الطعم وهو مجرب فيما ذكرت عنه الشربة منه مسحوقاً من مثقال إلى درهمين مع سكر.

شطريه:

إسم للصعتر البستاني الطويل الورق ببلاد الأندلس وهو بمصر مزروع كما هو عندنا بالأندلس سواء أول الإسم شين معجمة مفتوحة ثم طاء مهملة ساكنة بعدها راء مهملة مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم هاء، وقد ذكرت جميع أنواع الصعتر في الصاد.

شطيبة:

أوله شين معجمة مضمومة ثم طاء مهملة مفتوحة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم باء بواحدة ثم هاء. أبو العباس النباتي؟ إسم للنبتة الربيعية المشوكة الوشائع المسماة عند أهل البادية بالأندلس بالسسترة مخصوصة بالنفع من النواصير، وجرب منها بالقيروان النفع من الحمى، وببادية بلادنا بالأندلس النفع من الأكلة مجرب في ذلك، وكذا أيضاً هي مجربة لداء الشوكة.

شعير:

ديسقوريدوس في الثانية: أجود ما كان نقياً أبيض وهو أقل غذاء من الحنطة. جالينوس في 7: الشعير في الدرجة الأولى من التبريد والتجفيف، وفيه مع هذا شيء من الحر يسيراً وهو أكثر تجفيفاً من دقيق الباقلا المقشور بشيء يسير وأما في سائر خصاله الأخر كلها فهو شبيه به إذا استعمل من خارج، وأما إذا أكل الشعير مطبوخاً فهو أفضل من الباقلا في واحدة، وهو أنه ينسلخ ما فيه من توليد النفخ، والباقلا متى طبخ فتوليده للنفخ يبقى فيه دائماً لأن جوهره أغلظ من جوهر الشعيرة، فهو لذلك أكثر غذاء من الشعير، ولما كان هذان البزران قليلي الميل عن المزاج الوسط صار الناس يستعملونه في أشياء كثيرة لأن الأدوية التي هي على مثل هذه الحال تخلط في أدوية أخر كثيرة على طريق ما تخلط المواد، ولذلك صار الشمع والدهن يخلطان في أدوية أخر كثيرة. وأما سويق الشعير فهو أكثر تجفيفاً من الشعير. ديسقوريدوس: ودقيق الشعير إذا طبخ مع التين أو مع ماء ألفراطن حلل الأورام البلغمية والأورام الحارة، وإذا خلط بالزفت والراتينج وخرء الحمام أنضج الأورام الصلبة، وإذا خلط بإكليل الملك وقشر الخشخاش سكن وجع الجنب، وقد يخلط ببزر الكتان وحلبة وسذاب ويضمد به للنفخ العارضة في الأمعاء، وإذا خلط بزفت رطب وموم وبول غلام لم يحتلم وزيت أنضج الخنازير، وإذا استعمل بالآس والشراب والكمون البري أو ثمر العليق وقشر الرمان عقل البطن، وإذا تضمد به مع السفرجل بالخل نفع من الأورام الحارة العارضة من النقرس، وإذا طبخ بخل ثقيف ووضع سخناً على الجرب المتقرح أبرأ منه، وإذا صب عليه ماء حتى يصير في قوام الحسو الرقيق وطبخ مع زفت وافق الأورام وفتحها، وإذا جعل مكان الماء خل وطبخ مع زفت وافق سيلان الفضول إلى المفاصل، وسويق الشعير قد يمسك الطبيعة ويسكن وجع الأورام الحارة. غيره: إذا رض الشعير وسخن بالنار وكمدت به الأوجاع الحارة سكنها وقد يعمل منه طلاء على الكلف. التجربتين: دقيقة إذا عجن بإحدى العصارات الباردة كالخس والرجلة وماء عنب الثعلب وضمد به العين الوارمة ورماً حاراً حط الرمد وسكن أوجاعه، وكذا يفعل إذا طلي به سائر الأورام الحارة كالحمرة والحمر والفلغموني، وإذا عجن بالخل وطلي به الجبهة للصداع الحار سكنه ويكسر به حدة الأدوية القوية الحادة ويسكن فعلها ويزيل عاديتها، ولا تضعف التأثير. وإذا عجنت به ألبان اليتوعات أزال كثيراً من غائلتها وإفسادها، وإذا أخذ دقيقه وعجن بماء السيكران وعرك به حتى يتكرج وضمد به الوثي والفسخ إذا كان معه وجع سكن الوجع وقوي العضو، وإذا طلي به على الصدغين والجبهة منع انصباب المواد الحارة إلى العينين سواء كانت متقادمة أو حديثة، وإذا درس كما هو حب بالماء واستخرجت لبنيته وتغرغر بها لأورام الحلق الباطنة حارة في أولها سكن وجعها وردعها، وإذا تغرغر به في آخرها وتمودي عليه فجرها، وإذا خلط خميره الظاهر الحموضة في اللبن الحامض المخيض وترك فيه ليلة وشرب كما هو قطع عطش الحميات وسكن لهيب المعدة ونفع من القيء الصفراوي والإسهال العارض من الصفراء أيضاً، ويسقى منها بحسب الاحتمال والشكاية والفصل.

شعير رومي:

هو الخندروس، وقد ذكرته في الخاء المعجمة.

شعر:

جالينوس في 11: الشعر أيضاً إن هو أحرق صارت قوّته مثل قوّة الصوف المحرق. أعني قوة تسخن وتجفف إسخاناً وتجفيفاً شديداً. الرازي في الحاوي: قال أطهورسفس: وإن شعر الإنسان إذا بل بخل ووضع على عضة الكلب الكلب أبرأه من ساعته، وإذا بل بشراب صرف وزيت ووضع على الجراحات العارضة في الرأس منعها أن ترم وإن دخن به واشتم رائحته نفع من خنق الأرحام والسيلان، والشعر المحرق إذا سحق بالخل ووضع على البثر نفعه وأبرأه، وإذا سحق مع عسل ولطخ على القلاع العارضة في أفواه الصبيان نفع منها نفعاً بيناً، وإذا سحق مع كندروذ على الجراحات العارضة في الرأس بعد أن يطلى الجرح بالزيت أبرأها، وإن سحق بعسل ووضع على الجراحات أبرأها، وإذا سحق الشعر المحرق مع مرتك وطلي على العين الجربة والحكة الشديدة سكنها، وإن سحق الشعر المحرق بسمن الغنم وطلي به على موضع العثرة والأورام الدبابة أبرأها، وإذا خلط بدهن الورد وقطر في الأذن سكن وجع الأسنان. غيره: وإذا طلي على حرق النار نفعه واشتمام دخانه ينفع من الصرع والمسح البالي، وإذا أحرق ونثر على المقعدة البارزة ردها إلى موضعها. خواص ابن زهر: إن علق إنسان شعر صبي طفل قبل صلابته على من به نقرس أو لسعة العقرب نفعه وخفف الوجع، وشعر الإنسان إذا بخر به شيء صفره وماؤه السمتقطر ينبت الشعر في داء الثعلب لطوخاً.

شعر الجبار:

هو البرشياوشان وهو كزبرة البئر.

شعر الفول:

قيل: إنه البرشياوشان ولم يصح ذلك، وإنما هو الدواء الذي ذكر ديسقوريدوس في المقالة الرابعة بعد ذكره البرشياوشان ماهيته ومنفعته وسماه باليونانية طرنجومالس. وقال: ومن الناس من يسميه أردنابطن وهي كزبرة البئر وهو نبات ينبت في المواضع التي ينبت فيها شعر الجبار، وهو يشبه النبات الذي يقال له بطارس وهو السرخس، وله ورق طوال جدّاً مرصفة من كلا الجانبين رقاق شبيهة بورق العدس محاذية بعضها لبعض على قضبان دقاق صلاب صقيلة، لونها مائل إلى السواد، وقد يظن أنه يفعل ما يفعل شعر الجبار.

شفنين بري:

هو الطائر المعروف باليمام. الرازي في كتاب السر: هي فاضلة الغذاء مائلة إلى الحر وهي أنفع وأصلح للمشايخ والناقهين بعد فراخ الحمام، ولها قوة عجيبة في صرف الدم على القليلي الدماء، وحكى أرسطو أن خاصيته بقوته القوة الماسكة وهو في ذلك أبلغ من الفتخ وهو الحجل. المنهاج: أجودها الصغار وهي حارة يابسة ويبسها قوي تنفع من الفالج وتحدث سهراً ويصلحها الخل والكزبرة، ولا ينبغي أن يؤكل منها ما جاوز السنة فإنه شديد الضرر، وينبغي أن تؤكل بعد أن تترك بعد ذبحها يوماً. ابن زهر في أغذيته: لحم اليمام يزيد في الحفظ ويذكي الذهن ويقوي الحواس.

شفنين بحري:

الغافقي: هي دابة بحرية شكلها شكل الخفاش لها جناحان كجناحي الخفاش ولونها كلونه، ولها ذنب كذنب الفأرة في أصله شوكة كمقدار الإبرة تلسع بها فتؤلم ألماً شديداً. لي: نحن نسمي هذه بمدينة مالقة من بلاد الأندلس بالأبرق. ديسقوريدوس في الثانية: طريقون بالاسيا وهو حيوان بحري يسمى باسم الشفنين حمته إلى ذنبه المنقلبة إلى خلاف الناحية التي ينبت إليها قشره يسكن وجع الأسنان، وذلك أن يفتت السن الوجعة ويرمى بها. الشريف: إن بالت امرأة أو رجل في موضع وغرزت في موضع البول شوكة يمامة البحر لم يزل صاحب البول يجد حرقة ووجعاً شديداً ما دامت الشوكة مغروزة هناك حتى إذا نزعت منه برئ من وجعه. وقال مهراريس: إذا وضعت هذه الشوكة تحت وسادة نائم لم ينم البتة حتى تنزع من تحته، وإن دقت في أصل شجرة لم تعش، وإن دفنت في دار قوم تفرّقوا وإن أحرقت وسحقت وفرق رمادها على نفسين تفرقا وتباغضا، وأهل إسبانيا يسمونها حوت البر.

شفلج:

هو قثاء الكبر، وقد ذكرت الكبر في الكاف.

شقائق النعمان:

ديسقوريدوس في الثانية: هو صنفان بري وبستاني، ومن البستاني ما زهره أحمر، ومنه ما زهره إلى البياض وإلى الفرفيرية، وله ورق شبيه بورق الكزبرة إلا أنه أدق تشريفاً، وساقه أخضر دقيق، وورقه منبسط على الأرض، وأغصانه شبيهة بشظايا القصب رقاق على أطرافها الزهر مثل زهر الخشخاش في وسط الزهر رؤوس لونها أسود وكحلي إلى السواد، وأصله في عظم زيتونة وأعظم وكله معقد وأما البري منه، فإنه أعظم من البستاني وأعرض ورقاً منه وأصلب ورؤوسه أطول ولون زهر أحمر قان وله أصول دقاق كبيرة ومنه ما لونه وورقه أسود وأصفر وهو أشد حرافة من غيره من البري، ومن الناس من لم يفرق بين شقائق النعمان البري وبين الدواء الذي يقال له أرغاموني. وزهر الصنف من الخشخاش الذي يقال له رواس، وهو رمان السعالى لتشابه لون زهرهما في الحمرة وغلط أيضاً فظن أن الأرغاموني هو الأغافث، وذلك خطأ وزهر أرغاموني وزهر الصنف من الخشخاش الذي يقال له رواس أقل إشباعاً في الحمرة مثل ظهور شقائق النعمان وظهور زهرهما في الحمرة مثل ظهور شقائق النعمان والأرغاموني يخرج منه دمعة لونها لون الزعفران حريفة الطعم جداً، والصنف من الخشخاش الذي يقال له رواس دمعته أقرب إلى البياض من دمعة أرغاموني وهي جامدة ولهما في أوساط زهرهما رؤوس شبيهة بالخشخاش البري إلا أن أعلى رؤوس أرغاموني إلى العرض، وأعلى رؤوس رواس إلى الدقة، وأما شقائق النعمان فليست له دمعة ولا خشخاش لكن يكون له شيء شبيه بأطراف الهليون، وأكثر ما ينبت أرغاموني ورواس في الحروث جالينوس في 6: جميع الشقائق قوتها حادة جاذبة غاسلة فتاحة، ولذلك صار الشقائق إذا مضغ اجتذب البلغم، وعصارته تنقي الدماغ من المنخرين وهي تلطف وتجلو الآثار الحادثة في العين عن قرحة، والشقائق تنقي أيضاً القروح الوسخة ويقلع ويستأصل العلة التي ينقشر معها الجلد ويحدر الطمث إذا احتملته المرأة ويدر اللبن. ديسقوريدوس: والبستاني والبري من شقائق النعمان جميعاً لهما قوة حادة، ولذلك إذا دقت أصولهما وأخرج ماؤهما واستعط به نقى الرأس، وإذا مضغت قلعت البلغم، وإذا طبخت بطلاء وتضمد بها أبرأت أورام العين الحارة، وقد تجلو الآثار التي فيها من اندمال القروح وتنقي القروح الوسخة، وإذا طبخ الورق مع القضبان بحشيش الشعير وأكل أدرَّ اللبن، وإذا احتمل أدر الطمث، وإذا تضمد به قلع الجرب المتقرح. عيسى بن علي: شقائق النعمان حار يابس في الثانية إن خلط زهره مع قشور الجوز الرطب صبغ الشعر صبغاً شديد السواد، ويقلع القوباء، وإن جفف أدمل القروح. التجربتين: عصارته تذهب بياض العين، ولا سيما من أعين الصبيان، وإذا سقيت بمائه الإكحال المركبة للعين قواها وحسن فعلها. الشريف: إذا اكتحل بماء عصارته سود الحدقة ومنع من ابتداء الماء النازل في العين وقوى حاستها وأحد البصر، وإذا جفف وسحق منه درهمان بمثله هيج وشفى من الوجع الطارق بغتة، وإذا أخذ من الشقائق رطل وجعل معه من قشر الجوز الأخضر مثل نصفه ووضعا في زجاجة ودفنا في زبل حار أسبوعين وخضب به الشعر سوده، وإذا ملئت منه رطلية زجاج وجعل في أسفلها أربعة دراهم من الروستخج وهو النحاس المحرق مسحوقة وفي أعلاها مثل ذلك وطمس فوها ودفنت في زبل ثلاثة أسابيع، ثم أخرجت فإنه يوجد الشقائق قد عاد ماء رجراجاً أسود اللون يخضب به الشعر خضاباً على المشط فإنه عجيب، وإن خضبت به أيدي الجواري كان منه خضاب أسود. ابن رضوان: بزر شقائق النعمان أشفيت به من البرص بأن سقيت منه أياماً متتابعة وجربت ذلك مراراً كثيرة فسقيت منه كل يوم وزن درهم بماء بارد فانتفع به.

شقاقل:

ابن واقد: يشبه ورقه ورق الجلبان المعروف بالبسيلة وهو نبات له عروق في غلظ السبابة والإبهام طوال منسحبة على ما يقرب من وجه الأرض مثل النيل معقدة ينبت في كل عقدة ورقة تشبه ورق البسلة وهو الجلبان الكثير، وفي طرف القضيب يخرج زهره في آخر الربيع وأول الحصاد في لون نور البنفسج إلا أنه أكبر منه فإذا سقط الزهر أخلف بزراً أسود على قدر الحمص مملوء من رطوبة سوداء حلوة الطعم، ولذلك هذا العرق نباته في المواضع الظليلة وعند أصول الثمار الكبار والمواضع الندية، ويجب أن يجمع عند الحصاد وهو حار رطب في الأولى رطوبته أكثر من حرارته، وهو مهيج للجماع زائد في الباه والإنعاظ وخاصة إذا كان مربى بالعسل. المنصوري: المربى منه قوي الحرارة يسخن المعدة والكبد وخيم يسقط الشهوة غير أنه يزيد في المني زيادة كثيرة إذا أدمن. ابن سينا: يظن أن تسخينه اللطيف وترطيبه يزيد في قوة الروح. الرازي: وبدله للباه بوزيدان مثله سواء.

شقرديون:

هو الحشيشة الثومية ويعرف بحافظ الأجساد وحافظ الموتى وهو المطر، قال عند عامة الأندلس وليس هو ثوم الحية كما ظن من لم يتحققه. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات ينبت في أماكن جبلية وفي آجام، وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له كمادريوس إلا أنه أعظم منه، وليس له من التشريف مثل ما لذلك، وفيه شيء من رائحة الثوم وطعمه قابض وفيه مرارة، وله قضبان مربعة وعليها زهر لونه أحمر قاني. جالينوس في 8: هذا نبات مركب من طعوم وقوى متفتتة، وذلك أن فيه شيئاً من مرارة وحدة وقبض وحدته وحرافته من أشبه شيء بحدة الثوم وحراقته وأحسبه إنما سمي ثوماً برياً بهذا السبب وهو ينقي الأعضاء الباطنة ويسخنها معاً ويدر الطمث والبول، وإذا شرب شفى فسوخ العصب والعضل ووجع الأضلاع الحادث عن السدد والبرودة، ويلزق الجراحات العظيمة إذا وضع عليها وهو طري وينقيها إن كان فيها وسخ ويدمل الجراحات الخبيثة ويختمها إذا جففت ونثر عليها. وقال في الأدوية المقابلة للأدواء: إن القتلى الذين وقعت أجسادهم على نبات الأشقرديون بقيت أجسادهم بغير عفن. ديسقوريدوس: وقوة هذا النبات مسخنة مدرة للبول وقد يدق وهو طري أو يطبخ بشراب وهو يابس ويسقى لنهش الهوام والأدوية القتالة ويسقى منه وزن درخمي بالشراب الذي يقال له أدرومالي للذع العارض في المعدة وقرحة الأمعاء وعسر البول، وقد ينقى من الصدر كيموساً غليظاً ثخيناً، وإذا خلط وهو يابس بحرق وعسل دراتينج وهيء منه لعوق كان صالحاً للسعال المزمن وشدخ العضل، وإذا خلط بقيروطي سكن ورم ما دون الشراسيف الحار المزمن، وإذا خلط بالخل الثقيف ولطخ على موضع وجع النقرس أو خلط بماء وتضمد به كان صالحاً، وإذا احتملته المرأة أدرَّ الطمث، وإذا استعمل في الجراحات ألزقها، وإذا خلط بالعسل نقى القروح المزمنة وختمها، وإذا استعمل يابساً أذهب اللحم الزائد وقد تشرب عصارته للأوجاع التي ذكرنا، وأقوى ما يكون منه بالبلاد التي يقال لها نيطش، ومن الجزيرة التي يقال لها قريطش.

شقراق:

البالسي: هو حار ظاهر الحرارة وفيه زهومة قوية إلا أنه محلل للرياح الغليظة التي في المعي إذا أكل وهو دسم.

شقر: هو شقائق النعمان وقد ذكر.

شقراص:

هو نوع من الحطب شعراوي يحرق عندنا في الأفران في بعض بلاد الأندلس تسمي عامتنا أحد نوعيه الوسيل وباليونانية قسيوس، وهو الذي ترجمه حنين في كتاب ديسقوريدوس بلحية التيس وأعجب من حنين كيف سماه بهذا الإسم ولا شبه له به، وقد ذكرت لحية التيس في حرف اللام.

شكاعا:

ديسقوريدوس في الثالثة: افتيارا ومعناه الشوكة البيضاء بالعربية. جالينوس في 6: هذا النبات يشبه الباذاورد إلا أن قوته قوة تجفف وتقبض أكثر منه، ولذلك صار أصله نافعاً من النزف العارض للنساء، وينفع أيضاً من جميع العلل التي ينفع منها الباذاورد، وثمرته وأصله أقوى ما فيه، ولذلك صارا نافعين للهاة الوارمة وينفعان أيضاً من الأورام الحادثة في المقعدة وأصله يدمل القروح لأن فيه قوة دابغة باعتدال. ديسقوريدوس: طبيعة هذا الدواء فيما يظن به قريبة من طبيعة أقشالوقي، وهذا الباذاورد قابض وثمرته أقوى بكثير وينفع من استرخاء اللهاة ويدمل القروح لأن فيه قبوضة يسيرة غير عنيفة، وأصله يوافق سيلان الرطوبات من البدن كذلك. ابن سينا: ينفع من الحميات العتيقة وخصوصاً بالصبيان.

شك:

هو التراب الهالك عند أهل العراق وهو سم الفار أيضاً، وعند أهل المغرب هو رهج الفار. وقال الرازي في خواصه: الشك شيء يؤتى به من بلاد خراسان من معادن الفضة وهو نوعان أبيض وأصفر إن جعل في عجين وطرح في بيت فأكل منه الفار مات ومات كل فارة تشم ريح ذلك الفار حتى يموت الكل أجمع وهو صحيح وقد وقفت عليه. الرازي في المنصوري: الزنجفر والشك يعرض من شربهما مثل ما يعرض من الزئبق المقتول إلا أن الشك أقوى جداً لأنه قاتل لا يتخلص منه وعلاجه مثل علاج من سقي الزئبق.

شكوهج:

هو الحسك وقد ذكرته في الحاء المهملة.

شلجم:

ويقال بالسين المهملة أيضاً وبالمعجمة وهو اللفت. جالينوس في 7: بزر هذا النبات يهيج شهوة الجماع لأنه يولد رياحاً نافخة، وكذا أيضاً أصله نافخ عسر الإنهضام يزيد في المني. ديسقوريدوس في الثانية: أصله إذا طبخ وأكل كان مغذياً مولد للرياح مولد للحم الرخو محرك لشهوة الجماع، وطبيخه يصب على النقرس والشقاق العارض من البرد فينفع منها، وإذا تضمد به أيضاً فعل ذلك، وإذا أخذت سلجمة وجوفت وأذبت في تجويفها موما يدهن ورد على رماد حار كان نافعاً من الشقاق المتقرح العارض من البرد، وقلوب ورقه تؤكل مطبوخة فتدر البول، وبزر الشلجم يستعمل في أخلاط بعض الأدوية المعجونة النافعة من لسع ذوات السموم المسكنة للأوجاع، وقد ينفع من الأدوية القتالة، وإذا شرب أنهض شهوة الجماع، وإذا عمل الشلجم بالماء والملح كان أقل لغذائه إذا أكل غير أنه يحرك شهوة الطعام، وأما الشلجم البري فإن شجرته كثيرة الأغصان طولها ذراع وتنبت في الحروث ملساء الطرف لها ورق أملس عريض عرض الأبهام، وله ثمرة في غلف وتنفتح تلك الغلف فيظهر فيها بزر صغير أسود إذا كسرت كان داخلها أبيض، وقد نفع البزر في أخلاط الغمر والأدوية التي تنقي البشرة مثل الأدوية التي تعمل من دقيق الترمس ودقيق الحنطة أو دقيق الكرسنة. الفلاحة: أصل الشلجم البري حار حريف كريه الرائحة لا يؤكل، وقد يطبخ ورقه ويؤكل. ومن الشلجم البري صنف آخر ينبت في البراري الممطرة بالقرب من الغدران، وأصله على قدر الكبار من الجبار ويعلو عليه فرع مقدار عظم الذراع، وعليه ورقات متقطعات مثل ورق الشلجم البستاني إلا أنه أدق منه وألطف، وفيه تشريف من أوله إلى آخره، ويحمل في أيار ونيسان. وبزره شبيه ببزر الشلجم إلا أنه إلى السواد ورقه أملس لا خشونة فيه، وأصله يؤكل مطبوخاً. غيره: وإذا أخذ عرق من عروق الشلجم التي تمتد في الأرض فسحق سحقاً جيداً رطباً كان أو يابساً وخلط بعسل ولعقه من يشتكي طحاله أو من به عسر البول نفعه وشفاه. الشريف: وإذا علق بزر الشلجم في العنق نفع من ورم الأرنبة مجرب. الفلاحة: ومن الشلجم صنف يسمى أبو شاد وهو شلجم يزرع في البساتين صغيره أحمر وبزره ألطف من بزر الشلجم، وله ساق في مقدار ثلاثة أصابع مضمومة. ديسقوريدوس في الثانية: يونياس هو صنف من الشلجم صغير، إذا أكل أصله مطبوخاً ولد نفخاً وكان غذاؤه أقل من غذاء الصنف الآخر من الشلجم، وإذا تقدم في شرب بزره أبطل فعل الأدوية القتالة، وقد يخلط ببعض الأدوية المعجونة. وهذا الصنف من الشلجم يعمل أيضاً بالماء والملح. عبد الله بن صالح: بزر هذا النوع هو المستعمل في الترياق الفاروق. لي: يعرف هذا النوع من الشلجم ببلاد الأندلس باللفت الطليطلي يستعمل منه أصله لا ورقه.

شل:

يقال بشين معجمة مضمومة ولام بعدها. إسحاق بن عمران: الشل بالهندية هو سفرجل هندي وهو ثمر مدور بمنزلة الجلوز لا قشر عليها وقوته مثل قوة الزنجبيل حار في الدرجة الثالثة رطب في الأولى يلطف الكيموسات الغليظة وينفع من صلابة العصب. ابن سينا: طعمه مر حريف قابض بكسر الرياح وفيه تحليل عجيب نافع للعصب.

تنبيه: لما ذكر صاحب المنهاج هذا الدواء وهو الشل أورد فيه ما أوردته من ماهيته ومنفعته ثم قال بعد ذلك ما هذا نصه: وقدر ما يؤخذ منه نصف درهم، وقد يعرض من شربه شبيه بما يعرض من شرب الزئبق المقتول، وربما عرض عنه إسهال وهو أول علامته ويداوي بالأمراق الدسمة هذا كلام صاحب المنهاج في هذا الدواء، وهو كلام بين فساده وظاهر انتقاده لأنه تكلم في ترجمة الشل على دواءين مختلفين في الماهية متباينين في الفعل والقوة على أنهما دواء واحد، وهذا محض الغلط أحدهما الدواء المعروف بالشل بالشين المعجمة واللام، وهو نباتي الجنس هندي المنبت وأضاف إليه القول على دواء آخر هو المعروف بالشك بالشين المعجمة والكاف، وهو سم الفار عند الناس ويعرف بالعراق لتراب الهالك، وقد تقدم ذكره في هذا الباب فتأمل ما قلته فيه وجميع الأعراض المذمومة السمية التي ذكرها ابن جزلة للشل ليست له بل هي للشك فاعلمه، وفيما نبهت عليه كفاية.

شمع:

ديسقوريدوس في الثانية: أجوده ما كان لونه إلى الحمرة ما هو وكان علكاً دسماً طيب الرائحة في رائحته شيء من رائحة العسل نقياً من الوسخ، والذي رأيناه منه على هذه الصفة إما أن يكون من الجزيرة التي يقال لها قريطي، أو من البلاد التي يقال لها نيطش، وما كان فيه أبيض بالطبع علكاً دسماً فهو بعد الصنف الذي ذكرنا، وأما تبييض الموم فهو على هذه الصفة: خذ منه ما كان إلى البياض علكاً فحله ونقه من وسخه وصيره في إناء فخار جديد وصب عليه من ماء البحر ما يكتفي منه وذر عليه شيئاً من نطرون واطبخه، فإذا غلى غليتين أو ثلاثة فارتفع الإناء عن النار ثم خذ قدراً أخرى جديدة وبل أسفلها بماء بارد وأمِرها على الموم مراراً كثيرة وأنت تبل أسفل القدر بالماء في كل وقت لتأخذ من الموم شيئاً كثيراً قليلاً قليلاً وليجمد على أسفلها، وافعل ذلك دائماً كما وصفت لك إلى أن لا يبقى من الموم شيء، ثم شد الأقراص في خيط كتان وتكون مفرقة بعضها عن بعض وعلقها بالنهار في الشمس ورشها بالماء رشاً دائماً، وبالليل علقها في القدر لا تزال يفعل ذلك إلى أن يبيض فإن أحب أحد أن يكون بياض الموم مفرطاً فليفعل كما وصفنا غير أنه ينبغي أن يطبخه مراراً كثيرة، ومن الناس من يصب على الموم مكان ماء البحر ماء حاراً جداً ويطبخه على ما وصفت مرة أو مرتين، ويأخذه بأسفل إبريق ضيق مستدير السفل له مقبض، ثم يصير الأقراص على حشيش كثيف ويعصره إلى أن يبيض جداً، وينبغي أن يفعل ما وصفناه في الربيع في وقت انخفاض حرارة الشمس ورطوبة الهواء كي لا يذوب الموم وقوة الموم مسخنة ملينة تملأ القروح ملأ وسطاً ليس بقوي وقد يتخذ منه حب صغير مثل الجاورش ويؤخذ منه 5 حبات ويشرب مع بعض الأحساء لقرحة الأمعاء ويمنع اللبن من التعقد في ثدي المرضعات. جالينوس في 7: الموم كأنه وسط من الأشياء التي تبرد وتسخن والأشياء التي ترطب وتجفف وفيه مع هذا شيء غليط قليلاً دبقي، ولهذا ليس إنما لا نجفف فقط بل عساه أن يظن به أنه يرطب بالعرض أخرى، إذ كان ليس بدبقيته يمنع التحليل. ومن أجل ذلك صار هو أيضاً مادة لجميع الأضمدة الأخرى التي تبرد، والتي تسخن. وأما هو في نفسه فهو من الأدوية التي تنضج إنضاجاً ضعيفاً ليس من الأدوية التي ترد إلى جوف البدن لكن من الأدوية التي تجعل من خارج، وفيه مع هذا أيضاً شيء يسير يحلل ويفتر، وهذا الشيء في العسل كثيراً. ابن سينا: ينفع من خشونة الصدر طلاء ولعقاً وخصوصاً، وقد ضرب بدهن البنفسج وقيل: إنه يجذب السموم ويجعل على جراحات النصول المسمومة طلاء فلا تضره. الشريف: إذا خلط بدهن سوسن أو دهن زئبق وطلي به على الوجه حسنه وصفى لونه وأذهب كلفه، وإذا طلي على العصب الجاسي حلل جساءه، وإذا خلط مع الشحم المصفر غمره من الدهن وشمس ثلاثة أسابيع ثم طلي به الورم الذي يكون خلف الأذنين في الأرنبتين حللها، وينفع من انصباب المادة فيها. التجربيين: هو مادة المراهم واللطوخات ورائحته قاطعة للرياح الرديئة، ولذلك ينفع استنشاقه في الوباء الواقع من اجتماع الناس على تضايق والكائن عن اقتراب مواضع المقابر ونتن الجيف، وإذا أذيب مع دهن ورد وزيت عذب يكونان مناصفة وشرب أو احتقن به نفع من السحج كيف كان منفعة بالغة، غير أن شربه يذهب شهوة الطعام. غيره: هو أحد الأدوية للمراهم التي تلين الصلابات، وإذا حل بشيء من دهن الخل وخذ منه الشيء اليسير نفع من وجع الحلق والصدر واللهاة ويصفي الصوت وينفع من السعال الحادث من اليبس ويلحم الشقاق، وإذا خلط بالدهن وصنع منه قيروطي ينضج الدماميل.

شمار:

هو الرازيانج عند أهل مصر والشام وقد ذكرته في الراء.

شمشار:

هو البقس وقد ذكرته في حرف الباء.

شمشير:

هو القاقلة الصغيرة وسنذكر في حرف القاف.

شمام:

هو إسم لنوع من البطيخ صغير حنظلي الشكل مخطط بحمرة وخضرة وصفرة رائحته طيبة يسميه أهل الشام اللقاح، واللقاح غيره، وقد ذكرت هذا النوع من البطيخ مع أنواعه في حرف الباء.

شنجار:

هو الشنكار أيضاً والكحلاء والحميراء ورجل الحمامة، وبالسريانية حالوما وهو أربعة أصناف. ديسقوريدوس في الثانية: الحنينا. ومن الناس من يسميه أبغليا ومنهم من يسميه فالقس وهو نبات له ورق شبيه بورق الخس الدقيق الورق وعليه زغب وهو خشن أسود كثير العدد نابت من حول الأصل لاصق بالأرض مشوك، وله أصل في غلظ أصبع يكون لونه في الصيف أحمر إلى حمرة الدم يصبغ اليد إذا مس وينبت في أرضين طيبة التربة. جالينوس في 7: ليس قوة أنواع الشنجار كلها قوة واحدة بعينها، لكن قوة النوع منها الذي يقال له أونوقليا أصله قابض فيه مرارة يسيرة وهو دابغ للمعدة لطيف يجلو الأخلاط المرارية والأخلاط المالحة، وقد قلنا في المقالة الأولى من هذا الكتاب أن الطعم العفص إذا اختلط بالمر من شأنه أن يفعل هذه الأفعال، ولذلك صار هذا الدواء نافعاً لأصحاب اليرقان ولمن به وجع الكليتين ووجع الطحال، وهو مع هذا مبرد، وبهذا السبب صار متى خلط في الضماد مع دقيق الشعير نفع من الورم المعروف بالحمرة ويجلو إذا شرب، وإذا وضع من خارج، ولذلك صار يشفي البهق والعلة التي ينقشر معها الجلد إذا سحق بالخل وطلي على الموضع، فهذه أفعال أصل هذا النوع والقوى التي تحدث هذه الأفعال، فأما ورقه فقوته أضعف من قوة الأصل، ولكنه هو أيضاً ليس ببعيد عن التجفيف والقبض، ولذلك صار يشفي الاستطلاق إذا شرب بشراب. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات قابض، وإذا غلي بالزيت والموم كان صالحاً لحرق النار والقروح المزمنة، وإذا تضمد به مع السويق أبرأ الحمرة، وإذا تضمد به مع الخل أبرأ البهق والجرب المتقرح، وإذا احتملته المرأة أخرج الجنين وقد يسقى طبيخه مع الشراب الذي يقال له مالقراطن من به يرقان ووجع الكلى ووجع الطحال وورمهما والحمى، وورقه إذا شرب بالشراب عقل البطن، وقد يستعمل العطارون هذا الأصل في تركيب بعض الأدهان. والصنف الثاني لوقسيوس، وهو نبات له ورق شبيه بورق الخس إلا أنه أطول منه وأغلظ وهو أخشن وأثخن وأعرض من ورق الخس منقلب إلى ناحية الأصل وله ساق طويل خشن قائم تتشعب منه شعب كثيرة طول كل واحدة منها نحو من ذراع خشنة عليها زهر صغار شبيه بلون الفرفير، وله أصل لونه شبيه بلون الدم قابض وينبت في الصحارى. جالينوس: وأما الشنجار الآخر المسمى لوقاسيوس، فهو أيضاً نافع من الورم المعروف بالحمرة على مثال ما ينفع الأول، وأصل هذا النوع الثاني أشد قبضاً من أصل النوع الأول بكثير. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات إذا تضمد به مع السويق أبرأ الحمرة وإذا تمسح به وقد سحق وخلط بالدهن أدر العرق. وقد يكون صنف آخر من أنجشا ويسميه بعض الناس الفاريوس ويسمونه أيضاً أبو خينس، والفرق بين هذا الصنف والصنف الأول أن هذا أصغر ورقاً من ورق الأول وأغصانه صغار رقاق لونها لون الفرفير مائل إلى الحمرة القانئة، وله عروق حمر في حمرة الدم صالحة الطول يعرض منها شيء شبيه بالدم أيام الحصاد، وورقه خشن وينبت في مواضع رملية. جالينوس: قوته أشد من قوة ذينك النوعين، ومن أجل ذلك صار يتبين في طعمه من الحراقة مقدار كثير وهو نافع جداً منفعة بالغة لمن نهشته أفعى، وإذا وضع من خارج على موضع النهشة كالضماد أو أدنى منه فقط أو أكله المنهوش. ديسقوريدوس: وعروق هذا النبات وورقه إذا أكلا أو شربا أو علفا ينفعان من نهش الأفاعي، وإذا مضغ أحد شيئاً من العروق أو الورق وتفله في فم شيء من ذوات السموم قتله. وقد يكون صنف آخر من أنجشا شبيه بالصنف الثالث إلا أنه أصغر منه وله ثمر أحمر قانىء وإن مضغه أحد وتفله في فم شيء من الهوام قتله، وله أصل إذا شرب منه مقدار أكسوثافن مع الدواء الذي يقال له الزوفا أو الحرف أخرج من البطن الدود الذي يقال له حب القرع. جالينوس: وأما النوع الرابع الذي ليس له اسم يخصه، فالحال فيه مثل ما في النوع الثالث إلا أنه أشد مررارة منه وأقوى، ولذلك صار يصلح لحب القرع إذا شرب منه مقدار مثقال ونصف مع زوفا وقردمانا. وقال غيره: تضمد به الخنازير والنقرس مع الشحم وعرق النسا وتحلل الأورام الصلبة حيث كانت، وتستعمل عصارته بالعسل للقلاع ويسعط بها فينقي الرأس والأثر الباقي في العين وغلظ الطبقات وينفع من الأورام الصلبة في الرحم حمولاً وجلوساً في مائه، وإذا كبس ورقه بالخل نفع الطحال شرباً وضماداً وزهره أقوى من ورقه، وأصله أقوى ما فيه، وإذا طبخ في زيت كان من أنفع شيء لوجع الأذن، ويستعمل دهنه بالشمع لوجع المقعدة ويمر الطمث بقوة إذا احتمل أو شرب منه مقدار مثقال ونصف، وبزره قريب من أصله إلا أنه أضعف.

شنبليذ:

التميمي: هو ورد السورنجان وهو زهر يبدو على وجه الأرض وهو مورد اللون في شكل صغار السوسن، بل في شكل نوار الزعفران سواء وينحو في توريده إلى لون نوار اللوز المر متوسطاً بين البياض والحمرة، وهو أول زهرة تطلع من الأرض إذا وقع المطر الموسمي كما يوسم الأرض أول مطرة، ويمضي لذلك أسبوع يبدو الشنبليذ وله رائحة ذكية وهو حار يابس في الثانية وشمه نافع من الصداع البارد في الدماغ والخياشيم، ويطرد شمه الرياح الغليظة الكائنة في الدماغ ويفتح السدد الكائنة في الدماغ والخياشيم.

شنج:

التميمي في المرشد: هو الحلزون الكبار البحري المقرن الجوانب، وهو نوع من الحلزون عظيم غليظ الوسط مستدير الطرفين مملوء الجوانب بقرون له نابتة وجوفه خال، وقد يجلب من بلاد الهند وبحر الحبش ونهر اليمن ولون باطنه أبيض غليظ الجسم، وربما كان يعلو ظاهره صفرة ورقطة، وزعموا أن البحر يقذف به مع الزلف، ويكون فيه حيوان لزج على شكل البزاقات يسمى الحلزون، وهو إذا أحرق يدخل في كثير من إكحال العين الجالية، وفي كثير من شيافاتها وأدويتها وتحجيراتها. وقد يحرق ويسحق ويكتحل به فيجلو ما على الطبقة القرنية من البياض، وهو إذا اكتحل به غير مسحوق كان أقوى لجلائه، وإذا اكتحل به محرقاً كان أقوى لتنشيفه وتجفيفه، وإن غسل بعد إحراقه كان تنشيفه من غير لذع، وقد يقوي حس البصر وينشف الرطوبة المنصبة إليه، وفيه قوتان نشافة وجلاوة. لي: هو ودع كبير الجرم والضمانات التي ذكرت فيه هي مذكورة في الودع وقد ذكرته في الواو.

شنار:

هو الفراسيون وسنذكره في الفاء.

شندلة: البكري: هي الإسجارة والإسحارة وهي أروسيمن باليونانية وهو التوردي أول الإسم شين معجمة مضمومة بعدها نون ساكنة ثم دال مهملة مفتوحة بعدها لام مفتوحة مشددة ثم هاء، وقد ذكرت التوردي في التاء.

شهدانج:

هو القنب وسنذكره في القاف.

شوكران: هو الحفوظة بعجمية الأندلس. ديسقوريدوس في الرابعة: قونيون هو نبات له ساق ذات عقد مثل ساق الرازيانج، وهو كثير له ورق شبيه بورق القثاء وهو الكلخ إلا أنه أدق من ورق القثاء ثقيل الرائحة في أعلاه شعب وإكليل فيه زهر أبيض وبزر شبيه بالأنيسون إلا أنه أشد بياضاً منه وأصله أجوف، وليس بغائر في الأرض. جالينوس في الثانية: جميع الناس يعلمون أن قوة هذا الدواء قوة تبرد غاية التبريد. ديسقوريدوس: وهذا الدواء هو من الأدوية القتالة ويقتل بالبرد، وقد يستعمل الشراب الصرف لدفع مضرته فينتفع به منه، وتؤخذ جمة هذا النبات قبل أن يجف البزر وتعصر وتؤخذ العصارة وتجفف في الشمس، وقد ينتفع به في أشياء كثيرة، ويقع في الشيافات المسكنة لأوجاع العين فينتفع بها وإذا ضمد بها سكنت الحمرة والنملة، وإذا دق هذا النبات بورقه وضمدت به الأنثيان سكنت عنه كثرة الاحتلام، وإذا ضمدت به المذاكير أرخاها، وإذا ضمدت به الثديان قطع اللبن ومنع ثدي الأبكار من أن تعظم، وإذا ضمدت به خصي الصبيان صغرها وأضمرها، وأقوى ما يكون من هذا النبات ما يكون من الجزيرة التي يقال لها قريطي والبلاد التي يقال لها ماغانه والبلاد التي يقال لها أطيقي والجزيرة التي يقال لها منسوس والبلاد التي يقال لها قليقيا، وقال في الثانية في مداواة أجناس السموم: إذا شرب هذا الدواء أذهب العقل وأسحر العين حتى لا يبصر صاحبه شيئاً وأخذ منه الفواق وتخليط الفكرة وبرد أطراف الأعضاء وفي آخر الأمر يتشنج العصب ويأخذه الخناق من ضيق قصبة الرئة والحنجرة من الريح، وينبغي لصاحبه أن يبدأ بالتقيؤ ثم يسهل بطنه حتى يقوى على دفع ما انحدر إلى الأمعاء، ثم يسقى الأشياء النافعة وهي الطلاء الصرف ويمهله ثم يسقيه من بعده ألبان الأتن أو الأفسنتين مع الفلفل الحديث وجندبادستر وسذاب مع طلاء وقردمانا وميعه وفلفل مع بزر الأنجرة، ومع طلاء وورق الغار وأنجذان وحلتيت مع دهن وسلافة ومطبوخ يشرب وحده فينتفع به نفعاً بيناً.

شونيز:   ديسقوريدوس في الثالثة: هو تمنس صغير دقيق العيدان طوله نحو من شبرين أو أكثر، وله ورق صغار شبيهة بورق النبات الذي يقال له أريغازن إلا أنه أدق منها بكثير وعلى طرفه رأس شبيهة بالخشخاش في شكله طويله مجوفة تحوي بزراً أسود حريفاً طيب الرائحة وربما خلط بالعجين وخبز. جالينوس: هذا يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة ويشبه أيضاً أن تكون له قوة لطيفة ولهذا صار يشفي الزكام إذا صير في خرقة وهو مقلو وشمه الإنسان دائماً وهو مع هذا يحلل النفخ غاية الحل إذا ورد إلى داخل البدن وهذا مما يدل منه على أنه جوهر لطيف قد أنضجته الحرارة إنضاجاً مستقصى ولذلك هو مر، وإذا كان الأمر في الشونيز على ما وصفت فليس من العجب أن يكون شأنه قتل الديدان لا إذا هو أكل فقط لكن إذا وضع على البطن من خارج ولا فيما يفعله أيضاً من قلعه العلة التي يتقشر معها الجلد، وقلع الثآليل المتفلقة والمنكوسة والخيلان ما يستحق العجب منه ولذلك نجد أيضاً الشونيز نافعاً لمن به العلة المعروفة بانتصاب النفس ونجده يحدر الطمث فيمن يحتبس طمثها من النساء بسبب أخلاط غليظة لزجة، وبالجملة حيثما احتجنا إلى التقطيع والجلاء والتجفيف والإسخان فالشونيز نافع لنا في ذلك منفعة كثيرة جداً. ديسقوريدوس: وإذا ضمدت به الجبهة وافق الصداع وإذا استعط به مسحوقاً بدهن الإيرسا وافق ابتداء الماء النازل في العين، وإذا تضمد به مع الخل قلع البثور اللبنية والجرب المتقرح وحلل الأورام البلغمية المزمنة والأورام الصلبة، وإذا دق وخلط ببول صبي لم يحتلم قد عتق ووضع على الثآليل المسمارية قلعها، وإذا طبخ بالخل مع خشب الصنوبر وتمضمض به نفع من وجع الأسنان، وإذا ضمدت به السرة مخلوطاً بماء أخرج الدود الطوال، وإذا سحق وجعل في صرة واشتم نفع الزكام، وإذا أدمن شربه أياماً كثيرة أدمن البول والطمث واللبن، وإذا شرب بالنطرون سكن عسر النفس، وإذا شرب منه مقدار درخمي بماء نفع من نهشة الرتيلا وإذا دخن به طرد الهوام. وقد زعم قوم أن من أكثر من شربه قتله. ابن ماسه: خاصته إذهاب الحمى الكائنة عن البلغم والسوداء وقتل حب القرع. ابن سينا: وإذا نقع في الخل ليلة ثم سحق من الغد واستعط به وتقدم إلى المريض حتى يستنشقه نفع من الأوجاع المزمنة في الرأس ومن اللقوة وهو من الأدوية المفتحة جداً للسدد في المصفاة وينفع من البرص والبهق طلاء بالخل أيضاً ويسقى بالعسل والماء الحار للحصاة الكائنة في المثانة والكلية. غيره: وهو يضر الحلق ويهيج الخوانيق القاتلة إذا أكثر منه. أحمد بن إبراهيم: الشونيز إن عجن بعد سحقه بماء الحنظل الرطب أو المطبوخ وضمدت به السرة كان فعله في إخراج حب القرع أقوى فإن عجن بماء الشيح أخرج الحبات وإن سحق وخلط بشيء من دهن الحبة الخضراء وقطر منه في الأذن ثلاث قطرات نفع من البرد العارض للأذنين والريح والسدد، وإذا قلي ودق ونقع في زيت وقطر من ذلك الزيت في الأنف ثلاث قطرات أو أربعة نفع من الزكام إذا عرض معه عطاس كثير، وإذا أخذ شونيز وأحرق وخلط بشمع مداف بدهن سوسن أو بدهن حناء وطلي على الرأس نفع من تناثر الشعر، وإذا قلي الشونيز بنار لينة ودق وعجن بماء ورد وطلي منه على القروح التي تخرج في الساقين بعد أن تغسل القروح بالخل نفعها وأبرأها وأزالها، وإذا سحق مع دم الأفاعي أو دم الخطاطيف، وطلي به الوضح غيره، وإذا استعط بدهن الشونيز نفع من الفالج والكزاز وقطع البلة والبرد الذي يجتمع فيصير منه الفالج. مسيح بن الحكم: ودهنه إذا استعط به نفع من الفالج واللقوة. مجهول: إذا سحق ونخل واستف منه كل يوم درهمان بماء فاتر نفع من عضة الكلب الكلب. التجربتين: إذا سحق وشرب بسكنجبين نفع من حميات الربع المتقادمة والظاهرة النضح وإذا عجن بسمن وعسل نفع من أوجاع النفساء عند امتساك دم النفاس وينفع بهذه الصفة لأوجاع الأرحام ووجع الكلى، وإذا سحق ببول ووضع على قروح الرأس الشهدية، وتمودي عليه قلعها وأنبت الشعر فيها، وإذا نثر على مقدم الرأس سخنه ونفع من توالي النزلات وإذا خالط الأكحال نفع ابتداء الماء النازل في العين، وإذا سحق وعجن بدهن الورد وخل نفع من أنواع الجرب، وإذا ضمد به أوجاع المفاصل نفعها وهو يدر الطمث إدراراً قوياً ويخرج الأجنة أحياء وموتى ويسقط المشيمة. الشريف: إذا أخذ منه 7 حبوب عدداً وغمرت بلبن إمرأة ساعة وسعط بها في أنف من به يرقان واصفرت منه العينان ينفع ذلك جداً نفعاً بليغاً وحيا بشدة تفتيحه للسدد.

شواصرا:

يسمى مسك الجن وهذا أحد أنواع البلتجاسف. ديسقوريدوس في الثالثة: بطوس هو من النبات المستأنف كونه في كل سنة وهو شبيه في قدره بالتمنش وهو كله أصفر مفترش النبات على الأرض وله أغصان كثيرة وبزره ينبت في جميع كل واحد من الأغصان وله ورق شبيه بورق الدشتي وجميعه طيب الرائحة جداً ولذلك يجعل في الثياب وأكثر نباته في الأدوية التي إنما تحمل من ماء الأمطار في الغدران، وإذا شرب بالشراب سكن عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب وأهل قيادوقيا يسمون هذا النبات أميروسيا ومن الناس من يسميه أرطاماسيا.

شويلا: هو البرنجاسف وقد ذكرته في الباء.

شوع: هو شجر البان.

شوشميز: هو القاقلة الصغيرة بالفارسية.

شوك الدارجين: هو مشط الراعي وباليونانية دنيساقوس وقد ذكرته في حرف الدال المهملة.

شوك الدمن: هو العكوب وسنذكره في العين.

شوك العلك: هو الأشخيص، وتد ذكرته في الألف.

شوكة عربية: هي الشكاعا وقد ذكرتها في هذا الحرف.

شوكة يهودية: هي القرصعنة الزرقاء وسنذكر القرصعنة في حرف القاف.

شوكة قبطية: هي شجرة القرظ وسنذكرها في القاف.

شوكة مصرية: هي شجيرة القرظ أيضاً.

شوكة زرقاء: هي القرصعنة الزرقاء.

شوكة شهباء: هو الينبوت وقد ذكرته في الياء فيما بعد.

شوكة منبتة: قال حنين: هي الطباق وزهرة الشجرة ليست بمشوكة وقد زعم قوم أن منه ما له شوك وسنذكر الطباق في الطاء.

شوكة بيضاء: هي الباذاورد وقد ذكر في الباء.

شورة: كتاب الرحلة: إسم حجازي للشجر النابت في أقاصير البحر الحجازي الشبيه بالغار المثمر ثمراٌ أخضر شبيهاً بالبلاذر وقد كتبنا صفته في هذه التعاليق، ويزعمون أن صمغته نافعة في الباه، ويسكن وجع الأسنان وهو أيضاً مجرب وهي عندي في صمغة الأسرار التي ذكرناها في حرف الألف أول الإسم شين مفتوحة ثم واو ساكنة ثم راء ثم هاء.

شوادنيق: هو طائر معروف لحمه حار يابس قليل الغذاء وكيموسه كدر.

شيطرج: هو العصاب بالبربرية. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات معروف يعمل باللبن مع الماء والملح، جالينوس في 15: من الميامث عن ديمقراطيس أنه ينبت كثيراً في القبور والحيطان العتيقة والمواضع التي لا تحرث وهو ناضر أبدأ إلا أنه أحمر ورقه شبيه بورق الحرف يطول قضيبه نحواً من ذراع، ويحفه في الصيف ورق دقاق لا يزال عليه حتى يضربه البرد فإذا برد الهواء جف من الورق ما يجف قضيبه وانتثر وبقيت منه بقايا نحو أصله فإذا كان في الصيف خرج في قضبانه زهر صغار كثير الورق ولونه لون اللبن وأردف ذلك بزراً صغيراً في غاية الصغر لا يمكن أن ترى له حساً لصغره، وأصله له رائحة حادة جداً وهو أشبه شيء بالحرف. جالينوس في 7: من الأدوية المفردة هذا في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء المسخنة ورائحته قوية وطعمه شبيه بقوة الحرف ورائحته وطعمه إلا أنه أقل تجفيفاً منه. ديسقوريدوس: وقوة ورقه حادة مقرحة ولذلك يعمل منه ضماد لعرق النسا يلذع جداً إذا دق دقاً ناعماً وخلط بأصول الراسن ووضع عليه ربع ساعة وكذا أيضاً يوضع على الطحال وإذا لطخ على الجرب المتقرح قلعه وقد يظن بأصول الشيطرح أنه متى علقت على من عرض له وجع في أسنانه سكنه. ابن سينا: يقلع البهق الأبيض والبرص والتقشر والجرب إِذا طلي بالخل وإذا شرب نفع من أوجاع المفاصل.

شيلم: 

أبو حنيفة وغيره: هو الزوان الذي يكون في الحنطة فيفسدها ويخرج منها ويقال شالم ونباته سطاح يذهب على الأرض وورقه كورق الخلاف النبطي شديد الخضرة رطباً والناس يأكلون ورقه إذا كان رطباً وهو طيب لا مرارة له وحبه أعصى من الصبر. الرازي: أجوده الخفيف الوزن غير الثخين اللزج عند المضغ ولونه بعد المضغ إلى الحمرة وقبل المضغ إلى الصفرة وفيه عفوصة يسيرة. جالينوس: وهذا دواء يسخن إسخاناً عظيماً حتى يتجاوز أن يقرب من الأدوية الحريفة وهو في هذا الباب أكثر من أصول السوسن إلا أنه ليس في اللطافة كأصول السوسن بل هو في فلك أقل منها بكثير فيجوز أن يجعله الإنسان في مبدأ الدرجة الثالثة من درجات الإسخان ووجدناه في منتهى الثانية من درجات التجفيف هكذا في ترجمة البطريق في مبدأ الدرجة الثالثة من درجات الإسخان، ووجدنا في كل نسخة رأيناها من ترجمة حنين في مبدأ وليس يخفى أن هذا خطأ مما تقدم. ديسقوريدوس في الثانية: هذا ما ينبت منه بين الحنطة فإن له قوة تقلع القروح الخبيثة إذا خلط بقشر الفجل والملح وتضمد به وإذا خلط بالزيت ثم طبخ بخل أبرأ من القوابي الرديئة والجرب المتقرح وإذا طبخ ببزر الكتان وسذاب وزبل الحمام حلل الخنازير وفتح الأورام العسرة النضج وأنضجها، وإذا طبخ بماء القراطن وتضمد به نفع من عرق النسا، وإذا بخر به مع سويق ومر وزعفران وكندر وافق الحبل. غيره: ودهنه أبلغ في القوابي من دهن الحنطة. غيره: والشيلم هو قوي التحليل وفيه جنب وإذا دق وعجن ووضع على عضو جذب منه السلى والشوك وأخرجها وينفع من وجع الوركين إذا تضمد به وينفع من البرص إذا خلط بكبريت ولطخ به. الشريف: إذا أكل مخبوزاً أسكر وأسمر وإذا نقع في شراب وسقي أسكر ونوم نوماً كثيراً ثقيلاً وإذا استخرج دهنه ودهنت به الأصداغ نوم نوماً معتدلاً.

شيبة:

الغافقي: قال قسطا في الملحق في الرابعة: يسمى النبات الأشيب والريحان الأبيض وهو نبات أبيض كأنما قرطت ورقه بمقراض طيب الرائحة حادها ينبت في البساتين والسباخات وقد يزرعه الناس في المساكن وقد يسميه قوم الأشنة البستانية وله قوة مسخنة حادة إذا دق وضمدت به الأورام العارضة من رياح البلغم حللها وقد ينفع المزكومين إذا شموه ويفتح سدد المنخرين وقد ينضج النزلات وإذا ضمد به الورم في ابتداء ما يعرض حلله ومنعه أن يجمع وقد ينفع طبيخه سخناً للنساء اللواتي عرض لهن نزف الدم إذا جلسن فيه أو احتملته وينقي الرطوبات العارضة للرحم والأورام التي تعرض من الرياح الغليظة ويفتح فم الرحم ويدر الطمث ويجذب الجنين.

شيح:

ديسقوريدوس في الثانية: ومن الناس من يسمي هذا الدواء الذي يقال له ساريقون أفسنتينا بحريا وهو ينبت كثيراً في الجبل الذي يقال له طوريس بالبلاد التي يقال لها قيادوقيا وفي الموضع الذي يقال له بوصير من بلاد مصر ويستعمله أهل تلك البلاد بدل أغصان الزيتون، وهو نبات دقيق الثمر شبيه بصغير النبات الذي يقال له أمرقطويون ملآن من البزر وطعمه إلى المرارة رديء للمعدة ثقيل الرائحة قابض مع حرارة يسيرة. جالينوس في 8: وهو شبيه بالأفسنتين في منظره وطعمه وإنما الفرق بينهما أنه ليس يقبض مثل ذلك وفي أنه يسخن أكثر منه وفيه من المرارة أكثر مع ملوحة يسيرة، وأما في قوته فإنه يخالفه من طريق أنه يضر المعدة ويقتل الديدان أكثر من الأفسنتين إذا وضع من خارج وإذا ورد من داخل البدن وهو يسخن في الدرجة الثالثة ممتداً ويجفف في الثانية. ديسقوريدوس: وإذا طبخ وحده ومع الأرز وشرب بالعسل قتل الصنف من الدود المتولد في البطن الذي يقال له أسقيدريدس مع إسهال خفيف للبطن وإذا طبخ بالعدس وتحسى فعل ذلك أيضاً والغنم إذا اعتلفته وخاصة بقيادوقيا أسمنها.

شيربخشير:

البالسي: يجلب من الهند وهو عروق لونها إلى الصفرة وقوتها حارة يابسة يسهل المرة السوداء والبلغم ويخرج الأخلاط الغليظة المحرقة والمواد الفاسدة والذي يؤخذ منه من دانق إلى نصف درهم.

شيخ الربيع: هو الدواء المسمى باليونانية أريقارون وقد ذكرته في الألف.

شيخ البحر: الشريف: هو حيوان بحري يسميه عامة المغرب الثل مرين يكون في قدر الزق الصغير الجسم له رأس وأنف شبيه بفم العجل وهو فيما يذكر يسبت كل يوم سبت لا يدخل البحر البتة. جلده إذا اتخذ منه نعل ولبسه المنقرس نفعه ذلك نفعاً بيناً، وإذا بخر بقطعة منه نفع من به حمى العفونة البلغمية، وإن بخر به البق قتلها.

شيزرق:

قيل هو زبل الخفاش وقيل بوله. المجوسي: هو زبل الخفاش وخاصته تفتيت حصى المثانة. غيره: يقلع بياض العين كحلاً.

شيبة العجوز: هو الأشنة وقد ذكرت في الألف.

شيان:

يقال على الصمغ المجلوب من جزيرة سقطري وهو المعروف بدم الأخوين وقد ذكرته في الدال، وأما عامة الأندلس فيوقعون هذا الإسم على النوع الكبير من حي العالم.

شير:

هو اللبن بالفارسية، وإذا قالت الأطباء شير أملج فإنما يريدون به الأملج الذي ينقع في اللبن.

شيرخشك:

بعض علمائنا: هو طل يقع من السماء ببلاد العجم على شجر الخلاف بهراة وهو حلو إلى الإعتدال وهو أقوى فعلاً من الترنجبين ونحو أفعاله. التميمي: هو أفضل أصناف المن وأكثرها نفعاً للمحرروي الأمزجة وخاصته النفع من حمى الكبد واحتراقها وأورامها الحارة ومن السعال الحار السبب وقد ينفع الصدر ويلينه ويلين الطبيعة ويعدلها فأما كيفيته فإنه حب أبيض مثل حب الترنجبين بل هو أكثر حباً منه وأنعم جسماً ومن طبعه أنه إن بقي في اليد ساعة انحل، ويدبق بالأصابع فإن مضغ الإنسان منه وزن دانق وجد في فيه طعم الكافور وحرافته وعطريته جداً.

حرف الصاد

صامريوما:

هو إسم سرياني وهو الطريشول بعجمية الأندلس ويعرف بالديار المصرية بحشيشة العقرب والغبيرا أيضاً، وهو بها كثير ينبت بين المقابر وينبت كثيراً ببركة الفيل بين القاهرة ومصر إذا جف عنها الماء. ديسقوريدوس في آخر الرابعة: اينتوطرونيون طوماغا ومعنى اينتوطرونيون المستحيل أو المتغير والمنتقل مع الشمس ومعنى طوماغا الكبير ومن الناس من يسميه سفرنيوش ومعناه ذنب العقرب وسموه بهذا الإسم من شكل الزهر، وأما السبب في أنه يسمى إينتوطرونيون فلأن ورقه يدور مع دوران الشمس وهو نبات له ورق شبيه بورق الباذروج إلا أنه أكثر زغباً وأميل إلى السواد وله ثلاثة قضبان أو أربعة ناتئة من الأصل يتشعب منها شعب كثيرة وعلى طرف هذا النبات زهر أبيض مائل إلى الحمرة مسخن مثل العقرب وأصل دقيق لا ينتفع به في الطب وينبت في مواضع خشنة، وإذا أخذ منه مقدار حزمة واحدة وطبخ بالماء وشرب أسهل البطن بلغماً ومرة، وإذا شرب بالشراب أو تضمد به وافق الملسوعين من العقارب، ومن الناس من يعلق على الملسوعين من العقارب أصل هذا النبات لتسكين الوجع وقد يقول بعض الناس أنه إن أخذ من ثمر هذا النبات أربع حبات وشرب بالشراب قبل أخذ حمى الربع بساعة ذهبت مثل الحمى المثلثة، وهذا الثمر إذا تضمد به جفف الثآليل التي تسمى مرمثيثا والثآليل التي تسمى أفروخوذونس واللحم الزائد المسمى بومن وما يظهر في الجلد ويسمى أينتقطيدس وورق هذا النبات يضمد به النقرس ولإلتواء العصب العارض من الأورام في حجب أدمغة الصبيان والأورام المسماة سوبايلين فينتفع به، وإذا احتمل به مسحوقاً أدر الطمث وأحمر الجنين وأما الصغير من ذلك فهو نبات ينبت عند المياه القائمة وله ورق شبيه بورق النبات الذي قبله غير أنه أشد استدارة منه وثمره مستدير معلق مثل الثآليل المسماة أقروخوذونس ولهذا النبات قوة إذا شرب مع ثمره ومع النطرون والزوفا والحرف والماء يخرج الدود المسمى حب القرع والدود المستطيل، وإذا تضمد به مع الخل قلع الثآليل المسماة أفروخوذونس.

صاصلي:

ويقال صاصلا وصوصلا. الغافقي: وجد في بعض الكتب أنه النبات المسمى باليونانية أرنيون غالا. ديسقوريدوس في الثانية: أرنينوس غالا هو قضيب صغير دقيق رخص لونه إلى البياض ما هو طوله نحو شبرين له في أعلاه شعب ثلاثة أو أربعة لينة يظهر منها زهر ظاهر لونه مثل لون الحشيش، وإذا انفتح كان لون ما داخله شبيهاً بلون اللبن وفي وسط الزهر بزر شبيه ببزر لينابوطس منقلع يخبز مع الخبز مكان الشونيز وله أصل شبيه بأصل البلبوس صغير يؤكل نيئاً ومسلوقاً.

صابون:

ابن واقد: قوته حارة يابسة في الرابعة. بولس: يجلو ويعفن. البصري: صالح لإنضاج الورم ويجمع القيح ويلين الأورام الجاسية. الرازي: حاد مقرح للجسد قوي في ذلك. ابن سينا: يحلل القولنج ويسهل الخام محمولاً. الشريف: إذا وضع منه في خرقة صوف ودلكت به الحزار والقوباء دلكاً شديداً أذهبها وإذا خلط بمثله ملحاً وتدلك به في الحمام أذهب الحكة والجرب المتقرح، وإذا خلط بمثله حناء وطلي بهما على الركبة الوجعة سكنها، وإذا أغلي مع دهن ورد وطلي به على القروح التي في رؤوس الصبيان جفف رطوبتها وأبرأها، وينبغي أن يتوالى على ذلك حتى تبرأ وإذا طليت به القروح الشهدية وتركت 7 أيام ثم تغسل بعد ذلك بماء حار فإنه أجل دواء فيها وإذا خلط الصابون بمثله حناء وطلي به على النمش قلعه وحيا مجرباً، وإذا أخذ منه وزن درهمين وأضيف إليها درهم سيلقون ومثله نورة مطفأة وخضب بها اللحية في الحمام بعد الغسل والإنقاء وصبر عليه مقدار نصف ساعة صبغ الشعر وغير الشيب تغييراً خروبياً وهو في ذلك غريب عجيب مجرب وإن غسل به الرأس في الحمام أذهب صيبانه وقتل قمله وأذهب الأتربة. التجربتين: يجلو البهق والنمش وإذا عجنت به أدويتها قوي فعلها، وإذا وضع على الأورام البلغمية العسرة الإنضاج مضافاً إلى أدويتها أو وحده أنضجها وحللها وإذا عجبت به الأدوية المفجرة للأورام مثل الحرف وخرء الحمام، وأصل قثاء الحمار قوى فعلها. غيره: يجعد شعر الرأس إذا غسل به ويفتح أفواه الجراحات.

صابون القلى:

إسم بدمشق للنبات المسمى بشجرة أبي مالك وقد ذكرت في الشين المعجمة.

صاب:

قيل إنه قثاء الحمار ولم يصح وقال بعض علمائنا: أظنه اليتوع لقول أبي حنيفة عن أبي عبيدة أن الصاب شجر إذا اعتصر خرج منه كهيئة اللبن فربما بدت منه بدية أي قطرة فيقع في العين فكأنها شهاب نار.

صاره: هو بعجمية الأندلس اللوف الصغير وسنذكره في اللام.

صالبيه:

كتاب الرحلة: هو بالصاد المهملة التي بعدها ألف ساكنة بعدها لام مكسورة بعدها باء بواحدة مكسورة ثم ياء ثم هاء إسم عجمي عند أهل صقلبة لنوع دقيق من الشالبية صغير الورق طعمه طعمها وريحه ريحها وهو عندهم في إبراء بياض العين مجرب.

صبر:

ديسقوريدوس في الثالثة: شجرة الصبر لها ورق شبيه في شكله بورق الأسقيل عليه رطوبة يلصق باليد إلى العرض ما هو غليظ إلى الاستدارة مائل إلى خلف، وفي حرفي كل ورقة شبيه بالشوك ناتئ قصير متفرق وله ساق شبيه بساق أصاريقن وهو ساق نبات يسمى سقود السن وجميع هذه الشجرة ثقيل الرائحة مر المذاق جداً وعرقها واحد شبيه الوتر وتنبت في بلاد الهند كثيراً وقد تنبت أيضاً في بلاد العرب والبلاد التي يقال لها آسيا وفي بعض السواحل والجزائر مثل الجزيرة التي يقال لها أيدروس وليس لما ينبت منها في هذه المواضع صمغ ينتفع به إلا أنها إذا دقت وتضمد بها صلحت لإلصاق الجراحات وعصارتها نوعان منها ما هو رملي وهو شبيه بالعكر الصافي ومنها كبدي فاختر منها ما كان لازوقاليس فيه حجارة وله بريق إلى الحمرة ما هو كبدي سهل الإنفراك سريع الترطيب شديد المرارة، وأما ما كان منه أسود عسر الإنفراك فاتقه وقد يغش بصمغ، ويبين الغش فيه من المذاق والمرارة وشدة الرائحة ومن أنه لا ينفرك بالأصابع إلى أجزاء صغار ومن الناس من خلط به ألاقاقيا. جالينوس: في 6: والذي يحمل الناس إلينا عصارته ويسمونه كلهم صبراً فيه منافع كثيرة وذلك أنه يجفف تجفيفاً لا لذع معه وليس طبعه طبعاً بسيطاً مفرداً والشاهد على ذلك طعمه فإن فيه قبضاً ومرارة معاً إلا أن قبضه يسير ومرارته شديدة وهو يحدر أيضاً الثفل من البطن ولذلك صار في عداد الأدوية التي تخرج الثفل من البطن، وفي جميع ما وصفناه من أمره ما يعلم به أنه دواء يجفف في الدرجة الثالثة من درجات التجفيف ويسخن أيضاً إما في الدرجة الأولى ممتدة أو في الدرجة الثانية مسترخية ومما يشهد على أن قوة الصبر مركبة مخلوطة ما يفعله من أفعاله الجزئية أولاً فأولاً وذلك أنه أنفع للمعدة من كل دواء آخر ويلزق النواصير الغائرة ويدمل القروح العسرة الإندمال وخاصة ما يكون منها في الدبر والذكر وينفع أيضاً من القروح الحادثة في هذه المواضع إذا ديف بالماء وطلي عليها ويدمل الجراحات على ذلك المثال وينفع إذا استعمل من الأورام الحادثة في الفم وفي المنخرين والعينين، وبالجملة شأنه أن يمنع كل ما يتحلب ويحلل كل ما قد حصل، وفيه مع هذا جلاء يسير يبلغ من قلته أنه لا يلذع الجراحات الطرية النقية. ديسقوريدوس: وقوته قابضة مجففة منومة محصنة للأبدان، وإذا شرب منه فلنجارين بحليب لين بماء بارد أو فاتر في فتورة اللبن حين يحلب أسهل البطن ونقى المعدة، وإذا شرب منه مقدار ثلاث أوثولوسات أو درخمي بماء قطع نفث الدم ونقي اليرقان وإذا حبب مع الراتينج أو بالماء أو بالعسل المنزع الرغوة أسهل الطبيعة وإذا أخذ منه ثلاث درخميات نقي تنقية تامة، وإذا خلط بسائر الأدوية المسهلة قلل ضررها للمعدة، وإذا ذر وألصق على الجراحات ألصقها وأعمل القروح ومنعها من الإنبساط وشفى خاصة القروح المقرحة ويلزق الجراحات الطرية، وإذا ديف بشراب حلو شفى من البواسير الناتئة والشقاق العارض في المقعدة ويقطع الدم السائل من البواسير ويدمل الداحش المتقرح، وإذا خلط بالعسل أبرأ آثار الضرب الباذنجانية وإذا خلط بالخل ودهن الورد ولطخ على الجبهة والصدغين سكن الصداع، وإذا خلط بشراب أمسك الشعر المتناثر، وإذا خلط بالعسل والشراب وافق أورام العضل الذي عن جنبتي أصل اللسان واللثة وسائر ما في الفم وقد يشوى على خزف نقي محمى حتى يستوي من جميع نواحيه ويستعمل في الأكحال وقد يغسل ويخرج منه الأشياء الرملية التي فيه لأنه لا منفعة فيها ويؤخذ صافيه ونقيه. أبو جريج: هو ثلاثة أنواع السقوطري والعربي والسمجاني فالسقوطري يعلوه صفرة شديدة كالزعفران، وإذا استقبلته بنفس حار من فيك خلت أن فيه ضرباً من رائحة المر وهو سريع التفرك وله بريق وبصيص قريب من بصيص الصمغ العربي فهذا هو المختار، وأما العربي فهو دونه في الصفرة والرزانة والبصيص والبريق، وأما السمجاني فرديء جداً منتن الرائحة عديم البصيص وليست له صفرة والصبر إذا عتق وانكسرت حدته والمغشوش أسرع في ذلك.   

الرازي في الحاوي: قال جالينوس في تدبير الأصحاء: من طبع الصبر جذب الصفراء وإخراجها. وقال في الثانية: من الميامن أن الصبر الغير المغسول أكثر إسهالاً والعسل ينقص من قوته الدوائية نقصاناً كثيراً ويخرجه عن طبيعته الدوائية خروجاً كثيراً حتى إنه لا يكاد يسخن. وقال: في الصبر قوة إسهال ليست بالقوية بل إنما مقدار قوته أن يبلغ إلى أن يسهل ما في البطن مما يلقاه ويماسه وإن سقي منه فضل قليل بلغت قوته إلى ناحية الصدر والكبد، وإما أن يكون الصبر من الأدوية التي تنقص البدن كله فلا. وقال: والصبر أبلغ الأدوية لمن يعرض في معدته علل من جنس المرار حتى أنه يبرئ كثيراً منها في يوم واحد. وقال: وينبغي أن يعلم أن العلل الحادثة في المعدة والبطن من قبل أخلاط رديئة أنه ينتفع أصحابها بالأدوية المتخذة بالصبر، والصبر لا يستطيع أن يجذب الرطوبات الغليظة لما هو عليه من ضعف قوته المسهلة، وإذا خلط به الأفاويه اللطيفة قوته. وقال الفارسي: الصبر يسخن المعدة، ويدبغها أيضاً ويطرد الرياح ويزيد الفؤاد حدة ويجلوه. الحور: الصبر العربي يطلى على الأورام وهو أجود في ذلك من السقوطري ولا يستعملون السقوطري في الطلائية ولا العربي في الشرب. مهراريس: الصبر يضر الكبد والبواسير. الطب القديم: الصبر يسهل السوداء وهو جيد للماليخوليا وحديث النفس. الرازي قال: وأصبت لابن ماسويه أنه نافع أيضاً للعينين مجفف للجسد يطلى بمائه الشقاق الذي يكون في اليدين فينفعه. ماسرحويه: أنه يجذب البلغم من الرأس والمفاصل ويفتح سدد الكبد. ابن سينا: ينفع من قروح العين وجربها وأوجاعها ومن حرمة المآقي ويجفف رطوباتها. إسحاق بن عمران: ينفع من ابتداء الماء النازل في العين ومن الإنتشار وينقي الرأس والمعدة وسائر البدن من الفضول المجتمعة فيها وينقي الأوساخ من في العروق والأعصاب ويصفي الذهن. المنصوري: يسهل الصفراء والرطوبات والشربة منه من مثقال إلى مثقالين ومن كان في أسفله علة فليأخذه بالمقل إن لم يكن محروراً أو بالكثيراء إن كان محروراً وإن كان بمعدته أو بكبده علة فليأخذه مع المصطكي والورد. حبيش بن الحسن: الصبر هو ثلاثة أجناس السقوطري والعربي وهو اليماني والسمجاني فأما السقوطري، فيعلوه صفرة شديدة كالزعفران إذا استقبلته بنفس حار من فيك حسبت أن فيه شيئاً من رائحة المر، وإذا فركته انفرك سريعاً وله بريق وبصيص مثل الصمغ العربي، فهذا هو المختار الذي ينبغي أن يستعمل، وإما الصبر العربي فهو دونه في الصفرة والرائحة والبصيص والبريق وقوته أضعف من قوة السقوطري بكثير وكثيراً ما يورث كرباً ومغصاً ويبقى منه بقايا في طبقات المعدة ولا يكون له من القوة ما يقاوم بها الداء فلم يخلف إلا بعد يوم أو يومين من أخذه، والسقوطري على ضد ذلك وذلك أنه إذا شرب تصاعدت منه طائفة لطيفة إلى الرأس فنقت الدماغ من الفضول التي تجتمع فيه من البلغم ومن البخار الذي يتصاعد من المعدة إلى الرأس فيقوي بذلك البصر وذلك أنه إذا تصاعد إلى الرأس جزء لطيف إلى العصب الأجوف الذي يشبه أنبوبة الريش دفع ما فيها من الفضول بالرشح فإذا نقي ذلك العصب زاد ضوء البصر لأن ضوء البصر محمول فيه، ولهذا المعنى كانت الأوائل تدخل الصبر في الأرياجات الكبار والمعجونات وليس ينبغي أن يسقى الصبر في البرد الشديد ولا في الحر الشديد ولكن في الأنام المعتدلة الحرارة والبرودة لأنه إذا شرب في الأيام الباردة أضر بالمقعدة، وربما أسال منها الدم يرخي العروق التي حول المقعدة فيفتح أفواهها فيجري منها الدم وهو ينقي المعدة والرأس للمشاركة التي بينهما وذلك أن العرق الذي يسميه بعض الأوائل الأجوف المنحدر من مؤخر الرأس ينحدر إلى المعدة فيجذب ما فيها بقوة ويصعد إلى الرأس. وأما السمجاني فرديء جداً منتن الرائحة تقرب رائحته إذا استقبلته بنفس حار من فيك من إناء أو ثوب قد مسه شيء من الأغمار وصفرته يسيرة جداً عديم البصيص وغير سريع التفرك واجتنابه أصلح من استعماله ومن إصلاحه أن يمزج بالورد والمصطكي لتؤمن غائلته، ومن أحب أن يبالغ في إصلاحه فليستعمله على ما أصف يؤخذ من الصبر السقوطري رطل فيسحق وينخل بمنخل ضيق ثم خذ من الإفسنتين الرومي ربع رطل ومن أفراد الأبارج المصطكي وحب البلسان وعوده والسلبخة والدارصيني والسنبل والأسارون من كل واحد ثلاثة دراهم، ثم تطبخ الأفاويه برطلين من ماء عذب حتى يذهب نصفه وينزل ويمرس إذا فتر ويصفى وساد الصبر المسحوق إلى الهاون ويصب عليه من الماء ويغسل أولاً فأولاً ويؤخذ في إناء فإذا ألقي في الماء صفيته عن الصبر الذي غسلته ثم رددت على الذي في الهاون وغسلته حتى لا يبقى فيه إلا ما يشبه التراب ثم صببت الماء عنه كلما صفى، وإذا خلص الصبر من الماء فألق عليه من الزعفران ثلاثة دراهم وسطه حتى يختلط وارفعه واستعمله عند الحاجة ومقدار الشربة منه مدبراً ما بين الدرهم إلى الدرهمين، والصبر إذا عتق اسود وانكسرت حمته والمغسول أسرع في ذلك من الذي لم يغسل. ابن سرانيون: يعطى من الصبر بالغداة مثقال مع ماء العسل وقوم يعطونه بالليل ليناموا عليه وذلك غلط منهم وخطأ من فعلهم لأن أخذه على الطعام رديء وهو يستفرغ المرة الصفراء الغليظة التي قد خالطها رطوبة غليظة فهو يفعل في تلك الرطوبة أكثر مما يفعل في الرقيقة المائية لأنه ضعيف الإسهال وإن كانت كمية الشربة منه أقل من هذا أسهل الزبل فقط. غيره: الأوائل تقول إن خاصة الصبر تنظيف الأمعاء وتقويتها ودفع ما فيها وجلاؤها وهو مع أنها لا يضر المعدة فهو ينفعها والأدوية المسهلة غيره تضرها فلذلك ينفع الذين معدهم ضعيفة وتجتمع الفضول فيها والذين يحسون بثقل في الرأس. ويزيد أنه ينقي المعدة والأمعاء التي ترتقي منها الفضل إلى الرأس فينتفع الرأس بذلك ولمن يناله رمد من صفراء ولمن يعطس كثيراً من قبل الصفراء والذين يقلقهم التخيل المؤدي والأحلام المؤذية في النوم من غير حمى يعني إذا كان بهم مرار صفراوي وسوداوي معاً والذين يحسون بدبيب القشعريرة في أجسادهم وهذا يكون من صفراء وسوداء مركبتين معاً والذين يستفرغون من أسفل رياحاً حادة صفراوية تلذع أمعاءهم أو يحسون في معدهم بتلهب أو بتقلب أنفسهم من قبل انحدار الصفراء إلى معدهم من أجل كثرة الفضول المحتبسة في أعالي البدن منهم لا نقدر أن نعالجهم بالحقن، وهو ينقي المعدة والبطن والأمعاء والمواضع القريبة من هذه فأما الجسد كله فليس يستفرغه إلا أن يعطي منه كمية وافرة نحو مثقالين أو ثلاثة على رأي القدماء فأما على رأي المحدثين فمن مثقال إلى مثقال ونصف والمصطكي والورد والإهليلج الأصفر والمقل وما أشبه ذلك يعينه على إسهاله ويذهب ضرره وهذا يقال لها بادزهرات الأدوية يعني أنها تزيل ضررها وهو وحده يضر المقعدة لأنه يابس في الدرجة الثالثة والمقعدة عصبية ومزاجها يابس، وإذا انحدر عليها شققها واليبس يضر بالعضب. ابن سمحون: الذي يؤكد هذا الحال أن الفضل الذي يحدره يابس أيضاً حريف وهو مع ذلك بطيء الإسهال طويل الوقوف هناك. إبن ماسويه: ويجيد سحقه ليلتصق بخمل المعدة فيكون أكثر لتنقيته لها وجذبه لفضول الرأس لطول مكثه في المعدة إذا كان شديد السحق. الشريف: إذا سحق بماء كراث وطلي به على البواسير مراراً أسقطها وهو أبلغ دواء في علاجها مجرب. ويتبع ذلك عند سقوطها بدهن ورد محكوك بين رصاصتين، وكذا إذا طرح في النار واستنشق دخانه على قمع كان أبلغ دواء في النفع من الربو ولا سيما إن فعل ذلك متوالياً. التجربتين: إذا وضع على مقدم الدماغ مع الملح والنطرون نفع من النزلات منفعة قوية وسخن الدماغ وجفف رطوبته إذا حل بماء لسان الحمل أو الخل وطلي به على قروح رأس الصبيان الرطبة منها قلعها وإذا حل مع الأقاقيا وطليت به شؤون الصبيان المتفتحة سدها ومنافعه للبصر أن يقطع الدم المنصب إليه وأن يرق غلظ أجفانه وأن يحد نظره وأن يملأ قروحه الغائرة ويدملها ويسويها بما في سطحه منها وإذا حل بماء لسان الحمل وطليت به على قروح الأنف والأذن ابرأها ويحتقن به أيضاً المخابي والنواصير فينقيها ويجففها، وإذا حل بخل وطليت به الحمرة والشري نفع منها، وإذا حل ببعض المياه القابضة وطلي به على الفسخ والرض والكسر نفع منه، وكذا إذا حل أيضاً في ودح الصوف المستخرج بالخل حتى يغلظ الودح المذكور وطلي به لفسخ أو الرض سكن أوجاعها وقوى الأعضاء التي حدثا فيها. صباحية: هو الجزر وقد ذكر فيما تقدم.

صبيب:

قيل أنه الميتان وليس به. أبو حنيفة: هي شجرة تشبه السذاب تطبخ، ويؤخذ لصيرها فيعالج به الخضاب وقد جاء في بعض الكتب: الصبيب هو الميتان وهو تصحيف.

صبار: هو التمر هندي الحامض الذي يتداوى به ويقال صباري وقد ذكرت التمر هندي في التاء.

صحناة:

هو السمك المطحون. ابن ماسه: حارة يابسة في الثانية رديئة الخلط تنشف رطوبة التي في المعدة وتولد جرباً ودماً سوداوياً وحكة وتطيب النكهة الحادثة من فساد المعدة. ابن ماسويه: مجففة للمعدة جالية لما فيها من البلغم نافعة من رداءة النكهة قاطعة للبلغم صالحة من وجع الورك المتولد من البلغم. الشريف: إدمانها يحرق الدم ويذهب بالصنان ونتن الآباط. الرازي في إصلاح الأغذية: وأما الصحناة فمذهبة لوخامة الأطعمة الدسمة البشعة ولا يصلح أن يعتمد عليها وحدها في التأدم، وينبغي أن يصلحها المحرورون بصب الخل الثقيف الطيب الطعم فيها والأضطباع فيها وأما المبرودون فيأكلونها بالصعتر والزيت أو دهن الجوز.

صدف:

جالينوس في 11: الصدف المسمى فيروقس والمسمى فرفورا ينبغي استعمالها محرقة لأنها صلبة جداً فإذا أحرقت صارت قوتها تجفف تجفيفاً بليغاً وينبغي أن تسحق سحقاً ناعماً وهذا هو باب عام لجميع الأشياء التي جوهرها حجري فإذا استعملت وحدها كانت نافعة للجراحات الخبيثة لأنها تجفف من غير لذع فإن عجنت بخل وعسل أو شراب وعسل كانت نافعة جداً للجراحات المتعفنة، فأما جثة الحيوان المسمى أوقنطراون فقوتها مثل هذه القوة إلا أنها ألطف وفي جميع هذه قوة تجمع الأجزاء فإذا أحرقت سلخ ذلك عنها بالإحراق وصار لها قوة مخالفة لهذه وهي المحللة فإن غسلت بعد الحرق صارت غسالتها تسخن إسخاناً لطيفاً حتى إنها ربما أخذت عفونة ويصير الباقي أرضياً لا يلذع أصلاً وهذا يكون نافعاً جداً لجميع الجراحات الرطبة لأنه ينبت اللحم فيها ويختمها، وخزفة أوسطراون خاصة إذا أحرقت تستعمل في مداواة الجراحات الغائرة العتيقة التي يعسر نبات اللحم فيها بسبب مادة تنصب إليها وفي جراحات قد صارت نواصير وغارت فلتوضع حولها من خارج منه مع شحم خنزير عتيق وضع في نفس الجرح من داخل الأشياء التي تنبت اللحم في هذه القروح وهذه القوة في حرف أوسطراون وبعده في حرف قبروقس، وبعده في حرف فرفورا ورماد جميعها يجلو ويبرق الأسنان لا بقوته فقط لكن بخشونته أيضاً وليس يضطر في هذا الموضع إلى سحقها كثيراً وإن خلط معها الملح كان جلاؤها أقوى حتى تجفف اللثة المترهلة وتنفع الجراحات المتعفنة. ديسقوريدوس في الثانية: فرفورا وهو صدف الفرفير إذا أحرق كانت له قوة ميبسة جالية للأسنان ناقصة للحمم الزائد منقية للقروح مدملة ويفعل ذلك الحيوان الذي يقال له فيروقس إذا أحرق فهو أشد حرقة إذا وضع على البدن وإن حشاه أحد بملح وصيره في قدر من طين وأحرقه وافق جلاء الأسنان وحرق النار وإذا ذر عليه فإنه إذا اندمل سقط من نفسه وقد يعمل من هذا الحيوان كلس وما كان داخل صدف فرفورا وداخل صدف فروقس في الموضع الأوسط الذي يلقي عليه الصدف قد يحرق أيضاً على ما وصفنا وقوته أشد إحراقاً من فيروقس وفرفورا إلا أنه إذا وضع على اللحم أكله، ولحم الفيروقس وفرفورا طيب جيد للمعدة وليس يلين البطن، وأما أمناقس وهو صنف من الصدف، وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها نيطس إذا أحرق يفعل مثل ما يفعل فيروقس، وإذا غسل مثل ما يغسل الرصاص واستعمل في أدوية العين وافق أوجاعها، وإذا خلط بالعسل أذاب غلظ الجفون وجلا بياض العين وسائر ما يظم البصر، ولحم أمناقس يوضع على عضة الكلب الكلب فينفع منها وأما طلبنا وأهل مصر يسمونه الطلبيس فهو صنف من الصدف صغير العظم إِذا كان طرياً وأكل لين البطن لا سيما مرقه وأما ما كان منه عتيقاً وأحرق وخلط بقطران وسحق وقطر على الجفون لم يدع الشعر الزائد أن ينبت في العين ومرق الصدف من فوات الصدف التي يقال لها خثمي وسائر أصناف ذوات الصدف الصغار يسهل البطن إذا طبخت مع شيء يسير من ماء ومرقها إذا استعمل للجشا مع شراب نفع، وصدف الفرفير إذا طبخ وادهن به أمسك الشعر المتساقط وأنبته، وإذا شرب بخل أذبل الأورام في الطحال، وإذا بخر وافق النساء اللواتي عرض لهن اختناق من وجع الأرحام وأخرج المشيمة منهن.

صدف البواسير:

كتاب الرحلة: هو نوع من الصدف يوجد كثيراً في ساحل بحر القلزم وغيره في أماكن أخر من بحر الحجاز وجرب منه النفع من البواسير دخنة من أسفلها فيسقطها ويحرق أيضاً ويعجن بعسل فيقطع الثآليل وينفع من الزحير أيضاً وشكلها شكل ما عظم من الحلزون الكبير إلا أنها ذات طبقات وهي كريهة لونها فرفيري إلى السواد، لي: تعرف هذه الصدفة بالقلزم بالركبة فاعرفه.

صريمة الجدي:

تسميه شجارو الأندلس بسلطان الجبل. ديسقوريدوس في المقالة الثانية: فتلامينوس آخر له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه أصغر منه وله أغصان غلاظ ذات عقد تلتف على ما قرب منها من الشجر وله زهر أبيض طيب الرائحة وثمر مثل حب القسوس لين فيه حرافة، ليست بمفرطة ولزوجة وأصل لا ينتفع به وينبت في مواضع خشنة. جالينوس في 7: أصله لا ينتفع به لشيء، وأما ثمرته فقوية في غاية القوة ولذلك صار متى شرب من بزره أياماً كثيرة متوالية مقدار ثلاث أواقي في يوم مع الشراب أبرأ الطحال بأن يدر البول ويلين البطن وهو يخرج المشيمة وينفع من به ربو وطعمه حار حريف وكان فيه لزوجة. ديسقوريدوس: وإذا شرب من الثمر وزن درخمي بقوابوشين مع شراب أبيض 45 يوماً حلل ورم الطحال بإخراجه الفضول التي فيه بالبول والغائط وقد يشرب لعسر النفس الذي يعرض فيه الانتصاب وإذا شربته النساء نقاهن.

صرصر:

والجمع صراصير وهي الجقالة عند أهل الأندلس بالجيم والقاف وهي الزنر أيضاً، وأما أهل الشام فالصراصير عندهم بنات وردان وقد ذكرتها في الباء والصرصر في الزنر في حرف الزاي.

صرفان:

هو الرصاص الأسود والصرفان أيضاً من التمر ضرب رزين أحمر علك صلب يختاره أطباء العراق على غيره.

صعتر:

هو أصناف كثيرة وهي مشهورة عند أهل الأماكن التي ينبت فيها فمنها بري ومنها بستاني وجبلي وطويل الورق ومدوره ودقيقة وعريضة ومنه ما لونه أسود وهو المعروف عند بعض الناس بالفارسي ومنه أبيض وهو صعتر الحور ويقال له صعتر الشواء أيضاً ومنه أنواع أخر أيضاً وكلها متقاربة وأكثرها مشهور كما قلنا. ديسقوريدوس في الثالثة: أوريعانش إيرقلا أوطيقي ومن الناس من يسميه قويلي له ورق شبيه بورق الزوفا وإكليل ليس على هيئة الدوارة لكنه منقسم منفصل وعلى أطراف الأغصان بزر ليس بالكثيف وقوة هذا النبات مسخنة ولذلك إذا شرب طبيخه بالشراب وافق نهش الهوام، وإذا شرب مع الميبختج وافق من شرب الشوكران ومن شرب عصارة الخشخاش الأسود، وإذا شرب بالسكنجبين وافق من شرب الجبسين أو السم الذي يقال له أقيمارن، وإذا أكل بالقثاء وافق رض اللحم من العضل ورض أطرافها والحبن، وإذا شرب منه يابساً مقدار أكسوثافن بماء العسل أسهل فضولاً سوداوية وأدر الطمث، وإذا لعق بالعسل شفى من السعال وإذا شرب طبيخه في الحمام نفع من الحكة والجرب واليرقان وعصارته وهو طري تنفع من ورم العضل الذي عن جنبتي اللسان وورم اللهاة والقلاع إذا استعمل لذلك وإذا استعط بها مع دهن الإيرسا أخرجت من الأنف فضولاً، وإذا استعطت مع اللبن سكنت وجع الأذن ويعمل منه دواء يقيئ مع البصل والسماق الذي يؤكل بأن تؤخذ جميعها فتعصر في إناء نحاس قبرسي في الشمس 45 يوماً بعد مغيب كوكب الكلب وإذا فرش هذا النبات في موضع طرد الهوام عنه والصنف الذي يقال له أونيطس ورقه أشد بياضاً من هذا الصنف الذي ذكرنا وأشبه بالزوفا وبزره كأنه رؤوس وهو متكاثف وقوته في قوة الصعتر الذي ذكرنا قبله إلا أنه دونه في القوة والصنف منه الذي يقال له أوريعانس أعرنااي البري وهو الذي يسميه بعض الناس فاياقس ويسميه أيضاً أبوقليا ويسمونه أيضاً قوبولي ورقه شبيه بورق أوريعانس، وله أغصان دقاق طولها شبر عليها إكليل شبيه بإكليل الشبث وزهر أبيض وله عرق دقيق لا منفعة فيه وورقه وزهره إذا شربا بالشراب نفعا خاصة من نهش الهوام والصنف من ذلك الذي يقال له طراعورفعانش وهو صغير التمنش في مقداره وورقه وأغصانه تشبه ورق النمام وأغصانه وقد يوجد في بعض المواضع من هذا الصنف ما هو أعظم وأعرض ورقاً وأكبر جمة بكثير ويوجد في بعض الأماكن دقيق العيدان دقيق الورق ويسميه بعض الناس مراسا، والذي بقيليقيا منه ما هو جيد جداً والذي بالجزيرة التي يقال لها فورا والجزيرة التي يقال لها حنس والمدينة التي يقال لها أسحربا والجزيرة التي يقال لها أقريطي وجميع هذه كلها قوتها مسخنة مدرة للبول وإذا شرب طبيخها أسهل البطن لأنه يطلق ويحدر فضولاً مرية، وإذا شربت بالخل وافقت المطحولين وإذا شربت بالشراب وافقت من شرب السم الذي يقال له أكيسا وهو يحدر الطمث ويستعمل بالعسل في اللعوق للسعال، وورم الطحال والرئة الحارة وشربه صالح لمن وجد غثياناً وكل فاسد المعدة وكل من يتجشأ حامضاً وقد يعطاه من جاشت نفسه وكان بدنه مع ذلك حار أو إذا تضمد به مع السويق حلل الأورام البلغمية. جالينوس في 8: الذي يعرف منه بالأنوقلي أقوى من المسمى أونيطس وأقوى منهما جميعاً المعروف بأوريغانس البري وجميع أجناسه قوتها ملطفة قطاعة مجففة مسخنة في الدرجة الثانية، وأما طراعواريعانس ففيه شيء من القبض ومن الصعتر نوع يقال له ثبراد. ديسقوريدوس في الثالثة: نميرا وهو الصعتر هو نبات معروف عند الناس ينبت في أرض رقيقة ومواضع خشنة وهو شبيه بالنومش وهو الحاشا إلا أنه أصغر منه وألين وله سنبلة ملآنة من الزهر لونها بين الصفرة والخضرة وقوته كقوة الحاشا، والاستعمال له كالاستعمال للحاشا ويصلح للاستعمال في أوقات الصحة وقد يكون منه شيء يزرع في البساتين وهو أضعف في أفعاله من غيره إلا أنه أصلح في الأطعمة للين حرافته. ابن ماسويه: مذهب للثقل العارض من الرطوبة ولذلك يؤكل مع الباذروج والفجل وهو نافع من وجع الورك أكلاً وضماداً به مع الحنطة المهروسة والبري أقوى. الرازي في دفع مضار الأغذية: مشه للطعام منق للمعدة والأمعاء من البلاغم الغليظة ملطف للأغذية الغليظة ويحل نفخها إذا أكل وطبخ به مع ماء الكمأة والباقلي الرطب وما أشبهه وإذا وقع مع الخل أيضاً لطف اللحوم الغليظة والأعضاء العصبية كالأكارع ولحوم  العجاجيل وأكسبها فضل لذاذة. مسيح: الصعتر حار يابس في الدرجة الثالثة وهو طارد للرياح هاضم للطعام الغليظ ويدر البول والحيض ويحد البصر الضعيف من الرطوبة وينفع من برد المعدة والكبد ويلطف الأخلاط الغليظة ويفتح السدد. إسحاق بن عمران: وإذا طبخ قضيبه بالعناب وشرب ماؤه أرق الدم الغليظ وهذه خاصية فيه ويذهب بالأمغاص ويخرج الحيات وحب القرع إذا طبخ وشرب ماؤه ومضغه ينفع من وجع الأسنان الذي يكون من البرد والريح وينقي المعدة والكبد والصدر والرئة ومن البلة وإذا أكل بالتين يابساً هيج العرق وهو يحدر مع البراز فضلاً غليظاً ويحسن اللون. ابن سرانيون: فقاح جميع الصعاتر تسهل المرة السوداء والبلغم إسهالاً ضعيفاً ويشرب منه وزن مثقالين بملح وخل. التجربتين: الصعتر ينفع من أوجاع المعدة المتولدة عن برد أو رياح غليظة ومن القولنج المتولد عنها ويخرج الثفل وينفع من أوجاع الرحم والمثانة وإذا ربب بالعسل أو بالسكر فعل ما ذكرنا وأحد البصر ونفع من الخيالات المتولدة من أبخرة المعدة والتمادي عليه يجفف ابتداء الماء النازل في العين، وإذا شرب بطبيخه الدواء المسهل منع من توليد الأمغاص منه، وإذا شرب ماء طبيخه بالسين أو السكر كان توطئة للدواء المسهل، وإذا شرب منه مقدار صالح من ذلك نفع من لسعة العقرب وكذا إذا تضمد به وقد أكل منه بعض الملسوعين أوقية معجونة بالعسل، فأزال عنه وجع اللسعة وجميع أنواعه إذا طبخ به القرع حسن هضمه. الشريف: وإن أخذ من مرباه كل ليلة عند النوم مثقال ونام عليه نفع من نزول الماء في العين وحسن الذهن. غيره: إن قرن الصعتر لجميع البقول المضعفة للبصر أذهب ضررها.

صغد:

أصول سود عليها عروق دقاق كالشعر، طعمها أصل طعم الخرشف سواء وورقه مشوك شبيه بورق الأشخيص الأبيض معروفة بالشام ومصر عند باعة العطر بها وقد شاهدت نباته ببلاد إنطاليا على ما وصفته. مجهول: هذه أصول نبات تستعمله النساء في إطالة شعورهن فيحمدنها وخاصة تطويله حيثما كان وقد يسحق قوم هذه العروق بدهن البان الطيب ويصيرونها في المواضع التي يبطئ نبات الشعر فيها فتنبته وتسرع خروجه وقد تحفظ الشعر من جميع الآفات العارضة له مجرب. وقد يستعمل مسحوقاً مع بعض الأدهان اللطيفة في علاج القرع العارض للرأس طلاء فينتفع به.

صفرا:

أبو العباس النباتي: إسم عربي لنبات ينبت في الرمل بأرض الينبوع وما والاها وله ورق دقيق يشبه ورق رجل الحمامة وأغصانه دقاق عليها زغب وزهره أصفر يشبه زهرة السراخية والنبتة كلها لونها أصفر يسقى ماؤها المستسقين فينتفعون به طعمه تفه بيسير مرارة.

صفراغون: إسم طائر يسمى بالإفرنجية هكذا وهو المسمى طرغلوديس وسنذكره في الطاء.

صغنية: هي شجرة الأبهل من مفردات الشريف.

صفيرا: يقال على الشجرة التي تصبغ الصباغون بخشبها وأهل مصر يعرفونها بعود القيسة وشجرته لا تسمو من الأرض كثيراً وورقها يشبه ورق الخرنوب الشامي سواء إلا أنه أمتن من ورق الخرنوب وفيه نقط سود وحمر على أغصانه قشر إلى السواد هكذا رأيته ببلاد إنطاليا، وأما أهل المغرب الأوسط فيوقعون هذا الإسم على الشجر المسمى بالبربرية أمليلس وقد ذكرته في الألف وزعم بعض شجارينا بالأندلس أنه الدلب وليس كما زعم وقد ذكرت الدلب في الدال المهملة.

صقر:

الشريف: هو طائر يشبه البازي صغير يصيد العصافير ويأكل فراخها ويسمى بالبربرية تانينا وأيضاً أبو عمارة وهو حار يابس لحمه إذا صلح وجفف ثم سحق وشرب منه درخميان بماء بارد على الريق ثلاثة أيام ولاء نفع من السعال البارد والربو ومرارته تنفع من ابتداء الماء النازل في العين ويقوي البصر كحلاً وذرقه إذا لطخ به الكلف أزاله وحيا.

صليان:

كتاب الرحلة: هو من المرعى المحمود عند العرب في القديم والحديث وليس من نبات بلادنا كما زعم بعض الناس نباته نبات الزرع وسوقه كذلك وله مكاسح مثل مكاسح القصب الصغير وسنابل متعددة، وإذا انتهت تلبدت فابيضت وتكاثرت وله بزر دقيق إلى الصفرة ما هو وعصارة ورقه تنفع بياض العين كحلاً.

صلول:

إسم بأرض الجزيرة والموصل لخروب الخنزير وهو الذي يثمر الثمر الذي يعرف بمصر بحب الكلى وهو مجرب عندهم في النبتة والشربة منه نصف درهم وهو الدواء المسمى باليونانية أباغودس وقد ذكرته في الألف.

صمغ:

إذا قيل مطلقاً فإنما يراد به الصمغ العربي الذي هو صمغ شجرة القرظ. ديسقوريدوس في الأولى: والجيد من صمغ هذه الشوكة ما كان شبيهاً بالدود ولونه مثل لون الزجاج الصافي وليس فيه خشب والثاني بعد الجيد ما كان منه أبيض وأما ما كان منه شبيهاً بالراتينج وسخاً فإنه رديء. جالينوس في 7: قوته تجفف وتغري وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه يشفي ويذهب بالخشونة. ديسقوريدوس: وله قوة مغرية تمنع حدة الأدوية الحادة إذا خلط بها، وإذا لطخ ببياض البيض على حرق النار لم يدعه أن يتنفط. حبيش: بارد قليل الرطوبة يمسك الطبيعة من كثرة الحلفة ويغري المعي إذا وقع فيها سحج ويمسك الكسر من العظام وغيرها إذا ضمد به ويسكن السعال إذا وضع في الفم وامتص ما يتحلب منه أو خلط ببعض الأدوية التي تقع السعال وينفع من القروح التي في الرئة إذا شرب منه وينفع من الرمد في العيون ويصلح للأدوية المسهلة إذا خلط بها ويدفع حدتها ويكسر عاديتها ومقدار ما يؤخذ منه للسعال وإمساك الطبيعة مثقال وإذا خلط بالأدوية فنصف مثقال. حنين في كتاب الترياق: في الصمغ مع التغرية يبوسة غالبة ولذلك هو بالغ في الأمكنة التي يحتاج فيها مع التغرية إلى تجفيف، والكثيرا وإن كان يغري كتغرية الصمغ فإنه لا يجفف ولذلك يطرح مع الأدوية المسهلة ولا يطرح الصمغ. التجربتين: إذا حل في ماء الورد وقطر في العين نفع الرمد وخشونة الأجفان وحرقتها، وإذا أمسك في الفم نفع من السعال وغلظ المواد الرقيقة المنصبة إلى الصدر من الدماغ وهيأها للنفث. ابن سينا: يصفي الصوت ويقوي المعدة والمقلو منه في دهن الورد أقوى منفعة في قطع انبعاث الدم من الصدر وغيره. الشريف: إذا شرب منه مسحوقاً زنة مثقال في أوقية سمن بقري مذاب وفعل ذلك ثلاثة أيام نفع من نزف الدم من أي موضع كان من البدن ومن البواسير في الأرحام.

صمغ البلاط:

ديسقوريدوس في الخامسة: ليثوفلا ومعناه غراء الحجر وهو شيء يعمل من الرخام ومن الحجر الذي من البلاد التي يقال لها قونيا إذا خلط أحدهما بالغراء المتخذ من جلود البقر وقد ينتفع به في إزالة الشعر النابت في العين، سليم بن حسان: قد زعم غير ديسقوريدوس أنه إذا ذر على الجراحات بدمها ألحمها ومنعها من التقيح ويصلح للقروح الرطبة وهو معدوم جداً قليل الوجود وأكثر ما يكون ببلاد الروم ويوجد منه شيء قديم أولى أن لا يعرف كثير من الناس أمصنوع هو أو مخلوق لشدة جهلهم به وقلة معرفتهم له.

صمغ الاجاص:

ديسقوريدوس في الأولى: صمغة شجرة الإجاص تلزق القروح وتغري وإذا شربت بشراب فتتت الحصاة وإذا خلطت بخل ولطخت على القوابي العارضة للصبيان أبرأتها. جالينوس في 6: إن كان هذا الصمغ يفعل هذا فالأمر فيه بين أنه قطاع ملطف. مجهول: هو شبيه في القوة بالصمغ العربي إلا أنه أضعف وإذا اكتحل به أحد البصر. التجربتين: ينفع من السعال المحتاج إلى تعديل الخلط المهيج له أو إلى تغليظه ممسوكاً في الفم وإذا حل بخم نفع الصبيان من البثور الخارجة عليهم كالحرار والشري والحصف وهو بثور غلاظ حمر.

صمغ السماق: إذا جعل على الأضراس الوجعة سكن وجعها ويلزق الجراحات ويجعل في بعض الشيافات المحدة للبصر.

صمغ الخطمي:

بعض علمائنا: يلفظ عند شدة الحر ومنه أصفر إلى البياض ومنه أحمر. ماسرحويه: صمغ جيد الخطمي بارد رطب مسكن للعطش ويحبس البطن ويقبض. بديقورس: صمغ الخطمي خاصته النفع من المرة الصفراء.

صمغ السذاب:

أبو جريج: حار في آخر الثالثة في الثانية يبرئ من قروح العين إذا نثر عليها وينفع من الخنازير في الحلق والإبط إذا استعط منه بوزن دانق.

صمغ الدامينا:

المنهاج: هو صمغ شجرة ببلاد فارس وأجوده ما كان صافياً يضرب إلى الحمرة وهو قوي الحدة والحرافة ملطف ينفع من الرياح الغليظة التي تعرض في المعدة والأمعاء ويلطف البلغم الذي يكون في المعدة ويحلله ويعين على الاستمراء وهو شبيه بالحلتيت في قوته إلا أن رائحته ليست بكريهة.

صمغ اللوز:

ديسقوريدوس: صمغ شجرة اللوز المر يقبض ويسكن، وإذا شرب نفع من نفث الدم وإذا خلط بخل ولطخ به القوابي العارضة في ظاهر الجلد قلعها، وإذا شرب مع خل ممزوج نفع من السعال المزمن وإذا شرب بالطلاء نفع من به الحصاة.

صمغ الزيتون:

ديسقوريدوس في ا: وصمغ الزيتون البري فيه مشابهة من السقمونيا في لونه شبه من لون الياقوت الأحمر وهو مركب من قطرات صغار يلذع اللسان وأما ما كان منه شبيهاً بالصمغ عظيم القطرات أملس ليس يلذع اللسان، فإنه رديء لا ينتفع به والزيتون البستاني والبري الذي بالبلاد التي يقال لها قيلقيا قد يخرج صمغاً على هذه الصفة. والصنف الآخر من صنفي صمغ الزيتون البربري يصلح لغشاوة العين إذا اكتحل به ويجلو وسخ القرحة التي يقال لها لوقوما التي تكون في العين ويدر البول والطمث وإذا وضع في المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها وقد يعد من الأدوية القتالة وقد يخرج الجنين ويبرئ الجرب المتقرح. محمد بن الحسن: حار فيه بعض التيبس ينفع من الجراحات إذا صير في المراهم وينشف بلة الجراحات.

صمغ السرو:

إبن سمحون: قال سليمان بن حسان: له حدة وحرافة وهو دون الصموغ كلها في المنفعة والفعل وإذا استعط به نقى الرطوبة من الدماغ وقوته شبيهة بقوة صمغ السذاب وصمغ الصنوبر إلا أنه أضعف بقليل ولذلك صار القطران الذي يخرج من شجره أضعف من القطران الذي من الجنس من الصنوبر الذي يقال له الشربين. حبيش بن الحسن: إن نثر على القروح التي تكون في الرأس مع الجلنار أبرأها وفي سائر الجسد.

صنوبر:

جالينوس في 8: ثمرة الصنوبر الكبير إذا كانت طرية ففيها شيء من مرارة وحرافة مع رطوبة ولذلك صارت نافعة لمن به قيح مجتمع في صدره ولسائر من يحتاج إلى إصعاد شيء محتقن إلى صدره أو رئته وقذفه بالسعال بسهولة، وأما الذي يؤكل من هذه الثمرة فهو على سبيل الغذاء أعسر انهضاماً يغذو البدن غداء قوياً وعلى سبيل الدواء شأنه أن يغري ويملس الخشونة وخاصة إذا نقع في الماء حتى ينسلخ عنه جميع ما فيه من الحدة والحرارة والحرافة، فإن الذي يبقى بعد ذلك يكون في غاية البعد من التلذيع وفي غاية التغرية واللحوج وهو وسط فيما بين الكيفية الحارة والباردة ممزوج من جوهر مائي وجوهر أرضي وأما الجوهر الهوائي فهو فيه قليل زنخ جداً. ديسقوريدوس في ا: إذا أكل أو شرب مع بزر القثاء بالطلاء أدر البول ومنع حرقة الكلى والمثانة، وإذا شرب منه بعصارة البقلة الحمقاء سكن لذع المعدة ويفيد البدن الضعيف قوة ويقمع فساد الرطوبات وإذا أخذت ثمرة الصنوبر بغلفها من شجرتها ورضت كما هي طرية وطبخت بطلاء وأخذ من طبيخها أربع أواقي ونصف في كل يوم وافقت السعال المزمن وقرحة الرئة. مسيح: حب الصنوبر الكبار حار يابس في الدرجة الثانية وهو نافع من وجع المثانة والكليتين الكائن من حرافة المدة، وإذا ضمدت به المعدة الممغوصة مع عصارة الإفسنتين أذهب مغصها وهو مقو للأبدان المسترخية، وقال الرازي في الحاوي: حب الصنوبر الكبار حار رطب مفتح غليظ الكميوس وليس برديء الكيموس. الرازي في دفع مضار الأغذية: يسخن إسخاناً قوياً حتى إنه يصلح للمفلوجين أن يتنقلوا به ويزيد في الباه ويسخن الكلى جداً ويكسر الرياح ولا ينبغي للمحرورين أن يقربوه ولا سيما في الزمان الحار فإن أخذوا منه فليأخذوا عليه الفواكه الحامضة الباردة، وأما المشايخ والمبرودون فينتفعون به في إسخان أبدانهم وقلع ما في رئاتهم من البلاغم وإسخان أعصابهم وقال في المنصوري: ينفع من به رعشة وربو ويزيد في المني. البصري: سريع الإنهضام يغذو غذاء قوياً. إسحاق بن عمران: حب الصنوبر الكبار حار في الدرجة الثانية رطب في الأولى يغذو غذاء صالحاً غليظاً بطيء الإنهضام وإذا أكل مع العسل زاد في شهوة الجماع ونقى الكلى والمثانة من الحصاة والرمل. ابن ماسويه: حار في الثانية يابس في أولها كثير الغذاء غليظ بطيء الإنهضام نافع للإسترخاء العارض في البطن مجفف للرطوبة الفاسدة المتولدة في الأعضاء، وإذا شرب بعقيد العنب جلا الخلط الغليظ الكائن في الكلى والمثانة نافع من القيح والحصا فيها والرطوبة العفنة ويقوي المثانة على إمساك ما فيها من البول. جالينوس: وأما الحب الصغار المعروف بقضم قريش فهو ثمرة النوع المسمى من أنواع الصنوبر نيطس وقوم آخرون يسمون هذا النوع المسمى قوفا بهذه الإسم على طريق الإستعارة وقوته منقية من قبل أنه يقبض وفيه شيء من حدة وحرافة مع مرارة فهو لذلك نافع لما ينفث من الصدر ومن الرئة. ديسقوريدوس: نيطويداس هو قضم قريش وهو ثمر التنوب والأرز وقد يكون في غلف وقوته قابضة مسخنة إسخاناً يسيراً ينفع من السعال ومن وجع الصدر إن استعمل وحده أو بماء العسل. غيره: الإكثار منه يمغص. أبو حنيفة: الأرز هو ذكر الصنوبر لا يثمر شيئاً ولكنه يستصبح بخشبه كما يستصبح بالشمع وسمي ذلك الذي يستصبح به دادي بالرومي. الفلاحة: الأرز شجرة غليظة الخشب ورقها كالأخلة المجتمعة رؤوسها دقاق حادة وأسافلها أغلظ بقليل يعلو كعلو شجرة الدلب والفرق بينه وبين الصنوبر الذكر أن الذكر لا يحمل شيئاً ويستخرج منه القطران وهذه الشجرة تحمل وليس لها قطران وخشبها كثير العقد، وتحمل في تلك العقد حباً كحب الحمص أسود الخارج وداخله أصفر كريه الريح والطعم قليل الغذاء وإنما يأكله أهل ساحل القلزم لعدمهم للفواكه وعلكها شبيه بعلك ذكر الصنوبر في الصورة والقوة. جالينوس: لحاء شجر الصنوبر الصغير فيه من قوة القبض ما يبلغ به إلى أن يشفي من السحج إذا وضع عليه كالضماد شفاء لا غاية بعده، وإذا شرب حبس البطن ويدمل إحراق الماء الحار وكذا أيضاً النوع المسمى قوقا هو شبيه بهذا إلا أن قوته أقل من قوة هذا وأما ورق هاتين الشجرتين فمن طريق أنه أرطب من لحائهما فيه قوة تدمل مواضع الضرب، وأما الصنوبر الكبار فقوة ورقه وقوة لحائه قوة واحدة وإن كانت شبيهة بقوة الذكر، وهاتان الشجرتان لحاؤهما أقوى منهما حتى لا يمكن أن يفعل واحدة من تلك الخصال التي ذكرناها فعلاً حسناً بل فيه لذع مؤذ، وأما الدخان الذي يرتفع من هذه التي ذكرناها فهو نافع جداً للأجفان التي قد استرخت وانتفخت أشفارها والأماقي التي قد ذابت وتأكلت وصارت منها تسيل دمعة. ديسقوريدوس: نيطس وهو التنوب وقوفا وهو الأرز وهو ضرب منه وقشر كليهما قابض موافق للشجوج إذا سحق وذر عليها وإذا خلط بالمرداسنج ودخان الكندر وافق القروح الظاهرة في سطح الجلد وإحراق النار، وإذا استعمل بشمع مذاب بدهن الآس أدمل القروح العارضة للأبدان الناعمة وإذا سحق وخلط بالقلقنت منع القروح التي تسمى النملة من أن تنتشر وتسعى في البدن وإذا دخن به النساء أخرج المشيمة والجنين وإذا شرب عقل البطن وأمسك البول، وإذا دق ورق هذا الشجر وتضمد به سكن الأوجاع من الأورام الحارة ومنع الجراحات الطرية أن تنزف، وإذا طبخ بالخل وتضمد به حاراً سكن وجع الأسنان وإذا ضرب منه وزن ألفي وهو مثقال بماء أو بماء العسل وافق من كان بكبده علة وكذا يفعل قشر الصنوبر وورقه إذا شربا وإذا شقق خشبه وقطع صغاراً وطبخ بخل وأمسك طبيخه في الفم سكن وجع السن الألمة وقد يهيأ منه سواط للأدهان المعمولة المحللة للأعياء وتساط به الفرزجات وقد يحرق ويجمع دخانه فيصلح لأن يتخذ منه المداد وتصنع منه الأكحال التي تحسن هدب العين ولتساقط الأشفار والمآقي والدمعة. وقال في الخامسة: هذه صفة شراب حب الصنوبر يؤخذ من حب الصنوبر ما كان حديثاً فيرض ويلقى في العصير وقوته مثل قوة الراتينج وهو يصدع ويهضم الطعام ويدر البول ويوافق النزلة والسعال والإسهال المزمن وقرحة الأمعاء والإستسقاء وسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم ومن أخذ حب الصنوبر فأنقعه بشراب حلو ثم طبخه وشربه كان موافقاً جداً للقرحة في الرئة. الشريف: وإذا دق ثمر الصنوبر الكبار وعجن بعسل وسقي منه ثلاثة دراهم كل يوم على الريق نفع من الفالج وإذا طبخ خشبه بماء وغسلت به الأعضاء التعبة نفع من أعيائها.

صندل:

إسحاق بن عمران: هو خشب يؤتى به من الصين وهو ثلاثة أصناف أبيض وأصفر وأحمر وكلها تستعمل وهو بارد في الدرجة الثالثة يابس في الثانية موافق للمحرورين صالح جيد لضعف المعدة والخفقان الكائن من التهاب المرة الصفراء إذا سحق بالماء ووضع من خارج، وإذا عجن بماء الورد مع شيء من كافور وطلي على الأصداغ نفع من الصداع المتولد عن الحر وإذا خلط مع جزء من صندل أبيض محكوك نصف جزء من أنزروت وعجن ببياض البيض وطلي به الصدغان نفع من الصداع الحار ومنع من النزلات إلى العين وإذا تدلك به في الحمام مع النورة أذهب رائحتها والصندل الأحمر أبرد من الأبيض إذا عجن بماء عنب الثعلب أو بماء حي العالم أو بماء الرجلة أو بماء الطحلب نفع من النقرس المتولد من الحرارة ومن الأورام الحارة ويمنع من أن تتحلب الفضول إلى العضو وأجوده الأصفر الدسم وبعده الأصفر اليابس وهو مما يدخل في الدخن لا يضره يبسه، وبعده الأحمر وهو أيبس من الأصفر وهو مما يصلح للحل والدق والطحن والأبيض بارد في الدرجة الثانية ويدق ويحك بماء الورد ويتمرخ به للحرارة، ويوضع على الجبهة والمعدة الحارتين فيبردهما وينفع من الحمى الحارة والبرسام وضعف المعدة من الحرارة وإذا حك بالماء ووضع على الجبهة والمعدة نفع من الحمى الحارة من ضعف القلب والصداع الحار. الرازي في المنصوري: إن طلي به الندب في الحمام أورث الحكة والحرارة. الشريف: إذا حك على شقف فخار جديد أحمر بماء ورد وحمل على بثور الفم أذهبه مجرب. وإذا سحق ومزج بدهن نبق ومرخ به اللحم أخرج المليلة من العظام حيثما كانت والأحمر أشد برداً من سائر أصنافه. ابن سينا في الأدوية القلبية: فيه خاصة تفريح القلب وتقويته ويعينها عطريته وقبضه وتلطيفه لطيف ما فيه وأما برده فإنما يعينها في الأمزاج الخارجة عن الطبيعة إلى الحرارة والأبيض منه أشد برداً ويبسه أقل من يبس الأحمر وهو في الثانية أيضاً إلا أن يبس الأول في أولها ويبس الأحمر في آخرها وتستفيد منه الروح حركة انبساطية مع متانة وفي الأمزاج الحارة برده، والأبيض أشد برداً وأقل يبساً على أن كل ذلك في الثانية.

صن وبر:

إسم يمني لصمغة يؤتى بها من اليمن كيلاً فيها رصانة لونها لون المر تداوى بها الجراحات وتصلح لقطع الإسهال ومن هذه الصمغة أيضاً ما يأتي على صورة قرص الحضض ويذكرون أنها من الشجرة التي منها الصمغة وإنهم يعصرونها ويجمدونها. يجفف ويصلح للمعقور من الدواب والجراحات الخبيثة وهذه القرص شبيهة بقرص الحضض إلا أن هذه أرض وليس لها من الصفرة ما لتلك وفي طعمها ثقل وحدة. لي: هذه الأقراص المعمولة من هذا الدواء هي بول الإبل على الحقيقة.

صنين:

كتاب الرحلة: إسم لنبت صغير يشبه ورق ما صغر من ورق القريلية وله ساق طولها شبر ونحوه تتشعب في أعلاها ويكون لها زهيرة صغيرة إلى الحمرة ما هي ثم تسقط فيخلفها غلف دقاق طولها طول الظفر ثلاثة مكان كل زهرة في رقة الإبر على هيئة شوك الهليون ولها أصل دقيق وطعمها إلى المرارة ما هي تنفع النفخ.

صنار: هو الدلب وقد مضى ذكره في الدال.

صوف:

ديسقوريدوس في الثانية: أجوده ما كان ليناً وكان من رقبة الشاة وفخذيها. جالينوس في 11: أما الصوف الذي هو بعد بوسخه فهو يصلح لقبول الأشياء التي توضع على الأعضاء التي يعرض لها الفسخ ويصيبها الضربة من أي شيء كان ذلك إذا كان ما جمع من جنس ما يدهن به ويعرق به العضو، فإنه يعين هذه الأشياء على اللحوج بما فيه من الوسخ، وإما الصوف المغسول الذي لم يبق فيه شيء من الوسخ فإنما يصلح أن يكون مادة لقبول الرطوبة التي يغمس فيها وإذا أحرق الصوف صارت قوته حارة مع شيء من لطافة حتى أنه يسرع في إذابة اللحم المترهل الذي يكون في الجراحات ويفنيه ويقع أيضاً في الأضمدة المجففة وإحراقه يكون كما تحرق أشياء أخر كثيرة بأن تملأ منه قدر جديدة ويغطى رأسها بغطاء كثير الثقب جداً. ديسقوريدوس: الصوف الوسخ إذا بل بخل وزيت أو بشراب ثم تضمد به وافق الجراحات في ابتدائها والوثي والفسخ وآثار الضرب وكسر العظام وهو ملين للوسخ الذي فيه وإذا بل بخل ودهن ورد كان صالحاً للصداع ووجع العين وسائر الأعضاء والصوف المحرق له قوة يكوى بها ويقلع اللحم الزائد في القروح ويدملها وقد يغسل ويمشط ويجعل في قدر من طين ويحرق كما يحرق سائر الأشياء، وكذا يحرق القرمز ومن الناس من يمشط الصوف بوسخه ويسقيه بالعسل ويحرقه على الجهة التي ذكرناها ومن الناس من يأخذ مسامير وما أشبه ذلك ويصيرها على فم إناء من خزف واسع الفم ويجعل بين المسمار والمسمار فرجة ويضع قطعاً رقاقاً من قطع خشب الصنوبر على المسامير ويأخذ صوفاً ممشوطاً قد بل بزيت لا بإفراط فيقطر منه شيء من الزيت فيضعه فوق الخشب وتضع أيضاً على الصوف قطع خشب من خشب الصنوبر وتجعل ما أحببت من عدد الصوف على هذا المثال، ثم تلهب النار في الخشب برفق فإذا احترق الصوف أخذ المحرق والوسخ واللزوجة ويخزن لأدوية العين وقد يغسل هذا الرماد ويستعمل في أدوية العين. وغسله على هذه الصفة يؤخذ فيصير في إجانة خزف ويصب عليه ماء آخر ويحرك بالأيدي حركة شديدة ثم يترك حتى يصفو الماء فإذا صفا أريق وصب عليه ماء آخر ويحرك أيضاً بالأيدي حركة شديدة ولا يزال يفعل به ذلك حتى إذا قرب من اللسان لم يلذعه وكان فيه قبض. الشريف: إذا ربطت خرقة صوف حول عنق الرجل الماشي حط عباه ولم يجد لمشيه ألماً وإذا حشي بالصوف المودح بين الأصابع المشققة من اليدين والرجلين نفع من شقاقها وينبغي أن يترك يوماً وليلة ثم يزال ويعاود من الغد إلى أن يبرأ في أسرع وقت. ابن رقيا: وثياب الصوف حارة لدنة، والمرعز ألدن من الصوف لكنه أقل حرارة منه. وقال الرازي: الصوف والشعر حاران حسنان منهكان للجسد وخاصة في الصيف وما اتخذ من أوبار الإبل والمعز حار يابس يلزم البدن ويسخنه إسخاناً شديداً وهذه تعدل ثياب الصوف والمرعز وهي جيدة للعطنة والكليتين واللبد المتخذ من صوف الحملان كالطليعان وما شاكله مندمج الأجزاء مكتنز يمنع الهواء أن يصل إلى الأبدان ويمنع البخارات أن تتفشى فيكون إسخانه بيناً ومن لبس ثوباً يكون صوفه من شاة افترسها ذئب أصابته حكة في جسمه فأما وبر الجمال فللقطرانية التي فيه هو أشد حراً منه وهو خفيف شديد اليبس. ديمقراطيس: ومن أخذ حبل صوف وربط به ركبة الثور الصعب ذل وسهل انقياده فيما زعموا، والفراء المتخذة من الحملان حارة رطبة لمشاكلتها طبيعة الإنسان موافقة في لبسها لكل إنسان وكل البلدان ولا سيما لمن كان معتدل المزاج وما يعمل منها بالمصيصة معتدل الإسخان طيب الرائحة موافق للجسم وما عمل منها من الجلي فهو أقل إسخاناً وليناً وإن الحملان أحر من الجدي وأنفع للظهر والكليتين.

صوف البحر:

كتاب الرحلة: كان بعض الناس فيما مضى يزعم أنه نوع من الطحلب البحري ينبت على حجارة أقاصير البحر وليس الأمر كما ظن بل هو شيء يوجد في بحر المشرق وببلاد الروم وبأقاصير أسفاقس أيضاً من بلاد القيروان وأكثرها يكون بمقربة من بلاد القيروان وأكثرها بمقربة من قصر زياد وبمقربة من قيودية أيضاً يوجد في صدفة كبيرة على قدر يد الإنسان أعلاها عريض وطرفها دقيق إلى الطول ما هو كأنه فم طائر ظاهرها خشن فيه زوايا طويلة ناتئة منها دقاق ومنها ما يكون في غلظ أقلام الكتاب فارغة الداخل ولون الصدفة كلون صدفة اللؤلؤ وداخلها لونه أصفر مليح المنظر إلى الحمرة ما هو وفي داخل الصدفة حيوان مؤلف من أشياء تشبه الأعصاب والكبد الأبيض والأسود كنبات اللوبيا قائم غير معوج المصير، وفي الطرف من المصير مما يلي الطرف الحاد من الصدفة يكون الصوف المعروف خلقة عجيبة للخلاق العليم سبحانه وتعالى. وأخبرني بعض أهل الجهة التي بها يُصاد أن حيواناً خزفياً من حيوان البحر مسلط على هذه الصدفة يرصدها في الأقاصير إذا بدا منها هذا الصوف التقمه منها وحده ولا يتعرض لغير ذلك.

صوطلة:

أبو العباس النباتي في كتاب الرحلة: إسم لنوع من السلق رأيته بحران وغيرها يبيع أصله البقالون ويقطعونه قطعاً وهو على شكل ما عظم من أَصول الجزر لونه أصفر إلى الحمرة يشوبه مسكية من ظاهره وباطنه طعمه حلو يشوبه مرارة مستعذبة يؤكل مسلوقاً وحده ومع الحمص أيضاً وماء الرمان والسماق ورقه ورق السلق بعينه إلا أنه أصغر وألطف وساقه كساقه وبزره كبزره. غيره: هو في أفعاله وقوته قريب من قوة السلق الأحمر وفعله إلا أنه ليس برديء للمعدة كالسلق فاعرفه.

حرف الضاد

ضأن:

الرازي في دفع مضار الأغذية: لحوم الضأن أكثر غذاء من المعز وأكثر إسخاناً وترطيباً وأكثر فضولاً والدم المتولد عنه أمتن وألزج وأسخن من الدم المتولد من لحوم المعز ولحوم الضأن أوفق لأصحاب الأمزجة المائلة عن الاعتدال إلى البرودة ومن تعتريهم الرياح في الأزمان والبلدان الباردة ولمن يكد ويرتاض كداً معتدلاً ويحتاج إلى قوة وجلد فليتخير حسب ذلك فإن اضطر في بعض الأوقات فإن لحم الضأن أوفق له من لحم المعز وبالضد فليتلاحق دفع مضرة ذلك بالصنعة فليصنع لحم الضأن بالخل في حال يحتاج مع التلطيف إلى تبريد وبالمري حيث يحتاج إلى تلطيف وسرعة إخراج وبالمصل والرائب والكشك والسماق وحب الرمان حيث يحتاج إلى تدبير فقط ويجب أَن تأكل عليه كلما يبرد ويجفف ويشرب عليه الشراب الأبيض الرقيق القهوي ويقل عليه من أكل الحلواء ويكثر من أكل الفواكة المرة والحامضة، قال: ولحوم الحملان أرطب من لحوم الضأن بحسب قرب عهدها بالولادة، وقال ابن سينا: ولحوم الحملان المحرق نافع للدغ الحيات والعقارب والحرارات ومع الشراب للكلب الكلب ورماده ينفع بياض العين وهو طلاء جيد للبهق، ديسقوريدوس: ومرارة الضأن تصلح لما يصلح له مرارة الثور غير أنها أضعف فعلاً وبعر الضأن إذا تضمد به مع الخل أبرأ الشري والثآليل التي يقال لها أقروخودونس، واللحم الزائد الذي يقال له التوث وإذا خلط بموم مداف بدهن ورد أبرأ من حرق النار. جالينوس: وكان رجل من أهل أثينا مشهور بالطب يعالج بزبل الضأن الثآليل النملية وهي التي يحس فيها بدبيب كدبيب النمل واللحم الزائد النابت إلى جانب الأظفار وكان في وقت استعمالها يعالجها بالخل ثم يطلى بها وكثيراً ما كان يستعملها في القروح الحادثة عن حرق النار لأنها تختم القروح.

ضال: هو ثمر السدر وهو خدر الشوك ونبقه صغار منابته الجبال وقد ذكرت السحر والنبق في حرف السمين المهملة.

ضبع عرجاء:

الشريف: هذا حيوان يشبه الذئب إلا أنه إذا جرى كان كأنه أعرج ولذلك سمى ضبع العرجاء ولحمه حار يابس في الثانية مثل لحم الكلب وإذا أمسك إنسان في يده حنظلة فرت الضبعان عنه وإذا أخذ أحد أسنانها وأمسكها إِنسان معه ومر بالكلاب لم تنتجه وإذا أطعم الموسوسون دمها نفعهم وإذا أديفت مرارتها مع مثلها من دهن الأقحوان ووضعا في إناء نحاس وترك ثلاثة أيام ثم طلي به العين المشتكية في كل شهر مرتين أزال بياضها بتاتاً وكلما عتق هذا الدهن كان أجود وإذا طلي الوجه بمرارتها مع شحم أسد صفي اللون وصقله وأزال كلفه وإذا اكتحل بمرارتها وحدها أحدت البصر، وزعم بعض الأطباء أن الجلد الذي يكون حول خاصرتها إذا أحرق وسحق بزيت ودهن به دبر المأبون أذهب الإبنة عنه ويقال إن يدها اليمنى إذا قطعها إنسان وهي حية وأمسكها معه ودخل على الملوك عظم عندهم وقضيت حوائجه، وإذا أخذت الضبعة العرجاء وألقيت في دهن وقتلت فيه غرقاً ثم طبخت بالدهن أو بالماء والشبث والحمص نفع من وجع المفاصل وتعقدها وإذا جلس العليل المزمن في ذلك الزيت نفعه من جميع علل المفاصل وأزال النقرس وأذهب الرياح الغليظة، وهذا الحيوان بغاء وذلك أنه لا يمر به حيوان من جنسه إلا وعلاه. غيره: مخ ساق الضبع إذا ديف بزيت أنفاق وطلي به على النقرس نفع منفعة عظيمة وجلد الضبعة إن شد على بطن امرأة حامل لم تسقط وإن كانت مسقطة وإن جلد به مكيال وكيل به البزر أمن ذلك الزرع من سائر آفاته وإن جلد به قدح وجعل فيه ماء وقرب لمن نهشه كلب كلب شربه ولم يفزع منه.

ضجاج:

الغافقي: قال أبو حينفة: هو بكسر الضاد صمغ شجرة مثل شجر اللبان شائكة غير عظيمة ينبت بجبل يقال له قهوان من أرض عمان وهو صمغ أبيض تغسل به الثياب فينقيها إنقاء الصابون وتغسل الناس به رؤوسهم وله حب مثل حب الآس أسود يلذع اللسان. والضجاج بالفتح كل شجرة تسم بها السباع مثل الخروج والقشيب والألب.

ضجع:

الغافقي: قال أبو حنيفة: هو مثل الضغابيس إلا أنه أغلظ بكثير وهو مربع القضبان وفيه حموضة ومرارة يؤخذ فيشدخ ويعصر ماؤه في اللبن الذي قد راب فيطيبه ويحدث فيه لذع اللسان قليلاً ومرارة وهو جيد للباه.

ضدخ: وهو البربون وهي البقلة اليمانية وقد ذكرت في الباء.

ضرو:

أبو حنيفة الدينوري: هو من شجر الجبال والواحدة منه ضروة. وأخبرني أعرابي من أهل السراة أنه مثل شجرة البلوط العظيمة إلا أنها أنعم وتضرب أطراف ورقها إلى الحمرة وهي لينة وتثمر عناقيد مثل عناقيد البطم غير أنه أكبر حباً وإذا أدرك شابها الحمرة وكذا الورق ويطبخ ورقه حتى ينضج ثم يصفى الماء عنه، ويرد إلى النار فيطبخ ورقه حتى يعقد فيصير كأنه القسط فيرفع ويعالج به لخشونة الصدر والسعال وأوجاع الفم وفيه عفوصة، وإذا ظهر علكه ظهر صغيراً ثم لا يزال يربو حتى يصير مثل البطيخة قال: ويسيل من الضرو أيضاً حلب لزج أسود مثل القار ومساويك الضرو طيبة نافعة وكذا العلك ينفع في العطر وشبهها شجر البطم، وقال قوم: والضرو هو الحبة الخضراء وزعموا أن الكمكام ورق شجر الضرو، وقيل لحاؤها وهو أفواه الطيب وكذا علك الضرو. البصري: صمغ الضرو يعرف بالكمكام وهو حار في الثانية يابس في الأولى جلاء محلل جذاب طيب الرائحة. إسحاق بن عمران: صمغ ضرو اليمن الكمم يضرب إلى السواد يشبه الصمغ متراكب بعضه على بعض يشبه ريح اللبان والمصطكي، ويقع منه يسير في الند والبرمكية والمثلثة، إسحاق بن سليمان: خاصة دهن حبه طرد الرياح البلغمية. الرازي في المنصوري: الضرو نافع من استطلاق البطن والقلاع غاية النفع. الشريف: يستخرج من ثمره دهن كثير منفعته طرد الرياح وشفاء الأمغاص إذا شرب ويدهن به وهو مجفف محلل وإذا طبخ ورقه بالدهن وقطر في الأذن نفع من وجعها، وإذا طبخ بماء وتمضمض بماء طبيخه شد اللثة وأزال بلغمها وكذا إذا طبخ من أطرافه الغضة إلى أن تخرج قوتها في الماء ثم صفي وشرب من صفو الماء مقدار أوقيتين أو ثلاثة على قدر قوة العليل قيأ قيئاً عظيماً وأخرج البلغم عن المعدة بقهر من غير أن ينال من ذلك كثير مضرة، وإذا أحرق من غض ورقه مقدار قبضة حتى يكون رماداً، إن خلط ذلك الرماد بماء وطبخ أيضاً طبخاً شديداً، ثم صفي وشرب منه صاحب وجع الخاصرة مقدار ثلاثة أواقي أبرأه وفحم خشبه إذا حشي به الجراحات سدها وقطع دمها ونفع منها وخاصة في جراح الختان. إسحاق بن عمران: وبدل ضرو الكمم اليمني ضرو الأندلس.

ضرب:

الشريف: هو السهم بلغة همذان وهو حيوان يكون في قدر الكلب الصغير إلا أنه كله شوك شارع مثل شوك القنفذ فإذا دنا منه حيوان اجتمع بعضه في بعض ثم زرق شوكه فيصيب بها كالسهام وهو حيوان قليل الوجود وهو من أنواع الحيوان المشهور ذكره لحمه حار يابس إذا أكل نفع النقرس في القدمين وكذا إن ضمد بدمها القدم شفى نقرسه ونفع منه، وإذا تلطخ بدمه أزال أوساخ البدن عنه وجلا الكلف.

ضريع:

الشريف: هو نبات يقذف به البحر المالح من جوفه يوجد على ساحل البحر وهو حار يابس إذا طبخ بماء وجلس فيه صاحب وجع المفاصل نفعه نفعاً بيناً وإذا بخر به المزكوم وهو جاف أذهب زكامه وإذا جفف واغتسل به في الحمام نفع من الحكة والجرب الرطب.

ضروع الكلبة: إسم يمني عربي لشجر بجبال مكة وتعرفه أهل اليمن بالزقوم أيضاً وقد ذكرته في حرف الزاي.

ضرس العجوز: إسم لحسك السعدان وقد ذكرته في السين.

ضرع:

جالينوس في أغذيته: إذا كان مملوءاً لبناً فغذاؤه إذا استمرى استمراء جيداً قريب من غذاء اللحم فإذا لم يستحكم هضمه تولد منه خلط خام أو بلغمي. ابن ماسويه: بارد يابس للعصبية التي فيه وينبغي أن يؤكل بالأفاويه ليسرع انحداره عن المعدة. إبن سينا: هو عن الحيوان الجيد اللحم جداً جيد الخلط غليظه قويه. الشريف: إذا أكلته المرأة القليلة اللبن أدر لبنها.

ضرم: قيل إنه الأسطوخودوس وقد ذكرته في الألف.

ضغابيس:

أبو حنيفة: واحدها ضغبوس وهو نبات ينبت له ساق مثل ساق الهليون سواء فما كان فيه فوق الأرض فهو أخضر حامض وما تحت الأرض أبيض حلو وكله يؤكل وإذا جف حثته الريح فطيرته ويقال أيضاً للقثاء الصغار ضغابيس.

ضفادع:

ديسقوريدوس في الثانية: النهرية منها إذا طبخت بملح وزيت واستعملت كانت بادزهراً للهوام كلها ومرقها أيضاً إذا عمل على هذه الصفة وخلط مع موم ودهن ورد كان موافقاً للأمراض المزمنة العارضة للأوتار والقروح ذوات المدة وإذا أحرقت الضفادع ودر رمادها على الدم السائل من العضو قطع سيلانه والرعاف أيضاً وإذا خلط بزفت رطب ولطخ على داء الثعلب أبرأ منه ودم الضفادع الخضر إذا قطر على موع الشعر النابت في العين وقد نتف منعه أن ينبت وإذا طبخت بماء وخل وتمضمض بطبخها نفع من وجع الأسنان. جالينوس: وأدمغة الضفادع المحرقة يقال إنها تقطع انفجار الدم إذا نثرت عليه وإذا عولجوا به وزعموا أنه إن خلط مع الزفت الرطب شفا داء الثعلب، وزعموا أن دم الضفادع الخضر إذا نتف الشعر الزائد في الأجفان ووضع منه على موضع الشعر لم ينبث فوجدت ذلك كذباً عند التجربة. الرازي في الحاوي قال إسحاق: أن رجلاً أصابه سهم فنشب في عظم جبهته وبقي مدة طويلة إلا أنه عالجه علاجاً كثيراً فلم ينفعه حتى أنه وضع عليه ضفدعاً قد سلخ جلده ورمي برأسه وأطرافه فأخرج لزج في يوم وليلة وبرز من ذاته حتى سال اللحم الرخو الذي كان على فم الجراحة وأنا أظن أن لهذا قوة بليغة في الجذب وذلك أنه يقلع الأسنان. غيره: الضفدع البري قتال، وإذا تناولته الدواب في الرعي سقطت أسنانها وقد يستعمل شحمه لقلع الأسنان وحراقته جيدة لداء الثعلب ولحم الضفدع ينفع من لسع الهوام.

ضفائر الجن: هي البرشاوشان.

ضومر: هو الحوك وهو الباذروح عند أبي حنيفة.

ضومران:

أبو حنيفة: هي لغة في الضميران وأيضاً فإن الضومران عندنا بالأندلس المعروف بهذا الإسم هو ضرب من حبق الماء وهو الفودنج النهري يشبه في نباته النعنع البري وقد ذكرته مع أصناف الفودنجات في حرف الفاء.

حرف الطاء

طاليسفر:

قال الغافقي: هو الداركيسة وأكثر الناس على أنه البسباسة وليس ذلك صحيحاً ويسمي هذا الدواء حنين المسمى باليونانية ماقر في كتاب ديسقوريدوس الطاليسفر. وزعم ابن جلجل وحده أن الطاليسفر قيل عنه أنه لسان العصافير وقيل هو عروق شجرة هندية قال غيره الطاليسفر هو عروق العشبة التي يعلف بها عود الحرير. المجوسي: هو ورق شجرة الزيتون الهندي. غيره: هو قشور هندية تسمى باليونانية داركيسة. ديسقوريدوس في ا: ماقر هو قشر يؤتى به من بلاد اليونانيين لونه إلى الشقرة ما هو غليظ قابض جداً وقد يشرب لنفث الدم وقرحة الأمعاء وسيلان الفضول إلى البطن. جالينوس في 7: هذه قشرة تجلب من بلاد الهند في طعمها قبض شديد مع شيء من حدة وعطرية يسيرة ورائحتها طيبة مثل طيب رائحة جل الأفاويه المجلوبة من الهند ويشبه أن تكون هذه القشرة أيضاً مركبة من جواهر مختلفة والأكثر فيها الجوهر الأرضي والأقل فيها الجوهر اللطيف الحار فهو لذلك يجفف ويقبض تجفيفاً وقبضاً شديداً ولذلك صار يخلط في الأدوية التي تنفع من الإستطلاق وقروح الأمعاء لأنها في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تجفف، وأما الإسخان والتبريد فليس لهذا الدواء ولا في واحد منها فعل بين. الغافقي: والذي يبدو من قولي ديسقوريدوس وجالينوس في هذا الدواء أنه ليس هو من البسباسة في شيء فإن القبض فيها يسير والحرارة أغلب عليها وهو قشر رقيق ليس بغليظ، كما قال ديسقوريدوس وهذه الصفة هي بالأرماك أشبه. ابن عمران: هي عروق دقاق قشرها أغبر وداخلها أصفر وطعمها عفص ولها رائحة تشبه رائحة الكركم وهي عفصة وفيها حرافة وهي حارة يابسة في الدرجة الثانية وخاصته النفع من البواسير والأورام الظاهرة والباطنة. المجوسي: هو من البرودة واليبوسة في الدرجة الثانية ينفع من وجع الأسنان إذا طبخ بالخل وماؤه المطبوخ فيه ينفع القلاع الأبيض إذا أمسك في الفم. بديغورس: وبدل الطاليسفر إذا عدم ثلثا وزنه من الكمون ونصف وزنه من الأبهل. الرازي: وإسحاق بن عمران: مثله.

طاووس:

الشريف: طير معروف يطير بعد ثلاث سنين وفيها يكمل ريشه ويفرخ مرة في العام ولحمه وشحمه إذا طبخا أسفيذباجا وأكله أو تحسى مرقه من به ذات الجنب نفعه وإذا ديف لحمه مع ماء وسذاب وعسل نفع من أوجاع المعدة والقولنج وشحمه ولحمه يزيدان في الجماع ومرارته إن خلطت بخل نفعت من نهش الهوام. جالينوس في أغذيته: لحمه أصلب من لحم الشفنين والورشان والبط وأغلظ وأبطأ انهضاماً وأقرب إلى شبه الليف. ابن ماسه: لحومها رديئة المزاج. المنهاج: أجودها الحديثة السن وهي حارة تصلح المعدة الحارة الجيدة الهضم ويجب أن تترك بعد ذبحه يومين أو ثلاثة ويشد في أرجله الحجارة ويعلق ويثقل ثم يطبخ بالخل. ابن زهر: في أغذيته كانت القدماء من الأطباء يذبحون الطيور الصلبة اللحم قبل طبخها ويتركونها معلقة بريشها، هذا طلباً منهم لأن يسرع إنهضامها كما أن الخمير في الخبز يجيد إنهضامه كذا اللبث في هذه الأشياء وأشباهها من الأطيار الصلبة يجيد إنهضامها. الرازي في الحاوي: إذا رأى الطاوس طعاماً فيه سم رقص وصاح قال ولحظه السم يوهن صورته. خواص ابن زهر: إن سقي المبطون من مرارته بالسكنجبين والماء الحار أبرأه وإن خلط دمه بالأنزروت والملح وطلي على القروح الرديئة الرطبة التي يخاف منها الأكلة أبرأها وإن طلي زبله على الثآليل قلعها وعظامه إن أحرقت وسحقت وطلي بها الكلف أبرأته وإن دلك منه على البرص غير لونه.

طالقوز:

علي بن محمد: هو نحاس يدبر بتوبال النحاس المنقع في أبوال البقر والمرجان المنقع في ماء الأسنان الرطب فيحدث فيه سمية وحدة قوية. غيره: هو صنف من النحاس الأصفر، والفرق بينه وبين سائر أنواع الصفر أن هذا وحده إذا حمي في النار وضرب عند خروجه من النار تمدد وصار أصفر لا ينكسر حتى يبرد. الطبري: هو نحاس مدبر بتوبال النحاس وهو الذي يرتفع من القبة التي تكون على موضع السبك المنقع في أبوال البقر. كتاب الأحجار: هو من جنس النحاس غير أن الأولين ألقوا عليه الأدوية الحادة حتى حدث في جسميته سمية فهو إذا خالط الدم عن جراحة أصاب ذلك الحيوان منه إضرار مفرط وإن عمل منه الطاليقون صنانير الصيد السمك ثم علق بها لم يطق أن يتخلص منها، وإن عظم خلقه وصغر قدرها لما فيه من الحدة ومبالغة السمية وإن أحمي الطاليقون في النار ثم غمس في الماء لم يقرب دابة وإن عمل منه منقاش وأدن نتف الشعر به بطل ذلك الشعر، ولم ينبت أبداً، ومن أصابه لقوة وأدخل في بيت مظلم لا يدخله الضوء وأدمن النظر فيه إلى مرآة من طاليقون يرى منها.

طارطقة: باللاطينية هو الماهودانه وسيأتي ذكرها في الميم.

طباشير:

ماسرحويه: هو شيء يوجد في جوف القنا الهندي. علي بن محمد: هو رماد أصول القنا الهندي يجلب من ساحل الهند كله وأكثر ما يكون بموضع منه يسمى صندابور من بلد كلي حيث يكون الفلفل الأسود قالت الهند: إن أجوده أشده بياضاً وخاصة عقده وفلوسه التي في جوف قصبه وشكلها مستدير كالدرهم وإنما يوجد هذا منه مما احترق من ذاته عند احتكاك بعضه ببعض بريح شديدة تهب عليه وقد يغش بعظام أصول الضأن المحرقة إذا ارتفعت قيمته في غير موضعه، وأما في موضعه فإنه يسلم من ذلك لا تضاع قيمته هناك وقيمة المن من 6 دراهم إلى 8. مسيح الدمشقي: هو بارد في الثانية يابس في الثالثة يقوي المعدة وينفع من قروح الفم. الخوزي: جيد لإحراق المرة الحمراء ويشد البطن ويقوي المعدة إذا سقي وإذا طلي به. الرازي: جيد للحمى الحادة والعطش. إسحاق بن عمران: يقطع القيء الكائن من المرة الصفراء ويبرد حر الكبد الخارج عن الاعتدال وينفع من القروح والبثور والقلاع العارضة في أفواه الصبيان إذا اتخذ منه برود وحده أو مع الورد الأحمر والسكر الطبرذزي وينفع من البواسير. ابن سينا: فيه قبض ودبغ وقليل تحليل وتبريده أكثر من تحليله لمرارة يسيرة فيه وهو مركب القوى كالورد وينفع من أورام العين الحارة ويقوي القلب من الخفقان الحار والغشي الكائن من انصباب الصفراء إلى المعدة سقياً وطلاء وينفع من التوحش والفم نافع من العطش وإلتهاب المعدة وضعفها ويمنع انصباب الصفراء إليها ومن الكرب ويمنع الخلفة الصفراوية وينفع من الحميات الحارة شرباً بماء بارد، وقال في الأدوية القلبية له خاصية في تقوية القلب وتفريحه والمنفعة من الخفقان والغشي ويعينها قبضه وفي الأمزجة الحارة تبريده في الثانية وقد يعدل بالزعفران في الأمزجة الباردة ويشبه أن يكون تفريحه وتقويته بأحداث نورانية في الروح مع متانة. الرازي في الحاوي: قال جرجس أنه يذهب بالباه شرباً. غيره: ينشف البلة العتيقة من المعدة ويقوي الأعضاء التي قد ضعفت من الحرارة.

طباق:

الغافقي: عامة الأندلس يسمونه الطباقة وهي بالبربرية الترهلان وترهلاً أيضاً وهي التي يستعملها أكثر أطبائنا على أنه الغافث قبل أن يعرفوا الغافت الصحيح وأخبرت أن أهل الشرق إياها يستعملون. ولذلك خالفوا في الغافث قول ديسقوريدوس وجالينوس. قال أبو حنيفة: هو شجر نحو القامة، ينبت متجاوراً لا تكاد ترى منه واحدة منفردة وله ورق طوال رقاق خضر تتلزج إذا غمز يضمد به الكسر فيلزقه وينفعه فيجبر وله نوار أصفر يجتمع تجرسه وتجتنيه النحل. وقال: هذا النبات يسخن إسخاناً بيناً وينفع من أوجاع الكبد الباردة وتفتح سمدها ويزيل التهيج والنفخ العارضين من ضعفها ويقوي أفعالها وأظن من ههنا غلط فيه الناس فظنوا أنه الغافث حتى قدماء الأطباء فإن الرازي يقول في الغافت أنه يدر الطمث فهو إنما هو فعل الطباق لا الغافت، وهو ينفع من سموم الهوام وخصوصاً العقارب شرباً وضماداً ومن الأوجاع الطارقة ويسهل الأخلاط المحترقة في رفق فهو لذلك ينفع من الحميات العتيقة والجرب والحكة إذا شرب طبيخه أو عصارته فأما الطباق المنتن وهو النبات المسمى باليونانية فوتيرا فهو أحد قوة وأشد حرارة وأقل في منفعة الكبد والمرق بينهما سهوكة الرائحة والطباق طيب الرائحة وإن كان فيه سهوكة يسيرة وطعمه حلو والفوتيرا فيها حرافة ومرارة ظاهرة وقد يستعملها كثير من الأطباء بدل الغافت وبدل الطباق وإنما غلطوا بشبهها للطباق والفوتيرا هي التي يسميها الناس شجرة البراغيث. ديسقوريدوس في الثالثة: من هذا النبات مما يقال له إنه الفوتيرا الأصغر وهو أطيب رائحة من غيره ومنه ما يقال له فوتيرا الأعظم وهو أعظم نباتاً من الآخر وأوسع ورقاً ثقيل الرائحة وكلاهما يشبه ورقهما ورق الزيتون إلا أن عليهما زغب وفيهما رطوبة تدبق باليد وطول ساق الأعظم نحو من ذراعين والأصغر ساقه مقدار قدم وله زهر هش إلى المرارة ما هو أصفر شبيه بالشعر في شكله وعروق لا ينتفع بها. جالينوس في 7: مزاجهما وقوتهما شبيهة إحداهما بالأخرى وفي طعمهما حرافة ومرارة وهما يسخنان بالفعل إسخاناً بيناً إن سحق ورقهما مع عيدانهما اللينة ووضع على عضو من الأعضاء، وإن طبخ الورق والعيدان بالزيت واستعمل الإنسان ذلك الزيت، فإنه قد يقال في هذا الزيت إنه يحلل ويشفي الناقض الكائن بأدوار وزهرة هاتين الشوكتين أيضاً فوتها هذه القوة بعينها، ولذلك قد يأخذ قوم هذه الزهرة أيضاً فيسحقونها مع الورق ويسقونها من أرادوا به من النساء إدرار الطمث بالعنف وإخراج الأجنة ومن هذه الشوكة نوع ثالث ينبت في المواضع الكثيرة الرطوبة، ورائحته أشد نتناً من رائحة ذلك النوعين اللذين ذكرناهما من أنواع هذه الشوكة المنتنة وقيل كلاهما من الإسخان والتجفيف في الدرجة الثالثة. ديسقوريدوس: وقوة هذا التمنش إذا افترش بورقه أو دخن به أن يطرد الهوام ويشرد البق ويقتل البراغيث وقد يتضمد بورقه لنهش الهوام والجراحات وقد ينتفع به ويشرب الزهر والورق بالشراب لإحدار الطمث وإخراج الجنين وتقطير البول والمغص واليرقان وإذا شرب بالخل نفع من الصرع، وطبيخه إذا جلس فيه النساء أبرأ أوجاع الرحم وإذا احتملت عصارته أسقطت الجنين وإذا تلطخ بهذا النبات مع الزيت نفع من الكزاز وأما الأصغر منه فإنه إذا ضمد به الرأس أبرأ من الصداع وقد يكون نوع ثالث من هذا النبات أغلظ ساقاً وألين وأعظم ورقاً من النوع الصغير وأصغر من الكبير وليست فيه رطوبة تدبق باليد وهو أثقل رائحة من الآخرين بكثير وأكره وأضعف قوة وينبت في الأماكن المائية.

طبرزذ:

قال السجستاني فارسي معرب وأصله تبرزذاي أنه صلب ليس برخو ولا لين والتبر الفاس بالفارسية يريدون أنه نحت من نواحيه بالفاس. الرازي: الملح الطبرزذ هو الصلب الذي ليس له صفاء وقد ذكرت السكر في حرف السين وقصبه في القاف.

طثرج: هو صغار النمل في اللغة وسنذكره في النمل في النون.

طحلب:

ديسقوريدوس في الرابعة: الطحلب النهري هو الخضرة المشبهة بالعدس في شكلها الموجودة في الآجام على المياه القائمة. جالينوس في 8: مزاج هذا رطب وهو من الخصلتين كأنه في الدرجة الثانية. ديسقوريدوس: ولذلك إذا تضمد به وحده أو مع السويق وافق الحمرة والأورام الحارة والنقرس وإذا ضمدت به قيلة الأمعاء العارضة للصبيان أضمرها وإما الطحلب البحري فهو شيء يتكون على الحجارة والخزف الذي يقرب من البحر وهو دقيق شبيه في دقته بالشعر وليس له ساق. جالينوس في 6: هذا النبات قوته مركبة من جوهر أرضي وجوهر مائي وكلاهما بارد وذلك أن طعمه قابض وهو قابض وهو يبرد وإذا عمل منه ضماد نفع من جميع العلل الحارة نفعاً بيناً. ديسقوريدوس: وهو قابض جداً ويصلح للأورام الحارة المحتاجة إلى التبريد من النقرس. ابن سينا: يحبس الدم من أي عضو كان إذا طلي به وخاصة البحري والنهري وإذا غلي في الزيت لين العصب جداً.

طحال:

ابن سينا: خير الأطحلة طحال الخنزير ومع ذلك فهو رديء الكيموس وفيه بعض القبض ويولد دماً أسود وهو بطيء الهضم لعفوصته. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الطحال فإن الدم المتولد عنه أسود غليظ لا يؤمن على مدمنه الأمراض السوداوية ولذلك ينبغي أن يتعاهد من أكله نفسه بما ينقص السوداء ويشرب الشراب الرقيق الصافي جداً أو يأخذ الكبر المخلل وسائر الأشياء التي تلطف غلظ الطحال ويحذر أطحلة الحيوانات العظيمة الجثة وإذا أخرج عروقه ودمه مع الشحم وطبخ بعد في مصارين نقية جاد غذاؤه وقل توليده للسوداء.

طخش:

الغافقي: هو خشب ويتخذ من خشبه القسي بالأندلس وزعم قوم أنه سميلقس ولم يصح ذلك، وزعم بعضهم أنه المران وقيل بل هو الشوحظ وصفته بصفة الشوحظ أشبه وهو شجر وورقه نحو من ورق الخلاف وله ثمر أخضر إذا نضج احمر وداخله نوى وفيه دهنية وفي طعمه قبض، وهذا هو الطخش المعروف عندنا ويحكى أنه من شجر آخر قتال يشاركه في الإسم فقط ولم نره.

طخشيقون: ويقال طقسيقون وتأويله القوسي لأنه يسم بها السهام وهو دواء معروف عند أهل أرمينية يسمون به سهامهم في الحرب والحلتيت بادزهره.

طرفاء:

ديسقوريدوس في الأولى: الطرفاء شجرة معروفة تنبت عند مياه قائمة ولها ثمر شبيه بالزهر وهو في قوامه شبيه بالأشنة وقد يكون بمصر والشأم طرفاء بستاني شبيه بالبري في كل شيء خلا الثمر فإن ثمره يشبه العفص، وهو مضرس. الفلاحة: هي ثلاثة أصناف منها، الكزمازك ورقه كورق السرو ومنها صنف آخر ألطف من الكزمازك قليل الورق يورد ورداً أبيض يضرب إلى الحمرة في العناقيد تحته الزنابير من النحل، وصنف ثالث لا يورد ولا يعقد على أغصانه حباً كأنه الشهدانج أحمر يضرب إلى الخضرة تصبغ به الثياب صبغاً أحمر لا ينسلخ عنها ومنه صنف آخر رابع كثير وهو الأثل. جالينوس في 7: قوة الطرفاء قوة تقطع وتجلو من غير أن تجفف تجفيفاً بيناً وفيه مع هذا قبض ولما كان فيه هذه القوى وهذه الوجوه صار نافعاً جداً للأطحلة الصلبة إذا طبخ ورقه وأصوله أو قضبانه بالخل أو بالشراب فيسقى من ذلك ويشفي أيضاً وجع الأسنان وأما ثمر الطرفاء ولحاها ففيهما أيضاً قيض ليس بيسير حتى إِن قوتهما في ذلك قريبة من قوة العفص الأخضر إلا أن العفص إنما تتبين فيه عفوصة فقط وأما ثمر الطرفاء فمزاجه مزاج غيره متساو لأنه خالطه شيء مبرد لطيف ليس بيسير وليس ذلك بموجود في العفص وقد يمكن الإنسان أن يستعمله إذا لم يقدر على العفص وكذا أيضاً الأمر في لحاء الطرفاء ورماد الطرفاء أيضاً إذا أحرق تكون قوته قوة تجفف تجفيفاً شديداً والأكثر فيه الجلاء والتقطيع والأقل فيه القبض. ديسقوريدوس: ثمر الطرفاء يستعمل بدل العفص في أدوية العين وأدوية الفم ويكون موافقاً لنفث الدم إذا شرب وللإسهال المزمن وللنساء اللواتي يسيل من أرحامهن الرطوبات زماناً طويلاً ولليرقان ولمن نهشته الرتيلاء، وإذا تضمد به أضمر الأورام البلغمية وفعل قشره مثل فعل الثمر وإذا طبخ ورقه بماء ثم مزج بشراب وشرب أضمر الطحال وإذا تمضمض به نفع من الأسنان وقد يوافق النساء اللواتي يسيل من أرحامهن الرطوبات زماناً طويلاً إذا جلسن في طبيخه وقد يصب طبيخه على الذين يتولد فيهم القمل والصيبان فينفعهم ورماد خشب الطرفاء إذا احتمل قطع سيلان الرطوبة من الرحم وقد يعمل بعض الناس من ساق خشب شجرة الطرفاء مشارب يستعملها المطحولون ويشربون فيها ما يشربون بدل الأقداح ويرون أن الشراب فيها نافع لهم. ماسرحويه: إذا ذر رماد الطرفاء على القروح الرطبة جففها وخاصة القروح التي تكون من حرق النار. الطبري: الطرفاء ينفع من استرخاء اللثة ويدخن به للزكام والجدري فينتفع به نفعاً عجيباً. ابن واقد: أخبرني ثقة أن امرأة ظهر عليها الجذام فسقيت من طبيخ أصول الطرفاء والزبيب مراراً فبرئت وأنه جرب ذلك في امرأة أخرى فعادت إلى صحتها. وأنا أقول ذلك لأن علة هؤلاء كانت لورم الطحال أو لسدة فيه امتنع بسبب أحدهما من جذب الخلط السوداني من الدم وتصفيته عنه، فكان ذلك سبباً لظهور هذا الداء فيهم فلما تحلل الورم وانفتحت السدة باستعمالهم هذا الدوا بما في طبعه من التقطيع والجلاء عادوا إلى الصحة. الخوز الطرفاء: ينفع من الأورام الباردة إذا دخن ولا كثر الأورام. الإسرائيلي: وإذا تدخن بها نفعت من انحدار الطمث في غير وقته. الرازي في الحاوي: أخذ عن تجربة تبخر البواسير بالطرفاء ثلاث مرات، فإنها تجف وتذبل وتندر بعد ذلك مجرب. الشريف: وإذا بخرت العلقة الناشئة في الحلق بورق شجر الطرفاء سقطتها.

طراغيون:

ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت بالجزيرة التي يقال لها أقريطش وله ورق وقضبان وثمر شبيه بورق وقضبان وثمر النبات الذي يقال له لحيبس إلا أنها أصغر مما للحيبس وله صمغة شبيهة بالصمغ العربي. جالينوس في 8: وهذا النبات ورقه وثمره وصمغه قوتها تحلل وهو لطيف القوة حار حرارته كأنها في الدرجة الثالثة في مبدئها ولذلك صار يخرج السلاء ويفتت الحصا ويدر الطمث إذا شرب منه مقدار مثقال واحد وهو نبات ينبت في أقريطش وحدها وهو شبيه بشجر المصطكي. ديسقوريدوس: ورق هذا النبات وثمره وصمغه إذا تضمد بها مع الشراب إجتذبت من جوف اللحم السلاء ما أشبه ذلك وإذا شربت أبرأت تقطير البول وفتت الحصاة المتولدة في المثانة وأدرت الطمث والذي يشرب منه إنما هو مقدار درخمي وقد يقال أن العنور البرية إذا وقع النشاب فيها وارتعت من هذا النبات سقط عنها نشابها، وقد يكون طراغيون آخر وهو نبات له ورق حمر شبيه بورق سقولوقندريون وأصل أبيض دقيق شبيه بالفجلة البرية. جالينوس: وأما النوع الآخر منه وهو أصغر من هذا ورقه شبيه بورق سقولوقندريون فهو ينبت في مواضع كثيرة وفيه من قوة القبض مقدار ليس باليسير، وهو موافق للعلل السيلانية جداً. ديسقوريدوس: إذا أكل نيئاً أو مطبوخاً نفع من قرحة الأمعاء ورائحته قوية وورقه حريف شل رائحة البيش ولذلك سمي طراغيون البيشي.

طراغيون آخر:

ديسقوريدوس في 4: ومن الناس من يسميه سقرينوس ومنهم من سميه طرغاين وهو تمنش صغير على وجه الأرض طوله شبر وأكثر قليلاً ينبت في السواحل البحرية، وليس له ورق على أغصانه شيء كأنه حب العنب صغار أحمر في قدر حبة الحنطة حاد الأطراف كثير العدد قابض وثمر هذا النبات إذا شرب منه نحو من عشر حبات بشراب نفع من الإسهال المزمن وسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم سيلاناً مزمناً، ومن الناس من يدق هذا الحب ويعمل منه أقراصاً ويخزنه ويستعمله في وقت الحاجة.

طراشنة:

الغافقي: هذا النبات نوعان أحدهما يشبه ورقه ورق السلجم البري إلا أنه أرق وهي مشققة جعدة وهي في خضرة ورق الكرنب وعليها شيء كالغبار أبيض ولها ساق يعلو دون القامة في أعلاه شعب صغار في أطرافها زهر أصفر كزهر الطباق أو زهر الهندباء، ولها أصل أبيض كثير الشعب إذا شرب عصير هذا النبات أبرأ من النفخ ويدر الاستسقاء وضعف الكبد والطحال وعصارته يكتحل بها لبياض العين وهي في ذلك قوية الفعل والصنف الآخر شبيه بهذا إلا أن خضرته تميل إلى الصفرة وهو أقصر ساقاً من الأول وأرق وأكثر أغصاناً وشعباً من الأول ونباتهما في الآجام والمواضع الرطبة وهو من نبات الصيف وهذا الصنف يقلع بياض العين أيضاً وقد سمي هذا النبات أيضاً بالجعفرية وعشبة العجول لأنها تبرئ بياض أعينها.

طرخون:

بقلة معروفة عند أهل الشام وهي قليلة الوجود بمصر وزعم مسيح وحده أنه بقلة العاقر قرحا وليس كما زعم ومن الناس أيضاً من زعم أن الطرخون لا بزر له وليس الأمر كذلك أيضاً. أبو حنيفة: ورقه طوال دقاق. علي بن محمد: هو نبات طويل الورق دقيق السوق يعلو على الأرض نحواً من شبر إلى ذراع ويشبه النباتات الرخصة في أول طلوعه قبل أن يصلب عوده ويغلظ ساقه وهو من بقول المائدة يقدم عليها منه أطرافه الرخصة مع النعنع وغيره من البقول فينهض الشهوة ويطيب النكهة وإذا شرب الماء عليه طيبه وطاب به. الفلاحة: الطرخون صنفان بابلي طويل الورق ورقه مدور وهو من بقول الصيف وطعمه مر حريف لذاع. مجهول: الطرخون له ورق أحمر كورق الجماجم وهو على ساق لونه أحمر يعلو نحو الشبر وأكثر وفي طعمه حرافة يسيرة وله زهر دقيق بين أضعاف الورق. ابن ماسويه: حار يابس في وسط الدرجة الثالثة بطيء في المعدة عسر الإنهضام. مسيح: يجفف الرطوبات وينشف البلة بإبطائه. الطبري: جيد الكيموس وفيه ثقل. الرازي: غليظ نافخ وقال في دفع مضار الأغذية: إنه جيد للقلاع في الفم إذا مضغ وأمسك في الفم زماناً طويلاً وينبغي أن لا يكثر منه المبرودون وهو يطفئ حدة الدم ويقطع شهوة الباه. إسحاق بن عمران: فيه دهنية كثيرة بها صار لدناً عسر الإنهضام بطيء الإنحدار ولذلك صار واجباً أن يختار منه ما كان طرياً غضاً ليناً قريباً من ابتداء النبات لأن ذلك أقل لدهنيته ولدونته ويؤكل مع الكرفس لأنه يمنع ضرره ويجيد انحداره وانهضامه. التميمي: الطرخون مخدر للهوات واللسان بما في طبعه من الحرافة الكافورية اللطيفة، وفي طعمه شيء من طعم العاقر قرحا وقد ينفع مضغه من يكره شرب الأدوية المطبوخة فلا يلبث في معدته فإذا مضغ الطرخون خدر لهوانه ولسانه وأضعف ما فيهما من حدة الحس بما فيه من قوة التخدير فهان عليهم وسهل شرب الدواء ولم يحدث بهم بعد شربه غثيان وقد يدخل ماؤه مع ماء الرازيانج الأخضر في شراب الهندي المسمى شراب الكدر النافع من فساد الهواء المانع لكون الجدري والحصبة، وهو من أنفس أشربة ملوك الهند وملوك خراسان وخاصة ماء الطرخون إن يفعل ذلك الفعل وأن يمنع حدوث علل الوباء.

طراثيث:

أبو حنيفة: الطرثوث ينضض الأرض تنضيضاً فأعلاه هي بكعته وهي منه قيس أصبع وعليه نقط حمر وهي مرة وربما طال الطرثوث وربما قصر وهو نفسه كأير الحمار وبكعته أشبه شيء ببرعمة النبات الذي يسمى بستان أبروز وينبت تحت أصول الحمص وهو ضربان فمنه حلو يؤكل وهو الأحمر ومنه مر وهو الأبيض يتخذ للأدوية وبكعته يصبغ بها. الخليل بن أحمد: الطرثوث نبات كالفطر مستطيل دقيق يضرب إلى الحمرة منه مر ومنه حلو يجعل في الأدوية وهو دباغ للمعدة. البصري: الطراثيث تجلب من البادية وفي مذاقه عفوصة وهو بارد قباض عاقل للطبيعة وإذا شرب بمخيض البقر وبلبن الماعز حليباً ومطبوخاً أصلح استرخاء المعدة. بديغورس: خاصة الطراثيث حبس الدم وعقل البطن وبدله نصف وزنه قشر البيض محرقاً وثلثا وزنه قرط وسدس وزنه قرط وسدس وزنه عفص وعشر وزنه صمغ. لي: هذا الطراثيث هو المعروف رب رياح. الرازي: هو بارد يابس في الثالثة يقطع نزف الدم من المنخرين والأرحام والمقعدة وسائر الجسد.

طريفلن:

معناه باليونانية ذو الثلاثة أوراق وهذا الإسم إسم مشترك يقال على الحندقوقي وقد ذكرتها في حرف الحاء المهملة وعلى أحد نوعي النبات الذي يسمى خصاء الثعلب وقد ذكرته فيما قبل ويقال أيضاً على هذا الدواء الذي زيد ذكره ههنا وهو الأخص به ويسمى بالعربية حومانة. ديسقوريدوس في الثالثة: طريفلن ومن الناس من يسميه متواسس ومنهم من يسميه أسفلطس وهو تمنش طوله ذراع أو أكثر وله قضبان دقاق سود شبيه بالأذخر فيها شعب في كل شعبة ثلاث ورقات شبيه بورق الشجرة التي تدعى لوطوس في ابتداء نبات الورق تشبه رائحته رائحة القفر، وله زهر فرفيري اللون ونوره إلى العرض ما هو عليه شيء من زغب وفي أحد طرفيه شيء كأنه خلط وله أصل دقيق مستطيل صلب. جالينوس في 8: هذا النبات يسميه اليونانيون بأسماء كثيرة منها ثلاثة اشتقت واستخرجت من الأعراض اللازمة له ومنها إثنان آخران لا أدري من أين استخرجا ومن أين سميا، فأما قوته فحارة يابسة على مثال قوة قفر اليهود لأن رائحته شبيهة برائحة ذلك القفر وهما في القوتين جميعاً من الدرجة الثالثة ولذلك صار إذا شرب شفى وجع الأضلاع الحادث عن السدد ويدر البول ويحدد الطمث. ديسقوريدوس: وبزره وورقه إذا شربا بالماء نفعا من الشوصة وعسر البول والصرع وابتداء الإستسقاء ووجع الأرحام وقد يدر الطمث وينبغي أن يسقى من البزر ثلاثة درخميات ومن الورق أربعة وورقه إذا شرب بالسكنجبين نفع من نهش الهوام وزعم قوم أن طبيخ هذا النبات، إذا أخذنا بأصله وورقه وصب على موضع نهش الهوام سكن الوجع إلا أنه إن كانت ممن يصب عليه قرحة فأصابها عرض له فيها شبيه بما كان به من نهش الهوام ومن الناس من يسقى من ورقه في الحمى المثلثة ثلاث ورقات ومن بزره ثلاث حبات بشراب وفي الحمى الربع أربع ورقات أربع حبات لتذهب الحمى وقد يقع أصل هذا النبات في أخلاط الأدوية المعجونة.

طرنة:

الشريف: يسمى بساط الغولب بالعربية وهو نبات من العشب مشهور ببلاد الأندلس، عند عامتها وهو نبات يحمي في الأرض الخرشاء تمتد قضبانه على الأرض وورقه دقيق جداً لاصق به وله مع أصل الورق بزر أبيض دقيق جداً وله ثمر كأنه نفاخات الماء كثيرة متصلة بعضها ببعض وقوة هذا الدواء حار يابس وخاصته إذا جفف وسحق وشرب بماء الطرفاء ينفع من البواسير وكذا إذا سحق وعجن بعسل منزوع الرغوة ولعق منه كل يوم على الريق مقدار ثلاثة دراهم نفع من البواسير مجرب.

طرستوج:

الغافقي: يقال سرستوج وهو حوت بحري يسمى باليونانية طريقلا وبعجيمة الأندلس المل. ديسقوريدوس في الثانية: هو صنف من السمك البحري إذا أدمن أكله أورث العين غشاوة وإذا شق ووضع على نهشة تنين البحر وعقربه وعنكبوته أبرأ منه.

طرغلوذيس:

الرازي في كتاب الكافي: أنه عصفور صغير أصغر من جميع العصافير أكثر ما يظهر في الشتاء لونه متوسط بين لون الرماد والصفرة وفي جناحيه ريش ذهبي ومنقاره دقيق وفي ذنبه نقط بيض له حركات متواترة وهو دائم الصفير قليل الطيران له خاصية عجيبة في تفتيت الحصاة المتكونة في المثانة ومنع ما لم يتكون. الرازي، في الحاوي: إنه يسمى بالإفرنجية صفراغون. ديسقوريدوس في الثانية: هو نوع من الطير يسمى بالإفرنجية صفراغون إذا شرب من جوفه قليل فتت الحصاة.

طريحومانس: هو شعر الغول وقد ذكرته في حرف الشين.

طراغوثوغن:

هذا النبات ذكره الرازي وسماه قوسي. ديسقوريدوس في الثانية: ومن الناس من يسميه قومسي وهو قصب قصير له ورق شبيه بورق النبات الذي يحمل الزعفران وأصل طويل وللقضيب رأس كبير في طرفه ثمر أسود وهذا النبات يؤكل أيضاً. الغافقي: قال الرازي قومسي حشيشة تنبت بين الحنطة وغيرها ويسمى المثلث، وقال صاحب الفلاحة هو قضيب ينبت قصير وربما طلع عليه ورق طوال دقاق كأنها من الحشيش شديدة الخضرة وربما كان بغير ورق وله عرق طويل غليظ أغبر عليه قشر غليظ ويحمل في رأسه شبيهاً بجوز القطن فيه بزر وهو مأكول مستلذ طيب وأصله حلو صالح الحلاوة يؤكل الأصل مع القضيب وهو نافع من كثرة دموع العين مطيب للنكهة.

طريقوليون:

زعم بعضهم أنه التربد وليس هو. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت في السواحل في الأماكن منها التي إذا فاض البحر غطاها وليس هو في جوف الماء ولا بناء عنه حتى إذا فاض لم يصل إليه وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له أساطس وهو النيل إلا أنه أغلظ منه وله ساق طوله نحو من شبر مشقق الأعلى وقد يقال أن زهر هذا النبات يتغير لونه ثلاث مرات بالنهار فبالغداة يكون أبيض ونصف النهار يكون مائلاً إلى لون الفرفير وبالعشي يكون أحمر قانتاً وله أصل أبيض طيب الرائحة إذا ذيق أسخن اللسان وإذا شرب منه مقدار درخمين بشراب أسهل من البطن الماء وأدر البول وقد يتخذ ليستعمل في دفع ضرر السموم مثل سائر البادزهرات وأما الفاضل جالينوس فلم يذكره في مفرداته البتة.

طريفون: وهو الشفنين باليونانية وهو التمام وقد ذكرت الشفنين البري والبحري في الشين المعجمة.

طرخشقوق: وطرشقوق وهو الهندبا البري وسنذكره في الهاء.

طريخ:

محمد بن عبدون: هو صنف من السمك على قدر شبر يصاد ويجلب إلى بغداد من بلد أرجيش بناحية أذربيجان. المنهاج: أجوده غير العتيق وهو حار يابس يطلق الطبع واليسير منه يلطف السوداء في حميات الربع وهو يضر بالطحال، ويصلحه الدهن الكثير.

طرنشول:

إسم ببلاد الأندلس للدواء المسمى بالسريانية صامريوما وقد ذكر في الصاد المهملة والطرنشول إسم لطيني أوله طاء مهملة مضمومة ثم راء مهملة مضمومة ساكنة بعدها نون مضمومة ثم شين معجمة مضمومة أيضاً ثم واو ساكنة بعدها لام.

طلق:

محمد بن عبدون: حجر براق يتحلل إذا دق إلى طاقات صغار دقاق ويعمل منه مضاوىء للحمامات فيقوم مقام الزجاج ويسمى الفتخ والحسميا بالسريانية، وكوكب الأرض وعرق العروس. وقال الرازي في كتاب المدخل التعليمي الطلق: أنواع بحري ويمان وجبلي وهو يتصفح إذا دق صفائح بيض دقاق لها بصيص وبريق قال في كتاب علل المعادن: الطلق جنسان جنس يكون متصفحاً يتكون من حجارة الجص ويكون في جزيرة قبرص. ديسقوريدوس: الطلق هو حجر يكون بقبرص شبيه بالشب اليماني يتشظى وتتفسخ شظاياه فسخاً ويلقى ذلك الفسخ في النار ويلتهب ويخرج وهو متقد إلا أنه لا يحترق. الغافقي: هذا الجنس هو الجبسين وهو الطلق الأندلسي وقال علي بن محمد: الطلق ثلاثة أصناف يمان وهندي وأندلسي فاليمان أرفعها والأندلسي أوضعها والهندي متوسط بينهما فأما اليمان فهو صفائح دقاق أدق ما يكون مثل صفائح الفضة غير أن لونها لون الصدق والهندي مثل اليمان في شكله إلا أنه دونه في فعله والأندلسي يتصفح أيضاً غير أنه غليظ متجبس ويعرف بعرق العروس، وقال أرسطوطاليس وخاصيته أنه لو دقه الداق بالحديد والمطارق والهاون وكل شيء تدق به الأجسام لم تعمل فيه شيئاً وإن أمر عليه حجر الماس كسره من موضعه ثم تصيبه صحيحاً على ما وصفنا وليس يحتال له في حيلة لسحقه إلا بأن يجعل معه أحجار صغار ويجمع في مسح شعر أو ثوب خشن جداً ويحرك مع تلك الأحجار دائماً حتى يتحتت جسمه وتأكله شيئاً فشيئاً. قال علي بن محمد: حله يهون بأن يجعل في خرقة مع حصيات ويدخل في الماء الفاتر ثم يحرك برفق حتى ينحل ويخرج من الخرقة في الماء ثم يصفى عنه الماء ويترك في الشمس حتى يجف فيبقى في أسفل الإناء كالدقيق المطحون. قال الرازي: ويطلى بالطلق المواضع التي تدنى من الناركي لا تعمل النار فيها. ابن سينا: قال بعضهم في سقيه خطر لما فيه من تشبثه بشظايا المعدة وخملها وبالحلق والمريء وهو بارد في الأولى يابس في الثانية قابض حابس للدم وينفع من أورام الثديين والمذاكير وخلف الأذنين وسائر اللحم الرخو ابتداء ويحبس نفث الدم من الصدر بماء لسان الحمل ويحبس الدم من الرحم والمقعدة سقياً للمغسول منه بماء لسان الحمل وطلاء وينفع من دوسنطاريا. الغافقي: جيد للقروح التي تهيج بأطراف المجذومين ينقيها ويجبرها.

طلع:

ابن سحون: قال الخليل بن أحمد: الطلع يخرج من النخل كأنه نعلان مطبقان والحمل بينهما منضود والطرف محدد. أبو حنيفة: طلع النخل هو ما يبدو من ثمرته في أول ظهورها وقشره يسمى الكفرى وما هو داخل جوفه الوليع والأغريض وبه شبه الثغر الأبيض. وقال مرة أخرى: تلقيح النخل هو أن يجعل في الجوف في طلعة الأنثى منكوساً رأس الجوف إلى أصل الطلعة لينتثر دقيقه في جوفها ويتوخى أن يجعل في وسط الطلعة ولشماريخ الفحال دقيق راكبه إذا نفض انتفض، وقال العتبي: النخلة تكون تحت الفحل وتجد ريحه فتلقح بتلك الرائحة وتكتفي بذلك. وقال الياقوتي: دقيق طلع النخل الذكر وهو مثل دقيق الحنطة يلقح به النخل وهذا الدقيق ينفع من الباه ويزيد في المباضعة. ديسقوريدوس في ا: وقوة الثمر الذي في جوف الكفرى مثل قوة الكفرى في جميع الأشياء ما خلا المنفعة في الأدهان. جالينوس في 8: فأما الذي يخرجه النخل عندما يعقد وهو الطلع فقوته تلك القوة بعينها التي قلنا موجودة في الجمار. الرازي في كتاب أغذيته: الكفرى مركب من جوهر أرضي بارد ومن جوهر مائي مائل عن الاعتدال إلى البرد شيئاً يسيراً وما كان منه حلواً نعماً فالجوهر المائي الذي وصفنا فيه أغلب ولذلك هو أسرع انهضاماً وأصلح جداً بعد الإنهضام لما يتولد من الغذاء وما كان منه قابضاً صلباً فالجوهر الأرضي البارد أغلب عليه ولذلك هو أعسر إنهضاماً وما يتولد منه غليظ. ابن ماسويه: أما الطلع فاليبس عليه أغلب منه على الجمار ويبسه في وسط الدرجة الثانية وبرده كبرد الجمار وهو بطيء في المعدة عاقل للطبيعة يورث من أكثر منه وجعاً في المعدة وهذا الفعل له خاصية في توليد النفخ والقولنج ولذلك ينبغي أن يؤكل مسلوقاً ويؤكل بالخردل والمري والفلفل والزيت والكراويا والسذاب والكرفس والنعنع والصعتر فإن أراد مريد أكله نيئاً مع الأطعمة الدسمة كالدجاج السمين وشحومها والحدا وشرب بعده النبيذ العتيق. الرازي: الطلع يقوي المعدة ويجففها ويسكن ثائرة الدم. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الطلع والجمار ينفعان المحرورين ويسكنان ثائرة الدم ويدفع ما تولده هذه في المعدة من النفخ وبطء النزول بالزنجبيل المربى بالبندايقون وجميع الجوارشنات الحارة.

طلح:

قال الخليل بن أحمد: هو في القرآن الموز وسنذكره في الميم. قال أبو حنيفة: هو أيضاً أعظم العضاه وأكبر ورقاً وأشد خضرة وليس له شوك ضخم طويل وشوكه من أقل الشوك أذى وله زهرة بيضاء طيبة الرائحة وغلفه كقرون الباقلا كبار تأكله الغنم والإبل وصمغه أحمر عظيم كثير وله خشب صلب ولا ينبت إلا بأرض غليظة شديدة خصبة ولا ينبت بالجبال ولا بالرمال، وقال وهي التي تسميه العامة أم غيلان.

طليسا:

هو صنف من الصدف صغار يسميه أهل الشأم طلينس وأهل مصر دلينس يتأدم به مملوحاً بالخبز وقد ذكرته مع الصدف في الصاد.

طمطم: هو السماق من الحاوي.

طمر: هو الخروع من الحاوي وقد ذكرناه في الخاء المعجمة.

طهف:

الغافقي: قيل هو الذرة وقيل هو طعام يتخذ من الذرة. وقال أبو حنيفة: الطهف عشب صغار من المرعى له شوك وورق مثل ورق الدخن وله حبة رقيقة جداً طويلة ضاوية حمراء إذا اجتمعت في مكان واحد ظهرت حمرتها وإذا تفرقت خفيت تؤكل في الجهد. قال الفراء: هو شيء يختبر من الذرة.

طوفريوس:

هو نوع من الكمادريوس النعنعي يسميه أهل شرق الأندلس الشويعة وهو باللطينية يربه اسلي ومعناه عشبة الطحال بها يمحق الطحال شرباً وقد جمعت هذا النبات ببلاد إيطاليا بتخوم أرض قلعة فلحصارشلي. ديسقوريدوس في 3: هو عشبة قضبانها كأنها عصاً في شكلها تشبه النبات الذي يقال له خامادريوس وهي دقيقة الورق وورقها شبيه بورق الحمص وقد ينبت كثيراً بالبلاد التي يقال لها قليقيا فيما يلي منها المكان الذي يقال لها حيطاس والمكان الذي يقال له فيبس. جالينوس في 8: قوة هذا الدواء قوة قطاعة لطيفة ولذلك صار يشفي حساؤه الطحال وإذا كان ذلك كذلك فليضعه الإنسان في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المجففة وفي الدرجة الثانية من درجات الأشياء المسخنة. ديسقوريدوس: وله قوة إذا شرب طرياً مع خل ممزوج بماء وإذا كان يابساً وطبخ وشرب طبيخه أن يحلل ورم الطحال تحليلاً شديداً وقد تضمد به المطحولون مع تين وخل ويتضمد به المنهوشون من الهوام بخل فقط. 

طواره:

هي حشيشة تنبت مع الأنتلة قتالة وزعموا أنها صنف من البيش وأن الأنتلة هي الجذوار وقد ذكرت الأنتلة في الألف والجذوار في الجيم.

طوط: هو القطن المعروف وأيضاً قطن البردي عند عامة الأندلس يسمى هكذا.

طوبه:

هو إسم عجمي لنوع من الشوك. البكري: شطاح يفشو في منابته ويكبر ورقه في طول الذراع شاك الحروف مقطعها أغبر أزغب يقوم في وسطه أنبوبة جوفاء في أعلاها خرشفة غير أن في رأسها هدباً نواره أحمر وهي مرة المذاقة وهي الأشتر عند العرب ويتخذ من أنابيبها منافخ النار.

طوله:

يقال بضم الطاء المهملة وإسكان الواو وضم اللام وتسكين الهاء وقيل أنه هو الغيطل وهو الذي يسمى باليونانية سفندرليون كذا قال بعض المفسرين وقد ذكرته في السين المهملة.

طلاء:

ابن سمحون: قال الخليل بن أحمد: الطلاء ضرب من القطران شبيه به خاثر المنصف وقال أحمد بن داود: وبعض العرب يسمي رب العنب الطلاء تشبيهاً بطلاء الإبل، وقال البصري: هو المنخنخ المعروف بالمثلث، وقال جالينوس في كتاب حيلة البرء: والمطبوخ هو الشراب الحلو الذي يسميه أكثر الناس طلاء وعقيد العنب وقال في كتاب الميامن: والشراب الذي يسميه اليونانيون عندنا مطبوخاً هو الذي يسميه بعض اليونانيين عقيداً.

طيلاقيون:

ديسقوريدوس في آخر الرابعة: ومن الناس من يسميه أيدرختي أعريا ومنهم من يسميه أيرون وورق هذا النبات وساقه يشبه ورق البقلة الحمقاء وساقها وينبت عند كل ورقة قضيبان يتشعب منهما 7 شعب صغار مملوءة من ورق ثخان يظهر منها إذا فركت رطوبة لزجة وله زهر أبيض وينبت بين الكروم والحروث. جالينوس في 8: قوة هذا النبات تجفف وتجلو ولكنها ليست تسخن إسخاناً بيناً بل الأولى أن يضعه الإنسان من الإسخان في الدرجة الأولى، وأما تجفيفه ففي الثانية ممتدة أو في مبدأ الثالثة ولذلك صار موافقا للجراحات المتعفنة ويشفي البرص والبهق إذا عولج بالخل. ديسقوريدوس: وورقه إذا تضمد به وترك ضماده 6 ساعات على البرص كان علاجاً له موافقاً وينبغي أن يستعمل دقيق الشعير بعد أن يضمد به وإذا دق وخلط بالخل وتلطخ به في الشمس قلع البهق وينبغي أن يترك إلى أن يجف ثم يمسح عن البدن.

طيهوج:

طائر يعرفه عامتنا بالأندلس بالضريس وضاده مضمومة معجمة وراؤه مهملة مفتوحة مشددة والياء ساكنة منقوطة باثنتين من تحتها والسين مهملة. علي بن محمد: هو طائر شبيه بالحجل الصغير غير أن عنقه أحمر ومنقاره ورجله أحمران مثل الحجل وما تحت جناحه أسود وأبيض. الخوز: هو خفيف مثل الدراج ينفع من إسهال البطن إذا جعل مصوصاً بخل. المنهاج: أجوده السمين الرطب الخريفي وهو معتدل الحر يعقل البطن وينفع الناقهين ولا يصلح لمن يعالج الأثقال ولا ينبغي أن يدمن عليه الأصحاء خصوصاً أصحاب الرياضة وينبغي أن يطبخ لهؤلاء هريسة ليغلظ غذاوه.

طبقي:

هو في الحاوي الدادي. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات له ورق شبيه بورق السعد وله ساق أملس وعلى طرف الساق زهر أبي متكاثف شبيه بالشعر في شكله يسميه بعض الناس أشلى إذا خلط بشحم خنزير مغسول عتيق أبرأ حرق النار وينبت في آجام ومياه قائمة.

طيب العرب: هو الأذخر.

طيطان: هو كراث البر ومنابته الرمل عن أبي حنيفة وسنذكر الكراث بجميع أنواعه في الكاف.

طين مختوم:

جالينوس في 9: الطين المجلوب من لميون هو الذي يسميه قوم مفرة لمنية ويسميه آخرون خواتيم لمنية بسبب الطابع الذي تطبعه في ذلك الموضع المرأة الموكلة بالهيكل الذي هناك المنسوب إلى أرطامس فإن تلك المرأة القيمة بهيكل أرطامس تأخذ هذه الأرض بضرب من الإجلال والإكرام على ما قد جرت به عادة أهل تلك البلاد وليست تذبح لها ذبائح لكن تقرب لها قرابين توصلها إلى ذلك الموضع بسبب ما تأخذه منه من تلك الأرض ثم تأتي بما تأخذه من ذلك التراب إلى المدينة فتبله بالماء وتعمله طيناً رقيقاً ولا تزال تضربه ضرباً شديداً ثم تدعه بعد ذلك حتى يسكن ويرسب فإذا رسب صبت أولاً ما يكون فوقه من الماء الذي يقوم عليه وأخذت ما هو منه سمين لزج وتركت ما هو حجري رملي مما قد رسب أسفل الطين وحده وهو الذي لا ينتفع به ثم إنها تجفف ذلك الطين الدسم حتى يصير في حد الشمع اللين ثم تأخذ منه قطعاً صغاراً فتختمها بالخاتم المنقوش عليه صورة أرطاميس وتجفف تلك الخواتيم في الظل حتى يذهب عنها الندى وتجفف جفوفاً خفيفاً فيصير من هذه الخواتيم دواء يعرفه جميع الأطباء يسمونه الخواتم اللمنية وهي خواتيم البحيرة والطين المختوم، وإنما سمي هذا الطين بهذا الإسم لمكان الطابع الذي يطبع به وقوم يسمونه لمكان لونه مغرة لمنية فلون هذا الطين شبيه بلون المغرة وإنما الفرق بينه وبين المغرة إنه لا يلطخ من يد من يقلبه ويمسه كما تفعل المغرة وذاك أن ذلك التل الذي في لميون أحمر اللون كله وليس فيه شجرة ولا نبات ولا حجارة بل إنما فيه هذه التربة وحدها وفي هذه التربة الموجودة هناك ثلاثة أصناف أحدها هذا الصنف الذي ذكرنا وقلنا إنه للمتولي لأمر هيكل أرطاميس لا يقربه أحد سوى تلك المرأة، والصنف الثاني مغرة وهي التي يستعملها النجارون خاصة في ضرب الخيوط على الخشب، والصنف الثالث تراب أرض ذلك التل هو تراب يجلو ويستعمله كثير ممن يغسل الكتان والثياب فلما قرأت كتاب ديسقوريدوس وكتب غيره إنه يخلط في ذلك الطين المنسوب إلى لميون دم التيوس وإن تلك المرأة التي هي موكلة بالهيكل هناك تأخذ من ذلك التراب المعجون بهذا الدم فتجمعه وتختمه وتجعله هذه الخواتيم المعروفة بالطين المختوم تاقت نفسي إلى مباشرة هذا الخلط وتعرف مقدار ما يخلط مع التراب من الدم والوقوف عليه بنفسي. ولما داعتني نفسي إلى المضي إلى جزيرة قبرص بسبب المحتفرات التي هناك وإلى الغور بفلسطين بسبب قفر اليهود وغيره مما هناك من الأشياء الكثيرة التي تسحق المباشرة لها والنظر إليها كذلك لم أكسل عن المسير إلى لميون وذلك إني لما خرجت من إنطاكيا وسرت إلى ماقدونيا وجزت هذا البلد كله وصلت إلى المدينة المعروفة بفللنيس وهي مجاورة براقي ثم انحدرت منِ ههنا أيضاً إلى البحر القريب من هذا البلد وبعد هذا البحر عن هذا الموضع نحو 125 ميلاً، ثم انحدرت من هناك وجلست في مركب وسرت أولاً إلى باسوس فسرت نحواً من 255 ميلاً، ثم سرت من هذا الموضع أيضاً إلى الجزيرة التي يقال لها لميون نحواً من 755 ميلاً أخرى، وسرت من هذه الجزيرة إلى الإسكندرية التي في طرفا 755 ميلاً أخرى ولم أذكر هذا المسير وهذه الأميال ههنا جزافاً بل إنما وصفت ذلك كيما أن أراد أحد أن ينظر إلى المدينة المسماة أنفسطياس كما قد نظرت أنا علم من قولي هذا أين موضع تلك المدينة وأستعد للسفر إليها استعداداً جيداً يبلغه إليها فجميع هذه الجزيرة المسماة لميون فيها من شرقيها المدينة المسماة أنفسطياس ومن غربيها المدينة المسماة مودنية، وفي الوقت الذي سرت أنا إلى هذه الجزيرة جاءت تلك المرأة القيمة بأمر هيكل أرطاميس إلى هذا التل فألقت هناك عدداً معلوماً من الحنطة والشعير وفعلت أشياء أخر على عادة أهل ذلك البلد في دينهم، ثم حملت من تلك التربة وقر عجلة كما هي وسارت بها إلى المدينة كما وصفت قبل وعجنت ذلك الطين وعملت منه طيناً مختوماً وهذا هو الطين المختوم المعروف في كل موضع، فلما نظرت إلى ذلك رأيت أن أسأل هل كان فيما مضى من الدهور يخلط في هذا الطين دم التيوس والمعز فبلغهم ذلك عن قوم رووه عن غيرهم بالتقليد منهم فضحك مني جميع من سمع مسألتي هذه وكانوا قوماً ليسوا بالسواذج من الرجال بل قوم قد تأدبوا بجمل الحديث عن أحبار بلدهم المتقادمة. وفي رواية قصصهم وبأشياء أخر كثيرة وأخذت أيضاً من واحد من علمائهم كتاباً وضعه رجل كان في بلدهم على قديم الدهر يذكر فيه وجوه استعمال هذا الطين المأخوذ من لميون ومنافعه كلها فدعاني ذلك إلى الجد في تجربة هذا الدواء وترك التكاسل عنه فأخذت منه نحو عشرين ألف خاتم وكان ذلك الرجل الذي دفع إلي الكتاب يعد رئيساً بتلك المدينة أنفسطياس وكان يستعمل هذا الدواء في وجوه شتى وذاك أنه كان يداوي به الجراحات الطرية بدمها والقروح العتيقة العسرة الإندمال وكان يستعمله أيضاً في مداواة نهش الأفاعي وغيرها من الهوام، وكان يتقدم فيسقي منه من يخاف عليه أن يسقى شيئاً من الأدوية القتالة ويسقى منه من قد شرب منها شيئاً أيضاً بعد شربه السم فكان يزعم أن هذا الدواء المتخذ بحب العرعر وهو الذي يقع فيه من هذا الطين المختوم مقدار ليس باليسير، وكان هذا الرجل قد امتحنه فوجده يهيج القيء إذا شربه الإنسان والسم الذي تناوله في معدته بعد، ثم جربت أنا أيضاً ذلك فيمن شرب أرنباً بحرياً ومن شرب الذراريح بالحدس مني عليهم أنهم قد شربوا هذين السمين فتقيؤوا من ساعتهم السم كله بعد شربهم الطين المختوم ولم يعرض لهم شيء من الأعراض اللاحقة بمن تناول أرنباً بحرياً أو ذراريح ولما تقيؤوا تبين في القيء ما كان سقوه من الأدوية القتالة وليس عندي أنا علم من هذا الدواء المتخذ بحب العرعر في الطين المختوم وهل معه هذه القوة بعينها في الأدوية الأخر القتالة، فأما ذلك الرجل الذي دفع إلي الكتاب فكان يضمن عن هذا الطين المختوم ذلك ويزعم أيضاً أنه يسقي به من قد عضه كلب كلب بأن يسقى منه بشراب ممزوج وكان يزعم أنه يطلى على القرحة الحادثة عن العضة من هذا الطين بخل ثقيف، وكذا زعم أن هذا الطين إذا ديف بخل شفى نهش جميع الهوام بعد أن يوضع من فوقه إذا طلي بعض ورق العقاقير التي قد علمنا من أمرها أنها في قوتها مضادة العفونة وخاصة ورق الدواء المسمى سقرديون وبعده ورق القنطوريون الدقيق وبعده ورق القراسيون، وأما الجراحات الخبيثة المتعفنة فإنا لما استعملنا هذا الطين المختوم في أدويتها نفعها منفعة عظيمة واستعماله يكون في هذا الموضع بحسب عظم رداءة الجراحة وخبثها وذلك لأن الجراحة المنتنة جداً المترهلة الوسخة يحتمل أن يطلى عليها الطين المختوم مذاباً بخل ثقيف ثخنه مثل ثخن الطين المبلول على مثال ما تذاب الأقرصة التي يستعمل كل واحد من الأطباء في هذا الموضع قرصه منها غير التي يستعمل الآخر وهي أقرصة بولوايداس وأقرصة فاسبون وأقرصة أيدرون وغيرها فإن جميع هذه الأقرصة لما كانت تجفف تجفيفاً شديداً صارت تنفع الجراحات الخبيثة بعد أن تداف مرة بشراب حلو ومرة بعقيد العنب ومرة بشراب معسل ومرة بشراب أبيض أو بشراب أحمر على حسب ما تدعو إليه الحاجة، وعلى هذا المثال قد تداف أيضاً هذه الأقرصة في بعض الأوقات بالخل وبالشراب وبالماء وبالسكنجبين والخل الممزوج بماء العسل وهذا الطين المجلوب أيضاً من لميون المعروف بالخواتيم وبالطين المختوم الحال فيه كهذه الأقرصة لأنه قد يداف بكل واحد من هذه الأنواع فيكون منه دواء نافع في لزاق الجراحات الطرية وفي شفاء الجراحات المتقادمة والخبيثة أو العسرة الإندمال. ديسقوريدوس في الخامسة: هذه التربة تستخرج من معادن ذاهبة في الأرض شبيهة بالسرب ويخلط بدم عنز والناس الذين هناك يطبعونها بخاتم فيه مثال عنز يسمونها شقراحنس ومعناه علامة الخاتم أن يؤثر الخاتم في الشيء المختوم، والطين المختوم إذا شرب فقوته بها يضاد الأدوية القتالة مضادة قوية، وإذا تقدم في شربه وشرب بعده الدواء القتال أخرجه بالقيء ويوافق لذع ذوات السموم القتالة من الحيوان ونهشها وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المركبة. ماسرحويِه: إذا سحق وخلط بالخل ودهن الورد والماء البارد وطلي على الورم الحار نفعه وأبرأه ويقطع الدم من حيث خرج. ابن سينا في الأدوية القلبية: الطين المختوم معتدل المزاج في الحر والبرد مشاكل جداً للإنسان إلا أن يبسه أكثر من رطوبته وفيه رطوبة شديدة الإمتزاج باليبوسة فلذلك فيه لزوجة وتغرية ولأن اليبوسة فيه أكثر ففيه مع ذلك تشف وله خاصة عجيبة في تقوية القلب وتقريحه ويخرج إلى حد التقريح والترياقية المطلقة حتى يقاوم السموم كلها، وإذا شرب على السم أو قبله حمل الطبيعة على قذفه ويشبه أن تكون خاصيته تنوير القلب  وتقريحه وتعديله ويعينهما ما فيه من اللزوجة والقبض ويزيد الروح مع ذلك متانة فتجتمع إلى التقريح التقوية. مسيح: وينفع شرب سحيقه وشرب نقيعه من الوباء في زمن الوباء. الخوز: أجوده الذي ريحه ريح الشب وإذا ذر على فم الجرح السائل منه الدم قطعه. بولس: إذا حقن به الدوسنطاريا المتآكل بعد أن يغسل المعي قبل ذلك بماء العسل ثم بماء مالح أبرأه.

طين الأرض:

هو الأبليز. جالينوس: وطين الأرض السمينة الدسمة فإني رأيت أهل الإسكندرية وأهل مصر يستعملونها فبعضهم يستعملها بإرادته وهواه وبعضهم بمنام يراه ولقد رأيت بالإسكندرية مطحولين ومستسقين كثيراً يستعملون طين أرض مصر وخلق كثير يطلون من هذا الطين على سوقهم وأفخاذهم وسواعدهم وأعضائهم وظهورهم ورؤوسهم وأضلاعهم فينتفعون به منفعة بينة عظيمة وعلى هذا النوع قد ينفع هذا الطلاء للأورام العتيقة والأورام المترهلة الرخوة، وإني لأعرف قوماً قد ترهلت أبدانهم كلها من كثرة استفراغ الدم من أسفل وانتفعوا بهذا الطلاء نفعاً بيناً، وقوم آخرون شفوا بهذا الطين أيضاً أوجاعاً مزمنة وكانت متمكنة في بعض الأعضاء تمكناً شديداً فبرئت وذهبت. ديسقوريدوس في الخامسة: كل أصناف الطين الذي يستعمل في أعمال الطب لها قوة تقبض وتنفع في التبريد والتغرية وتختلف بأن لكل واحد منها خاصية في المنفعة من شيء دون شيء آخر وينفع منه غيره من جنسه بلون من الإستعمال ومن هذا صنف آخر يقال له أراطرياس ومعناه طين الأرض المحروثة وهذا الصنف منه شيء أبيض شديد البياض له خطوط ومنه شيء لونه لون الرماد وأجود ما كان لونه شبيهاً بالماد وكان ليناً جداً وإذا حك على شيء من النحاس خرج لون محكه شبيهاً بلون الزنجار وقد يغسل مثل ما يغسل أسفيذاج الرصاص وهو على هذه الصفة يؤخذ منه أي مقدار كان فيدق ويسحق ويصب عليه ماء ثم يترك حتى يصفو ثم يصب عنه الماء ويؤخذ الطين ويجفف في الشمس ويؤخذ ويصب عليه الماء في السحق ويفعل به ذلك النهار كله، فإذا كان بالعشي ترك حتى يصفو الماء فإذا كان في السحر صفي الماء عنه وسحق الطين في الشمس وعمل منه أقراص إن أمكن ذلك فإن احتيج إلى أن يشوى فليؤخذ منه قطع أمثال الحمص ويصير في إناء من فخار مثقب بثقب كبيرة ويسد فمه ويستوثق منه ويصير في جمر ويروح عليه دائماً فإذا صار لون الطين شبيهاً بلون الرماد الأسود رفع عن النار. جالينوس: فأما الطين المسمى أراطرياس فهو أقوى من الطين المجلوب من قريطس إلا أنه ليس له من زيادة القوة ما يلذع فإذا هو غسل صار ليناً مثل تلك الأنواع الأخر التي ذكرناها وقد يمكن أن لا يقتصر بهذا الطين على الغسل مرة واحدة ولكن يغسل مرتين وكذا القيموليا وقد يحرق بعض الناس هذا الطين فيجعلونه بذلك ألطف وأحد بكثير حتى يتغير فتصير قوته قوة محللة فإن هو غسل من بعد ما يحرق غسل وسلخ حدته وأخرجها وتركها في الماء وتبقى له اللطافة التي اكتسبها من الحرق فيصير أشد تجفيفاً ومن أجل ذلك لما كان هذا الطين نافعاً لمداواة القروح بالسبب العام الموجود في كل طين صار أنفع ما يكون لها إذا هو غسل من بعد الإحراق وهو أيضاً نافع جداً للقروح التي لا تجيب إلى نبات اللحم فيها بسهولة ويعسر اندمالها، وهذا الطين المسمى أراطرياس نوعان فواحد يضرب لونه إلى الرماد وآخر أبيض وأجودهما الرمادي. ديسقوريدوس: وقوة هذا الطين قابضة مبردة ملينة تلييناً يسيراً يملأ القروح لحماً ويلزق الجراحات في أول ما تعرض وهي بعد بدمها.

طين ساموش:

ديسقوريدوس: ومنه صنف ثالث يقال لها صاماعي ومعناه طين ساموش وينبغي أن يختار منه ما كان أبيض مفرط البياض خفيفاً وإذا ألصق باللسان لصق كالدبق وإذا بل بالماء إنماع سريعاً وكان ليناً هين التفتت مثل الصنف الذي يقال له قولوريون فإنه صنفان أحدهما هو الذي وصفنا والآخر شيء يقال له أسطرا أي الكواكب وهو كوكب الأرض وكوكب ساموش وهو ذو صفائح كثيف بمنزلة المسن. جالينوس: نحن نستعمل النوع المسمى من هذه التربة كوكب ساموش في مداواة نفث الدم حيث كان وفي مداواة قروح الأمعاء من قبل أن تتعفن بأن يحقن به بعد غسل القرحة بماء العسل الذي له فضل صروفة أي قليل الماء ثم بماء الملح بعد ذلك ثم يحقن به بماء لسان الحمل ويسقى منه أيضاً بخل ممزوج مزجاً كثيراً بالماء وهو نافع للأورام الحارة ولا سيما إذا كانت بأعضاء لها فضل رطوبة وكانت رخوة بمنزلة الثديين والبيضتين وجميع اللحم الرخو المعروف بالغدد فإذا عرض ذلك فاستعمل هذا الطين من بعد أن تسحقه وتعجنه بالماء وتخلط معه من دهن الورد الفائق مقدار ما يمنع الدواء المخلوط أن يجف، وإذا خلط هذا الطين بهذه الصفة كان نافعاً جداً للأورام الحارة ولأوارم الحالبين عند ابتدائها والنزلة التي تنصب إلى الرجلين في علل النقرس، وبالجملة في مربع المواضع الذي تريد أن تبردها تبريداً معتدلاً وتسكنها. ديسقوريدوس: وقوة هذا الطين وحرقه وغسله شبيه بقوة وحرق وغسل الطين الذي يقال له أراطرياس وقد يقطع نفث الدم ويسقى بجلنار الرمان البري للطمث الدائم، وإذا خلط بالماء ودهن الورد ولطخ به الثدي والخصي الوارمة ورماً حاراً سكن ورمها وقد يقطع العرق، وإذا شرب بالخمر نفع من نهش الهوام ومن الأدوية القتالة وقد يوجد في ساميا حجر تستعمله الصاغة في التمليس وأجوده ما كان أبيض صلباً وقوة هذا الحجر مبردة قابضة، وإذا شرب ينفع من وجع المعدة وقد يغلظ الحواس وينفع من البياض والقروح العارضة في العين إذا استعمل باللبن وقد يظن أنه إذا علق على المرأة التي قد حضرها المخاض أسرع ولادتها وإذا علق على الحامل منعها أن تسقط الجنين.

طين جزيرة المصطكى:

ومنه صنف يقال له حيا وطين حيا وهي جزيرة المصطكى وهي حيوس. ديسقوريدوس: وينبغي أن يختار منه ما كان لونه أبيض مائلاً إلى لون الرماد شبيهاً بصاماعي، وهذا الطين رقيق ذو صفائح وقطعه مختلفة الأشكال وقوة هذا الطين شبيهة بقوة الطين الذي يقال له سامياعا وقد يصقل الوجه وسائر البدن وقد يغسل به في الحمام مكان النطرون والطين الذي يقال له سالينوما فعله كفعل الطين الذي يقال له حيا وأجوده ما كان منه شديد البياض ثقيلاً سريعاً في التفتت وإذا بل بشيء من الرطوبة انماع سريعاً. جالينوس: التربة المنسوبة إلى لينوساليسا والمنسوبة إلى ليوس فيهما قوة تجلو جلاء يسيراً جداً ولذلك صار يستعملها كثير من الناس في النساء لغمر وجوههن وهما من أفضل الأدوية للقروح العارضة عن حرق النار وهما ينفضان عن طين ساموش من طريق أنهما لا ينفعان من الأورام الحارة التي تكون في الثديين والأرنبتين والبيضتين وشبهها.

طين قيموليا:

ديسقوريدوس: هو نوعان أحدهما أبيض والآخر فيه فرفيرية وهو دسم وإذا لمس وجد بارد المجسة وهو أجود النوعين. جالينوس: وقوته قوة مركبة وذلك أن فيه شيئاً يبرد وشيئاً يحلل بعض التحليل ولذلك صار متى غسل خرج عنه هذا الجزء المحلل ومتى لم يغسل فإنه يعمل بالقوتين كلتيهما وإذا طلي به موضع حرق النار من ساعته بعد أن يخلط معه خل نفعه وينبغي أن لا يكون الخل ثقيفاً جداً وإن كان على هذه الصفة فالأجود أن يخلط معه ماء قليل وكذلك يفعل كل طين خفيف الوزن أعني ينفع من حرق النار إذا طلي من ساعته بالخل والماء ويمنعه من أن يحدث في المواضع نفاخات. ديسقوريدوس: وإذا ديف كلا النوعين بخل ولطخت به الأورام العارضة في أصول الأذان وسائر الجراحات حللها وإذا لطخ كل واحد من النوعين على حرق النار في أول ما يعرض نفع منه ومنع الموضع من التنقط وقد يحلل كل واحد منهما الأورام الجاسية العارضة في الأنثيين والأورام الحارة العارضة في جميع أعضاء البدن والحمرة وبالجملة ما كان من هذا الطين خالصاً فإنه كثير المنافع. ابن حسان: أهل البصرة يسمون طين قيموليا الطين الحر وأصنافه كثيرة ومنه أرمني ومنه سلجماسي ومنه أندلسي والأرمني لم نره بعد وهو أجود الكل وبعده السجلماسي وهو أفضل في العلاج من الأندلسي وهو أبيض شديد البياض صلب الجرم مكتنز الأجزاء لا ينكسر بسرعة ولا ينحل في الماء إلا بعد برهة غير أنه إذا انحل ففيه من اللزوجة أكثر مما في غيره والأندلسي صنفان أبيض وأسود رديء والأبيض الشديد البياض وهو الذي نستعمله في العلاج والأسود رديء لا يصلح له ولا يتصرف في شيء منه. محمد بن عبدون: الطين الحر هو الطين العلك الخالص من الرمل والحجارة. علي بن محمد: الطين الحر هو الخالص من الرمل وربما خصوا بهذا الإسم طين شيراز لنقائه وتداخل أجزائه وهو طين رخص شديد الرخوصة لونه أخضر مشبع الخضرة أكثر خضرة من الطفل حتى أن خضرته تقرب من خضرة الزنجار وإذا دخن بقشر اللوز ليؤكل احمر لونه وطاب طعمه وقلما يؤكل غير مدخن. علي بن رزين: والطين الحر بارد يابس في اعتدال جيد لجميع أنواع الحرارة إذا أنقع ووضع على الموضع الذي فيه الحرارة وقال في كتاب الجوهرة: الطين الحر يطلى بالخل على لسع الزنابير فيسكنه. ابن سمحون: وقال بعض الأطباء: وبدل طين قيموليا إذا عدم وزنه من طين مصر. ديسقوريدوس: ومن أصناف الطين صنف يقال له قسلس عنى ومعناه في اليوناني الطين الخناقي وهو طين لونه شبيه بلون الطين الذي يقال له أراطرباس وهو عظيم المدر بارد المجس فإذا ألصق باللسان اشتدت لزوقته فتعلق باللسان وهو مثل العسل وقوة هذا الطين شبيهة بقوة الطين الذي يقال له قيموليا إلا أنه أضعف منه بقليل ومن الناس من يبيع هذا الطين بحساب الطين الذي يقال له أراطرباس على جهة التدليس. جالينوس: قوته شبيهة بقوة القيموليا وأما لونه فبعيد جداً من لونه لأنه أسود مثل الطين الكرمي وله من اللزوجة مثل ما لطين ساموش أو أكثر. ديسقوريدوس: والطين الذي في حيطان الأياتين الذي قد اشتد شيه واحمر قوته مثل قوة خزف التنور ومنه صنف يقال له ميلياعي وهو طين يلدقو وهو طين قريطس وهو طين لونه شبيه بلون أحد الصنفين من الطين الذي يقال أراطرياس الذي يشبه لونه الرماد وفيه خشونة وإذا فرك بالأصابع سمع له صرير مثل ما يعرض من القيشور إذا فرك وقوته تشبه قوة الشب إلا أنه أضعف منها وقد يستدل على تلك من المذاق وقد يجفف اللسان تجفيفاً ليس شديداً وقوته تنقي وسخ البشرة وتجلو ظاهر البدن وتحسن اللون وتبرق الشعر وتقلع البهق والجرب المتقرح وقد يستعمله المصورون في الأصناع لطول مكثه في الصور لئلا تندرس سريعاً وقد يقع في أخلاط الأدوية التي يقال لها أخلودي، وينبغي أن يختار من هذا الطين ومن سائر أصناف الطين ما لم يكن فيه حجارة وكان قريب العهد بالمعدن الذي قد أخرج منه وكان ليناً سريع التفتت والإنمياع وإذا خلط بشيء من الرطوبات إنماع سريعاً. جالينوس: وأما الطين المجلوب من أقريطس فهو شبيه بهذه الأنواع من الطين لكنه أضعف منها بكثير والأكثر فيه الجوهر الهوائي وفيه أيضاً جلاء ولذلك صار الناس يجلون به آنية الفضة إذا نسخت فبهذه الأشياء ينبغي أن تستعمل هذه التربة في جميع الوجوه التي يحتاج أن تجلو بلا لذع.

طين كرمي:

ديسقوريدوس: ومن الطين صنف يقال له أساليطس ومعناه الكرمي ومن الناس من يسميه قرماقيطس واشتقاق هذا الإسم من قرمان ومعناه الدواء وقد يكون هذا الطين بالمدينة التي يقال لها سلوقية إلى البلاد التي يقال لها سوريا وينبغي أن يختار منه ما كان أسود اللون وكان شبيهاً بالفحم المستطيل المتخذ من خشب الأرز وكان فيه أيضاً شيء من شكل الحطب المشقق صغاراً متساوي الصقالة ليس ببطيء الإنمياع إذا سحق وصب عليه شيء من الزيت فأما ما كان منه أبيض رمادياً لا ينماع فينبغي أن يعلم أنه رديء. جالينوس: سميت هذه التربة كرمية لا لأنها تصلح لغرس الكرم فيها لسكن لكونها إذا طليت على عود الكرم قتلت الدود الذي يتولد في مبدأ الربيع عندما يورق فتأكل عين الكرم وتفسده ولذلك يطلي الفلاحون هذه التربة عند أصول تلك العيون ويسمونها تربة كرمية وتربة دوائية وقتلها لهذا الدود يدل على مقدار ما فيها من قوة وهي بعيدة جداً من جميع الأنواع الأخر من أنواع الأرض التي نستعملها في علاج الطب وذلك لأنها قريبة من جوهر الحجارة، وإنما خلط بالأدوية في المواضع التي ينبغي أن يجفف فيها شيء وتجلو وتحلل. ديسقوريدوس: وقوة هذا الطين قابضة ملينة مبردة وقد يستعمل في الأكحال التي تنبت الأشفار في موضع الشعر وقد يلطخ به الكرم حين يبتدئ نبات ورقه وأغصانه ليمنع الدود أن يأكله ويقتله.

طين أرمني:

جالينوس: الطين الأرمني يجلب من أرمينية القريبة من قيادوقيا وهو طين يابس جداً يضرب لونه إلى الصفرة وينسحق بسهولة كما تنسحق النورة وكما أن النورة إذا سحقت لم يوجد فيها شيء رملي كذا لا يوجد أيضاً في هذا الطين شيء من الرملية وذلك أن هذا الطين إذا سحق صار من الإستواء والملاسة وعدم الحجارة الصغار كالنورة والطين المعروف بكوكب الأرض ولكن ليس هو من الخفة على مثل ما عليه كوكب الأرض فهو لذلك أشد إكتنازاً منه وليس هو من الهوائية كذاك ولهذا السبب يخيل لمن ينظر إليه نظر متهاون به أنه حجر وكان الرجل الذي أعطاناه في الطاعون والموتان العظيم الذي قد أصاب الناس يسميه كوكب الأرض وليس هو خفيفاً كذاك بل هو مكتنز وهو يجفف تجفيفاً شديداً جيداً في الغاية وذلك أنه نافع جداً للقروح الحادثة في الأمعاء والإستطلاق من البطن ولنفث الدم ولنزف الطمث ونوازل الرأس والقروح المتعفنة في الفم وينفع من ينحدر من رأسه إلى صدره مادة نفعاً عظيماً، ولذلك صار عظيم المنفعة لمن يضيق نفسه من قبل هذا السبب ضيفاً متوالياً وينفع أصحاب السل وذلك أنه يجفف الجرح الذي في رئتهم حتى لا يستعلون بعد ذلك إلا أن يقع في تدبيرهم خطأ عظيم ويتغير الهواء دفعة إلى حال رديئة والذين أصابهم الربو وضيق النفس مراراً متوالية في هذا الموتان العظيم لما شربوا من هذا الدواء برئوا بسرعة، وأما الذين لم ينفعهم ذلك فكلهم ماتوا ولم ينتفع أحد منهم به لما عولجوا به فكان ذلك دليلاً على أنهم لم يبرؤوا أصلاً، وهذا الطين يشرب مع شراب لطيف رقيق القوام ممزوج مزجاً معتدلاً متى لم يكن العليل محموماً وكانت حماه يسيرة وأما متى كانت شديدة فالشراب يمزج مزاجاً مكسوراً بالماء جداً على أن الحميات التي تكون في وقت الموتان ليست تكون صعبة ولا شديدة، فأما الجراحات التي تحتاج إلى تجفيف فلست أحتاج أن أصف كيف قوة هذا الطين وفعله فيها. إسحاق بن عمران: هو طين لونه أحمر إلى السواد طيب الرائحة ومذاقته ترابية وله تعلق باللسان وهو بارد يابس في الأولى ينفع أصحاب الطواعين إذا شرب منه أو طلي عليها. وبدله وزنه من الطين الحجازي المسمى بالأندلس الإنجبار. الدمشقي: يخرج من المقعدة قشور البواسير ويجبر الكسر. غيره: أجوده المورد الناعم والطين اللامي قريب منه في الفعل وهو نافع من كسر العظام إذا طلي عليها بالأقاقيا.

طين نيسابوري:

وهو طين الأكل. ابن سمحون: قال الرازي: الطين المتنقل به هو الطين النيسابوري. قال ثابت بن محمد: هو طين أبيض طيب الطعم يؤكل نيئاً ومشوياً. وقال علي بن محمد: طين الأكل هو الطين النيسابوري وهو من الطين الحر ولونه أبيض شديد البياض في لون أسفيذاج الرصاص لين المذاق يلطخ الفم من شدة لينه وفي طعمه ملوحة فإذا دخن نقصت ملوحته وطاب طعمه ومن الناس من يصوله ثم يعجنه بماء الورد المفتوق بشيء من الكافور ويتخذ منه أقراص وطيور وتماثيل، وقوم آخرون يضعونه في المسك أو الكافور أو غيرهما من الطيب حتى يأخذ ريحه ويتنقلون به على الشراب فيطيب النكهة ويسكن ثوران المعدة. وقال محمد بن زكريا: وطين الأكل بارد مقوة لفم المعدة يذهب بالغثي. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: الطين النيسابوري المتنقل به يسكن القيء ويذهب بوخامة الأطعمة الحلوة والدسمة إذا أخذ منه بعد الطعام شيء يسير ولا سيما إن كان مربى بالأشنان والورد والسعد والأذخر والكبابة والقاقلة وأحسب أنه ليس يقع مع هذا الطين خاصة من توليد السدد والتحجر في الكلى والمثانة ما مع سائر الأطيان ولا سيما القوى المقلو منه الذي لا ينفرك ولا يتدبق من الريق في الفم، وينبغي أن يجتنب الطين أصحاب الأكباد الضيقة المجاري ومن يتولد الحصى في كلاه وهم في الأكثر أصحاب الأبدان النحيفة الصفر والسمر والخضر. وقال في مقالته في الطين، الطين النيسابوري خاصة يشد فم المعدة وينفع من الغثي والهيضة ومن يتقيأ طعامه دائماً ومن هو رهل المعدة ويكثر سيلان الريق منه في حال النوم ومن به الشهوة الكلبية مع إنطلاق الطبيعة وقد خلصت به رجلاً من هيضة صعبة شديدة كان قد أشرف منها بشدة القيء وتواتره على الهلاك وبدأ به التشنج ففزعت إليه حين لم يبلغ لي رب الرمان ولا أقراص العود ولا نحوها من الأدوية والأشربة والأغذية المسكنة للغثي المبلغ الذي أردت بأن سحقت منه وتعمدت الموضع المقلو والسواد والملح وزن 35 درهماً فسقيته إياها في ثلاث مرات مرتين بماء التفاح المز ومرة بطبيخ السعد فسكن عنه غثيه وكربه أسرع تسكين وأعجب من ذلك أنه قواه ونشطه حتى كأنه قد غذاه واعتمدت أيضاً عليه في علاج الممعودين ومن يعتريه غثي وكرب يعقب طعامه وأشرت على من يعتريه ذلك أن يتناول منه شيئاً قليلاً بعد طعامه فكان يسكن عنهم وخامة الطعام ورعدة المعدة والتشوف إما إلى القيء وإما إلى نزول الطعام إلى أسفل البطن ولأنه يخصف المعدة ويشد أعاليها حتى يجف بسرعة ويبطل الغثي والكرب وجعلته اكبر الأدوية جزءاً في علاج الممعودين ولا سيما الذين لم أقدر أن في أكبادهم سدداً ولا في مجاريها ضيقاً شديداً فإن هؤلاء قلما يضرهم بل منهم خلق كثير يخصب عليه وعالجت به أيضاً قوماً كانوا يتأذون بكثرة سيلان اللعاب وجماعة من أصحاب الشهوة الكلبية فبرؤوا برءاً تاماً.

طين حر: مذكور مع القيموليا.

حرف الظاء

ظفرة:

الغافقي: وتسمى أيضاً التسترية هي نبتة ضعيفة تنفرش على الأرض على خيطان رقاق لها ورق مستدير يشبه ما صغر من الأظفار وما كبر فهو قريب من ورق قوطوليدون في شكله وظاهر الورق أخضر وباطنه أحمر ويخرج من ورقه سويقة رقيقة مدورة تعلو نحو الشبر وأقل في رأسها زهرة صفراء ولها أصل أسود الظهر أبيِض الداخل في قدر أنملة وهو حاد حريف أكال اللحم العفن ينفع القروح العميقة الخبيثة والأكلة والنواصير ويقلع الثآليل ويبرئ من القرع.

ظفر قطورا:

بالسريانية. الشريف: هو نبات شعري ينبت في الأرض الحرشاء الجبلية والجرف الساحلية في الأعم ويكون برياً أيضاً وهو نبات له ساق خشن دقيق عليه قشرة رقيقة حرشاء وخشب الساق أحمر ويعلو على الأرض قدر شبر ونصف ونباته على أصل خشبي يكون أكثره ظاهراً على وجه الأرض داخله أحمر وعليه قشر أسود ويتفرع عن الأصل أغصان متفرقة وعلى الأغصان ورق دقيق كورق الشيح متباعد بعضه من بعض وله زهر شبيه بزهر أناغالس الأحمر إلا أن لونه مستحيل الحمرة ويخلف ثمراً شبيهاً بثمر هيوفاريقون. وهذا النبات لا يكاد أن يسقط شتاء وصيفاً والمستعمل منه قشر أصله وهو بارد يابس في الثالثة وخاصته إلحام الجراحات إذا كانت بدمها غباراً وإذا سحقت ونخلت وعجنت بعسل منزوع الرغوة واتخذ منها معجون كان أبلغ الأدوية في النفع لقرحة الأمعاء وسحجها وخاصة هذا الدواء قطع الدم من أي عضو كان من أعضاء البدن.

ظفر القطة: الشريف: هذا النبات يسمى باليونانية لوماين وسنذكره في اللام.

ظفر النسر: الشريف: هو النبات المسمى باليونانية قاطابيفي وتفسيره كف العقاب وسنذكره في الكاف.

ظفرا: وظفيرة أيضاً هو الفودنج البري فيما زعم قوم.

ظفيرة العجوز: إسم لثمر الحسك بالقيروان والشام والديار المصرية أيضاً.

ظلف: المذكور من الأظلاف ظلف المعز وظلف الجاموس وظلف الأيايل وقد ذكرت كل واحد منها مع حيوانه فلينظر هناك.

ظليم: هو ذكر النعام وسنذكره في النون.

ظمخ:

من كتاب الرحلة الظمخ بالظاء المعجمة المكسورة من بعدها ميم مشددة مفتوحة ثم خاء معجمة إسم لثمر الجوذر عند العرب بالقيروان وغيرها من بلدانهم وقد ذكرت الجوذر في الجيم.

ظيان:

الشريف: هو الياسمين البري ويسمى باللاطينية تربة دقوقة ومعناه عشبة النار وهو المرعف شما ويسمى بالبربرية إيزيز وهو نبات ينبت في البراري ورؤوس التلال الرطبة وكأنه ضرب من اللبلاب يلتف بعضه ببعض وله زهر ياسميني الشكل صغير ورقه شبيه بورق النوع الكبير من القسيني إلا أنه أصلب منه بكثير وله على قضبانه شوك شبيه بشوك الورد وكثيراً ما ينبت مع العليق أبداً لا يفارقه وله أصل أسود طويل تتشعب منه شعب دقاق سود وليس بين أحد من أهل الأندلس خلاف بأنه هو الخربق الأسود وذلك أن كل ما ينسب إلى الخربق الأسود من الإسهال وعام المنافع موجود في عرق هذا النبات وحرارته تزيد على حرارة الخربق الأسود، ويقال أنه حار يابس في الدرجة الرابعة إذا وضع على الجسم أحرقه وحيا وفعل فيه ما يفعله الشيطرج، وإذا سحق مع تبن علك وضمد به البهق الأبيض والأسود أذهبه ونقاه، وإذا سحق بالخل فعل ذلك إلا أنه ينبغي أن لا يترك حيناً كثيراً وإذا ضمد به فوق عرق النسا قرح العضو وفعل فيه كفعل النار ونفع منه نفعاً بيناً وإذا سعط بوزن حبة مدوفاً بدهن بنفسج نفع من الشقيقة الباردة السبب، وإذا طبخ منه نصف أوقية في رطل ماء إلى أن ينقص نصف الماء ثم صفي ووضع عليه وزنه سكر أو صنع منه شراب كان من أبلغ الأدوية في إذهاب البهر والتضايق والسعال المزمن وإذا ركب منه دهن نفع من الفالج والاسترخاء وإذا سحق بخل وحك به على موضع داء الثعلب حتى يدمي نفع من ذلك بحكة واحدة وإذا أدخل منه عود في الناصور وترك ساعات قلع الصلاية وإن شرب منه مقدار ثلاثة أرباع درهم ملتوتاً بدهن لوز وخلط بمثله أفسنتينا أسهل بلغماً ومرة، وإذا سحق بماء الخيار وشرب منه وزن نصف درهم قيأ قيئاً بليغاً حسناً بلا أذى وعصارة ورقه وأغصانه إذا جففت وسقي منها زنة درهم قيأ حسناً بلا أذى وعروقه إذا شرب منها وزن ثلثي درهم مع وزنه بسفايجا ومثله مقلا أزرق أسهل اثني عشر مجلساً خلطاً سوداوياً ونقى شيئاً صالحاً، وينفع من الربو وعسر النفس. الغافقي: عروقه إذا طبخت بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان وزهره ينفع من الصداع البارد والرياح الغليظة في الرأس إذا شم، وقد يتخذ منه دهن حار لطيف قوي التحليل ينفع من اللقوة والفالج وعرق النسا والرعشة والشقيقة الباردة وشبهها من الأمراض الباردة، ومنه صنف آخر دقيق الورق جداً، وهذا الصنف هو الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة الرابعة نحو آخرها، وسماه باليونانية قليماطس، وقال: هو نبات يخرج أغصاناً لونها إلى الحمرة دقاقاً شبيهة بالحلفاء، ورقها حريف يقرح اللسان ويلتف على الشجر مثل ما يلتف النبات المسمى سميلقس. جالينوس في 7: ورق هذا النبات قوته محرقة حتى أنه يكشط عن الجلد، فهو لذلك في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء المسخنة عند ابتداء الدرجة الرابعة. ديسقوريدوس: وثمر هذا النبات إذا شرب بالماء أو بالشراب المسمى أدرومالي وهو مسحوق أسهل بلغماً ومرة وورقه إذا تضمد به قلع الجرب وقد يتخذ بالملح مع الشيطرج للأكل.

حرف العين

عاقر قرحا:

ديسقوريدوس في الثالثة: قوريون هو نبات له ساق وورق مثل ساق وورق الدوقو الذي ليس ببستاني أو النبات الذي يقال له ماراثن وإكليل شبيه بإكليل الشبت وزهر شبيه بالشعر وعرق في غلظ الإبهام. لي: هو دواء معروف عند الجميع وهو المسمى بالبربرية بتاغندست وهو غير هذا الدواء الذي ذكره ديسقوريدوس وفسرته التراجمة بالعاقر قرحا وليس به لأن العاقر قرحا نبات لا يعرف اليوم وما قبله بغير بلاد المغرب خاصة ومنها يحمل إلى سائر البلاد وأول ما وقفت عليه وشاهدت نباته بأعمال أفريقية بظاهر مدينة يقال لها قسطينة الهوى بالجانب القبلي منها بموضع يعرف بضيعة لواتة. ومن هناك جمعته عرفني به بعض العربان وهو نبات يشبه في شكله وقضبانه وورقه وزهره جملة النبات المعروف بالبابونج الأبيض الزهر المعروف بمصر بالكركاش إلا أن قضبان العاقر قرحا عليه زغب أبيض وهي ممتدة على وجه الأرض وهي كثيرة مخرجها من أصل واحد على كل قضيب منه رأس مدور كشكل رأس البابونج الصغير المذكور أصغر الوسط وله أسنان دائرة بالأصغر منها باطنها مما يلي الأرض أحمر وظاهرها إلى فوق الأرض أبيض وله أصل في طول فتر في غلظ أصبع حار حريف محرق فهذه صفة العاقر قرحا على الحقيقة، وأما الدواء الذي ذكره ديسقوريدوس، وسماه باليونانية قوريون وفسرته التراجمة بالعاقر قرحا كما قلنا وليس به فهو دواء اليوم أيضاً عند أهل صناعتنا بدمشق يعرف بعود القرح الجبلي ويعرفون التاغندست بعود القرح المغربي وهذا الدواء المعروف بعود القوح الجبلي كثير بأرض الشام يشبه نباته ما عظم من نبات الرازيانج وله ثمر وقد رأيته وجمعته بظاهر دمشق في رأس وادي بردة بموضع يعرف ببابل السوق على يسرى الطريق وأنت طالب الزبداني على الصورة التي وصفه ديسقوريدوس بها فاعرف ذلك وتحققه. جالينوس في 8: أكثر ما يستعمل من هذا أصله خاصة وقوته محرقة تحرق وبسبب هذه القوة صار يسكن وجع الأسنان الحادث من البرودة وينفع من النافض والقشعريرة الكائنة بأدوار إذا دلك به البدن كله قبل وقت الحمى مع زيت وينفع من به خدر في أعضائه ومن به إسترخاء قد أزمنه. ديسقوريدوس: يحذو اللسان إذا ذيق حذواً شديداً ويجلب بلغماً وكذا إذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان وإذا مضغ جلب البلغم وإذا سحق وخلط بزيت وتمسح به أدر العرق ونفع من وجع الكزاز إذا كان يعرض للإنسان كثيراً ويوافق الأعضاء التي قد غلب عليها البرد والتي قد فسد حسها وحركتها وينفع منها نفعاً بيناً. ابن سينا: هو شديد التفتيح لسدد المصفاة والخشم وإذا طبخ بالخل وأمسك خله في الفم شد الأسنان المتحركة. التجربتين: إذا دق وذر على مقدم الدماغ سخنه ونفع من توالي النزلات وينفع المفلوجين والمصروعين الذين صرعهم من خلط غليظ في الدماغ وإذا مضغ مع الزفت أو مع المصطكي جذب بلغماً كثيراً لزجاً وإذا أخذ منه معجوناً بعسل لعقاً ذوب بلغم المعدة ويزيد في الجماع في أمزجة المبرودين والمرطوبين جداً وإذا سحق وخلط بدقيق الفول وملئت منه خريطة وجعل فيها الذكر مع البيضتين وتركا كذلك يوماً كاملاً أعان على الجماع للمبرودين ولا سيما لمن يجد في أنثييه برداً ظاهراً. الدمشقي: العاقر قرحا حار يابس في الدرجة الرابعة. إسحاق بن عمران: ينفع إذا طبخ بالخل وتمضمض به لسقوط اللهاة واسترخاء اللسان العارض من البلغم. أبو الصلت: إذا شرب منه وزن درهمين أسهل البلغم. الشريف: ودهنه ينفع من اللقوة والإسترخاء والفالج وإذا دهن به القضيب قبل الجماع بعث على الشهوة وأعان على إسراع الإنزال وصفة دهنه يحق من أصله قدر أوقية ويطبخ في رطل ماء حتى يرجع إلى أوقيتين ويلقي عليها مثلها زيتاً ويطبخ الجميع حتى ينضب الماء ويبقى الزيت ثم يصفى ويرفع لوقت الحاجة إليه. الغافقي: إذا دق وعجن بعسل وشرب نفع من الصرع ونبته يفعل ذلك أيضاً.

عاقر شمعا: هو الشنجان وقد ذكرته في الشين المعجمة.

عاج: مذكور مع الفيل في حرف الفاء.

عبيثران:

ويقال عبوثران وزعم قوم أنه القيصوم وليس به. أبو حنيفة الدينوري: هو أغبر ذو قضبان دقاق شبيهة بالقيصوم إلا أن له شمرا خامدلي على نوار أصفر شبيه بالذي يكون في وسط الأقحوان وهو قريب الشبه من القيصوم في الغبرة وذفرة الريح ونواره مثل نواره ورائحته طيبة جداً ليست من رائحة القيصوم في شيء يشاكل رائحة سنبل الطيب ويزرع في البصرة في البساتين ويوضع في المجلس مع الفاغية فلا يفوقه ريحان. وأقول: تجلبه البادية للقاهرة على أحمال الفجم مع القيصوم لأنهما كثيراً ما ينبتان في موضع واحد وقد جربنا منه أنه إذا سحق وعجن بعسل واحتملته المرأة في صوفة أسخن الرحم الباردة وحسن حالها وأعان على الحبل ولو كانت المرأة عاقراً، وشمه يقوي الدماغ الضعيف البارد وينفع من الصداع البارد ويفتح سدده وينفع من الزكاة وهو حار يابس في الدرجة الثانية. ابن سينا: وماؤه يحد البصر كحلاً.

عبهر:

هو النرجس عن أبي حنيفة وغيره والعبهر أيضاً عند أهل الشام في زماننا هذا إسم لشجر يعرف بشجر اللبني وبشجر الأصطرل أيضاً وثمره حب الفول الذي يتخذ منه السبح بالبيت المقدس وهذه الأسماء التي ذكرتها لهذه الشجرة فإن الأطباء تسمي بها الميعة وهذه الشجرة رأيتها بالشام كثيراً ولم أر لها صمغة ولا دهناً البتة.

عبب:

هو إسم لثمر الكاكنج يعرف ذلك بالقاهرة أيضاً سمعته من الخولة في بستان الكافوري حين سألتهم عن شجرة الكاكنج ما اسمه عندهم فقالوا عبب وهو ينبت بنفسه عفواً وهذا النوع من الكاكنج تعرفه عامة الأندلس بحب اللهو ومنه نوع آخر ذكره أبو حنيفة وقال: إن العبب هو حب أحمر كأنه خرز العقيق أصغر من النبق وأكبر من حب العنب في أخبية في كل خباء واحدة قال: فأريته الكاكنج فقال ليس به وذكر أن الناس يلتمسون ورقه الذي لم يتثقب فيدق وتضمد به الأوجاع فينتفع به وورقه كثيف واسع وخيطانه عسلة طوال وهي إلى الغبرة والتثقب إليه سريع، ولذلك تزعم العرب أن الجن تثقبه حسداً للإنس. لي: هذا النوع من الكاكنج هو المستعمل اليوم بالشام والشرق في الأقراص وغيرها وهو كثير في بساتين مدينة الرها بهذه الصفة المذكورة وهو كثير أيضاً ببلاد الأندلس وأهله معروف بها يتخذونه في منازلهم ويعرفونه بالغالبة بالغين المعجمة والباء بواحدة من أسفلها وسيأتي ذكر الكاكنج في هذا الباب في رسم عنب الثعلب.

عتم:

قال أبو عبيد البكري: هو الزيتون الجبلي يعظم شجره جداً وثمره هو الدغنج وهو حب أسود له نوى فيه حرافة وورقه كورق الزيتون ومساويكه كمساويكه جياد. وقال صاحب المنهاج مثله أو نحوه. الغافقي وابن جلجل: العتم هو الدواء المسمى باليونانية قيلورا. ديسقوريدوس في الأولى: قيلورا هي شجيرة شبيهة بشجر الحناء في عظمها لها ورق كورق الزيتون غير أنه أوسع وأشد سواداً منه ولها ثمرة شبيهة بثمرة شجرة المصطكي أسود اللون في طعمه حلاوة وكأنه في عناقيد ونبات هذه الشجرة في أماكن وعرة وورقها يقبض كما يقبض ورق الزيتون البري وتصلح لكل ما يحتاج إلى قبض وخاصة قروح الفم إذا مضغ أو تمضمض بطبيخه وإذا شرب طبيخه أدر البول. نقص صفحة 160-161 وهو بارد قوي البرودة ويضر بالشيوخ وأولي الأمزجة الباردة ويصرف فيما يحتاج فيه إلى التبريد والقبض ولم يذكره ديسقوريدوس.

عدس الماء: هو الطحلب وقد ذكرته في الطاء.

عديسة:

كتاب الرحلة: إسم للنبتة المسماة عندنا ببلاد الأندلس بالمروشة والعديسة التي عندنا يسمونها بالمزودة وهي تنفع عندهم من الربة التي تكون في رؤوس الأطفال تقلى بالزيت ويدهن بها أعني المروسة والعديسة المعروفة تنفع من الثآليل.

عذية: هو ثمرة الأثل عند أهل مصر وقد ذكرت مع الأثل في الألف.

عرطنيثا:

تقال على بخور مريم وأيضاً على هذا الدواء الذي نريد ذكره ههنا وهو المهد عند أهل الشام وخاصة بساحل غزة ومنهم من يسميه العلج وأهل المشرق يسمونه القبلعي ويغسلون به ثياب الصوف فينقيها جداً. ديسقوريدوس في الثالثة: لا وبطوباطبالي وتفسيره كف الأسد هو نبات له ساق طولها نحو شبر فيها أغصان كثيرة على أطرافها غلف شبيه بغلف الحمص فيها حبتان من بزره أو ثلاث له ورق شبيه بورق الكرنب وأصول لونها أسود شبيهة بالسلجم فيها أشياء نابتة شبيهة بالعقد وينبت في الحروث وبين الحنطة. جالينوس في 7: أكثر ما يستعمل من هذا أصله خاصة وهو محلل مسخن يجفف في الدرجة الثالثة. ديسقوريدوس: أَصله إذا شرب بالشراب نفع من نهش الهوام وأسرع في تسكين وجعه وقد نفع في أخلاط الحقن المستعملة لعرق النسا. كتاب الرحلة: يعالج به الجراحات الخبيثة مسحوقا ذروراً ومعجوناً بالعسل ويغسل به ثياب الصوف والكتان فينقيها ويبيضها.

عروق الصباغين:

هي العروق الصفر أيضاً وهي بقلة الخطاطيف وهي صنفان كبير ويسمى بالفارسية زردجوبه وهو الهرد بالعربية وزعموا أنه الكركم الصغير وزعموا أنه الماميران. ديسقوريدوس في الثانية: خاليدونيون طوماعا ومعناه الكثير له ساق طولها ذراع وأكثر رقيقة تتشعب منها شعب كبيرة كثيفة الورق شبيهة بورق النبات الذي يقال له باليونانية بطراخيون وهو الكسكح وورقه يشبه ورق الكزبرة إلا أنه أنعم منه ولونه إلى الزرقة ومع كل ورقة زهرة شبيهة بالزهر الذي يقال له لوقانيون ولون عصير هذا النبات لون الزعفران حريف يلذع اللسان لذعاً يسيراً وفيه شيء من مرارة منتن الرائحة وأعلى الأصل واحد وأسفله متشعب وله ثمر شبيه بثمر الخشخاش جداً. جالينوس في 8: قوتها قوة تجلو جلاء شديداً وتسخن وكذا عصارة هذه العروق نافعة للبصر تزيد في حدته إذا تعالج بها من يجتمع عند حدقته شيء يحتاج إلى التحليل وقد استعمل قوم آخرون هذه الأصول في مداواة أصحاب اليرقان الحادث عن سدد الكبد فأسقوهم هذه الأصول وكانت نافعة لهم وشفتهم كان بشراب أبيض مع الأنيسون ومتى مضغت هذه الأصول كانت نافعة جداً لوجع الأسنان. ديسقوريدوس: وعصير هذا النبات إذا دق وأخرج ماؤه وخلط بالعسل وطبخ في إناء نحاس على جمر أحد البصر وقد يعصر الأصل والورق والثمر في أوّل الصيف ويؤخذ عصيرها ويصير في ظل حتى يثخن ثم يعمل منه أقراص، وإذا شرب أصله بالأنيسون والأبيض من الشراب أبرأ من اليرقان وإذا تضمد به مع الشراب أبرأ من النملة وإذا مضغ سكن وجع الأسنان، وقد يظن قوم أن هذا النبات إنما سمي خاليدونيون وتفسيره الخطافي لأنه ينبت إذا ظهرت الخطاطيف ويجف عند غيبوبتها ويظن قوم أنه إنما سمي بذلك لأنه إذا عمي فرخ من فراخ الخطاطيف جاءت الأم بهذا النبات إلى الفرخ فردت به بصره، وأما خاليدونيون الصغير فهو نبات مرتفع الأغصان له ساق عليها ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه أشد استدارة منه وأصغر وأقرب إلى البياض واللزوجة وأصله ذو شعب تخرج من موضع واحد كثيرة صغار شّبيهة بحنطة مجموعة ويكون منها ثلاثة أو أربعة أطول من الباقية وتنبت عند المياه والآجام. جالينوس في 8: أحدّ من العروق جداً وإذا وضع على الجلد أحرقه سريعاً ويقلع الأظفار الصلبة البرصة ويرمى بها وإذا استعط بعصارته نفض من المنخرين فضل الدماغ لأنه حار جداً. ولذلك ينبغي أن يوضع في الدرجة الرابعة من الحر واليبس عند مبدئها وأما العروق فهي في الدرجة الثالثة عند منتهاها من اليبس والحر. ديسقوريدوس: وقوته حارة شبيهة بقوة شقائق النعمان تقرح الجلد وتقلع الجرب وتشقق الأظفار وتقشرها وإذا أخرج عصير الأصول وخلط بالعسل واستعط به نقى الرأس. الغافقي: قد زعم جماعة المترجمين والمفسرين أن هذا الصنف الصغير هو الماميران وكذا قال أكدرهم في الكبير أنه الكركم وقوة هذا الدواء وهي العروق المذكورة أقوى من قوة الكركم والماميران الموجودين بكثير والكركم يجلب إلينا من الهند وهو دواء مجفف للقروح نافع للجرب ويحد البصر ويذهب البياض من العين والماميران يجلب من الصين وقوته شبيهة بقوة الكركم، وإذا خلط بالخل جلا الكلف. وأما العروق بصنفها فقد تنبت بالأندلس وببلاد البربر وبلاد الروم أيضاً وهما أقوى من الكركم والماميران المجلوبين بكثير. والروم يسمون نباتيهما خاليدونيون أي الخطافية وكذا يعرف بالأندلس.

عرن:

النقص 164 و165.

عسل:

ديسقوريدوس في الثانية: مالي ما كان منه قانياً وهو مثل العسل الذي من البلاد التي يقال لها أطيقي أجود ما يكون من هذا الصنف الذي يقال له أقيطيقون ثم من بعده العسل الذي من الجزيرة التي يقال لها صقلية ويقال لها سقيموس والجيد من كل واحد من هذه الأصناف ما كان في غاية الحلاوة وكان فيه حذو للسان طيب الرائحة إلى الحمرة ما هو ليس برقيق بل متين قوي وإذا أخذ بالأصبع إنجذب المتعلق بها إليه. جالينوس في الأولى: العسل يسخن ويجفف في الدرجة الثانية وجوهره من جوهره ومزاج هذا يبسط بقدر ما يمكن إلا أنه من النوع الذي نسميه نحن بالعادة النوع الجلاء، وإذا طبخ وأنضج صار قليل الحدة والجلاء ولذلك قد نستعمله نحن في هذه الحال في إدمال النواصير والقروح الغائرة فإن كان يوجد عسل مر بمنزلة العسل الذي يكون في سردونيا فالأمر فيه معلوم إن قوته مركبة بمنزلة ما لو أن إنساناً خلط مع العسل أفسنتينا. وقال في حيلة البرء: وأفضله الأحمر اللون الناصع الطيب الرائحة الصافي الذي ينفذ فيه البصر لصفائه ومذاقته حريفة حادة لذيذة في غاية اللذاذة إذا أنت رفعت منه شيئاً بأصبعك سال إلى الأرض ولم ينقطع فإن انقطع فإنه أرق أو أغلظ مما ينبغي في الجملة وذلك أنه غير متشابه الأجزاء، والعسل الغليظ في أجزائه كلها أو في بعض أجزائه كثير الموم والرقيق كثير الفضول غير نضيج عسر الإنهضام وما ظهر فيه طعم الموم ووسخ الكور فهو عسل سوء وما سطعت منه رائحة حادة قوية فليس بمحمود فإن كانت خفيفة فليس بضائر. ديسقوريدوس: وقوة العسل جالية مفتحة لأفواه العروق يجذب الرطوبات ولذلك إذا صب في القروح الوسخة العميقة وافقها، وإذا طبخ ووضع على اللحم المشقق ألزقه، وإذا طبخ مع الشبث الرطب ولطخت به القوابي أبرأها، وإذا خلط بملح مسحوق من الملح المحتفر من معادنه وقطر فاتراً في الأذن سكن ورمها ودويها وأبرأها من أوجاعها وإذا تلطخ به قتل القمل والصيبان وإذا كان إنسان قلفته صغيرة من غير ختان فمرسها بعد خروجه من الحمام ولطخ عليها العسل وفعل ذلك شهراً كاملاً أطالها وهو يجلو ظلمة البصر وإذا تحنك به أو تغرغر به أبرأ أورام الحلق وأورام العضل التي عن جنبتي اللسان والحنك واللوزتين والخناق ويدر البول ويوافق السعال إذا شرب سخناً بدهن الورد وينفع من نهش الهوام وشرب عصارة الخشخاش الأسود، وإذا ألعق أو شرب نفع من أكل الفطر القتال ومن عضة الكلب الكلب والذي لم تؤخذ رغوته نافخ يحرك السعال ويسهل البطن، ولذلك ينبغي أن يستعمل وقد نزعت رغوته وأجوده الربيعي وبعده الصيفي وأردؤه الشتوي لأنه أغلظها، وإذا غلظ لم تكن له تلك القوّة، وأما العسل الذي يكون في الجزيرة التي يقال لها سردونيا مر الطعم لرعي الأفسنتين فإنه إذا لطخ به الوجه نقى الكلف العارض فيه وسائر الأوساخ العارضة من فضول الكيموسات وقد يكون بالبلاد التي يقال لها أرقليانيطيقي في بعض الأزمنة بخاصة في الزهر عسل يعرض منه لآكله ذهاب العقل يعمه بغتة والعرق الكثير وإذا أكلوا السذاب والسمك المالح وشربوا الشراب المسمى أويومالي انتفعوا به وينبغي أن يعاود الأكل مرة بعد مرة ويتقيؤوا بعد أكله وشربه، وهذا العسل حريف وإذا شم حرك العطاس وإذا تلطخ به بعد أن يخلط بالقسط نقى الكلف وإذا خلط بالملح ذهب بآثار الضرب الباذنجانية. البصري: سريع الإستحالة إلى الصفراء لحاس للبلغم جيد للمشايخ والمبرودين رديء في الصيف لذوي الأمزاج الحارة. البصري: له جلاء وطيب ولطافة يجذب الرطوبات من قعر البدن وينقي أوساخ الجروح وهو صالح للمبلغمين والمرطوبين يلين الطبيعة ويغذو الأبدان إلا أنه رديء لأصحاب الصفراء ولا سيما الصعتري منه فأما الوردي منه فإنه طيب الرائحة والمذاقة وهو أقل حرارة من الصعتري، وأجود العسل ما حلا جداً وكان أحمر فيه حدة يسيرة وطيب رائحة ولم يكن سيالاً ولا متيناً، وأما العسل الذي يشوبه مرارة من رعي الأفسنتين فهو أصلح من جميع أنواع العسل للكبد والمعدة ويفتح السدد وهو صالح لمن به حبن، وأما العسل الذي يعمله النحل من الحاشا فنافع للسدد أيضاً فتاح لها وخاصة العسل جذب الرطوبات وحفظ اللحوم من أن تفسد أو تنتن. وقال: وأما العسل الغير المطبوخ فصالح للمعدة الباردة والأمعاء الوارمة ووجع المعدة الكائن من البلغم منه للطعام ويغذو غذاء جيداً   وينفع اللقوة. قال: وأما العسل المطبوخ فصالح للقيء ملين للطبيعة يقيأ به من شرب أدوية قتالة مع دهن سمسم رطلاً وهو المثلث. قال: وشراب ماء الشهد ليس بجيد للمريض لما يشوبه من الشمع وهو شراب من كان من الأصحاء قوى المعدة. وقال الرازي في الحاوي: والعسل أحمد ما يتعالج به للثة والأسنان وذلك أنه قد يجمع مع التنقية والجلاء لها صقلها إلى أن ينبت لحم اللثة وهو من أنفع ما عولج به وأسهله إستعمالاً وقد ظن قوم أن العمل يرخي المعدة واللثة لحلاوته ولم يعلموا أنه لا يرخي اللثة من الحلاوات إلا ما كان في طبعه رطباً والعسل يابس وإنما ترخي الحلاوة إذا كانت مفردة لا حراقة معها كما مع العسل أو قبض كما مع المر ولا جلاء وإذا كان كذلك فهو يرخي لا محالة ويعرف يبس العسل من بعده عن العفونة ومن حفظه لأجسام الموتى. وفي موضع آخر منه: العسل يحفظ على الأسنان صحتها إذا خلط بالخل وتمضمض به في الشهر أياماً وإذا إستن به على الأصبع صقل الأسنان واللثة ويبيض الأسنان ويمسك عليها صحتها. الشريف: إذا خلط مع دهن ورد ولطخ على الشهدية والرئة وسائر القروح البلغمية المالحة أبرأها مجرباً، وإذا حقنت القروح والجراحات الغائرة به مع لسان الحمل وفعل ذلك ثلاثة أيام نقاها من أوضارها وغسلها وألحمها. التجربتين: العسل إذا جعل مع الأدوية الجلاءة أحد البصر وقواه وإذا تحنك به أو تغرغر به عند انفجار الدم وأورام اللوزتين نقاها وكذا يفعل في كل جراحة تحتاج إلى جلاء وتنقية وإذا عجن بدقيق الحواري فتح الأورام الصلبة وأنضجها والنضيجة يفتحها ويمتص ما فيها من المدة وهو على هذه الصفة من أنفع الأدوية للقرحة الحادثة في الظهر، وإذا عجن به الزراوند الطويل أو الكرسنة أنبت اللحم في الجراحات العميقة وإذا أضيف إلى هذه اللوز المر ولب حب المحلب ودقيق الشعير وما أشبهها وطلي به البدن أدر العرق وإذا شرب بالماء نقى الصدر المحتاج إلى تنقية فضل فيه وهيج شهوة الجماع إذا شرب بالماء عند العطش واقتصر عليه أياماً وهو من أنفع ما يشربه المفلوجون والمخدورون وإذا استعمل بالماء وهو غير منزوع الرغوة كان فيه تلين للبطن وكان تهييجه للجماع أشدّ، وإذا شرب بالماء نقى القروح والأمعاء وهيأها للأدوية كما يفعل المري وإذا خالط الحقن قوى إسهالها وإذا عجنت به أدوية البرص والبهق زاد في جلائها.   

عسل داود: هو الأومالي وقد ذكرته في الألف.

عشر:

أحمد بن داود: العشر من العضاه عراض الورق وينبت صعداً وله سكر يخرج في فصوص شعبه ومواضع زهره يجمع منه الناس شيئاً صالحاً وفي سكره شيء من المرارة ويخرج له نفاخ كأنه شقائق الجمال التي تهدر ويخرج في جوف ذلك النفاخ حراق لم يقتدح الناس في أجود منه ويحشون به المخاد والوسائد ومنبته في بطون الأدوية وربما نبت بالرمل وذلك قليل وإذا قطف ورقه وقطعت أطرافه اهراقت لبناً فالناس في بعض البلدان حيث يكبر يأخذون ذلك اللبن في الكيزان ثم يجعلونه في مناقع فينقعون فيها الجلود فلا يبقى فيها شعراً ولا وبرة ثم تلقى على الدباغ، وأخبرني العالم به أنه يملأ الكوز الضخم من ثمرتين لكثرة لبنهما وخشب العشر خفيف خوار مستوغل وهو ناعم النبات ونوره مثل نور الدفلي مشرف حسن المنظر. غيره: لبنه حار محرق وهو من أقوى لبن جميع اليتوعات مسهل. ابن سينا: لبنه مضعف للأمعاء وينفع جداً من السعفة والقوباء طلاء. لي: العشر ليس منه شيء ببلاد الأندلس وأول ما وقفت عليه بظاهر طرابلس المغرب بالجهة الشرقية منها وبعد ذلك بديار مصر بظاهر القاهرة بمقربة من المطرية وأما سكره فقد ذكرته في حرف السين مع السكر فتأمله هناك.

عشرق:

أبو العباس الحافظ: هو معروف عند العرب ورقه يشبه ورق السنا إلا أنه أشد خضرة وأقل عرضاً وزهره إلى الحمرة وبعضه لازرودي الشكل إلا أنه أصغر وأميل إلى الاستدارة وغلافه حمصي الشكل مزغب فيه حب عدسي الشكل ومنه نوع آخر أصغر من هذا وسنفته كرسنية الشكل متدلية وحبه صغير. الغافقي: هو قرفا باليونانية. ديسقوريدوس في الثالثة: قرفا هو نبات له ورق شبيه بورق عنب الثعلب البستاني وله شعب كبيرة وهو أسود كبير وبزره شبيه بالجاورس وغلف شبيهة بالخرنوب الشامي في شكلها وعروقها ثلاثة أو أربعة طولها نحو شبر بيض طيبة الرائحة وأكثر ما ينبت هذا النبات في أماكن صخرية فياحة شامسة، وأصل هذا النبات إذا أخذ منه مقدار ربع من ورض وأنقع في 6 قوطوليات من شراب حلو يوماً وليلة وشرب ذلك في ثلاثة أيام نقى الرحم وبزره إذا جعل في حسو وشرب أدر اللبن. جالينوس في 7: أصله إذا شرب بشراب نقى الأرحام من طريق أنه طيب الرائحة دهني وأما ثمرته فإن أخذت في بعض الأحساء أعانت على توليد اللبن. قال الغافقي: وحبه يؤكل رطباً ويابساً وهو جيد للبواسير ويسود الشعر.

عشبة السباع:

هو نبات له قضبان كقضبان المنتان وورق طويل قليل العرض حديد الأطراف غليظ أخضر ناعم كثير متكاثف وفي أطرافه زهر في هيئة النواقيس لونه بين الغبرة والحمرة مائل إلى أسفل وهذا النبات شديد المرارة ومن أهل البوادي عندنا من يأخذ من ماء ورقه قليلاً ويشربه بزيت كثير ويمرقه في سمن فيقيء قيئاً شديداً عنيفاً وينفع من عضة الكلب الكلب، ويقال أنه ينفع من الجذام ولأمراض السوداوية وهو دواء قوي غير مأمون إن لم يتحفظ منه وإذا تضمد به شفى القروح الخبيثة وأظن هذا الصنف هو الكراث الذي ذكره أبو حنيفة.

عصا الراعي:

هو البطباط وهو نوعان ذكر وأنثى. ديسقوريدوس في الثالثة: وأما الذكر فإنه من المستأنف كونه في كل سنة وله قضبان كثيرة رقاق رخصة معقدة تسعى على وجه الأرض مثل ما يسعى النبات الذي يقال له النيل وله ورق شبيه بورق السذاب إلا أنه أطول منه وأشد رخوصة وله عند كل ورقة نور ولهذا يقال لهذا الصنف منه الذكر وله زهر أبيض وأحمر قان. جالينوس في 8: في هذا النبات شيء يقبض إلا أن الأكثر فيه الشيء المائي البارد فهو في الدرجة 2 من درجات الأدوية التي تبرد في مبدأ الدرجة 3، فهو لذلك نافع لمن يجد في فم المعدة إلتهاباً إذا وضع عليه وهو بارد من خارج وكذا ينفع أيضاً من الورم المعروف بالحمرة ومن الأورام الحارة الحادثة عن الدم لأنه على ما وصفت يمنع ويردع المواد المنصبة وبهذا السبب صار الناس يظنون أنه يجفف فهو لذلك من أنفع الأشياء للأورام المعروفة بالحمرة إذا كانت تسعى وتنتشر من موضع إلى موضع ولسائر القروح وينفع نفعاً بيناً للقروح المتورمة ورماً حاراً والقروح التي تنصب إليها المواد ويدمل أيضاً الجراحات التي هي بعد طرية بدمها وينفع القروح التي تكون في الأذن وإن كان فيها أيضاً قيح كثير جففه ولمكان هذه القوة صار يقطع النزف العارض للنساء ويشفي قروح الأمعاء ونفث الدم وانفجاره من حيث كان إذا أفرط في جميع هذه الخصال هو أقوى من الأنثى. ديسقوريدوس: وقوته قابضة مبردة وإذا شرب ماؤه وافق نفث الدم من الصدر والإسهال والمرض الذي يقال له حولاوا ويقطر البول لأنه يدر البول إدراراً قوياً، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الهوام ذوات السموم وإذا شرب قبل الحمى بساعة نفع من الحميات ذوات الأدوار وإذا احتملته المرأة كالفرزج قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم وغيره، وإذا قطر في الأذن وافق أوجاعها وسيلان المدة منها، وإذا طبخ بالشراب وخلط به شيء من عسل نفع منفعة بالغة في الغاية من القروح التي تكون في الفروج وقد يتضمد بورق هذا النبات للإلتهاب العارض في المعدة ونفث الدم والحمرة والنملة والأورام الحادة والأورام البلغمية والجراحات في أول ما تعرض، والصنف الذي يقال له الأنثى هو تمنش صغير له قضيب واحد رخص شبيه بالقصب وله عقد متقاربة وأوراق شبيهة بورق الصنوبر وله عروق لا ينتفع بها في الطب وينبت عند المياه وله قوة قابضة مبردة تفعل كل ما يفعله الصنف الأوّل إلا أنه أضعف منه.

عصفر:

أبو حنيفة: هو الذي يصبغ به ومنه ريفي ومنه بري وكلاهما ينبت بأرض العرب وبزره القرطم ويقال للعصفر الأحريض والخربع والبهرم والبهرمان والمربق. ماسرحويه: هو حار قابض باعتدال إن سحق وطلي بالعسل على القوابي ذهب بها البتة وإن طلي بالعسل على القلاع في فم الصبيان ذهب بها وببلة اللسان والفم. الرازي: العصفر حار جيد للبهق والكلف. المنهاج: العصفر نفسه يطيب الطبيخ ويهري اللحم الغليظ. الشريف: إدمانه يفسد المعدة ويبخر الرأس وينوم وإذا حل بخل نفع من الحمرة والأورام الحارة وسيأتي ذكر الفرطم في القاف.

عصاب: هو الشيطرج بالبربرية وقد ذكرته في حرف الشين.

عصيفيرة: هو بالتصغير إسم للخيري الأصفر الزهر ببغداد والموصل وقد ذكرت الخيري في الخاء المعجمة.

عصب: هو النبات المسمى باليونانية نوارس وقد ذكرته في النون.

عصير الدب: إسم عند أهل الأندلس لثمر شجر القطلب.

عصيه: هو اللبلاب المسمى باليونانية قسوس وسنذكره في القاف.

عصافير:

وسودانيات. الرازي: في دفع مضار الأغذية: وأما العصافير الأهلية والجبلية والمرجية فكلها مجففة قليلة الغذاء وتختلف بمقدار إسخانها للبدن والعصافير الأهلية تسخن البدن إسخاناً بيناً وتزيد في الإنعاظ والباه ولا سيما أدمغتها وفراخها إذا اتخذت منها عجة بصفرة البيض والزيت ولا توافق المحرورين ولا المبرودين ومن يشتكي الرياح، وينبغي أن يشرب المحرورون عليها السكنجبين الحامض والمطجنة منها بالمري أسرع خروجاً وأما المشوية فعسرة الخروج وربما أورثت عظام العصافير إذا أكلت بنهم وابتلاع عظامها خدوشاً في المري وفي الأمعاء وفي المقعدة فلذلك ينبغي أن تلقى من عظامها ويجاد هضمها ومضغها وطبخها لئلا تلتصق قطع العظام الحادة الأطراف فيمكن أن يحدث عنها هذا العارض وأمراق أكثر العصافير تلين البطن إذا طبخت بماء وملح ولحومها تعقله لا سيما أمراق القنابر ولحومها فإن للحومها قوة في إمساك البطن ولأمراقها للبطن إطلاق وليس تسخن إسخان العصافير الأهلية. وأما السودانيات وهي الزرازير فأردأ لحماً من القنابر وأقل غذاء. وينبغي أن تصلح بالدهن الكثير فإن في لحومها حدة لكثرة أكلها من الجراد وسائر الحشرات وما كان من هذه العصافير سميناً بالطبع فهو أجود غذاء وأسرع نزولاً ولا ينبغي أن يؤكل منها ما لم تجربه العادة والتجربة بأكله فإن فيها عصافير تأكل الهوام السمية وأكثر هذه جبلية وقلما تكون في المروج وللحومها روائح وألوان منكرة. أبو العلاء بن زهر: العصافير كلها حارة يابسة وكلها تنفع من الإسترخاء والفالج واللقوة ومن أنواع الإستسقاء وتزيد في قوة الجماع وأما الزرازير السمان فإنها تأكل حيوانات سمية فإنه ربما أضرت لذلك بآكلها ولذلك يجب إمساكها يومين أو ثلاثة ثم تستعمل لأن الله تعالى جعل فيها قوّة على هضم الرديء حتى يكون محموداً ولحم عصفور الشوك حار يابس قليل الغذاء جداً. جالينوس في 15: وزبل الزرازير إذا اعتلفت الأرز وحده فإنه يجلو الكلف جلاء قوياً. ابن ماسة: خرء العصافير يجلو وينقي ويذهب بالآثار الحادثة في الوجه. الطبري: وإذا ديف بلعاب إنسان وطليت به الثآليل قلعها.

عضرس:

الغافقي: قيل إنه الخطمي البري المعروف بشحم المرج. قال أبو حنيفة: هو نبت أشهب إلى الخضرة يحتمل الندى إحتمالاً شديداً وقيل هو من أجناس الخطمي وقيل هو من ذكور البقل لونه لون البقل فيه ملحة أي بياض وهو أشد البقل كله رطوبة. كتاب الرحلة: هو نبات تمنشي الشكل أبيض اللون دقيق الورق في تضاعيفه شبه الشوك دقيق ليس بالحاد وأصله خشبي وزهره إلى الزرقة في شكل القمع طعمه طعم الغاريقون حلاوة يعقبها مرارة يسيرة.

عضاه:

هو في اللغة إسم يقع على كل شجر من شجر الشوك أسماء مختلفة يجمعها العضاه والغضى الخالص منه ما عظم واشتد شوكه وما صغر من شجر الشوك فإنه يقال له العض والشربين، فإذا اجتمع جميع ذلك قيل لما له شوك من صغاره عض ولا يدعى عضاها فمن العضاه السمر والعرفط والسيال والقرظ والقتاد الأعظم والكنهبل والعوسج والسدر والغار والغرب فهذه عضاه أجمع.

عطشان:

هو النبات المسمى باليونانية دينساقوس وقد ذكرته في آخر حرف الدال المهملة.

عطب: هو القطن وسأذكره في القاف.

عطارد: هو السنبل الرومي من الحاوي وقد ذكر في السين المهملة.

عظام:

جالينوس: قوّتها محرقة تحلل وتجفف تحليلاً وتجفيفاً بليغاً، وقد زعم قوم أن هذه القوّة إنما هي لعظام الناس خاصة وإني لأعرف إنساناً كان يسقي عظام الناس محرقة من غير أن يعلم القوم الذين كانوا يشربونها ما الذي يشربون كيما لا ينفروا منه وتنفر أنفسهم عنه ويأبوه وكان هذا الرجل يشفي بهذه العظام المحرقة كثيراً ممن يصرع ومن به وجع المفاصل. ديسقوريدوس في الثانية: وقد يأخذ قوم ناب الكلب إذا عض إنساناً فيجعلونه في قطعة من جلد ويشدونه في العضد ليحفظ من شد عليه من الكلاب الكلبة. خواص ابن زهر: ناب الكلب إن علق على من يتكلم في نومه أزال عنه ذلك وإن علقت أنيابه على صبي خرجت أسنانه بلا وجع ولا تعب وإن علق نابه على من به يرقان نفعه ومن حمله معه لم تنبحه الكلاب. التجربتين: العتيقة منها إذا أحرقت نفعت القروح التي في الأعضاء اليابسة المزاج مثل الذكر والأنثيين وأشباههما ومتى كانت العظام أكثر تلززاً كانت منفعتها أبلغ. الشريف: إذا طبخت العظام البالية بالخل وصب طبيخها على الرأس قطع الرعاف، وإذا سحقت النخرة منها الموجودة في الحيطان وعجنت بماء ورد وضمد بها السلخ والقروح نفعها، وإذا ذر منها على الكل نفع منها نفعاً بليغاً، وإذا سحقت وعجنت بماء الشعير وطلي بها آثار الجدري غيرتها وأذهبتها، وكعب التيس إذ أحرق وشرب رماده بالسكنجبين حلل ورم الطحال وإذا شرب بعسل هيج الباه وإذا أحرقت العظام التي في سوق البقر وأفخاذها وشرب رمادها مع عصارته عصى الراعي قطع نزف الدم ونفع من استطلاق البطن وأما عظام الموتى إذا سحقت وسقيت صاحب حمى الربع دون أن يعلم العليل بذلك نفع منه مجرباً. الغافقي: ورماد العظام المحرق إذا سحق بخل وتضمد به نفع من حرق النار وكذا زعموا أن كعب ابن عرس إذا أحرق منه وهو حي وعلق على المرأة لم تحبل. خواص ابن زهر: وإن جعل سن الصبي أوّل ما يسقط قبل أن يقع على الأرض في صحيفة فضة وعلق على المرأة منع من الحبل وإن علق عظم إنسان ميت على الضرس الوجع سكن وجعه وأبرأه وإن علق على من به حمى الربع نفعه وإن أحرقت قلامة أظفار الإنسان العشرة وسقي إنسان رمادها عمل في روحانية المحبة والتألف، وإن أخذ ضرس إنسان وعظم الجناح الأيمن من الهدهد وجعل تحت رأس نائم لم ينتبه ما دام تحت رأسه، وإن علق شيء من أسنان التمساح التي من الجانب الأيمن منها على رجل زاد في جماعه، وأنياب الثعلب إن علقت على المصروع أو واحد منها برئ وإن دفنت جمجمة إنسان ميت عتيق في برج حمام كثر فيه الحمام، وضلع الضبعة العرجاء يعلق على رأس صاحب الشقيقة فينفعه الأيمن للأيمن والأيسر للأيسر، وكذا الناب للناب والضرس للضرس. قال: وفي طرف جناحي الديك عظمان مثقوبان إن علق الأيمن على من به الحمى الدائمة أبرأه، وهذان العظمان ينفعان الأعياء والتعب إذا علقا على إنسان أو بهيمة.

عظاية:

حيوان من جنس الجراذين يشبه الوزغ. ديسقوريدوس في الثانية: ومن الناس من يسميه خلقيديقي صورا أي صورا الذي من المدينة التي يقال لها خلقيس إذا شرب بشراب أبرأ من نهشته.

عظلم:

هو النبات الذي يتخذ منه النيلج. قال بعض علمائنا: هو الوسمة الذكر وسيأتي ذكرها في الواو.

عفاز:

زعم قوم أنه ثمرة قاتل أبيه وعندي فيه نظر لأن شيخنا أبا العباس النباتي قال في كتابه الموسوم بكتاب الرحلة: العفار معروف بمكة عند العرب، وبالمدينة عند سكانها، وكذلك عند أعرابها ورقه فيما بين ورق الترنج وورق الرند، وزهره أصفر نرجسي الشكل إلى الطول ما هو وله سنفة خرنوبية الشكل فيها ثمر لاط على قدر نوى الزيتون. لي: وهذه الصفة مباينة لصفة شجر قاتل أبيه فتأمله.

عفص:

ديسقوريدوس في ا: منه ما يؤخذ من شجره وهو غض صغير مضرس ملزز ليس بمثقب ويسمى أيفاقليس لأنه غض، ومنه ما هو أملس خفيف مثقب وينبغي أن يختار أيفاقليس لأنه أقوى من الصنف الآخر. جالينوس في 7: أما الأخضر من العفص وهو حصرمه فهو دواء يقبض جداً والأكثر فيه الجوهر الأرضي البارد، ولذلك صار مجففاً ويرد المواد المنصبة ويجمع ويشد الأعضاء الرخوة الضعيفة ويقاوم جميع العلل الحادثة عن تحلب المواد، ويمنع تحلبها وليوضع من اليبس في الدرجة الثالثة، ومن التبريد في الثانية، وأما العفص الأخر الذي كأنه أحمر رخو كبار فهو أيضاً يجفف إلا أنه أقل تجفيفاً من ذلك بحسب نقصانه عنه في قوة القبض ومتى طبخ العفص وحده وسحق ووضع كالضماد كان دواءاً نافعاً قوي المنفعة لجميع الأورام الحادثة في الدبر ولخروج المقعدة، وينبغي لنا نحن إذا احتجنا إلى القبض اليسير أن نطبخ العفص بالماء، ومتى أردنا التقبيض الشديد فينبغي أن نطبخه بالشراب، وإذا كانت أيضاً الحاجة إلى التقبيض أشد فليطبخ بشراب فيه عفوصة، وهذان النوعان كلاهما من العفص إذا أحرقا فقوتهما تقطع الدم والأمر في العقص المحرق معلوم أنه يكتسب من الحرق حرارة وحدة ويصير ألطف وأشد تجفيفاً من العفص الغير المحرق، وينبغي لك متى أردت أن تجعله يقطع الدم أن تشويه على الفحم ثم تطفئه بشراب. ديسقوريدوس: وكلاهما يقبضان قبضاً شديداً، وإذا سحقا أضمرا اللحم الزائد ومنعا الرطوبات من أن تسيل إلى اللثة واللهاة ونفعا من القلاع وما داخل العفص إذا وضع على المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها، وإذا أحرق على جمر وأطفئ بشراب أو بخل وملح قطع الدم، وقد يصلح طبيخ العفص ليجلس فيه لخروج الرحم وسيلان الرطوبات السائلة منها سيلاناً مزمناً، وإذا أنقع في خل أو في ماء سود الشعر، وإذا سحق وذر على ماء أو شراب وافق الذين بهم قرحة الأمعاء وإسهال مزمن ويوافقهم أيضاً إذا خلط بالطعام الملائم لهم، وإذا تقدم في سلقه بالماء الذي يطبخ فيه طعامهم، وبالجملة ينبغي أن يستعمل العفص حيث يحتاج إلى القبض والإمساك والتجفيف. ابن سينا: إذا طلي به مسحوقاً بالخل على القوابي ذهب بها. التجربتين: يجب أن يشرب لإمساك السيلانات بفصوص البيض النيمرشت أو بالصمغ العربي محلولاً في الماء لإضراره بالحلق، وإذا طبخ بالماء نفع ذلك الماء من نتوء الصبيان إذا كمد به مراراً، وإذا طبخ بالخل وطلي به الحمرة نفع منها في ابتدائها ومنع النملة أن تسعى إذا طليت به أيضاً. إسحاق بن عمران: وإذا وضع مسحوقاً ناعماً ونفخ في الأنف قطع الرعاف، وإذا سحق بخل ثقيف وطلي منه على السلاق الذي يكون في الفم أزاله.

عقيق:

أرسطوطاليس: هو أجناس كثيرة ومعادنه كثيرة ويؤتى به من بلاد اليمن وسواحل بحر رومية وأحسنه ما اشتدت حمرته وأشرق لونه، وفي العقيق جنس أقلها حسناً وإشراقاً يشبه لونه لون الماء الذي يتحلب من اللحم إذا ألقي عليه الملح وفيه خطوط بيض خفية من تختم به سكنت روعته عند الخصام وانقطع عنه نزف الدم من أي موضع كان من البدن وخاصة النساء اللواتي يدمن الطمث، ومن أخذ نحاتته من أي لون كان فذلك بها أسنانه أذهب الصدأ، والحفر عنها وبيضها ومنع الأسنان أن يخرج من أصولها الدم. غيره: محرقه يمسك الأسنان المتحركة ويثبتها.

عقرب:

ديسقوريدوس في الثانية: إذا أخذ نيئاً ودق وسحق ووضع على لسعة العقرب أبرأها وقد يشوى ويؤكل فيفعل ذلك أيضاً. الشريف: إذا اكتحل برماده نفع من ضعف البصر، وإذا سحق العقرب محرقاً وخلط بمثل نصف وزنه خرء فأر واكتحل به أحد البصر ونفع من جرب العين، وإن سحق عقرب كبير أسود بعد تجفيفه مع خل وطلي به البرص نفع منه وأبرأه، وإذا أحرق في زيت حتى يحترق ودهنت به القروح الخبيثة العسرة الاندمال وذر عليها سحيق العقرب المحرقة نفعها وأبرأ منها، وإذا أحرق العقرب ثم وزن بعد حرقه كان وزنه ثمان عشرة حبة لا تزيد حبة. عبد الرحمن بن الهيثم: إن أخذ عقرب واحدة وقد بقي في الشهر ثلاثة أيام أو أربعة وجعل في إناء وصب عليها زيت وسدّ رأس الإناء وترك حتى يأخذ الزيت قوتها، ثم يدهن به من به وجع الظهر والفخذين فإنه يبرئه، وقيل: إن طلي من هذا الدهن على البواسير الظاهرة جففها وأسقطها، وإن أخذت عقرب ميتة وجعلت في خرقة وعلقت على المرأة التي تسقط أولادها لم يسقط الجنين وحفظه الله عليها. ابن ماسويه في كتابه الجامع: ينبغي أن تحرق العقارب ومعها قليل كبريت. غيره: رماد العقارب المحرقة يفتت الحصاة وكذا المعجون المتخذ منه. قال ابن سينا في الثالثة من القانون: وأما رماد العقارب فيدبر بأن تطين قارورة ثخينة تطين الحكمة ثم يجعل فيها العقارب في تنور حارة ليلة أو أقل من غير مبالغة في الإحتراق ويرفع من الغد والزجاج خير من الخزف الناشف الآخذ للقوة. لي: إذا قليت عقرب في زيت حتى يحترق وطلي بذلك الزيت موضع داء الثعلب أنبت فيه الشعر مجرب.

عقرب بحري:

الزهراوي: عقرب البحر هو حوت صغير أغبر اللون إلى الحمرة في رأسه شوكة بيضاء بها يضرب وجسمه كثير الشوك رأسه أكبر من جسده، رأيته وأخذته فلسعني في يدي وآلمني ألماً شديداً كألم العقرب البري أو أشد. ديسقوريدوس في الثانية: سفرنيوس بالاسيوس هو حيوان بحري يسمى باسم العقرب مرارته توافق الماء الذي في العين والغشاوة والقرح الذي يسمى لوقوما العارض في العين.

عقربان:

شجارو الأندلس يسمون بهذا الإسم الدواء المسمى باليونانية سقولوفندريون، وقد ذكرته في حرف السين.

عقار كوهان:

وعقار كوهن وتأويله رأس أصل الكاهن أو دواء الكاهن ويقال: إنه العاقر قرحا، وقد تقدّم ذكره في هذا الحرف.

عقيد العنب: هو الميبختج وهو الرب أيضاً المتخذ منه.

عقاب:

الشريف: طائر معروف من جوارح الطير وهو أكبر في جثته من البازي بكثير وخلقهما واحد ولحمه حار يابس إذا أكل كان بمنزلة لحم البقر، ومرارته إذا اكتحل بها نفعت من ابتداء الماء النازل في العين ويحدّ البصر، وإذا بخر بريشه نفع من اختناق الأرحام، وإذا لطخ على الكلف والبثور في الوجه يزيله ويذهبه وينفع منها. جالينوس في 15: زرق البازات والعقبان فيها فضل حدة، وقد زعم قوم أنها تحلل الخنازير.

عقعق:

طائر معروف لحمه حار يابس رديء الكيموس. جالينوس: زعم قوم أن زبل العقعق ينفع من الربو وهو مبطل في قوله.

عكوب:

ديسقوريدوس في الرابعة: سلوين هي شوكة عريضة لها ورق شبيه بورق الأبيض من النبات الذي يقال له خامالاون ويسلق في حدثان ما ينبت ويؤكل بالزيت والملح والدمعة المستخرجة من الأصول إذا شرب منها مقدار درهمين بالشراب الذي يقال له ماء القراطن هيج القيء. التميمي: العكوب تأكله الناس بالشام وغيرها وهو نوع من الشوك الذي ترتعيه الجمال، وهذه الشوكة لها قلب يعلو من الأرض نحواً من ذراعين ولها ورق عريض واسع أخضر مجزع ببياض كأنما قد نفش ذلك التجزيع والورقة من ورقه مشوكة الحروف يلذع شوكها اليد ممن يمسها، وقد يثمر في رأس قضيبه ثمرة مستديرة إلى الطول ما هي حرشفية ملتبسة بشوك كأمثال ما دق من الإبر داخلها وهي غضة رطبة طيبة تقلى وتؤكل، وإذا عسا ثمرها فقد يتكوّن في تلك الثمرة إذا هي فتحت وأزهرت زهر أحمر اللون ويلقى ذلك الزهر ويتكوّن مكانه بزر شبيه بحب القرطم يكون بين تضاعيفه زغب أبيض مثل زغب الباذرود، وهذا البزر يضرب في لونه إلى الغبرة والخضرة في لبه دهانة، وقد يحمص ويؤكل وهو لذيذ الطعم، ويتنقل به على النبيذ، وهذا البزر طبعه حار يابس في الدرجة الثانية، وشجرته إذا كانت خضراء فإنها حارة في الدرجة الأولى رطبة في الثانية، وقد تلقط تلك الجمجمة التي تكون في رأس قلب هذه الشجرة وهي غضة رطبة من قبل أن يعسو ويصلب ما عليها من الشوك يلتقطها الفلاحون ويسمونها العكوب، وتباع للنصارى في أيام صومهم فينقون ما كان على كل ثمرة منها من الشوك لقطاً بالمقاريض فإذا لم يبق عليها شيء من الشوك سلقوه سلقة خفيفة ثم يهرقون ماءه ويمرغونه في دقيق حواري، وقد خلط فيه ملح مسحوق كمثل الذي يمرّغ فيه السمك الطري، ويكون في ذلك الدقيق شيء من الزعفران قد خلط به موم ثم يقلونه بزيت أنفاق أو بالشيرج كما يقلى السمك ويأكلونه، يفعل ذلك النصارى في أيام تحريمهم اللحم وكثير من المسلمين يأكلونه أيضاً كذلك، وقد يولد الإدمان على أكله كيموساً غليظاً، فأما بزره الذي يقلى ويتنقل به على الشراب فإنه لذيذ الطعم، وقد تعقر أصول شجره إذا غشا وبزره فيخرج منه رطوبة تنعقد وتصير صمغاً وهو الصمغ المسمى صمغ الكنكرزد وطبعه مغث مقيئ للمرة الصفراء والبلغم الغليظ ومرة سوداء في الأحيان وقد ينتفع به. لي: ذكرت صمغ الخرشف في الصاد.

عكنة:

وهي اللعبة البربرية أيضاً وهي السورنجان بلا شك، ولقد وهم فيه من ظن أنه غير السورنجان وأكثر نباته يكون بالديار المصرية بثغر الإسكندرية، ومنها يحمل إلى الشام جميعه وتعرفه عامّة مصر بالعكنة، ونحن في بلاد الأندلس نعرف هذا النوع بالسورنجان الدقيق، وينبت عندنا بالجبال وهو أيضاً موجود بإفريقية والنساء بديار مصر تشربه للسمنة مع عروق المستعجلة وهو مأمون لا يجدون منه مضرّة ألبتة. الرازي: العكنة تزيد في الباه وتحمر الوجه وتحسنه إذا شربت في الأسوقة لا تخطئ إلا أنها ربما هيجت أمراضاً حادة ويبلغ من قوتها أنها ربما أعقبت حمرة لون قانية مثل الشامة في الوجه والرأس والمفاصل.

عكير:

الغافقي: ليس هو وسخ الكوائر كما زعم ابن سمحون وابن واقد وغيرهما، ووسخ الكوائر هو شيء أسود ويوجد في حيطان الكوائر ملطخاً، وهو أول ما يضع النحل ثم يبنى الشمع عليه، وأما العكير فهو شيء كالخبيص ليس بشمع ولا عسل، وإذا غمزته تفرق وليس بشديد الحلاوة وتجيء به النحل على أعضادها وسوقها كما تجيء بالشمع، ويقال: عكير وأكثر ما يكثر منه النحل في السنة المجدبة ويوجد في أفواه الكوائر، ومداخل النحل ومخارجها، ويؤكل كما يؤكل الخبز فيشبع وهو مفسد للعسل والناس يكرهونه لذلك.

عكرش:

زعم قوم أنه الثيل نفسه، وقال آخرون: إنه النوع القصبي منه المسمى فالامغرسطس، ومنهم من زعم أن العكرش نوع من الحرشف. وفي الكتاب الحاوي العكلش هو النبات المسمى باليونانية أرارانوطاي وهي العشبة المقدسة، وقال في موضع منه أنه ألنيطاقلن، وقال فيه إنه النبات المسمى باليونانية أفاراني وهو البلسكي بالعربية. وفي موضع آخر من كتاب الرحلة العكراش إسم عربي وهو عند العرب بالحجاز البكرش مخصوص بنوع من النبات منبسط على الأرض عدسي الشكل له زهر دقيق يخلف بزراً على قدر الجاورس في غلفه حمصي الشكل طعمه طعم البقل الحمصي أول الإسم عين مكسورة بعدها كاف ساكنة ثم راء مكسورة بعدها شين معجمة.

عليق:

ديسقوريدوس في الرابعة: باطس وهو العليق نبات معروف. إسحاق بن عمران: وورقه مشاكل لورق الورد في خضرته وشكله وخشونته وله ثمر شبيه بثمر التوت. جالينوس في 6: ورق هذا النبات وأطرافه وزهره وثمرته وأصله جميعاً فيها طعم قابض بين إلا أنها مختلفة في هذا الطعم فالورق منه خاصة الطري الغض لما كانت المائية فيه كثيرة صار قليل القبض، وكذا أطرافه وبهذا السبب متى مضغت شفت القلاع وغيره من قروح الفم وهي أيضاً تدمل الجراحات كلها لأن مزاجها مركب من جوهر أرضي بارد، ومن جوهر مائي فاتر، وأما ثمرته فإنها إن كانت نضيجة فإن الأكثر فيها يكون الجوهر الأرضي، ولذلك تكون غضة وتجفف تجفيفاً شديداً وكلاهما يجففان ويحفظان فإذا جففا كانا أشد تجفيفاً منهما إذا كانا رطبين وزهرة العليق أيضاً قوتها هذه القوة بعينها الموجودة في ثمرته وينفع على ذلك المثال من قروح الأمعاء واستطلاق البطن ولضعف قوة الأمعاء ولنفث الدم، وأما أصل العليق مع قبضه ففيه جوهر لطيف لشر بيسير فهو لذلك يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين. ديسقوريدوس: وورقه قابض مجفف وأغصانه إذا طبخت مع الورق صبغ طبيخها الشعر، وإذا شرب عقل البطن وقطع سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم ويوافق نهش الدابة التي يقال لها قرسطس وهي حية لها قرنان، وإذا مضغ الورق شدّ اللثة وأبرأ القلاع، وإذا تضمد بالورق منع النملة من أن تجري في البدن وأبرأ قروح الرأس الرطبة ونتوء العين والظفرة والبواسير الناتئة في المقعدة والبواسير التي يسيل منها الدم وإذا دق الورق ناعماً ووضع على المعدة العليلة والضعيفة التي تسيل إليها المواد وافقها وعصارة الورق إذا جففت في الشمس كانت في فعلها قوية وعصارة ثمره إذا كان ناضجاً تاماً توافق أوجاع الفم، وإذا أكل ثمره ولم يستحكم نضجه عقل البطن، وأما زهره إذا شرب بالشراب عقل البطن، وأما عليق أنداء وهو نبات في الجبل المسمى أنداء، وإنما نسب إلى هذا الجبل لأنه كثير فيه فهو ألين أغصاناً بكثير من العليق الذي وصفناه قبل هذا، وفيه شوك صغار وربما لم يكن فيه شوك ألبتة. الغافقي: يشبه النسرين وله ثمر أحمر كثمر الورد. ديسقوريدوس: وفعل هذا العليق شبيه بفعل العليق الذي وصفناه قبل هذا إلا أنه يفضل على ذلك بأن زهر هذا إذا دق ناعماً مع العسل ولطخ على العين نفع من الورم الحار العارض لها، وإذا لطخ على الحمرة سكنها، وقد تسقى الزهرة بالماء لوجع المعدة. الشريف: وإذا دق ورق العليق مع أطرافه الغضة وضمد بها سحج الفخذين في الاسسفار نفع من ذلك وحيا، ويتخذ منه شياف ينفع من جميع علل العين الظاهرة فيها وفي أجفانها، وصفة الشياف الذي يتخذ منه يدق غضه ويعصر ويصفى ويسحق على صلاية إلى أن يسخن ويحلل الصمغ العربي بماء ويصفى، ويمزج منه القليل ويشيف ويرفع لوقت الحاجة.

عليق الكلب:

وهو عليق العدس ويسمى في بعض الجهات بورد السباج ونسرين السباج أيضاً. ديسقوريدوس في ا: هو تمنش أكبر من العليق بكثير شبيه في عظمه بالشجر وورقه أعرض من ورق الآس، وفي أغصانه شوك صلب وله زهر أبيض وثمر طويل شبيه بنوى الزيتون إذا نضجت احمرت وفي داخلها شيء شبيه بالصوف. جالينوس في 7: ثمرة هذا النبات تقبض قبضاً قوياً، وأما ورقه فيقبض قبضاً يسيراً، وإذا كان كذلك فالوجه بالانتفاع بكل واحد منهما معلوم، وينبغي أن يحذر ما في ثمرته من الزغب الشبيه بالقطن فإنه صار ينكي قصبة الرئة. ديسقوريدوس: والثمر إذا جفف ونزع داخله منه لإضراره بقصبة الرئة ثم طبخ بالشراب وشرب عقل البطن. غيره: ويمسك البول أيضاً.

علس:

هو الأشغالية بعجمية الأندلس. ديسقوريدوس في الثانية: راا هو صنفان أحدهما يوجد فيه حبة والآخر يوجد فيه حبتان، والخبز المعمول منه أقل غذاء من خبز الحنطة. جالينوس في 6: قوة أنواعه قوة وسط بين قوة الحنطة والشعير، فهو بهذا السبب يقرب من ذينك. غيره: إذا طبخ بالماء وجلس في مائه من به البواسير سكن وجعها وحرقتها.

علك:

جالينوس في 8: جميع أنواع العلك تسخن وتجفف، وإنما خالف بعضها بعضاً من قبل أن في كل واحد منها من الحرافة والحدة في الطعم والحرارة في القوة مقدار أكثر ومقدار أقل، ومن طريق أن بعضها قليل اللطافة وبعضها كثير اللطافة وبعضها فيه قبض وبعضها لا قبض فيه، وأفضل أنواع العلك وأولاها بالتقديم علك الروم وهو المصطكي، وذلك أنه مع ما فيه من القبض اليسير الذي به صار نافعاً لضعف الكبد والمعدة، ورقه فيه أيضاً تجفيف لا أذى معه، وذلك أنه لا حدّة له أصلاً وهو لطيف جداً، وأما سائر أنواع العلك فأجودها علك البطم وليس لهذا العلك قبض معروف مثل قبض المصطكي وفيه مع هذا شيء من المرارة وبسبب هذا يحلل أكثر من تحليل المصطكي ولمكان هذا الطعم أيضاً صار في هذا العلك شيء يجلو حتى أنه يشفي الجرب، وذلك لأنه يجذب من عمق البدن أكثر من الأنواع الأخر من أنواع العلك لأنه ألطف منها، وأما العلك الذي يكون من النوع المسمى من أنواع الصنوبر قوقا، والعلك الذي يكون من شجر الصنوبر المسمى سطرموليا وهو الصنوبر الكبار فهما أشد حرافة وحدّة من علك البطم، ولكنهما ليسا يحللان ولا يجذبان أَكثر منه، وعلك الصنوبر الكبار في هذه الخصال أشد وأكثر من علك الصنوبر المسمى قوقا، فأما علك الصنوبر الصغار وعلك الشجرة المسماة لاطي فهما وسط بين الأمرين لأنهما أحد من علك البطن وأقلّ حدّة من علك قوقا وعلك الصنوبر الكبار، ولعلك البطم مع هذا شيء من اليبس وبعده في اليبس المصطكي، وأما علك السرو فله حرافة وحدّة والعلك المسمى لاركس هو أيضاً شبيه بعلك البطم. ديسقوريدوس في ا: وصمغ شجرة الحبة الخضراء يؤتى به من بلاد الغرب، ومن البلاد التي يقال لها بطرا وقد يكون بفلسطين وسوريا وبقبرس وبلينوي وبالجزيرة التي يقال لها قليقلاوس، وهو أجودها. وهذه صفته هو أصفاها ولونها أبيض شبيه بلون الزجاج مائل إلى لون السماء طيب الرائحة تفوح منها رائحة الحبة الخضراء، وأجود هذه الصموغ صمغ شجرة الحبة الخضراء وبعده صمغ المصطكي وبعده صمغ بنطوقنداس وهو التنوب وهو شجرة قضم قريش وبعده صمغ الشجرة التي يقال لها لاطي، وبعده صمغ قوقا وهو الأرز وصمغ الصنوبر، وكل واحد من هذه الصموغ مسخن ملين مذوب منق موافق للسعال وقرحة الرئة ونفث الدم منق لما في الصدر إذا لعق وحده أو بعسل مدر للبول منضج ملين للبطن موافق لالتزاق الشعر بالجفون، وإذا خلط بزنجار وقلقنت ونطرون كان صالحاً للجرب المتقرح والآذان التي تسيل منها رطوبات، وإذا خلط بعسل وزيت يصلح لحكة القروح مثل الأنثيين والرحم، وقد يقع في أخلاط المراهم والأدهان المحللة للأعياء، وينفع من أوجاع الجنب إذا تمسح به وحده، وإذا تضمد به كان نافعاً من الخراج والجراحات وغيرها من الأدواء وأجود هذه الصموغ ما كان صافياً يبرق، ومن صمغ التنوب وصمغ قوقا وهو الأرز ما يكون رطباً ويؤتى به من غالاطيا، ومن البلاد التي يقال لها هونيا وقد كان يؤتى به أيضاً فيما مضى من البلاد التي يقال لها قولوفون، ولذلك سمي ما أتى به من تلك البلاد قولوفنيا وقد يؤتى منه بشيء من غالاطيا ومن البلاد التي يقال لها بلاد السرو، وتسميه أهل تلك البلاد لارقس، عظيم المنفعة من السعال المزمن إذا لعق منه وحده، وهذه الصموغ الرطبة هي مختلفة الألوان،  وذلك أن منها ما لونه أبيض ومنها ما لونه زيتي ومنه ما يشبه لونه لون العسل مثل لارقس، وقد تكون أيضاً من السرو صمغة رطبة تصلح لما ذكرناه، وقد يوجد من يابس هذه الصموغ ما يكون من الصنوبر ومن الأرز ومن التنوب ومن الشجرة التي يقال لها لاطي، واختر منها أطيبها رائحة صافي اللون لا يابساً ولا رطباً يشبه الموم هين الإنفراك وأجودها صمغ التنوب وصمغ لاطي لأنهما طيبا الرائحة ورائحتهما تشبه رائحة الكندر، وقد يؤتى من هذه الصموغ بضروب من الجزيرة التي يقال لها مطروشيا وهي بلاد إسبانيا، وأما صمغ قوقا وهو الأرز وصمغ الصنوبر وصمغ السرو فإنها أضعف من صمغ التنوب وصمغ لاطي وليس لها من القوة ما لتلك غير أنها تستعمل في كل ما تستعمل فيه تلك، وأما المصطكي فإن قوّته قريبة من صمغة الحبة الخضراء، وقد يطبخ ما كان من هذه الصموغ رطباً في إناء يسع 4 أضعاف الرطوبة التي تصير فيه، فينبغي أن يصير في إناء نحاس من الصمغ 9 أرطال ومن ماء المطر ثمانية عشر رطلاً ويطبخ طبخاً رفيقاً على جمر ويحرك حركة دائمة إلى أن تبطل رائحته ويجف جفوفاً شديداً ويهون انفراكه حتى ينفرك بالأصابع، ثم يبرد ويوعى في إناء من خزف غير مقير، وهذا الصمغ إذا طبخ ابيض واشتد بياضه، وينبغي أن يتقدم في تصفية كل واحد من هذه الصموغ أيضاً ما كان منه رطباً ويطبخ على جمر بلا ماء طبخاً رقيقاً أولاً، فإذا قرب من الانعقاد يوضع تحته جمر كثير ويطبخ طبخاً دائماً ثلاثة أيام وثلاث ليال حتى يصير إلى الحد الذي وصفنا آنفاً ثم يوعى أيضاً كما وصفنا، وأما ما كان من هذه الصموغ يابساً فإنه يكتفي فيه بأن يطبخ النهار كله من أوّله إلى آخره ثم يوعى، وقد ينتفع بهذه الصموغ المطبوخة في المراهم الطيبة الرائحة والأدهان المحللة للأعياء وفي تلوين الأدهان، وقد يجمع دخان هذه الصموغ مثل ما يجمع دخان الكندر ويصلح لصنعة الأكحال التي تحسن هدب العين والمآقي المتآكلة والأشفار الساقطة والدمعة وقد يعمل منه مداد يكتب له. إسحاق بن عمران: علك الأنباط وهو علك شجرة الفستق ولونه أبيض كمد، وطعمه فيه شيء من مرارة ويلقيه الشجر في شدة الحرّ وهو حار يابس في الدرجة الثالثة يحلل وينقي الأوساخ وينفع الحكة العتيقة ويجذب البلة من داخل الجسد، وينزل البول وينفع من السعال ووجع الصدر العارض من الرطوبة وخاصة الرطوبة المنحدرة إلى صدور الصبيان، وبدل صمغ الأنباط صمغ البطم أو صمغ الضرو. غيره: يجذب السلاء والشوك وما ينشب في البدن وينبت اللحم في القروح إذا خلط في المراهم وصمغ أكرامتنا حار يابس يحلل الرياح ويطردها ويحلل الأورام الصلبة. الشريف: والراتينج هو صمغ شجرة الصنوبر وهو ثلاثة أنواع فنوع منه سيال لا ينعقد، ومنه نوع آخر صلب ساذج، ومنه نوع ثالث صلب بعد طبخه بالنار، وهو الذي يسمى قلقونيا، وإذا أذيب بالنار إلى أن ينسبك ويصب على جزء منه مثله زيت البزر وضمدت به الثآليل التي قد تدلت عن المقعدة وقد أعيت الأطباء نفع منها وأبرأها بتوالي ذلك عليها إلى أن تسقط، وينفع هذا الدهن من شقاق الكعبين، وإذا بلت في خرق وجففت في الشمس ثم دخن بها صاحب الزكام البارد أزاله وحيا، وإذا بخر به صاحب الحمى المزمنة أبرأها، وإذا سحق وشرب منه نصف مثقال في بيضتين خفاف على الريق نفع من السعال والربو وقروح الرئة، وإذا أخذ منه جزء ومن بعر الأرنب والزرنيخ الأحمر والشحم من كل واحد نصف جزء وديف الكل حتى يذوب على نار لينة ثم يقرص الكل أقراصاً كل قرص من نصف مثقال ويتبخر به عند الحاجة إليه بقرص واحد على نار رقيقة بقدح من أنبوب قصب أو قمع نفع ذلك من السعال يبخر بها في اليوم ثلاث مرّات ويتحسى العليل دخانها فإنه عجيب في نفعه من السعال وقروح الرئة، وإذا أخذ منه جزء فسبك بالنار، ثم صب عليه مثله زيت بزر ومثل نصف جزء أسفيذاج وأنزل عن النار واستعمل كان مرهماً عجيباً للجراحات ملزقاً لحديثها مجففاً لعتيقها، وإذا سحق منه درهمان وذر عل حسو نخالة وتحسى الكل 7 أيام متوالية نفع من السعال المزمن وقروح الرئة والشهدية وجففها ونفع منها. ابن سينا: ينبت اللحم في الأبدان الجاسية لكنه يهيج الأورام التي في الأبدان الناعمة وقد تبرأ به القروح مع الجلنار والعروق ونحوها.

علق:

الشريف: ينفع تعليقاً على الأعضاء الضعيفة التركيب مثل أن تركب فوق الآماق والوجنتين والساقين والمواضع الآلمة لأنها تقوم مقام الحجامة لا سيما في الأطفال والنساء وأهل الرفاهية، وذلك أن العلقة إذا علقت على نفس العضو الذي فيه الملكونيا والقروح الخبيثة مصت منها الدم الفاسد، وكذا تعليقها في الأصداغ فتجذب بمصها الدم الفاسد في الأجفان، وإذا أحرقت العلق ثم عجن رمادها بخل ثقيف ثم طلي به على موضع الشعر النابت في الأجفان بعد تنقيته منعه أن ينبت. ومن خواص العلق أنه إذا بخر به حانوت الزجاج تكسر جميع ما فيه من الزجاج.

علك: هي صمغة تعلك أي تمضغ.

علقى: قيل إنه النبات المسمى أوشيرس وقد ذكرته في الألف.

علك يابس: هي القلفونيا، وقد ذكرت فيما مضى.

علقم:

هو قثاء الحمار تعرفه الناس كلهم بهذا الإسم. قال أبو حنيفة: العلقم الحنظل وكل ذي مرارة علقمة. كتاب الرحلة: هو إسم عربي مشهور ويوقعونه ببلاد الحجاز اليوم على نبتة ورقها شبيه بورق الكرمة البيضاء وزهرها كذلك يمتد على الأرض حبالاً وثمره على قدر الصغير من الخيار الشتوي، ولونه ما بين الخضرة والبياض وفيه طرق خضر عليها شوك دقيق ظني أنها اللويفة تكون بصعيد مصر كشوك الخيار، والبزر داخل الثمر دون شحمه على شكل ما في داخل الخيار وطعمه كطعم القثاء والخيار المر.

علجان:

قال أبو حنيفة: نباته الرمل والسهل وهو خيطان دقاق خضر جداً مظلمة تضرب إلى الصفرة جرداء وتكون كعقدة الأشنان وله نوار أصفر تأكله الحمير فتصفر أسنانها ولا تأكله الإبل والغنم إلا مضطرة. وفي كتاب الرحلة: هو عند عرب إفريقية إسم عربي ببلاد أفريقية للنبات المسمى بالقراح وسأذكره في القاف.

عاث: هو النبات المسمى باليونانية خندريلي، وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.

عنبر: 

ابن حسان: العنبر هو روث دابة بحرية، وقيل هو شيء ينبت في قعر البحر فتأكله بعض دواب البحر فإذا امتلأت منه قذفته رجيعاً وهو في خلقته كالعظام من الخشب، وهو دسم خوار دهني يطفو على الماء ومنه ما لونه إلى السواد وهو مبذول وهو جاف قليل النداوة وهو عطر الرائحة مقو للقلب والدماغ نافع من الفالج واللقوة وأمراض البلغم الغيظ، وهو سيد الطيب واختباره بالنار. ابن سينا: العنبر فيما يظن نبع عين في البحر، والذي يقال إنه زبد البحر أو روث دابة بعيد، وأجوده الأشهب القوي السلايطي ثم الأزرق ثم الأصفر، وأردؤه الأسود ويغش من الجص والشمع واللاذن والمندة وهو صنفه الأسود الذي كثيراً ما يوجد في أجواف السمك الذي تأكله وتموت، وهو حار يابس يشبه أن تكون حرارته في الدرجة 2 ويبسه في الأولى ينفع المشايخ بلطف تسخينه، ومن المندة صنف يخضب اليد ويصلح ليتبع به نصول الخضاب وينفع الدماغ والحواس وينفع القلب. وقال في الأدوية القلبية: فيه متانة ولزوجة وخاصية شديدة في التقوية والتقريح معاً وتعينها العطرية القوية، فهو لذلك مقو لجوهر كل روح في الأعضاء الرئيسة مكثر له وأشد اعتدالاً من المسك، وقد عرفت موجب هذه الخصال التي هي عطرية مع تلطيف ومتانة ولزوجة. ابن رضوان: العنبر ينفع من أوجاع المعدة الباردة ومن الرياح الغليظة العارضة في المعي ومن السدد إذا شرب، وإذا طلي به من خارج ومن الشقيقة والصداع الكائن عن الأخلاط الباردة إذا بخر به، وإذا طلي به، ويقوي الأعضاء ويقاوم الهواء المحدث الموتان إذا أدمن شمه والبخور به وإذا شرب. التميمي: وقد تضمد به المفاصل المنصب إليها الرطوبات ورياح البلغم فينتفع به منفعة بينة، ويقوي رباطاتها ويحلل ما ينصب إليها من الرطوبة، وقد يسعط منه محلولاً ببعض الأدهان المسخنة كدهن المرزنجوش أو دهن البابونج أو دهن الأقحوان أو دهن الجماجم، فيحلل علل الدماغ الكبار العارضة من البلغم الغليظ والرياح ويفتح ما يعرض في لفائفه من السدد ويقويه على دفع الأبخرة والرطوبة المتراقية إليه، ويتخذ منه شمامات على مثال التفاح يشمها من يعرض له الفالج واللقوة والكزاز فينتفعون بشمها، ويدخل في كثير من المعاجين الكبار والجوارشنات الملوكية. التجربتين: دخنته نافعة من النزلات الباردة مقوية للدماغ وإذا حل في دهن البان نفع من جميع أوجاع العصب والخدر إذا دهن به فقار الظهر وهو مقو لفم المعدة إذا غمس فيه قطنة ووضع عليها، وينفع مأكولاً من استطلاق البطن المتولد عن برد وعن ضعف المعدة. وبالجملة فهو مقو للأعضاء العصبية كلها. غيره: إن طرح منه شيء في قدح شراب وشربه إنسان سكر سكراً سريعاً.

عنبا:

الشريف: هو نبات هندي لا يكون نابتاً بغير الهند والصين وهو شجر ذو ساق غليظة وأغصان وأوراق شبيه بشجر الجوز سواء، وله ثمر يشبه المقل الأندلسي وأهل الهند يجمعونه إذا كمل عقده ويكبسونه بالملح والماء ويعمل بالخل، ويكون طعمه كطعم الزيتون سواء، وهو أجل الكوامخ المأكولة عندهم ويشهي الطعام، وإذا أديم أكله حسن رائحة العرق وقطع رائحة الأحشاء.

عنب الثعلب:

منه بستاني وهو القنا بالعربية والبرنوف والبلبان وتعرفه عامتنا بالأندلس بعنب الذئب، ومنه ذكر وهو الكاكنج وهو صنفان منه بستاني، وهو الذي تعرفه عامة الأندلس وبالمغرب بحب اللهو ومنه بري جبلي ويعرف بالعنب وتعرفه الناس بالأندلس بالغالية، وكثيراً ما يتخذونه في الدور وهو منوم ومنه مجنن ديسقوريدوس في الرابعة: البستاني منه ما هو تمنش قد يؤكل وليس بعظيم وله أغصان كثيرة وورق لونه إلى السواد أكبر وأعظم وأعرض من ورق الباذروج وثمر مستدير ولونه أخضر وأسود، وإذا نضج احمر، وإذا أكل هذا النبات لم يضر أكله. جالينوس في 8: جميع الناس يعرفونه ويستعملونه في العلل المحتاجة إلى القبض والتبريد لأنه يقدر أن يفعل الأمرين. كلاهما في الدرجة الثانية. ديسقوريدوس: له قوة قابضة مبردة، ولذلك إذا تضمد بورقه مع السوبق وافق الحمرة والنملة، وإذا دق ناعماً وتضمد به أبرأ الغرب المنفجر والصداع ونفع المعدة الملتهبة، وإذا دق دقاً ناعماً وخلط بالملح وتضمد به حلل الأورام العارضة في أصول الآذان، وماؤه إذا خلط بأسفيذاج الرصاص والمرادسنج ودهن الورد كان صالحاً للحمرة والنملة، وإذا خلط به الخبز وافق الغرب المنفجر، وإذا تضمد به رؤوس الصبيان مع دهن ورد وأبدل ساعة بعد ساعة نفع من الأورام العارضة في أدمغتهم، وقد يداف به الشياف المعمول لسيلان الرطوبات الحادة من العين بدل الماء وبدل بياض البيض، وإذا قطر في الأذن نفع من وجعها وإذا احتملته المرأة في صوفة قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم. حبيش بن الحسن: أما عنب الثعلب فممزوج فيه قوة حارة يسيرة يقرب من الاعتدال ويبس فيه خفي غير أن فيه قوة خاصة في تحليل الأورام الباطنة في أعضاء الجوف، ومن ظاهر إذا شرب مدقوقاً معصوراً ماؤه غير مغلي بالنار مصفى ومقدار ما يشرب منه أربعة أواق بالسكر، وإن مزج بغيره من ماء الرازيانج والهندبا والكشوث بمقدار ما يصير من مائه أوقيتان، وكذا كل واحد من ماء هذه البقول الثلاثة مغلي مصفى، وهذه البقول إذا مزجت مياهها كان لها نفع في تحليل الأورام الباطنة التي تكون في الكبد والطحال وورم الحجاب الذي يكون بين الكبد والطحال، ومن الورم الذي في المعدة ومن بدو الماء الأصفر. الإسرائيلي: ومن الواجب أن لا يقصد العلاج به في ابتداء حدوث الأورام لأن الأورام في ابتدائها تحتاج إلى تقويته أكثر من تلطيفه مثل لسان الحمل وعصي الراعي، وأما عنب الثعلب فليس كذلك لأن تلطيفه أكثر من تقويته ولذلك وجب أن لا يستعمل إلا في آخر العلل. إسحاق بن عمران: وإذا حقن بمائه من به الموم برد جسمه وأطلق بطنه بعفوصته وأكله مسلوقاً ينفع من الأورام الحارة العارضة للكبد. التجربتين: يسكن العطش شرباً وضماداً، وإذا خلط ماؤه بالأسفيذاج نفع من حرق النار طلاء، ونفع من الجدري المتقرح ويسكنه ويجففه، وإذا درس كما هو ووضع على السرطان المتقرح سكنه، وإذا تمودي عليه أضمره ومنع قروحه من أن تسعى. غيره: أكل ثمرته يقطع الاحتلام. ديسقوريدوس: وقد يكون صنف آخر من عنب الثعلب ويسمى النفقاين وهو الكاكنج ورقه شبيه بورق الصنف الأول إلا أنه أعرض منه، وقضبانه بعد أن تطول تميل إلى أسفل وله ثمر في غلف مستديرة شبيهة بالمثانة حمر مستديرة ملس مثل حب العنب، وقد يستعمل في الأكاليل وقوته شبيهة بقوة الصنف الأول، غير أن هذا الصنف لا يؤكل، وثمرة هذا النبات تنقي اليرقان بإدرارها البول. جالينوس: قوة ورقه شبيهة بقوة عنب الثعلب النابت في البساتين وثمرته تدر البول، ولذلك قد تخلط هذه الثمرة وهي حب الكاكنج في أدوية كثيرة تصلح للكبد والكليتين والمثانة. حبيش: الكاكنج صنفان جبلي وبستاني، والجبلي أفضل في العلاج وأشبه بعنب الثعلب البستاني.

الشريف: الكاكنج ينفع من الربو واللهب وعسر النفس شرباً، وإذا ابتلع من حبه مثقال في كل يوم شفى من اليرقان بإدراره البول، ويقال: إن المرأة إذا ابتلعت من حبه بعد طهرها 7 أيام في كل يوم 7 حبات منعت الحبل. ديسقوريدوس: وقد يستخرج عصارة هذا الصنف الأول والثاني ويجففان في الظل للخزن وفعلهما واحد. قال: ومن عنب الثعلب صنف ثالث يقال له المنوم وهو تمنش له أغصان كثيرة متكاثفة متشعبة عسرة الرض مملوءة ورقاً، وفيه رطوبة تدبق باليد يشبه ورق السفرجل، وزهر أحمر في حمرة الدم صالح العظم وثمر في غلف، ولونه شبيه بلون الزعفران، وله أصل له قشر لونه إلى الحمرة وهو صالح العظم ينبت في أماكن صخرية. جالينوس: هو من جنس الشجر ولحاء أصله إذا شرب بالشراب جلب النوم، والذي يشرب منه زنة مثقال واحد، وأما في سائر خصاله فهو شبيه بالأفيون ولكنه أضعف منه حتى يكون هذا في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد والأفيون في الرابعة، وبزر هذا النوع قوته تدر البول ومتى شرب منه أكثر من 12 حبة أحدثت لشاربه جنوناً. ديسقوريدوس: وإذا شرب من قشر الأصل مقدار درهمين أياماً نوم نوماً أخف من صمغة الخشخاش وثمره يدر البول إدراراً قوياً. وقد يسقى من كان به جنون من ثمره نحو من اثنتي عشرة حبة، إلا أنه إن شرب أكثر أسكر ومن عرض له ذلك فإنه إذا شرب شراباً كثيراً من الشراب الذي يقال له ماء القراطن انتفع به، وقد يستعمل قشر الأصل في الأدوية المسكنة للأوجاع، وفي أخلاط بعض الأقراص، وإذا طبخ بالشراب وأمسك طبخه في الفم نفع من وجع الأسنان، وإذا خلطت عصارة الأصل بالعسل واكتحل بها أحدت البصر. قال: ومن عنب الثعلب نوع رابع يقال له المجنن، وهو نبات له ورق شبيه بورق الجرجير إلا أنه أكبر منه مثل ورق الشوكة التي يقال لها فاداوس، وأغصان كبار يخرج من الأصل عشرة أو اثنا عشر طولها نحو من ذراع وفي أطرافها رؤوس شبيهة بالزيتون إلا أن عليها زغباً مثل جوز الدلب وهو أكبر من الزيتونة وأعرض وزهر أسود وبعد الزهر يكون له حمل شبيه بالعناقيد فيه 15 حبة أو 12 والحب مستدير أسود رخو في رخاوة العنب شبيه بحب النبات الذي يقال له فسوس، وله أصل أبيض غليظ أجوف طوله نحو من ذراع وينبت في أماكن جبلية ومواضع تخترقها الرياح فيما بين شجر الدلب. جالينوس: هذا النوع لا ينتفع به أصلاً فيما يعالج به البدن من داخل، وذلك أنه إن شرب منه إنسان وزن أربعة مثاقيل قتله، وإن شرب أقل من هذا المقدار أحدث به جنوناً، فأما إن شرب منه وزن مثقال واحد فإنه لا يؤذي ولكنه في هذه الحال أيضاً لا ينتفع به، فأما من خارج فإنه إذا عمل منه ضماد شفى القروح الرديئة الساعية وأنفع ما في هذا لحاء أصله، وهذا اللحاء يجفف تجفيفاً كأنه في الدرجة الثانية عند منتهاها. ديسقوريدوس: وإذا شرب من الأصل مقدار درهمين خيل لشاربه خيالات ليست بوحشة وإذا شرب منه مقدار درخميين أسكر ثلاثة أيام وإذا شرب منه مقدار أربع درخميات فعل ذلك وقتل وباد زهرته هو الشراب الذي يقال له مالقراطن إذا شرب منه كثير وتقيء وفعل ذلك مراراً كثيرة.

عنب الدب:

كتاب الرحلة: هو إسم لشجرة جبلية كثيراً ما تنبت عند الصخور وعليها، وتسميها العجم غابش بالغين المعجمة والباء بواحدة مفتوحة مشددة قبلها ألف وبعدها شين معجمة، وبالإسم الأول وقعت عند جالينوس في كتاب الميامن تكون في منبتها متدوحة على قدر القامة تميل على الأرض ميلاً كثيراً ويلصق بعضها على الحجارة وفيها اعوجاج وغصونها صالبية الشكل غير مشوكة ورقها رماني الشكل صغير مفلطح في مشابهة ورق الرجلة، وثمرها على قدر المتوسط من النبق أحمر مليح الحمرة وداخله عجم صغير أربع أو خمس وطعمه قابض وطعم الثمر حلو بيسير مرارة يخالطه لزوجة وقبض يسير، وينبت بالأندلس أيضاً بالجبال كأغرناطة وجيان ورندة يؤكل غضاً ويتخذ من يابسه سويق وهو نافع من الإسهال المزمن وزهرها فيه مشابهة من زهر الحبي إلا أنه أدق ولونه ما بين الصفرة والخضرة إذا سقط خلفه الثمر على الصفة التي وصفناها عناقيد تتعلق من معاليق صغار وهي مما ينبت بجبال رندة بمقربة من عين شبيلة وبجبال غرناطة بمقربة من الكنيسة. قال جالينوس في الميامن عن أسقلبيادس: إنه يكون في نيطش وهو ثمر نبات منخفض شبيه بما يكون بين الشجر والحشيش، وورقه شبيه بورق النبات الذي يقال له قاتل أبيه، ويحمل ثمراً مدوراً أحمر في طعمه قبض يقع في الأدوية النافعة من نفث الدم.

عنب الحية: يقال على ثمر الهزارجسان وهي الكرمة البيضاء واليونانيون قد يسمون بهذا الإسم ثمر الكبر أيضاً، وسنذكر كل واحد منهما في بابه.

عنكبوت:

جالينوس في 11: قد ذكر قوم أن نسجه إذا وضع على الجراحات الحادة في ظاهر البدن حفظها بلا ورم. ديسقوريدوس في 2: العنكبوت إذا خلط بالمراهم ولطخ على خرقة وصير على الجبهة أو على الصدغين أبرأ من الحمى حمى الغب، ونسجه إذا وضع وحده على موضع يسيل منه دم قطعه، وإذا وضع على القروح التي لا عمق لها منع منها الورم، ومن العنكبوت صنف يكون نسجه أبيض كثيفاً وهو على ما زعم قوم إذا شد في جلد وعلق على العضد منع من حمى الربع، وإذا طبخ بدهن ورد وقطر في الأذن وطليت به نفع من وجعها. الشريف: إذا أخذ نسجه وقطر عليه خل ووضع على الحمل أول ظهوره وترك عليه إلى أن يجف نفعه ومنعه أن يتزايد وجففه، وإذا دلكت العضة المتغيرة بنسجه جلاها وحيا، وإذا أخذ البيت وربط في خرقة وعلق على الصدغ الأيسر من صاحب حمى الورد أبرأه مجرب.

عنصل:

أبو حنيفة: هو بصل البر له ورق مثل ورق الكراث يظهر منبسطاً، وله في الأرض بصلة عريضة وتسميه العامة بصل الفار، ويعظم حتى يكون مثل الجمع ويقع في الدواء، ويقال له العنصلان أيضاً، وأصوله بيض وله لفائف إذا يبست تبقشت والمتطببون يسمونه الأشقيل. جالينوس في 8: قوته قطاعة تقطيعاً بليغاً، ولكنه ليس يسخن إسخاناً قوياً إنما ينبغي أن يضعه الإنسان من الإسخان في الدرجة الثالثة، والأجود أن يأخذ البصلة الواحدة فيشويها أو يطبخها وينضجها ثم يأخذها الآخذ فإنه إذا فعل بالعنصل هذا انكسرت شدة قوته. ديسقوريدوس في الثانية: له قوة حادة محرقة، وإذا شوي وأكل كان كثير المنفعة، وإذا أردنا شيه لطخناه بعجين أو بطين وصيرناه في تنور مسجوراً ودفناه في جمر إلى أن يجود شي العجين أو الطين، ثم تقشر عنه فإن كان قد نضج نضجاً جيداً وكان منفسخاً وإلا لطخناه أيضاً بعجين أو بطين وفعلنا به أيضاً كما فعلنا أولاً فإنه متى لم يشو هذا الشي وأخذ منه أضر بالجوف وقد يشوى في قدر ويغطى ويصير في تنور، وينبغي إذا نضج أن يؤخذ جوفه ويرمى بقشره، ومنه ما يقشر ويستعمل وسطه، ومنه ما يقطع ويسلق ويصب ماؤه ويبدل مراراً إلى أن لا يظهر فيه مرارة ولا حرافة، ومنه ما يقطع ويشك في خيوط كتان وتفرق القطع حتى لا يماس بعضها بعضاً ويجفف في الظل، فالمتقطع منه يستعمل في الخل والشراب والزيت، وأما وسطه الذي منه فإنه يطبخ بالزيت ويذاب معه الراتينج ويوضع على الشقاق العارض في الرجلين، ويطبخ بالخل ويعمل منه ضماد للسعة الأفعى، وقد يؤخذ جزء من الأشقيل المشوي والسمن ويخلط به ثمانية أجزاء من ملح مشوي ويسقى منه على الريق فجلنارين واحد واثنين لتليين البطن، وقد يستعمل في أشربة وأدوية مما يقع فيه الأفاويه، وإذا أردنا أن يدر البول للمحبونين والذين يشكون معدهم ويطفو فيها الطعام واليرقان والمغص والسعال المزمن والربو ونفث الدم ونفث القيح من الرئة وينقي الصدر فيكتفي منه بوزن 3 أديولوسات مطبوخاً بعسل يلعق، وقد يطبخ بالعسل ويؤكل فينتفع به لما وصفنا وينفع من سوء الهضم خاصة ويسهل البطن كيموساً غليظاً لزجاً، وإذا أكل أيضاً مسلوقاً فعل ذلك، وينبغي أن يجتنبه من كانت في جوفه قرحة، وإذا شوي ولطخ على الثآليل التي يقال لها أفروخوذويس والشقاق العارض من البرد كان صالحاً لهما، وبزره إذا دق ناعماً وصير في تينة يابسة أو خلط بعسل وأكل لين البطن، وإذا علق صحيحاً على الأبواب كان بادزهراً للهوام. الغافقي: وإذا طلي بالعنصل على الجسم آذاه وقرحه وينفع من أقراحه المرادسنج وحيثما وقع العنصل طرد الهوام والحيات والنمل والفار والسباع وخاصة الذئب، وكثير من الوحوش، والذئب إذا وطئ ورق العنصل عرج وربما مات، وإذا كله الفار مات ثم يجف ويصير كالجلد العتيق من يومه، ولا يفوح له رائحة ولا تسيل منه الرطوبة البتة، وإذا اعتصر ماؤه وعجن بدقيق الكرسنة وعمل منه أقراص وخزن كان نافعاً للمستسقين، وبزره يشفي من القولنج الصعب الذي لا دواء له بأن يدق ناعماً ويعجن بخمر ويحبب كالحمص ويجعل منه حبة في تينة قد نقعت في العسل الرقيق يوماً ويمضغ العليل التينة بما فيها ويشرب بعدها ماء حاراً قد أغلي فيه بورق، وقد يعمل لعوق من عصير ورقه إذا طبخ مع ضعفه عسلاً منزوع الرغوة للربو والبهق ولا يصلح العنصل إلا للمشايخ والمبرودين وليتجنبه من سواهم، وينبغي أن تحذر منه البصلة الواحدة النابتة في الأرض وحدها مفردة فإنها قاتلة، وبالجملة فإن الإكثار منه يقتل بالتقطيع. ديسقوريدوس في الخامسة: وأما خل العنصل فصنعته على هذه الصفة: يؤخذ من بصل العنصل الأبيض فينقى ويقطع بسكين عود، وتشك قطعه في خيط وتكون القطع متفرقة لا يماس بعضها بعضاً ويجفف في ظل 45 يوماً، ثم يؤخذ منه مقدار من ويلقى عليه 12 قسطاً من خل ثقيف، ويوضع في الشمس 25 يوماً وتكون الآنية التي فيها الخل والعنصل مغطاة ويستوثق من تغطيتها، ثم يؤخذ العنصل فيعصر فإذا عصر رمى به، ويؤخذ الخل فيصفى ويرفع، ومن الناس من يأخذ من العنصل مناً ويلقى على 5 أقساط من الخل، ومنهم من يأخذ العنصل فينقيه ولا يجففه، ولكن يستعمله طرياً ويأخذ منه مقدار من فيلقيه على الخل ويدعه 6 أشهر، وخل العنصل الذي يعمل على هذه الصفة هو أشد تقطيعاً للكيموس الغليظ من سائر خلول العنصل، وإذا  تمضمض بخل العنصل شد اللثة المسترخية وأثبت الأسنان المتحركة وأذهب نتن الفم، وإذا تحسى صلب الحلق وجسى لحمه وصفى الصوت وقواه، وقد يستعمل لضعف المعدة ورداءة الهضم والسدد والمرض العارض من المرة السوداء الذي يقال له مالنخوليا وايليمسيا وهو الصرع والجنون، ولتفتيت الحصى الذي في المثانة والاختناق العارض من وجع الرحم، ولورم الطحال وعرق النسا، وقد يقوي أعضاء البدن الضعيف ويفيده صحة ويحسن لونه ويحد البصر، وإذا صب في الأذن نفع من ثقل الأذن. وبالجملة فقد يوافق في أمراض الجوف كلها ما خلا قرحة إن كانت في الجوف، وينبغي أن يسقى على الريق ويسقى منه في أول يوم يستعمل شيء يسير ويزاد قليلاً بعد قليل إلى أن يبلغ مقدار قوانوس. ومن الناس من يسقى منه مقدار قوانوسين أو أكثر، وأما شراب العنصل فصفته أن يؤخذ بصل العنصل ويقطع كما قلت آنفاً ويجفف في الشمس، ويؤخذ منه مقدار من ويدق وينخل بمنخل ضيق ويصر في خرقة كتان رقيقة وتؤخذ الصرة وتصير في 25 قسطاً من عصير حلو جيد حديث في أول ما يعصر وتترك فيه ثلاثة أشهر، وبعد ذلك يصفى الشراب ويفرغ في إناء آخر ويرفع بعد أن يسد رأسه ويستقصى سده، وقد يمكن أن يعمل العنصل رطباً على هذه الصفة يؤخذ وهو رطب فيقطع كما يقطع السلجم ويؤخذ منه نصف ما يؤخذ من اليابس فيلقى عليه العصير ويوضع في الشمس 45 يوماً ويعتق، ويعمل أيضاً شراب العنصل على صفة أخرى يؤخذ العنصل فينقى ويقطع ويؤخذ منه 3 أمناء ويلقى على جرة من الجرار التي يستعملها أهل أنطاليا من عصير جيد يوم يعصر ويغطى ويترك 6 أشهر، وبعد ذلك يصفى ويرفع في إناء وشراب العنصل ينفع من سوء الهضم وفساد الطعام في المعدة، ومن البلغم الغليظ اللزج الذي يكون في المعدة وفي الأمعاء، ومن وجع الطحال وعرق النسا، ومن فساد المزاج المؤدي إلى الاستسقاء ومن الاستسقاء واليرقان وعسر البول والمغص والنفخ والفالج العارض من الاسترخاء ومن السدد والنافض الموهن، ومن شدخ أطراف العضل، وقد يدر الطمث ومضرته للعصب يسيرة وأجود شراب العنصل ما كان عتيقاً، وينبغي أن يجتنب شربه في الحمى، وإذا كانت في البدن قرحة. الشريف: وإذا شوي العنصل وخلط به ستة أمثاله ملحاً وشرب منه مثقالان على الريق أسهل الأخلاط الغليظة، وإذا رب من خيوط أصله وهي العروق التي إلى أسفل مقدار قيراط قيأ قيئاً معتدلاً بلا مغص ولا تنكيل ولا مشقة، وإذا شويت بيضتان في جوف عنصلة وتركت حتى تنضج ثم سقيتا على الريق أسهلتا الخام ونفعتا من الإقعاد، وإذا أغلي من العنصل نصف أوقية في أوقيتي دهن زنبق حتى ينضح ثم يصفى عنه ويرفع الدهن ويدهن به أسفل القدمين ونام الرجل في فراشه ولا يمشي بقدميه على الأرض فإنه يفعل في الإنعاظ فعلاً عجيباً يفعل ذلك 7 أيام متوالية، وإذا دق قلبه وخلط بالخل العتيق وتدلك به في الحمام أذهب البهق الفاحش الذي لا يوجد له دواء، وإذا دق وخلط به مقدار ربعه نطرونا ووضع الكل في خرقة خشنة سحيقة ويحك بها موضع داء الثعلب حتى يدمي أنبت فيه الشعر، وربما لم يحتج فيه إلى عودة فإن احتيج إلى ذلك أعيد مرة أخرى بعد أن يبرأ جرح الموضع. التجربتين: إذا قطعت بصلة وغمست في الزيت وقليت فيه حتى تجف نفع ذلك الدهن من جمود الدم في الأطراف، وإن قلي معه الثوم كان أبلغ، وإن حل في هذا الزيت شمع أصفر ويسير كبريت مسحوق وصنع من الجميع قيروطي وطلي به الجرب المتقرح واليابس والحكة والحزاز أبرأها، وإذا حل فيه الزفت والكبريت ينفع من قروح الرأس الشهدية، وإذا حل فيه الزفت وحده وعجن بالحناء نفع من البثور اليابسة المتولدة في رؤوس الصبيان. وهذا الزيت المذكور يسكن أوجاع المفاصل وأوجاع النقرس عن أسباب باردة، وإذا قطر هذا الدهن في الأذن نفع من وجعها البارد وفتح سددها، وإذا خلط هذا الدهن بالعسل ولعق نقى الصدر من الأخلاط اللزجة، وإذا حل في خله قليل من الشبث كان أقوى في إثبات الأسنان المتحركة، وإذا ضرب خله في أطلية الجرب والبهق والقروح العفنة والقوابي وما أشبهها من البثور الظاهرة على الجلد قوي فعلها جداً.

عناب:

مسيح: العناب حار رطب في وسط الدرجة الأولى والحرارة فيه أغلب من الرطوبة، ويولد خلطاً محموداً إذا أكل أو شرب ماؤه ويسكن حمة الدم وحرافته، وهو نافع من السعال والربو ووجع الكليتين والمثانة ووجع الصدر والمختار منه ما عظم حبه، وإن أكل قبل الطعام فهو أجود. ابن سينا: ينفع حدة الدم الحار وأظن أن ذلك لتغليظه الدم وتلزيجه إياه والذي يظن من أنه يصفي الدم ويغسله ظن لست أميل إليه وغذاؤه يسير وهضمه عسير. الإسرائيلي: رطبه يتولد عنه دم بلغمي ورطبه أفضل من يابسه إلا في الصدر والرئة، وإذا كان نضيجاً لين الطبيعة، ولا سيما اليابس منه، وإذا كان غضاً عفصاً حبس الطبيعة وسكن هيجان الدم وحدته وليس بمسكن للدم الغالب عليه الرطوبة. غيره: قد جربته مراراً في السعال اليابس وفي خشونة الحلق نقوعاً ومطبوخاً فوجدته ينفع منهما نفعاً ظاهراً وفيه تطفئة لنوع من البثور أيضاً فقد جربته فيها بأن كنت أسقي ماءه مع شراب السكنجبين وأجعل الغذاء عنه مع العدس المصفى منه فينفع من ذلك نفعاً بينا وفي مدة قريبة. الرازي: جيد للحلق والصدر. وقال في دفع مضار الأغذية: العناب يلين خشونة الصدر وهو بطيء الانحدار، ولم يذكر جالينوس فيه غير ذلك ولا القدماء في تطفئة الدم شيئاً، لكن التجربة تشهد بذلك وهو يطفئ ويبرد ويسكن ثائرة الدم على جلائه، ولا سيما إذا طبخ بالعدس وشرب ماؤه والإكثار منه ينفخ ويمدد البطن، وإذا شرب الجلاب الحار عليه أحمره وهو مقلل للمني ويضعف الأنعاظ ويصلح أن يتنقل به على النبيذ ولا سيما المحرورون، ولا سيما إن نقع بماء ورد وسكر يسير. الشريف: إذا جفف ورقه وسحق ونخل ونثر على الأكلة نفع من ذلك نفعاً بيناً لا يبلغه في ذلك دواء وينبغي أن يتقدم بأن يطلى على الأكلة بريشة بعسل خاثر، وإذا دق قشر ساق شجرتها وخلط بمثله أسفيذاجا وحشي به الجراحات الخبيثة نقاها وشفاها، وقد يفعل القشر ذلك وحده، وإذا طبخ ورقه بماء ثم صفي وشرب من طبيخه خمسة أيام بسكر كل يوم نصف رطل فإنه يذهب الحكة عن البدن مجرب، وإذا طحن نواه وصنع منه سويق وشرب بماء بارد أمسك الطبيعة وعقل البطن وإذا طحن بجملته كان نافعاً من قرحة الأمعاء، وإذا حل صمغه بخل وطلي به على القوابي نفعها وأذهبها لا سيما إذا توالى ذلك. غيره: ورق العناب إذا مضغه من يتكره شرب الأدوية المسهلة خدر لهواته ولسانه وأضعف ما فيهما من حدة الحس، وسهل عليه شرب الدواء ولم يحدث له بعد شربه غثيان، وكان في ذلك أبلغ من ورق الطرخون.

عنب:

ديسقوريدوس في الخامسة: زهر العنب ما كان حديثاً فإنه كله يسهل البطن وينفخ المعدة وما عتق منه زماناً فإن فيه شيئاً يسيراً من ذلك، لأن أكثر ما فيه من الرطوبة التي قد جفت وهو جيد للمعدة وينهض الشهوة ويصلح للمرضى، وأما العنب المجنى في الثجير فالمجني في الجرار فإنه طيب الطعم جيد يعقل البطن ويضر بالمثانة والرأس ويوافق الذين يتقيئون الدم، والعنب الذي يصير العصير شبيهاً به، وأما العنب الذي يصير في الطلاء الذي يسمى أناما وفي الشراب الحلو فهو رديء للمعدة، وقد يتقدم في تزبيب العنب ثم يكبس بماء المطر فيكون فيه شيء يسير من قوة الشراب وهو يقطع العطش وينفع من الحميات المحرقة المزمنة. ابن سينا: الأبيض من العنب أحمد من الأسود إذا تساويا في سائر الصفات من المائية والرقة والحلاوة وغير ذلك، والمتروك بعد القطف يومين أو ثلاثة خير من المقطوف في يومه، وقشر العنب بارد يابس بطيء الهضم وحشوه حار رطب وحبه بارد بابس، وهو جيد للغذاء موافق مقو للقلب وللبدن، وهو شبيه بالتين في قلة الرداءة وكثرة الغذاء وإن كان أقل غذاء منه، والمقطوف في الوقت منفخ والنضيج أقل ضرراً من غير النضيج، وإذا لم ينهضم العنب كان غذاؤه فجاً نيئاً وغذاء العنب بحاله أكثر من غذاء عصيره، ولكن عصيره أسرع نفوذاً وانحداراً. الرازي: العنب ينفخ قليلاً ويطلق البطن ويخصب البدن سريعاً ويزيد في الإنعاظ وهو جيد للمعدة ولا يفسد فيها كما تفسد سائر الفواكه. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: العنب معتدل وأحلاه أسخنه وما كان فيه مزازة لم يسخن البدن والدم المتولد منه أصلح من الدم المتولد من الرطب، وإذا أخذ منه حلوه ونضيجه ولم يكثر منه لم يحتج إلى إصلاح، وقد يعطش ويحمى عليه أصحاب الأمزاج الحارة جداً، ويكفي في ذلك أن يشرب عليه شربة من السكنجبين أو يقمح عليه رمان حامض أو يؤكل طعام فيه حموضة، وأما من يكون أذاه بنفخه وتمديده البطن فليحذر أن يأخذه بقشره أو مع الحب أو الفج منه أو يشرب عليه ماء الثلج فإن تأذى من النفخة مع ذلك فليشرب شربة من ماء الكمون أو يأخذ شيئاً من الشراب العتيق، وينبغي أن يحذر من الإكثار منه أصحاب القولنج الريحي.

عندم: قال أبو حنيفة: هو البقم. وقال غيره: هو دم الأخوين وقد ذكرت كل واحد في بابه فيما مضى.

عنقز: هو المرزنجوش وسأذكره في الميم.

عنجد: هو عجم الزبيب.

عنزروت: هو الأنزروت وقد ذكر في الألف.

عنم:

كتاب الرحلة: هو معروف عند أهل الأعراب ينبت ببلاد الحجاز وغيرها، وهو شيء ينبت على أغصان شجر أم غيلان وعلى السيال والسمر وأشباه هذه يخرج من نفس أغصان الشجرة قصب تشبه أعواد اللوز عليها ورق كثيف شديد الخضرة على قدر ورق اللوز إلا أن أطرافه ليست بمحددة ويكون أصغر من ورق اللوز وبين ذلك، ومنه ما يشبه ورق الينتومة النابتة أيضاً بالأندلس والعدوة على شجر الزيتون والرمان واللوز إلا أن ورقه أشد قبضاً وأكثر خضرة وأنعم، ويتفرع عن قصبها أغصان كثيرة كما يتفرع ذلك ويكون على أطرافها زهر أحمر اللون بخلاف الينتومة، فإن زهر الينتومة دقيق إلى الصفرة كزهر الزيتون، وزهر هذه كزهر اللوز مليح المنظر إلا أنه إلى الطول فيه مشابهة من زهر صريمة الجدي الكبيرة إلا أنها أضخم وأمتن وأشد حمرة، وفيه شيء من بعض مشابهة من جنبذة الريانة أول خروجها وأطراف الزهرة متفرجة وفي غاية العفوصة والإبل حريصة على أكلها. وزعم أهل الصحاري أنها تذهب مجاعة الإبل وأهل الصحاري الغربية يسمونها أكباب.

عهن: هو الصوف في اللغة وقد ذكرته في الصاد.

عوسج:

ديسقوريدوس في ا: هو شجيرة تنبت في السباخ لها أغصان قائمة مشوكة مثل الشجرة التي يقال لها أفساأفنس في قضبانها وشوكها وورقها إلى الطول ما هو يعلوه شيء من رطوبة تدبق باليد، ومن العوسج صنف آخر غير هذا الصنف أبيض أشد بياضاً منه، ومنه صنف آخر ورقه أشد سواداً من ورقه وأعرض مائل قليلاً إلى الحمرة وأغصانه دقاق طوال يكون طولها نحواً من خمسة أذرع وهي أكثر شوكاً منه وأضعف وشوكه أقل حدة وثمره عريض دقيق كأنه في غلف شبيهة بالدواء الذي يقال له سفندوليون. جالينوس في 8: هو شويكة تجفف في الدرجة الثالثة وتبرد في الأولى نحواً من آخرها وفي الثانية عند مبدئها، ولذلك صارت تشفي النملة والحمرة التي ليست بكثيرة الحرارة وينبغي أن يستعمل منها في مداواة هذه ورقها اللين. ديسقوريدوس: ورق أصناف العوسج إذا تضمد به كان صالحاً للحمرة والنملة، وقد زعم قوم أن أغصانه إذا علقت على الأبواب والكواء أبطلت السحر. التجربتين: وعصارة ورقه إذا طبخ الورق بالماء حتى يثخن ويغلظ وينعقد ويحتفظ بها من الحرق تنفع من بياض عيون الصبيان، وإذا سقيت بماء ورقه التوتيا المصنوعة بردت العين ونفعت من الرمد. الشريف: إذا عصرت أوراقه نفعت من الجرب الصفراوي، وإذا دق وعصر ماؤه وعجن به الحناء وتدلك به في الحمام نفع من الحكة والجرب، وإذا دخن بأغصانه طرد الهوام، وإذا دق وعصر ماؤه في العين 7 أيام متوالية نفع من بياض العين قديماً كان أو حديثاً، وإذا أخذ من ثمر العوسج ودق ثم عصر وترك عصيره حتى يجف ثم ديف منه وزن دانق ببياض البيض أو ألبان النساء، وقطر في العين فإنه من أبلغ الأدوية نفعاً من جميع أوجاع العين وخاصة بياض العين. وقال: إن أطباء فارس والهند والسريانيين كانوا يعالجون به الجذام في ابتدائه بأن يصنعون منه شراباً على هذا الصفة يؤخذ أصول العوسج فيقطع ثم يطبخ في المطبوخ الريحاني حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث، ثم يصفى ويعطى العليل منه ثلث رطل في شربة فإنه يسهل 4 مجالس أو5 مرة سوداء محترقة، ويتقدم قبل أخذه بثلاث ليال بأن يعطى العليل فيها لحم الضأن مطبوخاً أسفيدباجا، ويغب الدواء يومين ويؤخذ في الليلة الثالثة. لي: أكبر الأطباء ممن تكلم في العوسج يصف إليه منافع العليق ويتكلم عليها، وهذا من عدم التحرير وقلة النظر لأنهما دواءان مختلفان في الماهية وغيرها، وقد ذكرت العليق فيما مضى فانظره هناك.

عود:

ديسقوريدوس في 1: أعالوحن وهو العود الهندي هو خشب يؤتى به من بلاد الهند ومن بلاد العرب شبيه بالصلاية منقط طيب الرائحة قابض، وفيه مرارة يسيرة، وله قشر كأنه جلد موشى ويصلح إذا مضغ أو تمضمض بطبيخه لتطييب النكهة، ويهيأ منه ذرور وينثر على البدن كله لتطييب رائحته، وقد يستعمل في الدخن بدل الكندر، وإذا شرب من الأصل قدر مثقال نفع من لزوجة المعدة وضعفها ويسكن لهبها وإذا شرب بالماء نفع من وجع الكبد ووجع الجنب وقرحة الأمعاء والمغص جالينوس في ترجمة البطريق: أعالوحن وهو العود الهندي وهو طيب الرائحة، وإذا شرب من أصله وزن درهم ونصف أذهب الرطوبة العفنة التي تكون في المعدة. قال الشيخ الرئيس: أجود أصناف العود المندلي ويجلب من وسط الهند عند قوم ثم الذي يقال له الهندي وهو جبلي ويفضل على المندلي بأنه لا يولد القمل وهو أعبق في الثياب، ومن الناس من لا يفرق بين المندلي والهندي الفاضل، ومن أفضل العود السمندوري وهو من سفالة الهند ثم القماري وهو صنف من السفالي، ومن بعد ذلك القاقلي والبري والقطفي والصيني ويسمى القشمري وهو رطب حلو وهو دون ذلك والحلالي والمانطاقي واللوالي والمربطاني والمندلي عامته جيدة ثم أجود السمندوري الأزرق الرزين الصلب الكثير الماء الغليظ الذي لا بياض فيه الباقي على النار، وقوم يفضلون الأسود منه على الأزرق وأجود القماري الأزرق النقي من البياض الرزين الباقي على النار الكثير الماء، وبالجملة فأفضل العود أرسبه في الماء والطافي عديم الحياة والروح رديء، والعود عروق أشجار تقلع وتدفن في الأرض حتى تتعفن منها الخشبية والغير، ويبقى العود الخالص والعود حار يابس في الثانية لطيف مفتح للسدد كاسر للرياح ذاهب بفضل الرطوبة ويقري الأحشاء ويقوي الأعصاب ويفيدها دهانة ولزوجة لطيفة وينفع الدماغ جداً ويقوي الحواس والقلب ويفرحه. إسحاق بن عمران: وينزل البلغم من الرأس إذا تبخر به ويحبس البطن ويمنع من إدرار البول الكائن من الأبردة وضعف المثانة.

عود الحية:

الشريف: ذكره مؤمن القروي في كتابه ويسمى بالبربرية اصعععر وهو نبات ينبت في بلاد السودان مشهور وهو شبيه بعود السوس صلب في طعمه مرارة، وإذا بخر به سطعت له رائحة حادة، وإذا سقي منه نصف درهم شفى من كل سم حار أو بارد وكان ذلك من فعله وحيا، وإذا أمسكه ماسك بيده لم يعد عليه شيء من الحيات، وزعم قوم أنه متى أمسكه الإنسان ووقعت عينه على حية اسبتت ولم تتحرك البتة عن موضعها وإذا مضغ وتفل في فم الأفعى ماتت وحيا.

عود الصليب: هو الفاوانيا وسنذكره في الفاء.

عوقيا: هو النبات المسمى حشيشة الزجاج، وقد ذكرت في حرف الحاء المهملة.

عود الريح: إسم مشترك يقال بالشأم غلى عود الفاوانيا يقال بمصر على النوع الصغير من العروق الصفر وهو الماميران، وقد تقدم ذكره، ويقال أيضاً على قشور أصل شجر البرباريس وهو المسمى بالبربرية أرغيس، وقد ذكرته في حرف الألف ويقال أيضاً على عود الوج وسنذكره في الواو.

عود النسر: زعم الشريف أنه النبات المسمى باليونانية أناغورس وقد ذكرته في حرف الألف. وقال غيره: هو عود شجرة الخطمي، وقال آخر: هو عود المحلب. وقال آخر: هو الأراك وقد ذكرته في الألف.

عود الدقة: هو المحروث وهو أصل الأنجذان فاعرفه.

عود العطاس: هو الكندس، وسنذكره في الكاف.

عينون:

الغافقي: هذا الإسم يسمى به عندنا نوعان من النبات، أحدهما يقال له الكحلي والكحلوان والسليس وهو نبات له ساق وقضبان طوال دقاق صلبة منتظمة بورق صغير كورق الآس اللطاف فيها متانة ولون قضبانها بين السواد والحمرة، وفي كل قضيب زهرة كحلاء مستديرة كالدرهم، ونباته بالجبال وطعمه شديد المرارة ويعرفه أطباؤنا بالأندلس بالسنا البلدي. وزعم قوم أنه الماهي زهره، وهذا النبات حار يابس يسهل البلغم والسوداء، وإذا أخذ منه قبضة وطبخت مع التين وشرب طبيخها ينفع جداً من وجع الوركين إلا أنه يكون غير مأمون، والنبات الآخر هو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع قائمة طوال رقاق بيض مخرجها من ساق واحد قريب من الأصل عليها ورق يشبه بورق المرزنجوش إلا أنه أطول منه ولونه إلى البياض، وفي أطراف القضبان زهر أصفر وطعم هذا النبات قابض ونباته بالجبال وهو نافع أيضاً إذا شرب طبيخه نفع من وجع الظهر والوركين وهو أسلم من الأول وأحسن للاستعمال.

عيون الديكة:

ابن رضوان: هو حب شبيه بحب الخرنوب غير أنه أشد تدويراً منه أحمر اللون صقيل حار رطب يعين على الباه ويزيد في المني زيادة كثيرة إذا شرب منه وزن درهم.

عين الهدهد:

إسم بإفريقية للنوع من النبات المعروف بآذان الفار الرومي، وهو مجرب عندهم لعرق النسا يسقى في ألية الكبش وهو المذكور في آخر المقالة 2 من ديسقوريدوس، وقد ذكرته مع أنواعه في حرف الألف.

عين ران: هو الزعرور عند عامة ديار بكر وإربل وغيرها من بلاد المشرق، وقد ذكرت الزعرور في حرف الزاي.

عيون البقر:

أهل المغرب والأندلس يسمون بهذا الإسم الإجاص. وقال أبو حنيفة: هو عنب كبير أسود غير حالك مدحرج ليس بصادق الحلاوة، وقد ذكرت الإجاص في الألف.

عيثام: زعم بعض الرواة أنه شجر الدلب، وقد ذكرت الدلب في الدال.

عيدا: أبو حنيفة: هو شجر جبلي ينبت في الشواهق عيداناً نحو الذراع أغبر لا ورق له ولا نور كثير العقد كثيف اللحاء، يؤخذ ورقه فيدق ويضمد به الجرح الطري فيلحمه.

حرف الغين

غافث:

ديسقوريدوس في الرابعة: أناغوربوس هو من النبات المستأنف كونه في كل سنة يستعمل في وقود النار، ويخرج قضيباً واحداً قائماً دقيقاً أسود صلباً خشبياً عليه زغب طوله ذراع أو أكثر عليه ورق متفرق بعضه من بعض مشرف 5 تشريفات أو أكثر، وهذه الشرف مشرفة مثل تشريف المنشار شبيهة بورق النبات الذي يقال له نيطافلن أو ورق الشهدانج، ولون الورق إلى السواد وعلى الساق من نصفه بزر عليه زغب يسير مائل إلى أسفل إذا جف يتعلق بالنبات. جالينوس في 6: قوة هذا الدواء قوة لطيفة قطاعة تجلو من غير أن تحدث حرارة معلومة، ولذلك صار يفتح سدد الكبد، وفيه مع هذا قبض يسير بسببه صار يقوي الكبد. ديسقوريدوس: وورق هذا النبات إذا دق ناعماً وخلط بشحم الخنزير العتيق ووضع على القروح العسرة الإندمال أبرأها، وهذا النبات أو بزره إذا شربا بالشراب نفعا من قرحة الأمعاء ومن نهش الهوام. لي: قد كثر الاختلاف في هذا النبات بين الأطباء مشرقاً ومغرباً حتى أنه لم يثبت له حقيقة عند أحد منهم فأطباء المغرب الأقصى وأفريقية يستعملون مكانه النبات المسمى بالبربرية برهلان وهو الطباق ورجعوا في ذلك إلى قول إسحاق بن عمران وأحمد بن أبي خالد وهذا غلط منهم فاحش لأن البرهلان قد ذكره ديسقوريدوس في الثالثة وسماه باليونانية فوتيرا وهو الطباق بالعربية وقد ذكرته في حرف الطاء، وأما بعض أطباء الأندلس فإنهم يستعملون هذا الدواء الذي تكلمنا في هيئته وقوته كديسقوريدوس وجالينوس وأهل أطباء شرق الأندلس أعاده الله إلى الإسلام يسمونه الزيمنده بعجمية الأندلس، وأما أطباء العراق والشأم والديار المصرية فليس يعرفون شيئاً مما ذكرناه وإنما يستعملون نباتاً آخر شديد المرارة له زهر أزرق إلى الطول ما هو وله قضبان مدورة دقاق تشبه الدقيق من الأسل ولون ورقه وقضبانه إلى الصفرة وجميعه شديد المرارة أمر من الصبر وهو أشد قوة وأظهر نجحاً في تفتيح سدد الكبد وغيرها من الدواء الذي قالت التراجمة عنه أنه الغافث في مفردات ديسقوريدوس وجالينوس فاعلمه. وقال بديغورس: وبدله نصف وزنه أسارون ووزنه ونصف وزنه أفسنتين.

غار:

أبو حنيفة: هو شجر عظام له ورق طوال أطول من ورق الخلاف وحمل أصغر من البندق أسود القشر له لب يقع في الدواء وورقه طيب الريح يقع في العطر ويقال لثمره الدهشمت وهو إسم أعجمي وهو من نبات الجبال، وقد ينبت في السهل وأهل الشام يسمونه الرند. ديسقوريدوس في الأولى: دافني، ومنه ما ورقه دقيق ومنه ما ورقه أعرض من النبات الآخر وكلاهما ملين مسخن، ولذلك إذا جلس في مائهما وافق أمراض المثانة والرحم والطري من ورقهما يقبض قبضاً يسيراً، وإذا تضمد به مسحوقاً نفع من لسع الزنابير والنحل، وإذا تضمد به مع خبز أو سويق سكن ضربان الأورام الحارة، وإذا شرب أرخى المعدة وحرك القيء، وأما حب الغار فإنه أشد إسخاناً من الورق وإذا استعمل منه لعوق بالعسل أو بالطلاء كان صالحاً لقرحة الرئة وعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب والصدر الذي يسيل إليه الفضول، وقد يشرب بخمر للسعة العقرب، وقد يقلع للبهق، وإذا خلط كسبه بخمر عتيق ودهن ورد وقطر في الآذان نفع من دويها وألمها ومن عسر السمع، وقد يقع في أخلاط الأدهان المحللة للأعياء، وفي أخلاط مسوحات محللة مسخنة وقشر أصل الغار إذا شرب منه مقدار 9 قراريط فتت الحصاة، وقتل الجنين، ونفع من كانت كبده عليلة. جالينوس في 6: ورق هذه الشجرة وثمرتها وهي حب الغار يسخنان ويجففان إسخاناً وتجفيفاً قوياً وخاصة حب الغار، وأما لحاء أصل هذه الشجرة فهو أقل حدة وحرافة وأشد مرارة وفيه شيء قابض فلذلك يفتت الحصاة وينفع من علل الكبد ويشرب منه وزن 4 دوانق ونصف بشراب ريحاني. الفلاحة: من قطف من ورقه واحدة بيده من غير أن يسقط إلى الأرض ويجعلها خلف أذنه شرب من الشراب ما شاء ولم يسكر، وزعم قوم أنه إن أخذ عود من عود شجر الغار وعلق على الموضع الذي ينام الطفل فيه الذي يفزع دائماً نفعه منفعة كبيرة. إسحاق بن عمران: حب الغار نافع من وجع الطحال الكائن من الرطوبة إذا شرب مع الراسن، وينفع من وجع الرأس الكائن من البلغم والرياح الغليظة. الرازي: يستعط به للقوة. الغافقي: إن شرب منه مقدار ملعقتين يابساً مسحوقاً سكن المغص من ساعته فإن رش نقيعه في البيت طرد عنه الذباب، وورقه إذا طبخ بالخل نفع من وجع الأسنان.

غاليون:

ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من سماه غاليون وغالارتون فاشتقاق هذين الإسمين من اللبن وكل واحد منهما فيه شبه من اللبن قريب مثل شبه اللبني من اللبن، وإنما اشتق اسمه من اللبن لأنه يجمد اللبن مثل ما تجمده الأنفحة وهو نبات له ورق وقضيب شبيه بورق وقضيب النبات الذي يقال له فاريني وهو قائم النبات وعليه زهر أصفر دقاق كثيف كبير طيب الرائحة. جالينوس في 6: قوته مجففة فيها من الحدة والحرافة شيء يسير وزهرته تنفع انفجار الدم، وقد ظنوا أنها أيضاً تشفي حرق النار ورائحته طيبة ولونها شبيه بلون السفرجل. ديسقوريدوس: وزهره إذا تضمد به وافق حرق النار والنزف، وقد يخلط بقيروطي متخذ بدهن ورد ويشمس إلى أن يبيض، وإذا فعل به ذلك كان صالحاً لوجع الأعياء، وأصل هذا النبات يحرك شهوة الجماع وينبت في الآجام.

غالسيفس:

عامتنا بالأندلس تسميه بالحملج وأهل مصر تسميه بالمنتنة وهو كثير بالبساتين ينبت بنفسه من غير أن يزرع يشبه نباته نبات القريص، إلا أنه أملس لا يلذع البتة. ديسقوريدوس في 4: هو نبات يشبه فاليقي وهو الأبخرة في جميع الأشياء إلا أن ورقه أشد ملاسة من ورق فاليقي، وإذا فرك ورقه فاحت منه رائحة منتنة جداً، وله زهر دقاق لونه إلى الفرفيرية، وينبت في السياجات وفي الطرق والخربات وقوة الورق والقضبان محللة للجساء والأورام السرطانية والخنازير والأورام التي يقال لها قوحثلا، والأورام العارضة في أصول الآذان، فينبغي إذا احتيج إلى ضماد ودق هذا النبات أو قضبانه أن يدق الورق والقضبان ويخلط المستعمل منها بالخل، ويعمل منها ضماد وتضمد به هذه الأورام وهو فاتر مرتين في النهار، وقد ينتفع بطبيخ الورق والقضبان في هذه الأورام التي ينتفع بالضماد فيها إذا صب عليها والورق والقضبان إذا تضمد به مع الملح كانا صالحين للقروح الخبيثة والأكلة. الشريف: قوته حارة يابسة في الثالثة إذا أكل ورقه رعياً نفع من السعال المزمن والنهش والتضايق ولا يوجد دواء يعدله في ذلك.

غاريقون:

ديسقوريدوس في الثالثة: هو أصل شبيه بأصل الأنجدان ظاهره ليس بكثيف مثل أصل الأنجدان بل هو متخلخل كله وهو صنفان ذكر وأنثى وأجودهما الأنثى، فأما الأنثى فإن في داخله طبقات مستقيمة والذكر مستدير ليس بذي طبقات بل هو شيء واحد وكلاهما في الطعم متشابهان، وأول ما يذاقان يوجد في طعمهما حلاوة ثم من بعد يتغير طعمهما عما كان فيه من الحلاوة ثم يتزايد التغير فيه إلى أن يظهر فيه شيء من مرارة ويكون بالبلاد التي يقال لها غارفا من البلاد التي يقال لها سرماطيقي. ومن الناس من زعم أنه أصل نبات، ومنهم من قال: إنه يتكون من العفونة في شجار تتسوس كمثل ما يتكون الفطر والغاريقون أيضاً يكون في الأرض التي يقال لها غالاطينا من البلاد التي يقال لها آسيا، وفي البلاد التي يقال لها قليقيا على الشجر الذي يقال لها الشربين إلا أنه ريع التفتت ضعيف القوة. جالينوس في 6: الغاريقون هو دواء إذا ذاقه الإنسان وجد له حلاوة في أول مذاقته ثم إنه في آخر الأمر يجد له مرارة وبعد أن يمضي لذلك وقت تتبين منه حرافة وشيء من قبض يسير وهو أيضاً رخو الجرم، وهذه الأشياء كلها يعلم منها أن هذا الدواء مركب من جوهر هوائي وجوهر أرضي قد لطفته الحرارة وأنه ليس فيه شيء من المائية أصلاً، ومن أجل ذلك قوته قوة محللة مقطعة للأشياء الغليظة، فهو بهذا السبب فتاح للسدد الحادثة في الكبد والكليتين ويشفي من اليرقان الحادث عن سدد الكبد وينفع أيضاً أصحاب الصرع بسبب هذه القوة، وكذلك يشفي أصحاب النافض الذي يكون بأدوار وهي النافض التي تكون من الأخلاط الغليظة اللزجة وهو نافع من نهشة الأفعى أو لسعة دابة من الهوام التي تضر ببرودتها، أعني سمها إذا وضع من خارج على موضع اللسعة كالضماد، وإذا شرب منه أيضاً الملسوع مقدار مثقال واحد بشراب ممزوج وهو مع هذا دواء مسهل. وقال في الأدوية المقابلة للأورام: الغاريقون لا يمكن أن يغش وكلما كان أخف وزناً فهو أجود، وما كان أقرب إلى الخشبية فهو أردأ. ديسقوريدوس: والغاريقون هو قابض مسخن وهو صالح للمغص والكيموسات الفجة ووهن العضل خلا ما كان منه في أطرافها، والسقطة إذا سقي منه مقدار أوثولوسين بالشراب المسمى أويومالي وليست به حمى، وأما من كانت به حمى فليسق بماء القراطن، وإذا سقي منه مقدار درخمين بماء نفع من وجع الكبد والربو وعسر البول ووجع الكلى واليرقان ووجع الرحم الذي يعرض فيه الاختناق ومن فساد لون البدن وقد يسقى لقرحة الرئة بالطلاء ويسقى لورم الطحال بالسكنجبين، وإذا مضغ وحده وابتلع بلا شيء يشرب على إثره من الأشياء الرطبة نفع من وجع المعدة والجشاء الحامض، وإذا شرب منه مقدار ثلاث أوثولوسات بالماء قطع نفث الدم من الصدر وما فيه من الآلات، وإذا أخذ منه أيضاً مقدار ثلاثة أوثولوسات بسكنجبين كان صالحاً لعرق النسا ووجع المفصال والصرع، وهو قد يدر الطمث. وإذا شرب منه المقدار الذي ذكرنا نفع من الرياح العارضة في الأرحام، وإذا شرب منه قبل وقت دور الحمى أبطل نفض النافض، وإذا شرب منه درخمة واحدة أو درخمتين بماء القراطن أسهل البطن، وقد يؤخذ منه درخمتان ويشرب بشراب ممزوج للأدوية القتالة، وإذا شرب منه مقدار ثلاث أوثولوسات بشراب نفع منفعة عظيمة من الهوام لسع الهوام ونهشها، وبالجملة فإنه دواء نافع من جميع الأوجاع العارضة في باطن البدن وقد يسقى منه بعض الناس بالماء وبعضهم بالشراب وبعضهم بالسكنجبين وبعضهم بالشراب المسمى بماء القراطن على حسب العلة ومقدار قوّة الإنسان. ابن سينا في الأدوية القلبية: حار في الأولى يابس في الثانية له خاصية الترياقية من السموم كلها وهو للطافته مع مرارته مفتح وهو مسخل للخلط الكدر وجميع ذلك يفيده بخاصية تقوية القلب وتفريحه. وقال في الثاني من القانون: ينقي الدماغ والعصب بخاصية فيه ويسهل الأخلاط الغليظة المختلفة من السوداء والبلغم، وقد يعين الأدوية المسهلة ويبلغها إلى أقاصي البدن إذا خلط بها ويدر البول وينفع من الحميات العتيقة والصرع وفساد الأخلاط الغليظة واللون ويضمد به للسع الهوام. أبو الصلت: وزعم بعض الأطباء أنه يسهل البلغم والصفراء. التجربتين: ومتى احتقن به في ابتداء النزلات الوافدة الحادثة عن وبائية الهواء أبرأها، ومتى أخذ مفرداً نفع من أوجاع المعدة كلها ونقاها من كل خلط ينصب إليها وينفع من طفو الطعام ومن حموضته في المعدة كلها ونقاها، ومتى أخذ مع الأنيسون نفع من الأوجاع الباطنة الباردة كلها حيث كانت، وإذا أخذ مع الراوند الجيد نفع من حصاة الكلية منفعة قوية جداً وينفع من جميع أوجاع العضل والعصب، وإذا سقي مع الأنيسون نفع من الربو ونفس الانتصاب منفعة بالغة بالإحدار، وإذا شرب مع مثله من رب السوس نفع من السعال البلغمي المزمن، وإذا أخذ مع الراوند نفع من وجع الظهر من الخام وينفع وحده ومع ما يصلح للعلة من الأدوية من النزلات وغروب الذهن، وإذا أخذت شربته المعلومة مع يسير جندبادستر أبرأ القولنج البلغمي والثفلى، وجميع أنواع الإيلاوس، وكذا إذا احتقن بها ويبرئ الحميات البلغمية إذا سقي بعد النضج، وإذا شرب مع مثله من الأسارون وتمودي عليه نفع من الاستسقاء اللحمي والزقي معجوناً بعسل ويحلل أورام النغانغ والحلق غرغرة بالميبختج أو أخذ مصفى فهو أنجع وجرب منها فيما كان من مادة رطبة أو باردة وأجوده ما كان خفيف الوزن أبيض اللون سريع التفرك. وقال بعض القدماء: يجب أن يجاد سحقه ويرش عليه المطبوخ. وقال آخر: لا يسحق بل يحك على منخل شعر وتأخذ منه حاجتك. وزعم بعضهم أنه يسهل بلا أش ولا غائلة ولا يحتاج إلى إصلاح. ويقال: إنه إن علق على أحد لم يلسعه عقرب. غيره: الأسود منه والصلب رديئان جداً.

غاريتوان:

ديسقوريدوس في الخامسة: معناه عندهم الغرنوقي، والنوع الأول منه يعرف بثغر الإسكندرية باليمان وباليمين أيضاً بالتصغير سمعته من عرب برقة وهو بظاهر الإسكندرية من غربيها بالحمامات وغيرها. ديسقوريدوس في الثالثة: له ورق شبيه بورق شقائق النعمان مشرف إلا أنه أطول وله أصل مستدير حلو يؤكل، وإذا شرب منه وزن درخمي بشراب حلل الرياح النافخة العارضة في الرحم، وقد يسمي بعض الناس جنساً آخر من هذا النبات بهذا الإسم وهو نبات له أغصان رقاق عليها شيء شبيه بالغبار طوله نحو من شبرين، وله ورق شبيه بورق الملوخية، وفي أطراف الأغصان شيء ناتئ مائل شبيه برأس الغرنوق مع منقاره أو بأسنان الكلاب وليس يستعمل في الطب أصلاً. الغافقي: هذا الصنف يستعمله الناس عندنا لقلع الثآليل يدق ويضمد به مع ملح وزاج.

غالية:

ابن سينا: تلين الأورام الصلبة وتداف بدهن البان أو الخيري وتقطر في الأذن الوجعة وشمها ينفع المصروع وينعشه والمسكوت وتسكن الصداع البارد، وإذا جعل منه في الشراب أسكر وشم الغالية يقرح القلب وهي نافعة من أوجاع الرحم الباردة حمولاً من أورامها الصلبة والبلغمية ويدر الطمث ويستنزل الرحم المختنفة والمائلة وينقيها ويهيئها للحبل.

غالوطا:

هو الباقلا القبطي، وقد ذكرته في حرف الباء.

غاسول رومي:

هو أبو قابس وقد ذكرته في حرف الألف والغاسول أيضاً هو الأشنان وقد ذكر في الألف.

غبيراء:

كتاب الرحلة: شجرة معروفة ببلاد المشرق كله وهي بالعراق كثيرة جداً وبالشام كذلك إلا أن التي بالعراق أكبر وأكثر لحماً، وقد يكون ثمرها على قدر الزيتونة المتوسطة ونواها صغير إلى الطول ما هو مهزول محدد الطرفين ولونها أحمر ناصع الحمرة وطعمه حلو بقبوضة مستعذبة، ورأيت منها بالشام مثمرة وغير مثمرة، والشجرة واحدة ويسمون الشجرة التي لا تثمر منها بدمشق الزيزفون، وكذا رأيتها بقابس أيضاً. ديسقوريدوس في 1: أواآ وهي الغبيراء وهي شجرة معروفة فما جنى من شجرة وهو بعد غض أصفر وجفف في الشمس وأكل كان ممسكاً للبطن، وطحين الغبيراء إذا استعمل بدل السويق فعل ذلك أيضاً وكذا يفعل طبيخ الغبيراء. جالينوس في 8: طعم هذا طعم قابض، لكنه أقل قبضاً من الزعرور جداً، فهو لذلك لذيذ المأكل، ولذلك حبسه للبطن أقل من حبس الزعرور، والغبيراء باردة في وسط الدرجة الأولى يابسة في آخر الدرجة الثانية تغذو غذاء يسيراً، دابغة للمعدة تعقل الطبيعة وكذا فعل السويق المتخذ منها إذا لم يكن فيه سكر. ابن ماسويه: الغبيراء: مسكنة للقيء. المنصوري: خاصتها النفع وقمع حدة الصفراء المنصبة إلى البطن والأمعاء. الرازي في الحاوي: نافعة جداً من الصداع وسمعت ناساً يقولون إنهم إذا تنقلوا بها أبطأ بالسكر جداً. التميمي في المرشد قال: إن أنوار شجرة الغبيراء لها قوة عظيمة في تهييج النساء إلى الباه، وحكي أن الخبير بذلك أخبره أن ببلد من بلاد المشرق من شجر الغبيراء شيء كثير، فإذا كان أبان نوار تلك الشجر عرض للنساء في ذلك الصقع عند شمهن روائح زهرها ما يعرض للسنانير حتى يكدن يفتضحن ورجالهن في تلك الأيام يشدونهن ويحفظونهن ويصونونهن ويمنعونهن عن الدخول والخروج ويحجزونهن إلى أن تنقضي مدة نوارها ويرجعن إلى حال الهدء، ومن نظم هذا النوار على غصن من أغصان شجرة فيه ورقه كما نزع منه وعمل منه إكليلاً على رأسه وهو مكشوف فرح فرحاً عظيماً وطرب ووجد في نفسه سروراً وطرياً عظيماً.

غبارنة:

كتاب الرحلة: الغبارنة هي شجرة جبلية تشبه في مقدارها المتوسط من الشمر الأبيض وورقها كورقه في اللون إلا أنها إلى الطول وفي حافاتها تشريف كتشريف المنشار، ولها زهر دقيق تفاحي الشكل وثمر صغير على قدر العناب وأكبر وأصغر، وفي داخلها نويات تفاحية الشكل إلا أنها أصغر وهي في أطراف أغصان الشجرة قائمة إلى فوق غير متدلية طعمها قابض تتخشخش في فم آكلها وطعمها مر بيسير حلاوة، وأهل الجبل يسمونه بالنفورنية وبعض من مضى كان يسمي هذه الشجرة بالغبيراء وصحفها آخرون بالعبيرا وليست بالغبيراء، فاعلم ذلك وهي موجودة بجبال رندة وبجبال وغرناطة وأخلق بهذه الشجرة أن تكون سطانيون عند ديسقوريدوس تحت ترجمة مستنقلن.

غريرا:

الغافقي: هو البسباس الدقيق البزر الطيب الرائحة. وقال أبو حنيفة: ويقال أن نباتها مثل نبات الجزر، ولها أيضاً حب كحبه ونواره وبزرة بيضاء ناصعة وهي سهيلة وريحها طيبة. ديسقوريدوس في الثالثة: هو بزر صغير الجثة يكون بالشام شبيهاً ببزر الكرفس طويل أسود يحذي اللسان ويشرب لوجع الطحال وعسر البول واحتباس الطمث وأهل البلاد التي ينبت بها يستعملونه كاستعمالهم أحد التوابل ويسلقون القرع ويصبون عليه الخل ثم يتبلونه بهذا البزر. جالينوس في 8: هذا نبات كان في طعمه مرارة فهو لذلك ينضج ويدر البول ويفتح السدد الكائنة في الأعضاء الباطنة.

غراء:

جالينوس في 7: الغراء الذي يدبق به الكتب هو المتخذ من سميذ ومن غبار الرحى قوته تغري وتنضج إذا وضع على عضو من الأعضاء أي عضو كان كما يوضع الضماد. ديسقوريدوس في الثانية: وإذا عمل منه حسو رقيق وتحسى منه مقدار فلجارين وافق نفث الدم من الصدر. ابن ماسه: والغراء المتخذ من السميذ ومن غبار الرحى له منفعة إذا ضمد به في جميع الأعضاء مع لصق شديد. ديسقوريدوس في الثالثة: وأما غراء البقر فأجوده ما كان من الجزيرة التي يقال لها رودس، وإنما يعمل من جلود البقر وله قوة إذا ديف بالخل أن يجلو القوباء، وأن يقشر الجرب المتقرح الذي ليس بغائر، وإذا ديف بالماء الحار ولطخ به على حرق النار لم يدعه يتنقط، وإذا أذيب بالعسل والخل كان صالحاً للجراحات وأما غراء السمك فإنه يعمل من نفاخة سمكة عظيمة وأجوده ما كان من البلاد التي يقال نيطش وهو أبيض وفيه خشونة يسيرة وليس بأجرب سريع الذوبان، وقد يصلح أن يقع في مراهم الرأس وأدوية الجرب المتقرح وغمرة الوجه، وإن ألقي في الأحشاء نفع من نفث الدم. التجربتين: غراء السمك إذا حل بالخل في قوام اللصاق منه وجمعت به أدوية الفتق نفع منه وأطال لبثها لينه ومتى حلت جميع الأغرية بخل وطلي بها جلد أرنب حتى يمتزج بوبره جداً كان أبلغ في المنفعة في حرق النار. الشريف: غراء السمك إذا طلي به على ظفر مبيض نفعه مجرب وقد يظن به أنه يبسط تشنج الوجه إذا استعمل وقد يحرق غراء جلود البقر ويغسل ويستعمل بدل التوتياء. بولس: غراء السمك موافق في أدوية البرص وفي شقاق الوجه وتمديده جداً. الرازي في المنصوري: غراء الجلود جيد للسعفة العتيقة.

غرب:

ديسقوريدوس في 1: أطاء وهو الغرب وهو شجرة معروفة وقوّة ثمرها وورقها وقشرها وعصارتها قابضة وورقها إذا شرب مسحوقاً مع فلفل قليل وشراب قليل وافق القولنج المسمى أبلاوس، وإذا أخذ وحده بالماء منع من الحبل وثمره إذا شرب نفع من نفث الدم والقشر أيضاً يفعل ذلك، وإذا أحرق القشر وعجن بخل وتضمد به قلع الثآليل التي في اليدين والرجلين ويحل حساء القروح وعصارة ورقها والقشر الرطب منها إذا سحق مع دهن ورد في قشور الرمان نفع من وجع الآذان وطبيخها يستعمل في الصب على أرجل المنقرسين فينفعهم ويجلو نحالة الرأس، وقد يستخرج منه رطوبة إذا قشر قشرها في أبان ظهور الزهر منها فإنها توجد داخل القشر مجتمعة قوتها جالية لظلمة العين. جالينوس: وأما ورق الغرب فإنه يستعمله الناس في إدمال الجراحات الطرية، وأما زهره وورده فجميع الأطباء يستعملونه في أخلاط المراهم المجففة لأن قوته تجفف بلا لذع وفيه شيء من عفوصة ومن الناس قوم يتخذون من ورق الغرب عصارة، فيكون منها دواء يجفف بلا لذع خاصة إذا كان يحتاج إلى قبض يسير قليل، ولحاء هذه الشجرة قوتها مثل قوّة وردها وورقها إلا أنه أيسر مزاجاً منها مثل جميع أنواع اللحاء، ومن الناس قوم يحرقون ورق الغرب ويستعملون رماده في جميع العلل التي تحتاج إلى تجفيف كثير بمنزلة الثآليل، وخاصة الثآليل البيض المدورة الشبيهة برؤوس المسامير والثآليل المنكوسة المركوزة في الجلد، فإن هذه كلها قوتها يقلعها رماد لحاء الغرب إذا عجن بالخل وطلي عليها، ومن الناس قوم يعمدون إلى هذه الشجرة في وقت ما تورق فيشرطون لحاءها بمشراط ويجمعون الصمغة التي تجري من ذلك الموضع ويستعملونها في مداواة جميع الأشياء التي تقف في وجه الحدقة فيظلم البصر لأن هذه الصمغة دواء يجلو ويلطف، ومن أجل ذلك قد يجوز أن يستعمله الإنسان إذا كان على ما وصفته في أشياء كثيرة. بديغورس: في الغرب أن خاصيته إخراج العلق من الحلق وإلحام الجرح الطري بدمه. ابن ماسه: إن ورق الغرب يورث العقم إذا شرب وينفع من قذف الدم. غيره: عصير ورقه أبلغ شيء في علاج المدة التي تسيل من الأذن، وينفع من سدد الكبد، وقد يظهر على خشب الغرب ملح أبيض رفيق يسمى ملح الغرب يستعمل كالبورق وسائر الأملاح ولحاء أصله يدخل في خضاب الشعر.

غرقد:

كتاب الرحلة: هو إسم عربي يسمي به بعض العربان النوع الأبيض الكبير من العوسج، والغرقد قد ذكره أبو حنيفة بصفة أخرى، وقد ذكرت العوسج فيما مضى.

غرز:

إسم للنوع الصغير من عصى الراعي وهو المعروف بالأنثى، وقد ذكرت عصى الراعي فيما تقدم.

غزال:

الرازي في دفع مضار الأغذية: لحوم الغزلان أصلح لحوم الصيد وألذها وأقربها إلى الطبيعة وهو مجفف للبدن بالقياس على لحم الماعز الأهلي فضلاً عن لحوم الضأن، ولذلك يصلح الأبدان الكثيرة الفضول في الرطوبات، ولا يصلح أن يغتذي به من يحتاج إلى إخصاب بدنه وحفظ قوته وهو خفيف سريع الهضم، وليس بكثير الأغذاء فمن اضطر إليه أو إلى إدمائه ممن ليس بمحتاج إلى تجفيف بدنه وتلطيفه فليصلحه بالأدهان التفهة كدهن اللوز والسميم المقشر، وأما من تعتريه الأمراض والرياح الباردة فليتخذه بدهن الجوز والزيت المغسول والماء والملح، وإذا شوي كان أعسر خروجاً من البطن فليجتنبه، وهو أكثر لحوم الصيد إضراراً لمن يعتريه القولنج وعسر خروج الثفل وليس لاتخاذه بالخل وجه، لأنه لا يحتاج إلى تلطيف ولا تجفيف ويبطئ إذا اتخذ به نزوله ويقل غذاؤه جداً، وبعر الغزلان يضمر الأورام البلغمية إذا طبخ بالخل ووضع عليها.

غسل: هو الخطمي وقد ذكرته في الخاء المعجمة.

غسلة:

هو إسم للنبات الذي يسميه عامتنا بالعينون، وقد تقدم ذكره في حرف العين المهملة عند أهل إفريقية وهو مجرب عندهم في إخراج الخام من الظهر.

غلقى:

نبات مشهور بالديار المصرية بهذا الإسم غين معجمة مفتوحة بعدها لام ساكنة بعدها قاف بعدها ألف مقصورة وورقها علم شكل ظفر إبهام الرجل متان خضراء أطرافها محددة كما هي تكون على أغصان لونها إلى البياض في غلظ المغزل صلبة وأصلها على شكل الفجلة هلالي لين وكذا الورق يرتفع عل الأرض نحو الذارعين ثم ينفرش قليلاً ويخرج بين تضاعيف ورقها زهر كرنبي الشكل يتدلى من أعاليها كالنواقيس وهو أضخم من زهر الحرمل، وإذا سقط خلفه ثمر على شكل المتوسط من الكبر لونه أخضر إلى البياض ما هو وكذلك النبتة كلها والثمر مزوي بثلاث زوايا لين المغمز وفي داخله شعر دقيق قطني اللون والمجسة بل ألين من القطن مع بزر شبيه بالكمثري صلب، ولبن هذه الشجرة محرق يستعملونه في قلع الثآليل، ومنهم من يتمشى به وهو غير مأمون. وذكر أبو حينفة: العلقى في حرف العين المهملة وبالغين المعجمة سمعتها من الأعراب، وعلى أن الصفة ذكرها أبو حنيفة عن الأعراب ليست بصفة الغلقى بالغين المعجمة. الغافقي: قال أبو حنيفة: علقى هي شجرة تشبه العظلم مرة جداً لا يأكلها شيء تجفف ثم تدق وتضرب بالماء وينقع فيها الجلود فلا يبقى فيها شعرة ولا وبرة إلا أنقتها قال: وورقها كورق الكبر إلا أن فيها غبرة ولها لبن لين يتوقاه الناس لأنه يضر بما أصاب من الجسد وهي تنبت في السهل والجبل ويتمشى بها فتفرط في الإسهال وهي بجميع أرض الحجاز وتهامة واليمن والحبشة يسم بها السلاح فلا تصيب شيئاً إلا قتلته ويطبخونها ويطلون بمائها.

غلوكس:

ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق صغير شبيه بورق النبات الذي يقال له: قسطس أو ورق العدس ولون أعلى الورق أخضر وأسفلها أميل إلى البياض من أعلاه وله عيدان منبسطة على الأرض خمسة أو ستة رقاق طولها نحو من شبر ومخرجها من الأصل وزهر شبيه في شكله بالخيري ولونه فرفيري، وينبت بالقرب من البحر، وإذا طبخ هذا النبات مع دقيق الشعير والملح والزيت وتحسى به أدر اللبن. جالينوس في 6: وهذا ظن أنه يولد اللبن وإن كان الأمر فيه على هذا فمزاجه حار رطب.

غليجن: هو الفوذنج البري.

غليجن اغريا: هو المشكطرامشير أيضاً وسنذكرهما في رسم الفوذنج في حرف الفاء.

غلوفيريا: هو أصل السوس ومعناه باليونانية الأصول الحلوة. وقد ذكرت السوس في حرف السين.

غمام: هو إسفنج البحر، وقد ذكر في حرف الألف.

غملول: هو الثملول وهو القنابري وسنذكره في حرف القاف.

غنقيلي: بضم الغين المعجمة وهو الشلجم، وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة.

غوشنة: هي كثيرة بأرض البيت المقدس وتعرف هناك بالكرسنة. ابن سينا: هو جنس من الكمأة والفطر شكله شكل كأس على كرش صغير منقسم متشنج ناعم اللمس يجف وينضم كغضروف وتغسل به الثياب، ويؤكل في الحموضات وكان في طعمه لجمية وملوحة. الرازي: فيها ملوحة وبورقية يذهبها السلق إذا سلقت كان في جرمها غلظ وخشونة ولزوجة وليس لها من الغلظ واللزوجة ما للكمأة فضلاً عما للفطر وهي أقل هذه الأصول المتكونة تحت الأرض يبساً وبرداً.

غوره: هو الحصرم بالفارسية، وإذا قيل غورافشرج كان معناه بالفارسية رب الحصرم، وقد ذكرت الحصرم في حرف الحاء المهملة.

غلاصم: ابن ماسويه: هي أسرع انهضاماً من غيره.

غيم وغمام: هو إسفنج البحر وقد مضى ذكره في الألف.

حرف الفاء

فاوانيا: هو ورد الحمير عند عامة الأندلس وشجاريها. ديسقوريدوس في الثالثة: علقيدي له ساق طولها نحو شبرين تتشعب منها شعب كثيرة، ومنها ما يسميه اليونانيون بلغتهم الذكر، ومنها ما يسمونه الأنثى، فأما الذي يسمونه الذكر فورقه يشبه ورق الجوز، وأما الذي يسمونه الأنثى فورقه مشرف مثل ورق النبات الذي يقال له سمرنيون وعلى طرف الساق غلف تشبه غلف اللوز إذا انفتحت تلك الغلف يظهر منها حب أحمر في حمرة الدم كثيرة صغار تشبه حب الرمان وبين ذلك الحب في الموضع الوسط حب أسود فيه فرفيرية، وأصول الذكر منه في غلظ أصبع وطولها نحو من شبر قابضة بيض، وأصول الأنثى متشعبة وشعبها شبيهة بالبلوط وهي سبع أو ثمان مثل أصول الخنثى. جالينوس في 7: أصل هذا النبات يقبض قبضاً يسيراً مع حلاوة فإن مضغ مدة طويلة ظهرت فيه حدة وحرافة مع مرارة يسيرة، ولذلك صار يدر الطمث إذا شرب منه مقدار لوزة واحدة بماء العسل، وينبغي أن يسحق سحقاً ناعماً وينخل نخلاً رقيقاً ثم يسقى وهو مع هذا ينقي الكبد والكليتين إذا كان فيهما سدد وأفعاله هذه أيضاً يفعلها من طريق ما فيه من الحدة والحراقة والمرارة، فأما من طريق أن فيه شيئاً من القبض فهو يحبس البطن المستطلقة، وينبغي أن يصلح في هذا الموضع بنوع من أنواع الأشربة الحلوة العفصة ويشرب، وقوته بالجملة لطيفة مجففة تجفيفاً شديداً، وفيه حرارة يسيرة، وإذا شك في شيء وعلق على الصبيان الذين يصرعون شفاهم فلا يعودون إلى الصرع بتة ما دام معلقاً عليهم. ديسقوريدوس: وقد يسقى من أصله مقدار لوزة للنساء اللواتي لم تستنظف أبدانهن من الفضول في وقت النفاس فينفعهن بإدرار الطمث، وإذا شرب بالشراب نفع من وجع البطن واليرقان ووجع الكلى والمثانة، ولو طبخ بالشراب وشرب عقل البطن، وإذا شرب من حبه الأحمر عشر حبات أو اثنتا عشرة حبة بشراب أسود اللون قابض قطع نزف الدم من الرحم وإذا أكل أيضاً نفع من وجع المعدة واللذع العارض فيها وإذا أكله الصبيان أو شربوه ذهبت بابتداء الحصا عنهم، وأما حبه الأسود فإنه إذا شرب منه خمس عشرة حبة بالشراب الذي يقال له ماء القراطن أو بالشراب نفعت من الاختناق العارض من ألم الأرحام والوجع العارض فيها ومن الاختناق والكابوس. الغافقي: الذي ينفع منه المصروعين هو الأنثى خاصة، وزعم قوم أنه إن قطع بحديد أبطل منه هذه الخاصية وهو يجلو الآثار السود في البشرة وينفع من النقرس، وقد يشفي الضربة والسقطة والصرع، وإذا تدخن بثمره نفع من الصرع والجنون. التميمي: وثمر الفاوانيا إن تدخن به نفع من الصرع والجنون، وإن نظمت منه قلادة وعلقت في عنق صبي يفزع ذهب ذلك عنه ولم تقر به الأرواح المفسدة والدهن المستخرج منه إن سعط المصروعون بشيء يسير منه مع مسك وزعفران وديف بماء السذاب فإنه يبرئ من الصرع. إبن ماسه: عود الفاوانيا إذا سحق وجعل في صرة واستنشقه المصروعون دائماً نفعهم جداً. الرازي في كتاب السموم: زعم ديمقراطيس أن أصله وثمره نافع لكل مرض إذا تدخن به وينفع المجانين الذين يصرعون بغتة ويعتريهم تغير العقل، وإذا علق على من يمشي في البراري حفظه من جميع الآفات. قال بديغورس: وبدله إذا عدم وزنه قشور الرمان وفرو السمور وعظام أسوقة الغزلان فإن هذه إذا جمعت أدت من خاصة الفاوانيا.

فاط: الرازي: هذا دواء يجلب من بلاد الترك يدفع ضرر السموم من نهش الهوام ويسكن الوجع الشديد إذا سقي بماء بارد.

فاغرة: ابن ماسه: الفاغرة حارة يابسة في الدرجة الثانية تدخل في الأدوية المصلحة للكبد والمعدة. إسحاق بن عمران: الفاغرة هي حبة تشبه حبة الحمصة، وفي داخلها حبة صغيرة مدحرجة سوداء ظاهرها الأعلى أصهب وعصارتها يتمضمض بها من الريح في الفم فتنفعه والفاغرة تتصرف في النضوجات واللخالخ وما أشبههما. غيره: تحلل وتقبض وتعقل البطن.

ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات يخرج من أصول دقاق لا ينتفع بها وله أغصان كثيرة طولها نحو من قبضتين معقدة شبيهة بالقصب مشاكلة لأنابيب راء إلا أنها أدق منها وهي حلوة في المذاق ولها ورق شبيه بورق راء وبزر أبيض في قدر الحاورش إلى الطول ما هو. جالينوس في 8: بزر هذا النبات وعصارته وورقه إذا شرب نفع من أوجاع المثانة من قبل أن فيه شيئاً مسخناً لطيفاً. ديسقوريدوس: وإذا دق هذه النبات وأخرجت عصارته بالماء أو بالشراب كانت صالحة لأوجاع المثانة، وإذا شرب من بزر مقدار فلنجارين بماء فعل ذلك أيضاً.

فار: ديسقوريدوس في الثانية: اتفق الناس على أنه إذا شق ووضع على لسعة العقرب نفع منها نفعاً بيناً، وإذا شوي وأكله الصبيان الكثيرو اللعاب جفف لعابهم في أفواههم. غيره: زعم قوم أنه يقلع الثآليل ويشفي الخنازير إذا هو شق ووضع عليها مشقوقاً بحرارته، وإن طبخ بماء وقعد فيه من به عسر البول نفعه وكل لحمه يولد النسيان المفرط ويغثي ويفسد المعدة وإن شق ووضع على الشوك والنصول استخرجها. جالينوس في 11: وزبل الفار زعم بعضهم أنه ينفع من داء الثعلب وكان طبيب يهيئ منه شيافات تحقل من أسفل لإسهال الطبيعة. ديسقوريدوس في الثانية: وخرء الفار إذا خلط بخل ولطخ به على داء الثعلب أبرأه، وإذا شرب بالكندر وبالشراب المسمى أوثومالي فتت الحصاة وبولها وإذا عملت منه شيافة واحتملتها الصبيان أسهلت بطونهم. غيره: ورؤوس الفيران إذا جففت وأحرقت ودقت ناعماً وخلط رمادها بالعسل نفعت من داء الثعلب لطوخاً.

غارة البيش: مذكورة في حرف الباء في رسم بيش موش.

فاشرا:

وهزارجشان بالفارسية وباليونانية إينالس لوقي ومعناه الكرمة البيضاء وبالبربرية ورحالوز. ديسقوريدوس في الرابعة: هذا نبات له أغصان وورق وخيوط شبيهة بأغصان وورق وخيوط الكرم الذي يعتصر منه الشراب إلا أنها كلها أكثر زغباً وتلتف على ما يقرب منها من النبات، وتتعلق بخيوطه وله ثمر شبيه بالعناقيد حمر وتحلق الشعر من الجلود. جالينوس في 6: هذا النبات قد يسمى أيضاً بروانيا ويسمى أيضاً حالق الشعر وأطرافه في أول ما يطلع تؤكل على ما قد جرت به العادة في وقت الربيع من طريق أنها تنفع المعدة بقبضها وفيها مع القبض مرارة يسيرة وحراقة، ولذلك صارت تدر البول باعتدال، وأما أصل النبات فقوته قوة تجلو وتجفف وتلطف وتسخن إسخاناً معتدلاً، ومن أجل ذلك صار يذوب الطحال الصلب إذا شرب، وإذا وضع من خارج أيضاً كالضماد مع التين ويشفي الجرب والحكة والعلة التي يتقشر فيها الجلد، وأما ثمرة هذا النبات التي هي في أمثال العناقيد فينتفع بها الدباغون كلهم. ديسقوريدوس: وقلوب هذا النبات في أولى ما ينبت تطبخ وتؤكل فتدر البول وتسهل البطن وقوة ورقه وثمره وأصله حادة محرقة ولذلك إذا تضمد بها مع الملح نفعت من القروح المسماة خيرونيا، والقروح المسماة عارانيقا، والمسماة رانمافانيقا، والمسماة صابرمك فيما وفيما، وأصله إِذا خلط بالكرسنة والحلبة غسل ظاهر البدن ونفاه وصقله وأذهب الكلف والثآليل المسماة أينرسوا والبثور اللبنية والآثار المسودة العارضة من اندمال القروح، وإن طبخ بدهن حتى يصير مثل الموم نفع من هذه الأوجاع ويقلع الخصف والمدة والبواسير في المقعدة وإن ضمد به مع طلاء بدد الورم وفجر الأورام الحادة وجبر كسر العظام، وإذا طبخ بالزيت حتى يتهرى وافق ذلك أيضاً، وقد يذهب بكمنة الدم العارضة فيما دون العين، وإذا تضمد به مع الشراب سكن الداحس وهو يحلل الأورام الحارة ويفجر الدبيلات وإذا تضمد به أخرج العظام، وقد تقع في أخلاط المراهم التي تأكل اللحم، وقد يشرب منه في كل يوم مقدار درخمين للصرع، وإذا استعمل أيضاً هكذا نفع من الفالج المسمى إبيلميسيا ومن السكتة، وإذا شرب منه مقدار درخمين نفع من نهشة الأفعى ويقتل الجنين، وقد يحدث أحياناً في العقل تخليطاً، وإذا احتملته المرأة أخرج الجنين والمشيمة، وإذا شرب أدر البول وقد يعمل منه مخلوطاً بالعسل لعوق للمختنقين، والذين فسدت نفوسهم والذين بهم سعال ووجع الجنب وشدخ العضل يعطون منه، وإذا شرب منه ثلاثين يوماً في كل يوم مقدار ثلث أونولوسات بالخل حلل ورم الطحال وقد يضمد به مع التين لورم الطحال فينتفع به، وقد يطبخ لتجلس النساء في طبيخه فينقي أرحامهن، وهذا الطبيخ يخرج الجنين، وقد تستخرج عصارة الأصل في أيام الربيع وتشرب بالشراب المسمى مالقراطن لما وصفنا وتسهل بلغماً والثمرة تصلح للجرب المتقرح، والذي ليس بمتقرح إذا لطخ بها أو تضمد بها وساق هذا النبات إذا استخرجت عصارته وتحسيت مع حنطة مطبوخة أدرت اللبن. غيره: عصارة هذا النبات إذا شربت قيأت قيئاً جيداً سهلاً وأخرجت بالقيء أخلاطاً غليظة.

فاشرشنين: وبالفارسية ششبندان وبالسريانية أيناليس ماليا، ومعناه الكرم الأسود وهي المعروفة بعجمية الأندلس بالبوطانية والبربرية الميمون. ديسقوريدوس في 4: هو نبات له ورق شبيه بورق النبات المسمى قسوس بل هو أميل في الشبه إلى ورق النبات المسمى سملنقس وأغصانه أيضاً كذلك إلا أن ورق هذا النبات وأغصانه أكثر، وقد يلتف هذا النبات على ما قرب منه من الشجر ويتعلق به بخيوط وله ثمر شبيه بالعناقيد خضر في ابتداء كونها سوداً إذا نضجت وأصل ظاهره أسود وداخله، لونه شبيه بلون الخشب المسمى بوكسس. جالينوس في 6: هذا النبات أيضاً يخص بأن يسمى بروانيا وهو في أمثال النبات الذي ذكرنا قبله إلا أنه أضعف منه. ديسقوريدوس: وقلوب هذا النبات أيضاً في أول ما نبت تطبخ وتؤكل فتدر البول والطمث وتحلل الأورام من الطحال وتوافق الصرع والفالج المسمى نار الوسيس، وأصل هذا النبات له قوة شبيهة بقوة أصل الكرمة البيضاء ويصلح لما يصلح له ذلك، غير أن قوة هذا الأصل أضعف من قوة ذلك الأصل، وورق هذا النبات إذا ضمد به مع الشراب وافق أعراف الحمير إذا تقرحت، وقد يستعمل هذا أيضاً هكذا لالتواء العصب.

فالتجيقن:    

تأويله باليونانية الرتيلاء لأنه ينفع من لدغتها. ديسقوريدوس في الثالثة: من الناس من يسميه فالانجيطس، ومنهم من يسميه لوقافينس له قضيبان أو ثلاثة، وربما زاد متفرقة بعضها عن بعض وزهر أبيض شبيه بزهر السوسن فيه تشريف قليل، وله بزر أسود مثل نصف عدسة إلا أنه أدق منه وأصله صغير دقيق، وفي أول ما يقع من الأرض يكون لونه أصفر ثم يبيض من بعد وينبت في تلول ترابية، وورقه وبزره وزهره إذا شرب بالشراب نفع من لسعة العقرب ونهشة الرتيلاء ويحلل المغص. جالينوس في 8: فالانجيطس هذا نبات يسمى باليونانية بهذا الإسم من قبل أن ينفع من نهشة الدابة المسماة فالانجفون، ويقال: إنها الرتيلاء وقوة هذا النبات قوة لطيفة مجففة، ولذلك يقال أنه نافع لمن يجد مغصاً.

فاجشة: هو الجندبادستر، وقد ذكرته في حرف الجيم.

فاغية: هو الزهر يقال أفغى النبات اذانور وقد خصت الحناء باسم الفاغية فتعرف بالفاغية من غير شبه، وهي تخرج جمعاً ثم تظهر في رؤوسها نوارة بيضاء صغيرة كأنها زهرة كزبرة وهي نكتة حمراء.

فانش اليوناني: وهو الباقلاء.

فانش القبطي: هو الباقلا القبطي وهو الخامة وغلط من جعله الترمس، وقد ذكرت الباقلاء القبطي في حرف الباء.

فافير: وهو البردي وقيل هو نبات يشبهه معروف بمصر وصقلية، وهو الذي كانت تتخذ منه القراطيس في قديم الزمان وقد ذكرت ذلك في حرف الباء في رسم بردي.

فانيد سجزي: بالسين والزاي منسوب إلى سجستان على هذه الصفة.

فانافس أسقلينوس: وهو الصنف الكبير من الزوفرا.

فانافس حمرونيون: منسوب إلى أول من عرفه أيضاً وهو الصنف الصغير من الزوفرا، وقد ذكرت نوعي الزوفرا في حرف الزاي.

فانافس أبرافليون: هو شجر الجارشير باليونانية، وقد ذكرت الجاوشير في الجيم.

فالرعس: هو اللقلق وهو البلارج وهو طائر معروف.

فارسطاريوس: هو باليونانية رعي الحمام، وقد ذكرته في حرف الراء.

فارنوخيا: تأويله حشيشة الداحس، وقد ذكرتها في حرف الحاء المهملة.

فاختة: الرازي في دفع مضار الأغذية: لحوم الفواخيت والشقانين حارة يابسة قليلة الغذاء تذهب مذهب الفراخ والقول فيها كالقول فيها مجهول وزبل الفاختة إذا علق على صبي يصرع بالليل نفعه.

فتائل الرهبان: هرمس في كتاب الأسرار شجيرة نباتها من الأرض قدر ذراع وزيادة قليلاً، ولها ورق مثل ورق الحناء الصغير، ولونه أغبر إلى الشهوبة ما هو كأنه لون الشبث، وربما وجدت ورقه يشبه ورق الشونيز وفيه كهيئة الزغب أملس اللمس، وله عرق طيب الرائحة فإن نزعت منه غصناً فألقيت ورقه ثم جعلته في مصباح وجعلت فيه زيتاً فإنه يسرج والرهبان يجعلونه فتائلهم، وله جذور دقاق بعرق طويل في الأرض طرية فيها تشقيق ولونه إلى الصفرة والغبرة قليلاً، وله طعم حار وعرف طيب وله ثمرة صغيرة صفراء مجتمعة في أطراف عيدانها مرة الطعم، وله حب مثل حب الجرجير، ولأصل هذا النبات قوة حارة تطرد البرد، وتأكل البلغم وهي تنبت بالشأم وفي السواحل أيضاً وفي الرمال ويؤخذ من ورقه وهو أخضر فيدق مع لبان وطلاء ثم يلصق منه على ورم الخصي وعلى كل ورم فسخ أو لحم مرضوض أو انفساخ عصب أو ضربان مفاصل وكلما جف كان ألزم له وتطبخ عروقه بماء، ثم يشرب منه من كان به زكاماً شديداً ومن به برد في رأسه ومن به برد في صدره أو من به سعال. لي: تعرف هذه الحشيشة بالديار المصرية وخاصة بثغر الإسكندرية بالزنجبيلية وهي كثيرة بها على ساحل البحر وكثيرة أيضاً بساحل غزة من أرض الشأم، وقد جمعته من هناك مرة وعملت من لحاء أصوله مربى بالعسل، وكان من أبدع الأشياء وألذه طعماً وأطيبها رائحة وهو مسخن مطيب للنكهة والجشاء هاضم للطعام نافع من الأبردة مدر للبول مسخن للكلى والمثانة.

فتيت: 

الرازي: والفتيت أيضاً أجود ما يستعمله الناس للاغتذاء استعمالاً كثيراً وهو أيضاً منفخ ويولد الأمراض الباردة والريحية كالقولنج ووجع الجنب والخواصر، ويذهب ذلك منه أن يتخذ خبزه بالسمسم والكمون والنانخواه ويكثر بورقه ويجاد تخميره ويشرب بالسكر فيسرع انحداره ويقل ويلطف نفخه، وينبغي أيضاً أن لا يجمع بين الفتيت والفواكر الرطبة ولا أن يؤخذ في وقت قريب بعضه من بعض ولا يتعرض له أصحاب أوجاع المعدة والقولنج. غيره: يجب أن يلت قبل أخذه بدهن اللوز الحلو وأن يكون قد جففه في الظل تجفيفاً محكماً والسكر يصلحه جداً. فجل: 

ديسقوريدوس في الثالثة: هو مولد الرياح طيب الطعم ليس بجيد للمعدة مجشيء يدر البول مسخن، وإذا أكل بعد الطعام لين البطن ويعين في نفوذ الغذاء، وإن أكل قبل الطعام دفع الطعام إلى فوق ولم يدعه يستقر في المعدة، وإذا أكل قبل الطعام سهل القيء، وقد يلطف الحواس، وإذا أكل مطبوخاً كان صالحاً للسعال المزمن والكيموس الغليظ المتولد في الصدر وقشر الفجل وحده إذا استعمل بالسكنجبين كان أشد تسهيلاً للقيء من الفجل وحده، ويوافق المحبونين وإذا تضمد به وافق المطحولين، وإذا استعمل بعسل وتضمد به قلع القروح الخبيثة والعارض تحت العين مع كمودة لون الموضع ونفع من لسعة الأفعى، وإذا خلط بدقيق الشيلم أنبت الشعر في داء الثعلب وجلاء البثور اللبنية، وإذا أكل نفع من الاختناق العارض من أكل الفطر القتال، وإذا شرب أدر الطمث، وبزر الفجل إذا شرب بالخل قيأ وأدر البول وحلل ورم الطحال، وإذا طبخ بالسكنجبين وتغرغر بطبيخه وهو حار نفع من الخناق، وإذا شرب بالشراب نفع من نهشة الحية التي يقال لها فرسطس، وإذا تضمد به بالخل قلع قرحة الغنفرانا قلعاً قوياً، وأما الفجل البري الذي تسميه أهل رومية أرموراميون فإن ورقه شبيه بورق الفجل البستاني وهو أشبه شيء بالخردل البري منه بالفجل البستاني، وله أصل دقيق طويل طعمه إلى الحرافة ما هو وقد يطبخ الورق والأصل ويؤكل والفجل البري مسخن ملهب مدر للبول. الفلاحة: وأما الفجل الشامي وهو الفجل المروس فهو نبات ورقه كورق السلجم وأصله كأصله أبيض نقي البياض حريف يؤكل نيئاً ومطبوخاً وهو أسخن من السلجم مدر للبول محلل للرطوبات مزعج لها، وإذا أكثر من أكله غثي. جالينوس في 8: الفجل يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الثانية، وأما الفجل البري فهو أقوى في الأمرين جميعاً، وبزر هذه البقلة أيضاً قوي في الأمرين جميعاً، وبزر هذه البقلة أيضاً أقوى من جميع ما فيها وفي جميعها قوة محللة، ولذلك صار الفجل بسبب هذه القوَة المحللة ينفع من النمش الذي يكون في الوجه ومن الخضرة في أي موضع كانت من البدن. روفس: الفجل ينفع من البلغم ويهيج القيء ويضر بالرأس وبالعين والأسنان والحنك ويفسد الطعام وهو رديء لجميع علل النساء محدث للرياح في أعلى البطن. حنين بن إسحاق: سبب رداءته الجوهر المتعفن الذي فيه. أرساسيس: إن في الفجل قوة محللة، ومن أجل ذلك يستعمل في الآثار في البدن وسائر المواضع الكمدة اللون فيعظم نفعه. بولس: بزر الفجل يحلل المدة الكائنة تحت الصفاق القرني. الفارسي: بزر الفجل يدفع ضربان المفاصل والنفخة التي في البطن ويسهل خروج الطعام ويشهيه جيد لوجع المفاصل جداً. قسطس في كتاب الفلاحة: قال: الفجل نافع من وجع الكلى والمثانة والسعال ويهيج الباه ويزيد في اللبن ويمنع لذع الهوام، وإذا طلي به البدن نفع نهش الهوام وبزره ينفع السموم والهوام بمنزلة الترياق، وإن شدخت قطعة فجل وطرحتها على عقرب ماتت. الرازي: أخبرني صديق لي أنه جرب هذا وصح أنه قطر ماء ورق الفجل عليها فرآها همدت وانتفخت وانشقت في نصف ساعة وينفع من حمى الربع والنافض ووجع الجوف بزره مع العسل، وإن لسعت العقرب من أكل فجلاً لم توجعه كثير وجع، ويقلع آثار الضرب والوثي والرض، وينبت الشعر في داء الثعلب. قال: وإن أدام أكله من تمرط شعره أنبت شعره، وبزره إذا استف يبرئ وجع الكبد، لكنه يكثر القمل في الجسد، وإن شرب من عصير الفجل نقص الماء من المستسقى قال: ومن اختيارات الكندي يعصر الفجل بعد دقه بلا ورق ويسقى منه على الريق أوقية فإنه يفتت الحصى الكبار والصغار التي في المثانة ويفعل ذلك بخاصية عجيبة. مسيح: أكثر ما يؤكل ليطلق البطن ويدر البول وهو من الأصول الحريفة المذاق وله قوة ملطفة غير أن الغذاء الذي يتولد منه في البدن يسير والكيموس المتولد منه رديء. حامد: يجلو الكلى والمثانة ويقلب الطعام ويعين الكبد على الطبخ وينفع مطبوخاً من السعال المتولد من الرطوبة ويغثي عن السكنجبين وورقه يبعث الشهوة إذا بلغت السقوط، والفجل إذا طبخ بالخل حتى ينضج وتغرغر به فتح الخوانيق. الطبري: الفجل يحل الغلظ وينفع بزره من القوباء وما ورقه ينفض اليرقان ويفتت الحصاة. الخوز: إنه يزيد في الإنعاظ والمني وبزره يقيء. ابن ماسويه: إن أكل بعد الطعام هضمه وخاصة ورقه وهو يحد البصر وماء ورقه نافع من  اليرقان والسدد العارضة في الكبد، وخاصة إذا شرب معه السكنجبين السكري إن كانت هناك رطوبة، وبزره يفعل ذلك أيضاً، وإن دق بزره مع الكندس وعجنا بخل وطلي به البهق الأسود في الحمام ذهب به، وإن أكثر من أكله نيئاً أمغص وخاصته النفع من اليرقان الأسود ولحمه يغثي، والفجل يعفن ويعفن الطعام كله والدليل على ذلك جشاؤه. الشريف: إذا قور رأس فجلة وفتر فيها دهن ورد وقطر في الأذن الوجعة أبرأها وحيا مجرب، وإذا أخذت قطعة من فجل وقور فيها حفرة ووضع فيها وزن أربعة دراهم بزر لفت ورد عليها غطاؤها وستر الكل بالعجين ثم دس في غصني نار إلى أن ينضج العجين ثم تستخرج الفجلة وقد نضجت وتبرد قليلاً ثم تطعم صاحب الحصى فإنها تفعل فعلاً عجيباً تفعل ذلك ثلاثة أيام متوالية.

فربيون: 

التاكوت بالبربرية ويعرف بالديار المصرية والشام باللوبانة المغربية. ديسقوريدوس في الثالثة: هي شجرة تشبه شجرة القثاء في شكلها تنبت في البلاد التي يقال لينوى، وفي الناحية من البلاد التي يقال لها موروشيا في المواضع التي يقال لها أوطومولناس مملوءة صمغاً مفرط الحد، وقد يحذره القوم الذين يستخرجونه لإفراط حدته، ولذلك يعمدون إلى كروش الغنم فيغسلونها ويشدونها إلى ساق الشجرة ثم يطعنونها من البعد بمزراق فينصب منه في الكرش صمغ كثير على المكان كأنه ينصب من إناء وقد ينصب منه أيضاً في الأرض لحميته في خروجه ويخرج منه في شجرته صنفان منه ما هو صاف يشبه الأتزروت وهو في مقدار الكرسنة، ومنه متصل شبيه بالسكر، وقد يغش بأنزروت وصمغ ويخلطان به فاختر منه ما كان صافياً حريفاً ومحنته بالمذاق عسرة لأنه إذا لذع اللسان مرة واحدة دام لذعه له فكلما لقي اللسان بعد ذلك ظن أنه خالص، وأول من وقع على هذا الذوق برناس ملك لينوي. جالينوس في الميامير: إن الفربيون هو لبن بعض النبات السائل. الغافقي: ذكر بعض الناس ممن رأى نباته في بلاده أنه صنفان أكثر ما يكون في بلاد البربر وهو كثير في جبل درنه ويسمى بالبربرية تاكوت وهو عساليج عراض كالألواح مثل عساليج الخس بيض لها شعب وهي مملوءة لبناً ولا ينبت حوله نبات آخر والآخر نباته ببلاد السودان أكثر شوكه ويسمى بالبربرية أرند وهو شوكة لها أغصان كثيرة تنبسط على الأرض فتتدوح كثيراً وشوكه دقيق حاد ورقها كورق السلينش، ولها لبن كثير جداً، وأظن هذا الصنف هو المعروف بلبن السوداء. جالينوس في 6: وقوة هذا الدواء لطيفة محرقة مثل قوة الصموغ الأخر الشبيهة به، وقال في الثالثة: من المياميران الفربيون الحديث أشد تسخيناً من الحلتيت على أن الحلتيت أشد ألبان الشجر إسخاناً. ديسقوريدوس: ولهذا الصمغ إذا اكتحل به قوة جالية للماء العارض في العين إلا أن لذعه لها يدوم النهار كله، ولذلك يخلط بالعسل والشيافات على قدر إفراط حدته، وإذا خلط ببعض الأشربة المعمولة بالأفاويه وشرب وافق عرق النسا، وقد يطرح قشور العظام من يومه، وينبغي أن يوقى اللحم الذي حوالى العظام منه، أما بقيروطي وأما بعصائب، وزعم قوم أن من نهشه شيء من الهوام إن شق جلد رأسه وما يليه إلى أن يبلغ به القحف وجعل هذا الصمغ في جوف الشق مسحوقاً وخيط لم يصبه مكروه. وفي كتاب الحاوي قال جالينوس في قاطا حابس: إن العتيق من الفربيون لا ينقي لونه الرمادي، لكنه يضرب إلى الشقرة والصفرة ويكون مع ذلك في غاية الجفوف وإذا دقته بالزيت لا ينداف معه إلا بكد والحديث يخالف ذلك فإنه ينداف بسرعة وذوق الحديث بمنزلة النار، حتى أنه يحرق اللسان، والعتيق يسير الحدة والفربيون الفائق تبقى قوته أكثر شيء ثلاث سنين أو أربعاً، وتبطل قوته من الرابعة إلى السابعة والعاشرة. أبو جريج: قال في الأدوية المسهلة: إن الفربيون يجعل في إنائه مع باقلا مقشر فتحفظ قوته ولا يتآكل مدة. قالت الخوز: الفربيون يضم فم الرحم جداً حتى يمنع الأدوية المسقطة إن تسقط الجنين. بديغورس: خاصته النفع من الماء الأصفر. السموم قال: إن فتق في الدهن وتمرخ به نفع من الفالج ومن الخدر جداً ويقتل منه وزن ثلاثة دراهم في ثلاثة أيام بأن يقرح المعدة والأمعاء. ابن ماسويه: إختر منه الحديث الصافي الأصفر اللون الحاد الرائحة الحريف الطعم وخاصته إسهال البلغم اللزج العارض في الوركين والظهر والأمعاء إلا أنه يورث غماً وكرباً ويبساً ويورث حرقة وزحيراً في المقعدة وإصلاحه أن لا يجيد سحقه ويخلطه بالمقل أو برب السوس أو بالأفاويه كالسنبل والدارصيني والسليخة ونحوها أو يلت بدهن اللوز الحلو والمختار منه ما كان صافياً حديثاً قد أتى عليه ما بين سنة إلى ثلاثة، والشربة منه ما بين قيراطين إلى أربعة. التجربتين: إذا أضيف إلى السكبينج والأشق والمقل أحدر معها بلغماً لزجاً من أمزجة المبرودين فنفعهم من الخدر ومن استرخاء العضل، ومن وجع المائدة والمفاصل، والشربة منه من ربع درهم إلى نحوه مع درهم ونصف أو نحوه من تلك الصموغ المذكورة، وإذا سحق واستعمل مع السك نفع النساء استطراقاً وجفف رطوبات الرحم وشدها، وهو بهذه الصفة نافع من إسقاط الأجنة الذي يكون سببه رطوبة تنصب إلى الرحم ترخى جرمه إذا تقدم في استعماله قبل الحبل لمن  يعتريه ذلك كثيراً. المجوسي وغيره: الفربيون حار يابس في الرابعة قوي الحدة أكال ينفع من وجع عرق النسا إذا خلط مع الأفاويه، وإذا طلي على لسع الهوام نفعه وينفع من عضة الكلب الكلب، وينفع من اللقوة والقولنج وبرد الكلى منق للفضول البلغمية من المفاصل والأعصاب مسهل للماء الأصفر، رديء لأصحاب المزاج الحار، ومن كان يغلب عليه الدم، ولا ينبغي أن يشرب مفرداً ويضر بالأمعاء الأسفل منها ويشرب منه ست حبات وإن شرب منه أكثر من دانق أورث شاربه غماً وكرباً وقبضاً على فم المعدة، ويصلح بصمغ أو كثيراً ودهن اللوز.

فراسيون: 

ديسقوريدوس في الثالثة: هو تمنش ذو أغصان كثيرة مخرجها من أصل واحد وعليه زغب يسير، ولونه أبيض وأغصانه مربعة، وله ورق في مقدار أصبع الإبهام إلى الاستدارة ما هو عليه زغب وفيه تشنج مر الطعم وزهره وورقه متفرقة في الأغصان التي فيها وهي مستديرة شبيهة بالفلك خشنة وتنبت في الخراب من البيوت. جالينوس في 8: كما أن طعم هذا مر كذلك فعله فيمن يستعمله فعل موافق لمرارته، وذلك أنه مفتح لسدد الكبد والطحال وينقي الصدر والرئة بالنفث ويحدر الطمث، وكذا يفعل أيضاً إن هو وضع من خارج البدن جلا وحلل، وإذا كان ذلك كذلك فليوضع من الحرارة في الدرجة 2 نحو آخرها ومن اليبس في 3 عند وسطها أو عند انقضائها وعصارته تستعمل لتحديد البصر ويسعط به أيضاً أصحاب اليرقان لينقي يرقانهم ويستعمل أيضاً في مداواة وجع الآذان إذا طال وعتق واحتيج له إلى شيء ينقي ويفتح ثقب المسامع والأجزاء التي تجيء من عصبة السمع من الغشاءين المغشيين للدماغ. ديسقوريدوس: وورقه إذا كان يابساً ثم طبخ بالماء مع بزره وإذا أخذ وهو رطب فدق وعصر ماؤه وخلط بعسل شفي من كان به قرحة في الرئة أو كان به ربواً، ومن كان به سعال، وإذا خلط به أصل الأيرسا اليابس قلع الفضول الغليظة من الصدر، وقد يسقى منه النساء لإدرار الطمث وإخراج المشيمة وعسر الولادة ويسقى منه من شرب بعض الأدوية القتالة إلا أنه ليس بموافق للمثانة والكلى، وإذا تضمد بورقه مع العسل، نقى القروح الوسخة وقلع الداحس واللحم المتآكل وسكن وجع الجنب وعصارته أيضاً المتخذة من ورقه المجففة في الشمس تفعل ذلك، وإذا اكتحل بها مع العسل أحدت البصر وهي تستفرغ الفضول التي يعرض منها في العين صفرة يرقانية من الأنف، وإذا قطرت في الأذن وحدها أو مع دهن ورد وافق وجعها الشديد. التميمي: عصارته تدخل في علاج العين وفي قلع الجرب العتيق منه والحديث، وقد تقلع أصناف جرب العين الثلاثة وتبرئ منه، وخاصة إذا حكت بماء الرمان الحامض وقلب الجفن وطليت عليه، وقد يجلو الاكتحال بها منها آثار القروحات والبياض الكائن من ذلك قديمة وحديثة، وتدخل في كثير من الشيافات الجالية لغشاوة العين المقوية للنور الباصر، وتدخل في تحجيراتها وفي أضمدتها ولها قوة تجلي بها الفضول من جميع الأعضاء الباطنة وتنقي الرئة والصدور وآلات النفس من الرطوبات المتكونة المنصبة إليها والقرحات المتكونة فيها المؤدية إلى السل، وإلى نفث القيح، وذلك أنه إن سقي الوصب منها وزن نصف مثقال إلى وزن درهم مداقاً في طبيخ الزوفا ودهن اللوز الحلو حلل ذلك وأخرجه بالنفث وقطعه ونقى الرئة والصدر منه تنقية عجيبة، وإن سقي منها وزن نصف درهم مداقاً في شراب البنفسج أو في الجلاب نفع من السعال الرطب وقرحات الصدر وأبرأها وأدملها وأخرج ما فيها من الرطوبات بالنفث وإذا حكت هذه العصارة بيسير من ماء ورد وديفت في عسل النحل وتضمدت بها الخراجات العفنة الخبيثة فإنها تجلوها وتنقي ما فيها من الوسخ وتدملها، وإذا ضمد بها على الجراحات وعلى الدماميل الفجة وعلى الخنازير فإنها تحلل جساءها وتنضجها وتلينها بغير وجع ولا أذى وتفتحها. الشريف: الفراسيون إذا كان طرياً ودق مع شحم كلي ووضع على الأورام حللها، وكذا يفعل بالخراجات إذا أصابها الريح، وإذا احتفر حفرة في الأرض على قدر الإنسان وفرش في قعرها رمل، وأوقد فيها النار حتى تسخن جيداً ثم أزيلت النار عن الحفرة وأخذ من نبات الفراسيون بنوعيه كثير وفرش في أسفل الحفرة ومتن به ثم يرقد العليل الذي أقعدته الرياح وعجزته عن المشي وعن التصرف في الحفرة، والفراسيون تحته وفوقه ويغطى العليل بالنبات، ثم يدثر على الكل بالثياب الكثيرة ويترك مقيماً ولا يزال ذلك عنه إلى أن تبرد الحرارة فإن العليل يقوم صحيحاً مجرب، وإذا ربب ورقه مع العسل المنزوع الرغوة كان من أنفع الأشياء للسعال والربو والتضايق، وإذا استخرج مائية النخالة وصنع منها حساء ووضع معها عند الطبخ نصف أوقية من ورق الفراسيون وتحرك إلى أن يكمل طبخ الحساء وتحسى نفع من السعال المفرط وغلظ النفث، وينبغي أن يفعل ذلك ستة أيام موالية فإنه عجيب مجرب، وإذا دق ورقه غضاً وتضمد به نفع من تعقد الأمعاء ووجعها، وإذا عصر ماؤه وشرب منه مقدار أوقيتين مع دهن ورد إن أمكن وإلا بزيت عتيق نفع من أوجاع الأمعاء نفعاً عجيباً.

التجربتين: الفراسيون ينفع بالجملة من الرياح الغليظة جداً كيفما استعمل مشروباً وضماداً أو كماداً بطبيخه، وإذا وضع ضماده على الصدر نفع من ضيق النفس، وإذا ضمد به انتفاخ الأعضاء من الرياح كان ذلك يوجع أو دوئه كالسرة والخاصرة والجنين حللها وسكن أوجاعها، وإذا طبخ بالماء وضمد به الطحال نفع من وجعه المتولد عن ريح غليظة وماؤه اكتحالاً به مع العسل ينفع من ابتداء نزول الماء في العين، وإذا تضمد به أنواع الانتفاخ في الأجفان مع دهن بنفسج أبرأها، وإذا درس غضاً مع أحد الشحوم ووضع على الفسخ الوجع حلل انتفاخه وسكن وجعه ونفع منه منفعة عجيبة بالغة جداً، وإذا مضغ ورق الفراسيون كما هو وابتلع نفع الفالج والأوجاع المتولدة في المعدة والجوف، ومتى طبخ بالماء والزيت أو بالماء وحده وكمدت به العانة من الرجال والنساء نفعهم من الأوجاع العارضة فيها من عسر البول ومن الريح ومن جميع أصناف الأوجاع. إسحاق بن عمران: من خاصته الإضرار بالكلى والمثانة، وربما بول الدم، وبزر الرازيانج البستاني يدفع مضرته عن الكلى والمثانة إذا خلط معه أو شرب قبله أو بعده. ديسقوريدوس: وأما الشراب الذي يتخذ بالفراسيون فهذه صفته يؤخذ ورق فراسيون حديث فيدق ويؤخذ منه مكوكان بالمكوك الذي يقال له حونقس ويلقى في ماء طيوطس من عصير ويترك ثلاثة أشهر ثم يروق ويوعى في الأواني، وهذا الشراب ينفع من العلل التي تكون في الصدر ومن كل ما ينفع الفراسيون.

??فرفوديلاون: هو الشوك المعروف بالتيمق والتيمط أيضاً بلا شك ببلاد الأندلس والمغرب الأقصى، وتعرف هذه الشوكة في بعض بوادي بلاد الأندلس برعي الحمير. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات شبيه بالخمالاون الأسود وينبت في جبال ذوات شجر ملتف وله أصول، طويل خفيف إلى العرض ما هو ورائحته حادة مثل رائحة الحرف، وأصله إذا طبخ بالماء وشرب أحدث رعافاً كثيراً، وقد يعطى منه المطحولون فينفعهم منفعة شافية. جالينوس في 8: هذا حريف عطري يدر البول ويحدر الطمث فإذا كان كذلك وقوته إذاً حارة تحلل وتجفف فالعصارة المتخذة من قصبه، ومن بزره قوتها مثل هذه القوة وهي بهذا السبب نافعة لمن به علة في كليته، فأما أصله فينفع في نفث ما ينفث من الصدر والبلغم منفعة قوية، وذلك لأنه أقل حدة وحرافة من بزره وليس هو بدونه في المرارة وهو أيضاً يرعف. وقال في موضع آخر: إنه ينفع من القولنج. الشريف: إذا خلط بكثيراء ولطخ بهما الكلف جلاه.

فرنجمشك: 

ويقال برنجمشك وفلنجمشك وافلنجمشك أيضاً وهو الحبق القرنفلي. ديسقوريدوس في الثالثة: أفنيس عشب دقيق القضبان يستعمل في الأكاليل شبيه بالباذروج طيب الرائحة كأن فيه زغباً، وقد يزرعه بعض الناس في البساتين، وقد يعقل البطن ويقع الطمث، وإذا شرب أو تضمد به شفي الأورام التي يقال لها فوحثلا والحمرة. بعض علمائنا: الفرنجمشك صنفان. أحدهما: بستاني ويقال له الهنوي والآخر بري ويقال له الصيني والأول مربع العيدان ورقه كورق الباذروج، ولونه بين الخضرة والصفرة ورائحته كرائحة القرنفل ويسمى باليونانية افنيس والصيني ينبت في الصخور دقيق الورق شبيه بورق النمام البري، ورائحته أشد وأحد من رائحة البستاني. ابن ماسويه: حار يابس في آخر الدرجة الثانية يفتح السدد العارضة في الدماغ شماً وأكلاً وطلاء وينفع من خفقان القلب العارض من البلغم والسوداء، وإن أكل أو شم فتح سدد المنخرين. سندهشار: ويزيد في المسرة وهو جيد للبواسير. القلهمان: أعدل من المرزنجوش والنمام وليس فيه من اليبس ما فيهما. الشريف وغيره: ينفع الكبد ويقوي القلب والمعدة الباردة ويهضم الأطعمة الغليظة ويجشي جشاء طيباً ويطيب النكهة ويذهب بحديث النفس ويشد الأسنان واللثة نفعاً بليغاً، ويزيل منها الرطوبة الرديئة وبزره إذا شرب جفف المني وربما استعمل في الطبيخ والفرنجمشك يمنع الفساد عن الخمر وسائر الأشربة والخلول إذا قطعت أغصانه وطرحت فيه وربما صدع المحرورين.

فرودوماهان: الرازي: هو عقير فارسي ينفع من النفخ والرياح في البطن والأعضاء عجيباً.

فراخ الحمام: ابن ماسويه: فيها حرارة ورطوبة فضلية ومن أجل ذلك صار فيها بعض الغلظ والنواهض أخف وأحمد غذاء وينبغي أن يأكلها المحرور بماء الحصرم والكزبرة ولب الخيار. ابن ماسة: الفراخ أحر من جميع لحوم الطير المألوفة مع عسر انهضامه وكثرة توليد الدم ورطوبته. الخوز: يعالج بالفراخ خاصة من قد استولى على بدنه برد من طول المرض. ابن سينا: الفراخ تهيج الخوانيق إلا مصوصاً. المنهاج: تنفع من الفالج أكلاً ولحفها كثير الفضول سريع العفونة، وربما أحدث سهراً. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: أما الفراخ فلحومها حارة ملهبة ولشحومها حرارة ظاهرة بينة، ولذلك لا توافق المحرورين إلا أنها أسهل خروجاً من البطن من لحوم الدجاج ولا سيما إذا طبخت بماء وحمص وشبث وملح فإنها عند ذلك سهلة الخروج من البطن وتوافق أمراقها المبرودين وأصحاب البطون المعتقلة فتنفع من وجع الظهر الغليظ المزمن وتسمن الكلى وتزيد في الباه إلا أن الفراخ خاصيتها مضرة بالدماغ والعين ولا سيما المشوية، فينبغي أن يدفع ذلك بأن يشرب عليه بعض ما ذكرنا من الأشربة المانعة من صعود البخار إلى الرأس وجوذاباتها إذا كثر فيها من شحومها وافق الكلى، وكانت أشد زيادة في الباه. الشريف: وإدمان أكل فراخ الحمام محشوة بالأفاويه يحل الدم ويحرقه، وربما أدى إلى الجذام ولا سيما في الأطفال الصغار وأولي الأمزجة الحارة، وإذا طبخت فرخي حمام في قدر في غمرها من دهن الشيرج بلا ملح ولا توابل فإذا نضجت أكلها صاحب الحصاة فإنه يبرأ بإذن الله.

فرصاد: هو التوت العربي وقد ذكر في التاء.

فرفير: هي البقلة الحمقاء وقد ذكرتها في حرف الباء، والفرفير أيضاً صمغ أحمر يسمى باليونانية الديقون وتأويله الهندي، وقد ذكرته في حرف الألف.

فستق: 

جالينوس في 8: هذه شجرة أكثر ما تكون في بلاد الشام وثمرتها ثمرة لطيفة، ومنها شيء كأنه إلى المرارة عطري فلذلك هي تفتح السدد وتنقي الكبد خاصة وتنفع من علل الصدر والرئة. وقال في كتاب أغذيته: وليس عندي للفستق شيء أشهد به عليه أنه ينفع أو يضر الكبد كثير منفعة أو مضرة كما لا أشهد له أنه يطلق البطن أو يحبسه، والذي يناله البدن من الفستق من الغذاء يسير جداً، ومنافعه أن يقوي الكبد وينقي ما قد لحج وصار كالثفل في منافذ الغذاء منها. ديسقوريدوس في المقالة الأولى: ما كان منه بالشأم وهو شبيه بالصنوبر فإنه جيد للمعدة وإذا أكل أو شرب مسحوقاً بالشراب نفع من نهش الهوام. ابن سينا: هو حار في آخر الثانية وفيه رطوبة وينفع من وجع الكبد الحادث من الرطوبة والغلظ ويمنع الغثيان وتقلب المعدة ويقوي فمها. وقال في الأدوية القلبية له: فيه عطرية وقبض مع لزوجة فيشبه أن يكون لذلك مفرحاً مقوياً للقلب، ولذلك عد في الترياقات. الشريف: من خاصيته تطييب النكهة وقمع أبخرة المعدة التي ترقى إلى الأعلى ويزيل المغص أكلاً. غيره: وقشره الخارج الرقيق إذا أنقع في الماء وشرب قطع العطش والقيء وعقل البطن ودهنه مضر بالمعدة بخاصية فيه. أرحجانس: الفستق أشد حرارة من اللوز والجوز جداً.

فسافس: هو البق الموجود في الحيطان والأسرة. ديسقوريدوس في الثانية: هو حيوان يشبه القراد يوجد في الأسرة وفي غير الأسرة فما كان منه موجوداً في الأسرة إذا أخذ منه سبعة عدد أو جعلت في ثقب باقلا وابتلعت قبل أخذ الحمى نفعت من حمى الربع، وإذا ابتلعت من غير باقلا نفعت من لسع الحية التي يقال لها اسيقس، وإذا اشتمت نفعت النساء اللواتي عرض لهن اختناق من وجع الأرحام وإذا شربت بخل أو بشراب أخرجت العلق، وإذا سحقت ووضعت في ثقب إحليل أبرأت من عسر البول.

فشع: هي الزيولة بعجمية الأندلس وثمرها الأحمر هو المعروف عند عامة الأندلس والمغرب بحب النعام. ديسقوريدوس في الرابعة: ملتقص طراخيا ومعناه الخشنة له نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له باريلوماين، وقضبان كثيرة دقيقة مشوكة مثل قضبان الشوك الذي يقال له قاليورس، أو مثل قضبان العليق، ويلتف على الشجرة القريبة وينبسط في العلو وفي السفل، وله حمل شبيه بالعناقيد إذا نضج كان لونه أحمر ويلذع اللسان لذعاً يسيراً وأصل غليظ صلب وينبت في آجام ومواضع خشنة. جالينوس في 7: ورقه يجد فيه من يفوقه حدة وحراقة ومن استعمله أسخنه. ديسقوريدوس: ورق هذا النبات وثمره ينفعان من الأدوية القتالة إن تقدم في شربهما قبل أن يشرب الدواء القتال، وإن شربا بعد أن يشرب وقد زعم قوم أنه إن أخذ من هذا النبات شيء وفرك وبلعه الطفل لم يضره شيء من الأدوية القتالة، وقد يستعمل في بادزهرات السموم، وأما ملتقص لبا ومعنى لبا الأملس فهو نبات شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه ألين منه وأدق وله قضبان تشبه قضبان ملتقص الخشنة إلا أنها ليست بمشوكة وهي ملس، وقد يلتف بالشجرة الغريبة منه كما يلتف ملتقص الآخر، وله ثمر شبيه في شكله بالترمس أسود صغير عليه زهر كبير أبيض مستدير في الشجرة كلها، وقد يعمل من هذا النبات أكواخ في الصيف وفي الخريف يطرح ورقه، وقد يقال إنه إن أخذ من ثمرة هذا النبات وثمر النبات الذي يقال له درسيمون من كل واحد ثلاث أوبولوسات لطيفات وخلطا وشربا فإنهما يعرض منهما أحلام كثيرة مشوشة. جالينوس في 7: قوة هذه شبيهة بقوة تلك الحشيشة فيما يزعمون.

فصفصة: 

أبو حنيفة: هو رطب القت ويسمى الرطبة ما دامت رطبة، فإذا جفت فهي القت وهي كلمة فارسية الأصل ثم عربت وهي بالفارسية أسفست. ديسقوريدوس في 2: تشبه في ابتداء نباتها الجندقوقا النابت في المروج فإذا نمت صارت أدق ورقاً منه ولها أغصان شبيهة بأغصان الحندقوقا عليها بزر عظيم مثل عظم العدس في غلاف معوج مثل القرون إذا جف، ويستعمل مع الأشياء التي يتطيب بها، وإذا تضمد بها رطبة نفعت الأعضاء المحتاجة إلى تسكين ألمها، ويستعمل هذا النبات الذين يعلفون الخيل والحمير والمواشي مكان النبات الذي يقال له أغرسطس. إسحاق بن عمران: الفصفصة تنبت على المياه ولا تجف صيفاً ولا شتاء، والمستعمل منها بزرها وورقها وهي حارة رطبة وفيها شيء من نفخة وبذلك يزيد في المني ويحرك الجماع ويزيد في منفعة الأدوية المتخذة لذلك ويدخل بزرها في كثير من الجوارشنات القوية. اربياسيس: الرطبة الحارة وبزرها يزيد في المني واللبن. الرازي في الحاوي: فيطبخ ويدق حتى يصير من المرهم ويضمد به اليدان للذان بهما رعشة كل يوم مرتين فإنها تبرئهما ودهن الفصفصة أيضاً يذهب بالرعشة شرباً وتمريخاً. الغافقي: حار رطب يسمن الدواب ورطبها يلين البطن ويابسها يعقله وينفع السعال وخشونة الصدر وبزرها فيه قبض ويعقل البطن.

فضة: ابن ماسه: سحالتها باردة يابسة باعتدال. ابن سينا: وسحالتها إذا خلطت في الأدوية كانت نافعة من الخفقان وتنفع من البخر والرطوبة اللزجة وفعلها على حكم فعل الياقوت ولكنها أضعف منه بكثير. غيره: والشراب في آنية الفضة يسرع بالسكر. إسحاق بن عمران: وإن سحلت الفضة وخلطت بالأدوية المشروبة نفعت من كثرة الرطوبات ومن البلغم اللزج ومن العلل الكائنة من العفونة، وإن شمت الفضة رائحة الكبريت اسودت والملح يغسلها ويزيد في جلائها وإن مستها ريح الرصاص أو ريح الزئبق تكسرت عند المطارق.

فضية: الغافقي: سميت بذلك لبياضها وهي عشبة لها أغصان كثيرة صغار قصار جعد خارجة من أصل واحد وورق نحو من ورق المرزنجوش وعلى جميعها زغب أبيض، وهي لينة تحشى بها الفرش لا مائية لها البتة، وإن دق وتضمد به ألحم الجراحات الطرية ويقطع نفث الدم والإسهال. ديسقوريدوس في الثالثة: عناقليان هو نبات يستعمل ورقه في حشو المخاد وما أشبهها للينه وإذا شرب الورق بالشراب القابض نفع من قرحة الأمعاء. جالينوس في 6: إسم هذا النبات غاليون مشتق من إسم القطن، والذي يتدثر به الناس في فراشهم لأن ورقه ناعم لين يستعمل مكان النبق الزبيري، والشيء الذي له خمل، وفي هذا الورق قبض يسير ولذلك يسقى منه قوم أصحاب قروح الأمعاء بشراب قابض.

فطر: ديسقوريدوس في الرابعة: منه ما يصلح للأكل ومنه ما لا يصلح ويقتل والأسباب التي يكون منها الفطر قتالاً كثيرة، فمنها أنه ربما ينبت بالقرب من مسامير صدئة أو خرق متعفنة أو أعشاش بعض الهوام الضارة أو شجر خاصيتها أن يكون الفطر قتالاً إذا نبت بالقرب منها، وقد يوجد على هذا الصنف من الفطر رطوبة لزجة، وإذا قلع ووضع في موضع فسد وتعفن سريعاً، وأما الصنف الآخر فيستعمل في الأمراق وهو لذيذ، وإذا أكثر منه أضر لأنه لا ينهضم ويعرض منه اختناق أو هيضة والسبيل في علاج الضرر العارض من جميع الفطر هو أن يسقى المضرورون بالفطر النطرون، وماء الرماد بالخل والملح وبطبيخ الشعير أو فوتنج جبلي أو خرء الدجاج بالخل أو يخلط بعسل كثير أو يلعق والفطر يغذو غذاءاً زائداً إلا أنه عسر الإنهضام، وأكثر ذلك إنما يخرج في البراز صحيحاً غير متحلل. جالينوس في 7: قوة الفطر قوة باردة بطيئة شديدة، ولذلك هو قريب من الأدوية القتالة ومنه شيء يقتل وخاصة كلما كان يخالط جوهره شيء من العفونة. وقال في أغذيته: إن الجيد منه غير المؤذي بارد الغذاء وإن كان أكثر منه ولد خلطاً رديئاً، ومنه أنواع رديئة قتالة، وقد رأيت رجلاً أصابه منه ضيق نفس وغشي وعرق بارد وتخلص منه بعد جهد بسكنجبين، وقد طبخ فيه فوتن ونثر عليه رغوة البورق فنقي ذلك الفطر الذي كان استحال في معدته إلى خلط غليظ. وقال في كتاب الكيموس: إن له كيموساً بارداً لزجاً غليظاً. الخوز: الإكثار منه يورث عسر البول. ابن ماسويه: الأجود أن يعمل معه الكمثري الرطب واليابس والحبق الجبلي والقرنفلي ويشرب عليه نبيذاً صرفاً وخاصيته إبراء الذبحة.

فقع: 

الفلاحة: هو شيء يتكون تحت الأرض بقرب المياه وهو مدور أبيض أكبر من الكمأة يوجد في الأرض وكل واحدة منه قد شققت ثلاث أو أربع قطع إلا أن بعضها ملتصق ببعض وهو أسلم من الفطر، وليس فيه شيء يقتل كما في الفطر وهو بارد رطب غليظ.

فقاع: جالينوس في 8: هذا يتخذ كثيراً من الشعير والخلط المتولد منه رديء من طريق أنه إنما يكون بالعفونة وهو مع هذا نافخ وفيه شيء حاد حار وأما أصله فبارد مائي حامض. ديسقوريدوس في 2: يعمل من الشعير وهو يدر البول ويضر بالكلى وحجب الدماغ والأعصاب ويولد نفخاً وكيموسات رديئة، وإذا أنقع فيه العاج سهل عمله وعلاجه. ابن ماسويه: الفقاع المتخذ من دقيق الشعير والفلفل والسنبل والقرنفل والسذاب والكرفس يولد خلطاً رديئاً ونفخاً في المعدة ويضر بالعصب والحجب التي فوق الدماغ ويحدث قراقر أو نفخاً كثيراً في المعدة إلا أنه نافع من الجذام جداً، والمتخذ من الكرفس والخبز والنعنع محمود للمحرورين فإن أراد مريد أن يحده فليجعل معه الأفاويه وخاصة الفقاع النافع من الجذام ويضر لمن لم يكن به ذلك، وأما الفقاع المتخذ من العسل فحار يابس يفعل فعل العسل، وأما المتخذ من السكر فأحمد لأصحاب الحرارة لقلة حرارته ووقت شرب أصناف الفقاع كله على الريق، وأن يؤخر الطعام ويتجنب على الطعام فإنه يعفنه في المعدة. التميمي في المرشد: وأما الفقاع فإنه يتخذ على ضروب وذلك أن منه شيئاً يتخذ من دقيق الشعير المنبت المجفف المطحون المخمر بالعسل والسذاب والطرخون، وورق الأترج والفلفل، ومنه ما يتخذ بالخبز السميد المحكم الصنعة وماء دقيق الحنطة وماء دقيق الشعير المنبت فإن كان منه يتخذ من دقيق الشعير المنبت والنعناع والسذاب والطرخون وورق الأترج والفلفل، فإذا فعل كذلك كان حاراً يابساً كثير التعفن مفسداً للمعدة ومولداً للنفخ والقراقر مضراً بعصب الدماغ لأنه يملأ الدماغ أبخرة غليظة حارة وبعيدة الانحلال، وربما أحدث بجذبه وعفونته إسهالاً، وربما أحدث للمدمنين عليه عللاً في المثانة وحرقة البول، وأما المتخذ منه بخبز السميد المحكم الصنعة والكرفس ودقيق الحنطة المنبتة أو ماء دقيق الشعير المنبت فإنه أقل ضرراً من الأول وأوفق للمحرورين فمن أحب من المعتدلي المزاج أن يزيل عنه نفخه ورياحه وقراقره ويفيده حرارة معتدلة وتقوية المعدة فليجعل معه بعض الأفاويه العطرية المطيبة للمعدة المقوية لها بعطريتها وتنشيفها لرطوباتها مثل السنبل والمصطكي وقرفة الطيب ودار فلفل والمسك وشيء من القافلة والبسباسة والقرنفل ولتكن جملة ما سحق من هذه الأفاويه لكل عشرين كوزاً من كيزان الفقاع الضاربة مثقال واحد أو وزن درهمين فإن أراد مريد أن يفيده لذاذة فليصير في كل كوز قلباً من قلوب الطرخون وورقتين من ورق قلب شجرة الأترج مع يسير من سذاب ويسير من نعنع، وقد يتخذ منه ساذج بماء خبز السميذ المحكم الصنعة مروقاً ونقيعه بالمسك والمصطكي فقط مع قلب نعنع أو قلب طرخون في كل كوز فقظ.

فقوس: الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما الفقوس فرديء عسر الإنهضام ولا سيما ما صلب منة وكبر فأما الصغار والرطب منه فدون ذلك، وإن أكثر منه تولد عنه نفخ في الإمهاء غليظ ووجع في البطن، وينبغي في ذلك الوقت أن يستعمل القيء ويشرب عليه شراباً صرفاً أو يؤخذ عليه الجوارشنات.

فقد: بفتح الفاء والقاف وهو حب البنجنكشت وسمي بذلك لأنه يفقد النسل فيما زعموا. قال أبو حنيفة: إنه يلقى في شراب العسل فيشده.

فقاح: هو النور أي نور كان.

فقلامينوس: يقال بفتح الفاء وإسكان القاف التي بعدها لام ألف مفتوحة ثم ميم مكسورة بعدها ياء ساكنة ثم نون مضمومة ثم واو ساكنة وبعدها سين، إسم يوناني للنبت المسمى بخور مريم وقد ذكر في الباء.

فقلامينوس آخر: هو النبت المسمى عند بعض شجارينا الأندلس بصريمة الجدي، وقد ذكر في الصاد المهملة.

فلنجة: مسيح: حارة في أول الدرجة الثانية قواها مختلف في التحليل والقبض.

إسحاق بن عمران: الفلنجة تدخل في الطيب وهي حارة يابسة مفتحة للسدد في الرأس مقوية للدماغ وهي في صفتها مثل حب الخردل وأكبر لها عيدان صغار مثل العقد وأكبرها أجودها وأقواها ريحاً وأشدها حراً وأوزنها وزناً وأدناها الخفيفة السوداء. الفلاحة: وأما الفلنجة فإن لها خاصية في أنها أيضاً تضاد العقارب مضادة طبيعية حتى أنه متى أخذ إنسان قد لدغه عقرب من الفلنجة شيئاً فسحقه وطلاه بزيت على موضع اللدغة شفاء. غيره: الفلنجة نافعة إذا وقعت في الأدهان المسخنة للمعدة وتحلل الرياح منها.

فلفل: 

ديسقوريدوس في الثانية: قال: قيل إنه شجرة تنبت في بلاد الهند لها ثمر يكون في ابتداء ظهوره طويلاً شبيهاً باللوبيا وهو الدارفلفل في جوفه حب صغار شبيه بالجاورس، وإذا استحكم صار فلفلاً، وذلك أنه يتفرق فيصير شبيهاً بعناقيد فيها حب الفلفل صغار فمنه ما يجيء نضيجاً وهو الفلفل الأسود ومنه ما يجتني غضاً وهو الفلفل الأبيض، والفلفل الأبيض هو يقع في أخلاط الإكحال وفي الأدوية المعجونة، والدارفلفل أصلح للترياقات والمعجونات لفجاجته، والفلفل الأسود أشد حرافة من الأبيض والأبيض أضعف قوة منه لأنه لم يدرك فاختر من الأسود ما كان رزيناً ممتلئاً أسود ولا يكون شديد التكمش ويكون حديثاً، ولا يكون فيه شيء شبيه بالنخالة، وقد يوجد في الفلفل الأسود حب متخشف فارغ خفيف يقال له برشياج. جالينوس في 8: أما أصول الفلفل فشبيهة بالقسط، وأما ثمرته فهي أول ما تطلع دار فلفل، ولذلك صار الدارفلفل أرطب من الفلفل المستحكم، والدليل على رطوبة الدارفلفل أنه إذا طالت به المدة قليلاً تأكل وتفتت وإنه إذا ذاقه الذائق لم يجد له في أول مذاقه لذعاً وإنما يتبين اللذع بعد قليل ثم يبقى على تلذيعه مدة ليست باليسيرة، وأما ثمرة الفلفل التي هي كالفجة التي لم تنضج فهو الفلفل الأبيض فهو أحد وأشد حرافة من الفلفل الأسود، وذلك أن الأسود من قبل أن ينضج قد صار كأنه احترق ويبس احتراقاً ويبساً مفرطين، والنوعان كلاهما من الفلفل يسخنان ويجففان إسخاناً وتجفيفاً قوياً. ديسقوريدوس: وقوة الفلفل في الجملة مسخنة هاضمة للغذاء ميسرة للبول جاذبة محللة جالية لظلمة البصر، وإذا شرب أو تمسح به في بعض الأدهان وافق الناقض وبنفع من نهش الهوام، ويحدر الجنين، وقد يظن أنه إذا احتملته المرأة بعد الجماع منع الحبل، وإذا استعمل في اللعوقات والأشربة وافق السعال وسائر أوجاع الصدر، وإذا تحنك به مع العسل وافق الخناق، وإذا شرب مع ورق العار الطري نفع من المغص، وإذا مضغ مع الزبيب الجبلي قلع البلغم، وقد يسكن الوجع وإذا وقع في أخلاط الصباغات كان موافقاً للأصحاء يفتق الشهوة ويعين في انهضام الطعام، وإذا خلط بالزفت حلل الخنازير، وإذا خلط بالنطرون جلا البهق وقد يقلى في فخار جديد ويحرك في وقت القلي كما يحرك العدس وليس أصله الزنجبيل كما زعم قوم، ولكن أصله يشبه الفطر ويسخن اللسان ويجذب الرطوبة وإذا خلط بخل أو تضمد به أو شرب حلل ورم الطحال، وإذا مضغ مع الزبيب وتغرغر به مع الميويزج قلع البلغم. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الفلفل هاضم للطعام كاسر للرياح موافق لأصحاب الأمزاج الباردة وبالضد فليصلح ضرره المحرورون بالخل وربوب الفواكه الحامضة وأجرامها وشرب ماء الثلج، وأما المبرودون فليكثروا منه في طبيخهم وليأكلوه في أغذيتهم فإنه يلطفها ويجيد هضمها، ويمنع من توليد الفضول الغليظة فيها ويسخن الدم ويرقه حتى يحمر اللون ويسخن المعدة ويذهب بالجشاء الحامض ويبذرق كل ما يحثر منه سريعاً ويقطع كل غذاء غليظ ويعلى للهضم ويجتنبه من به قرحة في بطنه أو حرقة في البول أو به حمى وحرارة في الكبد، ولا سيما في الأزمان الحارة. قال ايبذيمبا: الأسنان المتآكلة الوجعة إن حشيت بفلفل بعد أن تكون المادة قد انقطع مجيئها نفعها. التجربتين: إذا سحق وخلط مع الملح والبصل وضمد به داء الثعلب بعد دلكه ناعماً أنبت فيه الشعر، وإذا خلط مع دقيق الحمص أو الفول وطلي به البهق جلاه، وإذا خلط بمرهم الدياخيلون وحمل على الأورام البلغمية أضمرها وعلى التهيج الريحي أزاله، وإذا سحق وغلي في الزيت وتمسح بمجموعهما نفعا من الفالج والخدر وسخن الأعضاء التي قد غلب عليها البرد، وإذا جعل في جميع الأطعمة المطبوخة مع اللحم أزال زهومة اللحم وحسن هضمه، وأعان عليه وسخن المعدة والكبد وسائر الأعضاء، وإذا تمودي على ذلك وعلى استعماله حفظ المعي من تولد القولنج، وكذلك يحفظ الصدر من اجتماع الأخلاط اللزجة فيه ويعين على زوال ما كان اجتمع منها قبل الاستعمال، وإذا خلط بأدوية فيها قبض نفع من تقطير البول للمبرودين، وكذلك ينفع من الفالج والخدر والرعشة. وبالجملة، ينفع من علل العصب الباردة كلها منفعة بالغة لا يدركه فيها دواء. غيره: الفلفل الأسود قد يحلل أكله ظلمة البصر وينفع بالخل لوجع الأسنان، والأبيض أجود للمعدة من الأسود وهو من  أنفع الأشياء لها، والدارفلفل يحل غلظ الرياح النافخة ويدفع ما على المعدة إلى أسفل ويعين على الهضم وهو من أنفع الأشياء للمعدة الباردة، وهو يسخن العصب والعضل تسخيناً لا يوازيه غيره فيه، وينفع من الأوجاع الباردة والتشنج منفعة بالغة عظيمة. إبن ماسويه: والدارفلفل حار رطب كالزنجبيل هاضم للطعام مقو على الجماع طارد للرياح من المعدة والأمعاء ضار للمحرورين. ابن ماسه: الدار فلفل صالح للمعدة والكبد الباردي المزاج. الرازي: الدار فلفل صالح يذهب مذهب الفلفل إلا أنه أغلظ وأقل إسخاناً والقول فيه كالقول في الفلفل، وقال أيضاً: والفلفل كالدار فلفل المربيان في نحو الزنجبيل المربى. الغافقي: وأصل الفلفل يحسن اللون ويخرج المرة السوداء على رفق لا على سبيل إخراج الأدوية المسهلة ويزيد في الباه.

فلفل الماء: ديسقوريدوس في الثانية: وأكثر ما ينبت في المياه القائمة والجارية جرية بطيئة، وله ساق ذات عقد وأغصان طولها ذراع وورق كالذي لهتراما وهو النعنع غير أنه أبر وأشد بياضاً وأنعم حريف الطعم مثل الفلفل إلا أن رائحته ليست بعطرية، وله ثمر صغار ناتئة في قضبان صغار مخرجها من أصول الورق مجتمع بعضه إلى بعض كالعناقيد حريف أيضاً، وإذا تضمد بورقه مع ثمره حلل الأورام البلغمية والأورام المزمنة الجاسية وقلع الأثر العارض من كمنة الدم تحت العين وقد يجفف ثمره ويخلط بالملح ويلقى مع الأبازير في ألوان الطعام بدل الفلفل، وله أصل طويل لا ينتفع به. جالينوس في 8: ينبت في مواضع رطبة وطعمه شبيه بطعم الفلفل إلا أنه يسخن مثل أسخان الفلفل وإذا استعمل طرياً بأن يتخذ منه مع ثمره ضماد أذهب نمش الوجه وكلفه إذا كان صلباً وحلله جداً.

فلفل السودان: ابن واقد: يسمى بالبربرية حرفي وهو حب يشبه الجلبان وأوعيته وهو أسود اللون حريف الطعم مثل الفلفل يجلب من بلاد السودان وينفع من وجع الأسنان وتحركها.

فلفمويه: ابن ماسه: وغيره: هو أصل شجرة الفلفل وقد ذكرتها مع الفلفل فيما مضى. وقال الرازي في جامعه الكبير: وهو عيدان الفلفل. إسحاق بن عمران: هي عروق دقاق تشبه في قدرها الأسارون وأدق ولونها إلى الغبرة والخضرة ومذاقتها حارة ورائحتها طيبة يؤتى بها من الصين ولها ثمر صورته وشكله ولونه كصورة حب الأترج وهو حار يابس في الدرجة الثالثة ينفع من القولنج والنقرس وسائر الأوجاع الكائنة من البرودة وبدله إذا عدم وزنه من النارمشك وثلثا وزنه من السورنجان وثلث وزنه من القرطم المقشر.

فلفل الصقالبة: قد يسمى بهذا الإسم ثمر البنجنكشت وقد ذكرته في الباء وقد يسمى به أيضاً بزر الحرف المشرقي وقد ذكر في الحاء.

فليفلة: هي الهونوة وسيأتي ذكرها في الهاء وعامتنا بالأندلس يسمى بهذا الإسم أيضاً الناتخواه، وسنذكرها في النون، وبعضهم يسمى به ثمر البنجنكشت المقدم ذكره.

فلفل القرود: هو حب الكتم، وسنذكر الكتم في الكاف.

فلفل الأخوص: هو حب الماهويدانة ينبت بالشأم وغيرها من بلاد المشرق.

فلومس: هو البوصير، وقد ذكر في الباء.

فل: إسحاق بن عمران: هو دواء هندي وهو ثمرة في قدر الفستق عليها قشر يشبه في لونه قشور الحلوز وفي داخله ثمرة دسمة نحو ما في داخل حب الصنوبر الكبار لونها ما بين الصفرة والبياض وهي المستعملة وهو حار يابس في الثالثة نافع من استرخاء العصب وأرياح البواسير.

فنجنكشت: تأويله ذو الخمسة أصابع، ويقال بنجنكشت أيضاً، وقد ذكرته في الباء. فنجيون: 

ديسقوريدوس في الثالثة: له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه أعظم منه وعدد الورق ست أو سبع ومنبته من أصل النبات ولون ما يلي الأسفل أبيض وما يلي أعلاه أخضر، وفي الورق زوايا كثيرة وله ساق طولها نحو شبر، ويظهر له في الربيع زهر أصفر ويسقط زهره وساقه سريعاً، ولذلك ظن قوم أن هذا النبات لا زهر له ولا ساق وله أصل دقيق وينبت في مروج ومواضع مائية. جالينوس في 6: هذا النبات إنما سمي باليونانية فنجيون لأن الناس كلهم قد وثقوا به لأنه نافع للسعال ولنفس الانتصاب متى أخذ الإنسان منه ورقه وأصله يابساً فيخربه وانكب عليه حتى يستنشق البخار المتصاعد منه وهو حاد حريف باعتدال، ومن أجل ذلك صار يفجر الدبيلات والخراجات التي تكون في الصدر تفجيراً غير رديء، ولا مؤذ، وأما ورقة فينفع ما دام طرياً للأعضاء التي يحدث فيها أورام غير نضيجة إذا وضع عليها من خارج كالضماد وذلك بسبب ما يخالط هذا الورق من الرطوبة المائية، وذلك أنّ ورق هذا النبات المسمى فنجيون إذا جف فقوته أشدّ حدّة وحراقة حتى لا ينفع الأعضاء الوارمة. ديسقوريدوس: وورقه إذا تضمد به مسحوقاً مع العسل أبرأ الحمرة وكل ورم حادّ ومن كان به سعال يابس أو عسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب فإذا تدخن بورقه يابساً واجتذب الدخان بنفسه إلى جوفه من فمه أبرأه، وقد يفجر الدبيلة التي تكون في الصدر، وقد يفعل ذلك أصل هذا النبات إذا تدخن به، وإذا طبخ أيضاً بالشراب الذي يقال له أدرومالي أخرج الجنين الميت.

فنك: بعض علمائنا الفنك هو حار طيب الرائحة أطيب من جميع أنواع الفرا يجلب كثيراً من الصقالبة، ويشبه أن يكون في لحمه حلاوة، وهو أبرد من السمور وأعدل في الحرارة منه وأحر من السنجاب، وأكثر الناس على اختلاف أسنانهم يحتملون ليس الفنك. قال الرازي: والفنك والقاقم والحواصل معتدلة في الحرارة وهي مع ذلك خفيفة تصلح للأبدان المعتدلة، وأما سائر الأوبار فهي حامية لا تصلح إلا لأصحاب الأبدان الجافية.

فو: ديسقوريدوس في ا: ويسميه بعض الناس سيلاً برياً ويكون في البلاد التي يقال لها نيطس وهو موضع من ساحل البحر الأسود وهو بحر الروم، وله ورق شبيه بورق الدواء الذي يقال له بالسريانية رعياذيلا وبالدواء الذي يقال له انوسالينون. قال حنين: هو كرفس عظيم الورق والقضبان وساقه ذراع أو أكثر أملس ناعم، ولونه مائل إلى لون الفرفير مجوف ذو عقد، وله زهر شبيه بزهر النرجس إلا أنه أكبر منه، وفي ميله إلى البياض شيء من فرفيرية وغلظ أعلى موضع من أصله مثل غلظ الخنصر ويتشعب من أسفل الأصل شعب معوجة مثل الأذخر والخربق الأسود متشبكة بعضها ببعض لونها إلى الشقرة ما هي طيبة الرائحة فيها شيء من رائحة الناردين مع شيء من زهومة. جالينوس في 8: أصل هذا النبات فيه عطرية وقوته شبيهة بقوة السنبل إلا أنه في آسيا كثيراً حسن من ذلك ويدر البول أكثر من سنبل الطيب، ومن السنبل الشامي وفعله لأنه كذلك مثل فعل المنتجوشة. ديسقوريدوس: وقوّة الأصل مسخنة مدرة للبول إذا شرب يابساً وطبيخه يفعل ذلك أيضاً، وينفع من وجع الجنب ويدر الطمث ويقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة ويغش بأصل آس بري ويخلط به والمعرفة به هينة لأنه صلب عسر الرض وليس بطيب الرائحة. غيره: وهو قوي الإسخان منق للعروق والصدر.

فوة: 

ديسقوريدوس في الثالثة: القوة عرق نبات لونه أحمر ويستعمله الصباغون ومن هذا النبات ما ينبت من غير أن يزرع ومنه ما ينبت بأن يزرع مثل الذي ينبت بين آجام في مواضع يقال لها أمازي من البلاد التي يقال لها أنطاليا للغلة التي تكون منها فإنها كثيرة وله أغصان مربعة طوال خشنة شبيهة بأغصان النبات الذي يقال له أباراني إلا أنها أعظم منها وأصلب وعليها الورق متفرقاً ومخرجه باستدارة حوالى العقد التي في الأغصان فكأنه كواكب وله ثمر مستدير، وفي أوّل ما يظهر يكون لونه أخضر ثم يصير بعد ذلك أحمر، وإذا نضج كان أسود وعرق هذا النبات الذي هو القوة كما قلنا هو رقيق طويل أحمر. جالينوس في 6: هذا دواء أحمر يستعمله الصباغون وهو مر الطعم، ولذلك صار ينقي الكبد والطحال ويفتح سددهما ويدر البول الغليظ الكثير، وربما بول الدم ويدر الطمث ويجلو جلاء معتدلاً في جميع الأشياء المحتاجة إلى الجلاء فهو لذلك ينفع من البهق الأبيض إذا طلي عليه مع الخل، وفي الناس قوم يسقون منه أصحاب عرق النسا ووجع الورك ومن عرض له استرخاء في أعضائه يسقونه إياه بماء العسل. ديسقوريدوس: وله قوة بها يدر البول، ولذلك إذا شرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن نفع من اليرقان وعرق النسا والفالج المسمى قرابيس، وقد يبوّل بولاً كثيراً غليظاً، وربما أبال الدم وينبغي للذين يشربونه أن يستحموا كل يوم، وإذا شرب بعض أغصانه بورقه نفع من نهش الهوام وثمره إذا شرب بسكنجبين حلل ورم الطحال وعرقه إذا احتمل أدر الطمث وأحدر الجنين، وإذا تلطخ بالخل على البهق الأبيض أبرأه. الدمشقي: القوة حارة في الدرجة الثانية تنقي الطحال والكبد وتنقي الأعضاء وتنفع إذا عجنت بخل من البرص ولغيره إذا طلي بها وتنفع من أوجاع الخاصرة ولها قوة صابغة لطيفة جداً. بديغورس: وبدله في تنقية الكبد والطحال وإنزال الحيض والبول وزنه ونصف وزنه سليخة وثلث وزنه زبيب أسود.

فوفل: أبو حنيفة: نبات الفوفل نخله مثل نخلة النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل أمثال التمر، وليس في نبات أرض العرب ومنه أسود ومنه أحمر. إسحاق بن عمران: الفوفل هو الكوتل وهو ثمره قدره قدر جوزبوا ولونه شبيه بلونه، وفيه تشنج وفي طعمه شيء من حرارة ويسير من مرارة بارد شديد القبض مقو للأعضاء ينفع الأورام الحارة الغليظة طلاء وقوّته كقوة الصندل الأحمر. ابن رضوان: الأحمر منه إذا شرب منه من درهم إلى درهمين أسهل برفق إسهالاً معتدلاً. الغافقي: يطيب النكهة ويقوي القلب ويمنع التهاب العين وجربها وحرارة الفم ويقوّي اللثة والأسنان. غيره: وبدله إذا عدم وزنه من الصندل الأحمر ونصف وزنه من الكزبرة الرطبة.

فودنج: 

أجناسه ثلاثة بري وجبلي ونهري، فأما البري فهو نبات معروف وهو اللبلابة بعجمية الأندلس وعامة مصر تسميه فلية بالفاء المروّسة وهي مضمومة ولام مفتوحة وياء منقوطة باثنتين من أسفل وهي مفتوحة أيضاً ثم هاء وهي المسمى باليونانية غليجن بالغين المعجمة وهي مفتوحة بعدها لام مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من أسفل ساكنة ثم جيم مضمومة ثم نون أصطفان. وقفت على غليجن فرأيت الروم يسمونه بهذا الإسم وهو ينبت في الصحاري ونباته طاقة طاقة، وورقته مدورة شبيهة بورق الصعتر ورائحته وطعمه يشبهان رائحة الفودنج النهري وأهل الشام يسمونه الصعتر. جالينوس في 7: هذا النبات أيضاً لما كانت فيه حدة وحرافة ومرارة يسيرة صار يلطف تلطيفاً قوياً، والدليل الكافي في أنه يسخن أنه نجده إذا وضع من خارج كالضماد أحمر الموضع وإن تركه الإنسان مدة طويلة أحدث حرقة ومما يعلم به أنه ملطف أمران: أحدهما: أن الأخلاط الغليظة اللزجة التي تخرج بالنفث من الصدر والرئة يسهل خروجها ونفثها. والآخر: أنه يدر الطمث. ديسقوريدوس في الثالثة: غليجن وهو ملطف مسخن منضج، وإذا شرب أدر الطمث وأحدر المشيمة وأخرج الأجنة، وإذا شرب بالملح والعسل أخرج الفضول التي في المقعدة وهو ينفع من به أصغصموص، وإذا شرب بالخل الممزوج بالماء سكن الغثيان والحرقة العارضة في المعدة وهو يسهل فضولاً سوداوية، وإذا شرب بالشراب نفع نهش الهوام، وإذا قرب من الأنف مع الخل ذهب بغشي المغشي عليهم، وإذا جفف وأحرق وسحق واستعمل للثة المسترخية شدها، وإذا تضمد به وحده وأدمن التضميد به إلى أن يحمر الموضع نفع من النقرس، وإذا استعمل مع القيروطي أذهب الثآليل التي تسمى أنيتوا، وإذا تضمد به مع الخل نفع المطحولين، وإذا استجمر بطبيخه سكن الحكة، وإذا جلس في طبيخه النساء كان موافقاً للريح العارضة في الرحم والصلابة وارتفاعها إلى داخل، وقد سماه قوم غليجن واشتقوا له هذا الإسم من ثغاء الغنم لأن الغنم إذا رعته كثر ثغاؤها، وأما دقطمين وهو الذي يسميه بعض الناس غليجن أغريا ويسميه بعضهم مائن وهو المشكطرا مشيغ فإنه ينبت بالجزيرة التي يقال لها اقريطي حريف جداً شبيه بغليجن، إلا أن ورقه أكبر شبيه بورق النبات الذي يقال له عيافيلن وورق عيافيلن أبيض لين يحشى به الفرش مثل الصوف فيقوم مقامه، وعلى غليجن دقطمين هي كالصوف وليس له زهر ولا ثمر ويفعل كما يفعله الغليجن الأهلي إلا أنه أقوى منه بكثير لأنه ليس يطرح الأجنة الميتة بالشرب فقط، لكنه قد يفعل ذلك إذا احتمل وإذا تدخن به وزعم قوم أن المعز باقرمطي إذا رميت بالنشاب رعت من هذا النبات فيتساقط عنها ما رميت به. جالينوس في 6: جوهر المشكطرا مشير يلطف أكثر من جوهر الفودنج البري، وأما في سائر خصاله الآخر فهو شبيه به ههنا. ديسقوريدوس: وأما النبات الذي يقال له قشر دود قطمين وتأويله مشكطرا مشيرزور فإنه ينبت في مواضع كثيرة وهو شبيه بالدقطمين إلا أنه أصغر منه ويفعل كما يفعله الدقطمين إلا أنه أضعف، وقد يؤتى به من أقرمطي بنوع آخر من الدقطمين، ورقه يشبه ورق الصف من النمام الذي يقال له سنسنريون إلا أن أغصانه أكبر من أغصانه، وفي أطرافه شبه بزهر اوربغانس الذي ليس ببستاني أسود اللون ناعم ورائحة ورقه فيما بين السنسنريون ورائحة النبات الذي يقال له الاسفاقس ورائحته طيبة جداً، ويفعل كما يفعله الدقطمين إلا أنه أضعف منه، وقد يقع في أخلاط المراهم النافعة من نهش الهوام، وأما مالاميسي وهو الفودنج النهري فمنه ما هو أولى بأن يقال له جبلي، وهو ذو ورق شبيه بورق الباذروح، وله أغصان وقضبان مزواة وزهر فرفيري، ومنه ما يشبه غليجن غير أنه أكبر منه، ولذلك سماه بعض الناس غليجنا برياً لأنه شبيه بما وصفنا في الرائحة أيضاً، وأهل رومية يسمونه بباطن، ومنه صنف ثالث يشبه النعناع الذي ليس ببستاني إلا أنه أطول ورقاً منه وساقه أكبر من ساق النوعين الآخرين وأغصانهما وقوته أضعف وورق جميع هذا الأصناف حريف الطعم يحذي اللسان حذياً شديداً وعروقها لا ينتفع بها وتنبت في صحاري وفي مواضع خشنة ومواضع فيها مياه، وإذا شربت أو تضمد بها نفعت من نهش الهوام، وإذا شرب طبيخها أدر البول ونفع من رض العضل وأطرافها وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب والمغص والهيضة والنافض، وإذا تقدم في شربها بالخمر وافقت  من السموم القتالة وهي تنفع اليرقان، وإذا أخذت مطبوخة أو نيئة فدقت وشربت بالعسل والملح قتلت دود البطن الذي يقال له المنيشق وهو الدود الطوال والدود الذي يقال له شفاريدوس، وإذا أكلت وشرب من بعدها ماء الجبن نفعت من داء الفيل، وإذا احتمل ورقها مسحوقاً قتل الأجنة وأدر الطمث، وإذا دخن بورقها مسحوقاً طرد الهوام، وإذا افترش فعل ذلك أيضاً وهي إذا طبخت بشراب وضمد بها شبهت آثار القروح السود بالبدن وهي تذهب لون الدم الميت الذي يعرض تحت العين، وقد يتضمد بها لعرق النسا فتحرق الجلد وتنقل العضو عن تلك الحال، وعصارتها إذا قطرت في الأذن قتلت الديدان المتولدة فيها. جالينوس في 7: طبيعة هذا الدواء لطيفة ومزاجه حار يابس ومرتبته في هذين النوعين كأنه في الدرجة الثالثة، والدليل الواضح على ذلك طعمه ومما يعرف من أمره بالتجربة وذلك أن طعمه فيه طعم حدة وحرافة وحرارة بينة، وفيه شبيه بالمرارة اليسيرة ومن جربه حين يعالج به البدن وجده أنه متى وضع على البدن من خارج وهو مسحوق أسخن في أول الأمر ولذع وسحج الجلد، ثم أنه آخر الأمر يجرح، وإن شرب وحده وهو يابس في ماء العسل أسخن إسخاناً بيناً ويدر العرق ويحلل ويجفف البدن كله، ومن أجل ذلك قد استعمله قوم في مداواة النافض الكائن بدور، ومن خارج يطبخونه بالزيت ويدهنون به البدن كله ويدلكونه دلكاً شديداً واستعملوه أيضاً من داخل بأن يسقوه على ما وصفت وقوم آخرون يضعونه على الورك إذا كان الإنسان بوجع عرق النسا فيضمدونه به على أنه دواء عظيم المنفعة لأنه يحدث حرارة من داخل البدن ويسخن المفصل كله إلا أنه يحرق الجلد كله إحراقاً بيناً، ويدر الطمث ويحدره إحداراً قوياً إذا شرب وإذا احتمل من أسفل وهو أيضاً من الأدوية النافعة جداً لأصحاب الجذام لا من طريق أنه يحلل الأخلاط اللطيفة فقط تحليلاً قوياً، لكن من طريق أنه مع هذا مقطع ملطف جداً للأخلاط الغليظة تقطيعاً وتلطيفاً شديدين، وهذه الأخلاط هي المولدة لهذا الوجع، ولذلك أيضاً من شأنه أن يجلو الآثار السوداوية ويذهب اللون الحائل في محاجر العين، وأجود ما يستعمل في هذه المواضع بأن يطبخ بشراب ويضمد به الموضع، وخاصة إذا كان طرياً لأنه إذا كان يابساً كان قوياً جداً فيحرق بسهولة وسرعة، ولما كان على هذا من الحال صار الناس يستعملونه في مداواة من نهشة شيء من ذوات السموم من الهوام كما يستعملون الكي وجميع الأدوية الأخر التي تسخن ولها حدة وحرافة ولطافة فهي تجتذب إليها بسهولة من عمق البدن جميع الرطوبات التي نجدها في المواضع، فأما المرارة التي في هذا الدواء فهي يسيرة جداً لكنها تفعل ما يفعله غيرها من المرارة الكثيرة الموجودة في الأشياء الأخر، وذلك أنها مع حرارة كثيرة ومع جوهر لطيف، وصار هذا الدواء من هذا الوجه إذا شرب عصيره، وإذا احتقن به قتل الديدان الصغار والكبار، وعلى هذا المثال أيضاً يقتل الدود الذي يكون في الأذان أو في جراحة قد تعقبت متى كان في جزء آخر من البدن أي جزء كان، وعلى هذا السبيل صار يفسد الأجنة ويخرجها إذا شرب، وإذا تضمد به من أسفل فقوته قوة قطاعة لمكان حرارته ولطافته ومرارته، فيه أيضاً قوة تجلو مكان مرارته وهو ينفع ضيق النفس بسبب هذه الصخال التي تكون وذكرتها، وقد ينفع أيضاً أصحاب اليرقان بسبب مرارته خاصة كما أن جميع الأدوية المرة نافعة لهم لأنها تجلو وتفتح سدد الكبد والفودنج الجبلي أنفع في هذه الوجوه كلها من هذا النهري.

فيروزج: كتاب الأحجار: هو حجر أخضر تشوبه زرقة وفيه ما نتفاضل في حسن المنظر وهو حجر يصفو لونه مع صفاء الجو، ويتكدر بكدره وفي جسمه خلو وليس من لباس الملوك. ابن ماسه: هو بارد يابس يجلب من نيسابور من معادن في الأرض يصاب في القطعة من درهم إلى خمسة أساتير يدخل في الكيمياء وفي أدوية العين، وإذا سحق وشرب نفع من لسع العقارب. ديسقوريدوس في 3: هو صنف من الحجارة، وقد يظن أنه إذا شرب نفع من لدغة العقرب، وقد يشرب أيضاً في القروح العارضة في الجوف، وقد يقبض نتو الحدقة والبثرة التي يقال لها قلوقطيا وهو ينفع أيضاً من غشاوة البصر ويجمع في حجب العين المنحرفة. جالينوس في 9: وقد وثق الناس منه بأنه إذا شرب نفع من لسعة العقرب قال الشاشي وغيره: وهو يجلب من معدن بجبل نيسابور، ومنه يحمل إلى سائر البلدان، ومنه نوع يوجد بنيسابور إلا أن النيسابوري خير منه، والفيروزج نوعان: منه سنجابي ومنه قيحيحي والخالص منه هو العتيق وهو السنجابي وأجوده الأزرق الصافي اللون المشرق الصفاء الشديد الصقالة المستوي الصبغ، وأكثر ما يكون فصوصاً، وذكر الكندي أنه رأى منه حجر وأوزنه أوقية ونصف وهو يقبل الجلاء أكثر من اللازورد يحسن صفاؤه عليه، وإذا أصابه شيء من الدهن أفسد حسنه وغبر لونه، وكذا العرق يفسده ويطفئ لونه بالكلية وكذلك المسك إذا باشره أفسده، وأبطل لونه وأذهب حسنه، وذكر أرسطو أن كل حجر يستحيل عن لونه فهو رديء للابسه.

فيل: وهو حيوان معروف ونابه هو العاج: ديسقوريدوس في الثانية: الأكعس ناب الفيل برادته قابضة إذا تضمد بها أبرأت من الداحس وأوجاعه. الشريف: إذا شرب من نشارة العاج في كل يوم وزن درهمين بماء وعسل كانت جيدة للحفظ، وإذا شربتها المرأة العاقر سبعة أيام متوالية في كل يوم وزن درهمين بماء وعسل ثم جومعت بعد ذلك فإنها تحبل بإذن الله تعالى، وإن أخذ من برادته جزء وخلط مع مثله من برادة الحديد وسحقا وذرا على البواسير في المقعدة نفعا منها نفعاً بيناً. قال الطبري: إنه إن علق من ناب فيل في عنق صبي أمن من وباء الأطفال. البصري: خرء الفيول إذا عملت منه فرزجة مع العسل واحتملتها المرأة لم تحبل أبداً. غيره: إذا بخر به صاحب الحمى الغب العتيقة نفعه، وإذا أحرق وطلي به السعفة الرطبة أبرأها، وإن بخر به موضع البق طرده، وإن أديم عليه هربن من ذلك الموضع ولم يعدن إليه. خواص ابن زهر: إن بخر الكرم والزرع والشجر بعظم الفيل لم يقرب ذلك المكان دود وإن علقت قطعة من العاج وهو ناب الفيل على البقر في خرقة سوداء منعها أن يصيبها الوباء وطرده أبداً عنها، وإن شرب من برادته وزن عشرة دراهم بماء الفودنج الجبلي الجبلي وهو صعتر القدس أياماً متوالية أوقف الجذام عن صاحبه ولم يزد به، وإن وضعت قطعة من العاج على موضع من البدن يكون فيه عظم مكسور جذبه وأخرجه سهلاً.

فبليطس: يعرفه شجارو الأندلس بذنب الحدأة وينبت في سروب المياه وفي الحيطان الندية. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات له ورق شبيه بورق الحماض إلا أنه أطول منه وورقه ست ورقات أو سبع قائمة باطنها أملس شبيه بورق الحماض، وفي ظاهرها شيء كأنه ديدان ملتزقة بالورق ينبت في المواضع الظليلة والبساتين وهي عفصة وليس له زهر ولا ساق ولا ثمر، وورقه إذا شرب بالشراب وافق من نهش الهوام، وإذا أوجرت به المواشي نفعها، وقد يشرب لقرحة الأمعاء والإسهال. جالينوس في 9: كيفية هذا الدواء كيفية قابضة، ولذلك إذا شرب نفع من استطلاق البطن ومن قروح الأمعاء.

فيلون: ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات ينبت في الصخور، ومنه ما يقال له فيلن أغريون وله ورق شبيه بالأسنة أشد خضرة من ورق الزيتون وساق دقيقة قصيرة وأصل دقيق وبزر صغار مثل الخشخاش ومنه ما يقال له أرانوعين وهو شبيه في حالاته بالنوع الذي ذكرنا إلا أنه يخالفه في البزر، وذلك أن بزر هذا شبيه بالزيتونة وأول ما ينعقد في شكل عنقود، ويقال: إن أرانوعين إذا شرب أولد ذكوراً وأن فيلوعين إذا شرب أولد إناثاً، والذي ذكر هذه الأشياء قراطوش والذي أتوهمه أنا أن هذا كله كلام فقط.

فيطل: تسمية عامة الأندلس بالطفلة وبالكمون البري أيضاً وبالبربرية هوايثربوليس، وهو السنفدوليون كما زعم قوم، وقد ذكرته في السين المهملة.

فيجن: هو السذاب بنوعيه برية وبستانية، وقد ذكرته في حرف السين المهملة.

فيلجوش: معناه أذن الفيل وهو اللوف الجعد وسنذكره في اللام.

فيلزهرج: هو الحضض ومعناه بالفارسية مرارة الفيل وسمي الحضض بذلك لأن هذه العصارة إذا جمعت وجعلت في كرش شبلية شبهت في لونها وعظمها بمرارة حيوان عظيم، فسميت بمرارة الفيل مجازاً، وقد ذكرت الحضض في حرف الحاء المهملة وغلط من توهم أن الدواء المسمى باليونانية أمعاافقس وتأويله الشوكة الحادة هو الفيلزهرج وهو كلام ابن حسان وتابعه الغافقي في ذلك والصحيح ما ذكرته.

فينك: ويقال فينج أيضاً وهو حجر القيشور، وسنذكره في القاف إن شاء الله تعالى.

تم الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع أوله حرف القاف

حرف القاف

قاقلة: الغافقي: هو من الأفاويه العطرية وهو صنفان كبير وصغير والكبير يسمى الهبل ويسمى الذكر وهو حب أكبر من النبق بقليل له أقماع وقشر وفي داخله حب صغير مربع طيب الرائحة ذو دسم أغبر يؤتى به من أرض اليمن والهند وهو حريف يحذي اللسان كالكبابة مع قبض وعطرية وقشره وأقماعه أشد قبضاً وقوّته حارة في آخر الدرجة الثانية وهو أذكى رائحة وألذ عند الطباع من الصغير وفيه تحليل وقبض وتقوية ويعين على الهضم وينفع من غثيان المعدة والقيء، وخاصة إن شرب بأقماعه وقشره مع ماء الرمانين وينفع من أوجاع الكبد الباردة وسددها إذا شرب منه وزن درهم بسكنجبين ثلاثة أيام وينفع من ذلك ومن الحصا الكائن في الكليتين إذا خلط ببزر القثاء والخيار أجزاء متساوية ويشرب منه وزن درهمين في كل يوم بسكنجبين، وينفع من الصرع والإغماء وإذا نفخ في الأنف حتى يعطس وينفع من الصداع إذا كان عن ريح غليظة، وأما الهبل وهو القاقلة الصغيرة وهو الأنثى وهو يشبه القاقلة إلا أنه ليس له أقماع ولا قشر وطعمه أكثر حرافة وأقل قبضاً وهو ألطف من الكبير وينشف الرطوبة من الصدر والحلق والمعدة ويعين على الهضم أكثر.

قاقاليا: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق أبيض مالح العظم وساق خارجة من وسط الورق قائمة وعليه زهر شبيه بزهر النبات الذي يقال له بروانيا وينبت في الجبال فإذا أنقع أصل هذا النبات بالشراب مثل ما ينفع الكثيراء ويصير منه لعوق أو مضغ أبرأ السعال وخشونة الحلق، وأما الحب الذي يظهر بعد الزهر فإنه إذا دق ناعماً وخلط بقيروطي ولطخ به الوجه مدده ونفع من التشنج. جالينوس في 7: أصل هذا الدواء قوته تجذب قليلاً من غير لذع وجوهره غليظ فهو لذلك إذا أنقع في الشراب كما ينقع الكثيراء ولعق منه أبرأ الخشونة الحادثة في قصبة الرئة وفي المريء، وإذا مضغه الإنسان فعل مثل ذلك لأن العصارة التي تخرج منه إذا مضغ تنفع قصبة الرئة كما ينفعها رب السوس.

قاطانيقي: هذا الإسم معناه كف العقاب. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات منه صنف له ورق صغير شبيه بورق النبات الذي يقال له قوروقوس وأصل دقيق مثل أصل الأذخر وستة أو سبعة رؤوس فيها ثمر شبيه بحب الكرسنة فإذا جف هذا النبات إنحنت الرؤوس إلى أسفل وكان شكلها شبيهاً بشكل مخالب الحدأة الميتة، ومنه صنف آخر له رؤوس مثل التفاح الصغير وأصل مثل حب الزيتون وورق شبيهة في شكلها ولونها بورق الزيتون إلا أنه أكبر منه، وله ثمر صغير مثقب في مواضع كثيرة كأنها حمص أحمر. وقد زعم قوم أن كلا الصنفين يوافقان في التحبب، ويقال إن نساء البلاد التي يقال لها أنطاليا يستعملنها في التحبب.

قاقلي: 

أبو حنيفة: القلام تسميه الأنباط قاقلي، وهو من الحمص والناس يأكلونه مع اللبن وهو مثل الأشنان إلا أن القلام أعظم منه وورقه شبيه بورق الحرف وهو أشد من الحمص رطوبة وأكثر مائية. إسحاق بن عمران: القاقلي يشبه الكشوث في الفعل وهو حار يابس في الدرجة الأولى وخاصته تطييب الجشاء وماؤه يسهل الماء الأصفر وينفع الرهل وضعف الكبد إذا كان بغير حمى وهو جيد الكيموس وله أيضاً في المعدة ثقل لما فيه من اللزوجة اليسيرة. حبيش بن الحسن: القاقلي شبيهة بنبات الأشنان وليس هو منه في شيء وفيها بعض الحرارة لموضع ملوحتها، وإذا تطعمتها ذكرتك ملوحتها ملوحة البورق وينبت في السباخ والخرائب ولها خاصة في إسهال الماء الأصفر إن سقي من مائها من به الماء الأصفر أسهله أياماً ونقصه من ورمه ونفعه جداً، وليس ينبغي أن يغلى على النار فتذهب قوته ولكن يسقى عصيرها من غير أن يغلى على النار ومقدار الشربة منه من ثلثي رطل إلى رطل مع وزن عشرة دراهم من سكر أحمر شديد الحمرة فإن الأحمر مع القاقلي واللبلاب والشاهترج أقوى فعلاً من الأبيض. ابن سينا: يدر البول ويولد المني وهو يسهل الصفراء والمائية بالرفق. المنصوري: يدر اللبن. قانصة: جالينوس في 11: قانصة دجاج الماء قد حدها قوم أنها دواء ينضج متى أكلت مطبوخة أو شويت يابسة ولكنا نحن لما جربناها وجدنا هذا الضمان عنها باطلاً وكذا الطبقة الداخلة من قانصة الدجاج قد يجففها قوم ويزعمون أنها تنفع إذا شربت من علل المعدة. وقال في كتاب أغذيته: قوانص الطير تغذو غذاء كبيراً ومنها ما هو لذيذ جداً بمنزلة قوانص البط وبعد قوانص البط قوانص الدجاج المسمن. المنهاج: القوانص من أغذية أصحاب الكبد وإذا انهضمت ولدت دماً محموداً والذي من الدجاج لا ينهضم بسرعة ويولد القولنج إذا أكثر منها، وكذلك ينبغي أن ينضج جيداً ويضاف إليها الملح والمري.

ديسقوريدوس في الثانية: إِذا شق الديك وأخذ الحجاب الذي في باطن حوصلته وهو الذي يطرح عند الطبخ وجفف وسحق وشرب بشراب وافق من كانت معدته وجعة. سفيان الأندلسي: الطبقة الداخلة منها إذا جففت وسحقت وشربت نفعت من استطلاق البطن وزلق الأمعاء ومهما جفف مراح الحيوان الذي تكون فيه كانت أبلغ.

قاوند: أبو العباس الحافظ: هو دهن معروف لونه مثل لون السمن وقوامه في الجمود كذلك هو معروف بالحجاز يؤتى به من اليمن ومن بلاد الحبشة ويأتيهم من الهند مختبر عندهم في النفع من الأوجاع الباردة وقد يأكله بعضهم فيما ذكر لي، ويقال إنه يستخرج من ثمرة شجرة لم تنعت لي والثمر كله شكله شكل الجلوز ويطحن في المعاصير ويخرج منه دهن لونه أبيض خاثر ثم يجمد ويصير في القوام الذي ذكرت له حسبما رأيته ويدهنون به كثيراً الأوجاع الباردة وأمراض الأعصاب. غيره: يسقى منه درهم في بعض الأحساء للسعال القديم البارد وسائر الأوجاع في الظهر والخاصرة مجرب.

قاتل النمر:هو خانق النمر، وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة وكذا قاتل الذئب وقاتل الكلب أيضاً ذكرتهما هناك.

قاتل أبيه: هو القطلب وسمي بذلك لأن القطلب ثمر لا يجف حتى يطلع من الأرض مثله، وسنذكر القطلب فيما بعد.

قاتل النحل: قيل أنه النيلوفر وسيأتي ذكره في النون.

قاتل العلق: هو النوع الأنثى الأزرق الزهر من أناغلس وقد ذكرته في الألف.

قارة: بالقاف هي النبت المسمى باليونانية سطاخينس وقد ذكرته في حرف السين المهملة.

قاتل أخيه: هو خصي الكلب وقد ذكرته في الخاء المعجمة وسمي هذا الدواء بهذا الإسم لأن له أصلين كأنهما زيتونتان تكون في هذه السنة إحداهما ممتلئة والأخرى متشنجة فإذا كان في السنة الأخرى تعود الممتلئة متشنجة والمتشنجة ممتلئة.

قاتل نفسه: هو ضرب من الأشق.

قاقيا: هو رب القرظ والقرظ ثمرة الشوكة المصرية المعروفة بالسنط وسنذكر القرظ فيما بعد.

قبج: هو الحجل وقد ذكرته في حرف الحاء.

قتاد: هو شوك شجر الكثيراء وهو كثير الشوك حديده وسيأتي ذكر الكثيراء في حرف الكاف.

قت: هو يابس الرطبة والرطبة هي الفصفصة وقد ذكرتها في الفاء.

قثاء: 

قد تكلمنا على القثاء وبزره في ذكر البطيخ في حرف الباء فتأمله هناك ونقول فيه ههنا على الإنفراد ما ذكرته المحدثون من الأطباء. قال الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: فأما القثاء فأخف من الخيار وأسرع نزولاً وهو أيضاً يبرد ويرطب في ذلك وليس يسخن البدن بل كثيراً ما يبرد أصحاب الأمزجة الحارة ولا تحتاج المحرورون إلى إصلاحه إلا أن يكثروا منه، وقد يصلح ما تولد منه من الثقل والنفخ في البطن الجوارشن الكموني أو السفرجلي ونحوهما، وهو أعني القثاء والخيار والقرع من طعام المحرورين ويضر المبرودين. وينبغي أن لا يكثروا منه ويتلاحقوا أضراره بالشراب القوي الصرف والجوارشنات الحارة.

قثاء الحمار: 

هو القثاء البري وهو العلقم عند عامتنا بالأندلس. ديسقوريدوس في الرابعة: هذا النبات مخالف للقثاء البستاني في ثمره فقط إلا أنها أصغر منه كثيراً من القثاء البستاني شبيهة بالبلوط المستطيل وله أصل أبيض كبير وهذا النبات ينبت في خرابات ومواضع رملية وهو في كليته صغير. جالينوس في 8: عصارة بزر هذا النيات وهي المسماة باليونانية الأطريون وعصارة أصله أيضاً وورقه فهي التي ينتفع بها في الطب والعصارة الأولى المسماة الأطريون شأنها أن تحدث الطمث وتفسد الأجنة إذا احتملت من أسفل كما قد يفعل ذلك جميع الأشياء الأخر التي لها مرارة ولطافة معاً، ولا سيما إذا كانت فيها حرارة ما بمنزلة ما في عصارة قثاء الحمار فإن هذه العصارة مرة غاية المرارة وهي حارة حرارة يسيرة كأنها في الحرارة من الدرجة 2: وما كان كذلك فقوته قوة محللة ولذلك صار بعض الناس يطلي من هذه العصارة على أورام الحنجرة مع العسل أو مع الزيت العتيق منه، وهي أيضاً نافعة من اليرقان الأسود إذا استعط بها مع اللبن ومن استعملها على هذا الوجه فيمن به الصداع المعروف بوجع البيضة شفاها فهذه حال عصارة نفس الثمرة ولكنها أضعف منها وأصل قثاء الحمار أيضاً قوته مثل هذه القوة وذلك أنه يجلو ويلين ويحلل وهذا الأصل يجفف أكثر منه. ديسقوريدوس: وعصارة هذا النبات إذا قطرت في الأذن وافقت أوجاعها، وأصله إذا تمضمض به مع سويق الشعير حلل كل ورم بلغمي عتيق، وإذا وضع على الخراجات مع صمغ البطم فجرها، وإذا طبخ بالخل وتضمد به نفع من النقرس وطبيخه حقنة نافعة من عرق النسا ويتمضمض به لوجع الأسنان، وإذا استعمل يابساً مسحوقاً نقى البهق والجرب المتقرح والقوابي والآثار السود العارضة من اندمال القروح والأوساخ العارضة في الوجه، وإذا أخذ من عصارة هذا الأصل مقدار أوثولوسين ونصف على أقله وأخذ من أصله مقدار أكسويافن أسهل كل منهما بلغماً ومرة صفراء وخاصة من أبدان الناس الذين عرض لهم الإستسقاء من غير أن يضر بالمعدة، وينبغي أن يؤخذ من الأصل نصف رطل يسحق معه قسطين من شراب وخاصة من الشراب المصري ويعطى منه المستسقي ثلاث قوانوسات على الريق كل ثلاثة أيام إلى أن يضمر الورم ضموراً شديداً، وأما الذي يسمى الأطريون فإنه يعمل من ثمرة قثاء الحمار على هذه الجهة. اعمد إلى القثاء الذي يندرس موضعه حين يمس فأجمعه ودعه ليلة واحدة ثم خذ في القابلة إجانة وضع عليها منخلاً ليس بصفيق وانصب سكيناً نصباً يكون فيه الجانب الحاد من السكين إلى فوق وخذ واحدة واحدة من القثاء فأمرها على السكين وأعصر ما فيها من الرطوبة في الإجانة وما تساقط من لحمه على المنخل فأعصره أيضاً لينفذ من خلله وما بقي فصيره أيضاً في إجانة أخرى، فإذا فرغت فرده إلى المنخل وصب عليه ماء عذباً وأعصره ثم إرم به وحرك ما في الإجانة من العصارة وغطه بثوب، وإذا انفصل الرقيق من الثخين فصب الماء وما يطفو عليه وافعل ذلك من الآخرة إلى أن لا يصفو الماء الذي يطفو عليه ثم استقص صب الماء الذي يطفو عليه عنه وألق العصارة الراسبة في الإجانة في صلاية واسحقها ثم صيرها أقراصاً، وبعض الناس يعمدون في ذلك إلى رماد منخول فيفرشونه على الأرض ويعمقونه في الوسط ويأخذون ثوباً فيطوونه ثلاث طيات ويضعونه على الرماد ويصبون العصارة بما فيها من الماء على الثوب ويعلقون ذلك ليصل ما فيها من الماء سريعاً، وإذا مصل سحقوا العصارة في صلاية كما قلت. ومن الناس من يصب على القثاء ماء بحرياً مكان الماء العذب ويغسله به ومنهم من يغسله في آخر غسله بالشراب المسمى ماء القراطن وأجوده ما كان منه ليس بمفرط البياض وكان لدناً خفيفاً أملس مفرط المرارة وإذا قرب من سراج كان سهل الإحتراق، وأما الكراثي الخشن الكدر اللون المملوء كرسنة ورماداً قد غش بهما فإنه رزين رديء. ومن الناس من يغش هذه العصارة بأن يخلط بها عصارة القثاء البستاني. ومن الناس من يغشها مع عصارة القثاء البستاني النشاشتج الحنطة يشبه المغشوش بالخالص في البياض والخفة وأما ما أتى عليه سنون كثيرة إلى عشر سنين من هذه العصارة فإنه موافق للإسهال والشربة التامة منه مقدار أوثولوسين وأقل ما يشرب منه مقدار نصف أوثولوس، وأما الصبيان فينبغي أن يعطوا منها مقدار فلفوسين فإنهم إن أعطوا أكثر من ذلك أكسبهم مضار وهذه العصارة تخرج  بالقيء والإسهال بلغماً كثيراً ومرة والإسهال بها نافع جداً للذين بهم رداءة التنفس فإن أحببت أن تسهل بها فاخلط بها ضعفها من الملح ومن الإثمد مقدار ما يغير لونها تغييراً صالحاً واعمل منها حباً أمثال الكرسنة واسقه بالماء والملح وليتجرع بعده من الماء الفاتر مقدار أثولوسين فإن أحببت أن تقيئ بها فدفها بالماء ثم خذ منها بريشة والطخ الموضع الذي يلي أصل اللسان من داخل، فإن كان الإنسان عسر القيء فدفها بزيت أو بدهن السوسن وامنع الذي تريد أن يتقيأ من النوم، وينبغي أن يسقى الذين حمل عليهم القيء ولم يسكن شراباً مخلوطاً بزيت فإنهم يهدؤون ويسكن عنهم القيء فإن هو لم يسكن فينبغي أن يسقوا سويق الشعير بالماء البارد والخل الممزوج بالماء ويطعم بعض الفواكه وسائر ما يستطيع أن يشد المعدة وهذه العصارة تدر الطمث وتقتل الجنين إذا احتملت، وإذا استعط بها مع اللبن نقت اليرقان وذهبت بالصداع المزمن، وإذا تحنك بها مع الزيت العتيق أو مع العسل أو مرارة ثور نفعت منفعة قوية من الخناق. حبيش: وينبغي أن يجتني من شجره في آخر الصيف ويؤخذ منه ما قدر اصفر والذي أصابه الندى يقلع سريعاً ويخرج حبه منه وأجوده ما كثرت ثمرته في شجرته وكثر ماؤه وهو يسهل الخام الغليظ والمرة السوداء والماء الأصفر والذي يوافقه من الأدوية التي يخلط بها الصبر والقنطوريون الصغير والسورنجان والبوزيدان والكمافيطوس والقسط والمر والزعفران وسنبل الطيب والدارصيني والسلنجة والزراوند المدحرج والأنيسون وبزر الكرفس الجبلي والبستاني والجاوشير والسكبينج والمقل والزبد والملح الهندي وحب البلسان، فإذا خلط ببعض هذه الأدوية نفع من أدواء كثيرة ومن أوجاع المفاصل والنقرس والقولنج واللقوة وخمر اليدين والرجلين وأوجاع المرة السوداء ولا يخلط معه من الأدوية المسهلة الحادة مثل السقمونيا وشحم الحنظل إذا صير حباً ويخلط معه إذا صير معجوناً لأن الحب يشرب في مدة يسيرة فربما حمل على الطبيعة واستضر بحدته والمعجون يبقى مدة طويلة فيصح أن يخلط معه غيره من الأدوية الحادة ومقدار الشربة من العصارة وزن دانق فإن أردت أن تكسر من حدته إذا جعلته في الحبوب فاسحق معه مقدار وزنه من الصمغ العربي ونصف وزنه من الطين الأرمني وليس يحتاج معه في المعجونات إلى كسر حدته، واعلم أن عصارة قثاء الحمار إذا طال مكثها نقصت حدتها وقل فعلها وربما يكسر حدته صمغ اللوز الحلو والمر ومن طبخ قثاء الحمار بدهن الخل ثم طلي به البواسير الظاهرة حول المقعدة أو جعل مكان دهن الخل بزر الكتان نفعها وجففها. إسحاق بن عمران: ودهن قثاء الحمار يتخذ من عصارته مع الزيت تؤخذ عصارة قثاء الحمار فتنقع في زيت مقدار ما يغمره مرتين ويسد رأس الإناء ويترك في شمس حارة، وقد يستعمل بعد أن يصفى ومنه ما يطبخ بالزيت والماء حتى يذهب الماء ويبقى الزيت وهو نافع من برد الجسد إذا مرخ به ويجلب الفضول من العضل وينفع من الكلف والعدسيات التي تخرج في الوجه وينفع من الدوي والطنين الذي يسمع في الأذن ويذهب بثقل السمع الحادث عن الرياح الغليظة. غيره: وقد يتخذ عصارة قثاء الحمار في الحقن فينفع من وجع الظهر إلا أنها تسحج وتنزل الدم وتلقى في الحقن من وزن درهم إلى مثقال واستعماله وحده في الحقن خطر إلا مع غيره من الحجب، وإذا طبخ القثاء بدهن اللوز والخل نفع من وجع الأسنان وإن أصل قثاء الحمار يسهل البلغم وإن عصارة قثاء الحمار نفسها تسهل الصفراء. الشريف: إذا شرب من طبيخ ورقه أو أصوله نفع من الجذام جداً. التجربتين: إذا سحق أصله ووضع على أورام خلف الأذنين والأورام البلغمية في العنق حللها ويطبخ هذا الأصل بالميبختج وما هو في قوّته، وإذا ضمد به مطبوخاَ بهذه الصفة أوجاع المفاصل والنقرس البارد ووجع الظهر وتمودي عليه أبرأها كلها مع التمادي عليها، وإذا ضمد به جوف المحبون حبنا لحمياً أضمره ودهنه ينفع من وجع المفاصل المزمنة والحديثة دهناً ومشروباً والشربة منه للقوي درهمان ملتوتاً بدقيق الشعير وهو يحدر الخام والأخلاط اللزجة وينفع من الربو ونفس الانتصاب وإذا لم يحدر من مرة أعيد أخذه معه حتى يرضى فعله.

قثاء النعام: هو الحنظل وقد ذكر في حرف الحاء.

قثاء هندي: هو الخيار شنبر وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.

قثد: هو الخيار المأكول واحدها قثدة وقد ذكرته في الخاء المعجمة.

قثاء الحية: هو الزراوند الطويل وقد ذكرته في حرف الزاي المعجمة.

قدميا: هي الإقليميا باليونانية وسنذكرها فيما بعد.

قدح مريم: هو النبات المسمى باليونانية قوطوليون وسنذكره فيما بعد.

قردمانا: أبو العباس النباتي: هو عندنا كثير بالأندلس وخاصة بجبل شلير من غرناطة ولم نره إلا ثمراً وتسميه الشجارون بالكرويا الجبلية لشبهه به في منبته بالكرويا وورقها وزهرها وثمرتها، إلا أن ثمر القردمانا أطول وأصلب من ورقها أيضاً وأعظم وأشد خضرة وساقها أطول وأخشن، ومنبتها على مجاري المياه من الجبل المذكور وهي نوعان دقيقة وجليلة كما ذكرنا، والدقيقة الثمرة هي النابتة في الجبال وبين الصخور وهي المعروفة عندنا بالجبلية. إسحاق بن عمران: هي حشيشة تشبه حشيشة البابونج في خلقتها ولها ورق أخضر وقشر وقضبان مدورة معوجة صفراء إلى البياض. ديسقوريدوس في ا: الجيد منه ما يؤتى بها من البلاد التي يقال لها بسوقورس وقد تكون أيضاً ببلاد الهند وبلاد العرب فاختر منه ما كان عسر الرض والكسر.

قوكامومن: وهو القردمانا المصمت الطرفين الجيد منه ما يؤتى به من البلاد التي يقال لها باغيثا وأرمينية والبلاد التي يقال لها بسيفورمس. ديسقوريدوس: وقد يكون أيضاً ببلاد الهند وبلاد العرب فاختر منه ما كان عسر الرض والكسر ممتلئ العود منضماً فإن الذي منه على غير هذه الصفة مرذول، وأجوده ما كان من أرمينية وكان ساطع الرائحة طعمه حريف مع شيء من مرارة. جالينوس في 7: قوة هذا يسخن إسخاناً شديداً إلا أنه ليس في قوة الإسخان مثل الحرف ولكن بحسب فضل طيب رائحته على الحرف كذلك نقصان في حرارته عن الحرف إلا أن هذا أيضاً إن وضع على ظاهر البدن أنكأه حتى يجرحه، وفيه أيضاً مرارة يسيرة بسببها صار يقتل الديدان ويجلو ويقطع الجرب قطعاً قوياً إذا طلي عليه بالخل. ديسقوريدوس: قوته مسخنة وإذا شرب بماء نفع من الصرع ومن السعال وعرق النسا الذين بهم الفالج ومن الاسترخاء ومن وجع الكلى والذين بهم استرخاء رض العضل المغص ويخرج حب القرع، وإذا شرب بخمر وافق الذين بهم عسر البول ومن لسعة العقرب، وبالجملة لكل من لسعة شيء من ذوات السموم، وإذا شرب منه شيء من وزن درخمي مع قشر أصل الغار فإنه يفتت الحصاة، وإذا دخن به الحوامل قتل أجنتها، وإذا خلط بالخل ولطخ به الجرب قلعه وقد يعفص به بعض الأدهان الطيبة.

قرنفل: إسحاق بن عمران: هو ثمر وعيدان يستعملان جميعاً يؤتى به من أرض الهند فيه العيدان وفيه الرؤوس ذوات الشعب وهو أجوده وأجوده أصهبه ومنه دقاق وجلال وجلاله هو المقطوع يقطع سلس البول والتقطر إذا كانا عن برد ويسخن أرحام النساء، وإن أرادت أن تحبل المرأة شربت في كل ظهر وزن درهم قرنفل، فإذا أرادت أيضاً أن لا تحبل فتأخذ في كل يوم حبة قرنفل ذكر فتزدردها، وإن شربت من القرنفل نصف درهم مسحوقاً يؤخذ مع شيء من لبن حليب على الريق فإنه مقو على الجماع. غيره: رائحته عطرية وطعمه حريف مع شيء من مرارة وقوته حارة يابسة في الثالثة، ويستعمل كثيراً في أنواع الأدوية وفي الطبيخ نفع أصحاب السوداء ويطيب النفس ويفرحها وينفع من القيء والغثيان. حكيم بن حنين: يستعمل في الإكحال التي تحد البصر وتذهب الغشاوة وتنفع السبل جداً. الإسرائيلي: مشجع للقلب بعطريته وذكاء رائحته ومقو للمعدة والكبد وسائر الأعضاء الباطنة ومنق للعلل العارضة فيها ويعين على الهضم طراداً للرياح المتولدة عن فضول الغذاء في المعدة وفي سائر البطن ومقو للثة ومطيب للنكهة. التجربتين: يسخن المعدة والكبد ويزيل فزع المتملخن وينفع من زلق الأمعاء عن رطوبات باردة تنصب إليها وينفع من الإستسقاء اللحمي منفعة بالغة، وربما يسخن الكبد الباردة ويقويها ويقوي الدماغ ويسخنه إذا برد وينفع من توالي النزلات، وبالجملة هو من أدوية الأعضاء الرئيسة كلها مقو لها وهو بذلك يزيد في الجماع كيفما استعمل.

قراصيا: 

وأهل صقلية يقولون جراشيا وهو حب الملوك عند أهل الغرب والأندلس ويعرف بدمشق قراصيا بعلبكي وهي شجرة مشهورة ورقها وأغصانها سبطة مشوبة بحمرة وورق شبيه بورق المشمش ولها ثمر شبيه بالعنب مدور يتدلى من شيء شبيه بالخيوط الخضر إثنان إثنان ولونه يكون أولاً أحمر ثم يكون مسكياً ومنه ما يكون أسود ومنه حلو ومز. بعض علمائنا: هو أنواع فمنه حلو ومنه الحامض ومنه عفص والحلو منه حار رطب في الدرجة الثانية ينحدر عن المعدة سريعاً ويثير التخم ويرخي المعدة ويستحيل مع كل طبع غالب، وإذا أكل أسهل البطن ولين الطبيعة ولا سيما إن ابتلع بنواه وهو مع ذلك يزيد في الإنعاظ. إسحاق بن عمران: إن خلطه غليظ مزلق فاسد الغذاء يولد السوداء وحامضه الذي لم يطب قاطع للعطش عاقل للبطن. جالينوس في 7: هذه شجرة تحمل ثمراً فيه قبض ولكن ليس قبض هذه الثمرة في جميع هذه الشجرة سواء بل الحال فيها كالحال في التفاح والرمان فإن بعضها نوع فبعضه يقبض قبضاً شديداً وبعضها حامض كما يعرض ذلك في التوت إلا أن التوت ما كان منه لم ينضج فنوع الحموضة فيه أكثر من نوع القبض، فأما ثمرة هذه الشجرة وهي القراصيا فليست في كل وقت على هذا الحال وما كان منها حلواً فهو ينحدر عن المعدة بسهولة وينفعها نفعاً يسيراً وما كان منها عفصاً فهو ضد ذلك، وأما الحامض منها فهو نافع للمعدة البلغمية المملوءة فضولاً لأن هذا الخامض منه يجفف أكثر تجفيف مما هو منها عفص وفيه مع هذا شيء قطاع، فأما صمغ هذه الشجرة ففيه من القوة العامية الموجودة في جميع الأدوية اللزجة التي لا لذع معها فهو لذلك نافع من الخشونة الكائنة في قصبة الرئة ولهذه الصمغة شيء تنفرد به وإن كان ما حكاه عنها قوم في كتبهم حقاً وهي أنها إذا شربت بشراب نفعت من الحصا وإن كانت تفعل هذا فالأمر فيها بين أن فيها قوة لطيفة. ديسقوريدوس في ا: القراصيا إذا استعمل رطباً لين البطن وإن استعمل يابساً أمسكها وصمغ القراصيا إذا خلط بشراب ممزوج بماء أبرأت السعال المزمن وتحسن اللون وتحد البصر وتنهض الشهوة وإذا شربت بشراب وحده نفعت من به حصاة.

قرتمن: يعرف بمالقة من بلاد الأندلس بقرن الأيل. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات لاحق بالصنف من الشجر المسمى بهنش وهو نبات طوله نحو من ذراع ينبت فيما بين الصخور في سواحل البحر وورقه حسن الإجتماع غير متفرق وفيه لزوجة ولونه إلى البياض ما هو شبيه بورق البقلة الحمقاء إلا أنه أكبر منه وأطول وأعرض وطعمه إلى الملوحة وله زهر أبيض وحمل شبيه ببزر النبات المسمى لينابوطس، وهو رخو طيب الرائحة مستدير إذا جف يقلع ويظهر في جوفه بزر شبيه بحب الحنطة أحمر وأبيض وله في أصله ثلاثة عروق أو أربعة غلظها مثل غلظ أصبع طيب الرائحة والطعم. الفلاحة: ومنه صنف ثان أكثر إرتفاعاً من الأول وأغصانه أكثر من أغصانه وله ورق شبيه بورق الباذروج إلا أنه أصغر بكثير وكلاهما مجتمع الورق كثير الأغصان وأغصانهما مجوفة تتشظى كالقضيب إذا جفت، وثمره كثمر الأول إلا أنه مستطيل وبزرهما وزهرهما واحد. جالينوس: هذا مالح طعمه وفيه مع الملوحة شيء يسير من المرارة ولذلك صارت قوته تجفف وتجلو إلا أنه في الأمرين كليهما ضعيف. ديسقوريدوس: وإذا طبخ الورق والثمر والأصل بشراب وشرب ذلك نفع من عسر البول واليرقان ويدر الطمث وقد يؤكل هذا النبات مطبوخاً وغير مطبوخ وقد يعمل بالماء والملح.

قرة العين: 

هو كرفس الماء. ديسقوريدوس في ا: هي شجرة تنبت في المياه القائمة غليظة الساق والأغصان عليها رطوبة لزجة يلزق باليد ولها ورق شبيه بورق الكرفس الذي يقال له أفوسالينوس غير أنه أضعف منه وهو طيب الرائحة. جالينوس في 8: بحسب ما في هذا النبات من فضل العطرية في رائحته وفي طعمه كذلك فيه من القوة المسخنة وهو مع هذا يحلل ويدر البول ويفتت الحصاة التي تكون في الكليتين ويحدر الطمث. ديسقوريدوس: وإذا أكل مطبوخاً وغير مطبوخ فتت الحصاة التي تكون في الكليتين وأخرجها بالبول ويدر الطمث والبول ويخرج الجنين، وإذا أكل نفع من قرحة الأمعاء. وقال قراطوس: أنها نبات يشبه شجرة صغيرة كثيرة الورق وورقها مستدير أكبر من ورق النعنع أسود رطب دسم أملس قريب الشبه من ورق الجرجير. التجربتين: تسخن المزاج حتى إنها تحمر الوجه والبدن إذا أكثر منها وتحسن لون المريض إذا أدمنها كثيراً وتنفع من أوجاع الجنبين. الغافقي: يحلل ويفتح السدد يسخن المعدة وإذا طبخ واغتسل بمائه سكن النافض والإقشعرار وأكثر الناس عندنا يغلطون في قرة العين فيظنون أنه النبات المسمى بالعجمية قرنوشن وأقرنون وقرة العين يسميها بعض الناس بالعجمية قتالة وهي تميل إلى الكرفس وتشبهه في ورقها وطعمها ورائحتها والأقرنون طعمه كطعم الحرف وورقه قريب في الشبه من ورق الجرجير. لي: الأقرنون هو حرف الماء وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.

قرع: 

جالينوس في 7: مزاجه بارد رطب وهو منهما في الدرجة الثانية ولذلك صار عصر جرادته نافعاً من وجع الآذان الحادث عن ورم حار متى استعمله الإنسان مع دهن ورد ولذلك أيضاً جملة جرم القرع إذا عمل منه ضماد برد الأورام الحارة بطفيه ويبرد بالإعتدال. وإذا أكل القرع ولد لجلى المعدة وقطع العطش. وقال في أغذيته: القرع ما دام نيئاً فطعمه كريه ومضرته للمعدة عظيمة وقد رأيت إنساناً أقدم على أكله نيئاً فأحس في معدته بثقل وبرد وأصابه عليه غثيان وقيء ولا دواء لهذه الأعراض التي تعرض منه إلا القيء فإذا هو سلق فيغذو غذاء رطباً وكذا غذاؤه يسير مثل غذاء جميع الأطعمة التي تولد خليطاً نيئاً رقيقاً وانحداره عن المعدة سريع لما ذكرنا من رطوبته ولما فيه من الملاسة والزلق، وإذا انهضم فليس خلطه برديء متى لم يسبق إليه الفساد قبل انهضامه والفساد يعرض له أما من الصنعة وإما من خلط رديء في المعدة وأما من قبل إبطائه في المعدة كما يعرض لجميع الفواكه الرطبة الفساد إذا أبطأت في المعدة ولم يسرع الإنحدار لها، وإن أكل وحده تولد منه خلط تفه فإن أكل مع غيره تولد منه خلط طعمه طعم ذلك الشيء الذي معه لأنه ينقلب ويتشبه به فإن كان مع خردل تولد منه خلط حريف مع حرارة قليلة وإن أكل مع مالح تولد منه خلط مالح وإن أكل مع الأشياء القابضة قبض وقال في ذكر التوت إن القرع مع ما هو عليه من أنه أقل الثمار الصيفية كلها مضرة متى لم ينحدر عن المعدة سريعاً فسد فساد سوء غريب لم ينطق به أبداً. ديسقوريدوس في 2: إذا تضمد به نيئاً سكن وجع الأورام البلغمية ووجع الأورام الحارة، فإذا ضمدت به يافوخات الصبيان نفعهم من الأورام الحارة والعارضة في أدمغتهم وكذا أيضاً ينفع إذا تضمد به الأورام الحارة العارضة في العين وفي النقرس وعصارته إذا خلطت بدهن ورد نفعت من وجع الأذن وماء قشر الأصل إذا استعط به وحده أو مع دهن ورد نفع من وجع الأسنان، وإذا طبخ كما هو وعصر وشرب ماؤه بعسل وشيء يسير من نطرون أسهل البطن إسهالاً خفيفاً، وإن جوفت قرعة نيئة وصب في تجويفها شراب ونجمت وشرب ذلك الشراب أسهل البطن إسهالاً خفيفاً. وقال الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: القرع بارد مولد للبلغم وهو من طعام المحرورين يطفئ ويبرد ويسكن اللهيب والعطش وينفع من الحميات، وإذا طبخ بالخل نقص من غلظه وبطء هضمه وكان أشد تطفئة للصفراء والدم إلا أنه في هذا الحال لا يصلح لأصحاب خشونة الصدر وللسعال وهو لأصحاب الأكباد الحارة أصلح، وأما من به سعال وحمى فليطبخه مع كشك الشعير ومع الماش المقشر ودهن اللوز الحلو وليجتنبه المبرودون والمبلغمون لأنه يولد فيهم القولنج الغليظ، وإن أكلوه فليأكلوه مطجناً بالزيت ومطيباً بفلفل وليشربوا عليه الشراب الصرف وليأخذوا عليه الجوارشنات. وقد يصلح منه أيضاً الخردل والمري فإذا هو وضع مع اللبن والماست أصلح منه الخردل وإذا طجن أصلح منه المري والخل أيضاً فإنه يصلح غلظه، لكن لمن لا يصلح برودته فليستعمل بحسب الحاجة ويصلحه الأكل له بما هو موافق له فيمن احتاج إلى تبريده وكثرة تبريده بالخل أوفق وما يصلحه وكثرة غلظه ولم يحتج إلى تبريده فالمري يصلحه منه، ومن خشي برده وغلظه جميعاً فليطبخه بعدما يسلقه بالزيت ويأكله بالتوابل والأبازير. ابن ماسويه: إنه يغذي غذاء بلغمياً نيئاً نافع لمن به حرارة ويبس سريع الاستحالة ضار لأصحاب السوداء والبلغم جيد لأصحاب الصفراء إذا سلق واتخذ بعد بماء الحصرم وماء الرمان وخل خمر ودهن لوز وزيت الأنفاق، وهو بهذه الصفة يولد خلطاً سليماً وإن آثر أخذه أحد من المبرودين فليطبخه بالزيت الركابي ثم يصنعه بالخردل والفلفل والسذاب والكرفس والنعناع، وسويقه نافع من السعال ووجع الصدر العارض من الحرارة قاطع للعطش نافع من الكرب الحادث من الصفراء. قالت الحور: إنه نافع من وجع الحلق. عيسى بن ماسه: يورث القولنج البارد. إسحاق بن سليمان: إلا أنه لقلة إزلاقه وتليينه البطن يطفو في أعلى البطن ويستحيل سريعاً ويفعل فعل حسو الشعير في أصحاب القولنج، وإذا لطخ بعجين وشوي في الفرن أو التنور واستخرج ماؤه وشرب ببعض الأشربة اللطيفة سكن حرارة الحمى الملهبة وقطع العطش وغذي غذاء حسناً، وإذا شرب بعد أن تمرس فيه فلوس خيار شنبر وترنجبين وبنفسج مربى أحدر صفراء محضة. حبيش بن  الحسن: ويشرب من مائه المستخرج بالشيّ مع وزن عشرين درهماً من الجلاب أو عشرة دراهم من السكر الأبيض ومقدار ما يشرب من ماء القرع أربع أواقي إلى نصف رطل. الرازي: يسقط الشهوة ويطفئ لهيب المعدة والكبد الحارتين قال: ودهن القرع في نحو دهن البنفسج أو دهن النيلوفر جيد للحر والسهر. إسحاق بن عمران: ماؤه يذهب الصداع إذا شرب أو غسل به الرأس وقد ينوم به من يبس دماغه في مرض الموم والمبرسمون إذا قطر منه في الأنف وهو يلين البطن كيف استعمل ولم يداو المبرسمون والمحرورون بمثله ولا أعجل نفعاً منه. الشريف: صغيره أول عقده إذا لف بعجين وشوي وإذا اكتحل بمائها أذهب صفرة العين الكائنة من اليرقان وإذا اكتحل بماء زهره أذهب الرمد الحار وشفاه وقشر القرع اليابس إذا أحرق وذر على الدم المنبعث قطعه وإذا أحرق وسحق وعجن بخل وطلي به على البرص نفعه، وإذا قشر حبه ودق واستخرج دهنه انتفع به من وجع الأذن ووجع الأمعاء الحارة، وإذا قصد القرع عند انتهائه وفتح في جوفه فتحاً وحشي خبث الحديد حتى يمتلئ ورد طابقه عليه ثم يترك بعد ذلك أربعين يوماً ثم يقطف ويستخرج ما في جوفها من الحشو ويعصر فإنه يخرج منه ماء أسود يؤخذ فيملأ منه زجاجة وترفع، فإذا عجن بهذا الماء الحناء وخضب به الرأس سود شيبه وحسنه وهو خضاب عجيب. التجربتين: وجرادة القرع إذا ضمدت بها العين من الرمد الحار في ابتدائه نفعت منه وسكنت أوجاعه ولا سيما إذا عجنت بدقيق الشعير، وكذلك يسكن الصداع الحار إذا لطخ على مقدم الدماغ ومكان الوجع منه كان من الحميات أو غيرها من سائر أسبابه، وإذا ضمدت به الحمرة ردع مادتها وسكن وجعها وحرافة قشر القرع اليابس صالحة من قروح الدبر وتجففها وكذلك تنفع من قروح الأعضاء اليابسة المزاج وهي جيدة لتطهير الصبيان ولحرق النار معجونة بسمن، ولب بزره ينفع من السعال الحار السبب ويرطب الصدر ويقطع العطش ممروساً في الماء وينفع من حرقة المثانة المتولدة عن خلط حاد، ودهنه من أجود الأدوية لتنويم المحمومين والمسلولين كيف استعملوه، ومرقة الفروخ المطبوخة بالقرع منعشة للمغشى عليه من حدة الأخلاط الصفراوية ومن الحميات.

قرانيا: الغافقي: شجرة تنبت في الجبال الباردة ورقه كورق الزادرخت. ديسقوريدوس في ا: هي شجرة عظيمة لها ثمر شبيه بالزيتون طويل أخضر في حين غضاضته فإذا نضج كان لونه شبيهاً بلون الدم وهو يؤكل وهو قابض ويوافق إسهال البطن وقرحة الأمعاء إذا جعل في الطبيخ وأكل وقد يملح مثل ما يملح الزيتون والرطوبة السائلة من الورق إذا كان رطباً إن أخذت ولطخت بها القوابي وافقتها. جالينوس في 7: ثمرة هذا فيها عفوصة بليغة وهو مع هذا يؤكل، وإذا كان كذلك فليس يجب أن يكون يحبس البطن حبساً شديداً كما يفعل الزعرور وورقها وقضبانها عفصة الطعم تجفف تجفيفاً قوياً ولذلك صارت تحمل الجراحات الكبار ولا سيما ما يكون منها في الأبدان الصلبة، فأما الجراحات الصغار والجراحات التي تكون في الأبدان اللينة فهي مضافة لها ولذلك إنها تهيج هذه وتثيرها لأنها تجففها أكثر مما ينبغي.

قرصعنة: 

عامتنا بالأندلس تسميه بشويكة إبراهيم وهي أنواع كثيرة وكلها مشهورة عند الأطباء والشجارين أيضاً ببلاد العرب والأندلس. أبو العباس النباتي في كتاب الرحلة: رأيت منها بجبال القدس آمنه الله تعالى نوعاً ورقه يشبه الصغير من ورق الخامالاون ملتصقاً بالأرض يخرج سوقاً كثيرة في دقة المغازل معقدة مشوكة حول العقد ثم يزهر زهراً أبيض كزهر النوع الذي عندنا إلا أن ورقها أصغر وأصولها ضخام طوال ممتلئة من اللحم، طعمها حلو بيسير حرافة وهي معروفة عندهم، ومن القرصعنة بأفريقية أنواع متعددة منها ما يكون ورقها كورق القرصعنة البيضاء أول خروجها من الأرض قبل أن يحسن ويشوك أملس شديد الحضرة كثيرة مجتمعة فما على الأصل يخرج ساقاً من نحو الذراع ودون ذلك ويتشعب من نصفه شعباً كثيرة تشبه شعب القرصعنة الزرقاء تكون خضراء ثم تتلون كالذي عندنا إلا أن هذه أشد طبعاً وهم يعلقونه على الأبواب لمنع الذئاب، وأصل هذا النوع طويل سبط لونه كلون أصل السوسن البري، ومنها نوع آخر ورقه إلى الإستدارة مقطع وأصله كأصل تلك وساقه أبيض وزهره كذلك، ومنها ما يكون ورقه ملتصقاً بالأرض في استدارة وهو مستدير على شكل الدنانير يخرج ساقاً واحدة طولها ذراع وأكثر معقدة مشوكة لونها إلى الزرقة وأصل هذا النوع على شكل الفاونيا ظاهره أسود وباطنه أبيض، وبهذا النوع يغش البهمن الأبيض عريض الورق جداً ويسمونه تفاح الحمل ورأيت بجبال قبر لوط عليه السلام قرصعنة بيضاء خشنة السوق كثيرة الورق حادة الشوك جمتها أضخم وأكبر من جمة النوع الذي عندنا بكثير حتى كأنها خرشفة متوسطة طويلة تشبه النوع الجبلي من القرصعنة المحدب الورق المفرد الساق القوي الحرارة وهو مجرب بالقدس وأعماله لوجع الظهر، والقرصعنة التي تكون بساحل البحر وهو نوع من القرصعنة البيضاء إلا أن الساحلية أعرض ورقاً وأشد بياضاً وأصولها أشد حلاوة رخصة قليلة الخشونة بل هي إلى الأملاس أقرب وأصولها حلوة بيسير من حلاوة وحرارة، ونذكر قول المجرب في القرصعنة في عسلوجها في تقوية الإنعاظ حتى اتخذ منه معجون قريب كالجوز فجاء أفضل منه بكثير، وجربت أنا عساليج النوع الساحلي منه في تهييج الإنعاظ فألفيته عجيباً جداً ورأيت نوعاً من القرصعنة البيضاء حوالي البيت المقدس في الأرض الحجرية كبير الأصل نحو العظيم من أصل القرصعنة البيضاء عندنا وأعظم ورقه صغير يشبه ما صغر من ورق الخامالاون الأبيض إلا أنه أقصر وأدق وله أغصان كثير تخرج من الأصل على دقة المغازل التي يغزل بها القطن معقدة وحول العقد الورق في تضاعيف ذلك وعلى الأطراف الزهر كزهر القرصعنة الزرقاء سواء إلا أنها أصغر رؤوساً من تلك، وطعم الأصول فيها يسير مرارة وهم يسمونها بالقدس قرصعنة. الشريف: القرصعنة هي البقلة اليهودية أيضاً وهو نبات شوكي يقوم على ساق طوله شبر ونصف إلا أنه مدرج وله أوراق مستديرة فيها انكماش مزوي وعلى حافاتها شوك خارج كالسلي دقيق وهي تستدير حول الساق وعلى عقد ولون الجسد والقضبان والورق أبيض ما هو، وعلى أطرافها رؤوس مستديرة كأنها كواكب يستدير بها شوك شارع كالألسن عدد كل واحد ستة، ولهذا النبات أصل مستطيل في غلظ الأصبع السبابة ويكون طوله ثلاثة أذرع ونصفاً وكأنه أصول الهليون في الشبه إلا أنه إلى السواد مائل خارجه إذا ذقته وجدت فيه بعض الحلاوة ويبدو منه مع وجه الأرض ليف دقيق ليس بالطويل وينبت في الرمال وبمقربة من البحر، ومنه نوع آخر يشبه نباته الأول في القدر والهيئة إلا أن لون الورق أخضر فستقياً ما دامت غضة فإذا تهشمت كانت بيضاء ويعرف بشرق الأندلس وأحواز داتبه فرفلة ولها أصل طويل كثير العقد وهي أيضاً نوع من القرصعنة لا شك فيها. ديسقوريدوس في الثالثة: أترنجي هو صنف من الشوك يتخذ ورقه مملوحاً في أول نباته ورقه عراض خشنة الأطراف عطرة إذا تطعم بها فإذا كبر صار له أغصان كثيرة على أطرافها رؤوس مستديرة كأنها كواكب حواليها شوك حاد صلب ولون الرؤوس أبيض وربما كان كحلياً وله عرق مستطيل أسود الظاهر وداخله أبيض في غلظ أصبع الإبهام طيب الرائحة وينبت في الصحاري والمواضع الخشنة. جالينوس في 7: وفي هذه البقلة من الحرارة ما يفوق الإعتدال قليلاً ويكون مثلها وفيها من اليبوسة اللطيفة مقدار ليس باليسير. ديسقوريدوس: وله قوة مسخنة وإذا شرب أدر الطمث وحلل المغص وإذا شرب بالشراب وافق وجع الكبد ونهش الهوام والسموم القاتلة ويشرب منه وزن درخمي مع بزر الجزر لأكثر ما يشرب له. وقد زعم بعض الناس أنه إذا علق على الأورام الخراجية أو ضمدت به حللها. الغافقي: هي ملطفة سريعة الإنحدار مولدة الخلط المحمود ويحلل البلغم الرقيق من المعدة ويزيله من الأمعاء ويدر البول وطعمها طعم الجزر وأصله نافع من الأوجاع الحادثة في الجنب والصدر ونهش الهوام والعقارب، وقد يطبخ ماؤه فيسكن الأورام والبثور ويحلل الخراجات الرديئة والدبيلات وينفع الأخلاط المحترف والفاسدة من البدن. ابن رشد: القرصعنة زعموا أن شرب ماء طبيخها أمان من أورام الجوف. الشريف: قوتها حارة يابسة في آخر الدرجة الأولى وتحلل تحليلاً يسيراً وفي الأصل بعض التسخين، وإذا طبخ وشرب ماء طبيخها حلل النفخ، وإذا أكلت أصول القرصعنة غضة أو مربية بالعسل طيبت الأحشاء وذهبت بذفر البدن، وإذا أخذ منه جزء ومن دقيق الشعير جزء وعجنا بماء هندبا وطليت به الأورام التي تكون في الساقين التي يسيل منها الماء نفع منها، وينفع من ابتداء داء الفيل، وإذا طبخ عروقها مع مثلها ورق السذاب وسقي من ماء طبيخها مقدار أربع أواق نفع من أوجاع الشراسيف مجرب.

قراطاوغوين: ديسقوريدوس في الثالثة: له ورق شبيه بورق الحنطة وأغصان كثيرة ذات عقد نابتة من أصل واحد وبزر شبيه بالجاورس وينبت أكثر ذلك في مواضع ظليلة وسياجات وهو حريف جداً. جالينوس في 7: ثمرة هذا النبات يجد لها من ذاقها حدة وحرافة ويجدها من استعملها قوية. ديسقوريدوس: وزعم قوم أنه إذا شربته المرأة صيرها تلد ذكراً متى شربته أربعين يوماً على الريق بعد الظهر وقبل أن يدنو منها الرجل ويكون مقدار ما تشرب منه في كل يوم ثلاث أوثولوسات بقواثوسين من ماء وكذا فليشرب الرجل بعدة الأيام التي شربت فيها المرأة ويدنو منها.

قرمز: 

الشريف: القرمز إسم حيوان واقع على شجر الإمارة وهو نوع من نبات البلوط سواء ويسمى باللطينية الإمارة ويثمر بلوطاً مراً لا يحلو البتة وهو على الورق يسقط مر أحمر كأنه العدس محبب صادق الحمرة يكون ذلك في شهر مايو فإن غفل عنه ولم يجمع تكون منه حيوان طائر فلا يبقى منه هناك شيء، وهذا الحب الأحمر منه شي يسمى قرمزاً وخاصته صبغ ما كان من حيوان مثل الصوف والحرير فقط ولا يأخذ في الكتان ولا في القطن. بعض علمائنا: هو حيوان يتكون على الشوك وعلى نبات يستعمل في وقود النار يكون بين الشجر والعشب في الوسط وقضبانه كثيرة دقاق ويتكون هذا الحيوان عليه كأنه العدس وهو في أول تكونه صغير ثم لا يزال يكبر حتى يكون في قدر الحمص وفي داخله دمية وعند رؤوس حبه حيوان كبير دقيق فإذا كمل نضجه انفتح وخرج منه ذلك الحيوان يسعى حوالي الشجرة التي يتكون فيها وعلى الحب، والذي يبقى منه إلى سنة أخرى يتولد منه ذلك الحب وهو بمنزلة زريعة الحرير، ويكون في ابتدائه في شهر مارس وهو آذار ولا يزال يعظم حتى إلى شهر مايو فحينئذ ينفرون الذين يتجرون به يكسرونه ويختلط مائيته ودمه بأجزائه، والذي يبقى صحيحاً يخرج في شهر العنصرة حيواناً أحمر كأنه الصيبان ويدور حول الجف حتى يموت في تلك الأيام، وهو أيضاً في النقصان من رتبته إلى آخر شهر العنصرة فيبقى على حاله ويعتق كلما قدم كان أجود للصبغ وقد يتولد على شجر البلوط ويجمعه الرجال والنساء ويسمونه نفيض. ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنش يستعمل في وقود النار عليه حب كأنه العدس وقضبانه كبيرة دقاق يؤخذ ويجمع ويخزن وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها آسيا والبلاد التي يقال لها قيليقيا وأحسنها كلها ما كان من بلاد الأسنان، وقوة هذا الحب قابضة يوافق إذا ا دق ناعماً وخلط بالخل أبرأ جراحات الأعصاب وسائر الأعضاء. جالينوس في 7: قوة هذا الدواء لها قبض ومرارة معاً وهو يجفف بها تجفيفاً لا لذع معه بين ولذلك صار يصلح للجراحات الكبار وجراحات العصب إذا عولجت به وقوم يسحقونه بالخل ويعالجون به وقوم يسحقونه بالخل والعسل. الشريف: حار يابس في الثالثة، ومن خاصته أنه إذا شربته المرأة سبعة أيام ولاء في كل يوم درهمين بعسل قطع الطمث مجرب، وإذا استعمل بالخل قطع الولد، وإذا نظم في خيط حرير أحمر وعلق على المحموم أبرأه.

قرقمان: هو الخشب الحجازي الذي في جوف المقل الحجازي والصعيدي بارد يابس يدخل في السفوفات فيقوي لحم اللثة والأسنان وينقيها ويبيضها.

قرظ: 

أوله قاف مفتوحة ثم راء مهملة مفتوحة أيضاً بعدها ظاء مشالة معجمة إسم لثمرة الشوكة المصرية المعروفة بالسنط من هذه الثمرة تعتصر الأقاقيا وهي رب القرظ. ديسقوريدوس في ا: تنبت بمصر وهي شوكة لاحقة في عظمها بالشجر وأغصانها وشعبها ليست بقائمة. أبو حنيفة: ولها سوق غلاظ، وخشب صلب إذا تقادم أسود كالأبنوس وقبل ذلك يكون أبيض ويسمى بمصر السنط ومنه أجود حطبهم وهو ذكي الوقود قليل الرماد ورقه أصغر من ورق التفاح وله حلبة مثل قرون اللوبيا وحب يوضع في الموازين يدبغ بورقه وثمره. ديسقوريدوس: وله زهر أبيض وثمر مثل الترمس أبيض في غلف منه تعمل العصارة وتجفف في ظل وإذا كان الثمر نضيجاً كان لون عصارته أسود وإذا كان فجاً كان لون عصارته إلى لون الياقوت ما هو فاختر منها ما كان كذلك وكانت إذا أضيفت إلى سائر الأقاقيا طيبة الرائحة وقوم يجمعون ورق الأقاقيا مع ثمره ويخرجون عصارتهما والصمغ العربي إنما يكون من هذه الشجيرة. جالينوس في 7: وهذا المواء شجرته شجيرة قابضة جداً وكذا ثمرته وعصارته لذاعة وهذه العصارة إن هي غسلت نقصت حرارتها وصارت غير لذاعة لأنها ترمي بما فيها من الحدة في الغسل وإن مسح بهذه العصارة عضو صحيح رأيتها على المكان تجففه وتمدده وليس يحدث فيه حرارة بل يحدث فيه برودة ليست بالشديدة وهذا مما يعلم به أنه بارد أرضي ويخالط هذا شيء من الجوهر المائي وإني لأحدس أن أجزاءه ليست بمتشابهة بل فيه أجزاء لطيفة حارة مفارقة إذا هو غسل فليوضع إذاً في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المجففة وفي الثانية من درجات التبريد إذا غسل فأما إذا لم يغسل فليوضع في الدرجة ا. ديسقوريدوس: وقوة الأقاقيا قابضة مبردة وعصارة الأقاقيا ترافق إذا وقعت في أخلاط أدوية العين وتوافق الحمرة والنزف والسعال العارض من البرد والداحس وقروح الفم وتصلح لنتو العينين وتقطع سيلان الرطوبات السائلة من الرحم سيلاناً مزمناً وترد نتوء المقعدة والرحم إذا برزت إلى خارج وإذا شرب أو احتقن به عقل البطن وسود الشعر وقد يغسل الأقاقيا ليستعمل في أدوية العين بأن يسحق بالماء ويصب على الذي يطفو عليه ولا يزال يفعل به ذلك حتى يظهر الماء نقياً ثم أنه تعمل منه أقراص وقد يحرق الأقاقيا في قدر من طين يصير في أتون مع ماء يراد به أنه يصير في فخار وقد يشوى على جمر وينفخ عليه وطبيخ شوكة الأقاقيا إذا صب على المفاصل المسترخية شدها. غيره: الأقاقيا تحد البصر وتنفع من البثور في العين. التجربيين: الأقاقيا يرد سرر الصبيان الصغار ويشد شؤون رؤوس الصبيان إذا طليت به محلولة في إحدى العصارات النافعة من ذلك، وينفع إنصباب المواد إلى أي الأعضاء كانت ولا سيما العينان إذا طليت به على الجبهة والأصداغ ويقع في الأدوية النافعة من الكسر والوثي وينفع من سلس البول ضماداً على العانة والفضاء وأصل القضيب وتكون المواد التي يحل فيها بحسب الأخلاط المنصبة. ديسقوريدوس: وقد تنبت في البلاد التي يقال لها نيطس أقاقيا أخرى شبيهة بالأقاقيا التي تنبت بمصر غير أنها أصغر منه وهو أغض وهو فمي ممتلئ شوكاً كأنه السلي وله ورق شبيه بورق السذاب وتبزر في الخريف بزراً في غلف مزدوجة كل غلاف ثلاثة أقسام أو أربعة وبزره أصغر من العدس وهذه الأقاقيا أضعف قوة من الأقاقيا التي تنبت بمصر وليست تصلح أن تستعمل في أدوية العين.

قرط: بضم القاف وإسكان الراء المهملة بعدها طاء مهملة. أبو حنيفة: هو شبيه بالرطبة وهو أجل منها وأعظم ورقاً ويسمى بالفارسية الشبدار. ابن رضوان: هو نبات يزرع بمصر فتسمن الدواب عليه وهو حار رطب يلين البطن إذا كان رطباً ويعقله إذا كان يابساً وينفع من السعال وخشونة الصدر وثمره المسمى برسيم أقوى منه وفيه قبض ويحبس البطن.

قرط: بكسر القاف وإسكان الراء المهملة والطاء المهملة أيضاً. إسم لنوع من الكراث ويعرف بكراث المائدة وكراث البقل وسيأتي ذكره مع أنواع الكراث في الكاف.

قرطم: 

هو العصفر. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق طوال مشرف خشن مشوك وله ساق طولها نحو الذراعين بلا شوكة عليها رؤوس في مقدار حب الزيتون الكبار وله زهر شبيه بالزعفران ونوار أبيض وأحمر مستطيل مزوي وقد يستعمل زهره في الطعام وقد يدق بزره ويخرج ماؤه ويخلط بالشراب الذي يقال له أدرومالي أو بمرق بعض الطيور فيسهل البطن وهو رديء للمعدة وقد يعمل منه وهو مقشر مخلوط بلوز ونطرون وأنيسون وعسل مطبوخ ناطف ملين للبطن، وينبغي أن يؤخذ منه مرتين أو ثلاثة في كل مرة أربع قطع في كل قطعة مقدار جوزة قبل العشاء وعمل الناطف على هذه الصفة يكون يؤخذ من القرطم الأبيض قسط واحد ومن اللوز المقلو المقشر الحلو ثلاث قواثوسات ومن الأنيسون درخمي ومن النطرون در لحمي ومن داخل التين اليابس ثلاثين تينة عدداً وأما القرطم فيجمد اللبن ويصيره أشد إسهالاً. جالينوس في 7: الذي نستعمله نحن في هذا النبات إنما هو بزره فقط ليسهل به البطن وهو في الدرجة الثانية من الإسخان متى أراد إنسان استعماله من خارج. التجربتين: حب القرطم إذا مرست منه خمسة دراهم في اللبن وشرب أسهل أخلاطاً محرقة وماء اللبن المجمد بلب القرطم إذا شرب أسهل أخلاطاً محترقة ونفع من الجرب ومن أنواعه كلها وإن لم يسهل من مرة واحدة أعيد أخذه أياماً وهذا الماء بعينه إذا شرب مع الأفتيمون نفع من الماليخوليا والجذام وإذا مرس فيه فلوس خيار شنبر نفع من الحمى البلغمية عند النضج ويكون من اللبن مقدار رطلان ومن حب القرطم عشرون درهماً محروساً ممروساً في ماء. ماسرجويه: حب القرطم يدفع الرياح ويزيد في المني. ابن ماسه: يحسن الصوت ويسهل الكيموسات المحترقة الغليظة. الدمشقي: يحلل اللبن الجامد ويجمد الذائب. ابن سينا: ينقي الصدر ويصفي الصوت وينفع من القولنج ويسهل البلغم المحترق ويزيد في الباه إذا خلط بلبن أو بعسل أو تين. ابن ماسويه: خاصة القرطم ولبابه إسهال البلغم والشربة منه من عشرة دراهم ويشرب إلى عشرين درهماً بعد أن يصب عليه نصف رطل من ماء مغلي ثم يمرس ويصفى ويصير فيه من الفانيد الأحمر وزن عشرة دراهم ويشرب. أبو الصلت: وهكذا أيضاً ينفع أصحاب الإستسقاء الزقي واللحمي. ابن سرانيون: الشربة منه مقشراً خمسة مثاقيل مع شيء من الملح لإسهال البلغم.

قرطم بري: ديسقوريدوس في الثالثة: أرطوقطولوس. ومن الناس من يسميه فيتغراغريون وهو القرطم البري وهو شوكة تشبه شوكة القرطم البستاني إلا أنها أطول ورقاً من ورق القرطم بكثير وورقها إنما ينبت في ظرف القضيب وأما باقي القضيب فإنه معرى من الورق ويستعمله النساء مكان المغزل وعلى طرف القضيب حمة مشوكة وزهر أصفر وله أصل دقيق لا ينتفع به. جالينوس في 7: قوته مجففة يسخن باعتدال. ديسقوريدوس: وإذا سحق ورقها أو حمتها أو ثمرتها وشرب بفلفل وشراب نفع من لدغ العقرب ومن الناس من زعم أنه مها أمسكه الملسوع معه لا يجد وجعاً فإذا هو طرحها معه عاد إليه الوجع.

قرون: قرن الأيل قد ذكرنا ما قال فيه ديسقوريدوس، فنعود في ذكر الأيل وقرن الثور مع ذكر البقر.

قرون السنبل: بعض الأطباء قيل أنه نوع من السنبل أبيض قتال يوجد مع السنبل وقيل إنه أصل النبات المسمى خانق النمر. وفي كتاب المنهاج وهو دواء قتال يقارب البيش من سقي منه بال الدم واسود لسانه واختلط ذهنه، ويداوي بالقيء ويسقى مثقالين من الكافور مع ماء الرمان وماء الورد وماء بزر البقلة الحمقاء مبرداً بالثلج مع الحلاب أو مخيض البقر مع قرص الكافور ويسقى اللبن الحليب ويسقى من سويق التفاح الحامض أو سويق الشعير بماء الثلج والحلاب والبطيخ الرقي وماء الشعير وتبرد كبده وقلبه بالأضمدة المبردة كالصندل والكافور وماء الورد ونحو ذلك.

قرفا: زعم الغافقي أنه العرق وقد ذكرته في حرف العين المهملة.

قراص: قال أبو قتيبة القراص هو البابونج وقال غيره هو الأقحوان وقد ذكرته فيما تقدم.

قرن البحر: هو الكهرباء وسيأتي ذكرها في حرف الكاف.

قرول: وقروالنون وهو البسد وقد ذكرته في الباء.

قرمومغما: هو ثفل دهن الزعفران باليونانية.

قرنيا:  

هو الحيوان المعروف بالهندية وسيأتي ذكره في حرف الهاء وقيل أن القرنيا هو الخنفساء وقد ذكرتها في الخاء المعجمة وقد يقال القرنيا أيضاً لبعض النبات وهو الحماض الصغير الدقيق المسمى الحمضيض. وقد ذكرته في الحاء المهملة.

قرنباذ: هو الكراويا وسيأتي ذكرها في حرف الكاف.

قريض: هو الأنجرة، وقد ذكرتها في الألف.

قرنفاد: هو الكراويا أيضاً.

قرنوة: الغافقي: قال قوم أنها الهرنوة والقرنوة أيضاً حشيشة. قال أبو حنيفة: هي عشبة يضرب ورقها إلى الحمرة وهي مرة يدبغ بها. وقال أيضاً عن بعضهم: هي خضراء غبراء على ساق لها ثمرة كالسنبلة ومنابتها السهول وهي مرعى. وقال آخر: القرنوة عشبة يطول ورقها كورق الحندقوقا عفصة تستعمل في دباغة الجلود وقيل أنها هذه الحشيشة المعروفة بالأنجبار.

قردامن: هو الحرف باليونانية وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.

قردمامومن: هو القردمانا باليونانية وقد تقدم ذكرها فيما سلف.

قرطاس: متى قيل يراد به القرطاس المحرق الذي كان يصنع قديماً بمصر من البردي وقد ذكرته مع البردي في حرف الباء.

قرطم هندي: قيل أنه حب النيل وقيل أنه حب آخر غيره يسبه القرطم البستاني أبيض اللون أزغب لا قشر عليه دهن فيه قبض مع يسير مرارة يؤتى به من بلاد الهند ويستعملونه بدل الفلفل الأبيض.

قرطمان: هو الخرطان وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.

قرم: قال أبو حنيفة: هو شجرة تنبت في أخوان في بحر عمان في جوف ماء البحر يشبه شجر الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره وخشبه أيضاً أبيض وورقه مثل ورق اللوز ولا شوك له وله ثمر مثل ثمر الضومران وهو مرعى الإبل والبقر تخوض إليه الماء حتى تأكل ورقه وأطرافه الرطبة ويحمل حطبه في السفن إلى المدن والقرى فيستوقد به لطيب رائحته ومنفعته وماء البحر عدو للشجر كله إلا القرم والكندلا. غيره: ورق القرم والكندلا إذا شرب من سحيقهما درخميان أسهلت البطن سريعاً.

قرقسيون: ومرقسيا هي الكبابة باليونانية وقد ظن قوم أنها البسباسة وذلك خطأ. الغافقي: هذا قول جل المفسرين، وكذا سمى حنين هذا الدواء في كتاب جالينوس بالكبابة فأما في كتابه في الأدوية المقابلة للأدواء فإنه ترك إسمه هكذا ولم يفسره وأظنه فعل ذلك لما رأى صفته التي وصفها مخالفة للكبابة وذلك أن جالينوس يقول في هذا الكتاب إن العارقشيتا هي عيدان دقاق تشبه عيدان الدارصيني والكبابة إنما هو حب فإن كان هذا الدواء هو الكبابة فهو عودها وأصلها. وقد ذكر قوم أن الكبابة إنما هو أصل نبات وإنما حبها حب العروس وهي الكبابة المعروفة لكن أصل الكبابة قل من ذكره وكذلك ذكره جميع المترجمين في العرقشيتا أنها الكبابة ولا أعلم من خالفهم في ذلك إلا قوم من المتأخرين عن المترجمين زعموا أنها البسباسة ولا يلتفت إلى قولهم فإنه غلط ورأيت في بعض التفاسير العرقشيتا هي الفراسيول.

قرف: إسم للقشر كله ومنه قرفة الطيب وقد ذكرت مع الدارصيني في حرف الدال.

قرطمانا: هو القردمانا وقد ذكرته.

قزاح: كتاب الرحلة: يقال بالقاف المضمومة والزاي المفتوحة المشددة بعدها ألف ثم حاء مهملة إسم معروف بالقيروان لنوع من الرازيانج ترعاه الإبل إلا أنه أدق ورقاً من الرازيانج وأصغر أغصاناً وهو متشعب الأغصان وتتداخل بعضها في بعض مزواة على أطرافها زهر أصفر وثمر دقيق يشبه الأنيسون وطعمه طعم الرازيانج إلا أنه متشعب متباعد الشعب وكله عطر الرائحة طيب ثمره وورقه وأغصانه تحرك الجشاء كثيراً وتستعملها أهل تلك الجهة في التوابل في ماء الشراب الطيب الرائحة وأهل البوادي بالقيروان وأعمال المهدية وما هنالك يسمونه بالقزاح أيضاً وبعضهم يسميه العلجان وهو بصحراء برقة كثير أكثر من الذي بأفريقية يكون نحو قعدة الإنسان. لي: هو أيضاً كثير بديار مصر وهو حار يابس في الثالثة يدر البول ويسكن الأوجاع الباردة من الجوف ويحلل الرياح أيضاً وهو قوي في ذلك إذا طبخ وشرب ماء طبيخه بسكر مجرب.

قسطس: 

هو القسط. ديسقوريدوس في الأولى: أجوده ما كان من بلاد العرب وكان أبيض خفيفاً وكانت رائحته قوية طيبة وبعد هذا الصنف الذي من بلاد الهند وهو غليظ أسود خفيف مثل القثاء وبعد هذا صنف ثالث وهو من البلاد التي يقال لها سوريا وهو ثقيل لونه لون الخشب الذي يقال له البقس وهو الشمشاد تتبين رائحته ساطعة وأجوده ما كان حديثاً ممتلئاً كله كثيفاً يابساً لا متآكلاً ولا زهماً يلذع اللسان ويحذوه، وكان حديثاً وقوته مسخنة مدرة للبول والطمث نافعة من أوجاع الأرحام وإذا استعمل في الفرزجات والتكميد والتبطيل وإذا شرب نفع من سم الأفاعي وإذا شرب بخمر وأفسنتين بوزن درخمي نفع من أوجاع الصدر وشدخ العضل وهتكه وخرقه والنفخ ويحرك شهوة الجماع إذا شرب بخمر وعسل لما فيه من الرطوبة النافخة ويخرج حب القرع إذا شرب بالماء ويعمل لطوخاً بالزيت لمن به نافض قبل أخذ الحمى ولمن به فالج باسترخاء وينقي الكلف ويقلعه إذا لطخ بماء أو بعسل ويقع في أخلاط بعض المراهم والأدوية المعجونة وقد يغش به قوم بأخلاطهم به أصول الراسن الصلبة التي هي من البلاد التي يقال لها مماعينا والمعرفة به هينة لأن الراسن لا يحذي اللسان وليست له رائحة قوية ولا ساطعة. جالينوس في السابعة: في القسط كيفية من مرارة كثيرة جداً وكيفية حرافة وحرارة حتى أنه يقرح ولذلك صار يدلك به جميع بدنه من أخذه النافض بأدوار قبل وقت النوبة وكذا يستعمل أيضاً في أبدان أصحاب الإسترخاء وأصحاب العلة المعروفة بالنساء، وبالجملة متى أرادوا أن يسخنوا عضواً من الأعضاء ويجذبون من عمق البدن إلى ظاهره خلطاً من الأخلاط استعملوا القسط وبهذا السبب صار يدر البول ويدر الطمث وينفع من الهتك والفسخ الحادث في العضل ومن وجع الجنبين وبمكان ما فيه من المرارة شأنه أن يقتل حب القرع ومن قبل هذا صاروا يستعملونه في مداوة الكلف فيطلونه عليه بالماء والعسل وفي مزاج جميع القسط مع ما وصفت رطوبة نافخة بسببها صار ينفع ويعين على الجماع إذا شرب بالشراب. الرازي في المنصوري: القسط جيد للزكام البارد إذا بخر به الأنف ودهنه ينفع العصب وينفع من الخدر والرعشة. البصري: إذا سحق بالعسل أو بالماء نفع من التشنج الظاهر في الوجه والسعفة والجراحات. مسيح: وإن سحق وذر على القروح الرطبة جففها. الطبري: القسط مفتح للسدد الحادثة في الكبد شرب. إسحاق بن عمران: القسط ضربان أحدهما الأبيض المسمى البحري والآخر الهندي وهو غليظ أسود خفيف مر المذاق وهما حاران يابسان في الدرجة الثالثة والهندي أشد حراً في الجزء الثالث وهما منشفان للبلغم الرديء الذي في الرأس قاطعان للزكام وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة وبردهما والقسط الأبيض فيه منفعة عجيبة من الأوجاع العتيقة التي تكون في الرأس من الأبردة ويطرد الرياح المخدرة للدماغ إذا إستعط به بماء المطر أو طبخ في سمن عربي وهو سمن العز أو سمن البقر. القلهمان: أن يدخن به في قمع قتل الولد وأدر الحيض. التجربتين: إذا نثر على مقدم الرأس نفع من النزلات الباردة ويسخن الدماغ وإذا تبخر به نفع من النزلات أيضاً ومن الوباء الحادث عن التعفن وإذا ضمدت به الأوجاع الباردة سكنها في العضل والمفاصل وكذا دهنه وإن قطر من دهنه في الأذن سكن أوجاعها الباردة وفتح سددها وإذا سحق وعجن بالعسل وشرب نفع من أوجاع المعدة والمغص ومن أوجاع الكلى وفتت الحصاة المتولدة منها، وإذا شرب بالسكنجبين نفع من حمى الربع المتقاعدة وإذا لعق بالعسل نفع من البهر وإذا طلي به البهق والنمش والكلف أزالها معجوناً بالعسل أو بالخل أو بالقطران حسبما توجبه العلة وينبت الشعر في داء الثعلب ونفعه في تقطع الأخلاط اللزجة وفي النفع من الأدواء المتولدة عنها قوي جداً.

قسوس: 

هو المعروف بحبل المساكين وهو اللبلاب الكبير الذي يعرش على الأشجار وغيرها وفي المنازل. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات شبه اللبلاب غير أنه أصلب منه وهو أصناف كثيرة وأجناسه ثلاثة أحدها يقال له الأبيض، والثاني يقال له الأسود، والثالث يقال له القس والذي يقال له الأبيض ثمره أبيض والذي يقال له الأسود ثمره أسود وفي بعضه مع السواد شبه في لونه بالزعفران ويسميه بعض الناس تريوسيون وأما الذي يقال له القس وهو المشتبك فلا ثمرة له وهو دقيق الأغصان وورقه دقاق مزواة حمر وكل أصناف قسوس فهو حريف قابض ضار للعصب وإذا أخذ من زهره مقدار ما تحمله ثلاث أصابع وشرب بشراب كان صالحاً لقرحة الأمعاء وينبغي إذا احتيج إلى شربه أن يشرب منه مرتين في النهار وإذا دق وسحق وخلط بموم مذاب بزيت وافق حرق النار والطري من ورقه إذا طبخ بالخل ودق كما هو نيئاً أبرأ من وجع الطحال وقد يدق ورقه ورؤوسه ويخرج ماؤها ويخلط بدهن السوسن البري الذي يقال له أرسا وعسل ونطرون ويسعط به لأوجاع في الرأس مزمنة وقد يخلط بالخل ودهن الورد ويبل به الرأس لذلك أيضاً وإذا خلط بالزيت فيبرئ من وجع الأذن ويفتحها وسيلان القيح منها والقسوس الأسود إذا أخرج ماؤه وشرب الأكثر منه أضعف البدن وشوش الذهن وإذا أخذت من رؤوسه خمسة ودقت ناعماً وسحقت في قشر رمانة مع دهن الورد وقطر في الأذن المخالفة للسن الألم فيسكن الوجع وهي تسود الشعر وإذا طبخ ورقه بشراب وعمل منه ضماد كان موافقاً لكثير من القروح الخبيثة العارضة من حرق النار ويجلو الكلف وثمره الذي يقال له القس ورؤوسه إذا شربت أدرت الطمث وإذا أخذ منها درخميين وبخرت به المرأة بعد طهرها منعت من الحبل، وإذا أخذ قضبانه بورقه وغمست بالعسل واحتملته المرأة أدرت الطمث وإذا احتمل يعين في سهولة إخراج الجنين وإذا دق وأخرج ماؤه وقطر في الأنف نقى نتنه والعفونة العارضة فيه ودمعته إذا لطخ بها الشعر حلقته وقتلت القمل والأصول إذا دقت وأخرج ماؤه وخلط بخل وشرب نفع من نهشة الرتيلا. جالينوس في السابعة: هذا مركب من قوى متضادة وذلك أن فيه جوهراً قابضاً وهو بارد أرضى وفيه أيضاً قوة جاذبة حريفة وهي حارة وطعمه شاهد على ذلك وفيه مع هذا جوهر ثالث وهو الجوهر الموجود فيه وما دام رطباً حتى إذا جف ولا بد ضرورة أن يتحلل أولاً هذا الجوهر ويبقى فيه ذانك الجوهران الآخران أعني الجوهر البارد الذي يقبض والجوهر الحار الذي له الحدة والحرافة وورق هذا اللبلاب إذا طبخ بالشراب ما دام طرياً أعمل الجراحات الخبيثة وألحم الجراحات الخبيثة ويحتم القروح الحادثة من حرق النار وإن طبخ ورق هذا بالخل نفع الطحال وأما زهره فهو أقوى وبهذا السبب صار إذا سحقت مع القيروطي كانت من أبلغ شيء لحرق النار وأما عصارة هذا النبات فهو دواء يسعط به ويشفي أيضاً المادة المتحلبة إلى الآذان إذا هي عتقت والقروح العفنة التي تكون في الأنف، وإذا كانت عصارته في بعض الأوقات حارة فينبغي أن يخلط بها دهن ورد ودهن آخر عذب وأما صمغة هذا النبات فإنها تقتل القمل وتحلق الشعر لأن قوتها تحرق إحراقاً خفيفاً وذلك أنه بمنزلة صمغ مائي وكذا صمغ كل شجرة أخرى أي الصموغ كانت مما تسمى دمعة الشجر.

قسطرن: 

ديسقوريدوس في الرابعة: وقد يقال له قسحروطروقون أي المغتذي بالبارد وإنما سمي بهذا الإسم لأنه إنما ينبت في أماكن باردة، وأهل رومية يسمون هذا النبات ناطرفيقي، ويسمونه أيضاً رسوارنيا وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة وله ساق دقيقة طولها نحو من ذراع أو أكبر مربع وورق طوال لينة شبيهة في شكلها بورق شجر البلوط مشرفة طيبة الرائحة وما يلي الأرض من الورق هو أعظم من سائر الورق وعلى طرف الساق زر مجتمع قريب من اجتماع السنبلة شبهه بالسعتر الذي يقال له نميراً وورق هذا النبات ينبغي أن يجتمع وأن يجفف وإن أكثر شيء منهما يستعمل من هذا النبات ورقه وله عروق دقاق مثل عروق الحريق. وهذه العروق إذا شربت بالشراب الذي يقال له أدرومالي قيأت البلغم وقد يسقى من الورق مقدار درخمي بالشراب الذي يقال له أدرومالي بالماء لشدخ العضل ووجع الأرحام الذي يعرض معه الإختناق وغيره من أوجاعها وقد يسقى أيضاً من الورق ثلاث درخميات مع قوطولوس من الشراب لنهش الهوام ذوات السموم وإذا تضمد أيضاً بهذا النبات نفع أيضاً من نهشها وإذا شرب منه مقدار درخمي بالشراب وافق ضرر الأدوية القتالة وإذا تقدم إنسان في شربة وشرب من بعد شربه إياه شراباً قتالاً لم يحك في وقد يدر البول ويسهل البطن وإذا شرب منه مقدار بالماء أبرأ من الصرع والجنون ووجع الكبد وإذا شرب منه مقدار درخمي بخل وعسل أبرأ من وجع الطحال وإذا أخذ منه بعد الطعام مقدار باقلاة بعسل منزوع الرغوة هضم الطعام وقد يسقى منه أيضاً من يعرض له جشاء حامض وقد يعطي منه من كان فاسد المعدة ليمضغه ويبتلعه ويتحسى بعده شراباً ممزوجاً فينتفع به وقد يسقى منه من به نفث الدم من الصدر مقدار ثلاث أوثولوسات بقوانوس من الشراب الممزوج قريباً من الفاتر فينتفع به، وقد يسقى منه بالماء من به حبن إن كان محموماً مقدار درخمين بالشراب الذي يقال له أدرومالي وإن كان ليس بمحموم فبالشراب الذي يقال له أونومالي، وإذا شرب منه مقدار درخمي بالشراب أبرأ من اليرقان وأدر الطمث وإذا شرب منه مقدار أربع درخميات بعشر قوانوسات من الشراب الذي يقال له أدرومالي أسهل الطبيعة وإذا استعمل بالعسل كان صالحاً لقرحة الرئة المزمنة والقيح الكائن في الصدر والرئة ويجب لمن يخزن ورق هذا النبات أن يجففه أولاً ثم يدقه ناعماً ثم يجعله في إناء من فخار. جالينوس في السابعة: هذا دواء يقطع الأخلاط وطعمه دليل على ذلك إذ كان مراً وكان مع هذا حريفاً وتجربته أيضاً تدل على ذلك إذ كان يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين وينقي ويجلو الرئة والكبد والصدر ويدر الطمث وينفع أصحاب الصرع ويشفي من الهتك والفسخ العارض في العضل وإذا وضع كالضماد على نهش بعض الهوام الخبيثة نفع وإذا شرب نفع من عرق النسا ومن الجشاء الحامض. الغافقي: إذا غسل بطبيخه الوجه نفع من الرمد والكمنة وإذا قطرت في الأذن عصارته نفعت من وجع الأسنان وإذا أخذ من وشائعه ثلاث وطبخت في الماء وشربت قطعت القيء الذريع.

قسط هندي: هو الأسود الحلو.

قسط بحري: هو الأبيض المر.

قسط شامي: هو الراسن وقد ذكر في الراء.

قسطوره: هو الجندبادستر وقد ذكرته في حرف الجيم.

قشمش: هو الكشمش وهو زبيب صغير لا نوى له وسيأتي ذكره في الكاف.

قسطانيقي: هو البقلة اليمانية بلغة أهل السواد وقد ذكرته في حرف الباء.

قسطريون: هو الجندبادستر وقد ذكرته في الجيم.

قستوس: بالتاء المنقوطة باثنين من فوقها وهي بين السين والواو وهو إسم لنوع من الحطب وهو حطب شعراوي ويحرق عندنا أنواعه بالأفران ويسميه عامتنا بالسكوس وهو أيضاً يسمى السقواص وهو الذي ترجمه حنين في كتاب ديسقوريدوس بلحية التيس وقد ذكرته في اللام.

قسب: إسم لنوع من التمر يكون بالعراق جليلاً على هيئة التمر المسمى بالمغرب بالمقلقل الذي يجلب من بلاد فزان إلا أن القسب صغير النوى أطيب منه طعماً جداً لونه أحمر إلى البياض.

قشور: 

جالينوس في 9: من القشور ما هي قشور النحاس وهي نافعة لأشياء كثيرة ومنها قشور الحديد وقشور الشابرقان وههنا قشور أخر يقال لها قشور المسامير وجميع القشور يجفف تجفيفاً شديداً والفرق والخلاف بين بعضها وبعض في أنها تجفف أكثر أو أقل وفي أنها أيضاً من جوهر غليظ أو من جوهر لطيف بعض أكثر من بعض وفي أن فيها قبضاً أكثر وأقل فالقشور التي يقال لها قشور المسامير تجفف أكثر من الجميع لأنها ألطف من الغير من أنواع القشور وذلك لأن فيها مع هذا زنجاراً. وأما قشور الحديد فالقبض فيها أكثر وهو في قشور الشابرقان أكثر منه في قشور الحديد أعني بالشابرقان الحديد الذي هو صلب جداً ولذلك صار هذان النوعان من القشور أنفع في الجراحات الخبيثة من قشور النحاس. وأما قشور النحاس فهي تنقص اللحم وتذيبه أكثر من قشور الحديد وقشور الشابرقان، وأما قشور المسامير فهي في ذلك أكثر من قشور النحاس وجميع أنواع القشور يلذع بالذوق وهي مما يدل على أن قوام جوهرها ليس بكثير اللطافة بل الأحرى أن يكون أغلظ وذلك أن الألطف دائماً من الأشياء التي في قوتها قوة واحدة بعينها هو أقل تلذيعاً.

قشر ترجيه: الرازي: هو عقار فارسي معروف بهذا الإسم يؤكل مثل الباقلا الرطب ينفع جداً للباه.

قشبة: كتاب الرحلة: إسم حجازي لقشور تجلب إلى مكة يشبه ما غلظ من قشر السليخة الحمراء يشوبه خشونة يسيرة طعمه فيه قبوضة وعفوصة يسيرة يستعملونه في بخورات الشراب يؤتى به من اليمن أول الإسم قاف مكسورة ثم شين معجمة ساكنة ثم باء بواحدة من تحتها مفتوحة بعدها هاء ساكنة.

قصب: ديسقوريدوس في ا: منه ما يقال له بسطرس وهو المصمت وهو الذي يعمل منه النشاب ومنه ما يقال له شلس وهو الأنثى وهو الذي يعمل منه ألسن النايات، ومنه ما يقال له سورلعبات وهو الكباي وهو كثير العقد غليظ الجرم ويصلح لأن يكتب به ومنه ما هو غليظ مجوف ينبت على شواطئ الأنهار يقال له دوهس ومن الناس من يسميه وقورباس ومنه ما يسميه فرعنطس وهو الساحلي إلى الرقة ما هو لونه أبيض وجل الناس يعرفون أصله. إذا تضمد به وحده أو مع بصل الزير جذب من عمق البدن واللحم أزجة النشاب وشظايا الخشب والقصب والسلاء وما أشبه ذلك وإذا تضمد به مع الخل سكن انفتال العصب ووجع الصلب وإذا دق ورقه وهو طري ووضع على الحمرة وعلى الأورام الحارة أبرأها وقشره إذا أحرق وتضمد به مع الخل أبرأ داء الثعلب وزهر القصب إذا وقع في الأذن أحدث صمماً وقد يقع بفعل القصب الذي يقال له فريوربوس مثل ما يفعل الأموغثطس. جالينوس في 7: أصل القصب قد ذكر قوم أنه إذا خلط مع بصل الزير اجتذب من عمق البدن السلاء والإبر لأن فيه قوّة جاذبة وفيه من قوّة الجلاء شيء يسير من غير حدة ولا حرافة. وأما ورق القصب فما دام طرياً فهو يبرد تبريداً يسيراً، وفيه مع هذا شيء من قوّة الجلاء، وأما قشور القصب إذا أحرقت فقوتها لطيفة في غاية اللطافة محللة وفيها أيضاً شيء يجلو، وإسخانها أكثر من تجفيفها وينبغي أن يحذر القطن الذي في أطراف القصب فإنه إن دخل في الأذن منه شيء لحج بها وتعلق فيها جداً فأضر بالسمع حتى إنه مراراً كثيرة يحدث صمماً. غيره: والندى الذي ينزل على القصب ينفع من بياض العين. الشريف: وإذا افترش ورقه في بيوت المحمومين غضاً ورش عليه الماء البارد برد وكسر حدة حرّ الهواء القوي ونفع ذلك بمعونته في تبريد الهواء الواصل إلى العليل وإذا أحرق الأصل وسحق وديف بمثله حناء وخضب به الرأس شد أجزاءه وغلق مسامه وأعان على إنبات الشعر.

قصب الذريرة: 

ديسقوريدوس في الأولى: مالاحش الذراماطيطس ينبت ببلاد الهند وأجوده ما كان لونه ياقوتياً متقارب العقد إذا هشم ينهشم إلى شظايا كثيرة أنبوبية طويلة لونها إلى البياض ما هو، ملامن شي لونه إلى البياض ما هو شبيه بنسج العنكبوت لزج إذا مضغ فهو قابض فيه حرافة. جالينوس في 7: في هذا القصب قبض قليل وفيه أيضاً حدة وحرافة يسيرة وأما أكثر جوهره فهو من طبيعة أرضية وطبيعة هوائية متمازجين تمازجاً حسناً على توسط من الحرارة والبرودة فهو لذلك يدر البول إدراراً يسيراً ويخلط في الأضمدة التي تتخذ في المعدة والكبد وفي الأدوية التي يكمد بها الرحم بسبب أورام تحدث فيه وبسبب إدرار الطمث وإذا خلط في هذه الأدوية نفع منفعة كثيرة جداً وإذا كان الأمر فيه على هذا فليوضع من الدرجة الثانية من الإسخان والتجفيف وخاصة من درجات الأدوية التي تجفيفها أكثر من إسخانها وفيه مع هذا شيء لطيف كما في الأفاويه الأخر إلا أن اللطيف موجود في كثير من الأشياء الطيبة الروائح بمقدار قبض جداً وأما في قصب الذريرة فليس هو بكثير. ديسقوريدوس: وإذا شرب أدر البول وكذلك إذا طبخ مع الثيل أو مع زر الكرفس وشرب وافق من به حرق ومن كانت بكلاه علة والذين بهم تقطير البول وشدخ العضل وإذا شرب أو احتمل أدر الطمث ويبرئ من السعال إذا تدخن به وحده أو مع صمغ البطن واجتذب رائحة دخانه في أنبوبة في الفم وقد يطبخ فينفع من أوجاع الأرحام إذا جلس النساء في مائه وقد يقع في أخلاط بعض المراهم وفي أخلاط بعض الدخن لطيب رائحته.

قصب السكر: أبو حنيفة: هو أنواع فمنه أبيض ومنه أصفر ومنه أسود والأسود لا يعصر وهو يغلظ ويعبل حتى لا تحيط به الكفان وإنما يعتصر الأبيض والأصفر ويقال لعصارته عسل القصب وأجوده ما يجاء به من أرض الزنج أصفر مثل الأترج والقند ما يجمد من عصر قصب السكر ثم يتخذ منه السكر ويقال لما جعل فيه القند من السويق وغيره مقنود ومقند كما يقال معسول ومعسل. الدمشقي: وقصب السكر لطيف ملائم للبدن نافع من الخشونة التي تعرض في الصدر والرئة والحلق ويجلو الرطوبة اللطيفة المتولدة فيها ويدر البول ويولد نفخاً ولا سيما إذا أخذ بعد الطعام وقصب السكر ملين للطبيعة واستعماله لتهييج القيء صالح إذا شرب على أثره ماء فاتر وتهوع بريشة طويلة وغمست في دهن الشيرج. المنصوري: هو حار باعتدال يدر البول ويذهب بالحرقة الكائنة عند خروجه وينفع من السعال جداً. إسحاق بن عمران: يقطع الإلتهاب العارض في المعدة برطوبته ولطافته وينقي المثانة جداً.

قصاص: هو النحلي. ديسقوريدوس في الرابعة: قرطس هو تمنش كله أبيض وله قضبان طولها نحو من ذراع أو أكثر عليها ورق شبيه بورق الحلبة أو الحندقوقا التي يقال لها طريقلن إلا أنها أصغر منه وفي وسط الورق شيء شبيه بالصلب من ظهر الإنسان وإذا فرك فاحت منه رائحة المر وطعمه شبيه بطعم الحمص الطري. جالينوس في 7: وورق هذا النبات قوته محللة مخالطة كقوة مائية ورق الملوكية. ديسقوريدوس: ولورق هذا النبات قوة مبردة وإذا دق ناعماً وخلط بالخبز وضمدت به الأورام البلغمية في ابتداء كونها حللها وطبيخ الورق إِذا شرب أدر البول، ومن الناس من يزرع هذا النبات بالقرب من مواضع النحل لأن عندهم يجتمع إليه النحل.

قصد: هو العوسج وقد ذكرته في العين.

قضم: هو القطن العتيق وسنذكره فيما بعد إن شاء الله.

قضاب مصري: 

كتاب الرحلة: إسم عربي أوله قاف مضمومة ثم ضاد معجمة مفتوحة مشددة ثم ألف ثم باء بواحدة إسم لنوع كبير من عصا الراعي بأرض مصر وهو من الجنبة قضبانها طوال ويحمر إذا جفت وهو أكثر حطب الأفران بمصر والقاهرة. لي: القضاب بالديار المصرية خاصة وليس هو عصا الراعي الذكر كما زعم بعض الناس بل هو النبات المذكور في أول المقالة الرابعة من ديسقوريدوس المسمى باليونانية قلياطيس. ديسقوريدوس: ومن الناس من يسميه مرسنويداس ومعناه الشبيه بالآس ومنهم من يسميه قولوغونداس ومعناه الشبيه بعصا الراعي وهو نبات ينبت على وجه الأرض وله قضبان طوال رقاق شبيهة بقضبان الأذخر وورق صغار شبيه في شكله بورق الغار غير أنه أصغر منه بكثير وإذا شرب ورق هذا النبات مع قضبانه بالشراب قطع الإسهال ونفع من قرحة الأمعاء وإذا خلط باللبن ودهن الورد أو اللبن ودهن الحناء واحتملته المرأة في فرزجة أبرأ أوجاع الرحم وإذا مضغ سكن وجع الأسنان وإذا وضع على نهشه شيء من ذوات السموم نفع منها. وقد يقال أنه إذا شرب بالخل نفع من نهشة الثعبان وينبت في أرضين معطلة من العمارة. جالينوس في 7: وأما الدواء المسمى قلياطيس ويسمى أيضاً الشبيه بالغار ويسمونه قوم أخر الشبيه بالآس وقوم أخر يسمونه الشبيه بالبطباط وليس بحاد ولا حريف ولا هو محرق بل هو نافع من استطلاق البطن وقروح الأمعاء، وإذا شرب بالشراب أو مضغ سكن وجع الأسنان وإذا احتمل من أسفل نفع من وجع الأرحام.

قضب: هي الرطبة والفصفصة وقد ذكرتها في حرف الفاء.

قضم قريش: ويقال فم قريش وهو حب الصنوبر الصغار وقد ذكرته في حرف الصاد.

قطلب: القطلب عند أهل الشام هو الشجر المسمى أيضاً قاتل أبيه وبعجمية الأندلس مطرونية وثمره هو الحناء الأحمر وعامتنا بالأندلس يسميه عصير الدب. ديسقوريدوس في ا: هي شجيرة تشبه شجرة السفرجل وهو أدق ورقاً وثمرها مساو للإجاص في عظمه وليس له نوى، ويقال لثمره ماقولا وإذا نضج يصير لونه مائلاً إلى لون الزعفران أو الياقوت الأحمر وإذا كل بقي منه في الفم ثفل كالتبن وكان ردئاً للمعدة ويسدد سريعاً ويصدع. جالينوس في 7: هذه الشجرة ورقها وثمرتها يقبضان وثمرها رديء للمعدة. الغافقي: ثمره ينفع من السموم القتالة وإذا حمل مدقوقاً على العين أنضح الماء النازل فيها وهيأ للتقرح، وورقه إذا طبخ وشرب طبيخه سكن ثوران الدماميل والإبنات وإذا جفف وذر على الجراحات ألزقها ويجفف القروح الرطبة وينفع حرق النار.

قطن: ابن سمحون: أخبرني بعض أعراب حلب أن القطن يعظم عندهم شجره حتى يكون مثل شجر المشمش ويبقى عشرين سنة قال وأجوده الحديث وما زرع من عامه، ويسمى حديثه القور وعتيقه القضم، وهو خشن كله جداً قال أبو مسحل هو القطن والبرس والخرفع والعطب والكرفس والطوط وزعم بعض الرواة أنه يقال لحب القطن الخيشفوج. البصري: القطن حار رطب اللباس وهو شديد الإسخان ناعمه ما دام فيه طراوة لأنه يتلبد ودهن حبه نافع للكلف والنمش والجراحات الحارة الحادثة في الوجه. مسيح: حب القطن مسخن للصدر نافع للسعال. الرازي: حب القطن يلين ويسخن ويزيد في الباه، وعصارة ورقه تنفع إسهال الصبيان. الشريف: وإذا أحرق القطن البالي وحشي بحراقته الجراح قطع دمها وحيا، وإذا ألصق على الدماميل قلع ما فيها وقتلها لأن من خاصيته اجتذاب المواد من عمق البدن وإذا عمل منه فتل وأوقد طرفها ثم كوي به الثآليل المسمارية ثلاثاً قطعها وحياً، وإذا اشتم دخانه المزكوم نفعه. وذكر صعترين في الفلاحة النبطية أنه إذا أخذ من ورق القطن الصغار الغض شيئاً صالحاً وطرح في قدر وغمر بالماء وطبخ مع شيء من أصول القطن حتى يخرج قوّته وجلس فيه النساء نفع من اختناق الرحم وأوجاعها لما فيه من الخصوصية فلذلك إذا ضمد به مع ورق الرطبة نفع من وجع المفاصل الحارة والباردة وله خاصية في تسكين النقرس والضربان الدائم الحادث منه لا سيما إن خلط بشيء من دهن ورد. غيره: وثياب القطن أدفأ من ثياب الكتان تربي اللحم حارة لينة معتدلة في الحرارة واللين وهي أفضل شيء لمن كان مزاجه مائلاً إلى البرد، وبالجملة فإن القطن شديد الإسخان ناعم ما دام فيه طراوة حتى يتلبد فيذهب ذلك منه والقطن البالي العتيق يذهب اللحم الميت ويأكله من الجرح إذا وضع عليه.

قطرات كوثي: 

الشريف: إسم فارسي ذكره إبن وحشية في كتابه المنتخب وسماه قطرات كوثي يطلع من الأرض حوله ثلاث أو أربع قضبان هن أقصر منه وله أصل متمكن قوي جداً ذو عروق كثيرة ويعلو مقدار شبر ونصف وأشف في لونه أدنى حمرة مقنع بها له في رأسه فيقلة شبيهة بالفستقة فيها نوار أغبر له رائحة الطين إذا فرك وأكثر نباته بناحية حلوان وهو يؤكل كما تؤكل البقول مع اللحم في القلايا والمطحنات التي فيها حموضة لأن طعمه كطعم الماء يشوبه أدنى ملوحة مع رطوبة وهو بذلك يطيب مع الأشياء اليابسة من المأكولات والأشياء الحامضة، وقد يجفف ويرفع فيزداد ملوحة فإذا احتيج إليه في شيء من الطبيخ قطع وأنفع في ماء ثم يطبخ باللحم وقد يسلق ويؤكل بالخل والزيت والمري وخاصيته إصلاح الأحشاء ويطيب الجشاء جداً.

قطف: هو السرمق بالفارسية. ديسقوريدوس في الثانية: هو بقلة معروفة وهي صنفان منها بري ومنها بستاني. جالينوس في السادسة: مزاج القطف مزاج رطب بارد إلا أنه رطب في الدرجة الثانية بارد في الأولى وليس في القطف قبض بل هو مائي وليس بأرضي منه كالملوكية ونفوذه في البطن سريع لأن فيه لزوجة كلزوجة الملوكية وفيه مع هذا من التحليل شيء يسير جداً، وأما القطف والملوكية المزروعان في البساتين يرطبان ويبردان أكثر من الذي يخرج منهما في البر ولذلك صار النافع منهما للأورام الحارة والعلل المعروفة بالجمرة ما دام كل واحد منهما في ابتدائه أو في تزيده، وما كان ليناً بعد كان يغلي ويفور، وما كان منهما بستانياً فهو الأنفع والأوفق لها وفي وقت منتهاها وفيما بعد المنتهى وإذا هي صلبت وبردت فما هو بري منها فهو الأنفع والأوفق لها وأما بزر القطف فقوته تجلو فهو لذلك نافع لمن يحدث به اليرقان بسبب سدد في الكبد. ديسقوريدوس: وقد يطبخ قليلاً ويؤكل فيلين البطن وإذا تضمد بها مطبوخة أو غير مطبوخة حللت الأورام التي يقال لها فوحثلا والجمرة وإذا شرب بزرها بماء القراطن أبرأ من اليرقان. الرازي في المنصوري: جيد الغذاء نافع لأصحاب الأكباد الحارة وقال في دفع مضار الأغذية: يغذو غذاء بارداً رطباً لزجاً وهو صالح للمحمومين والمحرورين وهو مع ذلك سريع النزول ولا يحتاج أصحاب الأمزجة الحارة إلى إصلاحه فإنه لهم موافق ولا سيما إذا طبخ بالزيت فأما أصحاب الأمزاج الباردة فليأكلوه بعد السلق مقلواً بالزيت مطيباً بالأفاويه والأبازير. غيره: رديء للمعدة ويولد رياحاً غليظة نافخة. إسحاق بن عمران: بزر القطف صالح للأمزاج الحارة إلا أنه من السمائم القاتلة إذا أخذ منه بغير تقدير وهو متى استعمل مع الملح والعسل ينقي المعدة وأخذه غرر ويجلو وإن شرب منه قدر درهمين بعسل وماء حار قيأ مرة صفراء. الشريف: إذا غمست الأيدي الجربة الصفراوية في ماء طبيخه وهو حار نفع منها وإذا اكتحل ببزره مع مثله سكراً مسحوقين نفع من جرب العين وخاصيته تحليل الأورام في الحلق وتليين الصدر أكثر وأما بزره فإنه في نهاية ما يكون من شفاء الأورام الباطنة والظاهرة بأن يدق ويبل بماء القطف ويطلى عليها وفي الباطنة أن تنعم سحقه ثم يشرب بأي الأشربة أمكن مثل السكنجبين والجلاب والماورد أو بالماء وحده وهو دواء جيد للإستسقاء إن شرب منه ثلاثة أسابيع في كل يوم درهمين، وإذا تلطخ بورقه في الحمام مرضوضاً نفع من الحكة وإذا غسلت ثياب الخز والحرير الوسخة بماء طبيخه أزال وضرها من غير أن يضر بالألوان وأما النوع البري منه فإن بزره إذا طبخ منه نصف أوقية في مقدار رطل ماء إلى أن ينقص النصف ثم يصفى ويسقى المرأة لإمتساك المشيمة أسقطتها وإن كان لها بها أيام فإنه بليغ في ذلك مجرب.

قطف بحري: هو الملوخ وسيأتي ذكره في الميم.

قطران: قد ذكر في حرف الشين المعجمة في رسم شربين.

قطيفة: هو النبات المسمى باليونانية عيافيلون من الحاوي، وقد ذكرته في حرف الفاء في رسم فضة.

قطاة: 

قالت الحوران: لحمه يابس ليس بحار نافع لمن به سدد وضعف في الكبد وفساد المزاج والإستسقاء ويولد السودا. المنهاج: هي عسرة الإنهضام رديئة الغذاء ويقلل ضررها الدهن الكثيرة. الرازي: وأما القطاة وما أشبهه من الطيور الحمر اللحم جداً فإن الخل يصلحها وأكثر ما تؤكل مصوصاً. خواص ابن زهر: عظام القطاة إن حرق وأخذ رماده وغلي بزيت انقاق وطلي به على رأس الأقرع وموضع داء الثعلب أبنت فيه الشعر مجرب.

قطائف: الرازي في دفع مضار الأغذية: القطائف المحشوة بالجوز ودهنه مسخن مبثر للفم إلا أن يقشر جوزه وهو كثير الأغذاء ولذلك ينبغي أن يعتني بعد أكله بغسل الفم وبتنقيته ويشرب عليه المحرورون السكنجبين الحامض ويأخذ بعض ما يفتح سدد الكبد لأن خبزه خبز فطير والقطائف المتخذة بالجوز أسرع نفوذاً ونزولاً وأوفق للمشايخ والمبرودين من المتخذة باللوز واللوزي أوفق للمحرورين. المنهاج: القطائف المحشوة أجوده الرباعي المحتمر النضيج والمعمول منه بالجوز أشد حرارة وهو ينضج صالح لمدمني الرياضة ولذات الصدر وإذا عمل بلوز وسكر غذى كثيراً ويبطئ هضمه ويحدث الحصا في المثانة ويصلحه الرمان المز والسكنجبين.

قعبل: ديسقوريدوس في الثانية: سفراطيون ومن الناس من يسميه سقلاريون وهو نبات له أصل شبيه ببلبوش كثيراً لونه إلى الحمرة مر الطعم يحذي اللسان وله ورق شبيه بورق السوسن إلا أنه أطول منه. جالينوس في 8: أصل هذا النبات شبيه ببصل الفار وفي قوته وفي طعمه ومن أجل ذلك قد يستعمله قوم مكان بصل الفار إذا لم يقدروا على البصل لأنه يفعل جميع ما يفعله من الأفعال الغليظة إلا أنه في فعله أضعف منه جداً. ديسقوريدوس: وقوته مثل قوة الأسقيل ولذلك إذا خرج ماؤه وعجن بدقيق الكرسنة وعملت منه أقراص وسقي منها المطحولون والمجنونون بالشراب المسمى أدرومالي انتفعوا بها جداً.

قعنب: الغافقي: يسمى بعجمية الأندلس طرنبة وهي شجرة تنبت على ساق ولها ورق قريب من ورق الأسفاناخ ولونها إلى الصفرة ولها رؤوس صفر تؤكل عساليبها كما يؤكل الرازيانج وهي نافعة حلوة فإذا انتهت صار فيها مرارة ويعرفها بعض أهل البادية باللعاس والقعنب أيضاً هو الثعلب.

قفر اليهود: 

ويقال كف اليهود. التميمي في المرشد: وأما القفر اليهودي فيختص به أحد النوعين من القفر المستخرجين من بحيرة يهودا وهي البحيرة المنتنة التي من أعمال فلسطين بالقرب من البيت المقدس التي هي ما بين الغورين غور زغر وغور أريحا وهي القفر المحتفر عليه المستخرج من تربة ساحل هذه البحيرة وهو أفضل نوعي قفر اليهود وهذا الصنف هو الذي يدخل في أخلاط الترياق الأكبر المسمى الفاروق والمعول عليه وذلك أن القفر اليهودي يسمى بتلك الناحية الخمر من أجل أن أهل تلك الضياع الشامية كلهم يخمرون به كرومهم. ومعنى التخمير أن يحل أحد نوعي هذا القفر المستخرج من هذه البحيرة بالزيت فإذا هم زبروا كرومهم أي قلموها عند نفش الكرم وبرزت عيونه أخذوا هذا القفر المحلول بالزيت ثم جاؤوا إلى كل عين من عيون الكرم فيغمسوا في ذلك القفر المحلول عوداً في غلظ الخنصر، ثم حكوا به تحت العين بالقرب منها خطة دائرة على ساق الغصن أو القضيب أو ساق الكرم ليمنع الدود من الرقي إلى عيون الكرم ومن أكلها فإذا فعلوا ذلك سلمت لهم كرومهم من فساد الدود، وإن هم أغفلوا ذلك الفعل صعد الدود إلى عيون الكرم فرعاها وأفسد الثمر والورق جميعاً فمن القفر اليهودي هذا الصنف المحتفر عليه المسمى بالشام أبو طامون، ومنه صنف آخر يرمى به بالحيرة في الأيام الشاتية إلى ساحلها وهو في منظره أحسن لوناً من أبو طامون وأشد بصيصاً وبريقاً وأشد رائحة وذلك أن رائحة هذا الصنف الذي ترمى به البحيرة رائحة النفط الشديد الرائحة وذلك أنه ينبع من قرار هذه البحيرة ويخرج من عيون الصخور التي في قرارها كمثل ما ينبع العنبر في قرار البحر ويركب بعضه بعضاً فإذا كان في أيام الشتاء واشتدت الرياح وكثرت الأمواج وكثر البحر واشتدت حركة مائه انقلع ذلك القفر الجامد اللاصق بالصخور فيطفو فوق وجه الماء الذي فيه من جوهر الدهنية وخفتها فترمي به الريح إلى ساحل البحيرة وليس للقفر اليهودي في جميع بلدان الأرض معدن غير هذه البحيرة، وأما الصنف منه المسمى أبو طامون وهو القفر اليهودي بالحقيقة فإنه يحتفر عليه في ساحل البحيرة المنتنة بالقرب من الماء ومن تكسر أمواجها نحواً من الذراع أو الذراعين من الأرض فيجدونه مجتمعاً في بطن الأرض متولداً في نفس تلك التربة قطعاً مختلطاً بالملح والحصا والتربة فيجمعون منه شيئاً كثيراً ويصفونه مما فيه من الحصا والتراب بالنار والماء الحار كمثل ما يصفون الموم ثم يخرجوه بعد التصفية فيأتي لونه مطفياً كمداً ليس له شدة البصيص كالقفر الذي ترمي به البحيرة ولا روائح النفط الموجود فيما ترمي به بل تكون رائحة هذا النوع الذي يحتفرون عليه ويضفونه ويسمونه أبو طامون تضرب إلى رائحة القبر العراقي وإذا كسرت القطعة منه لم يكن لها من البصيص ما للقفر الذي ترمي به البحيرة. ديسقوريدوس في الأولى: القفر اليهودي بعضه أجود من البعض والجيد من القفر ما كان لونه شبيهاً بلون الفرفير براقاً قوي الرائحة رزيناً. وأما الأسود منه الوسخ فرديء لأنه يغش بزفت ويخلط فيه وقد يكون بالبلاد التي يقال لها قوتيقيا والمدينة التي يقال لها صيدون والمكان الذي يقال له باقلون والمدينة التي يقال لها صاراقبيس وقد يكون في بلاد القوم الذين يقال لهم أمرعسطو سوى الذي من صقلية رطوبة تطفو على مياه العيون يستعملها الناس في السرج بدل الزيت ويسمونها دهناً صقلياً، ويغلطون لأنه إنما هو نوع من القفر اليهودي الرطب ويدعى بطالاطالس. جالينوس في 11: القفر اليهودي هذا أيضاً واحد من الأنواع التي تتولد في ماء البحر وفي غيره من المياه الشبيهة به ولذلك صار يؤخذ هذا الدواء طافياً على مياه الحمامات في أوبولوقيا وفي أسوس من المواضع وفي غير ذلك من البلدان بمنزلة الزبد وما دام يسيح فوق الماء فهو رطب سيال ثم أنه يجف بعد ذلك حتى يصير أصلب من الزفت اليابس وقد يتولد من هذا القفر مقدار كثير جداً في البحيرة المعروفة بالمنتنة وهي بحيرة مالحة في بلاد غور الشام. وقوة هذا الدواء تجفف وتسخن نحواً من الدرجة الثانية ولذلك صار يستعمل في إلزاق الجراحات الطرية بدمها وفي سائر ما يحتاج إلى التجفيف مع الإسخان اليسير. حبيش: في شقشما هي كقفر يهودا وهو الخمر وهو أرفع ما يكون من الموميا إذا أصبته خالصاً ينفع بإذن الله تعالى من إرضاض اللحم ومن الكسر  إذا ضمدت به من خارج ويغلى بالزيت الخالص ويسقى للمرضوض اللحم ويؤخذ المشاقة وشيء منه وتوضع عليه من خارج فيبرأ بإذن الله. ديسقوريدوس: ولكل قفر قوة مانعة من تورم الجراحات ملزقة للشعر النابت في الجفون محللة ملينة، وإذا احتمل أو اشتم أو تدخن به كان صالحاً للأوجاع العارضة للنساء التي يعرض منها الإختناق ولخروج الرحم وإذا تدخن به نفع صرع من به صرع كما يفعل الحجر الذي يقال له ماغناطيس، وإذا شرب بجندبادستر وخمر أدر الطمث ونفع من السعال المزمن وعسر النفس ونهش الهوام وعرق النسا وأوجاع الجنب وقد يحبب ويعطى منه من كان به إسهال مزمن وإذا شرب بخل ذوب الدم المنعقد وقد يذوب ويحتقن به مع ماء الشعير لقرحة الأمعاء وإذا استنشق دخانه نفع من النزلات وإذا وضع على السن الوجعة سكن وجعها. واليابس من القفر إذا استعمل مسحوقاً بميل ألزق الشعر النابت في العين وإذا تضمد به مع دقيق الشعير ونطرون وموم نفع المنفرسين ومن كان به إسهال ووجع المفاصل. التميمي: يحلل الأورام الحاسية الباردة ويدمل القروح ويلين ويمدد ويجلو البياض من العين ويجفف رطوبات القروح الرطبة تجفيفاً شديداً ويدملها مع فضل حرارة فيه قوية ويبس ويقتل الديدان في الشجر ويمنعها من أكل عيون الكرم أول ما تعين ويقتل ما في الآبار والصهاريج من الديدان الصغار الحمر وقد يدخل في كثير من المراهم المنبتة للحم المرملة المجففة للقروح وهو طراد للرياح الغليظة الكائنة في المعدة والشراسيف حتى إنها تخرجها بالجشاء وقد يدخل في سفوفات الأطفال وفي وجوراتهم وفي سفوفات النساء والرجال المعينة على هضم الأغذية المحللة للنفخ والقراقر، وقوم يدخلونه في الدخن وإذا دخن به في المنزل والمكان لشيء طرد منه الهوام وطرد الحبات والعقارب وسائر الهوام وقد يسميه الصيادلة الأشبرطم. قال ابن سينا: يقوي الأعصاب وينفع من بياض الأظفار لطوخاً وينضج ويفتح الخنازير ويطلى على القوابي وينفع من قروح الرئة ويعين على النفث ويخرج المدة من الصدر وينفع من أمراض اللوزتين ومن الخناق وينفع من صلابة الرحم.

قفوز: أبو حنيفة: هو نبات ترعاه القطاة. ابن ماسويه: بزره حار يابس في الثالثة يجفف رطوبات الرأس ويحللها.

قفلوط: هو ضرب من الكراث الشامي وسيأتي ذكر الكراث في حرف الكاف.

قلقاس: بعض علمائنا هو شيء ينبت على المياه وله ورق كبير أملس يشبه ورق الموز إلا أنه ليس بطوله وهو مجفف يشبه الطرغة أو يشبه ورق القرع ولكل ورقة من ورقه قضيب منفرد غلظه كالأصبع وأكبر ونبات القضيب من الأصل الذي من الأرض، وليس لهذا النبات ساق ولا ثمر وأصله شبيه بالأترجة إلا أن ظاهره مائل إلى الحمرة وداخله أبيض وكثيف مكتنز مشاكل للموز وطعمه فيه قبض مع حرافة قوية تدل على حرارته ويبسه وهو يابس في الأولى إذا سلق بالماء زالت حرافته جملة واكتسبت مع ما فيه من القبض اليسير لزوجة مغرية كانت فيه بالقوة إلا أن حرافته كانت تسترها وتخفيها ولذلك صار غذاء غليظاً بطيء الإنهضام ثقيلاً في المعدة لكثافة جسمه ولزوجته إلا أنه لما فيه من القبض والعفوصة صارت فيه قوة مقوية للمعدة معينة على حبس البطن إذا أخذ منه مقدار لا يثقل على المعدة فتحيله ضرورة لثقله وبعد انهضامه ولما فيه من اللزوجة والتغرية صار نافعاً من سحوج الأمعاء وقشره أقوى على حبس البطن من لحمه لأن القبض فيه أغلب. غيره: يزيد في الباه ويسمن وإدمانه يولد السوداء.

قلقل: أبو حنيفة: هو شجرة خضراء تنهض على ساق ونباتها الآكام دون الرياض ولها حب كحب اللوبيا حلو طيب يؤكل والسائمة حريصة على أكله، ومنابته الغليظ والجلد من الأرض وحب القلقل مهيج على النكاح يأكله الناس لذلك ويقال القلقل وقلقلان وقلاقل. وقال أبو عمر: والقلقلان أحمر بطون الورق أحمر ظهورها والقلقل من النبات الذي إذا جف ثم هبت عليه الريح كان له جرس وزجل. كتاب الرحلة: هو معروف بالعراق مزدرع على السواقي في مزارع القطن وغيره فيعظم شجره حتى يكون في قدر شجر الشهدانج المتوسط ويتخذ منه الأرشية كما يتخذ من العنب وهو عندهم أنجب في الماء من ذلك وورقه ثلاث ثلاث سمسمية الشكل وشهدانية الشكل ويكون أيضاً حبه في كل معلاق، إلا أنه أقل تشريفاً وأصلب وأقصر وخضرتها مائلة إلى الدهمة وساق شجرتها إلى الحمرة فيها قليل زغب وطعم الورق مر وزهره قطني الشكل، إلا أنه أميل إلى البياض وثمره في أوعية خشنة على شكل بزر الشوكة الطويلة إلا أنه أكبر نحو من نوى القرطم في القدر ولونه أغبر وطعمه حلو وفيه لزوجة وقد إزدرعته في بلادنا فانجب. ابن ماسويه: حار رطب زائد في الجماع وخاصة إذا خلط بالسمسم وعجن بعسل الطبرزد وفانيذ وليس يكون جيداً ولا هو رديء الخلط وإن قلي فهو أحمد والإكثار منه يتخم ويورث هيضة. ماسرحويه: حار رطب في الثانية زائد في الباه وإن تنقل به على الشراب صدع وليس خلطه برديء وخاصة إذا قلي. مسيح والرازي: مثله.

قلب: أوله قاف مضمومة بعدها لام ساكنة ثم باء واحدة. سليمان بن حسان: إنما سمي هذا النبات بهذا الإسم وهو من أسماء الفضة لأن له بزراً صلباً شبيهاً بالفضة في بياضها وصلابتها وينبت في بلاد الأندلس كثيراً وهو معروف بها ولم أره بموضع من المواضع التي سلكتها من بلاد الشام ورأيته بديار بكر بظاهر مدينة آمد قبالة برج الزاوية المعروف ببرج الصالح عند الطاحون التي هناك في فصل الخريف ولا يتوهم أنه حب القُلْب الذي ذكرته في الحاء المهملة بل هو غيره، ويسمى هذا النبت بعجمية الأندلس سحس إقراعيه ومعناه كاسر الحجر وباليونانية لبيس قزمن ومعناه البزر الحجري. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات له ورق شبيه بورق الزيتون إلا أنه أطول منه وألين وأعرض وما كان منه مما يلي الأرض فإنه مفترش عليها وله أغصان قائمة دقاق في رقة عيدان الأذخر صلبة وعلى أطراف الأغصان شيء كأنه ساق ينقسم نصفين وفيه ورق صغار وعند الورق بزر صلب كأنه الحجر مستدير أبيض في عظم الكرسنة الصغيرة وينبت في أماكن خشنة ومواضع غالية وقوة البزر إذا شرب بشراب أبيض أنه يفتت الحصاة ويدر البول. الغافقي: وقد يدر الطمث ويذهب الربو والفواق وهو جيد لإستطلاق البطن والبواسير مجفف للمني والشربة منه وزن درهمين.

قلانش: 

كتاب الرحلة: إسم لنوع من النبات المسمى عندنا بخوخ المروج في صفاتها كلها من لون أغصانه ولون ورقه إلا أن ورق هذا أقصر وأعرض بقليل وقصبه متقاربة العقد رخصة خوارة وتنبسط على الأرض بخلاف ذلك وهو بضفتي نيل مصر كثيراً ويسمونه كما ذكرت وطعمه تفه بيسير لزوجة فيه ويستعملونه في الأصبغة مكان الحشيشة والحشيشة عندهم إسم لليردن. أول الإسم قاف مفتوحة ثم لام ثم ألف ثم نون مشددة بعدها شين معجمة. غيره: عصارته إذا شربت نفعت من نفث الدم من الصدر مجرب ويقطع نزف الدم أيضاً حمولاً وفعله في ذلك قريب من فعل الدواء المسمى باليونانية لرسيماحيوس المذكور في حرف اللام وكأنه نوع منه ولم أره بغير مصر.

قلشونوذيون: ديسقوريدوس في الثالثة: هو شجيرة صغيرة تستعمل في وقود النار طوله نحو من شبر ينبت بين الصخور ولها ورق شبيه بورق صنف من النمام الذي يقال له أرقلس وزهر شبيه بأرجل السرير متفرق بعضه من بعض مثل زهر قراسيون. جالينوس في السابعة: قوة هذا قوة حارة لم تبلغ بعد إلى أن تحرق وهو مع هذا لطيف الجوهر فيمكن الإنسان من هذا أن يضعه في الدرجة الثالثة من الإسخان واليبس. ديسقوريدوس: وقد يشرب هذا النبات وطبيخه لنهش الهوام وشدخ العضل ويقطر البول وقد يدر الطمث ويحمر الجنين ويطرح الثآليل إذا أدمن شربه عدة أيام أعني الثآليل التي تسمى أفروحودونس.

قليميا: جالينوس في التاسعة: هذا يكون من الأتاتين التي يذاب فيها النحاس إذا ما ألقيت المرية فيها كلها التي تكون منها النحاس في الأتون وارتفع وقد تكون القليميا في المعادن التي تخرج منها الفضة عندما تخلص هذا التخليص وإذا أذيب أيضاً الحجر المعروف بالمرقشيثا صار منه قليميا، وقد يوجد القليميا أيضاً من غير أتون في جزيرة في قبرس في الماء أو في مجارية وهذا النوع من القليميا أفضل وأجود من سائر أنواعها وهو القليميا الحجري. وأما القليميا الذي يكون في الأتون فمنه نوع يقال له العنقودي ومنه نوع يقال له الصفائحي والعنقودي هو النوع الذي يجمع في أعلى بيوت الأتاتين إذا سجرت وأما النوع الصفائحي فهو الذي يجتمع في صفائح أسافل البيوت. ديسقوريدوس في الخامسة: أجود القليميا القبرسي وهو الذي يتعارفه اليونانيون فيما بينهم نيطرونطش وهو العنقودي وهو أسود كثيف وسط في الخفة والثقل بل هو مائل إلى الخفة وشكله شبيه بشكل العنقود ولونه شبيه بلون الصنف من التوتيا الذي يقال له سنودس، وإذا كسر كان لون باطنه إلى لون الرماد ولون الزنجار وبعد هذا الصنف من القليميا في الجودة الصنف الذي لون ظاهره شبيه بلون السماء ولون باطنه أبيض وفيه عروق شبيهة بالحجر الذي يقال له أبوخيطس وهو الظفري والذي يستخرج من المعادن القديمة من القليميا شبيه بالقليميا الطفري. وقد يكون صنف آخر من القليميا يسمونه سقطرانيس ومعناه الخزفي وهو كثير رقيق أكثر ذلك يكون أسود اللون وظاهره ربما كان شبيهاً بالخزف وربما كان شبيهاً بالطين اليابس وقد يكون أيضاً من القليميا صنف آخر أبيض اللون وهو رديء، وأما الصنف من القليميا الذي يقال له العنقودي والصنف الذي يقال له الظفري فإنهما يصلحان ليستعملا في أدوية العين فأما سائر الأصناف فإنها تصلح للمراهم والذرورات التي تدمل القروح والجراحات وقد تصلح لذلك أيضاً القليميا القبرسي فأما القليميا الذي يجلب في البلاد التي يقال لها ماقدونيا وأسبانيا وبرقة فإنه لا يصلح لشيء. جالينوس: الأمر في أن النوع العناقيدي ألطف والنوع الصفائحي أغلظ أمر معلوم وكلاهما قوته مجففة مثل قوة جميع الأدوية الأخر المحتقرة والحجارية الأرضية والأقليميا مع تجفيفه يجلو جلاء معتدلاً إلا أن الذي يكون منه في الأتاتين فيه شيء يسير من قوة النار وبهذا السبب صار متى غسل اتخذ منه دواء يجفف ويجلو باعتدال من غير أن يلذع نافع من القروح المحتاجة إلى دواء يملأ  قروح العين وقروح جميع البدن فأما القروح الخبيثة الرطبة رطوبة كثيرة أو المتعفنة فإنها إذا كانت في الأبدان اللينة الرخصة نفعها هذا القليميا وقوته بالجملة تجفف وتجلو جلاء قليلاً وأما في الحرارة أو البرودة فهو معتدل. ديسقوريدوس: وقوة القليميا قابضة وهو يملأ الجراحات المتعفنة وينقي أوساخها وقد يغرى ويجفف وينقص اللحم الزائد ويدمل القروح الخبيثة وقد يكون القليميا من النحاس إذا أدخل في الأتون وقد حمي فيحلل البخار منه والتزاقه بجوانب الأتون ورأسه وهذه الأتاتين التي يجمع فيها الأقليميا هي معمولة من حديد وأعلاها مجتمع مقبب ليجتمع فيه ما يرتفع من بخار النحاس. ومن أجوده ما كانت حجارته كباراً ويسخنون الرماد من أفطراسمول الذي يطبخه دائماً يعقد على الأتون قليلاً واحداً من فوق واحد وربما يكون من هذا البخار صنف واحد من القليميا وربما يكون صنفان وربما كانت تكونت الأصناف كلها، وقد يستخرج القليميا أيضاً من معادن في الجبل الشامخ الذي يقال له صولاون وقد يعمل بأن يحرق الحجر الذي يقال له نوريطس وهو المرقشيثا وقد يوجد أيضاً في هذا الجبل عروق فيها قلقطار وعروق فيها زاج وعروق فيها سوري وهو إلزاج الأحمر وعروق فيها ماليطرانا وهو الأسود وعروق فيها حصى قرانيص لزاق وهو نوع من الزنجفر وعروق فيها حر وسوقلا وهو لون الذهب وعروق فيها قيلقيت وعروق فيها وبقر وحش وهو فيما زعم قوم أسفيذاج الجص. ومن الناس من زعم أنه قد يوجد قليميا في بعض معادن الحجارة وإنما غلطوا لأنهم رأوا حجارة شديدة الشبه بالقليميا مثل الحجر الموجود بالبلاد التي يقال لها فوهي وهذه الحجارة ليست من قوة الإقليميا قليلاً ولا كثيراً ويمكننا أن نعرفها من أنها أخف من القليميا ومن أنها إذا مضغت لم تتفتت وكانت مؤذية للسان لصلابتها ولم يكن لها سهولة مضغ القليميا، ومن أن القليميا إذا سحق بالخل وجفف في الشمس اجتمع بعضه إلى بعض ولا يعرف ذلك في الحجر ومن أن الحجر إذا سحق وألقي على النار نبا عنها وكان الدخان المتولد عنه شبيهاً بسائر الدخان، والقليميا إذا ألقي على النار لم ينب عنها وكان الدخان المتولد عنها أصفر شبيهاً بلون النحاس كأنه العسل ومن أن الحجر إذا دخل في النار وأخرج لم يتغير إلا أن يترك في النار ساعات كثيرة وقد يتكون أيضاً من الفضة إقليميا أشد بياضاً وأخف وأضعف قوة من الذي وصفناه وقد يحرق القليميا على هذه الصفة يؤخذ فيصير في الجمر ويترك إلى أن يحمى ويبرق ويلمع ويظهر فيه نفاخات مثل ما تكون من خبث الحديد ثم يطفأ في الخمر الذي يقال له اقيناون وإن احتيج إليه في أدوية جرب العين أطفئ في الخل. ومن الناس من يأخذ القليميا المحرق على هذه الصفة فيسحقه بالخل ثم يصيره في قدر معمولة من طين ثم يحرقه ثانية إلى أن يتفتت مثل القيشور ثم يؤخذ أيضاً فيسحق ويحرق ثالثة إلى أن يصير رماداً ولا يكون فيه شيء خشن ويستعمل مكان التوتيا وقد يغسل بأن يسحق بالماء ويصب الماء إلى أن لا يطفو على الماء شيء من الوسخ ثم يجمع باليد ويرفع.

قلقونيا: الغافقي: هو صمغ الصنوبر الذي يسمى باليونانية قوفا من كتاب ديسقوريدوس. وقال جالينوس في فاطاحانس فالامالاون وهو العلك الرطب السائل من تلقاء نفسه من علك قوفا وإذا طبخ كان منه القلقونيا وقال حنين: هو الراتينج بعينه وقد غلط قوم فقالوا إن القلقونيا هو الرتبنج وإنه هو العلك كله وهذا خطأ لأن حنيناً إنما خص واحداً من أصناف العلك وهو القلقونيا بإسم الراتينج فسماه خاصة راتينجا وسائر أصنافه يسميها علوكاً وصموغاً وقد ذكرت العلوك في حرف العين.

قلى: هو شب العصفر. قال أبو حنيفة: القلى هو يتخذ من الحمض وأجوده ما اتخذ من الحرض وهو قلى الصباغين وسائر ذلك للزجاجين. مسيح: حار في الدرجة الرابعة ومنافعه كمنافع الملح إلا أنه أحد من الملح ينفع من البهق والقروح وينفع من الجرب ويأكل اللحم الزائد.

قلوماين: 

لم يذكره جالينوس في بسائطه البتة وذكره ديسقوريدوس في المقالة الرابعة وسماه بما ذكرناه وقال هو نبات له ساق مربع شبيه بساق نبات الباقلا وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له لسان الحمل وعلى الساق غلف أطرافها مائلة بعضها إلى بعض شبيهة بورق السوسن الذي يقال له أرسا أو أرجل الحيوان الذي يقال له أم أربعة وأربعين وأجوده ما كان جبلياً. وقد تخرج عصارة هذا النبات كما هو بأصوله لقبضها وتبريدها لنفث الدم من الصدر والإسهال المزمن ونزف الدم من الرحم وقد يقطع الرعاف وورقه إذا دق ناعماً ووضع على الجراحات في ابتداء ما يعرض ألزقها وأدملها. عبد الله بن صالح: يعرف بالأندلس بالستيرة باللطينية، ويعرف بالمغرب بأبي مالك، قال: وهو صنفان بري ونهري ويسمى البري منه ببطرقاس أناغياله ويسمى النهري أعني النابت على المياه أبا مالك وهو ينفع من الجذام وقد جربته في ذلك فوجدته نافعاً وكذلك من الحزاز الرديء، وبالجملة من القروح الرديئة كلها ويقطع نزف الدم من النفساء خصوصاً البري منه فهو الذي يفعل ما ذكرت وكانت امرأة بفارس يتشقق لحمها ويسيل منها ماء رديء فلم تزل تعمل ذلك في طعامها على مائه أياماً فبرئت برءاً تاماً وإنما سمي هذا النبات ستيرة لأنه إذا دق ناعماً كانت له رغوة كثيرة وهو ينفع من الخنازير أيضاً ولا سيما البري منه.

قلنسدناردين: تأويله بلسان أهل الشام السرياني عود السنبل وإنما يقصدون بهذا الإسم الدارشيشعان وليس هو عيدان السنبل على الحقيقة.

قللجه: كتاب الرحلة: هي المعروفة بأبي قانس وهي نبتة لها زهر فيه شبه من وجه إنسان على رأسه قانس مفرج أعلاه لونه أبيض يخالطه صفرة وموضع اللحي من الوجه إلى الطول وزهره متراصف على الساق من النصف الأعلى ويخلف ثمراً على قدر ما صغر من عجم الزبيب تحويه غلف صغار ويزعمون بأفريقية أن هذا البزر نافع للتحبيب وهو عندهم على ضربين في لون الزهر منه أبيض بصفرة كما ذكرت وبنفسجي اللون بحمرة وصفرة ويكون هذا النبات في المروج، وفيه أيضاً شبه من ورق عصا الراعي أنه أمتن ولونه إلى البياض وكثيراً ما ينبت في الزرع والطرق وفي جبل الشرق بإشبيلية ومنه كثير وزمره مختلط بحمرة وصفرة وورقه دقيق جداً وأصله دقيق وبزر هذا النوع دقيق فيه شبه من الشونيز البري ويسميه بعضهم بالحباحب وفي تلك الأنواع ما له ساق واحدة وأكثر من ذلك اه.

قلجونه: كتاب الرحلة: إسم لنبتة معروفة بأفريقية وبعض عربان القيروان يسمونها كرنجونه ورقها يشبه ورق الشطرونيون إلا أنها أضخم وأكثف وأطراف الورق إلى العرض ما هي فيها بعض المشابهة من ورق الرجلة البستانية إلا أنها أضخم مدوحة في منابتها أغصانها كثيرة غير معقدة ترتفع عن الأرض نحو الشبر في أطرافها رؤوس مستديرة على قدر الزيتون تنفتح عن زهر أصفر مثل زهر الأقحوان الأصفر، وأصل هذه النبتة صغير طيب وطعم هذه النبتة كله بيسير حرافة ومرارة وقبض لطيف والنساء يستعملنه في علاجات عللهن كثيراً وقد ينبت أيضاً بالسواحل البحرية وغيرها.

قلب: الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما القلب فصلب بطيء الهضم ليس بجيد الغذاء ولا لذيذه والأجود أن لا يؤكل وإن أكل فليؤكل مع شحم الكبش يطجن بالمري والزيت ويكبب تكبيباً رقيقاً مقلواً في دهن الخل أو دهن اللوز. المنهاج: القلوب الجيد منها ما كان من حيوان صغير السن وهي حارة يابسة صلبة صالحة لأصحاب الكبد وإذا استحكم إنهضامها غذت غذاء كبيراً جداً ويضر بآلات الهضم لعسر إنهضامها ولذلك ينبغي أن يعمل بخل وأنجدان أو بالمري والفلفل والكمون والسعتر ويستعمل بعدها مربى زنجبيل.

قمل: الشريف: إذا أخذت قملة رأس ووضعت في ثقب فولة وسقيت صاحب حمى الربع نفعت منها مجرب.

قمر قريس: ويقال قمر قريش وهو حب الصنوبر الصغار وقد مضى ذكره فيما تقدم. قماشير: هو الكماشير وسأذكره في حرف الكاف وذكر الكندي في كتاب السموم أن الكماشير ضرب من الكماة.

قمحة: هي الذريرة وأيضاً القمحة السفوف الذي يقتمح أي الذي يستف ويقال قمحة أيضاً لقصب الذريرة وقد تقدم ذكرها.

قنابري: 

هو القملول والنملول ويسمى بالنبطية القنابري وبالفارسية برعشت وهي بقلة شتوية تبكر في أول الربيع تأكلها الناس. الفلاحة: هو صنف من البقول البرية ذوات الشوك ينبت في الأرض الطينية للشوك والعوسج في البساتين وشطوط الأشجار وله ورق أصغر من ورق الطرخشقوق وزهر رقيق أبيض وبزر دقيق. ابن سينا: حار في الأولى لطيف جلاء مقطع يولد السوداء وخاصة ما كبس منه بالملح ويقلع الكلف والبهق وبالحقيقة هو أنفع للوضح أكلاً وضماداً يذهبه في أيام يسيرة وهذا مما تعرفه العرب وهي تنقي الصدر والرئة من الكيموسات الغليظة وسدد الكبد والطحال وماؤه يطلق الطبيعة وهو ضماد للبواسير. الرازي: القنابري هو مطلق صالح للمعدة والكبد يلائم المحرورين والمبرودين لإطلاقه الطبيعة ولأنه ليس بشديد الميل إلى حر أو برد.

قنطوريون كبير: ديسقوريدوس في الثالثة: له ورق شبيه بورق الجوز أخضر مثل ورق الكرنب وأطرافه مشرفة مثل تشريف المنشار وله ساق شبيهة بساق الحماض طولها ذراعان أو ثلاثة أذرع وله شعب كثيرة من أصل واحد عليها رؤوس شبيهة بالخشخاش مستديرة إلى الطول ما هو استدارة وزهر لونه شبيه بلون الكحل وثمر شبيه بالقرطم في جوف الزهر والزهر شبيه بالصوف وأصل غليظ صلب ثقيل طوله ذراعان ملآن من رطوبة حريف مع قبض يسير وفيه حلاوة يسيرة لونه إلى الحمرة الدموية وإن عصارته مثل لون الدم وقد ينبت في أرض سهلة يطول مكث الشمس عليها وفي جبال ذوات شجر ملتف وفي تلال، وينبت كثيراً في المواضع التي يقال لها لوقيا والمواضع التي يقال لها نيطش والتي يقال لها أرداقاديا والتي يقال لها ماسيا والتي يقال لها قولون والتي يقال لها سمريا. جالينوس في 7: أصل هذا الدواء في طعمه مذاقات مختلفة متضادة وبحسب ذلك إِذا استعمل فعل أفعالاً متضادة وطعمه عند الذوق فيه حدة وحرافة وقبض مع شيء من حلاوة يسيرة، وأما فعله بالحدة والحرافة يفعل في البدن فعل الحرارة فيدر الطمث ويخرج الأجنة الميتة ويفسد الأجنة الأحياء ويخرجها والقبض يفعل منه أفعال البرودة الغليظة الأرضية وذلك أنه يدمل الجراحات وينفع من نفث الدم ومقدار الشربة منه مثقالان وإن كان الشارب محموماً شربه بماء وإن لم يكن محموماً شربه بشراب. وهو ينفع بفعله الذي يفعله بكيفياته هذه كلها من الهتك والفسخ الحادث في العضل وضيق النفس والسعال العتيق وذلك لأن هذا علل ليس يحتاج فيها إلى إخراج ما هو في الأعضاء على غير المجرى الطبيعي فقط بل ينبغي مع ذلك أن تقوي الأعضاء بسببها الذي يستخرج ذلك منها واستفراغ ما استفرغ ينتفع فيه بالحدة والحرافة إذا لم تكن مفردة وحدها خالصة ولكن يخالطها شيء من الحلاوة، وإذا لم تكن حلاوة شيء فيخالطها على حال شيء من المرارة وذلك لأن الحدة والحرافة إذا كان يخالطها شيء من الجواهر المعتدلة المزاج لم يكن لها حينئذ شدة وعنف والشيء الحلو هو معتدل المزاج، فأما شد الأعضاء وتقويتها عند الإستفراغ فيحتاج وينتفع فيه بالقبض وهذه الأشياء التي يفعلها أصل القنطوريون الجليل فقد يفعلها بأعيانها عصارته ومن الناس قوم يستعملون عصارة القنطوريون الجليل مكان الحضض. ديسقوريدوس: والأصل إذا أعطي منه من ليست به حمى مقدار درخميين بشراب ومن به حمى بالماء وافق الوهن ووجع الجنب والربو والسعال المزمن ونفث الدم من الصدر والمغص وأوجاع الأرحام وإذا حلّ وصر في شكل فرزجة واحتمل في الرحم أدر الطمث وأخرج الجنين وعصارته تفعل ذلك وإذا كان رطباً دق واستعمل بعد ذلك أيضاً للجراحات لأنه يضمر ويلون وإن أخذه أحد فدقه وطبخه مع اللحم جمعه والذين في البلاد التي يقال لها لوقيا يخزنون عصارته ويستعملونه مكان الحضض.

قنطوريون صغير: 

ديسقوريدوس في الثالثة: ينبت عند المياه وهو شبيه بالعشب الذي يقال له هيوفاريقون والفودنج الجبلي وله ساق طولها أكثر من شبر مزواة وزهر أحمر إلى لون الفرفير شبيه بزهر النبات الذي يقال له تحنيس وورق صغار إلى الطول شبيهة بورق السذاب وثمر شبيه بالحنطة وأصل صغير لا ينتفع به وطعم هذا النبات مر جداً. جالينوس في 7: أصل هذا النبات لا ينتفع به أصلاً وإنما قضبانه وورقه وزهره الذي يكون له فينفع منفعة كثيرة جداً ونوع آخر المرارة فيه أكثر من غيرها وفيها أيضاً قبض يسير، ولهذا المزاج صار يجفف تجفيفاً لا لذع معه وأمثال هذه الأدوية تنفع منفعة كثيرة جداً فإنه يدمل الجراحات الكبار العتيقة العسرة الإنضمام إذا وضع عليها كالضماد وهو طري ويختم الجراحات الكبار العتيقة العسرة الإنضمام إذا استعمل على ما وصفنا وإذا يبس خلط في المراهم الداملة والمجففة التي يمكن فيها أن تندمل والبواسير والقروح الغائرة وأن يلين الأورام الصلبة العتيقة وأن يشفي الجراحات الرديئة الخبيثة وقد يخلط أيضاً مع الأضمدة التي تشفي من العلل الحادثة عن المواد المنصبة إلى الأعضاء، وأفضل هذه الأدوية ما كان يجفف تجفيفاً قوياً مع شيء من القبض من غير أن يكون فيه من اللذع شيء ألبتة، ومن الناس قوم يطبخون القنطوريون ويأخذون ماءه فيحقنون به من أصابه عرق النسا فيخرجون خلطاً مرارياً لأنه دواء يسهل ويخرج من البدن أمثال هذه الأخلاط وإذا أسهل أيضاً كثيراً حتى يخرج خلطاً دموياً كان أكثر لنفعه وعصارة هذا القنطوريون أيضاً قوتها مثل هذه القوّة أعني قوة تجفف وتجلو فهي تفعل جميع ما وصفنا فعلاً جيداً ويكحل بها العين مع العسل، وإذا احتملت أحدرت الأجنة والطمث وقوم آخرون يسقون منه من به علة في عصبه من طريق أنه يجفف وينقص الأخلاط اللاحجة فيها تجفيفاً ونقصاناً لا أذى معه وهو من أفاضل الأدوية لسدد الكبد نافع جداً من صلابة الطحال إذا وضع عليه من خارج وكذا يفعل إن أحب إنسان أن يجمعه ويشربه. ديسقوريدوس: وإذا دق وهو رطب ويضمد به ألزق الجراحات ونقى القروح المزمنة وأدملها وإذا طبخ وشرب طبيخه أسهل مرة صفراء وكيموساً غليظاً وقد تهيأ منه حقنة لعرق النسا لتسهل دماً ويخفف الوجع، وعصارته إذا خلطت بالعسل جلت ظلمة البصر، وإذا احتمل منه فرزجه أدرت الطمث وأخرجت الجنين وإذا شربت وافقت أوجاع العصب خاصة وقد تستخرج عصارة هذا النبات وبزره فيه بعد أن ينقع خمسة أيام ويطبخ ثانية إلى أن يصير في قوام العسل، ومن الناس من يأخذ هذا النبات وهو طري وبزره فيه فيدقه ويخرج عصارته ويجعلها في إناء خزف غير مقير ويضعه في الشمس ويحركه بعود وما يجف منه في أعلاه يخلطه بالرطب ويغطيه بالليل ويستقصى تغطيته فإن النور يمنع العصارة من أن تثخن وكلما احتاج إلى استخراج عصارتها من الأصول اليابسة أو النبات اليابس ودق اليابس فإنه يطبخ ويعمل به كما يعمل بالدواء الذي يقال له الجنطيانا وكلما احتيج إلى أن يستخرج عصارته من القشور الرطبة والأصول الرطبة والنبات الطري فإنه يعصر فإن عصارته تصير في الشمس ويفعل بها كما ذكرنا آنفاً وعلى هذه الجهة تستخرج عصارة الدواء الذي يقال له يافسيا واليبروح والحصرم وما أشبه ذلك، وأما شجرة الحضض والأفسنتين وهيوفاقسطيداس وما أشبه ذلك فإنها تطبخ حتى يثخن ماؤها كما ذكرنا بالطبخ على ما وصفنا أيضاً. ابن سرانيون: القنطوريون الدقيق إذا كان طرياً أسهل المرة الصفراء اللزجة الغليظة المخاطية ونفع من عرق النسا ويجب أن يطبخ منه مثقالان مع ثلاثة أرباع رطل ماء حتى يذهب النصف ويشرب طبيخه. المجوسي: خاصته إسهال المرّة الصفراء المخالطة للبلغم المخاطي وينفع من أوجاع المفاصل وعرق النسا ووجع القولنج إذا شرب طبيخه وإذا احتقن به والشربة منه وزن مثقالين وإذا طبخ للحقنة فوزن خمسة دراهم. المنصوري: يسهل الحام. ابن ماسويه: يحتقن بماء طبيخه مع دهن شيرج. الطبري: نافع من القولنج الذي سببه البلغم ويخرج الجنين الميت من الكزاز. غيره: ينقي الأعصاب والدماغ تنقية بليغة وينفع من الصرع نفعاً عجيباً. الحور: يسهل الماء الأصفر إسهالاً قوياً. التجربتين: القنطوريون الدقيق إذا تضمد بطريه القروح الخبيثة نقاها وأعملها وإذا درس بالشحم ووضع على انتفاخ الخراجات الطرية والعتيقة حللها وأعملها وإذا ضمد  به أوجاع العضل وأوجاع المفاصل الباردة بدقيق الترمس والحارة بدقيق الشعير سكنها وإذا طبخ بالماء نقى الأبرية من الرأس وإذا كمد به الأوجاع سكنها وإذا احتقن به نفع من أوجاع المعدة وأحمر خلطاً لزجاً وإذا شرب طبيخه بشراب الأصول وما أشبهه نفع من أوجاع المعدة والظهر ومن أوجاع المفاصل كلها وأسهل الطبيعة بأخلاط لزجة وإذا شرب زهره نفع من لسعة العقرب والأفعى وكذلك إذا ضمد به وعصارته تنفع من جميع ما ذكرنا ودهنه يسخن العصب ويقويه وينفع من أوجاعه وبحب أن يكرر زهره على الزيت من أوله مراراً وإذا احتقنت به المخابي والنواصير بمائه معصوراً أو مطبوخاً نقاها وأعملها ويدر الطمث وينفع من أوجاع الأرحام ويفتح سدد الكبد والطحال وينفع أوجاعه وكذا إذا تضمد به. محمد بن أحمد اليمني في كتابه المرشد قال: وأما عصارة القنطوريون الدقيق فإنها تنفع من وجع الرأس الكائن من حرارة الشمس أو من شرب الشراب الصرف بأن يذاب بالخل ويضمد به الصدغان والجبهة والجبين وقد يبرئ من قروح الرأس بعد أن يحلق الرأس بالنورة وينعم غسله ثم تداف هذه العصارة بالخل وتطلى عليه وقد تحرك العرق وتبعثه إذا خلطت بالشراب ولطخ به الرأس من غير أن يحلق وتنقي الرأس من الأبرية إذا ديفت بالخل وطليت عليه في الحمام وإن ديفت بالماء وخلطت بيسير من العسل وجعلت في الشعر قتلت القمل والصئبان وإن حكت هذه العصارة بالماء على مسن أخضر ولطخت على الجبين قطعت الدمعة عن العين التي تدمع وإن ديفت بلبن أم جارية وطليت على أجفان العين نفعت من أورامها ووجعها. وقد تحل الغلظ الكائن في أجفان العين وفي أماقيها إذا جربت العينان بها محلولة في ماء الكاكنج وينفع من البياض الكائن في الطبقة القرنية من آثار القروح وتجلوه وتنفع من كل وجع عتيق يعرض للعين إذا ديفت بماء المطر واكتحل بها وتنفع من الورم الحادث في جفن العين المسمى شعيرة، وإذا حكت على المسن بماء وطليت عليه فإن حكت هذه العصارة بماء الرمان الحامض وقلبت أجفان العين الجربة ولطخت بها وترك الجفن مقلوباً ساعة زمانية ثم غسلت عنه فإن لها عند ذلك سلطاناً قوياً على قلع الجرب الحادث في الأجفان وقد ينفع في القرحات الكائنة في الطبقة القرنية إذا حكت على المسن بلبن أم جارية وقطرت فيها وتنفع من استرخاء الجفون وغلظها ومن ريح السبل إذا خلطت بماء المرزنجوش الرطب وكحلت به العين وتنفع من ضربان الأذن ووجعها إذا ديف منها بدهن حسيري أو دهن سوسن قد فتر وقطر في الأذن فإن كان الوجع من حرارة فليدف بدهن ورد فارسي ويقطر فيها، وتنفع من القروح الكائنة في الأذن فإن كان في الأذن دود متولد من قروحها فلتحك بماء ورق الخوخ الأخضر ويقطر فيها ومع ذلك فإنها إذا قطرت في الأذن لعلة من هذه العلل أزالت الدوي والطنين الكائنين فيها وإن ديفت بعصارة الفجل أو بدهن بزره وقطرت في الأذن الثقيلة السمع فتحت السمع وأزالت ثقله ومن شأنها أن تحلل الورم الكائن في عصبة السمع إذا ديفت بدهن السوسن أو بدهن النرجس أو بدهن الخردل أو بخل خمر ولطخت به فتيلة فأدخلت في الأذن إلى أن تصل إلى الصماخ وترك بعضها خارجاً ليجتذب عند إخراجها به فإنها عند ذلك تحل الورم الكائن في عصبة الصماخ وتزيل الصمم. وقد تنفع من القروح الكائنة في الأنف وتبرئها وتحبس الرعاف المنبعث إذا ديفت بخل وقد يسحق فيه شيء من الزاج أو من القلقطار في المنخر الذي يجري منه الرعاف وإن اعتصر ماء البلح الأخضر وحلت فيه ثم سعط المرعوف بها قطعت رعافه وخاصة إذا سحق بماء البلح مع نحو من نصف حبة كافور رياحي. وتنفع من تغير رائحة الفم إذا حلت بماء ورد فارسي ثم يمضمض بها وأمسك في الفم طويلاً وقد تنفع من القروح الكائنة في الفم المنتن الرائحة التي يسيل منها القيح إذا حكت بالشراب العتيق القابض ويتمضمض بها من شقاق الشفتين إذا حك منها على مسن بالماء وطلي عليها وقد يرفع اللهاة الساقطة وورم اللوزتين والخوانيق إذا حكت بماء ورق العوسج أو بماء لسان الحمل أو بماء عنب الثعلب وتغرغر بها، وقد تشد الأسنان المتحركة إذا حكت بماء قد طبخ فيه ورق السرو أو جوزه أو ثمر الأثل المسمى العذبة ويتمضمض به وأديم إمساكه في الفم وإن حكت في ماء طبيخ الحلبة مع العسل ودهن اللوز وشربت نفعت أصحاب البشيمة وعلة الإنتصاب. ونفع من لسع الزنابير  والنحل إذا حكت على مسن بشراب ولطخ بها على موضع اللسعة وإن حكت ببول كلبة وطليت على الثآليل ثم طلي منها على خرقة وضمد بها عليها قلعتها وأبرأتها وتنفع من عرق النسا ووجع الوركين إذا حكت في طبيخ الأصول وسقيت، ومقدار ما يحل منها في الشراب وزن درهم في ثلاث أواقي من ماء طبيخ الأصول المحكم الصنعة وقد ينفع من نهش الأفاعي والهوام ذوات السموم ولسعهما إذا حك منه وزن درهم بماء قد أغلي فيه أوقيتان من الباذورد اليابس ويشرب.

قنة: هو البارزذ بالفارسية وباليونانية خلباني. ديسقوريدوس في الثالثة: هو صمغ نبات يشبه القنا في شكله وينبت في البلاد التي يقال لها سورية وتسميه بعض الناس ماطونيون وأجوده ما كان منه شبيهاً بالكندر وكان مقطعاً نقياً مندبقاً باليد ليس فيه كثير من الخشب ولكن فيه شيء يسير من بزر نباته وخشبه ثقيل الرائحة ليس بمفرط الرطوبة ولا مفرط اليبس وقد يغش براتينج يخلط به ودقيق باقلا واشق. جالينوس في 8: قوتها ملينة محللة وهي من الإسخان في مبدأ الدرجة الثالثة وفي الثانية عند منتهاها. وقال في الأدوية المقابلة للأدواء: إن القنة نوعان: أحدهما زبدي خفيف الوزن وهو أشد بياضاً، والآخر أكثف وأشد تلززاً وهو أجودهما، وإياه ينبغي أن يستعمل. ديسقوريدوس: وله قوة مسخنة ملينة جاذبة ومحللة وإذا احتملته المرأة أو تدخنت به أدر الطمث وأحدر الجنين وإذا تضمد به مع الخل والنطرون قلع البثور اللبنية وقد يؤخذ للسعال المزمن وعسر النفس والربو وخضد العضل وأطرافها وإذا شرب بالشراب والمر كان بادزهر للسم الذي يقال له طقسيقيون وإذا شرب أيضاً على هذا المثال أخرج الأجنة الميتة وقد يتضمد به لوجع الجنب والدماميل وإذا استنشقت رائحته أنعشت المصروعين والنساء اللواتي عرض لهن اختناق من وجع الأرحام والذين يعرض لهم سدد وإذا خلط بالدواء الذي يقال له سقندولون وزيت وقرب من الهوام قتلها وإذا وضع على السن الوجعة المتآكلة سكن وجعها، وقد يظن به قوم أنه يسكن عسر البول وإن أريد به أن يشرب حل بلوز مر وماء أو سذاب أو ماء القراطن أو خبز حار ليماع وإن أريد به شيء آخر دق مع أفيون أو نحاس محرق أو مع الرطوبة التي تكون في المرارة، وإذا أردت أن تنقيه من وسخه فافعل به هكذا أَعمد إليه وصيره في ماء مغلي فإنه يذوب وما كان فيه من وسخ فإنه يطفو على الماء ثم تأخذ ما طفا وتشمه في خرقة نظيفة رقيقة وتعلقه في إناء من نحاس أو فخار ولا يماس الصرة أسفل الإناء وتسد فمه وتصيره في ماء مغلي فإن ما كان في الصرة من القنة ذاب وتصفى وصار في الإناء وما كان فيها من الخشب وما أشبه ذلك بقي في الخرقة. حبيش: القنة تدفع مضرة سموم الحيات والعقارب ومن أجل ذلك تصير في الترياقات وتنفع الجراحات إذا صرت مع المراهم وتنفع من الخنازير إذا ضمدت به وتقع في المعجونات الكبار. مسيح: القنة تنفع من الأعياء والكزاز وتجلو الكلف. ابن سينا: القنة تفسد اللحم وتقلع العدسيات وتنفع من الصداع والأوجاع الباردة في الأذان وتحلل أورامها وأوجاعها بلا أذى وذلك إذا حل في دهن السوسن وفتر وقطر فيها وهو يقاوم كل سم دون مقاومة السكبينج. غيره: القنة يسقى منها وزن درهمين بالماء للبواسير فإنه يبرئه فإن سقي منه ثلاث مرات لم تعد البتة. قال الرازي في الحاوي: أصبت هذا صحيحاً في اختبارات حنين والكندي ولا يصلح أن تستعمل في محرور فليتوقف فيه. التجربتين: القنة إذا حلت بعسل ولعقت فتحت السدد الكائنة في الكلى وفتتت الحصاة المتولدة فيها وتسهل الولادة وتسقط المشيمة بالتدخين في قمع والشربة منه مثل الشربة من السكبينج. الرازي في المنصوري: القنة تحلل الرياح وتنبت اللحم. إسحاق بن عمران: وبدل القنة وزنها من السكبينج ونصف وزنها من صمغ الجاوشير. قنبيل: 

عيسى بن ماسه: القنبيل يشبه الرمل ويعلوه صفرة وفيه قبض شديد وهو يسهل حب القرع. التميمي في كتابه الموسوم بالمرشد: والأغلب عند كثير من الناس أن القنبيل أحد الأمنان الساقطة من السماء وسقوطه يكون بأودية اليمن وهو حار يابس في أول الدرجة الثانية وقد يجفف تجفيفاً قوياً وينشف رطوبات القروح الرطبة والبثور التي تطلع في رؤوس الأطفال ووجوههم التي تسميها النساء الراية وهي عند الأطباء السعفة إذا دهنت بدهن الورد ونثر القنبيل عليها جففها وأنشف رطوباتها. ابن واقد: وفي الجامع للرازي القنبيل يقع على أرض بيضاء لا تزرع ويجمع بإخثاء البقر وهو أحد الأشياء التي تنزل من السماء. وقال غيره: تربة حمراء يشوبها صفرة تشعب بها قدور البرام إذا انكسرت ويقال أنها توجد على وجه الأرض بخراسان تحت المطر فتجمع من هناك وإذا شربت مسحوقة أخرجت الدود القرع من البطن وأسهلت الطبيعة.

قنا: هو المعروف عند عامة المغرب بالكلخ وباليونانية يريقس. ديسقوريدوس في الثالثة: لبه إذا كان رطباً وشرب نفع من نفث الدم والإسهال المزمن ويسقى منه بالشراب لنهشة الأفعى وإذا جعل في المنخرين قطع الرعاف وبزره إذا شرب نفع من المغص وإذا تمسح به مع الزيت أثر العرق وإذا أكل ساقه صدع وقد يعمل بالملح ويؤكل. جالينوس في 8: بزر هذا النبات يلطف ويسخن وحبه ما دام طرياً فيه شيء من قوة القبض وهو نافع لذلك من نفث الدم واستطلاق البطن ويستعمل في البخورات لأهل الأعمال.

قنفذ: جالينوس في 511: القنفذان كلاهما أعني البحري والبري إذا أحرق بدن كل واحد منهما جملة وصير منهما رماد يجلو ويحلل ويفني اللحم الزائد وقد استعمله قوم في مداواة الجراح الوسخة والجراحات التي ينبت فيها لحم زائد، وقالوا إن لحم القنفذ البري إذا جفف وشرب نفع المجذومين ومن به سوء مزاج قد تمكن وينفع أيضاً من الفسخ وعلل الكليتين ومن به استسقاء فإن كان هذا اللحم من شأنه أن يفعل هذه الأشياء التي وصفوا بقوته تحلل وتجفف تحليلاً وتجفيفاً شديداً جداً. ديسقوريدوس في الثانية: القنفذ البحري هو جيد للمعدة طيب الطعم ملين للبطن مدر للبول وقد يخلط جلده وهو في غير محرق بالأدوية المبرئة للجرب، وإذا أحرق جلده وخلط بالأدوية التي تصلح لغسل الرأس الذي فيه القروح جذب المادة وينقي القروح الوسخة وينقص اللحم الزائد وقنفذ البر إذا أحرق جلده وخلط بزفت رطب ولطخ به داء الثعلب وافقه ولحمه إذا عمل نمكسوداً وجفف وشرب بماء وسكنجبين نفع من وجع الكلى ومن الحبن اللحمي والفالج وداء الفيل وابتداء الحبن جملة ويقطع سيلان المواد إلى الأحشاء وكبد القنفذ البري إذا أخذت وجففت على خرقة في الشمس الحارة وافقت الحبن اللحمي وسائر ما يوافقه لحمه. غيره: ومرارة القنفذ تنفع من انتشار القروح في البدن وتنفع المجذومين وإن سقيت امرأة في بطنها ولد ميت مرارة قنفذ معجونة بشمع خرج الولد الميت وإن اكتحل بمرارته أيضاً أبرأ البياض من العين. ابن سينا: لحم القنفذ البري نافع جداً من الخنازير والعقد الصلبة وينفع من أمراض العصب كلها والسل ولمن يبول في الفراش من الصبيان حتى إن إدمان أكله ربما عسر البول وهو نافع من الحميات المزمنة ونهش الهوام. الغافقي: لحم البري منه إدمان أكله يفسد المزاج للمعدة والكبد.

قنب: 

ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات ينتفع به في أن يعمل منه حبال قوية وله ورق شبيه بورق الشجرة التي يقال لها أماليا وهي شجرة الران منتن الرائحة وقضبان طوال فارغة وبزره مستدير ويؤكل وإذا أكثر منه قطع المني وإذا كان البزر طرياً وأخرج ماؤه وقطر في الأذن وافقها. جالينوس في 7: بزر هذا النبات يطرد الرياح ويحلل النفخ ويجفف تجفيفاً يبلغ من قوته أن الإنسان إذا أكثر منه جفف المني وقوم آخرون يعصرون ذلك وهو طري ويستعملونه في مداواة وجع الأذن وأحسبهم يداوون به الوجع الحادث عن شدة. ابن سينا: رديء الخلط قليل الأذى والغذاء. الدمشقي: حار في الدرجة الثانية يابس في الأولى منشف لرطوبة المعدة قاتل للديدان منق للدماغ إذا استعط بمائه. إسحاق بن عمران: هو عسر الإنهضام رديء للمعدة مصدع والدم المتولد منه راجع إلى الصفراء ويصير له بخار يورث الصداع ويعقل البطن ويدر البول. إسحاق بن سليمان: والمقلو من حبه أقل ضرراً، وربما يدفع ضرره أن شرب بعده السكنجبين السكري، وأما ورقه فإنه إذا دق وغسل بمائه الرأس نقى الأبرية من أصول الشعر. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: يصدع ويظلم البصر ويمنع ذلك منه شرب الماء البارد وقضم الثلج عليه أو الأخذ من الفواكه الحامضة، وأما القنب البري فإن ديسقوريدوس قال: له قضبان شبيهة بقضبان الثاآ وهو الخطمي إلا أنها أشد سواداً وأصغر طولها نحو من ذراع وورق شبيه بورق القنب البستاني إلا أنه أخشن منه وأقل سواداً وزهره إلى الحمرة شبيه بزهر النبات الذي يقال له أنجشا وهو حشيش الحمار وأصوله وبزره يشبهان بزر وأصول النبات الذي يقال له الثاآ وأصوله إذا طبخت وضمد بها الأورام الحارة والأعضاء التي قد تحجرت فيها الكيموسات المتحجرة وقشر هذا النبات أيضاً ينتفع به في أن يعمل منه حبال. لي: ومن القنب نوع ثالث يقال له القنب الهندي ولم أره بغير مصر ويزرع في البساتين ويسمى بالحشيشة عندهم أيضاً وهو يسكر جداً إذا تناول منه إنسان يسيراً قدر درهم أو درهمين حتى أن من أكثر منه يخرجه إلى حد الروعنة، وقد استعمله قوم فاختلت عقولهم وأدى بهم الحال إلى الجنون وربما قتل ورأيت الفقراء يستعملونها على أنحاء شتى فمنهم من يطبخ الورق طبخاً بليغاً ويدعكه باليد دعكاً جيداً حتى يتعجن ويعمله أقراصاً، ومنهم من يجففه قليلاً ثم يحمصه ويفكره باليد ويخلط به قليل سمسم مقشور وسكر ويستفه ويطيل مضغه فإنهم يطربون عليه ويفرحون كثيراً وربما يسكرهم ويخرجون به إلى الجنون أو قريباً منه كما قدمنا وهذا ما شاهدته من فعلها وإذا خيف من الإكثار منه فليبادر بالقيء يسمن وماء سخن حتى تنقى منه المعدة وشراب الحماض لهم في غاية النفع.

قنبرة: ديسقوريدوس في الثانية: هو طير صغير له على رأسه قنزعة شبيهة بما للطاوس، إذا شوي وأكل نفع من وجع القولنج. قال جالينوس في 11: القنابر إذا طبخت اسفيذياجا نفعت من القولنج وينبغي لمن يعالج بها أن يدمن أكلها مراراً كثيرة مع مرقتها وذلك أنها شبيهة بالعصفور من العصافير التي يقال لها الجوسقية، وإنما الفرق بينها وبين هذه العصافير بقنزعتها وبأنها أكبر من العصفور بقليل. الرازي: مرقتها تطلق البطن ولحمها يحبسه وكذا غيرها من العصافير إلا أن هذه لها فضل قوة في الأمرين جميعاً.

قند: أبو حنيفة: هو ما يجمد من عصير قصب السكر ثم يتخذ منه السكر.

قرنبيط: هو مذكور مع الكرنب.

قندس: هو القندس عن ابن الجرار وسأذكره في حرف الكاف والقندس أيضاً حيوان معروف.

قوقالس: هو البقلة المسماة بعجمية الأندلس أقحالة. ديسقوريدوس في الثانية: ومن الناس من يسميه ذوقواعريا أي ذوقوانريا هو قضيب صغير طوله شبر عليه زغب يسير، وله ورق شبيه بورق الرازيانج دقاق مزغبة وفي أطرافه إكليل أبيض طيب الرائحة يؤكل نيئاً ومطبوخاً ويدر البول وهو نبات يكبس ويحفظ. الغافقي: يفتح ويحلل ويعين على خروج العرق من البدن ويطرد الريح وينفع من علل السفل ويسكن المغص ويلين البطن ويعصر ماؤه ويستعمل لعلل اللثة بأن يدلك بالأصبع دائماً.

قومن: 

هو المزر وسيأتي ذكره في حرف الميم التي بعدها زاي معجمة. الغافقي: قال الرازي هي حشيشة تنبت بين الحنطة وغيرها تسمى المثلث. الفلاحة: هو قضيب ينبت قصيراً وربما يطلع عليه ورق دقاق طوال كما يكون من الحشيش شديد الخضرة، وربما كان بغير عروق وله عرق طويل غليظ أغبر عليه قشر غليظ ويحمل في رأسه شبيهاً يجوز القطن فيه بزر وهو مأكول مستلذ طيب وأصله حلو صالح الحلاوة يؤكل الأصل مع القضيب وهو نافع من كثرة الدموع في العين يطيب النكهة. ديسقوريدوس: في 2: طولقونوعن ومن الناس من يسميه قومن وهو قضيب صغير له ورق شبيه بورق النبات الذي يحمل الزعفران وأصل طويل وللقضيب رأس كبير في طرفه ثمر أسود وهذا النبات يؤكل أيضاً.

قوطوليدون: هو المسافق وأذن العسيس ودلائف الملوك عند أهل المغرب. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بالمكيال الذي يسمى أكسويافن وهو مستدير معمق تعميقاً خفياً وساق قصيرة عليها بزر وأصل شبيه بحبة زيتون مستديرة. جالينوس في 7: هذا دواء قوته مركبة من جوهر رطب يميل إلى البرودة ومن جوهر يقبض قبضاً ضعيفاً ومن جوهر قليل المرارة ولذلك صار يبرد ويردع ويجلو ويحلل فهو بهذا السبب يشفي الأورام الحارة التي تضرب فيها الحمرة والحمرة التي تضرب فيها الأورام الحارة وغايته ونفعه أكثر من كل شيء للهيب المعدة إذا ضمدت بورقه وأصله وقد وثق الناس منهما أنهما إذا أكلا فتتا الحصاة وأدرا للبول. ديسقوريدوس: وعصارة الأصل والورق إذا خلطت بالشراب ولطخت على القلقة الضيقة الثقب من ورم أو حقنت به حللت الورم فاتسع الثقب وإذا تضمد بهذا النبات نفع من الأورام الحارة والحمرة والشقاق العارض من البرد ومن الخنازير والمعدة الملتهبة وإذا أكل الورق مع الأصل فتت الحصاة وأدر البول وقد يسقى بالشراب الذي يقال له أونومالي للحبن وقد يستعمل بعض الناس هذا النبات في التحبيب وقد يكون صنف آخر من قوطوليدون ورقه أعرض من الصنف الأول وفيه رطوبة تدبق باليد وشكله شكل الألسن وهو متراصف ومنه حوالي القضبان، حتى كأن الشكل الملتئم منه فيما يلي أصول الورق شكل عين على نحو نبات ورق حي العالم الكبير وهذا الورق يقبض اللسان ولهذا النبات قضيب صغير رقيق عليه ورق وزهر وبزر شبيه بماء النبات الذي يقال له أوفاريقون وأصل أكبر ويصلح هذا لما يصح له حي العالم.

قوطاما: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق شطرونيون إلا أنه أصغر منه وله ثمر كثيف مثقب وله أصل صغير دقيق مع وجه الأرض وقد زعم قوم أن الأصل من هذا النبات صالح التحبيب.

قوفس البحري: ديسقوريدوس في الرابعة: هو عدة أصناف فمنه ما هو إلى العرض ومنه ما هو إلى الطول ولونه إلى الحمرة ومنه جعد وينبت عند الأرض في الجزيرة التي يقال لها اقريطي، وهو حسن الزهر جداً وليس بعفن وقوة هذا الأصناف كلها قابضة وتصلح ليضمد بها النقرس وسائر الأورام الحارة وينبغي أن تستعمل هذه الأصناف وهي رطبة قبل أن تجف، وزعم نيقدوس أن الصنف الذي لونه إلى الحمرة يصلح لضرر ذوات السموم ومن الناس من ظن أن هذا الصنف هو الذي يستعمله النساء وإنما هو أصل صغير يشارك هذه الأصناف في الإسم فقط.

قوبيا: هو ماء الرماد باليونانية.

قوثيرا: هو الطباق وقد ذكرته في حرف الطاء وزعم البطريق أن قوثيرا هو هذا الينبوت وذلك خطأ.

قوفي: تأويله باليونانية البخور ومنه سمي معجون القوفي لأنه كان يستعمل في بخور إلهياً كل قديماً ويسمون بهذا الإسم شجر الأرزقي طيب رائحته أيضاً.

قيصوم: 

ديسقوريدوس في الثالثة: منه أنثى وهو التمنش إلا أنها تشاكل الشجر إلى البياض ما هي مليء ورقاً على الأغصان متشققاً دقيق التشقق مثل ورق ساريقون وعلى أطرافها زهر إلى الاستدارة يكون ذهبي اللون في الصيف وهو طيب الرائحة مع ثقل قليل حر الطعم، وقد يظن أن الذي يصقل به منه على هذه الصفة والصنف الآخر يسمى ذكر أو له أغصان دقاق صغير الثمر مثل الأفسنتين وقد يكون كثيراً في البلاد التي يقال لها قيادوقيا وفي عالاطيا التي بآسيا وفي منبج. جالينوس في 6: قوته حارة يابسة في الدرجة الثالثة وطعمه في غاية المرارة فإن جردت أطرافه وزهره فإن سائر عوده إنما هو خشب لا ينتفع به وإذا سحقتها وأنقعتها في الزيت وصببت ذلك الزيت على الرأس أو على المعدة وجدته يسخن إسخاناً بيناً وكذا إذا دلكت به أبدان أصحاب النافض الكائنة بأدوار أو دهنتها به قبل الوقت الذي يبتدئ فيه النافض خف النافض حتى لا يقشعر صاحبها إلا شيئاً يسيراً جداً وبسبب مرارته يقتل الديدان ويقطع ويحلل أكثر من الأفسنتين ويضر المعدة مضرة شديدة لمرارته والقيصوم المحرق نافع من داء الثعلب إذا طلي عليه مع بعض الأدهان اللطيفة كدهن الخروع أو دهن الفجل وينبت اللحية إذا أبطأت في الخروج إذا أنقع في دهن الأذخر أو أحد هذه الأدهان المذكورة. ديسقوريدوس: وثمره إذا طبخ بالماء وشرب أو شرب مسحوقاً نيئاً غير مطبوخ نفع من عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الإنتصاب ومن خضد لحم العضل وخضد أطرافها وعرق النسا وعسر البول واحتباس الطمث، وإذا شرب بشراب كان دواء للعقاقير القتالة ويهيأ منه مع الزيت مطبوخ يتمسح به للناقض وإذا فرش أو تدخن به طرد الهوام وإذا شرب بالشرب نفع من نهشها ووافق خاصة سم الرتيلا وسم العقرب وإذا تضمد به مع سفرجل مطبوخ نفع أو خبر نفع من أورام العين الحارة وإذا طبخ مسحوقاً مع دقيق الشعير حلل الأورام الخراجية ونفع في خلط دهن الأرسا.

قينا: هو نوع من البقلة الحمقاء تكون كثيراً بظاهر القاهرة أيضاً وقد مضى ذكره في رسم جوز الأنهار في حرف الجيم.

قيقيهن: ديسقوريدوس في ا: هو قطع صمغ شجر يكون في بلاد الغرب فيها شبه يسير من المر وهو كريه الطعم وقد يتدخن به الناس ويدخن به النبات مع المر والميعة ويقال إن له قوة مهزلة للسمان إذا شرب منه وزن أربع دوانق ونصف بماء أو سكنجبين أياماً كثيرة وقد يسقى منه المطحولون والذين يصرعون والذين بهم الربو، وإذا شرب بماء العسل أدر الطمث وقد يجلو آثار العين جلياً سريعاً ويبرئ من ضعف البصر إذا ديف بشراب واكتحل به وليس يعد له شيء في منفعته من وجع الأسنان وتساقط اللثة. لي: وزعم قوم أنه السندروس وزعم آخرون أنه اللك، وليس بواحد منهما كما زعموا لأن هذه الصمغة كريهة الرائحة واللك والسندروس ليسا كذلك وإن كانا يشتركان معه في التهزيل.

قيمص: ديسقوريدوس في الرابعة: هي عشبة طولها أصبعان لها ورق صغار دقاق صلبة طولها ثلاثة أصابع أو أربعة وعليه زغب وما يلي الأصل فإن رائحته إلى الطيب ما هي ولونه إلى البياض وعلى أطراف القضبان رؤوس فيها ثمر مثقبة بعسر النظر إليها للشيء الذي عليه الشبيه بالغبار وله أصل صغير ويقال أن الأصل صالح للتحبيب.

قيشور: 

مر الفنيل وهو الحجر الخفاف. ديسقوريدوس في 5: ينبغي أن يختار منه ما كان خفيفاً جداً كثيراً التحريف متشققاً ليس له كثافة ولا صلابة الحجارة هش أبيض وينبغي أن يحرق على هذه الصفة يؤخذ منه أي مقدار كان ويدفن في جمر وإذا حمي أخذ وطفئ في خمر ريحاني ثم يدفن في الجمر ثانية ويطفأ أيضاً بما أطفئ به أولاً ثم يدفن ثالثة، فإذا حمي أخرج عن النار وترك حتى يبرد من تلقاء نفسه بلا أن يطفأ بشيء ثم يرفع ويستعمل في وقت الحاجة إليه وله قوة تقبض اللثة وتجلو غشاوة البصر والآثار مع إسخان وتملأ القروح الغائرة وتحملها وتقلع اللحم الزائد فيها، وإذا سحق ودلكت به الأسنان جلاها وقد يستعمل في حلق الشعر وزعم ثاوقرسطس أنه إن ألقي في خابية فيها خمر تغسلي سكن غليانها على المكان. جالينوس في 9: قد يقع في الأدوية التي تبني اللحم وفي الأدوية التي تحلو الأسنان إذا كان غير محرق وإذا أحرق أيضاً فإنه في ذلك الوقت يكون ألطف على مثال الأدوية الأخر التي تحرق ولكنه يكتسب من الإحراق شيئاً حاراً حاداً يخرج منه إذا هو غسل وهو عند الناس يجلو الأسنان ويجعلها براقة لا بقوته فقط بل بحسب خشونته أيضاً كالسنباذج والحرف وغير ذلك مما أشبهه إذا سحق جلا الأسنان وعساه ينفع في ذلك للخلتين جميعاً أعني لأن فيه شيئاً من الجلاء والخشونة على هذا النحو صارت القرون إذا أحرقت صار منها دواء يجلو الأسنان.

قيموليا: ابن حسان هو الطفل الطليطلي وقد ذكر قيموليا مع الأطيان في حرف الطاء.

قيرس: هو الشمع باليونانية وأهل المغرب يسمون الشمع قيرا وأصله رومي والقير أيضاً هو القاروقيل هو الزفت الرطب وقد كرت كل واحد منهما في بابه.

حرف الكاف

كافور: 

ابن واقد: قال المسعودي رحمه الله ببلاد فنصورا جزيرة سرنديب وإليها يضاف الكافور الفنصوري والسنة التي تكون كثير الصواعق والرجف والقذف والزلازل يكثر فيها الكافور وإذا قل ذلك نقص وجوده وقال في جبال بحر الهند والصين يكون شجر الكافور. ابن سينا: الكافور أصناف الفنصوري والرباحي ثم التاردف الأزاد والأسفرل والأزرق وهو المختلط بخشبه والمتصاعد عن خشبه. وقد قال بعضهم أن شجرته تظلل خلقاً وتألفه النمورة فلا تصل إليها إلا في مدة معلومة من السنة وهي سفحية بحرية على ما زعم بعضهم وأما خشبه فقد رأيناه كثيراً وهو خشب أبيض هش جداً خفيف وربما اختبأ في خلله شيء من أثر الكافور. إسحاق بن عمران: الكافور يجلب من سفالة ومن بلاد كلاه والزانج وهريج وأعظمه من هريج وهي الصين الصغرى وهو صمغ شجر يكون هناك ولونه أحمر ملمع وخشبه أبيض رخو يضرب إلى السواد وإنما يوجد في أجواف قلب الخشب في خروق فيها ممتدة مع طولها فأولها الرباحي وهو المخلوق ولونه ملمع ثم يصعد هناك فيكون منه الكافور الأبيض وإنما سمي رباحياً لأن أول من وقع عليه ملك يقال له رباح وإسم الموضع الذي يوجد فيه فنصور فسمي الفنصوري، وهو أجوده وأرقه وأبقاه وأشده بياضاً وأجله جلالاً وأجل ما يكون فيه مثل الدرهم ونحوه وبعده كافور يدعى الفرفون وهو غليظ كمد اللون ليس له صفاء الرباحي وهو ما كان دون الجلال وقيمته أقل من قيمة الرباحي وبعده كافور يقال له الكوكثيبت وهو أسمر وثمنه دون ثمن الرباحي وبعده اليالوس وهو مختلط فيه شظايا من خشب الكافور مرسم مصمع على قدر اللوز والحمص والفول والعدس وتصفى هذه الكوافير كلها بالتصعيد فيخرج منها كافور أبيض صفائح يشبه في شكله صفائح الزجاج التي تصعد فيها ويدعى المعمول، وقد يكون في الياولس وفي الكوكسيبت ما يخرج من المن رطل مصعد ورطل ونصف وهو أوسط الكوافير ثمناً وقد يدخل الكافور في الطيب كله ما خلا الغالية والعنبر والذرائر الممسكة وهو بارد يابس في الدرجة الثالثة نافع للمحرورين وأصحاب الصداع الصفراوي إذا استنشقوا رائحته مفرداً أو مع ماء الورد والصندل معجوناً بالماء ورد نفعهم أعضاءهم وحواسهم وإذا أديم شمه قطع شهوة الجماع وإذا شرب كان فعله في ذلك أقوى وإذا استعط منه بوزن شعيرتين مع ماء الخس كل يوم قطع حرارة الدماغ ونوم وذهب بالصداع وقطع الرعاف وحبس الدم المفرط. ماسرحويه: أخذ رجل من معار في ستة مثاقيل كافوراً في ثلاث مرات ففسدت معدته حتى لم يعد يهضم البتة وانقطع عنه الباه بواحدة ولم يعرض مرض غير هذا فقط. مسيح: يقطع الرعاف إذا استعط به مع عصير البسر الأخضر. الرازي: بارد لطيف ينفع من الصداع والأورام الحارة في الرأس ولجميع البدن والإكثار منه ومن شمه يسهر وإن شرب برد الكلى والمثانة والأنثيين وأجمد المني وجلب أمراضاً باردة في هذه النواحي. قال في الحاوي: قيل في الطب القديم إنه يعقل البطن ويسرع بالشيب. البصري: فيه أحداد يسير وينفع المحرورين إذا أصابهم الدم من حرارة مفرطة وإذا خلط منه كمية يسيرة مع أدوية كثيرة يعقل البطن المستطلق من الصفراء ونفع من إسهالها. التجربتين: الكافور ينفع من سوء المزاج الحار في العين كيفما استعمل وإذا خالط الأدوية الحارة المكتحل بها كف غائلتها عن العين وسكن حدتها عن العين، وإذا قطر في الأنف محكوكاً بماء الكزبرة الرطبة قطع الرعاف الدماغي وإذا حل في دهن الورد وقطر في الأنف نفع من سوء المزاج الحار دون المادة المتولدة في الأصداغ والعين وعلامته أنه يأخذ عند طلوع الشمس ويزيد مع ارتفاعها وينحط بانحطاطها ويرتفع بالليل وسببه المشي الكثير في الزمن الحار ثم كشف الرأس في هواء بارد فتنسد المسام ويبقى سوء المزاج محتقناً وإذا خلط بدهن الورد والخل وطلي به مقدم الرأس نفع من الصداع الحار ولا سيما للنفساء. ابن سينا: ينفع الأورام الحارة طلاء ويمنع من القلاع نفعاً شديداً ويولد الحصاة في الكلى والمثانة شرباً ويقع في أدوية الرمد الحار. وقال في الأدوية القلبية له خاصية قوية في ملاءمة جوهر الروح يغلب برده إذا اعتدل مقداره وربما أعانها تبريده في الأمزجة الحارة وإذا كان سوء المزاج بسبب ضعف جوهر الروح وتحلله وأما عطريته فهي معينة بالخاصية مقوية ملطفة بحسب مزاج دون مزاج، وقد يعدل تبريده بالمسك والعنبر وتجفيفه  بالأدهان المحللة العطرية الرطبة مثل دهن الخيري والنبفسج وهو ترياق وخصوصاً للسموم الحارة وتستفيد منه الروح لطافة ونورانية شديدة وبذلك تقوى وتفرح والكهرباء يشاركه في هذا المعنى مشاركة ما إلا أن الكافور أقوى خاصية واستيلاء. غيره: يمنع إن تتسع مواضع التآكل في الأسنان إذا تحسى به وهو عجيب في ذلك.

كاشم رومي: ديسقوريدوس في الثالثة: ليسطيقون ينبت كثيراً في البلاد التي يقال لها ليفوريا في الجبل الذي يقال له أمانيس وهو جبل مجاور البلاد التي يقال لها ألكيس وأهل تلك البلاد يسمونه قاياقس لأن أصله وساقه يشبه الدواء الذي يقال له قاياقس بن فلاطيفون وقوته شبيهة بقوته وينبت في الجبال الشاهقة الخشنة المظللة بالأشجار وخاصة في المواضع المجوفة الشبيهة بالحفر وله ساق صغير دقيق يشبه ساق الشبت ذو عقد عليه ورق شبيه بورق إكليل الملك إلا أنه أنعم منه طيب الرائحة والورق الذي عند أعلى الساق أدق من سائر الورق وأكثر تشققاً وعلى طرف الساق إكليل فيه ثمر أسود مصممت إلى الطول ما هو شبيه ببزر الرازيانج حريف المذاق فيه عطرية، وله أصل أبيض فيه شبه بأصل النبات الذي يقال له قاياقس بن فلاطيفون طيب الرائحة. جالينوس في 7: أصل هذا النبات وبزره يبلغ من إسخانهما أنهما يحدران الطمث ويدران البول وهما مع هذا يطردان الرياح ويحللان التشنج. ديسقوريدوس: وقوة بزر هذا النبات وأصله مسخنان هاضمان للغذاء يوافق أوجاع الجوف والأورام البلغمية والنفخ وخاصة العارضة في المعدة ولسع الهوام وإذا شربا أدرا البول والطمث وإذا احتملت المرأة أصله فعل ذلك أيضاً وقد ينتفع بالبزر والأصل في أخلاط الأدوية المسرعة في إحداره والهاضمة للطعام وبزره طيب جداً ولذلك أهل البلاد التي ينبت فيها يستعملونه بدل الفلفل ويبتلون به الطبيخ وقد يغش ببزر آخر شبيه به فيعرف بالمذاق لأنه مر ومن الناس من يغشه بأن يخلط معه بزر النبات الذي يقال له مارانون وبزر النبات الذي يقال له ساساليون. ابن ماسويه: حار يابس في الثالثة مذهب للقراقير نافع من النفخ والسدد العارضة في الكبد والرطوبة. الحور: يسقى منه درهم بشراب ممزوج للحيات في البطن والمستسقين درهمين بماء حار. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية الكاشم حار لطيف يعين على تلطيف اللحوم الغليظة إذا وقع مع الخل ولذلك يستحمل في البهرية كثيراً وليس يتولد عنه كثير إسخان إذا وقع مع الخل وخاصة إذا بردت مرقته وانحل عنه بخاره، وأما وهو حار فمسخن بحرارته وكثيراً ما يصدع أصحاب الرؤوس الحارة وليس ذلك بصداع دائم بل يسكن سريعاً ثم الماء ورد والكافور. لي: زعم بعض المتأخرين إن الكاشم مطلقاً هو النوع الرابع من ساساليوس المسمى باليونانية طرديلن وقد ذكرته في ذكر الساساليوس.

وهذا الدواء تعرفه عامتنا بقول السعال لأنه يوجد في ثمرته نار الزناد وليس هو بالكاشم أصلاً ولا من أنواعه فاعلم ذلك. ابن ماسه: إذا صيره مع الأطعمة طيبها وخاصته تقليل رطوبة المعدة إذا شرب. وقال ساذوق: وبدل الكاشم البستاني إذا علم وزنه وربع وزنه من الكمون الأبيض. إسحاق بن عمران: إن الكاشم شبيه القوة بالكمون وربما جعل بدله إذا عدم. غيره: بدله وزنه من بزر الجزر البري.

كادي: 

هو كثير بأرض اليمن معروف بها نباته مشهور فيما أخبرني الثقة عنه. أبو حنيفة: نبات الكادي ببلاد العرب بنواحي عمان وهو الذي يطيب الدهن الذي يقال له دهن الكادي وأخبرني من رآه قال: إنه نخلة ولها طلع فإذا أطلعت قطع ذلك الطلع قبل أن ينشق فألقي في الدهن وترك حتى يأخذ الدهن من رائحته ويطيب والخراطون يملسون أصابعهم ويخلصونها بخوص الكادي وهو صلب وله مثانة ولين. ابن سمحون: قال علي بن محمد: كثر ما يكون الكادي بأرمايل من أرض الهند وهي نخلة في جميع صفتها إلا أنها لا تطول طول النخلة وطلعه مثل طلعه فإذا أطلع أخذ من قشره فتائل قبل أن ينشق قشره عما في جوفه وأنقع في الدهن وربب فيه يوماً فيوماً حتى يطيب ريحه ويأخذ قوته، وإن ترك طلعه حتى ينشق قشره عنه صار بلحاً وتناثر ولم يوجد له رائحة طيبة. الرازي في الحاوي: قيل في كتاب الأسماء الهندية إن الكادي يستأصل الجذام ويقطعه وقال في كتاب الجير والحصبة إن الهند تقول: متى شرب من شراب الكادي من قد خرج عليه تسع جدريات لم تصر عشرة. التميمي في المرشد: وأما شراب الكادي فإنه المعروف بشراب الكدر وقد أثبت نسخته في كتابي الموسوم بمادة البقاء في المقالة التاسعة من مقالات الكتاب المفردة للأشربة فمن أحب الوقوف عليه فلينظره هناك. قال المؤلف: وقد أثبت أيضاً منه أمين الدولة بن التلميذ نسخته في أقراباذينه وهي مختارة.

كاوزاون: ابن سينا: إسم حشيشة أظنه كازوان أي لسان الثور بالفارسية خاصيته التقريح وإزالة الغم.

كاوجشم: هو إسم البهار بالفارسية وقد ذكرت البهار في حرف الباء.

كاسر الحجر: هو بزر القلت وقد ذكرت القلت في القاف.

كاكنج: تعرفه عامة المغرب بحب اللهو وقد ذكرت الكاكنج مع عنب الثعلب في حرف العين.

كاول: هو كراث الكرم وسيأتي ذكر الكراث فيما بعد.

كارباء: هو الكهرباء ومعنى الكارباء بالفارسية سالب التين وسنذكره فيما بعد.

كبر: 

ديسقوريدوس في الثانية: هو شجيرة مشوكة منبسطة على الأرض باستدارة وشوكتها معففة مثل الشصوص على شكل شوك العليق ولها ورق شكله مثل شكل السفرجل وثمر شبيه بالزيتون في شكله إذا انفتح ظهر منه زهر أبيض، وإذا سقط منه الزهر كان شبيهاً بالبلوط مستطيلاً إذا فتح ظهر من جوفه شبيه بحب الرمان صغار حمر وأصوله كبار في حد الخشب كثيرة وينبت في أماكن خشنة وأرض نباتها قليل لغلبة الحجر عليه وجزائر وخرابات. جالينوس في 7: قشر أصل الكبر الغالب عليه الطعم المر وبعده الطعم الحريف وبعدهما الطعم القابض وهذا مما يدل على أنه مركب من قوى مختلفة متضادة وذلك أنه يقدر أن يجلو وينقي ويفتح ويقطع لمكان مرارته، وأن يسخن ويحلل لمكان حرافته وأن يجمع ويشد ويكنز لمكان قبضه ولذلك صار قشر هذا الأصل أنفع من كل دواء آخر يعالج به الطحال الصلب إذا ورد إلى داخل البدن أيضاً بأن يشرب بالخل أو بالخل والعسل وبغير ذلك مما أشبهه أو بأن يجفف ويسحق ويخلط بهذه وذلك أنه يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة إذا شرب على هذه الصفة تقطيعاً بيناً ويخرجها في البول وفي الغائط ومراراً كثيرة قد يخرج من الغائط شيئاً دموياً فيسكن الطحال ويخفف أمره على المكان وكذا يفعل في وجع الورك وهو مع هذا يدر الطمث ويحدر البلغم إذا تغرغر به الإنسان، وإذا مضغه وينفع من الهتك الذي يقع في رأس العضلة وفي وسطها، وإذا وضع أيضاً قشر هذا الأصل على الجراحات الخبيثة كما يوضع الضماد نفعها أعظم المنفعة من طريق أنه يقدر أن يجففها ويجلوها جلاء وتجفيفاً قوياً وكذا ينفع من وجع الأسنان فمرة إذا استعمل بالخل ومرة إذا استعمل مطبوخاً بالشراب ومراراً كثيرة يستعمل أيضاً وحده بأن يعض عليه الإنسان ويمضغه وقد يجلو البهق إذا طلي عليه بالخل ويحلل الخنازير والأورام الصلبة إذا خلط مع الأدوية النافعة لذلك، وأما ثمرة هذا النبات فقوتها على مثال قوة قشر الأصل منه إلا أنها أضعف من القشر وأما ورقه وقضبانه فقوتها أيضاً تلك القوة وإني لأعلم أني حللت في بعض الأوقات صلابة الخنازير في أيام يسيرة بورق الكبر وحده وقد يخلط مع الورق بعض الأشياء التي يمكن فيها أن تكسر من شدة قوته وإذا كان هذا الورق كذلك فليس من العجب أن تكون عصارته تقتل الدود في الأذن لمكان مرارتها، فأما الكبر الذي يكون في البلد الكثير الحرارة بمنزلة الكبر الذي في بلاد تهامة فهو أَشد حدة وحرافة من الذي يكون عندنا بمقدار كثير جداً ففيه بهذا المسبب من القوة المحرقة مقدار ليس باليسير وقال في كتاب أغذيته ثمرته المملحة قبل الغسل تطلق البطن ولا تغذو البتة وأما إذا غسلت ونقعت حتى تذهب عنها قوة الملح بتة صارت على مذهب الطعام تغذو غذاء يسيراً جداً وأما على مذهب الأدام التي يتأدم بها فتؤكل مع الخبز ليطيب بها أكله، وأما على مذهب الدواء فإنها تكون حينئذ موافقة لتحريك الشهوة المقصرة ولجلاء ما في المعدة والبطن من البلغم وإخراجه بالبراز ولتفتيح ما في الكبد والطحال من السدد وتنقيتهما ومتى استعملت هذه الثمرة في هذا الوجه فينبغي أن تستعمل مع خل وعسل أو مع خل وزيت قبل سائر الطعام كله وقضبان الكير أيضاً تؤكل طريها كما يؤكل قضاب البطم ويكبس أيضاً كما تكبس تلك أما في الخل والملح وأما في الخل وحده. ديسقوريدوس: وقد تعمل قضبانه وثمره بالملح وإذا أكل لين البطن وهو رديء للمعدة معطش وإذا أكل مطبوخاً كان طيب الطعم وإذا شرب من ثمره ثلاثين يوماً في كل يوم وزن درهمين بشراب حلل ورم الطحال ويدر البول ويسهل الدم، وإذا شرب نفع من عرق النسا ومن الداء المسمى قوالوسيس ومن وهن العضل، وإذا شرب أدر الطمث وإذا مضغ قلع البلغم وثمره إذا طبخ بالخل وتمضمض بطيخه سكن وجع الأسنان وقشر أصل الكبر حار يوافق الأمراض التي ذكرناها ويوافق القروح المزمنة الوسخة الجاسية وقد يخلط بدقيق الشعير ويتضمد به للورم في الطحال ومن كان بسنه ألم فعض على أصل الكبر بسنه الألم نفعه من ألمه وإذا دق ناعماً وخلط بالخل ولطخ على البهق الأبيض جلاه، وإذا دق ورقه وأصله واستعمل للخنازير والأورام الصلبة حللها وإذا دق وأخرج ماؤه وقطر في الأذن قتل الدود المتولد فيها والكبر النابت بالبلاد التي يقال لها مرماريطا ينفخ نفخاً مفرطاً والكبر الثابت في البلاد التي يقال لها اقوليا يحرّك القيء  والكبر الذي من بحر القلزم والذي من نينوى حريف جداً ينفط الفم ويأكل اللثة حتى تتغير منه الأسنان فلذلك لا يصلح هذا الصنف من الكير للمطعم. ابن ماسويه: والكبر النابت في البلاد وفي المروج والآجام كثير النفخ فلذلك ينبغي أن لا يتعرض لما ينبت منه في هذين الموضعين. البصري: ورق الكبر وثمره متساويان في القوة إلا أن في الثمر ببعض الزيادة على الورق وأقوى منهما أصله واليبس في أصله أغلب من الحر والكبر حار يابس في الدرجة الثالثة رديء للمعدة، وإن نقع بخل ذهب الخل بضرره للمعدة. الفارسي: الكبر ترياق يطيب الفم ويطرد الريح ويزيد في الباه. الجون: يشفي النواصير التي تكون في الآماق وأصله جيد للبواسير إذا دخن به. الطبري: أصله ينفع من القروح الرطبة إذا وضع عليها من خارج وإذا طبخ وصب ماؤه على الرأس الذي فيه قروح رطبة نفعه وإذا أكل مع الفلفل والسذاب نفع من السمة التي تكون في الكبد من البرد. إسحاق بن عمران: حبه رديء الغذاء يتعفن فيصير مرة سوداوية وقضبانه أجمد منه. ابن سمحون: قال ابن ماسه: الكبر وفقاحه وقضبانه نافعة للطحال فإذا أريد اتخاذه فينبغي أن ينقع بماء وملح أياماً ثم يغسل بماء عذب مرتين أو ثلاثاً ثم يخلل فإذا عزم على كله لذلك يكون بعد أربعين يوماً بعد أن يصب عليه زيت مغسول، قال وكامخ الكبر من صالحي الكوامخ المسخنة للمعدة وأقلها ضرراً وينبغي أن يؤكل بالزيت قبل الطعام لسرعة انهضامه وأنه لا يبطئ في المعدة وهو يصدع الرأس إذا أكثر منه وكامخ حب الكبر أيضاً مثله في كل أحواله إذا صير معه صعتر رطب أو افرنجمشك أو مر ماخور وكامخ الكبر جيد للمعدة والطحال. التجربيين: ورقه ولحاء أصله إذا جفف وسحق وأضيف أحدهما إلى الزفت وضمد به قروح الرأس الشهدية اليابسة العتيقة أبرأها إذا تمودي عليه وكذا يفعل في القروح الخبيثة الغليظة المواد ولا سيما إذا كانت في الأعضاء الجافة وتستعمل في المرطوبي المزاج في قروحهم الخبيثة مدروساً بالشحم، وإذا درس ورقه مع الشحم ووضع على أورام العنق البلغمية والخنازير والغمد ألحمها وحللها كلها وكذا يحلل الأورام البلغمية في سائر الجسم إلا أنه في أورام العنق والأبط والأربية أقوى وكذا يوضع أيضاً على فسوخ العضل ولا سيما في الأعضاء الصلبة فينفعها، وإذا سحق أصله وخلط بأحد الأدوية العطرية المقوية كالسنبل والأسطوخودوس والأذخر وعجن بعسل ولعق وافق وحلل ما في الصدر من البلغم اللزج وأخرجه بالنفث ونفع من أوجاعه الحادثة عنه وسهل نفثه وينفع من أوجاع المعدة والمائدة ويفتح بهذه الصفة سدد الكلى ويضمر الطحال وينفع من أوجاعه منفعة بالغة، وإذا تغرغر به وبطبيخ سائر أجزائه كلها نقى الدماغ وأحدر منه بلغماً لزجاً وماء ورقه إذا شرب قتل أصناف الحيوان المتولدة في الجوف وشربته من أربعة دراهم إلى ما حولها. الرازي في كتاب الحاوي: أدام صديق لي أكل كامخ الكبر فسحجه وأرى إن حقن بعصير الكبر من به عرق النسا كان بليغاً جداً. وقال في موضع آخر: كامخ الكبر حار يابس مهزل للبدن والكبر المخلل أقل حرارة من المكبوس بالملح، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية كامخ الكبر رديء للمعدة معطش ملهب ليست منفعته للطحال كالكبر المخلل بل دون ذلك بكثير وذلك أنه يعطش ويسقى الماء بملوحته والماء يربي الطحال ويعظمه ولا سيما إن كان حاراً أو ماء بطيء النزول ولكنه يقطع ويجلو ويشهي الطعام ويدفع فضوله إلى أسفل وهكذا تفعل الكوامخ المالحة فإنها كلها معطشة ملهبة ضارة للعين إذا أدمنت فأما ما ينقع في الخل وتعتريه حموضته فأقل إعطاشاً وإلهاباً للبدنه وأوفق للمحروريين وقال: والكبر المخلل يلطف الطحال ولا يسخن ولا يعطش إلا قليلاً ويضر من به سعال أو إسحاج وخلفه ضرراً شديداً فإن أخذ منه فليتلاحق بصفرة البيض النميرشت بعد التغرغر بماء حار مرات.

كبيكج: هو كف السبع عند بعض سحاري الأندلس وتعرفه أهل مصر بالبار عللت وهذا إسم بربري. ديسقوريدوس في الثانية: بطراحيون. ومن الناس من يسميه شالبين أغريون وهو أصناف كثيرة وقوته حادة مقرحة جداً ومنه صنف ورقه شبيه بورق الكزبرة إلا أنه أعرض منه ولونه إلى البياض فيه رطوبة لزجة وزهر أصفر وربما كان لونه لون الفرفير وله ساق ليس بغليظ طوله نحو من الذراع وله أصل صغير أبيض مر الطعم وتتشعب منه شعب مثل شعب الخربق وينبت بالقرب من المياه الجارية، ومنه صنف فخر كثير بالبلاد التي يقال لها سردونيا وهو حريف جداً ومن الناس من يسميه سالبين أغريون ومنه صنف ثالث صغير جداً رديء الرائحة ولون زهره شبيه بالذهب ومنه صنف رابع شبيه بالثالث إلا أن لون زهره مثل لون اللبن. جالينوس في 6: أنواع هذا النبات أربعة وكلها قوية حادة حريفة شديدة حتى أنها إن وضعت من خارج أحدثت قروحاً مع وجع وأما إن استعملها إنسان بعذر فإنها تقلع الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد الأظفار التي يظهر فيها البياض ويحلل الآثار وينثر الثآليل المعلقة والمركوزة التي يحدث بها إذا لقيها برد الهواء وجع شبيه بقرص السمك. وينفع من داء الثعلب إذا وضعت عليه مدة يسيرة وذلك أنها إن أبطأت وطال مكثها قشطت الجلد وأحدثت في الموضع قرحة وهذه الأفعال كلها أفعال ورق هذه الأنواع وقضبانها ما دامت طرية، وإن هي وضعت من خارج كالضماد فأما أصلها إن هو جفف وحفظ صار دواء نافعاً لتحريك العطاس كمثل جميع الأدوية التي تسخن إسخاناً قوياً ويجفف وينفع أيضاً من وجع الأسنان مع أنها تفتتها لأنه يجفف تجفيفاً قوياً وبالجملة فأنواع الكبيكج كلها مع أصولها وقضبانها وورقها تسخن وتجفف إسخاناً وتجفيفاً قوياً. ديسقوريدوس: وإذا تضمد بورقه وأغصانه طرية أقرحت بالسم، ولذلك تقلع تشقق الأظفار وتقشرها والجرب والنمش والثآليل التي يقال لها أقروخوذونس وإذا تضمد به وقتاً يسيراً لداء الثعلب قلعه وإذا طبخ وصب طبيخه وهو فاتر على الشقاق العارض من البرد نفع منه وأصله إذا جفف ودق ناعماً وقرب من المنخرين حرك العطاس وإذا علق في الرقبة خفف من وجع الأسنان ولكنه يفتتها.

كبابة: إسحاق بن عمران: هو حب العروس ونعتها مثل نعت الفلفل ولها أذناب وأطرافها ولونها أصهب. ابن الهيثم: هي صنفان كبيرة وصغيرة والكبيرة هي حب العروس والصغيرة هي الفلنجة. الغافقي: قال حنين والبطريق وغيرهما من التراجمة قالوا: إن الكبابة في ترجمة البطريق تسمى باليونانية قرقيسون والدواء الذي سماه جالينوس في كتابه في ترجمة البطريق قرقيسون سماه حنين الكبابة وقد قال جالينوس في كتاب الأدوية المقابلة للأدواء: إن القرقيسون عيدان دقاق تشبه قضبان الدارصيني والكبابة عندنا إنما هي حب ولم نر هذه العيدان ولكن قد يمكن أن تكون هذه العيدان عيدان النبات الذي هذا حبه. وقال جالينوس في 7: هذا دواء يشبه الفو في طعمه وفي قوته إلا أنه ألطف منه جداً، ولذلك صار أشد تفتيحاً منه للسدد العارضة في الأحشاء وهو مدر للبول منق للكليتين من الحصا المتولد فيها ولكن ليس له من اللطافة ما يمكن بها الإنسان أن يستعمله بدل الدارصيني كما كان يفعل قرانيطس، والجيد منها ليس يداني الدارصيني في قوته بل هو دون السليخة الجيدة فضلاً عن الدارصيني. وقال في الأدوية المقابلة للأدواء: كان قرانيطس يلقي من هذا الدواء المسمى قارقاسيون في الترياق بدل الدارصيني إذا لم يجده، وهو شبيه بالفو إلا أنه أقوى منه ولذلك له مع ذلك رائحة عطرية وأكثر نباته بالجبل المسمى شندي من بلاد مقوليا ولذلك صار يمنياً وهو عيدان دقاق يشبه قضبان الدارصيني. مسيح بن الحكم: في الكبابة قوتان متضادتان من الحرارة والبرودة والحرارة فيها أغلب وهي جيدة للوجع في الحلق ولحبس البطن. الرازي: ينقي مجاري الكلى والبول ويصفي الحلق. ابن سينا: جيد للقروح العفنة في اللثة والقلاع في الفم وريق ماضغه يلذذ المنكوحة. غيره: يقوي المعدة والأعضاء الباطنة شرباً. الشريف: إذا أمسكت في الفم حسنت اللثات وتطيب النكهة وتعطر الأنفاس وتتصرف في كثير من الطيوب ويخرج الحصاة من الكلى والمثانة.

كبريت: 

ابن سمحون: قال الخليل بن أحمد: الكبريت عين تجري فإذا جمد ماؤها صار كبريتاً أصفر وأبيض وأكدر ويقال: إن الكبريت الأحمر هو من الجواهر ومعدته خلف ثنية في وادي النمل الذي مر به سليمان بن داود وأن تلك النمل أمثال الدواب تحفر أسراباً فيأتيها الكبريت الأحمر. قال أرسطوطاليس: الكبريت ألوان كثيرة فمنه الأحمر الجيد الحمرة الذي ليس بصاف، ومنه الأصفر الشديد الصفرة الصافي اللون، ومنه الأبيض القليل البياض الحاد الريح، ومنه المختلط بألوان كثيرة والكبريت يكون كامناً في عيون يجري منها ماء حار ويصاب في ذلك الماء رائحة الكبريت والأحمر يسرج بالليل في معدنه كما تسرج النار حتى يضيء ما حوله على فراسخ وإذا أخذ من معدنه لم يصب فيه هذه الخصوصية ويدخل في أعمال الذهب كثيراً ويحمر البياض جداً ويصبغه جيداً. ماسرحويه: والكبريت ثلاثة ضروب أحمر وأبيض وأصفر وكلها حارة يابسة لطيفة. إسحاق بن عمران: الكبريت أربعة أضرب فمنه أحمر وأسود وأصفر وأبيض، وهو حجر رخو من جواهر الأرض والمطبوخ منه أغبر إلى السواد والمحرق منه أسود. الرازي: هو حار يتولد من البخار اليابس الحار الدخاني إذا ماس شيئاً رطباً من البخار الرطب لأن البخار بخاران بخار رطب وبخار حار لطيف يابس فيطبخ البخار الرطب كطبخ حرارة الشمس لرطوبة الماء حتى تحيله في سبخة دهناً وكطبخ حر الأرض والبخار الرطب الغليظ حتى تحيله قاراً أو نفطاً أو ما أشبه ذلك والكبريت من البخار الدخاني والبخار الرطب امتزجا وطبخهما حر الشمس حتى صار ما فيه من الرطوبة دهناً لطيفاً حاراً خفيفاً، ولذلك أسرع اتقاده لأنه شديد الحر فتسرع إليه النار بمرة لأن النار تطلب من الرطوبة أحرها لقربها منها بطرف واحد والدليل على ذلك أن الأشياء الرطبة الباردة لا تحترق بمضادتها للنار بطرفيها والأشياء الباردة اليابسة لا تحرق لأنها لا رطوبة فيها وإنما غذاء النار الرطوبة لأنها صاعدة وليست تقيم في أسفل إلا معلقة بما جذبها إلى أسفل كما لا يقيم الحجر في الجو إلا بما يعمده. جالينوس في كتاب الأدوية الموجودة بكل مكان: الكبريت النهري هو كبريت القصارين وقال مرة أخرى: كبريت القصارين هو كبريت الماء. وقال في المقالة 7 من مفرداته: كل كبريت فقوته قوة جلاءة لأن مزاجه وجوهره لطيف ولذلك صار يقاوم ويضاد جل السموم من ذوات السموم من الهوام واستعماله يكون بأن يسحق وينثر على موضع اللسعة أو يعجن بالريق ويوضع عليه ويعجن بالبول أو بزبل عتيق أو عسل أو علك البطم وقد يشفى به الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد والقوابي إذا عولجت به مع علك البطم يبرئها برءأً تاماً مراراً كثيرة لأنه يجلو ويقلع هذه العلل كلها من غير أن يدفع شيئاً منها إلى عمق البدن. ديسقوريدوس في 5: يعلم أن أجوده ما لم يقرب إلى النار وكان صافي اللوم صقيلاً ليس بمتحجر، فأما ما قرب منه من النار فينبغي أن يختار منه الأحمر الذي فيه دهنية وقد يكون كثيراً في المواضع التي يقال لها قيبلص والمواضع التي يقال لها البيارا، والصنف الأول يسخن ويحلل وينضج السعال ويخرج القيح الذي في الصدر سريعاً، وإذا صير في بيضة أو شرب أو تدخن به نفع من الربو وإذا دخنت به المرأة طرحت الجنين وإذا خلط بصمغ البطم قلع الجرب والقوابي وقلع البهق، وإذا خلط بالراتينج أبرأ من لسعة العقرب، وإذا خلط بالخل نفع من مضرة سم التنين البحري ومن لسعة العقرب، وإذا خلط بالنطرون وغسل به البدن سكن الحكة العارضة فيه وإذا أخذ منه معدا فلجماريوس وشرب بالماء أو ببيضة حسواً نفع من اليرقان وقد يصلح للزكام والنزلة، وإذا ذر على البدن قطع العرق وإذا لطخ على النقرس مع النطرون والماء نفع منه وقد ينفع إذا تدخن به من الطرش وقد يقطع النزف، وإذا خلط بالعسل والخمر ولطخ على سدح الآذان أبرأه. أرسطو: والكبريت الأحمر ينفع من داء الصرع والسكتات والشقيقة والكلف إذا استعط به. الدمشقي: وقوة الكبريت في الحرارة واليبوسة من الدرجة الرابعة يذهب بالبرص ويجلو الكلف ويذهب بطنين الأذن وضربانها. التجربتين: الكبريت إذا خلط بأدوية قروح الرأس العتيقة جلاها وأدملها، وإذا حل في زيِت قد غلي فيه أشقيل وخلط بشيء من الشمع نفع من نوعي الجرب الرطب واليابس ومن الحكة منفعة بالغة، وإذا خلط بالفلفل وحل بخل أو بحماض الأترج أو بحماض  النارنج وطلي على السعفة العتيقة جلاها وأدملها إذا تمودي عليه، وإذا عجن بالحناء وسائر أدوية القوابي جلاها وأذهبها وكذا بعصارة ورق الدثم الغض فعل في ذلك فعلاً قوياً، وإذا خلط بالنطرون نفع من القروح الوسخة جداً والمترهلة والأواكل، وإذا خلط بالعاقر قرحا وعجنا بعسل ثم حل بالخل وطليت به القروح المتولدة في أجسام تدب فيها العلة الكبرى وفي قروح تشبه القوابي خشنة يتشوه بها الجلد ويذهب حسنه نفع منها منفعة عجيبة.

كبسون: زعم بعضهم أنه الكشوث وليس بصحيح إنما الكبسون نبات حبشي ومنها يجلب إلينا بالديار المصرية وهو حب مدور أسود في صفة الكزبرة الشامية فيه حرافة، وقوم يقولون: إنه الأبرنج وليس به أيضاً إلا أنه يشبهه في الفعل والحبشة كثيراً ما يستعملون الكبسون بالشراب بأن يأخذوه ويدقوه وينخلوه ويلعقوه بعسل أو يشربوه في لبن حليب فيسهلهم بلا مشقة ويخرج من بطونهم الدود وحب القرع وهو مجرب عندهم في ذلك وهو حار يابس في الأولى فيما زعم بعض أطباء مصر.

كباث: قيل أنها ثمر الأراك إذا نضج واسود، وقيل الكباث منه ما لم ينضج، وقيل الكباث من ثمر الأراك صنف منه ليس له عجم كبير العنقود صغير الحب فويق حب الكزبرة، وفي الفلاحة أنه ينبت بقرب الأراك ويشبهه في اللون والطعم وله حب يعقده في رأسه كحب الكزبرة ويسحق منه خمسة دراهم ويستف منه مع مثله سكراً ويتجرع عليه ماء بارد عذب فيسهل البطن. وفي كتاب إبدال الأدوية خاصته النفع من الدود وحب القرع في البطن وبدله وزنه أبرنج ونصف وزنه قسط أبيض وثلث وزنه قنبيل. لي: غلب على ظني أنه الكبسون المقدم ذكره. فتأمله.

كبد: ذكرت كثيراً من الكبود مع حيواناته وإنما نتكلم في هذا الموضع بحسب الغذاء. التجربتين: والأكباد كلها إذا شرحت وذر عليها ملح وصمغ عربي وشويت نفعت من قروح الأمعاء واستطلاق البطن لمن قويت معدته على هضمها. جالينوس في كتاب أغذيته: أكباد المواشي والحيوانات المألوفة الأكل تولد خلطاً غليظاً عسر الهضم بطيء الإنحدار عن المعدة والنفوذ في المعي وأفضل الكبود في جميع الأحوال الكبود المسماة التبنية من أجل أن حيواناتها تعتلف التبن اليابس حتى يصير كبدها في هذه الحال. ابن ماسه: أكباد جميع الحيوانات حارة رطبة بطيئة الهضم تولد دماً غليظاً كالذي يتولد من الطحال والخصي. كتاب الكيموسين: إن الكبد غليظ الخلط لكنه ليس برديء الخلط. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الكبد فجيد الغذاء غليظه كثيره ولا سيما كبود الحيوان المختار كأكباد الجدا والحملان وخير منها أكباد الدجاج المسمنة والديوك إلا أن لها ثقلاً وعسر إنهضام، ولذلك لا ينبغي أن يكثر منه ولا ينفرد به وليؤكل مطجناً بالمري والزيت ويكبب على الجمر تكبيباً رقيقاً بالملح والدارصيني أيضاً، وقد يصلح أن يتخذ للمحرورين باردة بالخل والكراويا والكزبرة اليابسة بعد أن يجاد شيها وإن لم يكثر منها ولم بد من لم يخش منها مكروه لأن الدم المتولد منها صحيح جيد.

كبست: هو شحم الحنظل فيما زعموا.

كتان: 

كلامنا ههنا على الكتان نفسه وأما بزره فقد ذكرته في حرف الباء في رسم بزر الكتان. أبو حنيفة: الكتان مفتوح الكاف شديد التاء وهو معروف. بولس: إذا أحرق الكتان نفسه يكون له دخان لطيف يفتح سدد الزكام ويصلح الرحم التي تتقلص وتصير إلى فوق. ماسرحويه: والثياب تختلف قواها بقدر الأصل الذي يصنع منه وثياب الكتان معتدلة في الحر والبرد والرطوبة واليبس وهي أجدر أن تستعمل في الدواء وخاصة في القروح فإنه جففها ويأكل غشها وينشف البلة والعرق في الجسد. عيسى بن ماسه: الكتان بارد من لباس الصيف والدليل على برده أنه يقتصر كل قوم على لبسه. الرازي: هو أبرد الملابس على البدن وأقلها لزوقاً به وتعلقاً ولذلك هو أقلها إقمالاً. مسيح: ومن أردنا أن يضمر بدنه أمرناه أن يستشعر من ثياب الكتان في الشتاء الجديد الناعم وفي الصيف الغسيل الناعم، ومن أردنا أن يتنشف لحمه أمرناه أن يستشعر منها في الشتاء الغسيل الناعم وفي الصيف الجديد الناعم لأنه ليس يلتصق ببدنه جداً فيحميه وهو أفضل الملابس للأبدان من ثياب القطن وينشف البلة والعرق من الجسد.

كتم: أبو حنيفة: الكتم هو من شجر الجبال وهو يعد شيا بالحناء يجفف ورقه ويدق ويخلط بالحناء ويخضب به الشعر فيسود لونه ويقويه قال وقال بعض أعراب الشراة الكتم لا يسمو صعداً وينبت في أصعب ما يكون من الصخور وأمنعه فيتدلى تدلياً خيطاناً لطافاً وهو أخضر وورقه كورق الآس وأصفر ومجتناه صعب. الغافقي: الكتم معروف عندنا بالأندلس نبات ينبت في السهول ويسمو ورقه قريباً من ورق الزيتون أو ورق الميتان ويعلو فوق القامة وله ثمر في قدر حب الفلفل في داخله نوى، وإذا نضج اسود وقد يستعصر منه دهن يتسمرج به في بعض البوادي ويدق ورقه وتستخرج عصارته ويشرب منها قدر أوقيهَ فتقيئ قيئاً بليغاً وتنفع من عضة الكلب الكلب، ومنه نوع آخر وهو الغتم وسنذكره في موضعه وأما الذي ذكره الكندي أن من بزر الكتم ماء إذا اكتحل به حلل الماء النازل في العين وأبرأه وأظنه أراد به هذا الكتم الذي نعرفه وقد يمكن أن يكون نوعاً آخر منه ويمكن أن يكون حب الميتان فإنه يشبه الميتان ويستعمل كما يستعمل الكتم في خضاب الشعر وأصل الكبر إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به.

كتبينية: الغافقي: هي عشبة لها ورق طولها نحو نصف أصبع مفترشة على الأرض فيها متانة وملاسة وخضرتها تميل إلى الدهمة وهي مشرفة ولها ساق رقيقة تعلو نحواً من نصف ذراع فيها صلابة وهي كساق ونبات الكتان وعليها ورق كورقه ومن نصف الساق إلى أعلاها زهر دقيق يشبه زهر الكتان أزرق اللون فيه بياض إلا أنه أصغر منه بكثير يخلفه بزر كبزر الشاهترج وطعم هذا النبات مر، وكذا بزره وتشربه الناس لإخراج الخام والبلغم ووجع الورك فينتفعون به والشربة القوية منه درهمان، وإذا طبخ هذا النبات في الزيت وجعل على القوابي أبرأها وقد يكون نبات آخر يعرف بالكتبن أيضاً له قضبان رقاق تتشعب من بنات ساق رقيق وهي مجتمعة حول الساق معقدة حرش بلا ورق ونباته في أرض رقيقة جبلية وهو من نبات الصيف وهو أقوى من الصنف الأول في إخراج البلغم وإنزال الحصاة والشربة منه القوية درهم ونصف. أبو العباس النباتي: هي مجربة في قطع الحبل حمولاً وهذا يقبض مزاجها.

كتيلة: أول الإسم كاف مضمومة بعدها تاء منقوطة باثنتين من فوقها ثم ياء ساكنة منقوطة باثنين من تحتها بعدها لام مفتوحة ثم هاء. إسم بأرض الشام خصوصاً بجبال البيت المقدس والخليل وجبل نابلس لنبات من التمنش دقيق الأغصان ذو أغصان كثيرة مخرجها من أصل واحد طولها نحو من شبر إلى ذراع وهي صلبة والورق عليها متراصف أزغب حديد الرائحة طيبها يشبه ورق الآس وأدق منه ويميل في لونه إلى البياض حار يابس إذا وضع منه اليسير في الخوابي الممتلئة خمراً قبل أن تغلي حفظها من الفساد وطيب رائحتها وقوى طعمها، وأهل مصر يعرفون هذا النوع من الشراب الذي يلقى فيه هذا الدواء بشراب الحشيشة وفيه تسخين قوي.

كثيراء: 

يكون منه كثيراء بجبل بيروت ولبنان من أرض الشام. ديسقوريدوس في الثالثة: طراعاقينا: وهو شجرة الكثيراء هو أصل عريض خشبي يظهر منها شيء على وجه الأرض يخرج منه أغصان صلبة تنتشر على وجه الأرض كثيراً لها ورق صغار رقاق كثيرة فيما بينها شوك مستتر بالورق أبيض مستوي القيام صلب والأطراعاقينا هو الكثيراء والرطوبة التي تظهر عن هذا الأصل إذا ما قطع في موضع القطع فأجوده ما كان منه صافياً أملس رقيقاً نقياً إلى الحلاوة ما هو. جالينوس في 8: قوة الكثيراء شبيهة بقوة الصمغ وهي قوة تلزق وتلحج وتغري وتكسر حدة الأشياء الحادّة وهي أيضاً تجفف كما يجفف الصمغ. ديسقوريدوس: وقوته مغرية شبيهة بقوة الصمغ وتستعمل في الأكحال والسعال وخشونة قصبة الرئة وانقطاع الصوت بأن يهيأ منه معجون بالعسل ويوضع تحت اللسان ويبتلع ما يذوب وينحل منه أولاً فأولاً وقد يشرب منه وزن درهمين إذا أنقع في ميبختج وخلط به شيء من قرن إيل محرق مغسول أو شيء يسير من شب يماني لوجع الكلى وحرقة المثانة. مسيح بن الحكم: قوة الكثيراء باردة في الدرجة الثانية مانعة للرطوبات المتحلبة من الرأس. إسحاق بن عمران: الكثيراء هو ثلاثة ضروب بيضاء وحمراء وصفراء. حبيش: فيه شيء يسير من حرارة ورطوبة تسهل الطبيعة وتنفع من قروح الرئة وتقوي الأمعاء إلا أنه يزيد في الخلفة وينفع من قروح العين والبثر والرمد إذا أنقع واكتحل به وبمائه أو جعل مع بعض الذرورات وتصلح للأدوية المسهلة الحادة إذا خلطت بها وتدفع مضارها وتمنعها من أن تحمل على الطبيعة حملاً شديداً. غيره: يطرح في الأدوية المسهلة ويصلح أن يستعمل في أدوية الإسهال بدل الصمغ، وأصل شجرة الكثيراء إذا دق ناعماً وخلط بخل نقى الكلف والبهق. التجربتين: الكثيراء تغلظ المواد الرقيقة المنصبة إلى الصدر وتعدل الخلط المالح المنصب إليها فيسكن بذلك السعال وتقطع الدم المنبعث لرقته بتغليظها الدم إذا تمودي عليها وتسكن حرقة الأجفان وتلين خشونتها وتنفع من الرمد تقطيراً وتعدل الخلط الصفراوي، وإذا حلت في الماء أو في أحد الألعبة وطلي بها الشعر نفعت من تشققه فإن تمودي عليها سبطت الجعد منه. إيلاونظره قالت: وبدله عند عدمه لب حب القرع. تيادوق: وبدلها إذا عدمت وزنها من الصمغ العربي.

كتاه: هو بزر الجرجير وقد ذكرته في الجيم.

كثير الأرجل: هو البسبايج وقد ذكرته في حرف الباء.

كثير الأضلاع: هو لسان الحل وسنذكره في اللام.

كثير الورق: هو المريافلن وسنذكره في الميم.

كثير الرؤوس: هو النبات المسمى باليونانية بولوفتيمن وقد ذكرته في الباء ومنهم من يسمي القرصعنة بهذا الإسم.

كثير الركب: وكثير العقد أيضاً وهو النبات المسمى باليونانية بولوغاباطن وقد ذكرته في الباء.

كحيلا: عامة الأندلس والمغرب يسمون بهذا الإسم لسان الثور وسنذكره في اللام.

كحلا: هو يقال على لسان الثور أيضاً وهو يقال أيضاً على نبات آخر يشبهه في الصورة والقوة وليس به يسمى لساناً مطلقاً وسنذكره في اللام ويقال أيضاً على أنواع الشنجار وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة، وقد يقال أيضاً على النبات الذي تسميه عامتنا بالأندلس بالعنيون وقد ذكرته في العين المهملة.

كحل: إذا قيل مطلقا فإنما يراد به الكحل الأسود وهو الأثمد وقد ذكرته في الألف وهو كحل سليم أيضاً وكحل الجلاء.

كحل السودان: هو الحبة السوداء المعروفة بالبسمة وبالشيمرح أيضاً وقد مضى ذكرها في حرف التاء هناك.

كحل فارس: هو الأنزروت وقد ذكرته في الألف.

كحل خولاون: هو الحضض اليماني وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.

كرفس: 

منه البستاني والآجامي والجبلي والصخري والمشرقي والقبرسي فالبستاني معروف. جالينوس في 8: يبلغ من إسخان الكرفس أنه يدر البول والطمث ويحلل الرياح والنفخ وخاصة بزره. وقال في كتاب أغذيته: الكرفس البستاني أنفع للمعدة من سائر أنواع الكرفس لأنه ألذ منها وأكثر اعتياداً. ديسقوريدوس في الثالثة: هذا النبات يوافق كل ما توافقه الكزبرة وإذا تضمد به مع الخبز والسويق سكن أورام العين الحارة والتهاب المعدة، ويسكن ورم الثدي الحار، وإذا أكل نيئاً ومطبوخاً أدر البول وإذا شرب طبيخه مع أصوله نفع من الأدوية القتالة ويحرك القيء ويعقل البطن، وبزره أشد إدراراً للبول منه وينفع من نهش الهوام وشرب المرداسنج ويحلل النفخ وينتفع به في أخلاط الأدوية المسكنة للأوجاع والأدوية المركبة لضرر سموم الهوام وأدوية السعال والنبات الذي يقال له الأوسالس هو الكرفس النابت في المروج وهو أعظم من الكرفس البستاني وقوته مثل قوته. ابن ماسويه: الكرفس حار في أول الثالثة يابس في وسط الثانية. حكيم بن حنين: إن حذاق الأطباء من المحدثين يضعون الكرفس في أول الدرجة الثانية من الحرارة واليبوسة. قسطس في كتاب الفلاحة قال: الكرفس يفتق شهوة الباه من الرجال والنساء ولذلك تمنع المرضعة منه لأنه يهيج الباه ويقل اللبن والكرفس يطيب النكهة. روفس: يملأ الأرحام رطوبة حريفة. أبو جريج: نافع للكبد الباردة وإن طلي على الأورام المفتحة الحارة ألهبها. مسيح: مفتح لسدد الكبد والطحال. الطبري: ينفع ورقه رطباً المعدة والكبد الباردتين ويذيب الحصاة وينفع عصيره وورقه من حمى النافض التي تكون من البلغم إذا شرب وحده أو مع عصير ورق الرازيانج الرطب وحبه أقوى من ورقه. الرازي: ينبغي أن يجتنب أكله إذا خيف من لذع العقارب، وقال في دفع مضار الأغذية: يغزر اللبن وإذا أكثرت المرضعة من أكله أورث المرضع منه صرعاً والمربى منه صالح للمعدة مسكن للغثي ونفخته قليلة لطيفة تنحل سريعاً ولا تحتاج أصحاب الأمزجة الباردة إلى إصلاحه إلا أن يكثروا منه جداً فيحتاجون حينئذ إلى ما يحل النفخ ويكفي أصحاب الأمزجة الحارة من إصلاحه أن يصطنعوا معه الخل. ابن سمحون: حكى عن جالينوس أنه قال: إن المرأة الحامل إذا أكثرت في وقت حملها من أكله تولد في بدن الجنين بعد خروجه من البطن بثور رديئة وقروح عفنة ولهذا كره جميع الأطباء أن تطعم الحامل كرفساً لئلا يخرج الجنين أحمق ضعيف العقل وهذا من فعل الكرفس بتصعيده فضول البدن إلى أعاليه وفعل ورقه أقوى من بزره وأصله وعروقه أكثر إطلاقاً للبطن من ورقه لأن أصله يفعل على سبيل الدواء وورقه على ما فيه من الحرافة والتلطيف بعد الإنهضام والإنحدار بجذبه الرطوبة إلى المعدة وجب أن لا يقدم أكله على الطعام لأن أكله بعده أرفق يسيراً. الإسرائيلي: وإذا أكل مع الخس أكسبه ذلك إعتدالاً ولذاذة وصيره قريباً من الكرفس المربى لما في الخس من البرودة والرطوبة ومن خاصية بزر الكرفس الإضرار بمن به الصرع. عيسى بن ماسه: ينقي الكبد والكلى والمثانة ويفتح سددها ويحلل الرياح والنفخ التي تحتوي في المعدة ويضر بصاحب الصرع. إسحاق بن عمران: موسع للنفس يهضم الطعام ويصلح المعدة ومن خاصيته أنه بتفتيحه طرق الفضول يجذب إلى المعدة والرأس والأرحام رطوبات حادة فضلية ولذلك صار مضراً لأصحاب الأيليمسا وللأجنة التي في الأرحام من قبل أن المفضول إذا انحدرت إلى الأرحام واختلطت بغذاء الجنين ولدت في بدنه رطوبات حارة عفنة من جنس الطواعين. الشريف: الكرفس بخاصية فيه إذا دق وخلط بعسل وأكل نفع من الورشكين نفعاً لا يعدله في ذلك دواء وأنفع من ذلك إذا أكل رعياً وإذا دق بزره بمثله سكر أو لتَّ بسمن بقري وشرب ثلاثة أيام فإنه يزيد في الجماع أمراً كثيراً وليكن الطعام عليه لحوم الديوك وأخصيتها، وإذا خلط عصيره مع دهن ورد وخل وتدلك به في الحمام ستة أيام متوالية نفع من الحكة والجرب ومن ابتداء الحصبة، وإذا أخذ من ماء عصيره أوقية ونصف أوقية سكر ومثله ماء رمان حلو وشرب أياماً متوالية فإنه بالغ في التسكين. وعروق الكرفس تلين البطن أكثر من ورقه وفعل أصله أقوى من فعل الورق والبزر. إسحاق بن سليمان: زعم بعض الأوائل أن الكرفس المشرقي والجبلي جميع يضران بكل السموم لأنهما يطرقان للسم ويوصلانه إلى القلب بسرعة، وبرهان  هذا القول ظاهر في فعل الكرفس وبخاصة إذا تقدمٌ الكرفس قبل الدواء المسموم أو كان بعده بيسير لأن الكرفس يفتح المجاري ويطرق للسموم ويوصلها إلى القلب إلا إذا أخذ بعد أن تضعف قوة السم وتخلق وكانت له قوّة تنشفه وتغثيه وتدفع ضرره. التجربتين: إذا شربت عصارته بعد التغلية والتصفية مضافاً إليه السكر نفعت من العطش المتولد عن بلغم مالح في المعدة والمعا ويسكن أوجاعها ويوصل قوى الأدوية إلى المثانة ويزيل غائلة الأدوية المسهلة وينفع من الجفوف والتهاب المعدة المتولد عنها، وبزره يحل نفخ المعدة ويقل ما تولده الأوجاع من السحج والكرب وهو في ذلك قوي المنفعة جداً ولذلك يخلط مع الأدوية المذكورة ومتى حدث عنها شيء من الإفراطات استعمل في تداركها مفرداً ومع غيره. الغافقي: إذا دق ورق الكرفس وتدلك به في الحمام نفع من الحكة منفعة عظيمة، ومن الكرفس نوع آخر يسمى أوراسالينون ومعناه كرفس جبلي. ديسقوريدوس: هو نبات له ساق طولها نحو من شبر مخرجة من أصل واحد دقيق وعلى الساق أغصان صغار وورقه مثل الفربيون إلا أنها أدق بكثير فيها الثمر مستطيل حريف طيب الرائحة شبيه بالكمون وينبت في صخور وفي أماكن جبلية. جالينوس: هو أقوى من الكرفس المستعمل. ديسقوريدوس: وقوة ثمره وأصله إذا شربا بشراب أدرّ البول وقد يدران الطمث ويقعان في أدوية مركبة وأدوية مسخنة وليس ينبغي أن يظن أن أوراسالينون لا ينبت إلا في الصخر. ومن الكرفس ضرب آخر يسمى باليونانية بطراسالينون وتأويله الكرفس الصخري وهو الكرفس الماقدونوي وقد ينبت في البلاد التي يقال لها ماقدونيا وبنبت في أماكن صخرية قائمة وله بزر شبيه بالنانخواة غير أنه أطيب رائحة منه وأشدّ حرافة وهو عطر الرائحة. جالينوس في 8: أنفع ما في هذا بزره خاصة وجملة النبات مع ورقه وقضبانه شبيهة بالبزر كما أن طعمه حريف مر كذا هو في قوّته حار قطاع وبهذا السبب صار يحدر الطمث والبول إدراراً كثيراً ويحل النفخ ويذهبه وإذا كان كذلك فهو إذاً في الدرجة الثالثة من درجات الإسخان والأشياء المسخنة المجففة. ديسقوريدوس: مدر للبول والطمث يوافق نفخ المعدة والمعا الذي يقال له قولون والمغص وإذا شرب أيضاً وافق وجع الجنب والكلى والمثانة وقد يقع في أخلاط الأدوية المدرة للبول والأدوية المركبة ومن الكرفس صنف آخر يقال له باليونانية أقوسالينون ومعناه الكرفس العظيم وهو الكرفس النبطي والكرفس المشرقي والكرفس الشتوي وهو الكرفس العريض ويسمى بالبربرية تجصيص. ديسقوريدوس: وهو أعظم من الكرفس البستاني ولونه إلى البياض ما هو وله ساق أجوف طويل ناعم كأن فيه خطاً وورق أوسع من ورق الكرفس البستاني وفي لون ورقه ميل يسير إلى الحمرة القانية وله حمة شبيهة بحمة النبات الذي يسمى كينابوطس بلا رؤوس تنفتح ويظهر منها زهر وبزر شبيه بلونه أسود مستطيل مصمّت حريف فيه رائحة عطرية وأصل أبيض طيب الرائحة والطعم ليس بغليظ وينبت في المواضع المظللة بالشجر وعند الآجام ويستعمل أكله كاستعمال الكرفس البستاني وقد يؤكل أصله مطبوخاً ونيئاً وقد يطبخ الورق والقضبان ويؤكل وربما طبخ مع السمك وأكل وقد يعمل بالملح. جالينوس: هو أضعف من الكرفس المستعمل. ديسقوريدوس: وبزره إذا شرب بالشراب الذي يقال له أوتومالي أحدر الطمث، وإذا شرب بالشراب أو تلطخ به أسخن المبرودين وينفع من تقطير البول وأصله يفعل ذلك أيضاً، ومن الكرفس البري صنف آخر أيضاً يقال له باليونانية سمريتون وهو الكرفس البري. ديسقوريدوس: ينبت كثيراً بالجبل الذي يقال له أماتس له ساق شبيهة بساق الكرفس فيه شعب كثيرة وورق أوسع من ورق الكرفس وما يلي الأرض من ورقه فهو منحن إلى خارج وفي الورق رطوبة يسيرة تدبق باليد وهو صلب طيب الرائحة مع حدة وطعم ورقه مثل طعم الأدوية ولونه إلى الصفرة ما هو وعلى الساق إكليل كإكليل الشبت وله بزر مستدير مثل بزر الكرنب لونه أسود حريف رائحته كأنها رائحة المر بعينها وله أصل حريف طيب الرائحة ليس بكثير الماء يلذع الحنك عليه وله قشر خارجه أسود وداخله أصفر وهو إلى البياض ما هو ينبت في أماكن صخرية وعلى تلول. جالينوس: هذا نبات من جنس الكرفس البستاني والجبلي وهو أقوى من البستاني وأضعف من الجبلي ولذلك صار يحدر الطمث والبول ويسخن ويجفف في الدرجة الثالثة فأما الذي من البلاد التي يقال  لها قيليقيا وتسميه أهل تلك البلاد كرفساً جبلياً فهو هذا النبات إلا أنه أقل حدة من هذا وهو يحلل الموضع الذي تحدث فيه الصلابة وأما غير ذلك من جميع قوته فهو مثل قوة الكرفس البستاني والجبلي ولذلك صرنا نستعمل بزره في إدرار الطمث والبول وفي مداواة النزل. ديسقوريدوس: وقوة أصله وفروعه وثمره مسخنة وقد يعمل ورقه بالملح ويؤكل ويعقل البطن، وإذا شرب أصله وافق نهش الهوام وسكن السعال وأبرأ عسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب وعسر البول، وإذا تضمد به حلل الأورام البلغمية في حدثان قوتها والأورام الحارة والأورام الصلبة ويصلح لعلاج الجراحات في جميع حالاتها إلى أن تنختم، وإذا خلط واحتملته المرأة أسقطت الجنين وبزره يوافق وجع الكلى والمثانة والطحال ويخرج المشيمة ويدر الطمث، وإذا شرب وافق عرق النسا، ويسكن النفخ العارضة في المعدة ويحرك الجشاء ويدر العرق ويشرب خاصة للحبن وأدوار الحمى. ديسقوريدوس في الخامسة: وأما الشراب المتخذ ببزر الكرفس فهذه صفته يؤخذ من بزر الكرفس الحديث مسحوقاً منخولاً سبعون درخمياً ويصر في خرقة ويلقى في جرة من عصير ويترك ثلاثة أشهر ثم يروق ويوعى في إناء آخر وهذا الشراب يفتق الشهوة وينفع المعدة ويوافق من به عسر البول وهو سريع التحليل من البدن وكذا يصنع من الشراب المتخذ من البطراساليون وقوته كقوته.

كرم بستاني: ديسقوريدوس في 4: الكرم الذي يعتصر منه الشراب ورقها وخيوطها إذا سحقا وتضمد بهما سكنا الصداع والورق إذا كان بارداً قابضاً فإنه إذا تضمد به وحده أو مع سويق الشعير سكن الورم الحار العارض للمعدة والإلتهاب العارض لها وعصارة الورق تنفع الذين بهم قرحة الأمعاء والذين يتقيؤون الدم ويشكون معدتهم والحوامل من النساء وخيوط الكرم إذا أنقعت بالماء وشربت فعلت ذلك، ودمعة الكم وهي شبيهة بالشمع تحمل على القضبان وإذا شربت مع الشراب أخرجت الحصا، وإذا تلطخ بها أبرأت القوابي والجرب المتقرح والذي ليس بمتقرح وينبغي إذا احتيج إلى التلطخ بها أن يتقدم بغسل العضو بالنطرون، وإذا تمسح بها مع الزيت دائماً حلقت الشعر وخاصة الدمعة المجموعة من قضبان الكرم الطرية، وإذا أحرقت ورشحت منها الدمعة كما رشح العرق وهي التي إذا لطخت على الثآليل المسماة مرمعا ذهبت بها، ورماد قضبان الكرم ورماد شجير العنب إذا تضمد به مع الخل أبرأ المقعدة التي قد قلع منها البواسير وأبرأ من التواء العصب وقد ينفع من نهشة الأفعى، وإذا تضمد به مع دهن ورد وسذاب وخل خمر نفع من الورم الحار العارض في الطحال. جالينوس في السادسة: والكرم الذي يفلح قوته قوة الكرم البري إلا أنها أضعف.

كرم بري: 

ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات يخرج أغصاناً طوالاً شبيهة بأغصان الكرم الذي يقتصر منه الشراب خشبه خشنة متعلقة القشور وورقه شبيه بورق عنب الثعلب البستاني إلا أنه أعرض منه وأصفر وزهره شبيه بحب الطحلب وثمره شبيه بالعناقيد الصغار لونها إلى الحمرة إذا نضجت وشكل الحب مستدير، وأصل هذا النبات إذا طبخ بالماء وشرب بقوانوسين من الشراب المعمول من ماء البحر أسهل البطن رطوبة مائية وقد يعطى منه المحبونون فأما العناقيد فإنها تنقي الكلف وما أشبهه من الآثار وقد يتخذ بالملح وورق هذا النبات في أول ما ينبت يصلح للأكل. جالينوس في السادسة: هذا أيضاً نبات عناقيده لها قوة تذهب بالكلف والنمش وجميع ما في سبيله مما يحدث في ظاهر البدن وفيها مع هذا دباغة وكذا أيضاً في أطرافه التي تكبس وتحفظ. ديسقوريدوس في الرابعة: قال: أنيالس أغريا ومعناه الكرمة البرية أيضاً هي صنفان وذلك أن منها ما لا يعقد عنباً وإنما يحمل زهراً وهو المسمى أوتيني، ومنها ما يعقد حباً صغاراً ويسود أخيراً وفيه قبض وقوة ورق هذا الكرم وخيوطه وقضبانه شبيهة بقوة ورق وخيوط وقضبان الكرم الذي يعتصر منها الشراب وزهرة هذه الكرمة البرية إذا كانت مزهرة ينبغي أن ترفع في إناء من خزف غير مقير بعد أن تجمع وتوضع على ثوب وتجفف في ظل وقد يكون منه شيء جيد ببلاد سوريا وقيليقيا وقونيقي وقوة هذا الزهر قابضة ولذلك إذا شرب كان جيداً للمعدة ويدر البول بإمساكه البطن ويقطع نفث الدم وهو صالح للمعدة التي يعرض فيها الكرب ويحمض فيها الطعام، وقد يخلط بالخل ودهن الورد ويبل الرأس بهما للصداع وقد يتضمد به رطباً ويابساً ويمنع الأورام من الخراجات، وإذا خلط وهو مسحوق بالعسل والزعفران ودهن الورد والمر وتضمد به فينفع من الجرب المتقرح في ابتدائه وينفع اللثة والقروح الخبيثة العارضة في القروح وقد يقع في أخلاط الشيافات التي يتحمل بها لقطع الدم ويتضمد به مع السويق والشراب لسيلان الفضول إلى العين ولإلتهاب المعدة، وإذا أحرق في خزفة موضوعة على جمر كان صالحاً لأوجاع العين ويبرئ مع العسل الداحس والظفرة واللثة المسترخية التي يسيل منها الدم وأما الشراب الذي يتخذ من عنب الكرم البري أسود قابض فينفع من يسيل إلى معدته وأمعائه فضول ولا سيما سائر العلل التي يحتاج فيها إلى القبض والجمع.

كرمة بيضاء: هو الفاشرا وقد ذكرته في الفاء.

كرمة سوداء: هو الفاشرشين، وقد ذكر في الفاء.

كرمة شائكة: هي الفشغ وقد ذكر في الفاء التي بعدها شين معجمة.

كرنب: الإسرائيلي: الكرنب النبطي هو الكرنب على الحقيقة وهو شبيه بالسلق صغير القلوب. علي بن محمد: الكرنب النبطي هو الكرنب الأندلسي وهو صنفان جعد وسبط وكلاهما يؤكل ساقه وورقه والجعد أطيب طعماً وأصدق حلاوة وأشد رخوصة من القنبيط بكثير. الفلاحة: الكرنب صنفان منه نبطي وهو الكرنب المعروف ومنه كرنب خوزي وهو غليظ الورق جداً شديد الخشونة. جالينوس في السابعة: الكرنب الذي يؤكل قوته قوة تجفف إذا أكل وإذا وضع من خارج ولكن ليس بظاهر الحدة والحرافة بل قوته تبلغ به إلى إدمال الجراحات وإشفاء القروح الخبيثة والأورام التي قد صلبت وصارت في حد ما يعسر انحلاله والحمرة التي تصيبها مثل هذه الصفة وبهذه القوة بعينها تشفي النملة والشري وفيه مع هذا جلاء به صار يشفي العلة التي يتقشر معها الجلد، وبزر الكرنب يقتل الدود إذا شرب وخاصة بزر الكرنب المصري من طريق أنه أيبس مزاجاً ومن البيِّن أن طعمه أيضاً مر فإن مرارة الطعم شيء موجود في جميع الأدوية النافعة من الديدان وبهذه القوة صار ينفع من النمش والكلف والديدان والكلف الكائن في الوجه، ومن سائر العلل التي يحتاج فيها إلى اليسير من الجلي، وأما قضبان الكرنب إذا أحرقت فيصير منها رماد يجفف تجفيفاً شديداً حتى أنّ قوّته تكون قوة محرقة ومن أجل ذلك صاروا يخلطون معه شحماً عتيقاً ويستعملونه في مداواة وجع الجنين إذا عتق وسائر العلل الأخر الشبيهة بهذا النوع من الوجع إلا أن هذا يجفف تجفيفاً ويحلل تحليلاً قوياً. ديسقوريدوس في الثانية: إن سلق سلقة خفيفة وأكل أسهل البطن، وإن سلق سلقاً جيداً ولا سيما إن سلق سلقتين بماء بعد ماء أمسك البطن. والكرنب الذي ينبت في الصيف رديء للمعدة وأشد حرافة من سائر الكرنب البستاني، والكرنب الذي ينبت بمصر لا يؤكل لمرارته وإذا أكل الكرنب نفع من ضعف البصر والإرتعاش وإذا أكله المخمور سكن خماره، وقلب الكرنب أجود للمعدة وأدر للبول من سائره وإن عمل بالملح والماء صار رديئاً للمعدة مليناً للبطن، وعصارة الكرنب إذا خلط بها أصل السوسن البري الذي يقال له إيرسا وثطرون وشرب أسهل البطن، وإذا خلط بالشراب وشرب نفع من لسعة الأفعى، وإذا خلط بدقيق الحلبة والخل وتضمد به نفع من النقرس ووجع المفاصل والقروح الوسخة العميقة، وإذا استعط بعصارته نقى الرأس وإذا احتملته المرأة مع دقيق الشيلم أدر الطمث، وورق الكرنب إذا دق ناعماً وتضمد به وحده أو مع سويق نفع من كل ورم من أورام البدن ومن الأورام البلغمية ومن الحمرة ويبرئ الشري والجرب المتقرح، وإذا خلط بالملح قلع النار الفارسية وتمسك الشعر المتساقط، وإذا أكل الورق نيئاً مع الخل نفع المطحولين، وإذا مضغ ومص ماؤه أصلح الصوت المنقطع وطبيخه إذا شرب أسهل البطن وأدر الطمث وزهره إذا عمل منه فرزجة واحتملتها المرأة بعد الحبل قتل ما في بطنها، وبزر الكرنب الذي ينبت بمصر خاصة إذا شرب قتل الدود وقد نفع في أخلاط الترياقات وينقي الوجه والبثور اللبنية وقضبان الكرنب الطرية إذا أحرقت مع الأصول وخلط رمادها بشحم خنزير سكن أوجاع الجنب المزمنة. مسيح: قوته في الحرارة من الدرجة الأولى وفي اليبوسة من الدرجة الثانية. أرصحانس: الكرنب حار يابس وبزره أحر منه. قسطس في كتاب الفلاحة الرومية: الكرنب ينفع السعال القديم والنقرس إذا صب طبيخه على المفاصل وإن أطعم الصبيان نشؤوا سريعاً وعصيره إن شرب بالنبيذ أياماً أذهب وجع الطحال ورماده يبرئ حرق النار ويبرئ عصيره الجرب والحكة، وإن خلط بالراح والخل وطلي به على البرص والجرب نفع وإن خلط رماده ببياض البيض أبرأ حرق النار ويجلب النوم إذا أكل وينقي الصوت وينفع من عضة الكلب ويضمد به للطحال. الرازي: مرق الكرنب ينفع من السعال ومن وجع الظهر العتيق ووجع الركبة. روفس: الكرنب يحسن اللون أكلاً. مشاوس: إن سلق الكرنب مرتين ثم طيب بكمون وزيت وملح وفلفل وأغلي عليه نفع أصحاب العقر في الأمعاء. وقال مرة أخرى: والماء الذي يغسل به الكرنب أو يطبخ فيه ينقي البدن ويجفف الصداع وينقي العينين الذي يجد فيهما صاحبهما ظلمة من رطوبة أو بخار غليظ وينفع الحجاب والأحشاء ولا سيما الطحال الغليظ والذين غلب عليهم السوداء لأنه ينقي العروق، ابن ماسويه: هو مولد للمرة السوداء والدم العكر وإن طبخ باللحم السمين قلت غائلته.

جالينوس: وأغذية الكرنب تحدث في البصر الظلمة كما يحدث العدس وذلك ليبسه إلا أن يكون مجاوز الاعتدال في الرطوبة. والكرنب والعدس يجففان جميعاً على مثال واحد إلا أن العدس يغذو غذاء كثيراً وغذاؤه غليظ قريب من السوداء والكرنب يغذو غذاء يسيراً وغذاؤه أرق وأرطب من غذاء العدس لأنه ليس من الذي هو يابس الجرم ولكنه ليس يولد الكرنب دماً محموداً كما يولد الخبز لكنه ما يؤكل منه كثيراً وهو رديء كريه الرائحة ليس له عمل لا في جودة ولا في رداءة وهو من الأشياء التي تلطف. الرازي في دفع مضار الأغذية: الكرنب يسخن البدن ومرقه يطلق البطن ولا سيما إن سلق بماء وإدمانه يولد دماً أسود ولذلك يجب أن يجتنبه المستعدون لأمراض السوداء والذين قد بدت بهم أشياء كالماليخوليا والسرطان وداء الفيل والدوالي والبواسير وليس هو موافقاً بالجملة للمحرورين فإن أكلوه فليشربوا عليه شراباً كثير المزاج، وأما المبرودون فليأكلوه بالخردل والثوم وليتجنبوا عليه مرقته وذلك يسرع إخراج جرمه من البدن. الطبري: محلل من داخل إذا طبخ وأكل وإذا وضع على الورم من ظاهر حلله وذهب به وفيه قوة منقية وأصله وجسمه أقوى وأشدّ تنقية من حبه وورقه. الرازي: الكرنب النبطي حار يابس مولد للسوداء ويفسد الأحلام غير أنه يلين الحلق والصدر ويطلق البطن ويخفف السكر. علي بن محمد: والكرنب الشامي صنف آخر يسمى الموصلي أيضاً وله ورق أخضر جعد مثل ورق الكرنب الأندلسي غير أنه منبسط على وجه الأرض وله عسلوج طويل مرتفع من وسطه ويسمو قدر ذراع وفيه ورق صغير منظوم من أسفله إلى أعلاه وما تحت الأرض من أسفله غليظ مدوّر كأنه اللفت الكبير ويؤكل مطبوخاً كما يؤكل اللفت ولا يؤكل منه غير أصله. الرازي: وأما الكرنب الموصلي والهمذاني فإنه أبرد ويجري قريباً من مجرى اللفت ويزيد في المنيّ. ابن ماسويه: وأما الكرنب المدعو بالقنبيط فهو أغلظ وأقوى وأبطأ في المعدة من الكرنب وورقه الناشئ حواليه أقل إضراراً وأصلح من جمارته الناشئة في وسطه للمائية الغالبة عليه واجتنابه كله أحمد لتوليده الدم العكر والإكثار منه يضعف البصر وهو مطلق للبطن كثير البخار يورث أحلاماً رديئة وسدداً ومرة سوداء وأصلح ما يؤكل مطبوخاً باللحم أو بدهن اللوز مع زيت الأنفاق وبيضه الذي يسمى جماره يهيج القراقر والنفخ ويزيد في المني ويعين على المباضعة. الطبري: القنبيط بارد يابس غليظ عسر الإنهضام رديء الغذاء وإذا طبخ بيضه الذي هو ثمره وصب ماؤه ثم أكل بالخل والزيت والمري زاد في المني لأن في بيضه نفخاً. الرازي: القنبيط مثل الكرنب النبطي إلا أنه أقل حدّة وحرافة منه. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: القنبيط مثل الكرنب النبطي وهو أكثر في توليد السوداء من الكرنب وينبغي أن يجتنبه البتة من به ابتداء أمراض سوداوية وهو مستعد لذلك. وقد يصلح مضرته الدهن واللحم السمين ويصلح خلطه ويكون توليده للسوداء أقل فأما ما اتخذ منه بالخل والمري فهو أحرى أن لا يسخن المحرورين لكنه أسرع إلى توليد الدم الأسود إن أدمن وإن الأغذية التي تولد خلطاً من الأخلاط لا يتبين ذلك في مرة أو مرتين وما لم يكثر منها أو يدمن. إسحاق بن عمران: القنبيط أكثر خلطاً وأبطأ في المعدة من الكرنب وهو أفضل في إدرار البول وإطلاق البطن منه ولمائيته خاصية في منفعة السكر. ابن ماسويه: وخاصة بزر القنبيط إفساد المني إذا احتملته المرأة بعد الطهر من الطمث. الإسرائيلي: وإذا شرب قبل الشراب منع من السكر وإذا شربه المخمور حلل خماره. التجربتين: إذا أحرق ورق الكرنب كما هو في قدر فخار جديدة ثم أخذ وأضيف إلى بعض الشحوم قد يبرئ من الأورام الصلبة التي في العنق التي منها الخنازير، وحراقة غساليجه إذا استاك بها لحفر الأسنان وورقه مطبوخاً إذا أضيف إليه السمن أو بعض الشحوم حلل الأورام البلغمية الصلبة منها وعيونه إذا طبخت بدجاجة سمينة كانت غذاء صالحاً نافعاً للنزلات في الصدر والسعال وطبيخ ورقه إذا عجنت به أدوية الإستسقاء وطلي به الجوف قويت منفعتها وإذا طبخت في مائه أدوية الأدهان الحارة كالقسط والعلقم وهو قثاء الحمار تقوت منفعتها وبزره ضماداً يفعل في الأورام ما يفعل الورق. ديسقوريدوس في الثانية: قرنبي أغريا وهو الكرنب البري أكثر ذلك ينبت في سواحل البحر في مواضع عالية نواحيها التي ينبت  فيها من تلك المواضع قائمة وهو شبيه بالكرنب البستاني غير أنه أبيض منه وأكبر زغباً وهو مر. جالينوس: هذا أحدّ مزاجاً من الكرنب البستاني وأيبس كما أن سائر البقول البرية هي أقوى في هاتين القوتين من البقول البستانية المجانسة لها ولذلك صار هذا الكرنب إن ورد إلى داخل البدن لم يسلم الإنسان من أذاه لكثرة بعده عن مزاج الناس، وبهذا السبب صار يجلى من يذوقه أمز طعماً من الكرنب البستاني وذلك أن في الكرنب البستاني أيضاً شيئاً من المرارة والحرارة إلا أن هذين الطعمين جميعاً في الكرنب البري أقوى فلذلك صار يحلل ويجلو أكبر من الكرنب البستاني. ديسقوريدوس: وإذا سلق قلبه بماء الرماد لم يكن رديء الطعم وإذا تضمد بورقه ألزق الجراحات وحلل الأورام البلغمية والحارة. لي: أخبرني من أثق به وهو تاج الدين البلغاري رحمه الله تعالى أنه كان بظاهر مدينة الرها بضيعة منها تعرف بالقنيطرة قس من النصارى يسقي دواء لنهشة الأفعى فيتخلص منها وشاع بذلك خبره في جميع الجزيرة وكان الناس يقصدونه في هذا الشأن من جميع البلاد القريبة، وأخبرني أنه بذل له جملة على أن يعرفه هذا الدواء فلم يفعل فبذل لزوجته فعرفته وأعطته من عين الدواء وكان عروق الكرنب البري كان يقتلعها من جبل الرها فيجففها ويسحقها ويسقي منها وزن درهمين بشراب فيتخلص من نهشة الأفعى مجرّب. وهذا الدواء أعني الكرنب البري كثير أيضاً بأرض حماة وحمص ينبت في مقاثئ العجور وفي بعض بساتين دمشق منها أيضاً شيء كثير وثمره مدوّر أبيض اللون على هيئة الفلفل الأبيض المعروف بالصيني وخلقته وهو أيضاً ينفع من نهشة الأفعى فيما ذكر بعض القدماء. ديسقوريدوس: وأما الكرنب الذي يقال له البحري فهو بعيد الشبه من البستاني وورقه طوال شبيه بورق الزراوند الذي يقال له المدحرج وأصول الورق التي بها أنصاله هي قضبان حمر صغار وموضعها من ساق الكرنب على مثال ما يظهر ورق النبات الذي يقال له قسوس وله لبن ليس بكثير طعمه مائل إلى الملوحة مع يسير من مرارة. جالينوس: هذا مع ما هو عليه من الأنته للبطن من قبل أن طعمه مائل إلى الملوحة والمرارة وقد يجوز أن يستعمل أيضاً خارج البدن في الوجوه التي يحتاج فيها إلى تلك الكيفيات التي ذكرناها. ديسقوريدوس: إذا أكل مطبوخاً أسهل البطن ومن الناس من يطبخه بلحم سمين. إسحاق بن عمران: بزر الكرنب البحري يفعل في قتل الدود وإخراج حب القرع أكثر من فعل البستاني.

كرات: 

منه الشامي ومنه النبطي ومنه كراث الكرم. حنين بن إسحاق: الكراث الشامي هو الذي له رؤوس. الفلاحة: الكراث الشامي هو مما يؤكل أصله دون فرعه. ديسقوريدوس في الثانية: الكراث الشامي نافخ رديء الكيموس وتعرض منه أحلام رديئة ويدر البول ويلين البطن ويحدث غشاوة العين ويدر الطمث ويضر بالمثانة المتقرحة والكلى وإذا طبخ بماء الشعير أخرج الفضول التي في الصدر وورقه إذا طبخ بماء البحر والخل وجلس النساء فيه نفعهن من انضمام فم الرحم والصلابة العارضة له وقد يحلى بأن يسلق سلقتين بماء بعد ماء ثم ينقع في ماء بارد وإذا فعل به ذلك حلا طعمه وقلت نفخته. الغافقي: قال علي بن محمد: الكراث الشامي صنفان منه صنف أعناقه كبيرة طويلة ورؤوسه صغار وصنف منه أعناقه قصيرة ورؤوسه كبار أطيب طعماً من الأول وأكبر رأساً ورؤوسه أمثال رؤوس البصل يملأ الكف، والصنف الأول هو الأندلسي وزعموا أن هذا الصنف هو القفلوط والأشبه أن القفلوط هو الأندلسي وكذلك في الفلاحة فإنه قال فيها: الكراث الشامي أصوله بيض مدورة كبار وربما كبر حتى يصير في قدر السلجم ثم قال: ومن الكراث الشامي صنف يقال له القفلوط لطيف الأصل أصغر من الشامي مدور أبيض وهو أشد حرافة من الثاني رديء للمعدة مضر بالبصر جداً، وإذا أدمن أكله أحدث الغشاء في العين وهو أقوى من الشامي في إدرار البول. الرازي في دفع مضار الأغذية: الكراث الشامي هو القفلوط يسخن وينفخ ويهيج الباه والإنعاظ وهو أسكن وأقل في الحدة والأعطاش من البصل وأغلظ جرماً وأبطأ نزولاً وانهضاماً ويصلح منه الخل والمري إذا اتخذ به وقال في موضع آخر والمخلل منه قريب من الكراث يلين البطن ويفتح سدد الكبد والطحال. ابن ماسه: خاصة أصله النفع من القولنج وإذا أكل الكراث أو شرب طبيخه نفع من البواسير الباردة وورق الكراث الشامي خاصته النفع للرحم التي فيها رطوبة يزلق الولد. أبقراط: يسكن الجشاء الحامض وينبغي أن يؤكل آخر الطعام. ابن سمحون: قال علي بن محمد: الكراث النبطي هو كراث المائدة ويخرج من تحت الأرض ورقاً ثلاثاً لابساً ذو أعناق في لون ورق الكراث الأندلسي وشكله إلا أنه دقيق جداً وما تحت الأرض مر أصله قدر عقدين أو ثلاثة أبيض مستطيل غير مستدير. ديسقوريدوس: والكراث النبطي هو أشد حرافة من الكراث الشامي وفيه شيء من قبض ولذلك ماؤه إذا خلط بالخل ودقاق الكندر قطع الدم وخاصة الرعاف ويحرك شهوة الجماع، وإذا خلط بالعسل ولعق كان صالحاً لكل وجع يعرض في الصدر وقرحة الرئة، وإذا أكل نقى قصبة الرئة وإذا أدمن أكله أظلم البصر وهو رديء للمعدة وماؤه إذا خلط بماء القراطن نفع من نهش الهوام، وإذا تضمد بالكراث أيضاً فعل ذلك وماؤه إذا خلط بالخل والكندر واللبن أو دهن الورد وقطر في الأذن نفع من وجعها ومن الدوي العارض لها، وإذا تضمد به مع السماق قطع الثآليل التي يقال لها أنصفون ويبرئ الشري وإذا تضمد به مع الملح قلع خبث القروح، وإذا شرب من بزره وزن درخميين مع مثله من حب الآس قطع نفث الدم من الصدر ونفعه. ابن ماسويه: الكراث النبطي حار في الدرجة الثالثة يابس في الثانية مصدع يولد خلطاً رديئاً ويرى أحلاماً رديئة، وإن سلق وطحن وأكل وضمد به البواسير العارضة من الرطوبة نفع منها وينفع من السدد العارضة في الكبد المتولدة من البلغم. الرازي: مفتق لشهوة الطعام معين على استكثار الباه ولا يصلح لأصحاب الأمزجة الحارة ومن يسرع إليه الرمد والإمتلاء إلى رأسه. اليهودي: خاصته إفساد الأسنان واللثة. إسحاق بن عمران: نافع من سدد الكبد والطحال إذا وجد في المعدة أو المعي بلغماً أساله وألان الطبيعة وإذا وجد فيها مرة عقلها وهو على سبيل الغذاء يحدث ظلمة في البصر وأحلاماً كثيرة مفزعة ومن كان محروراً أو كان به هوس أو كان في رأسه شدة فليحذره أصلاً، وإذا دق وعمل منه ضماد وضمد به على لسعة الأفعى نفع منها. بولس: بزر الكراث يخلط مع الأدوية التي تصلح للعلل التي في الكلى والمثانة. ماسرحويه: وإذا دخنت المقعدة ببزر الكراث أذهب البواسير. ابن ماسويه: إن سحق بزر الكراث وعجن بقطران وبخرت به الأضراس التي فيها ديدان نثرها وأخرجها وسكن الوجع العارض فيها وإن قلي مع الحرف نفع من البواسير وعقل الطبيعة وحلل الرياح التي في الأمعاء. الرازي في الحاوي: بزر الكراث إذا شربت منه  ملعقة أحدث انتشاراً صحيحاً. بليناس في كتاب الطبيعيات: من أحب أن يجامع ولا يؤذيه فليشرب من بزر الكراث مع شراب. الرازي في كتاب خواصه: وجدت في كتاب ينسب إلى هرمس أنك إن ألقيت بزر الكراث في الخل أذهب حموضته. وأما كراث الكرم فهو الكراث البري. ديسقوريدوس في الثانية: وكراث الكرم أردأ للمعدة من الكراث وأسخن وأدر للبول وقد يدر الطمث وإذا أكل وافق نهش الهوام. جالينوس في 6: إن أنت توسطت شيئاً متوسطاً فيما بين الكراث والثوم وجدت قوة هذا النبات وكذا أعني الكراث البري ولذلك صار أشد حرافة وأكثر تجفيفاً من الكراث كما أن أكثر حشيش الصحراء أقوى مما يزرع منه في البساتين، ومن أجل ذلك صار الكراث البري أردأ للمعدة وهو حريف. وتقطيعه وتفتيحه أكثر من تقطيع الكراث البستاني وتفتيحه للسدد ولذلك صار يدر البول والطمث إدراراً كثيراً إن كان كل واحد قد احتبس بسبب خلط غليظ بارد ومعه من الإسخان ما يحدث بسببه قروحاً متى وضع على البدن من خارج وقد قلت قبل أن جميع الأدوية التي تسخن مثل هذا الإسخان فهي في أقصى الدرجات. الغافقي: وقال في الفلاحة الكراث أربعة أصناف فمنها الكراث النبطي المعروف ومنها الكوهيان والكليكان وهما أغلظ ورقاً وينبت الكوهيان بخراسان وأكثر منابته ببلاد الصعيد والكليكان ينبت بالري وخراسان ومنها السلابس وهو ينبت ببابل وبزره أسود غير مدور وكل هذه الأصناف مسخنة مصدعة مضرة بالدماغ والمعدة والكبد والقلب والسلابس خاصة خاصيته أنه ينفع من البواسير إذا أكل أو اعتصر ماؤه فيجرع منه مع عسل أو سكر أو استف من بزره مدقوقاً مع السكر كل يوم وزن درهم وتخالط حرافتها مرارة وقبض والقبض أقلها والحرافة أكثرها، وإن أخذ دقاق الكندر فسحق وخلط بماء الكراث وسقي منه عشرة دراهم نفع من سيلان الدم من السفل وكذا يقطع الرعاف إذا شربت منه فتيلة وألصقت بالأنف، وإذا قطر ماؤه مع الكندر نفع من الدوي في الأذنين ويحرك شهوة الجماع ويرى أحلاماً رديئة ويلين البطن، وأما الكوهيان فهو مصلح للمزاج إذا أدمن أكله مطبوخاً وهو يصلح المعدة ويهضم الطعام ويقوي الظهر ويزيد في الباه ويزيل الكسل والضعف وعسر النفس ويسخن الأحشاء باعتدال ويقوي الكبد والطحال ويصلح المزاج. والكليكان خشن الجسم غليظ قريب من عمل الكوهيان، وأما السلابس فهو ألطفها وأسرعها هضماً وهو يلين الطبع جداً ويفعل في إصلاح المزاج والتقوية مثل فعل الكوهيان وقد قيل أنه يشفي العنين ويرده إلى الحال الطبيعية، وأما الخضراويا فهي بقلة تشبه الكراث إلا أنها أدق ورقاً منه تنبت ببلاد الترك في الجبال دون السهل وورقها طوال مع رقة وهو حريف أشد حرافة من الكراث ويشوب حرافتها حموضة بينة ولونها أشد خضرة من الكراث وتسكن أوجاع المثانة والورك والجوف والرياح الغليظة وتقطع الحمار وهي بليغة في ذلك وتشهي الطعام وتنقي الأمعاء وتؤكل نيئة ومطبوخة. ابن سينا: طبيخ أصول الكراث النبطي أسفندياجه بدهن اللوز وشيرح نافع من القولنج وعصارته يابسة تسهل الدم. الفلاحة: وأما المسمى فروصانمي وهو كراث الثوم والكراث فهو نبات له ورق فيها مشابهة من ورق الكراث ومشابهة من ورق الثوم وله أصل قريب من أصل الكراث الشامي بثلاثة أصناف أو أربعة كانفصال الثوم إلا أنه ليس له قشور كالقشور التي بين أسنان الثوم بل تراه كله شيئاً واحداً وفي طعمه شبه من الكراث وشبه من الثوم وكذا قوته مركبة تفعل كل ما يفعله الكراث والثوم إلا أن فعله أضعف، وقد يطبخ ليعذب ويؤكل مثل ما يؤكل الكراث الشامي. جالينوس في 8: سقردافراس كما أن هذا النبات المسمى بهذا الإسم وتفسيره الثوم الكراثي إذا تفقدت طعمه ورائحته وجدت فيه كيفية مركبة من ثوم وكراث كذا قوته على هذا المثال. الفلاحة: وأما سومكراث فهو نبات له ورق مثل الكراث الشامي وأقل عرضاً ولونها في الخضرة مثل لون ورق الكراث وله أصل كأصول الكراث ينبت أصولاً متلاصقة، وإذا عتق احمر قشره كما يحمر قشر البصل، وهو رديء للمعدة شديد الإسخان إذا مكث في المعدة جداً وإذا اتفق أن ينحدر عنها في زمان يسير لم يحس له بمثل ذلك الإسخان وقد يغير رائحة البول والبراز إلى النتن تغييراً شديداً، وقد يدر البول والطمث إدراراً شديداً ويحلل تحليلاً شديداً ويأخذ بالحلق وإذا استف بزره شهى الطعام ونفع من نهش الهوام كلها.

كرسنة: ديسقوريدوس في الثالثة: هو شجيرة صغيرة دقيقة الورق والأغصان لها ثمر في غلف. جالينوس في 8: هذا دواء يجفف في الدرجة الثانية ممتداً ويسخن في الدرجة الأولى وبحسب ما فيه من المرارة كذلك يقطع ويجلو ويفتح السدد وإن أكثر من أخذه بول الدم. ديسقوريدوس: يطحن منه دقيق نافع في الطب وإن أكلت الكرسنة صدعت وأطلقت البطن وبولت الدم وإذا اعتلفتها البقر مطبوخة أسمنتها والدقيق الذي يطحن منه على هذه الصفة فليطحن خذ من الكرسنة ما كانت سمينة بيضاء وصب عليها ماء وحركها ودعها أوقاتاً كثيرة لتشرب الماء وحركها ثم أخرجها من الماء ثم أقلها إلى أن ينقشر قشرها ثم أطحنها وأخرج دقيقها بمنخل صفيق وأخزنه وهذا الدقيق مسهل للبطن مدر للبول محسن للون وإذا أكثر من أكله أو من شربه أسهل الدم بمغص وبول الدم، وإذا خلط بالعسل نقى القروح والبثور اللبنية والكلف والآثار الظاهرة في الجلد من الكيموسات وينقي سائر البشرة ويمنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ويلين الأورام الخبيثة التي تسمى غنغرايا ويلين الأورام الصلبة العارضة في الثدي وغيره من الأعضاء ويقلع النار الفارسية والقروح التي يقال لها الشهدية، وإذا عجن بشراب وتضمد به أبرأ من عضة الكلب ونهشة الأفعى وعضة الإنسان، وإذا استعمل بالخل نفع من عسر البول وسكن الزحير والمغص وإذا قليت الكرسنة ثم دقت ناعماً ثم خلطت بعسل وأخذ منها مقدار جوزة وافقت المهازيل وأما طبيخ الكرسنة إذا صب على الشقاق العارض من البرد والحكة العارضين للبدن أبرأ منها. الحور: الكرسنة نافعة للسعال. التجربتين: إذا اعتلفتها الدجاج نفع لحمها المخدورين وأصحاب الأمزجة الباردة، وإذا عجنت بالخل مع الأفسنتين وضمد بها للسع العقارب نفعت منه وتنبت اللحم في الجراحات الغائرة مفردة ومعجونة بالعسل ومع الزراوند المدحرج وتنبت لحم اللثة المتآكلة. ابن ماسه: وقد استعملها الأطباء إذا ما هي حلت بالماء وخلط معها العسل لتنشيفها الرطوبات الغليظة في الصدر والرئة.

كراويا: هي القرنباد والقرنقار أيضاً فيما زعموا. ديسقوريدوس في الثالثة: هو بزر صغير الحبة معروف عند الناس. جالينوس في 7: تسخن وتجفف في الدرجة الثالثة وفيها حرافة معتدلة فهو لذلك يطرد الرياح ويدر البول لا بزره فقط بل جميعه. ديسقوريدوس: يدر البول وهو طيب الرائحة مسخن جيد للمعدة يهضم الطعام ويقع في أخلاط الأدوية المعجونة التي تسرع في إحدار الطعام وقوته شبيهة بقوة الأنيسون وأصله يطبخ ويؤكل كالجزر. جالينوس في أغذيته: أصله إذا أكل رديء الخلط. ابن ماسويه: هو أغلظ من الكمون يخرج حب القرع من البطن مقو للمعدة عاقل للبطن أقل من الكمون. الطبري: ينفع من الريح الذي يهيج في الأمعاء إذا عمل في الطعام أو خلط في الدواء وهو شبيه في القوة بالكمون والكاشم ولكن ليس فيه حدة الكمون وهو أهضم للطعام من الكمون والكاشم. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الكراويا حار لطيف طارد للرياح مجشئ جيد للمعدة الباردة يلطف الأغذية الغليظة، وإذا وقع مع الخل قل إسخانه وعقل الطبيعة ولم ينقص تلطيفه للأطعمة الغليظة، وإن وقع مع المري لم يعقل الطبيعة وأعان على الهضم وحلل النفخ ويصلح أكثر الأغذية النافخة ولذلك يعالج به بالخل وبالمري كالهليون والحرشف والباقلا والجزر والقنبيط أو نحوها فيصلح منه ويقل نفخها ويسرع هضمها. إسحاق بن عمران: الكراويا صالحة في الأمراض الباردة مذهبة للتخم وتنفع المعدة التي أضرت بها الرطوبة. التجربتين: إذا أخذ منها كل يوم على الريق مقدار درهمين كما هي حباً أمسكت في الفم حتى تلين ومضغت وبلعت نفعت من ضيق النفس منفعة عظيمة وحللت نفخ المعدة ونفعت من أوجاعها وبالتمادي عليها تذيب البلغم المتولد في المعدة وتنفع من الخفقان المتولد عن أخلاط لزجة في المعدة ولذلك تنفع من البهر المتولد من ضعف فم المعدة كما يفعل الأنيسون، وإذا عجنت بالعسل نفعت مما ذكرناه وإذا طبخت بالماء وشرب ماؤها كان فعلها أضعف وإن طبخت بطبيخ دقيق عتيق كانت أقوى فعلاً في جميع هذه الوجوه وكذلك الكمون إذا طبخ فيه أيضاً وإذا تمادى عليها معجونة بالعسل مع بزر الكرفس نفعت من التنمل الذي يجلى المبرودون بعد سكون وجع لسعة العقرب.

كراويا: فارسية وشامية وكراويا رومية وكراويا جبلية زعموا أنها القردمانا وقد ذكرته في القاف.

كراث: بفتح الكاف وتخفيف الراء. قال أبو حنيفة: هي شجرة جبلية لها ورق طوال دقاق وأغصان ناعمة إذا فرغت اهراقت لبناً والناس يستمشون بلبنها. قال ويؤتى بالمجذوم حتى يتوسط به منبت الكراث فيقيم به ويخلط به طعامه وشرابه ولا يلبث إلى أن يبرأ من جذامه. قال: وهو مما يتخذ أرشية أي حبالاً من قشره ولا نعلمه إلا بري كسا وهو جبل الزهران، وببلاد هذيل واد يقال له عروان به الكراث. الغافقي: أظنه نباتاً رأيت بعض الناس تسميه في بعض بوادي بلاد الأندلس عشبة السباع وفيها مشابهة من نبات الميتان إلا أنها أنعم منه بكثير وأطول ورقاً ولها قشر صلب متين قوي كقشر الميتان يصلح أن يتخذ منه حبال وهو شديد المرارة وله لبن كثير إلا أنه ليس بأبيض ولا غليظ كلبن اليتوع، ورأيت أهل تلك الناحية التي ينبت فيها يزعمون أنه إن أخذ من عصارته أو لبنه شيء يسير فيخلط بزيت كثير أو مرقة دسمة كثيرة وشرب قيأ بقوة وأسهل أيضاً ونفع بذلك من الجذام والماليخوليا وعضة الكلب الكلب.

كرمدانة: ابن سمحون: قال علي بن محمد: الكرمدانه بالفارسية حبة معروفة ومعناه عود الكرم لأن الكرم بالفارسية هو الدود، ودانه هو الحب. وزعم الغافقي وغيره أنها ثمرة شجرة الميتان وسيأتي ذكره في الميم.

كركم: الغافقي: قيل أنه أصل النبات الذي سماه ديسقوريدوس خاليدونيون طوماغا وهو الصنف الكبير من عروق الصباغين وهي العروق الصفر ونباتها هو المسمى بقلة الخطاطيف وقد ذكرت في حرف العين. والكركم المعروف عندنا عروق يؤتى بها من الهند ويسمى القرد بالفارسية وليس لها من القوة ما ذكر. جالينوس: وليس هي عروق الصباغين قال ابن حسان: يسمى بالفارسية الهرد وأهل البصرة يسمونها الكركم والكركم هو الزعفران شبهوه بالزعفران لأنه يصبغ به صبغ أصفر كما يصبغ بالزعفران يؤتى به من جزائر الهند واليمن. وزعم قوم أنه أصول الورس وقيل أن الورس صنف آخر منه وهي أصول غلاظ صلبة كالزنجبيل إلا أن فيها دعاثير تدخل في المراهم النافعة من الجرب وتنشف القروح وتحد البصر وتذهب البياض من العين.

كرشف: هو القطن وقد ذكر في القاف.

كركر: هو الصنوبر الصغير الذي يعرف بقمل قريش من كناش ابن إسحاق.

كركمان: هو الحندقوق وقد ذكر في الحاء المهملة.

كرديلن: زعم بعضهم أنه الكاشم وليس به وإنما هو نوع من أنواع الساساليون، وصوابه بالطاء المهملة طرديلن وقد ذكر مع ساساليوس في حرف السين.

كركند: الغافقي قيل أنه حجر يشبه الياقوت الأحمر غير أنه ليس في نضارته ولا جنسه وإذا نفخ عليه النار انكسر والمبرد يعمل فيه عملاً خفيفاً.

كركرهن: قيل هو العاقر قرحا وقد ذكر في حرف العين.

كروش: الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما الكروش والأمعاء فقليلة الإغذاء بالإضافة إلى اللحم وباردة أيضاً وما كان من الأمعاء أدسم وأكثر شحماً كان أسخن وأكثر غذاء كالقبة وسائر الأمعاء الغلاظ وقد يلطفها ويسرع هضمها الخل الثقيف إذا طبخت به مع السذاب والكرفس والبقول والأفاويه والأبازير الملطفة الطيبة الرائحة ولا بد أن يتولد من إدمانها بلاغم كثيرة يعسر خروجها من البطن ولذلك ينبغي أن يتعاهد بعدها الجوارشنات المسهلة. قال: وقد يتخذ من الكروش أسفيذباجة وأما الأمعاء فلا تصلح لذلك، وإذا اتخذت أسفيذباجات فلتكن كروش الحملان وثني الضأن فإنها أجود من كروش المعز في هذا الموضع وألذ ولتطبخ بالماء والملح حتى تتهرى ثم يصب عليها الزيت أو دهن الجوز والأبازير ويصب فيها من الكراث والكزبرة وتطيب به وتصلح. المنهاج: الكروش باردة عصبية صالحة لمن يتدخن غذاؤه وهي عسرة الهضم قليلة الغذاء رديئة الكيموس بلغمية تحدث الدوالي في الساقين، وينبغي أن تعمل بسكباج بخولنجان وفلفل.

كركي: 

جالينوس في أغذيته: لحمه عضلي ليفي ولذلك يؤكل بعد أن يذبح بأيام. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما لحوم الكراكي فيصلحها الطبخ بالخل مرة وبالماء والملح أخرى على نحو ما ذكرنا قبل فإن كانت تشوى فتلقى بسرعة إخراجها من البطن بما يسهل خروج الأثفال بما ذكرناه أو تأخذ عليها فانيذ أو حلواء متخذة بفانيذ وكذلك على شواء الأوز وما عظم من البط. الشريف: أنه إن أخذ من دماغه ومرارته فخلط بدهن زنبق وسعط بهما إنسان كثير النسيان ذهب ذلك عنه ولم يعد ينسى شيئاً بعد البتة ومن اكتحل بدماغه ومخه نفع من العشاء وامتناع النظر بالليل، وإذا خلطت مرارة كركي مع ماء ورق السلق ويستعط به صاحب اللقوة ثلاثة أيام على الولاء فيذهبها عنه البتة، ودماغ الكركي إذا أديف بماء الحلبة وطلي به على الورم الذي في اليدين حلله وكذا الذي في الرجلين الكائن من التخمة فينفعه، وإذا ملحت خصيتاه وجففت وخلط بها خرء ضب وزبد البحر أو سكر أجزاء متساوية وكحل بها بياض العين الكائن عن جدري وطرفة أذهبه البتة وإذا ديف شحمه وخلط مع خل عنصل وسقي منه أياماً المطحول نفعته نفعاً بيناً وإن ديفت مرارته مع عصارة مرزنجوش وسعط بها صاحب اللقوة مخالفاً للجنب الذي فيه اللقوة سبعة أيام ويدهن اللقوة بدهن جوز ويمتنع العليل أن يرى الضوء سبعة أيام فإنه عجيب. غيره: مرارة الكركي تنفع من الجرب المتقرح والأتربة والرض لطوخاً.

كزبرة: 

جالينوس في السابعة: قد سماه ديسقوريدوس فوريون وهو يزعم أنها باردة وهو في ذلك غير مصيب لأنها مركبة من قوة متضادة والأكثر فيها الجوهر المر، وقد بينا أن هذا الجوهر أرضي قد يلطف وفيها أيضاً رطوبة مائية فاترة القوة ليست يسيرة المقدار وفيها مع هذا قبض يسير وهي بسبب هذا القوة تفعل جميع تلك الأفعال المتفننة المختلفة التي وصفها ديسقوريدوس في كتابه إلا أنها ليست تفعل هذه الأفعال من طريق أنها تبرد بل أصف لك السبب في فعلها واحداً واحداً من الأفعال الجزئية على أني قد كنت عازماً على أني لا أذكر في كتابي هذا إلا ما أراه أنا من الرأي فقط ولكن ما أحسب أنا ههنا شيئاً يبلغ من أن يفعل هذا أيضاً بل رأينا أن نقول الحق فيه فإنه أوجب علينا. قلنا إن ما يجري من القول على هذا الوجه في الدواء بعد الدواء نافع من بعض الوجوه وفيه إذا كان بالعرائض والقوانين التي ذكرناها وأول ما أقول أن ديسقوريدوس ليس هو فقط بل وغيره من الأطباء أيضاً كثيراً ما قد حكموا في الأدوية التي تصلح للأمراض أحكاماً مهملة لا حد معها ولا تبصير ولذلك تجد في وقتنا هذا أيضاً كثيراً من الأطباء المشهورين الموصوفين بالبصر بأشياء أخر قد يخطؤون في هذا الباب خطأً عظيماً وذلك أنه قد نبهنا مراراً كثيرة أن يكون عضو قد كانت حدثت فيه العلة المعروفة بالحمرة ثم أخضر واسود وبرد فهو في ذلك الوقت ليس يحتاج إلى أدوية تستفرغ وتحلل منه الخلط الذي قد سحج ورسخ ولحج في العضو، والأطباء بعد مقيمون على تبريده، وربما انتقلوا مراراً كثيرة إلى الأدوية المحللة. ومنهم من يزعم أنهم إنما يداوون الحمرة ويصفون في كتبهم للحمرة التي هي في الابتداء وفي التزيد أدوية غير الأدوية التي يصفونها للحمرة التي هي في الأدبار والإنحطاط وليس الأمر كذلك لأن الورم إذا سكن ما هو عليه من اللهيب والغليان وإفراط المرار فليس ينبغي أن يسمى في هذا الوقت حمرة ولا ينبغي أيضاً أن يظن أن الأدوية التي تشفي مثل هذه العلة أدوية باردة، بل كما أنا متى رأينا إنساناً قد أصيب على عضو من أعضائه وأصابه شيء آخر حتى ورم ذلك العضو، ورأينا ورمه اخضر أو اسود لم نشك أن العلة علة باردة وأنها تحتاج إلى أدوية محللة لذلك أرى من الرأي أنه متى تغيرت علة حارة في وقت من الأوقات إلى علة باردة فينبغي أن تسمى تلك العلة بالعلة الأولى، وتسمى هذه بالعلة الثانية أو إسم آخر فإن لم تحب أن تغير الإسم وأحببت أن تصف في كتابك لهذه العلة أدوية ما ولانحطاطها أدوية غيرها فافعل، ولكن لا تظن أن أدوية الانحطاط هي أدوية باردة فإنك إن سميت هذه العلة في وقت انحطاطها حمرة تسامحت في ذلك، وإن أحببت أن تلقبها بهذا اللقب فأما أن تسميها علة حارة بعد أن بردت فليس ينبغي أن يقبل ذلك منك، وإذا كان هذا ليس بجائز فالدواء أيضاً الذي ينفع لهذه العلة في هذا الوقت ليس ينبغي أن يظن أنه بارد كما ظن ديسقوريدوس بالكزبرة بأنها باردة من قبل أنها إن اتخذت منها ضماداً مع خبز أو سويق الشعير ووضع على الحمرة شفاها فإن الكزبرة مع الخبز لم تشف ولا تشفي في وقت من الأوقات حمرة خالصة وهي أيضاً متى يكون منها لهيب ويكون لون الورم أحمر بل إنما تشفي الحمرة التي قد جمدت وبردت.

ولمكان هذا أشرنا نحن على من يريد أن يعرف قوى الأدوية في المواضع التي أمرنا فيها بأن يكون اختبار قوّة كل واحد من الأدوية واعتبارها بالتجارب التي يجري أمرها على تحديد وتحصيل فنعتبر أن نختار لتجربة مرض أبسط ما يمكن أن يكون الدواء ونجربه عليه، وجل الأطباء لا يعلمون هذه الخصلة فضلاً عن غيرها أعني أن يكون أكثر الأمراض منذ أول أمرها وفي ابتدائها مركبة ولأن الحمرة الخالصة هي مرض غير هذا المرض التي قد جرت عادتنا معشر اليونانيين أن نسميه فلغموني وهو الورم الحادث عن الدم على أن القدماء لم يكونوا يعنون بقولهم فلغموني هذه العلة، ولا يعلمون أيضاً أن فيما بين هاتين العلتين عللاً أخرى كثيرة بعضها في المثل حمرة فلغمونية وبعضها فلغموني حمرته، وربما وجدت في بعض الأوقات هاتين العلتين لا تغلب واحدة منهما صاحبتها بل هما على غاية التكافؤ والمساواة، وكذا أيضاً قد نجد عياناً أنه يكون مراراً كثيرة حمرة يخالطها ورم بلغمي وحمرة يخالطها ورم صلب سوداوي، وإذا كان الأمر على هذه العلل في كتاب حيلة البرء وفي كتاب آخر فأما ههنا فيجب ضرورة أن نقول فيها أن الضماد الذي وصفه ديسقوريدوس وهو الذي ذكره قبل ليس يشفي في وقت من الأوقات الحمرة الخالصة. أعني بقولي حمرة خالصة الحمرة التي تكون عندما يمتلئ العضو مادّة من جنس المرار وأنت تقدر أن تعلم أن الكزبرة بعيدة عن أن تبرد من أسباب قالها ديسقوريدوس نفسه بينها في كتابه، وذلك أنه زعم أنها تحلل وتذهب الخنازير إذا استعملت مع دقيق الباقلا، ولا أحسب ديسقوريدوس شك في أن الأدوية الباردة ليس شيء منها يفي بحل الخنازير وإذهابها إذ كان قد وصف في كتابه من الأدوية التي تشفي هذه العلة المعروفة بالخنازير أدوية كثيرة كلها موافقة ومزاجها حار وفعلها التحليل. ديسقوريدوس في الثالثة: فوريون وباللطيني فابيرة له قوّة مبردة وكذا إذا تضمد به مع الخبز أو السويق أبرأ الحمرة والنملة، وإذا تضمد به مع السعل والزبيب أبرأ الشرى وورم البيضتين الحار والنار الفارسي، وإذا تضمد به مع دقيق الباقلا حلل الخنازير والجراحات وبزره إذا شرب منه شيء يسير بالمتبجيح أخرج الدود الطوال وولد المني. وإذا شرب منه شيء كثير خلط الذهن ولذلك ينبغي أن يتحرز من كثرة شربه وإدمانه، وماء الكزبرة إذا خلط بأسفيذاج أو الخل ودهن الورد أو المرداسنج ولطخ على الأورام الحارة الملتهبة الظاهرة في الجلد نفع منها. ابن سينا: في الثاني من القانون عندي أنّ المائية فيها برودة غير فاترة البتة اللهم إلا أن يكون بسبب جوهر لطيف حار يخالطها يسرع مفارقته لها، وقد قال حنين أيضاً أن جالينوس نفى البرد عن الكزبرة معاندة لديسقوريدوس. أقول: وقد شهد ببردها روقس وأركاغانيس وغيرهما وهي باردة في آخر الأولى إلى الثانية يابسة في الثانية. وعند أبي جريج في الثالثة وعندي أن اليابسة مائلة إلى تسخين يسير. جالينوس: إذا كانت تحلل الخنازير فكيف تكون باردة وقد يمكن أن يقال له أن تحليل الكزبرة للخنازير لخاصية فيها أو لأن فيها جوهراً لطيفاً غواصاً ينفذ ويغوص ولا يغوص الجوهر البارد لكنه إذا شرب يحلل الحَمَار بسرعة وينقي البارد والألم يكن. يجب أن يكون الإكثار من عصارتها مائلاً إلى التبريد والكزبرة تنفع من الدوار الكائن عن بخار مراري أو بلغمي كائن من ذلك وتولد ظلمة البصر أكلاً وتنفع الخفقان شرباً وقال في مقالته في الهندبا: ومنها أن يكون لكل واحد من المنفصلين خاصية بوجه نحو عضو خاص مثل الكزبرة فإنّ فيها جوهراً حاراً لطيفاً مقوياً للقلب وهذا الجوهر يبادر إلى القلب وجوهراً آخر كثيفاً بارداً أرضياً ينحدر إلى الأعضاء السفلية فينفع من السحج وحمرة الأحشاء، وقد علم أهل التجربة وشهد به ديسقوريدوس أن الكزبرة الرطبة بالسويق تحلل الخنازير وذلك بسبب أن الحار الغريزي يحلل منه الجوهر الحار اللطيف ويغوص في داخل الجلد حتى يأتي المادّة الغليظة التي هي سبب الخنزير ويبقى الجوهر الغليط خارجاً لا يزاحم الجوهر المحلل بتكثيفه بل بأن يتقدمه شيء بقوّة يسيرة من البرد ويعين الحار الغريزي على الخارج عن الاعتدال بسبب عفونة أن كانت في الخنازير،، ومنها أن يكون الفصل والتفريق بتدبير الطبيعة المسخرة لمثل ذلك بإذن خالقها، وقال في كتابه في الأدوية القلبية: الكزبرة اليابسة  لها خاصية في تقوية القلب وتفريحه وخصوصاً في المزاج الحار وتعينها عطريتها وقبضها. ابن ماسه: قاطعة للدم إذا شرب منها مثقالان بثلاث أواقي ماء لسان الحمل مقصوراً غير مقلي، والطربة منها إذا مضغت نفعت السلاق الكائن في الفم. يوحنا بن ماسويه: الكائنة منها رطبة نافعة من هيجان المرّة الصفراء إذا أكلت ومن كان يجد في معدته إلتهاباً فأكلها رطبة بالخل أو بماء الرمان المرّ الحامض كانت نافعة له وخاصيتها نفع الشرا الظاهر في الفم واللسان إذا تمضمض بمائها أو دلكت به واليابسة إن قليت عقلت البطن وقطعت الدم شرباً وذروراً على موضع النزف قال الإسكندران: الكزبرة تمنع البخار أن يصعد إلى الرأس فلذلك يخلط في طعام صاحب الصرع الذي من بخار يرتفع من المعدة. الخوز: إذا أنقعت اليابسة وشرب ماؤها بسكر قطع الإنعاط الشديد ويبس المني.

الرازي: وكذلك إذا استف مع سكر. حبيش: في كتاب الأغذية قال أبقراط: الكزبرة الرطبة حارة تعقل البطن وتسكن الجشاء الحامض إن أكلت في آخر الطعام وتجلب النوم. الرازي في الحاوي: حكى حكيم بن حنين عن جالينوس أن عصارة الكزبرة إذا قطرت في العين مع لبن امرأة سكنت الضربان الشديد، وأما ورق الكزبرة فإذا ضمدت به العين قطع انصباب المواد إليها. وقال الرازي: أيضاً قيل في بعض الكتب أن الكزبرة تمنع البخار أن يصعد إلى الرأس فلذلك تدفع الصداع والسكر وتمنع نفث الدم وتنفع إذا شربت مع السكر من وجع الرأس والظهر الحار وقال مرة أخرى: الكزبرة الرطبة تمنع الرعاف إذا قطرت في الأنف ونشق ماؤها. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: الكزبرة الرطبة تمنع الطعام من النزول في المعدة وتوقفه زماناً طويلاً فتنفع لذلك أصحاب زلق الأمعاء والإسهال ومن لا تحتوي معدته على الطعام، وخاصة إذا أكلت مع الخل والسماق، وأما الكزبرة اليابسة فإنها تطيل لبث الطعام في المعدة حتى تجيد هضيمه ولذلك ينبغي أن تكثر في طعام من يقيء طعامه ويطرح معها الأفاويه المسخنة المطلقة ولا سيما الفلفل، وليقلل منها في طعام من به ربو ويحتاج إلى أن ينفث من صدره شيئاً ومن تعتريه البلادة والمرض البارد في الدماغ فلا يكثرون منها بل يطرحون معها التوابل الملطفة المسخنة. التجربتين: ماء الكزبرة الرطبة إذا طبخت به الدجاج المسمنة كانت أمراقها نافعة من حرقة المثانة وبزرها اليابس ينفع من الوسواس لحار السبب شرباً وماؤها يقطع الرعاف تقطيراً في الأنف إذا حل فيه شيء من الكافور وهو حبتان في مقدار درهم من الماء. أبو جريج: الكزبرة باردة في آخر الدرجة الثالثة مخدرة تورث الغمر والغشي وهي سم مجمد. الغافقي: أما المحدثون من الأطباء فقالوا في الكزبرة ووصفوا أنها في حد الشوكران والأفيون من الأدوية المخدّرة فكل ذلك منهم كذب وجهل بعد أن بين جالينوس أنه ليس يمكن أن يقع الشك في شيء من الأدوية المفرطة كما لا يشك أحد في برد الشوكران والأفيون ولا في حرارة الفلفل والعاقرقرحا، وإنما يقع الشك في الأدوية التي هي قريب من الوسط فلو كانت الكزبرة تفعله بإفراط بردها فليس قولهم بخجة وذلك أن كثيراً من الأدوية الحارة يفعل نحو ما تفعله الكزبرة كالزعفران، والذي يظهر من الكزبرة لمن شرب عصارتها إنما هو جنون وفساد فكر وتنويم كثير وقد يمكن بما يصعد عنها إلى الرأس من بخارات رديئة، وأما من يزعم أنها تمنع صعود البخار فكذب وزور، والحس والتجربة يشهد أن يكذب قولهم وأظنهم إنما قالوه قياساً على اعتقادهم الفاسد بأنها في غاية البرودة غالبة عليها فليست منها في الغاية وفيها لا محالة كيفية رديئة سمية، وإن جربت الكزبرة في مرض حار دون مادّة وهي التجربة التي يتبين منها فعل الدواء المبرد لم تجد لها في التبريد فعلاً بيناً البتة وقد يكون كزبرة برية وهي شبيهة بالبستانية وهي أدق ورقاً ورائحتها وبزرها كبزرها إلا أنه ملتصق مزدوج اثنتان وهي أقوى من البستانية في أفعالها وأردأ كيفية وأكثر سمية، وإن خلط ماؤها بعسل وزيت نفع من الشري الكائن من الدم الغليظ. علي بن رزين: الكزبرة الرطبة تعلق على فخذ المرأة العسرة الولادة فإنها تلد بسرعة وتسهل ولادتها، وينبغي أن ترفع عنها بعد الولادة بسرعة وقال وهو مجرب أصل الكزبرة يقلع قلعاً رقيقاً وتعلق عروقها على فخذ المرأة العسرة الولادة فيسهل ولادها. كتاب السموم: الكزبرة الرطبة إن شرب من عصيرها أربعة إواق قتلت سريعاً. ديسقوريدوس في مداواة أجناس السموم: هذا النبات لا يخفى شربه لرائحته إذا شرب ويغلظ الصوت ويعرض منه جنون وخدر شبيه بخدر الكاري وكلامهم سفه وخنى. ورائحة الكزبرة تفوح من جميع أبدانهم فلتقيئ بدهن السوسن الصرف ساذجاً أو مع ماء أفسنتين وينفعهم أيضاً البيض يفقص في إناء ويصب عليه ماء الملح ويتحسى أو يطعم مرق الدجاج أو البط الغالب عليه الملوحة. الرازي: وبعد أن يطعموا ذلك يسقوا عليه شراباً صرفاً قليلاً قليلاً فإن كفاهم وإلا سقوا الشراب بالدارصيني وأعطوا الفلفل بالشراب. الطبري: وأفضل ما عولج به شاربها القيء بماء الشبث المطبوخ ودهن الخل وشرب السمن والطلاء. حبيش بن الحسن: الكزبرة اليابسة إن أكثر مكثر من مائها كانت سماً وإن صير ماؤها مع غيره من البقول منعه أن ينفش في  البدن ووقفه فإن سقي معصوراً نيئاً أو مغلى أورث كرباً وغماً وغثياً وقبضاً على فم المعدة وهي بقل من البقول وسم مع السموم.

كزبرة الثعلب: الغافقي: هو نبات له خيطان دقاق مزواة منبسطة على الأرض لونها إلى الحمرة الدموية كثيراً وعليها ورق صغير مرصف من جانبين مشرف الجوانب تشريفاً متقارباً لونه إلى الحمرة والسواد، وله ساق دقيقة قائمة مدوّرة على طرفها رأس في قدر الأنملة من الإبهام صنوبرية الشكل فيه زهر دقيق إلى الحمرة وبزره دقيق ونباته الجبال، وهذا النبات إذا نقع في الماء وشرب ماؤه عرض عنه حالة شبيهة بالسكر مع اختناق وخشونة في الحلق والصدر، والعلاج لمن عرض له ذلك بالقيء بماء الشبث المطبوخ ودهن الخل والزيت ويسقى بعد ذلك دهناً، ورب العنب وعصارته يكتحل بها مع السكر فيشفي من الغشاء في العين ويحد البصر ويذهب غشاوته، وإذا دق ورقه يابساً وشوي كبد التيس ولت في سحيقه وأكل سخناً وفعل ذلك مراراً أبرأ الغشاء ويقال أن هذا النبات يشفي الخنازير.

كزوان: الغافقي: قيل أنه الباذرنجويه وقيل أنه نبات يسمى الباذرنبويه. الفلاحة: البقلة الأريحية قد تسمى الباذرنجويه ويسمى أيضاً القليقلة لحرافتها وهي بقلة طيبة الريح والطعم ورقها يخرج من الأرض بلا ساق ويشبه ورق الجرجير في رأسه تدوير وفي أسفله تشريف قليل لونه ناقص الخضرة فستقيّ ورائحته وطعمه كرائحة وطعم قشر الأترج مع عطرية عجيبة، وهذه البقلة تؤكل وهي حادة جيدة لفم المعدة والقلب مطيبة للنفس مسخنة للبدن تسخيناً شديداً ملهبة له مضادة للسموم وخاصة سم العقرب وتنفع من الخفقان البارد منفعة بليغة يحدث إدمانها حرقة البول وصداعاً في الرأس. بديغورس: الحشيشة المسماة بالفارسية كزوان خاصيتها نفع الفؤاد ودفع الهم.

كزمازك: الكزمازك بالفارسية هو حب الأثل بالعربية ومعناه عفص الطرفاء وقد ذكرت حب الأثل مع الأثل في الألف.

كسمويا: الغافقي: قال المسعودي في كتاب السموم، هي حشيشة تنبت منبسطة على الأرض مدوّرة قطرها قدر قطر ورقها وهي شبيهة بورق المرزنجوش وطعمها لزج كطعم النبق الصفار الغض ويجفف ويخزن ويداف ويشرب بماء للسع العقارب فيسكن على المكان.

كسيلي: عيسى بن ماسه: هي عيدان يعلوها سواد يشبه عيدان الفوة سواء. ابن عبدون: هي حب كحب الحرف وعوده كعود الفوة وكلاهما يقع في دواء السمنة. المجوسي: أجوده ما كان دقيقاً مائلاً إلى الحمرة وهو حار يابس جيد للمعدة مقوّ للأجسام وينفع أصحاب البلغم والرطوبة. الحور: معتدل في الحرارة والرطوبة يقوي المعدة ويسمن ويستعمله النساء لذلك. التميمي في المرشد: خاصيتها أنها تفتح ما يعرض في الأرحام وفي الكلى من السدد وإحدار الطمث الممتنع المتعذر وتدر البول وتجلو الكلى والمثانة. غيره: والمستعمل منه ثلاثة دراهم. لي: الدواء المعروف اليوم بالكسيلي في عصرنا هذا بالديار المصرية قشور شبيهة بقشور السليخة ولكن ليست في طعمها ولا حرافتها. وقد تكلم ابن سينا فيه ونسب إليه بعض أفعال الكثيراء وتابعه في ذلك جماعة من أصحاب الكنانيش ولم يصب واحد منهم في هذا القول.

كسيفيون: هو نوع من السوسن بريّ يعرف بالدلبوث وبسيف الغراب ويسمى دور حولي أيضاً وقد ذكرته في حرف الدال المهملة في رسم دلبوث.

كسبرة: يقال بالسين وبالزاي وقد تقدم ذكره من قبل.

كسبرة البير: هو البرشاوشان وهو مذكور في الباء.

كسبرة الحمام: هو صنف من الشاهترج وقد ذكرته في ترجمة شاهترج في فاتحة الشير المعجمة.

كسبرة الثعلب: يقال على نبات قد تقدم ذكره وعلى نبات آخر يسمى باليونانية بالثبطون وقد ذكرته في حرف الثاء المنقوطة بثلاث من فوقها والمعروف اليوم عند شجارينا بالأندلس بكزبرة الثعلب هو صنف من سنديريطس وقد ذكرته في السين المهملة.

كسبرة: أيضاً هو الزفت اليابس باليونانية وقد ذكرته في الزاي.

كشنج: 

الرازي في الحاوي: هو بقلة معروفة. ماسرحويه: وتقرب قوّتها من قوة البقلة اليمانية. ابن ماسه البصري: أنه من جنس الفطر وهو جنس من القرشية في الطبع وهو بارد إلا أن برده ليس بقوي. ابن سينا: هو شيء جنس من الكماة ملوّن ملزز مجتمع في عظم الكلية إلا أنه محزز جداً غائر التحازيز ينبت في الرمال نبات الكماة والفطر لذيذ جداً يكثر في بلاد ما وراء النهر وخراسان أيضاً ولم يبلغنا قط أنه ضر أحداً مضرة الفطر والكماة وإذا قيس طعمه إلى طعم الكماءة والفطر كان أقرب يسيراً إلى الحلاوة وهو بارد دون برد سائر الكمآت والفطر، ولا يخلو من رطوبة غريبة مع يبوسة جوهره وهو بطيء غليظ. الرازي في دفع مضار الأغذية: إصلاح أكلها بالزيت والمري والتوابل والملح والصعتر.

كشت بركشت: تأويله بالفارسية زرع على زرع. ومنهم من يسميه سوار السند والهند مجهول يسمى سوار الأكراد له ورق مثل ذنب العقرب ولها أفرع أربع إذا جفت انفتلت كالحبل المفتول والسوار المفتول وهو مفتح للسدد ويدخل في الأدوية الكبار. ابن رضوان: هي عيدان دقاق مفتولة منعطفة يميناً وشمالاً لونه أغبر وطوله عقد، وأجوده الهندي وهو حار يابس في الأولى يجلو القوابي والجرب ويؤثر فيها أثراً حسناً. ابن سينا: هو شبه خيوط ملتف بعضها على بعض أكثر عددها في الأكثر خمسة ويلتف على أصل واحد لونه إلى السواد والصفرة وليس لها كبير طعم. وقال بعضهم: أنه البرشكان وقال بعضهم: قوّته قوّة البرشكان وهذا أصح. بديغورس: خاصيته قطع شهوة الجماع.

كشوت: 

هو على الحقيقة الموجود بالشام والعراق وهو المستعمل أيضاً عند أطبائها وأما النبت الذي يسمى بالمغرب وأفريقية ومصر الأكشوث فليس به وهو نبت يتخلق على الكتان ويعرف بمصر بحامول الكتان أيضاً، وبالأندلس بقريعة الكتان وقد ذكرته في القاف. ابن سمحون: قال الخليل بن أحمد: هو من كلام أهل السواد غير عربية ويقولون كشوثار وهو نبات محبب مقطوع الأصل أصفر اللون يتعلق بأطراف الشوك ويجعل في النبيذ. وقال أحمد بن داود: يقال كشوث والكشوث وكشوثا وهو شيء يتعلق بالنبات مثل الخيوط يشرب من ماء النبات الذي يتعلق به ولا أصل له في الأرض ولا ورق لكن في أطراف فروعه ثمر لطاف وهو يسمو في الشجر وتشتبك فروعه ويكثر في الكروم والرطاب وكثيراً ما يفسد النبات ويتداوى به الناس وفيه مرارة ويجعل في الشراب فيشده ويعجل به السكر. وقال سابور بن سهل: ومقدار حرارة الحار من الكشوث وبرودة البارد بمقدار الشجر الذي يتخلق عليه يسخنه إن كان سخناً ويبرده إن كان بارداً. ابن ماسويه في أغذيته: والكشوث مؤلف من قوى مختلفة ومرارة وعفوصة فمرارته صيرته حاراً وعفوصته صيرته بارداً أرضياً والغالب عليه الحرارة في الدرجة الأولى وهو يابس في آخر الثانية دابغ للمعدة لمرارته وعفوصته مقو للكبد مفتح للسدد العارضة فيها وفي الطحال مخرج للفضول العفنة من العروق والأوردة نافع من الحميات المتقادمة ملين للطبيعة، ولا سيما ماؤه وهو صالح للحميات العارضة للصبيان إذا شرب مع السكنجبين وإن أكثر من أكله ثقل في المعدة لعفوصته وجوهر أرضيته التي فيها. وقال في كتاب إصلاح الأدوية المسهلة: خاصيته إسهال المرة الصفراء وقوّته دون قوّة الأفسنتين فإن أراد مريد أخده فليأخذ من مائه نصف رطل مغلي وغير مغلي بوزن عشرة دراهم سكراً سليمانياً. الطبري: الكشوث إذا شرب عصيره رطباً مع سكر طبرزد نفع من اليرقان. مسيح: ينقي البدن ويجلو الكبد والمعدة. ابن سينا: يقوي المعدة خصوصاً المغلي منه. وإذا شرب بالخل سكن الفواق وعصارة الرطب منه أو إذا هو سحق وذر على الشراب قوى المعدة الضعيفة والكشوث ينقي الأوساخ من بطن الجنين لتنقيته العروق ويدر البول والطمث وينفع من المغص ويحتمل فينقص نزف الدم والمغلي منه يعقل البطن ويقبض سيلان الرحم. الغافقي: إن نقع من غير أن يطبخ كان أعون على الإسهال وإن طبخ كان أكثر تفتيحاً للسدد، ومن شرب عصارته أو بزره فيفعل ما يفعله نقيعه وطبيخه وهو غير موافق للمحرورين، وإذا غسل بطبيخه أو بعصارته اليد والرجل نفع من النقرس وأوجاع المفاصل. التجربتين: إذا وضع مع أدوية الجرب قوى فعلها. إسحاق بن عمران: قد ينفع ماؤه من الحميات المركبة من البلغم والمرّة الصفراء وغذاؤه ليس بالرديء. ابن ماسه: كامخ الكشوث جيد للمعدة ولا سيما إذا صير معه الأنيسون وبزر الكرفس أو بزر قلبا وهو الرازيانج. ابن سمحون: قال بعض علمائنا: وبدله إذا عدم ثلثا وزنه من الأفسنتين.

كشني: هو الكرسنة وقد تقدّم ذكرها.

كشوث رومي: قال أبو جريج: هو الأفسنتين الرومي.

كشط: محمد بن حسن: هو القسط بالكاف والقاف وقد ذكرته في حرف القاف.

كشة: هو إسم للأسطوخودس الأوقص بتونس وما والاها من أعمال أفريقية أوّله كاف مكسورة بعدها شين معجمة مشدّدة مفتوحة.

كشمش: 

هو زبيب صغير لا نوى له. أبو حنيفة: أخبرني جماعة من أهل الأعراب أن بالسراة منه كثيراً وعناقيده بيض مثل أذناب الثعالب، وإذا زبب فمنه ما زبيبه أحمر ومنه ما يجيء زبيبه أصفر ومنه أخضر قالوا: وكل ذلك كشمش ولكن اختلاف ألوانه من جهة اختلاف أجناسه، وقد أخبرني رجال من أهل هراة عن كشمشهم أنه ما زبب منه في الشمس جاء أحمر وما علق تعليقاً حتى يزبب يجيء أصغره مثل الفلفل وأكبره كالحمص لونه أخضر وما نشر في البيوت في الظل يجيء أخضر. علي بن محمد: الكشمش بالعربية هو القشمش بالفارسية وهو زبيب صغير لا نوى له أصغره كالفلفل وأكبره كالحمص ولونه أخضر وأحمر يكون ببلاد فارس وخراسان حلواً شديد الحلاوة والخراساني أجود من الفارسي لأنه أشد حمرة وأصدق حلاوة وعنبه حلو جداً وعناقيد طوال دقاق مثل قدر الذراع، ورأيت منه بدرعة وسجلماسة شيئاً كثيراً حلواً شبيهاً بالخراساني غير أن لونه أسود. الرازي: في كتاب دفع مضار الأغذية: والقشمش يشبه الزبيب إلا أنه أقل قبضاً وألين وأسهل خروجاً. ابن سرانيون: أما القشمش فينفع السعال والصدر وصفته أن يطبخ بالماء وحده ويؤخذ منه جزء ومن الفانيذ نصف جزء ويطبخ حتى يصير له قوام.

كصيبون: هو الباذنجان البري عند عامة الأندلس ويسمونه بالمرماعوي لأنه يلتزق بثياب لامسه ورأيته بالديار المصرية بظاهر قلبوب في البركة التي قبل الضيعة التي قبل مناقع الكتان من الجانب القبلي. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من سماه أفاريين وقصعاين وخصعان وحولاه وليرن وهو نبات ينبت في أرضين وغدران قد جفت، وله ساق طوله نحو من ذراع عليه رطوبة تدبق باليد مزوّاة ويتشعب منه شعب كثيرة وله ورق شبيهة بورق السرمج منقسم، ورائحة هذا النبات شبيهة برائحة الحرف وله ثمر مستدير في قدر الزيتون العظيم مشوكة شبيهة بجوز الدلب تتعلق بالثياب إذا ماستها. جالينوس في السابعة: بزر هذا النبات قوّته قوّة محللة جداً. ديسقوريدوس: وثمر هذا النبات إذا جنى قبل أن يستحكم جفافه ودق ورفع في إناء من خزف ثم أخذ منه مقدار طروبلون وديف بماء فاتر وضمد به الشعر وقد تقدم غسله بالنطرون شقره، ومن الناس من يدقه ثم يخلطه بشراب ثم يرفعه وقد يتضمد بالثمر للأورام البلغمية. الشريف: زعم قوم أن ورقه إذا جفف وسحق واكتحل به لبياض العين ينفعه بإذن اللهّ تعالى. لي: كحلت به ناساً كثيرين فرأيته يحد البصر ويحدر الدموع نهاية.

كف الضبع: الغافقي: قد يسمى بهذا الإسم الكبيكج المقدم ذكره وهذا الدواء الذي نريد ذكره ههنا من أنواعه إلا أنه ليس في قوّته وهو نبات له ورقات متشققة ومن ورق الكرفس تسطح على الأرض عليها زغب وهي في شكل كف الكلب والسبع إذا بسطها على الأرض وهي على أذرع شبيهة بأذرع الكرفس إلا أنها أصغر، وله زهر أصفر ذهبيّ على قضبان دقاق خوارة ورؤوس صغار، وله عروق كثيرة مخرجها من أصل واحد مثل أصل الخربق وينبت بقرب المياه وفي مواضع رطبة، وأصل هذا النبات ينفع من القروح ويأكل اللحم الغث منها وينبت اللحم الصحيح وينقيها ويقلع الثآليل.

كف الهر: الغافقي: هو نبات يلحق بالنوع المذكور قبله وهو نبات دقيق له ورق مستدير مشرف لاصق بالأرض عوده نحو ثلاث أو أربع وله سويقة دقيقة مدوّرة تعلو قريباً من شبر وفي طرفها زهر أصفر براق طيب الرائحة وله أصل في قدر زيتونة فيه شعب كثيرة وينبت في أوّل مطر الخريف ويعرفه العامة بالمدلوكة لتربعه وملامسته زهره ويسمونه الصغير أيضاً ويسميه بعضهم الحوذان، وأصل هذا النبات أيضاً ينفع من القروح الخبيثة العفنة ويمنع الثآليل وإذا احتمل في فرزجة أعان على الحبل.

كف آدم: الغافقي: هو نبات له ساق يعلو نحواً من ذراع وورق في قدر ورق الآس أطرافها إلى التدوير ما هي وأصول خشبية لونها ما بين السواد والصفرة وداخلها إلى الحمرة ويستعملها بعض شجارينا بالأندلس على أنها البهمن الأحمر وليست به.

كف أجذم: 

والكف الجذماء أيضاً زعم بعض علمائنا أنه شجر البنجنكشت، ومنهم من قال أنه أصول السنبل الرومي، ومنهم من قال أنه نبات له أصل كالشلجمة لونه أغبر إلى الحمرة هش خفيف رخو ينشأ منها شبه الأصابع إثنان أو ثلاثة، ولهذا النبات ساق مربعة لونها فرفيري عليها زهر فرفيري كزهر النبات المسمى خصي الكلب وكأنه صنف واحد وينبت في رمال قريبة من البحر ويستعمل أصله بدل البهمن الأحمر وقوّته كقوته سواء.

كف الأسد: هو النبات المسمى باليونانية لأورطوطالون وهو العرطنيثا على الحقيقة وقد مضى ذكره في حرف العين.

كف الذئب: هو الجنطيانا فيما زعمت التراجمة.

كف مريم: قيل أنها الأصابع الصفر وأما أهل غرب الأندلس فيوقعون هذا الإسم على نبات النيطافلن، ومنهم من يوقعه على البنجبنكشت، وأما أهل الديار المصرية فيوقعونه على نبات آخر ذكره أبو العباس الحافظ في كتاب الرحلة المشرقية له. قال: وأما النبتة المسماة بكف مريم الحجازية وهي نبتة منبسطة على الأرض رجلية الورق إلى الإستدارة ما هي صلبة الأغصان في ورقها جعودة ويسير قبض مزغبة ما هي شديدة الخضرة تتكون على الأرض في إستدارة على قدر الشبر تخرج فيما بين تضاعيف الورق على الأغصان زهرة دقيقة إلى الصفرة ما هي على شكل زهر الرجلة ثم يسقط فيخلفه بزر أصفر من الحلبة صلب ويسقط وتورق وتنقبض الأغصان وترتفع على الأرض حتى ترجع على الشكل الذي يتعارفه الناس على حسب ما تجلب إليهم وقل من يعرفها على الصفة التي وصفت أيضاً ولم يحللها أيضاً أحد قبلي فيما علمت، وقد رأيتها بصحراء مصر وهو أيضاً بالمغرب بصحراء سجلماسة ونهرها، ورأيت منه نوعاً بجبال بيت المقدس صغيراً أبيض اللون دقيق العيدان مدحرج الخلقة دقيق البزر وهذا النوع هو موجود أيضاً بطريق عسقلان في الصحاري.

كف الكلب: هو البدشكان من كتاب المنهاج وفي كتاب الرحلة لأبي العباس كف الكلب أسمر عند العرب يتخذ للنبتة المسماة بكف مريم الحجازية وهذا النبات قد تقدم ذكره تحت ترجمة كف مريم.

كف: غير مضاف إلى شيء هو الرجلة وقد ذكرت.

كفري: ابن سمحون: قال الخليل بن أحمد: الكفري وعاء الطلع واحد مذكر والجمع الكوافر وإذا ثني قالوا كفريان ومنهم من يقول كفر. قال الأصمعي: هو وعاء طلع النخل ويقال له أيضاً فقور. قال أبو حنيفة: الكفري والكافور قشر طلع النخل ويسمى بذلك لأنه يكفر الوليع أي يغطيه والكفر التغطية. سليمان بن حسان: فينقس باليونانية هو قشر الكفري والنخل ذكر وأنثى والذكر منه هو الذي له الكافورة وهو الفحال من النخل والكافورة هي القشرة التي تتعلق عن قشرة الفحال، ولذلك قيل لها الكفري وهي عفصة قابضة تعفص بها الأدهان. ديسقوريدوس في الأولى: فينقس ومن الناس من يسميه الاطي وهو طلع النخل ويسمونه أيضاً سعارين وهو قشر الكفري يستعمله العطارون في تعفيص الأدهان وأقوى الكفري ما كان منه طيب الرائحة عفصاً رديئاً كثيفاً داخله دسم وقوّته قابضة مانعة للقروح الخبيثة بما ينبغي أن يخلط به من الضمادات نفع البطن والمعدة الضعيفة وينفع من أوجاع الكبد، وإذا غسل الشعر بطبيخه كثيراً سوده وإذا شرب طبيخه وافق من كان به وجع العصب أو وجع الكلى أو المثانة أو الأحشاء ويبرئ سيلان الفضول إلى البطن والرحم، وإذا طبخ وهو غض براتينج وموم ووضع ليناً على الجرب وترك عليه عشرين يوماً أبرأ منه، والثمر الذي في جوفه هذا القشر يقال له ألاطي، ومن الناس من يسميه بوارسيس، وهو الحفري وهو أيضاً عفص وقوّته مثل قوّة قشره في جميع الأشياء ما خلا المنفعة في الأدهان. جالينوس في الثامنة: في قشور الطلع كيفية قابضة إلا أنها تجفف أكثر من جميع ما وصفنا من طريق أن قوام جوهر هذا الققشر أيضاً في نفسه أشد يبساً ولا رطوبة فيه أصلاً ولذلك صار الناس باستعمالهم إياه في مداواة الجراحات المتعفنة مصيبون وقد يخلطونه في الأدوية التي تشد المفاصل الرخوة وفي الأدوية النافعة للكبد ولفم المعدة ولما يوضع من خارج ويشرب.

?كفر اليهود: هو القفر أيضاً بالفارسية وقد ذكرته في حرف القاف وهو الحمار وقيل له كفر اليهود وهو منسوب إلى موضع بغور أريحا يقال له في القديم كفر يهوذا من بلاد فلسطين وتولده في البحيرة المنتنة وهي بحيرة لوط.

?كلن: 

ابن سينا: هو خشب هندي يكثر جلبه إلى بلادنا ولا يبعد أن يكون المقل الهندي عظيم النفع في أمر الكسر والوثي والخلع. لي: بهذا وصف الرازي في الحاوي هذا الدواء. وزعم الغافقي أنه خشب الكادي والصحيح أنه ليس بخشب الكادي بل هو غيره.

??كلية: جالينوس في أغذيته: الخلط المتولد من هذه زهم رديء ظاهر الرداء وهضمها عسر شاق. حبيش بن إسحاق: لا تحمد في الهضم لبشاعتها وغلظ جوهرها ولا في الغذاء لرداءة الكيموس المتولد عنها ولا في إطلاق البطن لغلظ جوهرها وبطء انحدارها. ابن ماسويه: الكلى باردة يابسة غير محمودة وفيها أيضاً زهومة يسيرة من قبل مائية البول وكلى الحملان أحمد وخاصة إن أكلت حارة. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الكلى فرديئة الغذاء عسرة الإنهضام ولا ينبغي أن يؤكل كلى الحيوانات العظام وأما كلى الجسدي فينبغي أن تؤكل بلحومها وشحومها مع الملح والفلفل والدارصيني وكذا كلى الحملان سواء.

كلب: ديسقوريدوس في الثانية: كبده القول فيه مستفيض أنه إذا أكل مشوياً نفع الذي عرض له الفزع من الماء. جالينوس في الحادية عشرة: وأما كبد الكلب فقد ذكر قوم من أصحاب الكتب أنها إن شويت وأكلت نفعت من نهشة الكلب الكلب وقد رأيت منهم قوماً أكلوا منها فعاشوا لكنهم لم يقتصروا عليها وحدها وبلغني أن قوماً اقتصروا على كبد الكلب الكلب وحدها وبقوا عليها فماتوا في آخر الأمر بل استعملوا معها أدوية أخر وقد جربناها نحن في نهشات الكلب الكلب وحدها. ديسقوريدوس: ودم الكلاب إذا شرب وافق عضة الكلب الكلب ومن شرب السم الذي يقال له طقسقيون وهو سم السهام الأرمنية. وقال في مواضع أخر: وخرء الكلب إذا أخذ في الصيف بعد غروب نجم الكلب وجفف في ظل وشرب بشراب أو بماء عقل البطن. وقال في موضع آخر: وقد زعم قوم أن لبن الكلبة في أول بطن تضع يحلق الشعر إذا لطخ عليه، وإذا شرب كان بادزهراً للأدوية القتالة ويخرج الأجنة الميتة. جالينوس: وأما ألبان الكلاب فقد ذكروا أن لها منافع لم يصح شيء منها سوى قولهم إذا لطخ به الشعر على موضع العانة من الصبيان وخصاهم لم ينبت فيها الشعر وقولهم أنه يمنع من نبات الشعر الذي ينبت في باطن الأجفان بعد أن ينتف منه الشعر ويلطخ بهذا اللبن في موضعه، وقولهم أنه إذا شربته المرأة أخرج الجنين الميت من البطن. وقال في موضع آخر: وكان من معلمينا من يأخذ زبل الكلاب التي قد اعتلفت العظام فإنه عند ذلك يكون أبيض جافاً غير متين فيجففه ويخزنه فإذا أراد استعماله سحقه سحقاً ناعماً وعالج به الخوانيق وأورام الحلق وخلطه مع غيره من الأدوية النافعة لذلك، وإذا أراد استعمالها للدوسنطاريا خلطها باللبن الذي قد طبخ بالحجارة أو الحديد المحمى، وقد جربت هذا أنا وتوليته بنفسي بأن سقيت منه أناساً كثيرة فنفعهم ذلك منفعة عجيبة، وكذا ينفع من القروح المتقادمة، وإذا خلط مع غيره من الأدوية النافعة لتلك الأعراض والقروح وكان هذا الرجل يخلطه أيضاً بالأدوية المحللة للأورام فيجد له منفعة عظيمة. الرازي في الحاوي: إن سقي المعضوض من الكلب الكلب أنفحة جرو صغير برأ. ابن سينا: وبول الكلبة من أخذه وتركه حتى ينعقد وغسل به الشعر سوّده كأحسن ما يكون من الخضاب. الخواص: وشعر الكلب الأسود البهيم زعموا أنه إذا علق على المصروع نفعه وإن أطعم كلب عجيناً فيه دارصيني مدقوق رقص وطرب، ورأس الكلب إذا أحرق وسحق وعجن بخل وضمد به عضة الكلب الكلب نفع ذلك، وزعموا أن الكلب إذا أكل لحم كلب مثله كَلِب. ديسقوريدوس: وقد يأخذ قوم ناب الكلب إذا عض إنساناً فيجعلونه في قطعة من جلد ويشدونه في عضد ليحفظ من علق عليه من الكلاب. خواص ابن زهر: ناب الكلب إن علق على من يتكلم في نومه أزاله وإن علقت أنيابه على صبي خرجت أسنانه بلا وجع وبغير تعب وتفرقت وإن علق نابه على من به يرقان نفعه وإن حمله معه أحد لم تنبحه الكلاب.

كلس: 

هو النورة والجير أيضاً. ديسقوريدوس في الخامسة: قد يعمل على هذه الصفة يؤخذ صدف الحيوان الذي يقال له فروقس البحري فيصير في نار أو في تنور محمى ويترك فيه ليلة فإذا كان من غد نظر إليه فإن كان مفرطاً في البياض يخرج من النار والتنور وإلا فليرد ثانية ويترك حتى يشتد بياضه ثم يؤخذ فيغمس في ماء بارد في فخار جديد ويستوثق من تغطيته ويحرق ويترك في الفخار ليلة ثم يخرج منها غداً وقد تفتت غاية التفتيت ويرفع، وقد يعمل أيضاً من الحجارة التي يقال لها فوحلافس وهي فيما زعم قوم حجارة مستديرة بالطبع مثل الفهور، وقد يعمل أيضاً من رديء الرخام والذي يعمل من الرخام يقدم على سائر الكلس وقوّة كل كلس ملهبة ملذعة محرقة تكوي، وإذا خلط بمثل الشحم والزيت كان منضجاً محللاً مليناً مدملاً وينبغي أن يعلم أن الكلس الحديث الذي لم يصبه ماء أقوى من الحديث الذي أصابه ماء. جالينوس: أما النورة التي لم يصبها ماء فتحرق إحراقاً شديداً حتى إنها تحدث في المواضع قشرة محرقة، وأما النورة المطفأة فهي في ساعة تطفأ تحدث قشرة ثم من بعد يوم أو يومين يقل إحراقها ويقل إحداثها القشرة المحترقة، وإذا مرت عليها فإن غسلت النورة مراراً زال تلذيعها في الماء فصار ماؤها المعروف بماء الرماد وصارت تجفف تجفيفاً شديداً من غير أن تلذع. ابن سينا: النورة تقطع نزف الدم من الجراحة وإذا غسلت بالماء مرات كثيرة نفعت من حرق النار.

كلخ: هو عند عامتنا بالأندلس القنة وقد ذكرته في القاف التي بعدها نون والكلخ أيضاً عند أهل مصر هو الأشق وقد ذكرته في الألف.

كماشير: ماسرحويه: صمغ يشبه الجاوشير قوّته حارة في الدرجة الرابعة فينزل الحيض ويطرح الولد ويخرج الجنين. قالت الخوز: لا مثل له في طرح الولد وإسهال الماء. الرازي في الحاوي: خاصيته الإذابة والتحليل وينزل البول جداً.

كمثري: 

جالينوس في السادسة: ورق هذه الشجرة وأطرافها قابضة فأما ثمرتها ففيها مع قبضها حلاوة ومائية وهذا مما يعلم به أن أجزاء هذه الثمرة ليست بمتساوية المزاج وأن منها ما هو أرضي ومنها ما هو مائي، وإن شئت قلت من وجه آخر أن بعضها بارد وبعضها معتدل المزاج ومن أجل ذلك متى أكل الكمثري قوى المعدة وسكن العطش ومتى وضع كالضماد جفف وجلا جلاء يسيراً، وبهذا السبب إعلم أني قد أعملت به الجراحات عندما لم أكن أقدر على دواء آخر، والكمثري البري أكثر قبضاً وتجفيفاً من سائر الكمثري فهو لذلك يدمل الجراحات العظيمة ويمنع المواد من التحلب. ديسقوريدوس في الأولى: آقيوس وهو الكمثري هو أصناف كثيرة وكلها قابضة ولذلك يستعمل في الضمادات المانعة من مصير الموادّ إلى الأعضاء، وإذا أكل وشرب طبيخه بعد أن يجفف عقل البطن وإذا أكل الكمثري والمعدة خالية أضر آكله، وورق الكمثري إذا شرب نفع من لذع العقارب والأفاعي وإذا تضمد به نفع من ذلك أيضاً، والكمثري بطيء النضج وبريه أقل قبضاً من بستانيه ولذلك يوافق من يوافقه البستاني وورقه أيضاً قابض ورماد خشبه قوي المنفعة للذين يعرض لهم خنق من أكل الفطر. وقال قوم: إنه إذا طبخ الكمثري البري مع الفطر لم يضر آكله وورق شجر الكمثري البري وأطرافه قابضة. إسحاق بن عمران: قال ديسقوريدوس: وإن أكل الكمثري على الريق فهو مضر بآكله ولم يخبر بالسبب في ذلك ولا أيّ الكمثري يفعل ذلك فنقول أنه ذم الكمثري على الريق إذا أخذ على سبيل اللذة والغذاء لا على سبيل الحاجة والدواء وخاصة إذا كان عفصاً أو قابضاً وإن كان العفص أخص بذلك لأن من خاصيته أن الإكثار منه يولد النفخ، وإن أخذ على خلاء المعدة تمكن من جرمها وقام فعله فيها ولم يؤمن على صاحبه مع الإدمان عليه أو يورثه قولنجاً بعسر انحلاله فأما على سبيل الدواء فإن استعماله على الريق لا محالة أفضل لأن استعماله بعد الطعام مطلق وزائد في ضعف المعدة لأن بإفراط قبضه يجمع أعلى المعدة ويقبض ويقهر القوّة الممسكة التي في أسفلها. وقال في موضع آخر: الكمثري يختلف في فعله وانفعاله على حسب اختلاف طعمه ومزاجه وذلك أن منه العفص الأرضي الغليظ ومنه القابض ومنه الحامض المركب من جوهر هوائي وأرضية يسيرة ومنه الحلو المعتدل في مزاجه المائل إلى الحرارة قليلاً ومنه التفه المائي، وأما العفص فهو أقل غذاء وأقطعها للإسهال والقيء المراري وأشدها مؤنة للمعدة والأمعاء لأنه لإفراط خشونته وغلظ جسمه وبعد انقياده مضر بعصب المعدة جداً والأمعاء ولذلك وجب أن يتلطف له بما يرخي جسمه ويزيل غلظه ويلين خشونته مثل سلقه في الماء أو تعليقه على بخار الماء الحار حتى ينضج أو يلبس بعجين ويشوى ويربى بسكر الطبرزد أو عسل على حسب مزاج المستعمل له، وأما القابض فلأنه مركب من جوهر أرضي وجوهر مائيّ صار أعدل وألطف وأكثر غذاء لأن رطوبته أرق وأزيد وجسمه ألين ولذلك صار إضراره بالمعدة أقل واستغنى عما يلطفه ويلينه ويعين على هضمه لأنه يقوم مقام العفص المدبر ولذلك صار أحمد في قطع القيء والإسهال جداً. ابن سينا: ومن الكمثري في بلادنا نوع يقال له شاه أمرود كبير الحجم شديد الإستدارة رقيق القشر حسن اللون كأنه مشف وكأنه ماء سكر منعقد جامد يتكسر للجمود لا لغلظ الجوهر طيب الرائحة جداً إذا سقط عن شجرته إلى الأرض اضمحل وهذا مما لا مضرة فيه من أصناف الكمثري وهو معتدل رطب، وأما المعروف بشاه أمرود في بلاد خراسان دون غيرها فهو ملين للطبيعة خشن الكيموس. وقال في الأدوية القلبية: الكمثري فيه عطرية وقبض ومتانة جوهر وهو أميل إلى البرودة وفيه خاصية تقوية القلب ويعينها ما ذكرناه من طبيعته والتفاح الحلو خير منه في ذلك. البصري: الكمثري الحلو بارد في الدرجة الأولى يابس في الثانية، والصيني منه بارد في الدرجة الثانية رطب في الأولى. إسحاق بن عمران: الحامض منه دابغ للمعدة مدر للبول منبه للأكل. أبقراط: ما كان منه صلباً فهو يبرد ويجفف ويعقل البطن وما كان منه ليناً نضيجاً حلواً فهو يسخن ويرطب ويطلق البطن. وقال في كتاب التدبير: الكمثري ليس بدون التفاح في اللذاذة وما يتولد منه في البدن أحمد مما يتولد من التفاح وهو أسرع إنهضاماً. الرازي في كتاب الحاوي: الخالص الحلاوة من الكمثري لا يبرد وكله يعقل البطن إلا أن يؤكل بعد الطعام  فيسرع بإحدار الثفل ثم تكون عاقبته تعقل البطن والصيني أقل ماء وأقوى فعلاً وأشدها عقلاً وأكثرها تسكيناً للعطش. وقال في دفع مضار الأغذية: الكمثري كثير النفخ بطيء الإنهضام وينبغي أن يحترزه من يعتريه القولنج ولا يشرب عليه ماء بارداً ولا يؤكل بعده طعام غليظ، وإذا أخذ منه فليكن على جوع صادق وليطل النوم بعده بعد أن يشرب شراباً عتيقاً صرفاً أو يأخذ عليه زنجبيلاً مربى ثم يجعل أدامه في ذلك اليوم مرقة أسفيذباجة أو مرقة مطجنة ويدع لحمها وخاصة المهزول ولا يتعرض للشواء ولا للزوباجة وإن أكل مع السمين المهري بالطبخ لعقاً لم يضره ذلك. والكمثري مقوّ للمعدة ضار للمبرودين ومن يعتريه القولنج لما ذكرنا وشره أفجه وأقله حلاوة وكذا سبيل جميع هذه الفواكه الرطبة وبالضد فأحلاه وأنضجه أسرعه نزولاً وأقله برداً إلا أنه ليس يخلو على حال وإن كان في غاية الحلاوة والنضج من الإنفاخ وطول الوقوف ولذلك ينبغي أن يتلاحقه المبرودون بما ذكرنا فأما من كان شديد حرارة المعدة ملتهباً فليس يحتاج مع النضج إلى إصلاح وربما انتفع به. ابن ماسويه: رب الكمثري عاقل للطبيعة دابغ للمعدة قاطع للإسهال العارض من المرة الصفراء. ابن سرانيون: شراب الكمثري نافع من انحلال الطبيعة ويشد المعدة وخاصة إذا عمل من الكمثري الذي فيه بعض الفجاجة.

كمأة: 

ديسقوريدوس في الثانية: وهو أدي ودي وهو أصل مستدير لا ورق له ولا ساق لونها إلى الحمرة ما هو ويوجد في الربيع ويؤكل نيئه ومطبوخه. جالينوس في الثامنة: قوام جرم الكمأة من جوهر أرضي كثير المقدار يخالطه شيء يسير من الجوهر اللطيف. الرازي: قال جالينوس في كتاب الغذاء إنما يعمه من جميع الأطعمة المائية التفهة أن الخلط الغليظ المتولد عنها لا طعم له إلا أنه أميل إلى البرودة والغذاء المتولد من الكمأة أغلظ من المتولد من القرع. وقال في كتاب الكيموس أن الكمأة غليظة الكيموس قليلة الغذاء إلا أنه ليس برديء الكيموس. وقال: وجدت في كتاب مقالة تنسب إلى جالينوس في السموم أن الكمأة تورث عسر البول والقولنج وكذا الفطر وقال: وجدت في كتاب التدبير الملطف لجالينوس من نقل قديم أن الكمأة أقل غلظاً من الفطر وأجودها ما كان من موضع فيه رمل قليل. وقال في موضع آخر: أن الكمأة تجيء منها الذبحة فقيئهم بطبيخ الشبث وأعطهم رماد الكرم بسكنجبين أو أعطه قدر مثقالين ذرق الدجاج بالسكنجبين ليقيء به. القلهمان: الكمأة الحمراء قاتلة. سفيان الأندلسي: أجودها أشدها تلززاً وأملاساً وأميلها إلى البياض وأما المتخلخل الرطب والرخو فرديء جداً وهو أجود في المعدة الحارة وهو غذاء جيد لها وإذا لم ينهضم للإكثار منه أو لضعف المعدة فخلطه رديء جداً غليظ مولد للأوجاع في الأسفل من الظهر والصدر. عيسى بن ماسه: الكمأة باردة رطبة في الثانية تورق ثقلاً في المعدة. المسيح: تولد السدد أكلاً وماؤها يجلو البصر كحلاً. ابن ماسويه: بطيئة الإنهضام وخاصتها إيراث السكتة والفالج ووجع المعدة وينبغي لآكلها أن يقشرها وينقيها تنقية كثيرة ليصل إليها الماء ويخرج غلظها ويسلقها بالماء والملح والفودنج والسذاب سلقاً بليغاً ثم يؤكل بالزيت الركابيّ والمري والصعتر والفلفل والحلتيت، واليابس منها أبطأ في المعدة وأكثر أضراراً فينبغي أن يجاد إنقاعها وتدفن في الطين الحر يوماً وليلة ثم تستعمل بعد الغسل لتعمل الرطوبة فيها من الماء وتكون شبيهة بالطرية وتقل غائلتها ويشرب بعد أكلها النبيذ المعسل الصرف الشديد ويؤخذ الترياق والزنجبيل المربى والمسحوق. وقال الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الكمأة باردة تولد دماً غليظاً وليس يحتاج المحرورون فيها إلى كثير إصلاح اللهم إلا أن يكثروا منها ويدمنوها فيولد الإكثار منها أدواء البلغم والبهق الأبيض خاصة وثقل اللسان كثيراً وضعف المعدة ولذلك ينبغي أن تؤكل بالمري فإنه يقطعها تقطيعاً بليغاً ولا يتولد منها لزوجة البتة وإن سلقت بالماء ثم طبخت بالزيت وطيبت بالأبازير الحارة كالفلفل والدارصيني أذهب عنها أيضاً توليدها للبلاغم اللزجة، وإن سلقت بالماء والملح والصعتر والمري قل ذلك منها أيضاً وإن كببت فلتؤكل بالمري والفلفل والمشوي منها أيضاً في بطون الجداء والحملان اكتسب من شحومها ما يصلح به بعض الصلاح، لكن الأجود أن تؤكل بالفلفل والملح ويشرح منها مواضع بالسكين ويجعل فيها من الزيت والفلفل قبل ذلك، وأما اختلاطها باللحم فليس بصالح وليس شيء في الجملة يبلغ في إصلاح الكمأة ما يبلغ المري والخردل وكذلك من الفطر وما أشبهه. الغافقي: ينبغي أن لا تؤكل نيئة وليجتنب شرب الماء القراح بعدها ومن خواصها أن من أكلها أيّ شيء من ذوات السموم لدغه والكمأة في معدته مات ولم يخلصه دواء آخر البتة، وماء الكمأة من أصلح الأدوية للعين إذا ربي به الأثمد واكتحل به فإن ذلك يقوّي الأجفان ويزيد في الروح الباصر وفيه قوّة وحدّة ويدفع عنها نزول الماء. التجربتين: الكمأة اليابسة إذا سحقت وعجنت بماء وخضب بها الرأس نفعت من الصداع العارض قبل وقته مجرب. الشريف: الكمأة إذا جففت وسحقت وعجنت بغراء السمك محلولاً في خل نفعت من قيلة الصبيان المعائية ومن نتوء سررهم ومن الفتوق المتولدة عليهم مجرب.

كمافيطوس:

أصله باليونانية حامانيطس ومعناه صنوبر الأرض ومنهم من زعم أن معناه المفترشة على الأرض والأوّل أصح. ديسقوريدوس في 2: حامانيطس هذا من النبات المستأنف كونه في كل سنة وقد يسعى في الأرض في نباته إلى الإنحناء ما هو له ورق شبيه بورق الصغير من حي العالم إلا أنه أدق منه وفيه رطوبة تدبق باليد وعليه زغب وورقه كثيف على أغصانه ورائحته شبيهة برائحة شجر الصنوبر، وله زهر دقيق أصفر وأصوله شبيهة بأصول النبات الذي يقال له فيحوريون. جالينوس في الثامنة: الطعم المر الذي هو في هذا النبات أكثر وأقوى من الطعم الحاد الحريف الذي في ذوقه وفعله أن ينقي ويفتح ويجلو الأعضاء الباطنة أكثر مما يسخنها ولذلك صار من أنفع الأدوية لمن به يرقان، وبالجملة لمن يحدث به في كبده السدد بسهولة وهو مع هذا يحدر الطمث إذا شرب مع العسل وإذا احتمل من أسفل، وينفع أيضاً في إدرار البول وبعض الناس من يسقي منه لمن به وجع الورك بعد أن يطبخ بماء العسل وما دام طرياً فهو يقدر أن يلزق ويدمل الجراحات الكبار وأن يشفي الجراحات المتعفنة وأن يحلل الصلابة التي تكون في البدن لأنه في التجفيف في الدرجة الثالثة وفي التسخين من الدرجة الثانية. ديسقوريدوس: وإذا شرب من ورقه مع الشراب سبعة أيام متوالية أبرأ اليرقان، وإذا شرب مع الشراب الذي يقال له أدرومالي أربعين يوماً متوالية أبرأ عرق النسا وقد يسقى منه أيضاً لعلة الكبد ووجع الكلى والمغص ويسقى طبيخه لضرر السم الذي يقال له أفونيطن وهو خانق النمر وقد يهيأ لهذه العلل التي ذكرناها ضماد يتخذ من طبيخه وقد خلط به سويق فينتفع به، وإذا سحق وخلط بالتين وهيئ منه حب وأخذ حل الطبيعة وإذا طبخ بتوبال النحاس والراتينج وشرب أسهل الفضول، وإذا خلط بالعسل واحتمل نقى الفضول من الرحم، وإذا وضع على الثدي الجاسية حلل جساءها وإذا تضمد به مع العسل ألزق الجراحات ويمنع النملة من أن تسعى في البدن وقد يكون صنف آخر من الكمافيطوس له أغصان طولها نحو من ذراع في خلفة الأذخر دقيقة الشعب وورق وزهر شبيهان بزهر وورق الصنف الأول من الكمافيطوس، وله بزر أسود ورائحته شبيهة برائحة الصنوبر، وقد يكون صنف آخر من الكمافيطوس ثالث يقال له الذكر وهو نبات له ورق صغار دقاق بيض عليها زغب وساق خشنة بيضاء وزهر صغير أصفر وبزر صغير على أغصانه ورائحة هذا الصنف شبيهة برائحة الصنوبر أيضاً وقوّة الصنفين كليهما قوّة شبيهة بقوّة الصنف الأوّل غير أن قوّة الصنف الأول أشد من قوتيهما. ابن سرانيون: الكمافيطوس يسهل بلغماً غليظاً والشربة منه مثقال ونصف. إسحاق بن عمران: إذا شرب منه مثقالان بماء التين المطبوخ نقى الأمعاء العليا. بديغورس: وبدله إذا عدم وزنه من الساساليوس وربع وزنه من السليخة. ابن ماسويه: وبدله إذا عدم وزنه من الكمون الكرماني.

كمادريوس: 

أصله باليونانية خامادريوس ومعناه بلوط الأرض. ديسقوريدوس في الثالثة: ومن الناس من يسميه طوفوريوس أيضاً لأن فيه شبهاً يسيراً من طوفوريوس وقد ينبت في أماكن خشنة صخرية وهو شجرة صغيرة طولها نحو من شبر ولها ورق صغار شبيهة في شكلها وتشريفها بورق البلوط من الطعم وزهر شبيه لونه بلون الفرفير صغار، وينبغي أن تجمع هذه العشبة وثمرها فيها بعد. جالينوس في الثامنة: الأكثر في هذا الدواء الكيفية المرة وفيه مع هذا حدة وذلك مما يدل على أنه دواء حقيق بتذويب الطحال وإدرار الطمث والبول ويقطع الأخلاط الغليظة وينقي السدد الحادثة في الأعضاء الباطنة فليوضع في الدرجة الثانية من درجات التجفيف والإسخان على أن إسخانه أكثر من تجفيفه ديسقوريدوس: وإذا شرب طرياً أو مطبوخاً بالماء نقع من تشنج أطراف العضل وجسو الطحال والسعال وعسر البول وابتداء الإستسقاء وقد يدر الطمث ويحدر الجنين، وإذا شرب بالخل حلل ورم الطحال وإذا شرب بشراب أو تضمد به كان صالحاً لنهش الهوام ويمكن أيضاً أن يسخن ويعجن ويحبب ويستعمل للعلل التي ذكرناها، وإذا خلط بالعسل نقى القروح المزمنة وإذا سحق وخلط بالشراب واكتحل به أبرأ قرحة العين التي يقال لها حالوس وهو الناصور وإذا تمسح به أسخن البدن ماسرحويه: الكمادريوس إذا دق ووضع على الطحال من ظاهر أضمر. الرازي: مذهب لليرقان شرباً. الشريف: خاصيته إذا طبخ مع ماء قليل وزيت وشرب منه ثلاثة أيام متوالية على الريق في كل يوم وزن ثلاثة أواق فاتر أنفع من الحصا نفعاً عجيباً. مجهول: ينفع من الأوجاع المزمنة العارضة في نواحي الصدر والرئة إذا سحق وشرب منه ثلاثة أيام معجوناً بجلاب أو بعسل ومقدار الّشربة منه كذلك وزن ثلاثة دراهم والكمافيطوس يفعل ذلك أيضاً. ديسقوريدوس: وشرابه مسخن محلل ينفع من التشنج واليرقان والنفخ التي يكون في الرحم وبطء الهضم وابتداء الإستسقاء. بديغورس: بدله إذا عدم وزنه من السقوفندريون. بنادوق: وبدله وزنه من السليخة.

كمون: 

جالينوس في السابعة: أكثر ما يستعمل من هذا النبات إنما هو بزره كما يستعمل الأنيسون وبزر الكاشم الرومي وبزر الكراويا وبزر الكرفس الجبلي وقوة الكمون حارة مثل قوّة كل واحد من هذه البزور التي ذكرناها وشأنه إدرار البول وطرد الرياح وإذهاب النفخ وهو في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة. ديسقوريدوس في الثالثة: منه طيب الطعم خاصة الكرماني الذي سماه بقراطيس بأسليقون وتفسيره الملوكي وبعده المصري وبعده سائر الكمون وقوّته مسخنة مجففة قابضة، وإذا طبخ بالزيت أو احتقن أو تضمد به مع دقيق الشعير وافق المغص والنفخ وقد يسقى بخل ممزوج بالماء لعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الإنتصاب وقد يسقى بالشراب لنهش الهوام وينفع من ورم الأنثيين إذا خلط بالزيت ودقيق الباقلا أو قيروطي ووضع عليها وقد يقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم وقد يقطع الرعاف إذا قرب من الأنف وهو مسحوق وخلط بالخل ويصفر البدن إذا شرب أو تلطخ به. ابن سينا: الكمون منه كرماني ومنه فارسي ومنه شامي ومنه نبطي والكرماني أسود اللون والفارسي أصفر اللون والفارسي أقوى من الشامي والنبطي هو الموجود في سائر المواضع ومن الجميع بري وبستاني، والكرماني أقوى من الفارسي والفارسي أقوى من غيره، وإذا مضغ مع الملح وقطر ريقه على الجرب والسبل المكشوطة والطفرة منع اللصق. بولس: والكمون الكرماني يعقل البطن والنبطي يسهله. ابن ماسويه: إن قلي الكمون وأنقع في الخل عقل الطبيعة المستطلقة من الرطوبة وهو نافع من الريح الغليظة يجفف المعدة وهو صالح للكبد، وإذا احتملته المرأة مع زيت عتيق قطع كثرة الحيض. إسحاق بن عمران: الكمون الكرماني شبيه في خلقته بالكراويا وهو أصغر منه إلا أنه على لونه ورائحته وطعمه طعم الكمون الأبيض. التجربتين: إذا أنقع في الخل وجفف وسحق وتمودي عليه وعلى أخذه سفوفاً قطع شهوة الطين وما أشبهه، وإذا مضغ بالملح وابتلع قطع سيلان اللعاب. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الكمون طارد للرياح مجش هاضم للطعام إلا أنه لا يلزم الخل ملازمة الكراويا بل يلازم الأسفيذياجات وماء الحمص والشبث والمري والدارصيني ونحوه، وإذا وقع في هذه لطف اللحم الغليظ وجشي وهضم الطعام وأطلق البطن وأدر البول وحلل النفخ الغليظ ويكسر من إسخانه وإضراره بالمحرورين ما ذكرنا من قبل. ديسقوريدوس في الثالثة: الكمون البري ينبت كثيراً في البلاد التي يقال لها حلقيدون التي من البلاد التي يقال لها اسبانيا وهو نبات له ساق طويل نحو من شبر دقيق عليه أربع ورقات أو خمس مشققة مثل وروق الشاهترج وعلى طرفه رؤوس صغار خمسة أو ستة مستديرة ناعمة فيها ثمرة وفي الثمرة شيء كالتبن أو النخالة يحيط بالبزر وبزره أشد حرافة من الكمون البستاني وينبت على تلال ويشرب بزره بالماء للمغص والنفخ، وإذا شرب بالخل سكن الفواق وإذا شرب بالشراب وافق ضرر ذوات السموم من الهوام والبلة العارضة في المعدة، وإذا مضغ بزيت وعسل وتضمد به قطع أثر لون الدم العارض تحت العين، وإذا تضمد به مع ما وصفنا أبرأ أورام الأنثيين الحارة. عبد الله بن الهيثم: الكمون الأسود هو البري الشبيه بالشونيز. ديسقوريدوس: وقد يكون جنس آخر من الكمون الذي ليس ببستاني بل شبيه بالبستاني، ويخرج منه من جانبين غلف صغار شبيهة بالقرون عاليه فيها البزر شبيه بالشونيز وبزره إذا شرب كان نافعاً جداً من نهش الهوام وقد ينتفع به الذين بهم تقطير البول والحصا والذين يبولون دماً منعقداً، وينبغي أن يشرب بعده ماء بزر الكرفس. بيادوق: وبدل الكمون الكرماني إذا عدم وزنه من الكمون. غيره: وبدله إذا عدم وزنه من الكراويا.

كمون حلو: هو الأنيسون وقد ذكرته في الألف.

كمون حبشي: هو الكمون البري الذي له بزر أسود شبيه بالشونيز وقد تقدم ذكره.

كمون أرمني: هو الكراويا وقد تقدم ذكرها.

كمون بري: 

أورد الرازي في الحاوي تحت هذه الترجمة جميع ما هذا نصه. قال جالينوس في المقالة السابعة في سادس دواء منها وهو الدواء المسمى باليونانية فانيوس وتفسيره الدخاني وهو الشاهترج الفرفيري الزهر على أنه كمون بري، ثم أن الرازي ذكر أيضاً في موضع آخر بجدول من هذا الكتاب المذكور هذا الدواء وقال ما هذا نصه: فانيوس هو كمون بري في الأكثر وفي الأصل أنه شاهترج. لي: أقول أعلم أن ديسقوريدوس لم يسم فانيوس كموناً برياً بل ذكر الكمون البري في المقالة الثامنة منه بإسمه وقسمه نوعين لكل نوع منهما ماهية وكيفية لا مدخل لها في ماهية وكيفية فانيوس، ثم أن الفاضل جالينوس من بعده لم يذكر الكمون البري في مفرداته البتة لا بإسم ولا بماهية ولا بكيفية فقول الرازي قال جالينوس في الكمون البري أن هذا الدواء حريف، ثم أورد كلامه على فانيوس الذي هو الشاهترج تقول عليه ما لم يقل لكنه ركب إسم الكمون البري على الشاهترج وجالينوس إنما قال فانيوس كما قال ديسقوريدوس، وفانيوس في كلامهما هو الدواء المعروف عند علمائنا وأئمة صناعتنا بالشاهترج وهي على الحقيقة ماهية وفعل وإسم وهذا يدل دلالة ظاهرة على أن فانيوس لم يرد به ديسقوريدوس الكمون البري مع إعطائه الماهية والكيفية المخالفين لماهية وكيفية فانيوس الذي هو الشاهترج فقد تقول الرازي على جالينوس وقوله في الموضعين من كتابه ما لم يقله إذ كان يقول: قال جالينوس في الكمون البري ثم يورد كلامه في فانيوس الذي هو الشاهترج عنده وعند ديسقوريدوس، وأعجب من ذلك أن الرازي ذكر في كتابه بعينه الكمون البري وأورد فيه نص كلام ديسقوريدوس بعينه وإنما توهم على جالينوس أن فانيوس عنده هو الكمون البري وذلك باطل بل لم يذكر ديسقوريدوس الكمون البري البتة لا بالإسم ولا بالماهية ولا بالكيفية كما بيناه، وما وهمه الرازي عليه في ذلك باطل وما قاله زور وما نسب إليه محال.

كمون أسود: هو الكمون البري على الحقيقة وقد يقال أيضاً على الحبة السوداء بالعربية وهو الشونيز وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة.

كمكام: قيل أنه صمغ الضرو وقيل قشره وقد ذكرت الضرو في الضاد المعجمة.

كندر: 

ابن سمحون: الكندر هو بالفارسية اللبان بالعربية. الأصمعي: ثلاثة أشياء لا تكون إلا باليمن وقد ملأت الأرض الورس واللبان والعصب يعني برود اليمن. قال أبو حنيفة: أخبرني أعرابي من أهل عمان أنه قال: اللبان لا يكون إلا بالشجر شجر عمان وهي شجرة مشوكة لا تسمو أكثر من ذراعين ولا تنبت إلا بالجبال ليس في السهل منها شيء ولها ورق مثل الآس وثمر مثل ثمره له مرارة في الفم وعلكه الذي يمضغ ويسمى الكندر ويظهر في أماكن تعفر بالفؤوس وتترك فيظهر في آثار الفؤوس هذا اللبان فيجتنى. ديسقوريدوس في الأولى: ليبانوا وهو الكندر وقد يكون في بلاد الغرب المعروفة عندنا باليونانيين بمنبته الكندر وأجود ما يكون منه هبال هو الذكر الذي يقال له سطاعونيس وهو مستدير الحبة وما كان منه على هذه الصفة فهو صلب لا ينكسر سريعاً وهو أبيض، وإذا كسر كان ما في داخله يلزق إذا مس وإذا دخن به احترق سريعاً وقد يكون الكندر أيضاً ببلاد الهند إلى اللون الياقوتي وإلى لون الباذنجان، وقد يحتال له حتى يصير مستديراً بأن يأخذوه ويقطعوه قطعاً مربعة ويخلونه في جرة ويدحرجونها حتى يستدير وهو بعد زمان يصير لونه إلى الشقرة ويقال له: سنغورس والكندر الذي من بلاد الغرب هو الثاني من بعده في الجودة مع الكندر المسمى السميلوطس ويسميه بعض الناس بوقسيس وهو أصغرها حصا وأميلها إلى لون الياقوت، ومن الكندر نوع يسمى أمريسطن وهو أبيض وإذا فرك فاحت منه رائحة المصطكي، وقد يغش الكندر بصمغ الصنوبر وصمغ عربي والمعزفة له إذا غش هينة وذلك أن الصمغ العربي لا يلتهب بالنار وصمغ الصنوبر يدخن به. والكندر يلتهب وقد يستدل أيضاً على المغشوش من الرائحة. جالينوس في السابعة: هذا يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الدرجة الأولى وفيه مع هذا قبض يسير إلا أن الكندر الأبيض ليس يتبين فيه قبض البتة. وقال في الثامنة: الكندر ينضح ويحلل من غير أن يقبض. ديسقوريدوس: والكندر يقبض ويسخن ويجلو ظلمة البصر ويملأ القروح العميقة ويدملها ويلزق الجراحات الطرية بدمها ويقطع نزف الدم من أي موضع كان ونزف الدم من حجب الدماغ الذي يقال له سسعس وهو نوع من الرعاف ويسكنه ويمنع القروح الخبيثة التي في المقعدة وفي سائر الأعضاء من الإنتشار إذا خلط بلبن وعمل منه فتيلة وجعلت فيها، وإذا خلط بالخل والزيت ولطخ به في ابتداء الوجع الذي يقال له مرميقيا قلعه وقلع القوابي، وإذا خلط بشحم البط أو شحم الخنزير أبرأ القروح العارضة من إحراق النار والشقاق العارض من البرد، وإذا خلط بالنطرون وغسل به الرأس أبرأ قروحه الرطبة، وإذا خلط بالعسل أبرأ حرق النار والداحس، وإذا خلط بالزفت أبرأ شدخ صدف الآذان، وإذا خلط بالخمر الحلو وقطر في الأذان نفع من سائر أوجاعها وإذا خلط بالطين المسمى قيموليا ودهن الورد ولطخ به نفع الأورام الحارة العارضة في الثدي في النفاس وقد يخلط بالأدوية النافعة لقصبة الرئة والضمادات المحللة لأورام الأحشاء، وإذا شرب نفع من نفث الدم وإذا شربه الأصحاء نفعهم وشجعهم، وإذا شرب منه شيء كثير بخمر قتل. أبو جريج: يحرق الدم والبلغم وينشف رطوبات الصدر ويقوي المعدة الضعيفة ويسخنها والكبد والمعي إذا بردتا وإن أنقع منه مثقال في ماء وشرب كل يوم نفع المبلغمين وزاد في الحفظ وجلا الذهن وذهب بكثرة النسيان غير أنه يحدث لشاربه إذا أكثر منه صداعاً. الفارسي: الكندر يهضم الطعام ويطرد الريح وهو جيد اللحمي. حكيم بن حنين: قال جالينوس: إذا كحلت به العين التي فيها دم محتقن نفع من ذلك وحلله. الرازي: الكندر يقطع الخلفة والقيء وربما أحدث وسواساً وينفع الخفقان. الدمشقي: ينفع من قذف الدم ونزفه ووجع المعدة واستطلاق البطن واختلاف الأعراس ويجلو القروح الكائنة في العينين. البصري: الكندر يأكل البلغم ويذهب بحديث النفس ويزيد في الذهن ويذكيه. ابن سينا: في الثاني من القانون أجودها الذكر الأبيض المدحرج الدبقي الباطن والذهبي المكسور والأحمر أحلى من الأبيض وماء نقيعه يغسل به الرأس وربما خلط بالنطرون فينقي الحرارة ويجفف قروحه وقشوره وينقي المعدة ويقويها ويشدها. المجوسي: الكندر إذا مضغ جذب الرطوبات والبلغم من الرأس، وإذا سقي أصحاب الزحير مع شيء من النانخواء نفعهم. إسحاق بن عمران: وإذا مضغ الكندر مع صعتر فارسي أو زبيب الخل جلب  البلغم وينفع من اعتقال اللسان. ابن سينا في الأدوية القلبية: الكندر مقو للروح الذي في القلب والذي في الدماغ فهو لذلك نافع من البلادة والنسيان وحاله مناسب لحال البهمن إلا أنه أضعف منه في تقوية القلب وأقوى عطرية وبالترياقية التي فيه تنفع دخنته من الوباء. غيره: الكندر ينفع من السعال ومضغه يشد الأسنان واللثة ويصلحها والإكثار منه ربما أورث الجذام والبرص والبهق الأسود خاصة ودخانه إن أحرق مع الفطر أنبت الشعر في داء الثعلب. إسحاق بن عمران: وبدله وزنه وربع وزنه من دقاقه. ديسقوريدوس: وقد يحرق الكندر بأن يؤخذ منه حصاة وتلهب في نار السراج وتوضع في فخارة نظيفة حتى تحترق، وينبغي أنه إذا أحرق منه ما يكتفي به أن يغطى بشيء إلى أن يجمد فإنه إذا فعل به ذلك لم يصر رماداً، ومن الناس من يغطي الفخارة بإناء من نحاس مثقوب الوسط مجوف ليجتمع دخان الكندر، ومن الناس من يصيره في فخار جديد ويغليه على الجمر حتى ينقطع غليانه ولا يظهر منه رطوبة تغلي ولا بخار، وإذا احترق يهون فركه وأما قشر الكندر فأجوده ما كان ثخيناً يلزق وطيب الرائحة حديثاً أملس ليس برقيق فإن سائر القشور لا تلهب وقد يغش بأن يخلط معه قشر ثمرة الصنوبر أو قشر شجرة الينبوت وهو شجرة قضم قريش ومعرفة ذلك بأن يعرض على النار فإن سائر القشور لا تلتهب وتدخن مع طيب رائحة وقد يحرق قشر الكندر كما يحرق الكندر. جالينوس: قشر الكندر يقبض قبضاً بيناً فهو لذلك يجفف تجفيفاً بليغاً وهو أغلظ من الكندر وليس فيه حدة ولا حرافة أصلاً، ولما كانت له هذه الكيفيات والقوى صار الأطباء يكثرون استعماله في مداواة من ينفث الدم ومن معدته رخوة ومن به قرحة الأمعاء وليس يقتصرون على خلطه في الأضمدة التي يداوى بها من خارج دون أن يلتوه أيضاً في الأدوية التي ترد إلى داخل البدن. وقال في كتاب حيلة البرء: وقشور الكندر تقبض وتجفف تجفيفاً شديداً، وبهذا السبب صرنا نستعمله في انبثاق الدم اليسير حرقاً كما أنا نستعمله في انبثاق الدم الشديد محرقاً في ذلك الوقت وأيضاً نستعمله وحده مدقوقاً منخولاً وقد يسحق حتى يصير كالغبار. وقال في الميامن: قشور الكندر تقبض قبضاً قوياً إلا أنه على حال أقل قبضاً من القلقند وقشور الشابرقان وما أشبههما. ديسقوريدوس: وقوة قشور الكندر مثل قوة الكندر غير أن القشر أقوى وأشد قبضاً، ولذلك إذا شرب كان أوفق من الكندر لمن ينفث الدم وللنساء اللواتي يسيل من أرحامهن رطوبات مزمنة إذا احتملته ويصلح لجلاء الآثار وقروح العين ولعلاج قروحها التي يقال لها قيلوماطا وأوساخ العين وإذا غلي كان صالحاً لحكتها. الدمشقي: قشور الكندر قوي القبض واليبس وينفع من نزف الدم وقروح الأمعاء، وإذا وضع كالمرهم يحبس البطن ويجفف القروح. إسحاق بن عمران: قوة قشر الكندر في الحرارة واليبوسة من الدرجة الثانية وبدله وزنه من الكندر مرتين ووزنه من دقاقه. جالينوس في حيلة البرء: ودقاق الكندر دواء فيه قبض قليل فهو بهذا السبب أفضل من الكندر في كثير من العلل إذا كان الكندر إنما فيه قوة تفتح بسبب أنه لا يقبض وخاصة ما كان منه أكثر دسومة وكان لونه أحمر قانياً يضرب إلى الحمرة أشد تجفيفاً من الشديد اليابس الأبيض ودقاق الكندر يخالطه من قشور الكندر شيء يسير يكسبه قبضاً. وقال مرة في كتاب قاطاحابس: في دقاق الكندر تحليل وتليين وجلاء مع قبض يسير وقال مرة أخرى: دقاق الكندر أشد قبضاً من الكندر والكندر أبلغ في الإلزاق والتغرية من دقاقه. وقال في كتاب الميامن: دقاق الكندر هو ما ينزل من المنخل إذا نخل الكندر غير مسحوق فقط وهو ما يتفتت منه في الأعدال الكبار ويخالطه أجزاء صغار جداً من قشر الكندر وإذا كان كذلك فبينه وبين الكندر من الفرق أن فيه مع ما له مما للكندر من الإنضاج والتسكين قبضاً يسيراً. ديسقوريدوس: وأجود دقاق الكندر ما كان منه أبيض نقياً ذا حصا وقوته مثل قوة الكندر غير أنه أضعف وقد يغشه قوم بأخلاطهم به صمغ الصنوبر منخولاً وغبار الرحى، وقشر الكندر ومعرفة ذلك بالنار فإنه إذا غش لا يبخر بخاراً صافياً ولكن كدراً أسود فأما دخان الكندر فإنك إذا أحببت أن تعمله من الكندر فاعمله هكذا. خد بكليتين حصاة حصاة وألهبها بنار السراج وصيرها في إناء فخار جديد أو عتيق وغطه بإناء من نحاس مجوف مثقوب الوسط مجلو  مستقصى إستقصاء في الجلاء وصير على شفة الفخار من ناحية واحدة أو من ناحيتين حجارة طولها أربعة أصابع لتنظر إلى الكندر وتعلم أن كان يحترق وليكن مكاناً لما يدخل أولاً من حصا الكندر وقبل أن تطفئ الحصاة التي صيرتها في الفخارة انطفاء تاماً فضع حصاة أخرى ولا تزال تفعل ذلك حتى تعلم أنه قد اجتمع من الدخان ما تكتفي به وامسح خارج الإناء التي من النحاس مستجاداً بأسفنجة مبلولة بماء بارد فإنك إذا فعلت ذلك لم يحم النحاس حمياً شديداً ويتراكم الدخان بعضه على بعض، وإن لم تفعل ذلك رجع الدخان من إناء النحاس إلى أسفل واختلط برماد الكندر، وأحرق من الكندر ما بدا لك واجمع الدخان أولاً فأولاً فاجمع رماد الكندر المحترق وصيره على حدة وقوة دخان الكندر مسكنة لأورام العين الحارة قاطعة لسيلان الرطوبة منها نافعة لقروحها منبتة للحم في قروحها التي يقال لها قيلوماطا مسكنة للورم العارض فيها المسمى سرطاناً، وقد يجمع دخان المرودخان الميعة التي يقال لها أصطرك على هذه الصفة ويوافق لما وافقه دخان الكندر وكذا ما جمع من دخان سائر الصموغ.

كندس: 

هذا دواء لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس البتة وإنما حنين نقل عن جالينوس في مفرداته وترجم الدواء المسمى سطرونيون بالكندس وليس به وقد تكلمت عليه في حرف السين المهملة. إسحاق بن عمران: هو عروق نبات داخلة أصفر وخارجه أسود وشجرته فيما يقال شبيهة بالكنكر المسمى قناريه وهو الخرشف المسمى البستاني أرقط لون الورق بياض وخضرة والمستعمل منها العروق ويجمع في يونيه. بديغورس: خاصيته قطع البلغم والمرة السوداء الغليظة ويحلل الرياح من الخياشيم. حبيش بن الحسن: وقوة الكندس من الحرارة في أول الدرجة الرابعة ومن اليبوسه في آخر الدرجة الثالثة وهو دواء شديد الحرارة وشربه خطر عظيم ومقدار الشربة منه ليتقيأ به من دانق إلى أربعة دوانيق مسحوقاً منخولا بحريرة صفيقة مدوفاً بصفرة ثلاث بيضان وقد شويت شياً لم ينضج وفيها رقة مع ماء قد أغلي فيه عدس وشعير مرضوض مقشور مقدار نصف رطل فإنه يقيئ قيئاً جيداً. ماسرحويه: هو حديد الطعم وإذا سحق ونفخ في الأنف هيج العطاس وإذا شرب منه مقدار ما ينبغي قيأ الإنسان جيداً وينزل البول والحيضة وهو من الأدوية القاتلة إذا لم يرفق به. وقال يقيئ بقوة ويسهل ويعطش وقال هو حريف جلاء لكنه يجفف الحلق ويهيج وجع البطن وينبغي أن يسقي اللبن ودهن الخل. الرازي في الحاوي: عن الكندي كان أبو نصر لا يبصر القدر ولا الكواكب بالليل فاستعط بمثل عدسة كندس بدهن بنفسج فرأى الكواكب بعض الرؤية في أول ليلة وفي الثانية برأ برءاً تاماً وجربه غيره وكان كذلك، وهو جيد للغشاء جداً. إسحاق بن عمران: وإذا كان الولد ميتاً في البطن لثلاثة أشهر أو أربعة وسحق الكندس وعجن بالعسل واتخذت منه فتيلة واحتملته المرأة فإنها تلقيه ولا يستعط به في القيظ ولا في الصيف فإنه ينشف الرطوبة ويسعط به فيما سوى ذلك. التجربتين: إذا سجن بالخل وطلي به البهق وتمودي عليه أزاله، وإذا أغلي في الخل وضرب بدهن ورد نفع من الحكة، وإذا سحق وصير في خرقة واشتم عطس ونقي الدماغ ونبه المصروعين والمفلوجين وأعان بالعطاس على دفع المشيمة، وإذا شرب منه وزن ربع درهم أو نحوه بالسكنجبين والماء الحار قيأ بلغماً لزجاً، وإذا خلط بالزفت ووضع على القوباء العتيقة وتمودي عليه قلعها. ابن سينا: يجلو البهق والبرص وخصوصاً الأسود من البهق وبدله في القيء جوز القيء وزنه وثلث وزنه فلفل وهو من جملة الأدوية المنقية للأذن من الوسخ وينفع من الخشم ويفتح سدد المصفاة.

كنكر: هو الخرشف البستاني. ديسقوريدوس في 3: هو صنف من الشوك ينبت في البساتين والمواضع الصخرية والتي فيها مياه وله ورق أعرض بكثير وأطول من ورق الخس مشرف مثل ورق الجرجير عليه رطوبة تدبق باليد أملس إلى السواد وساقه طولها ذراعان ملساء في غلظ أصبع وفيما يلي طرف الساق الأعلى ورق صغار شبيهة بما صغر من ورق النبات الذي يقال له قسوس مستطيل لونه شبيه بزهر النبات المسمى براقيس يخرج فيما بينه زهر أبيض، وله بزر مستطيل أصفر اللون وفي طرفه كرأس الدبوس وأصوله لزجة فيها شيء شبيه بالمخاط في لونها حمرة النار طوال، وإذا تضمد به بالماء وافق حرق النار والتواء العصب وإذا شربت أدرت البول وعقلت البطن ونفعت قروح الرئة وخضد لحم العضل وخضد أطرافها. وقال الرازي في دفع مضار الأغذية: هو غليظ الجرم بطيء الإنهضام والإنحدار وينفخ ويزيد في الباه ويسخن الكلى والكبد والمثانة وإصلاحه أن يهري بالطبخ ويكثر فيه هذه التوابل والأبازير اللطيفة ويؤكل جرمه. قسطس في الفلاحة: إن أذيب قيروطي وشرب بماء الكنكر حلل جميع الأورام الصلبة سريعاً وإن غسل الرأس بمائه أذهب الحكة وإن طلي بالدهن والشمع المشرب بماء الكنكر على البرش في الوجه مرات قلعه وإن طلي على داء الثعلب أنبت الشعر في داء الثعلب. ماسرحويه: بارد يزيد في المرة السوداء جداً. ديسقوريدوس: وقد يكون من هذا النبات بري شبيه بالشوكة التي يقال لها سقولومس وهو نبات مشوك أقصر من البستاني وقوة أصل البستاني كالبري. حامد بن سمحون: هذا هو الكنكر البري وهو صنف من الشوك يسمى أفثيس باليونانية والهيسر بالعربية.

كنكرزذ: معناه صمغ الخرشف وهو تراب القيء وقد ذكرت صمغ الخرشف في الصاد المهملة.

كنهان: 

بالفارسية. الفلاحة: ورقها يشبه ورق الحبة الخضراء ولونها وحدتها وقوتها مثلها ولها أغصان تتفرع على ساق حسنة غليظة ويعرق عروقاً طوالاً وصورتها كشجرة طويلة صغيرة وزرعها أهل بلد بابل فأنجبت وهي أصغر من شجرة الحبة الخضراء وأرطب ورقاً وأغصاناً وفيها خاصية عجيبة لطرد العقارب حتى لا يرى عقرب واحدة منها في موضع تكون فيه ولقد أخذنا من ورقها وطرحناه في طست فيه ثلاث عقارب فنفرت عظيماً ونهش بعضها بعضاً حتى كففن عن الحركة وتماوتن بعد ساعتين، وقد يدخلها الأطباء في الضمادات المسخنة وإذا أكثر شمها وجد منها رائحة الدخان وهي تؤكل فتسخن الدماغ والبدن سريعاً شديداً إذا أكثرت منها وتسخن الكبد والطحال.

كنيب: أوله كاف مفتوحة بعدها نون مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم باء بواحدة من تحتها، وهو نوع من العلس يحمل حبة واحدة في غلاف وهو معروف باليمن بهذا الإسم. ديسقوريدوس في الثانية: أوليدا هو حب من جنس را غير أنه أقل غذاء منه بيسير وقد يعمل منه خبز ويطحن أيضاً جريشاً أجرش من الدقيق. جالينوس في الثامنة: جوهر هذه الحبة متوسط بين الحنطة والشعير على طريق الغذاء وعلى طريق الدواء، ولذلك ينبغي أن يستعمل الحدس في تعرف الحال فيها مما وصفنا به الحنطة والشعير.

كنباب: الغافقي: هو نبات ينبت في المياه القائمة والقليلة الجري ويمتد ويطول تحت الماء وقضبانه طوال دقيقة كثيرة ويخرج من أصل واحد فيها عقد كثيرة والورق على العقد محيط بها من كل جانب كثيرة متكاثفة، وورقه هدب خشن المجس يقال أنه إذا غسل ودق وربي بماء الورد وضمد به قيل الصبيان نفع منها.

كندلا: أبو حنيفة: هو من نبات بلاد الدنبل ينبت في ماء البحر وبه تدبغ هناك الجلود الدنبلية الحمراء الغليظة. مجهول: قشرها هو الأيدع وهو قشر أحمر يقع في أدوية الفم وفي الأدوية النافعة من نفث الدم. ابن حسان: وينبت أيضاً في جوار هذه الشجرة في جوف الماء في البحر شجر يقال له التنوم يشبه شجر الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره وخشبه أيضاً أبيض وورقه مثل ورق اللوز والأراك ولا شوك له ولا ثمر وهو مرعى للغنم والبقر والإبل تخوض عليه الماء حتى تأكل ورقه وأطرافه الرطبة ويحمل حطبه إلى المدن والقرى ويبيعونه ويستوقدونه لطيب رائحته ومنفعته وهو كثير بسواحل بحر عمان وماء البحر عدو لكل الشجر إلا الكندلا والتنوم وكلاهما يقبضان شديداً ويشدان.

أقول: هذه الشجرة هي التي تنبت في بحر الحجاز وتعرف بالشورة وقد ذكرتها في الشين المعجمة.

كهرباء: 

زعمت التراجمة في متن كتاب ديسقوريدوس وجالينوس أن الكهرباء هو صمغ الجوز الرومي وليس كما زعموا بل غلطوا فيه لأن جالينوس لما ذكر الجوز الرومي قال فيه: ورد هذه الشجرة قوته حارة في الدرجة الثالثة وصمغتها شبيهة بزهرتها وهي أسخن من الزهرة، وأما ديسقوريدوس فقال فيه أنه إذا فرك فاحت منه رائحة طيبة هذا قول الرجلين الفاضلين في صمغ الجوز الرومي، وليس في الكهرباء شيء من ذلك لا في الماهية ولا في القوة ولا في طيب الرائحة ولا في الإسخان أيضاً فقد ظهر من كلام التراجمة أنهم تقولوا على الفاضلين ما لم يقولا أن الكهرباء هي صمغة الجوز الرومي فتأمل ذلك. الغافقي: هي صنفان منها ما يجلب من بلاد الروم والمشرق، ومنها ما يوجد بالأندلس في غربيها عند سواحل البحر تحت الأرض وأكثر ما يوجد منها عند أصول الدوم، وزعم جهال الناس أن تلك المواضع كانت قبوراً في القديم وأن ملوك الروم كانوا يديبونها ويصبونها على موتاهم لأنها تحفظ صورة الميت وتبدو صورته بأشفافها، وهذا كذب لأن تلك المواضع لو كانت قبوراً لكان أكثر ما تصاب في البراحات وتجمعها الحراثون وتؤخذ قطرات كالصمغ وهي أحسن وأصغر وأصلب من المشرقية وأقوى فعلاً. وأخبرني الخبير به أنها رطوبة تقطر من ورق الدم لأنه هناك في هذه الناحية عند طلوعه من الأرض تقطر منه رطوبة شبيهة بالعسل هو يكون منها هذا الدواء وقد يكون فيه الذباب والتبن والمسامير والحجارة والنمل. ابن سينا: هو صمغ كالسندروس مكسره إلى الصفرة والبياض شفاف وربما كان إلى الحمرة يجذب التبن والهشيم من النبات ولذلك سمي كاه رباء أي سالب التبن بالفارسية وقال في الأدوية القلبية: لها خاصية في تقوية القلب وتفريحه معاً بتعديلها المزاج وتمتينها الروح. ابن عمران: هي باردة يابسة وإذا شرب منه نصف مثقال بماء بارد حبس الدم الذي ينبعث من انقطاع عرق في الصدر ويحبس نزف الدم من أي موضع كان وينفع خفقان القلب الكائن من المرة الصفراء من قبل مشاركة القلب لفم المعدة وينفع من وجع البطن والمعدة. الخوز: يقطع الرعاف وإذا علق على صاحب الأورام الحارة نفعها. ثاوفرسطس: إن علق على الحامل حفظ جنينها ويحفظ صاحب اليرقان وينفعه تعليقاً، وإن سحق ولطخ على حرق النار نفعه جداً. ماسرحويه: إن شرب منه مثقال حبس التحلب من الرأس والصدر إلى المعدة. أنطيلس: الآمدي يبرئ من عسر البول، وإذا شرب مع المصطكي نفع أوجاع المعدة. أبو جريج: له خاصية في إمساك الدم وخاصة الزحير. الرازي: جيد لسيلان دم الطمث والبواسير والخلفة شرباً. بديغورس: إذا شرب منه نصف مثقال بماء بارد حبس القيء ونفع من الكسر والرض. نبادوق: بدله إذا عدم وزنه من الطين الأرمني مرتين وثلثا وزنه من السليخة ونصف وزنه من البزرقطونا المقلو. غيره: بدله وزنه من السندروس.

كهورات: الفلاحة: هي بقلة حارة حريفة ليس لها كثير إسخان مع حرافتها وحرارتها ومرارتها ورقها مدور شديد التدوير في صورة ورق الخبازي وألطف منه ولها رائحة ذكية طيبة وفيها أدنى لزوجة وهي شديدة الخضرة وتبزر بزراً بغير ورد وبزره حار رطب طيب الرائحة والطعم يرتفع شبراً أو أرجح بقليل وينبت في الصيف وهي صالحة للمعدة مفتقة للشهوة هاضمة للطعام وتؤكل نيئة ومطبوخة، وقيل أنها تطرد الوزغ والدود وبزرها إذا سحق وتمرخ به بدهن ورد نفع من الأعياء.

كهكم: هو الباذنجان من جداول الحاوي وقد ذكر في الباء.

كهيانا: هو عود الفاوانيا وذكرته في الفاء.

كوارع: 

الرازي في الحاوي: قال جالينوس في كتاب الكيموسين أنها تولد كيموساً لزجاً لكنه ليس غليظاً وهي صالحة في الإنهضام عديمة الفضول بلزوجتها حسنة الكيموس سريعة الإنهضام. ابن ماسويه: أطراف الحيوان لزجة عصبية تغذو غذاء يسيراً وتسهل الطبع بلزوجتها بطيئة الهضم نافعة من السعال المتولد من حرارة وخاصة إذا طبخت مع ماء الشعير المقشر. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الأكارع فقليلة الغذاء والفضول لأنها كثيرة الحركة تولد دماً بارداً لزجاً وقد ينتفع بإدمان أكلها لمن يحتاج أن ينجبر منه عظم مكسور وإذا عملت بالخل والأنجدان قلت لزوجتها وبردها واندفع عنها توليد القولنج الثفلي الصعب الشديد فإنه كثيراً ما يتولد عن إدمان أكل الأكارع ذلك وإن أبطأ خروجها من البطن في حالة فينبغي أن يبادر بالجوارشنات المسهلة وهي صالحة للمحمومين ولمن يحتاج إلى غذاء قليل ولمن به نفث الدم أو سحج المعي وجري الدم من أفواه البواسير، وبالجملة فلمن يحتاج إلى تغرية وتسديد أو لتوليد الدشبذ لينجبر به عظم مكسور. قال الشريف: الإغتذاء بها ينفع من شقاق اللسان والشفتين الكائن عن حر ومن سحج الأمعاء ويلين خشونة الحلق.

كور: هو مقل اليهود أيضاً وسنذكره في الميم.

كوركندم: هو جوزجندم وقد ذكرته في الجيم.

كواكف: هو الباذاورد من جداول الحاوي وقد ذكر في الباء.

كوشاد: هو الجنطيانا الرومي المعروف بالبسلسكة وقد ذكر في الجيم.

كوكب شاموس: هو طين شاموس المعروف وقد ذكرته مع الأطيان في الطاء.

كوكب الأرض: الغافقي: هو ملح سبخة يقال لها كوكب قيموليا. الرازي في الحاوي: قال كوكب الأرض هو الطلق. قال إبن إسحاق: هي شجرة تضيء بالليل وقال بعضهم أنه تصحف على ناقلة من صخرة تضيء بالليل وهو الطلق أيضاً.

أقول: قد ذكرت الطلق في الطاء وما قيل في سراج القطرب في السين المهملة.

كوكم: هو الفلفل أيضاً من فهرست الأسماء للغافقي.

كوبرا: أقول هو الفلفل بالهندية من الحاوي.

كيلدارو: هو السرخس بالفارسية وقد ذكرته في السين المهملة.

كية: هو بكسر الكاف وبالياء المنقوطة باثنتين من تحتها وهي مشددة مفتوحة ثم هاء إسم للمصطكي وهو علك الروم وسيأتي ذكره في الميم.

كيخرس: بالرومية هو الجاورس أوله كاف مكسورة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم خاء معجمة وساكنة أيضاً بعدها راء مهملة مضمومة ثم سين مهملة.

كيلكان: مذكور مع أنواع الكرّاث.

حرف اللام

لاذن: 

ديسقوريدوس في الأولى: قد يكون صنف من القسوس ويسميه بعض الناس ليدون وهي شجرة شبيهة بالقسوس، إلا أنّ ورقها أطول وأشدّ سواداً ويحدث له شيء من رطوبة تلتصق بيد اللامس لها في الربيع، زهر قابض يصلح لكل ما يصلح له القسوس ومن هذا الصنف من القسوس يكون الدواء الذي يقال له لاذن فإن المعز ترتعيه ويلتزق بها من رطوبة هذا الدواء لأنه شبيه بالدبق ويتبين لك في أفخاذها وفي لحى التيوس منها ومن الناس من يأخذ هذا فيصفيه ويعمل منه أقراصاً ويبخر به الناس ومنهم من يأخذ حبالاً فيمرها على هذه الشجرة فما التزق منها من رطوبة جمعه وعمله أقراصاً وأفواه ما كان طيب الرائحة لونه إلى الخضرة ما هو سهل لين إذا دلك يدبق باليد ليس فيه شيء من الرمل وليس بهش يشبه الراتينج، والذي بقبرس هو على هذه الصفة وأما الذي في بلاد المغرب والذي من لينوى فإنه أحسن. جالينوس في السابعة: الذي يكون من هذا الدواء في بلدان حارة ليس من جنس غير هذا الذي يكون منه عندنا ولكنه بسبب البلد الذي يكون فيه يكون قد اكتسب حرارة لدنة محضة فهو بها مخصوص وقد خالف ما يكون عندنا في الأمرين جميعاً أعني أنه لا برودة فيه أصلاً وإن فيه مع ذلك شيئاً من الحرارة، وأما سائر ما فيه من الخصال الأخر فهو فيها مثل هذا الذي عندنا وأما الدواء المسمى لاذن فيكون من هذا النبات وهو حار في الدرجة الثانية في آخرها حتى يكاد أن يكون في الثالثة أيضاً وفيه مع هذا قبض يسير وجوهره جوهر لطيف جداً فهو بسبب هذه الخصال كلها يلين تلييناً معتدلاً ويحلل تحليلاً على ذلك المثال والأمر فيه معلوم أنه ينضج إنضاجاً وليس بعجيب أن يكون نافعاً من علل الأرحام إذا كان فيه مع هذا الخصال الموصوفة قبض يسير فهو لذلك صار يقوي وينب الشعر الذي ينتشر في البدن لأنه يفني جميع ما في أصوله من الرطوبه الرديئة، ويجمع ويسد بقبضه المسام التي فيها مراكز الشعر، فأما داء الثعلب والحية فليس يمكنه أن يشفيهما لأن هاتين علتان يحتاجان إلى أدوية تحلل تحليلاً كثيراً بالإضافة إلى تحليل اللاذن وذلك أن هذه أدواء تكون من رطوبات كثيرة غليظة لزجة لا يقدر عليها إلا الأدوية المقطعة المحللة فينبغي أن يكون مع تحليلها وتقطيعها لطيفة الجوهر لا قبض فيها أصلاً، وينبغي أن يبلغ من لطافتها أن تجفف وتفنى مع الأخلاط اللزجة المجتمعة هناك الرطوبات الطبيعية التي بها ينمو ويزيد الشعر، فإنها إذا كانت كذلك تنمي الشعر في الفزع المبتدئ فضلاً عن داء الثعلب. ديسقوريدوس: وقوّته مسخنة ملينة مفتحة لأفواه العروق وإذا خلط بشراب ومر ودهن الآس أمسك الشعر المتساقط، وإذا لطخ بشراب على آثار اندمال القروح حسنها وإذا قطر في الأذن مع الشراب المسمى أدرومالي أو مع دهن الورد نفع وجعها وقد يدخن به لإخراج المشيمة وإذا وقع في أخلاط الفرزجات واحتمل أبرأ صلابة الرحم وقد يقع في أخلاط الأدوية المسكنة للأوجاع وأدوية السعال والمراهم فينتفع به، وإذا شرب في شراب عتيق عقل البطن وقد يدر البول. التجربتين: يسكن الأوجاع من أيّ موضع كانت متى حل بدهن بابونج أو شبث وإذا حل في دهن ورد وطلي به يافوخات الصبيان نفع من نزلاتهم ومن السعال المتولد عنها وإذا ضمد به مقدم الدماغ وتمودي عليه لدويّ الأذان نفعها ونفع من النزلات وإذا وضع على فم المعدة المسترخية شدها وعلامتها الغثيان وسيلان اللعاب وقلة العطش وإذا حل بشحم خنزير ووضع على أورام المقعدة وأوجاعها سكنها، وإذا حل بدهن ورد واحتقن به للسحج نفع منه. غيره: نافع للسدد.

لازورد: 

ديسقوريدوس في الخامسة: أرمانيا، وينبغي أن يختار منه ما كان ليناً لونه كالسماء مشبعاً وكان مستوياً ولم يكن فيه حجارة هين التفتت يتفتت سريعاً قطعه كبار. بعض علمائنا: أرمانيا هذا ليس هو اللازورد وإنما هو الحجر الأرمني لأن اللازورد حجر صلب وهذا رخو. جالينوس في التاسعة: قوّته قوّة تجلو مع حدة يسيرة وقبض يسير جداً فهو لهذا صار يخلط في أدوية العين وقد يسحق وحده سحقاً جيداً، ويستعمل كما يستعمل الذرور ليقوي به الأشفار إذا كانت قد انتثرت من قبل أخلاط حادّة وبقيت لا تزيد ولا تكثر وكانت دقاقاً صغاراً لأن حجر اللازورد ههنا يفني رطوبات الأخلاط الحادة فيردّ العضو إلى مزاجه الأصلي الذي به يكون نبات الأشفار ويقويها ويزيدها وينميها. ديسقوريدوس: وقوته شبيهة بقوّة لزاق الذهب إلا أنه أضعف منها وقد ينبت شعر الأشفار كثيراً. الغافقي: اللازورد أشبع لوناً من الحجر الأرمني وقوّته شبيهة بقوّة الحجر الأرمني إلا أنه أضعف منه وهو يسهل السوداء وكل خلط غليظ يخالط الدم وينفع أصحاب الماليخوليا والربو والشربة منه أربع كرمات ويدر الطمث إدراراً صالحاً شرباً واحتمالاً وينفع من وجع المثانة ويقلع الثآليل ويحسن الأشفار ويجعد الشعر وزعم بعضهم أنه إذا كان فيه عيون الذهب وسحق مع شجيرة مطرية فهو أجودها ما يكون للقرحة التي تكون تأكل اللحم وتجري في الجسد وإذا طلي مسحوقاً بالخل على البرص أبرأه.

لاعبة: الغافقي: قال أبو جريج: هي شجرة تنبت في سفح الجبل لها ورد أصفر طيب الرائحة قليلاً يقع على وردها الراعي من النحل في أيام الربيع ولها لبن غزير وهو يسهل إسهالاً قوياً وهي من أصناف اليتوع فإذا ألقي منها شيء في غدير سمك أطفأه ولبنها ينفع من الإستسقاء وتسهل الماء، وورقها إذا طبخ وأطعم صاحب هذا المرض نفعه بإسهاله الماء إسهالاً قوياً، وإذا دق ورقها وعصر ماؤه وسقي إنساناً أسهله وقيأه إلا أن اللبن أقوى فعلاً من الورق. لي: وقعت ترجمة هذا الدواء في السابعة من مفردات جالينوس على غير هذا المسمى وإنما حنين وضعه على الدواء المسمى باليونانية بلوطي وقد نبهت عليه هناك في الباء فتأمل ما قيل هناك.

لاغون: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات إذا شرب بالشراب عقل البطن، وإذا شربه المحموم بالماء عقل بطنه وقد يعلق على الأورام الحارة الغليظة العارضة للأرنبة وتنبت في المساكن الخربة التي تنقطع عنها العمارات. جالينوس في السابعة: قوّة هذا تجفف ما ينحدر من الرطوبات إلى البطن ويخرج المواد حتى أنه يجفف تجفيفاً بيناً ويجفف الأرنبة. لي: أقول هذا الدواء واسم الأرنب في اليونانية واحد ولذلك سمي الأرنبي ومنهم من سماه رجل الأرنب أيضاً قال بعضهم سمي الأرنبي لأنه يشفي من وجع الأرنبة. والأوّل أصح ومنهم من زعم أنه نوع من الخرشف وليس كذلك وإنما الأمر فيه الأولى أن يقال أنه دواء مجهول لأن ديسقوريدوس لم يحك عليه البحث حتى يصح.

لالا: الرازي في الحاوي: هي حشيشة تجلب من مكة نافعة من البواسير إذا تدخن بها وتسكن وجع المقعدة.

لبلاب: 

تسمى بعجمية الأندلس قريوله بضم القاف والراء المهملة التي بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها وواو بعدها لام وهاء وتفسيرها شويكة وهو اللبلاب الصغير. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق قسوس إلا أنه أصغر منه وقضبان طوال متعلقة بكل ما يقرب منها من النبات وتنبت في السياحات وأمرجة الكروم وبين زروع الحنطة. إبن عمران: له نور شبيه بقمع أبيض يخلفه غلف صغار أسود وأحمر اللون فيه حب صغير أسود وأحمر. جالينوس في 6: وقوّة هذا النبات قوّة محللة. ديسقوريدوس: وإذا شرب عصارة ورق هذا النبات أسهلت البطن. حبيش بن الحسن: اللبلاب يسهل باللزوجة التي فيه ويخرج المرة الصفراء ويسهل الطبيعة برفق إذا خلط بالسكر وإن أحببت أن تزيده قوّة في الإسهال فزد فيه فلوس خيار شنبر محلولاً بالماء المغلي ولا ينبغي أن يشرب من ماء اللبلاب مغلي لأنه إذا غلي ذهبت قوّته ولزوجته التي بها تسهل الطبيعة. الغافقي: الشربة منه نصف رطل مع عشرين درهماً من السكر الطبرزذ فيسهل مرة صفراء وإن غلي بالنار ذهبت قوّته، وينفع السعال، وينفع من القولنج الذي يكون من خلط حار ويحلل الأورام التي تكون في المفاصل والأحشاء إذا استعمل مع خيارشنبر، وإن طبخ ماؤه قل إسهاله وكان أكثر تفتيحاً للسدد وهو نافع من الحمى الصالبة.

لبخ: قال أبو حنيفة: أخبرني العالم بخبره أن بانصنا من صعيد مصر وهي مدينة السحرة شجراً في الدور الشجرة بعد الشجرة هي الدواء المسمى اللبخ وهي عظام كالدلب ولها ثمر أخضر شبيه بالتمر حلو جداً إلا أنه كريه جيد لوجع الأسنان. ديسقوريدوس في آخر الأولى: فرشاء وهي شجرة تكون بمصر لها ثمر يؤكل تكون جيدة للمعدة وربما وجد في هذه الشجرة صنف من الرتيلاء يقال له قراقيوما وخاصة ما كان منه بناحية الصعيد وقوِّة ورق هذه الشجرة تقطع الدم إذا جفف وسحق وذر على المواضع التي يسيل منها الدم وقد يزعم قوم أن هذه الشجرة كانت تقتل من قبل في بلاد الفرس، فبعد أن نقلت إلى مصر صارت تؤكل ولا تضر. جالينوس في الثامنة: هذه الشجرة ورقها له قوّة وقبض معتدل حتى يمكن فيه أنه إذا وضع في بعض الأوقات على الأعضاء التي ينفجر منها الدم نفعها. الإسرائيلي: ثمرته لها قبض بين، فلذلك صارت مقوية للمعدة مانعة للإسهال وأما ما في داخل نواه فزعم أهل مصر أن من أكله حدث به صمم.

لبسان: الغافقي: زعم بعض الأطباء أنه الخردل البري وهي بقلة تشبهه في الصفة وليست من حرارته في شيء ويسمى باللطينية أخشنية. ديسقوريدوس في الثانية: هي بقلة برية معروفة أكثر غذاء وأجود للمعدة وأحسن من الحماض وقد تطبخ وتؤكل. جالينوس في السابعة: أما على سبيل الطعام فقد يولد خلطاً بارداً وأما على سبيل الدواء فإنه إذا ضمد به كان له جلاء وتحليل. الشريف: إذا طبخ وجلس في طبيخه الأطفال الذين لا يمشون لضعف عصبهم وبرده أعانهم على المشي وبزره إذا سحق وعجن بلبن ولطخ على كلف الوجه أذهبه وإدمانه يورد الوجه ويحسنه وإذا صنع من بزره لعوق وأخذ على الريق نفع من السعال المزمن وإذا شرب بالطلاء نفع الحصا.

لبن: 

قال الرازي في الحاوي: قال جالينوس في الرابعة من حيلة البرد نحو آخرها أن اللبن لا تزيد حرارته على برودته ولا برودته على حرارته وقال في الخامسة من الأدوية المفردة: اللبن له حرارة فاترة أنقص من الدم بقليل لأن الدم معتدل الحرارة والصفراء مجاوزة الحرارة عن الاعتدال والبلغم مجاوز الإعتدال إلى البرودة فأما اللبن فهو في حرارته بين البلغم والدم بل هو إلى الدم أقرب وعن البلغم أبعد. ماسرحويه: هو بين الحرارة والرطوبة وخاصة إذا غلظ. ابن ماسويه: قوته عند حلبه الحرارة والرطوبة وحرارته يسيرة ودليل حرارته حلاوته وقربه من الإستحالة وقال قوته من الحرارة في وسط الدرجة الأولى ومن الرطوبة في أول الثانية. جالينوس في العاشرة: إن التي تذكر ههنا من الألبان هي الصحيحة الطبيعية التي لم يشبها من الأخلاط أو يغلب على كيفيتها غيرها وأنت تعرف أن هذا اللبن إذا أخذته وهو صاف نقي من الكدورة، وجدته عند تطعمك إياه لا يخالطه شيء من الحموضة والحرافة والملوحة بل يكون فيه حلاوة يسيرة وتكون رائحته طيبة غير مذمومة، فإن اللبن الذي يكون على هذا السبيل يكون قد تولد عن دم صحيح بريء من الآفات وإذا كان كذلك نفع من النوازل الحريفة اللذاعة ونقى الأعضاء من الكيموسات الرديئة بغسله لها وجلائه ويلحج فيها ويلتصق بها فيمنع حدة الأخلاط الحريفة من الوصول إليها كما يلتصق بياض البيض الرقيق والشمع المغسول وما أشبه ذلك من الأشياء التي تسكن لذع الأخلاط الرديئة، وينبغي أن تعلم أن الألبان أسرع الأشياء كلها استحالة وتغير إذا ناله حرارة الهواء فتحيله عن كيفيته التي أخذ لها وأوفق هذه الألبان ألبان النساء الصحيحات الأبدان اللواتي لم يطعن في السن ولم يكن في سن الفتيات لكن معتدلات المزاج ويكون غذاؤهن محموداً وبعد ألبان النساء في الجودة والموافقة ألبان الحيوانات التي لم تبعد من طبيعة الإنسان بل قريبة منها وروائح لحوم الحيوانات تدل على جودة ألبانها ودمائها وصحتها وبعدها وقربها من مزاج الإنسان إذا كان في الحيوانات تدل على جودة ألبانها ودمائها وصحتها وبعدها وقربها من مزاج الإنسان إذا كان في الحيوانات التي تولد الكيموسات النقية ولا تكون منتنة اللحوم كالكلب والذئب والفهد والسباع بل طيبة الرائحة كالخنزير والضأن والبقر والخيل والمعز والحمير الوحشية والأهلية والظباء وغيرها مما يغتني بلحمها الناس ولذلك يتخذ الناس ألبانها سوى الحمير لأنها ملائمة لهم وألبان الحمير رقيقة مائية ولا جبنية فيها ولا غلظ ولا دسم ولبن الضأن دسم كثير الغلظ وألبان المعز متوسطة بين ذلك، وقد علمت أن اللبن مركب من ثلاثة جواهر جبنية ومائية وزبدية، فإذا تميزت هذه الجواهر وفارق بعضها بعضاً بضروب العلاج صار لكل منها فعل خاص لغذاء ودواء ولغلبة الدسم على ألبان البقر يتخذ منه السمن الكثير قال: وإذا استعمل اللبن وفيه جبنه فإنه يلتصق بالأحشاء ويسكن لذع الأخلاط المؤذية، وإذا أخذ على الصفة التي سنذكرها سكن استطلاق البطن المفرط وقطع اختلاف الأشياء اللزجة الدمية. وصفته: أن يؤخذ من الحجارة الملس التي تكون في مقدار ملء الكف الصم التي لا تفلقها حرارة النار في أول لقائها له وتنظف مما يعلوها من الأرضية وتطرح في النار حتى تحمى ويجعل اللبن في إناء وتؤخذ هذه الحجارة بالكلبتين وتطرح في اللبن ثم تطبخ اللبن طبخاً ينقص فيه مائيته وينزل عن النار ويستعمل، وأما نحن فقد استعملنا مكان هذه الحجارة الحديد المستدير النقي من الصدأ فوجدناه أجود منها لقبضة اليسير وجميع الألبان نافعة للرمد في العين الكائن عن النوازل الحارة وربما جعلناه على الأجفان إذا كان المريض يريد النوم، وإن صيرنا معه دهن ورد وشيئاً من بياض البيض وجعلناه على الأجفان الورمة نفعها، وينبغي أن يكون اللبن الذي يستعمل في هذه طرياً كما حلب وكثيراً ما تحقن به الأرحام ذوات القروح إما وحده أو مخلوطاً بأدويتها الموافقة لها، ولذلك ينفع القروح في المعدة إذا حدثت عن خلط حار لذاع انصب إلى ذلك الموضع، وكذا ينفع من البواسير وقروح المعدة والأنثيين من خلط حاد لذاع، وبالجملة فنحن نستعمله في كل الأورام اللذاعة والقروح السيالة من كثرة الرطوبة اللذاعة فيها، وإذا خلط به بعض الأدوية المسكنة مثل الدواء الذي يوجد في الأتانين التي يذاب فيها النحاس نفع من القروح السرطانية وسكن وجعها، وإذا تمضمض به من كان في فمه قروح نفعها وينفع من أورام اللوزتين واللهاة وإذا كان جوهره ليناً بريئاً من اللذع فيحق أن يسكن الأوجاع وخاصة إذا هو طبخ فإنه حينئذ يكون بالغ المنفعة في تسكين الأوجاع ولذا يسقييه كثير من الأطباء لشارب الدواء القاتل مثل الذراريح وما أشبهه فيصيبون في مداركتهم له باللبن. ديسقوريدوس في الثانية: اللبن كله جيد الكيموس مغذ ملين للبطن نافخ للمعدة والأمعاء ولبن الربيع أكثر من لبن الصيف ولبن الحيوان الذي يرتعي النبات الطري أرطب من المرتعي اليابس والجيد منه الشديد البياض المستوي الثخن، وإذا قطر على الظفر كان مجتمعاً لم يتبدد، وإذا ارتعى الحيوان شجر السقمونيا والخربق أو النبات المسمى قليماطين أفسد لبنه المعدة والأمعاء كالذي رأينا في الجبال التي يقال لها أرسطو فإن المعز ترتعي ورق الخربق الأبيض ويعرض لها في أول ما ترتعي أن يكون لبنها مرخياً للمعدة مغثياً وكل لبن إذا طبخ عقل البطن وخاصة إذا نشف ماؤه  بحصى محمى أو حديد، وقد ينفع من القروح الباطنة وخاصة التي في الحلق وقصبة الرئة والأمعاء والكلى والمثانة ومن حكة الجلد ومن الشري والحصف والبثر وفساد الجسد بالكيموسات الرديئة وقد يستعمل اللبن الحليب مخلوطاً بعسل فيه شيء يسير من الماء والملح، وإذا غلي غلية واحدة ذهبت نفخته وإذا طبخ بالحصى المحمى إلى أن يصير إلى النصف نفع من إسهال البطن ومن قرحة الأمعاء واللبن الحليب يصلح للحرقة واللهيب العارض من الأدوية القتالة كالذراريح التي يقال لها فساريدس والتي يقال لها فسطيون والتي يقال لها بيريسطس والدواء الذي يقال له أسطارون وهو الفطر، ولبن البقر من الألبان ملائم لهذه الأدوية وقد يتمضمض باللبن لقروح الفم ويتغرغر به للقروح العارضة في جوانب الحنك ولبن البقر والمعز والضأن إذا طبخت بالحصا المحمى قطعت الإسهال العارض من قروح الأمعاء ويسكن الزحير وقد يحتقن به وحده أو بماء الشعير أو بماء الصنف من الحنطة التي يقال لها حندروس فيسكن لذع الأمعاء، وقد يحتقن به أيضاً لقروح الرحم ولبن النساء أجلى وأغذى من سائر الألبان وإذا سقي منه شفى لذع المعدة وقرحة الرئة ومن سقي الأرنب البحري وقد يخلط به كندر مسحوق وقد يقطر في العين التي قد عرض لها طرفة أو قرحة، وإذا خلط به عصارة الخشخاش الأسود وموم بزيت عذب ولطخ على النقرس نفع منه، والألبان كلها غير موافقة للمطحولين وعليلي الكبد والمحمومين والمصدوعين ومن به سحر أَو نسيان أو صرع إلا أن يستعمل ماؤه للتنقية، جالينوس في كتاب أغذيته: هو من الأغذية التي يغتذى بها من الحيوانات ويختلف كثيراً بالوقت من السنة وحاله يختلف أيضاً فيما أرى من قبل أصناف الحيوانات وذلك أن كل لبن النعاج أغلظ الألبان ولبن الإبل أرطب الألبان وأقلها دسماً وبعد لبن الإبل لبن الخيل وبعدها لبن الأتن، فأما لبن المعز فمعتدل بين الرقة والغلظ وأما اختلاف الألبان من قبل الحال الحاضر فحكمه هكذا وذلك لأن الذي يكون عقيب الولادة أرطب من كل الألبان وكلما مضى عليه الزمان غلظ أولاً فأولاً إلى الصيف فإنه يكون في حال متوسطة من طبعه وبعده يغلظ أولاً فأولاً حتى ينقطع أصلاً وكما أنه يكون في الربع رطباً جداً كذا يكون كثيراً أيضاً، وأما اختلاف الألبان بحسب أنواع الحيوانات فذلك أمر سنوضحه ونبينه في آخر الكلام،. وإنما نستدل على اختلافه في الرقة والثخن واختلاف جبنه لأن الرقيق ماؤه كثير والغليظ كثير الجبن ولذلك صار الأول يطلق البطن والثاني أكثر غذاء إلا أن يطبخ الأول فيصير كالثاني صرنا نرمي فيه الحجارة والحديد لأنه يتجبن سريعاً ويخلط به عسل وصلح وأجود ما يخلط به ذلك وهو يطبخ وكذا يفعل كثير من الأطباء وليس بعجب ولا يكون منكراً أن يكون اللبن بعد أن تفنى مائيته يصب عليه ماء آخر وذلك أن الأطباء لم يهربوا في فعلهم هذا من رطوبة ماء اللبن إنما هربوا من حدتها التي تطلق بها البطن لأن كل لبن مركب من جواهر مختلفة ومتضادة أي ماء اللبن وجبنه، وفي اللبن مع هذين جوهر آخر ثالث وهو الذي قلت أنه كثير في ألبان البقر، وأما لبن الضأن والمعز فلهما أيضاً شيء من الدسم إلا أن ذلك فيهما أقل منه في لبن البقر، وأما لبن الأتن فالدسم فيه قليل جداً ولذلك صار لا يتجبن في المعدة إلا في الندرة بأن يشرب ساعة يحلب فإن خلط معه ملح وعسل لم يمكن أن ينعقد في المعدة ويتجبن وبسبب رطوبته صار يطلق البطن أكثر من قبل مائه وما فيه من الجبن فقوته قوة تحبس البطن وتعقله وبحسب ما عليه ماء اللبن من الصفة في توليد الدم الجيد إذا قيس إلى الجوهر الآخر الجيد الذي فيه كان يفوق جميع الأشياء المطلقة للبطن وأحسب أن بهذا السبب كانت القدماء تستعمل شرب ماء اللبن في موضع الحاجة إلى إطلاق البطن، وينبغي أن يخلط معه من العسل مقدار ما يعذب طعمه ويستلذه الشارب له من غير أن يغثي، وعلى هذا القياس ينبغي أن يكون ما يخلط معه من الملح ما لا يؤذي حاسة الذوق وإن أردت إطلاق البطن كثيراً فأكثر الملح.

قال: واللبن الجيد أجود الأغذية كلها توليداً للدم المحمود، وينبغي أن لا يفوتك الإستثناء والشرط الذي قدمت في قولي فإني لم أقل مطلقاً أن كل لبن فهو أجود من جميع الأطعمة توليداً للدم المحمود لكن استثنيت فقلت: اللبن الجيد وذلك لأن اللبن الرديء الذي قد خالطه خلط رديء لا يبلغ من بعده أن يولد دماً محموداً لأنه إذا استعمله من أخلاط بدنه أخلاط محمودة أفسد أخلاطه وولد فيها دماً رديئاً وإني لأعرف طفلاً توفيت أمه فأرضعته امرأة رديئة الأخلاط فامتلأ بدنه قروحاً كثيرة وكانت تغتذي في الربيع بالبقول الدستية لسبب مجاعة أصابت أهل بلدها فامتلأ بدنها قروحاً بهذا السبب كمثل القروح التي امتلأ منها بدن الطفل، وكذلك أصاب قوماً أخر ممن كان مقيماً في تلك البلاد يغتذي بغذاء شبيه بهذا، ورأيت ذلك عرض لنسوة كثيرة ممن كان في ذلك الوقت يرضع وكذا أصاب من اغتذى بمثلها، ولو أن عنزاً أو حيواناً آخر اغتذى نبات السقمونيا أو اليتوع وتناول إنسان من لبنه ليغتذي به لكان بطنه على كل حال مستطلقاً، وإذا كان كذلك فينبغي أن تفهم عني جميع ما أصفه لك فإني لست أقول ذلك في اللبن كله مطلقاً أي لبن كان إنما أقوله في اللبن الجيد منه في غاية الجودة الفائق في كل واحد من أجناس الحيوان وأما اللبن الذي هو دون الجيد الفائق في كل واحد من سائر الحيوانات فمقصر عما يحتاج إليه منه في نفع المغتذي به بحسب ذلك لأن اللبن الذي يكون كثير الماء فاستعماله وإن دام واتصل أقل خطراً من استعمال سائر الألبان، فأما اللبن الذي تكون هذه الرطوبة فيه قليلة ويكون كثير الجبن ليس في الإكثار منه خير لأنه يضره بالكليتين لتوليد الحصا ويحدث في الكبد سدداً فيمن يسرع إلى كبده، وإذا طبخ اللبن مع أحد الأغذية الغليظة ذهب نفخه غير أنه يصير أكثر ملاءمة لتولد السدد في الكبد والحصا في الكليتين، فينبغي أن يتفكر في أنه إذا خالط اللبن سائر الأشياء التي يخلطها الناس به ويأكلونها فإن قوى الأشياء التي تخلط معه لا تخلو إما أن تكون زائدة في واحدة من هذه القوى منمية لقوة اللبن أو ناقصة من واحدة منها مقللة، فأما ههنا فنجرد القول في اللبن وحده على الإنفراد فنقول: أن اللبن وحده مفرداً جيد الغذاء كثير لأنه مركب من جواهر وقوى متضادة أعني من قوة تطلق البطن وجبنه يحبسها مولد للأخلاط الغليظة التي بسببها يحدث السدد في الكبد والحصا في الكليتين وإدمان استعماله مضر بالأسنان، وينبغي لمن يتناوله التمضمض بعده بشراب ممزوج والأجود أن يخلط معه عسل فإن ذلك مذهب ويجلوها والتمضمض بالشراب الصرف أصلح لمن يضر رأسه وكذا مع العسل، وأجود من ذلك في دفع الضرر عن الأسنان التمضمض قبله بعسل أو بشراب عفص قابض، وقال في كتاب الكيموسين: أكثر الأطباء يشقون باللبن قروح الرئة ومن البين أن ذلك يكون من قبل أن تعظم القرحة وتصلب ولبن النساء عندهم في ذلك أحمد من سائر الألبان. الرازي في الحاوي: اللبن يملأ المعدة وتولد كثرته حمى وقملاً. روفس في كتاب الأغذية: هو أفضل الأغذية للأخلاط السوداوية والعقر في الأعضاء ودواء للسموم وهو حار رطب قوي في ذلك واستدل على ذلك بأنه قد انهضم أكثر من انهضام الدم وعن الدم كان فهو أشد انهضاماً منه. حنين: ينبغي أن ينظر أي الأعضاء هضمته فإنه إنما هضمته أعضاء باردة ولذلك قد رجع بارداً إلا أن كل شيء يهضم شيئاً لشبهه بنفسه ومن البين أن الثديين هضمته وهما باردان. روفس: ولأن اللبن دسم نضيج صار إلهابه للحرارة سريعاً ولذلك صار يعطش وإشعاله للحمى أسهل. حنين: ذلك لسرعة استحالته إلى ما يصادف. روفس في كتاب اللبن: يختلف اللبن باختلاف حيواناته وسنه وغذائه ورياضته وقرب عهده بالولادة وصفته ويقع الخلاف في ذلك بما يمكن أن يكون دواء وغذاء ويختلف ذلك بحسب الأبدان فإن من الناس من يخف عليه شربه وإن أكثر منه وبالضد قال، واستدل على صحته وسقمه بما هنالك من الدلائل ورقة جلودها وقلة شعرها وتناثرها وامتناعها من العلف يدل على مرضها فليحذر لبن الحيوان السقيم إلا أن يقصد به الإسهال فإن انحدار هذا اللبن أسرع، ولبن الحيوان الصحيح أغذى وأطيب ولبن الحيوان الأبيض ضعيف القوة لأن الحيوان في نفسه كذلك والأسود أقوى وأحمد لتغير الأزمنة ولبنه أبطأ إنهضاماً وأجود، ولبن الأبيض أسرع انحداراً ولبن الربيع  أرطب وأرق والصيفي أثخن وأجف وأجود بكثير لأن الزرع في هذا الوقت أدسم وأغلظ وإذا أكله الحيوان انهضم ناعماً والراعي منها في الآجام والمروج أرطب لبناً والراعية في الجبال أجف وأسخن والأول أطلق للبطن والمتولد عن رعي الأدوية المسهلة يسهل وأجوده لبن المتناهي في السن، ولبن الصغير أرطب والهرم يابس والقليل التعب غليظ والتعب رقيق سهل الإنهضام، قال: ولبن الحيوان الذي مدة حمله أقل من حمل الإنسان أو مساوية فهو ملائم والأكثر ليس بملائم ولذلك صار لبن البقر أليم. قال: وبالجملة أن اللبن يغذو غذاء كافياً ويولد لحماً ليناً رطباً وقال: أما الصبيان فيشربونه إلى أوان نبات الشعر في العانة ثم يدعونه وخاصة المحرورين منهم فإنه يتجبن في معدهم ويورث كرباً وقلقاً في المعدة الحارة المزاج وهو ينفع الصبيان لأنه يرطبهم ويزيد في نمائهم ولا يوافق المتناهي الشباب لغلبة الحرارة فيهم وبعد الإنتهاء فهو جيد لأنه يرطب ويعدل الأخلاط ويسكن الحدة العارضة في أبدان الشيوخ، ولا ينبغي أن يسقى لأصحاب الأمزجة الحارة والمهن والبلدان الحارة لأنه يستحيل فيهم إلى المرار وينفخ الأحشاء ويورث ثقلاً في الرأس ويضر أصحاب السدد وظلمة البصر وزرقة العين والعشاء، ولذلك من يتجشى جشاء حامضاً فلا ينبغي أن يسقاه ومن لا يحمض فليسقاه ويضر البصر إذا لم يتم انهضامه لأنه متى أصاب المعدة ضرر شاركها الرأس ومتى تنوول فليدع جميع الأطعمة والأشربة إلى أن ينحدر إلى أسفل لأنه إن خالطه شيء وكان قليلاً فسد وأفسد اللبن معه ولذلك تستعمله الرعاة لتخصيب أبدانهم، وينبغي أن يؤخذ بالغداة ولا يؤكل عليه إلى أن ينهضم ويحذر التعب عليه لأنه يمخضه فيحمضه لأن التعب يحمض الأطعمة القوية فضلاً عن اللبن والسكون بعده أصلح بعد أن يكون مستيقظاً فإن ذلك أحرى أن ينحدر اللبن في أول مرة يأخذه وهو إلى ذلك محتاج، فإذا انحدر ما أخذ منه أولاً أخذ منه شيء آخر فإذا انحدر أيضاً أخذ منه. قال: وهو في أول أمره يخرج ما في المعي ثم أنه إذا دام يدخل بعد ذلك في العروق ويغذي غذاء جيداً ويعدل ما فيها من الأخلاط ولا يطلق البطن بل يحبس ومن أراده لإطلاق البطن أخذ منه مقدار أكثر ومن أراده للتغذي والترطيب فمقدار أقل قدره إلا أن يثقل عليهم بتة. وقال: وشربه نافع من العلل المزمنة في الصدر والسعال ونفث المدّة ولا ينبغي أن يدمن عليه بل يغبّ. أبقراط في آخر الخامسة: من كتاب الفصول هو رديء لمن يتأذّى بالصداع والحمى ومن ما دون شراسيفه منتفخة وفيها قراقر ولمن به العطش ولمن غلب عليه المرار ولمن هو في حمى حارة ولمن اختلف دماً كثيراً وينفع أصحاب السل إذا لم يكن بهم حمى قوية ولأصحاب الدق الذين تذوب أبدانهم.

وقال جالينوس في شرحه لهذا الفصل: اللبن مضر لمن في شراسيفه ورم مّا أي ورم كان بلغماً أو حمرة أو ترهّلاً أو سقيروس أو دبيلة لم تنفجر وهو يزيد في العطش لمن عطشه بالطبع أقوى أو من شربه على عطش شديد. ابن ماسويه: هو ضار للرأس ببخاره ورطوبته وللمعدة والطحال لغلظه والأحمد اجتناب اللبن إذا لم يكن البدن نقياً. الرازي في دفع مضار الأغذية: اللبن يخصب البدن ويدفع عنه القشف والأمراض اليابسة كالحكة والجرب والقوابي والدق والسل والجذام ويحفظ رطوبات البدن الأصلية فتطول لذلك مدة النشو بإذن الله تعالى، وينبغي أن يجتنب اللبن ويقلل منه من يعتريه القولنج ومن به بهق وصداع ومن تقيأ عليه قيئاً مراً ويحترس من مضرته، أما إذا كان ينفخ فبالجوارشنات الطاردة للرياح وبإدمان الرياضة والحمام، وإن كان يستحيل فيه إلى المرار فبأن يؤخذ منه ما بدت حموضته ويشرب عليه ربوب الفواكه الحامضة. أطرا الهندي: اللبن يزيد في النطفة ويحفظ الحياة ويغذي كالجبن ويزيد في الحفظ ويذهب الأعياء ومن مرض من كثرة الجماع واليرقان وهو ترياق للسموم ويصفي اللون ويكثر لبن المرأة ويسكن العطش ويدر البول. الساهر: أجود أوقات شربه الربيع لأنه حينئذ أكثر مائية وفي الخريف قليل المائية كثير الجبنية وفي الشتاء لا يمكن شربه بتة ولا يشرب إلا بعد ولادة الحيوان بأربعين يوماً ليقل لبؤه ويؤمن تجبنه. ابن سينا: واللبن بالجملة إذا استولت عليه حرارة فاضلة ردته إلى طبيعة الدم المعتدل بسرعة ولميله إلى البرد يضر أصحاب البلغم لأن حرارتهم لا تحيله إلى الدم كما ينبغي والبدن يستعمله قبل الاستحالة لقربه منه، ولذلك ينفع أصحاب المزاج الحار اليابس إذا لم تكن في معدهم صفراء ثم للألبان مناسبات مع الأبدان لا تدرك أسبابها ولكنه كثيراً ما يحدث الوضح، واللبن علاج للنسيان والغم والوسواس وهو ضار لأصحاب الخفقان الرطب كيف كان من دم أو بلغم. ديسقوريدوس: ولبن المعز أقل ضرراً للبطن من غيره من الألبان لأن أكثر ما ترتعي أشياء قابضة كالمصطكي والبلوط والزيتون وشجرة الحبة الخضراء ولذلك صار جيداً للمعدة. روفس: لبن المعز أضعف إسهالاً من لبن البقر فأما في سائر أحواله فمنفعته معتدلة. اليهودي: لبن المعز يستحيل إلى لبن جيد نافع من السعال ونفث الدم ونحول الجسم. الطبري: عن بعض كتب الهند أنه جيد للحمى العتيقة واستطلاق البطن لأن المعز كثير المشي قليل الشرب وترعى ما كان مراً خفيفاً. وقال مرة أخرى: لبن الماعز يدر البول. الرازي: لبن المعز معتدل بين لبن البقر ولبن الأتن فأما لبن النعاج فأكثر فضولاً. ديسقوريدوس ولبن الضأن ثخين حلو دسم ليس  بجيد للمعدة كلبن الماعز. روفس في كتاب اللبن: لبن الضأن أغلظ الألبان وأكثرها جبناً وهو بطيء الإنحدار ملهب للبطن. اليهودي: لبن الضأن جيد للسعال والربو ويصفي اللون جداً ويكسب اللحم ويزيد في الدماغ والنخاع والباه. الطبري عن بعض كتب الهند: لبن الضأن أردأ الألبان وهو حار غير ملائم للبدن يهيج القراقر والمرار والبلغم. حنين: نافع من نفث الدم وعلل الصدر وينبغي أن تعلف النعجة هندبا وكزبرة رطبة ويابسة وثيلا ولسان الحمل ولسان الثور والبقلة الحمقاء ويسقى العليل من هذا اللبن أربعة أواق إلى نصف رطل بكثيرا ورب السوس وصمغ اللوز ونحوه. ديسقوريدوس: ولبن البقر والخيل أسهل للبطن من غيره من الألبان. الطبري عن بعض كتب الهند: لبن البقر أفضل الألبان يبطئ بالهرم وينفع من السل والربو والنقرس والحمى العتيقة. الرازي: لبن البقر أغلظ الألبان وأوفقها لمن يريد خصب بدنه. روفس: لبن الرماك مدر للحيض المنقطع من قبل الحرارة واليبس مفتح لأورام الرحم شرباً. الطبري: إذا حقنت المرأة بلبن الرماك وهو حار نقى الرحم من القروح. الرازي في كتاب الشراب: أما لبن الرماك فيشبه أن يكون أسخن ألبان المواشي وشاهدت خلقاً من الترك زعموا أنهم كانوا يشربون منه ويسكرون وليس ينبغي أن يظن به أنه مثل الشراب في أفعاله لكنه يحط الطعام ويلين الصدر والبطن على حال. روفس: ولبن الخنازير كنت أشفي به السل ومن أدمنه أورثه وضحاً. جالينوس في كتاب تدبير الأصحاء: ينبغي أن يستعمل في بعض الأوقات لبن المعز وفي بعضها لبن الأتن ويستعملهما جميعاً في أوقات مختلفة لأن ألبان الأتن ألطف وأكثر مائية من لبن المعز وأما لبن المعز، فمختلف الغلظ فهو لذلك أكثر غذاء متى كانت الحاجة لي كثرة الغذاء فأما لبن الأتن فاستعماله في جميع الأنحاء مأمون لأنه إن أخذ وحده بلا خبز أسرع الإنحدار ونفخه أقل وليس يتجبن في البطن ولا سيما متى خلط مع ملح وعسل. ديسقوريدوس: لبن الأتن خاصة إذا تمضمض به شد اللثة والأسنان. الطبري: هو نافع من عسر البول واللهب واشتعال القلب والرئة جيد لقروح الرئة نافع لكل أمراض الصدر جيد لقروح المثانة ومجاري البول ويسقى منه ثلاث أواق بالغداة أو أكثر أو أقل على قدر المصلحة. الطبري: إن شرب لبن الأتن نفع من الأدوية القتالة ومن الدوسنطاريا ومن الزحير، وإذا حقنت به المرأة نفع قروح الرحم. حنين: فإن أردت أن تسقيه للسل والسعال فاحذر أن يكون صاحبه خبز، وينبغي أن تعلف الأتان قبل شرب لبنها بعشرة أيام الثيل والهندبا والتبن والنخالة والشعير المنقع في الماء والبقلة الحمقاء والخس مع الحشيش ويسقى منه أوّلاً أوقيتان ثم ثلث رطل مع كثيرا وصمغ عربي ورب السوس والفانيذ والسكر الطبرزذ والدهن الموصوف للسل ودهن حب القرع الحلو وإن أردت أن تسقيه لمن به نفث الدم أو قرحة فأعلف الأتان كزبرة رطبة أو يابسة وورق الينبوت والحماض ولسان الحمل وأطراف العوسج والشعير المنقع مع كزبرة يابسة منقعة في ماء البقلة الحمقاء ويسقى معه مع كثيرا وطين أرمني أو طين مختوم أو صمغ عربي ومن الأقراص الموصوفة لقطع الدم، وإن أردت أن تسقيه لمن به سدد في صدره أورثته أو أردت أن تجلو المثانة من الكيموس الغليظ فأعلف الأتان كرفساً ورازيانجاً وشيحاً وقيصوماً وهندباً مع الشعير وبزر الكرفس والخس وأشق السفوف الموصوف له. الساهر: وبدل لبن الأتن إذا عدم لبن الماعز. اليهودي: لبن اللقاح نافع من الماء الأصفر والبهر وضيق النفس ويفتح السدد ويطرّي الكبد ويقوي الجسم والأجود أن يسقى للمستسقى مع بولها ويسقى لتصفية ألوان النساء. الطبري: في لبن اللقاح حرارة وملوحة وله خفة وينفع من البواسير والإستسقاء والدبيلة ويهيج شهوة الغذاء والجماع. الرازي في الحاوي: قال بعض الأطباء لبن اللقاح ينفع من حرارة الكبد ويبسها نفعاً بليغاً ويسقى منه من رطل إلى رطلين حليباً بخمسة دراهم من سكر العشر فينفع من الإستسقاء الحادّ. ابن ماسويه: يفتح السدد المتولدة في الكبد من الورم الصلب. حنين: لبن اللقاح نافع من نوعي الإستسقاء الزقي والطبلي ويحلل الغلظ الكائن في الكبد وينفع الأورام الجاسية وينبغي أن يجعل دستور يعمد في سقي اللبن في الإستسقاء أن لا يسقى اللبن في الإستسقاء ولا في الأورام التي يؤول أمرها إلى الإستسقاء إلا بعد استحكام  الماء فإنك إذا فعلت ذلك لم يسهل اللبن من الماء شيئاً بل يسهله ما يحل قواه عند خروجه وهذا شيء عرفناه بالتجربة، فإذا استحكم الماء فاسقه اللبن ما لم تكن به حمى وآخر من جربنا عليه هذه القضية البوشنجالي فإني لم أسقه اللبن حتى استحكم ماؤه فلما سقيته بسكر العشر فلم يزل يسهله حتى برئ في خمسة وعشرين يوماً. قال الساهر: وأما في الأورام التي لا تؤول إلى الماء فيمكن أن يسقى في أول الأمر ويسقى الأورام الصلبة كلها في الجوف بالأدهان مثل دهن الخروع ودهن اللوز المرّ والحلو ودهن الفستق ودهن القسط ودهن الناردين ودهن السوسن. جالينوس: وينبغي أن تعلف الناقة رازيانجاً وشيحاً وهندباً وقيصوماً وثيلاً وحرشفاً ولبلاباً ويلقم بالعشي من دقيق الشعير معجوناً ببزر الكرفس والرازيانج والأفسنتين عشرة أيام ويحلب من لبنها بعد عشرة أيام رطل ويشرب بماء القاقلي وسكر العشر ويشرب أيضاً بدواء اللك الصغير والكبير ويشرب أيضاً مع الكاكنج.

لبن حامض: 

جالينوس في أغذيته: لا يضر الأسنان وإنما ينالها مضرة إذا كانت في مزاجها الطبيعي والعرضي باردة أبرد مما ينبغي، فإذا كانت كذلك نالها من المضرة منه كما ينالها من سائر الأنواع الباردة، وكثيراً ما يعرض لها من اللبن الحامض الضرس كما يعرض من التوت الحامض الذي لم ينضج وغيره من الأشياء الباردة العفصة والأمر في أن المعدة الباردة على أي الجهات كان بردها لا تستمرئ اللبن الحامض على ما ينبغي أمر ظاهر، فأما المعتدلة المزاج فهضمها له يعسر إلا أنها أي حال لا يقويها على هضمه حتى لا تهضمه أصلاً، وأما المعدة التي هي أسخن كما ينبغي أما بالطبع منذ أول أمرها وأما لسبب عارض عرض لها في آخر الأمر فإنها مع ما لا تضرها الأغذية التي سبيلها هذا السبيل قد ينتفع بها بعض الانتفاع وتصير محتملة التناول للبن ولو كان قد برد بالثلج فضلاً عن سواه. قال: ولما كان اللبن مركباً من جواهر وقوى متضادة غير أنه فيما تبين منه للحس بسيط مفرد فلهذا صار يعرض منه لو كان في طبعه جيداً أن يتغير في المعدة بحسب اختلافها فيحمض مرة في معدته الواحدة ويجف أخرى ويحدث جشاء دخانياً على أن المزاج الذي يعرض منه للشيء أن لا ينهضم في المعدة أن يستحيل ويتغير إلى الحموضة خلاف المزاج الذي منه يعرض له أن يتغير ويستحيل إلى الدخانية من إفراط الحدة والحرارة وزيادتها، وهذان الأمران كلاهما يعرضان للبن من قبل أن جميع المائية والدسم الذي فيه جبنية أيضاً ولذلك صار اللبن المحمض متى لم يتم لم يستعل أصلاً إلى الدخانية ولو ورد معدة في غاية التوليد للمرار وفي غاية الحرارة والإلتهاب لأن هذا اللبن المحمض بسبب أن زبده وماءه قد أخرجا عنه فليس فيه القوة الحادة التي كانت في اللبن الحليب بسبب مائيته ولا الكيفية الدسمة المعتدلة الحرارة التي كانت فيه بسبب الزبد لأن اللبن المحمض إذا فعل ذلك به لم يبق فيه إلا الجزء الجبني وحده مع أن هذا الجزء لم يبق على ما طبعه لما كان منذ أول أمره بل تغير واستحال حتى صار أبرد مما كان، وإذا كان اللبن المعمول بهذه الصفة يسمى لبناً مخيضاً على هذا فحسبنا أن نقول فيه أنه يولد خلطاً غليظاً بارداً، وأنه يتبع هذين الأمرين أعني البرودة والغلظ أن يكون هذا اللبن الجامع لهما لا تستمرىء به المعدة التي مزاج جرمها مزاج معتدل ويولد الخام وينفع هذا الغذاء وما يجري مجراه المعدة الملهبة وهو في غاية المضرة للباردة. ماسرحويه: مخيض البقر قد يسقى من الدوسنطاريا وهو جيد له خاصة وللسل وللحرارة في الكبد والمعدة ولكل احتراق وحدة وقد يسقى في الأطريفل ومع خبث الحديد فيقوي المعدة ويطفئ الحر والسم وهو جيد للقلاع الذي في أفواه الصبيان مع العسل. ابن سينا: والحامض منه والماست يهيجان الجماع في الأبدان الحارة المزاج بما يرطب وينفخ. حنين: في كتاب الكيموسين مخيض البقر يقوي المعدة ويقطع الإسهال ويشهي الطعام ويسكن الحرارة ويخصب البدن ويسمنه فإن أردت أن تسقيه إنساناً فأعلف البقر أرزاً وجاورساً أو خرنوباً ثم خذ بالعشي من لبنها ساعة تحلب أربعة أرطال فصب عليه نصف رطل من لبن حامض وصيره في إناء وألق عليه كرفساً وسذاباً وورق الأترج وقشره وكموناً مقلواً ونعنعاً ومصطكي وقرطاً وطراثيث وغط رأس الإناء، وفي الغد إن أردت إخراج ما فيه فأخرجه فإن لم تخرجه لم يضر شيئاً ثم أمخض اللبن وافتح رأسه بعد ساعة وتفقده فإذا اجتمع زبده فصفه بمنخل وأتركه حتى يسكن فإذا سكن طفا فوقه فصفه عنه وأسقه ثلاث أواق أول مرة مع وزن ربع درهم خبث الحديد في كل يوم تمام الأسبوع وإسقه منه في اليوم الثامن تسع أواق في ثلاث مرات مع ثلاثة دراهم سكر في كل يوم مرة واحدة ثلاثة أيام واسقه في اليوم ثلاث أواق مرة مع وزن درهمين من سكر، وينبغي أن ينظر فإن كان الشارب له لم يستمرئه حسياً وإلا فلا تعطه هذا المقدار من اللبن وتقدم إليه بأن يغتذي في أول شربه له بغذاء صالح المقدار وكلما زاد في كمية اللبن نقص من مقدار الغذاء فأما غذاؤه عليه فليكن زيرباجا أو سماقيا بدجاج مع كعك وليتعهد ماء قد أغلي فيه أنيسون ومصطكي وشيئاً من عود، وينبغي أن يؤخذ هذا اللبن للخلفة مع سفوف حب الرمان من وزن درهمين إلى ثلاثة دراهم وكعك من ثلاثة دراهم إلى خمسة، فأما إن أردت أن تسقيه لتسكين الحرارة وتخصيب البدن وتسمينه  فوحده أو مع كعك. الرازي: الماست والرائب والشيراز كلها تبرد وتطفئ وتنفخ وينبغي أن يجتنبها من بدأ به البهق الأبيض وأصحاب القولنج ووجع المفاصل والظهر والورك لأن الماست والشيراز غليظان بطيئا النزول والرائب أسرع نزولا وأشد تطفئة وأكثر نفخاً وكل ما كان أحمض كانت هذه الخلال فيه أقوى.

لبأ: جالينوس: هو اللبن الذي يحلب وقت الولادة إذا لم يخلط بعسل كان أبطأ انهضاماً وأبلغ في توليد الخلط الغليظ وأبطأ في الإنحدار عن المعدة والنفوذ في الأمعاء، وإذا خلط معه العسل كان ما يرد إلى البدن منهما من الغذاء مقداراً كثيراً. ابن ماسه: هو رديء للمرطوبين يهيج القولنج ويولد الحصا في المعدة ووجعها. المنهاج: هو بارد رطب يخصب البدن ويصلح مزاج الكبد الحارة ويحدث جشاء حامضاً دخانياً ويهيج الفواق. الرازي في دفع مضار الأغذية: واللبن الرطب وهو اللبأ أوخم وأشد إذهاباً لشهوة الطعام من الجبن غير أنه أسرع نزولاً وأقل تسديداً. ديسقوريدوس في مداواة أجناس السموم: ومن شرب لبأ قد صيرت فيه أنفحة سي فإنه يأخذه الخناق من ساعته لأن اللبن يجمد في بطنه فينفعه أن يشرب خلافيه أنفحة مراراً كثيرة ويشرب ورق قالاسني وهو حبق التمساح يابساً كان أو رطباً وعصارته إن كان رطباً مع أصل الجنطيانا وأصل الأنجذان والحاشا مع الخل والرماد الذي يعمل به الطين ولا يقربن شيئاً من الملوحة فإن اللبن يزداد جموداً وتجبناً ولا ينبغي لهم أن يستعملوا القيء لئلا يقف اللبن على المعدة فيكون منه موت سريع ولا يستعملوا القيء فإن بانجذابه إلى المريء وتشربه هناك وهو جامد يخنق. الرازي: اللبن الحليب كثيراً ما ينعقد في المعدة إذا شرب وخاصة ما كان له غلظ ومتانة، وإذا جمد في المعدة عرض منه الغثي والعرق البارد والنافض وكثيراً ما يقتل إن لم يتدارك وينفعهم أن يسقوا من لبس التين الخفيف وزن درهم ويستف سفة من الحرف مع ماء حار ويسقوا ماء العوسج والسكنجبين الحامض العسلي فإذا تقيأ ذلك أو قاء منه فاسقه ماء العسل مع طبيخ بزر الكرفس وأعطه ماء حاراً مرات كثيرة، وقد تحدث هذه الأعراض عن جمود الدم في المعدة فليعالج بهذا فأما جموده في المثانة فليعالج بعلاج الحصاة. وقال: ربما استحال اللبن إلى كيفية رديئة ومال عن الحموضة إلى أن يستحيل إليها في أكثر الأمر إلى حال عفن ورداءة، ويعرض عن أكلة الهيضة القوية القتالة فمن عرض له عن أكل اللبن أمر منكر كريح أو غشي أو عصر على فم المعدة أو دوار فليبادر بالقيء بماء العسل ويسقى شراباً صرفاً مع الجوارشن القلاقلي وتكمد معدته بدهن الناردين.

لبن السوداء: ابن رضوان: هو صمغ يجلب من المغرب شديد الحرارة مفسد للأبدان إذا شم أرعف وعطس إرعافاً وإعطاساً شديداً مهلكاً، وإذا لطخ على الأورام الصلبة منعها من التصلب وفجرها.

لبني: الخليل بن أحمد: هو شجر له لبن كالعسل يقال له عسل لبني، وقال مرة أخرى: هو شيء يشبه العسل لا حلاوة له يتخذ من شجر اللبني. أبو حنيفة: هو حلب من حلب شجرة كالدوم ولذلك سميت الميعة لانمياعها وذوبها. الرازي في الحاوي: اللبني هي الميعة، أقول وسيأتي ذكرها في الميم.

لبان: هو الكندر وقد ذكرته في الكاف.

لحم: 

جالينوس في العاشرة: أقول أن لحم الحيوان الذي له فضل حرارة بالطبع ليس إنما يغذو البدن فقط بل يسخنه مع ذلك ولحوم الحيوان التي لها فضل برد هي أيضاً تبرد البدن، وعلى هذا المثال تجد لحوم الحيوان التي لها فضل يبس تجفف البدن ولحوم الحيوان التي لها فضل رطوبة ترطبه فأحضر الآن ذكرك ما قد تعلمته من كتاب المزاج فإذا تعرفت من حيوان ما أن مزاجه يابس بمنزلة الخنزير الذي هو أيبس من الخنزير الأهلي فاعلم أن لحمه أيضاً أشد تجفيفاً، وقس على هذه الصفات الأصناف الأخر من الحيوانات أصناف المزاج هذا القياس بعينه. مثال ذلك أن الكبش أيبس مزاجاً من الخنزير والمعز أيبس مزاجاً الكبش والثور أيبس مزاجاً من المعز والأسد أيبس مزاجاً من الثور، وعلى هذا فافهم الأمر في الحرارة فإن الأسد أشد حرارة من الكلب والكلب أحر من فحل الثيران والثور الفحل أحر من الخصي فعلى قياس اختلاف أصناف مزاج الحيران تختلف أيضاً لحومها، ولذلك ينبغي أنك متى أردت أن تجفف البدن أن تطعم الإنسان لحوم الحيوانات التي مزاجها أيبس ومتى أردت أن تسخنه فتطعمه التي مزاجها حر، وكذا إن رأيت أن تبرده فأطعمه لحوم التي مزاجها أبرد وكذا إن أحببت أن ترطبه فأطعمه لحوم الحيوانات التي مزاجها الترطيب. وقال في كتاب أغذيته: ليس قوة جميع أعضاء الحيوان قوة واحدة بعينها لكن اللحم منها إذا استمرئ كما ينبغي تولد منه دم جيد فاضل نافع لصاحبه ولا سيما لحوم الحيوانات التي يتولد من لحمها خلط جيد كالخنزير، وأما الأعضاء العصبانية فالغالب على دمها البلغم فلحم الخنزير يغذو أكثر من جميع الأغذية وقد جربت ذلك في الحيوانات التي في مزاجها بالطبع فضل يبس وفتيها وصغيرها أجود مزاجاً من كبيرها لما في طراءة سنها من المعونة على اعتدال المزاج، وأما التي بالطبع أرطب فإذا صارت إلى منتهى الشباب في سنها اعتدلت في مزاجها ولذلك صارت لحوم العجاجيل أفضل انهضاماً من لحوم مستكمل البقر، ولحوم الجداء أفضل انهضاماً من لحوم كبير الماعز لأنه وإن كان مزاجه أقل يبساً من مزاج مستكمل البقر فإن لحوم الحملان أيضاً من اللحوم التي غذاؤها أرطب وأكثر توليداً للبلغم، ولحوم النعاج أكثر فضولاً وأردأ خلطاً، ولحوم الأناث المسنة من الماعز تولد أيضاً خلطاً غليظاً رديئاً فأما لحوم التيوس فخلطها رديء جداً وانهضامها عسر جداً وبعدها في البرد لحوم الكباش وبعدها لحوم البقر، واعلم أن الخصي من لحوم جميع هذه الحيوانات أفضل وأجود من كل ما لم يخص، ولحم كل هرم من الحيوان رديء الحال في انهضامه وفيما يتولد منه من الدم وما يناله البدن منه من الغذاء حتى أن الخنازير وإن كانت لحومها رطبة المزاج فإنها إذا هرمت صار لحمها صلباً كالليف يابس فيعسر هضمه قال: وأما لحوم الثعالب فالصيادون يأكلونها عندنا في الخريف لأنها فيه تسمن وتخصب أبدانها من أكل العنب، وكذا جميع الحيوانات إذا صادفت من الغذاء الموافق لها مقداراً كثيراً صار لحمها للأكل أجود وأفضل ما كان قبل ذلك، ولذلك صار جميع الحيوان الذي يغتذي العشب والكلأ وأغصان الأشجار وأوراقها وقضبانها وسوقها يكون في الوقت الذي تجد فيه ذلك كثيراً أخصب أبداناً وأسمن لحماً ويكون غذاؤها للأبدان المغتذية بها أوفق وأصلح في جميع الوجوه، ولذلك صار مما كان من الحيوان يرتعي العشب الكبير الطويل الغليظ بمنزلة البقر يكون بدنه في الشتاء وفي أول الربيع وسطاً قضيفاً مهزولاً والدم المتولد من لحمه رديء حتى إذا طال الوقت ونما العشب وكثر وطال وغلظ وبلغ إلى حد توليد البزر صارت أحسن حالاً وأغلظ أبداناً وصار المتولد من الدم من لحمها أجود، فأما الحيوانات التي يمكنها أن ترتعي العشب الصغار فحالها في الربيع وفي وسطه أجود بمنزلة الكباش والنعاج، وأما الماعز فأحسن ما يكون حالاً في أول الصيف وفي وسطه وفي الوقت الذي يكون فيه النبات الذي فيما بين الشجر والعشب كثيراً ويكون قد أسنف وبزر فإن الماعز إنما من عادته أن يغتذي من هذا النبات وغذاؤه حينئذ غذاء موافق وصار لحمه للأكل أجود وفي أيام ذلك العشب يكون أسمن. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: اللحم هو طعام كثير الغذاء جيد يتولد منه دم صحيح كثير الغذاء وجيد يتولد منه دم متين صحيح كثيف وهو من الأغذية للأقوياء والأصحاء ومن يكد ويتعب ولا يحتمل إدمانه  غيرهم لأنه يسرع بالإمتلاء ويورث الأمراض الإمتلائية ويختلف بحسب اختلاف أجناسه وألوانه ومواضعه وأزمانه وأعضائه فتكون لحوم الحيوانات البرية في أكثر الأمر أيبس من الأهلية، ولحوم الفتية أرطب ولا سيما القريبة العهد بالولادة، ولحوم الجبلية أيبس من البرية والأهلية أرطب وأكثر غذاء وفضولاً والأحمر منه أكثر غذاء وأبطأ نزولاً والمجزع معتدل بينهما والأعضاء الكثيرة الحركة القليلة اللحم والشحم كالأكارع أقل أغذاء، والمنضج المهري بالصنعة والأبازير الحارة والخلول الثقيفة أسرع إنهضاماً وأقل إغذاء والغير المنضجة بالضد، ولحوم الطير في الأكثر أخف وأرق دماً وأفضل فضولاً اللهم إلا لحوم طير الماء والآجام، والأغلظ من اللحوم والأكثر إغذاء أوفق لأصحاب التعب والرياضة الكثيرة والألطف والأقل إغذاء أوفق لمن تعتريهم الأمراض الرطبة كالمستسقين ونحوهم والأرطب أوفق للمحرورين والنحفاء ولمن تعتريهم أمراض يابسة كالدق ونحوه. ابن سينا في الثاني من القانون: لحوم الضأن هي الفاضلة وهي حارة لطيفة والفتي من الماعز والعجاجيل ولحوم الصغار منها أقبل للهضم وألطف غذاء والجدي أقل فضولاً من الحمل، ولحم الرضيع عن لبن محمود جيد وأما عن لبن غير محمود فرديء وكذا لحم العجيف ولحم الأسود أخف وألذ، وكذلك لحم الذكر والأحمر المفصول من الحيوان الكثير السمن والبياض أخف والمجزع أقل إغذاء ويطفو في المعدة، وأفضل اللحم غائره بالعظم والأيمن أخف وأفضل من الأيسر والمطبوخ بالأبازير والمري ونحوه قوته قوة أبازيره والسمين والشحم رديء الغذاء قليله ملطف للطعام، وإنما يصلح منها قدر يسير بقدر ما يلذذ واللحم السمين يلين الطبع مع قلة غذائه وسرعة استحالته إلى الدخانية والمرار وينهضم سريعاً وأبعد اللحمان عن أن تعفن أقلها شحماً وأيبسها جوهراً قال: ومن الناس من مدح لحوم السباع لبرد المعدة ورطوبتها وضعفها وسرعة الإنهضام والإنحدار وبطئهما وليس بحسب غلظ الغذاء ورقته، فإن لحم الخنزير البري والأهلي على ما يقال أسرع إنهضاماً وإنحداراً وهو قوي الغذاء غليظه لزجه. ديسقوريدوس: ولحوم السباع وذوات المخلب من الطير والجوارح كلها جيدة للبواسير العتيقة وتنفع من فساد المعدة وتقوي البصر وتلين البطن  وتمري بحرافتها وكل لحم ذبح وأكل من يومه سريعاً فهو أقوى وأصح لا ينبغي أَن يؤكل الميت والمهزول والسمين جداً، والذي ولد لأقل من شهر أو ضربه سبع أو حريق أو مريض أو غريق. قال غيره: وأكل اللحوم البائتة من مواد الأسقام رديء. ابن سينا: ولحوم السباع رديئة وجميع الطيور الكبار المائية ذوات الأعناق والطواويس والغربان والحمامات الصلبة والقطا كثيراً ما تولد السوداء والعصافير كلها رديئة وأجنحة الطير الغليظة جيدة الكيموس وخير لحوم الوحوش لحوم الظباء مع ميلها إلى السوداوية ولحم الطير أجمع أيبس من لحم ذوات الأربع ولحوم البقر والأيائل والأوعال وكبار الطير تحدث حميات الربع. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما لحوم الصيد من الطير فالمختار منها الطيهوج ثم الدراج ثم الحجل ثم التدرج كلها جيدة الغذاء لا تحتاج إلى إصلاح غير أنها لا تصلح أن يديمها الأصحاء ويعتمدوا عليها ولا سيما من يكد ويتعب وهو جيد للمعدة قوي الهضم، وأما الضعفاء والمرضى ومن يحتاج إلى تلطيف تدبيره فلا شيء أوفق لهم منها وينبغي أن يصنع صنعة موافقة فتصنع للمحرورين بالخل وماء الحصرم ونحوهما ولمن ليس بملتهب البدن فتطحن بالمري والزيت ولمن يريد أن يزيد في تجفيف بدنه فالشواء والكرذبان وكلها مجففة للطبيعة ويعسر خروجها من البطن ولا سيما ما لم تكن سمينة وما شويت، فلذلك ينبغي أن يأكلها من يتأذى بيبس طبيعته بأسفيذباجات قد صب فيها دهن الزيت المغسول ويتعاهد باللبن للطبيعة باعتدال ويأكل معها شيئاً من الحلو ليستدرك بذلك قلة إغذائها وليسهل خروجها أيضاً، اللهم إلا أن يميل إلى قلة الغذاء ولم يحتج إلى تدبير ملطف من المرضى فإن هؤلاء ينبغي أن يسهلوا خروج هذه اللحوم من بطونهم بالأشياء الملينة للإسهال ليخرجه كل من المبرودين والمحرورين بما هو أوفق لهم، وقد وصفنا من هاتين الصفتين جميعاً صفات كثيرة.

لحية التيس: 

أبو حنيفة: تسمى ذنب الخيل وهي بقلة جعدة ورقها كالكراث لا يرتفع كورقه ولكن يتسطح والناس يأكلونها ويتداوون بعصيرها. لي: هذا الدواء معروف عند أهل الشام والغرب والشرق وديار مصر وقد ينبت أيضاً منه شيء في أعمال بلاد الفيوم من أعمال مصر، وأما الدواء الذي سماه حنين في كتاب جالينوس وديسقوريدوس بلحية التيس فهو ليس هذا الدواء المذكور قبل ولا من قبيله ولا من أنواعه وليس بينهما مناسبة في ورد ولا في صدر بل هو دواء آخر غيره يسمى باليونانية قسيوس ونحن متبعون حنيناً في ذلك إذ كان هذا هو المقصود في كتب الأطباء بهذ الإسم، وهذا الدواء الذي سماه حنين لحية التيس هو المعروف عند عامتنا بالأندلس بالسوراص وهو مشهور بها بذلك. ديسقوريدوس في ا: قسيوس ومنهم من يسميه فستادون وقصارن أيضاً وهو شجرة تنبت في أماكن صخرية كثيرة الأغصان خشنة ليست طويلة لها ورق مستدير عليه زغب وزهر شبيه بالجلنار، وأما القسيوس الأنثى فزهره أبيض. جالينوس في السابعة: وهذا نبات وسط بين الشجرة والعشب وفيه قبض ليس باليسير وذلك موجود في مذاقته وفي أفعاله الجزئية أوّلاً فأولاً وذلك لأن ورقه الغض إذا سحق جفف وقبض تجفيفاً ويبساً يبلغ به أن يدمل الجراحات. وزهرته أيضاً أقوى من ورقه حتى أن من شرب شيئاً منها مع شراب أبرأت ما يكون به من قروح الأمعاء وضعف المعدة وتمنع ما يتحلب إليها من الرطوبة الغالبة، وإذا اتخذ منه ضماد نفع الجراحات المتعفنة لأن قوّتها قوية التجفيف وذلك أنها من اليبوسة في الدرجة الثالثة عند منتهاها وفي هذا الدواء من البرودة مقدار ما قد صارت به حرارته فاترة جداً. ديسقوريدوس: وقوٌة الزهر قابضة، وإذا شرب مسحوقاً بشراب قابض نفع من ضعف البطن واختلاف الدم ولذلك يوافق من كانت في معدته قرحة إذا أخذ مرتين في النهار، وإذا تضمد به منع القروح الخبيثة أن تسعى في البدن، وإذا خلط بموم وزيت عذب أبرأ حرق النار والقروح المزمنة، وقد ينبت عند أصول قسوس الدواء الذي يقال له أبو قسطس ومن الناس من يسميه أمرقيون ومنهم من يسميه قفطنين وهو دواء يشبه الجلنار ومنه ما لونه ياقوتي ومنه ما لونه أشقر ومنه ما لونه أبيض ويعصر كما يعصر ألاقافيا، ومن الناس من يعصره ثم يجففه ثم يدقه وينقعه ويطبخه ويفعل به كما يفعل بالحضض. جالينوس: وأما الهيوفسطيداس فهو أشد قبضاً من ورق لحية التيس جداً وهو بليغ القوّة في شفاء جميع العلل التي تكون من تحلب المواد بمنزلة نفث الدم وانطلاق البطن ونزل الطمث وقروح الأمعاء فإن أردنا أن نقوي به عضواً من الأعضاء قد ضعف من قبل رطوبة كثيرة اكتسبه إذا وضع عليه قوة وليست بالدون وبهذا السبب صار يخلط في الأدوية النافعة لهم المقوية للكبد ويقع أيضاً في المعجون المتخذ بلحوم الأفاعي وهو الترياق ليقوي الأعضاء ويشدها وقوته قوة الأفاقيا غير أن قوّة هذا الدواء أشد قبضاً وتجفيفاً ويصلح إذا شرب أو احتقن به لمن كان به إسهال مزمن أو قرحة في الأمعاء ولنفث الدم وسيلان الرطوبات من الرحم سيلاناً مزمناً.

?لحاء الغول: الشريف: يسمى بالفارسية أردمانة ويسمى بالبربرية تامرت وشسيون وهو نبات ينبت في الإقليم الثالث لا في غيره من الأقاليم وهو نبات يصدر عن الأرض خصلاً خصلاً صغاراً كالشعر دقيق أسود لا فروع له ولا ورق ولا زهر، وإنما يكون مرسلاً على التراب إذا جمع انقبض وإن ألقي في النار سطعت منه رائحة الشعر، وقد يسمى نبات الغول أو ينبت كثيراً بالمغرب الأقصى بفحص مشسيون بين مدينة قلمان ومدينة فاس وهو بهذا الفحص كثير جداً ويعرف هناك بلحية مشسيون وهو حار يابس خاصيته أنه إذا بخرت به الحمى الرابع أبرأها وحيا وقد جرب وصح، وإذا علقه المسافر في عضده وكان ماشياً لم يتعب أصلاً.

لحام الذهب: 

ولحام الصاغة أيضاً. ديسقوريدوس في الخامسة خروشفلا أجوده ما كان من أرمينية لونه شبيه بالكراث مشبع الحمرة اللون، وبعده في الجودة ما كان من البلاد التي يقال لها ماقدونيا وبعده ما كان بقبرس فليختر من كل واحد من هذه الأصناف كلها ما كان نقياً وكان ليس فيه حجارة أو تراب وقد يغسل على هذه الصفة بوجه الكفاية ويسحق ويلقى في صلاية ويصب عليه ماء ويدلك باليد على الصلاية مع الماء دلكاً شديداً ويودع الإناء حتى يصفو ثم يصب عليه ماء آخر ويدلكه ولا يزال يفعل به ذلك إلى أن ينقى ثم يؤخذ ويجفف في الشمس ويستعمل، وقد يحرق على غير هذه الصفة يؤخذ منه ما يكتفي به ويسحق ويقلى في مقلاة وتوضع المقلاة على جمر ويعمل فيه ما وصفنا من الكلام في غيره. جالينوس في التاسعة: هذا الدواء أيضاً من الأدوية التي تذوّب اللحم لكنه ليس يلذع لذعاً شديداً، وأما تحليله فشديد وكذا تجفيفه. ومن الناس من يسمي بهذا الإسم الدواء الذي يتخذ في هاون من نحاس ودستيج من نحاس تبول فيه الأطفال، وقوم آخرون يدخلون هذا الصنف في عداد الزنجار ويجعلونه نوعاً من أنواعه والأجود أن يتخذه المتخذ له في الصيف ويكون سحقه بالبول في الهاون في الهواء الحار إن كان لم يتهيأ له وقت الصيف، والأجود أن يكون النحاس الذي يتخذ منه الهاون والدستج نحاساً أحمر فإنه إذا كان كذلك كان ما يسحق به منه وينحل بدستج الهاون إذا سحق به أكثر مما ينحل ويسحق أيضاً إذا كان النحاس ليناً، وهذا دواء جيد للجراحات الخبيثة إذا استعمل وحده أو خلط مع غيره وهو وإن كان يجفف أكثر مما يجفف اللزاق المغربي فهو أقل تلذيعاً منه إذا كان يفوقه في اللطافة، وإن أنت أيضاً أحرقت اللزاق الآخر المحتفر لطفته أكثر. ديسقوريدوس: وله قوّة تجلو بها اللثة وتقطع اللحم الزائد في القروح وتنقيها وتقبض وتسخن وتعفن تعفيناً برفق مع لذع يسير وهو من الأدوية التي تهيج القيء وتغثي. لي: لحام الذهب عند كثير من الناس هو التنكار والصاغة يلحمون به أيضاً لكن اللحام الذي تقدم القول فيه لديسقوريدوس وجالينوس ليس هو التنكار بل هو دواء آخر غيره.

لحية الحمار: هو كزبرة البير فاعرفه.

الحياني: قال الرازي في الحاوي: أنه الخرشف وفي الفلاحة أنه صنف من الشوك ويسمى خبز الكلب وأشار بصفته إلى النبات المسمى باليونانية دنيشاقوس وهو العطشان وقد ذكرته في الدال المهملة.

لخينس الأكليلية: أبو العباس النباتي: سميت به لأنهم كانوا يضعونها في الأكاليل قال: وهي عندي النوع الجبلي من الخيري البنفسجيّ النور. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات له زهر شبيه بزهر الخيري وفي لونه فرفيرية يعمل منه أكلة، وبزره إذا شرب بالشرب نفع من لسعة العقرب، وأما الخينس أغريا ومعناه الذي ليست ببستانية وهو شيء شبيه في كل حالاته بلخينس البستاني إلا أن بزره إذا أخذ منه مقدار درخميين أسهل البطن وزعم بعضهم أنه إذا وضع على العقارب أخدرها وأبطل فعلها.

إلزاق الذهب: هو لحام الذهب المتقدم ذكره.

لزاق الرخام: ولزاق الحجر وهو صمغ البلاط وهو مذكور في الصاد المهملة.

لسان الحمل: 

ديسقوريدوس في الثانية: أويقانس أو باله وباللطيني بكناش وهو صنفان كبير وصغير فالكبير عريض الورق قريب الشبه من البقول التي يغتذي بها وله ساق أيضاً مزوّاة إلى الحمرة طولها ذراع عليها بزر دقيق في شكلها من وسطها إلى أعلاها وله أصول رخوة عليها زغب أبيض غلظها كأصبع وتكون في الآجام والسباخات والمواضع الرطبة وأكبر صنفي لسان الحمل أكثرهما منفعة، وأما الصغير فله ورق أدق وأصغر من ورق الكبير وأشد ملاسة له ساق مزوّي مائل إلى الأرض وزهر أصفر وبزر على طرف الساق. جالينوس في 8: مزاج هذا النبات مركب من مائية باردة وفيه قبض والقبض هو من جوهر أرضي بارد فهو لذلك يجفف ويبرد في الأمرين جميعاً بعيد عن الوسط بعداً هو في الدرجة الثانية وجميع الأدوية التي تجفف مع قبض نافعة للقروح الحادثة في الأمعاء لأنها تقطع الدم وإن كان هناك شيء من اللهب والتوقد أطفأه ويدمل النواصير وسائر القروح الرطبة معاً ولسان الحمل إما أن يكون أوّلاً مقدّماً في جميع أمثال هذه الأدوية وإما غير مختلف عن واحد منها حتى يكون تابعاً لها في اعتدال مزاجه لأن له يبساً غير لذاع وبرودة لم تبلغ إلى حال البرودة التي تخدر، وثمرته وأصله قوّتهما مثل قوة ورقه إلا أنهما ألطف وأقل برودة وأيضاً فإن ثمرته ألطف وأقل برودة وذاك لأن العضل المائي الذي فيه يفنى ويتحلل، ولهذا السبب صرنا نستعمل أصل هذا النبات في مداواة وجع الأسنان يستعطي صاحب الوجع أصله ليمضغه ويطبخ الأصل أيضاً بالماء ويعطى ذلك الماء للتمضمض به، وأما في مداواة السدد العارضة في الكبد والكليتين فإنا نستعمل بزره أكثر مما نستعمل في ذلك ثمرته لخاصيته لأن جميع هذه فيها قوّة تجلو وعسى أن تكون هذه القوّة موجودة في نفس الحشيشة من الرطوبة فلا يتبين فعلها لأن الرطوبة تغمرها. ديسقوريدوس: ولورقه قوّة قابضة مجففة ولذلك إذا تضمد بها وافق القروح الخبيثة والوسخة ومن به داء الفيل ويقطع سيلان الدم منها والقروح التي تسمى الحمرة وإفسنطيداس المنتشرة والنار الفارسية والنملة والشري من أن تسعى في البدن ويبرئ ويدمن القروح المزمنة ويبرئ القروح الخبيثة التي تسمى خيلونيا ويلزق الجراحات العميقة بطراوتها، وإذا تضمد به مع الملح نفع مع عضة الكلب الكلب وحروق النار والأورام التي يقال لها فوحثلا وورم اللوزتين والخدر العارض من البرد والخنازير ونواصير العين، وإذا طبخ هذا البقل وأكل بخل وملح وافق حرقة النار وقرحة الأمعاء والإسهال المزمن، وقد يطبخ أيضاً مع العدس بدل السلق وقد يؤكل مسلوقاً للمحبونين حبناً لحمياً ويصلح للمصروعين وأصحاب الربو، وأما الورق إذا تمضمض به دائماً أبرأ القروح التي في الفم، وإذا خلط بالطين المسمى فيموليا أو بأسفيذاج الرصاص أبرأ الحمرة، وإذا حقنت به النواصير نفعها، وإذا قطر في الأذن الوجعة نفعها، وإذا ديف بعصارتها الشيافات وقطر في العين نفع من الرمد وينفع اللثة المسترخية الدامية وينفع نفث الدم من الصدر وما فيه من الآلام وقرحة الأمعاء، وقد يحتمل في صوفة لوجع الرحم الذي يعرض فيه الاختناق ولسيلان الفضول من الرحم، وثمره إذا شرب قطع الفضول السائلة إلى البطن ونفث الدم من الصدر وما فيه، وإذا طبخ أصله وتمضمض بطبيخه أو مضغ الأصل سكن وجع الأسنان وقد يشرب الأصل والورق بالطلاء لأوجاع الكلى والمثانة، وقد زعم قوم أنه إذا شرب ثلاث أصول من لسان الحمل بأربع أواق ونصف شراباً ممزوجاً بمثله ماء نفع من حمى الغب، وأنه إذا شرب أربع أصول نفعت من حمى الربع، ومن الناس من يعلق الأصول في رقاب من بهم الخنازير يريدون بذلك تحليلها. ديسقوريدوس: ويجب أن يعالج مدقوقاً حيث تكون القرحة كثيرة الوسخ أو ضعيفة أو كثيرة القيح به، وإذا احتيج إلى جلاء يسير أو نبات لحم أو تحدث في القرحة رطوبة قليلة وضعت كما هي أوراقاً بغير دق وشرب ماء مغلي مصفى ينفع من به استطلاق البطن إذا كان عن حر يستدعي شرب ماء كثير فيفسد الهضم لذلك ويلين الطبيعة ومن له خلط سوداوي أو صفراوي.

لسان الثور: 

ديسقوريدوس في الرابعة: بوغلص وهو نبات يشبه النبات الذي يقال له قلومس خشن أسود وأشد سواداً من قلومس الأبيض وأصغر منه ويشبه في شكله ألسن البقر وقد يظن به أنه إذا طبخ في الشراب وشرب أحدث لشاربه سروراً. جالينوس في السادسة: هذا نبات مزاجه حار رطب، ولهذا صار إذا ألقي في الشراب يكون سبباً للفرح وهو نافع لمن به سعال من خشونة قصبة الرئة والحنجرة إذا طبخ بماء العسل. ابن سينا: حشيشة عريضة الورق كالمرو وخشنة الملمس، وقضبان خشبه كأرجل الجراد ولونه بين الخضرة والصفرة، ويجب أن يستعمل منه الخراساني الغليظ الورق الذي له على وجهه نقط هي أصول شوك أو زغب مئبري عنه وهو حار رطب في الأولى وله خاصية في تقريح القلب وتقويته عظيمة جداً ويعينها ما فيه من إسهال السوداء الرقيق فينقي بذلك جوهر الروح ودم القلب وتقويته عظيمة وقد جمع هذا الدواء قوّة الخاصة مع قوّة الطبيعة إلى الاعتدال ولا إيثار عليه. التجربتين: يلين الطبيعة ويعين على انحدار الأخلاط المحترقة وينفع من السوداء المتولدة عن خلط صفراوي ويسكن جميع أعراضها من الوسواس والخفقان والفزع وحدة النفس. الخوز: وإذا أحرق ورقه نفع من رخاوة اللثة والقلاع وخاصة في أفواه الصبيان ومن جميع الحرارة التي تكون في الفم. ابن ماسويه: خاصية لسان الثور إسهال المرة والصفراء ونفع الخفقان العارض منها إذا أخذ منه أخذ مع الطين الأرمني والشربة منه ما بين ثلاثة دراهم إلى خمسة مع السكر السليماني وإن أخذ مع الخفقان فوزن درهمين مع وزن درهم من الطين الأرمني.

لسان الجمل: أبو حنيفة: هي عشبة من الحشيشة لها ورق مفترش خشن لخشونته كأنه المناخل لخشونة لسان الثور ويسمو من وسطها قضيب كالذراع طولاً في رأسه نواة كحلاء وهي دواء من أوجاع ألسنة الناس والسنة الإبل من داء يسمى الخارس وهو بثور تظهر بالألسن مثل حب الرمان. الغافقي: قد ظن قوم أن هذا هو لسان الثور وليس به وهذا نبات تسميه الناس أذن الثور ويسمى أيضاً الكحلاء، والفرق بينه وبين لسان الثور أن ورق هذا عراض مدورة وزهرته متدلية إلى الأرض ورائحة ورق هذا كرائحة القثاء ويؤكل نيئاً ومطبوخاً وهو نافع من الخفقان أيضاً وحرارة المعدة وينفع من القلاع وأدواء الفم ويسمى بعجمية الأندلس أدادي. لي: يسمى هذا النبات بأفريقية أوساني وفيه لزوجة ظاهرة أكثر من التي في لسان الثور الشامي في حين طراوتها.

لسان العصافير: هو ثمر شجر الدردار وليس بشجرة النبق. ابن وافد: هو ثمر شجرة يشبه ورقها اللوز وثمرتها التي يقال لها لسان العصافير هي عراجين متفرّقة الخرنوب شبيه أوراق الزيتون إلا أنه أصغر منه بكثير وفي جوف كل خرنوبة لب كأنه لسان الطائر المسمى العصفور خارجه أحمر وداخله أبيض مائلاً قليلاً إلى الصفرة وطعمه حريف لذاع مع شيء من المرارة، ومن جعل قوته الأولى في الحرارة في آخر الدرجة الثانية لم يبعد من الصواب ومن المقنع أن يكون مع حرارته رطوبة لأنه لا يظهر تلذيعه إلا بعد إدامة مضغه. ابن ماسويه: ينفع من وجع الخاصرة ويفتت الحصاة ويسلس البول المأسور من الجروح ويزيد في الباه ويقوي على الجماع. بديغورس: نافع من الخفقان. غيره: وبدله وزنه جوزبوا مقشر ونصف وزنه بهمن أحمر. لي: هذا الدواء الذي ذكره ابن وافد هو ثمرة شجرة الدردار وهو معروف عند كافة الناس، وأما إسحاق بن عمران فزعم أن ألسنة العصافير هو غير هذا وأشار في وصفه له في الماهية بالدواء الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثانية ورسمه باليونانية إيدروصارون وقد ذكرته في الألف.

لسان السبع: الغافقي: هو نبات له ورق طوال حافة الأطراف جعدة خشنة تميل في خضرتها إلى البياض والصفرة مشرفة الجوانب كالمنشار وله قضبان مزواة حوارة تعلو نحو ذراعين عليها فلك كبار مستديرة فيها زهر فرفيري ونباته في الربيع، ويسميه بعض الناس بعجمية الأندلس المرزجون وهو نافع من الحصا إذا طبخ وشرب ماؤه وله أصل مربع أسود في طول أصبع وينبت في الأرض الغليظة الخصبة.

لسان الكلب: 

يقال على لسان الحمل ويقال على الحماض أيضاً وعلى نبات آخر وهو الذي نريد ذكره ههنا. الغافقي: هو نبات له ورق يشبه ورق لسان الحمل إلا أنه أطول منه وفيه انحقان وهي ملس شديدة الملاسة محددة الأطراف وله ساق تعلو أكثر من ذراعين وأكبر وتتشعب منها شعب كثيرة جداً رقاق صغار معقدة عليها زهر وهو دقيق فرفيري في أول الصيف، وله بزر دقيق أشهب اللون ونباته في مناقع المياه ومجاريه القليلة الجري ويسمى باللاطينية أميره وله أصل أبيض ذو شعب كثيرة رقاق كالخيوط مشتبكة بعضها ببعض وهو يلزق الجراحات ويدمل القروح، وإذا شرب نفع من جسو الطحال.

لسان: ابن سينا: هو جوهر مركب من لحم رخو نفذت فيه عروق وعصب وعضل وخلطه رطب. المنهاج: هو سريع الإنهضام معتدل الغذاء بين القلة والكثرة.

لسان البحر: وقد مضى ذكره في السين المهملة في رسم سيبيا وقد قلنا أنها السمكة التي سماها جالينوس في مفرداته الدمثا وفسرها حنين السرطان البحري وليس كما قال حنين.

لصف: هو الكبر وأظنه مفتوح الصاد المهملة.

لصيفي: هو النبات الذي تسميه علماؤنا بأذن الأرنب وقد ذكرته في الألف ويسميه قوم بأذن الغزال أيضاً وله بزر خشن يلصق بالنبات، وقد يقال اللصيفي أيضاً لحشيشة أخرى وهو البلسكي وقد ذكرته في الباء.

لعبة بربرية: ابن سينا: هو شيء كالسورنجان يجلب من نواحي أفريقية يفش به السورنجان وقد يحرك الباه. لي: هو السورنجان بعينه وهو النابت بظاهر ثغر الإسكندرية والإسكندرانيون وغيرهم من أهل الديار المصرية يسمونه بالعكنة أيضاً فلا يتوهمون أن السورنجان غير اللعبة البربرية. الرازي في الحاوي: رأيت العماد في نهش الأفاعي كلها خاصة وأكثر السموم من الهوائم على تقوية الحرارة الغريزية لتكون أقوى من أن يمكن أن يعمل فيها ذلك السم فلذلك أرى أن الخمر موافق جداً، ورأيت اللعبة البربرية تثير في البدن حراً كثيراً كأنه طبيعي فلذلك أحسب أنه شديد الموافقة لذلك وأحسب أنه أشرف دواء له يكون الفزع إليه.

لعبة مطلقة: هو أصل اليبروح عند أهل مصر وسيأتي ذكره في الياء.

لفاح: هو على الحقيقة ثمر اليبروح وأيضاً بأرض الشام ومصر نوع من البطيخ صغير كالأكر وجسمه مخطط كأنه الثياب العتابية ورائحته طيبة المشم وتسمى الشمامات عندهم فيعرف باللفاح أيضاً.

لفت: مذكور في رسم شلجم في حرف الشين المعجمة.

لك: ابن سينا: يهزل السمان بقوة شديدة وينفع من الخفقان وينفع الكبد ويقويها وينفع من اليرقان والإستسقاء اللحمي إذا أضيف إلى أحد المعجونات النافعة لذلك ويؤخذ كل مرة في ذلك المعجون من درهم إلى نحوه، وإذا شرب بالخل أياماً أهزل البدن والمشروب منه على الريق درهمان بأوقية من الخل. لي: زعم بعض التراجمة أن هذا هو الذي سماه ديسقوريدوس في الأولى قيقهن وليس كما زعم وقد ذكرته في القاف. إسحاق بن عمران: قوته من الحرارة واليبوسة في الدرجة الثانية. الرازي في جامعه الكبير: هو مفتح للسدد يقوي الأحشاء. ابن الجزار: إذا غسل اللك كان أبلغ في فعله وألطف في مذهبه وما يراد من إصلاح الكبد وأما صفة غسله فأن يؤخذ وينقى من عيدانه ويسحق ويصب عليه ماء قد أغلي فيه الراوند وأصول الأذخر ويحرك بدستج الهاون ناعماً ويصفى بمنخل ويرمى ثفله ويترك ماؤه حتى يصفو ويرسب ثم يصفى الماء عنه برفق ويؤخذ الثفل الذي يرسب ويجفف في الظل ويرفع في إناء زجاج ويستعمل فإن لم يبق إلا الثفل والدردي المختلط فليعد الماء الحار عليه ثانياً ويحرك ويصفى كذلك على ما وصفت. الرازي: في كتاب إبدال الأدوية: وبدله في تفتيح السدد والنفع من ضعف الكبد ثلثا وزنه من الزراوند ونصف وزنه من الأسارون وثلثا وزنه من الطباشير البيض.

لملم: كتاب الرحلة: إسم لشجرة القطف البحر بصحراء برنيق من أعمال برقة عند بعض العربان بها ويزعمون أن أصله نافع للمجذوم فاختره. لي: هو المعروف بالملوح في كتب الأطباء وسيأتي ذكره في الميم وهو أكثر حطب أهل الإسكندرية.

لنخيطس: 

ديسقوريدوس: في الثالثة هو نبات له ورق شبيه بورق الكراث إلا أنه أعرض ورقاً منه ولون ورقه إلى الحمرة كالدم وأكثر ورقه إنما ينبت عند أصله وورقه منحن مائل إلى ناحية الأرض وأقله ينبت في الساق وعلى طرف الساق زهر أسود شبيه بالقلانس فيه وجه شبيه بوجه الكرح فيه شيء شبيه بالفم المفتوح وقريب منه شيء أبيض شبيه باللسان قريب من الشفة السفلى، ولهذا النبات ثمرة شبيهة في شكلها بزج الحربة وطرفها ذو ثلاث زوايا وله أصل شبيه بالجزرة وينبت في أماكن خشنة رطبة، وأصل هذا النبات إذا شرب بالشراب أدر البول. جالينوس في السابعة: هو دواء يدر البول. لي: أخبرني من أثق به أنه شاهد هذا النبات بجبل لبنان وبالجهة المطلة منه على بلد صيدا من أرض الشام وهذا الموضع يعرف بالتومين وتعجب من ماهيته غاية التعجب، وهذا الرجل لم يكن من أهل هذه الصناعة ولم يكن يحفظ ما قال ديسقوريدوس منه.

لنخيطس آخر: ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات خشن له ورق شبيه بورق سقولوقندريون إلا أنه أخشن منه وأعظم تشريفاً، وإذا وضع على الجراحات نفعها ومنع عنها أن يضربها الحمرة، وإذا شرب بالخل نفع وحلل ورم الطحال. جالينوس في السابعة: ورقه ما دام طرياً يصلح لإدمال الجراحات فإذا يبس فإنه يشفي الطحال إذا شرب بالخل. لي: وهذا النوع يعرفه شجارو الأندلس بالرقعة الصخرية وهو مشهور عندهم بذلك.

لوز: 

جالينوس في السادسة: أما المر منه فقوته قوة ملطفة ودليله طعمه وما يختبره من أمره بالتجربة وذلك أنه يفتح السدد الحادثة في الكبد عن الأخلاط الغليظة اللزجة المتضاغطة في أقصى العروق تفتيحاً بليغاً ويجلو النمش ويعين على نفث الأخلاط الغليظة اللزجة من الصدر والرئة، ويشفي أيضاً الأوجاع الحادثة في الأضلاع وفي الطحال والكليتين والقولنج وأمثال هذه الأشياء، وجملة شجرة هذا اللوز قوتها مثل هذه القوة، ولذلك قد يؤخذ أصلها فيطبخ ويوضع من خارج على الكلف فيذهبه. ديسقوريدوس في الأولى: أصل شجرة اللوز المر إذا طبخ ودق ناعماً وسحق نقى الكلف في الوجه واللوز أيضاً إذا تضمد به فعل ذلك أيضاً، وإذا احتمل أدر الطمث، وإذا خلط بدهن الورد وخل وتضمد به الجبين نفع من الصداع، وإذا خلط بشراب كان صالحاً للشري، وإذا خلط بالعسل كان صالحاً للقروح الخبيثة والنملة وعضة الكلب الكلب، وإذا أكل سكن الوجع ولين البطن وجلب النوم وأدر البول، وإذا استعمل بالنشاشتج من الحنطة ومع النعنع كان صالحاً لنفث الدم، وإذا شرب بالشراب وخلط بصمغ البطم ولعق كان صالحاً لمن بكلاه وجع ومن ورمت رئته ورماً حاراً، وإذا استعمل بالميختج المسمى أعليقي نفع من عسر البول وفتت الحصا، وإذا لعق منه مقدار جوزة بالعسل واللبن نفع من وجع الكبد والطحال والسعال والنفخ في الأمعاء المسمى قولون وإذا تقدم في الأخذ منه قدر خمس لوزات منع السكر، وإذا أكله الثعلب مع الطعام قتله. مسيح: اللوز المر حار في الدرجة الثالثة. إسحاق بن عمران: اللوز المر هو عاقل للطبيعة ينقلب إلى المرار ويكثر الصفار ومذهبه مذهب الدواء لا مذهب الغذاء وأما شجرة اللوز الحلو فهي أضعف بكثير من شجرة اللوز المر وهذه أيضاً ملطفة مدرة للبول، وإذا أكل اللوز الحلو وهو طري أصلح به المعدة. جالينوس: أما اللوز الحلو ففيه أيضاً مرارة يسيرة وإنما لما كان الغالب عليه الحلاوة صارت مرارته تخفى فلا يعلم بها وإنما تظهر المرارة ظهوراً بيناً إذا هو عتق وكل حلو الطعم فهو معتدل الحرارة. الرازي في كتاب أغذيته: وليس في طعم اللوز الحلو قبض أصلاً بل الغالب عليه الحلاوة والتلطيف ولذلك يجلو الأعضاء الباطنة وينقيها ويعين على قذف الرطوبات. مسيح بن الحكم: وأما اللوز الحلو فحار رطب في وسط الدرجة الأولى ويغذو البدن غذاء يسيراً وإن أكل رطباً بقشره دبغ اللثة والفم وسكن ما فيهما من الحرارة بالبرودة والعفوصة والحموضة التي في قشره الخارج قبل أن يصلب ويشتد. ابن ماسويه: وإن قلي يابسه كان أنفع للمعدة بالدبغ. المنصوري: يلين الحلق وهو ثقيل طويل الوقوف في المعدة غير أنه لا يسدد بل يفتح السدد ويسكن حرقة البول، وإذا أكل بالسكر زاد في المني. وفي كتاب دفع مضار الأغذية: هو معتدل السخونة جيد للصدر والرئة والمثانة الخشنة والأمعاء أيضاً وهو يغذوها ويزلق ما فيها ويسرع انحداره وإنهضامه سريعاً بالسكر الطبرزذ والفانيذ الخزائني فإن ثقل في حالة لكثرة ما أخذ منه فليشرب عليه ماء يقبل كثرته ويجب بعد كثرته شرب ماء العسل، وإن أكثر من الرطب منه فليؤخذ عليه الكموني والجوارشن السفرجلي المسهل وأكل الجوز واللوز المرطبين بالمري مما يسرع إخراجهما إلا أنهما لا يغذوان في هذا الحال كما يغذوان إذا أكلا مع السكر والفانيذ وقلما يصلحان مع المري لينقل بهما وتعليل النفس على الشراب وعند الجوع الكاذب بهما، فأما إذا قشرا وأكلا مع السكر الطبرزذ والفانيذ الخزائني فإنهما يزيدان في المخ والدماغ ويخصبان البدن ويغذوانه غذاء كثيراً. غيره: اللوز الحلو ينفع السعال اليابس أكلاً.

لوز البربر: 

ابن رضوان: هو ثمر شبيه بصغير البلوط أصفر اللون في أحد جوانبه ثقب غير نافذة إلى داخله وداخله شبيه بحب الصنوبر يجلب من شجر كبار بالمغرب الأقصى حار يابس للبطن ودهنه ينفع من الطرش القديم ووجع الأذن نفعاً بيناً والشربة منه التي تمسك البطن نصف درهم. لي: هذا هو الهرجان، والبربر بالمغرب الأقصى يسمونه أرجان وهو شجر يكون بالمغرب الأقصى بقبيلة مراكش ببلاد دحاحا وركراكا كثير الشوك حديده يمنع شوكه من الوصول إلى جني ثمرته ويستخرج من ثمرته دهن بأن تعطى ثمرته المعز أو الإبل تأكله عند نضجه على شجره، فإذا أكلته ورمت بنواه من بطونها فحينئذ يلقطونه ويكسرونه كاللوز ويأخذون لبه فيطحن كالزيتون ويستخرج منه دهن يتأدم به وهو عندهم من أفضل الأدهان وأرفعها ويسمى زيت الأركان.

لوبيا: الغافقي: هو صنفان أحدهما يؤكل بغلفه لأنه غض وهو المسمى باليونانية سميلقن. ديسقوريدوس في الثانية: سميلقن ومن الناس من يسمي ثمره أسفاراغس وله ورق شبيه بورق قسوس إلا أنه أنعم منه بكثير وقضبانه دقاق شبيهة بالخيوط تشتبك بالنبات المجاور لها ويستطيل جداً حتى يستظل تحته وله غلف شبيهة بغلف الحلبة غير أنه أطول وأسمن وفي جوفه حب شبيه بحب الكلى في شكله مختلف اللون منه ما لونه إلى الحمرة ومنه إلى البياض ومنه إلى السواد وقد يؤكل كالهليون وهو مدر للبول. الفلاحة: هو شبيه بكبار اللوبيا يؤكل بغلفه لأنه غض لا يخشن وهو مبرد قليل البرد قريب من الإعتدال مدر للبول سريع الإنحدار يملأ الرأس بخاراً ويضر الزكام والدماغ الضعيف ومن يعتاده السهر، فإذا أكل غضا أرى أحلاماً رديئة مفزعة وإذا أكل مسلوقاً كان فعله لذلك أقل. ابن ماسويه: حارة رطبة في وسط الدرجة الأولى وما احمر منها كانت أكثر حرارة وهي تدر الحيض إذا صير معها القنة ودهن الناردين. قال: ومن أدلة رطوبتها سرعة نفخها وهي مولدة لخلط غليظ بلغمي رديئة للمعدة فإن أكل معها خردل منع ضررها والأحمر منها أحمد خلطاً وأما الأبيض فغليظ كثير الرطوبة عسر الإنهضام ويعين على هضمه أكله حاراً بالمري والزيت والكمون ولا يؤكل قشره الخارج، وأما رطبه فأحمد أكله بالملح والفلفل والصعر ليعين على هضمه ويشرب عليه نبيذ صرف والمربى منه بالخل قليل الرطوبة بطيء الإنهضام من أجل يبس الخل. ابن سينا: هو أقل نفخاً من الباقلا وأكثر نفخاً من الماش وأسرع انهضاماً وخروجاً منه وليس بأقل غذاء منه وهو جيد للصدر والرئة. الغافقي: اللوبيا الأحمر حار في الدرجة الأولى وماؤه المطبوخ ينقي دم النفاس ويخرج الأجنة الميتة والمشيمة. الرازي في دفع مضار الأغذية: هو كثير النفخ وليس بصالح للمعدة بل يغثي ويبخر الرأس أيضاً ولذلك ينبغي أن يؤكل بالخل والخردل والسذاب والمري، فإن الخل يمنع تبخيره إلى الرأس وتوليده الغثي والخردل أو الخل والمري يذهبان بما فيه من تقليبه المعدة ويطيبانه ويشهيانه إلى الطبع ويسرعان إخراجه من البطن والسذاب يكسر رياحه ونفخه جداً.

لوقاقيثا: ديسقوريدوس في الثالثة: له أصل شبيه بالشعر شديد المرارة إذا مضغ سكن وجع الأسنان، وإذا طبخ بالشراب وشرب منه ثلاث قوابوسات نفع من أوجاع الجنب المزمنة وعرق النسا وخضد لحم العضل والتشنج، وإذا شربت عصارته أيضاً فعلت ذلك. جالينوس في السابعة: أصل هذا مر فهو لذلك يحلل ويجفف في الدرجة الثالثة، وأما الإسخان فهو في الأولى منه يقوي الأعضاء ويشدها وقوته مثل قوة الأقاقيا غير أن قوة هذا أشد قبضاً وأشد تجفيفاً ويصلح إذا شرب، وإذا احتقن به لمن كان به إسهال مزمن أو قرحة في الأمعاء.

لوقاس: الغافقي: سماه البطريق حرف أبيض وسماه حنين سفند اسفنذ. وفي الكتاب الحاوي سفندا سنفدو وهي امتداريا البيضاء، وقيل أنه نوع من المر. ديسقوريدوس في الثالثة: لوقاس الجبلية وهي أعرض ورقاً من البستانية وثمرها أشد حرافة وأمر وأردأ طعماً من البستانية وكلتاهما إذا تضمد مبهما أو شربتا بشراب وافقتا ضرر ذات السموم من الحيوان وخاصة البحرية. جالينوس في السابعة: الغالب على هذا في طعمه الحرافة ومزاجه بارد يابس قريب من الدرجة الثالثة.

لوسيماجيوس: 

يعرفه بعض شجاري الأندلس بالقصب الذهبي وبالخويخة تصغير خوخة وبخوخ الماء أيضاً وبعود الريح أيضاً. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له قضبان نحو من ذراع وأكثر دقاق شبيهة بقضبان التمنش من النبات معقدة عند كل عقدة ورق نابت شبيه بورق الخلاف قابض في المذاق وزهر أحمر شبيه في لونه بالذهب وينبت بالآجام وعند المياه. جالينوس في السابعة: الأغلب على طعمه القبض ولهذا يحمل الجراحات ويقطع الرعاف إذا تضمد به وهو مع هذا يقطع كل دم ينبعث حيث كان من نفس جرمه وعصارته إلا أن عصارته أبلغ فعلاً منه، ولذلك صار إذا شرب واحتقن به شفى قروح الأمعاء وهو دواء لمن ينفث الدم وللنزف. ديسقوريدوس: وعصارة ورقه موافقة يقبضها لنفث الدم من الصدر وقرحة الأمعاء مشروبة كانت أو محتقناً بها، وإذا احتملته المرأة قطع سيلان الرطوبات المزمنة دماً كان أو غيره من الرحم، وإذا سد المنخران بهذا النبات قطع الرعاف، وإذا وضع على الجراحات ألحمها وقطع عنها نزف الدم، وإذا دخن به خرج له دخان حاد جداً حتى أنه يبلغ من حدته أن يطرد الهوام ويقتل الفأر.

لؤلؤ: ابن ماسه: يجلب من البحار إلا أن فيه لطافة يسيرة وهو نافع لظلمة العين ولبياضها وكثرة وسخها ويدخل في الأدوية التي تحبس الدم ويجلو الأسنان جلاء صالحاً. ابن عمران: الدر معتدل في الحر والبرد واليبس والرطوبة وكباره خير من صغاره ومشرقه خير من كدره ومستويه خير من مضرسه وخاصته النفع من خفقان القلب والخوف والفزع والجزع الذي يكون من المرة السوداء ولذلك كان يصفي دم القلب الذي يغلظ فيه ويجفف الرطوبة التي في العين لشدة أعصاب العين. وزعم أرسطو: أنه من وقف على حل المر كباره وصغاره حتى يصير ماء رجراجاً ثم طلي به البياض الذي يكون في الأبدان من البرص أذهبه في أول طلية يطليه ومن كان به صداع من قبل انتشار أعصاب العين وسعط بذلك الماء أذهب عنه ما به وكان شفاؤه في أول سعطة. وقال بعض علمائنا: وحله يكون بأن يسحق ويلت بماء حماض الأترج ويجعل في إناء ويغمس بماء حماض الأترج ويعلق في دن فيه خل ويدفن الدن في زبل رطب أربعة عشر يوماً فإنه ينحل. ابن زهر: إمساكه في الفم يقوي القلب عموماً.

لوف: 

هو ثلاثة أصناف منها المسمى باليونانية ووراقيطون ومعناه لوف الحية من قبل أن ساقه يشبه سلخ الحية في رقته وهو اللوف السبط والكبير أيضاً وعامتنا بالأندلس تسميه غرغينة، وبعضهم يسميه الصراخة لأنهم يزعمون عندنا أن له صوتاً يسمع منه في يوم المهرجان وهو يوم العنصرة ويقولون أن من سمعه يموت في سنته تلك، والثاني هو المسمى باليونانية أأرن ويسمى بالبربرية أيرن وهو الصفارة بعجمية الأندلس وهو اللوف الجعد، والثالث هو المسمى باليونانية أريصارن وهو الصرين وأهل مصر تسميه بالذريرة. ديسقوريدوس في الثانية: دراقيطون وهو الفليجوس ومعناه باليونانية أذن الفيل له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسيوس في لونه فرفرية وآثار مختلفة الألوان وهو مثل عصا في غلظه وله في أطراف الساق شبيه بعنقود أول ما يظهر لونه إلى البياض شبيه بلون الخشخاش وإذا نضج كان لونه شبيهاً بلون الزعفران ويلذع اللسان وأصله إلى الإستداره ما هو شبيه بأصل النبات الذي يقال له ثليوس مشاكل لأصل النبات الذي تسميه السريانيون لوفا، ويقال له باليونانية أأرن وعليه قشر رقيق وينبت في أماكن ظليلة ورطبة في السباخات. جالينوس في السادسة: أما أصل هذا النبات وورقه فهما شيء شبيه بالنوع الآخر من اللوف المسمى أأرن إلا أن هذا أحد من ذلك وأشد مرارة منه فهو لذلك أسخن منه وألطف وفيه يسير قبض إذا كان موجوداً مع هذه الأشياء التي ذكرنا، أعني مع الحدة والمرارة وكان النبات عند ذلك أقوى وأصله أيضاً ينقي ويفتح سدد الكبد والطحال والكليتين لأنه يلطف الأخلاط الغليظة اللزجة وهو نافع جداً للجراحات الرديئة وذلك أنه يجلوها وينقيها تنقية بالغة قوية وينفع من جميع العلل المحتاجة إلى الجلاء، وإذا طلي عليها بالخل قلع البهق وورقه أيضاً قوته هذه القوة بعينها فهو لذلك يصلح للقروح والجراحات الطرية وكلما كان ورقه أقل جفوفاً كان إدماله للجراحات أكثر بحسب ذلك لأن الورق الكثير الجفوف قوته تكون أحد مما يصلح للجراحات الحادثة عن الضربات، وقد وثق الناس منه أنه يحفظ الجبن الرطب إذا وضع عليه من خارجه ويمنعه من التعفن لمزاجه اليابس وبزره أقوى من ورقه ومن أصله فهو لذلك يشفي السراطين والأورام الحادثة في المنخرين التي تسميها الأطباء الكثيرة الأرجل وهي نواصير الأنف وعصارته تنقي الأثر الحادث في العين عن قرحة. ديسقوريدوس: وثمره إذا أخرج ماؤه وخلط بالزيت وقطر في الأنف أذهب اللحم الزائد فيه الذي يقال له فولونس والسرطان، وإذا شرب من ثمره نحو من ثلاثين حبة بخل ممزوج بماء أسقط الجنين، ويقال أن المرأة إذا علقت واشتمت رائحة هذا عند ذبول زهره أسقطت، وأصله مسخن ينفع من عسر النفس الذي يعرض فيه الإنتصاب ومن الوهن العارض في المفصل والسعال والنزلة، وإذا طبخ أو شوي وأكل وحده أو بعسل سهل خروج الرطوبات من الصدر وقد يجفف ويدق ويخلط بعسل ويلعق فيدر البول، وإذا شرب بشراب حرك شهوة الجماع، وإذا خلط بالدواء الذي يقال له القير أو عسل وصير بمنزلة المراهم نقى القروح الخبيثة وأدملها، وقد يعمل منه شيافات للنواصير وإخراج الأجنة وقيل أنه إذا أخذ الأصل ودلك على بدنه لم تنهشه حية، وإذا دق وخلط بخل ولطخ به البهق قلعه والورق إذا دق وصير في الجراحات الطرية بدل الفتل وافقها، وكذا إذا طبخ بالشراب ووضع على الشقاق العارض من البرد، وإذا لف فيه الجبن لم يدود وماء الأصل يوافق قرحة العين التي يقال لها فالنون والتي يقال لها قوما والتي يقال لها حيلوس أيضاً وقد يؤكل الأصل في وقت الصحة مطبوخاً ونيئاً عند الجزيرة التي يقال لها عيدرس والتي يقال لها بلاندس فيأخذون الأصل ويطبخونه بدل الزلابية، وينبغي أن تجمع الأصول وقت الحصاد وتقطع وتمسك في خيوط كتان وتجفف في الظل. مسيح: دراقيطون أصله حاد حريف فإذا استعمل طعاماً فينبغي أن يطبخ مرة ويلقى ماؤه ثم طبخ ثانية ليذهب الطبخ بما فيه من قوة الدواء ويستعمل كالسوس لأصحاب السعال والكيموس الغليظ الذي يحتاج إلى قوة قوية وهو يسير الغذاء ويحرق الدم وكذا سائر الأشياء المرة فأما الأشياء التفهة والأشياء الحلوة فغذاؤها كثير لا سيما إذا كانت أجرامها ليست رطبة بل صلبة وأما أأرن الذي تسميه السريانيون لوقا فورقه شبيه بهذا إلا أنه أصغر منه نقي من الآثار وله ساق طولها شبر إلى  الفرفيرية شكله كدستج الهاون عليه ثمر لونه إلى الزعفران وله أصل أبيض كهذا شبيه بأصل دراقيطون. جالينوس في السادسة: جوهر هذا جوهر حار أرضي فهو لذلك يجلو ولكن ليس قوة الجلاء فيه قوية كقوتها في اللوف الآخر المسمى دراقيطون وهو في التجفيف والإسخان في الدرجة الأولى وأصوله أنفع ما فيه، وإذا أكلت قطعت الأخلاط الغليظة تقطيعاً معتدلاً ولذلك صارت نافعة لما ينفث من الصدر، والنوع الآخر من اللوف وهو دراقيطون أنفع في ذلك. ديسقوريدوس: وقد يهيأ ورقه للأكل على أنحاء شتى وقد يجفف وحده ويطبخ ويؤكل وقد يؤكل ورقه وثمره وأصله كالدراقيطون، وإذا تضمد بأصله مع إخثاء البقر كان صالحاً للنقرس وقد يخزن الأصل كالدراقيطون وأكثر ما يستعمل منه ورقه للأكل لقلة حرافته. غيره: أصله إذا كان رطباً وغلي في دهن نوى المشمش حتى يحترق وطلي به البواسير الظاهرة حلقها ورمى بها، ويحتمل أيضاً في صوفة للباطنة وقد يقطع صغاراً وينقع في شراب يوماً وليلة ثم يمسك ما أمكن في الدبر فإنه نافع من البواسير وهو عجيب في ذلك إلا أنه صعب، وإذا بخرت البواسير بأصل اللوف جففها، وأما أرنصارون فقال ديسقوريدوس هو نبات صغير له أصل شبيه بحبة الزيتون أشد حرافة من أصل اللوف، ولذلك إذا تضمد به منع سعي القروح الخبيثة في البدن ويعمل منه شيافات قوية الفعل للنواصير وإذا احتمل في فروج الحيوان أفسدها. الشريف: وأما اللوف الصغير فإن لأصله في النفع من داء الشوكة فعلاً عجيباً إذا طلي به مع دهن بنفسج مسخن، وإذا سحق مع الدهن وطليت به أطراف المجذوم أوقف التآكل فإن أديم الطلي عليها أبرأها، وإذا سقي مع الدهن العتيق شفى من الدماميل. جالينوس: هو أسخن كثيراً من اللوف.

لوقا: 

أبو العباس الحافظ: هذا إسم لنوع من حي العالم المسمى بأذن القسيس بالبلاد المصرية وبالشام أيضاً عصارته عندهم مع الدهن مغلاة تنفع من وجع الأذان وكثيراً ما يتخذونها في البساتين وعلى القبور وفي السطوح في المراكز وهي أيضاً مختبرة في الإسهال المزمن وورقها على شكل ورق المساقق النابتة على الحجارة إلا أنها أصلب وأشد خضرة مقعرة جداً تميل إلى الطول قليلاً وهي مجتمعة متكاثفة وفي بعضها انقباض أمتن من المساقق براقة طعمها طعم الحصرم ثم يعقبه مرارة تحذي اللسان يخرج من وسطها ساق نحو قامة وأقل وأكثر وعليه ورق وأسفله وأعلاه معرى منه إلا ما لا خطر له وهي رخصة معقدة وتصلب إذا انتهت وتتكوّن ويتداخل في داخلها زهر فستقي الشكل فيه بعض شبه من زهر حي العالم النابت على الجدران لونه بين البياض والصفرة وهي دائمة الخضرة كل السنة أوله لام مضمومة ثم واو ساكنة ثم فاء مروسة مفتوحة بعدها ألف ساكنة.

لوفيون: هو شجرة الحضض باليونانية وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.

لوطوس: يقال على نوعي الحندقوقا وعلى البشنين أيضاً فإن ديسقوريدوس سماه لوطوس وهو الذي يكون بمصر ومن أجل هذا الإشتراك جعل حنين البشنين حندقوقا مصري ولست أرى ذلك صحيحاً ويقال لوطوس أيضاً على نوع من الشجر ذكره ديسقوريدوس في الأولى وفسره حنين بالسدر وهو بعيد عن الصواب وغيره من التراجمة أيضاً فسره بالميس أيضاً وهو أقرب إلى الصواب.

ليثابوطس: 

هو نبات ذو أصناف ومعناه الكندريات لأجل رائحة الكندر الموجودة فيها واشتق لها هذا الإسم من ليثابو الذي هو الكندر. زعم ابن جلجل: أنه الإكليل الجبلي المعروف عند أهل الأندلس بإكليل النفساء وهو غلط محض وتابعه جماعة ممن أتى من بعده كالشريف الإدريسي فإنه لما ذكر الإكليل الجبلي في مفرداته تكلم فيه على أنواع الليثابوطس على أنها الإكليل وهذا تخبيط وعدم تحقيق في النقل والليثابوطس بأنواعه هو من أنواع الكلوخ فمنه ما يعرف عند شجارينا بالأندلس بالبريطور الساحلي لأنه أكثر ما يكون عندنا بالسواحل، ومنه نوع آخر يعرفه أهل غرب الأندلس بالبريطور السحراوي وليس به في الحقيقة، ومنهم من يعرفه بالاشتر وبالعساليج وبالقليقل أيضاً لأن عساليجه إذا كان في زمن الربيع تؤكل وهي رخصة جداً فيها حرارة مع حرافة مستلذة ومنه ما لا ساق له ولا ثمر ومنه ما له ساق وثمر وأصوله كلها تشبه رائحة الكندر، والنوع الساحلي منه زهره أبيض وثمره مثل ثمر الرازيانج. ديسقوريدوس في الثالثة: ليثابوطس هو نبات ذو أصناف منه صنف له ثمر يقال له تحررا ومن الناس من يسمي هذا الصنف راء ويسمونه أيضاً قميصانا وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له ماراثون إلا أنه أعرض منه وأغلظ منبسط على الأرض باستدارة طيب الرائحة وله ساق طولها نحو من ذراع أو أكثر فيها أغصان كثيرة وعلى أطرافها أكلة فيها ثمر كثير أبيض شبيه بثمر النبات الذي يسمى سغندرايون مستدير وفيه زوايا حريف وفي طعمه شبه بالصنف الذي وصفنا، وإذا مضغ حذى اللسان وله عرق أبيض رائحته كرائحة الكندر كثير، ومنه صنف آخر شبيه بالصنف الذي وصفنا في سائر الأشياء إلا أن له بزراً عريضاً أسود وهو شبيه بثمر النبات الذي يقال له سفندوليون طيب الرائحة لا يحذي اللسان وله عرق لون ظاهره أسود ولون باطنه أبيض، ومنه صنف يشبه الصنفين الآخرين جميعاً في سائر الأشياء إلا أنه ليس ينبت له ساق ولا زهر ولا بزر وينبت الليثابوطس في مواضع صخرية وأماكن وعرة. جالينوس في السابعة: أنواع هذا النبات ثلاثة واحد لا ثمر له والآخران يثمران وقوتها كلها شبيهة بعضها ببعض لأن قوته تحلل وتلين وعصارة حشيشه وأصوله إذا خلط كل واحد منهما بالعسل شفت ظلمة البصر الحادثة عن الرطوية الغليظة والذي يطبخ فيه النوع الذي يتخذ منه الأكاليل من أنواع هذا الدواء هو الذي تسميه الروم وسمافيون فإنه إذا شربه أصحاب اليرقان نفعهم وذلك أن قوة أنواع هذا النبات وهو الذي تسميه الروم وسمافيون تجلو فقط. ديسقوريدوس: وإذا تضمد به مدقوقاً قطع سيلان الدم من البواسير وسكن الأورام الحارة العارضة في المقعدة والبواسير النابتة وأنضج الخنازير والأورام العسرة النضج، وأصوله إذا استعملت يابسة مع العسل نقت القروح، وإذا شربت بالخمر أبرأت المغص ووافقت نهش الهوام وأدرت البول والطمث، وإذا تضمد بها رطبة حللت الأورام البلغمية وماء الأصل منه وغير الأصل إذا خلط بعسل واكتحل به أحد البصر، وثمره إذا شرب فعل ذلك أيضاً وإذا شرب بالفلفل والشراب نفع من الصرع وأوجاع الصدر المزمنة واليرقان، وإذا تمسح به مع الزيت أدر العرق، وإذا دق وخلط بدقيق الشيلم والخل وتضمد به وافق شدخ العضل وأطرافها، وإذا خلط بخل ثقيف نقى البهق، وينبغي أن لا يستعمل للدبيلات بزر الليثابوطس المسمى فجروا لكن بزر الآخر لأن الفجروا حريف يخشن الحلق قال ثاوفرسطس: أنه ينبت مع الشجرة التي يقال لها أرنقي صنف من الليثابوطس له ورق شبيه بورق الخس البري وعرق قصير إلا أن ورقه أشد بياضاً وأخشن من ورق الخس وأن أصله إذا شرب حرك القيء والإسهال، والفجروا له قوة مسخنة مجففة جداً ولذلك يخلط بأشياء يغسل بها الرأس ويذر عليه ويترك ثلاثة أيام ثم من بعد ذلك يغسل منه فيوافق العين التي تنصب إليها الفضول.

ليمونيون: 

ابن حسان: معناه باليونانية السبخي لأنه أكثر ما ينبت في السباخ وهو النوع الكثير من الحماض وله سنابل كالدخن لينة الملمس. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق السلق إلا أنه أدق منه وأصغر وهو عشرة عدداً أو أكثر بقليل وساقه قائم دقيق شبيه بساق السوسن ملآن من ثمر أحمر قابض، وثمره إذا دق ناعماً وشرب منه مقدار أكسوثافن في شراب قابض نفع من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن وقد يقطع نزف الدم من الرحم وينبت في البساتين وفي الآجام. جالينوس في السابعة: وثمره لما كان قابضاً صار ينفع من استطلاق البطن واختلاف الدم ونفثه وشربها بالشراب أيضاً نافع لنزف الطمث، وإذا احتيج إليه في كل ذلك فيكتفي بأكسوثافن في الشربة الواحدة.

لينج: ديسقوريدوس في الخامسة: قوامص قد يكون بعضه في معادن النحاس القبرسية وبعضه وهو أكثره يعمل من الرمل الموجود في مغاير وحفر البحر وأكثره يوجد في جوف البحر وهو أجوده، وليختر منه ما كان مشبع اللون جداً وقد يحرق كما يحرق القليميا ويغسل كما يغسل. جالينوس في التاسعة، قوته حادة تنقص وتحلل أكثر من الزنجفر وفيه أيضاً بعض قبض. ديسقوريدوس: وله قوة يقلع بها اللحم ويعفن تعفيناً يسيراً ويحرق ويقرح.

ليقيه: أبو العباس: الحافظ إسم عربي لنبت لونه قاني منسطح يخرج جراء على شكل جراء قثاء الحمار إلا أنها أكبر وهي مزواة مشوكة بشوك حاد إلى السواد والجراء لونها كالخيار الأبيض والشوك متحجر وفي داخل الجراء ثمر دلاعي الشكل وهو عندهم نافع لحيات البطن، وإذا انتهت الجراء اصفرت رأيتها بأرض الغور وبصعيد مصر وببطن مرو ورأيتها أيضاً بأرض الحجاز ويسمونها بالعلقم وقد ذكرته في العين. لي: منها شيء كثير ينبت بموضع من صعيد مصر يقال له زماخر ويسمونها باللويقة أيضاً والشّربة منه وزن ربع درهم فيسهل إسهالاً ذريعاً وطعمها في غاية المرارة وجراؤها على حكم الخيار كما وصف.

ليمون: 

ابن جميع: مركب من ثلاثة أجزاء مختلفة المنافع والقوى وهو القشر والحماض والبزر أما قشره فيتبين في تطعمه عند مضغه مرارة كثيرة وحرافة قليلة وقبض خفي وله مع ذلك عطرية ظاهرة ويدل ذلك على أن طبعه التسخين القريب من الاعتدال والتجفيف البين، ولذلك يكون مزاجه حاراً في أول الدرجة الثانية وهو يابس في آخر الدرجة الثانية ولما فيه من المرارة والقبض والعطرية صار مقوياً للمعدة خاصة منبهاً لشهوة الطعام معيناً على جودة الإستمراء مطيباً للنكهة محركاً للطبيعة مجشئاً مطيباً للجشاء مقوياً للقلب مصلحاً لنفث الأخلاط الرديئة، وفيه مع ذلك بادزهرية يقاوم بها مضار السموم المشروبة ويخلص منها، وهكذا حكمه إذا أخذ على جهة الدواء فأما على جهة الغذاء فهو عسر الهضم بطيء الإنحدار قليل الغذاء ويدل على ذلك صلابة جرمه وتكون حجمه وعسرة مضغه وبقاء طعمه وريحه في الجشاء مدة طويلة. قال: وهو يقبض وبالجملة يستعمل بعد تقشره من قشره الخارج الأصفر حتى ينسلخ منه ولا يبقى عليه إلا القشر الرقيق الأبيض الذي يشبه غراء البيضة وقد يعتصر وقشره باق عليه والمعتصر بعد تقشيره فعصارته باردة يابسة في الدرجة الثالثة والمعتصر بقشره فعصارته باردة يابسة في آخر الدرجة الثانية أو في أول الثالثة من قبل أن برودة عصارة حماضه تنكسر بحرارة ما يخالطها من عصارة قشره، وإنما نتكلم نحن على المعتصر بقشره لأنه المستعمل والمعتاد فنقول: أن طبعه بارد يابس في الدرجة الثانية وهو لطيف الجوهر شديد الجلاء قوي التقطيع للأخلاط الغليظة اللزجة ملطف لها، أما برده ويبسه فيدل على قوة حموضته، وأما لطافة جوهره فتدل عليها سرعة استحالته بما يخلط به كالسكر والملح، وأما شدة جلائه فتدل عليها أفعاله الظاهرة في ظاهر بدن الإنسان وغيره من الأبدان مثل غسله ظاهر البدن وتنقيته إذا تدلك به وجرده للنحاس وجلائه من جميع ما يركب عليه من الأوساخ وقلعه الصبغ في الثوب ونفعه البهق الأسود والكلف والقوابي إذا تدلك به وطلي عليها، وأما قوة تقطيعه فيدل عليها ما يظهر من فعله في البلاغم الغليظة اللزجة المنشفة الملاصقة بالحنك والحلق من تقطيعها وتخليعها وتسهيل خروجها ونفثها، ولهذه الخواص والقوى صار مبرد الإلتهاب المعدة مطفئاً لحدة الدم وتوهجه مسكناً لغليانه ملطفاً لغلظه نافعاً من الحميات المطبقة الكائنة من سخونته والكائنة من العفونة والبثور والأورام المتولدة منه كالشري والحصف والدماميل وأورام الحلق واللهاة واللوزتين والخوانيق مانعاً لما يتحلب إليها من المواد ولا سيما إذا تغرغر به نافعاً من حدة المرة الصفراء كاسراً من سورتها وهيجانها جالياً لما يجتمع منها في الكبد والمعدة وما يليها ولذلك صار نافعاً من الكرب والغم والغشي الكائنة عنها قاطعاً للقيء المري مزيلاً للغثي ويقلب النفس منبهاً لشهوة الطعام نافعاً لها مسكناً للصداع والدوار والسدر المتولد من أبخرتها نافع من الخفقان الكائن من أبخرة المرة السوداء موافقاً لأصحاب حميات الغب الخالصة وغير الخالصة منها، وبالجملة نافع لأصحاب الحميات العفنة كلها لتطفئة حرارتها وتقطيعه وتلطيفه لما غلظ من موادها وغسله وجلائه لما لحج، واحتقن في المجاري والمنافذ منها فولد السدد الموجبة للعفونة جالياً لما يجتمع في المعدة والكبد من الأخلاط الغليظة اللزجة مقطعاً ملطفاً لغلظها معيناً على صعود ما يحتاج إلى صعوده وخروجه من فوق بالقيء، وعلى حدور ما يحتاج إلى حدوره وخروجه من أسفل بالإسهال قاطعاً للقيء البلغمي الكائن من خلط محتبس فيها مانعاً من تولد الخمار إذا تنقل به على الشراب نافعاً منه إذا أخذ بعده مزيلاً لوخامة الأطعمة الكثيرة اللزجة والدهانة المرخية لفم المعدة الملطخة لها لغسله إياها من فضالتها ودهانتها وإزالته بذلك رخاوتها المكتسب منها، وهو مع هذه المنافع بادزهر مقاوم بجوهره جملة سم ذوات السموم المصبوبة والمشروبة كسم الأفاعي والحيات والعقارب وخاصة العقارب المعروفة بالجرارات التي تكون بعسكر مكرم  وسم كثير من الأدوية القتالة إذا تقدم بأخذه قبلها أو أخذ بعد استفراغ ما في المعدة وما داخلها وما خالطها بالقذف المستقصى بعد أخذ اللبن والسمن ونحوهما، وبالجملة فمنافعه كثيرة، وفوائده غزيرة وليس له مضرة تخشى ولا نكاية في شيء من الأعضاء خلا أنه غير جيد لمن كان عصبه ضعيفاً والغالب على مزاجه البرد، وأكثر ذلك متى أخذ بمفرده واستعمل بمجرده غير مخلوط بما يصلحه، ولذلك صار أوفق للمصريين من الخل لما عليه معدهم وأمعاؤهم من الضعف وقلة الاحتمال لنكاية الخل بل بقيامه مقام الخل في النفع وميزته عليه بنفعهما أعني المعدة والأمعاء ولذلك ما اختاروا شرابه وكثر استعمالهم له فاستغنوا به عن السكنجبين في كثير من الأحوال هذا إذا أخذ على جهة الدواء، فأما على جهة الغذاء فليس له في التغذية فائدة يعتد بها ليس يكاد أن يعزى إلى الأغذية ولا يعد منها. وأما بزره: فإن فيه بادزهرية يقاوم بها ذوات السموم كالتي في حب الأترج الحامض إلا أنها أضعف منه بقليل والشربة منه من مثقال إلى درهمين مقشوراً إما بشراب أو بماء حار. وأما المملوح منه: فهو أدام يطيب النكهة والجشاء ويقوي المعدة ويذهب بلتها ويعين على جودة الإستمراء وهضم الأغذية الغليظة ويزيل وخامتها ويقوي القلب والكبد ويفتح سددها، وسدد الكلى ويدر البول وينفع من كثير من العلل الباردة كالفالج والإسترخاء ويقاوم سم ذوات السموم. وأما الليمون المركب: فإنه مركب من ليمون على أترج ونحن نقول بأن في قشره من المرارة والحرافة ما يزيد قوته على ما في قشر الأترج منها وينقص عما في قشر الليمون وفيه مع ذلك حلاوة يسيرة ليست فيهما ولذلك صارت فيه غذائية ليست فيهما وصار كالمتوسط في أفعاله من أفعالهما، فأما لحمه ففيه حلاوة ظاهرة ورخاوة بينة وهشاشة وتخلخل ليست في لحم الأترج ولذلك صار أقل برد أو أقرب إلى الاعتدال من لحم الأترج وأسرع هضماً وأخف على المعدة منه، فأما حماضه فكحماض الأترج في سائر أحواله ولذلك صار ينفع من جميع ما ينفع منه حماض الأترج فصار شرابه كشراب حماض الأترج. قال: وأما شراب الليمون الساذج وهو المعمول من عصارته مع السكر وصفة اتخاذه على هذه الصفة يدق السكر ويجعل في قدر برام وهو الأفضل أو في قدر فخار مدهون فإن لم يتهيأ لك ففي طنجير نحاس مرتك ثم يلقى عليه لكل رطل سكر أربعة دراهم أو نحوها من اللبن الحليب، فإن لم يتيسير اللبن فبياض البيض ويلت به السكر لتاً جيداً ثم يلقى عليه من الماء قدر الكفاية ويحرك إلى أن ينحل ثم يرفع على النار وأجودها نار الفحم فيترك إلى أن يتسق بالغليان وترفع رغوته كلها ثم يبادر إلى قطعها ونزعها لئلا تغوص فيه ثم يطبخ إلى أن يقارب الإنعقاد ثم يلقى عليه من ماء الليمون المصفى المعتصر على شيء من السكر لئلا يثمر وبقدر ما يلتذ طاعمه فإن من الناس من يوافقه القليل الحموضة منه ومنهم من يوافقه ظاهرها، فأما ما جرت به عادة أكثر الناس والشرابين بالديار المصرية بأن يلقوا لكل رطل من السكر من ثلاث أواق إلى أربع ثم يطبخ إلى أن يعود إلى قوامه قبل إلقاء ماء الليمون عليه، ثم يخفف النار تحته ويطبخ إلى أن يبلغ من القوام إلى الحد الذي يؤمن عليه من الفساد وينزل عن النار ويرفع، ومن الناس من يقصد تحسين لونه فمن أراد ذلك فليتفقده في حال عقده بأن يأخذ منه شيئاً في قارورة زجاج صافية وينزل عن النار ويرفعه وقتاً بعد وقت ويتأمل لونه فإن أرضاه والأرش عليه من الماء المروق الصافي أما وحده أو مضروباً مع شيء من بياض البيض ويتركه قليلاً ثم يمتحنه كما تقدم، فإن أرضاه وإلا فعل مثله حتى يستوي فظاهر أن هذا الفعل يضعف قوة الشراب وهذا أفضل صفته. ومن البين أن هذا الشراب ينفع من جميع ما تنفع العصارة التي قدمناها وبينا أمرها اللهم إلا ما كان مثل منفعة البهق والقوباء والكلف إلا أنا نذكر منافعه ههنا على جهة أخرى ولا نبالي إن كررنا بعض ما قدمنا فنقول: أن هذا الشراب متى أخذ الإنسان منه شيئاً بعد شيء فإنه يجلو ما يصادفه في الحلق والحنك والمريء والمعدة من الأخلاط المرية الغليظة والبلاغم اللزجة ويقطعها ويلطفها ويعين على صعود ما يحتاج إلى خروجه من أسفل بالإسهال فيرطب يبس الفم وجفاف اللسان ويقطع العطش، وإن كان ذلك على جهة التنقل على الشراب والسكر نفع الخمار إذا أخذ في الفم  وابتلع ما ينحل منه أولاً فأولاً وتغرغر به نفع أورام الحلق واللوزتين واللهاة والخوانيق وقلل ما ينصب ويتحلب إليها من المواد وفتح الحلق ويسهل المبلع، فإذا فعل ذلك فقد سخن حتى صار فوق الفاتر قليلاً وكان تقطيعه للأخلاط اللزجة ومنفعته للخوانيق الكائنة عن الأخلاط الغليظة أبلغ وأقوى وينفع من التشنج المعدي الرطب المقترن بالحمى ويطلق عقلة اللسان المانعة له ولا سيما تشنج الأطفال والصبيان العارض عند امتداد حمياتهم واحتباس بطونهم فإنه لا نظير له فيهم ولا سيما إن اتخذ بالشيرخشت والزنجبين عوضاً عن السكر فإن نفعه لهم مع ما ينضاف إليه من تليين البطن يكون أبلغ وأكثر، وإذا جعل في الفم وأرخيت عضل الحلق وترك ما ينحل منه ينزل وينحدر في قصبة الرئة من غير ابتلاع أولاً فأولاً سيما الرمل منه بنفسه غسل قصبة الرئة وجلاها وملس خشونتها، ولا سيما إن خلط به شيء من دهن اللوز الحلو فنيفع من السعال الكائن من النزلات والمواد الغليظة اللزجة ويسهل نفث ما يجتمع في الصدر منها ولا سيما إن أضيف إليه شيء من رب السوس الطرسوسي العاتق انتفع به أصحاب الشوصة وذات الجنب، وإذا تعسر عليهم النفث بسبب غلظه ولزوجته، وإذا مزج بالماء البارد وشرب قطع العطش ونبه الشهوة والقوة وأنعشها لما فيه من التغذية  المستفادة من السكر وتعديل المزاج وتقوية العضو الباطن وبرد إلتهاب الكبد والمعدة ويسكن وهج الحميات الحادة لا سيما إذا أضيف إلى الجلاب المعمول بماء الورد العطر وفت عليه حبة أو حبات من الكافور العنصوري أو أضيف إليه شيء من لعاب بزر قطونا أو حلبت بعض البزور المبردة كبزر البقلة الحمقاء وبزر الخيار والقثاء وقمع حدة المرة الصفراء إذا كانت حموضته ظاهرة وطفأ لهيبها وسكن هيجانها وسهل قيأها وكسر سورتها وكيفيتها وأذيتها بما تمر به وجلاها وأزال إكرابها والغم والغشي الكائنين عنها وعن بخار المرة السوداء المتولدة عن تشيطها واحتراقها وسكن الخفقان الكائن في الحميات وعن الأخلاط الحادة سيما إن أخذ مع الجلاب المتقدم ذكره أو مع الورد نفسه ونفع من الصداع والدوار والسدر الكائنة من تراقي أبخرتها وقطع الهيضة وأطفأ حدة الدم ونفع من الشري والبثور الدموية والصفراوية وسكن سورة الخمار، وإذا مزج بالماء الحار وشرب غسل المعدة من أخلاطها وجلاها وأحدر ما فيها من الأخلاط وفضلات الغذاء إلى أسفل، وذلك إذا كان الماء شديد الحرارة بقدر ما يمكن شربه وسهل خروجها وذلك إذا كان الماء في الفتورة بالقيء وينفع من الغثي وتقلب النفس والحميات العتيقة العفنة المتولدة عن أخلاط حارة والمتولدة عن أخلاط باردة سيما إن طبخ في ذلك الماء بعض البزور أو الحشائش الملطفة المدرة للبول، كالبابونج والرازيانج وأصوله وبزره مثله والبرشياوشان وبزر الهندبا، وإذا أخذه صاحب الحمى الدائرة في ابتداء الدور جفف قشعريرته والنافض وسهل عليه احتمالها سيما إن تقيأ بعد أخذه، وإذا أدمن القيء به أيضاً وببعض البزور والحشائش وتعوهد قبل الطعام نفع من كثير من أوجاع المفاصل المتولدة من المواد المركبة من البلغم ومن المرة الصفراء، وإذا تناوله العازم على تناول الدواء المسهل لتنقية بدنه من الفضول أَياماً قبل شرب المسهل لطف المادة المجتمعة وقطع لزوجتها وجلا ما في المجاري منها وسهل سبيل ما سد فيها وهيأ البدن للتنقية سيما إن طبخ في الماء بعض الأدوية المنضجة الملطفة وإذا تعاهد الصحيح أكله كسح ما في معدته من فضلات هضمه ونقى جداول كبده وجود استمراءه فمنع بذلك من أمراضه واستقامت ودامت صحته سيما إن كان يستعمل الرياضة قبل الغذاء ويقوم عن الطعام ولم يمتلئ، وإذا تقدم الإنسان بأخذه لمن قد أعطي الأدوية القتالة دفع شر الأدوية القتالة وقاوم أذاها وضررها، وإذا أخذه من قد أعطيها بعد استفراغ ما في معدته بميعة بالقيء المستقصى بأخذ اللبن ونحوهما قاوم أيضاً مضارها وهو ترياق لسم العقارب الخضر الأنجدانية المقدم ذكرها، وتقوم مقام الترياق الفاروق في التخليص من نهش الحيات والأفاعي وشفع من سم من عداها من ذوات السموم. قال: وأما شراب الليمون السفرجلي وهو المعمول من عصارته مع السكر وعصارة السفرجل فهذه صفته يعمل في لت السكر باللبن وحله وتنزع كما تقدم رغوته، ثم يلقى عليه من ماء الليمون المصفى لكل رطل سكر ثلاث أواق من عصارة السفرجل البالغ المنقى من حبه وأغشية الحب الذي قد طبخت حتى انقطعت رغوتها ونقصت السدس أو الربع لكل رطل سكر نصف رطل ويساق في طبيخه كما تقدم إلى أن يكمل وينزل عن النار ويرفع. ومنافعه: أنه يقوي الكبد والمعدة المسترخية القابلة للفضول جداً ويجلو فيها من البلاغم والمرة الصفراء، ويمنع سيلان ما يسيل من الفضول إليها وإلى سائر الأحشاء ويعين على جودة الهضم ويقوي الإستمراء ويزيل سقوط الشهوة ويسكن العطش ويقطع القيء المري والإسهال الصفراوي ويمنع من الحميات العارضة معهما ويحبس البطن إذا أخذ من قبل تناول الغذاء ويقطع الهيضة ويعين على نزوله وانحداره عنها، ويمنع إذا تنفل به على الشراب من حدوث الخمار. قال: وأما شراب الليمون المنعنع وهو المعمول من عصارته مع السكر وعصارة النعنع والنعنع نفسه، فصفة عمله كما تقدم من عمل شراب الليمون الساذج ما خلا أنه يلقى فيه وقت إلقاء ماء الليمون قبضة نعنع رخصة ممسوحة من الغبار مسحاً جيداً بخرقة ناعمة وتترك فيه إلى أن يأخذ قوّتها وتخرج منه وتعتصر ويرمى بها، وأما شيء من عصارة ورقه وأغصانه الرطبة المصفاة فظاهر أن قوة المتخذ منه بالعصارة أقوى ومنافعه أنه يقوي المعدة الرهلة المسترخية ويجوّد هضمها ويزيل الغثي وتقلب النفس ويقطع القيء  الكائن من امتزاج البلغم مع المرة الصفراء وينفع من القيء البلغمي والسوداوي أيضاً ويزيل وخامة الطعام وينفع من الفواق الرطب ولمن عضه كلب كلب قبل أن يفزع من الماء.

حرف الميم

ماهودانه: تأويله بالفارسية أي القائم بنفسه أي أنه يقوم بذاته في الإسهال ويسميه عامة الأندلس طارطيه وبعضهم يسميه بالسيسبان أيضاً ويعرف بحب الملوك أيضاً عند أطباء المشرق. ديسقوريدوس في الرابعة: لانورنس هو نبات قد يعده الناس من أصناف اليتوع له ساق طولها نحو من ذراع جوفاء في غلظ إصبع وفي طرف الساق شعب من الورق ما هو على الساق ومنه على الشعب فالذي على الساق مستطيل كورق اللوز وأشد ملاسة والذي على الشعب أقصر منه يشبه ورق الزراوند المستطيل، وورق النبات الذي يقال له قسوس وله حمل على أطراف الشعب مستدير كأنه حب الكبر في جوفه ثلاث حبات مفترق بعضها من بعض بغلف هي فيها والحب أكبر من الكرسنة وإذا قشر كان أبيض وهو حلو الطعم وله أصل دقيق لا ينتفع به في الطب وهذا النبات كما هو مملوءاً ليناً كاليتوع. جالينوس في السابعة: قد زعم أن هذا أيضاً نوع من أنواع اليتوع لأن له لبناً مثله ويسهل كما يسهل وجميع قوته شبيهة بقوته، وإنما الفرق بينهما بقوة واحدة وهي أن بزره إذا ذاقه الذائق وجده حلواً وهذا البزر هو الذي فيه خاصية قوة الإسهال. ديسقوريدوس: وبزره إذا أخذ منه سبع أو ثمان عدداً وعمل منه حب وشرب أو مضغ بلا أن يعمل منه حب وازدرد وشرب بعده ماء بارد أسهل بلغماً ومرة وكيموساً مائياً ولبنه إذا شرب كما يشرب لبن اليتوع فعل ذلك وقد يطبخ ورق هذا النبات مع الدجاج أو مع البقول فيفعل ذلك إذا أكل. الغافقي: قال ابن جريج هو صنفان وكلاهما طويل الورق وأحد صنفيه ورقه مشرف أشبه شيء بالسمك الصغار في طول أصبع وقد يسميه بعض السريانيين لذلك سمكاً وبزره إذا شرب منه وزن درهمين أسهل البلغم والصفراء وكان في إخراج البلاغم الغليظة بالغاً ويقيئ الماء بقوة وإذا ابتلع بزره كان إسهاله ألين، وإن أجيد مضغه كان أقوى والإسهال به ينفع من أوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا والاستسقاء والقولنج وهو إن لم يصلح مضر بفم المعدة. غيره: يولد الغشي وينفع من وجع الظهر ويجب أن لا يشربها إلا من كان قوي المعدة.

ماهي زهره: معناه بالفارسية سم السمك. حبيش بن الحسن: فيها خاصية النفع من وجع المفاصل ولمن أصابه تشبك في أصابعه وإنما ينفع من شجرته لحاؤها الذي هو خارج الأغصان ويدخل في أدوية كبار معجونة وقد ذكر بعض الناس أنه رأى من ورق هذه الشجرة نحو ما وصفت في شجرة اللاعية إلا أنه قال: إذا صيرت في غدير فيه ماء وسمك، ثم خلطت بالماء أسكر السمك وأجوده ما رق عن اللحاء وكان فيه طعم حدة يسيرة، وما أخذ من شجره من قرب ولم يطل مكثه ومقدار الشربة منه مع السكر مثقال، وإن طبخ مع غيره من الأدوية في مطبوخ كان مقدار الشربة منه درهمين أو ثلاثة. المنصوري: حار مسهل جيد لوجع النقرس ووجع الورك والظهر وقال في المسهلات: هو أحد اليتوعات إلا أنه نافع للمفاصل الغليظة الباردة. لي: بحثت عن حقيقة هذا الدواء مشرقاً ومغرباً فلم أقف له على حقيقة أكثر مما أني رأيت أهل الشام والمشرق أيضاً يستعملون مكانه قشر أصل الدواء المعروف بالبوصير وقد ذكرته في الباء وأهل المغرب والأندلس يعرفونه بشوكران الحوت أيضاً بالبرشكوا أيضاً وهي ثلاثة أنواع نوعان جبليان ونوع بستاني والنوعان الجبليان هما القويان وهي المستعملة والجبلية في جبال الشام كلها.

مازريون:  ديسقوريدوس في الرابعة: خامالا وهو تمنش صغير يستعمل في وقود النار وله أغصان طولها شبر وورق شبيه بورق الزيتون إلا أنه أدق منه وهو مر متكاثف يلذع اللسان. جالينوس: في الثامنة فيه طعم كثير المقدار من المرارة فهو لذلك يمكن فيه تنقية القروح الكثيرة الوسخ وقلع القشرة العسرة العظيمة الجارية في وجه القرحة عن الحرق إذا استعمل بالعسل. ديسقوريدوس: وورق هذا النبات يسهل بلغماً لا سيما إن خلط بجزء منه جزء من الإفسنتين وعجن بعسل أو بماء وعمل منه حب واستعمل والحب المتخذ منه إذا شرب لم يثبت في الجوف وخرج كله في البراز وإذا أخذ ورق هذا النبات ودق ناعماً وعجن بعسل نفى القرحة الوسخة وقلع الخشكريشة. قالت الخوز: هو حار يابس في الرابعة يأكل الرطوبة من الكبد ومن جميع الجسد ويسرع الإستسقاء إلى شاربه. حبيش بن الحسن: هو جنسان كبار الورق إلى الرقة ما هو وجنس آخر صغار الورق إلى الثخن ما هو جعد وهو أردأ الجنسين والكبار الورق أصلحهما، وأعني بالكبار والصغار الذي ليس يلقط من شجرة واحدة فيختار الكبار الرقيق منه ويبقى الصغار والجعد من الورق ولكنه أجناس وشجرة مفردة لكل جنس منها. وقوة المازريون كقوة الشبرم في الحرارة واليبس والحدّة والقبض فإذا سقي منه إنسان من غير أن يصلح إعتراه غم وكرب شديد وربما قيأ شاربه وأسهله معاً وربما دفعت الطبيعة بأحدهما دون الآخر، وإذا سقيه إنسان من غير أن يصلحه أخلفه شيئاً مثل غسالة المعي أو مثل عجين الدقيق الذي حل بماء وإنما ذلك من جملة المعي اللحم يجردها وأصحاب الرطوبات أكثر احتمالاً لشربه من أصحاب الحرارات والمشايخ أحمل من الشباب لشربه والمكتهلين، لأن هذه الأدوية الحارة لا تكاد معد الشباب تحتملها لفرط حرارتهم واجتماع المرة الصفراء فيهم، وهي تعكس الدواء من معدهم ويمسهم عليه كرب وغم، فإذا أردت إصلاحه فاعمد إلى أصلح الجنسين وهو أعرضهما وأطولهما ورقاً فأنقعه كما هو في خل ثقيف يومين وليلتين وغير له الخل مرتين أو ثلاثة وصب ذلك الخل الذي نقعته فيه وأغسله بالماء العذب مرتين أو ثلاثة وجففه في الظل أو في الشمس إن لم يسرع جفافه في الظل ثم خذه ودقه دقاً فيه بعض الجراشة ولته بدهن اللوز الحلو ودهن البنفسج أو دهن الخل، فإن أحببت أن تخلطه بما يصلحه من الأدوية فاخلطه بالتربد والأفتيمون والإهليلج الأصفر والورد ورب السوص والكمون الكرماني والملح الهندي فإنه حينئذ يكون دواء موافقاً لعل المرة السوداء فيخرجها بالإسهال، وينفع من أوجاع البلغم، فإن أردت أن تعالج به من الماء الأصفر فاخلطه بعد تدبيره بما ذكرناه بأصول السوسن الإسمانجوني وتوبال النحاس والأسارون والمر الصافي والسكبينج والملح الهندي والإهليلج الأصفر وبزر الكرفس البستاني وعصارة الغافث وعصارة الأفسنتين وسنبل الطيب والمصطكي واسقه ماء عنب الثعلب والرازيانج المعصور المصفى، فإن كانت الطبيعة شديدة فزد فيه مع الخيار شنبر ماء البقول فإنه يسهل الماء الأصفر وإن شئت جعلته حباً وإن شئت أقراصاً غير أنه يسقى من كان قوياً ولا يحتمله الضعفاء ولا الذين قد سقطت قواهم ولا المحرورون ولا يسقوا في زمان حار وبلد حار فإن دبر هكذا وخلط بهذه الأدوية فالشربة منه مدبراً في القوي الذي ليس به علة ولا سقم نصف درهم إلى دانقين فأما المرضى فعلى قياس قدر قواهم، وأما أصحاب الماء فالشربة منه للقوي منهم من أربع حبات إلى ستة. الطبري: هو في حره ويبسه يفسد مزاج الجوف ويسهل الماء الأصفر والمرة الصفراء، والبلغم وإن أنقع في الخل ووضع على الطحال أدبله ويصلح بأن يطبخ منه أوقية بثلاثة أرطال ماء حتى يبقى الثلث ثم يمرث ويصفى ويصب عليه أوقية دهن لوز حلو ويطبخ حتى يذهب الماء، ويبقى الدهن ويشرب من ذلك الدهن ما بين وزن درهم إلى خمسة فقط. ديسقوريدوس في الخامسة: وقد يتخذ شراب منه في وقت ما يزهر تؤخذ قضبانها بورقها وزن إثني عشر درهماً فيلقى على الكيل الذي يقال له حوس من العصير ويترك شهرين ثم بعده يروق في إناء آخر وهذا الشراب ينفع من الإستسقاء ووجع الكبد أو من عرض له الوجع الذي يقال له الإعياء وقد ينقي النفساء التي تعسر تنقيتها.

ماميثا: 

أبو العباس النباتي: ويقال مميثا والإسمان مشهوران عند أكثر الناس ووصفهما ديسقوريدوس وذكر أنها تغش بالخشخاش السواحلي يغلط كثير من الناس فيها أو كلاماً هذا معناه. ورأيته بالشأم على ما وصف ورأيت منها نوعاً صغيراً جداً ينبت بين الصخور الجبلية وأهل حلب يستعملونه في علاج العين ويسميها بعضهم بالحضض على أن الحضض معلوم عندهم، وقد ذكر الأطباء كلهم الماميثا ولم يصفوها في كتبهم إتكالاً على وصف ديسقوريدوس إلا أن إسحاق بن عمران الإفريقي من المتأخرين وصفها وهي بإفريقية معروفة وأهل تلك البلاد يسمون بزرها بالسمسم الأسود في الحقيقة غيرها وقد كنت رأيتهما ولا شبه بينهما وقد تكون الماميثا ببلاد الأندلس بجهة لبلة وبقرطبة وما والاها وبغرناطة أيضاً فهذه صفتها وهي تشبه النبتة المعروفة بإشبيلية مميثا سواء بسواء إلا أن زهر هذا النوع الذي يكون في البر منه ما يكون في الأكثر لونه فيه نكتة إلى الحمرة ما هي ومنه ما لا نكتة فيه أيضاً والصورة الصورة، وأما الذي يستعمل بإشبيلية فصح لي بالخبر بطول المزاولة أن الصالحين فيما مضى إزدرعوه في البساتين مما جلب إليهم من سواحل البحر من بزر الخشخاش الساحلي وذلك من ظن أهل السواحل الأندلسية وما والاها من بر العدوة في هذا الدواء وهو الخشخاش المذكور أنه الماميثا. والأمر بخلاف ظنهم وقلة بحث المتظننين القدماء والمحدثين وقد جرى الغلط في هذا إلى هذه الغاية وعلى أني رأيت أبا الحسن مولى الحيرة وكان له تحقيق بهذا الشأن قد ظن أن الماميثا الإشبيلية المزروعة في البساتين ماميثا صحيحة وقد كنت أظن قبل ذلك به غيره وجعل الفرق بين الخشخاش الساحلي وبين الماميثا الإشبيلية النكتة النعمانية الموجودة في ورق الخشخاش الساحلي، وقال إن هذا الفرق بين الماميثا البستانية على ظنه وبين الخشخاش المعروف بالمقرن، وهذا الفرق ليس بصحيح فإن الخشخاش الساحلي وإن كان كما قال فإن منه في السواحل أيضاً ما لا نكتة فيه وزهره كله أصفر ولذلك نجد الماميثا المحققة النابتة في البراري في زهرها المنكت وغير المنكت لكن الفرق الثابت الذي لا يشكل ولا يحتاج معه إلى فرق آخر، وقد خفي على من مضى من المحدثين ولم يعلمه كثير من المتأخرين أن الخشخاش الساحلي فيه الحبة المنكتة وغير المنكتة والماميثا المحققة في البرّ مستأنفة الكون في كل سنة وتنحطم عند انتهاء الصيف والمزدرع من الخشخاش الساحلي بالبساتين المسمى ماميثا عند أهل إشبيلية فإن الذي ينبت منه على الأصل تنحطم أغصانه وتبقى أرومته ينبت منها في المقبل، فاعلم ذلك وتحققه وقد أوضحت لك القول في هذا الدواء الكثير المنافع العظيم الفائدة في علاج العين وغيره، واعلم أن الخشخاش المقرن والماميثا لا فرق بينهما في صورة الورق والزهر والثمر ولون الأصل من الصفرة التي فيها إلا ما أنبأتك به أوّلاً وآخراً من اختصاص الماميثا بالبراري والأرض الطيبة واختصاص الخشخاش بالسواحل البحرية برمليها وبحجريها وكذا قد أعلمتك أن من الماميثا ما يكون في أسفل ورقه نكتة دكنة اللون، ومنه ما لا نكتة فيه وكذا من أنواع الخشخاش ما يشبهه إلا أن زهر هذا أحمر وشنفته قائمة فصار فيها خشونة بخلاف شنقه الخشخاش المقرن، والماميثا فإن زهر ثمرتها معوج كالقرون وهذا النوع من الخشخاش قد ذكره ديسقوريدوس في الرابعة وقد بينا ذلك في موضعه. ديسقوريدوس في الثالثة: علوفيون وهو نبات ينبت في المدينة التي يقال لها منبج ورقه شبيه بورق الخشخاش الذي يقال له فاراعيس وهو المقرن إلا أن فيه رطوبة تدبق باليد، وهو قريب من الأرض ثقيل الرائحة من الطعم كثير الماء ولون مائه شبيه بلون الزعفران. جالينوس في السابعة: هذا نبات فيه قبض مع بشاعة يبرد تبريداً بيناً حتى أنه مراراً كثيرة يشفي العلل المعروفة بالحمرة إذ لم تكن قوّته ومزاجه مزاجاً مركباً من جوهر مائي وجوهر أرضي وكلاهما باردان إلا أن برودتهما ليست بشديدة لكن كبرودة مياه الغدران. ديسقوريدوس: وقد تعمد إليه أهل تلك البلاد ويصيرونه في قدر نحاس ويسخنونه في تنور ليس بمفرط الحرارة إلى أن يضمر ثم يدقونه ويخرجون ماءه ويستعملونه في الأكحال في ابتداء العلل لبرده وهو قابض. المسيح: يبرد في الدرجة الثانية. الطبري: جيد للأورام الحارة وحرق النار إذا طلي به. التجربتين: إذا عجن بماء ورقه  دقيق الشعير سكن أوجاع الحمرة وحللها في ابتدائها وسكن أوجاع الغلغموني وإذا حلت عصارتها بحل نفعت من الصداع والصدغين من الوجع الصفراوي، وإذا حلت هذه العصارة في ماء الورد نفعت من القلاع في أفواه الصبيان وإذا حلت بماء الورد أيضاً وطلي بها متمادياً جباه الصبيان قطعت انصباب المواد إلى أعينهم وعصارة الزهر إذا أحكمت صنعتها ولم تحرق في الطبخ نفعت من الدمعة وتقوي العين وتنفع في آخر الرمد. إسحاق بن عمران: حبها صغير أسود شبيه بالخردل يؤكل ويسمن به النساء ويبرئ الحمرة وورم السرة النقرس.

ماش: شينه معجمة. سليمان بن حسان: بعض الأطباء يجعله الجلبان وهو خطأ والماش حب صغير كالكرسنة الكبيرة أخضر اللون براق وله عين كعين اللوبياء مكحل ببياض وشجره كشجر اللوبياء في غلف كغلفه، ويتخذ في المشرق ببساتينها ويؤكل أصله باليمن ويسمى الأقطف وهو طيب الطعم. جالينوس في أغذيته: هو في جملة جوهره شبيه بالباقلا ويخالفه في أنه لا ينفخ كنفخه فإنه لا جلاء فيه ولذلك كان انحداره عن المعدة والبطن أبطأ من انحدار الباقلا. ابن ماسويه: بارد في الدرجة الأولى معتدل في الرطوبة واليبس غير أنه إلى اليبس أقرب ولا سيما إذا قشر وطبخ وجعل معه مري ودهن لوز حلو وفي قشره بعض العفوصة والخلط الذي يولده محمود ليس بنافخ، وإذا ضمدت به الأعضاء الواهية نفعها وسكن وجعها، ولا سيما إذا عجن بالمطبوخ والزعفران والمر وأحمد المعالجة به في الصيف أو في المزاج الحار والأوجاع الحارة، وإن أراد أحد أن يذهب نفخه ويلين به الطبيعة فليطبخه بماء القرطم ودهن اللوز الحلو إذا لم يكن هناك حمى صفراوية أو ورم، فإن كان هناك حمى حادة فاطبخه بماء البقلة الحمقاء والخس والسويق والسرمق وشعير مرضوض مجروش فإن أحببت أن يعقل البطن فاطبخه بالماء بقشره وصب الماء وألق عليه ماء البقل الحماض ويصير معه ماء رمان وسماق وزيت الأنفاق فإن الطبيعة تعقل إذا صيرته كذلك ويسكن الحرارة فإن كرهت الزيت فاجعل مكانه دهن اللوز الحلو. سندهشار: الماش يسكن المرّة وينقص الباه. ماسرحويه: هو نظير العدس غير أنه أقل برداً منه. الرازي في دفع مضار الأغذية: إذا أكله المحرورون والمحتاجون إلى تدبير لطيف لم يحتج إلى إصلاح ولم يكن فيه كثير مضرة فينبغي أن لا تدفع لأنه يبرد ويغذو غذاء ليس بالكثير وأما المبرودون وأصحاب الرياح فينبغي أن تدفع ضرره بالجوارشن الكموني وأكله بالخردل. غيره: ماؤه يلين البطن والحسو المتخذ منه ينفع السعال والنزلات وهو نافع للمحمومين ومن كان به منهم سعال، وإذا طبخ بالخل نفع من الجرب المتقرح.

مارون: حنين في قاطا حابس: هو المرماخور: ديسقوريدوس في الثالثة: وقد يسمى أيضاً أيصورس وهو عشيب معروف في مقدار ما يصلح لقتل القناديل وله زهر شبيه بزهر أوريعاس وورقه أشد بياضاً من ورق اوريعاس بكثير وزهره طيب الرائحة وقوته شبيهة بقوة النمام البري وفيه قبض يسير وله تسخين لين ولذلك إذا تضمد به منع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن. وقد يستعمل في المسوحات المسخنة وقد ينبت كثيراً في البلاد التي يقال لها مقنيسا والتي يقال لها طورس.

ماركيونا: 

الغافقي: قال صاحب الفلاحة: هي شجرة تنبت في المواضع الوعرة على المياه لها أغصان كثيرة صلبة عسرة الرض تطول مقدار خمسة أذرع ورقها أصغر من ورق الزيتون ناعم أملس وتورد في الربيع ورداً أحمر كالخيري وتعقد ثمراً كالبندق وفي جوفها حب أسود كالفلفل لين إذا دق اندق بسهولة ولون ثمرها أغبر أدكن وهو حار منضج محلل وقشر هذه الشجرة إذا جمع وجفف وسحق وذر على الأورام الغليظة الجاسية حللها وثمرتها إذا بخرت بها البواسير تبخيراً دائماً متتابعاً جففها ورماد ورقها وثمرها وأغصانها إذا خلط به زرنيخ وعجن بالماء حلق الشعر، وإذا طلي هذا الرماد على الكلف ثلاث طليات قلعه.

ماسفود: الرازي: هو دواء معروف هندي حار لطيف يدخل في الأدهان وهو يشبه الياسمين الأبيض إلا أن ورقه ألطف وهي أقل حرارة منه.

ماس: وسينه مهملة. كتاب الأحجار: هو أربعة أنواع. الأول الهندي: ولونه إلى البياض وعظمه في قدر باقلاة وفي قدر بزر الخيار والسمسم وربما كان في قدر الجوزة إلا أن هذا قليل الوجود ولونه قريب من لون جيد النوشادر الصافي. والثاني: هو الماقدوني لونه شبيه بالذي قبله وأما عظمه فإنه أكبر منه عظماً وقدراً. والثالث المعروف بالحديدي إلا أن لونه شبيه بلون الحديد وهو أثقل يوجد في أرض اليمن في بلاد سوقة وهو شبيه بالمنشار. الرابع القبرسي: وهو موجود بالمعادن القبرسية أبيض كالفضة إلا أن سوطافس الحكيم لا يرى نوعه من أنواع الماس لأن النار تناله ومن خاصية الماس أنه لا يرى حجراً إلا هشمه وإذا ألح به عليه كسره، وكذا يفعل بجميع الأجساد الحجرية المتجسدة إلا الرصاص فإنه يفسده ويهلكه ولا تعمل فيه النار ولا الحديد وإنما يكسره الرصاص. وقد يسحق هذا الحجر بالرصاص ثم يجعل سحيقه على أطراف المثاقب من الحديد ويثقب به الأحجار واليواقيت والدر، وزعم قوم أنه يفتت حصا المثانة إذا ألزقت حبة منه في حديدة بعلك البطم وأدخلت في الإحليل حتى تبلغ إلى الحصاة فيفتتها وهذا خطر، وإن أمسك هذا الحجر في الفم كسر الأسنان.

ماء: ديسقوريدوس في الخامسة: تمييز الماء عسر لاختلاف الأماكن التي يكون فيها أو يمر بها واختلاف الهواء وأشياء أخر يتغير بها ليست بقليلة وأجوده ما كان صافياً عذباً لا يشوبه كيفية أخرى سريع الذهاب من البطن سلس التنفيذ للغذاء وليست له نفخة ولا يفسد.

??ماء البحر: 

هو حار حريف رديء المعدة مسهل للبطن ويسهل بلغماً، وإذا صب على البدن وهو سخن جذب وحلل وكان موافقاً لألم العصب والشقاق العارض من البرد من قبل أن يتقرح وقد يقع في أخلاط الأضمدة المتخذة من دقيق الشعير والمراهم المحللة وقد ينتفع به في الحقنة فاتراً، وإذا احتقن به سخناً نفع من المغص وقد يصب على الجرب والحكة والقوابي والصنان وأورام الثدي فينفعها وإذا تضمد به حلل الدم المجتمع تحت الجلد وإن تضمد به وأدخل فيه وهو سخن نفع من نهش الهوام التي يعرض من نهشها الإرتعاش وبرد البدن ولدغة العقرب ونهشة الرتيلا والأفعى والاستحمام به ينفع الأمراض المزمنة العارضة للبدن كله والأعصاب خاصة وبخاره إذا كان سخناً نفع من الإستسقاء والصداع وعسر السمع، وإذا أخذ ماء البحر خالصاً لم يخالطه شيء من الماء العذب ورفع في إناء أذهب زهومته ومن الناس من يطبخه أوّلاً ثم يرفعه وقد يسقى منه أيضاً بخل ممزوج بماء أو شراب أو سكنجبين لإسهال البطن وقد يسقى منه وحده لإسهالها ويسقى بعد الإسهال من شربه مرق دجاجة أو سمكة ليكسر اللذع العارض من حدته. وقال جالينوس حيث ذكر الملح وماء الملح قوته وفعله مثل فعل الملح إلا أنه يجلو ويقبض ويلطف ويحقن به لقرحة الأمعاء الخبيثة وعرق النسا المزمن ويصلح للصب على الأعضاء مكان ماء البحر إذا احتيج إليه يقوم مقام ماء البحر في النفع. جالينوس في الأولى: من مفرداته الماء العذب الذي للشرب إذا سحق به القيروطي كان منه دواء مبرد لجميع الأطراف، وينبغي أن يسقى القيروطي من الماء مقداراً كثيراً ما أمكن أن يشربه ويسحق به حتى يمتزج وماء البحر إن سحق به القيروطي كذلك كان مجففاً محرقاً. ابن سينا: في الكليات الماء جوهر نفيس في تسهيل الغذاء وترقيقه وتذرقته إلى العروق نافذاً به إلى العروق ونافذاً إلى المخارج ولا يستغنى عن معونته هذه في إتمام أمر الغذاء، ثم المياه مختلفة لا في جوهر المائية لكن بحسب ما يخالطها وبحسب الكيفيات التي تغلب عليها، فأفضل المياه مياه العيون ولا كل العيون ولكن ماء العيون الحرة الأرض التي لا يغلب على تربتها شيء من الأحوال والكيفيات الغريبة أو تكون حجرية فتكون أولى بأن لا تعفن العفونة الأرضية لكن ما طينته حرة خير من الحجرية ولا كل عين حرة بل التي هي مع ذلك جارية ولا كل جارية بل الجارية المكشوفة للشمس والرياح فإن هذا مما تكتسب به لجارية فضيلة، وأما الراكدة فربما أكسبها الكشف رداءة لا تكتسبها بالغور والستر لها أولى والطينية الميل خير من الحجرية لأن الطين ينقيه ويروقه ويأخذ منه الممزوجات الغريبة بخلاف الحجارة لكن يجب أن يكون طين مسيلها حراً لا حمأة فيه ولا سبخة ولا غيرهما. فإن اتفق أنه يكون الماء غمراً شديد الجري يحيل بكثرته ما يخالطه إلى طبعه يأخذ في جريانه إلى المشرق وخصوصاً الصيفي منه فهو أفضل لا سيما إذا بعد جداً عن مبدئه وبعده ما يتوجه إلى الشمال والمتوجه إلى المغرب والجنوب رديء وخصوصاً عند هبوبها والذي ينحدر من العلو مع ما قدمنا من الفضائل أفضل، وكذا ما لا يحتمل الخمر إذا مزج به إلا قليلاً وكان خفيف الوزن سريع التبريد والتسخين لتخلخله بارداً في الشتاء حاراً في الصيف لا يغلب عليه طعم البتة ولا رائحة ويكون سريع الإنحدار من الشراسيف سريع التهري لما طبخ فيه واعلم أن الوزن من الدستورات المنجحة في تعرف حال المياه فإن الأخف في الأكثر أفضل وقد يعرف الوزن بالمكيال بأن يبل فيه خرقتان بمانيتان أو قطنتان متساويتا الوزن ثم يجففان تجفيفاً بالغاً ثم يوزنان فالماء الذي قطنته أخف أفضل والتصعيد والتقطير مما يصلح المياه الرديئة فإن لم يمكن ذلك فالطبخ فقد شهد العلماء أن المطبوخة أقل نفخاً وأسرع انحداراً قال وإن تركت المياه الغليظة مدة كثيرة لم يرسب منها شيء يعتد به، وإذا طبختها رسب في الوقت شيء كثير فصار الماء الباقي خفيف الوزن صافياً فكان سبب الرسوب الترقيق الحاصل بالطبخ ألا ترى أن مياه الغدران الكبار كجيحون وخصوصاً ما اغترف من آخره يكون كدراً عند الإغتراف ثم يصفو في زمان قصير كرة واحدة بحيث إذا استصفيته مرة أخرى لم يرسب شيء يعتد به، وقوم يفرطون في مدح النيل إفراطاً شديداً ويجمعون محامده في أربعة بعد منبعه وطيب مسلكه وغمورته وأخذه إلى الشمال عن الجنوب ملطفاً لما يجري  فيه من المياه أما غمورته فيشاركه فيها غيره والمياه الرديئة إذا استصفيتها كل يوم من إناء إلى إناء رسبت كل يوم ولا يرسب عنها ما من شأنه أن يرسب إلا بأناة من غير إسراع ومع ذلك فلا يتصفى تصفياً بالغاً والعلة فيه أن المخالطات الأرضية يسهل رسوبها عن الرقيق الجوهر الذي لا غلظ له ولا لزوجة ولا دهنية ولا يسهل رسوبها عن الكثيف تلك السهولة ثم الطبخ يفيده رقة الجوهر وبعد الطبخ المخض، ومن المياه الفاضلة ماء المطر وخصوصاً الصيفي ومن سحاب راعد، وأما الذي يكون من سحاب ذي رياح عاصفة فيكون كدر البخار الذي يتولد منه وكدر السحاب الذي يقطر منه فيكون مغشوش الجوهر غير خالصة إلا أن العفونة تبادر إلى ماء المطر وإن كان أفضل ما يكون لأنه شديد الرقة فيؤثر فيه المفسد الأرضي والمفسد الهوائي بسرعة وتصير عفونته سبباً لتعفن الإخلاط ويضر بالصوت والصدر قال قوم: والسبب في ذلك أنه متولد عن بخار مصعد عن رطوبات مختلفة ولو كان السبب ذلك لكان ماء المطر مذموماً غير محمود وليس كذلك ولكنه لشدة لطافة جوهره يتعفن فإن كل لطيف الجوهر قوامه قابل للإنفعال، وإذا بودر إلى ماء المطر وأغلي قبل قبوله العفونة والحموضات إذا تنوول مع وقوع الضرورة إلى شرب ماء مطر قابل للعفونة أمن ضرره ومياه الآبار والقنى بالقياس إلى ماء الأعين رديئة لأنها مياه محتقنة مخالطة للأرضية مدة طويلة لا تخلو عن تعفين ما، وقد استخرجت وحركت بقوة قاصرة لا بقوة فيها مائلة إلى الظهور والإندفاع بل بالحيلة والصناعة بأن قرب لها السبيل إلى الرشوح وأردؤهما ما جعل له مسالك في الرصاص فيأخذ من قوته ويوقع في قروح الأمعاء والنز أردأ من ماء البئر لأنه يستجد نبوعه بالنزح فتدوم حركته ولا يلبث اللبث الكثير في الحفر ولا يريث في المنافس ريثاً طويلاً فأما ماء النز فيها فيطول تردده في منافس الأرض المعفنة ويتحرك إلى النبوع والبروز حركة بطيئة لا تصدر عن قوة اندفاعها بل لكثرة مادتها ولا يكون إلا في أرض فاسدة عفنة وأما المياه الجليدية والثلجية فغليظة والمياه الراكدة والآجامية خصوصاً المكشوفة رديئة ثقيلة وإنما تبرد في الشتاء بسبب الثلوج وتولد البلغم وتسخن في الصيف بسبب الشمس والعفونة فتولد المرار ولكثافتها واختلاط الأرضية بها وتحليل اللطيف منها يتولد في شاربيها أطحلة وترق مراقهم وتجسو أحشاؤهم وتقصف منهم الأطراف والمناكب والرقاب وتغلب عليهم شهوة الأكل والعطش وتحتبس بطونهم ويعسر قيؤهم وربما وقعوا في الإستسقاء لاحتباس المائية فيهم، وربما وقعوا في ذات الجنب وذات الرئة وزلق الأمعاء والطحال وتضمر أرجلهم وتضعف أكبادهم ويقل غذاؤهم بسبب الطحال ويتولد فيهم الجنون والبواسير والدوالي والأورام الرخوة خصوصاً في الأحشاء ويعسر حبل نسائهم وولادتهن جميعاً ويلدن أجنة متورمين ويكثر فيهم الحبل الكاذب ويكثر بصبيانهم الأدرة وبكبارهم الدوالي وقروح الساق ولا تبرأ قروحهم وتكثر شهوتهم ويعسر إسهالهم ويكون مع أذى وتقرح الأحشاء وتكثر فيهم الربع وفي مشايخهم المحرقة ليبس طبائعهم، وبالجملة فالمياه الراكدة غير موافقة للغذاء وحكم المغترف من العين قريب من الراكد لكنه يفضل عليه بأن بقاءه في موضع واحد غير طويل وما لم يجرفان فيه ثقلاً ما لا محالة فربما كان في كثير منه قبض وهو سريع الإستحالة إلى التسخن في الباطن، فلا يوافق أصحاب الحميات والذين غلب عليهم المرار بل هو موافق للعلل التي تحتاج إلى حبس أو إلى إنضاج. والمياه التي يخالطها جوهر معدني وما يجري مجراه والمياه العلقية كلها رديئة لكن لبعضها منافع فالذي يغلب عليه قوة الحديد ينفع في تقوية الأحشاء ويمنع الذرب وإنهاض القوة الشهوانية كلها وسنذكر حالها وحال ما يجري مجراها فيما بعد والجمد والثلج إذا كان نقياً غير مخالط لقوة رديئة فسواء حلل ماء برد به الماء من خارج أو ألقي في الماء فهو صالح فليس تختلف أحوال أقسامه اختلافاً كثيراً فاحشاً إلا أنه أكثف من سائر المياه ويستضربه صاحب وجع العصب وإذا طبخ عاد إلى  الصلاح فأما إذا كان الجمد من مياه رديئة أو ثلج مكتسباً به قوة قريبة من مساقطه فالأولى أن يبرد به الماء محجوباً عن مخالطة الماء، والماء البارد المعتدل المقدار أوفق المياه للأصحاء وإن كان قد يضر بالعصب ويضر أصحاب الأورام في الأحشاء وهو مما ينبه الشهوة ويشد المعدة، والماء البارد جداً رديء للصدر والرئة ولقروحهما بما يبرد ويرطب، وهو خلاف الواجب في تدثير القروح ويضر أصحاب السدد لكنه ينفع أصحاب التخلخل والسيلان أي سيلان كان من أي عضو كان ويقوي القوى كلها على أفعالها إذا كان باعتدال أعني الهاضمة  والدافعة والجاذبة والماسكة إلا أنه رديء للباه ويعقل البطن ويسكن حركات المني وسيلانه، قال والماء الحار يفسد الهضم ويطفئ الطعام ولا يسكن العطش في الحال وربما أدى إلى الإستسقاء والدق ويذبل البدن، فأما المسخن إذا كان فاتراً أعني وإن كان أسخن من ذلك وتجرع على الريق فكثيراً ما غسل المعدة وأطلق الطبع لكن الإستكثار منه رديء يوهن قوة المعدة والشديد السخونة ربما حلل القولنج وكثر الرياح والذين يوافقهم الماء الحار بالحقيقة أصحاب الصرع والماليخوليا وأصحاب الصداع والرمد والذين بهم بثور في الحلق والعمور وأورام خلف الأذنين وأصحاب النوازل والذين بهم قروح في الحجاب وانحلال انفرد في نواحي الصدر وهو يدر الطمث والبول ويسكن الأوجاع والماء المالح يهزل ويقشف ويسهل أولاً بالجلاء الذي فيه ويعقل بعده لتجفيف طبعه ويفسد الدم ويولد الحكة والجرب. والماء الكدر يولد الحصارة والسدد فليتناول بعده ما يدر على أن المبطون كثيراً ما ينتفع به وبسائر المياه الغليظة والثقيلة لإحتباسها في بطنه وبطء انحدارها ومن ترياقاته الدسم والحلاوات. روفس: وماء المطر خفيف الوزن لطيف نقي حلو يسرع نضج ما يطبخ به ويسرع إلى السخونة وجميع فضائل الماء موجودة فيه وهو جيد للهضم وإدرار البول وللكبد والطحال والكلى والرئة والعصب إلا أنه ليس معه قوة مبردة شديدة التبريد لكنه أكثر ترطيباً وهو ينفذ سريعاً للطافته. والماء البارد يسكن شهوة الباه وينفع الإنتفاخ المسمى الألفي وينفع لمن هضمه بطيء ولمن يعرق كثيراً شرباً واستحماماً ولمن يبول في الفراش وللهيضة ولمن أفرط به إسهال الدواء ولانفجار الدم من المنخرين أو من جراحة أو من أفواه العروق التي في أسفله ولمن شرب شراباً صرفاً كثيراً فعرض له إلتهاب في المعدة ولمن به حمى محرقة متى لم يكن به جساء فيما دون الشراسيف لأنهم إذا أكثروا من شربه عرض لهم منه قيء وانحلت الحمى وخرجت من العروق ويشد اللثة ويقوي العصب وينفع من به ذوبان المني إذا شرب أو استجمر به وينفع من الكرب والفواق ونتن رائحة الفم والعرق. حنين: القليل بالشراب الممزوج يكون أكثر نفعاً لنتن عرق البدن. غيره: الماء البارد على الطعام إذا أخذ منه قليل قوى المعدة وأنهض الشهوة ولا ينبغي أن يشرب على الريق. الطبري: عن الهند: ولا ينبغي أن يشرب الماء البارد الضعيف المعدة والضعيف البدن القليل اللحم والناقة ومن به طحال أو يرقان أو استسقاء أو بواسير أو اختلاف. غيره: والماء العذب يقوي الجسد والذي يجري على الجبل والحصا ولا يخرج إلى غيرها ثقيل لا يمري ويورث الشوصة والربو وضيق النفس. روفس: والحار منه يجود جميع حس البدن ويسهل حركات البدن وينفع الأحشاء والرأس وينضج الأورام الباطنة شرب أو احتقن به ويسكن الأعراض الحادثة عن نهش الهوام ويسكن الإقشعرار وكل برد يجده الإنسان وربما سكن الحكاك شرباً كان أو استحماماً. غيره: رديء إذا أكثر منه وأدمن لأنه يرخي الجسد ويسقط الشهوة فإن تجرع منه على الريق غسل المعدة من فضول الغذاء المتقدم وربما أطلق البطن غير أن الإسراف منه يخلق البدن ويوهنه ويسهل حركاته وينفع الأحشاء والرأس وينضج الأورام الباطنة. روفس: والماء الكبريتي يستفرغ البدن وينفع القوابي والبهق ويقشر الجلد والبثر والجرب والقروح المزمنة وأورام المفاصل وصلابة الطحال والكبد والرحم وأوجاع البطن والركبة والإسترخاء والثآليل المتعلقة والسعفة. غيره: ماء الكبريت ينفع وجع الرحم والنساء التي لا يحبلن من كثرة رطوبات أرحامهن إذا استحممن به ويبرئ الجراحات والأورام الحادثة عن عض السباع وحيات البطن ومن المرة السوداء ويلين العصب ويسخنه ويضعف المعدة ويذهب بالشراء الكائن في الجلد وينفع من الشخوص. الرازي في دفع مضار الأغذية: الماء الكبريتي يهيج الصداع ويظلم العين ويضعف البصر ويسخن الكبد ويعد الدم للعفونة إلا أنه يكسر الرياح وشربه يدفع هذه المضار بأن لا يشرب وقت غرفه بل بعد وقت طويل وصبه من إناء إلى إناء وخاصة في الأواني الخزف الجدد، فإنه يذهب وينقشع عنه بهذا التدبير أكثر رائحة الكبريت ثم يصب على طين حر ويصفى عنه مع رب السفرجل والريباس وحماض الأترج والرمان ويؤخذ من هذه الفواكه، أو مائها قبله أو بعده وليحذر أن يشرب عليه شراب أو يمزج به وإما القفرية والنفطية  فحالهما كحال الكبريتية. غيره: ماء القفر خاصته يثقل الرأس والحواس ويسخن البدن جداً وينفع العصب إذا قعد فيه، وأما ماء النحاس فقال الرازي في دفع مضار الأغذية: ينفع من القولنج ويولد سحج الأمعاء العسر المتآكل الواغل في جرم الأمعاء وينفع أيضاً من به قرحة عتيقة عفنة في رئته، ويدفع مضرته الأخذ مما يغري ويمنع السحج كصفرة البيض والصمغ والطين وشحم الكلى والأرز المطبوخ باللبن ونحوها. غيره: وماء النحاس صالح لفساد المزاج وينفع الفم واللهاة والأذن والعين والأحشاء الضعيفة والبواسير وهو غير موافق للأصحاء ويورثهم سوء المزاج وأما الماء الحديدي فقال الرازي فيه أنه يقوي المعدة ويضمر الطحال ويزيد في الإنعاظ إلا أنه قابض حامض. غيره: ماء الحديد الذي ينبع من معادن الحديد يقوّي القلب والكبد ويشجع ويذهب بالخفقان وينفع من اللون الرصاصي ومن كثرة العرق وإذا غسل به الشعر أمسك الشعر المتساقط، وأما الماء الرصاصي فقال الرازي في دفع مضار الأغذية: يولد القولنج الشديد ويحبس البول ولذلك ينبغي أن يتلاحق بما يدره ويسهل البطن والمتولد في معادن الذهب فهو دون ماء النحاس في الرداءة وينفع من الخفقان والماليخوليا والتوحش وكذا المتولد في معادن الفضة فإنه دون الرصاصي في مضرته وينفع من الخفقان وأما المر فيفتح السدد ويلطف الأخلاط الرديئة إلا أنه يفسد الدم بكثرة الإسهال، ولذلك ينبغي أن يطرح فيه السكر أو يقطع قصب السكر أو يلقى فيه من الخرنوب الشامي كثيراً فهو أجود ومن حب الآس أو العناب أو البسر المطبوخ وتتعاهد الأغذية الممسكة للبطن والماء القابض ينفع من استطلاق البطن وترهل البدن وكثرة التخلخل ويضر بعقله الطبيعة وإمساكه البول وبطء نزوله عن المعدة ويسد مسام البدن ويجفف اللحم بقلة نفوذه إلى الأعضاء ويضر الصوت والنفس بتجفيفه الرئة وقصبتها. وهذا في الأكثر شيء أو راجي أو حديدي أو يجري على الحجارة التي فيها هذا الطعم وتدفع هذه المضار بأكل العسل وشرب مائه وشرب دهن الخل على نقيع الزبيب وتدسيم الغذاء وإدمان الحمام، وينفع هذا الماء من زلق الأمعاء ودرور البول وكثرة جري العرق والطمث. غيره: وأما المياه الشبية فإنها تنفع من سيلان دم الطمث ومن نفث الدم وتمنع الإسقاط والقيء وتمنع سيلان دم البواسير غير أنها تثير الحميات في الأبدان الحارة وهي من أنفع الأشياء للقروح المتحلبة إليها الموادّ ومياه المعادن إذا أدمنت ولدت عسر البول والبخر وهي تفسد الدم ولا توافق الأصحاء لأنها كأدوية الماء النوشادري تطلق الطبع إن شرب منها أو جلس فيها أو احتقن بها.

ماء الجبن: 

ديسقوريدوس في الثانية: وكل لبن من الألبان لا يخلو من أن تكون فيه رطوبة مائية إذا انفصلت عنه واستعملت كانت صالحة لإسهال البطن جداً إسهالاً قوياً إذا أردنا أن نسهل من غير سقي شيء حرّيف كما يفعل بأصحاب الماليخوليا والصرع والجرب المتقرح وداء الفيل أو البثور في كل البدن وتخرج هذه المائية هكذا. يؤخذ اللبن فيغلى في قدر فخار جديدة ويحرّك بقضيب تين قطع من شجرته قريباً وبعد غليتين أو ثلاثة يرش عليه لكل تسع أواق أوقية ونصف من سكنجبين وهكذا يفصل الماء من الجبن وينبغي أن تؤخذ إسفنجة فتشرب بالماء ويمسح بها شفة القدر مسحاً دائماً في وقت طبخ اللبن لئلا يشتد غليانه وينبغي أن يؤخذ إبريق فيصبه مملوءاً ماءاً بارداً ويصير في اللبن وقد تسقى هذه الرطوبة وهي ماء الجبن وقتاً بعد وقت في كل وقت تسع أواق حتى ينتهي إلى ثلاثة أرطال وتسع أواق، وينبغي لشارب ماء الجبن أن يتمشى فيما بين الوقت والوقت. جالينوس في العاشرة: قوة ماء اللبن الذي قد تميز من الدسم والجبنية ينقي ويغسل الأحشاء وينقى عنها الفضول العفنة إذا شرب أو احتقن به يفعل ذلك من غير لذع بل له في تسكينه فعل جيد ويغسل القروح التي فيها قيح رديء فاسد ويبرئها إذا غسلت به ومن الناس من يخلط بهذا الماء الأدوية التي تفش الماء النازل في العين ويستعملها فينفع من ذلك وكذا فعله أيضاً في جلاء الكلف وقد يشفي به أورام العين والدم المنصب إليها إذا خلط ببعض أدويته الموافقة له. روفس في كتاب اللبن: ماء الجبن يسقى من يحتاج إلى أن يسهل إسهالاً قوياً ويتخذ على هذه الصفة غير أنه يرش عليه مرة سكنجبيناً ومرة شراباً ومرة ماء العسل على قدر الحاجة فإن كان الخلط بلغمياً يرش عليه سكنجبين وقد يخلط معه في أول الأمر ملح فإن أخذ معه أدوية مسهلة فليستقص مقدارها فإن الخطأ فيها عظيم إن أفرط وزنها وأما هو وحده فلا يعرض منه خطأ والمجبن منه بالقرطم يرفق في إسهاله وإن طبخ بعد أخذه وجعل فيه ملح أسهل بقوة ومن احتاج إلى مسهل ولم يقو على الأدوية فليسق مع الملح أو ماء البحر فإنه يستفرغه إستفراغاً صالحاً ويخلط فيه حاشا أو أفتيمون وقد يسقى للأمعاء التي يخاف أن تحدث بها قرحة والتي يخرجها البراز المراري وقروح المثانة ولا ينبغي أن يجعل معه في هذه الحالة ملح ولحرقة البول ولا يتوقى أخذه في الصيف كما تتوقى الأدوية المسهلة وينفع القوى والإسهال منه للجراحات والبثر الكمدة وإخراج الأخلاط الرديئة المجتمعة تحت الجلد والقروح الحديثة والقديمة والخبيثة والشقيقة والموادّ السائلة إلى العين والأجفان والكلف والقروح والحميات المزمنة الكامنة الطويلة ومن يتخوّف عليه الإستسقاء. ابن رضوان في الأدوية المسهلة: وماء اللبن مادة موافقة لأن تخلط به الأدوية المسهلة إن خلط به الأدوية التي تستفرغ المرار الأصفر استفرغ مرة صفراء وإن خلط به الأدوية التي تستفرغ المرار الأسود استفرغ مرة سوداء وإن خلط به الأدوية التي تستفرغ البلغم استفرغ وإن خلط به الأدوية التي تستفرغ الماء استفرغ الماء الأصفر لأن اللبن قريب من طبيعة البدن وله قوة يجلو بها ويغسل من غير تلذيع فوجب أن يقمع حدة الأدوية ويكسر من تلذيعها للأحشاء وإن يعين في إسهالها بقوة مسهلة واستحالته إليها والأجود في خلطه معها أن يسحق وينفع فيه حتى يأخذ قوتها ثم ينزع منه ويسقى ماء اللبن فإنه في هذه الحال يسهل الخلط المطلوب استفراغه بسهولة لا خوف معها على الأحشاء من نكاية الأدوية المسهلة التي يفعلها بالقوى الذاتية في إجرامها ولا عنف فيها لأن القوى المسهلة قد انكسرت حدتها برطوبته لأن المرار الأصفر والمرار الأسود مفرطا الحدة والنكاية والمحمودة أيضاً لها حدة عظيمة، وكذا الأفتيمون وما جرى مجراهما فكان ماء اللبن عجيب النفع في استفراغ هذين الخليطين أما في المرار الأصفر فإنه ينفع فيه المحمودة وما قام مقامها وأما في المرار الأسود فبأن ينقع فيه ثمر أفتيمون أو ما قام مقامه وذلك إن ماء اللبن يحمل قوى هذه الأدوية ويوصلها إلى البدن فتستفرغ الأخلاط التي تستفرغها بلا حدة ولا حرارة قوية تعرض منها في الأمعاء والأحشاء والمعدة والماساريقا والكبد وتجاويف العروق وقد اختار بعض الأطباء إذا كان في شيء من الأحشاء مرار مجتمع أن يعطي قبل ماء اللبن شيئاً من الصبر أو  الأفسنتين أو الإهليلج الأصفر ليحرّك ذلك المرار الغليظ أعني: الذي قد غلظ بمخالطة البلغم ونحو ذلك لأن ماء اللبن أيضاً إذا صار إلى الأحشاء التي هذا حالها لم يؤمن عليه أن يستحيل إلى طبيعة ذلك المرار الذي يخالطه فيها، ولذلك ينبغي أن يعطي قبل أخذه ما يحرّك المرار إلى الإنحدار عن الأحشاء، فإذا جاء بعده ماء اللبن وجده متهيأ للخروج والإنحدار فاحدر جميعه وأخرجه بالإسهال فهذه منافع اللبن في الإسهال. أمين الدولة بن التلميذ: وصفة عمل ماء الجبن في الربيع يتخذ من لبن المعز الفتية التي عهدها بالولادة نحو شهر وتختار الحمراء الزرقاء الفتية فإنها صنف جيد المزاج وتعلف قبل استعمال لبنها بأيام شعيراً مجروشاً مبلولاً مع نخالة وثيل وهندبا وشاهترج ثم يحلب رطلان من لبنها في كل يوم ويطبخ في طنجير حجر بنار هادئة ويحرك بخشبة من خشب التين رطبة مأخوذ عنها لحاؤها مرضوضة يقصد بذلك أن تعلق بماء الجبن من اللبنية واليتوعية التي في الخشب الرطب قوة تعينه على الإسهال في رفق وقد يعتاض عنه بشجرة خلاف رطبة إذا لم يوجد خشب التين وكان يسقى ماء الجبن للترطيب دون الإسهال ويمسح حول القدر بخرقة مبلولة بماء عذب، فإذا غلى اللبن فليترك الطنجير على ناره ويرش على اللبن الذي فيه ثلاثون درهماً من السكنجبين الساذج السكري فربما رش معه ثلاثة دراهم من خل خمر صاف وليكن السكنجبين والخل باردين جداً يسرع إلقاؤهما لتتميز الجبنية من المائية ويحرك بالعود المذكور ويترك هنية حتى يجمد وتتميز المائية ثم يصفى في خرقة كتان صفيقة أو زنبيل خوص صفيق النسج ويعلق حتى ينقطع سيلان ماء الجبن عنه وتبقى فيه الجبنية ويعاد الماء فيه إلى الطنجير بعد غسله ويغلي برفق ويلقى عليه نصف درهم من ملح دراني مسحوق ويصفى ثانياً ويؤخذ من ماء الجبن المذكور نصف رطل إلى ثلثي رطل على تدريج بسكر طبرزذ ويؤخذ في وقت بسفوف مسهل وفي وقت بسفوف مبدل. سفيان الأندلسي: ماء الجبن دواء مسهل تستعمله الصبيان فمن فوقهم دون فرق وإذا كان القصد به الإسهال فيجب أن يغلى على النار بعد عصره من الجبن ليتميز ما فيه من الجزء الجبني والماء المستخرج من اللبن المعقود بالأنفحة فهو يسهل أولاً فإذا تمودي عليه وألفه البدن اغتذى به ولم يسهل ويطيب ولا سيما الأجسام دماؤها فاسدة وهي التي يكثر أكلها وينهضم ولا يخصب البدن وأكثره إسهالاً أرقه لبناً وأكثره ترطيباً أغلظه لبناً.

ماء الفحم: ابن سينا في الأدوية القلبية: اللحم وإن كان غذاء صرفاً فإن ماءه يدخل في معالجات ضعف القلب فلا بأس أن نتكلم فيه فنقول أن ماء اللحم إذا كان اللحم محمود أما لحم الحولي منه والفتيّ من الضأن وأما لحم الحملان والجداء فإنه أنفع شيء لضعف القلب فإن كان من رقة الروح فلحم الحولي من الضأن والفتي منها، وإن كان من غلظه وكدورته مع قلته فالذي هو أخف منه، وأكثر أطباء زماننا يظنون أن ماء اللحم هو المرقة التي يطبخ في مائها اللحم وليس كذلك بل ماء اللحم ما يخرجه المدقوق بالطبخ حتى يسيل منه رشح وعرق وينقلي فيه اللحم ثم يصفى ويشرب.

ماء الشعير: 

ديسقوريدوس في الثانية: هو أكثر غذاء من سويق الشعير يماع في الطبخ وهو صالح لقمع حدة الفضول وخشونة قصبة الرئة وتقرّحها وبالجملة يصلح لكل ما يصلح له كشك الحنطة غير أنّ ماء كشك الحنطة هو أكثر غذاء منه وأدر للبول وإذا طبخ الكشك من الحنطة أيضاً ببزر الرازيانج وتحسى أدر اللبن وكشك الشعير أيضاً يدر البول وهو جلاء نافخ رديء للمعدة منضج للأورام البلغمانية. ابن رضوان في مقالة له في الشعير: وما يتخذ من الشعير المقشور أقل جلاء من الذي ليس بمقشور فإنا متى احتجنا إلى استعمال شيء مما يتخذ من الشعير نظرنا فإن كنا نحتاج مع ذلك إلى فضل جلاء أخذنا من شعير مقشور سواء كان ذلك ماءه أو حساءه أو كشكه أو غيره وكذا متى احتجنا إلى فضل تجفيف فيما نتخذه من سويقه قلينا الشعير بقشره وإن لم نحتج إلى فضل تجفيف قليناه مقشوراً ولذلك متى احتجنا إلى اعتدال البراز استعملناه مقشوراً قال: وينبغي أن يتخير الشعير ويؤخذ أفضله ويرذل الحديث منه والقديم ويقشر بأن ينقع في الماء وقتاً يسيراً ويلقى في مهراش ويلين باليد مسحاً ويهرش إلى أن تنسلخ قشوره حساء، ثم يكال ويلقى في طنجير ويصب عليه ماء كثير بحسب ما يرى من صلابته ولينه أما اللين فلا يحتاج إلى ماء كثير لأنه ينضج بسرعة وأما الصلب فيحتاج إلى ماء كثير لأنه يبطئ في الطبخ قبل أن ينهضم وتقدير الماء يختلف ويزيد وينقص وليس له حد يقف عليه وذلك أنه إن كان المطلوب ماء الشعير فيحتاج إلى ماء كثير وإن كان المطلوب حساءه الذي هو عصارته والمطلوب كشكه فلا يحتاج إلى ماء كثير وأكثر ما ينبغي أن يصب عليه من الماء ثلاثون كيلاً بكيل الشعير وأقله خمسة عشر والأجود أن يكون في قدر أخرى ماء يرفع على النار إذا غلي فإن رأيت الشعير قل ماؤه صببت عليه من الماء المغلي كفايته وينبغي أن تكون نار طبخ الشعير هادئة أو نار جمر والحد في استخراج مائه أن يطبخ إلى أن ينتفخ الشعير وينشق فإذا انشق أنزلته وبردته وصفيت ماءه واستعملته والحد في استخراج عصارة الشعير أو كشكه أن يطبخ إلى أن يتهرى أو يماع الشعير والفرق بين عصارته وكشكه أن تصب مع الماء منذ أول الطبخ زيتاً جيداً بقدر الحاجة وطاقات يسيرة من كراث وشبث ويطبخ حتى إذا انتفخ الشعير ورأيته قد أخذ يتشقق صببت فيه خلاً جيداً صافياً ليس بالحديث جداً ولا بالشديد القدم مقدار ما يصير به طعمه مزالاً حامضاً، ويطبخ حتى ينحل الشعير فإذا انحل وتهرى الشعير جعلت فيه من الملح الطيب بقدر الحاجة وأنزلته عن النار وناولت العليل منه إما إن كنت تريد الحال الوسطى بين تلطيف الغذاء وتغليظه فتناوله بثفله، وأما إن كنت تريد دون هذه الحالة صفيته وناولت المريض عصارته فقط ورميت بثفله وكذا الحال فيما يفعل بحساء الشعير المقدم ذكره. قال أبقراط في كتابه في الأمراض الحادة: اقتصر فيما اتخذ من الشعير على كشكة فقط ويسمى المصفى منه حساء وهو عصارته وكثيراً ما يسمى دلك ماء الشعير وإنما يسمى اللطيف الرقيق من هذه العصارة ماء الشعير وصرح في كلامه أن كشك الشعير أفضل الأغذية في الأمراض الحادة لأنه يستجمع فيه عشر خصال لا يمكن اجتماعها بوجه ولا بسبب في غيره من الأغذية في هذه الأمراض وأنا أنبه على ذلك. قال أبقراط في المقالة الأولى من كتابه في الأمراض الحادة: إن كشك الشعير عندي بالصواب غذاء اختير على سائر الأغذية التي تتخذ من سائر الحبوب في هذه الأمراض وأحمد من قدمه واختاره على غيره وذلك لأن فيه لزوجة معها ملاسة واتصالاً وليناً وزلقاً ورطوبة معتدلة وتسكيناً للعطش وسرعة انغسال إن احتيج إلى ذلك أيضاً منه وليس فيه قبض، ولا تهيج رديء ولا ينفخ ويربو في المعدة لأنه قد انتفخ وربا في الطبخ غاية ما يمكن فيه أن لا ينفخ ويربو. قال ابن رضوان: وأنا أعد العشر خصال التي عدها أبقراط في كشك الشعير فأقول الأولى قوله فيه لزوجة معها ملاسة هذه الخصلة يدل بها على أنه متشابه الأجزاء وليس يوجد ذلك في شيء من الأغذية ولذلك يقاوم ما تحدثه الأمراض الحادة من الخشونة والتلذيع، الثانية هذه الخصلة أيضاً دل بها على أن أجزاء المتشابهة باتصالها تنهضم سريعاً معاً وتولد معاً كيموساً جيداً، الثالثة كونه ليناً وذلك مما يقاوم بها الزعارة ولا يحتاج فيه إلى مضغ ولا غيره، الرابعة كونه زلقاً دل به على أنه يجوز ويمر  بالمري من غير أن يبقى فيه شيء كما يبقى ما يلحج ويلصق من الأشياء اللزجة مثل حسو الحنطة وهو مع زلقه يجلو ما يجده في ممرّه، والخامسة كونه رطباً رطوبة معتدلة، السادسة تسكينه للعطش وهاتان الخصلتان نافعتان المنافع العظيمة جداً في الحميات لأنهما يقاومان جفاف البدن وحرارته ولذلك يضادان ويقاومان ما تحدثه الحمى في البدن، والسابعة سرعة انغساله وإن ذلك دليل على تليينه للبطن وإنما أراد أبقراط بقوله إن احتيج إلى ذلك منه أنه ليس في كل حمى حادة يحتاج معها إلى تليين البطن، والثامنة قوله وليس فيه قبض لأن القبض رديء في هذه الحميات من قبل أنه يسد مجاري الغذاء النافذ إلى البدن وإنما يحتاج معها إلى الأغذية القابضة متى كان في فم المعدة والكبد ما يحتاج معها إلى تقويتها بالأشياء القابضة. والتاسعة قوله: ولا تهيج رديء أراد به أنه لا يحدث في وقت انهضامه شيء من التهيج مثل النفخة أو اللذع أو غير ذلك من الأشياء التي تعوق المعدة عن الإنهضام بالسوية على الغذاء، والعاشرة أن لا ينتفخ ويربو في المعدة كسائر الأطعمة، وهذا من أفضل خصاله فهذه العشر لا تجتمع في غيره ولذلك يقاوم الحمى الحارة الحادة ببرده ويبسها برطوبته وما تحدثه في البدن من سائر الأعراض ينافي خصاله. التجربتين: وماء الشعير المتخذ من المحمص منه فإنه ينفع المحمومين الذي أصابهم إسهال ذريع. وأما: ماء الشعير على الصفة المشهورة فإنه ينفع من جميع الحميات بحسب صنعته، فيتخذ للصفراء المحضة مفرداً ولسائر الحميات الباردة السبب مع البزر والأصول ومع أعناق الكراث في المختلطة، فإذا احتيج أن يكون أكثر تغذية أخذه بكشكه فهو بكشكه أنفع للمسلولين ولا سيما إذا طبخت فيه السراطين النهرية، وإذا طبخت مع الشعير السراطين النهرية وعرق السوس فينفع من السعال ومن الصدر إذا نفث منه الدم المتولد عن حدة ومتى شربه ساذجاً من يسهل عليه القيء من المحمومين وأكثر منه حتى يتكرهه قيأه ونقى معدته من الأخلاط وانتفع به.

ماء الورد: 

من كتاب المغني المفرد في أوصاف الورد أجوده النصيبي العطر العرق الذكي الرائحة المستخرج بانبيق وقرع فوق بخار الماء وهو بارد في الدرجة الأولى معتدل فيما بين الرطوبة واليبس مائل إلى الرطوبة يقوي الدماغ ويسكن الخفقان والصداع الحار شماً وطلاء وكذلك يقوي القوى كلها وآلاتها، ويقوي المعدة والقلب شماً وطلاء وشرباً، وشمه يزيل الغشي وينبه الحواس الخمس ويبسط النفس وينفع من الخفقان الحار ويقوي الجسم بعطريته وقبضه ويسكن وجع العين من حرارة وينفع من كثير من أدوائها تحجيراً به وكحلاً وتقطيراً ويشد اللثة مضمضة، وإذا تجرع نفع من العشي ويقوي المعدة وينفع من نفث الدم وهو يخشن الصدر ويصلحه نبات الجلاب وإذا صب على الرأس حلل الخمار وسكن الصداع. الرازي: ماء الورد بارد لطيف والإكثار منه يبيض الشعر وإذا شرب من ماء الورد الطري وزن عشرة دراهم أسهل فوق عشرة مجالس. حكيم بن حنين: يمنع انصباب المواد إلى العين ويمنع تزيد ما قد حصل فيها من العلل. خلف الطييي: أجوده الذي يتخذ من الورد الأبيض لأنه أبقى.

ماء الكافور: إبن بطلان: في تقويم الصحة هو حار يابس في الثالثة جيد الشبه بصفرة دهن البلسان منفعته أنه يستخرج الذفر ومضرته أنه يصدع الرأس للمحرور ودفع مضاره أن يخلط بدهن بنفسج وهو موافق للأمزجة الباردة وللمشايخ في الشتاء وفي البلدان الباردة سوى الجنوبية. وذكر ماسرحويه ويوحنا والرازي: أنه يخرج من بدن شجرة الكافور إذا شرطت سال منها وهؤلاء هم شيوخ الصيادلة وذكر أنه شاهده وقال أن الكافور منه ما هو في أبدان شجره صافياً وهو القنصوري ومنه ما يوجد مختلطاً باللحاء والقشر وهذا يطبخ ويصفى فتتميز منه في طبخه هذه المائية الدهنية وخاصيته أنه إذا ألقي على طعام لم يقربه الذباب.

ماء الخيار: ابن ماسه: خاصية ماء الخيار الحلو إسهال المرة الصفراء التي تعرض في المعدة والأمعاء وتطفف حدتها وتليين الصدر، وإن أراد أحد أن يأخذه فليأخذ منه ما بين ثلث رطل إلى نصف رطل مع وزن عشرة دراهم سكراً سليمانياً. حبيش بن الحسن: ماء الخيار والقثاء ينفعان من لهب الحمى، ويسكنان العطش ويسهلان برفق وليس ينبغي أن يسقوا ذلك إذا كانت طبائعهم منعقدة جداً لأنه ليس لهما من القوة ما يسهلان الطبيعة المنعقدة فربما وقفا في المعدة فأكربا كرباً شديداً وربما قيئآ وربما نفخا وهما صالحان معصورين مفردين أو مؤلفين ويسقى ماؤهما مع بعض الأمراض النافعة للحميات.

ماء برطاع: أخبرني به الشيخ الأمين نفيس الدين هبة الله مقدم الطب بالديار المصرية أن هذا الماء كان منه شيء بخزانة البيمارستان بالقاهرة المحروسة وكان من خواصه أنه إن سقي منه شيئاً من تشبث في حلقه عظم أو شوك أو حديد أذابه في ساعته ولو أخذ منه نصف درهم أو أقل. ونقد جميعه من الخزانة ولم يعتض بغيره ولم يقع إلينا منه شيء آخر بعد ذلك فنبحث عنه.

ماء الحمة: سألت عنه جماعة من التجار المترددين إلى بلاد الهند وغيرها من تلك الأقاليم فأخبرت عنه أنه ماء أسود كالبحر سهك الرائحة جداً نتنها يوجد في جوف سمكة معروفة بالحمة تصاد في بحر الصين وهذا الماء يكون في جوفها في كيس كالمزادة لا يوجد فيها سواه ومن خواصه أنه إن سقي منه وزن حبتين أو أكثر بقليل لمن قد سقط من موضع عال وانكسر عضو من أعضائه فإنه يجبره على المكان وهو في ذلك عجيب مجرب.

ماء الرماد: 

ديسقوريدوس في 1: قد يستعمل من التبن البري والتين البستاني بأن تحرق الأغصان ويستعمل رمادها وينبغي أن ينفع الرماد بالماء مدة ثم يصفى ثم ينقع فيه رماد آخر ويفعل به ذلك مرات كثيرة ويعتق. جالينوس في السابعة: ماء الرماد يكون بحسب الرماد الذي يعمل منه فإن كان للرماد حدة كان ماء الرماد أيضاً حاداً وإن كان الرماد غير حاد كان ماؤه لا حدة له ليناً ولذلك صار ماء الرماد يخلط في الأدوية التي يقال لها المعفنة، لأن فيه حرارة محرقة لكنها تحرق من غير وجع للطافة جوهرها، وسائر مياه الرماد في قوة الجلاء والتجفيف بحسب ما تكون قوة الخشب الذي يعمل منه سوى ماء رماد خشب التين ورماد اليتوع وهذان الماءان قريبان في قوتهما من الأدوية المعفنة. ديسقوريدوس: وقد يصلح أن يستعمل في الأدوية المحرقة والقروح الخبيثة وقد يأكل اللحم الزائد في القروح ويستعمل في بعض الأحايين بأن تبل به إسفنجة فاتراً وتوضع على المكان ويحقن به لقرحة الأمعاء وللسيلان المزمن في القروح العظيمة الخبيثة لأنه يقلع اللحم الفاسد ويبني اللحم ويلحم ويلزق كما تلزق أدوية الجراحات اللازقة لها في أول ما تعرض وقد يصفى شيء من حديثه ويسقى منه أوقية ونصف مع شيء يسير من زيت لجمود الدم والسقطة من موضع عال والوهن وقد يسقى منه وحده أوقية ونصف لمن به إسهال مزمن وقرحة الأمعاء، وإذا خلط بزيت وتمسح به جلب العرق ونفع من وجع العصب والفالج وقد يشربه من شرب الجبسين وينفع من نهشة الرتيلا وقد تفعل ذلك مياه أصناف الرماد الباقية وخاصة ماء رماد خشب البلوط وكلها فيها قبض شديد.

مانون: جالينوس في الحادية عشرة: ماء السمك المالح وهو المانون ينفع الجراحات المتعفنة كما ينفعها الجري وينفع أيضاً من وجع الورك والنسا وقروح الأمعاء إذا احتقن به العليل وذلك أنه بحدته يجذب الأخلاط الحاصلة من الورك ويخرجها من الأمعاء ويغسل ويجفف القروح المتعفنة في الأمعاء، وأكثر من يستعمله في هذه الوجوه قوم من الأطباء وماء الجري المملح وماء السميكات المملوحة وهو مانون الصحناة وقد استعملنا نحن أيضاً هذا المانون في مداواة القروح المتعفنة الحادثة في الفم.

ماء الملح: ديسقوريدوس في 5: ماء الملح قوته وفعله كقوة الملح لأنه يجلو ويقبض ويلطف ويحتقن به لقروح الأمعاء الخبيثة وعرق النسا المزمن ويصلح لنصب الأعضاء مكان ماء البحر إذا احتيج إليه ويوم مقام ماء البحر في النقع.

ماست: هو الرائب الذي لم يستعد حمضه وقد ذكر في آخر القول في اللبن.

?ماء القراطن: ابن حسان: معناه باليونانية عسل مقصور. الرازي في الحاوي: هو الشراب المسمى باليونانية حنديقون. ديسقوريودس في الخامسة: هو بعض الأشربة وقوته كالشراب الذي يقال له أويومالي ويستعل ما لم يطبخ منه إذا أردنا أن نلين البطن أو نهيج القيء إذا سقي إنسان دواء قتالاً فنسقيه منه بالزيت للقيء والمطبوخ منه نسقيه لتحليل القوة وضعف البدن وللسعال والورم الحار العارض في الرئة. بعض علمائنا: وصنعته كما قال ديسقوريدوس يؤخذ من العسل جزء ومن ماء المطر المعتق جزء فيخلط به ويوضع في الشمس ومن الناس من يأخذ من ماء العيون فيخلطه بالعسل ويطبخه حتى يذهب الثلثان ويرفعه.

?ماعز:  الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: لحوم الماعز أوفق لأصحاب الأبدان الملتهبة والقليلة الرياضة وأبطأ إلى الإمتلاء ولمن تهيج به الجراحات والأمراض والحميات الحادة والدماميل والبثور وتصلح في الأوقات الحارة، ولمن يحتاج إلى كثير قوة وكد ويختار السمين منها ويصنع بالبصل والزيت والحمص والجزر وبالجملة فالإسفيذباجات منها جيدة ويؤخذ قبلها وبعدها من الفواكه والبقل والأشربة ما يتلاحق به دفع ضررها ويقصد ما يسخن ويرطب منها عند أكل لحومها كالتمر واللوز والفانيذ والنارجيل، ويشرب عليها من الشراب الأحمر الذي له أدنى غلظ وحلاوة وليس بالعتيق جداً ويكثر عليه من أكل الحلو ويجتنب عليه الفواكه المزة والحامضة فإنه بهذا التدبير يمكن أن يسلم من اضطر إلى لحم الماعز. قال: ولحوم الجداء أرطب منه لأنها موافقة لأهل الترفه والدعة لأنها قليلة الفضول معتدلة في الحر والبرد والرطوبة واليبس فهي أوفق لهم منه ومن لحوم الحملان إذا كان لا يسرع بالإمتلاء ولا تضعف عليه القوة ولا ينهك البدن ولا سيما في الصيف والبلدان الحارة. ديسقوريدوس في الثانية: وشحم العنز أشد قبضاً من غيره من الشحوم ولذلك يعالج به من قرحة الأمعاء بالسويق والنخالة وقد يذاب ويحقن به مع ماء الشعير وقد يصلح المرق الذي يقع فيه إذا تحثى لمن في رئته قرحة وقد ينتفع به من شرب الذراريح وشحم التيس أشد تحليلاً منه وإذا عجن شحم التيس ببعر ماعز وزعفران ووضع على النقرس شفاه. التجربيين: وشحم الماعز إذا شرب في حسو رقيق مصنوع من نشاء أو أرز مطحون نفع من السحج والإسهال المتولد عن أخلاط لذاعة ومن إفراط الدواء المسهل. جالينوس في الحادية عشرة: وبعره قوته حارة نافعة من الأورام الجاسية ولذلك يستعمله بعض الأطباء في أورام الطحال الجاسية وغيرها من الأورام الصلبة وأورام الركبة المتقاعدة إذا خلطوا بها دقيق شعير وعجنوها بالخل والماء ووضع عليها فإنه مما ينبغي أن يستعمل في علاج الأكرة وشبههم ولا يعالج به من كان رطب البدن رخصه، وقد يستعمل هذا الزبل في أصحاب وجع الطحال وجسائه وفي الحبن، وإذا أحرقت هذه الزبول صارت ألطف وأشد جلاء مما كانت أولاً فينفع ذلك من داء الثعلب ومن كل داء يحتاج إلى أدوية منقية جالية كالجرب والوضح والقروح الرديئة وشبهها وكثيراً ما نخلطه في الضمادات المحللة بمنزلة الضماد النافع من الأورام العارضة في أصول الأذان والأرنبتين المتقاعدة، وكثير من أطباء القرى يعالجون أهلها بمثل هذه الزبول لكثرة ما فيها من التحليل فيشفون بها من نهش الأفاعي وغيرها من الهوام وكانوا من تداركوه منهم وعالجوه نجا، ومنهم من كان يسقي أصحاب اليرقان فيبرئهم ومن الأطباء من كان يسقي ذلك النساء فيسكن به نزف الدم عنهن سريعاً. ديسقوريدوس: وبعر الماعز إذا شرب ولا سيما الجبلية منها بشراب نفع من اليرقان وإذا شرب ببعض الأدوية والأشربة أدر الطمث ويخرج الجنين وإذا دق اليابس منه ناعماً وخلط بكندر واحتملته المرأة في صوفة قطع سيلان نزف الدم المزمن من البدن وإذا أحرق وخلط بسكنجبين أو خل ولطخ على داء الثعلب أبرأ منه وإذا تضمد به مع شحم خنزير عتيق نفع من النقرس وقد يطبخ بالخل والشراب ويوضع على نهش الهوام والنملة والحمرة المنتشرة وأورام خلف الأذنين فينفعها وإذا كوي به نفع عرق النسا والكي به على هذه الصفة، أن يأخذ زيتاً ويشرب فيه صوفة ويضعه على الموضع العميق الذي بين الإبهام والزند وهو إلى الزند أقرب ثم تأخذ بعرة وتلهبها بالنار حتى تصير جمرة ثم تضعها على الصوفة ثم لا تزال تفعل ذلك حتى يصل الحر بتوسط العضد إلى الورك ويسكن الألم وهذا الضرب من الكي يسمى الكي العربي. الطبري: وبعره يوضع مسحوقاً بالشراب على لذع الهوام كلها وعض السباع فينفعها وإذا سحق بالعسل وطلي به البدن نفع من النقرس ووجع المفاصل، وإن طبخ بشراب صلباً حتى يصير كالعسل ووضع على الدبيلة أياماً حللها. مجهول: وإن طبخ ببول صبي ووضع على البطن نفع من القولنج العارض من البلغم اللزج والرياح ويسهل الماء الأصفر. ديسقوريدوس: وظلفه إذا أحرق وخلط بخل وتلطخ به يبرئ داء الثعلب. جالينوس في الحادية عشرة: إن كان الأمر على ذلك فقوة هذا الرماد قوة تلطف الأخلاط الغليظة. الشريف: إذا أحرق ظلافه وسحق رماده وخلط بمثله ملحاً معدنياً واستن به نفع  من قلح الأسنان وصفرتها خضرتها وإذا عجن رماده بخل وطلي به على المسامير المنكوسة أذهبها وإذا بخرت به المنازل هربت الحيات منها. الغافقي: وظلفه إذا أحرق وعجن بعسل وشرب بالماء نفع من البول في الفراش. التجربتين: أظلاف المعز إذا أحرقت وسحقت وذرت على القروح المرهلة التي في الأعضاء اليابسة المزاج جففتها. ديسقوريدوس: ومرارة المعز الوحشية إذا اكتحل بها أبرأت غشاوة العين لخاصية فيها وقد تفعل ذلك أيضاً مرارة التيس وتقلع اللحم الزائد أيضاً الذي يقال له البوث، وإذا تلطخ بها نفعت من داء الفيل أيضاً. غيره: ومرارة التيوس الجبلية ترياق للمنهوشين. جالينوس في 11: وأما كبد الماعز فيشويه قوم ويأخذون الصديد الذي يقطر منه فيكحلون به أصحاب العشاء ويأمرونهم أيضاً بفتح أعينهم وأن ينكبوا على هذه الكبد ليدخل فيها البخار المرتفع منها ويزعمون أيضاً أنها إذا أكلت مشوية نفعت من هذه العلة وتنفع من به صرع وتكشف أمره إذا أكلت ويقولون إن كبد التيوس تفعل أيضاً ذلك وقال ديسقوريدوس مثله. التجربتين: رطوبة كبد المعز المستخرجة بالشي إذا ذر عليها في وقت الشي زنجبيل ودارفلفل وبولغ في شيها ثم جمع الزنجبيل مع ما خالطه من الرطوبة وسحق واكتحل به نفع من العشاء. الشريف: إذا شويت كلي ماعز وذر عليها سحيق كرنب وحل بما يسيل منها على البهق الأبيض أذهبه من حينه سريعاً.

??مالكي: هو طير الماء من أقراباذبن سابوربن سهل فاعرفه.

ماميران: هو الصنف الصغير من العروق الصفر وقد ذكرته في العين.

مالي: هو العسل وقد ذكرته في العين.

مالسوفلن: معناه النحلي سمي بذلك لاستطابة النحل الحلول فيها وهو الباذرنجبويه وقد ذكر في الباء.

ماطرسيله: معناه باللطيني أم الشعراء وهو صريمة الجداء وقد ذكرته في الصاد المهملة.

مارماهيج: هو السليناج المعروف بالنون وهو حوت طويل كالحيات مشهور.

ماطونيون: هي شجرة القنة باليونانية وهي مذكورة في القاف.

متيل: هو الأترج وقد ذكر في الألف.

مثنان: 

ديسقوريدوس في الرابعة: يومالاآ وقد يسمى خامالاآ ومن الناس من يسميه بوروس أحني ويسمى أيضاً قسطرون والدواء المعروف المسمى بأفنديوس قوقس، وهو ثمرة هذا النبات وإنما يلتقط من هذا النبات ثمرته والقوم الذين يقال لهم أربواس يسمون هذه الثمرة أطبوليوس ومن الناس من يسميه ليقوس ومعناه الكتاني وهذا النبات يخرج قضباناً كثيرة حساناً طولها نحو من ذراعين وورقها شبيه بالنبات الذي يقال له خامالا أغبر أنه أدق منه وعليه رطوبة تدبق باليد والفم وهو لزج يدبق عند المضغ وله زهر أبيض فيما بين الزهر ثمر صغير شبيه بحب الآس مائل إلى الإستدارة وهو في ابتداء كونه أخضر ثم يحمر وقشره صلب أسود وداخله أبيض يسهل البطن رطوبة مائية ومرة وبلغماً إذا شرب منه عشرون حبة عدداً وإذا شرب وحده أحرق الحلق ولذلك ينبغي أن يشرب مع الدقيق أو السوس أو في حبة عنب أو يزدرد ملطخاً بعسل مطبوخ وقد تلطخ الأبدان التي يتعسر عرقها بلطوخ يعمل من هذا الحب مسحوقاً مخلوطاً بنطرون وبخل، وأما ورق هذا النبات وهو الذي نسميه خاصة فيارون فإنه ينبغي أن يجمع في أوان الحصاد ويجفف في الفيء ويرفع وإذا احتيج أن يسقى منه فينبغي أن يدق ويجمع ما فيه من الشظايا فإذا فر منه مقدار أكسوثافن في شراب ممزوجاً بماء أسهل البطن رطوبة مائية وإذا خلط بطبيخ العدس أو بالفول المسحوق أسهل إسهالاً ليناً وقد يخزن مسحوقاً معجوناً بعصارة الحصرم مصنوعاً أقراصاً وهو رديء للمعدة وإذا احتمل قتل الجنين وينبت في مواضع جبلية حسنة والذين يظنون أن أفينديوس هي ثمرة الشجرة المسماة خامالاا يغلطون وإنما يعرض لهم ذلك من تشابه الورق. لي: قال الرازي في مواضع كثيرة من الحاوي: أن يوقس عنديوس هي الحبة المسماة بالفارسية كرمدانه وصحح ذلك بأن قال وهي حبة شريفة جليلة القدر ذكرها أبقراط وتعمل إعمالاً جميلة جليلة. قالت الخوز: النساء يستعملن هذه الحبة لتسخين الفروج. غيره: الكرمدانة تسهل البلغم الغليظ وتمنع من أبخرة الدم المرتفعة إلى الرأس وأبخرة السوداء وتقيء أيضاً وهو دواء قتال إن أكثر منه لأنه يسحج المعي ويلهب المخرج ولا يحتمله إلا الأقوياء والغلاظ الطبائع. وقد يعالج به البرص وأفضله إذا طبخ بالزيت ولطخ به الجرب والقوابي والقروح في الرأس نفع من ذلك.

مثنان آخر: هو النبات المعروف بهذا الإسم بالديار المصرية والسواحل الشامية أيضاً ويتخذ بها من قشره أرسان للدواب وخاصة بأرض غزة والدارون أيضاً فإنه بتلك الرمال كثير جداً. كتاب الرحلة: هو شجر متدوح وورقه دقيق جداً تكون الأغصان على هيئة الفتل وزهره رقيق إلى الصفرة ما هو ثمره صلب صغير فيه شبه من بزر الأنجرة يكون في غلف صغار في كل غلاف حبتان وأغصانه مائلة إلى الأرض لونها أبيض وأصله أبيض غائر تحت الأرض مشعب فهذا هو المثنان بديار مصر وببرقة من هذا المثنان الذي وصفت نوع إذ قطعت من ورقه أو من أغصانه شيئاً أراق لبناً وورقه دقيق منبسط على الأرض. الشريف: هو نبات يكون أكثر نباته في الرمال وقرب ماء البحر وهو نبات له ساق يعلو نحو شبرين أو أكثر متفرق ذو أغصان كثيرة متدوح وله ورق دقيق مترادف بعضه على بعض شبيه بورق الأبهل بل أدق منه وله بزر أبيض كثير نابت من الورق وله أصل خشبي لا ينتفع به وهو يابس في الثالثة إذا أصلح ورقه بأنواعه بالخل ثم جفف في الظل وخلط بدهن لوز وعسل وأخذ منه درهم أسهل الديدان وحب القرع، وأسهل كيموساً مائياً وهو جيد في علاج المستسقين فإن طبخ منه وزن خمسة دراهم مع أوقية زبيب منقى من عجمه في رطل ماء إلى أن ينقص الثلثان ثم صفي وألقي عليه درهم دهن لوز حلو وقيراط صمغ مربى ثم يشرب الكل أسهل البلغ المسمى خاماً والدود الصغار من المعي، وإذا صنع من قشر أغصانه قتل ودست في الجراحات والخنازير كانت مقام الموامس وكان لها علاجاً موافقاً وإذا سحق ورقه وخلط مع مرهم الأكلة قواها ونفع منها مجرب.

مج: قد زعم قوم أنه الماش المعجم الشين.

محلب: 

لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس البتة. أبو حنيفة: هو شجرة يابسة بيضاء النور وثمره يقع في الطيب. الفلاحة: يعلو كقامة الرجل وورقه شبيه بورق المشمش وأصغر منه بقليل وينتشر شجره عرضاً ويحمل حباً متبدداً منتشراً على أغصانها طيب الرائحة عطري يدخل في كثير من الطب. إبن حسان: هو حب شجرة تشبه الصفصاف في ورقها وعودها إلا أنها دونها في الطول وهو بالأندلس كثير وحب المحلب مدور عليه قشر الحمرة والسواد تحتها قشر خشبية صلبة داخلها طعمة بيضاء عطرية فيها شيء من مرارة وشجره يسمو وله خشب غليظ صلب ويستعمل حب المحلب في المسوحات والنقاوات. إسحاق بن عمران: المحلب ضروب أبيض وأسود وأخضر صغير الحب وأكبره مثل الجلنارة وهو الجزيري وأصغره الأندلسي وأجوده أبيضه وأنقاه وأذكاه رائحة وأردؤه أسوده ويستعمل منه قلوبه دون قشره وهو أسود القشر وداخله أبيض يؤتى به من أذربيجان ونهاوند ويجمع في أيلول. ابن واقد: قال ابن ماسويه: أنه حار لين نافع لوجع الخاصرة إذا شرب نفع من الغشي وهو أحد الأدوية النافعة للتنقية للفضول المخرجة للدود وحب القرع والنافعة للنقرس. البصري: هو حار في الثانية يابس في الأولى مفتت لحصى الكلى والمثانة الرازي: ملين للأعضاء العاطلة الطويلة المرض من ضربة. الطبري: ينزل دم الحيض. ابن سينا: جلاه محلل لطيف مسكن للأوجاع جيد لأوجاع الظهر نافع للغشي مشروباً بماء العسل وهو نافع للقولنج. التجربتين: يفتح سدد الكلى ويقوي الكبد وينفع من الأوجاع الباطنة المتولدة من السدد حيث كانت من الصدر أو من الأحشاء ويجب أن يتمادى على استعماله وطبيخ حبه إذا هشم وكان فيه اللب ينفع كما ينفع اللب. الغافقي: يفتح سدد الكبد والطحال ويعين على نفث ما في الصدر والرئة ويقلع الكلف إذا دق وخلط به وطلى عليه.

محروث: هو أصل الأنجذان وقد ذكرته في الألف وهو بالتاء بنقطتين من فوقها.

محمودة: هو السقمونيا وقد ذكرته في السين المهملة ولم يذكره جالينوس في مفردات.

محاجم: أهل الأندلس يسمون بهذا الإسم الدواء المعروف عند أطباء الشام بالمخلصة وسنذكره فيما بعد.

مخلصة: 

أبو عبيد البكري: هو أصناف فمنه ما يطلع فروعاً وورقه على مقدار ورق الكرفس إلا أنه ألين وكل ورقة منه مشققة شقوقاً كثيرة وإذا طلع الفرع وسما دقت الأوراق وصارت على شكل ورق الكتان والفرع أملس أخضر يطلع في استقبال القيظ له نوار أزرق منكوساً كأنه في شكل المحاجم ومنه صنف آخر مثله سواء إلا أن نوره بين الزرقة والحمرة منكوس أيضاً وصنف آخر مثله صغير ينبت في الرمل وورقه هدب ونواره أبيض فيه صفرة ورسمه سواد لطيف منكوس أيضاً ومذاقتها كلها مرة. لي: هذا النوع الثالث ينبت بثغر ظاهر الإسكندرية ويعرف هناك برأس الهدهد. التميمي في مقالته في الترياق: هذه شجرة ذات ساق مستطيل القضبان لها ورق على شكل القضيب وهي دقيقة الساق جداً ترتفع عن الأرض وساقها أخضر مستدير على شكل القضيب الذي من دونه سنبلة البزر وهو رأس العضلة التي تكون السنبلة معلقة به. وإذا كان في آخر حزيران وعند أول تموز التبس بفرعها بزر متعلق من فروعها بقضيب ضئيل والزهر في صورة العقارب التي لها جمة ولونها إسمانجوني وعند ذلك يجب لقطها وجمعها وقال لي من امتثل قوله وأثق بعقله أنه سقى من هذه الشجرة لجماعة أمرهم بأخذ الأفاعي والتعرض لنهشها ففعلوا ذلك ولم يضرهم سمها وأن منهم من أقام حولاً كاملاً يتعرض لنهش الحيات والعقارب ولا يضره ذلك من تلك الشربة الواحدة فلما تم عليه الحول ولسع بعد ذلك أحس بدبيب السم في جسده وإيذائه فجاء إلى الرجل بعد ذلك وشكا إليه فسقاه شربة أخرى فلم يضره وعاد إلى ما كان عليه من قلة الإكتراث بها عند لسعها فعلمنا بذلك أن نفعها وقوتها تلبث في الجسم فتمنع فعل السموم وتدفعه عن النفوس حولاً كاملاً. قال المؤلف: وأيضاً حشيشة أخرى تفعل في نهش الأفاعي كما ذكره التميمي في هذه وأول ما اشتهر أمرها من بلد الشام في حماة من رجل غريب من بلاد المشرق وكان يعرفها فعبر على ضيعة من بلد حماة فوجدها نابتة هناك فسكن بالضيعة المذكورة ولقطها وصار يسقي منها الناس شربة بثمن معلوم ويأمرهم بالتعرض لنهش الحيات فلا يجدون لها ألماً واكتسب بذلك مالاً عظيماً، وهي حشيشة ربيعية ذات ساق مربع وورق مشرف إلى التدوير ما هو يشبه في تشريفه وتدويره ورق النبات المسمى بالفارسية بأذرنجيبويه وهو والريحان سواء إلا أنها ليس لها رائحة وطعمها مر وأصلها لا ينتفع به ويوجد كثيراً بجبل نابلس وغيره من بلاد الشام. وأخبرني من أثقه من رؤساء أهل الشام وأكابرهم وهو القاضي فخر الدين قاضي نابلس سلمه الله أنه لم يسق منها منهوشاً أو ملسوعاً إلا خلص ويسقي منها للمنهوش أو الملسوع وزن درهم إلى مثقال بزيت مجربة في ذلك وقد عرفناها وتحققناها وأيضاً حشيشة أخرى تعرف بديار المشرق وخاصة بأرض حران وهناك عرفت وتعرف بالكيننفشة يشرب منها نصف درهم ويتعرض شاربها للعقارب فإن لسعته لم يجد لها ألماً ألبتة وتبقى كذلك حولاً كاملاً كما ذكره التميمي أيضاً في المخلصة وهي حشيشة شكعة العيدان غير سبطة صلبة غبراء اللون مرة الطعم جداً قليلة الورق وهو مع قلته إلى الطول والدقة ما هو وعلى أطراف قضبانها رؤوس زغبانية فيها فرفيرية، كأنها رؤوس البابونج الفرفيري اللون بلا أسنان وأصلها لا ينتفع به في الطب وهي أيضاً بجميع أرض الشام وشاهدتها بمجدل يابا إلى قبر الكلبة وجمعته من هناك وهو ههنا أجود من غيره لصلابة الأرض التي تنبت فيها هناك ومنها كثير أيضاً بغير تلك الأراضي بظاهر غزة بموضع يعرف بالحسى إلى جبل الخليل وإلى جبل بيت المقدس كثيراً جداً وبموضع من أعمال حلب أيضاً يعرف بنهر الجوز منها كثير جداً.

مخاطة: وهي المخيط والدبق أيضاً والسبستان بالفارسية وقد ذكرته في السين المهملة.

مخ: 

جالينوس في العاشرة: قوة مخ العظام تحلل وتلين الصلابات والتحجر إن كان في العضل أو في الوترات والرباطات والأحشاء والذي جربته أنا أيضاً فوجدته ينفع منفعة كثيرة مخ عظام الإبل وبعده مخ عظام العجل، أما مخ فحول البقر والتيوس فهي أشد حر وحدة وأكثر تجفيفاً فهو لذلك لا يقدر أن يحلل الصلابة المتحجرة ومخ عظام الإبل وعظام العجل قد يركب منها أشياء تلين وتمسك من أسفل فتنفع علل الأرحام وتوضع منه أضمدة على الرحم من خارج وقوتها قوة تلين وقد يوجد في مثل هذه المواضع مخ العظام الذي هو بالحقيقة مخ ويؤخذ معه أيضاً مخ الصلب وهو النخاع الذي هو أصلب وأيبس من المخ الآخر وذلك أن المخ المأخوذ من العظام له من اللين والدسومة أكثر ما للنخاع، وأن من شأني أنا أن أخزن وأحفظ النخاع وأعني بأن لا يعفن مخ العظام ولا مخ الصلب وهو النخاع ولا يتكرج، وبهذا السبب أنا آخذهما في الشتاء كالشحم ثم أجففهما في غرفة ليس فيها نداوة مع ورق الغار اليابس لأن الورق الرطب القوي تكتسب الأمخاخ من طعمه وقوته حتى تصير بسببه أشد حرافة وحدة، فإن كنت تخزن مخاً وكان الهواء في ذلك الوقت جنوبياً فأعد لذلك بيتاً لا يكون من قوة الحرارة على مثال ما عليه البيوت المستقبلة للجنوب، فإنه يعفن في هذه البيوت ولا يكون أيضاً مستقبلاً للجنوب ولا مستسفل الأرض ندياً فإنه يتكرج في مثل هذا البيت لكن بيتاً علوياً مستقبل الشمال فيكون فيه كوي وروازن ليدخلها الريح الشمالي في الليل والنهار. ديسقوريدوس في الثانية: مخ الإبل أقوى ما يكون من أصناف المخ فعلاً وبعده مخ الفحل ثم مخ الثور ثم مخ الماعز والضأن وإنما يحمد في آخر الصيف لأنه في سائر الأزمنة إنما يوجد في العظام كأنه فضلة دموية جامدة أو لحم يابس يماث إذا ميث وليس يعرف هذا إلا بأن يباشر كسر العظام وإخراج المخ وجميع أصنافه محللة ملينة تملأ القروح ومخ الإبل إذا تلطخ به طرد الهوام، وإذا عولج الطري من مخ الإبل فليؤخذ ويمرس كالشحم ويصب عليه ماء وينقى من العظام ويصفى بخرقة كتان ويغسل إلى أن ينقى ماؤه ثم يصير في قدر ثم يجعل القدر في قدر أخرى فيها ماء ويؤخذ ما يظهر عليه من الوسخ بريشة ثم يصفى في إناء ويودع حتى يجمد، ثم يؤخذ صفوه ويطرح عكره ويخزن في إناء جديد من فخار وإن أحببت أن تخزنه من غير معالجة فافعل به ما وصفت لك في شحم الإوز وشحم الدجاج.

مخيض: مذكور في رسم لبن حامض.

مداد: ديسقوريدوس في آخر الخامسة: ما كان منه يستعمله المصورون فإنه يجمع من المواضع التي يعمل فيها الزجاج وهو أوفق للمصورين من غيره من السواد وقوته قابضة معفنة وإذا خلط بقيروطي ودهن ورد أدمل حرق النار وأما ما يكتب به فقد يتخذ من دخان خشب الصنوبر المسمى دادي المجتمع المتراكم بعضه على بعض ومن الصمغ بأن يؤخذ من الصمغ أوقية فيخلط بثلاث أواقي دخان وقد يعمل أيضاً من دخان الراتينج ومن السواد الذي يستعمله المصورون بأن يؤخذ من السواد ومن دخان الراتينج من ومن الصمغ رطل ونصف ومن الغراء المتخذ من جلود البقر أوقية ونصف ومن القلقنت أوقية ونصف، وقد يستعمل من المراهم المعفنة وقد يصلح لحرق النار وينزل عليه ولا يحرك حتى يسقط من نفسه فإذا اندمل الموضع سقط من نفسه. جالينوس في التاسعة: هذا مما يجفف تجفيفاً شديداً وإذا حل وديف بالماء وطلي على حرق النار وينزل عليه ولا يحرك نفع من ساعته وإن كان مع خل كان أنفع. إبن سينا: أجوده أخفه وزناً وأحلكه سواداً وكله حار مجفف إلا الهندي فإن بولس يعد أنه في المبردات ويجعل على الأورام الحارة فينفعها.

مذهب الكلب: هو الدواء المسمى آألوسن وبه فتحت الألف.

مرزجوس: 

ويقال مرزنجوش ومردقوش وهو فارسي واسمه السمسق بالعربية والعنقر أيضاً وحبق القثاء. ديسقوريدوس في الثالثة: يكون بالبلاد التي يقال لها قبرس بالجزيرة التي يقال لها مرس شيء جيد، فأما بمصر، فإنه دون هذا في الجودة ويسمونه قورنفس وأهل الجزيرة التي يقال لها صقلية إمراس وهو نبات كثير الأغصان ينبسط على الأرض في نباته وله ورق مستدير عليه زغب شبيه بالقالامني الدقيق الورق وهو طيب الرائحة جداً مسخن وقد يستعمل في الأكاليل. جالينوس في السابعة: قوة هذا قوة لطيفة لأنه يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة فاعرفه. ديسقوريدوس: وطبيخه إذا شرب وافق ابتداء الإستسقاء وعسر البول والمغص وإذا أخذ من ورقه يابساً واستعمل ذهب بأثر الدم العارض تحت العين وقد يحتمل لإدرار الطمث وقد يضمد به للسعة العقرب وقد يعجن بقيروطي ويوضع على التواء العصب والأورام البلغمية ويضمد به مع المغرة لأورام العين الحارة وقد يقع في أخلاط الأدهان المذهبة للوجع الذي يسمى وجع الأعياء والمراهم الملينة لتسخن به. مسيح: نافع من الأوجاع العارضة من البرد والرطوبة والصداع المتولد منهما والشقيقة الحادثة من المرة السوداء والبلغم إذا أغلي وصب ماؤه على الرأس أو شم ورقه والمرزنجوش محمود الفعل في كل علة وعلة اللقوة وهو أكثر فعلاً من النمام. عيسى بن ماسه: يفتح السدد الكائنة في الرأَس والمنخرين شماً ونطولاً وخاصة إذا دق وصب ماؤه في محجمة بعد الفراغ من الحجامة وصير على العنق ذهب بالآثار البيض الكائنة من الشرط. التجربتين: إذا خلط ماؤه في الأدوية التي تحد البصر والتي تجفف ابتداء الماء النازل في العين قواهما وإذا درس ورقه رطباً بالملح ووضع على التهيج الريحي والحادث من بلغم رقيق حلله وإذا درس ورقه الرطب بالملح والكمون وأكل نفع من الفواق البارد ومن الخفقان المتولد عن خلط لزج في فم المعدة، وإذا طبخ مع التربد والزبيب نفع من الماليخوليا المعائية وهو يسخن المعدة والأحشاء ويحلل النفخ والسدد ويدر البول إدراراً قوياً ويجفف رطوبات المعدة والأمعاء وإذا مضغ بالملح وابتلع قطع سيلان اللعاب، وإذا عجن به الأدوية النافعة من كثرة النزلات الموضوعة على مقدم الدماغ قواها وإذا درس مع لحم الزبيب ووضع على نتوء الخصيتين أزاله إذا كان الورم هادياً وإن كان شديد الحرارة رطب بالخل ومتى استعط بمائه مع شيء من العسل نقى الدماغ من الأخلاط الباردة وسخنه. إبن عمران: هو مفتح للسدد التي في الرأس مذيب للبلغم قاطع للصداع البارد ملائم لأهل الزكمة نافع من الأوجاع العارضة من البرد والرطوبة ومن الصداع ومن الشقيقة المتولدة من المرة السوداء ومن البلغم إذا أغلي وصب ماؤه بعد انكبابه على الرأس، وإذا شم فتح السدد الكائنة في الرأس والمنخرين وينفع من الأوجاع الباردة والرياح الغليظة وإذا شم على النبيذ أسرع السكر لما فيه من الحر والتفتيح.

مران: ديسقوريدوس في ا: ماليا هو شجرة معروفة ورقها إذا شربت عصارتها بشراب أو تضمد بها نفعت من نهشة الأفعى وقشره إذا أحرق ولطخ به على الجرب المتقرح أذهبه ويقال: إن نحاتة خشب المران إذا شربت قتلت شاربها. لي: ليس هذا هو المران المذكور في السابعة من مفردات جالينوس بل هو دواء آخر غيره والدواء الذي قالت التراجمة فيه من مفردات جالينوس أنه المران هو الدواء المسمى في آخر المقالة الأولى من كتاب ديسقوريدوس باليونانية قرانيا وقد ذكرته في القاف.

مر: 

ديسقوريدوس في الأولى: هو صمغ شجرة تكون ببلاد الغرب شبيهة بالشجرة التي تسمى باليونانية بالشوكة المصرية تشرط فتخرج منها هذه الصمغة وتسيل وتصير على حصر وبواري قد بسطت لها ومنها ما يجمد على ساقها، ومنها ما يسمى ودنانستاس وهو دسم ومنه تخرج الميعة السائلة إذا عصر ومنه ما يسمى عابيدا وهو دسم جداً وشجرته تكون في أرض طيبة سمينة، وإذا عصر ماؤه أخرج ميعة سائلة كثيرة وأجوده المر الذي يقال له طرعلود وطيقي، ويسمى بهذا الإسم في البلاد التي يكون منها ولونه إلى الخضرة ما هو لذاع صاف ومنه ما يقال له ليطي وهو بعد الأول وفيه لين تحت المجسة مثل ما لمقل اليهود في رائحته شيء من زهومة وشجرته تكون في مواضع شمسية ومنه ما اسمه قوقاليس وهو حسن جداً أملس أسود كان فيه أثر تلويح النار، وأردأ ما يكون من المر هو الذي يقال له أرغاسيتي وهو هش ليس بدسم حريف يشبه الصمغ في المنظر والقوة والمر الذي يقال له أمني هو أيضاً مرذول وقد يعمل أقراص من ثفل المر فإن كان المر دسماً فإن الأقراص طيبة الرائحة، وإن كان يابساً لا تكون طيبة الرائحة ولا دسمة ولا ضعيفة القوة لما خلط فيها من الدهن لما قرصت وقد يغش المر بصمغ قد أنقع في ماء المر فاختر من المر ما كان حديثاً هشاً خفيفاً لونه واحد، وإذا كسر كان في كسره أشياء بيض شكلها شكل الأظفار أملس صغير المحاجم مر طيب الرائحة حار مسخن وأما ما كان منه ثقيلاً لونه مثل لون الزفت فلا خير فيه. جالينوس في الثانية: هذا في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تسخن وتجفف ولهذا صار إذا نثر على الشحج العارضة في الرأس أذهبها وأمكن فيه أن يلزقها وفيه من المرارة ما ليس باليسير وبسبب هذه المرارة أيضاً صار يقتل الديدان والأجنة ويخرجها وفيه من قبل هذا أيضاً جلاء، ولذلك صار يخلط في الأكحال التي تتخذ للقروح والآثار الغليظة التي تكون في العين وبهذا السبب أيضاً صار يخلط في الأدوية التي يشربها من به السعال القديم والربو القديم وليس يحدث في قصبة الرئة خشونة كما تفعل أشياء أخر من الأشياء التي تجلو بل إنما فيه من الجلاء مقدار قصد ولاعتدال جلائه صار بعض الناس يخلطه في أدوية تشرب لخشونة قصبة الرئة خاصة من طريق أنه يسخن ويجفف إسخاناً وتجفيفاً بليغاً ولا يخافون أصلاً فضل مرارته وجلائه، وقال في الأدوية المقابلة للأدواء هو صنفان ويخلط به لبن شجرة بأرض فارس وهي شجرة قتالة فيصير هذا المر إن أكل قتالاً لكنه عجيب في الإكحال لأنه يحلل المدة بغير لذع وربما جفف الماء في ابتدائه إذا كان رقيقاً وقال في الميامن: يصل إلى عمق البدن والأعضاء لأن طبيعته لطيفة حتى يبرئ الأعضاء الوارمة ويستقصي برأها. الرازي: ولذلك هو من أدوية العين وقد يخلط بالقوابض فيوصلها. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة ويعمل شيافاً للالتصاق قابضاً ويلين فم الرحم المنضم ويفتحه وإذا استعمل مع الإفسنتين أو مع الترمس أو عصارة السذاب أدر الطمث وأحدر الجنين بسرعة، وقد يشرب منه مقدار باقلاة للسعال المزمن وعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الإنتصاب ووجع الجنب والصدر وكذا يشرب للسعال والإسهال وقرحة الأمعاء وكذا إذا شرب مقدار باقلاة بفلفل قبل أخذ النافض بساعتين سكنها، وإذا جعل تحت اللسان وابتلع ما ينحل منه لين خشونة قصبة الرئة وصفى الصوت ويقتل الدود ويطيب النكهة إذا ليك في الفم وقد يخلط بشب ويلطخ به الإبط النتنة وإذا تمضمض به بخل وزيت شد اللثة والأسنان ويذر على القروح في الرأس فيذهبها، وإذا لطخ مع جوف الحيوان الذي في الصدف أبرأ انصداع الأذن المشدوخة وكسا العظام العارية من اللحم وإذا خلط بأفيون وجندبادستر وماميثا أبرأ الآذان التي يسيل منها قيح وأورامها الحارة، وقد يستعمل مع السليخة والعنصل لطوخاً على الثآليل وإذا خلط بالخل جلا القوابي وإذا خلط باللاذن والخمر ودهن الآس أمسك الشعر المتساقط، وإذا أخذ بريشه ولطخ به المنخران قطع النزلات المزمنة ويبرئ قروح العين ويجلو بياضها وظلمتها وينفع خشونة الجفون وقد يجمع أيضاً دخانه كما يجمع دخان الكندر والعسل لما يصلح له المرّ. ابن الجزار: وإذا سحق وعجن بماء الآس واحتملته المرأة التي تفوح منها رائحة منتنة أزالها، وإذا عجن بزيت فلسطين ووضعه الرجل على إبهام رجله اليمنى لم يزل يجامع ما دام على إبهامه، وإذا سحق  بخل جيد حتى يصير كعصارة الكشك ومسح به الرأس نفع من وجع الصدغين والرأس الذي يكون من أسباب لا تعرف. الرازي في جامعه: ينفع من أوجاع الكلى والمثانة ويفتح ويذهب نفخ المعدة والمغص ووجع الأرحام والمفاصل وينفع من السموم ويفتح ويخرج الديدان ويذهب ورم الطحال ويحلل الأورام. وقال في المنصوري: يسدد وينوم وينفع من لذع العقارب شرباً. ابن سينا: يمنع التعفن حتى أنه يمسك الميت ويحفظه من التعفن والتغير والنتن ويجفف الفضول الخامية. الغافقي: يجفف البلغم وينقي الأعضاء الباطنة ويفتح السدد وإذا شربت منه المرأة التي قد أشرف عليها نزف الدم وزن نصف درهم في بيضة نميرشت أمسك عنها الدم. التجربتين: إذا خلط بخل العنصل وتمضمض به أبرأ اللثة الدامية وإذا عمل بالشراب منه فرزجة واحتمل أسقط الجنين وإذا نثر على الجراحات اليابسة المزاج الطرية بدمها ألصقها، وإذا خلط بالكمون وعجن بالسمن وطليت به قروح الرأس الرطبة واليابسة أبرأها وكذلك إن حل في ماء السلق والخل نفع من الأتربة، وإذا حل في رقيق البيض أو لبن النساء أبرأ قروح القرنية، وإذا حل في ماء شقائق النعمان، أو ماء ورق العوسج أذهب بياض العين وإذا حل في ماء قد طبخ فيه الكركم أو ماء الشمار أو الفوذنج النهري واكتحل به أحدّ البصر ونفع من ابتداء نزول الماء في العين وإذا سحق بالسنبل واكتحل به نفع من خشونة الأجفان، وإذا حل في ماء الفجل وطلي به الدم المنعقد تحت العين حلله وإن طلي به الكلف أذهبه إن تمودي عليه به وإن حل في ماء حماض النارنج وطليت به السعفة وتمودي عليه أزالها وجففها، وإذا حل بالخل ودهن الورد وطلي به الجرب المتفرّج أبرأه وكذا يبرئ الحكة، وإذا حل في ماء الورد والزعفران وطلي به الشعيرة جففها وأزالها وإذا حل في ماء المرزنجوش وماء الحبق القرنفلي وطلي به كل يوم داخل الأنف في زمن الشتاء منع من النزلات مع التمادي عليه وإذا تمضمض به كل يوم مع الشبث محلولاً في خل العنصل أو الخل وحده أو في ماء قد طبخ فيه أصول الهليون أو زنجار شد الأسنان المتحركة المتولدة من رطوبة تنصب أو من خشونة الصدر والقيح، وإذا أمسك في الفم صفى الصوت وأزال البحوحة منه وذوب الخلط الكائن في الحلق، وإذا خلط بدارصيني وسكر كان في ذلك أبلغ وينفع من السعال والبهر ويسهل نفث الأخلاط اللزجة من الصدر والقيح إن أمسك في الفم أو أخذ منه مشروباً، وإذا شرب نفع من أوجاع الجوف وطرد الرياح وأدر البول ونفع من قروح المثانة والسحج في الأمعاء والعتيق منه وأحدر الحيض المتوقف عن سدد حادثة في مجاريه أو خلط غليظ ودم فاسد وإذا شرب أو احتقن به نفع من الطلق وأحدر المشيمة والجنين، وإذا حل في ماء الحلبة واحتقن به لين صلابة الرحم، وإذا حل في ماء الكزبرة الرطبة والكرفس الرطب أو ودح الصوف المستخرج بالخل وطلي به شدخ العضل والورم المتولد منه سكن وجعه وحلله، وإذا ديف بماء النعنع خاثراً وقطر في الخياشيم أزال نتنها وكذا إن حقنت به الرحم وهو بهذه الصفة فعل ذلك وكذا إن طلي به الإبطان أيضاً. ديسقوريدوس: وأما المر الذي من البلاد التي يقال لها تيروطيا فإنه يقطع من أصل شجرة تكون هناك فاختر منه ما كان شبيهاً رائحة المر في طيب رائحته وقوّته مسخنة ملينة محللة وقد يقع في اختلاط الدخن. جالينوس: قوته تلين وتسخن وتحلل. غيره: وبدله وزنه من صمغ اللوز المرّ وقصب الذريرة والقسط المرّ ودهن الأذخر.

مرس: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه مروا وهو نبات له ساق وورق شبيهان بساق وورق النبات الذي يقال له قرينون وله أصل لين المغمز مستدير إلى الطول ما هو لذيذ الطعم طيب الرائحة. جالينوس في السابعة: أصل هذا طيب الرائحة حلو المذاق ويحدر الطمث وينقي الرطوبات من الصدر والرئة فهو لذلك في الدرجة الثانية من درجات الأشياء المسخنة وفيه مع هذا شيء لطيف. ديسقوريدوس: إذا شرب بالشراب نفع من نهشة الرتيلا وقد يدر الطمث ويبقي النفساء وإذا طرح في الإحساء وتحساه من في رئته قرحة نفعه وزعم بعضهم أنه إذا شربه أحد مرة أو مرتين أو ثلاثاً بالنهار بالشراب في وقت فساد الهواء الذي يعرض فيه الطاعون انتفع به ولم يعمل في بدنه فساد ذلك الهواء.

مريافلون: معناه ذو الألف ورقة. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ساق صغيرة غضة ليس لها أغصان ولا شعب وله أصل واحد وعليه ورق أملس كثير شبيه بورق الرازيانج وفي الساق شيء من تجويف ولونه مختلف وهو لاصق بالأرض كالمطروح وينبت في الآجام وإذا تضمد به يابساً أو رطباً مع الخل نفع الجراحات في ابتدائها ومنع من ورمها وقد يسقى بالماء والملح للسقطة. جالينوس في 7: قوته مجففة ويبلغ من تجفيفه أنه يدمل الجراحات.

مريافلون آخر: يعقوب بن إسحاق الكندي: هو دواء يجلب من الشام وهو عروق يشبه أصل اللقاح إذا دق ناعماً وأخذ منه قدر درهم وأنقع في لبن حليب أو نبيذ ليلة وشرب على الريق من الغد ولم يؤكل شيء إلى نصف النهار أمن شاربه من السموم كلها سنة قال بعض الأوائل: ينفع الدهر كله وكل ما زيد من شربه كان أنفع. لي: زعم جماعة من أطباء الشام أن هذا الدواء هو الأول وليس كذلك إنما هو المعروف اليوم عند المحققين لصناعة النبات بأرض الشام بالحزنبل والطرقيون يسمونه بالحرمد أنه بضم الحاء المهملة وإسكان الراء المهملة وقد تقدم ذكرهما في الحاء المهملة.

مرطولست: الفلاحة هي شجرة تعلو كقامة الرجل وورقها كذوائب الشعر لأنها تطلع من أغصانها رقاقاً ويلتف بعضها على بعض وفي ورقها رطوبة مدبقة وكذا أغصانها إلا أن ورقها أشد تدبقاً، وإذا تضمد به نهش الأفاعي نفع منها جداً وإذا أحرق ورقها ولحاؤها وطلي برمادها الجرب في الحمام ثلاث طليات قلعه، وإذا اعتصر ورقها وشرب من مائه قدر أوقيتين قتل بعد يوم أو يومين، وزعم قوم أنه من أخذ من ورقها واحدة وغرسها في الأرض أنبتت شجرة السبستان وإن قطعت قضبانها ودفنت في التراب وسقيت بالماء أنبتت بعد نيف وأربعين يوماً الفطر المشاع أكله.

مرار: بضم الميم وفتح الراء المشددة بعدها ألف ثم راء مهملة إسم لنوع من النبات الشوكي يكون في آخر الربيع وفي أول الصيف وهو معروف بالديار المصرية بالمرير وأطباؤها يستعملونه بدل الشكاعا وليس ببعيد عن فعله وسمعت أهل ديار بكر يسمونه بالربدرية. أبو حنيفة: له ورق طوال يلزم الأرض لونه إلى السواد ثم يعود في القيظ شجره وله شعب ذات عقد من أصل واحد وزهر أصفر، وإذا دنا منه أحد التبس به شوكه من أعاليه وذلك في موضع الزهرة حيث كانت يخرج له ثمر شوكه حاد فيه مثل حب العصفر وهي مرة جداً شديدة المرارة ومنابتها القيعان وإجراف الزروع والسائمة كلها ترعاها ولا شيء أسمن للإبل منها الغافقي: هو صنفان منه مازهر مهدب يخلفه ثمر في قدر الفول فيه شوك حديد ومنه مازهره أحمر مهدب أيضاً وشوكه أطول وليس للمرار شوك إلا في ثمره وموضع زهره فقط وشوكه أبيض، وقد يؤكل بعد سلقه ويطبخ باللحم والبربر تأكله نيئاً على شدة مرارته ويسمونه عندهم شوكة مغيلة ومغيلة بلد من بلادهم وقد يظنه قوم أنه الشكاعا وآخرون يظنونه الباذاورد ويغلطون وقد يؤكل ساقه مقشراً وهو أقل مرارة من ورقه وخاصة هذا النبات إذا أكل يفتح السدد ويطفئ حرارة الدم ويصفيه وينفع من الحميات المتقادمة وذات الجنب والجرب والحكة، وإذا أكل ثفله أو شرب ماؤه نفع الرمد الحار إذا ضمد به.

مرانية:  

المجوسي: خاصتها تفتيت الحصا المتولد في المثانة وإدرار البول. ابن هرزداري الهروي: هرم المجوس بالفارسية يسمى بهذا الإسم وهو دواء حار يابس في الثانية وفيه تجفيف بليغ. المنهاج: فيها بعض الجلاء والحدة وأجود زهرها الأغبر الذي يعلوه صفرة فيكون حديثاً يحبس الدم من الجراحات إذا دق ووضع عليها وإذا طبخ وشرب ماؤه أذاب الفضول.

مرو: الغافقي: قال صاحب الفلاحة هو سبعة أصناف فمنه المرماحور وهو أجودها وأنفعها للجوف وأكثرها دخولاً في الأدوية والتالي له في المنفعة مر ويقتلونه والثالث مرواطوس، والرابع مرواهان، والخامس مرومريدان، والسادس مروالهرم، والسابع مروكلائل وهو أصغرها نباتاً وأقلها دخولاً في الأدوية تتشابه في الصورة قليلاً إلا أن المرماحور أشرفها وأنفعها ويرتفع من الأرض شبراً وزيادة ساقه خشبي وعروقه نابتة متقاربة وهي قريبة من مقدار فروعه ويتفرع ورقه على ذلك الساق بشيء يمتد منه إِلى الورقة وريح ورقه طيب قليلاً وطعمه مر وفيه أدنى بشاعة تخالط مرارته أول ما يخالط الفم ويبزر في طرفه بزر يلقط في تموز كبزر الكتان وهو في ورقه أدنى تحديد في رأسه منكسر الخضرة نحو السلق والآس ومن أصناف المرو ثلاثة ورقها مدور، أحدها ورقه كورق الخبازي إلا أن فيه تشريفاً، وآخر أصغر منه، وآخر ورقه كورق الكبر سواء، والآخر يشبه ورقة ورق اللبلاب وهو أصغر منه وبزر جميع أصنافه ينضج الأورام الصلبة والدماميل والجراحات وهو يصلح المعدة الضعيفة والكبد، ويزيل ضرر الرطوبات وفساد المزاج ويذهب الرياح أكثر من كل شيء ويزيل الضعف العارض من سوء المزاج العارض بسبب كثرة الأكل وكثرة شرب الماء البارد، وإذا أدمن المستسقى اقتماح وزن درهمين في كل يوم من ورقها وبزرها مع مثله سكراً على الريق جفف الماء وأخرجه بالبول والعرق دائماً. إسحاق بن عمران: هو صنف من الأحباق وهو أربعة أضرب وهو حبق الشيوخ وحبه وورقه أجرش أغبر فبعضه يسمى مردارون وهو حار يابس في الدرجة الثانية،. وصنف يسمى أردشيردار وصنف يسمى داروما وهو المرو الأبيض وحبه أبيض وهو معتدل في الحرارة والرطوبة وصنف منه يسمى مرماحور وهو مروالجبل ويسمى بأفريقية أوسهومة وتفسيره رجل صالح وكلها تجمع في الربيع ولها عود مربع خوار تشبه ورقته الحبق والمرماحور حار يابس في الثالثة نافع من الخفقان الكائن في القلب من المرارة والمرة السوداء مفتح لسدد الرأس نافع من أوجاع الرحم والنساء الحوامل إذا شرب بالشراب لا سيما إذا كانت العلة من برد وهو أجود شيء نفعاً من الأوجاع وهو على اختلاف أنواعه ينفع المرطوبين ومن به بلغم فإن أكثر شمه على النبيذ أسكر وصدع. قالت الخوز: المرماحور إن نقع في الشراب وشرب أسكر شاربه سكراً شديداً والمسمى مردارون يسكر كالحرمل وأشد ما يكون إذا كان بشراب والصنف المسمى الدرومة تستعط منه الصبيان ليناموا. أبو جريج: وبزره أقل حرارة من بزر الكتان لكنه أشد إنضاجاً للجراحات وإذا قلي عقل البطن وقوى الأمعاء فإن لم يقل أسهل وكذا حال البزور اللعابية. ابن سينا: هو أنواع لكن الأبيض معتدل مفرح وجميع أصنافه مفش للريح لطيف محلل للنفخ والبلغم مفتح للسدد الباردة حيث كانت ويقطر ماؤه مع اللبن في الأذن الوجعة ومنه نوع يسمى مستيهار نافع من الصداع الحار وأصنافه كلها تنفع من الصداع البارد ويقوي المعدة ويفتح سدد الأحشاء وينشف رطوبتها ويقوي الأمعاء. غيره: وإذا قرش ورقه الغض في الحمام ورقد عليه صاحب الرياح الجائلة في الأعضاء فبينفعه نفعاً بيناً بليغاً وهو من أبلغ الأدوية فيه.

مرماحور: تقدم ذكره في المرو.

مريخ: الرازي في الحاوي: هو حب هندي شبيه بالدوقو حار يابس في الثالثة يدر الطمث ويفتح سدد الكبد والطحال.

مرعود الجن: ابن ماسوية: هو حار يابس في الثالثة جلاء لطيف.

مري: جالينوس في الحادية عشرة: قوته حارة يابسة ولذلك يستعمله قوم من الأطباء في مداواة القروح العتيقة ويلقون منه في الحقنة التي يحقن بها من به قرحة في الأمعاء ومن به وجع في الورك. ديسقوريدوس في الثالثة: عارس وهو المري المعمول من السمك المالح واللحوم المالحة إذا صب على القروح الخبيثة منعها أن تسعى في البدن ويبرئ عضة الكلب الكلب، ويحتقن به لقرحة الأمعاء لتكونها وأما لعرق النساء فيحرك الأعضاء على دفع الفضول. الرازي: يعمل عمل الملح إلا أنه أقوى منه وألطف ويسهل البطن ويقطع اللزوجات ويلطف الأغذية الغليظة ويعطش ويسخن المعدة والكبد ويجففهما وأقوى أصنافه المري النبطي إذا تجرع منه قليل على الريق قتل الديدان والحيات ويكتحل به صاحب الجدري فيمنع أن يخرج في العين وإن خرج فيها منه شيء أذابه. وقال في دفع مضار الأغذية في ذكر التوابل يسخن البدن ويجففه ويعطش وليس بموافق لمن في صدره خشونة ولمن به حكة أو بواسير فليتلاحق هؤلاء ضرره بالأشياء الحلوة الدسمة ويكثروا من الدخول في الماء الفاتر العذب وهو قطع ويلطف ويمنع من اجتماع البلغم الغليظ في المعدة ولذلك ينفع من يعتريه القولنج ويتولد فيه الديدان وبالجملة فإنه مجفف للبدن بذاته وهو أقوى فعلاً في ذلك من الملح لكن له في تفتيقه الشهوة أن تتولد عنه التخم من الإكثار من الطعام وبتلطيفه وتقطيعه يعين على جودة الهضم فيخصب البدن كأكله مع الهريسة والفلفل، فإن البدن يخصب في هذا الوقت لا من أكل المري والفلفل لكن من أجل تجويدهما لهضم الطعام ويفتق الشهوة. التجربتين: وإذا تغرغر به جذب بلغماً كثيراً من الدماغ والحنك ونقى أورام النغانغ إذا انفجرت. الجاحظ في رسالته في المري: هو جوهر الطعام وروح البارد المستظرف، والحار المستنظف يصلح بالليل والنهار ويطيب بالبارد والحار، ويدبغ المعدة ويشهي الطعام ويغسل أوضار الجوف الفاسدة وينشف البلغم ويذهب بخلوف الفم.

مرهيطس: كتاب الأحجار: هذا الحجر أسود رخو عليه خطوط ناتئة وهو يبرئ النملة التي تخرج في الرأس إذا حمله إنسان معه وكذا يبرئ أيضاً من انفجار القيحة التي تكون في أطراف الأصابع.

مرطيس: كتاب الأحجار: هذا حجر له خشونة الصخور ولونه لون اللازورد وليس به يوجد بمصر ونواحي بلاد الغرب إذا سحق خرج منه شيء شبيه برائحة الخمر وإن شرب منه وزن ثلاث شعيرات بماء بارد نفع من وجع الفؤاد.

مرداسنج: 

وهو المرتك. ديسقوريدوس في الخامسة: منه ما يعمل من الرمل الذي يقال له موليدانيطس ومعنى هذا الإسم الرصاصي وإنما يعمل منه بأن يؤخذ فيحمى حتى يصير ناراً ومنه ما يعمل من الفضة ومنه ما يعمل من الرصاص وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها أشبانيا وبعده ما كان من البلاد التي يقال لها أرخيااوفيا والذي من الهند وبعده الذي من صقلية وقد يكون في هذه المواضع لأنه يعمل من صفائح رصاص تحرق ومنه ما لونه أحمر وهو صقيل ويقال له حورسطس ومعناه الذهبي وهو أجود أصنافه وبعده الفضي وبعده ما يعمل من الرصاص ومنه ما لونه إلى الفرفيرية ويقال له أرخوسطس ومعناه الفضي والذي يعمل من الفضة يقال له أريونيطس وقلويدس، فأما الذي يعمل من الرصاص فإنه يقال له موليدنيطس. جالينوس في التاسعة: هذا أيضاً يجفف كما تجفف سائر الأدوية المعدنية الأخر والحجارية والأرضية إلا أن تجفيفه قليل جداً وهو في كيفيته وقواه الأخر كأنه منها في الوسط وذلك أنه لا يسخن إسخاناً بيناً ولا يبرد وجلاؤه أيضاً وقبضه يسيران فهو لذلك دون الأدوية التي تجلو جلاء معتدلاً ودون الأدوية التي تجمع وتقبض، وهو دواء نافع للسحج الحادث في الفخذين إلا أن هاتين القوتين فيه قليلان فحق له أن يعد في الطبقة الوسطى من طبقات الأدوية التي يحتقن بها ولذلك نستعمله مراراً كثيرة كالمادة فنخلط منه الأدوية التي قوتها شديدة أما لذاعة أو قابضة أو تفعل فعلاً آخر شبيهاً بهذا كما تفعل بالأدوية التي تذوب الشمع كالمادة في كثير من الأدوية لأن الشمع أيضاً في الوسط بين الأدوية الشديدة العنيفة القوة. ديسقوريدوس: وقوة جميعه قابضة ملينة مسكنة مبردة تملأ القروح العميقة لحماً وتذهب اللحم الزائد في القروح وتحملها وقد يحرق على هذه الصفة يؤخذ فيرض حتى يصير قطعاً كقطع الجوز ثم يصير على جمر ويترك عليه حتى يصير ناراً ثم يترك حتى يبرد ثم يصفى من وسخه ويرفع. ومن الناس من إذا أخذها من الجمر أطفأها بالخل والخمر ثم يفعل به ذلك مرة ثانية ويرفعها وقد يغسل كما يغسل القليميا ويبيض على هذه الصفة يؤخذ المرتك الذي يقال له أرخونيطس، فإن لم يحضر منه شيء فيؤخذ من غيره فيرض ويصير أمثال الباقلا ويؤخذ منه مقدار المكيال الذي يقال له سوقس المستعمل في البلاد التي يقال لها أطيقي ويصير في قدر حديد ويصب عليه الماء ويلقى عليه من حنطة البر الأبيض مقدار سوقس ويؤخذ من الشعير حفنة وتشد في خرقة صوف جديدة رقيقة لطيفة وتربط بإذن القدر وتعلق في داخلها وتطبخ إلى أن يتفلق الشعير ثم يرفع ما في القدر في إجانة واسعة ويؤخذ البر ويرمى به ويصب على المرادسنج ماء ويغسل ويدلك دلكاً شديداً ويؤخذ فيجفف ويسحق في صلاية من البلاد التي يقال لها سافس ويصب عليها ماء سخن إلى أن تذوب وتنحل مع الماء ثم تترك حتى تصفو ثم يصب عليه ماء آخر ثم يسحق النهار كله، فإذا كان العشاء صب عليه ماء حار ويترك وإذا كان من الغد صفى عنه الماء وصب عليه ماء آخر ويترك أيضاً ساعة ثم يصفى عنه ويفعل به ذلك ثلاث مرات في سبعة أيام متوالية، فإذا تمت خلط به بكل درهم من المرداسنج خمس درخميات من الملح الدراني ثم يصب عليه ماء حار ويسحق ويصفى عنه الماء ثم يصب عليه ماء آخر فإذا ابيض صب عليه ماء آخر حار وفعل به كما فعل أولاً حتى لا يبقى فيه شيء من الملوحة ثم يجفف في شمس حارة ويترك حتى لا يبقى فيه شيء من النداوة ويرفع ويؤخذ من المرداسنج الذي يقال له أربورنيطس منا فيسحق ناعماً ثم يؤخذ من الملح الحراني مسحوقاً مع مثله ثلاثة أمثال المرداسنج فيخلط به ويصير في قدر جديدة ويصب عليه من الماء ما يغمره ويحرك في كل يوم بالغداة والعشي ويمد بالماء قليلاً في كل يوم من غير أن يصب عليه شيء من الماء الأول ويفعل به ذلك ثلاثين يوماً واعلم أنه إن لم تحركه جمد وصار كالخزف ويحرك بالماء قليلاً لئلا يجمد ويتحجر، فإذا تمت ثلاثون يوماً صب عليه الماء صباً رقيقاً وألقي في صلاية من البلاد التي يقال لها لبني وسحق وبعد السحق يصير في إناء من خزف ويصب عليه ماء ويصفى عنه حتى لا يبقى فيه شيء من الملوحة ثم يترك حتى يجف قليلاً ثم يعمل منه أقراص ومن الناس من يرض المرداسنج ويصيره قطعاً كالباقلا ثم يجعله في معدة خنزير ثم يطبخه بالماء حتى تنضج المعدة ويخرجه منها ويخلط به من الملح 

مقداراً مساوياً ويغسله كما وصفنا ومن الناس من يأخذ منه رطلاً ويخلط به من الملح مثله ثم يصب عليه ماء ويسحقه في الشمس ولا يزال يبدل ماءه حتى يبيض وقد يبيض أيضاً على هذه الصفة يؤخذ منه أي مقدار كان ويلف بصوف أبيض ويصير في قدر فخار جديدة ويصب عليه ماء صاف ويلقي عليه ماء ويؤخذ من الباقلا الحديث، ويطبخ بماء فإذا انقلع الباقلا واسود الصوف أخرج من لفف الصوف ثم يؤخذ ماء صاف ويصب عليه ويلقى عليه من الباقلا كالأول ويطبخ ثانية ويفعل به ذلك وأكثر حتى يصب الصوف ثم يؤخذ فيصير في صلاية ويلقى على كل ثمان درخميات منه بالدرخمي المستعمل بالبلاد التي يقال لها أطيقي رطل من الملح المراني ويسحق وتلقى عليه من النطرون الأبيض الشديد البياض سبعة وأربعين مثقالاً مدافاً بماء ويسحق أيضاً حتى يبيض ويشتد بياضه ويلقى في إناء خزف واسع الفم ويصب عليه ماء كثير ويحرك ويترك حتى يصفو ويصب عليه ماء آخر ولا تزال تفعل به ذلك حتى يصفو ويعذب ولا يبقى فيه شيء من الملوحة، ثم تصفي الماء عنه ثم تصيره في الشمس أربعين يوماً ويكون صيفاً وإذا تمت الأربعون واستحكم جفافه استعمل وقد يقال أن المرداسنج المغسول يصلح إن استعمل في الأكحال وأنه يجلو الآثار السمجة العارضة من القروح التي في الوجه كالكلف ونحوه. الخوز: الأبيض يقطع رائحة الإبط ويحسن العرق. بليناس: المرداسنج إن طرح في الخل بدل الحموضة حلاوة وإن طرح في نورة الحمام إسود بدن من استعملها إسحاق بن عمران: يدخل في بعض الحقن التي تقي الخلقة وإذا أخذ المرتك وكبريت أصفر بالسوية وسحقا مع خل ودهن الآس حتى يثخن كالعسل ولطخ به الشر أو النفاخات نفع منها. ابن سينا: النساء في بلادنا يسقينه الصبيان للخلفة وقروح الأمعاء هذا ويلقونه في كيزان الماء ليقل ضرره وهو قابض يحبس البول وينفخ البطن والحالبين ويقبض اللسان ويخنق ويضيق النفس. التجربتين: ينفع من حرق النار والماء منفعة بالغة لا سيما من حر النار، وإذا نثر على القرحة المتولدة في أصابع القدمين من قلة غسلهما وانضمامهما على الوسخ المجتمع أزالها وإذا خلط بسائر أدوية الجرب والحكة نفعها. غيره: وإذا طلي الرأس به مع خل وزيت نفع من القمل وإن سحق وطبخ بأربعة أمثاله زيتاً حتى يصير في قوام الزفت الرطب وقطر هو حار في الشقاق المزمن الواغل في اللحم نفع منه. ديسقوريدوس: إن شرب كان منه ثقل في البطن والمعدة ومغص شديد وربما شق المعي بثقله وانتفخ الجسد كله ويجعل لونه مثل لون الآبار وينفع صاحبه بعد التقيؤ ببزر أرميس البري ومرزنة ثلاثة عشر مثقالاً وإفسنتين وزوفاً، وبزر الكرفس أو فلفل وفاغية الحناء مع طلاء وفرق الحمام البري اليابس مع ناردين وطلاء. الرازي في الحاوي: يجب أن يقيأ بماء الشبث المطبوخ والتين ويسقى من المر ثلاثة دراهم بماء فاتر وألزمه لحوم الخرفان وأسقه خل خمر أسود واكد عرقه.

مرعزي: ابن رقية: ثيابه حارة رطبة الدن من الصوف وأقل حرارة منه تلائم طبيعة الإنسان وتشاكل جميع أصناف الناس وتنعم الأبدان الكثيرة اللين والتي فيها لين وتسخن الكلى وتقوي الظهر. مرقشيثا: كتاب الأحجار: منها ذهبية وفضية ونحاسية وحديدية وكل صنف يشبه الجوهر الذي نسب إليه في لونه وكلها يخالطها كبريت وهي تقدح النار مع الحديد النقي. ديسقوريدوس في الخامسة: هو صنف من الحجارة يستخرج منه النحاس وينبغي أن يختار منه ما كان لونه شبيهاً بلون النحاس وكان خروج شرر النار منه هيناً وينبغي أن يحرق على هذه الجهة يؤخذ فيغمس في عسل ويوضع على جمر لينة ويروح دائماً إلى أن يحمر ويخرج ومن الناس من يضع الحجر مغموساً بالعسل في جمر كثير فإذا بدا أن يحمر لونه أخرج من النار ثم نفخ عنه الرماد ثم أعاده إلى النار نار الجمر وقد غمسه أيضاً بالعسل فلا يزال يفعل به ذلك إلى أن تصير أجزاؤه هشة وربما احترق ظاهره دون باطنه فإذا أحرق على هذه الصفة وجفف، فإن احتيج إلى أن يغسل فليغسل كما يغسل القليميا. جالينوس في التاسعة: هو واحد من الحجارات التي لها قوة شديدة جداً ونحن نستعمله بأن نخلطه في المراهم المحللة ونلقي معه أيضاً من الحجر المسمى سحطبوس وقد حلل هذا المرهم مراراً كثيرة الفيح والرطوبة الشبيهة تعلق الدم إذا كان كل واحد منهما مجتمعاً في المواضع التي بين العضل. ديسقوريدوس: وقوته محرقاً كان أو غير محرق مسخنة ملينة محللة تجلو غشاوة البصر منضج للأورام الجاسية إذا خلط بالراتينج وقد يقلع اللحم الزائد في القروح مع شيء من تسخين وقبض ومن الناس من يسمى هذا الحجر إذا أحرق على هذه الصفة يافروخس. وقال الرازي في المنصوري: هو حار يابس يقوي العين مع جلاء يسير. الرازي في الحاوي: إن علق على الصبي لم يقرع فإنه يجعد الشعر وإن سحق بالخل وطلي على البرص أبرأه. غيره: يحلل المدة الكائنة في العين ويقوي البصر ويطلى بالخل على النمش فينفعه. ابن ماسه: البصري: فيه تنشيف للقيح والرطوية الشبيهة بالدم الحادثة بين العضل ويتلوه في القوة حجر الرحا.

مرمر: الغافقي: قيل أنه صنف من الرخام أبيض أكثر ما يوجد في معادن الجزع وهو أفضل أصناف الرخام ويسمى باليونانية الأشطريطس وزعم قوم أن الأشطريطس هو الجزع ويسمى باليونانية ألوفرسطس وهو حجر يوجد في أرض دمشق والشام وهو أبيض في لونه خطوط شبيهة بمناطق فيؤخذ ويحرق ويجعل معه ملح داراني ويسحق ناعماً، وتدلك به الأسنان فينفعها ويشد اللثة وينفع من حرق النار أيضاً وذلك أنه يؤخذ فيدق ويسحق ويذر على موضع الحرق وهذا الحجر يوجد بمصر كثيراً. جالينوس في التاسعة: إذا أحرق هذا الحجر نفع في الطب وقوم يسقون منه من هو عليل فم المعدة فيجدونه نافعاً. ديسقوريدوس في 5: إذا أحرق هذا الحجر وخلط بالراتينج والزفت حلل الأورام الصلبة وإذا استعمل بقيروطي سكن وجع المعدة وهو يشد اللثة.

مرارة: 

ديسقوريدوس في الثانية: كل مرارة هكذا تخزن خد مرارة طرية وأربط فمها وصيرها في ماء حار مغلي ودعها فيه بقدر ما يعدو الإنسان ثلاث مرات وأخرجها من الماء وجففها في ظل في موضع غير ندي، وأما المرارات التي نستعملها في أدوية العين فاربط أفواهها بخيط كتان وهي طرية وصيرها في إناء من زجاج فيه عسل وأربط طرف الخيط بفم الإناء وغطه واخزنه والمرارت كلها حريفة مسخنة يخالف بعضها بعضاً في شدة القوة وضعفها. جالينوس: ما كان من الحيوان مسكنه في المواضع التي هي أشد حرارة كانت المرارة فيها ضرورة أكثر وأزيد من سائر الأخلاط الأخر وإن كانت في موضع أقل حرارة كانت أقل وقد توجد مائيتها صفراء في لونها وربما كانت خضراء والسبب في خضرتها غلبة الرطوبة عليها فما كان لونه طبيعياً أصفر فهو أشد حرارة من الأخضر فإن أحرقت الصفراء صارت سوداء وذلك ربما يكون من شدة عطش الحيوان الحار المزاج أو جوعه ولذلك تجد مرارة الحيوان الذي تأتيه هذه الآفة عند التشريح يضرب لونها إلى الزنجار ومرة إلى اللازوردية ومرة إلى لون النبات المسمى سنديريطس إذا كان هذا النبات في خضرته أكثر من خضرة الكرنب وكانت إلى السواد أميل فمن أراد استعمال شيء من هذه المرارات فينبغي أن يفحص فحصاً بليغاً ولا يستعمل منها إلا ما كان لونه طبيعياً صحيحاً لم تعتره هذه العلل التي ذكرنا فقد تقع هذه المرارات في كثير من أدوية العين وغيرها فمرة يخلطون منها مع أدوية أخر ومرة وحدها مفردة وأما قوة هذه المرارات في كثير من أدوية العين فمرارة الثور الفحل أشد حرارة ويبوسة من الخصي فإن كان حيوان خصي فطبعه إلى الإناث أميل فمرارة الثور الفحل أقوى من جميع مرارة الحيوان المشاء وبعده على ما ذكر بعضهم مرارة الضبعة العرجاء البرية ومرارة الرق البحري ومرارة العقرب البحري ومرارة الثور أقوى من مرارة الضأن وأحر من مرارة الخنزير وأيبس، وأما مرارة الطير فجميعها حارة لذاعة يابسة قوية ويفعل بعضها في ذلك فعلاً قوياً وبعضها فعلاً ضعيفاً ومرارة الديك والدراج أقوى وأكثر دخولاً في العلاجات الطبية ومرارة العقبان والبزاة شديدة اللذع قوية الحدة أكلة اللحم، ولذلك لونها زنجاري وربما كانت سوداء، وأما مرارة الظباء فقد ذكر بعض الناس أنها نافعة من ظلمة البصر ومن الأطباء من يمدح مرارة بعض الحيوان ويحمدها في ذلك وزعموا أنها تحد البصر وتجلوه وتنفع من الماء النازل في العين مثل مرارة السمكة البحرية المسماة قليمويون ومرارة الضبعة العرجاء والديك والدراج، وزعموا أن مرارة الضبع أضعف وأقل لذعاً للقروح من غيرها والريفية منها أكثر رطوبة ومائية من البرية والبرية من التي تأوي في المواضع اليابسة الصخرية أشد يبساً وأقل رطوبة ومرارة الخنزير ذكروا أنها إذا طليت على قروح الآذان نفعتها فإن كانت القروح فاسدة جداً واحتاجت إلى ما هو أقوى من هذه المرارة وعدمت أدويتها فيجعل مكانها مرارة التيس فإنها أشد حدة ومرارة الدب أيضاً أو الثور أيهما حضرت على مقدار ما يراد من حدة من يعالج بها من هذه القروح وغيرها، ومن الأطباء من يجعل مرارة الثور على البواسير إذا أرادوا أن يفتحوا أفواه العروق التي فيها وربما جاوزت المقدار في تفتيحها لحدة المرارة وشدة لذعها، ولذلك لا ينبغي أن يستعمل شيء من هذه المرارات إلا بعد رعاية ومعرفة الأبدان التي تعالج بها إذ من الأبدان ما تحتمل العلاج القوي، ومنها ما لا يحتمل ذلك على قدر سرعة حس العضو الألم وإبطائه وحدة الدواء ولينه فقد تبين لك أن المرارة الصفراء حادة تفتح أفواه العروق التي في البواسير بلذغ شديد وحرقة موجعة ولا ينبغي أن يقرب منها شيء للمحرورين وجميع المرارات تدخل في كثير من الشياقات المتخذة للعين، وإذا خلط أيها حضر بماء الرازيانج واكتحل به أحد البصر وجلاه. ديسقوريدوس: ومرارة السمك البحري الذي يقال له أسفدينوس ومعناه العقرب والصنف من السمك الذي يقال له بلوبوس وهو الشبوط والسلحفاة البحرية والضبعة العرجاء والقبج والدجاج والعقاب والسنور والمعز الوحشية فإنها شديدة القوة وتوافق ابتداء الماء النازل في العين والقرحة في العين الذي يقال لها أحليس والتي يقال لها أرعامر وجربها ومرارة الثور أقوى من مرارة الضأن والتيس والخنزير والدب والمرارات كلها تحرك الإسهال وخصوصاً في  الصبيان إذا صيرت في صوفة واحتملت في المقعدة. ابن سينا: كلها نافعة من الخشم مفتحة جداً لسدد المصفاة وكلها تنفع من ابتداء الماء النازل والانتشار ولكن لا ينبغي أن تستعمل إلا بعد تنقية البدن والرأس وأنفع المرارات للعين أما من ذوات الأربع فمرارة الظبي، وأما من الطير فمرارة القيح وأما من السمك فمرارة الشبوط ومرارة السمك أقل حدة من سائر المرارات وإن سقيت إمرأة في بطنها ولد ميت مرارة قنفذ معجونة بشمع خرج الولد الميت وإن اكتحل لمرارته أيضاً أبرأ البياض.

مريق: هو العصفر عن أبي حنيفة وقد ذكرته في العين المهملة.

مرقد: يقال على الأفيون وعلى جوز مائل أيضاً وقد ذكرت كل واحد منهما في بابه.

مرار الصحراء: هو الحنظل وقد ذكرته في الحاء المهملة التي بعدها نون.

مرجان: قد تقدم القول عليه في رسم بسد في حرف الباء المنقوطة بواحدة من تحتها.

مروية يلبوشة: هذا الإسم لطيني للدواء الذي سماه ديسقوريدوس في الثالثة بلوطي وقد ذكرته في حرف الباء المنقوطة بواحدة من تحتها، ومن الناس من زعم أنه الباذرنجيويه ولم يصب في ذلك.

مرورية: هو العلف وهو اليعضيد وهو صنف من الهندبا البري شديد المرارة، وفي الكتاب الحاوي المرورية صنف من الخس له مرارة يسيل منه لبن.

مزر: جالينوس في 7: قومنى هذا شراب يتخذ من شعير وهو يولد خلطاً رديئاً كالفقاع ويصدع الرأس ويضر بالعصب جداً. ديسقوريدوس في الثانية: قومني وهو شراب يعمل من الشعير ويستعمل عند بعض الناس بدل الخمر مصدع رديء للأعصاب وقد يعمل من الحنطة مثل هذه الأشربة كما يعمل في غري البلاد التي يقال لها أشربا وبرطانا أيضاً. التميمي في كتابه المرشد: فأما ما يتخذ من الحنطة والشعير والجاورس المنبتة من الشراب الذي يسكر ويسمى بمصر المزر فإنها النبذة تسكر سكراً شديداً غير أنها تبعد عن قوته ومنافعه بعداً شديداً، وقل إن يجد شاربها من الفرح والإنبساط والطرب وتطييب النفس شيئاً فإذا أكثر منها أثارت الغثيان والقيء وأكثرت الرياح والإزدحام، وقد يستخرج بها على طريق العلاج بالقيء الأخلاط المرّية والبلغمية الراكدة في المعدة ولكنه لا يجب أن يطمع منها في حل نفخة ولا بدرقته بغذاء بعد كمال نضجه بل قل أن يحل الطبع ويدر البول ويسهله لكنه ينفع منه بعض المنافع.

مزمار الراعي: ويقال زمارة الراعي. ديسقوريدوس في الثالثة: العما. ومن الناس من يسميه طاماسونيوت ومنهم من يسميه لوزن وهو نبات له ورق شبيه بورق لسان الحمل إلا أنه أدق منه وهي منحنية إلى الأرض ولها ساق دقيقة ساذجة طولها أكثر من ذراع وعلى طرفها رأس شبيهة برأس العمود والذي يسمى حيدار أوله زهر أبيض إلى الصفرة ما هو دقاق وأصوله شبيهة بأصول الخربق الأسود دقاق طيبة رائحتها جداً حريفة فيها رطوبة يسيرة تدبق باليد وهذا النبات ينبت في أماكن مائية. جالينوس في السادسة: جربت منه أنه يفتت الحصا المتولد في الكليتين إذا طبخ وشرب ماؤه وإذا كان كذلك فمعلوم أن قوته تجلو كثير. ديسقوريدوس: وإذا شرب من أصله مقدار درخمي واحدة أو اثنتين مع شراب وافق من شرب سم الأرنب البحري وسم الضفدع التي يقال لها فرونوس وضرر الأفيون، وإذا شرب وحده أو مع جزء مساو له من الدوقو أسكن المغص ونفع من قرحة الأمعاء ويوافق شدخ أطراف العضل وأوجاع الأرحام، وإذا شرب هذا النبات عقل البطن وأدر البول والطمث وإذا ضمد به الأورام البلغمية سكنها. ابن سينا: ينفع من الأورام الرخوة والثقيلة في الأحشاء.

مسك:  ابن واقد: قال المسعودي في كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر الأرض التي فيها ظباء المسك من التبت أرض واحدة متصلة وإنما بان فضل المسك النبتي على الصيني بجهتين إحداهما أن ظباء التبت ترعى سنبل الطيب وأنواع الأفاويه وظباء الصين ترعى الحشيش دون ما ذكرنا من أنواع حشائش الطيب التي ترعاها التبنية، والجهة الأخرى إن أهل التبت لا يتعرضون لإخراج المسك من نوافجه ويتركونه كما هو بخلاف الصين فإنهم يخرجونه ويلحقه الغش بالدم وغيره، وأن الصيني أيضاً قطع ريحه طول المسافة في البحار وكثرة الأنداء واختلاف الأهوية وإن عدم من أهل الصين الغش في مسكنهم وأودعوه البراني الزجاج وأحكم عفاصها ووكاؤها وورد إلى بلاد الإسلام وفارس وعمان والعراق وغير ذلك من الأمصار كان كالنبتي وأجوده وأطيبه ما خرج من الظباء، بعد بلوغه النهاية في النضج وذلك أنه لا فرق بين غزلاننا هذه وغزلان المسك لا في الصورة ولا في الشكل ولا في اللون ولا في القرن، وإنما يتبين ذلك بأنياب لها كأنياب الفيلة لكل ظبي نابان خارجان من الفكين قائمان منتصبان أبيضان نحو شبر أو أقل فينصب لها في بلاد التبت والصين الحبائل والشرك والشباك فيصطادونها وربما رموها بالسهام فصرعوها ويقطعون عنها نوافجها والدم في سررها خام وطري لم ينضج ولم يدرك فيكون في رائحته سهوكة، فيبقى زماناً حتى تزول سهوكته وتزول تلك الروائح الكريهة عنه ويستحيل بمواد من الهواء فيصير مسكاً وسبيل ذلك سبيل الثمار على الأشجار إذا قطعت قبل استحكام نضجها في شجرها واستحكام  موادها فيه وخير المسك ما نضج في وعائه وأدرك في سرته واستحكم في حيوانه وتمام مواده وذلك لأن طبيعته تدفع مواد الدم إلى سرته، فإذا استحكم كون الدم الذي فيه ونضجه آذاه وحكه فيفزع حينئذ إلى أحد الصخور والأحجار الحادة من الشمس فيحتك بها ملتذاً بذلك فتنفجر حينئذ وتسيل على تلك الأحجار كالدمل والجراحة الدامية إذا نضجت فيجد لخروجه لذة، فإذا فرغ ما في نافجته اندمل حينئذ ثم مضى فاندفعت إليه مواد أخرى من الدم فيجتمع ثانيه هكذا فيخرج رجال التبت فيقصدون مرعاها بين تلك الحجارة فيجدون الدم قد جف على الصخر وقد أحكمته المواد ونضج بحر الشمس فوق نضجه في حيوانه وأثر فيه الهواء وذلك أفضل المسك فيأخذونه ويودعونه نوافج معهم قد أخذوها من غزلان اصطادوها معدة معهم فذلك هو المسك الذي تستعمله ملوكهم ويتهادونه فيما بينهم وتحمله التجار في النادر من بلادهم والتبت مدن كثيرة فيضاف مسك كل ناحية إليها. غيره: وللغزالة نابان مجدولان صغيران الأعلى منهما مدلى على أسنانه السفلى ويداه قصيرتان ورجلاه طويلتان وبلدهم وعر صعوداً أو هبوطاً فإذا صار هذا الحيوان في الهبوط يصاد فيه. العلهمان: هو حار في الثانية يابس في الثالثة. ابن ماسه: يطيب العرق ويقوي القلب ويشجع أصحاب المرة السوداء دافع للجبن العارض لهم، وإذا خلط مع أدوية تصلح لهذا الشأن قواها ويسخن الأعضاء الخارجة ويقويها إذا ضعفت وإذا وضع عليها ويقوي الأعضاء الباطنة شرباً وجماعة من أهل الأهواز وفارس ذكروا أن فيه رطوبة بسببها يعين على الباه وأنه إذا أخذ منه جزء يسير فأذيب بدهن خيري وطلي به على رأس الإحليل أعان على كثرة الجماع وسرعة الإنزال، وقال الرازي في كتاب الإجماع، أنه يبخر الفم إذا حل في الطبيخ. وقال في المنصوري: ينفع من العلل الباردة في الرأس وهو جيد للغشي وسقوط القوة. الطبري: لطيف يقوي الأعضاء لطيب رائحته وينفع إذا استعط به مع شيء من زعفران مدوفين من كل واحد نصف عدسة نفع من الصداع البارد ويقوي الدماغ. حكيم بن حنين: يستعمل في الأدوية المقوية للعين ويجلو لبياض الرقيق وينشف رطوبتها جداً. إسحاق بن عمران: ينفع المشايخ والمرطوبين وخاصة في الأزمان والبلدان الباردة ويصدع الشباب والمحرورين ولا سيما في البلدان والأزمان الحارة، وبالجملة فإنه ينفع من جميع العلل الباردة في الرأس ويفتح السدد وينفع من الرياح التي تعرض في العين وفي سائر الجسم ويعقل البطن ويزيل صفرة الوجه ويذهب عمل السموم وهو جيد للخفقان ويصلح الفكر ويذهب تحديث النفس. ابن سينا: هو أجل ترياق لليبس والبهميين وقرون السنبل وهو مقرح ينفع من التوحش ويعدل حره بالكافور ويبسه بالأدهان الرطبة مثل دهن البنفسج ودهن الورد. التجربتين: إذا استعمل في أدوية الحواس الأربع كلها ذكاها ويقوي الحرارة الغريزية، وإذا خلط بالأدوية المسهلة كان أبلغ في التنقية وينفع انبعاث الدم من البدن ومن أضعاف الدواء المسهل، وإذا استعط به المفلوجون وأصحاب السكتة الباردة نبههم ونفعهم ونقى أدمغتهم مع الأدوية التي يستعط بها، وإذا حل في الأدهان المسخنة وطلي بها فقار الظهر نفع من الخدر والفالج مع التمادي عليه، وإذا حل في دهن البان وطلي به الرأس منع من النزلات. ابن رضوان: ينفع من أوجاع البواسير الظاهرة طلاء عليها. غيره: ينفع من الرياح الغليظة المتولدة في الأمعاء شرباً. ابن رشد: وبدله جندبادستر في أوجاع العصب وينوب عنه في جميع أفعاله إلا في الطيب خاصة.

مسن: 

ديسقوريدوس في الخامسة: مسن الماء إذا سن عليه الحديد وأخذ ما ينحك منه ولطخ على داء الثعلب أنبت فيه الشعر وإذا لطخ على ثدي الأبكار منعها أن تعظم، وإذا شرب بالخل حلل أورام الطحال وينفع من الصرع. جالينوس في التاسعة: محكه ينفع ثدي الأبكار من أن تعظم قبل وقته ويمنع خصي الصبيان أن تعظم إن طلي عليها لأن قوته تبرد. الغافقي: قال بعض القدماء مسن الماء الأغبر الذي يفنى سريعاً من حكه بنحاس قبرسي وأخذ ما يخرج من مائه ولطخ به القروح التي تكون بالإنسان فجأة جففها وأبرأها وأما مسن الزيت الأخضر فإنه إذا كسر ثم شرب بخمر وسحق بالخل والنّطرون نفع الحكة والقوباء والخنازير والسرطان والأكلة، وإذا سحق هذا الحجر واكتحل به نفع من بياض العين. التجربتين: حكاكته تحد البصر وتقوي العين ولذلك يجب أن تحك الشيافات عند عملها عليه، وإذا سحق وجعل على القروح التي من حرق النار جففها.

مسحقونيا: الرازي: إنه ماء الجرار الخضر وماء الزجاج وذلك كتابه المسمى بالقوى والدساكر. الرازي في الحاوي: هو ماء الزجاج وفي كتاب أهرن القس أنه ماء الجرار الخضر حين تعمل. سليمان بن حسان: المسحقونيا هي الشجيرة وهو خلط يقوم من الملح والآجر يعرفه أهل صنعة تخليص الذهب. وزعم قوم: أنه حار جداً ولذلك يقلع البياض من العين ويجفف الرطوبة وينفع من الحكة والجرب إذا طلي به الجسم في الحمام.

مستعجلة: نبات مشهور بالديار المصرية ينبت بظاهر الإسكندرية ومنها يحمل إلى سائر بلاد الشام ورقه يشبه ورق الطرخشقوق حريفي الطعم تستعمل عروقه النساء ليسمنهن فيحمدنه كثيراً ويؤخذ أيضاً مع الإحساء وفي اللبن فيسمن ويحسن اللون جداً وأطباء مصر والشام يستعملونه مكان البوزيدان.

مسواك الراعي: قيل إنه الزوفرا وقيل هو الشيطرج وهو الأصح.

مسواك القرود: هي الأشنة سميت بذلك لأنها تصبغ الأفواه إذا استيك بها وقد ذكرتها في الألف.

مسواك العباس: قيل إنه رعي الإبر وقد يقال أيضاً على الدواء المعروف باليونانية بوارس.

مسك الجن: عامتنا بالأندلس يسمي بهذا الإسم النوع الصغير من الجعدة وقد يسمى أيضاً الشواصيرا بهذا الإسم.

مسمقورة: ومسمقارة ومسمقران إسم بربري للزرواند الطويل وقد ذكر في الزاي.

مشمش: جالينوس في السابعة: هي ثمرة رطبة باردة كأنها من الأمرين جميعاً في الدرجة الثانية. وقال في الأغذية: هو بجانس الخوخ إلا أنه أفضل منه في أنه لا يفسد كفساده في المعدة. ديسقوريدوس في الأولى: وأما أرمانيا فيقال له بالإفرنجية بارقوقيا أطيب طعماً من الخوخ وأطيب للمعدة. الحور: يسهل الماء الأصفر والصفراء ويولد خلطاً غليظاً. الرازي في الحاوي: كان برجل بخر فحدست أنه بخر معدته فأطعمته من رطبه فذهب البخر ثم كان يستعمل نقيعه في دائماً فلا أحسب أنه يوجد شيء أشدّ برداً للمعدة منه وتلطيخاً وأضعافاً.

وقال في دفع مضار الأغذية: يبرد المعدة جداً ويورث الجشاء الحامض ويقمع الصفراء والدم ولا سيما إن كان معه مرارة يسيرة وينبغي أن يجتنبه من تعتريه الرياح ومن يسرع إليه الجشاء الحامض، وإذا أخذ عليه الشراب الصرف والجوارشن الكموني والكندري والعنداديقون أو استف عليه من الناخواه نفعه، وأما أصحاب المعدة الحارة والجشاء الدخاني والعطش الدائم فكثيراً ما ينتفعون به ولا سيما في يوم بعد يوم ويوم يمسهم فيه حر وعطش دائم، ولا ينبغي أن يشرب عليه ماء الثلج ولا هؤلاء أيضاً ويؤخذ بعد إدمانه قبل مضي شهر طبيخ الإهليلج، ثم بزر الرازيانج والسكر أياماً ليؤمن بذلك من المائية التي تتولد عنه في الدم فإن تلك المائية تعفن بعض الأيام وتهيج حميات إن لم تتدارك بذلك إلا أن يتفق للإنسان أن يكثر بعد ذلك التعب وبجري منه عرق كثير ويصيبه هيضة قوية أو يدمن عليه شراباً قوياً يغزر عليه عرقه وبوله.

مشط الراعي: هوديساقوش باليونانية وقد ذكرته في آخر الدال وهو شوك الدراجين عند عامة أهل المغرب والأندلس.

مشكطرامشير: 

وهو الفودنج البستاني وقد ذكرته بأنواعه مع الفودنج في الفاء، وكان شجارو الأندلس أعرف بهذا الدواء من غيرهم وأطباء الشام والروم يستعملون مكانه النوع الأبيض من الهيوفاريقون، وهو غلط منهم وهذا النوع من الهبوفاريقون إذا مضغت أوراقه وهي رطبة وعصرت خرج منها ماء أحمر كالدم ولذلك قال أطباء العراق والشام، أنه إذا رعته الغنم حلبت دماً والحقيقي منه تسمية أطباء الأندلس وشجاروها باللطينية وهي عجمية الأندلس بلديه خرنوبه أي غبيرة الإبل وهو مشهور عندهم بما ذكرته ومنه نوع آخر يعرف بالكاذب أكثر ما رأيته بأرض الشأم وببلد حماة كثيراً بأرضها إذا فركت شيئاً من ورقه أدنى فرك أدى إليك رائحة الفوذنج المعروف بحبق التمساح ويفترش على الأرض في منبته وله زهر صغير أحمر قان ينبت في العمارات والحروث وفي الجبل أيضاً، ورأيت منه نوعاً يسمى بالنارجيل وهو أكثر نباتاً من الذي ينبت بأرض حماة.

مصطكا: 

وهو علك الروم. جالينوس في الثامنة: شجرة المصطكا مركبة من جوهر مائي حار قليل ومن جوهر أرضي بارد يابس ليس بكثير المقدار وبسببه صارت تقبض قليلاً وتجفف في الدرجة الثانية عند انقضائها وفي الدرجة الثالثة عند ابتدائها، وأما حالها في البرودة والحرارة فوسط معتدل المزاج والقبض في أجزاء هذه الشجرة على مثال واحد أعني في عروقها وقضبانها وورقها وأغصانها وأطرافها وفي ثمرتها أيضاً ولحائها وإن أحببت أن تتخذ من ورقها ما دام طرياً ضماداً كانت قوّة ذلك الضماد على مثال قوة هذه الأجزاء كأن يقبض قبضاً يسيراً، ولذلك قد يشرب وحده على حدة أو مع أدوية أخر لقروح الأمعاء واستطلاق البطن وهو أيضاً نافع جداً لمن به نفث الدم وللنساء إذا انفجر من أرحامهن الرطوبات، وإذا برز الرحم وخرجت المقعدة وليس هو في هذه الأفعال ببعيد عن لحية التيس. ديسقوريدوس في الأولى: مستجين وهو ثمرة المصطكا وهي شجرة معروفة كلها قابضة وأجزاؤها متساوية في القبض وقد يطبخ قشرها وأصلها وورقها طبخاً طويلاً، وإذا طبخت أخرجت من الماء ثم طبخ الماء حتى يصير كالعسل ثخناً فيصلح هذا الطبيخ لقبضة إذا شرب لنفث الدم واستطلاق البطن وقرحة الأمعاء ونزف الدم من الرحم وظهور الرحم والسرم، وبالجملة يمكن أن يستعمل بدل القاقيا والهيو فافسطيداس وهو الطراثيث وقد يقوم مقامه عصارة الورق، وإذا صب طبيخه الورق على القروح العميقة والعظام المكسورة بني اللحم فيهما وشد الأعضاء المسترخية وقد يقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم ويمنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ويدر البول، وإذا تمضمض به شد الأسنان المتحرَكة وإذا عملت من أغصانها مساويك وتسوك بها جلت الأسنان وقد يكون من ثمرة هذه الشجرة دهن قابض يوافق كل ما احتاج إلى قبض، وقد يكون من هذه الشجرة صمغة يقال لها مستجى، ومن الناس من يسميها مسطيجي وهي المصطكا وقد يكون منها شيء جيد بالجزيرة التي يقال لها حيوس وأجودها ما كان يبرق وكان أحمر مشرقاً أو كان أبيض وكان بياضه مثل بياض الموم الذي من البلاد التي يقال لها طوريارا ثقيلة الحصا مفرطة اليبس هينة الإنفراك طيبة الرائحة، وأما الصفراء فهي دونها وقد تغش بكندر وصمغ صنوبر. جالينوس في السابعة: أما الأبيض من المصطكا وهو المسمى علك الروم فهو مركب من قوى متضادة أعني من قوة تقبض وتسخن وأخرى تلين فهو بهذا السبب نافع لأورام المعدة والمقعدة والأمعاء والكبد ويسخن ويجفف، وأما المصطكا الأسود المعروف بالنبطي فيجفف أشد من تجفيف المصطكا الأبيض وقوة القبض فيه أقل منها في ذلك فهو لذلك أنفع لمن يحتاج إلى تجفيف قوى وللأورام الصلبة جداً ودهنه أقل قبضاً ولا يكاد يتخذ من الأسود دهن. ديسقوريدوس: ينفع من نفث الدم والسعال المزمن شرباً وهو جيد للمعدة محرك للجشاء وقد يستعمل في أخلاط السنونات الجالية للأسنان وفي أخلاط الغمر لجلائها ويلزق الشعر النابت في الجفون نباتاً منقلباً، وإذا مضغ طيب النكهة وشد اللثة. أبو جريج: يسخن المعدة والكبد وله فعل في الرأس وجذب للبلغم إذا مضغ ولذلك جعل من الصبر ليصلح ويجذب بلغماً من الرأس. مسيح: يطيب النكهة ويفتق الشهوة ويحسن البشرة إذا طليت به ويسكن وجع اللثة. ابن عمران: يزيل حديث النفس. الإسرائيلي: مقو للمعدة محلل لرطوباتها ورياحها ومخرج لها بالجشاء ومسكن للأمغاص العارضة من الرطوبة. الغافقي: إن شرب بماء بارد أحدر البلة ورطوبة المعدة وإن شرب بماء حار لم يحدر ذلك ويسرع بانجبار الكسير ويسكن وجع العظام وينفع من الوثي والرض والفسخ، وأما ما يقال أنه يجبر العظام جبراً تاماً فباطل وهو نافع من الصداع البارد إذا سعط بدهن زنبق وإذا ديف بزيت ولطخ به شفاق الشفتين أبرأه، وإن خلط بالضمادات نفع من أوجاع الأمعاء. التجربتين: إذا سحقت المصكطا وشربت أو أخذت لعقاً أو مزجت بغيرها سخنت المعدة وفتحت السدد ونفعت من وجع المعدة الباردة إن كان عن خلط أو برد مفرط ولذلك تسخن الكبد وتنفع من عللها الباردة كلها، وإذا خلط بالأدوية العاقلة للجوف أو القاطعة للدم أعانها وإن كان في المعدة رطوبة كثيرة وأخذت بماء بارد أو ممروس فيه الورد المربى عصرتها ولينت الطبع فإن تمودي عليه عقلت وتسهل نفث الفضول من الصدر والرئة والشراب المتخذ منه يقوي الأعضاء الباطنة إذا أخذ ممزوجاً  بالماء البارد عند العطش، وإذا تمودي عليه أدر البول وينفع مما تنفع منه المصطكا وإذا حل في الأدهان القابضة شد اللثة، وإذا تمودي عليه بالمضمضة منع من تحرّك الأسنان ونفع من وجع الأضراس والبلة المتولدة عن بلغم، وإذا ربي بالأدهان سكن الأوجاع الباردة المتولدة عن أخلاط أو رياح، وإذا دهنت الفسوخ بدهن ورد وذر عليها مسحوقاً وشدت بخرقة تمسكه سكن أوجاعها وحل جساوتها، وإذا دهنت المعدة بأحد الأدهان النافعة لها مما نذكر وذر عليها مصطكاً مسحوقة حتى تبتل بالدهن وضمدت بخرقة وتركت حتى تنقلع من ذاتها نفع من وجع المعدة ومن القيء.

مصع: أبو حنيفة: ثمرة شجر العوسج وهي حمراء ناصعة نحو الحمصة حلوة طيبة تؤكل وفيها تطويل وفي جوفها حب مثل عنب الثعلب. الغافقي: هو عندنا بالأندلس صنفان جبلي وبستاني وهو ثمرة صنف من الشوك كالعوسج، والجبلي منه إذا ركب في العوسج الذي يعرف بالزيتون وهو العوسج الأحمر كان منه المصع البستاني، وأكثر ما يستعمل هذا التركيب بالمرية من بلاد الأندلس، ويباع بأسواقها كالفواكه ويسمونه المصع وثمر البري منه في قدر الباقلاء وأصغر وهو أحمر قان في داخله حب كعجم الزبيب وهو قابض عاقل للبطن، وإذا أكثر منه ولد القولنج وآذى العصب وإذا ركب في الزيتون الحب كان حبه كاللوز وأصغر وإذا غرس كبر شجره ولا ينبت من نواه، وورقه شبيه بورق الخوخ إلا أنه أصغر وعليها زغب وهي منحنية إلى خلف وله زهر شبيه بزهر العليق، وقد يجمع حبه في آخر الصيف وليس ينضج بعض النضج حتى يعفن إما بأن يدفن في شعير أو يجعل في ظرف ويغطى ويترك فيه حتى ينضج وحبه يؤكل، وزعم قوم أنه الأشج وليس بصحيح.

مصل: الرازي في دفع مضار الأغذية: يبرد ويطفئ المرة إلا أنه ينفخ ولذلك ينبغي أن يتلاحق ضرره بالجوارشنات والأدوية والأقاويه، ولا سيما في الأبدان الباردة والجبن أقل منه وأدون في هذه الحال وهو أقل برودة منه. ابن ماسه: هو بارد يابس في الثالثة رديء الكيموس ضار للمعدة ولأصحاب السوداء فإذا طبخ باللحم السمين صلح قليلاً.

مصباح الروم: هو الكهرباء وقد ذكرته في الكاف.

مطبوخ: هو عقيد العنب وقد ذكرته في العين المهملة.

مظ: هو الجلنار. أبو حنيفة: هو رمان يكون بالسراة جبلي ينور ولا يعقد له حطب جيد ويعمل منه دادين كدادين الأرز وله عسل يسمى المرخ يظهر في الجلنار وأكثره يمص الإنسان منه حتى يملأ فمه وتأكله الإبل وتجرسه النحل.

معشوق: هو الجمشت من الحجارة وأما من النبات فهو من الماهوندانة وقد ذكرتهما في بابيهما.

مغين: هو المازريون وقد ذكرته في هذا الحرف.

مغاث: ابن سينا: حار إلى الثانية رطب إلى الثالثة مقو للأعضاء مسمن نافع إذ ضمد به من الوثي والكسر ودهن العضل وينفع من النقرس والتشنج وهو جيد للدشبذ ولصلابة المفاصل ملين لصلابات الحلق والرئة وقيل أنه يحرك الباه وخصوصاً بزره. ماسرحويه: يلين التشبك وصلابة الرحم.

مغره: 

ديسقوريدوس في الخامسة: ما كان منها منسوباً إلى البلاد التي يقال لها سويس فأجوده ما كان كثيفاً صلباً ثقيلاً ولونه شبيه بلون الكندر وليس فيه حجارة ولا مختلف اللون وإذا بل بالماء ربا وقد يجمع بالبلاد التي يقال له قيادوقيا من بعض المغاير ويصفى ويحلب إلى البلاد التي يقال لها سويس ويباع هنالك، ولذلك ينسب إليها ولها قوة مجففة مغرية ولذلك تقع في أخلاط المراهم الملينة والأمراض المجففة وتمسك البطن وإذا تحسى ببيضة واحتقن بها عقلت البطن وقد تسقى لوجع الكبد والتي يستعملها النجارون هي في جميع أفعالها أضعف من المغرة المنسوبة إلى سويس، وأجودها المصرية والتي من قيادوقيا ومن المدينة التي يقال لها رسندنيون ولم يكن فيها حجارة وكانت هينة التفتت وقد تعمل المغرة فيما يلي الغرب من البلاد التي يقال لها لينس بأن يحرق الجوهر الذي يقال له الآجر فإنه إذا احترق استحال وصار مغرة. ابن سينا: باردة في الأولى يابسة في الثانية. البصري: تدخل في أدوية لزجة لاصقة وتقتل حب القرع. التجربتين: إذا حل في الخل وطلي به الحمرة والأورام الحارة كلها مع تقرح أو بغير تقرح وعلى حرق النار ردع المادة وأضمر الورم وجفف التقرح، وإذا سحقت وخلطت بالبيض النميبرشت وتحسيت قطعت الدم من أي موضع انبعث، وكذا إذا أخذت مع ماء لسان الحمل نفعت من قروح الأمعاء والمثانة وأمسكت الطبيعة والمأخوذ منها من درهمين إلى نحوهما ويتمادى عليها بحسب الشكاية في الضعف والقوة ولهذا إذا احتقن بها بماء لسان الحمل وما أشبهه قطع إفراط الدم من الحيض، وكذلك إذا احتقن بها لقرحة الأمعاء والدم المنبعث من المعا السفلي قطعه.

مغنيسيا: الرازي: هي أصناف فمنها تربة سوداء وفيها عيون بيض لها بصيص، ومنها قطع صلبة فيها تلك العيون، ومنها مثل الحديد ومنها حمراء. غيره: هو حجر لا يتم عمل الزجاج إلا به وهو ألوان كثيرة وقد يستعمل في الأكحال وقوته تبرد وتقبض وتجفف وتأكل الأوساخ كلها.

مغناطيس: هو الحجر الذي يجذب الحديد. ديسقوريدوس في الخامسة: أجوده ما كان قوي الجذب لازوردي اللون كثيفاً ليس بمفرط الثقل وإن سقي منه ثلاث أوثولوسات بالشراب الذي يقال له ماء القراطن أسهل كيموساً غليظاً ومن الناس من يحرقه ويتبعه بحسبات الشادنة. جالينوس في التاسعة: قوته كقوة الشادنة. البصري: قال الإنطيلس الآمدي عن بعض الناس أنه حجر إذا مسك بالكف نفع من وجع اليدين والرجلين ونفع من الكزاز. الطبري: يابس جداً جيد لمن في بطنه خبث الحديد نافع لعسر الولادة إذا وضع على المرأة النفساء أو أمسكته. غيره: يذهب الإسهال العارض من شرب خبث الحديد وإن ذر على جرح بحديد مسموم أبرأه.

مغافير: الغافقي: هو شيء يشبه العسل كالترنجبين فيه شيء من رائحة الموز. أبو حنيفة: يكون في الزفت وفي العشر وفي النمام فما كان في الزفت كان أبيض حلواً فيه لين وما كان في العشر فإنه يخرج فصوصه ومواضع زهره فييبس وتجمعه الناس فيسمى سكر العشر وفيه مرارة وهو شبيه بالصمغ تأكله الناس ويقال مغفر ومغفر ومغفار.

مغد: أبو حنيفة: هو اللقاح البري وقيل الباذنجان وزعم قوم أنه الكماة الصغار والأول أصح، قال وهو أيضاً شجر يلتوي على الشجر والكرم ورقه دقاق ناعمة طوال ويخرج جراء كجراء الموز إلا أنه أدق قشراً وأكثر حلاوة ولا يقشر لها حب كحب اللقاح ويبدو أخضر ثم يحمر إذا انتهى ويؤكل وهو كثير بواد يقال له بررة.

مغدود: ضرب من الكمأة صغير رديئة لآكلها.

مغرزة: أبو حنيفة: هي بقلة ربيعية لها ورق صفار أغبر مثل ورق الحرف وزهره أحمر يشبه زهرة الجلنار وهي تعجب البقر جداً وتغزر عليه ولذلك سميت بهذا.

مفرح: إذا قيل مطلقاً فإنما يراد به لسان الثور.

مفرح قلب المحزون: هو الباذرنجبويه وهو الترنجان وقد ذكرته في التاء.

مقل: 

ديسقوريدوس في الأولى: هو صمغ شجرة تكون ببلاد العرب وأجوده ما كان مراصاً في اللون كأنه الغراء المتخذ من جلود البقر وباطنه علك لازوقي سريع الإنحلال لا يخالطه شيء من خشب ولا وسخ وإذا بخربه كان طيب الرائحة شبيهاً بالأظفار وقد يوجد منه شيء أسود وسخ غليظ كبير المقدار رائحته كرائحة الدارشيشغان أو رائحة قشر الكفري يؤتى به من بلاد الهند وقد يؤتى بشيء منه من البلاد التي يقال لها باطوناس شبيه بالراتينج قريب من لون الباذنجان، وهو ثان بعد الجيد في قوته وقد يغش المقل بصمغ غربي وغراء يخلطونه وما كان هكذا فلا يكون له من المرارة ما للخالص ورائحته في التبخير طيبة. جالينوس في السادسة: هو جنسان صقلي وهو أشد سواداً وألين من المقل الآخر وقوته ملينة وعمله بهذه القوة بليغ والآخر عربي والعربي أيبس من الآخر وقوته أشد تجفيفاً من الأدوية الملينة وما كان منه حديثاً رطباً إذا عجن كان كاللبن فعمله كعمل الصقلي وكلما عتق حدثت في طعمه مرارة شديدة وصار حاداً حريفاً يابساً فقد خرج من طبيعة اعتدال الأدوية الملينة للأورام الصلبة ومن الناس من يستعمله وخاصة العربي في مداواة الأورام الحادثة في الحنجرة وفي قبلة الأمعاء وإذا أرادوا استعماله لينوه بريق إنسان لم يأكل شيئاً ثم لا يزالون يعجنونه حتى يصير كالمرهم وقد يظن بالمقل العربي أنه يفتت حصى الكليتين إذا شرب ويدر البول ويذهب الرياح الغليظة إذا لم تنضج ويفشها ويطردها ويشفي وجع الأضلاع وفسوخ العضل كلها. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة ملينة وإذا ديف بريق صائم حلل الجساء والورم الذي يقال له قريحوقيلي العارض في الحلق وأدرة الماء وإذا احتمل أو تبخر به فتح الرحم المنضمة ويحدر الجنين وكل رطوبة وإذا شرب فتت الحصا وأدر البول وإذا شربه من كان به سعال أو من نهشه شيء من الهوام نفع من ذلك وهو نافع من شدخ أوساط العضل والكزاز ووجع الجنب والرياح ويقع في أخلاط المراهم اللينة لصلابة الأعصاب وتعقدها ويلين بأن يدق ويصب عليه أما شراب أو ماء حار قليلاً قليلاً. ابن سرانيون: يسهل البلغم ويعطي منه على رأي القدماء والمحدثين مثقالان مع ماء العسل، وينفع خاصة الذين تقطع أعينهم الرطوبات. جامع الرازي: حار لين في الدرجة الثالثة وينفع من الطواعين. أبو جريج: المقل المسمى الكور حار يابس في آخر الثانية وله حدة وينفع من الجراحات إذا خلط بالمراهم وينقي أعضاءها ويدمل الخنازير وإن طلي على السعفة بالخل أبرها. حنين في كتاب الترياق: يحلل الورم الجامد. ابن ماسويه: يحلل الأورام الداخلة شرباً بمطبوخ والخارجة إن وضع عليها محلولاً بمطبوخ وإن خلط بالأدوية الحادة المسهلة منع حدتها ونفع من سحج الأمعاء والأضرار بها. ماسرحويه: إنه يحلل الأورام الصلبة في الأنثيين وغيرهما. ابن سينا: ينفع من أوجاع قصبة الرئة وأورامها والسعال المزمن، وينقي الرحم وينفع من البواسير شرباً. وحكى ابن واقد عن غيره أنه يزيد في شهوة الجماع ويسمن وينفع من جميع السموم كلها شرباً. التجربتين: إذا سحق وعجن برغوة الفول المطبوخ ووضع على الثآليل المتعلقة والقوباء وتمودي عليه قلعها وأزالها وإن ضمدت به الأورام البلغمية الصلبة حللها وقيله الماء وحفظ الأسنان ويضمر قيله اللحم للصبيان خاصة إذا كان معجوناً بهذه الرغوة أو لعاب الصائم حتى يصير كالمرهم ويسهل نفث الأخلاط كلها من الصدر والرئة ويدر الطمث إذا كان اعتقاله من سدد غليظة ويؤخذ منه درهم ونصف فما دونه، فيخرج الثفل ويسهل الولادة وينزل المشيمة شرباً وحمولاً وبخوراً، وإذا سحق وخلط بنخالة القمح الكبيرة وكون النخالة أغلب وطبخاً برب العنب وعركاً بسمن ووضعاً على أورام النغانغ من خارج حللها، وإذا وضع على البرودة الحادثة في الجفن محلولاً بلعاب الصائم حللها وإذا وضع على البواسير من خارج والثآليل المتعلقة هناك معجوناً بماء الكرم الجاري فيه من أول أمشير وهو أشباط أوقي مطبوخ زنبق في زيت عتيق ويعاد إلى الطبخ حتى يغلظ وتمودي عليه أضمرها، وإن خلط به شيء يسي من الزنجار بعد ظهورها أسقطها وهو مفتح للسدد في الكلى والمثانة.

مقل مكي: 

ابن واقد: هو ثمرة الدوم وهو ينضج بمكة ويؤكل خارجه لذيذ وأما بالأندلس فهو غير محرك بل هو كثير العفوصة قليل المائية خشن جداً عشبي بارد قابض يعقل البطن ويقوي المعدة. التجربتين: قشره مطبوخاً ينفع من تقطير البول. غيره: ينفع من انفجار الدم من العروق شرباً.

مقر: قيل إنه الصبر الحضرمي. أبو حنيفة: هو شجر الصبر وقد ذكر في الصاد.

مقلياثا: هو الحرف بالسريانية فيما زعموا. قال بعضهم: إنما سمي مقلياثا لما قلي منه خاصة وبه سمي السفوف سفوف المقلياثا لأن الحرف الذي يقع فيه مقلو.

مقدونس: هو الكرفس الماقدوني وهو منسوب إلى ماقدونيا بالروم وهو البطراساليون.

مكنسة الأندر: عامة الأندلس يسمي بهذا الإسم الدواء المسمى باليونانية قلومس وهو البوصير وقد ذكرته في الباء ويسمونه أيضاً بسيكران الحوت وهو الذي يستعمل أطباء الشام وغيرها من البلاد المشرقية لحاء أصوله على أنه الماهي زهره.

مكنسة قرشية: هي المخلصة عن البكري وقد ذكرتها في هذا الحرف.

ملح: ديسقوريدوس في الخامسة: أقواه المعدني وزعم قوم أن المعدني هو الأندراني وأقوى المعدني ما كان متحجراً صافي اللون كثيفاً متساوي الأجراء وما كان بهذه الصفة أقواه ما كان من البلاد التي يقال لها ليونيا وكان يتشقق وكانت عروقه متساوية. حنين: وملح أمرونيا هو النوشاذر المعدني وأما الملح البحري فينبغي أن يستعمل منه ما كان أبيض متساوياً ويكون منه شيء جيد من قبرس التي يقال لها سالاميني والموضع الذي يقال له ماغر، أو قد يكون أيضاً بصقلية وبالبلاد التي يقال لها لينوى منه شيء جيد إلا أنه دون الأول، وينبغي أن يختار منه ما كان في المواضع التي فيها مياه قائمة وأقواه الذي من البلاد التي يقال لها قيرقصا وهو الذي يسمى طاماون ويسمى أيضاً طاوعان. جالينوس في الحادية عشرة: الملح المحتفر من الأرض والملح البحري قوتهما واحدة بعينها في الجنس وإنما يختلفان في أن جوهر الملح المأخوذ من الأرض أشد اكتنازاً ولذلك صار الغلة والقبض فيه أكثر ولهذا السبب صار البحري ساعة يصب عليه الماء ينحل، والملح المأخوذ من الأرض لا يعرض له ذلك والملح المتولد في البحيرات والنقائع نوعه شبيه بالبحري وإنما هناك في الصيف يجتمع وتحترق مياهها فتنحجر الحمأة الشديدة الحرارة، كالذي يكون في طراغيسون بالقرب من منيس لأن المياه هناك مالحة فتجتمع في الصِف في موضع ليس بالواسع كثيراً، ولا يزال هذا الماء في جميع الصيف يفني ويجف بحرارة الشمس أولاً فأولاً إلى أن يتحجر وهناك ملوحة طبيعية فيصير جميع ذلك الماء ملحاً فسمي لإسم الموضع المبين وإسم ذلك الماء ملحاً طراغيسيا لأن الماء الذي في ذلك الموضع من الحمايات يسمى طراغيسيا وقوته مجففة جداً ويستعمله الأطباء هنالك للتجفيف، وقد كنت قلت في الملح الذي بسذوم والذي بالبحيرة المعروفة بالمتينة في المقالة الرابعة من هذا الكتاب قولاً لا يحتاج معه من كان له نظر واهتمام إلا إلى التذكرة به فقد وصفت لك كيفية الملح في المذاقة والطعم وعرفتك قوته ومن شأن الكيفية المالحة أن تجمع وتحل معاً جوهر الجسم الذي تدنو منه، وإنما الخلاف بين الملح والبورق الأفريقي أن البورق إنما الغالب عليه طعم واحد فقط وهو المرارة التي فيه وقوة محللة وليس له قوة تجمع جوهر الجسم الذي تلقاه وهو رطب لا يدع فيه البتة شيئاً منه ويجمع ما في جوهره الصلب بقبضه، ولذلك صار الملح يجفف الأجسام التي تعفن وإنما تعفن من قبل رطوبة فيها فضل وجوهرها جوهر منحل غير كثير، وبهذا السبب صارت الأجسام التي ليس فيها رطوبة فضلية بمنزلة العسل الفائق والأجسام التي جرمها كثيف بمنزلة الحجارة ليس يمكن أن تعفن، والملح بهذا السبب لا يمكن أن يستعمل في هذه الأجسام لكن في الأجسام التي يخاف عليها أن تعفن، والملح المحرق له من التحليل أكثر من الذي لم يحرق وحرقه يصيره ألطف بسبب القوة التي اكتسبها من النار كما يعرض لسائر ما يحرق من جميع الأشياء على ما بينا، ولكن ليس يمكن فيه أيضاً أن يجمع ويكثر جوهر الجسم الصلب الذي يلقاه كما يفعل الملح الذي لم يحرق.

وقال في موضع آخر قبله: وأما الملح المتولد في البحيرة المتينة المعروفة ببحيرة الزفت، وهي بحيرة مالحة في غور بلاد الشأم ويسمى ملح سذوم باسم الجبال المحيطة بالبحيرة وهي بلاد سذوم فقوته قوة تجفف تجفيفاً أكثر من تجفيف سائر أنواع الملح وهو مع هذا ملطف لأنه قد ناله من إحراق الشمس أكثر من غيره من أنواع الملح وليس هو مر الطعم فقط لكنه مر المذاق لأن موضع هذه البحيرة غائر تحرقه الشمس فلذلك هو في الصيف أشد مرارة منه في الشتاء، وإن ألقيت هناك في ماء هذه البحيرة ملحاً لا يذوب لأنه يخالطه من الملح شيء كثير وإن انغمس فيه إنسان تولد فيه على بدنه عند خروجه منه غبار رقيق من غبار الملح كالسورج ولذلك صار ماء هذه البحيرة أثقل من كل مياه البحر ومقدار زيادة ثقله على مياهها كمقدار زيادة ثقل ماء البحار على ماء الأنهار، ولذلك إذا وقفت في هذه البحيرة ثم رمت أن تغوص إلى أسفل لم تقدر، وإن أخذت حيواناً فربطت يديه ورجليه وألقيته في ماء تلك البحيرة لم يغرق لأنه لا يرسب لكثرة ما يخالطها من جوهر الملح الثقيل الأرضي. ديسقوريدوس: وقوته قابضة تجلو وتنقي وتحلل وتقلع اللحم الزائد في القروح وتكوى وقد تختلف هذه الأفعال في الشدة والضعف على قدر اختلافه وقوة أصنافه وتمنع القروح الخبيثة من الإنتشار ويقع في أخلاط أدوية الجرب ويقلع اللحم النابت في العين ويذهب الظفرة ويصلح للحقن، وإذا خلط بالزيت والخل وتلطخ به أذهب الأعياء والحكة والجرب وهو صالح للأورام البلغمية العارضة لمن به إستسقاء، وإذا تكمد به سكن الوجع، وإذا خلط بالزيت والخل وتلطخ به بقرب النار إلى أن يعرق نفع الحكة والجرب المتقرح وغيره والجذام والقوابي، وإذا خلط بالخل والعسل والزيت وتحنك به سكن الخناق، وإذا خلط بالعسل نفع من ورم اللهاة والنغانغ وقد يضمد به مع الشعير المحرق والعسل للأكلة والقلاع واللثة المسترخية ويضمد به مع بزر الكتان للذعة العقرب ومع فودنج الجبل والزوفا لنهشة الأفعى الذكر ومع الزفت والقطران أو العسل لنهشة الأفعى والحية التي يقال لها فرسطس وهي التي لها قرنان، ومع الخل والعسل لمضرة سم الحيوان الذي يقال له أم أربعة وأربعين ولذع الزنابير ومع شحم العجل للبثور التي يقال لها سورداقيا إذا خرجت في الرأس وللحم الزائد في ظاهر البدن الذي يقال له يوميا، وإذا تضمد به مع الزيت والعسل نفع لتحليل الدماميل، وإذا خلط بفودنج الجبل وخمر أنضج الأورام البلغمية العارضة في الأنثيين ينفع من نهشة التمساح الذي يكون بنيل مصر، وإذا سحق وصر في خرقة كتان وغمس في خل حاذق وضرب به ضرباً رفيقاً ووضع على العضو المنهوش من بعض الهوام نفع من النهشة، وإذا استعمل بالعسل نفع من كمنة الدم الذي تحت العين وقد ينفع من الأفيون والفطر القتال إذا شرب بسكنجبين، وإذا خلط بالعسل والدقيق نفع التواء العصب وإذا خلط بالزيت ووضع على حرق النار لم يدعه أن يتنفط وقد يوضع على النقرس كذلك فينفعه ويستعمل بالخل لوجع الأذن، وإذا تضمد به مع الخل ولطخ به مع الزوفا منع الحمرة والنملة من الإنتشار في البدن وقد يحرق على هذه الصفة يؤخذ فيصير في إناء من جديد ويستوثق من تغطيته لئلا يندر الملح إذا أصاب حرارة النار أو يدفن في جمر ويترك إلى أن يحمى الملح ويخرج من النار، ومن الناس من يأخذ الملح العربي فيصيره في عجين ويضعه في جمر ويتركه حتى يحترق العجين، وقد يستقيم بأن يحرق سائر الملح على الصفة يؤخذ فيغسل بالماء غسلة واحدة ثم يجفف ويترك في قدر ويغطى ويوقد تحتها النار وحولها الجمر فلا يزال الملح يحرك حتى تسكن حركته. أبو جريج: هو حار يابس إذ بالأغذية الباردة كالجبن والسمك والكوامخ أحالها عن طباعها حتى تصير حارة يابسة على الإسهال والقيء ويحلل الأورام ويقلع البلغم اللزج من المعدة والصدر ويغسل ويهيج القيء ويعين على قلع السوداء والبلغم اللزج من أقاصي البدن. الرازي في المنصوري: يذهب بوخامة الطبيخ ويهيج الشهوة ويحدها والإكثار منه محرق للدم والبصر ويقلل المني ويورث الحكة والجرب. وقال في دفع مضار الأغذية: يعين على الطعام وينفع من سريان العفونة إلى البدن ويذهب بوخامة الدسم ويوافق أصحاب الأبدان الكثيرة الرطوبة ويضر النحفاء. غيره: هو أنواع فمنه ملح العجين ومنه نوع محتقر من معدته ومنه الأندراني  الشبيه بالبلور ومنه نفطي سواده لأجل نفطية فيه، وإذا دخن طارت نفطيته وصار كالأندراني ومنه أسود ليس لنفطية فيه بل في جوهره ومنه المر ومنه الهندي الأحمر اللون. البصري: ملح العجين حار في الثالثة وأما الملح الأسود الذي ليس سواده شديداً ولا له رائحة النفط فحار في الثانية يسهل البلغم والسوداء والنفطي يسهل الماء والسوداء والبلغم العفن والأندراني حار يابس في الثانية: وأما المر فحار يابس في الدرجة الثالثة ويسهل السوداء بقوة والأحمر الهندي حار يابس في الثانية يسهل الكيموسات المختلفة. الخوز: الملح الهندي يسهل الماء الأصفر ويطرد الرياح ويلين الصدر والبطن ويذهب البلغم ويحد الفؤاد وينفع من وجعه ويشهي الطعام وبذهب بصفرة الوجه. غيره: الأندراني يحد الذهن والمر إذا سحق بشيء من صمغ الزيتون وحشي به الجرح الطري من ساعته ألحمه. التجربتين: إذا حل الملح بالخل وتمضمض به قطع سيلان الدم المنبعث من اللثات والمنبعث أيضاً بعد قلع الضرس، وإذا سخنا وأمسكا في الفم نفعا من وجع الضرس وإذا تغرغر بهما حلبا بلغماً وخماً ونقيا الدماغ وورم النغانغ، وإذا غسل بالملح والخل كل يوم الأواكل والنملة الساعية وبثور الأعضاء وتمودي على ذلك أبرأها، وإذا خلط وحده مع الأدوية المسهلة قطع الأخلاط وسهل اندفاعها، وإذا خلط الأندراني في أدوية العين أحد البصر وأضعف الظفرة وخفف البياض ونفع من السبل، وإذا خلط مع الصبر ووضع على الدماغ نفع من النزلات، وإذا سحق وسخن ووضع على الفسخ والوثي، والرض في أول حدوثها بعد أن يدهن الموضع بزيت أو غسل ويعصب عليه سكن وجعها، وإذا حل في خل وصابون نفع من الورم الرخو ومن تهيج الأطراف إذا كمدت بهما حارين وإذا حل في شراب السكنجبين أو شرب بالماء وحده فتح السدد حيث كانت وقلع البلغم اللزج ويؤخذ من درهمين إلى نحوهما.

ملح الدباغين: هو السورج من المنصوري.

ملح الصاغة: قيل هو التنكار فاعرفه.

ملح بونيه: هو النوشاذر وسيأتي ذكره في النون.

ملح سبخي: هو ملح العجين وقد ذكرناه.

ملح الغرب: هو ملح يوجد في شجرة الغرب.

ملح وسخ: هو ملح يوجد من نفس الأرض وقد ذكرناه.

ملوخ:  هو القطف البحري. ديسقوريدوس في ا: السمون وأهل الشام يسمونه الملوخ وهو شجرة يعمل منها السباحات وهو شبيه بالعوسج غير أنه ليس لها شوك وورقها شبيه بورق الزيتون غير أنه أعرض منه وينبت في سواحل البحار في السباخات. جالينوس في السادسة: هو نبات يكون كثيراً في بلاد قاليقلا وأطرافه تؤكل إذا كانت طرية وتكبس وليستعذبها لوقت آخر ويولد في بدن كل من يستعمله منياً ولبناً وطعمه مالح يسير القبض وهذا كله مما يعلم به أن أجزاءه غير متساوية ولا متشابهة إلا أن جوهره حار باعتدال مع رطوبة غير نضيجة له نفخة يسيرة. ديسقوريدوس: وقد يطبخ ورقه ويؤكل وإذا شرب من أصله وزن درهمين بماء القراطن نفع من شدخ العضل وسكن المغص وأدر اللبن.

ملاخ: ابن حسان قال أبو حنيفة: أخبرنا أعرابي من ربيعة بأن قال الملاخ من الحمض مثل القلام له أغصان بلا ورق إلا أن القلام أخضر وفي الملاخ حمرة، قال: وأخبرني بعض أعراب بني أسد عن الملاخ أنه يؤكل مع اللبن يتنقل به، قال: ويسميه أهل البصرة بالفارسية الكشلج. ابن حسان: وسمي ملاخاً للون لا للطعم وقد ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثالثة وسماه باليونانية أيدروطافاس. لي: وقد ذكرته في الألف.

ملوخيا: كتاب الرحلة: بقلة مشهورة بالديار المصرية كثيرة اللزوجة تربى في اللزوجة أكبر من الخطمي والخبازي والبزرقطونا وغيرها تشاكل البقلة اليمانية في هيئتها وأغصانها وورقها على هيئة الباذروج إلا أن أطرافها إلى الإستدارة وخضرتها مائلة إلى الذهبية مشرفة الحافات، وزهرتها صفراء فيها مشابهة من زهر القثاء إلا أنها أصغر تخلف إذا أسقطت مشفة عودية الشكل إلى الخضرة ما هي في داخلها بزر أسود كشكل بزر الشونيز البري وطعم البقلة كلها مسبخ الطعم. غيره: وهي ألذ طعماً من الخبازي وتنفع الطحال وتلين الطبع وترطب الصدر وبزرها إذا سقي منه درهمان أسهل إسهالاً ذريعاً وهو شديد المرارة.

ملطاه: هو مشط الغول وهو نبات يكون في الجبال الشامخة يدوح أغصاناً دقاقاً لا زهر له ولا ثمر له ورق شبيه بورق الكزبرة إذا شرب من مائه ثلاثة أواقي نفع من عضة الكلب الكلب. لي: هكذا زعم الشريف في نقله عن الفلاحة.

ملونيا: هو البطيخ الطويل وقد ذكر في الباه.

ملبن: الرازي في دفع مضار الأغذية: هو غليظ مولد للسدد والقولنج بطيء النزول رديء في أكثر أحواله واجتنابه أصلح، اللهم إلا أن يكون الإنسان جائعاً ويصلح منه ويسرع نزوله الفانيذ وينبغي أن يحذره من في كبده وطحاله غلظ والحصا يعتريه في كلاه وليس بضار للصدر والرئة.

من: مسيح: حار جلاء غسال إلا أن قوته تزيد وتنقص بحسب الشجر الذي يقع عليه. ماسرحويه: حار في الأولى معتدل الرطوبة واليبس جيد للصدر والرئة والذي يقع على الطرفاء نافع للسعال وخشونة الصدر. ابن ماسه: المن الذي ينزل على الطرفاء ويلتقط منها صالح للسعال والخشونة الكائنة في الصدر. جامع الرازي: المن يقع على ورق الخطمي كالعسل فما تخلص منه كان أبيض وما لم يتخلص وجمع بالورق كان أخضر. حبيش بن الحسن: حار في آخر الدرجة الثانية يقرب يبسه من حرارته وأجوده ما صفا لونه وكان بقرب من البياض يشوبه يسير حمرة لا يخالطه شيء من خشب الشجرة وهو ينفع استرخاء العصب والمعدة ويشد الطبع وينفع من الماء الأصفر إذا شرب منه وتضمدت به البطن وينشف البلة إذا استعط بوزن دانق منه ويجلو الدماغ ويخرج عنه الريح الغليظ، ويقوي الأدوية إذا خلط بها في الشراب والسعوط ويبدد الأورام التي من البلغم ويخلط بالأدوية الكبار لكثرة منافعه في البدن. لي: هذا القول الذي أورده حبيش في المن لا يسوغ إلحاقه به لما اشتمل عليه من كثرة المباينة له في الكيفية والقوة فتأمله ولو أورده في صمغ المر لكان أشبه به وأليق، وإنما ذكرت كلام حبيش ههنا بنصه لأنبه عليه لأن جماعة من الأطباء قد نقلوا هذا بعينه عنه ولم يذكروا ما نبهت عليه.

منيرة:  بفتح الميم وتشديد النون بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم راء مفتوحة مهملة بعدها هاء. الغافقي: هو نبات له ساق جوفاء خوارة تعلو نحو ذراعين في داخلها شيء شبيه بالقطن وله ورق يشبه ورق الحبق وما قرب من الأرض كان أعظم وباطنها فرفيري اللون وجوانبها مشرفة كالمنشار، وفي طرف الساق إكليل كالشبت فرفيري وله أصل خشبي نباته بقرب الماء ويسميه بعض الناس أرجونية، وإذا دق هذا النبات وذر على القروح الخبيثة الساعية نفع منها وهو قتال لمن أكله خناق له.

منتجوشه: هو السنبل الرومي وقد ذكرته في السين المهملة.

منذغورة: هو اليبروح عند أهل مصر وأصله بالرومية منذاغورس وسيأتي ذكر اليبروح في الياء.

منثور: يقال على الخيري وقد تقدم في الخاء المعجمة ويقال على نوع من الخشخاش يسمى باليونانية منقش رواش وقد ذكر في الخاء.

ممسك الأرواح: وموقف الأرواح أيضاً وهو الأسطوخودس عن إسحاق بن عمران وقد ذكرته في الألف.

مها: كتاب الأحجار: هو صنف من الزجاج غير أنه يصاب في معدته مجتمعاً بالمغنيسيا ويوجد في البحر الأخضر وقد يوجد أيضاً بصعيد مصر، وهو حجر أبيض بهي جداً لا يوجد إلا أبيض ومنه نصف أقل حسناً وصبغاً وأشد صلابة إذا نظر إليه الناظر ظن أنه من جنس الملح، وإذا قرع به الحديد الصلب أخرج ناراً كثيرة والأول هو البلور ويستقبل به عين الشمس فينظر إلى عين الشعاع الذي قد خرج من الحجر مما شفته الشمس بضوئها فيستقبل بذلك الموضع خرقة سوداء فتأخذ فيها النار حتى تحرقها ومن أراد أن يشعل من ذلك ناراً فعل سريعاً. كسوقيراطيس: نافع من الرعدة والإرتعاش والسل العارض للصبيان ويمسح به ثدي المرأة إذا عسر عليها لبنها ويقوي، وقال دواوسطوس الجوهري، إن دم التيس إذا كان سخناً فصير فيه أذابه وحله. وذكر هرمس: أنه جيد لمن ثقل لسانه وفسد كلامه، وإذا سحق بخل وملح ومر وزعفران ونوشاذر وحل بعسل وعرك به اللسان مرار، أذهب ذلك منه. أبو طالب بن سليمان: يسهل الولادة بخاصية فيه وإن علقته المرأة في حين الطلق على وركها سهل الولادة. التميمي: إذا سحق وصول بالماء سهل الولادة لطخاً وقلع البياض من العين.

مهد: يقال بضم الميم وإسكان الهاء وبالدال المهملة إسم للنوع من العرطنيثا المعروف براحة الأسد وهو ينبت بأعمال الشام وأهل الشام يسمونه القيلعي وقد ذكرته في الراء المهملة.

مو: ديسقوريدوس في الأولى: قد يسمى أمامنطقون وهو المرقد يكون كثيراً بالبلاد التي يقال لها مقدونيا وهي الأندلس وقد يسمى لنا المرمنطيقن وساقه يشبه ساق الشبث وورقه شبيه بورقه غير أنه أغلظ من ساق الشبث وله إكليل كإكليلة فيه بزر يشبه الكمون عطر الرائحة نحواً من ذراعين متفرق الأصول وأصوله دقاق بعضها معوجة وبعضها مستقيمة طوال طيبة الرائحة يحذو اللسان. جالينوس في السابعة: أصول هذا هي التي ينتفع بها وهي حارة في الدرجة الثانية يابسة في الثالثة ولذلك صارت تدر البول وتحدر الطمث وإذا أكثر الإنسان من أخذ هذه الأصول أحدثت له صداعاً من طريق أنها تسخن أكثر مما تجفف لأن فيها رطوبة نافخة غير نضيجة فإذا أصعدت الحرارة هذه الرطوبة إلى الرأس صدعته وأوجعته كثيراً. ديسقوريدوس: وإذا أغليت بالماء أو لم تغل وشربت مسحوقة سكنت الوجع العارض من اختناق الفضول في المثانة والكلى، وهي صالحة لعسر البول، وإذ سحقت وخلطت بعسل ولعقت نفعت من الريح العارضة في فم المعدة والمغص وأوجاع الأرحام والمفاصل والصدر الذي تنصب إليه المواد، وإذا سلقت وجلس النساء في مائها أدرت الطمث، وإذا ضمد بها عانة الصبي أدرت البول وإذا أخذ منه أكثر من المقدار الكافي صدع. الشريف: ينفع من ضعف الكبد وبردها ونفخها شرباً كان أو ضماداً، مسيح: يغرز المني شرباً.

موز:  قال أبو حنيفة: تنبت الموزة نبات البردي ولها عنقزة غليظة وأوراقها طويلة عريضة تكون ثلاثة أذرع في ذراعين وليست بمنخرطة على نبات السعف ولكن شبيهة المربعة وترتفع الموزة قامة باسطة ولا تزال فراخها تنبت حولها واحدة أصغر من الأخرى وربما كانت عشرين، فإذا هي طلعت تطلع وقد قاربها فراخها في الطول فإذا أدركت موزها قطعت الأم من أصلها فتؤخذ وتطلع فراخها إلى أن تصير أماً ولا يزال كذلك أبداً ويكون القنو منه ما بين الثلاثين إلى الخمسين فيجمد العنق حينئذ. سليمان بن حسان: شجره في شكل النخلة ساقه له ورق خارج منه أملس عريض كبير جداً مخطوط مليح المنظر وله عنقود يخرج منه الموز كالقثا، وهي أول طلوعها خضراء ثم تصفر ثم تسود إذا نضجت وداخلها طعمه كالزبد حلوة لينة تؤكل بالسكر وهي مرطبة للمعدة اليابسة مع تبريد لطيف ولين الصدر وتنفع من السعال اليابس. ابن ماسويه: هو حار في وسط الأولى رطب في آخرها يغذو غذاء يسيراً والإكثار منه يولد ثقلاً كثيراً، وهذه خاصية نافعة من القرحة الكائنة في الحلق والصدر والرئة والمثانة إلا أن إكثاره يثقل في المعدة وينبغي لمدمنه إن كان مزاجه بارداً أن يشرب بعده ماء العسل أو سكنجبيناً معسلاً، ويؤخذ بعد السكنجبين زنجبيل مربى وهو ملين للطبيعة. شندهشار: يزيد في النطفة والبلغم ابن ماسه: الإكثار منه يولد السدد. الطب القديم: يحرك الباه ويزيد في الصفراء وهو ثقيل على المعدة. العلهمان: هو دواء جيد للصدور والكلى ويدر البول.

مورداسفرم: ابن سينا: هو زهر وقضبان دقاق منفركة إلى الغبرة والصفرة وقد يكون منه ما هو إلى البياض ومنه أيضاً ما هو أشد ميلاً إلى الصفرة وقوته كقوة الباذروج عند بعضهم. قالت الخوز: إنه في قوة الإفسنتين الرومي وأشد قبضاً وهو حار يابس في الثانية ينفع من الصداع ورطوبة الدماغ ويقوي المعدة والكبد وينفع من السقطة على الأحشاء ومن الديدان حمولاً.

مورقا: الغافقي: هو نبات ينبت كثيراً ببلاد البربر والسودان وقد ينبت أيضاً بقرب الأندلس جهة إسبانيا وهي إشبيلية وأهل هذه البلاد يسمونه بالمورقا والبربر يسمونه إسمامن ومن الناس من يسميه سنبلاً برياً، وقوم يظنون أنه المو وذلك غلط منهم وهذا نبات صغير له ثلاث أوراق أو أربع تخرج من أصل واحد صغار طوال متشققة تشبه ورق المو وفي تشققها ملاسة ولها سويقة مدورة في غلظ الميل تعلو شبراً عليها جمة صغيرة كجمة الثوم فيها بزر أبيض مائل إلى الحمرة قليلاً، ولها أصل في غلظ الخنصر أبيض لزج طيب الرائحة جداً فيه حرافة يسيرة ويتحول إلى طعم الزنجبيل إلا أنه أقل حرافة وحرارة ويستعمل في لخالخ الطيب ويشفي الأوجاع وأرياح البلغم ويحل القولنج الريحي ويزيد في الباه.

مواعرن: ديسقوريدوس قال في الرابعة: ومن الناس من يسميه ماليقون، وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة ويستعمل في وقود النار طوله نحو ذراعين له ورق شبيه بورق الفوة وله بزر شبيه باللوبيا البيضاء في شكلها ولونها وفيه رطوبة تدبق باليد، ويؤخذ فيقلى قلية خفيفة ويدق ويطلى على أعواد الخشب ويستعمل بدل السراج، وأما الدسم الذي يخرج من البزر فإنه إذا مسح به الجسد لين خشونته. جالينوس في السابعة: بزر هذا النبات فيه دسومة كثيرة حتى أنه إذا وضعته خرج منه دهن وقوته قوة تغري وتلحج.

موميا:  ديسقوريدوس في الأولى: قسطملطس يكون بالبلاد التي يقال لها أبلونيا التي تلي البلاد التي يقال لها أقندريون ويتخذ من الجبال التي يقال لها الصواعقية مع الماء ويلقيه الماء إلى الشواطئ وقد جمد وصار قاراً ويفوح منه رائحة الزفت المخلوط مع الماء بالقفر مع نتن وقوته مثل قوة الزفت بالقفر إذا خلطا. لي: الموميا، يقال على هذا الدواء وعلى الدواء المعروف بقفر اليهود وعلى الموميا القبوري، وهي موجودة بمصر كثيراً وهو خلط كانت الروم قديماً تلطخ به موتاهم حتى تحفظ أجسادهم بحالها ولا تتغير، ويقال على حجارة تكون بصنعاء اليمن سود وفيها أدنى تجويف، وهي إلى الخفة تكسر فيوجد في ذلك التجويف شيء سيال أسود وتقلى هذه الحجارة إذا كسرت في الزيت فتقذف جميع ما فيها من تلك الرطوبة السوداء السيالة وأكثر ما توجد فيها متوفرة إذا كانت السنة عندهم كثرة المطر وهذه جميعها تجبر الكسر وهي مجربة في ذلك. الرازي في الحاوي: حكى لي بعض الأطباء عن منافع الموميا قال: إنه نافع للصداع البلغمي والبارد من غير مادة والشقيقة والفالج واللقوة والصرع والدوار يسعط به لهذه العلل حبة منه بماء مرزنجوش ولوجع الأذن بزيت وحبة منه بدهن ياسمين ويقطر لوجع الحلق يداف فيه قيراط برب التوت أو بطبيخ العدس والسوسن ولسيلان القيح من الأذن يذيب منه شعيرة بدهن ورد ماء حصرم ويجعل منه فتيلة، ولثقل اللسان قيراط بماء قد طبخ فيه صعتر فارسي، وللسعال يطبخ بماء عناب أو بماء الشعير وسبستان ويسقى منه ثلاثة أيام على الريق، وللخفقان قيراط بسوسن أو بماء النعنع، وللريح وللنفخة في المعدة قيراط بماء كمون وكراويا، أو بماء النانخواه، وللصدمة الواقعة بالمعدة والكبد مع قيراط ودانقين طين أرمني ودانق زعفران بماء عنب الثعلب أو خيار شنبر وللفواق حبة بطيخ بزر الكرفس وكمون كرماني، ولوجع الرأس العتيق يؤخذ منه حبة ومسك وكافور وجندبادستر أو حبة بدهن بأن يسعط، وللخناق قيراط بسكنجبين ولوجع الطحال قيراط وللكزازة والسموم حبتان بماء طبيخ الحسك والأنجدان وللعقارب قيراط بخمر صرف ويوضع على الموضع بسمن بقر. أبو جريج: يصلح للكسر والرض والوهن داخل البدن وخارجه وينفع الصدر والرئة وهو قريب من الإعتدال إلا أن له خصوصية في تسكين أوجاع الكسر والوهن داخل البدن إذا شرب منه أو تمرخ به أو احتقن به، وينفع قروح الإحليل والمثانة إذا سقي منه قيراط باللبن. الطبري: حار لطيف جيد للسقطة والضربة والرياح وخبرت أن رجلاً نفث الدم فلم ينقطع بشيء من أدويته، وكان شفاؤه أن سقي الموميا ثلاث شعيرات بنبيد فانقطع ذلك عنه. قالت الخوز: أنه أبلغ دواء النفث الدم وإن حل بزنبق وتحمل به نفع من قلة الصبر على البول. غيره: ويشفي الفالج واللقوة والبرد والرياح ويتمرخ به لذلك وهو نافع للخلع والهتك في الأعصاب الباطنة ويشرب مع طين مختوم بشراب قابض للسقطة الشديدة. ابن سينا في الأدوية القلبية: حار في آخر الثانية يابس كما أظن في الأولى أما خاصيته فتقوية الروح ويعينها لزوجته الممتنة.

مولوبدانا: ديسقوريدوس في الخامسة: أجوده ما كان بلون المرداسنج وإلى الحمرة صقيلاً ياقوتياً إذا سحق وإذا طبخ بالزيت كان شبيهاً بلون الكندر وما كان بلون الهواء وبلون الرصاص فرديء، وقد يكون منه أيضاً شيء من الذهب والفضة ومنه ما يخرج من المعادن وهو حريف وجوهره معدني موجود في المكان الذي يقال له سرسطا، والذي يقال له قوقس وأجود هذا المعدني ما لم يشبه خبث الرصاص ولم يكن متحجراً وكان أحمر صقيلاً. جالينوس في التاسعة: قوته شبيهة بالمرداسنج وهو بعيد قليلاً عن المزاج الوسط المعتدل مائل إلى البرودة لأن فيه قوة تجلو، وهذان الدواءان يذوبان وينحلان وليسا مما ينحل ولا يذوب كالحجارة والقليميا والرمل وأسرع ما ينحلان ويذوبان متى وقعا في الزيت ويذوبان وينحلان أيضاً متى طبخا بالماء فضل طبخ. ديسقوريدوس: وقوته أصلح لأن يخلط بالمراهم التي يقال لها لينارامن المرداسنج وخبث الرصاص وهو ينبت اللحم الزائد فليس يصلح أن يخلط بالمراهم التي تجلو أبداً.

موش دربندي: صوابه بوش بالباء بواحدة من تحتها وقد ذكرته هناك.

موم: وهو الشمع وقد ذكرته في الشين المعجمة.

مولى: قيل إنه الحرمل العربي وقد ذكر في الحاء أيضاً.

ميس:  ديسقوريدوس في الأولى: لوطوس وهو شجرة عظيمة لها ثمر أكبر من الفلفل حلو يؤكل طيب طعمه جيد للمعدة يعقل البطن. جالينوس في السابعة: هذه الشجرة فيها كيفية قابضة ليست بالكبيرة، وهي مع هذا لطيفة مجففة ويدل على ذلك أن نشارة خشبها تنفع من نزف النساء ومن قروح الأمعاء ومن الذرب والنشارة مرة تطبخ بالماء طبخاً وبالشراب مرة حسب ما تدعو إليه الحاجة والماء الذي تطبخ فيه النشارة ليس يستعمل في الحقن فقط بل يشرب أيضاً وتشديدها أيضاً أصول الشعر حتى لا ينتثر دليل على أن فيها شيئاً من القبض يسيراً مع قوة تجفف تجفيفاً معتدلاً، وقد قلنا في ذكر اللاذن أن كل دواء يشد أصول الشعر وييبسه تكون له هذه القوة. لي: يصنع منه بالشام رب وخاصة بدمشق فينفع السعال وهو مجرب في ذلك، ومنه نوع يكون في الجبال ببلاد المشرق وخاصة بديار بكر يعرف عندهم بالكركياس ينبت بنفسه عفواً ويستعمل حبه لسعال الأطفال أكلاً فينفعهم وغلب على ظني أن إياه أراد ديسقوريدوس في ترجمته لوطوس فتأمله. ديسقوريدوس: وطبيخ نشارة خشبه إذا طبخت وشربت واحتقن بها نفعت قرحة الأمعاء والنساء اللواتي يسيل من أرحامهن الرطوبات سيلاناً مزمناً ويحمر الشعر ويمسك البطن المستطلقة. الشريف: إذا طبخت عروقه بالماء أرخت لعابية لزجة، وإذا ضمد بها الأعضاء الصلبة الجاسية لينتها تلييناً عجيباً، وإذا طبخت هذه العروق بالماء مع النخالة وضمدت بها الأعضاء التي انكسرت ثم انجبرت على اعوجاج لينتها تلييناً عجيباً، وإذا طبخت هذه العروق بالماء وحدها طبخاً محيداً وخضب بها الشعر الجعد لينته وسبطته، وإذا ضمدت به الأدرة الصلبة ورجلا العليل معلقه أذهبها في ثلاثة أيام يعاود عليها كل يوم ذلك مرة مجرب.

ميعة:  ديسقوريدوس في الأولى: صطفطي وهي الميعة السائلة وهي دسم المر طري وتستخرج من المر بأن يدق بماء يسير ويعتصر بلولب وهي طيبة الرائحة جداً مشربة من الطيب وعلى انفرادها طيبة من غير أن يخالطها شيء آخر وأجودها ما لم يخالطه شيء من الأدهان وكان القليل منها عظيم القوة يسخن كإسخان المر والأدهان المسخنة. قال: وأما سطايلس ويقال له باليونانية مطركا وأهل الشام يسمونه الأصطرك وهو ضرب من الميعة وهو صمغ شجرة شبيهة بشجرة السفرجل وأجوده ما كان أشقر دسماً شبيهاً بالراتينج في جسمه أجزاء لونها إلى البياض ما هي طيبة الرائحة يبقى زماناً طويلاً، وإذا فرك انبعثت منه رطوبة كأنها العسل وهو أجود، والذي من البلاد التي يقال لها قسطانا على هذه الصفة، والذي من البلاد التي يقال لها قمندبا والبلاد التي يقال لها قليقيا هما أيضاً على هذه الصفة وما كان أسود هشاً كالنخالة فإنه رديء وقد توجد صمغة شبيهة بالصمغ العربي صافية اللون رائحتها شبيهة برائحة المرو قلما توجد هذه الصمغة وقد يغشها قوم بأن يسحق من نشارة الخشب التي تكون الصمغة إذا تأكلت وتفتتت من الدود وأخلطت بعسل أو بدخان وثفل الإيزسا وأشياء أخر، ومن الناس من يطيب الشمع والشحم ويعجنه بالأصطرك في شمس حارة يصفيه بمصفاة واسعة الثقب في ماء بارد ويصير شكله شكل الدود ويبيعه ويسميه سقوليقطس، وقد يختاره الجهال على أنه فيما يظنون غير مغشوش ويجعلون محنته بقوة الرائحة فإن الذي منه غير مغشوش حاد الرائحة جداً. ديسقوريدوس: شجرة الميعة شجرة جليلة لها خشب يشبه خشب شجرة التفاح ولها ثمرة بيضاء أكبر من الجوز يشبه عيون الأبيض من البقر ويؤكل ظاهرها وفيه مرارة وثمرتها التي داخل النوى دسمة يعصر منها دهن قشر هذه الشجرة الميعة اليابسة ومنه يستخرج الميعة السائلة وصمغتها هو اللبني وهو ميعة رهبان وهو صمغ أبيض شديد البياض وهو العبهر وهو لبني الرهبان. أبو جريج الراهب: الميعة صمغة يسيل من شجرة تكون ببلاد الروم يتحلب منه فيؤخذ ويطبخ ويعتصر من لحاء تلك الشجرة فما عصر سمي ميعة سائلة ويبقى الثجير فيسمى ميعة يابسة. جالينوس في السابعة: الميعة السائلة تسخن وتلين وتنضج ولذلك صارت تشفي السعال والزكام والنوازل والبحوحة وتحدر الطمث إذا شربت، وإذا احتملت من أسفل ودخانها إذا أحرق يكون شبيهاً بدخان الكندر. ديسقوريدوس: وقوة الأصطرك مسخنة ملينة منضجة وتصلح للسعال والزكام والنزلات وبحوحة الصوت وانقطاعه، وإذا شرب واحتمل وافق انضمام فم الرحم والصلابة العارضة فيها ويدر الطمث وإن ابتلع منه شيء يسير مع صمغ البطم لين البطن تلييناً خفيفاً، وقد يخلط ببعض المراهم المحللة للأعياء وقد يستعمل مقلياً ومشوياً ومحرقاً ويجمع دخانه كما يجمع دخان الكندر ودخانه المجتمع منه يوافق كل ما يوافقه دخان الكندر والدخان الذي يعمل بسوريا يسخن ويلين جداً وهو مصدع يثقل الرأس ويسبت. حبيش بن الحسن: الميعة حارة في أول الثالثة ويبسها أقل من حرارتها وتنفع السائلة من وجع الصدر والرئة وتنشف البلة وتمسك الطبيعة عن الإسهال وتطيب المعدة وتقوي أعصابها وتنفع من الرياح الغليظة وتشبك الأعضاء إذا شربت أو طليت من خارج البدن، وتنفع من قروح ظاهر البدن وتمسك الجرب والبثور رطبة ويابسة إذا طلي عليها ببعض الأدهان ويابسها ينزل البلة من الرأس إذا تبخر به وكثيراً ما يخلط السائلة منها بالأدوية. غيره: إذا شرب من السائلة مثقالان بثلاث أواق ماء حار أسهلت البلغم بلا أذى واليابسة تمسك الطبيعة. التجربيين: رائحة بخورها تقطع رائحة العفونة كيف كانت وتنفع من الوباء.

ميوديون:  وتأويله ذنب الإيل قاله ابن حسان. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت في مواضع مظللة وصخرية وله ورق شبيه بورق الهندباء وساق طولها نحو من ثلاثة أذرع وزهره كثير مستدير لونه شبيه بلون الفرفير وله بزر صغار شبيه بحب القرطم وأصل طوله نحو شبر في غلظ العصا قابض. جالينوس في السابعة: وأصلها مخالف لثمرتها في المزاج وذلك لأن أصلها يقبض ويقطع النزف العارض للنساء وجميع ما يجري ويسيل من المواد الأخر، وبزره من البعد عن أن يفعل هذا في حد هو معه محدر للطمث لأن قوته لطيفة قطاعة. ديسقوريدوس: إذا جفف ودق ناعماً وخلط بالعسل ولعق بالغداة أياماً قطع نزف الدم من الرحم وبزره إذا شرب بالشراب أدر الطمث.

ميشيار: ويقال ميشهار وهو إسم فارسي للنبات المسمى باليونانية طيلاقيون وقد ذكرته في الطاء المهملة.

ميسم: صاحب المنهاج: هي حبة تشبه البطم مثلث تقطيعها إلى الصفرة طيبة الرائحة من شجرتها بستاني وبري ومصري ويتخذ من بزره خبز ويشبه أن يكون الحربة والبستاني معتدل والبري في الثانية في الحر واليبس والبستاني ثلاثة ورقات وقوته مجففة قليلاً والبري أقوى. لي: هذه ترجمة كان الأولى أن تسقط من أصل الكتاب لأنه لا فائدة فيها لما اشتملت عليه من كثرة تخبيط وعظم تشويش وعدم تحقيق كما سأبينه وذلك لأنه قال في أولها ميسم، وهو تصحيف وصوابه ميس بحذف الميم وقد ذكرته فيما تقدم إلا أنه وصفه بصفة غير صفة حب الميس، ثم ذكر أنه من أنواع الحندقوقا وهو قوله إن منه بستانياً وبرياً ومصرياً يتخذ من بزره خبز ثم قال: ويشبه أن يكون الحربة فخلط في قوى هذا الدواء الذي هو ميسم في ترجمته خمسة أدوية وهو حب الميس وميسم الذي لا يفهم ما أراد به ثم نوعا الحندقوقا وأحد نوعي الحربة، أما حب الميس فلأن ديسقوريدوس سماه في كتابه لوطوس كما قدمناه ولوطوس أيضاً إسم لنوعي الحندقوقا فاختلط عليه لإشتباه الإسم ثم قال: منه مصري يتخذ من بزره خبز فوهم الوهم الذي وهمه ووهمته فيه الجماعة حسب ما بيناه عنهم في حرف الحاء في ذكر الحندقوقا بسبب إشتراك الإسم في اليونانية مع البشنين وقوله: ويشبه أن تكون الحربة فأشكل عليه الأمر فيه من طريق نعت الثمرة لأن ديسقوريدوس قال في وصف ثمره أحد نوعي الحربة أنه مثلث شبيه بزج الحربة وقال صاحب المنهاج في الميسم: أنها حب يشبه القرطم مثلث التقطيع فأشكل عليه الأمر من جهة التثليث في الثمر فاعلم ذلك، وبالجملة فإن جميع ما اشتملت عليه هذه الترجمة من الوهم والتخليط وفيما نبهت عليه كفاية، وقد ذكرت الحربة في الحاء المهملة وذكرت ما فيما قاله صاحب المنهاج فيها من الخلل والوهم أيضاً فتأمله هناك.

ميبختج: تأويله بالفارسية مطبوخ العنب وهو الرب. إسحاق بن سليمان: ما كان من الشراب شبيهاً بالعقيد المعروف بالميبختج فغليظ بطيء الإنهضام.

ميويزج: تأويله بالفارسية زبيب الجبل وقد ذكرته في الزاي وهو حب الرأس أيضاً فاعرفه.

حرف النون

نانخواة: 

ويقال ناتخة بلغة أهل الأندلس ونانوخية ونانخاة. أمين الدولة: إسم فارسي معناه طالب الخبز كأنه يشهي الطعام إذا ألقي على الأرغفة قبل اختبازها. ديسقوريدوس في الثالثة: أآمي ومنهم من يسميه قومسون آنيونيقون وهو الكمون الكرماني والكمون الملوكي، وهو الحبشي ومنهم من سماه بأسليقون وهو كومنيون ومعناه الكمون الملوكي، ومنهم من زعم أن الكمون الكرماني طبيعته غير طبيعة النانخواة وبزره معروف عند الناس وهو أصفر من الكمون بكثير وفي طعمه شيء من طعم أريعاس ويختار منه ما كان نقياً ولم يكن فيه شيء شبيه بالنخالة. جالينوس في السادسة: أكثر ما يستعمل منه بزره وقوّته مسخنة مجففة لطيفة وفي طعمه مرارة يسيرة وحرافة، وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه يدر البول ويحلل وليوضع من الإسخان والتجفيف في الدرجة الثالثة من كل واحد منهما. ديسقوريدوس: وقوّته مسخنة ملهبة للبدن مجففة تصلح إذا شربت بشراب للمغص وعسر البول ونهش الهوام وقد يدر الطمث ويخلط بالأدوية المدرة التي تقع في أخلاطها الذراريح لتضاد عسر البول، وإذا خلط بالعسل وتضمد به قلع كمية الدم العارض تحت العين، وإذا شرب أو تلطخ به أحال لون البدن إلى الصفرة، وإذا تدخن به مع الزفت والراتينج نقى الرحم. أبو جريج: طبيخه يحلل النفخ البتة وحبه مذهب للبلة والحميات العتيقة وطبيخه يصب على لسع العقارب فيسكن وجعها على المكان. الفارسي: يقطع القيح الذي في الصدر والمعدة ويسكن الرياح ويهضم الطعام جيداً ويسكن وجع الفؤاد والغثيان وتقلب النفس ومن لا يجد للطعام طعماً. بولس: مسخن للمعدة والكبد شرباً. ابن ماسويه: النانخواة يقوي الكلى والمثانة. الطبري: ينقي الكلى والمثانة ويذهب الحصاة ويخرج الدود وحب القرع. غيره: يفعل ذلك إذا أكل بعسل. التجربتين: إذا سحقت وعجنت بعسل وطلي بها الوجع أو أيّ ورم كان حللته وإن خلطت بالفلفل كانت في ذلك أبلغ وإن حقنت بها الرحم جففت رطوبتها العفنة ونفتها وحسنت ريحها، وإذا خلطت في الأدوية المسهلة نفعت الذين يعتريهم بها أمغاص. غيره: إذا طلي بها الوجه أذهبت البثور اللبنية عنه وإن دقت مع الجوز المحرق وأكلت نفعت من الزحير ابن عمران: إذا خلطت بالأدوية النافعة من البهق والبرص قوت منافعها وزادت في تأثيرها.

نارجيل: ويسمى الرانج وهو جوز الهند. أبو حنيفة: هي نخلة طويلة تميل ثمرتها حتى تدنيها من الأرض ليناً ولها أقثاء يكون في القنو الكريم منها ثلاثون نارجيلة ولها لبن يسمى الأطواق، وإذا أراد أحد أخذ لبنها ارتقى إلى ذروتها ومعه كيزان فينظر إلى الطلعة من طلعها قبل أن تنشق فيبضع طرفها مع قبض الوليع ثم يلقمها كوزاً من الكيزان ويعلق الكوز بالعرجون ويفعل ذلك بالطلعة الأخرى، ثم ينزل فلا يزال لبنها يقطر في الكيزان قطر الشمعة حتى إذا كان بالعشي صعد إلى الكيزان فأنزلها، وقد تحصل منه أَرطال ثم يشرب ذلك اللبن من ساعته وهو حلو طيب غليظ القوام كلبن الضأن، وإن شرب بالشراب أسكر معتدلاً ما لم يبرز شاربه للريح فإن برز فأصابه الريح أسكره جداً وإن أدامه من ليس من أهله فسد عقله وألبس فهمه وإن بقي منه شيء إلى الغد صار خلاً ثقيفاً يطبخ به لحوم الجواميس فيهريها ويسمى الأطواق ساعة يحلب، وليف الشجرة أجود الليف كله ويسمى الصبار وأجوده الأسود الذي يؤتى به من الصين. البصري: حار في الثالثة رطب في الأولى وليس برديء الكيموس وأجوده الحديث الطري الأبيض الذي فيه ماء حلو وخاصية الزنخ منه إسهال الديدان وحب القرع. مسيح: بطيء في المعدة وخلطه غليظ وأجوده الحديث فإنه يزيد في الباه والمني ويسخن الكلى ونواحيها. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: يسخن الكلى وينفع من تقطير البول وبرد المثانة ووجع الظهر العتيق ويزيد في المني ولجرمه بطء انحدار يصلحه الفانيذ والسكر الطبرزذ ولا يحتاج المشايخ والمبرودون إِلى إصلاحه فأما الشبان والمحرورون وأصحاب الأمزاج الحارة فليأخذوا عليه ما ذكرنا من المطفئات ويطفؤه بأن يأكلوا عليه البطيخ والبوارد والحامضة.

نارنج: 

الفلاحة: شجرة معروفة ورقها أملس لين شديد الخضرة يحمل حملاً مدوراً أملس في جوفه حماض كالأترج وهي شبيهة بشجر الأترج جداً ووردها أبيض في نهاية طيب الرائحة ويتخذ منه دهن مسخن يطرد الرياح ويقوي العصب والمفاصل وقشر ثمرته حار ورائحته تقوي القلب وينفع من الغشي. الشريف: هو مركب من قوى مختلفة فقشره الخارج حار لطيف وحماضه بارد يابس في الثالثة وبزره وعروقه حارة يابسة إذا جفف قشر ثمرته وسحق وشرب بماء حار حلل أمغاص البطن وحيا وإن أدمن شربها بالزيت أخرجت أجناس الدود الطوال وإذا نفعت قشور ثمرته وهي رطبة في دهن وشمست ثلاثة أسابيع نفعت من كل ما ينفع منه دهن الناردين، وإذا شرب منه مثقالان نفع من لدغة العقرب وسائر نهش الهوام الباردة السموم، وحبه إذا شرب نفع من السموم العارضة عن لذع الهوام وأكل حماضه على الريق يضعف الكبد ويوهن المعدة الباردة المزاج وهو ينفع من التهاب المعدة الحارة ويقلع الطبوع والآثار السود من الثياب البيض ويزيلها وإذا أنقعت فيه الحجارة حللها وإذا جمعت عروقه الدقاق وجففت وسحقت وشربت بشراب كانت من أنفع الأدوية لسموم الهوام القاتلة الباردة السبب.

نارمشك: إسحاق بن عمران: تأويله بالفارسية مشك الرمان وهو رمانة صغيرة مفتحة كأنها وردة لونها يميل إلى البياض والحمرة والصفرة وفي وسطها نوار لونه كذلك وطعمه عفص ورائحته طيبة يؤتى به من خراسان وهو حار في الأولى يابس في الثانية. الرازي في الحاوي: هو فقاح شجرة يقال لها نارماسيس وخاصيته الترقيق والتلطيف سواء. ابن ماسويه: قوته كقوّة الناردين. ابن سينا: لطيف محلل جيد للمعدة والكبد الباردتين وبدله ربع وزنه زنجبيلاً ونصف وزنه قشر الفستق وسدس وزنه سنبلاً. ابن عمران: وبدله وزنه كموناً كرمانياً وثلث وزنه قسطاً بحرياً.

ناغيشت: ابن رضوان: هو عقار شبيه بقرون الغزلان محبب الداخل خفيف الوزن شبيه بطعم القرنفل حار يابس نافع من أوجاع الكبد والمعدة الباردة مدر للطمث والبول مجفف للرطوبة والشربة منه من نصف درهم إلى مثقال. الغافقي: أظنه الذي يسمى بالبربرية حسومي ويسمونه أغرومي وبعض الناس يسميه فلفل السودان وطعمه قريب من طعم الفلفل إلا أنه أقل حرارة وفيه قبض ورائحته كرائحة القرنفل، وهو معروف عند البربر.

ناردين: باليونانية إذا قيل مطلقا يراد به السنبل الهندي ويقال بكسر الدال المهملة وإسكان الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ويخطئ من يفتح الدال ولا يحرك الياء على لفظ التثنية، وإذا قيل ناردين قليطي يراد به السنبل الإقليطي وهو الرومي وناردين أورى وهو السنبل الجبلي وناردين أعربا معناه سنبلى بري ويقال على السنبل الجبلي وعلى الفرو وعلى الأسارون لأن هذه كلها تدعى سنبلاً برياً.

نافوخ: إسم ببغداد لأصل النوع من السوسن الأحمر المسمى باليونانية كسيفيون وهو الدليوث وقد ذكرته في حرف الدال المهملة.

ناركيو:  يقال على رمان السعالى بالفارسية وهو صنف من الخشخاش، وقيل: أن الناركيو هو الخشخاش كله وقيل هو الأسود خاصة وفي مفردات الشريف هو نبات أغفل ذكره ديسقوريدوس، وذكر ابن وحشية في الأدوية الطبية المنتخبة من الفلاحة البنطية أنه نبات ينبت في شطوط الأنهار ومواضع مجتمع المياه والمواضع الندية الظليلة ينبت بنفسه ويرتفع عن الأرض كقامة له ورق كورق الزيتون لكنه أصغر منه وهو ناعم لين كالحرير إذا لمسه لامس، وأغصانه صلبة جداً وله زهر يظهر في الربيع كأنه ورد الخيري يخلفه ثمر كالبندق في جوفها حب أسود كالفلفل أدكن اللون سهل الدق حار يابس في الأولى يسخن ويجفف ويلطف، وقشره إذا نزع عن أغصانه وجفف وسحق وذر على القروح الجاسية الغليظة حللها لا سيما إذا دهنت بالزيت وذر عليها بعده، وإذا بخر بأغصانها وورقها وصنع من رمادها نورة وخلط مع زرنيخ وطلي به الشعر النابت في البدن حلقه وحيا وأبطأ نباته كثيراً، وإذا طلي به على الكلف والنمش أذهبه وقد يعمل الرماد وحده ذلك من غير زرنيخ. ابن سمحون: قال حبيش: حار يابس فيه حدة وينفع حبه مطبوخاً بالماء كما ينفع بزر الحندقوقا وورقه إن طبخ وسقي أصحاب البلغم والريح الغليظة أخرج ذلك من المعا والمعدة وبزره أقوى من ورقه وهو من أدوية الكبار، وإن شرب حبه مدقوقاً معجوناً بالعسل ذهب بالمليلة ونفع أصحاب الحمى التي تكون من المرة السوداء والبلغم المحترق.

نار: الشريف الإدريسي: هي جوهر منفرد فاعل في الأجسام نافع من الأمراض المزمنة وهي دواء لا يعدله شيء في ذلك وهي حارة يابسة في آخر الرابعة والكي بها ينفع من كل مزاج يكون من مادة أو من غير مادة إلا ما كان من ذلك حاراً من غير مادّة ويابساً من غير مادة، والكي بالنار أفضل من الكي بالدواء المحرق لأن النار لا يتعدى فعلها العضو الذي يتصل بها ولا يضر ما اتصل به من الأعضاء إلا ضرراً لا يؤبه له، والكي بالدواء المحرق ربما أضر بالعضو وربما أضر بما اتصل به من الأعضاء وأحدث أمراضاً مميتة والنار لا تفعل ذلك لشرف عنصرها وكرم جوهرها ما لم يفرط بها، وإذا كوي الرأس بها نفعت من البرودة والرطوبة المزمنة والشقيقة المزمنة وغير المزمنة، وإذا نقط بها حول الأذن من خارج نفع من بردها وينفع من اللقوّة والسكتة المزمنة والنسيان البلغمي والفالج والصرع والماليخوليا وينفع الكي بها من الماء النازل في العين والدموع المزمنة ووجع الأنف واسترخاء الجفن وناصورها وينفع من شقاق الشقة وناصور الفم والأضراس واللثات المسترخية ومن الخنازير وضيق النفس وبحوحة الصوت والسعال الرطب وينفع الكي بها من خلع رأس العضد ومن برد المعدة ورطوبتها وبرد الكبد ورطوبتها وورمها وورم الطحال والكلى والإستسقاء الزقي والساقين والقدمين والإسهال المزمن البارد وبواسير المقعدة والثآليل وخلع الورك وعرق النسا ووجع الظهر والفتوق وأرياح الحدبة، وينفع من الوثي والجذام والدبيلة والبرص والأكلة والبواسير المعكوسة والنزف العارض بغتة عن الشريان وغيره.

نبيذ:  الرازي في مقالته: في الشراب أن الأشربة المسكرة هو الشراب المطلق نفسه المتخذ من عصير العنب والمطبوخ والزبيبي ونبيذ العسل والتمر والدوشاب ونبيذ السكر والفانيذ ونبيذ البر والشعير والجاورس وعصارات الفواكه الحلوة. وبلغنا وتأدى إلينا أن ما سال من عروق النارجيل إذا شرب بشراب أسكر وأن لبن الرماك أيضاً شراب مسكر والمطبوخ من الشراب أشد إسخاناً من غيره للبدن وأشد تجفيفاً ولذلك هو موافق للأبدان التي تحتاج إلى إسخان من الشراب، وأما المشمس فإنه أشد إسخاناً وتجفيفاً وهو ضار بأصحاب الأبدان الملتهبة يسرع إلقاءهم في الحميات ويجعل الدم يسرع إلى العفونة ولذلك يلهب الحمى سريعاً ويصدع لما فيه من الريح والنشوة لكنه أكثر الأشربة رياحاً ونفخاً وقراقر ويبلغ بالسخونة إلى الأعضاء البعيدة وله فضل لطف وغوص ويطيب ريح العرق والبول ولا يضر النكهة كما يضرها الشراب المطلق، وأما نبيذ الزبيب المجرد فإنه أجود لتقوية المعدة وأعقل للبطن من الشراب وهو أكثر غذاء والدم المتولد منه أغلظ وأمتن من الدم المتولد من الشراب الرقيق وأقرب إلى الإستحالة والتعكر والذي يستحيل منه من الدم سوداء، ولذلك ينبغي أن يجتنبه من به سوداء ويخاف عليه من الأمراض السوداوية كابتداء السرطان والماليخوليا وعظم الطحال ونحو ذلك، ويجب أن يستعمله أصحاب الذرب لضعف المعدة ومن يلهب من شرب الشراب المطبوخ سريعاً ويشتد ذلك به، ونبيذ الزبيب المعسل يزيده العسل إسخاناً وقوّة وسورة في الصعود إلى الرأس والنفوذ في سطوح البدن وينقص من قبضه فيكون حينئذ أقل تقوية للمعدة وأعقل للبطن لكنه يكون أدر للبول وأكسر للرياح ويسخن الكلى والمثانة حينئذ ويخرج عنهما فضولهما وحجارتهما وهو أصلح للصدر والرئة وما فيها من الأخلاط، وأما نبيذ العسل نفسه فقوي الإسخان سريع الإستحالة إلى المرار الأصفر ضار بأصحاب الأمزاج الحارة يصلح للمشايخ والمبلغمين وهو أوفق الأنبذة للذين بهم ضعف العصب وأمراض باردة وأضرها بأصحاب الأكباد الحارة، وأما الشراب الذي يطبخ فيه اللوز المر فيزيده فضل إسخان ولطافة ونفوذاً حتى أنه جيد لمن يعتريه القولنج والحصا في كلاه والسدد في كبده والغلظ في طحاله غير أنه سريع الإستحالة إلى المرارة مصدع مورث للرمد والغشي من بعد يوم شربه ولا سيما لمن كان منتظراً مستعداً لذلك، ونبيذ الدادي فإنه مصدع وليس بجيد للمشايخ وهو صالح لأصحاب البواسير وأما المطبوخ فيه الأفاويه فإنه يزيد شاربه تصديعاً وإسخاناً لكنها تزيد تقوية للمعدة وتجفيفاً لها سيما ما كان منها قوي القبض كالمسك والسعد أقوى للتجفيف كالسنبل والعود والمصطكي، وأما نبيذ الزعفران فمصدع ومغث إلا أنه أكبر بسطاً للنفس وتفريحاً حتى يكسب شرابه شاربه حالاً شبيهة بالزعوفة لمن أكثر منه، ونبيذ التمر والدوشاب والناطف فكلها وخمة ثقيلة بالإضافة إلى الشراب حتى إنه ربما كانت أكثر توليداً للنفخ والقراقر والأضرار بالمعدة والأمعاء من الماء إلا أن أصلحها على كل حار نبيد التمر لا سيما العتيق الصيفي وبالضد أردأها الطري والشتوي وما اتخذ من الدوشاب أوفق للصدر والرئة من نبيذ التمر ونبيذ التمر أوفق للمعدة من الدوشاب والناطف على أنه ليس منها واحد موافقاً للمعدة ولا جارياً في مجاري الشراب بالإضافة إليه وإلى نبيذ الزبيب بل هي أجمع دونهما في هذه الخلال التي يحتاج إليها من الشراب بكثير، اللهم إلا في إخصاب البدن وأسمانه فإنها تزيد في ذلك على الشراب بحسب غلظتها ومتانتها وكثرة إغذائها وحلاوتها، وأما نبيذ السكر والفانيذ فأرق من نبيذ الدوشاب وأنفذ وهي جيدة للكلى والمثانة وحرقة البول وعسره غير أن نبيذ السكر سريع التصديع ونبيذ الفانيذ جيد للصدر والرئة والأوجاع الكائنة من أخلاط نيئة وهو يسهل الطبيعة ويمنع من القولنج ونبيذ التين جيد للصدر والرئة والكلى والمثانة مسمن للبدن لكنه لكثرة دفعه الفضول يولد حكة وجرباً ويقمل، وبالجملة كل هذه الأنبذة مقصرة دون الشراب، ونبيذ الزبيب في الخلال التي تحتاج إليها يقوم دون مقامه قليلاً فيما يفعله وهو أيضاً أقربها إليه ويقرب نبيذ العسل من نبيذ التمر والمتخذة من البر والشعير وشبههما بعيدة عن الشراب وعلى أنها تسكر بعض الإسكار وتطيب النفس، لكن لا ينبغي أن يطمع منها في حل نفخ ولا في دفع غذاء بل  يحل الطبع وتدر البول وتنفع بعض النفع، ونبيذ الرمان الحلو وما أشبهه كعصارة الفواكه الحلوة كالكمثري الحلو والتفاح إذا تركت حتى تسكر فإنها تجري في السكر مجرى بعض الشراب غير أنها سريعة الإنفاذ ولا قوّة لها، وأما شراب النارجيل فقد أخبرني جماعة أنه يسكر إسكاراً صالحاً فأوجب القياس أن يكون مسخناً مليناً نافعاً لوجع الظهر والكلى الحادث عن الأخلاط الباردة. الإسرائيلي: ومن نبيذ العسل ما يتخذ نقيعاً بالبرية المعروفة بخوزحندم وهو نافع للرياح والنفخ ولذلك صار ينعش اللحم ويربيه ويزيد فيه وبهذه القوة صار أهل الأندلس يستعملونه لأنه أكثر ما يتخذونه فيستعمله أرقاؤهم وجواريهم دائماً لأنه ينفع أبدانهم ويحسن ألوانهم.

نبق: مذكور مع السدر في السين المهملة.

نجب: هو قشر السليخة وهو إسم لكل قشرة وخص بهذا القشر أعني سليخة الطيب.

نجم: هو الثيل وقد ذكر في الثاء وكل ما ليس له ساق فهو نجم.

نجيل: هو النجم المقدم ذكره وأهل المغرب يسمونه النجبير بالراء المهملة.

نحاس: الغافقي: هو أنواع ثلاثة، فمنه أحمر إلى الصفرة ومعادنه بقبرس وهو أفضله ومنه أحمر ناصع وأحمر إلى السواد، فأما ما تدخله الصنعة فالأصفر وهو أنواع فمنه الطالقون والنحاس، وإذا أحرق كان منه الروسختج وحذر الحكماء من الأكل في آنية النحاس والشرب فيها، وخاصة ما كان فيه حلاوة أو حموضة أو دسومة، وقد يعرض عن الشرب في آنية النحاس ومن إدمان ذلك داء الفيل والسرطان والناخس ووجع الكبد والطحال وفساد المزاج وقد تسحق الأكحال النافعة في صلاية من نحاس بفهر منه فتكون موافقة لغلظ الأجفان والجرب وتقوي العين وتجفف رطوبتها وتحد البصر.

نحاس محرق: هو الروسختج. ديسقوريدوس في الخامسة: الجيد منه الأحمر الشبيه في سحقه بلون الجوهر المعدني الذي يقال له فنياري، والمحرق الذي لونه أسود فإنه قد أحرق أكثر مما ينبغي، وقد يتخذ المحرق من المسامير التي تخرج من بعض السفن وهو أن يؤخذ من الكبريت جزء ومثله من الملح ويذر في قدر من طين ويوضع عليه ساف من المسامير ويذر عليه الكبريت والملح أيضاً ويجعل عليه ساف من المسامير ولا يزال يفعل ذلك إلى أن يكتفي به ويلزق على القدر وعليها غطاء من طين فخار ويصير في أتون الفخار وينزل حتى ينضج القدر، ومن الناس من يذر في القدر الشب مكان الكبريت ومنهم من يحرق النحاس من غير ذلك ويدعه في الأتون أياماً كثيرة، ومن الناس من يستعمل الكبريت وحده إلا أنه يكون أسود، ومنهم من يلطخ المسامير بالكبريت والشب والخل ويحرقها في قدر من طين، ومنهم من يصير المسامير في قدر من نحاس ويرش على المسامير خلاً ويحرقها وبعد حرقها مرة يرش عليها الخلّ ثانية، ثم تحرق أيضاً ويفعل به ذلك فإذا كان ذلك رفع، وأجود ما يكون من النحاس المحرق ما كان من المدينة التي يقال لها صف وبعده القبرسي وهو يقبض ويجفف ويلطف ويشد ويجذب وينقي القروح ويدملها ويجلو العين وينقص غشاوتها وينفع القروح الخبيثة ويمنعها من الإنتشار، وإذا شرب بالشراب الذي يقال له أدرومالي ولعق بالعسل أو تحنك به هيج القيء وقد يغسل، كالقليميا بأن يبدل ماؤه أربع مرات إلى أن لا يطفو عليه شيء من الوسخ.

نحام: هو من طيور الماء. ابن ماسويه: لحمه من أكرم لحوم الطير وأفضلها وهو حار دسم ويشد العظام ويقوي اللحم وينشط للطعام ويزيد في الماء ويصلح الجسم كله.

نخالة:  جالينوس: هي أقل حرارة وأكثر يبساً عند إضافتها إلى لباب الحنطة، وقال في كتاب طيماوس قوّتها كقوة الكرسنة وكجلائه. ديسقوريدوس في الثانية: إذا طبخت نخالة الحنطة بخل ثقيف وضمد بها مسخنة قلعت الجرب المتقرح وهي ضماد نافع من الأورام الحارة في ابتدائها والمطبوخة بالشراب تسكن أورام الثدي ضماداً وكذا المعقد فيها اللبن وتوافق لسعة الأفعى والمغص. عيسى بن ماسه: تجلو جلاء كثيراً وتسخن إسخاناً يسيراً وماؤها يجلو الصدر جلاء معتدلاً ويلين الطبع. التجربيين: ماء النخالة المطبوخ حسواً ينفع من خشونة الصدر ومن السعال في جميع أوقاته ويسهل النفث وإذا طبخت الأحساء المسمنة بماء النخالة قوي فعلها والنخالة نفسها إذا طبخ فيها ورق الفجل وضمد بها لسعة العقرب سكن وجعها وكذا بالماء وحدها. غيره: والنخالة إذا نقعت بالخل ووضعت على الجمر واستنشق دخانها نفع من الزكام.

ندغ: صعتر البر وقد ذكر في الصاد.

نرجس: ديسقوريدوس في الرابعة: بركسوس وباللطيني الريبقس وهو نبات له ورق شبيه بورق الكراث إلا أنه أدق منه وأصغر بكثير وله ساق جوفاء ليس لها ورق طولها أكثر من شبر عليها زهر أبيض في وسطه شيء لونه أصفر ومنه ما لونه إلى الفرفيرية وله أصل أبيض مستدير شبيه بالبلبوس وثمرته سوداء كأنها في غشاء مستطيلة وقد ينبت أجود مما يكون منه في مواضع جبلية وهو أجودها وهو طيب الرائحة جداً وباقية شبيه برائحة العقاقير. جالينوس في التاسعة: أصله قوته قوة مجففة حتى أنه يلحم الجراحات العظيمة ويبلغ من قوته أن يلحم القطع الحادث في الوثرات، وفيه مع هذا شيء يجلو ويجذب ويجفف. ديسقوريدوس: وإذا أكل أصله مسلوقاً أو شرب هيج القيء وإذا استعمل مع العسل مسحوقاً وهو مسلوق وافق حرق النار، وإذا تضمد به ألزق الجراحات العارضة للأعصاب، وإذا خلط بالعسل مسحوقاً وتضمد به نفع من انفتال أوتار العقبين وأوجاع المفاصل المزمنة، وإذا خلط بالبزر الذي يقال له سديوس والخل نقى الكلف والبهق، وإذا خلط بالكرسنة والعسل نقى أوساخ القروح وفجر الدبيلات العسرة النضج، وإذا تضمد به مع دقيق الشيلم أخرج السلاء وشبهه فقط. البصري: حار في الدرجة الثالثة يابس في الثانية، وإذا شم نفع من وجع الرأس الكائن من البلغم والمرة السوداء ويفتح سدد الرأس. ابن عمران: شمه ينفع الزكام البارد وفيه تحليل قوي. غيره: بصله يجفف وينقي وينضح ويسيل القيح من القروح وينقيها ويجففها، وإذا شرب منه مثقالان بعسل قيأ ويقتل حيات البطن وزهره معتدل لطيف محلل مصدّع لرؤوس المحرورين إذا شموه. ابن سينا: أصله نافع من داء الثعلب طلاء بخل وإذا شرب منه أربعة دراهم بماء العسل أسقط الأجنة الأحياء والموتى، الشريف: إذا أنقعت ثلاثة من أصوله في اللبن الحليب يوماً وليلة ثم أخرجت وسحقت وطلي بها ذكر العنين دون الرأس ضماداً به أقامه وقوى فعله عجيباً وإذا دلك القضيب بأصله ساذجاً زاد في غلظه كثيراً جداً، وبزره إذا سحق وخلط بخل وطلي به الكلف أذهبه وكذا النمش والبهق.

نسرين:  إسحاق بن عمران: هو نور أبيض وردي يشبه شجره شجر الورد ونواره كنواره، وسماه بعض الناس وردصيني وأكثر ما يوجد مع الورد الأبيض وهو قريب القوة من الياسمين نافع لأصحاب البلغم وبارد المزاج وإذا سحق منه شيء وذر على الثياب والبدن طيبها. بولس: وأما نباته كله فإن له قوّة منقية لطيفة الأجزاء وهذه القوة في زهره أكثر سيما إذا كان يابساً حتى أنه يدر الطمث ويقتل الأجنة ويخرجها، وإن خلط به ماء حتى يكسر قوّته صلح أيضاً في الأورام الحارة سيما أورام الرحم، ولأصوله أيضاً قوّة قريبة من هذه إلا أنها أغلظ أجزاء وأكبر أرضية وهو يحلل الأورام الجاسية إذا صير عليها مع الخل. الرازي: ورأيت بخراسان قوماً يسقون منه من الدرهم إلى ثلاثة فيسهل إسهالاً ذريعاً. الغافقي: وإذا دق وطلي به على الآثار والكلف التي في الوجه قلعها، وإذا جفف وشرب منه نصف مثقال أياماً متوالية منع إسراع الشيب. ابن سينا: حار يابس في الثانية ينفع من البرد في العصب ويقتل ديدان الأذن وينفع وجع الظهر والوثي والدوي ومن وجع الآذان والأسنان واللثة ويلطخ بمسحوق البري منه الجبهة فيسكن الصداع وكله يفتح سدد المنخرين وينفع من أورام الحلق واللوزتين، وإذا شرب منه أربع درخميات سكن القيء والفواق وخصوصاً البري. التميمي: نافع لأصحاب المرة السوداء الكائنة عن عفن البلغم وقد يسخن الدماغ ويقويه ويقوّي القلب إذا أديم شمه ويحلل الرياح الكائنة في الرأس والصدر ويخرجها بالعطاس، وإذا تدلك به في الحمام مسحوقاً طيب رائحة العرق والبشرة.

نسر: الشريف: هو طائر معروف كبير الجسم جليل المقدار يقتل الطير وهو من أقدر الطير على العلو إذا استعلا طيراناً وربما طار من المشرق إلى المغرب ثم انصرف من يومه ويوصف بأعاجيب بأنه يقصد المقتلة من المكان البعيد فيأكل منها وينصرف إلى فراخه فيزقها ليلاً، ولحمه حار يابس إذا أكل نفع من التشنج. التميمي في المرشد: لحمه أغلظ اللحوم وأزفرها وأزهمها وهي بطيئة النزول فيها شيء من حرارة والكيموس المتولد منه رديء جداً يولد مرة سوداء يقارب في الشبه لحوم الكراكي ويجانسها وفيه مع هذا الحر شيء من رطوبة غيره: وإذا اكتحل بمرارته سبع مرات بماء بارد وطلي به حول العين نفع من نزول الماء فيها، وإذا خلط بمثله عصارة الندفة وعسل واكتحل نفعت من ظلمة البصر وأذهبت غلظ الجفن وجربه، وإذا أذيب شحمه وقطر في الأذن حاراً نفع من الصمم لا سيما إذا توولي على ذلك.

نشا: ديسقوريدوس في الثانية: آمولن أجوده ما عمل من الصنف من الحنطة الذي يقال له سطانيونلن وعمله أن تؤخذ الحنطة وتنقى وتنقع في ماء عذب وتغسل به ويراق الماء الذي غسلت به ويصب عليها غيره ويفعل بها ذلك خمس مرات بالنهار وإن أمكن فليفعل ذلك بالليل فإذا لانت فينبغي أن يصب ماؤها صباً رفيقاٌ ولا تحرك لئلا يخرج لبنها ويصب مع الماء، فإذا فعل ذلك دوست بالأرجل ويصب عليها ماء وما طفا على الماء من نخالة تؤخذ بمصفاة ثم تصفى وتصير على قراميد جدد في شمس حارة فإنه إن بقي عليه شيء من النداوة حمض، وقد يصلح النشاستج لسيلان المواد إلى العين والقروح العارضة لها التي يقال لها فلقطس، وإذا شرب قطع نفث الدم ويلين خشونة الحلق وقد يخلط باللبن وببعض الأطعمة، وقد يستعمل النشاستج أيضاً من راء بأن ينقع بعد الغسل يوماً أو يومين ويمرس بالأيدي كما يفعل بالعجين في شمس حارة وهذا الصنف من النشا لا ينتفع به في الطب لكن في غيره. جالينوس في الثانية: يبرد ويجفف أكثر من الحنطة. ماسرحويه: إذا خلط بالزعفران وطلي به الوجه أذهب كلفه. غيره: يجفف الدمعة وقروح العين وإذا قلي حبس البطن وأجوده ما كان نقياً. التجربتين: العذب المذاق منه الحلو إذا أخذ كما هو في لبن النساء أو رقيق البيض سكن حرقة العين ولين خشونة الجفون، وإذا صنع منه حسو مبالغ في طبخه مع شحم ماعز نفع من السحج والإنطلاق وإفراط الدواء المسهل وإذا احتقن به مقلواً كما هو نفع من السحج. الرازي في دفع مضار الأغذية، يولد السدد وينبغي لمن أكل الأشياء المتخذة منه أن يأكل ما يفتح السدد ويدر البول وهو صالح للصدر والرئة ويلين خشونتهما ويمنع نوازل الزكام.

نشارة الخشب: 

جالينوس في السادسة: من شأنها أن تنقي القروح الخبيثة الرطبة وتجلوها وخاصة ما كان من خشب له قبض وجلاء كبعض أجناس الشوك. ديسقوريدوس في الأولى: تأكل الخشب العتيق وهو شبيه بالدقيق إذا تضمد به نقى القروح الرطبة وجلاها وأدملها، وإذا خلط بمقدار مساو له من الأنيسون وعجنا بخل وصيرا في خرقة كتان وأحرقا وسحقا وذرا على القروح النملية منعها أن تسعى في البدن. الشريف: ونشارة خشب الأرز حارة يابسة إذا خلطت بالحناء وتدلك بها نفعت الجرب الرطب وقد تقع في اللخالخ، وإذا دخن به طرد الهوام ويقتل البق.

نضار: أبو عبيد البكري: ما كان من الأثل نباته بالجبال فهو النضار وما كان في السهل فهو الأثل وقد ذكرته في الألف.

نطرون: مذكور مع البورق في حرف الباء.

نعنع:  جالينوس في السادسة: واليونانيون يسمون هذا النبات مثنى لأنه طيب الرائحة وههنا نبات يسمونه مثنى وهو غير طيب الرائحة وهو الذي يسمونه فالامني وهو فوذنج نهري، وهذان نباتان كلاهما حارا المذاق وقوتهما حارة في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة إلا أن النعنع أضعف من الفوذنج البري وأقل إسخاناً منه، وبالجملة فإن النعنع أضعف من الفوذنج البري وأقل إسخاناً منه والفوذنج البستاني مثل النهري من قبل أنه يزرع في البساتين ويشرب الماء فقد صار فيه بهذا رطوبة فهو لذلك يحرك الجماع تحريكاً يسيراً وهو شيء عام مشترك لجميع الأشياء التي فيها فضل رطوبة لم ينضج نضجاً تاماً ولهذا المزاج من النعنع صار بعض الناس تدقه وتضعه مع دقيق الشعير على الجراحات والدبيلات فنيفعها وهذا شيء لا يقدر الفوذنج النهري أن يفعله لأنه يسخن ويجفف أكثر مما يحتاج إليه ثمره وفيه مع هذا شيء من المرارة وشيء من العفوصة فهو بمرارته يقتل الديدان وبعفوصته يقطع نفث الدم ما دام لم يعتق إذا شرب بالخل الممزوج وجوهره من اللطافة أكثر من كل النبات. ديسقوريدوس في الثالثة: له قوّة قابضة مسخنة مجففة ولذلك إذا شربت عصارته مع الخل نفعت نفث الدم ويقتل الدود الطوال ويحرك شهوة الجماع، وإذا شرب طاقتان أو ثلاث بماء الرمان الحامض سكن الفواق والغثي والهيضة، وإذا تضمد به مع السويق حلل الأورام التي يقال لها أقيوسطيما وهي الدبيلات، وإذا وضع على الجبهة سكن الصداع وكذا الثدي الوارمة من تعقد اللبن فيها سكن ورمها، وإذا تضمد به مع الملح على عضة الكلب نفعها، وإذا خلطت عصارته بماء القراطن سكن وجع الآذان، وإذا احتملته المرأة قبل وقت الجماع منع الحبل، وإذا دلك به اللسان الخشن لين خشونته، وإذا دلكت منه طاقتان أو ثلاثة في اللبن حفظه من التجبن وهو طيب الطعم جيد للمعدة يدخل في التوابل وقد يكون نعنع غير بستاني على ورقه زغب وهو أكبر من البستاني وفي رائحته شيء من الزهومة والكراهية وهو أقل إصلاحاً في وقت الإستعمال والصحة من الآخر. الشريف: إذا مضغ نفع من وجع الأضراس وحيا وإذا وضع على لدغة العقرب نفع من وجعها ونفعها نفعاً عجيباً وسكن ألمها في الحال، وإذا استعط منه صاحب الخنازير الظاهرة في العنق ثلاث مرات بوزن دانق من عصارته مع دهن نفع منه نفعاً بليغاً وينفع أصحاب البواسير ضماداً بورقه وهو أنجح دواء في ذلك. التجربتين: إذا درس مع لحم الزبيب ووضع على نفخ الأنثيين أضمرهما وسكن وجعهما، وإذا ضرب مع الخل نفع من إضراره بالعصب وبفم المعدة لإضعافه لعصبها ويحل نفخ المعدة ويسخنها وهو بالجملة دواء موافق للمعدة والأمعاء ويقوّيها ويسكن أوجاعها ويبعث بشهوتها مأكولاً وضماداً ويسكن الفواق إذا كان من ريح غليظة أو من أخلاط مؤذية لفم المعدة، وإذا خالط الخل كان أنفع في ذلك ويقطع القيء البلغمي الحادث عن ضعف المعدة، وإذا مضغ مع مصطكي أو عود نفع من الفواق ومن الخفقان وهو من الأدوية المقوية للقلب، وإذا وضع في أدوية الصدر نفع من أوجاعه وأوجاع الجنبين وسهل النفث، وإذا عجنت بمائه الأضمدة الماسكة للطبيعة قوى فعلها جيداً، وإذا درست أوراقه الغضة مع اللبن نفع من ضرره. غيره: عصارته مع ميبختج ينفع من عسر الولادة، وإن دق ورقه مع ملح أندراني وخلط بزيت ووضع على كل دمل يخرج في البدن من خلط غليظ أبرأه وهو مخصوص بالنفع من عضة الكلب الكلب وهو مقو للكبد الباردة وللمعدة مطيب لها يعين على قوة الهضم ويحرك الجشاء. ابن سينا في الأدوية القلبية: فيه عطرية لطيفة وحرافة وحلاوة مع مرارة وعفوصة مخلوطة اختلاطاً لذيذاً وفيه قبض صالح وكل هذه المعاني ذكرنا مراراً أنها معينة جداً بخاصية في التقريح، وأما مزاجه فيشبه أن تكون حرارته في آخر الأولى ويشبه أن تكون في أول الثانية.

نعام:  جالينوس في كتاب أغذيته: وأما البط والنعام فغليظة جداً كثيرة الفضول عسرة الهضم وأجنحتها صلبة ليفية عضلية. الرازي في دفع مضار الأغذية: لحوم النعام غليظة جداً فينبغي أن تصلح إصلاح لحم البط. ابن رضوان في حانوت الطب: شحمه قد جرب الثقات أنه إذا أخذ منه في أول الصيف وآخر الربيع وجعل في موضع هربت منه الحيات والأفاعي، وإذا شمته غشي عليها مجرب. التجربتين: شحمه يحلل الأورام الجاسية البلغمية تحليلاً قوياً ويضمرها وكذا إذا طلي به الحبن أضمره وكذا يهيج الأطراف فهو ينفع من لسعة العقرب شرباً وضماداً معاً وينفع من الأوجاع الباردة كلها.

نفط: ديسقوريدوس: هو صفوة القير البابلي ولونه أبيض وقد يوجد منه أيضاً ما هو أسود وله قوة تستلب بها النار فإنه يستوقد من النار وإن لم يماسها وهو نافع من بياض العين ومائها. مسيح: هو حار في الدرجة الرابعة يدر الطمث والبول وينفع من السعال العتيق والبهر واللهيث ووجع الوركين ولسع الهوام طلاء. الطبري: هو لونان أسود وأبيض وكلاهما حار والأبيض أقوى فعلاً وهو صالح للتنقية من الديدان الكائنة في الشرج إذا استعمل من فرزجة والأسود أضعف، وقال في موضع آخر: هما محللان نافعان من برد المثانة والأعضاء ورياحها. ابن سينا: هو لطيف وخصوصاً الأبيض محلل مذيب مفتح للسدد نافع من أوجاع المفاصل ويسكن المغص ويكسر من برد الرحم وريحها، والأزرق ينفع من وجع الرحم والأذن الباردة قطوراً. غيره: يخرج المشيمة والأجنة الميتة ويدخن به لإختناق الرحم الرازي: وبدلهما ثلثا وزنهما دهن بلسان وثلثا وزنهما من حب الصنوبر ووزنه من صمغ الجاوشير.

نفل: أحمد بن داود: هو من إحرار البقل ومن سطاحه ولها حسك ترعاه القطاة وهي مثل اللفت ولها نوارة صفراء طيبة الرائحة وهو القت البري الذي تأكله الخيل وتسمن عليه ومنابته الغلظ وثمرته صلبة مطوية بعضها فوق بعض إذا اجتذبت امتدت وإذا تركت عادت وفيها حب. الرازي في الحاوي: هو دواء عربي وبزره يشبه الجزر حار يدل البول وينفع من الطحال.

نلك: هو شجر الزعرور ويقال شجرة الدلب عن أبي حنيفة، وقد ذكرتهما في بابيهما.

نمام: ديسقوريدوس في الثالثة: أرفلس منه بستاني في رائحته شيء من رائحة المرزنجوش وتستعمله الناس في الأكلة ويسمى أرفلس من أرفسي وهو الدبيب لأنه يدب وأي شيء ماس الأرض منه ضرب فيها عروقاً، وله ورق وأغصان شبيهة بورق أوريعانس وأغصانه إلا أنه أشد بياضاً وما ينبت منه في السباخ كان أكبر بما يناله. جالينوس في السادسة: وقوته حارة يبلغ من إسخانها أنها تدر الطمث والبول وطعمه أيضاً شديد الحدة. ديسقوريدوس: ومنه غير بستاني ويقال له أوريعانس وليس يدب في نباته بل هو قائم وله أغصان دقاق رقاق في مقدار ما يصلح لفتل القناديل، وأغصانه مملوءة ورقاً شبيهة بورق السذاب إلا أنه إلى الدقة ما هو وأطول وأصلب من ورق السذاب وزهره حريف مر المذاق ورائحته طيبة وله عرق لا ينتفع به وينبت بين الصخور وهو أقوى وأسخن من البستاني وأصلح في أعمال الطب لأنه يدر الطمث إذا شرب ويدر البول وينفع من المغص ورض العضل وأطرافها وأورام الكبد الحارة ويوافق ضرر الهوام إذا شرب، أو تضمد به، وإذا طبخ بالخل وصير معه دهن ورد وصب على الرأس سكن الصداع، وإذا شرب رافق المرض الذي يقال له قرانيطس وليبرعس أيضاً وإذا شرب منه وزن أربعة درخميات بخل سكن قيء الدم. ابن سينا: حار في الثالثة يابس فيها يقاوم العفونات ويقتل القمل وينفع من الأورام الباردة ومن القلغموني الشديد الصلابة وينفع من الديدان وحب القرع ويخرج الجنين الميت وكذا بزرهما وخصوصاً البري منه. وقال في الأدوية القلبية: إذا عدل حره ويبسه بدهن البنفسج وبقيت عطريته ونفوذه كان نافعاً في تعديل مزاج الروح التي في الدماغ وإذا كان ذلك بلغمي المزاج لا يحتاج أن يعمل، ولم أسمع له في الروح التي في القلب كبير فعل ويشبه أن يكون له فعل لما ذكرنا من أوصافه. غيره: يطيب رائحة الشعر إذا دلك به الرأس والذقن بعد الخروج من الحمام وينفع من السدد المتولدة من الكيموسات الغليظة التي في الدماغ وسدد المنخرين أيضاً وخاصة النفع من لسع الزنبور إذا شرب منه درهمان أو مثقال بسكنجبين.

نمارق:  التميمي في المرشد: زهره يكون بأرض فارس والعراق وهو شبيه بالياسمين الأبيض على شكله إلا أنه أقوى حرارة منه وهو حار في الثانية يابس في آخر الأولى شمه مضر بالمحرورين نافع للمبرودين.

نمل: الشريف: زعم بنادوق أن نمل المقابر الكبير منه إذا سحق بخل ولطخ به البرص بعد الإنقاء أزاله وحيا، وإن أخذ من الكبار الأسود مائه فتغرق في نصف أوقية من دهن الرازقي وتترك فيه ثلاثة أسابيع ثم يدهن به الإحليل فإنه يسرع الإنعاظ ويوتر القضيب ويصلبه ويقوي عصبه، وإذا سحق بالماء وطلي به الآباط بعد نتفها أبطأ نبات الشعر فيها.

نمر: الشريف: هو حيوان فيه شبه من الأسد إلا أنه أصغر منه منقط الجلد بسواد، ذكره أرسطوطاليس في كتاب خواص الحيوان، ولحمه إذا لطخ به الكلف وترك حتى يجف أبرأه وإن احتيج إلى عوده أعيد عليه، ويقال أن مخه إذا ديف بدهن زنبق واحتمل نفع من أوجاع الأرحام، وشحمه حار يابس إذا تدهن به الفالج كان أنفع شيء في علاجه لا يعدله في ذلك دواء، وذكر الجاحظ في كتاب الحيوان أن النمر يحب شرب الخمر فإن وضع في مكان وضربه حتى يسكر لا يمنع عن نفسه من قصده، ويقال أنه متى لطخ إنسان جسمه وجوارحه بشحم ضبعة عرجاء ودخل على النمر في مكانه قعد أمامه ولم يقدر على النهوض عليه ولا على الحركة أصلاً، وقيل في كتاب السمائم أن مرارته لا تحب أن تقرب لفرط رداءتها، وقد قدر لذلك قدر فالأولى أن لا تذكر وكذا مرارة الببر وهو سبع عظيم.

نمكسود وقديد:  جالينوس في أغذيته: والإختلاف بين اللحمان من طريق أنها تملح وتقدد أيضاً اختلاف ليس بيسير لأنها تختلف من هذا الوجه إختلافاً كثيراً جداً حتى أن لحم الحيوان الذي مزاجه رطب جداً إذا هو ملح صار يجفف تجفيفاً كثيراً جداً أكثر من تجفيف لحم الحيوان الذي مزاجه يابس جداً إذا هو لم يملح ولم يقدد أيضاً، وكذا اللحم المشوي أيبس من المطبوخ بالماء. وقال مرة أخرى: إذا هو لم يملح ولم يقدد كذلك كان أقل خلطاً لأن النمكسود يولد خلطاً غليظاً مائلاً إلى السواد ولا ينبغي أن يكثر إستعماله وخاصة من الغالب على بدنه السوداء، ودمه غليظ رديء لأنه يزيد الدم غلظاً ورداءة. الرازي في دفع مضار الأغذية: القديد والنمكسود يناسب اللحم الطري الذي يعمل منه إلا أن التمليح يزيده فضل يبس وحرارة وبطء انهضام والقديد يزيده مع ذلك كيفية أخرى بحسب الأبازير التي طرحت عليه فيكون المقدد منه بالصعتر والنانخواه والفلفل أزيد حراً والمتخذ بالكزبرة أقل حراً، وإن نقع منه في الخل قبل ذلك كان أقل حرارة وأسرع هضماً وألطف، وبالجملة فهو قليل الغذاء بالإضافة إلى اللحم الطري يصلح لمن يريد تجفيف بدنه ويضر بالجملة لمن يعتريه القولنج ويورث إدمانه الحكة والجرب ويجعل الدم سوداوياً غليظاً ولا سيما إذا كان من لحم له أن يفعل ذلك كلحوم الصيد ونحوها وهو صالح للمستسقين إذا لم يكن كثير الملح وكان قد نقع في الخل قبل تقديده فطرحت عليه البزور المدرة للبول وخشن الصدر والرئة ومما يدفع به ضرره أن يطال في الماء إنقاعه ويطبخ في البقول اللزجة كالإسفاناخ والسرمق ويطرح فيها من الشحوم الطرية والأدهان التفهة كدهن اللوز والسمسم والزبد والسمن فإن ذلك يعدلها ويميل بها إلى الصلاح ويشرب عليه من الطلاء الحلو من كان يعتاده يبس الطبع ومن النبيذ الكثير المزاج فأما من كان يقصد تجفيف بدنه كالمستسقين والمترهلين ونحوهم فلا يحتاجون فيه إلى ذلك بل ينبغي أن يطيلوا إنقاعه في الخل ليعدموا تعطيشه وإسخانه، ويبقى لهم تجفيفه ويأكلوه بالخل أيضاً فإنه موافق لتجفيف البدن الرهل الرطب، ويصلح لأن يدفع بالقديد وخامة الأطعمة الدسمة وكظة النبيذ ويسكن ثائرة الجوع إذا كان العزم على تأخير الطعام فيدفع القليل منه مع الكعك والمري الجوع الكاذب الذي يعرض للسكارى، ولا ينبغي أن يكثر منه ولا في هذين الوقتين فإن أكثر منه حتى يتبين مرة بعد مرة ترك حتى تنزل الطبيعة فإن لم تنزل بذلك أخذ شيء من الملينة للإسهال مما ذكرنا وإن لم يؤكل منه دون أن تنزل فإنه بذلك يؤمن حدوث القولنج ومن هاج به عن أكل قديد حرارة أو عطش من غير سخونة فليشرب عليه السكنجبين المبرد، ومن أصابه عليه يبس في الحلق والفم وعطش من غير سخونة فليشرب عليه الجلاب ويتحسى مرقة دسمة ويأخذ من اللورينج أو يتجرع دهن اللوز الحلو أو يأكل من لب الخيار ولا سيما إن كانت به حرارة.

نهما: الشريف: قال ابن وحشية: هي شجرة قديمة حسنة طيبة الرائحة ورقها مدور غليظ في خلقته على قضبانها وفي زغب يسير. مسيح: لونه أصفر وله زهر أحمر يشبه نوار الخطمي إلا أنه شبيه بالكأس عميق مفتوح وأكثر ما تنبت هذه الشجرة بأرض بابل وليست تطول كثيراً بل كقامة الإنسان، والنوع الآخر يشبه الأول نباتاً وقدراً إلا أن ورقه أدق من الأول وورده كالأول سواء في عظمه ولون وردها أبيض والشجرتان طيبتا الريح وخاصة زهرهما فإنه طيب الرائحة وحملها يكون في أول آذار وليس تخلف مكان الزهر ثمراً ولا بزراً وزهرهما حار يابس له رائحة طيبة وبخورهما ينفع الزكام، وإذا ضمدت له الأورام الباردة حللها.

نهق: وهو جرجير البر وقد ذكرته في الجيم.

نهشل: هو الجزر البري من الحاوي وقد ذكر في الجيم أيضاً.

نوشادر:  ابن التلميذ: هو نوعان طبيعي وصناعي فالطبيعي ينبع من عيون حمئة في جبال بخراسان يقال أن مياهها تغلي غلياناً شديداً وأجوده الطبيعي الخراساني وهو الصافي كالبلور. الغافقي: هو صنف من الملح محتفر يخرج من معدنه حصا صلباً ومنه شديد الملوحة يحذي اللسان حذواً شديداً ومنه ما يكون من دخان الحمامات التي يحرق فيها الزبل خاصة، وأصنافه كثيرة فمنه المنكت بسواد وبياض ومنه الأغبر ومنه الأبيض الصافي التنكاري ومنه الذي يعرف من شبه المهمي وهو أجودها، والنوشادر حار يابس في آخر الدرجة الثالثة ملطف مذيب ينفع من بياض العين ويشد اللهاة الساقطة إذا نفخ في الحلق وينفع من الخوانيق ويلطف الحواس وخاصيته الجذب من عمق البدن إلى ظاهره فهو لذلك يجلو ظاهر البدن ولا يغسله، وإذا حل بماء ورش في بيت لم تقربه حية ولا عقرب وإن صب في كواتها ماتت، وإذا سحق بماء السذاب وتجرع منه قتل العلق. الشريف الإدريسي: وإذا ربب بدهن ولطخ به على الجرب السوداوي في الحمام جلاه وأذهبه وإذا مضغ النوشادر وتفل في وجه الأفاعي والحيات قتلها وحيا، وإذا خلط بدهن البيض ودهن به البرص بعد الإنقاء أذهبه وأبرأه ونفع نفعاً بيناً ولا سيما إذا أدمن عليه. الرازي: وبدله وزنه شب ووزنه بورق ووزنه ملح أندراني.

نوى التمر: فيه قبض وتغرية يسيرة ينفع بهما من القروح الخبيئة محرقاً فإن غسل بعد إحراقه وسحق وأمر بالميل على شفر العين أنبت الهدب، وإذا اكتحل به نفع من قروح العين وهو يذهب مذهب التوتيا، وإن خلط بالسنبل الهندي وهو سنبل الطيب كان أبلغ في نبات الهدب. المنهاج: ينفع شرب ماء طبيخه من الحصا.

نوارس: الغافقي: هو الصنف الكبير من القتاد ويسميه بعض الناس شجرة العرس وبعضهم يسميه سواك عباس والسواك العباسي وتسميه الروم سواك المسيح بلسانهم. الرازي في الحاوي: يسمى شجرة القصب. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات قريب من الشجرة في عظمه ويسمى باليونانية بطريون والقليل من اليونانيين الذين يسمون أبورس يسمونه بوارس، وله أغصان دقاق شبيهة بأغصان شوكة الكثيراء وورق صغار مستديرة وعلى هذا النبات كله زغب صوفي وهو مشوك وله زهر صغير أصفر طيب الرائحة فإذا ذيق كان حريفاً ولا ينتفع به، ينبت في آجام صلبة وله أصول طولها ذراعان أو ثلاثة شبيهة بالأعصاب إذا شق منها عند وجه الأرض خرجت منه دمعة شبيهة بالصمغ. جالينوس في السابعة: قوة هذا قوة تجفف بلا لذع حتى أنه قد وثق الناس منه بأنه يلحم العصب إذا انقطع وأصوله خاصة أكثر فعلاً وكذا ماؤه الذي طبخ فيه يسقى منه لمن به علة في عصبه. ديسقوريدوس: وإذا دقت صمغته وتضمد بها ألزقت الجراحات والأعصاب وطبيخها إذا شرب وافق أوجاع الأعصاب.

نورة: وهو الكلس وقد ذكر في الكاف.

نيلوفر:  أمين الدولة بن التلميذ: هو إسم فارسي معناه النيلي الأجنحة أو النيلي الأرياش وربما سمي بالسريانية ما معناه كرنب الماء. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات ينبت في الآجام والمياه القائمة وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قينوريون وتأويله العروس إلا أنه أصغر منه وأطول بشيء يسير وقد يظهر على الماء ومنه ما يكون داخل الماء ورق كثير مخرجه من أصل واحد وزهر أبيض شبيه بالسوسن وسطه زعفراني اللون إذا طرح زهره كان مستديراً شبيهاً بالتفاحة في الشكل أو الخشخاشة وفيه بزر أسود عريض مر وله ساق ملساء ليست بغليظة سوداء شبيهة بساق النبات الذي يقال له قينورين وأصل أسود حسن شبيه بساق النبات الذي يقال له قينورين أو بالجزر يقلع في الخريف ومتى قلع وشرب الأصل بالشراب نفع من الإسهال المزمن وقرحة الأمعاء، وحلل ورم الطحال وقد يتضمد به لوجع المعدة والمثانة، وإذا خلط بالماء الصافي وصير على البهق أذهبه، وإذا خلط بالزفت وصير على داء الثعلب أبرأه، وإذا أدمن شربه أياماً أضعف ذكره وقد يشرب للإحتلام فيسكنه وبزره أيضاً يفعل ما يفعله الأصل في هذه الأشياء جميعاً ويوجد هذا النبات كثيراً في المواضع التي تسمى الموطس، وقد يكون من هذا النبات صنف آخر له ورق شبيه بالذي وصفنا وأصل أبيض خشن وزهر أصفر مشرق اللون مساو لورق الورد وأصله وبزره إذا شربا بالشراب الأسود نفعا من سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم وينبت كثيراً في بلاد إيطاليا في النهر الذي يقال له قسوس. جالينوس في الثامنة: أصل هذا النبات وبزره فيهما قوة تجفف بلا لذع فهو لذلك يحبس البطن ويقطع سيلان المني ودروره الكائن بلا احتلام بإفراط وينفع من قروح الأمعاء، وما كان منه أبيض الأصل فهو أقوى من الأسود حتى أنه يقطع النزف العارض للنساء وقد يشرب منه ما هو أبيض وما هو أسود الأصل لهذه العلة بالشراب القابض، وفيهما أيضاً جميعاً قوة تجلو لذلك يشفيان البهق وداء الثعلب شفاء عجيباً ولعلاج البهق يعجنا بالماء ولداء الثعلب بالزفت الرطب والأنفع في هاتين العلتين النوع الذي أصله أسود كما أن الأبيض نافع لتلك العلل الأخر. ابن سينا: زهره ينوم ويسكن الصداع إلا أنه يضعف وبزره نافع لوجع المثانة وكذا أصله وشرابه شديد التطفئة نافع من الحميات الحادة. وقال في كتاب الأدوية القلبية: يقرب في أحكامه من الكافور إلا أنه يرطب لقوته وكثرة برودته فيحدث في جوهر روح الدماغ كلالاً وفتوراً إلا أن يكون محتاجاً إلى ترطيب وتبريد لتعديل، وأما الروح التي في القلب فيشبه أن لا تنفعل عن المعنى الضار الذي فيه انفعال الروح الذي في الدماغ حتى تقويه منفعته بل خاصيته التي في عطريته تقوي الروح التي في القلب ويكون دفع ضرر برده ورطوبته به إلى حد ما يعدل بالزعفران والدارصيني. عيسى بن ماسه: هو بارد في الدرجة الثالثة رطب في الثانية لطيف الأجزاء غواص ويذهب بالسهر الكائن من الحرارة ويكون ببلاد مرو ضرب من النيلوفر فيه حدة وحرارة ولطافة، وأما إذا أردنا إسخاناً في أوجاع باردة فاستعملناه فوجدناه صالحاً وشربه صالح للسعال وأوجاع الجنب والرئة والصدر ويلين الطبيعة ويبرد. التجربتين: هو أكثر ترطيباً من البنفسج ولا يضر بالمعدة إضراره.

نيلج:  الغافقي: هو النيل وهو العظلم والذي تستعمله الصباغون عندنا هو العظلم وليس هو الذي ذكره ديسقوريدوس، والذي ذكره ديسقوريدوس يسمى عندنا بالأندلس السماني وقلما يستعمل ببلاد الروم وقد يستعمل أيضاً بغربي بلاد الأندلس وإنما تصبغ الثياب بالذي ذكره ديسقوريدوس بتعفين ثمره. ديسقوريدوس في الثانية: أساطيس الذي تستعمله الصباغون، له ورق شبيه بورق لسان الحمل إلا أنه ألزج وأشد سواداً منه وله ساق أطول من ذراع وورقه إذا ضمدت به الخنازير والجراحات والأورام في ابتدائها نفعها ويلزق الجراحات بحرارتها ويقطع سيلان الدم ويبرئ القروح الخبيثة والنملة والحمرة والأكلة وأما أساطيس البري وهو نبات يشبه الأول الذي تستعمله الصباغون ورقه أكبر من ورقه ويشبه ورق الخس، وله قضبان طوال كثيرة الشعب لونها إلى الحمرة وفي أطراف القضبان غلف كثيرة شبيهة بالألسن في شكلها مفلقة فيها بزر وله زهر أصفر دقيق، وهذا النبات ينفع مما ينفع منه الأول وينفع أيضاً المطحولين إذا شرب بشراب وتضمد به. جالينوس في السادسة: وأما النيل البستاني الذي تستعمله الصباغون فقوته تجفف تجفيفاَ قوياً من غير لذع لأنه مر قابض فهو لذلك يحمل الجراحات الحادثة في الأبدان الصلبة ولو كانت في رؤوس العضل وينفع أيضاً انفجار الدم ويحلل ويضمر الأورام الرخوة إضماراً كثيراً ويقاوم مقاومة شديدة للأورام الرديئة عفنة كانت أو متأكلة فإن وجد في بعض الأوقات صلباً عند جوهر صاحب العلة فينبغي أن يخلط مع ورقه إذا سحق خبز أو دقيق شعير أو دقيق حنطة أو سويق شعير بحسب العلة، فأما النيل البري ففيه قوة حادة بينة في مذاقته وفعله فهو بهذا السبب أكثر تجفيفاً من النيل البستاني ولذلك صار أقوى في علاج الرطوبة العفنة الحادثة في الجراحات وفي القروح، فأما في علاج القروح التي ذكرناها فهو أقل نفعاً لأنه قوي وتجفيفه مع لذع وجميع ما كان كذلك فهو يهيج الأورام ويؤذيها وهذا النوع البري ينفع الطحال بسبب شدة قوته، فأما ذلك البستاني فليس يمكنه هذا. الغافقي: وأما النيلج المعروف عند الصباغين فهو نبات له ساق وفيه صلابة وله شعب دقاق عليها ورق صغار مرصعة من جانبين يشبه ورق الكبر إلا أنه أكثر استدارة منه ولونه إلى الغبرة والزرقة وساقه مملوءة من خراريب فيها بزر يشبه خراريب الكرسنة إلا أنها أصغر ولونها إلى الحمرة، وهذا النبات هو العظلم ويتخذ منه النيلج بأن يغسل ورقه بالماء الحار فيجلو ما عليه من الزرقة وهو يشبه الغبار على ظاهر الورق ويبقى الورق أخضر ويترك ذلك الماء الحار ويرسب النيلج في أسفله كالطين فيصب عنه الماء ويجفف ويرفع، ولأن الأطباء الذين ذكروا النيلج في الكتب لم يعلموا أن النيل الذي ذكره ديسقوريدوس وجالينوس غير هذا ولذلك خلطوا القول فيه ووصفوا فيه وصفاً فأضافوا إليه ما ليس فيه ولذلك كان كلامهم فيه كذب وخطأ أكثره، وقوة هذا النيل الثاني مبردة لا محالة وهو يمنع من جميع الأورام في ابتدائها ويقال: أنه إذا شرب شيء منه يسير قدر أربع شعيرات محلولات بماء سكن هيجان الأورام والدم وأذهب العشق قبل تمكنه. وزعم قوم أنه نافع لسعال الصبيان الشديد الذي يقيئهم وأظنه الذي يكون من مادة لطيفة حادة لأنه قوي التبريد، وزعم قوم أيضاً أنه ينفع لقروح الرئة والشوصة السوداوية ويقطع دم الطمث وبجلو الكلف والبهق وينفع من داء الثعلب وحرق النار. الشريف: إذا شرب من النيل الهندي والكرماني درهمان في أوقية ورد مربى نفع من الوحشة والإغتمام وأذهب الخفقان وخاصة إذا خلط بمثل نصف وزنه مرداسنج وقليل دهن ورد وشمع وفلفل وطلي به على الكلف والأكلة نفع منهما، وينبغي أن يتقدم في غسلها بماء لسان الحمل وعسل مجرب. التجربتين: ينفع من قروح الرأس إذا حل بخل ولطخ به وإذا تمادى على التضميد به صاحب الخنازير المتفجرة حلل باقي صلابتها وأدملها. إسحاق بن عمران: وبدله إذا عدم وزنه من دقيق الشعير وثلثه من ماميثا.

نيمقا: هو النيلوفر أيضاً ومعنى هذا في اليوناني العروس المنجلية وقد ذكرت النيلوفر قبل.

حرف الواو

وج:  ديسقوريدوس في الأولى: أبوريون ورقه يشبه ورق الآس غير أنه أدق منه وأطول وأصوله ليست ببعيدة الشبه من أصوله غير أنها مشتبكة بعضها ببعض ليست بمستقيمة ولكنها معوجة وفي ظاهرها عقد لونها إلى البياض ما هي حريفة ليست بكريهة ومنها حمر كحمرة قصب الذريرة ليست بكريهة الرائحة وأجوده ما كان أبيض كثيفاً غير متآكل ولا متخلخل ممتلئاً طيب الرائحة، والذي من البلاد التي يقال لها جلقيش وهو على هذه الصفة والذي من عالاطيا كذا أيضاً. جالينوس في السادسة: إنما يستعمل من هذا أصله فقط وهو حار حريف في طعمه مرارة يسيرة ليست رائحته بكريهة وكذا فعله وقد يعلم أن قوّته حادة حريفة وجوهره لطيف ويدل عليه أنه يدر البول وينفع صلابة الأرحام والطحال ويجلو ويلطف ما يحدث من الغلظ في الطبقة القرنية من طبقات العين، وأنفع ما يكون منه لهذا عصارة أصله ومن البين أنه يجفف لا محالة فليوضع أيضاً في الدرجة الثالثة من الأمرين جميعاً أعني من الإسخان والتجفيف. ديسقوريدوس: وقوة أصله حارة وإذا سلق وشرب ماؤه أدر البول ونفع من أوجاع الجنب والصدر والكبد والمغص وشدخ العضل ويحلل ورم الطحال وينفع من تقطير البول ومن نهش الهوام ويجلس في مائه مثل ما يجلس في ماء الإيرسا لأوجاع الأرحام وعصارة أصله تجلو ظلمة البصر وأصله ينتفع به في أخلاط الأدوية المعجونة. مسيح: نافع من وجع الأسنان والسحج الكائنين من البرودة شرباً. غيره: يجفف المفاصل الرطبة ويصفي اللون ويزيد في الباه. سندهشار: جيد لثقل اللسان جداً. ماسرحويه: يحلل اللذع الذي تحت الطحال. ابن سينا: ينفع من البهق والبرص ومن التشنج نطولا ومشروباً ومن بياض العين وخاصة عصارته وينفع من الفتق ووجع المعي. التجربتين: يسخن المعدة الباردة ويحلل ما يتولد فيها من البلغم ويسخن الدم البلغمي وينفع المبرودين وإذا تمودي عليه سخن العصب وينفع المفلوجين والمخدورين وإذا أمسك في الفم نفع من لثغة اللسان المتولدة من البلغم، بديغورس: خاصيته طرد الرياح وتنقية المعدة وتقوية الكبد وبدله وزنه من الكمون الكرماني وثلث وزنه من الراوند الصيني.

ابن عمران: بدله ربع وزنه من أعواد القرنفل.

وخشيزق: الغافقي: قيل هو نبات يشبه الأفسنتين الرومي أصفر اللون سهك الرائحة يؤتى به من خراسان ويعرف بالحشيشة الخراسانية ويخرج الدود وحب القرع وهو قوي في ذلك الفعل. المجوسي: أجودها ما كان أخضر اللون مر الطعم ورائحتها ساطعة وهي حارة يابسة تخرج الدود وحب القرع بحرارتها. غيره: هو شيح خراساني وبدله إذا عدم شيح أرمني وشربته مثقال.

ودع: الخليل بن أحمد: واحده ودعة وهي مناقف صغار تخرج من البحر يزين بها الأكاليل وهي بيضاء في بطونها مشق كمشق النواة وهي جوفاء يكون في داخلها دودة كلحمة بعض الأطباء: هو صنف من المحار يشبه الحلزون الكبير إلا أنه أكبر وخزفه أصلب وكلاهما يدخل في علاج الطب محرقاً وغير محرق وبعضهم يسمي هذا سوار الهند. مسيح: الودع والحلزون إذا أحرقا جففا البلة ونفعا من قروح العين وقطعا الدم. البصري: لحمه صلب عسر الإنهضام فإذا انهضم غذى غذاء جيداً ولين الطبيعة وإذا أحرق الودع تتولد فيه حرارة ويبوسة وجلاء البهق والقوابي وجلاء البياض من العين وجلاء البصر وإذا دق لحمه ناعماً واستعمل نشف الرطوبات الحادثة في الأعضاء المترهلة وهو صالح لأصحاب الحبن ولزيادة تجفيف كثير وتسخين يسير، فإذا شرب بشراب أبيض نقى القروح الكائنة في الأمعاء قبل أن تحدث فيها عفونة. قال المؤلف: والشنج أيضاً من جملة الودع وقد ذكرته في الشين المعجمة.

ودح: معمر بن المثنى: هو ما يتعلق بالأصواف من الأبعار فيجف عليها. جالينوس في الميامن: الودح هو الودك الذي من جنس الوسخ يكون في الصوف ويسمى الزوفا الرطب. لي: وقد ذكرت الزوفا الرطب في الزاي.

ورد:  أبو حنيفة الدينوري: هو نور كل شجرة وزهر كل نبتة ثم خص بهذا المعروف فقيل لأحمره الحوحم ولأبيضه الوثير وللواحدة وثيرة وهو كله الجل والواحد جلة وأصله فارسي وقد جرى في كلام العرب والجبلي منه يقال له القتال وثمره الوليل ولا أحسبه عربياً ومن الورد اشتقت الوردة من الألوان وهي حمرة غير مشبعة وهو بأرض العرب كثير ريفية وبرية وجبلية. إسحاق بن عمران: هو صنفان أحمر وأبيض. دويس بن تميم: وقد يكون منه أصفر وبلغني أنه يكون بالعراق ورد أسود أيضاً وأجوده الفارسي ويقال أنه لا يتفتح والمختار من الورد القوي الرائحة الشديد الحمرة المندمج أوراق الزهرة جالينوس في الثامنة: هو مركب من جوهر مائي حار مع طعمين آخرين أعني القابض وهو أرضي غليظ بارد والمر وهو لطيف حار ديسقوريدوس في الأولى: رودا وهذا الورد وهو بارد واليابس منه أشد قبضاً من الطري، وينبغي أن يؤخذ الطري وتقرض أطرافه البيض بمقراض ويدق الباقي ويعصر ويسحق مع عصارته في الظل على صلاية إلى أن يثخن ويخزن لتلطخ به العين، وقد يجفف الورد في الظل ويحرك كثيراً لئلا يتكرج وعصارة الورد اليابس إذا طبخ بشراب كان صالحاً لوجع الرأس والعين والأذن واللثة إذا تمضمض بها والمقعدة إذا لطخ عليها بريشة وللرحم والمعي المستقيم، وإن طبخ ورق الورد ولم يعصر وتضمد به نفع من الأورام الحارة العارضة في المرافق ومن بلة المعدة ومن الحمرة وقد يقع اليابس في أخلاط القمح والذرائر وأدوية الجرب والجراحات والمعجونات، وقد يحرق ويستعمل في الأكحال لتحسين هدب العين، وأما البزر الذي في وسطه فإنه إذا ذر وهو يابس على اللثة التي تنصب إليها الفضول أصلحها وأقماعه إذا شربت قطعت نفث الدم والإسهال. مسيح: قوّته باردة في الدرجة الأولى يابسة في الدرجة الثانية في آخرها، عيسى بن ماسه: يقوّي الأعضاء هو وماؤه ودهنه ويبرد أنواع اللهب الكائن في الرأس ولا سيما الأحمر منه والأبيض دونه في الفعل وإن كان ألطف رائحة. إسحاق بن عمران: جيد للمعدة والكبد مفتح للسدد الكائنة في الكبد من الحرارة جيد للحلق إذا طبخ مع العسل وتغرغر به. يحيى بن ماسويه: يهيج العطاس لمن كان حارّ الدماغ والمعدة. الرازي: يسكن الخمار ويهيج الزكام والنوم عليه يقطع الباه ويسهل إسهالاً كثيراً. ابن سينا: مفتح جداً ويسكن حركة الصفراء. وقال قوم: أنه يقطع الثآليل كلها إذا استعمل مسحوقاً وينفع من القروح السحجة بين الأفخاذ والمغابن وينبت اللحم في القروح العميقة وادعى قوم أنه يخرج الشوك والسلاء مسحوقاً ضماداً وإن طبخ يابسه صلح لغلظ الجفون. وقال في الأدوية القلبية: امتزاج جوهره غير مستحكم كما في الآس ففيه جوهر مزاجه البرد في الثانية وجوهر مزاجه حار في الأولى وفيه جوهر ملين وجوهر مكثف يابس وهو بعطريته ملائم لجوهر الروح وخصوصاً إذا سخن مزاجه فينفعه بقبضه وبرده وتمتينه فلذلك هو نافع جداً من الخفقان والغشي الحارين إذا تجرع ماؤه يسيراً يسيراً وهو نافع للأحشاء كلها. غيره: وينفع من القلاع والبثر في الفم. مسيح: وإذا ربب الورد بالعسل جلا ما في المعدة من البلغم وأذهب العفونات من المعدة والأحشاء، وإذا ربب بالسكر فعل دون ذلك. الرازي: الخلنجبين صالح للمعدة التي فيها رطوبة إذا أخذ على الريق وأجيد مضغه وشرب عليه الماء الحار ولا ينبغي أن يأخذه من به حرارة والتهاب وخاصة في الصيف فإنه يقوي العطش ويسخن إلا إذا كان سكرياً. ديسقوريدوس: وأما صنعة شراب الورد خذ من الورد الأحمر اليابس من سنته مدقوقاً مناً ويشد في خرقة كتان ويلقى في عشرين قسطاً من عصير العنب ويسد رأس الإناء الذي هو فيه ويترك فيه ستة أشهر ويصفى ويفرغ في إناء آخر ويرفع، وإذا استعمله من ليست به حمى وكانت معدته وجعة نفعه وإن كان لا يهضم الطعام وشربه بعد الطعام فإنه ينفعه وينفع من الإسهال وقرحة الأمعاء وقد يهيأ شراب الورد على صفة أخرى وهو أن يؤخذ من عصارة الورد فيخلط بعسل ويقال لهذا الشراب أدرومالي ويوافق خشونة الحلق وأما الأقراص التي يقال لها دوويدس فإنما تعمل هكذا: خذ من الورد الطري ما لم يصبه ماء وقد ضمر وزن أربعين مثقالاً ومن الناردين الهندي خمسة مثاقيل ومن المر ستة مثاقيل تدق وتهيأ منه أقراص وزن كل قرص ثلاثة أوثولوسات ويجفف في الظل ويخزن في إناء فخار ليس بمقير ويسدّ رأسه،  ومن الناس من يزيد في نسخة هذه الأقراص من القسط وزن درخميين ومن السوسن الذي يقال له إيرسا التي من البلاد التي يقال لها الورس مثله ويخلطون الكل بعسل أو شراب من البلد الذي يقال له أخيزس وتستعمل هذه الأقراص للنساء إذا أردن قطع نتن العرق ويعملن منها مخانق عطرة ويعلقنها على رقابهن وقد يسحقن أيضاً الأقراص ويستعملنها بعد الحمام فتذر على البدن وفيما يتمسح به، وإذا جف اغتسلن بماء بارد. التجربتين: وإذا ضمدت العين بورقه الطري نفع من انصباب المواد إليها، وإذا طبخ طرياً كان أو يابساً وضمدت به العين نفع من الرمد وسكن وجعه وخاصة إن جعل معه شيء من الحلبة، وإذا سحق الورد اليابس جداً وذر على فراش المجدورين والمحصوبين نفعهم وجفف قروحهم السائلة يصنع ذلك عند استطلاق مواد قروحهم ونضجها وشراب الورد المكرر مراراً يطلق الطبع أخلاطاً صفراوية وينفع من الحميات الصفراوية المختلطة ويجب عند صنعته أن يكرر الورد في الماء مراراً حتى تطهر مرارته جداً وشراب الورد كيف كان إذا تمودي عليه قوى الأعضاء الباطنة كلها إذا شرب بالماء عند العطش. أحمد بن خالد: إذا اتخذ الجلاب بماء الورد والسكر الطبرزذ كان نافعاً لأصحاب الحمى الحادة والعطش والتهاب المعدة.

ورد الحمار: الرازي في جداول الحاوي: هو البهار. ابن ماسويه: ويسمى أيضاً ورد الفجار وهو ورد أحمر الداخل أصفر الخارج مزاجه يابس. دياس بن رضوان: يقوي الأعضاء ويسكن اللهيب العارض في الرأس من الأبخرة الحارة وماؤه نافع من الصداع الحادث من الحرارة.

ورد منتن: الرازي: ويسمى أيضاً أيفون وهو حار يابس وأصله يحرق مثل عاقر قرحا.

ورد الحمير: عامة بلاد الأندلس تسمي بهذا الإسم النوع الذكر من الفلوانيا وقد ذكر في الفاء.

ورد الزينة: هو ورد شجرة الخطمي وأهل المغرب يقولون ورد الزواني وقد ذكرت الخطمي في الخاء المعجمة.

ورد دفرا: هو شقائق النعمان وقد ذكرته في الشين المعجمة.

ورد الحب: هو الكسلح من الحاوي وقد ذكر في الكاف.

ورد السياج: هو عليق وقد ذكر في العين المهملة.

ورد صيني: هو النسرين عند ابن ماسويه وقد ذكر في النون.

ورس: أبو حنيفة: يزرع باليمن زرعاً لا يكون منه شيء بري ولست أعرفه بغير المغرب ولا من أرض العراق بغير اليمن. قال الأصمعي: ثلاثة لا تكون إلا باليمن الورس واللبان والعصب وهي الأبراد وقال: نباته كنبات السمسم، فإذا جف عند إدراكه تفتتت سنفته فينتقض منه الورس ويزرع فيحتبس في الأرض عشر سنين ينبت كل سنة ويثمر وأجوده حديثه وتسمى البادرة وهي الثمرة التي لم تعتق شجرتها والعتيقة منه ما كان تقادم شجرها ومنه صنف يسمى الحبشي لسواد فيه وهو أحره وقال: ويخرج صبغه أصفر خالص الصفرة والباردة في صبغتها حمرة. وقال: وللعرعر ورس لا يكون إلا في عرعرة جففت من ذاتها فيؤخذ لحاؤها والصمم ورس إذا فرك انفرك ولا خير فيه لكنه يغش به الورس وللمرمث ورس وذلك في آخر الصيف إذا انتهى منتهاه اصفر صفرة شديدة حتى يصفر منه ما لامسه. إسحاق بن عمران: هو صنفان حبشي وهندي فالحبشي أسود وهو مرذول والهندي أحمر قان ويقال أن الكركم عروقه يؤتى بها من الصين ومن بلاد اليمن وله حب كالماش وأجوده الأحمر الجيد القليل الحب اللين في اليد القليل النخالة وما كان على لون البنفسج الجيد الخارج عن الحمرة القليل سمه والسم شيء دقيق ليس يتعلق باليد إذا أدخلت في وعائه. مسيح بن الحكم: هو حار يابس في أول الثانية قابض قوته صابغة وصبغه أحمر بصفرة يجلو وينفع الكلف إذا طلي به والبهق الأبيض إذا شرب منه. ابن ماسه البصري: الورس شيء أحمر قان شبيه بالزعفران المسحوق يجلب من اليمن إذا لطخ به على الكلف والبهق والحكة والبثور السعفة والقوباء نفع منها. غيره: من لبس ثوباً مصبوغاً بالورس قواه على الباه. أبو العباس النباتي: هو معروف بالحجاز ويؤتى به من اليمن وهو ثمر دقيق كأنه نشارة خشب رؤوس البابونج لونه لون زهر العصفر، وأخبرني الثقة ممن سكن ببلاد الحبشة أنه ينزل على نوع من الشجر لم يعرفه ويجمعونه في أوانه لقطاً وليس بنبات مزدرع كما زعم من زعم والورس عندهم تأتي به الحبشة إلى مكة ولا يعرفون الورس في بلاد المغرب البتة والذي يسمى الورس ببلاد الأندلس وما والاها فليس منه في شيء وإنما هو شيء يتكون في مرارة البقر وهي رطوبة لدنة تجمد وتخرج من المرارة وهي لزجة لدنة كلدونة مح البيض المطبوخ ثم تجفف وتصلب حتى تصير في قوام النورة المكلسة تتهيأ عندما تفرك بالأصابع، وقد يكون من هذه الرطوبات ما إذا جف كان فيه بعض صلابة يشبه بذلك بعض الحجارة السريعة التفتت، ولهذا سماه بعض المترجمين بحجر البقر وله في الطب منافع جليلة. قال المؤلف: وقد ذكرته في الحاء المهملة في رسم حجر البقر.

ورشان: الرازي في دفع مضار الأغذية: لحومها تشبه ما عظم جسمه كلحوم الحمام الراعية إلا أنها أخف من الحمام والحمام أخف من الفراخ وأقل إلهاباً ويصلحها جميعها الخل في حالة والطبخ بالماء والملح والحمص في أخرى وذلك للمحرورين وهذا للمبرودين وعندما يراد سرعة خروجه من البطن.

ورل: ابن سينا: هو العظيم من أشكال الوزع وسام أبرص والطويل الذنب الصغير الرأس وهو غير الضب لحمه حار جداً ويسمن بقوّته وشحمه ولحمه وخصوصاً قضيفات النساء وله قوة جذب للسلاء والشوك وزبله مجرب لبياض العين وكذا زبل الضب. غيره: ينبت الشعر في داء الثعلب. بولس: زبل البري منه قوته حارة تجلو الكلف والوضح والقوباء. الشريف: وإذا ذبح وألقي في قدر كما هو بدمه في دهن حتى يتهرى وعولجت به الفرطسة في رؤوس الصبيان نفعهم من ذلك منفعة بالغة عظيمة لا يعدله في ذلك دواء آخر. الرازي: وشحمه إذا دلك به الذكر فإنه يعظم ويكون دلكه شديداً قال: وبدل شحمه شحم السقنقور.

وراجالوز: إسم بربري للكرمة البيضاء المعروفة بالفاشرا بأفريقية وأعمالها.

ورطوري: هو النبات المسمى باليونانية سطاخينس وقد ذكرته في السين المهملة.

وسخ:  جالينوس في العاشرة: الوسخ يكون في ظاهر الجلد وباطنه وفي الأذنين غير أَن القدماء قد تركوا ذكر وسخ الآذان لنزارته وقلته وزعموا أنه يشفي الأورام التي تقرب من الأظفار ووسخ جميع الجسد يمكن جمعه من الحمام ومواضع المصارعة وهو ينفع لما ينفع منه العرق والذي يدل على طبيعته أنه إذا كان مخرجه من المجاري الضيقة فلا يخرج منه إلا ما لطف وأرق ما يكون ويبقى غليظه وكدره وقوته يابسة بغير شك وفيه شيء من حرارة. ديسقوريدوس في الأولى: الوسخ المجتمع على أبدان المصارعين وقد خالطه التراب ينتفع به من العقد العارضة في الرحم إذا وضع عليها وينفع من عرق النسا إذا وضع وهو مسخن على الموضع بدل مرهم أو كماد. جالينوس في الثامنة: وأما الوسخ الذي يؤخذ من التماثيل الموضوعة في مواضع الرياضة وهي التي يحترق فيها زيت كثير فهو ملين، وأما الوسخ الذي يجتمع في مواضع الرياضة على أبدان الناس الذين يمزحون هناك فبحسب ما فيه من الغبار المرتفع من تلك المواضع فشبيه بوسخ التماثيل والأول من هذين محلل للجراحات التي لم تنضج والثاني هو دواء نافع للأورام الحارة الحادثة في الثديين وذلك أنه يطفئ لهبها ويمنع ما ينصب إليها من الإنحدار ويحلل ما قد انحدر وفرغ لأنه مركب من غبار وزيت، ووسخ بدن الإنسان وعرقه دواءان محللان وأما الوسخ الذي يؤخذ من التماثيل فإنه لما كان ليس فيه غبار وكان فيه أيضاً زنجار موجود من قبل النحاس الذي منه التماثيل معمولة فحق له أن يكون أحدّ من تلك الأوساخ الأخر. ديسقوريدوس في الأولى: هذا الوسخ الموجود في تماثيل النحاس من الزيت يسخن ويحلل الجراحات العسرة التحلل ويوافق السحوج والقروح العارضة للشيوخ. الرازي: وسخ الأذن ينفع من الداحس إذا لم يكن فيه قيح وإذا طلي على الشفة المشققة في ابتداء الشقاق نفعها وينفع من نهش الأفاعي نفعاً بيناً إن شق ووضع عليه مراراً كثيرة. ديسقوريدوس في الأولى: الوسخ المجتمع على الأبدان في الحمامات يسخن ويحلل ويلين ويبني اللحم ويوافق شقاق المقعدة والبواسير إذا لطخ مواضعها به. جالينوس في السادسة: وسخ الحمام يلين تلييناً معتدلاً. ابن سينا: هو صالح للسقطة.

وسخ الكواير: ابن واقد: هو الوسخ الموجود على الأبواب وحيطان الكواير للنحل. الغافقي: الكواير هي الخلايا وهي أخباب النحل. وزعم ابن سمحون: وجماعة من المتطببين وهم أكثرهم أن وسخ الكور هو العكبر وهو خطأ والعكبر شيء آخر شبيه بالزفت وهو أول شيء يضعه النحل في الكور ثم يبني عليه مثل الشمع والعسل. ديسقوريدوس في الثانية: قولوين ينبغي أن يختار منه ما كان لونه إلى الحمرة ما هو وكان علكاً طيب الرائحة وكان شبيهاً بالصنف من الميعة السائلة التي يسميها أهل الشام الأصطرك وكان ليناً ليس بمفرط اللين يمتد كالمصطكي. جالينوس في 2: قوّته تجلو جلاء ليس بالكثير لكنها تجذب جذباً بليغاً لأن جوهره جوهر لطيف وهو يسخن في آخر الثانية أو في ابتداء الثالثة. ديسقوريدوس: وقوّة وسخ الكوائر مسخنة جاذبة جداً يجذب السلاء من باطن اللحم، وإذا تبخر به نفع من السعال المزمن وإذا وضع على القوابي جلاها ويشبه الموم في الطبع.

وسيح: الشريف: نبات ينبت في قمم الجبال وصدوع الصخر ورقه يشبه الكزبرة بل هو أشبه شيء بورق ونجهك وقضبانه دقيقة وله أصول متعقدة فيها شيء شبيه بالسعد يظهر في طعمها عفوصة قوّتها باردة يابسة إذا جففت هذه الأصول وسحقت وشرب منها زنة نصف مثقال في بيض نيمبرشت على الريق جبر الصدر ونفع من الفسوخ والوهن والوثي الكائن من السقطات والضربات ويتصرف في كثير ما تتصرف فيه الرقعة الطليبرية، وإذا طبخت هذه الأصول في ماء مع قليل مع الأذخر وجلس النساء فيه نفعهن من سيلان الرطوبات.

وسمة:  هي ورق النيل. الرازي: هي حارة قابضة تصبغ الشعر. المجوسي: تسود الشعر وفيها قوّة محللة وهي معتدلة إلا أنها إلى الحرارة أميل. وقال الغافقي: ومنها الوسمة المخصوصة بهذا الإسم وهي المعروفة عندنا بالأندلس بالحناء المجنون وهي صنفان صنف ورقه كورق الحماض إلا أنه أصغر في قدر ورق الأترج يكون ثلاث ورقات أكثر ذلك وأربعاً يفترش على الأرض ويلصق بها، ولون ظاهر الورق أخضر إلى السواد أدهم وباطنه أبيض إلى الغبرة أزغب وله ساق أغبر أجوف مدور يعلو نحواً من ذراع عليها ورق مشرف وتطلع في آخر الربيع ولها رأس صنوبري الشكل عليه قشور هفاف تتقعقع لونها بين البياض والصفرة وله زهر لطيف فرفيري وتنفتح رؤوسه عند انتهائها عن شيء شبيه بالصوف كالذي يخرج من رؤوس الحرشف وله بزر مزوّي كالقرطم وأصل في غلظ إصبع مستطيل ومنابته الجبال والصنف الثاني منه ورقه أعرض وأقصر من ورق الأول وهي مشرفة فيها شوك دقيق ورأسه في قدر زيتونة إلى الطول قليلاً مشوك عليه زهر يشبه الشعر لونه فرفيري يستعمل ورقه في صبغ الشعر مع الحناء وهو أحسن من الأول وأقوى صبغاً، وإذا فرك ورقة باليد سودها كقشور الجوز الأخضر.

وشج: هو الأشق وقد ذكر في الألف.

وشق: فروه حار يابس يسخن إسخاناً قوياً وفيه قوة معينة على الباه محركة للجماع صالحة للكلى والمتن والظهر وإذا لبسه المحرورون أسخن أجسادهم بقوة وأضربهم. غيره: إدمان لبسه أمان من البواسير.

وطم: الغافقي: أصله بالبربرية أواطمو وهو نبات يشبه الأذخر يعلو ذراعاً وله أصل أسود داخله أبيض يقوي على الجماع جداً وخاصة إذا شرب أصله باللبن الحليب، وإذا رعته الغنم كثر نتاجها وهو معروف مشهور ببلاد البربر كثيراً.

وغد: هو الباذنجان وقد ذكرته في الباء.

وقل: هو ثمر المقل ويقال على شجره وهو الدوم. أبو حنيفة: وقد ذكرت المقل المكي في الميم.

ولب: هو أحد اليتوعات. وزعم قوم أنه النوع المسمى باليونانية باباص وقد ذكر في الباء وزعم قوم أنه النوع المعروف بالعرفج البري المسمى باليونانية نقليس وأبقراط يسميه نيليون وهو الحلتيثا في بعض التراجم وقد ذكر في الحاء المهملة. الرازي: أخبرني غير واحد عن الولب أنهم إن قطعوه إلى أسفل مشاهم وإن قطعوه إلى الأعلى قيأهم. لي: هكذا رأيت البربر بأفريقية يصنعون بالدواء اليتوعي المسمى بعوث بلسانهم كما ذكره الرازي سواء.

ونجهك: لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس. الشريف: هي حشيشة تسمى بالبربرية عشبة فيرى وهي حارة يابسة إذا طبخت مع الزبيب وشرب من مائها سبعة أيام متوالية في كل يوم مقدار نصف رطل لين البطن ونفع من الماليخوليا وأذهب الغم وفرح النفس وتحسن الأخلاق فيما زعموا.

حرف الهاء

هاسيمونيا: الشريف: قال صاحب الفلاحة النبطية: هو نبات لا ورق له يمتد ويعلو رأسه وعلى قضبانه لزوجة كثيرة على زغب يظهر على قضبانه ولهذه القضبان أصول مثل البطيخ لطاف شديدة التدوير كأنها مخروطة وتحتها عرق يمتد على الأرض كثير وهو مما يلي الأرض غليظ ثم يدق فيكون في آخره كالشعر وليس لأصله عرق غير هذا الواحد والعرق أسود من حد الأصل إلى آخره، والأصل عليه قشر أغبر إلى السواد خشن فإذا قشر كان داخله أبيض يؤكل أصله وفروعه مطبوخة مطيبة بالزيت والخل والمري وقد تضاف أصوله إلى قضبانه ويسلق بالماء والملح مرة وبالماء وحده مرة ثانية ثم يجفف ويطحن ويخلط مع شيء من دقيق شعير ويتخذ منه خبز على الطابق وينبت كثيراً ببلاد نينوى وهو أرطب وألين وهو يعين على الجماع وأهل الجزيرة التي تسمى السمويا يحكون أن من خواصه أنه متى أكل الإنسان خبزه مع شحم وجامع زوجته ولدت له ولداً ذكراً وهو مشهور عندهم بذلك صحيح مجرب ويقولون أيضاً: أن الولد يكون صبيح الوجه جميل الجسم كامل الهيئة بإذن الله، وأكل خبزه سبعة أيام متوالية يقوي الظهر والقلب وبحفظ قوة البدن حفظاً بليغاً وينفع من السعال أكله نيئاً ومطبوخاً، وإذا طبخ في ماء وجلس فيه الصبيان الذين لا يمشون أنهضهم وقوى أعضاءهم.

هال: هو القاقلة الصغيرة وقد ذكر في القاف.

هالوك:  هو عند أهل مصر وإفريقية أيضاً إسم للنوع من الطراثيث وهو الجعفيل وباليونانية أرونفحي ومعناه أسد العدس وقد ذكرته في الألف وهو بالعراق التراب الهالك وهو سم الفار وأهل المغرب تسميه رهج الفار وهو الشك وقد ذكر في الشين المعجمة.

هبيد: هو حب الحنظل عن أبي حنيفة وقد ذكر معه.

هدبة: هو حمار قبان وعير قبان وحمار البيت. ديسقوريدوس في الثانية: أبقرطاش أبررش آس وهو حمار الأرض وهي دويبة توجد تحت الجرار كثيرة الأرجل تستدير إذا لمست إذا شربت بشراب نفعت من عسر البول واليرقان، وإذا تحنك بها بعسل وطليت بريشة نفعت من الخناق وسقوط الحلق، وإذا سحقت وصيرت في قشر مائه مع دهن ورد وسخن وقطر في الأذن سكن وجعها. جالينوس في العاشرة: هو حيوان يجمع نفسه ويستدير ولونه إلى الخضرة والدكنة وأنت تجد منه في القرى مقداراً كثيراً يتولد تحت الجرار التي يملؤها أهل القرى بالماء من الغدران ويضعونها عند المستوقد، ويستعمل قوم من معالجي أهل القرى الزيت الذي يطبخ فيه هذه في مداواة وجع الأذن من غير أن يعلموا سبب الوجع فحق لهم لذلك أن يكونوا ربما أضروا وربما أبرؤوا. غيره: إذا أحرق في كوز فخار وخلط رماده بعسل وأخذ منه كل يوم ملعقة نفع عسر النف لمبهور التنفس، وإن لف في خرقة وعلقت على من به حمى مثلثة قلعها.

هدهد: الغافقي: لحمه إذا طبخ بماء وشبث وسقي من مائه وأطعم من لحمه صاحب القولنج نفعه.

خواصه: إن علق عينه على صاحب النسيان ذكر ما نسيه ومن علق على من يخاف عليه الوقوع في داء الجذام أمن ما خاف منه ما دام معلقاً عليه وإن كان قد بدأ به أوقفه، وإن بخر بريشه بيت طرد الهوام، وإذا حمله إنسان معه إن خاصم إنساناً قهر خصمه وقضيت حوائجه، وظفر بما يريد. ودمه إذا قطر على بياض العين أذهبه وإن بخر بمخه برج حمام لم يقربه شيء يؤذيه وإن علق هدهد بجلته مذبوحاً على باب بيت أمن كل من فيه من السحر وعين كل عائن وإن أطعم المصاب من لحمه واستعط من دماغه بدهن الخل أبرأه وإن يبس معاه وسحق مع السوسن وخلط بدهن الخل ساعة يعصر ودهن به الشعر سوده وجعده من علق عليه لحيه الأسفل وحمله معه أحبه الناس كثيراً، وإن بخر بجناحه قرية النمل ذهب بهن وإن بخر المجنون بعرفه نفعه، ولحمه إذا بخر به مسحور نفعه أو معقود عن النساء أبرأه.

هذيلية: بضم الهاء وفتح الذال المعجمة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم لام مكسورة بعدها ياء أخرى مفتوحة مشددة ثم هاء إسم لنبات يعرفه شجارو الأندلس خاصة ولم أره بأرض الشام وإنما أكثر ما رأيته بالأندلس بمدينة غرناطة على النهر الذي يشق المدينة في مسيله وأصوله طعمها كطعم العاقر قرحا سواء في الحرافة والحدة. الغافقي: هو نبات ينبت في مواضع رطبة وله ورق نحو من ورق الكرفس وله عروق مخدرة تشبه عروق البسفايج لينة فيها حرافة شديدة المرارة تقرب من طعم الميويزج يستعمل لوجع الأسنان ويزيد في الباه وهو شديد الحرافة وينبغي أن تحذر قوّتها لأنها شديدة ويقال إن ورقه إذا دلكت به ظهور البقر قواها على الطرد. غيره: وبدله ميويزج وعاقر قرحا.

هرنوه: ويقال قرنوه ويقال لها ثمرة شجر العود ويقال أنها شجرة تشبه العود. البصري: هي حبة صغيرة أصغر من الفلفل تعلوها صفرة قليلاً وتشم منها رائحة العود. إسحاق بن عمران: هي الفليفلة وهي في صورة الفلفل الصغير إلا أن لونها إلى الصهوبة، وفيها قوّتان متضادتان من الحرارة والبرودة وهي جيدة لوجع الصدر والحلق وتلين الصدر والبطن. البصري: هي حارة رطبة وفيها يسير جلاء. بعض الأطباء: وبدلها إذا عدمت وزنها من القاقلة الصغيرة.

هرد: هو الكركم وقد ذكرته في الكاف.

هرقلوس: من الناس من يسميه البقلة اليهودية ويسميه بعضهم أيضاً خس الحمار وهو نوع من الهندباء البري وليس هو من أنواع الشنجار كما زعم كثير من المصنفين وغلطوا في ذلك ويسمونه باليونانية صفحيتش وبالبربرية تفاف وقد ذكرته في التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.

هرطمان: صنف من الحبوب وهو أيضاً القرطمان وهو الخرطان وقد ذكرته في الخاء المعجمة والهرطمان عند أهل العراق أيضاً الجلبان وهو غير القرطمان.

هزارجشان: ابن حسان: معناه بالفارسية ألف ذراع وهو الفاشرا بالسريانية وقد ذكرته في الفاء.

هشت دهان:  الرازي هو عود هندي معروف حار يابس في الثالثة خاصيته النفع من النقرس وبدله إذا عدم وزنه من القنطريون الدقيق.

هفت يهلو: معناه بالفارسية ذو السبعة أضلاع. الرازي: هي حشيشة معروفة. ماسرحويه: بارد يابس في الثالثة يحبس البطن.

هليون: هو الإسفزاج عند أهل الأندلس والمغرب أيضاً ومنه بستاني يتخذ في البساتين بالديار المصرية ورقه كورق الشبث ولا شوك له البتة وله بزر مدور أخضر ثم يسود ويحمر وفي جوفه ثلاث حبات كأنها حب النيل صلبة ومنه ما يكون كثير الشوك وهو الذي يسمى بعجمية الأندلس أسرعين. جالينوس في 6: وقوتها تجلو وليس لها إسخان بين ولا تبريد ظاهر إن وضعت من خارج ولذلك صارت تفتح السدد من الكبد والكلى وخاصة أصلها وبزرها وتشفي أيضاً من وجع الأسنان لأنها تجفف من غير أن تسخن وهذا هو أكبر شيء تحتاج الأسنان إليه خاصة. ديسقوريدوس في الثانية: إذا سلق سلقة خفيفة وأكل لين البطن وأدر البول وإذا طبخت أصوله وشرب طبيخها نفع من به عسر البول أو يرقان ومن به عرق النسا أو وجع المعي، وإذا طبخت بالشراب نفع طبيخها مشروباً من نهش الهوام والرتيلا، وإذا تمضمض بطبيخها على موضع السن الآلمة نفع ألمها، وبزره إذا شرب فعل ما يفعله الأصل. وقيل: أن الكلاب إذا شربت طبيخه قتلها ومن الناس من يزعم أنه إذا أخذت قرون الكباش وقطعت وطمرت في التراب نبت فيه الهليون. ابن ماسويه: هو حار رطب في آخر الدرجة الأولى وأول الثانية، مغير لرائحة البول كفعل الأنجدان يزيد في الباه مفتح للسدد التي تعرض في الكبد والكلى نافع من وجع الظهر العارض من الريح والبلغم وينفع من وجع القولنج وإن أكثر منه غثى. الرازي في دفع مضار الأغذية: يسخن البدن سخونة معتدلة وينفع ويزيد في الباه ويسخن الكلى والمثانة وينفع من تقطير البول الذي من برودة وللمشايخ والمبرودين ولوجع الظهر والورك العتيق صالح للصدر والرئة ليس بجيد للمعدة بل ربما غثي ولا سيما إذا لم يسلق وليس يحتاج من هو مبرود إلى إصلاحه فأما المحرورون فليأكلوه بعد سلقه وتمقيره بالخل والمري ومن كان محروراً فليطرح منه في المضيرة ونحوها، وأما المطجن والعجة منه فينبغي أن يشرب عليه المحرورون السكنجبين فأما المبرودون فلا بأس عليهم منه. غيره: وإذا أكل بعد الطعام غذى أكثر منه قبل الطعام. ابن عمران: حسن التغذية حميد التنمية يهضم سريعاً ويلطف الغذاء. الإسرائيلي: أما البستاني فهو أعدلها رطوبة وأكثرها غذاء لأنه إذا انهضم واستحكم نضجه كان غذاؤه أكثر من غذاء سائر البقول ولذلك يزيد في المني، والبري أكثر يبساً وجفافاً من البستاني فأما الصحراوي فهو أقلها رطوبة ولذلك صار أقواها جلاء من غير إسخان بين ولا تبريد ظاهر. مسيح: يدر الطمث وماؤه وبزره يفتت الحصا الذي في المثانة والكليتين إذا شرب مع عسل وشيء من دهن البلسان. الفلاحة: أكله يحد البصر وينفع من ابتداء نزول الماء في العين وإدمان أكله يهيج الأوجاع كلها وإذا سحق أصله ووضع في أصل الضرس الوجع فإن كان فاسد أقلعه وإن كان متماسكاً سكن وجعه. الطبري: إن علق أصل الهليون يابساً على الضرس الوجع سكنه. التجربتين: أصله ينفع طبيخه من وجع الظهر المتولد عن البلغم إذا أدمن عليه منفرداً أو مع العسل والسكر ومع بزر البطيخ وحينئذ يرى فعله ويوصل قوّة الأدوية النافعة من علل المثانة توصيلاً بليغاً وينفع من وجع الخاصرة إذا كان من سدد الكلى أو في مجاري البول. مجهول: طبيخ أصله يزيد في الباه ويهيج إدمانه وجع المفاصل وينفع بالخل لوجع الأسنان وبزره يدر الطمث حمولاً ويفتح سدد الطحال شرباً وإذا أكل الهليون نيئاً على الريق فتت الحصا ونفع من علل المثانة والكلى كلها.

هليلج:  البصري: هو أربعة أصناف أصفر وأسود هندي صغار وأسود كابلي كبار وحشف دقاق يعرف بالصيني. ابن ماسويه: المختار من الأصفر ما اصفرّ لونه وقرب من الحمرة وكان رزيناً ممتلئاً ليس بنخر ولا ممتص. الرازي: الأصفر منه يسهل المرة الصفراء والأسود الهندي يسهل السوداء والذي فيه عفوصة لا يصلح للإسهال بل يدبغ المعدة ولا ينبغي أن يتخذ للإسهال لكن ماؤه مع السكر. قسطا بن لوقا: إسهال الأصفر بصمغته الموجودة فيه وما لم تظهر فيه هذه الصمغة إذا كسر كان ضعيفاً في فعله ويدل عليه أنك إذا نفعته في الماء كان إسهاله أقوى، وإذا شرب مطبوخاً قل إسهاله لإذهاب النار قوته الخاصية في جوهره. مسيح: الأصفر بارد في الأولى يابس في الثالثة يدبغ المعدة ويقويها وينفع من استرخائها. ماسرحويه: الأصفر يسهل المرة الحمراء برفق مع ما فيه من القوّة القابضة والأسود يقبض ويدبغ المعدة ويقويها وفيه شيء من برد مع شيء من حدة ولطافة. حبيش: الأصفر أقل برداً من الكابلي ويسهل الصفراء والبلغم. ابن ماسويه: الشربة من جرمه ما بين ثلاثين إلى عشرين درهماً. حبيش: إصلاحه إذا شرب هو مدقوقاً بالماء الحار أن يخلط بالسكر أو بالترنجبين ليمنع شدة قبضه، وإذا طبخ مع الإجاص والعناب والبستان وشرب كان أصلح لأن لهذه الأدوية لزوجات مغرية تكسر من قبضه ويكسر هو من لزوجتها فيعتدل قبضه فيكون دواء نافعاً ومقدار ما يشرب منه مدقوقاً مخلوطاً مع السكر ملتوتاً بدهن اللوز الحلو من خمسة دراهم إلى سبعة دراهم ومحلولاً بالماء من عشرة دراهم إلى خمسة عشر درهماً. أبو جريج: قد تبيع الصيادلة صنفاً أسود من الهليلج الأصفر وذلك إذا ما تناهى نضجه على شجره على أنه الهليلج الأسود وليس كذلك وإنما سواده على قدر نضجه في شجره والأصفر غير نضيج. حبيش: وقد يغالط الصيادلة من يبيعون منه أو يكون ذلك من غلط منهم بأن يبيعوا ما اسودّ من الهليلج الأصفر على أنه الهليلج الأسود والأسود على الحقيقة هو الهندي كما سماه قوم، وإذا جني الأصفر وفيه بعد فجاجة كان أصفر والأسود منه أسمن وأكثر لحماً من الأصفر لأنه بلغ في شجره ونضج وكذا أيضاً قد يصاب في الهليلج الكابلي أصفر وأسود اللون وإنما سواد هذا على قدر ما نضج على شجره. الرازي: أجود الهليلج ما رسب في الماء. مسيح: الأسود بارد يابس في الأولى دابغ للمعدة والمقعدة مقو لها حابس للطبيعة بقبضه يقبض وينفع البواسير. ابن عمران: خاصيته إسهال المرة الصفراء والسوداء المتولدة عن احتراق الصفراء ويسهل المرتين والشربة منه ما بين درهمين إلى خمسة دراهم ومن نقيعه أو طبيخه ما بين خمسة دراهم إلى أحد عشر درهماً وقال الكابلي يؤتى به من كابل وهو أفضل الهليلج وهو أسود دسم أطيب طعماً من غيره. ابن ماسويه: المختار منه ما قرب لونه إلى الحمرة وكان رزيناً ممتلئاً ليس بنخر. مسيح: بارد يابس في الأولى صالح للمعدة نافع بطبعه من المرة السوداء مخرج للأخلاط الرديئة منها. ابن سمحون: ليس نفع الهليلج الكابلي من المرة السوداء بطبعه كما قال مسيح فيه لأن مزاجهما من البرودة واليبوسة واحد بل نفعه منها بخاصية فيه تدق عن العبارة كما ينفع منها الهليلج الهندي والحجر الأرمني ومزاجهما مثل مزاجها. البصري: يسهل إسهالاً وقد يخرج السوداء وهو نافع من ريح البرودة والبواسير. حبيش: يقرب من البرودة مع حرارة يسيرة ممتزجة وإنما صارت البرودة زائدة فيه للحموضة الغالبة فيه، فإنك إذا ذقته كان فيه شيء من حموضة خفية، وله خاصية في إسهال المرة السوداء وينشف ما يتولد من احتراقها في المعدة وهو ينشف البلغم أيضاً ويفعل في إخراج الصفراء وليس كفعله في السوداء وأما الهندي فيقرب من مذهبه إلا أنه ليس له قوة الكابلي ومقدار الشربة منه من جرمه مدقوقاً من مثقال إلى مثقالين ومن طبيخه من خمسة دراهم إلى عشرة. ابن سرانيون: يسهل السوداء بقوة ويقوي المعدة والبطن جداً وينفع من البواسير لأنها من السوداء وينفع من الأعضاء العصبية والشربة منه إن أخذ منقعاً أو مطبوخاً من خمسة دراهم إلى سبعة وإن أخذ مسحوقاً من درهم إلى خمسة ولا يلت بالدهن فإنه لا يقبض كالأصفر. ابن ماسويه: الهليلج الأسود المربى يقوي المعدة وينقيها ويدبغها ويعصر عنها فضول الرطوبات الباقية من الغذاء المتولدة فيها وإذا أدمن حسن اللون ومنع الشيب أن يسرع.

الرازي في الحاوي: الهليلج الصيني صنف من الهليلجات حشف دقيق أسود يعلو لونه صفرة ويشبه الزيتون في شكله ومنفعته أقل من منفعة سائر أصنافه وإذا ربي قوى المعدة تقوية ضعيفة. وقال: الهليلج يخرج الثفل من البطن وينشف ويزيد في الحفظ والذهن ويقوي الحواس وينفع من الجذام والقولنج وعزوب الذهن والمليلة العتيقة والصداع والإستسقاء والطحال ويجلب الغثي والقيء. اليهودي: خاصيته النفع من خفقان القلب وتصفية اللون. ابن سينا: كلها تطفئ المرة وتنفع منها وتنفع آلات الغذاء كلها. غيره: الأصفر منه نافع للعين المسترخية ويدفع المواد السائلة إليها كحلاً، والكابلي والهندي مقلوين بالزيت يعقلان الطبع والكابلي في طبعه القبض يدل عليه عفوصته وإنما يسهل بخاصية فيه يعينها العصر وإسهاله السوداء والهندي أشد إسهالاً من الكابلي ويشتركان في تنقية دم القلب مع تمتين وتقوية ولذلك يفرحان ويشبه أن يكون بخاصية أيضاً. الغافقي: إذا شرب الهليلج مسحوقاً فإنه يعقب بعد الإسهال يبساً في الطبع والأسود إذا طبخ ضعفت قوته ومن أخذ كل يوم من الإهليلج الكابلي واحدة منزوعة النوى فلاكها في فيه حتى تذوب وابتلعها وأدمن ذلك لم يشب وهو مع ذلك يشد اللثة ويقوي الأسنان جداً ويقوي الدماغ ويزيل ضرر كثرة الماء البارد وهو من أكبر أدويته جداً.

همقان: أبو حنيفة: هو حب يشبه حب القطن يكون في جماعه كالخشخاش إلا أنها صلبة ذات شعب تقلى وتؤكل للجماع وتكون في جبال بلغار.

هندبا:  ديسقوريدوس في الثانية: هو صنفان منه بري وبستاني فالبري يقال له بقولس وفنجوريون وهو أعرض ورقاً من البستاني وأجود للمعدة منه والبستاني منه صنفان أحدهما قريب الشبه من الخس عريض الورق والآخر أدق ورقاً منه وفي طعمه مرارة. حامد بن سمحون: البستاني منه صنفان أحدهما طويل الورق إسمانجوي الزهر كريه الطعم مر وخاصة في آخر الصيف إذا خشن، ومن هذا الصنف بري شبيه به في صورته وزهرته إلا أنه أقوى مرارة وأشد كراهة ويسمى عندنا الأميرون، والصنف الثاني من البستاني عريض الورق أبيض الزهر تفه الطعم عديم المرارة وخاصة في أول الربيع ويسمى بالرومية أنطونيا وتعرف بالهندبا الشامي والهاشمي، وبريه قريب منه في شكل ورقه وقلة مرارته بعيد منه في شكل زهره وكثرة زغبه وهو السرالية بالعجمية وزعم أنه الطرخشقوق. الغافقي: الطرخشقوق هو الصنف الأول من البري الذي زهره سماوي صغير والسرالية زهره أصفر كثير الزهر ومن البري صنفان آخران وهو اليعضيد ويسمى باليونانية خندريلي وقد ذكر في الخاء. جالينوس في الثامنة: هذا نوع من البقول يميل إلى المرارة خاصة ولذلك يسميه قوم الهندبا البري وهو بارد يابس وهو منهما في الدرجة الأولى وتبريد البستاني أكثر من تبريد البري ولكنه بسبب ما قد خالطه من الرطوبة الغريبة الكثيرة قد ذهب عنه اليبس والنوعان كلاهما من الهندبا البري والبستاني طعمهما قابض وكذا طعم النوع الثالث من أنواعه المسمى باليونانية خندريلي. ديسقوريدوس: وكل هذه الأصناف قابضة مبردة جيدة للمعدة وإذا طبخت وأكلت عقلت البطن شديداً وخاصة البري منها فإنه أشد عقلاً وأجودها للمعدة وإذا أكلت نفعت من ضعف المعدة والقلب، وإذا تضمد بها وحدها أو مع السويق سكنت التهاب المعدة وقد يستعمل منها ضماد للخفقان وقد تنفع من النقرس ومن أورام العين الحارة إذا خلطت مع السويق والخل، وإذا تضمد بها مع أصولها نفعت من لسعة العقرب، وإذا خلطت مع السويق نفعت من الجمرة جداً وماؤها إذا خلط بإسفيذاج الرصاص وخل كان منه لطوخ لمن احتاج إلى التبريد شديد. مسيح: وقوّة الهندبا في البرودة واليبوسة من الدرجة الأولى تقوي المعدة وتفتح جميع سدد الكبد والطحال وتطفئ حرارة الدم والصفراء وتجلو ما في المعدة. الرازي في دفع مضار الأغذية: الهندبا هو صالح للكبد والمعدة الملتهبتين وليس معه من التطفئة والترطيب وتسكين العطش ما مع الخس نافع لأوجاع الكبد حارها وباردها وليس بموافق لأصحاب السعال ولا للمبرودين وما أقل ما يوافق جداً المبرودين من البقول لأن أكثرها مبرد نافخ وما كان منها مربى كثرت فيه الرطوبة كثيراً والنفخ وكان في هذا المعنى أردأ، والبرية منها الضامرة الجسم القليلة الإصابة من الماء أقل نفخاً وأشد لطافة وحرافة وإن كانت من البقول اللطيفة الحريفة، والهندبا صالح للمعدة ونافع إذا استعمل بالخل بعد الفصد والحجامة يفتح سدد الكبد وينقي مجاري البول. الإسرائيلي: إعلم أنه إذا عصر ماؤه وأغلي ونزعت رغوته وشرب بسكنجبين فتح السدد ونقى الرطوبات العفنة ونفع من الحميات المتطاولة. البصري: جيد الكيموس يقوي المعدة وأصله ينفع من لسعة العقرب وإن قال قائل أن فيه حرارة لموضع حرارته في الصيف لم يبعد في القول. حبيش: الهندبا يستحيل مع الهواء وأنه يكون خشناً عند سخونته، وإذا خشن زادت مرارته وهو حلو قليل الحرارة قريب من الإعتدال، وإذا عصر ماؤه وغلي وصفي نفع من الأورام وقوى المعدة وفتح السدد وإن جعل مع غيره من البقول الملائمة له كالرازيانج والكشوث كان فعله في الأدواء التي ذكرت أبين، وإن طلي على الأورام من خارج البدن نفعها وبردها. البصري: الهندبا الشامي المسمى أنطونيا بارد رطب في الدرجة الأولى. مسيح: هو بين الخس والهندبا. الإسرائيلي: هو أعدل من الهندبا وأجود كيموساً. الطبري: ألطف من الخس وأقل غذاء وإذا دق ورقه ووضع على الأورام الحارة حللها أو بردها وعصيره مع ماء الرازيانج الرطب ينفع من اليرقان. ابن سينا: الهندبا إذا حل فيه الخيار شنبر وتغرغر به نفع من أورام الحلق، والهندبا تسكن الغثي وهيجان الصفراء وهو أفضل دواء للمعدة التي بها مزاج حار، وقيل أنه موافق لمزاج الكبد كيف كان وللحار شديد الموافقة وليس بضر البارد ضرر أصناف البقول الباردة وينفع من الربع والحميات الباردة. الطبري:  الهندبا البري هو الطرخشقوق ويسمى بالفارسية وتلخ. إسحاق بن عمران: ويشبه ورق صغير الهندبا البستاني وله عساليج رقاق مقدار شبرين وأقل وفيها نوار صغير لونه إسمانجوني ويسعط به ويخلف حباً دقيقاً. جالينوس في الميامن: الغالب على مزاجه البرد اليسير وفيها مرارة، وبهذين جميعاً يقبض قبضاً معتدلاً ولذلك صار من خيار الأدوية لفساد مزاج الكبد الحار. حنين في اختياراته: البري يشرب فينفع لسع العقارب والحيات والزنابير وحمى الربع. ماسرحويه: وأما الطرخشقوق فإنه بارد في أول الثانية واليبس عليه أغلب. الطبري: الهندبا البري شبيه بالهندبا البستاني غير أن البري أحد من البستاني وأقل برداً وحبه أيضاً نحو حبه في القوة ويكتحل بماء ورقه فينفع من العشاء ويدخل ورقه في الترياقات وينفع أيضاً إذا سحق من الحميات ولا سيما الذي يقل شربة للماء. ابن ماسه: البلخشكوك مقو للمعدة دابغ لها وما ينبت منه في البساتين والمواضع الكثيرة المياه كان برده أكثر ويبسه أقل وخاصيته النفع من لسع الهوام، إذا أكل أو شرب ماؤه ويدخل في كل ما يدخل فيه الهندبا من الأدوية. الطبري: الطرخشقوق هو أقوى من الهندبا في جميع أفعاله. إسحاق بن عمران: ينفع من نفث الدم ويقطع العطش وهو منبه للأكل مفتح لطيف ينفع من حمى الربع ومن الإستسقاء ويقوي القلب إذا شرب أو تضمد به، وينفع من لذعة العقرب والحرارات ويقاوم أكثر السموم وخاصة ماؤه المعتصر إذا صب عليه الزيت وتحسى فإنه يخلص من الأدوية القتالة كلها، ويعقب صلاحاً تاماً ولينه يجلو بياض العين كحلاً. التجربتين: ينفع الإستسقاء متى كان عن ورم حار في الكبد ويكسر رهج الدم وينفع من الحمى المطبقة وشرابه المتخذ منه يقوي ويضعف بقدر ما فيه منه وبزره قريب الفعل من مائه المعتصر إلا أنه أضعف.

هوم المجوس: هو المرانبا وقد ذكر في الميم من قبل.

هيوفاريقون:  ديسقوريدوس في الثالثة: أوفاريقون ومن الناس من سماه أنروسا ومنهم من سماه قوريون ومنهم من يسميه حامانيطس لمشاكلة رائحة بزره لرائحة الراتينج الذي هو صمغ الصنوبر ونيطس هو الصنوبر، وهو تمنش يستعمل في وقود النار وله ورق كالسذاب وطوله نحو من شبر وغصن أحمر وحمرته إلى الدم وله زهر أبيض شبيه بالخيري الأبيض وبزره في شكله مستطيل مدور وعظمه كحبة الشعير ولون البزر أسود ورائحته كالراتينج وينبت في أماكن حسنة وأماكن وعرة. جالينوس في الثامنة: هذا يسخن ويجفف وجوهره جوهر لطيف حتى أنه يدر الطمث والبول، وينبغي لنا إذا أردنا أن نسقي منه من يحتاج إلى هذا أن نسقي من ثمرته كما هي ولا يقتصر على بزره وحده مع أنه إذا اتخذ من ورقه ضماد وضمدت به مواضع حرق النار والقروح ألحمها وأدملها فإن جفف ودق ونثر شفى القروح المترهلة والمتعفنة، وقد يشفي به قوم قروح الورك وقد يشفى به قوم وجع الورك. ديسقوريدوس: إذا احتمل أدر الطمث والبول وإذا شرب بزره بالشراب أذهب حمى الربع وأبرأها، وإذا شرب أربعين يوماً متوالية أبرأ عرق النسا وإذا تضمد بورقه وبزره أبرأ حرق النار. مسيح: هو حار يابس في الثالثة. بديغورس: خاصيته الإذابة والتحليل وتفتيح السدد. الرازي: شرب ماء ورقه ينفع من النقرس نفعاً بيناً. ديسقوريدوس: وأما أسفندرن ومن الناس من يسميه أسفوريداس وهو صنف من أوفاريقون يخالف الأول في العظم وذلك أن هذا أعظم من الأول وأكبر أغصاناً وهو أصلح منه لوقود النار ولونه أحمر قان وزهره أصفر وبزره شبيه ببزر أوفاريقون ورائحته شبيهة بالراتينج، وإذا فرك كان كأنه يدمي الأصابع، وإذا شرب من بزره بقوطولس من الشراب الذي يقال له أدرومالي نفع من عرق النسا وأسهل البطن وأخرج المرة، وينبغي أن يدمن أخذه من كان به عرق النسا إلى أن يخرج من علته، وإذا تضمد بهذا النبات كان صالحاً لحرق النار، وأما أندروسا ومن الناس من يسميه دوثوسياس وأيضاً يسمونه أسفرون وبين أسفرون وأوفاريقون فرق وهو تمنش يستعمل في وقود النار وله بزر دقيق وأغصان حمر وحمرتها قانية وورقه يكون قريب ثلاثة أضعاف ورق السذاب في العظم إذا فرك هذا الورق خرجت منه رطوبة شبيهة بالشراب وله شعب كثيرة مستقيمة الأطراف عليها زهر أصفر صغار وبزره في غلف شبيهة بغلف الخشخاش الأسود وعليه خطوط، وإذا فرك هذا النبات فاحت منه رائحة الراتينج، وبزره إذا سحق وشرب منه مقدار درهمين سهل الطبع وأخرج المرارة ويبرئ خاصة عرق النسا وينبغي لمن أسهله هذا الدواء أن يتجرع بعد إسهاله جرعاً من ماء، وإذا تضمد به أبرأ حرق النار. جالينوس في 6: ثمرة النوعين جميعاً تسهل البطن وأما ورقها فقوته قوة تجفف ويخلو قليلاً ولذلك قد وثق الناس منه بأنه يبرئ حرق النار، وإذا طبخ بشراب قابض صار لذلك الشراب قوة تأمل الجراحات العظيمة. ديسقوريدوس: وأما فورس ويسميه بعض الناس أوفاريقون فله ورق شبيه بورق الشجرة التي يقال لها أريقي إلا أنه أصغر منه وفيه شيء من رطوبة تدبق باليد ولونه أحمر كالدم وطوله شبر وهو طيب الطعم والرائحة، وإذا شرب البزر أدر البول والطمث وإذا شرب بالشراب نفع من نهشة الرتيلا، وإذا شرب مع الفلفل نفع من الكزاز وقد يهيأ منه ومن الزيت مسوح نافع من الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف وعرق النسا. لي: زعم إسحاق بن عمران أن الهيوفاريقون هو الفاشرا وهذا من أعظم الخطأ وقد ذكرت الفاشرا في الفاء وتابعه على ذلك جماعة منهم ابن الجزار في كتاب الإعتماد وغيره. بديغورس: بدله إذا عدم وزنه من أصول الأذخر ونصف وزنه من عروق الكبر.

هيوفسطيذاس: منهم من زعم أنه لحية التيس أو عصارته، وقد غلط وأخطأ وإنما هو نوع من طرابيث صغير يعرف بأبي سهلان ينبت في أصول شجرة لحية التيس وهو مذكور معه في اللام.

هيضمان: وهو الفجل البري وقد ذكرته في الفاء.

هيدبوا: هو الهال وقد ذكرته من قبل.

هيشر: هو الكنكير البري وقد ذكر في الكاف وفي كتاب الرحلة لأبي العباس النباتي الهيشر هو إسم عربي لنبات شوكي ورأيته بين المدينة والبقيع وسألت عنه بعض الأعراب فسماه وعرفه وهو نبات طوله أصبع له ورق مشرف الجوانب مشوك حاد الشوك وساقه نحو من ذراع معقدة مشوكة وهو في رأس حرشفي الشكل لونه بين البياض والزرقة وطعمه طعم الحرشف سواء.

حرف الياء

ياسمين: لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس. سليم بن حسان: هو نبات له عصي طوال مخرجها من أصل واحد ثم تتفرع إلى فروع ولها ساق فيها ورق شبيه بورق الخيزران إلا أن هذا ألين وأشد خضرة وله نور أبيض ذو أربع شرفات طيب الرائحة ويكون منه أصفر ورغم قوم أنه يكون منه أزرق. عيسى بن ماسه: هو صنفان أبيض وأصفر والأبيض أطيبها رائحة وأقواها حرارة ويبوسة. مسيح بن الحكم: وقوته في الحرارة واليبوسة من أحر الدرجة الثانية أو من أول الثالثة. البصري: نافع للمشايخ ولمن كان مزاجه بارداً صالح لوجع الرأس الحادث من البلغم والمرة السوداء الحادثة عن عفونة. الرازي: جيد لوجع الرأس الذي يكون عن برد أو رياح غليظة مقوّ للدماغ. إسحاق بن عمران: محلل للرطوبات البلغمية وهو نافع من اللقوة والشقيقة وإذا دق رطباً كان أو يابساً ووضع على الكلف أذهبه والأصفر منه محلل مسخن لكل عضو بارد ونافع للمزكومين ومصدع للمحرورين ويصلح استعمال دهنه في الشتاء. الشريف: إذا أخذ زهره وسحق وشرب من مائه ثلاثة أيام كل يوم أوقية قطع نزف الأرحام مجرب، وإذا سحق يابساً وذر على القروح نفعها وعلى الشعر سوده.

ياقوت: لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس. أرسطوطاليس: وهو ثلاثة أجناس أصفر وأحمر وكحلي فأشرفها وأنفسها الأحمر وهو حجر إذا نفخ عليه بالنار ازداد حسناً وحمرة فإن كانت فيه نكتة شديدة الحمرة وأدخل النار انبسطت فيه فسقته من تلك الحمرة وحسنته وإن كانت فيه نكتة سوداء نقص سوادها والأصفر أقل صبراً على النار من الأحمر والكحلي لا صبر له على النار البتة وجميع أنواع الياقوت لا تعمل فيه المبارد الفولاذ. البصري: هو أجناس والأحمر أقرب إلى الحر من الأزرق لنقصانها والأبيض أبرد من الأزرق. أرسطو: من تقلد بحجر منه أو خاتماً كان فصه منه وكان في بلد فيه طاعون أمن من ذلك. البصري: ذكر بعض الأطباء أن الياقوت ينفع من نزف الدم. الرازي في كتاب خواصه قال ابن ماسويه: يمنع جمود الدم إذا علق على من به ذلك. الشيخ الرئيس في كتابه في الأدوية القلبية: أما طبعه فيشبه أن يكون معتدلاً وأما خاصيته في التفريح وتقوية القلب ومقاومة السموم فأمر عظيم ويشبه أن تكون هذه الخاصية قوة غير مقتصرة على جزء فيه بل فائضة منها كفيضانها من المغناطيس ولذلك يجذب الحديد من بعيد ومما يقنع في هذا الباب من أمر الياقوت أنه يبعد أن نقول أن حرارتنا الغريزية تفعل في الياقوت المشروب إحالة وتحليلاً وتمزيجاً لجوهره بجوهر البحار الروحي كما نقول في الزعفران وغيره، وبالجملة فالياقوت يفعل في صورته عن الحار الغريزي ثم يحدث فيه فعله فإن جوهره كما يظهر جوهر بعيد عن الإنفعال فيشبه أن يكون فعل الحرارة الغريزية غير مؤثر في جوهره ولا في أعراضه اللازمة لجوهره ولكن في آنيته ومكانه العرضيين أما في آنيته فإن ينفذه مع الدم إلى ناحية القلب فيصير أقرب من المتفعل فيفعل فعله أقوى، وأما في كيفيته فيما يسخنه ومن شأن السخونة أن تبرز الخواص وتنبه القوى فتصير مثل الكهرباء فإنه إذا قصر في جذب التبن حك حتى يسخن، ثم قوبل به التبن حتى يجذبه فيشبه أن يكون غاية تأثير طبيعتنا في الياقوت أن يكون فعلها زيادة إفاضة لما تفيض منها طبعاً وزيادة تقريب وما شهد به الأولون من تقريح الياقوت وإمساكه وخصوصاً في الفم دليل على أنه ليس يحتاج في تفريحه إلى استحالة في جوهره وأعراضه اللازمة ولا إلى مماسة المنفعل عنه بل قوته المقرحة فائضة عنه إلا أنا نقوي فعلها بالتسخين والتقريب كما في سائر الخواص ويشبه أن يكون يعين فعل هذه الخاصية ما فيه من التنوير بشفه وتعديله للمزاج.

يبروح:  ديسقوريدوس في الرابعة: هو صنفان أحدهما يعرف بالأنثى ولونه إلى السواد ويقال له ريوقس أي الخسي لأن في ورقه مشاكلة لورق الخس إلا أنه أدق من ورقه وأصغر وهو زهم ثقيل الرائحة ينبسط على وجه الأرض وعند الورق ثمر شبيه بالغبيرا وهو اللفاح أصفر طيب الرائحة فيه حب شبيه بحب الكمثري، وله أصول صالحة العظم إثنان أو ثلاثة يتصل بعضها ببعض ظاهرها أسود وباطنها أبيض وعليها قشر غليظ وهذا الصنف ليس له ساق، والآخر يعرف بالذكر وهو أبيض يقال له موريون وله ورق بيض ملس كبار عراض شبيهة بورق السلق ولونه ولفاحه ضعف لفاح الصنف الأول ولونه كالزعفران طيب الرائحة مع ثقل وتأكله الرعاة فيعرض لهم يسير سبات وله أصل شبيه بالأول إلا أنه أكبر منه وأشد بياضاً، وهذا الصنف ليس له ساق وقد تستخرج عصارة هذا الصنف وهو طري بأن يدق القشر ويصير تحت شيء ثقيل وينبغي أن تسحق العصارة وتخزن بعد أن تثخن وترفع في إناء من حزف وقد تستخرج عصارة لفاح هذا الصنف كما تستخرج عصارة قشر الأصل وعصارة اللفاح أضعف وقد يؤخذ قشر الأصل ويشد بخيط كتان ويعلق ويرفع. جالينوس في السابعة: قوّته البرودة وهي كثيرة فيه حتى أنه في الدرجة الثالثة منها وفيه مع هذا حرارة يسيرة فأما لفاحه ففيه رطوبة فهو لذلك يحدث السبات، وأما قشرة أصله فقوية جداً وليست هي مبردة فقط بل ومجففة وأما نفس الأصل المستبطن العشرة فهو ضعيف. ديسقوريدوس: ومن الناس من يأخذ الأصول ويطبخها بشراب إلى أن يذهب الثلث ويصفيه ويرفعه ويأخذ منه مقدار قوانوس ويستعمله للسهر وتسكين الأوجاع، وإذا أحببت أن تبطل حس من احتاج إلى أن يقطع منه عضواً واحتاج إلى الكي فيشرب من هذا الدواء مقدار أويولوسين بالشراب الذي يقال له ماء القراطن فيقيء بلغماً ومرة صفراء كما يفعل الخربق وإن أخذ منها مقدار كثير قتل وقد تقع في أدوية العين والأدوية المسكنة للأوجاع والفرزجات الملينة، وإن أخذ منها مقدار نصف أويولوس واحتمل أدر الطمث وأخرج الجنين، وإذا جعلت في المقعدة منه فتيلة أنامت، وقد يقال أن الأصل إذا طبخ مع العاج مقدار ست ساعات لينه وصيره سلس القياد لأي شكل أحب أن يتشكل به وورقه إذا كان طرياً وتضمد به مع السويق وافق الأورام الحارة العارضة في العين والأورام الجاسية والدبيلات والخنازير والخراجات، وإذا دلك به البرص وما أشبهه دلكاً شديداً خمسة أيام أو ستة ذهب به بلا أن يتقرح الموضع وقد يجفف الورق ويستعمل أيضاً لما يستعمل فيه وهو رطب، وإذا دق الأصل ناعماً وخلط بخل أبرأ القروح من الحمرة، وإذا خلط بالعسل أو بالزيت كان صالحاً للسع الهوام، وإذا خلط بالماء حلل الخنازير والخراجات، وإذا خلط بالسويق سكن وجع المفاصل وقد يهيأ منه شراب يقشر الأصل بلا أن يطبخ، وينبغي أنه إذا أحب أحد عمل هذا الشراب أن يأخذ من الشراب الحلو مقدار قنطريطس وهو في اليوناني إثنان وسبعون قسطاً ويطرح عليه من قشر الأصل ثلاثة أمناء ويسقى منه ثلاثة قوالوسات من به حاجة إلى أن يقطع منه عضواً وإن يكوى فإنه إذا شربه لم يحس بالألم للسبات العارض له ولفاح هذا الأصل إذا أكل واستنشقت رائحته عرض لآكله ولمستنشقه سبات، وكذا يعرض أيضاً من عصارته إذا أكثر منه السكتة وبزر اللفاح إذا شرب نقى الرحم، وإذا خلط بكرنب لم تمسه النار واحتمل قطع نزف الدم من الرحم وقد تستخرج الدمعة بأن يقور في الأرض قوّرات مستديرة وأن يجمع ما يسيل إليها من الرطوبة والعصارة أقوى من الدمعة وليس في كل حال وكل مكان يكون للأصول دمعة ويدل على ذلك التجربة وقد زعم بعض الناس في صنف آخر من المرنوس أنه ينبت في أماكن ظليلة ومغائر وله ورق شبيه باليبروح بيض إلا أن ورقه أصغر من ورقه وطول الورق نحو شبر ولونه أبيض وهو حوالي الأصل والأصل ليس أبيض طوله أكبر من شبر بقليل وهو في غلظ الإبهام، وقد يقال أن هذا الأصل إذا شرب منه مقدار درخمي وأكل بالسويق أو بالخل أو في بعض الطبيخ فإن الإنسان على ما زعموا إذا أكله أو شربه أسبت ويبقى في سباته على الحال التي كان عليها قبل أن يأكله نحو ثلاث ساعات أو أربع ساعات حتى لا يحس بشيء أصلاً وقد يمتد نصف نهار، وقد يستعمل الأطباء هذا الأصل إذا أرادوا أن يقطعوا عضواً أو يكووه، ويقال أن هذا الأصل إذا شرب مع عنب الثعلب المعروف بالمجنن كان بادزهر له. بولس: ليس  لهذا النوع من اليبروح ثمرة أصلاً. مسيح: اللقاح بارد فيه رطوبة فضلية نافع من السهر صالح لأصحاب المرة الصفراء محمود في شمه لا في أكله وقال مرة أخرى: اللفاح بارد إلا أن فيه فتورة يسيرة وفي لقاحه أيضاً رطوبة يسيرة وهو يسدر وينوّم. الرازي: اللفاح بارد غير أنه يثقل الرأس ويسبت وإن أكل غثى وأسبت وربما قتل وقال في كتاب الحاوي: أخبرني بعض مشايخ الأطباء ببغداد أن جارية أكلت خمس لفاحات خرت مغشياً عليها واحمرّت وأن رجلاً صب على رأسها ماء الثلج حتى أفاقت، ورأيت من النساء من يشرب أصله للسمنة فيصرن كمن خرج من الحمام أو شرب شراباً كثيراً من حمرة الوجه والبدن وانتفاخهما. ابن ماسويه: اللقاح مسكن للصداع المتولد من الدم الحار والمرة مخدر إن أكل أو شم. ماسرجويه: إن أكثر من أكله عرض منه الإختناق وحمرة الوجه وذهاب العقل، وينفع هؤلاء إن يسقوا سمناً وعسلاً ودهناً ويتقيئوا. أهرن القس: السابيرج هو اللفاح يهيج النعاس إذا شرب منه مقدار كثير أو أكل وإن أكثر منه قتل، وعلاجه التقيؤ بماء الإفسنتين المطبوخ بالماء والعسل وأكل الفلفل وشرب الجندبادستر والسذاب والخردل. الرازي في كتاب إبدال الأدوية: وبدل السابيرخ إذا عدم وزنه من بزر البنج.

يبروح صنمي: مذكور في السين في رسم سراج القطرب.

يتوع: الرازي: اليتوع كل ما كان له لبن جار يقرح البدن كالسقمونيا والشبر مر واللاعية. ديسقوريدوس في الرابعة: طيومالص هو نبات يقال أنه سبعة أصناف منه صنف معروف بالذكر ويقال له حاراقياس ومنهم من سماه قرميطس وقد يسمونه مغاليطس وسموه أيضاً قوبيوص، ومنه صنف آخر معروف بالأنثى ويقال له قرسيطس ومعناه الشبيه بالآس وقد. يسمى أيضاً فارويطس، ومنه صنف آخر يسمى ماراليوص ومعناه القريب من البحر ومن  الناس من يسميه طينوسلس ومنهم من يسميه متقن، ومنه صنف آخر يقال له أتلموسفرنيون ومعناه الناظر إلى الشمس، ومنه صنف آخر يقال له قوباريساس ومعناه البروي، ومنه صنف آخر يعرف بريدردس، ومنه صنف آخر يعرف ملاطماموقا والصنف من اليتوع الأول له قضبان طولها أكبر من ذراع وفي لونها حمرة مملوءة من لبن حاد وورق على القضبان يشبه ورق الزيتون إلا أنه أطول منه وأرق وأصل غليظ خشبي وعلى أطراف القضبان جمة من قضبان دقاق شبيهة بقضبان الأذخر على أطرافها رؤوس إلى التجويف شبيهة بالصنف الذي يقال له نواليس، وفي هذه الرؤوس ثمرة هذا النبات وينبت في أماكن خشنة ومواضع جبلية ولبنه إذا شرب منه أوثولوسين بخل ممزوج بالماء أسهل بلغماً ومرة، وإذا شرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن أسهل وهيج القيء، وقد يستخرج هذا اللبن في أوان القطاف بأن تجمع القضبان وتقطع وينبغي أن يميل رأس القضبان إذا قطعت في إناء ليسيل فيه اللبن ومنهم من يقطر منه على التين ثلاث قطرات على كل تينة ويجففه فما جف رفعه، ومنهم من يأخذ دقيق الكرسنة فيعجنه به ويحببه حباً كأمثال الكرسنة وقد يؤخذ اللبن وحده ويسحق على صلاية ويجمع ويرفع ولا ينبغي أن يستخرج في وقت هبوب الرياح ولا ينبغي أن يقدم المستخرج يده إلى عينيه، ويمسح بدنه قبله بشحم مذاب أو زيت مع شراب وخاصة الوجه والأنثيين والرقبة، وإذا شرب خشن الحلق فلذلك ينبغي أن يجفف ويطلى الحب بموم أو بعسل منزوع الرغوة ثم يشرب، وأما إن أخذ من التين الذي يقطر عليه اللبن اثنتين أو ثلاثاً فشربت فإنها تكفي لما يحتاج إليه من الإسهال، وهذا اللبن إذا أخذ طرياً وخلط بالزيت ويلطخ به في الشمس حلق الشعر وصير النابت بعده أشقر خفيفاً ثم بأخرة يسقط كله وقد يصير في ثقب الأضراس المتآكلة فيسكن وجعها، وينبغي أن يسد فم الثقب بموم لئلا يسيل فيضر باللسان، وإذا لطخ على الثآليل التي يقال لها أفروحوذونس والذي يعرض معها شبيه بدبيب النمل وعلى الثآليل المسماة بومس وعلى اللحم الناتئ الذي يقال له قومس وعلى القوابي أذهبها ويوافق الظفرة والجدري والأكلة والورم الخبيث الذي يقال له عبقرانا والنواصير، وقد يجمع ثمر هذا في الخريف ويجفف في الشمس ويدق دقاً خفيفاً وينشف وينظف ويرفع هو والورق، وإذا أخذ من الثمر والورق نصف أكسوثافن وشربا فعلا كما يفعل اللبن ومن الناس من يتخذ ورقه مع الشطرح باللبن والجبن الرطب، وأصل هذا النبات إذا أخذ منه مسحوقاً درخمي وطرح على شيء من الشراب الذي يقال له أدرومالي وشرب أسهل، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان، وأما الصنف المعروف بالأنثى وهو الذي يسميه بعض الناس موسوطس ومارسطس فطبيعته شبيهة بطبيعة النبات الذي يقال له دقيوانداس وله ورق شبيه بورق الآس إلا أنه أكبر وورقه متين حاد الأطراف مشوكها وله عيدان مخرجها من الأصل طولها نحو شبر وله ثمر يأتي به في كل سنة شبيه بالجوز يلذع اللسان لذعاً يسيراً وبنبت في أماكن خشنة، وقوة لبن هذا الصنف وورقه وأصله وثمره شبيهة بقوة الصنف الذي قبله والحال في خزن كل واحد منها كالذي قبله إلا أن ذاك أشدّ تهييجاً للقيء، وأما الثالث فينبت في بعض السواحل البحرية، وله قضبان خمسة أو ستة طولها نحو شبر قائمة لونها إلى الحمرة ومخرجها من الأصل وعليها ورق صغار متراصف إلى الدقة مستطيل شبيه بورق الكتان وعلى أطراف القضبان رؤوس كثيفة متلززة مستديرة فيها ثمر شبيه بحب الكرسنة مختلف اللون وله زهر أبيض، وهذا النبات كما هو مع أصله ملآن من لبن واستعمال هذا الصنف وخزنه كحال الصنفين قبله، والرابع له ورق شبيه بالبقلة الحمقاء إلا أنه أدق منها وأشد استدارة وله قضبان أربعة أو خمسة مخرجها من أصل واحد طولها شبر دقاق حمر مملوءة من لبن كثير وله رأس شبيه برأس الشبث وثمر كأنه موضوع في رؤوس وجمة هذا النبات تنتفل مع الشمس وأكثره ينبت في المدن والخرابات ولبنه وثمره يجمعان كما تقدم مثل ما يجمع لبن وثمر الأصناف التي ذكرنا وقوّتهما مثل قوتها إلا أنها ليست بقوية مثل قوّة لبن وثمر الأصناف الأخر، والخامس له ساق طولها شبر أو أكثر لونه إلى الحمرة وورق مخرجه منه يشبه ورق شجرة الصنوبر التي تحمل قضم قريش إلا أنه أرخص منه وأطول وأدق وبالجملة أن ورقه يشبه ورق الصنف المذكور من الصنوبر في ابتداء نباته  وهذا النبات أيضاً ملآن من لبن وقوته شبيهة بقوّة الأصناف من اليتوع التي ذكرنا، وأما الصنف النابت منه في الصخور وهو الذي يقال له ديدورودس فإنه كثير الأغصان كثير الورق ملآن من لبن ولون أغصانه إلى الحمرة ما هو وعلى أغصانه ورق شبيه بورق الآس دقيق وله ثمر شبيه بثمر الصنف من اليتوع الذي يقال له حاراقياس وفعل هذا الصنف والحال في خزنه مثل الفعل والحال في خزن أصناف اليتوع التي ذكرنا، وأما الصنف الذي يقال له بلاطيقا فإن ورقه شبيه بورق قلومس وأصله وورقه ولبنه تسهل كيموساً مائياً، وإذا دق وطرح في الماء قتل السمك وكذا أصناف اليتوع التي ذكرناها قبل هذا الصنف تفعل ذلك أيضاً. جالينوس في الثامنة: جميع أصناف اليتوع قوّتها الكثيرة حادة وفيها مع هذا مرارة وأقوى شيء فيها لبنها وبعده بزرها وورقها وفي أصولها أيضاً شيء من هذه القوى التي ذكرنا وليس ذلك في الجميع مساوياً فأصول اليتوع إذا طبخت بالخل أذهبت وجع الأسنان وشفته لا سيما الوجع الحادث في الأسنان المتآكلة، فأما لبن اليتوع إذا طبخ بالخل فيذهب وجعها ولما كانت قوّته أشد وأظهر صار الناس يضعونه في جوف السن المأكول وأما سائر الفم فإن قرب منه موضع أحرقه على المكان وأحدث فيه قرحة، ومن أجل ذلك قد ينبغي لنا إذا أدرنا أن نقطره في الموضع المأكول من السن أن نسده بشمع لأن لبن اليتوع في الدرجة الرابعة من الأشياء التي تسخن وتحرق ولذلك صار إذا طلي على مواضع الشعر حلقه ولكنه لشدة قوته يحتاج أن يخلط معه زيت فإن فعل ذلك مراراً كثيرة بطلت أصول الشعر ولم ينبت لأنها تحترق ويصير ذلك الموضع عديم الشعر وبهذه القوّة صارت تقلع الثآليل المتعلقة والمنكوسة والخيلان والتوت واللحم الزائد في الأظافير وتجلو القوابي والجرب لأن فيه قوّة تجلو لمكان مرارته وبسبب شدة إسخانه قد يمكن أن يشفي القروح المتآكلة والمتعفنة والحمرة متى استعمله إنسان في وقت ينتفع به فيه وبالمقادير النافعة منه، وبهذه القوة بعينها صار هذا اللبن يقلع الصلابة التي تكون حول النواصير وجميع هذه الأفعال التي يفعلها أيضاً كمثل ما يفعلها ورقه وبزره إلا أنها أضعف من فعل اللبن وهذا الورق والبزر يستعملها الناس في صيد السمك لأنه يجتمع عليهما فإن أكلهما خر سكران فيطفو فوق الماء وأنواع اليتوع سبعة وأقوى أنواعه الأول المسمى حاراقياس وهو الذي يسميه قوم يتوع ذكر وبعده المسمى يتوع أنثى وهو الذي يسمى باليونانية قوسليطس، ومعنى ذلك الشبيه بالآس والنوع الذي يكون بين الصخور هو أنواع الشحر، ومن بعد هذه الأنواع في القوة النوع المسمى بوصير وفوريا أيضاً ويساتو وتفسيره السروسي وبعده المسمى أيلتوسفرنيوس وقوة رماد أنواع اليتوع وماء رمادها كما ذكرنا. بولس: اليتوع يخلف المرة قريباً مما تخلفها عصارة قثاء الحمار والسقمونيا والذي يعطي من لبنه فوق أربع قطرات أو خمس فينبغي أن يعجن ذلك بالسويق حتى يبلغ سريعاً وذلك أنه إن طال إمساكه في الفم جرح الفم واللسان وما حوله. حبيش بن الحسن: لبن اليتوع حاد حريف يقرب في الشبه من السقمونيا ومقدار الشربة منه إذا صلح من دانق إلى أربعة دوانيق، وإذا طال مكثه نقص فعله وقل نفعه فإذا أصلح فقوم يأخذونه من شجره ويخلطونه بدقيق الشعير، فإن أصبته على هذه الصفة وأردت إصلاحه فأخلطه بالنشاستج ولته بدهن الورد أو اللوز أو البنفسج وإن أصبته على وجهه فأخلطه بالنشاستج ولته بدهن الورد وأصلح ما يخلط به ويمزج من الأدوية الورد المطحون ورب السوس والصبر والتربد والهليلج والأفسنتين والعافث أو عصارتهما والملح الهندي والزعفران والنشاستج فإذا مزج بهذه الأدوية أو بعضها أصلح المزاج ونفع من حميات الربع وأسهل الماء الأصفر إسهالاً نافعاً، وإذا سقي على وجهه من غير إصلاح أفسد المزاج وهيج الوجه وأعقب وجع الكبد وفساد المعدة وقلة الإستمراء للطعام. إسحاق بن عمران: ومن اليتوع صنف له ورق كالخطمي مزغب وقضبان دقاق معقدة شهب وغبر تشبه قضبان شجر القطن تعلو على الأرض نحو ذراعين ولها نوار قليل الحمرة مدوّر يشبه نوار اللبلاب وأصل غليظ خشبي وعلى أطراف النبات جمة. الرازي: ومن أنواعه الكبوة وهذا أحد أنواع اليتوع ولا تخلو منها المزارع وهي حمراء الساق مدورة الورق تخرج لبناً كثيراً ويقرب فعلها من السقمونيا. الغافقي: هذا أحد أنواع اليتوع فعلاً وكثير من الناس عندنا يسمونه المحمودة ورقة كورق البقلة الحمقاء وكورق الصنف المسمى ناظر الشمس إلا أن على ورقه زغباً يسير الدنا وهي متكاثفة على قضبان مدورة خارجه من أصل واحد ونباته بقرب الأنهار ومنه نوع آخر يسمى عندنا القلبوص وله قضبان خمسة أو ستة في غلظ الخنصر تعلو نحواً من ذراع لا ورق عليها إلا شيء رقيق جداً حادّ الأطراف مرصف بعضه على بعض فكانت جملة قضبانه شبيهة بالقبائل الموجودة على شجر الصنوبر الكبيرة ولونها أخضر مائل إلى الفرفيرية قليلاً يشبه الحيات الصغار وله أصل دقيق ذو شعب ولونه أحمر غائر في الأرض وأكثر نباته بالرمل وبقرب البحر له لبن غزير وقوته كالسقمونيا وإسهاله كإسهاله وقد يسمى أيضاً البصوص، ومنه صنف آخر يشبه النبات المسمى بصريمة الجدي إلا أنه أصغر وألين وقضبانه بيض وله ثمر في أطرافه صلب يلتصق على الورق عسر القلع لونه إلى السواد في قدر حب الحنطة وكشكله، ومن أنواعه أيضاً القشر والماهودانة والحلتيتا والدلب والشبرم وغيرهما مما قد ذكرنا في سائر الحروف.

يحينذ: هو الأمصوح من مفردات الشريف وقد ذكرته في الألف أول الإسم مفتوحة بعدها حاء مهملة بعدها ياء ساكنة باثنين من تحتها ثم نون ثم ذال معجمة.

يخصص: إسم بربري عند عامة أفريقية للنوع العظيم من الكرفس المشرقي وهو الذي يستعمل أطباء عصرنا هذا بزره مكان النظراشاليون وليس به أوّل الإسم ياء مفتوحة ثم خاء معجمة ساكنة بعدها صادان مهملتان وقد ذكرناه مع أنواعه في الكاف.

يذره: هي بالذال المعجمة وهو إسم أندلسي للنبات المسمى باليونانية قسوس وقد ذكرته في القاف.

يذقه: أوله ياء مفتوحة بعدها ذال معجمة ساكنة ثم قاف مضمومة ثم هاء إسم لطيني للنوع الصغير من الخمان وقد ذكرته في الخاء المعجمة وهو المسمى باليونانية خياما أقطي.

يربوز: وهو المسمى الجربوز وهي البقلة اليمانية وقد ذكرت في الباء بواحدة.

يراع: هو القصب في اللغة وقد ذكرته من قبل في القاف.

يرامع: هو الهليون وقد ذكر في الهاء وهو الإسفيراج عند عامة المغرب والأندلس وقد صحفه قوم بالإسفيذاج وهو خطأ وصوابه بالراء.

يرنأ: هي الحناء في اللغة.

يربطورة: 

إسم لطيني وهي عجمية وباليونانية قوفادابن. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات له ساق رقيق يشبه النبات الذي يقال له حارانقون وهو الرازيانج وله جمة وافرة متكاثفة عند الأصل وزهر لونه أصفر وأصل أسود ثقيل الرائحة غليظ مملوء رطوبة وينبت في جبال مظللة بالشجر وقد يشرط الأصل بسكين وهو طري وتستخرج الرطوبة التي فيه وتوضع في ظل لأن قوتها تضعف في الشمس وفي وقت ما تطلع الرطوبة يعرض لمن يستولي ذلك صداع وظلمة البصر إلا أن يتقدم فيلطخ منخريه بدهن ورد ويضع على رأسه أيضاً منه، وإذا استخرجت الرطوبة من الأصل لم ينتفع به حينئذ وقد تستخرج أيضاً رطوبة من الساق كما تستخرج عصارة أصل اليبروح إلا أن فعل العصارة أضعف من فعل الرطوبة المستخرجة بالشرط، وفعلها في الأسنان إذا استعملها أسرع تحليلاً وربما أصيبت صمغة لاصقة بالأرض والأصل والأغصان شبيهه بالكندر، وأجود ما يكون من دمعة هذا النبات ما أتي به من البلاد التي يقال لها سردانيا ومن بلاد يقال لها سامورا وهي ثقيلة الرائحة في لونها حمرة تلذع اللسان في الذوق. جالينوس في الثامنة: أكثر ما يستعمل من هذا النبات أصله خاصة وقد يستعمل أيضاً لبنه وعصارته وجميع هذه نوع واحد بعينه إلا أن لبنه أكثر قوة من الجميع وذلك أنه يسخن إسخاناً شديداً جداً ويحلل ولهذا صار الناس يثقون منه بأنه ينفع من علل العصب وهو دواء نافع أيضاً من العلل الحادثة في الصدر والرئة من قبل أخلاط لزجة إذا ورد داخل البدن بالشراب وإذا بخر به العليل واستنشق رائحة بخاره قطع ولطف، وإذا وضع في المتآكل من الأسنان سكن وجعها من ساعته لتلطيفه وتسخينه وهي أيضاً تشفي الطحال الصلب لأنه يقطع الأخلاط الغليظة ويحللها ويلطفها، وأما أصله فيمكن أن يستعمل في هذه الوجوه كلها، وإذا وضع على عظم تريد أن تسقط قشرته برأها منه وأسقطها سريعاً لأنه يجفف تجفيفاً قوياً شديداً إلا أن هذا الأصل أقل إسخاناً من لبنه وهو نافع أيضاً للقروح الخبيثة الرديئة إذا جفف وسحق وذر عليها لأنه ينقيها ويملؤها ويدملها وهو يسخن في منتهى الدرجة الثالثة ويجفف في ابتدائها. ديسقوريدوس: دمعته إذا طلي بها الرأس بالخل ودهن الورد وافقت المرض الذي يقال له ليبرعس والذي يقال له قرانيطش والسدد والصرع المزمن والفالج العارض ببطلان بعض الأعضاء وحركتها وعرق النسا ومن كان به أسقسيموس، وبالجملة إذا تمسح به بالخل والزيت وافق الأعصاب وقد يستنشق رائحتها للإختناق العارض من وجع الأرحام واللثات، وإذا تدخن به طرد الهوام وإن خلط بدهن ورد وقطر في الأذن سكن أوجاعها، وإذا جعلت في التآكل العارض للضرس نفعت من وجعه وإذا استعملت بالبيض كانت صالحة للسعال وتوافق عسر النفس والمغص وتلين الطبع تلييناً رفيعاً وتحلل أورام الطحال وتنفع من عسر الولادة منفعة عظيمة، وإذا شربت نفعت من وجع مثانة والكلى والتمدد العارض فيها وقد تفتح فم الرحم وينتفع بالأصل في كل ما ينتفع فيه بالرطوبة إذا شرب طبيخه إلا أنه أضعف فعلاً من الرطوبة، وإذا دق الأصل وسحق ناعماً وعولجت به القروح نقى وسخها وأخرج قشور العظام الخارجة منها وأعمل القروح العتيقة وقد يخلط بالقيروطات المسخنة والمراهم وينبغي أن يختار منه ما كان حديثاً ليس بمتآكل صلباً ساطع الرائحة وقد تحلل رطوبته بلوز مر أو سذاب أو خبز حار ويستعمل في ماء يشرب. التجربتين: أصله يذهب كل رائحة منتنة من أي موضع كانت ولذلك ينفع من الوباء الحادث من الملاحم وينفع من ضروب الوباء كلها والروائح الصاعدة من أجسام الموتى ويسهل الطلق تبخيراً به الأنف وفي رائحته أكراب لنفوس أصحاب الأمزجة الضعيفة الحارة فيجب أن يجتنب تبخيرهم به أو يقرن به ما يدفع ذلك، وإذا أحرق وخلط بالزفت سمن وطليت به القروح في الرأس الرطبة واليابسة جففها، وإذا قطرت سمتها المستخرجة بالنار في الآذان فتحت سددها أو فتحت سمعها وثقلها، وإذا أحرق وعجن بخل نفع من السعفة، وإذا استنشق دخانه نفع من النزلات منفعة بالغة وفتح سدد الخياشيم وجفف رطوبة الدماغ وينفع من جميع أنواع الوباء منفعة بالغة بإصلاحه الهواء، وإذا سحق أصله على الجراحات العسرة الإندمال من سوء مزاج حار رطب أدملها.

يربه شانه:  ومعناه بعجمية الأندلس العشبة الصحيحة. الغافقي: هو نبات له ورق كذراع أو أكبر وغصنه دون الشبر وهو مشقق مشرف جعد أملس أخضر إلى السواد وله بريق وهو كبير نابت من الأصل وأطرافه منحنية مائلة إلى الأرض وله ساق خارجة بين الورق في قدر الإبهام طويلة جوفاء مدورة عليها ورق صغار من نصفها إلى أعلاها إلى الطول ما هي تشويك وفيما بينها غلف كثيرة بعضها فوق بعض في شكل مناقير البط عليها زهر فريري إلى البياض وداخله ثمر كالبلوط مملوء رطوبة لزجة وله أصل طويل معقد رخو يشبه أصل الخطمي مملوء رطوبة إلى الحلاوة والمرارة القوية وقوة حرارته كقوة البهمن الأبيض في الباه ويرد الرحم إذا نتأ ويبرئ من فسخ العضل ويخصب البدن ويدر البول وينفع من أوجاع الخاصرة والمثانة وبعضهم يسميه عشبة النجار ونباته بالرطب من الجبال والخنادق وقد يتخذه بعض الناس في البساتين والمنازل وقد يبيع شجارو الأندلس أصل هذا على أنه أبهمن الأبيض ويظنون أن قوته كقوته.

يربوع: الإسرائيلي: يغذ لحمه غذاء كثيراً ويلين البطن.

يشف: ويقال يشب ديسقوريدوس في الخامسة: أما يبس زعم قوم أنه جنس من الزبرجد لونه شبيه بالدخان كأنه شيء مدخن ومنه ما لونه فيه عروق بيض صقيلة ويقال له أسطريوس ومعناه الكوكبي ومنه ما يقال له طرمينون ومعناه الشبيه في لونه بالحبة الخضراء وهو شبيه في لونه بالذي يقال له قالاس. جالينوس في السابعة: قد شهد قوم بأن في الحجارة خاصيات كهذه الخاصية في هذا الحجر الأخضر منه وهي أنه ينفع المريء وفم المعدة إذا علق على الرقبة أو العضد فيكون فيه بالغاً، وقوم ينقشون عليه ذلك النقش الذي له شعاع على ما وصف ثاجاماسيوس وقد امتحنت أنا أياماً كثيرة هذا الحجر وجربته واختبرته اختباراً بالغاً وجعلت له طولاً معتدلاً لا يبلغ إلى فم المعدة فوجدته ينفع نفعاً بليغاً ليس دون ما إذا كان منقوشاً عليه كما وصف ثاجاماسيوس. الغافقي: زعم قوم أن هذا الحجر هو الدهنج، وزعم قوم أنه ياقوت حبشي ملون ويسمونه بالمشرق أبو قلمون وقوم يصحفونه فيقولون حجر البشذ وهو خطأ.

يعقوب: قيل هو ذكر الحجل عن الخليل بن أحمد والجمع يعاقيب وقد ذكرت الحل في الحاء.

يعضيد: قيل هو النبات المسمى باليونانية خندريلي وهو نوع من الهندبا وقد ذكرته في الخاء المعجمة. قال شيخنا أبو العباس النباتي: هو معروف عند العرب وصفته كأنواع البقلة التي تسمى عندنا بالأندلس بالسرالية إلا أنها مائلة إلى البياض قليلاً وورقها فيما بين ورق الخس البري وورق السريس البري وسوقه قصار وارتفاعها كثير ومنه ما يشبه ورقه ورق الهندبا البستاني إلا أنه أصغر وأصلب وفيه بريق وحروف الورق مشرفة مشوكة لينة والزهر شديد الصفرة وطعمه مر بيسير قبض.

يغميصا: هو الريباس بالسريانية وقد ذكر في الراء.

يقطين: هو عند العامة القرع ومن اللغة يقال على كل شجرة لا تقوم على ساق كاللبلاب ونحوه.

يلنجوج: هو العود الهندي الذي يتبخر به وقد ذكر في العين المهملة.

يمام: هو طائر معروف وهو الشقنين وقد ذكر في الشين المعجمة.

ينبوت:  هو خرنوب المعزى عند أهل الشام. أبو حنيفة: هو ضربان أحدهما هذا الشوك الصغار المسمى الخرنوب النبطي له ثمرة كأنها تفاحة فيها حب أحمر وهو عقول للبطن يتداوى به، والآخر شجرة عظيمة كالتفاح ورقها أصغر من ورقه ولها ثمرة أصغر من الزعرور شديدة السواد يتداوى بها وهي شديدة الحلاوة ولها عجمة في الموازين وهي تشبه الينبوتة في كل شيء إلا أنها أصغر ثمرة وهي عالية كبيرة، والأولى تنفرش على الأرض ولها شوك وقد يستوقدونه إذا لم يجدوا غيره. وقال في موضع آخر: هي الخرنوب النبطي وهذا الشوك الذي يستوقدونه يرتفع ذراعاً وهو ذو أفنان وحمله أحمر خفيف كأنه تفاح وهو بشع لا يؤكل إلا في الجهد ويسمى القس وفيه حب صلب كحب الخرنوب الشامي إلا أنه أصغر منه. الرازي: هو بارد يابس يمنع الخلفة إذا شرب ماؤه. عيسى بن ماسه: الخرنوب النبطي ينبغي أن يكثر من أكله إذا أفرط الطمث. مجهول: قشر أصله يفتت الأسنان العتيقة ويسكن وجعها ويقلعها بلا حديد. لي: قد كثر اختلافهم فيه فمنهم من زعم أنه شوك القتاد وليس صحيح لأن ذاك شجرة الكثيرا. الرازي في الحاوي: هو شجرة الحاج ولم يصب في ذلك لأن تلك هي العاقول وقد ذكرته في العين. وقال في الكافي: هو العوسج. وقال في موضع آخر: قيل هو الفوتيرا وهي الطباق بالعربية وقد ذكرته في الطاء ولذلك قال ديسقوريدوس وجالينوس: هو الفوتيرا والأصح قول أبي حنيفة وحده ولا يلتفت إلى قول غيره فيه.

ينتون: هو الثافسيا وقد قلت إنه الدواء المسمى بالبربرية أدرياس وقد ذكر في الثاء في رسم ثافسيا وغلط من قال إن الثافسيا هو صمغ السذاب الجبلي والبري.

ينق: هو الأنفحة بلغة أهل الأندلس وقد ذكرته في الألف.

ينشتاله: إسم لطيني بكسر الياء والنون بعدها أيضاً والشين المعجمة الساكنة بعدها منقوطة باثنتين من فوقها مفتوحة بعدها ألف ساكنة بعدها لام مفتوحة مشددة ثم هاء وهو الأمصوح بالعربية وقد ذكرته في الألف.

يثمه: أبو العباس النباتي: هي معروفة بالقيروان وهي عندهم مختبرة في الجراحات وهي نبتة بيضاء ورقها أزغب ولها ورق فيما بين ورق لسان الحمل البري وورق أذن الغزالة إلا أنه أصفر يخرج من ورقها في الوسط ساق طولها شبر وأقل وأكبر في غلط المغزل. والله أعلم.

تم الكتاب بعون الملك الوهاب، والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وكل ناسج على منواله آمين.