القانون فى الطب 5

كناشه كتاب الأقرباذين الملحق بالكناش مقالة بأن الماء القراح أبرد من ماء الشعير مقالة في الجدري .
علي بن إبراهيم بن بكس كان طبيباً فاضلاً عالماً بصناعة الطب مشهوراً بها جيد المعرفة بالنقل وقد نقل كتباً كثيرة إلى العربي .
قسطا بن لوقا البعلبكي قال سليمان بن حسان : إنه مسيحي النحلة طبيب حاذق نبيل فيلسوف منجم عالم أقول : ونقل قسطا كتباً كثيرة من كتب اليونانيين إلى اللغة العربية وكان جيد النقل فصيحاً باللسان اليوناني والسرياني والعربي وأصلح نقولاً كثيرة وأصله يوناني .
وله رسائل وكتب كثيرة في صناعة الطب وغيرها وكان حسن العبارة جيد القريحة .
ولقسطا بن لوقا من الكتب : كتاب في أوجاع النقرس كتاب في الروائح وعللها .
رسالة إلى أبي محمد الحسن بن مخلد في أحوال الباه وأسبابه على طريق المسألة والجواب كتاب في الأعداء ألفه للبطريق فتى أمير المؤمنين .
كتاب جامع في الدخول إلى علم الطب إلى أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المعروف بابن المدبر .
كتاب في العطش كتاب في تدبير الأبدان في سفر الحج كتاب في دفع ضرر السموم .
كتاب في الجزء الذي لا يتجزأ .
كتاب في المرأة السوداء وغيرها .
مسكويه هو أبو فاضل في العلوم الحكمية متميز فيها خبير بصناعة الطب جيد في أصولها وفروعها .
ولمسكويه من الكتب : كتاب الأشربة كتاب الطبيخ كتاب تهذيب الأخلاق .
أحمد بن أبي الأشعث هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي الأشعث كان وافر العقل سديد الرأي محباً للخير كثير السكينة والوقار متفقهاً في الدين .
وعمَر عمراً طويلاً وله تلاميذ كثيرة .
ولأحمد بن أبي الأشعث من الكتب : كتاب الأدوية المفردة .
كتاب الحيوان .
كتاب في العلم الإلّهي .
كتاب في الجدري والحصبة والحمقاء .
كتاب في السرسام والبرسام ومداواتهما .
كتاب في القولنج وأصنافه ومداواته والأدوية النافعة منه .
كتاب في البرص والبهق ومداواتهما .
كتاب في الصرع .
كتاب في الاستسقاء .


كتاب في ظهور الدم مقالتان .
كتاب الماليخوليا .
كتاب تركيب الأدوية .
مقالة في النوم واليقظة .
كتاب الغاذي والمغتذي .
كتاب أمراض المعدة ومداواتها .
شرح كتاب الفرق لجالينوس .
شرح كتاب الحميات لجالينوس .
محمد بن ثواب الموصلي هو أبو عبد الله محمد بن ثواب بن محمد ويعرف بابن الثلاج من أهل الموصل : فاضل في صناعة الطب خبير بالعلم والعمل .
وشيخه في صناعة الطب أحمد بن أبي الأشعث .
أحمد بن محمد البلدي هو الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن يحيى من مدينة بلد .
وكان خبيراً بصناعة الطب حسن العلاج والمداواة وكان من أجل تلامذة أحمد بن أبي الأشعث .
لازمه مدة سنين واشتغل عليه وتميز .
ولأحمد بن محمد البلدي من الكتب : كتاب تدبير الحبالى والأطفال والصبيان وحفظ صحتهم ابن قوسين كان طبيباً مشهوراً في زمانه وله دراية بصناعة الطب ومقامه بالموصل .
وكان يهودياً وأسلم وعمل مقالة في الرد على اليهود .
علي بن عيسى وقيل عيسى بن علي الكحال كان مشهوراً بالحذق في صناعة الكحل متميزاً فيها وبكلامه يقتدى في أمراض العين ومداواتها .
وكتابه المشهور " بتذكرة الكحالين هو الذي لا بد لكل من يعاني صناعة الكحل أن يحفظه .
ابن الشبل البغدادي هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن يوسف بن شبل مولمه ومنشؤه ببغداد وكان حكيماً فيلسوفاً ومتكلماً فاضلاً وأديباً بارعاً وشاعراً مجيداً وكانت وفاته ببغداد سنة أربع وسبعين وأربعمائة .
ابن بختويه هو أبو الحسين عبد الله بن عيسى بن بختويه كان طبيباً وخطيباً من أهل واسط لديه معرفة وكلامه في صناعة الطب كلام مطلع على تصانيف القدماء وله نظر فيها ودراية لها .


ولأبي الحسين بن بختويه من الكتب : كتاب المقدمات ويعرف أيضاً بكنز الأطباء ألفه لولده في أبوالعلاء صاعد بن الحسن من الفضلاء في صناعة الطب والمتميزين من أهلها وكان ذكياً بليغاً ومقامه بمدينة الرحبة وله من الكتب : كتاب التشويق الطبي صنفه بمدينة الرحبة في رجب سنة أربع وستين وأربعمائة .
زاهد العلماء هو أبو سعيد منصور بن عيسى وكان نصرانياً نسطورياً وأخوه مطران نصيبين المشهور بالفضل وخدم زاهد العلماء بصناعة الطب نصير الدولة بن مروان الذي ألف له ابن بطلان دعوة الأطباء .
ولزاهد العلماء من الكتب : كتاب البيمارستانات كتاب في الفصول والمسائل والجوابات وهي جزءان : كتاب في المنامات والرؤيا .
كتاب فيما يجب على المتعلمين لصناعة الطب تقديم علمه كتاب في أمراض العين ومداواتها .
المقبلي هو أبو نصر محمد بن يوسف المقبلي فاضل في صناعة الطب من المتمزين فيها .
وللمقبلي من الكتب : مقالة في الشراب تلخيص كتاب المسائل لحنين بن إسحاق .
النيلي هو أبو سهل سعيد بن عبد العزيز النيلي مشهور بالفضل عالم بصناعة الطب جيد التصنيف وللنيلي من الكتب : اختصار كتاب المسائل لحنين تلخيص شرح جالينوس لكتاب الفصول مع نكت من شرح الرازي .
إسحاق بن علي الرهاوي كان طبيباً متميزاًعالماً بكلام جالينوس وله أعمال جيدة في صناعة الطب .
ولإسحاق بن علي الرهاوي من الكتب : كتاب أدب الطبيب .
كناش جمعه من عشر مقالات لجالينوس المعروفة بالميامر في تركيب الأدوية بحسب أمراض الأعضاء من الرأس إلى القدم .
سعيد بن هبة اللّه أبو الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسين من الأطباء المتميزين في صناعة الطب وكان في أيام المقتدي بأمر الله وخدمه بصناعة الطب وخدم أيضاً ولده المستظهر بالله .
ولد في ليلة السبت الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وأربعمائة ومات ليلة الأحد سادس شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وأربعمائة وعاش ستاَ وخمسين سنة .


ولسعيد بن هبة الله من الكتب : كتاب المغني في الطب صنفه للمقتدي بأمر الله .
مقالة في صفات تراكيب الأدوية المحال عليها في كتاب المغني .
كتاب الإقناع .
كتاب التلخيص النظامي .
كتاب خلق الإنسان .
كتاب في اليرقان .
مقالة في ذكر الحدود والفروق .
مقالة في تحديد مبادىء الأقاويل الملفوظ بها وتعديدما .
جوابات عن مسائل طبية سئل عنها .
ابن جزلة هو يحيى بن عيسى بن علي بن جزلة وكان في أيام المقتدي بأمر الله وكان من المشهورين في علم الطب وعمله وهو تلميذ أبي الحسن سعيد بن هبة اللّه .
ولابن جزلة من الكتب : كتاب تقويم الأبدان وصنفه للمقتدي بأمر الله .
كتاب منهاج البيان في ما يستعمله الإنسان وصنفه أيضاً للمقتدي بأمر اللّه .
كتاب الإشارة في تلخيص العبارة وما يستعمل من القوانين الطبية في تدبير الصحة وحفظ البدن لخصه من كتاب تقويم الأبدان .
رسالة في مدح الطب وموافقته الشرع والرد على من طعن عليه .
رسالة كتب بها لما أسلم إلى إليا القس وذلك في سنة ست وستين وأربعمائة .
أبو الخطاب هو محمد بن محمد بن أبي طالب مقامه ببغداد .
وقرأ صناعة الطب على أبي الحسن سعيد بن هبة الله وكان متميزاً في الطب وعمله .
ولأبي الخطاب من الكتب : كتاب الشامل في الطب جعله على طريق المسألة والجواب في العلم والعمل .
ابن الواسطي كان طبيباً للمستظهر بالله وكان عنده رفيع المنزلة .
أبو طاهر بن البرخشي هو موفق الدين أبو طاهر أحمد بن محمد بن العباس يعرف بابن البرخشي من أهل واسط .
فاضل في الصناعة الطبية كامل في الفنون الأدبية .
وقد رأيت من خطه ما يدل على رزانة عقله وغزارة فضله وكان في أيام المسترشد بالله .
ابن صفية هو أبو غالب بن صفية وكان نصرانياً .
أمين الدولة بن التلميذ هو الأجل موفق الملك أمين الدولة أبو الحسن هبة اللّه بن أبي العلاء صاعد بن إبراهيم بن التلميذ أوحد زمانه في صناعة الطب وفي مباشرة أعمالها .


ويدل على ذلك ما هو مشهور من تصانيفه وحواشيه على الكتب الطبية وكثرة من رأيناه ممن قد شاهده .
وكان ساعور وكان خبيراً باللسان السرياني والفارسي متبحراً في اللغة العربية .
ولأمين الدولة بن التلميذ من الكتب : أقراباذينه العشرين باباً أقراباذينه الموجز البيمارستاني المقالة الأمينية في الأدوية البيمارستانية .
اختيار كتاب الحاوي للرازي .
اختيار كتاب مسكويه في الأشربة .
اختصار شرح جالينوس لكتاب الفصول لأبقراط .
اختصار شرح جالينوس لكتاب تقدمة المعرفة لأبقراط .
تتمة جوامع الإسكندرانيين لكتاب حيلة البرء لجالينوس .
شرح مسائل حنين بن إسحاق على جهة التعليق .
شرح أحاديث نبوية تشتمل على طب .
كناش .
مختصر الحواشي على كتاب القانون للرئيس ابن سينا .
الحواشي على كتاب المائة للمسيحي .
التعاليق على كتاب المنهاج مقالة في الفصد .
كتاب يشتمل على توقيعات ومراسلات .
تعاليق استخرجها من كتاب المائة للمسيحي .
مختار من كتاب أبدال الأدوية لجالينوس .
أبو الفرج يحيى بن التلميذ هو الأجل الحكيم معتمد الملك أبو الفرج يحيى بن صاعد بن يحيى بن التلميذ كان متعيناً في العلوم الحكمية متقناَ للصناعة الطبية متحلياً بالأدب بالغاً فيه أعلى الرتب .
أوحد الزمان أبو البركات هبة الله بن علي ملكا .
البلدي لأن مولده ببلد ثم أقام ببغداد كان يهودياً وأسلم بعد ذلك .
وكان في خدمة المستنجد بالله وتصانيفه في نهاية الجودة .
وكان له اهتمام بالغ في العلوم وفطرة فائقة فيها .
وكان مبدأ تعلمه صناعة الطب أن أبا الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسين كان من المشايخ المتميزين في صناعة الطب وكان له تلاميذ عدة يتناوبونه في كل يوم للقراءة عليه ولم يكن يقرىء يهودياً أصلاً .
ولأوحد الزمان من الكتب : كتاب المعتبر وهو من أجل كتبه وأشهرها في الحكمة .


اختصار التشريح كتاب الأقراباذين مقالة في الدواء الذي ألفه المسمى برشعثا مقالة في معجون آخر ألفه وسماه أمين الأرواح .
رسالة في العقل وماهيته .
البديع الإصطرلابي هو بديع الزمان أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن أحمد البغدادي .
من الحكماء الفضلاء والأدباء النبلاء طبيب عالم وفيلسوف متكلم وغلبت عليه الحكمة وعلم الكلام والرياضي وكان متقناً لعلم النجوم والرصد .
وللبديع الإسطرلابي من الكتب اختصار ديوان أبي عبد الله الحسين بن الحجاج .
زيج سماه المعرب المحمودي ألفه للسلطان محمود أبي القاسم بن محمد .
أبو القاسم هبة الله بن الفضلى بغدادي المولد والمنشأ وكان يعاني صناعة الطب ويباشر أعمالها ويعد من جملة الموصوفين بها .
وكان أيضاً يكحل إلا أن الشعر كان أغلب عليه وكان كثير النوادر خبيث اللسان وله ديوان شعر .
وكانت وفاة أبي القاسم بن الفضل في سنة ثمان وخمسين وخًمسمائة .
ولأبي القاسم هبة الله من الكتب : تعاليق طبية مسائل وأجوبتها في الطب ديوان شعره .
العنتري هو أبو المؤيد محمد بن المجلي بن الصائغ الجزري كان طبيباً مشهوراً وعالماً مذكوراً حسن المعالجة جيد التدبير وافر الفضل فيلسوفاً متميزاَ في علم الأدب .
وله شعر كثير في الحكمة وغيرها .
وحدثني الحكيم سديد الدين محمود بن عمر رحمه الله : إن العنتري كان في أول أمره يكتب أحاديث عنتر العبسي فصار مشهوراً بنسبته إليه .
أبو الغنائم هبة الله بن علي بن الحسين بنْ أثردي من أهل بغداد متميز في الحكمة فاضل في صناعة الطب مشهور بالجودة في العلم والعمل .
ولأبي الغنائم هبة الله بن علي بن أثردي من الكتب : تعاليق طبية وفلسفية .
مقالة في أن اللذة في النوم في أي وقت توجد منه وألف هذه المقالة لأبي نصر التكريتي طيب الأمير ابن مران .
هو أبو الحسن علي بن هبة الله بن علي بن أثردي من أهل بغداد .


طبيب فاضل مشهور بالتقدم في صناعة الطب وجودة المعرفة لها حسن المعالجة جيد التصنيف .
ولعلي بن هبة الله بن أثردي من الكتب : شرح كتاب دعوة الأطباء ألفه لأبي العلاء محفوظ بن المسيحي المتطبب .
سعيد بن أثردي هو أبو الغنائم سعيد بن هبة الله بن أثردي من الأطباء المشهورين ببغداد وكان ساعور البيمارستان العضدي ومتقدماً في أيام المقتفي بأمر الله .
أبو علي الحسن بن علي بن أثردي فاضل في صناعة الطب جيد الأعمال حسن المعالجة وكان من المشكورين ببغداد .
جمال الدين علي بن أثردي هو جمال الدين أبو الحسن علي بن أبي الغنائم سعيد بن هبة الله بن علي بن أثردي فاضل في صناعة الطب عالم بها متميز في علمها وعملها .
فخر الدين المارديني هو الإمام فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبد الساتر الأنصاري .
كان أوحد زمانه وعلامة وقته في العلوم الحكمية .
قوي الذكاء فاضل النفس جيد المعرفة بصناعة الطب محاولاً لأعمالها كثير التحقيق نزيه النفس محباً للخير متقناً للغة متفنناً في العربية .
مولداً في ماردين وأجداده من القدس وكان أبوه قاضياً .
ولما فتح نجم الدين الغازي بن أرتق القدس بعث جده عبد الرحمن إلى ماردين وقطن بها هو وأولاده .
أبو نصر بن المسيحي هو أبو نصر سعيد بن أبي الخير بن عيسى بن المسيحي من المتميزين في صناعة الطب والأفاضل من أهلها والأعيان من أربابها .
توفي الشيخ أبو الخير في أيام الناصر فقيل له إنه قد توفي وترك ولداً متخلفاً وجملة عظيمة من المال .
فقال لا يعترض ولده فيما ورثه من أبيه فما خرج عنا لا يعود إلينا .
ولأبي نصر بن المسيحي من الكتب : كتاب الاقتضاب على طريق المسألة والجواب في الطب .
كتاب انتخاب الاقتضاب .
أبو الفرج هو صاعد بن هبة الله بن توما نصراني من أهل بغداد .
وكان من الأطباء المتميزين والأكابر المتعينين .


حدثني شمس الدين محمد بن الحسن بن محمد بن الكريم البغدادي إنه كان طبيب نجم الدولة أبي اليمن نجاح الشرابي وارتقت به الحال إلى أن صار وزيره وكاتبه .
وقتلفي سنة عشرين وستمائة وكان سببه أنه أحضر جماعة من الأجناد الذين كانت معايشهم تحت يده وأنه خاطبهم بما فيه بعض المكروه فكمن له منهم اثنان ليلاً فقتلاه بالسكاكين .
وكان موت الحكيم وقتله في ليلة الخميس ثامن عشر جمادى الأولى سنة عشرين وستمائة .
أبو الحسين صاعد بن هبة الله بن المؤمل كان نصرانياً وأصله من الحظيرة ونزل إلى بغداد وكان اسمه أيضاً ماري وهو من أسماء الكنيسة عند النصارى فإنهم يسمون أولادهم عند الولادة بأسماء فإذا عمدوهم سموهم عند المعمودية باسم من أسماء الصالحين منهم .
وكان أبو الحسينَ هذا طبيباً فاضلاً وخدم بالدار العزيزة الناصرية الإمامية وتقرب قرباً كثيراً وكسب بخدمته وصحبته الأموال .
ولم يزل على أمره ينسخ بخطه كتب الحكمة ويتصرف فيما هو بصدده من الطب وعلى حالته في القرب إلى أن مات في يوم العشرين من ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ببغداد ودفن ببيعة النصارى بها .
ابن المارستانية هو أبو بكر عبيد الله بن أبي الفرج علي بن نصر بن حمزة عرف بابن المارستانية .
كان فاضلاً في صناعة الطب وأعمالها وتولى النظر بالبيمارستان العضدي ثم قبض عليه وحبس به سنتين ثم أفرج عنه .
وعمل تاريخاً لمدينة السلام سماه ديوان الإسلام الأعظم وكتب منه كثيراً ولم يتممه .
وندب من الديوان في صفر سنة تسع وتسعين وخمسمائة للرسالة إلى تفليس وخلع عليه خلعة سوداء وطيلسان توجه إلى هناك فأدى الرسالة وعاد إلى بغداد فتوفي قبل وصوله بموضع يعرف بجرخ بند في ليلة ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمسمائة فدفن هناك .


ابن سدير هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله من أهل المدائن يعرف بابن سدير - وسدير لقب لأبيه - وكان طبيباً عالماً بصناعة الطب والمداواة وتوفي بالمدائن فجأة في العشر الأخير من رمضان سنة ست وستمائة .
مهذب الدين بن هبل هو أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن هبل البغدادي ويعرف أيضاً بالخلاطي .
كان أوحد وقته وعلامة زمانه في صناعة الطب وفي العلوم الحكمية .
ولد ببغداد في باب الأزج بدرب ثمل في ثالث وعشرين ذي القعدة من سنة خمس عشرة وخمسمائة ونشأ ببغداد .
ولمهذب الدين بن هبل من الكتب : كتاب المختار في الطب وهو كتاب جليل يشتمل على علم وعمل .
كتاب الطب الجمالي صنفه لجمال الدين محمد الوزير المعروف بالجواد وكان تصنيفه للمختار سنة ستين وخمسمائة بالموصل .
شمس الدين بن هبل هو شمس الدين أبو العباس أحمد بن مهذب الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن علي بن هبل مولده في يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين خمسمائة وكان مشتغلاً بصناعة الطب متميزاً في الأدب وجيهاً في الدولة .
كمال الدين بن يونس هو كمال الدين أبو عمران موسى بن يونس بن محمد بن منعة علامة زمانه وأوحد أوانه وقدوة العلماء وسيد الحكماء .
قد أتقن الحكمة وتميز في سائر العلوم .
وكان عظيماً في العلوم الشرعية والفقه .
وكان مدرّساً في المدرسة بالموصل ويقرأ العلوم بأسرها من الفلسفة والطب والتعاليم وغير ذلك .
وله مصنفات في نهاية الجودة .
ولم يزل مقيماً بمدينة الموصل إلى أن توفي إلى رحمة الله .
ولكمال الدين بن يونس من الكتب : كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في تفسير القرآن .
شرح كتاب التنبيه في الفقه مجلدان .
كتاب مفردات ألفاظ القانون .
كتاب في الأصول .
كتاب الباب الحادي عشر .


طبقات الأطباء الذين ظهروا في بلاد العجم تيادورس كان نصرانياً وله معرفة جيدة بصناعة الطب ومحاولة لأعمالها وبنى له سابور ذو الأكتاف البيع في بلده ويقال إن الذي بنى له البيع بهرام جور .
ولتيادورس من الكتب : كناش .
برزويه قيل أنه كان عالماً بصناعة الطب موسوماً بها متميزاً في زمانه فاضلاً في علوم الفرس والهند .
وأنه هو الذي جلب كتاب كليلة ودمنة من الهند إلى أنوشروان بن قباذ بن فيروز ملك الفرس وترجمه له من اللغة الهندية إلى الفارسية ثم ترجمه في الإسلام عبد الله بن المقفع الخطيب من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية .
ربن الطبري قال الصاحب جمال الدين بن القفطي في كتابه : إن هذا ربن الطبري كان يهودياً طبيباً منجماً من أهل طبرستان وكان متميزاً في الطب عالماً بالهندسة وأنواع الرياضة ة وكان والده علي بن ربن طبيباً مشهوراً انتقل من طبرستان إلى العراق وسكن سر من رأى .
ابن ربن الطبري علي بن ربل - باللام - وقال عنه أنه كان يكتب للمازيار بن قارن فلما أسلم على يد المعتصم قربه وظهر فصله بالحضرة وأدخله المتوكل في جملة ندمائه .
وكان بموضع من الأدب وهو معلم الرازي صناعة الطب .
وكان مولده ومنشؤه بطبرستان .
ولابن ربن الطبري من الكتب : كتاب فردوس الحكمة كتاب إرفاق الحياة كتاب تحفة الملوك كتاب كناش الحضرة كتاب منافع الأطعمة والأشربة والعقاقير كتاب حفظ الصحة كتاب في الحجامة كتاب في ترتيب الأغذية .
أبو بكر محمد بن زكريا الرازي مولده ومنشؤه بالري وسافر إلى بغداد وأقام بها مدة .
وكان قّدومه إلى بغداد وله من العمر نيف وثلاثون سنة وكان من صغره مشتهياً للعلوم العقلية مشتغلاً بها وبعلم الأدب ويقول الشعر .
وأما صناعة الطب فإنما تعلمها وقد كبر وكان المعلم له في ذلك علي بن ربن الطبري .


وقال أبو سعيد زاهد العلماء في كتابه فىِ البيمارستانات : سبب تعلم أبي بكر محمد بن زكريا الرازي صناعة الطب أنه عند دخوله مدينة السلام بغداد دخل إلى البيمارستان العضدي ليشاهده فاتفق له أن ظفر برجل شيخ صيدلاني البيمارستان فسأله عن الأدوية ومن كان المظهر لها في البدء فأجابه بأن قال : إن أول ما عرف منها كان حي العالم وكان سببه أفلولن سليلة أسقليبيوس وذلك أن أفلولن كان به ورم حار في ذراعه مؤلم ألماً شديداً فلما أشفي منه ارتاحت نفسه إلى الخروج إلى شاطىء نهر فأمر غلمانه فحملوه إلى شاطىء نهر كان عليه هذا النبات وأنه وضعه عليه تبرداً به فخف ألمه بذلك فاستطال وضع يده عليه وأصبح من غد فعل مثل ذلك فبرأ .
فلما رأى الناس سرعة برئه وعلموا أنه إنما كان بهذا الدواء سموه حياة العالم وتداولته الألسن وخففته فسمي حي العالم .
فلما سمع الرازي ذلك أعجب به .
ودخل تارة أخرى إلى هذه البيمارستان فرأى صبيِاً مولوداً بوجهين ورأس واحد فسأل الأطباء عن سبب ذلك فأخبر به فأعجبه ما سمع .
ولم يزل يسأل عن شيء شيء ويقال له وهو يعلق بقلبه حتى تصدى لتعلم الصناعة وكان منه جالينوس العرب هذه حكاية أبي سعيد .
ولأبي بكر محمد بن زكريا الرازي من الكتب : كتاب الحاوي وهو أجل كتب وأعظمها في صناعة الطب .
وذلك أنه جمع فيه كل ما وجده متفرقاً في ذكر الأمراض ومداواتها من سائر الكتب الطبية للمتقدمين ومن أتى بعدهم إلى زمانه .
وله كتب أخرى كثيرة ذكرها ابن أبي أصيبعة في صفحات عديدة .
أبو الحسن أحمد بن محمد الطبري من أهل طبرستان فاضل عالم بصناعة الطب وكان طبيب الأمير ركن الدولة .
ولأحمد بن محمد الطبري من الكتب : الكناش المعروف بالمعالجات البقراطية وهو من أجل الكتب وأنفعها .


أبو سليمان السجستاني هو أبو سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني المنطقي كان فاضلاً في العلوم الحكمية متقناً لها مطلعاً على دقائقها واجتمع بيحيى بن عدي ببغداد وأخذ عنه .
ولأبي سليمان السجستاني من الكتب : مقالة في مراتب قوى الإنسان وكيفية الإنذارات التي تنذر بها النفس فيما يحدث في عالم الكون .
كلام في المنطق .
مسائل عدة سئل عنها وجواباته لها وغيرها .
أبو الخير الحسن بن سوار ابن بابا بن بهنام المعروف بابن الخمار وبهنام لفظة فارسية مركبة من كلمتين وهي به : خير ونام : اسم أي اسم الخير وكان هذا أبو الخير الحسن نصرانياَ عالماً بأصول صناعة الطب وفروعها وله مصنفات جليلة في صناعة الطب وغيرها .
وكان خبيراً بالنقل و نقل كتباً كثيرة من السرياني إلى العربي .
ولأبي الخير الحسن بن سوار بن بابا كثيراً من الكتب منها : مقالة في امتحان الأطباء كتاب في خلق الإنسان وتركيب أعضائه أربع مقالات .
كتاب تدبير المشايخ .
مقالة المرض المعروف بالكاهني وهو الصرع .
أبو الفرج بن هندو هو الأستاذ السيد الفاضل أبو الفرج علي بن الحسين بن هندو من الأكابر المتميزين في العلوم الحكمية والأمور الطبية والفنون الأدبية له الألفاظ الرائقة والأشعار الفائقة والتصانيف المشهورة والفضائل المذكورة وكان أيضاً كاتباً مجيداً وخدم بالكتابة وتصرف .
وكان اشتغاله بصناعة الطب والعلوم الحكمية على الشيخ أبي الخير الحسن بن سوار بن بابا المعروف بابن الخمار وتتلمذ له وكان من أجل تلاميذه وأفضل المشتغلين عليه .
ولأبي الفرج بن هندو من الكتب : المقالة الموسومة بمفتاح الطب ألفها لإخوانه من المتعلمين .
المقالة المشوقة في المدخل إلى علم الفلسفة .
كتاب الكلم الروحانية من الحكم اليونانية ديوان شعره . الحسن الفسوي كان طبيباً معروفاً من أرض فارس من مدينة فسا .
متميزاً في الطب والقيام به والتقدم بسببه .


خدم الدولة البويهية واختص منها بخدمة الملك بهاء الدين بن عضد الدولة وصحبه في أبو منصور الحسن بن نوح القمري كان سيد وقته وأوحد زمانه مشهوراً بالجودة في صناعة الطب محمود الطريقة في أعمالها فاضلاً في أصولها وفروعها .
وكان رحمه الله حسن المعالجة جيد المداواة متميزاً عند الملوك في زمانه كثيري الاحترام له .
وحدثني الشيخ الإمام شمس الدين عبد الحميد بن عيسى الخسروشاهي أن الشيخ الرئيس ابن سينا كان قد لحق هذا وهو شيخ كبير وكان يحضر مجلسه ويلازم دروسه وانتفع به في صناعة الطب .
أبو سهل المسيحي هو أبو سهل عيسى بن يحيى المسيحي الجرجاني طبيب فاضل بارع في صناعة الطب علمها وعملها فصيح العبارة جيد التصنيف .
وكان حسن الخط متقناً للعربية .
وسمعت من الشيخ الإمام الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي رحمه الله وهو يقول إنني لم أجد أحداً من الأطباء النصارى المتقدمين والمتأخرين أفصح عبارة ولا أجود لفظاً ولا أحسن معنى من كلام أبي سهل المسيحي .
وقيل أن المسيحي هو معلم الشيخ الرئيس صناعة الطب وإن كان الشيخ الرئيس بعد ذلك تميز في صناعة الطب ومهر فيها وفي العلوم الحكمية حتى ألايلاقي هو السيد أبو عبد الله محمد بن يوسف شرف الدين شريف النسب فاضل في نفسه خبير بصناعة الطب والعلوم الحكمية .
وهو من جملة تلاميذ الشيخ الرئيس والآخذين عنه وقد اختصر كتاب القانون وأجاد في تأليفه وللايلاقي من الكتب باختصار كتاب القانون لابن سينا كتاب الأسباب والعلامات .
أبوالريحان البيروني هو الأستاذ أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني منسوب إلى بيرون وهي مدينة في السند كان مشتغلاً بالعلوم الحكمية فاضلاً في علم الهيئة والنجوم وله نظر جيد في صنعة الطب .
وكان معاصر الشيخ الرئيس وبينهما محادثات ومراسلات .
وقد وجدت للشيخ الرئيس أجوبة مسائل سأله عنها أبو الريحان البيروني وهي تحتوي على أمور مفيدة في الحكمة .


وأقام أبو الريحان البيروني بخوارزم .
ولأبي الريحان البيروني من الكتب : كتاب الجماهر في الجواهر وأنواعها وما يتعلق بهذا المعنى كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية .
كتاب الصيدلة في الطب .
كتاب مقاليد الهيئة كتاب تسطيح الكرة كتاب العمل بالإصطرلاب كتاب القانون للمسعودي .
كتاب التفهيم في صناعة التنجيم رسالة في تهذيب الأقوال .
مقالة في استعمال الإصطرلاب الكري .
كتاب الإطلال .
كتاب الزيج المسعودي .
إختصار كتاب بطليموس القلوذي .
وتوفي في عشر الثلاثين والأربعمائة .
ابن مندويه الأصفهاني هو أبو علي أحمد بن عبد الرحمن بن مندويه من الأطباء المذكورين في بلاد العجم وخدم هنالك جماعة من ملوكها ورؤسائها .
وكانت له أعمال مشهورة مشكورة في صناعة الطب وكان من البيوتات الأجلاء بأصفهان .
ولأبي علي بن مندويه الأصفهاني من الكتب رسائل عدة من ذلك أربعون رسالة مشهورة إلى جماعة من أصحابه في الطب كناش .
كتاب المدخل إلى الطب .
كتاب الجامع المختصر من علم الطب وهو عشر مقالات .
كتاب المغاث في الطب .
كتاب في الشراب .
كتاب الأطعمة والأشربة .
كتاب نهاية الإختصار في الطب .
كتاب الكافي في الطب ويعرف أيضاً بكتاب القانون الصغير .
ابن أبي صادق هو أبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن أبي صادق النيسابوري طبيب فاضل بارع في العلوم الحكمية كثير الدراية للصناعة الطبية .
وحدثني بعض الأطباء أن ابن أبي صادق كان قد اجتمع بالشيخ الرئيس ابن سينا وقرأ عليه وكان من جملة تلامذته والآخذين عنه .
ولابن أبي صادق من الكتب : شرح كتاب المسائل في الطب لحنين بن إسحاق .
اختصار شرحه الكبير لكتاب المسائل لحنين .
شرح كتاب الفصول لأبقراط ووجد خطه على هذا الشرح بتاريخ سنة ستين وأربعمائة على قراءة من قرأه عليه .
شرح كتاب تقدمة المعرفة لأبقرإط .


شرح كتاب منافع الأعضاء لجالينوس ووجدت الأصل من هذا الكتاب تاريخ الفراغ منه في سنة تسع وخمسين وأربعمائة .
طاهر بن إبراهيم السجري هو الشيخ أبو الحسين طاهر بن إبراهيم بن محمد بن طاهر السجري .
كان طبيباً فاضلاً عالماً بصناعة الطب متميزاً فيها خبيراً بأعمالها .
وله من الكتب : كتاب إيضاح منهاج محجة العلاج .
كتاب في شرح البول والنبض .
تقسيم كتاب الفصول لأبقراط .
اِبن خطيب الري هو الإمام فخر الدين أبو عبد الله محمد بن العمر بن الحسين الرازي أفضل المتاخرين وسيد الحكماء المحدثين قد شاعت سيادته وانتشرت في الآفاق مصنفاته وتلامذته وكان إذا ركب يمشي حوله ثلاثمائة تلميذ فقهاء وغيرهم وكان خوارزمشاه يأتي إليه .
وكان ابن الخطيب شديد الحرص جداً في سائر العلوم الشرعية والحكمية جيد الفطرة حاد الذهن حسن العبارة كثير البراعة قوي النظر في صناعة الطب ومباحثها عارفاً بالأدب وله شعر بالفارسي والعربي .
وله عدد كبير من الكتب أما كتبه الطبية فهي : كتاب نفثة المصدور .
كتاب الجامع الكبير لم يتم .
ويعرف أيضاً بكتاب الطب الكبير .
كتاب في النبض .
مجلد شرح كليات القانون لم يتم .
كتاب التشريح من الرأس إلى الحلق لم يتم .
كتاب الأشربة .
مسائل في الطب .
كتاب الزبدة .
كتاب الفراسة .
القطب المصري هو الإمام قطب الدين إبراهيم بن علي بن محمد السلمي وكان أصله مغربياً وإنما انتقل إلى مصر وأقام بها مدة ثم سافر بعد ذلك إلى بلاد العجم .
واشتغل على فخر الدين بن خطيب الري واشتهر هناك وكان من أجل تلامذة ابن الخطيب وأميزهم .
وصنف كتباً كثيرة في الطب والحكمة .
وقتل القطب المصري بمدينة نيسابور وذلك عندما استولى التتر على بلاد العجم وقتلوا أهلها وللقطب المصري من الكتب : شرح الكليات من كتاب القانون للشيخ الرئيس ابن سينا .


السموأل هو السموأل بن يحيى بن عباس المغربي كان فاضلاً في العلوم الرياضية عالماً صناعة الطب وأصله من بلاد المغرب وسكن مدة في بغداد ثم انتقل إلى بلاد العجم ولم يزل بها إلى آخر عمره وكان أبوه أيضاً يشدو شيئاً من علوم الحكمة ونقلت من خط الشيخ موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي قال : هذا السموأل شاب بغدادي كان يهودياً ثم أسلم ومات شاباً بمراغة .
وأقام بمدينة المراغة وأولد أولاداً هناك سلكوا طريقته في الطب .
وارتحل إلى الموصل وديار بكر وأسلم فحسن إسلامه وصنف كتاباً في إظهار معايب اليهود وكذب دعاويهم في التوراة ومواضع الدليل على تبديلها وأحكم ما جمعه في ذلك ومات بالمراغة قريباً من سنة سبعين وخمسمائة .
وللسموأل بن يحيى بن عباس المغربي من الكتب : كتاب المفيد الأوسط في الطب .
كتاب الرد على اليهود .
كتاب المنبر في مساحة أجسام الجواهر المختلطة لاستخراج مقدار مجهولها .
كتاب في المياه وغيرها .
بدر الدين محمد بن بهرام بن محمد القلانسي السمرقندي وله من الكتب : كتاب الأقراباذين وهو تسعة وأربعون باباً قد استوعب فيه ذكر ما يحتاج إليه من الأدوية المركبة وجمع أكثر ذلك من الكتب المعتمد عليها .
نجيب الدين أبوحامد محمد بن علي بن عمر السمرقندي طبيب فاضل بارع وله كتب جليلة وتصانيف مشهورة وقتل مع جملة الناس الذين قتلوا بمدينة هرارة لما دخلها التتر وكان معاصراً لفخر الدين الرازي بن الخطيب .
ولنجيب الدين السمرقندي من الكتب : كتاب أغذية المرضى .
كتاب الأسباب والعلامات .
كتاب الأقراباذين الكبير .
كتاب الأقراباذين الصغير .
الشريف شرف الدين إسماعيل كان طبيباً عالي القدر وافر العلم وجيهاً في الدولة .
وكان في خدمة السلطان علاء الدين محمد خوارزم شاه .
وكانت له معالجات بديعة وآثار حسنة في صناعة الطب .
وله من الكتب : كتاب الذخيرة الخوارزم شاهية في الطب بالفارسي اثنا عشر مجلداً .


كتاب الأغراض في الطب بالفارسي : مجلدان .
كتاب يادكار في الطب بالفارسي مجلد ألفه لخوارزم شاه .
الباب الثاني عشر .
طبقات الأطباء الذين كانوا من الهند حكيم بارع من متقدمي حكماء الهند وأكابرهم وله نظر في صناعة الطب وقوى الأدوية وطبائع المولدات وخواص الموجودات وقال أبو معشر البلخي في كتاب الألوف : إن كنكه هو المقدم في علم النجوم عند جميع العلماء من الهند في سالف الدهر .
ولكنكه من الكتب : كتاب النموذار في الأعمار .
كتاب أسرار المواليد .
كتاب القرانات الكبير .
كتاب القرانات الصغير .
كتاب الطب وهو يجري مجرى كناش .
كتاب في التوهم .
كتاب في إحداث العالم والدور في القرآن .
صنجهل كان من علماء الهند وفضلائهم الخبيرين بعلم الطب والنجوم .
ولصنجهل من الكتب : كتاب المواليد الكبير .
وكان من بعد صنجهل الهندي جماعة في بلاد الهند ولهم تصانيف معروفة في صناعة الطب وفي غيرها من العلوم مثل باكهر راحه صكة داهر إنكرزنكل جبهر .
أندي جاري كل هؤلاء أصحاب تصانيف وهم من حكماء الهند وأطبائهم .
شاناق ومن المشهورين أيضاً من أطباء الهند شاناق .
وكانت له معالجات وتجارب كثيرة في صناعة الطب وتفنن في العلوم وفي الحكمة وكان بارعأ في علم النجوم حسن الكلام متقدماً عند ملوك الهند .
ولشاناق من الكتب : كتاب السموم خمس مقالات فسره من اللسان الهندي إلى اللسان الفارسي منكه الهندي وكان المتولي لنقله بالخط الفارسي رجل يعرف بأبي حاتم البلخي فسره ليحيى بن خالد بن برمك ثم نقل للمأمون على يد العباس بن سعيد الجوهري مولاه وكان المتولي قراءته على المأمون .
كتاب البيطرة .
كتاب في علم النجوم .
كتاب المنتحل الجوهر .
جودر حكيم فاضل من حكماء الهند وعلمائهم متميز في أيامه وله نظر في الطب وتصانيف في العلوم الحكمية .
وله من الكتب : كتاب المواليد وهو قد نقل إلى العربي .


منكه الهندي ْكان عالماً بصناعة الطب حسن المعالجة لطيف التمبير فيلسوفاً من جملة المشار إليهم في علوم الهند متقناً للغة الهند ولغة الفرس وكان في أيام الرشيد هارون وسافر من الهند إلى العراق في أيامه واجتمع به وداواه .
ووجدت في بعض الكتب أن منكه الهندي كان في جملة إسحاق بن سليمان بن علي الهاشمي وكان ينقل من اللغة الهندية إلى الفارسية والعربية .
صالح بن بهلة الهندي متميز من علماء الهند وكان خبيراً بالمعالجات التي لهم وله قوة وإنذارات في تقدمة المعرفة .
وكان بالعراق في أيام الرشيد هارون .
الباب الثالث عشر .
طبقات الأطباء الذين ظهروا في بلاد المغرب وأقاموا بها إسحاق بن عمران طبيب مشهور وعالم مذكور ويعرف باسم ساعة .
وقال سليمان بن حسان المعروف بابن جلجل : إن إسحاق بن عمران مسلم النحلة وكان بغدادي الأصل ودخل أفريقية في دولة زيادة الله بن الأغلب التميمي .
وكان طبيباً حاذقاً متميزاً بتأليف الأدوية المركبة بصيراً بتفرقة العلل أشبه الأوائل في علمه وجودة قريحته .
استوطن القيروان حيناً وألف كتباً منها كتابه المعروف بنزهة النفس وكتابه في داء المالنخوليا لم يسبق الى مثله وكتابه في الفصد وكتابه في النبض .
ودارت له مع زيادة الله بن الأغلب محنة أوجبت الوحدة بينهما حتى صلبه ابن الأغلب .
إسحاق بن سليمان الإسرائيلي كان طبيباً فاضلاً بليغاً عالماَ مشهوراً بالحذق والمعرفة جيد التصنيف عالي الهمة ويكنى أبا يعقوب .
وهو الذي شاع ذكره وانتشرت معرفته بالإسرائيلي .
وهو من أهل مصر وكان يكحل من أوليته .
ثم سكن القيروان ولازم إسحاق بن عمران وتتلمذ له .
وخدم الإمام أبا محمد عبيد الله المهدي صاحب أفريقية بصناعة الطب .
ولإسحاق بن سليمان من الكتب : كتاب الحميات خمس مقالات .
كتاب الأدوية المفردة والأغذية .
كتاب البول إختصار كتابه في البول .
كتاب الأسطقسات .
كتاب الحدود والرسوم .
كتاب بستان الحكيم .


كتاب المدخل إلى المنطق .
كتاب المدخل إلى صناعة الطب .
كتاب في النبض .
كتاب في الترياق .
كتاب في الحكمة .
ابن الجزار هو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد ويعرف بابن الجزار من أهل القيروان طبيب ابن طبيب وعمه أبو بكر طبيب وكان ممن لقي إسحاق بن سليمان وصحبه وأخذ عنه .
وكان ابن الجزار من أهل الحفظ والتطلع والدراسة للطب وسائر العلوم حسن الفهم لها وعاش أحمد بن الجزار نيفاً وثمانين سنة ومات عتياً بالقيروان ووجد له أربعة وعشرون ألف دينار وخمسة وعشرون قنطاراً من كتب طيبة وغيرها .
كتاب في الأدوية المفردة ويعرف باعتماد كتاب في الأدوية المركبة ويعرف بالبغية كتاب العدة لطول المدة وهو أكبر كتاب وجدناه له في الطب .
وحكى الصاحب جمال الدين القفطي أنه رأى له بقفط كتاباً كبيراً في الطب اسمه قوت المقيم وكان عشرين مجلداً .
كتاب التعريف بصحيح التاريخ وهو تاريخ مختصر يشتمل على وفيات علماء زمانه وقطعة جميلة من أخبارهم .
رسالة في النفس وفي ذكر اختلاف الأوائل فيها كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها .
كتاب طب الفقراء .
رسالة في أبدال الأدوية .
كتاب في الفرق بين العلل التي تشتبه أسبابها وتختلف أعراضها .
رسالة في التحذر من إخراج الدم من غير حاجة دعت إلى إخراجه .
رسالة في الزكام وأسبابه وعلاجه .
رسالة في النوم واليقظة .
مجربات في الطب .
مقالة في الجذام وأسبابه وعلاجه .
كتاب الخواص .
كتاب نصائح الأبرار .
كتاب المختبرات .
كتاب في نعت الأسباب المولدة للوباء في مصر وطريق الحيلة في دفع ذلك وعلاج ما يتخوف منه .
رسالة إلى بعض إخوانه في الاستهانة بالموت .
رسالة في المقعدة وأوجاعها .
كتاب المكلل في الأدب .
كتاب البلغة في حفظ الصحة .
مقالة في الحمامات .
كتاب أخبار الدولة يذكر فيه ظهور المهدي بالمغرب .
كتاب الفصول في سائر العلوم والبلاغات .


ابن السمينة ومن أطباء الأندلس يحيى بن يحيى المعروف بابن السمينة من أهل قرطبة .
قال القاضي صاعد بن أحمد بن صاعد في كتاب " التعريف في طبقات الأمم " : أنه كان بصيراً بالحساب والنجوم والطب متصرفاً في العلوم متفنناً في ضروب المعارف بارعاً في علم النحو واللغة والعروض ومعاني الشعر والفقه والحديث والأخبار والجدل .
وكان معتزلي المذهب .
ورحل إلى المشرق ثم انصرف .
وتوفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة .
أبو القاسم مسلمة بن أحمد المعروف بالمرحيطي من أهل قرطبة وكان في زمن الحكم .
وقال القاضي صاعد في كتاب " التعريف في طبقات الأمم " : أنه كان إمام الرياضيين بالأندلس في وقته وأعلم من كان قبله بعلم الأفلاك وحركات النجوم وكانت له عناية بأرصاد الكواكب .
وتوفي أبو القاسم مسلمة بن أحمد قبل مبعث الفتنة في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة .
ولأبي القاسم مسلمة بن أحمد من الكتب : كتاب المعاملات إختصار تعديل الكواكب من زيج البتاني .
ابن السمح هو أبو القاسم أصبغ بن محمد بن السمح المهندي الغرناطي وكان في زمن الحكم .
قال القاضي صاعد : إن ابن السمح كان محققاً لعلم العدد والهندسة متقدماً في علم هيئة الأفلاك وحركات النجوم .
وكانت له مع ذلك عناية بالطب وله تآليف حسان .
ولابن السمح من الكتب : كتاب المدخل إلى الهندسة .
كتاب المعاملات .
كتاب طبيعة العدد .
كتاب كبير في الهندسة .
كتاب التعريف بصورة صنعة الإسطرلاب .
كتاب العمل بالإسطرلاب والتعريف بجوامع ثمرته .
زيج على أحد مذاهب الهند المعروف بالسندهند .
ابن الصفار هو أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عمر كان أيضاً متحققاً بعلم العدد والهندسة والنجوم .
وقعد في قرطبة لتعليم ذلك .
وله زيج مختصر على مذهب السندهند وكتاب في العمل بالإسطرلاب موجز حسن العبارة قريب المأخذ وكان من جملة تلامذة أبي القاسم مسلمة بن أحمد المرحيطي .


أبو الحسن علي بن سليمان الزهراوي كان عالماً بالعدد والهندسة معتنياً بعلم الطب .
وله كتاب شريف في المعاملات على طريق البرهان وهو الكتاب المسمى بكتاب الأركان .
وكان قد أخذ كثيراً من العلوم الرياضية عن أبي القاسم مسلمة بن أحمد المعروف بالمرحيطي وصحبه مدة .
هو أبو الحكم عمرو بن أحمد بن علي الكرماني من أهل قرطبة أحد الراسخين في علم العدد والهندسة .
وله عناية بالطب ومجربات فاضلة فيه ونفوذ مشهور في الكي والقطع والشق والبط وغير ذلك من أعمال الصناعة الطبية .
وتوفي أبو الحكم الكرماني رحمه الله بسرقسطة سنة ئمان وخمسين وأربعمائة وقد بلغ تسعين سنة أو جاوزها بقليل .
ابن خلدون هو أبو مسلم عمر بن أحمد بن خلدون الحضرمي من أشراف أهل أشبيلية ومن جملة تلامذة أبي القاسم مسلمة بن أحمد أيضاً وكان متصرفاً في علوم الفلسفة مشهوراً بعلم الهندسة والنجوم والطب مشبهاً بالفلاسفة في إصلاح أخلاقه وتعديل سيرته وتقويم طريقته .
وتوفي في بلده سنة تسع وأربعين وأربعمائة .
وكان من أشهر تلامذة أبي مسلم بن خلدون : أبو جعفر أحمد بن عبد الله المعروف بابن الصفار المتطبب .
أبوجعفر أحمد بن خميس بن عامر بن دميح من أهل طليطلة أحد المعتنين بعلم الهندسة والنجوم والطب وله مشاركة في علوم اللسان وحظ صالح من الشعر وهو من أقران القاضي أبي الوليد هشام بن أحمد بن هشام .
حمدين بن أبان كان في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن الأوسط وكان طبيباً حاذقاَ مجرباً وكان صهر بني خالد وله بقرطبة أصول ومكاسب .
وكان لا يركب الدواب إلا من نتاجه ولا يأكل إلا من زرعه ولا يلبس إلا من كتان ضيعته ولا يستخدم إلا بتلاده من أبناء عبيده .
جواد الطبيب النصراني كان في أيام الأمير محمد أيضاً وله اللعوق المنسوب إلى جواد وله دواء الراهب والشرابات والسفوفات المنسوبة إليه وإلى حمدين وبني حمدين كلها شجارية .


خالد بن يزيد بن رومان النصراني كان بارعأ في الطب ناهضأ في زمانه فيه .
وكان بقرطبه وسكنه عند بيعة سبت أخلج .
وكانت داره الدار المعروفة بدار ابن السطخيري الشاعر .
وكسب بالطب مبلغاً جليلاً من الأموال والعقار .
وكان صانعاً بيده عالماً بالأدوية الشجارية وظهرت منه في البلد منافع .
ابن ملوكة النصراني كان في أيام الأمير عبيد الله وأول دولة الأمير عبد الرحمن الناصر وكان يصنع بيده ويفصد العروق .
وكان على باب داره ثلاثون كرسياً لقعود الناس .
عمران بن أبي عمرو كان طبيباً نبيلاَ خدم الأمير عبد الرحمن بالطب وهو الذي ألف له حب الأنيسون وكان عالماً فهماً .
ولعمران بن أبي عمرو من الكتب : كناش .
محمد بن فتح طملون كان مولى لعمران بن أبي عمرو وبرع في الطب براعة علا بها من كان في زمانه .
ولم يخدم بالطب وطلب ليلحق فاستعفى من ذلك واستعان على الأمير حتى عفي ولم يكن أحد من الأشراف في وقته إلا وهو يحتاج إليه .
الحراني الذي ورد من المشرق كان في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن وكانت عنده مجربات حسان بالطب فاشتهر بقرطبة وحاز الذكر فيها .
أحمد وعمر ابنا يونس بن أحمد الحراني رحلا إلى المثسرق في دولة الناصر في سنة ثلاثين وثلاثمانة وأقاما هنالك عشرة أعوام ودخلا بغداد وقرأ فيها على ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة الصابىء كتب جالينوس عرضاً وخدما ابن وصيف في عمل علل العين وانصرفا إلى الأندلس في دولة المستنصر بالله وذلك في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة .
ومات عمر بعلة المعدة ورمت له فلحقه ذبول من أجلها ومات وبقي أحمد مستخلصاً .
وأسكنه المستنصر في قصره بمدينة الزهراء وكان لطيف المحل عنده أميناً مؤتمناً لجلعه على العيال والكرائم .
وكان بصيراً بالأدوية المفردة وصانعاً للأشربة والمعجونات ومعالجاً لما وقف عليه .
قال ابن جلجل : ورأيت له اثني عشر صبياً صقالبة طباخين للأشربة صناعين للمعجونات بين يديه .


وكان قد استأذن أمير المؤمنين المستنصر أن يعطي منها من احتاج من المساكين والمرضى فأباح له ذلك .
وكان يداوي العين مداواة نفيسة .
وله بقرطبة آثار في نلك .
إسحاق الطبيب والد الوزير ابن إسحاق مسيحي النحلة وكان مقيماً بقرطبة وكان صانعاً بيده مجرباً يحكى له منافع عظيمة وآثار جيدة وتحنك فاق به جميع أهل دهره .
وكان في أيام الأمير عبد الله الأموي .
يحيي بن إسحاق كان طبيياً ذكياً عالماً بصيراً بالعلاج صانعاً بيده وكان في صدر دولة عبد الرحمن الناصر لدين الله واستوزره وولي الولايات والعمالات وكان قائد بطليوس زماناً وكان له من أمير المؤمنين الناصر محل كبير .
وكان يحيى قد أسلم وأما اْبوه إسحاق فكان نصرانياً كما تقدم ذكره .
وليحيى بن إسحاق من الكتب : كتاب كبير في الطب .
سليمان أبو بكر بن تاج كان في دولة الناصر وخدمه بالطب .
وكان طبيباً نبيلاً وعالج أمير المؤمنين الناصر من رمد عرض له من يومه بشيافه .
وطلب منه نسخته بعد ذلك فأبى أن .
يمليها وعالج سععاً صاحب البريد من ضيق النفس بلعوق فبرأ من يومه بعد أن أعيا علاجه الأطباء .
وكان يعالج وجع الخاصرة بحب من حبه فيبرأ الوقت وكان ضنيناً بنسخ الأدوية .
ابن أم البنين سمي بالأعراف وكان من أهل مدينة قرطبة وخدم أمير المؤمنين الناصر بصناعة الطب .
وكان ينادمه وكانت معه فطنة في الطب .
وله نوادر أنذر بها .
وكان معجباً بنفسه .
وكان الناصر ربما استثقله لذلك وربما اضطر إليه لجودة فطنته .
سعيد بن عبد ربه هو أبو عثمان سعيد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن محمد بن سالم مولى الأمير هشام الرضي بن عبد الرحمن الداخل بالأندلس وهو ابن أخي أبي عمرو وأحمد بن محمد بن عبد ربه الشاعر صاحب كتاب العقد .
ولسعيد بن عبد ربه من الكتب : كتاب الأقراباذين .
تعاليق ومجريات في الطب .
أرجوزة في الطب .


عمربن حفص بن برتق كان طبيباً فاضلاً قارئاً للقرآن مطرب الصوت وكان له رحلة إلى القيروان إلى أبي جعفر بن الجزار لزمه ستة أشهر لا غير .
وهو أدخل إلى الأندلس كتاب زاد المسافر ونبل بالأندلس وخدم بالطب الناصر .
وكان نجم بن طرفة صاحب البيارزة قد استخلصه لنفسه وقام به وأغناه وشاركه في كل دنياه ولم يطل عمره .
أصبغ بن يحيي كان متقدماً في صناعة لطب وخدم بها الناصر وألف له حب الأنيسون .
وكان شيخاً وسيماً بهياً سرياً معظماً عند الرؤساء .
محمد بن تمليح كان رجلاً ذا وقار وسكينة ومعرفة بالطب والنحو واللغة والشعر والروايةء وخدم الناصر بصناعة الطب .
وله في الطب تأليف حسن الأشكال .
وأدرك صدراً من دولة الحكم المستنصر بالله وكان حظياً عنده وخدمة بصناعة الطب .
أبو الوليد بن الكتاني هو أبو الوليد محمد بن الحسين المعروف بابن الكتاني كان عالماً بهياً سرياً حلو اللسان محبوباً من العامة والخاصة لسخائه بعلمه ومواساته بنفسه ولم يكن يرغب في المال ولا جمعه وكان لطيف المعاناة وخدم الناصر والمستنصر بصناعة الطب ومات بعلة الاستسقاء .
أبو عبد الله بن الكتاني هو أبو عبد الله محمد بن الحسين المعروف بابن الكتاني كان أخذ الطب عن عمه محمد بن الحسن وطبقته وخدم به المنصور بن أبي عامر وابنه المظفر .
ثم انتقل في صدر الفتنة إلى مدينة سرقسطة واستوطنها وكان بصيراً بالطب متقدماً فيه وتوفي قريباً من سنة عشرين وأربعمائة وهو قد قارب ثمانين سنة .
أحمد بن حكيم بن حفصون كان طبيباَعالماً جيد القريحة حسن الفطنة دقيق النظر بصيراً بالمنطق مشرفاً على كثير من علوم الفلسفة .
وكان متصلاً بالحاجب جعفر الصقلبي ومستولياً على خاصته فأوصله بالحكم المستنصر بالله وخدمه بالطب إلى أن توفي الحاجب جعفر فأسقط حينئذ من ديوان الأطباء وبقي مخمولاً إلى أن توفي ومات بعلة الإسهال .


أبو بكر أحمد بن جابر كان شيخاً فاضلاً في الطب حليماً عفيفاً وخدم المستنصر بالله بالطب وأدرك صدراً من دولة المؤيد وكان أولاد الناصر جميعهم يعتممون على تعظيمه وتبجيله ومعرفة حقه .
وكان وجيهاً عندهم مؤتمناً وكذلك عند الرؤساء وكان أديباً فهماً .
وكتب بخطه كتباً كثيرة في الطب والمجامع والفلسفة .
وعمر زماناً طويلاً .
أبو عبد الله الملك الثقفي كان طبيباً أديباً عالماً بكتاب إقليدس وبصناعة المساحة .
وخدم الناصر والمستنصر بصناعة الطب وكان أعرج .
وله في الطب نوادر .
وولاه المستنصر أو الناصر خزانة السلاخ وعمي في آخر عمره بماء نزل في عينيه ومات بعلة الاستسقاء .
هارون بن موسي الأشبوني كان من شيوخ الأطباء وأخيارهم مؤتمناً مشهوراً بأعمال اليد وخدم الناصر والمستنصر بصناعة الطب .
رحل إلى المشرق سنة صبع وأربعين وثلاثمائة ودخل البصرة ولم يدخل بغداد وأتى مدينة فسطاط مصر ودبر مارستانها .
ومهر بالطب ونبل فيه وأحكم كثيراً من أصوله وعانى صناعة المنطق عناية صحيحة .
ولمحمد بن عبدون من الكتب : كتاب في التكسير .
عبد الرحمن بن إسحاق بن الهيثم من أعيان أطباء الأندلس وفضلائها وكان من أهل قرطبة .
وله من الكتب : كتاب الكمال والتمام في الأدوية المسهلة والمقيئة .
كتاب الاقتصار والإيجاد في خطا ابن الجزار في الاعتماد .
كتاب الاكتفاء بالدواء من خواص الأشياء صنفه للحاجب القائد أبي عامر محمد بن أبي عامر .
كتاب السمائم .
ابن جلجل هو أبو داود سليمان بن حسان يعرف بابن جلجل وكان طبيباً فاضلاً خبيراً بالمعالجات جيد التصرت في صناعة الطب .
وكان في أيام هشام المؤيد بالله .
وخدمه بالطب وله بصيرة واعتناء بقوى الأدوية المفردة .
ولابن جلجل من الكتب : كتاب تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس مقالة في ذكر الأدوية التي لم يذكرها ديسقوريدس في كتابه .
رسالة التبيين فيما غلط فيه بعض المتطببين .


كتاب يتضمن ذكر شيء من أخبار الأطباء والفلاسفة ألفه في أيام المؤيد بالله .
أبو العرب يوسف بن محمد أحد المتحققين بصناعة الطب والراسخين في علمه .
قال القاضي صاعد : حدثني الوزير أبو المطرف بن وافد وأبر عثمان سعيد بن محمد بن البغونش : إنه كان محكماً لأصول الطب نافذاً في فروعه حسن التصرف في أنواعه .
ابن البغونش هو أبو عثمان سعيد بن محمد بن البغونش .
قال القاضي صاعد : كان من أهل طليطلة ثم رحل إلى قرطبة لطلب العلم بها فأخذ عن مسلمة بن أحمد علم العمد والهندسة وعن محمد بن عبدون الجبلي وسليمان بن جلجل وأبن الشناعة ونظرائهم علم الطب .
ولم تكن له دربة بعلاج المرض ولا طبيعة نافذة في فهم الأمراض .
وتوفي عند صلاة الصبح من يوم الثلاثاء أول يوم من رجب سنة أربع وأربعين وأربعمائة .
ابن وافد هو الوزير أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير بن يحيى بن وافد بن مهند اللخمي أحد أشراف أهل الأندلس وذوي السلف الصالح منهم والسابقة القديمة فيهم .
عنى عناية بالغة بقراءة كتب جالينوس وتفهمها ومطالعة كتب أرسطوطاليس وغيره من الفلاسفة .
قال القاضي صاعد : وتمهر بعلم الأدوية المفردة حتى ضبط منها ما لم يضبطه أحد في عصره وألف فيها كتاباً جليلاً لا نظير له جمع فيه ما تضمن كتاب ديسقوريدس وكتاب جالينوس المؤلفان في الأدوية المفردة ورتبة أحسن ترتيب .
ولابن وافد من الكتب : كتاب الأدوية المفرعة .
كتاب الوساد في الطب .
مجربات في الطب .
كتاب تدقيق النظر في علل حاسة البصر .
كتاب المغيث .
الرميلي هو وكان بالمرية في أيام ابن معن المعروف بابن صمادح ويلقب لمعتصم بالله .
وقال أبو يحيى اليسع بن عيسى بن حزم بن أليسع في كتاب " المعرب عن حاسن أهل المغرب " : إن الرميلي صحبه توفيق يساعده ويصعده ويقيم له الجاه ويقعده ربما عالج في بعض أوقاته المستورين بماله أدوية وأغذية .
وللرميلي من الكتب : كتاب البستان في الطب .


ابن الذهبي هو أبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي ويعرف بابن الذهبي أحد المعتنين بصناعة الطب ومطالعة كتب الفلاسفة وكان كلفاً بصناعة الكيمياء مجتهداً في طلبها .
وتوفي ببلنسية في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وأربعمائة .
ولابن الذهبي من الكتب : مقالة في أن الماء لا يغذو .
ابن النباش هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن حايد البجائي ويعرف بابن النباش معتن بصناعة الطب مواظب لعلاج المرضى ذو معرفة جيدة ! لعلم الطبيعي وله أيضاً نظر ومشاركة في سائر العلوم الحكمية وكالق مقيماً بجهة مرسية .
أبو جعفر بن خميس الطليطلي قرأ كتب جالينوس على مراتبها وتناول صناعة الطب من طرقها وكانت له رغبة كثيرة في معرفة العلم الرياضي والأشتغال به .
أبو الحسن عبد الرحمن بن خلف بن عساكر الدارمي اعتنى بكتب جالينوس عناية صحيحة وقرأ كثيراً منها على أبي عثمان سعيد بن محمد بن بغونش واشتغل أيضاً بصناعة الهندسة والمنطق وغير ذلك وكانت له عبارة بالغة وطبع فاضل في المعماناة ومنزع حسن في العلاج وله تصرف في دروب من الأعمال اللطيفة والصناعات الدقيقة .
ابن الخياط هو أبو بكر يحيى بن أحمد ويعرف بابن الخياط كان أحد تلاميذ أبي القاسم مسلمة بن أحمد المرحيطي في علم العدد والهنمسة وكان مع ذلك معتنياً بصناعة الطب دقيق العلاج حصيفاً حليماً دمثاً حسن السيرة كريم المذهب وتوفي بطليطلة سنة سبع وأربعين وأربعمائة وقد قارب ثمانين سنة .
منجم بن الفوال يهودي من سكان سرقسطة وكان متقدماً في صناعة الطب متصرفاً مع ذلك في علم المنطق وسائر علوم الفلسفة .
ولمنجم بن الفوال من الكتب : كتاب كنز المقل على طريق المسألة والجواب وضمنه جملاً من قوانين المنطق وأصول البيعة .
مروان بن جناح كان أيضاً يهودياً وله عناية بصناعة المنطق والتوسع في علم لسان العرب واليهود ومعرفة جيدة بصناعة الطب .


وله من الكتب كتاب التلخيص وقد ضمنه ترجمة الأدوية المفرعة وتحديد المقادير المستعملة في صناعة الطب من الأوزان والمكاييل .
إسحاق بن قسطار كان أيضاً يهودياً وخدم الموفق مجاهداً العامري وابنه إقبال الدولة عليا .
وكان إسحاق بصيراً بأصول الطب مشاركاً في علم المنطق مشرفاً على آراء الفلاسفة .
وكان وافر العقل جميل الأخلاق .
وله تقدم في علم اللغة العبرانية بارعاً في فقه اليهود حبراً من أحبارهم ولم يتخذ قط امرأة .
وتوفي بطليطلة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وله من العمر خمس وسبعون سنة .
حسادي بن إسحاق معتن بصناعة الطب وخدم الحكم بن عبد الرحمن الناصر لدين الله وكان حسداي بن إسحاق من أحبار اليهود متقدمِاً في علم شريعتهم .
أبو الفضل حسداي بن يوسف بن حسداي من ساكني مدينة سرقسطة ومن بيت شرف اليهود بالأندلس وكان له نظر في الطب وكان في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة في الحياة وهو في سن الشبيبة .
أبو جعفر يوسف بن أحمد بن حسداي من الفضلاء في صناعة الطب وله عناية بالغة في الاطلاع على كتب أبقراط وجالينوس وفهمها .
وكان قد سافر من الأندلس إلى الديار المصرية .
واشتهر ذكره بها وتميز في أيام الآمر بأحكام من الخلفاء المصريين .
وكان المأمون في أيام وزارته له همة عالية ورغبة في العلوم فكان قد أمر يوصف بن أحمد بن حسداي أن يشرح له كتب أبقراط إذ كانت أجل كتب هذه الصناعة وأعظمها جدوى وأكثرها غموضاً .
وكان ابن حسداي قد شرع في ذلك ووجدت له منه شرح كتاب الأيمان لأبقراط وقد أجاد في شرحه لهذا الكتاب واستقصى ذكر معانيه وتبيينها على أتم ما يكون وأحسنه .
ووجدت له أيضاً شرح بعض كتاب الفصول لأبقراط .
وليوسف بن أحمد بن حسداي من الكتب : الشرح المأموني لكتاب الأيمان لأبقراط المعروف بعهده إلى الأطباء .
شرح المقالة الأولى من كتاب الفصول لأبقراط .
تعاليق وجدت بخطه كتبها عند وروده على الإسكندرية من الأندلس .


فوائد مستخرجة استخرجها وهذبها من شرح علي بن رضوان لكتاب جالينوس إلى أغلوقن من القول على أول الصناعة الصغيرة لجالينوس . كتاب الإجمال في المنطق شرح كتاب الإجمال . ابن سمجون وهو أبو بكر حامد بن سمجون فاضل في صناعة الطب متميز في قوى الأدوية المفردة وأفعالها متقن لما يجب من معرفتها . ولابن سمجون من الكتب : كتاب الأدوية المفردة .
كتاب الأقراباذين .
البكري هو أبو عبيد الله بن عبد العزيز البكري من مرسيه من أعيان أهل الأندلس وأكابرهم فاضل في معرفة الأدوية المفردة وقواها ومنافعها وأسمائها ونعوتها وما يتعلق بها .
وله من الكتب : كتاب أعيان النبات والشجريات الأندلسية .
الغافقي هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن أحمد بن السيد الغافقي .
إمام فاضل وحكيم عالم ويعد من الأكابر في الأندلس .
وكان أعرف أهك زمانه بقوى الأدوية المفردة ومنافعها وخواصها وأعيانها ومعرفة أسمائها .
وكتابه في الأدوية المفردة لا نظير له قي الجودة ولا شبيه له فى معناه .
الشريف محمد بن محمد الحسني هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحسني ويلقب بالعالي بالله .
كان فاضلاً عالماً بقوى الأدوية المفردة ومنافعها ومنابتها وأعيانها .
خلف بن عباس الزهراوي كان طبيباً فاضلاً خبيراً بالأدوية المفردة والمركبة جيد العلاج .
وله تصانيف مشهورة في صناعة الطب وأفضلها كتابه الكبير المعروف بالزهراوي .
ولخلف بن عباس الزهراوي من الكتب : كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف وهو أكبر تصانيفه وأشهرها وهو كتاب تام في معناه .
ابن بكلارش كان يهودياً من كابر علماء الأندلس في صناعة الطب وله خبرة واعتناء بالغ بالأدوية المفردة .
وخدم بصناعة الطب بني هود .
ولابن بكلارش من الكتب : كتاب المجدولة في الأدوية المفردة وضعه مجدولاً وألفه بمدينة المرية للمستعين بالله أبي جعفر أحمد بن المؤتمن بالله بن هود .


أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت من أكابر الفضلاء في صناعة الطب وفي غيرها من العلوم وله التصانيف المشهورة والمآثر المذكورة .
قد بلغ في صناعة الطب مبلغاً لم يصل إليه غيره من الأطباء وحصل من معرفة الأدب ما لم يحركه كثير من سائر الأدباء .
ولأبي الصلت أمية بن عبد العزيز من الكتب : كتاب الأدوية المفردة على ترتيب الأعضاء المتشابهة الأجزاء والآلية وهو مختصر قد رتبه أحسن ترتيب .
كتاب الانتصار لحنين بن إسحاق على ابن رضوان فى تتبعه لمسائله حنين وغيرها .
ابن باجة هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ ويعرف بابن باجة من الأندلس .
وكان العلوم الحكمية علامة وقته وأوحد زمانه .
وبلي بمحن كثيرة وشناعات من العوام وقصدوا هلاكه مرات وسلمه الله منهم .
وكان متميزاً في العربية والأدب حافظاً للقرآن .
ويعد من الأفاضل في صناعة الطب .
ولابن باجة من الكتب : شرح كتاب السمع الطبيعي لأرسطوطاليس .
قول على بعض المقالات الأخيرة من كتاب الحيوان لأرسطوطاليس .
كلام على بعض كتاب النبات لأرسطوطاليس .
كتاب تدبير المتوحد .
كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس .
كتاب التجربتين على أدوية ابن وافد .
كتاب اختصار الحاوي للرازي .
كلام المزاج بما هو طبي .
وكتب عديدة أخرى في الفلسفة والهندسة .
أبو مروان بن زهر هو أبو مروان عبد الملك بن الفقيه محمد بن مروان بن زهر الآيادي الأشبيلي كان فاضلاً في صناعة الطب خبيراً بأعمالها مشهوراً بالحذق وكان والده الفقيه محمد من جملة الفقهاء والمتميزين في علم الحديث بإشبيلية .
أقول : وانتقل أبو مروان بن زهر من دانية إلى مدينة إشبيلية ولم يزل بها إلى أن توفي .


أبوالعلاء بن زهر هو أبو العلاء زهر بن أبي مروان عبد الملك بن محمد بن مروان مشهور بالحذق والمعرفة وله علاجات مختارة تدل على مَوته في صناعة الطب واطلاعه على دقائقها وكانت له نوادر في مداواته المرضى ومعرفته لأحوالهم وما يجدونه من الآلام من غير أن يستخبرهم عن ذلك بل بنظره إلى قواريرهم أو عندما يجس نبضهم .
ولأبي العلاء ابن زهر من الكتب : كتاب الخواص كتاب الأدوية المفردة كتاب االإيضاح بشواهد الافتضاح في الرد على ابن رضوان فيما رور على حنين بن إسحاق في كتاب المدخل إلى الطب .
كتاب حل شكوك الرازي على كتب جالينوس مجربات مقالة في الرد على أبي علي بن سينا في مواضع من كتابه الأدوية المفردة .
كتاب النكت الطبية وأمثلة ذلك نسخ له ومجربات أمر بجمعها علي بن يوسف بن تاشفين بعد موت أبي العلاء .
أبو مروان بن أبي العلاء بن زهر هو أبو مروان عبد الملك بن أبي العلاء زهر بن أبي مروان عبد الملك بن محمد بن مرران بن زهر لحق بأبيه في صناعة الطب وكان جيد الاستقصاء في الأدوية المفردة والمركبة حسن المعالجة فد ذاع ذكره في الأندلس وفي غيرها من البلاد واشتغل الأطباء بمصنفاته .
ولم يكن في زمانه من يماثله في مزاولة أعمال صناعة الطب .
وله حكايات كثيرة في تأتيه لمعرفة الأمراض ومداواتها مما لم لِسبقه أحد من الأطباء إلى مثل ذلك .
ولأبي مروان بن أبي العلاء بن زهر من الكتب : كتاب التيسير في المداواة والتدبير .
كتاب الأغذية .
كتاب الزينة تذكرة إلى ولده أبي بكر في أمر الدواء المسهل وكيفية أخذه .
مقالة في علل الكلى .
رسالة كتب بها إلى بعض الأطباء بإشبيلية في علتي البرص والبهق .
كتاب تذكرة ذكر بها لابنه أبي بكر أول ما تعلق بعلاج الأمراض .


الحفيد أبو بكر بن زهر هو الوزير الحكيم الأديب الحسيب أبو بكر محمد بن أبي مروان بن أبي العلاء بن زهر مولده بمدينة إشبيلية ونشأ بها وتميز في العلوم وأخذ صناعة الطب عن أبيه وباشر أعمالها وكان معتدل القامة صحيح البنية قوي الأعضاء .
وصار في سن الشيخوخة ونضارة لونه وقوة حركاته لم يتبين فيها تغير وإنما عرض له في أواخر عمره ثقل في السمع .
وكان حافظاً للقرآن وسمع الحديث واشتغل بعلم الأدب والعربية ولم يكن في زمانه أعلم منه بمعرفة اللغة .
ويوصف بأنه قد أكمل صناعة الطب والأدب وعانى عمل الشعر وأجاد فيه .
وله موشحات مشهورة ويغني بها وهي من أجود ما قيل في ذلك .
أبو جعفر بن هارون الترجالي من أعيان أهل أشبيلية وكان محققاً للعلوم الحكمية متقناً لها معتنياً بكتب أرسطوطاليس وغيره من الحكماء المتقدمين فاضلاً في صناعة الطب متميزا فيها خبيراً بأصولها وفروعها حسن المعالجة محمود الطريقة .
وخدم لأبي يعقوب والد المنصور .
وكان يطب الناس وتوفي بأشبيلية .
أبو الوليد بن رشد هو القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشدة مولده ومنشؤه بقرطبة مشهور بالفضل معتن بتحصيل العلوم أوحد في علم الفقه والخلاف واشتغل على الفقيه الحافظ أبي محمد بن رزق .
وكان أيضاً متميزاً في علم الطب وهو جيد التصنيف حسن المعاني .
وله كتب كثيرة في مختلف العلوم ومن كتبه الطبية : كتاب الكليات .
شر الأرجوزة المنسوبة إلى الشيخ الرئيس ابن سينا في الطب .
تلخيص كتاب المزاج لجالينوس .
تلخيص كتاب القوى الطبيعية لجالينوس .
تلخيص كتاب العلل والأعراض لجالينوس .
تلخيص كتاب الحميات لجالينوس .
تلخيص أول كتاب الأدوية المفرد لجالينوس .
تلخيص النصف الثاني من كتاب حيلة البرء لجالينوس .
مقالة في المزاج مسألة في نوائب الحمى .
مقالة في حميات العفن .
مقالة في الترياق .


أبو محمد بن رشد هو أبو محمد عبد الله بن أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد فاضل في صناعة الطب عالم بها مشكور في أفعالها وكان يفد إلى الناصر ويطبه .
ولأبي محمد بن رشد من الكتب : مقالة في حيلة البرء .
أبو الحجاج يوسف بن موراطير من شرقي الأندلس وموراطير قرية قريبة من بلنسية .
كان فاضلاَ في صناعة الطب خبيراً بها مزاولاً لأعمالها محمود الطريقة حسن الرأي عالماً بالأمور الشرعية وسمع الحديث وقرأ المدونة .
وكان أديباً شاعراً محباً للمجون كثير النادرة .
أبو عبدالله بن يزيد هو ابن أخت أبي الحجاج يوسف بن موراطير كان طبيباً فاضلاً وأديباً شاعراً وشعره موصوف بالجودة .
مولده ومنشؤه بغرناطة .
وكان جيد النظر في الطب حسن العلاج وخدم بصناعة الطب المنصور ثم خدم بعده لولده الناصر .
أبو إسحاق إبراهيم الداني كانت له عناية بالغة في صناعة الطب وأصله من بجاية ونقل إلى الحضرة وكان أمين البيمارستان وطبيبه بالحضرة وكذلك ولداه .
أبو يحيي بن قاسم الأشبيلي كان فاضلاً في صناعة الطب خبيراً بقوى الأدوية المفردة والمركبة كثير العناية بها .
أبو الحكم بن غلندو مولده ومنشؤه بأشبيلية وكان أديباً شاعراً حسن الشعر متميزاً في صناعة الطب محمود الطريقة وكان مفنناً وخدم بصناعة الطب المنصور .
أبو جعفر أحمد بن حسان هو الحاج أبو جعفر أحمد بن حسان الغرناطي .
مولده ومنشؤه بغرناطة .
واشتغل بصناعة الطب وأجاد في علمها وعملها وخدم المنصور بالطب .
ولأبي جعفر بن حسان من الكتب : كتاب تدبير الصحة ألفه للمنصور .
من مدينة غرناطة وأحد الأعيان بها والمتميزين من أهلها .
قوي الذكاء الفطرة مشتغل بالأدب وعنده براعة وفضل وهو طبيب وكاتب .
وخدم بصناعة المستنصر .


أَبو محمد الشذوني مولده ومنشؤه بإشبيلية وكان ذكياً فطناً وله معرفة جيدة بعلم الهيئة والحكمة قد اشتغل بصناعة الطب على أبي مروان عبد الملك بن زهر ولازمه مدة وباشر أعمالها وكان مشهوراً بالعلم جيد العلاج .
المصدوم هو ابن الحسين ين أسدون شهر بالمصدوم وهو تلميذ أبي مروان عبد الملك بن زهر .
وكان المصدوم ديناً كثير الخير معتنياً بصناعة الطب مشهوراً بها أديباً ومولده ومنشؤه بأشبيليةٍ .
وكان مقيماً في البلد ويحضر عند المنصور .
عبد العزيز بن مسلمة الباجي أصله من باجة الغرب كان من أعيان أهل الأندلس وأجلائها ويعرف بابن الحفيد .
وكان فاضلاً في صناعة الطب متميزاً في الأدب وله شعر جيد .
وكان تلميذ المصدوم .
أبو جعفر بن الغزال مولده بقنجيرة من أعمال المرية وأتى إلى الحفيد أبي بكر بن زهر ولازمه الملازمة وقرأ عليه صناعة الطب وعلى غيره حتى أتقن الصناعة .
وخدم المنصور وكان خبيراً بتركيب الأدوية ومعرفة مفرداتها .
وكان المنصور يعتمد عليه في الأدوية والمعاجين ويتناولها منه .
وتوفي أبو جعفر بن الغزال في أيام الناصر .
أبو بكر بن القاضي أبي الحسن الزهري هو أبو بكر بن الفقيه القاضي أبي الحسن الزهري القرشي قاضي أشبيلية مولده ومنشؤه بأشبيلية .
وكان جواداً كريماً حسن الخلق شريف النفس قد اشتغل بالأدب وتميز في العلم .
وكان أحد الفضلاء في صناعة الطب والمتعينين في أعمالها .
وخدم بالطب للسيد أي علي بن عبد المؤمن صاحب أشبيلية .
وكان يطبب الناس من دون أجرة ويكتب النسخ لهم .
وعاش أبو بكر بن أبي الحسن الزهري خمساً وثمانين سنة وتوفي في دولة المستنصر ودفن بأشبيلية .
أبو عبد الله الندرومي هو أبو عبد الله محمد بن سحنون ويعرف بالندرومي منسوباً إلى ندرومة من نظر مدينة تلمسان وهو كومي أيضاً ينسب إلى قبيلة جليل القدر فاضل النفس محب للفضائل حاد الذهن مفرط الذكاء .


ومولد بقرطبة في نحو سنة ثمانين وخمسمائة ونشأ بقرطبة ثم انتقل إلى أشبيلية .
وكان قد لحق القاضي أبا الوليد بن رشد واشتغل عليه بصناعة الطب واشتغل أيضاً على أبى الحجاج يوسف بن موراطير .
ولأبي عبد الله الندرومي من الكتب : إختصار كتاب المستصفى للغزالي .
أبو جعفر أحمد بن سابق أصله من قرطبة وكان فاضلاً ذكياً جيد النظر حسن العلاج موصوفاً بالعلم .
وكان من طلبة القاضي أبي الوليد بن رشد ومن جملة المشتغلين عليه بصناعة الطب .
وخدم بالطب الناصر وتوفي في درلة المستنصر .
ابنَ الحلاء المرسي من مرسية وكان موصوفاً بجودة المعرفة بصناعة الطب وخدم المنصور لما أتى إليه خدمة وافد وتوفي ببلده .
أبو إسحاق بن طملوس من جزيرة شقر من أعمال بلنسية وهو من جملة الفضلاء في صناعة الطب وأحد المتعينين من أهلها وخدم الناصر بالطب وتوفي ببلده .
هو أبو جعفر أحمد بن جريج كان فاضلاً عالماً بصناعة الطب جيد المعرفة لها حسن التأني في أعمالها .
وخدم المنصور بالطب وكذلك أيضاً خدم بعده الناصر ولله .
وكان يحضر مجلس المذاكرة في الأدب .
وتوفي أبو جعفر الذهيي بتلمسان عند غزوة الناصر إلى أفريقية سنة ستمائة .
أبو العباس بن الرومية هو أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج النباتي المعروف بابن الرومية من أهل أشبيلية وعن أعيان علمائها وأكابر فضلائها .
وقد أتقن علم النبات ومعرفة أشخاص الأدوية وقواها ومنافعها وأختلاف أوصافها وتباين مواطنها .
ولأبي العباس بن الرومية من الكتب : تفسير أسماء الأدرية المفردة عن كتاب ديسقوريدس .
مقالة في تركيب الأدوية .
أبو العباس الكنيناري هو أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد من أهل أشبيلية عارف بصناعة الطب من فضلاء أهلها والمتميزين من أربابها .
قرأ الطب في أول أمره على عبد العزيز بن مسلمة الباجي .
ثم قرأ بعد ذلك على أبي الحجاج يوسف بن موراطير في مراكش وأقام بأشبيلية .


وخدم لأبي النجاء بن هود صاحب أشبيلية وكان يطب أيضاً لأخيه أبي عبد الله بن هود .
ابن الأصم هو من الأطباء المشهورين بأشبيلية وله خبرة في صناعة الطب وقوة نظر في الاستدلال على الأمراض ومداواتها .
وله حكايات مشهورة ونوادر كثيرة في معرفته بالقوارير وإخباره عندما يراها بجملة حال المريض وما يشكوه وما كان قد تناوله من الأغذية .
الباب الرابع عشر .
طبقات الأطباء .
المشهورين من أطباء د يار مصر بليطيان كان طبيباً مشهوراً بديار مصر نصرانياً عالماً بشريعة النصارى الملكية .
قال سعيد .
بن البطريق في كتاب " نظم الجوهر " .
لما كان في السنة الرابعة من خلافة المنصور من الخلفاء العباسيين صير بيلطيان بطريركاً على الإسكندرية وكان طبيباً أقام ستاً وأربعين سنة ومات .
إبراهيم بن عيسى كان طبيباً فاضلاً معروفاً في زمانه متميزاً في أوانه صحب يوحنا بن ماسويه ببغداد وقرأ عليه وأخذ عنه .
وخدم بصناعة الطب الأمير أحمد بن طولون وتقدم عنده وسافر معه إلى الديار المصرية واستمر في خدمته ولم يزل ابراهيم بن عيسى مقيماً في فسطاط مصر إلى إن توفي وكانت وفاته في نحو سنة ستين ومائتين .
الحسن بن زيرك كان طبيباً في مصر أيام أحمد بن طولون يصحبه في الإقامة فإذا سافر صحبه سعيد بن توفيل .
سعيد بن توفيل كان طبيباً نصرانياً متميزاً في صناعة الطب وكان في خدمة أحمد بن طولون من أطباء الخاص يصحبه في السفر والحضر وتغير عليه قبل موته .
خلف الطولوني هو أبو علي خلف الطولوني مولى أمير المؤمنين كان مشتغلاً بصناعة الطب وله معرفة جيدة في علم أمراض العين ومداواتها .
ولخلف الطرلوني من الكتب : كتاب النهاية والكفاية في تركيب العينين وخلقتهمما وعلاجهما وأدويتهما .
نسطاس بن جريج كان نصرانياً عالماً بصناعة الطب وكان في دولة الأخشيد بن طغج .
ولنسطاس بن جريج من الكتب : كناش .
رسالة إلى يزيد بن رومان النصراني الأندلسي في البول .


إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس بن جريج نصراني فاضل في صناعة الطب .
وكان في خدمة الحاكم بأمر الله ويعتمد عليه في الطب وتوفي إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس بالقاهرة في أيام الحاكم واستطب بعده أبا الحسن علي بن رضوان واستمر في خدمته وجعله رئيساً على سائر الأطباء .
البالسي هو كان طبيباً فاضلاً متميزاً في معرفة الأدوية المفردة وأفعالها .
وله من اتجه : كتاب التكميل في الأدوية المفردة ألفه لكافور الإخشيدي .
موسى بن ألعازار الإسرائيلي مشهور بالتقدم والحذق في صناعة الطب وكان في خدمة المعز لدين الله وكان في خدمته أيضاً ابنه إسحاق بن موسى المتطبب .
ولموسى بن ألعازار من الكتب : الكتاب المعزي في الطبيخ ألفه للمعز .
مقالة في السعال .
جواب مسألة سأله عنها أحد الباحثين عن حقائق العلوم الراغبين جني ثمارها كتاب الأقراباذين .
يوسف النصراني كان طبيباً عارفاً بصناعة الطب فاضلاً في العلوم .
وقال يحيى بن سعيد بن يحيى .
في كتاب " تاريخ الذيل " : إنه لما كان في السنة الخامسة من خلافة العزيز صير يوسف الطبيب بطريركاً على بيت المقدس .
أقام في الرئاسة ثلاث سنين وثمانية أشهر ومات بمصر ودفن في كنيسة مار ثوادرس مع آباء أخر منطودلا القيسراني .
سعيد بن البطريق من أهل فسطاط مصر وكان طبيباً نصرانياً مشهوراً عارفاً بعلم صناعة الطب وعملها متقدماً في زمانه وكانت له دراية بعلوم النصارى ومذاهبهم ومولده في يوم الأحد لثلاث بقين من في الحجة سنة ثلاث وستين ومائتين للهجرة .
وكان متميزاً في صناعة الطب ومات يوم الاثنين سلخ رجب من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة .
ولسعيد بن البطريق من الكتب : كتاب في الطب علم وعمل .
كناش .


عيسى بن البطريق كان طبيباً نصرانياً عالماً بصناعة الطب علمها وعملها متميزاً في جزئيات المداواة والعلاج مشكوراً فيها وكان مقامه بمدينة مصر القديمة وكان هذا عيسى بن البطريق أخا سعيد بن البطريق المقدم ذكره ولم يزل عيسى بمدينة مصر طبيباً إلى أن توفي بها .
كان طبيباً متميزاً في الديار المصرية وله ذكر جميل وحسن معالجة .
وكان في أيام العزيز بالله وتوفي أعين بن أعين في شهر ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة .
وله من الكتب : كناش .
كتاب في أمراض العين ومداواتها .
التميمي هو أبو عبد الله محمد بن سعيد التميمي .
كان مقامه أولاً بالقدس ونواحيها وله معرفة جيدة بالنبات وماهياته واالكلام فيه .
وكان متميزاً أيضاً في أعمال صناعة الطب والاطلاع على دقائقها وله خبرة فاضلة في تركيب المعاجين والأدوية المفردة واستقصى أدوية الترياق الكبير الفاروق وتركيبه وركب منه شيئاً كثيراً على أتم ما يكون من حسن الصنعة .
وانتقل إلى الديار المصرية وأقام بها إلى أن توفي رحمه ألله .
وللتميمي من الكتب : رسالة إلى ابنه علي بن محمد في صنعة الترياق والفاروق والتنبيه على ما يغلظ فيه من أدويته ونعت أشجاره الصحيحة وأوقات جمعها وكيفية عجنه وذكر منافعه وتجربته .
كتاب مختصر في الترياق .
كتاب في مادة البقاء بإصلاح فساد الهواء والتحرر من ضرر الأوباء .
مقالة في ماهية الرمد وأنوأعه وأسبابه وعلاجه .
كتاب الفاحص والأخبار .
سهلان هو أبو الحسن سهلان بن عثمان بن كيسان كان طبيباً نصرانياً من أهل مصر ينتحل رأي الفرقة الملكية وخدم الخلفاء المصريين وارتفع جاهه في الأيام العزيزية ولم يزل مرتفع الذكر محروس الجانب مقتنياً للمال الجزيل إلى أن توفي بمصر في أيام العزيز بالله في يوم السبت لخمس بقين من ذي الحجة سنة ئمانين وثلاثمائة .


أبو الفتح منصور بن سهلان بن مقشر كان طبيباً نصرانياً مشهوراً وله دراية وخبرة بصناعة الطب وكان طبيب الحاكم بأمر الله ومن الخواص عنده وكان العزيز أيضاً يستطبه ويرى له ويحترمه .
وكان متقدماً في الدولة وتوفي في أيام الحاكم .
عمار بن علي الموصلي كان كحالاً مشهوراً ومعالجاً مذكوراً .
له خبرة بمداواة أمراض العين ودربة بأعمال الحديد .
وكان قد سافر إلى مصر وأقام بها وكان في أيام الحاكم ولعمار بن علي من الكتب : كتاب المنتخب في علم العين وعللها ومداواتها بالأدوية والحديد ألفه للحاكم .
الحقير النافع كان هذا من أهل مصر يهودي النحلة في زمن الحاكم .
وكان طبيباً جرائحياً حسن المعالجة .
ومن ظريف أمره أنه كان يرتزق بصناعة مداواة الجراح وهو في غاية الخمول واتفق أن عرض لرجل الحاكم عقر أزمن ولم يبرأ .
وكان ابن مقشر طبيب الحاكم والحظي عنده وغيره من أطباء الخاص المشاركين له يتولون علاجه فلا يؤثر ذلك إلا شراً في العقر فأحضر له هذا اليهودي المذكور فلما رآه طرح عليه دواء يابساً فنشفه وشفاه في ثلاثة أيام فأطلق له ألف دينار وخلع عليه ولقبه بالحقير النافع وجعله من أطباء الخاص .
أبو بشر طبيب العظيمية كان في أيام الحاكم .
مشهوراً في الدولة ويعد من الأفاضل في صناعة الطب .
ابن مقشر الطبيب كان من الأطباء المشهورين والعلماء المذكورين .
مكيناَ في الدولة حظياً عند الحاكم وكان يعتمد عليه في صناعة الطب .
ولما مرض ابن مقشر الطبيب عاده الحاكم بنفسه ولما مات أطلق لمخلفيه مالاً وافراً .
علي بن سليمان كان طبيباً فاضلاً متقناً للحكمة والعلوم الرياضية متميزاً في صناعة الطب أوحد في أحكام النجوم .
وكان في أيام العزيز بالله وولده الحاكم ولحق أيام الظاهر لإعزاز دين الله ولد الحاكم .
ولعلي بن سليمان من الكتب : اختصار كتاب الحلوى في الطب .


كتاب الأمثلة والتجارب والأخبار والنكت والخواص الطبية المنتزعة من كتب أبقراط وجالينوس وغيرهما .
ابن الهيثم هو أبو علي محمد بن الحسن بن الهيثم أصله من البصرة ثم انتقل إلى الديار المصرية وأقام بها إلى آخر عمره .
وكان فاضل النفس قوي الذكاء متفنناً في العلوم .
لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي وكان خبيراً بأصول صناعة الطب وقوانينها وأمورها الكلية إلا أنه لم يباشر أعمالها ولم تكن له درية بالمداواة وتصانيفه كثيرة الإفادة .
وكان حسن الخط جيد المعرفة بالعربية .
المبشر بن فاتك هو الأمير محمود الدولة أبو الوفاء المبشر بن فاتك الآمري من أعيان أمراء مصر وأفاضل علمائها .
دائم الاشتغال محب للفضائل والاجتماع بأهلها وبماحثتهم والانتفح بما يقتبسه من جهتهم وكان ممن اجتمع به منهم وأخذ عنه كثيراً من علوم الهيئة والعلوم الرياضية أبو محمد بن الحسن بن الهيثم .
وكذلك أيضاً اجتمع بالشيخ أبي الحسين المعروف بابن الآمدي وأخذ عنه كثيراً من العلوم الحكمية واشتغل أيضاً بصناعة الطب ولازم أبا الحسن علي بن رضوان وللمبشر بن فاتك من الكتب : كتاب الوصايا والأمثال والموجز من محكم الأقوال .
كتاب مختار الحكم ومحاسن الكلم .
كتاب البداية في المنطق .
كتاب في الطب .
إسحق بن يونس كان طبيباً عالماً بالصناعة الطبية عارفاً بالعلوم الحكمية جيد الدربة حسن العلاج .
قرأ الحكمة على ابن السمح وكان مقيماً بمصر .
علي بن رضوان هو أبو الحسن علي بن رضوان بن علي بن جعفر وكان مولده ومنشؤه بمصر وبها تعلم الطب .
وقد ذكر علي بن رضوان في سيرته من كيفية تعلمه صناعة الطب وأحواله ما هذا نصه .
قال : إنه لما كان ينبغي لكل إنسان أن ينتحل أليق الصنائع به وأوفقها له وكانت صناعة الطب تتاخم الفلسفة طاعة لله عز رجل وكانت دلالات النجوم في مولدي تدل على أن صناعتي الطب .


وكان العيش عندي في الفضيلة ألذ من كل عيش أخذت في تعلم صناعة الطب وأنا ابن خمس عشرة سنة ولم يكن لي مال أنفق منه فلذلك عرض لي في التعلم صعوبة ومشقة .
فكنت مرة أتكسب بصناعة القضايا بالنجوم ومرة بصناعة الطب ومرة بالتعليم .
ولم أزل كذلك وأنا في غاية الاجتهاد في التعليم إلى السنة الثانية والثلاثين فإني اشتهرت فيها أفرائيم بن الزفان هو أبو كثير أفرائيم بن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب .
إسرائيلي المذهب وهو من الأطباء المشهورين بديار مصر وخدم الخلفاء الذين كان في زمانهم وحصل من جهتهم من الأموال والنعم شيئاً كثيراً جداً .
وكان قد قرأ صناعة الطب على أبي الحسن علي بن رضوان وهو من أجل تلامذته وخلف أفرائيم من الكتب ما يزيد على عشرين ألف مجلد ومن الأموال النعم شيئاً كثيراً جداً .
سلامة بن رحمون هو أبو الخير سلامة بن مبارك بن رحمون بن موسى من أطباء مصر وفضلائها وكان يهودياً وله أعمال حسنة في صناعة الطب واطلاع على كتب جالينوس والبحث عن غوامضها .
وكان قد قرأ صناعة الطب على أفرائيم واشتغل بها عليه مدة .
وكان لابن رحمون أيضاً اشتغال جيد بالمنطق والعلوم الحكمية وله تصانيف في ذلك ولما وصل أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت الأندلسه من المغرب إلى الديار المصرية اجتمع بسلامة بن رحمون وجرت بينهما مباحث ومشاغبات .
قال أبو الصلت : وأنشدت لجرجس وهو أحسن ما سمعته في هجو طبيب مشؤوم .
وأنا متهم له إن أبا الخير على جهله يخف في كفته الفاضل عليله المسكين من شؤمه في بحر هلك ما له ساحل ثلاثة تدخل في دفعة طلعته والنعش والغاسل " السريع " ولبعضهم : لأبي الخير في العلا - ج يد ما تقصر كل من يستطبه بعد يومين يقبر والذي غاب عنكم وشهدناه أكثر " الخفيف " مبارك بن سلامة بن رحمون هو مبارك بن أي الخير سلامة بن مبارك بن رحمون مولده ومنشؤه بمصر وكان أيضاً طبيباً فاضلاً .


ولمبارك بن سلامة بن رحمون من الكتب : مقالة في الجمرة المسماة بالشففة والخزفة مختصرة .
ابن العيق زدبي هو الشيخ موفق الدين أبو نصر عدنان بن نصر بن منصور من أهل عين زربه وأقام ببغداد مدة واثشغل بصناعة الطب بالعلوم الحكمية ومهر فيها وخوصاً في علم النجوم .
ثم بعد ذلك انتقل من بغداد إلى الديار المصرية إلى حين وفاته وخدم الخلفاء المصريين حظي في أيامهم وتميز في دولتهم وكان من أجل المشايخ وأكثرهم علماً في صناعة الطب .
ولابن العين زربي عن الكتب : كتاب الكافي في الطب .
شرح كتاب الصناعة الصغيرة لجالينوس .
مجربات في الطب على جهة الكناش جمعها ورتبها ظافر بن تميم بمصر بعد وفاة ابن العين زربي .
مقالة في الحصى وعلاجه .
بلمظفر بن معرف هو بلمظفر نصر بن محمود كان ذكياً فطناً كثير الاجتهاد والعناية والحرص في العلوم الحكمية وله نظر أيضاً في صناعة الطب والأدب والشعر .
وكان قد اشتغل على ابن العين زربي ولأزمه مدة وقرأ عليه كثيراً من العلوم الحكمية وغيرها .
أقول : ومن أعجب شيء منه أنه كان قد ملك ألوفاً كثيرة من الكتب في كل فن وأن جميع كتبه لا يوجد شيء منها إلا وقد كتب على ظهره ملحاً ونوادر مما يتعلق بالعلم الذي قد صنف ذلك الكتاب فيه .
ولبلمظفر بن معرف من الكتب : تعاليق في الكيمياء .
كتاب في علم النجوم .
مختارات في الطب .
الشيخ السديد رئيس الطب هو القاضي الأجل السديد أبو المنصور عبد الله بن الشيخ السديد أبي الحسن علي وكان لقب القاضي أبي المنصور شرف الدين وإنما غلب عليه لقب أبيه وعرف به وصار له علماً بأن يقال الشيخ السديد وكان عالماً بصناعة الطب خبيراً بأصولها وفروعها جيد المعالجة كثير الدربة حسن الأعمال باليد .
وخدم الخلفاء المصريين وحظي في أيامهم .
وتوفي الشيخ السديد رحمه الله بالقاهرة في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة .


ابن جميع هو الشيخ الموفق شمس الرياسة أبو العشائر هبة الله بن زين بن حسن بن أفرائيم بن يعقوب بن إسماعيل بن جميع الإسرائيلي من الأطباء المشهورين والعلماء المذكورين والأكابر المتعينين .
وكان متفنناً في العلوم جيد المعرفة بها كثير الاجتهاد في صناعة الطب حسن المعالجة جيد التصنيف .
وقرأ صناعة الطب على الشيخ الموفق أبي نصر عدنان بن العين زربي ولزمه مدة .
وكان مولد ابن جميع ومنشؤه بفسطاط مصر .
وخدم الملك الناصر صلاح الذين يوسف بن أيوب ولابن جميع من الكتب : كتاب الإرشاد لمصالح الأنفس والأجساد أربع مقالات .
كتاب التصريح بالمكنون في تنقَيح القانون .
رسالة في طبع الإسكندرية وحال هوائهما ومياهها ونحو ذلك من أحوالها وأحوال أهلها .
رسالة إلى القاضي المكين أبي القاسم علي بن انحسين فيما يعتمده حيث لا يجد طبيباً .
مقالة في الليمون وشرابه ومنافعه .
مقالة في الراوند ومنافعه .
مقالة في الحلبة .
مقالة في علاج القولنج واسمها الرسالة السيفية في الأدوية الملوكية .
أبو البيان بن المدور لقب بالسديد وكان يهودياً قراء عالماً بصناعة الطب حسن المعرفه بأعمالها مجربات كثيرة وآثار محمودة .
وخدم الخلفاء المصريين في آخر دولتهم وبعد ذلك الملك الناصر صلاح الدين وكان يرى له ويعتمد على معالجته وله فيه حسن وكانت له منه الجامكية الكثيرة والافتقاد المتوفر .
وعمر الشيخ أبو البيان بن الدمور في آخر عمره في الكبر والضعف من كثرة الحركة والتردد إلى الخدمة .
ولأبي البيان بن الدمور من الكتب : مجرباته في الطب .
أبو الفضائل بن الناقد لقبه المهذب .
كان طبيباَ مشهوراً وعالماً مذكوراً .
له العلم الوافر والأعمال الحسنة والمداواة الفاضلة .
وكان يهودياً مشتهراً بالطب والكحل إلا أن الكحل أغلب عليه .
وتوفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة بالقاهرة وأسلم ولده أبو الفرج وكان طبيباً وكحالاً أيضاً .


ولأبي الفضائل بن الناقد من الكتب : مجرباته في الطب .
الرئيس هبة الله كان إسرائيلياً فاضلاً مشهوراً بالطب جيد الأعمال حسن المعالجة .
وكان في آخر دولة الخلفاء المصريين وكانت وفاته في سنة خمسمائة ونيف وثمانين .
الموفق بن شوعة كان من أعيان العلماء وأفاضل الأطباء إسرائيلي مشهور بإتقان الصناعة وجودة المعرفة في علم الطب والكحل والجراح .
كان دمثاً خفيف الروح كثير المجون وكان يشعر ويلعب بالقيثارة وحدم الملك الناصر صلاح الدين بالطب لما كان بمصر وعلت منزلته عنده .
أبو البركات بن القضاعي لقبه الموفق وكان من جملة الأطباء المهرة والمتميزين في صناعة الطب .
وخدم بصناعة الطب الملك الناصر صلاح الدين في الديار المصرية وتوفي بالقاهرة في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة .
أبو المعالي بن تمام هو أبو المعالي تمام بن هبة الله بن تمام يهودي غزير العلم وافر المعرفة .
وكان مقيماً بفسطاط مصر .
وأسلم جماعة من أولاده وكان أبو المعالي قد خدم بصناعة الطب الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وحظي في أيامه وخدم أيضاً بعد ذلك لأخيه الملك العادل أبي بكر بن أيوب .
ولأبي المعالي بن تمام من الكتب : تعاليق ومجربات في الطب .
الرئيس موسى هو الرئيس أبو عمران موسى بن ميمون القرطبي .
يهودي وكان السلطان الملك الناصر صلاح الدين يرى له ويستطبه وقيل أن الرئيس موسى كان قد أسلم في المغرب وحفظ القرآن واشتغل بالفقه .
ثم إنه لما توجه .
إلى الديار المصرية وأقام بفسطاط مصر ارتد .
إبراهيم بن الرئيس موسى وكان طبيباً مشهوراً عالماً بصناعة الطب جيداً في أعمالها .
وكان في خدمة الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب ويتردد أيضاً إلى البيمارستان الذي بالقاهرة من القصر ويعالج المرضى فيه .
أبو البركات بن لشعيا ولقبه الموفق شيخ مشهور كثير التجارب مشكور الأعمال في صناعة الطب .
وكان يهودياً قراء .


عاش ستاً وثمانين سنة وتوفي بالقاهرة وخلف ولداً يقال له سعيد الدولة أبو الفخر وهو طبيب أيضاً ومقامه بالقاهرة .
الأسعد المحلي هو أسعد الدين يعقوب بن إسحاق .
يهودي من مدينة المحلة من أعمال ديار مصر متميز في الفضائل وله اشتغال بالحكمة واطلاع على دقائقها وهو من المشهورين في صناعة الطب والخبيرين بالمداواة والعلاج .
الشيخ السديد بن أبي البيان هو سديد الدين أبو الفضل داوود بن أبي البيان سليمان بن أبي الفرج إسرائيل بن أبي الطيب سليمان بن مبارك إسرائيلي قراء مولده في سنة ست وخمسين وخمسمائة بالقاهرة .
وكان شيخاً محققاً للصناعة الطبية متقناً لها .
وعاش فوق الثمانين سنة وكان قد ضعف بصره في آخره عمره .
وللشيخ السديد بن أبي البيان من الكتب : كتاب الأقراباذين .
جمال الدين بن أبي الحوافر هو الشيخ الإمام العالم أبو عمرو عثمان بن هبة الله بن أحمد بن عقل القيسي ويعرف بابن أبي الحوافر .
أفضل الأطباء وسيد العلماء وأوحد العصر وفريد الدهر .
قد أتقن الصناعة الطبية وتميز في أقسامها العلمية والعملية .
أقول : واشتغل على الشيخ جمال الدين بن أبي الحوافر جماعة وتميزوا في صناعة الطب وأفضل من اشتغل عليه منهم وكان أجل تلامذته وأعلمهم عمي الحكيم رشيد الدين على بن خليفة رحمه الله .
فتح اللين بن جمال الدين بن أبي الحوافر كان مثل أبيه جمال الدين في العلم والفضل والنباهة .
نزيه النفس صائب الحدس أعلم الناس بمعرفة الأمراض وتدقيق الأسباب والأعراض .
وخدم بصناعة الطب الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب وبعد الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد وتوفي رحمه الله في أيامه بالقاهرة .
شهاب الدين بن فتح الدين هو سيد العلمماء ورئيس الأطباء علامة زمانه وأوحد أوانه .
قد جمع الفضائل وتميز على الأواخر والأوائل وأتقن الصناعة الطبية علماً وعملاً وحررها تفصيلاً وجملاً .


ومقامه في الديار المصرية وخدم بصناعة الطب الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الملك الصالح صاحب الديار المصرية والشامية .
القاضي نفيس الدين بن الزبير هو القاضي الحكيم نفيس الدين أبو القاسم هبة الله بن صدقة بن عبد الله الكولمي والكولم من بلاد الهند وهو ينسب من جهة أمه إلى ابن الزبير الشاعر المشهور الذى كان بالديار المصرية .
أفضل الدين الخونجي هو أبو عبد الله محمد بن ناماوار الخونجي .
قد تميز في العلوم الحكمية وأتقن الأمور الشرعية .
قوي الاشتغال كثر التحصيل .
اجتمت به بالقاهرة في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة فوجدته الغاية القصوى في سائر العلوم .
وكانت وفاته رحمه الله بالقاهرة يوم الأربعاء خامس شهر رمضان سنة ست وأربعين وستمائة ودفن بالقرافة .
ولأفضل الدين الخونجي من الكتب : شرح ما قاله الرئيس ابن سينا في النبض .
مقالة في الخمور والوروم .
كتاب أدوار الحميات وكيرها .
أبو سليمان داود بن أبي المنى بن أبي فانة كان طبيباً نصرانياً بمصر في زمن الخلفاء وكان حظياً عندهم فاضلاً في الصناعة الطبية خبيراً بعلمها وعملها متميزاً في العلوم .
وكان من أهل القدس ثم انتقل إلى الديار المصرية .
وكانت له معرفة بالغة بأحكام النجوم .
أبو سعيد بن أبي سليمان هو الحكيم مهذب الدين أبو سعيد بن أبي سليمان بن أبي المنى بن أبي فانة .
كان فاضلاً في صناعة الطب عالماً بها متميزاً في أعمالها متقدماً في الدولة .
وقرأ علم الطب على أبيه وعلى غيره .
وتوفي في سنة ثلاث عشرة وستمائة ودفن بدير الخندق عند القاهرة .
أبو شاكر بن أبي سليمان هو الحكيم موفق الدين أبو شاكر بن أبي سليمان داود وكان متقناً لصناعة الطب متميزاً في علمها وعملها جيد العلاج مكيناً في الدولة وقرأ صناعة الطب على أخيه أبي سعيد بر أبي سليمان وتميز بعد ذلك واشتهر ذكره .


وكان السلطان الملك العادل قد جعله في خدمة ولده المنك الكامل فبقي في خدمته وحظي عنده الحظوة العظيمة وتمكن عنده التمكن الكثير .
وتوفي أبو شاكر بن أبي سليمان في سنة ثلاث عشرة وستمائة ودفن بدير الخندق عند القاهرة .
أبو نصر بن أبي سليمان كان طبيباً عارفاً بصناعة الطب حسن المعالجة جيد العلاج .
وتوفي بالكرك .
كان طبيباً مشكوراً في صناعة الطب عالماً بها متميزاً في المعالجة والمداواة .
وكان أصغر أخوته وعمر من دونهم .
كان مولده فىِ سنة ستين وخمسمائة ووفاته في سنة أربع وأربعين وستمائة .
رشيد الدين أبو حليقة هو الحكيم الأجل العالم رشيد العين أبو الوحش بن القارص أبي الخير بن أبي سليمان داود بن أبي المنى بن أبي فانة ويعرف بأبي حليقة .
كان أوحد زمانه في صناعة الطب والعلوم الحكمية متفنناً قي العلوم والآداب حسن المعالجة لطيف المداواة رؤوفاً بالمرضى محباً لفعل الخير .
مهذب الدين أبو سعيد محمد أبي حليقة أوحد العلماء وأكمل الحكماء .
مولده في القاهرة في سنة عشرين وستمائة وسمي محمداً لما أسلم في أيام الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الملكه الصالحي وهو فقد منحه الله من العقل أكمله ومن الأدب أفضله ومن الذكاء أغزره ومن العلم أكثره قد أتقن الصناعة الطبية وعرف العلوم الحكمية فلا أحد يدانيه فيما يعانيه .
ولمهذب الدين محمد بن أبي حليقة من الكتب : كتاب في الطب .
رشيد الدين أبو سعيد وكان متميزاً في صناعة الطب خبيراً بعلمها وعملها حاد الذهن بليغ اللسان حسن اللفظ .
واشتغل في العربية على شيخنا تقي الدين خزعل بن عسكر بن خليل .
ثم اشتغل الحكيم رشيد الحين أبو سعيد بعد ذلك بعلم الطب على عمي الحكيم رشيد الحين علي بن خليفة لما كان في خدمة السلطان الملك المعظم وقرأ عليه .
ولرشيد الدين أبي سعيد من الكتب : كتاب عيون الطب صنفه للملك الصالح نجم الدين أيوب وهو من أجل كتاب صنف في صناعة الطب ويحتوي على علاجات مخلصة مختارة .


تعاليق على كتاب الحاوي لأبي بكر محمد ين زكريا الرازي في الطب .
أسعد الدين بن ابي الحسن هو الحكيم الأوحد العالم أسعد الدين عبد العزيز بن أبي الحسن علي .
من أفاضل العلماء وأعيان الفضلاء حاد الذهن كثير الاعتناء بالعلم قد أتقن الصناعة الطبية وحصل العلوم الحكمية .
وكان أيضاً عالمأ بأمور الشرع مسموع القول .
وكان قد اشتغل بصناعة الطب على أبي زكريا يحيى البياسي في ديار مصر وخدم الملك المسعود أقسيس بن الملك الكامل .
ولأسعد الدين بن أبي الحسن من الكتب : كتاب نوادر الألباء في امتحان الأطباء صنفه للملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب .
هو الحكيم الأجل العالم أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي النباتي ويعرف بابن البيطار .
أوحد زمانه وعلامة وقته في معرفة النبات وتدقيقه واختياره ومواضع نباته ونعت أسمائه على اختلافها وتنوعها .
سافر إلى بلاد الأغارقة وأقصى بلاد الروم ولقي جماعة يعانون هذا الفن وأخذ عنهم معرفة نبات كثير وعاينه في مواضعه واجتمع أيضاً في المغرب وغيره بكثير من الفضلاء في علم النبات وعاين منابته وتدقق ماهيته وأتقن دراية كتاب ديقوريدس إتقاناً بلغ فيه إلى أن لا يكاد يوجد من يجاريه فيما هو فيه .
وكان في خدمة الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب وكان يعتمد عليه في الأدوية المفردة والحشائش وجعله في الديار المصرية رئيساً على سائر العشابين وأصحاب البسطات .
الباب الخامس عشر .
طبقات الأطباء المشهورين من أطباء الشام أبو نصر الفارابي هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان مدينته فاراب وهي مدينة من بلاد الترك في أرض خراسان وكان أبوه قائد جيش وهو فارسي المنتسب .
وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى الشام وأقام به إلى حين وفاته .


وكان رحمه الله فيلسوفاً كاملاً وإماماً فاضلاً قد أتقن العلوم الحكممية وبرع في العلوم الرياضية زكي النفس قوي الذكاء متجنباً عن الدنيا مقتنعاً منها بما يقوم بأوده يسير سيرة الفلاسفة المتقدمين .
وكانت له قوة في صناعة الطب وعلم بالأمور الكلية منها .
ولم يباشر أعمالها ولا حاول جزئياتها .
عيسى الرقي كانس طبيباً مشهوراً في أيامه عارفاً بالصناعة الطبية حق معرفتها .
وله أعمال فاضلة ومعالجات بديعة وكان في خدمة سيف الدولة بن حمدان ومن جملة أطبائه .
اليبرودي هو أبو الفرج جورجس بن يوحنا بن سهل بن إبراهيم من النصارى اليعاقبة وكان فاضلاً في صناعة الطب عالما بأصولها وفروعها معدوداً من جملة الاكابر من أهلها والمتمرنين من أربابها دائم الاشتغال محباً للعلم مؤثراً للفضيلة .
وكانت لليبرودي مراسلات إلى ابن رضوان بمصر وإلى غيره من الأطبا المصريين وله مسائل عدة إليهم طبية ومباحثات دقيقة .
وكتب بخطه شيئاً كثيراً جداً من كتب الطب ولا سيما من كتب جالينوس وشرحها وجوامعها .
ولليبرودي من الكتب : مقالة في أن الفرخ أبرد من الفروج .
نقض كلام ابن الموفقي في مسائل ترددت فيما بينهم في النبض .
من أهل موصل وكان مسلماً ديناَ عالماً بصناعة الطب من أكبر المتميزين فيها .
وكان قد لحق أحمد بن أبي الأشعث وقرأ عليه .
ثم لازم محمد بن ثواب تلميذ ابن أبي الأشعث وقرأ عليه وذلك في نحو سنة ستين وثلاثمائة .
واشتهر بصناعة الطب وأعمالها وعمر وكان أكثر مقامه بمدينة الموصل وإنما ابنه ظافر إنتقل إلى الشام وأقام بها .
ظافر بن جابر السكري هو أبو حكيم ظافر بن جابر بن منصور السكري كان مسلماً فاضلاً في الصناعة الطبية متقناً للعلوم الحكمية .
ولظافر بن جابر من الكتب : مقالة في أن الحيوان يموت مع أن الغذاء يخلف عوض مايتحلل منه .
موهوب بن الظافر هو أبو الفضل موهرب بن ظافر بن جابر بن منصور السكري .


كان فاضلاً أيضاً في صناعة الطب مشهوراً متميزاً .
وكان مقيماً بمدينة حلب .
ولموهوب بن ظافر من الكتب : اختصار كتاب المسائل لحنين بن إسحاق .
جابر بن موهوب هو جابر بن موهوب بن ظافر بن جابر بن منصور السكري كان أيضاً مشهوراً في صناعة أبو الحكم هو الشيخ الأديب الحكيم أبو الحكم عبيد الله بن المظفر بن عبد الله الباهلي الأندلسي المربي .
كان فاضلاً في العلوم الحكمية متقناً للصناعة الطبية متعيناً في الأدب مشهوراً بالشعر .
وكان يعرف الموسيقى ويلعب بالعود ويجلس على دكان في جيرون للطب .
ومسكنه في دار الحجارة باللبادين .
وتوفي رحمه الله لساعتين خلتا من ليلة الأربعاء سادس ذي القعدة سنة تسع وأربعين وخمسمائة بدمشق .
أبو المجد بن أبي الحكم هو أفضل الدولة أبو المجد محمد بن أبي الحكم عبيد الله بن المظفر بن عبد الله الباهلي .
من الحكماء المشهورين والعلماء المذكورين والأفاضل في الصناعة الطبية والأماثل في علم الهندسة والنجوم .
وكان في دولة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله .
ولما أنشأ الملك العادل نور الدين البيمارستان الكبير جعل أمر الطب إليه فيه .
ابن البذوخ هو أبو جعفر عمر بن علي بن البذوخ القلعي المغربي .
كان فاضلاً خبيراً بمعرفة الأدوية المفردة والمركبة وله حسن نظر في الاطلاع على الأمراض ومداواتها .
وأقام بدمشق سنيناً كثيرة وكانت له دكان عطر باللبادين يجلس فيها ويعالج من يأتي إليه أو يستوصف منه .
وكان يهيىء عنده أدوية كثيرة مركبة يصنعها من سائر المعاجين والأقراص والسفوفات وغير ذلك يبيع منها وينتفع الناس بها .
حكيم الزمان عبدالمنعم الجلياني هو حكيم الزمان أبو الفضل عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن حسان الغساني الأندلسي الجلياني .
كان علامة زمانه في صناعة الطب والكحل وأعمالهما .
أتى من الأندلس إلى الشام .


وأقام بدمشق إلى حين وفاته وكان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب يرى له ويحترمه وصنف له كتباً وكان له منه الإحسان الكثير والإنعام الوافر .
أبو الفضل بن أبي الوقار هو الشيخ الأجل العالم أبو الفضل إسماعيل بن أبي الوقار أصله من المعرة بدمشق وسافر إلى بغداد وقرأ على أفاضل الأطباء من أهلها واجتمع بجماعة من العلماء بها وأخذ عنهم .
ثم عاد إلى دمشق وكان متميزاً في صناعة الطب علمها وعملها .
وكان خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي .
مهذب الدين بن النقاش هو الشيخ الإمام العالم أبو الحسن علي بن أبي عبد الله عيسى بن هبة الله النقاش مولده ومنشؤه ببغداد .
واشتغل بصناعة الطب على الأجل أمين الدولة هبة الله بن صاعد بن التلميذ .
ولم يتخذ امرأة ولا خلف ولداً وكانت وفاته رحمه الله بدمشق في يوم السبت عشر محرم سنة أربع رسبعين وخمسمائة ودفن بها في جبل قاسيون .
أبو زكريا يحيي البياسي هو أمين الدولة أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الأندلسي البياسي من الفضلاء المشهورين والعلماء المذكورين قد أتقن الصناعة الطبية .
وتميز في العلوم الرياضية .
وصل من المغرب إلى ديار مصر وأقام بالقاهرة مدة ثم توجه إلى دمشق وقطن بها .
وقرأ على مهذب الدين أبي الحسن علي بن عيسى بن هبة الله المعروف بابن النقاش البغدادي ولازمه وكتب الستة عشر لجالينوس وقرأها عليه .
وبقي مقيماً في دمشق إلى أن توفي رحمه الله .
سكرة الحلبي كان شيخاً قصيراً من يهود مدينة حلب .
وكانت له دربة بالعلاج وتصرف في المداواة .
عفيف بن سكرة هو عفيف بن عبد القاهر سكرة يهودي من أهل حلب عارف بصناعة الطب مشهور بأعمالها وجودة النظر فيها .
له أولاد وأهل أكثرهم مشتغلون بصناعة الطب ومقامهم بمدينة حلب .
ولعفيف بن سكرة من الكتب : مقالة في القولنج ألَفها للملك الناصر صلاخ الدين يوسف بن أيوب وذلك في سنة أربع وثمانين وخمسمائة .


ابن الصلاح هو الشيخ العالم نجم الدين أبو الفتوح أحمد بن محمد بن السري وكان يعرف بابن الصلاح متميز في علم صناعة الطب وكان أعجمياً أصله من همدان وقطن ببغداد واستدعاه حسام الدين تمرتاش بن الغازي بن أرتق إليه وأكرمه غاية الإكرام .
وبقي في صحبته مدة .
ثم توجه ابن الصلاح إلى دمشق .
ولم يزل بها إلى أن توفي وكانت وفاته رحمه الله بدمشق ليلة الأحد سنة نيف وأربعين وخمسمائة ودفن في مقابر الصوفية عند نهر بانياس بظاهر دمشق .
شهاب الدين السهروردي كان واحداً في العلوم الحكمية جامعاً للفنون الفلسفية بارعاً في الأصول الفلكية مفرط الذكاء جيد الفطرة فصيح العبارة .
لم يناظر أحداً إلا بزه ولم يباحث محصلاً إلا أربى عليه .
وكان علمه أكثر من عقله .
هو الصدر الإمام العالم الكامل قاضي القصاة شمس الدين حجة الإسلام سيد العلماء والحكام أبو العباس أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى من مدينة خوي كان أوحد زمانه في العلوم الحكمية وعلامة وقته في الأمور الشرعية عارفاً بأصول الطب وغيره من أجزاء الحكمة .
رفيع الدين الجبلي هو القاضي الأجل الإمام العالم رفيع الدين أبو حامد عبد العزيز بن عبد الواحد بن اسماعيل بن عبد الهادي الجبلي من أهل فيلمان شهر من الجيلان وكاد من الأكابر المتميزين في العلوم الحكمية وأصول الدين والفقه والعلم الطبيعي والطب .
وكان مقيماَ بدمشق وهو فقيه في المدرسة العذراوية داخل باب النصر .
وله مجلس للمشتغلين عليه في أنواع العلوم والطب .
ولرفيع الدين الجبلي من الكتب : شرح الإشارات والتنبيهات .
اختصار الكليات من كتاب القانون لابن سينا .
شمس الدين الخسروشاهي هو السيد الصدر الكبير العالم شمس الدين عبد الحميد بن عيسى الخسروشاهي .
وخسروشاه ضيعة قريبة من تبريز .
إمام العلماء سيد الحكماء قدوة الأنام شرف الإسلام .
قد تميز في العلوم الحكمية وحرر الأصول الطبية .


وكان شيخة الإمام فخر الدين بن خطيب الري وهو من أجل تلامذته .
ومن حيث وصل إلى الشام اتصل بخدمة السلطان الملك الناصر صلاح الدين داود بن الملك المعظم وأقام عنده بالكرك وهو عظيم المنزلة عنده وله منه الإحسان الكثير والإنعام الغزير .
ثم توجه شمس الدين بعد ذلك إلى دمشق وأقام بها إلى أن توفي رحمه الله .
وكانت وفاته في شهر شوال سنة اثنتين وخمسين وستمائة .
ودفن بجبل قاسيون .
سيف الدين الآمدي هو الإمام الصدر العالم الكامل سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي الآمدي أوحد الفضلاء وسيد العلماء .
كان أذكى أهل زمانه وأكثرهم معرفة بالعلوم الحكمية والمذاهب الشرعية والمبادىء الطبية .
موفق الدين بن المطران هو الحكيم الإمام العالم الفاضل موفق الدين أبو نصر أسعد بن أبي الفتح الياس بن جرجس المطران .
أمير أهل زمانه في علم صناعة الطب وعملها وأكثرهم تحصيلاً لأصولها وجملها .
جيد المداواة لطيف المداراة .
وكان مولد موفق الدين بن المطران ومنشؤه بدمشق وكان أبوه أيضاً طبيباً متقدماً جوالاً في البلاد لطلب الفضيلة .
وسافر إلى بلاد الروم لإتقان الأصول التي يعتمد عليها في علم النصارى ومذاهبهم .
ثم عدل بعد ذلك إلى العراق واجتمع بأمين الدولة بن التلميذ واشتغل عليه بصناعة الطب ممد وقرأ عليه كثيراً من الكتب الطبية وصار موسوماً بالطب .
ثم إنه عاد إلى دمشق وبقي طبيباً بها إلى حين وفاته .
أقول : وكان ابن المطران كثير المروءة كريم النفس ويهب لتلامذته الكتب ويحسن إليهم وإذا جلس أحد منهم لمعالجة المرضى يخلع عليه .
ولم يزل معتنياً بأمره وكان أجل تلامذته شيخنا مهذب الدين بن عبد الرحيم بن علي رحمه الله .
وكان كثير الملازمة له والاشتغال عليه وسافر معه مرات في غزوات صلاح الدين لما فتح الساحل .
ولموفق الدين بن المطران من الكتب : كتاب بستان الأطباء وروضة الألباء .
كتاب الأدوية المفردة لم يتم .


كتاب آداب طب الملوك وغيرها .
مهذب الدين بن الحاجب كان طبيباً مشهوراً فاضلاً في الصناعة الطبية متقناً للعلوم الرياضية معتنياً بالأدب متعيناً في علم النحو .
موده بدمشق ونشأ بها واشتغل بصناعة الطب على مهذب الدين بن النقاش ولازمه مدة .
وخدم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بصناعة الطب وبقي في خدمته إلى أن توفي صلاح الدين ثم توجه إلى الملك المنصور صاحب حماة ابن تقي الدين وأقام الشريف الكحال هو السيد برهان الدين أبو الفضل سليمان .
أصليته من مصر وانتقل إلى الشام .
شريف الأعراق وكان عالماً بصناعة الكحل وخدم بصناعة الكحل السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ولم يزل مستمراً في خدمته متقدماً في دولته إلى أن توفي رحمه الله .
أبو منصور النصراني كان طبيباً مشهوراً عالماً حسن المعالجة والمداواة وخدم بصناعة الطب الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب وبقي سنين في خدمته .
أبو النجم النصراني هو أبو النجم بن أبي غالب بن فهد بن منصور بن وهب بن قيس بن مالك .
كان طبيباً مشهوراً في زمانه جيد المعرفة بصناعة الطب محمود الطريقة فيها مشكور المعالجة .
وخدم أبو النجم بصناعة الطب الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وحظي عنده .
وله ولد طبيب وهو أمين الدولة أبو الفتح بن أبي النجم .
وله من الكتب : كتاب الموجز في الطب وهو يشتمل على علم وعمل .
أبو الفرج النصراني كان طبيباً فاضلاً عالماً بصناعة الطب وخدم بصناعة الطب الملك صلاح الحين يوسف بن أيوب .
وخدم أيضاً الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين وكذلك أيضاً أولاد أبي الفرج اشتغلوا بصناعة الطب وأقاموا بسميساط في خدمة أولاد الأفضل .
فخر الدين بن الساعاتي هو رضوان بن محمد بن علي بن رستم الخراساني الساعاتي .
مولده ومنشؤه بدمشق .
وكان أبوه محمد من خراسان وانتقل إلى الشام وأقام بدمشق إلى أن توفي .
وكان أوحداً في معرفة الساعات وعلم النجوم .


وهو الذي عمل الساعات عند باب الجامع بدمشق صنعها في أيام الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي .
ولفخر الدين بن الساعاتي من الكتب : تكميل كتاب القولنج للرئيس ابن سيناء الحواشي على كتاب القانون لابن سينا .
كتاب المختارات في الأشعار وغيرها .
شمس الدين بن اللبودي هو الحكيم الإمام العالم الكبير شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبدان بن عبد الواحد بن اللبودي .
علامة وقته وأفضل أهل زمانه فىٍ العلوم الحكمية وفي علم الطب .
وخدم الملك الظاهر غياث الدين غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وبعد وفاته أتى إلى دمشق وأقام بها يدرس صناعة الطب ويطب في البيمارستان الكبير النوري إلى أن توفي رحمه الله .
وكانت وفاته بدمشق في رابع ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وستمائة وله من العمر إحدى وخمسون سنة .
الصاحب نجم الدين بن اللبودي هو الحكيم السيد العالم الصاحب نجم الدين أبو زكريا يحيى بن الحكيم الإمام شمس الدين محمد بن عبدان بن عبدان بن عبد الواحد أوحد في الصناعة الطبية .
مولده بحلب سنة سبع وستمائة .
وقرأ على شيخنا الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي واشتغل عليه بصناعة الطب وخدم الملك المنصور إبراهيم بن الملك المجاهد بن أسد الدين شيركوه بن شاذي صاحب حمص .
ولما توفي الملك المنصور رحمه الله وذلك في سنة ثلاث وأربعين وستمائة وبعد كسره الخوارزمية توجه الحكيم نجم الدين إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل وهو بالديار المصرية فأكرمه غاية الإكرام وجعله ناظراً على الديوان بالاسكندرية .
ئم توجه إلى الشام وصار ناظراً على الديوان بجميع الأعمال الشامية .
وللصاحب نجم الدين بن اللبودي من الكتب : مختصر الكليات من كتاب القانون لابن سينا .
مختصر كتاب المسائل لحنين بن إسحاق .
مختصر كتاب الإشارات والتنبيهات لابن سينا .
مختصر كتاب عيون الحكمة لابن سينا .
مختصر كتاب الملخص لابن خطيب الري .


تدقيق المباحث الطبية وغيرها .
زين الدين الحافظ هو الأمير زين الدين سليمان بن المؤيد علي بن خطيب عقرباء اشتغل بصناعة الطب على شيخنا مهذب الدين عبد الرحيم بن علي رحمه الله فحصل علمها وعملها وخدم بصناعة الطب الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه بن أبي بكَر بن أيوب ولما ملك الناصر يوسف بن محمد دمشق وصل معه إلى دمشق وصار مكيناً في دولته وجيهاً في أيامه .
أبو الفضل بن عبد الكريم المهندس هو مؤيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن الحارثي مولده ومنشؤه بدمشق وكان يعرف بالمهندس لجودة معرفته بالهندسة وشهرته بها قبل أن يتحلى بمعرفة صناعة الطب .
وقرأ صناعة الطب على أبي المجد محمد بن أبي الحكم ولازمه حق الملازمة ونسخ بخطه كتباً كثيرة في العلوم الحكمية وفي صناعة الطب .
ولأبي الفضل بن عبد الكريم المهندس من الكتب : رسالة في معرفة رمز التقويم .
مقالة في رؤية الهلال .
اختصار كتاب الأغاني الكبير لأبي الفرج الأصبهاني .
كتاب في الحروب والسياسة .
موفق الدين عبد العزيز هو الشيخ الإمام العالم موفق الدين عبد العزيز بن عبد الجبار بن أبي محمد السلمي .
كان كثير الخير محباً له مؤثراً للجميل عزيز المروءة وافر العربية شديد الشفقة على المرضى .
وكان له مجلس عام للمشتغلين عليه بالطب .
وخدم بصناعة الطب في البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي .
ثم خدم بعد ذلك الملك العادل أبا بكر بن أيوب وبقى معه سنين إلى أن توفي موفق الدين عبد العزيز رحمه الله بدمشق بعلة القولنج .
وذلك في يوم الجمعة العشرين من ذي القعدة سنة أربع وستمائة ودفن بجبل قاسيون وعمره نحو الستين سنة ومولده في سنة خمسمائة ونيف وخمسين .
سعد الدين بن عبد العزيز هو الحكيم الأجل الإمام العالم سعد الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الجبار بن أبي محمد السلمي .
قد أشبه أباه في خَلقه وخُلقه ومعرفته وحذقه .


مولده بدمشق في أوائل المحرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة .
وخدم بصناعة الطب في البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين بن زنكي .
وبعد ذلك خدم الملك الأشرف أبا الفتح موسى بن أبي بكر بن أيوب وأقام معه في بلاد الشرق .
ولم يزل في خدمته إلى أن أتى الملك الأشرف إلى دمشق وتسلمها من ابن أخيه الملك الناصر داود بن الملك المعظم ثم بعد ذلك لما ملك دمشق الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن اْيوب في العشر الأولى من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وستمائة أمر باستخدامه وأن يقرر له جميع ما كان باسمه من أخيه الملك الأشرف ولم يزل الحكيم سعد الدين مقيماً بدمشق وله مجلس عام للمشتغلين عليه بصناعة الطب إلى أن توفي رحمه الله في شهر جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وستمائة .
رضي الدين الرحبي هو الشيخ الحكيم الإمام العالم رضي الدين أبو الحجاج يوسف بن حيدرة بن الحسن الرحبي من الأكابر في صناعة الطب والمتعينين من أهلها وكان والده من بلد الرحبة وله أيضاً نظر في صناعة الطب وكان مولد الشيخ رضي الدين بجزيرة ابن عمر .
وكان وصوله مع أبيه إلى دمشق في سنة خمس وخمسين وخمسمائة .
واشتغل على مهذب الدين بن النقاش الطبيب ولازمه فنوه بذكره وقدمه وتأدت به الحال إلى أن اجتمع بالملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب فحسن موقعه عنده ثم عند أخيه الملك العادل أبي بكر بن أيوب وبعده عند الملك المعظم عيسى ابن الملك العادل .
واشتغل عليه بصناعة الطب خلق كثير ونبغ منهم جماعة عدة .
وكان يرى أنه لا يقرىء أحداَ من أهل الذمة أصلاً صناعة الطب ولا لمن لا يجده أهلاً لها ووفاته رحمه الله بكرة يوم الأحد العاشر من المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة بدمشق ودفن بجبل قاسيون .
فعاش نحو المائة سنة .
ولرضي الدين الرحبي من الكتب بتهذيب شرح ابن الطيب لكتاب الفصول لأبقراط .
إختصار كتاب المسائل لحنين كان قد شرع في ذلك ولم يكمله .


شرف الدين بن الرحبي هو الحكيم الإمام العالم الفاضل علامة عصره وفريد دهره شرف الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن حيدرة بن الحسن الرحبي .
كان مولده بدمشق في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وكان قد سلك حذو أبيه واقتفى ما كان يقتفيه .
وهو أشبه به خلقاً وخلقاً وطرائق .
وله تدقيق في الصناعة الطبية وتدقيق لمباحثها الكلية والجزئية .
واشتغل بصناعة الطب على أبيه وقرأ أيضاً على الشيخ موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي .
جمال الدين بن الرحبي هو الحكيم الأجل العالم الفاضل جمال الدين عثمان بن يوسف بن حيدرة الرحبي .
مولده ومنشؤه بدمشق من أكابر الفضلاء وسادة العلماء أوحد زمانه وفريد أوانه .
إشتغل بصناعة الطب على والده وعلى غيره وخدم في البيمارستان الكبير وبقي به سنين .
ولما وصلت التتر إلى الشام وذلك في سنة سبع وخمسين وستمائة توجه الحكيم جمال الدين بن الرحبي إلى مصر وأقام فيها ثم مرض وتوفي بالقاهرة وذلك في العشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وستمائة .
كمال الدين الحمصي هو أبو منصور المظفر بن علي بن ناصر القرشي من الفضلاء المشهورين والعلماء المذكورين .
وكان كثير الخير وافر المروءة كريم النفس محباً لاصطناع المعروف .
واشتغل بصناعة الطب على الشيخ رضي الدين الرحبي وعلى غيره وبقي سنين يتردد إلى البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين بن زنكي ويعالج المرضى فيه احتساباً .
وكانت وفاته في يوم الثلاثاء تاسع شهر شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة .
ولكمال الدين الحمصي من الكتب : مقالة في الباه .
شرح بعض كتاب العلل والأعراض لجالينوس .
الرسالة الكاملة في الأدوية المسهلة .
إختصار كتاب الحاوي للرازي لم يتم .
مقالة في الاستسقاء .
تعاليق على الكليات من كتاب القانون .
تعاليق في الطب .
تعاليق في البول .


موفق الدين عبداللطيف البغدادي هو الشيخ الإمام الفاضل موفق الدين أبو محمد عبداللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد ويعرف بابن اللباد .
موصلي الأصل بغدادي المولد .
وكان قد اعتنى كثيراً بصناعة الطب لما كان بدمشق واشتهر بعلمها .
ثم إن الشيخ موفق الدين أقام بالقاهرة بعد ذلك مدة وله الرتب والجرايات من أولاد الملك الناصر صلاح الدين وأتى إلى مصر ذلك الغلاء العظيم والموتان الذي لم يشاهد مثله .
وألف الشيخ موفق الدين في ذلك كتاباً ذكر فيه أشياء شاهدها أو سمعها ممن عاينها تذهل العقل وسمى ذلك الكتاب أكتاب الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر .
وأقام بدمشق مدة وانتفع الناس به .
ثم إنه سافر إلى حلب وأقام الشيخ موفق الدين بحلب والناس يشتغلون عليه وكثرت تصانيفه .
وكان له من شهاب الدين طغريل الخادم أتابك حلب جار حسن وهو متنحل لتدريس صناعة الطب وغيرها ويتردد إلى الجامع بحلب ليسمع الحديث ويقرىء العريية .
وله كتب كثيرة ومجاميع وتعاليق ومصنفات في شتى أنواع العلوم .
أبو الحجاج يوسف الإسرائيلي مغربي الأصل من مدينة فاس وأتى إلى الديار المصرية واشتغل في مصر بالطب على الرئيس موسى بن ميمون القرطبي .
وسافر بعد ذلك إلى الشام وأقام بمدينة حلب وخدم الملك الظاهر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب .
عمران الإسرائيلي هو الحكيم عمران بن صدقة .
مولده بدمشق فى سنة إحدى وستين وخمسمائة .
وكان أبوه أيضاً طبيباً مشهوراً .
واشتغل عمران على الشيخْ رضي الدين الرحبي بصناعة الطب ولم يخدم أحداً من الملوك في الصحبة ولا تقيد معهم في سفر وتوفي الحكيم عمران في مدينة حمص في شهر جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين ومستمائة وقد استدعاه صاحبها لمداواته .
موفق الدين يعقوب بن سقلاب نصراني كان أعلم أهل زمانه بكتب جالينوس ومعرفتها والتدقيق لمعانيها والدراية لها .


وكان من كثرة اجتهاده في صناعة الطب وشدة حرصه ومواظبته على القراءة والمطالعة لكتب جالينوس وجودة فطرته وقوة ذكائه أن جمهور كتب جالينوس وأقواله فيها كانت مستحضرة له في خاطره .
وكان شديد البحث واستقراء الأعراض بحيث أنه كان إذا افتقد مريضاً لا يزال يستقصي منه عرضاً عرضاً وما يشكوه مما يجده من مرضه حالاً حالاً إلى أن لا يترك عرضاً يستدل به على تدقيق المرض إلا ويعتبره فكانت أبداً معالجاته لا مزيد عليها في الجودة .
ولما خدم الملك المعظم عيسى بن أبي بكر بن أيوب وصار معه في الصحبة كان حسن الاعتقاد فيه حتى إنه كان يعتمد عليه في كثير من الآراء الطبية ثم توفي بدمشق في عيد الفصح للنصارى وذلك في شهر ربيع الآخر سنْة خمس وعشرين وستمائة .
سديد الدين أبو منصور هو أبو منصور ابن الحكيم موفق الدين يعقوب بن سقلاب من أفاضل الأطباء وأعيان العلماء متميز في علم صناعة الطب وعملها اشتغل على والده وعلى غيره بصناعة الطب وخدم الحكيم سديد الدين أبو منصور الملك الناصر صلاح الدين داود ابن الملك المعظم عيسى بن أبي بكر بن أيوب .
وأقام في صحبته بالكرك .
ثم أتى أبو منصور إلى دمشق وتوفي بها .
رشيد الدين ابن الصوري هو أبو المنصور بن أبي الفضل بن علي الصوري قد اشتمل على جمل الصناعة الطبية واطلع على محاسنها الجلية والخفية .
وكان أوحداً في معرفة الأدوية المفردة وماهياتها واختلاف أسمائها وصفاتها وتدقيق خواصها وتأثيراتها ومولده في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة بمدينة صور ونشأ بها .
ثم انتقل عنها واشتغل بصناعة الطب على الشيخ موفق الدين عبد العزيز وقرأ أيضاً على الشيخ موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي .
وتميز في صناعة الطب وأقام بالقدس سنتين .
وكان يطب في البيمارستان الذي كان فيه .
وتوفي رشيد الدين بن الصوري رحمه الله يومالأحد أول شهر رجب سنة تسع وثلاثين وستمائة بدمشق .


ولرشيد الدين الصوري من الكتب : كتاب الأدوية المفردة .
الرد على كتاب التاج للغاوي في الأدوية المفردة .
سديد الدين بن رقيقة هو أبو الثناء محمود بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن شجاع الشيباني الحانوي ويعرف بابن رقيقة .
وقد جمع من صناعة الطب ما تفرق من أقوال المتقدمين وتميز على سائر نظرائه وأضرابه من الحكماء والمتطببين .
وأخبرني سديد الدين بن رقيقة أن مولده في سنة أربع وستين وخمسمائة بمدينة حيني ونشأ بها .
ولسديد الدين بن رقيقة من الكتب كتاب لطف السائل وتحف المسائل نظم فيه مسائل حنين .
كليات القانون لابن سينا رجزاً .
كتاب موضحة الاشتباه في أدوية الباه .
كتاب الفريدة الشاهية والقصيدة الباهية .
كتاب قانون الحكماء وفردوس الندماء .
كتاب الغرض المطلوب في صدقة السامري هو صدقة بن منجا بن صدقة السامري من الأكابر في صناعة الطب والمتميزين من أهلها وخدم الملك الأشرف موسى ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب وبقي معه سنين كثيرة في الشرق إلى أن توفي في الخدمة .
ولصدقة السامري من الكتب : تعاليق في الطب ذكر فيها الأمراض وعلاماتها .
شرح كتاب الفصول لأبقراط لم يتم .
مقالة في أسامي الأدوية المفردة .
مهذب الدين يوسف بن أبي سعيد هو الشيخ الإمام العالم الصاحب الوزير مهذب الدين يوسف بن أبي سعيد بن خلف السامري .
قد أتقن الصناعة الطبية وتميز في العلوم الحكمية واشتغل بعلم الأدب وبلغ في الفضائل أعلى الرتب .
وقرأ صناعة الطب على الحكيم إبراهيم السامري المعروف بشمس الحكماء .
وقرأ أيضا على الشيخ اسماعيل بن أبي الوقار الطبيب .
وقرأ على مهذب الدين بن النقاش .
وتميز في صناعة الطب واشتهر بحسن العلاج والمداواة .
الصاحب أمين الدولة هو الصاحب الوزير العالم العامل الرئيس الكامل أفضل الوزراء سيد الحكماء إمام العلماء أمين الدولة أبو الحسن بن غزال بن أبي سعيد .


كان سامرياً وأسلم ولقب بكمال العلماء أمين الدولة أبو الحسن بن غزال بن أبي سعيد .
كان سامرياً وأسلم ولقب بكمال الدين .
وكان مهذب الدين السامري عمه .
كان أولاً عند الملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن عز الدين فرخشاه بن أيوب معتمداً عليه في الصناعة الطبية وأعمالها .
وبعد ذلك استقل بالوزارة للملك الصالح عماد الدين أبي الفداء اسماعيل بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب .
وللصاحب أمين الدولة من الكتب : كتاب النهج الواضح في الطب .
مهذب الدين عبد الرحيم بن علي هو شيخنا الإمام الصدر الكبير العالم الفاضل مهذب الدين أبو محمد عبد الرحيم بن علي بن حامد ويعرف بالدخوار .
وكان أبوه علي بن حامد كحالاً مشهوراً وكذلك كان أخوه وهو حامد بن علي كحالاً .
وكان الحكيم مهذب الدين أيضاً في مبدأ أمره يكحل وهو مع ذلك مواظب على الاشتغال والنسخ .
ثم بعد ذلك لازم موفق الدين بن المطران وتتلمذ له واشتغل عليه بصناعة الطب .
واشتغل بعد ذلك أيضاً على فخر الدين المارديني وخدم الحكيم مهذب الدين الملك العادل أبا بكر بن أيوب بصناعة الطب .
ولما أقام الشيخ مهذب الدين بدمشق شرع في تدريس صناعة الطب واجتمع إليه خلق كثير من أعيان الأطباء وغيرهم يقرأون عليه وأقمت أنا بدمشق لأجل القراءة عليه .
ولمهذب الدين عبد الرحيم بن علي من الكتب : إختصار كتاب الحاوي في الطب للرازي .
مقالة في الإستفراغ .
كتاب الجنينة في الطب .
تعاليق ومسائل في الطب وشكوك طبية .
كتاب الرد على شرح ابن صادق لمسائل حنين .
عمي رشيد الدين علي بن خليفة هو أبو الحسن علي بن خليفة بن يونس بن أبي القاسم بن خليفة من الخزرج من ولد سعد بن عبادة .
مولده بحلب في سنة تسع وسبعين وخمسمائة .
وكان مولد أبي قبله في سنة خمس وسبعين وخمسمائة بالقاهرة المعزية ونشأ أيضاً بالقاهرة واشتغلا بها .


وأول اشتغال عمي بالعلم أنه كان عند تقي المعلم وهو أبو التقي صالح بن أحمد إبراهيم بن الحسن بن سليمان العرشي المقدسي .
ثم باحث الأطباء ولازم مشاهدة المرضى بالبيمارستان ومعرفة أمراضهم وما يصف الأطباء لهم وكان فيه جماعة من أعيان الأطباء .
ثم قرأ في أثناء ذلك علم صناعة الكحل وباشر أعمالها عند القاضي نفيس الدين الزبير وكان المتولي للكحل في ذلك الوقت في البيمارستان .
وكذلك أيضاً باشر معه في البيمارستان أعمال الجراح .
واشتغل أيضاً بالحكمة في ذلك الوقت على موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي لأنه كان أيضاً قد عاد إلى الشام .
ولما كان في يوم الجمعة خامس عشر شهر رمضان سنة خمس وستمائة استدعاه السلطان الملك المعظم عيسى ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب وسمع كلامه وحسن موقعه عنده وأنعم عليه وأمر أن ينتظم في خدمته فاتفقت تعاويق من حركات السلطان .
وبعد ذلك بأيام سمع به صاحب بعلبك وهو الملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن عز الدين فرخشاه بن شاهان شاه بن أيوب فبعث إليه يستدعيه ويستدعي جدي لأنه كان يعرفه من عهد أبيه .
فلما وصلا إليه تلقاهما وأحسن إليهما غاية الإحسان وأطلق لهما الجامكية .
والجراية والرتب .
وكان له تردد إلى الدور السلطانية بالقلعة بدمشق وداوى بها جماعة كانت في أعينهم أمراض صعبة فصلحوا في أسرع وقت .
وعرف بذلك أيضاً الملك العادل وقال : مثل هذا يجب أن يكون معي في السفر والحضر وطلبه للخدمة فسأل أن يعفى وألق يكون مقيماً بدمشق فلم يجبه إلى ذلك وأطلق له جامكية وجراية ولما أقام بدمشق وجعل له مجلساً عاماً لتدريس صناعة الطب واشتغل عليه جماعة وكلهم تميزوا في الطب هو الحكيم الأجل العالم الكامل بدر الدين المظفر ابن القاضي الإمام العالم مجد الدين عبد الرحمن بن إبراهيم .
كان والده قاضياً ببعلبك ونشأ هو بدمشق واشتغل بها في صناعة الطب .


قرأ صناعة الطب على شيخنا الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي رحمه الله خدم الشيخ مهذب الدين الأشرف موسى ابن الملك العادل ثم خدم الحكيم بدر الدين بالرقة في البيمارستان الذي بها وصنف مقالة حسنة في مزاج الرقة وأحوال أهويتها وما يغلب عليها .
وأقام بها سنين واشتغل بها في الحكمة على زين الدين الأعمى رحمه الله .
ثم أتى بدر الدين إلى دمشق .
وخدم أيضاً الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل لمداواة الأدر السعيدة بقلعة دمشق ومن يلوذ بها والتردد إلى البيمارستان ومعالجة المرضى فيه .
وكتب له منشوراً برئاسته أيضاً على جميع الأطباء وذلك في سنة خمس وأربعين وستمائة .
شمس الدين محمد الكلي هو الحكيم الأجل الأوحد العالم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي المحاسن .
كان والده أندلسياً من أهل المغرب وأتى إلى دمشق وأقام بها إلى أن توفي رحمه الله .
ونشأ الحكيم شمس الدين محمد بدمشق وقرأ صناعة الطب على شيخنا الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي رحمه الله وخدم بصناعة الطب الملك الأشرف موسى ابن الملك العادل بدمشق ثم خدم بعد ذلك في البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين بن زنكي رحمه الله وبقي مدة وهو يتردد إليه ويعالج المرضى فيه .
موفق الدين عبد السلام أصله من بلد حماة وأقام بدمشق واشتغل على شيخنا الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي وعلى غيره .
وتميز في صناعة الطب .
ثم سافر إلى حلب وتزيد في العلم وخدم الملك الناصر يوسف بن محمد بن غازي صاحب حلب وأقام عنده ولم يزل في خدمته إلى أن تملك الملك الناصر يوسف بن محمد لدمشق فأتى في صحبته وكان معتمداً عليه كثير الإحسان إليه .
موفق الدين المنفاخ هو الحكيم العالم الأوحد أبو الفضل أسعد بن حلوان أصله من المزة واشتغل بصناعة الطب وتمهر فيها وتميز في أعمالها .
وخدم الملك الأشرف موسى بن أبي بكر بن أيوب في الشرق وبقي في خدمته سنين وانفصل عنه .


وكانت وفاته في حماة سنة اثنتين وأربعين وستمائة .
نجم الدين بن المنفاخ هو الحكيم الأجل العالم الفاضل أبو العباس أحمد بن أبي الفضل أسعد بن حلوان ويعرف بابن العالمة لأن أمه كانت عالمة دمشق وتعرف ببنت دهين اللوز .
ونجم الدين مولده بدمشق في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة .
واشتغل على شيخنا الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي بصناعة الطب حتى أتقنها .
وكان متميزاً في العلوم الحكمية قوياً في علم المنطق مليح التصنيف جيد التأليف .
ولنجم الدين بن المنفاخ من الكتب : كتاب التدقيق في الجمع والتفريق ذكر فيه الأمراض وما تتشابه فيه والتفرقة بين كل واحد منها وبين الآخر مما تشابه في أكثر الأمر .
كتاب المهملات في كتاب الكليات .
كتاب المدخل إلى الطب .
كتاب العلل والأعراض .
كتاب الإشارات المرشدة في الأدوية المفردة .
عز الدين بن السويدي هو الحكيم الأجل الأوحد العالم أبو إسحاق إبراهيم بن محمد من ولد سعد بن معاذ من الأوس مولده في سنة ستمائة بدمشق ونشأ بها وهو علامة أوانه وأوحد زمانه .
وكان أبوه رحمه الله تاجراً من السويداء بحوران والحكيم عز الدين من أجل الأطباء قدراً وأفضلهم ذكراً .
ولم يزل طبيباً في البيمارستان النوري يحصل به للمرضى نهاية الأعراض في إزالة الأمراض وأفضل المنحة في اجتلاب الصحة .
وخدم أيضاً في البيمارستان بباب البريد وتردد إلى قلعة دمشق وكان مدرس الدخوارية .
وكتب عز الدين بخطه كتباً كثيرة جداً في الطب وغيره .
ولعز الدين بن السويدي من الكتب : كتاب الباهر في الجواهر .
كتاب التذكرة الهادية والذخيرة الكافية في الطب .
عماد الدين الدنيسري هو الحكيم العالم الأديب الأريب عماد الدين أبو عبد الله محمد بن القاضي الخطيب تقي الدين عباس بن أحمد بن عبيد الربعي مولده بمدينة دنيسر في سنة خمس وستمائة .
ونشأ بها واشتغل بصناعة الطب اشتغالاً برع به فيها .
كان بدمشق في شهر ذي القعدة سنة سبع وستين وستمائة .


ثم خدم في البيمارستان الكبير النوري بدمشق .
موفق الدين يعقوب السامري هو الحكيم الأجل الأوحد العالم رئيس زمانه وعلامة أوانه أبو يوسف يعقوب بن غنائم .
مولده ومنشأه بدمشق .
بارع في الصناعة الطبية جامع للعلوم الحكمية .
قد أتقن صناعة الطب علماً وعملاً واشتغل عليه جماعة من المتطببين وانتفع به كثير من المتطلبين .
ولموفق الدين يعقوب السامري من الكتب : شرحالكليات من كتاب القانون لابن سينا .
كتاب توفي في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وستمائة .
أبو الفرج بن القف هو الحكيم الأجل العالم أمين الدولة أبو الفرج ابن الشيخ الأوحد العالم موفق الدين بن إسحاق بن القف من نصارى الكرك .
مولده بالكرك في يوم السبت ثالث عشر في القعدة سنة ثلاثين وستمائة .
وقرأ علي بعد ذلك في العلاج من كتب أبي بكر محمد بن زكريا الرازي ثم انتقل أبوه إلى دمشق المحروسة وخدم بها في الديوان السامي وسار ولده معه ولازم جماعة من الفضلاء .
وقرأ في صناعة الطب على الحكيم نجم الدين بن المنفاخ وعلى موفق الدين يعقوب السامري .
وخدم أبو الفرج بن القف بصناعة الطب في قلعة عجلون وأقام بها عدة سنين .
ثم عاد إلى دمشق وخدم في قلعتها المحروسة لمعالجة المرضى وله من الكتب كتاب الشافي في الطب .
شرح الكليات من كتاب القانون لابن سينا .
شرح الفصول مقالة في حفظ الصحة .
كتاب العمل في صناعة الجراح عشرين مقالة علم وعمل يذكر فيه جميع ما يحتاج إليه الجرائحي بحيث لا يحتاج إلى غره .
كتاب جامع الغرض توفي في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وستمائة والله أعلم .